|
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية (Re: هشام آدم)
|
__________________
الموضوع : تأملات على هامش الذات الشعرية لعاطف خيري الكاتب : د. ناهد محمد الحسن
ظلت الذات المستبصرة للفنان نهبا لتجارب قدرية مختلفة، تقودها في رحلة استكشاف متفردة لمعارف ورؤى مختلفة... وكلما صعدت هضبة كشف ما... فتحت نفسها لتستقبل آلاما مهمة... وكلما صعدت الذات كلما تعمق الالم... وعلى مختلف الارتفاعات تأتي مختلف التفاعلات الفنية... فالذين ينظرون الى الحياة من قريب تصرعهم نشوة التحليق، فتأتي أناهم الادبية متعاظمة وساذجة... مبتهجة في الغالب بتفاؤل من لا يدرك ما ينتظره من طريق... حين تقرأ لعاطف
يا خيل... يا بني... يا براك يا ليس من مرضع بلاك فاطنوه من سقية هلاك كان شفته جوه الجنة طين بالنو لي آدم سواك وكان تكفي جغمة من الحنين وتجتمع من الموج الهناك وما كنا في جوف الكمين غنينا غنوات الفكاك صنارة العدم السنين صارقيلا وحشة وارتباك
لا يفوتك انه وقع على كشف ما... لكن قد يفوتك الانين الخاص لهذا الكشف... مصيدة الاقدار الخاصة بالفنان الذي تستهويه الرؤى فلا يقنع من الموج الهناك وتؤرقه الوحدة... وبدلا عن الصراخ والاستنجاد يغني عاطف لخلاصه فقد صار اسيرا للحيرة والارتباك والغربة الابدية... وهذا ما يميز الذات الشعرية لعاطف خيري... ذات متصوفة ذات ضمور خاص... متخوفة من عزلة الاكتشاف اكثر من فرحها بالنبوة... انها مسح كزانتذاكس في(الاغواء الاخير للمسبح).... مسبح يتجاهل الامر الصادر بنبوته... يرى بسيرته الصلب المعلق خلف مجد الانبياء... يفضل ان يتزوج ويرى ابناءه وكلابه ويجلس تسيل دماؤه على صلب خلاص البشرية... والنص اعلاه ليس أدل نص (يطنطن) فيه عاطف من هول البسيرة ففي (منفستو الهمباتة)
الجسد مصلاية الروح الروح المنحوتة كم وكت الوكت الموهط النزوح طالع أعالي الفوق تحت تحتل ينقز في سطوح رهن الأصابع ومنفلت فالت اذا كنت الجنوح وحدك منادي وملتفت
وفي نص آخر :
وانا في سقالة الشوف قدح البسيرة تقي فاتح زريبة الجوف تمرق تحث الخيل على كيفا... كيف معلوف ضهر المظنة يشيل
وفي (سيناريو اليابسة)
سبحانك الاديتنا من خزنك فوانيس
لا شك ان هذه الآهة المستنيرة هي التي اضاءت نصوص عاطف وارهفت مسارات الحضور الشعري لديه... (والقصيدة بالعيش الرهيف فينا) والكشف الذي يصيبك بالالم هو نافذة لكشف جديد... لشاعر استطاع من ضباب الحضور الآني ان يستشرف قمم ما ينتظره من طريق وظل مشدودها... تتشظى ذاته تحت وطأة الاكتشاف العميق والوعي المخيف بالرسالة...
أنا ليه تجيني المويه ضعيانه أدنقر البسه في شبط اخضر ابيت مسلول أصلح في رباط أنا ليه... دكاكين البيوت الواجهة والناس البساط
كتب (كذانتزاكس) في (القديس فرانسيس): ذات ليلة كان فرانسيس يتجول في ازقة اسيزي والقمر بدر معلق في كبد السماء والارض بكاملها تعوم بفرح في الجو، اجال بصره فلم ير عند مداخل البيوت احدا يمتع ناظريه بهذه المعجزة العظيمة، اندفع الي الكنيسة ثم ارتقى برج الجرس وراح يقرع الناقوس وكأن كارثة قد وقعت، استيقظ الناس مروعين وقد باغتهم احتمال حريق محتم واندفعوا - نصف عراة - راكضين باتجاه فناء سكان رفينو حيث رأوا فرانسيس يقرع الجرس باهتياج فصرخوا به هادرين:
(لماذا تقرع الجرس؟ ما الذي حدث؟)
اجابهم فرانسيس من اعلي البرج: (ارفعوا ابصاركم يا اصدقائي، ارفعوا ابصاركم انظروا الى القمر!)..
هكذا كان كزانتزاكس كاتب الجمال والطبيعة الذي تسرقه جماليات الطبيعة من حوله في سرده القصصي فيقودك الى جو متكامل مضمخ برائحة الاكليل الجبلي والنباتات المبتلة للتو بندى الصباح حتى انه يجعلك تشعر بعظمة وحميمية حماة سمراء ملقاة على قارعة الطريق كان يمكن ان تركلها بعينك دون ان تحس بها حتى... وهو يحتمل آلام هذا الوصف في جلد القديسين... بينما عاطف شاعر هش للغاية ليس له اي جلد على هذا الجمال يرى الكون بجماله الطبيعي كما يراه فرانسيس واكثر مؤامرة كبرى ضد سكينته وراحته الخاصة تهشمه الى شظايا صغيرة صغيرة يمكنها ان ترى وهي تتكسر بزوايا مختلفة وآلام عديدة... فعاطف شاعر (يولول) تحت وطأة الجمال القاسي اقرأوا معي:
وآه من المأتم في الجسد وآذان المغارب ومن شبابيك الحبيبة على
المصدر: بوست ( تأملات على هامش الذات الشعرية لعاطف خيرى ) نقلاً عن : صحيفة السوداني
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-19-07, 02:24 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-19-07, 03:32 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-19-07, 05:19 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-19-07, 05:31 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-19-07, 07:34 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 09:03 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 10:55 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 11:05 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 11:10 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 11:43 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 11:50 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 12:09 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-23-07, 10:17 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-23-07, 10:51 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-23-07, 10:59 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-23-07, 11:06 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-23-07, 01:09 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 08:56 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 09:01 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 05:15 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 05:33 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 05:43 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 05:52 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 06:40 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 06:46 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 06:52 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 07:05 PM |
|
|
|