الموت ..... فنتازيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 02:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2006, 03:30 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت ..... فنتازيا (Re: Adil Al Badawi)

    _____________

    المشهد الثالث: (البوابة الأولى)

    على مدّ البصر سواد كوني هائل، ينتهي بضوء خافت لا مصدر له. ليست هناك رائحة للصوت ولا مذاق للون، كل ما هناك هالة من الغبار القاتم يغطي الفراغ اللانهائي، الجو العام يُشعرك بالخوف. وما زال الموكب في صمته يعبر الفراغ متجهاً إلى ذلك النور. يأخذك الفضول لتعرف مصدره، فتخرج رأسك من هودجك، يُومئ لك أحدهم بأن تُدخل رأسك، فتفعل بمنتهى الانصياعية. لا تنظر إلى أسفل. كل الأشياء تبدو أكبر من حقيقتها، ويأخذك الذهول إلى حدّ احتباس الرؤية في نطاق المادة الأثيرية. إياك أن تُغافل الحٌراس، وترمي حبّات القمح لتستدل على طريق العودة (ستعود حتماً) ولكن بطريق آخر. ورغم أنك الآن تسير في الفضاء، لكنك تشعر بالوحل ورتابة الخطوات. تتساءل: "لماذا لا يتكلم الحٌراس، إلى أين يذهبون بي بكل هذا الصمت؟ ولماذا الصمت هو اللغة الأم؟" وكلما زاد خوفك، كلما زادت الأسئلة وزادت الدوائر.

    وفي غلاف الفراغ الغباري ترى بعض الرسومات. ليست مفهومة ولكنها حميمية نوعاً ما، تُذكرك بالنقوش الآدمية. تُرى هل عبر أحدهم من هنا؟ (هنا جدار الذكريات الأرضية) كل واحد منهم كان يشعر بذات الخوف والرهبة، هم يسمحون لك بالتوقيع على هذا الجدار، ولكن أسرع البوابة الأولى تقترب. أنزل من هودجك، مدّ يدك اليمنى.. تحدى أُميّتك .. اكتب .. "كم أخافك أيها النور" جيد! إنها جملة مُعبّرة. والآن تتابع المسير على ذات الهودج. تتسع هالة النور الخافت، تتراءى بعض المخلوقات تحمل نفس الملامح الجامدة. والأجنحة الخضراء. اقترب، اقترب أكثر. يُفتّشون في جيوب روحك فلا يجدون غير بعض الروائح المعلّبة. إنها روائحك الأرضية المفضّلة. لا تخف سيسمحون لك الاحتفاظ بها حتى نهاية الرحلة.

    هذه هي البوابة الأولى مائة حارس يقفون على هذه البوابة. يقفون تماماً كما تقف أشجار الأرز في شموخ مُلفت للنظر. كل ما يفعلونه هنا هو التأكد من هويتك الأرضية، وأنك لا تحمل أو تخبأ أي لون. يُرتلون شيئاً ما بصوتٍ واحد، ثم يدفعون الباب بأجنحتهم، فيغمرك الضوء، يحملك على أنسجته يرتفع بك إلى فوهة الفراغ الأخير. عبأ روائحك هنا في هذه الكوّة. ستدخل الآن السماء الأولى. الأرض هنا أكثر رطوبة من أي وقتٍ آخر. وتشعر ببرودة لذيذة تُداعبك وتنسل من بينك وبينك ولكنك لا تكترث بالبرودة ولا بالمكان، أنت مشغول بأولئك الذي يحاصرون شيئاً ما، تتجه نحوهم. هم يحاصرون طينة مُبللة. يرمون فيها أشياء تبدو قديمة. تسأل الدليل فلا يُجيبك بل يدفعك إلى الأمام. لا وقت للسؤال، عليك فقط أن تعرف ما يجب أن تعرفه. أمامنا الآن مسيرة يومين ضوئيين. ويجب أن نصل قبل هطول المطر. (مطر!!) نعم.. مطر. تتوجه إلى الأمام أو الأعلى صوب قُبّة من القشّ الرطب في منتصف الساحة، تحت هذه القبة أطفالٌ ضوئيون يلعبون النرد. تقدّم نحوهم، كلّما فعلت اكتشفت بأنهم ليسوا حقيقيين، أو ربما تضيق لديك مساحة الرؤية، أو ربما هي الشفافية التي تجعلك تشعر بكلّ هذا. يبتسمون في وجهك ببراءة، ولكنهم لا يتكلمون. تُحس أنّ حديثهم بينهم حوار صامت، أو ربما لغةٌ لا تفهمها أنت. ربما تشعر الآن بالارتياح، وربما بالخوف من كل ما تراه. وكل ما تراه مختلفٌ تماماً عن ما تعرفه بأثرٍ أرضي! هنا أنت الآن في منتصف السماء الأولى. هذه السماء تبدو لك غير مأهولة بالسُكان (نوعاً ما) لو استثنيتَ أولئك الذي يحاصرون الشيء الما، والمائة حارس الذين يقفون أمام البوابة. الجميع هنا في حالة من القًدسية والصلاة والنظر إلى أعلى. هم يفعلون هذا بين اللحظة والأخرى وكأنه طقسٌ ملائكي مُعتاد. اترك الأطفال يلعبون وانطلق قُدماً إلى حيث يجب أن تسير، إلى الأمام (الأعلى) حيث يبدأ المكان بارتداء العتمة المُقنّنة.

    يبدأ الضوء بالخفوت تدريجياً، وتبدأ الأرض تحتك أكثر رخاوة وأكثر لزاجة! أمامك فضاءٌ مليء بالفراغ والظلام. هنا سانحة جيدة لتتذكر. هل تشتاق إلى العيون الست؟ هل تحنًُ لسقف بيتك الذي اخترقته قبل بُرهة دون أن تنزع عنه الدِهان؟ هل تشتاق لأرضيتك؟ إنها الصيرورة الحتمية والمسلّمة. أنت الآن تشعر أنك في نقطة الـ(لا عودة). تنطلق ببطء إلى النقطة التالية، وأنت تحملك معك ألف سؤال، ولا تزال الروائح في جيبك تطمئنك قليلاً، وتُشعرك بأنك ما تزال تحتفظ بشيء منك. السير علامة الصعود. الصعود إلى حيث الـ(هناك)، ورغم أنك ستصل لا محالة إلاّ أنك تستبعده أو ربما تخشاه، تهابه. وترى كل في كل ما حولك تلميحاً لوقفة قد تطول. هنا في السماء الأولى، تخف الأقدام قليلاً إلاّ من قُبّة القش وحُراس البوابة. هنا السماء الصامتة، إنه الخط الحيادي بين ( هنا ) و ( هناك ). معظم الذي تراهم مُنشغلون عنك بالنظر إلى أعلى (العبادة) المفضّلة! وعلى كل الجدران نفس الرسومات المكررة، توحي لك بدفء التواصل. لا وجود هنا للمساحة الزمانية، الوقت ترف هامشي. ولكنك تعلم أنك مكثتَ هنا ما يكفي لتشعر بالسأم والضجر. حذاري .. الروائح هنا تفقد خصوصيتها، لتدخل في المساحة الأكثر اتساعاً، تأخذ شكله الرتيب. ويصبح العطر ركيكاً حين تستهلكه الأنوف .. عليك الآن أن تحفظ تلك الروائح في ذاكرتك. هنا النقطة التي لا يمكنك بعدها أن تحمل أي شيءٍ معك. اشتم عطرك الذاتي، وعطر بيتك، أبنائك، زوجتك، والأصدقاء. حاول أن تتذكر من يستحق منك الاهتمام كي تعبأ رائحته في صندوق ذكرياتك.
    هذه هي السماء الأولى .. كل ذرةٍ من الضباب توازي ذاكرة عشوائية لملايين العابرين من هنا. الأطفال، والشيوخ والنساء والرجال والأنبياء والشهداء! هو المكان المكرّس للروائح. حيث تبدأ وتنتهي هنا فقط. تنشأ الإلفة المكانية بينك وبين كل رائحةٍ على حدا. تتذكر الأشياء كأنك تلمسها للتو. تجد في كل رائحة مكاناً حافلاً بالذكريات والأشخاص والظرف الزماني.

    أنت وحدك فقط تختار من كل هذه الروائح ما تشتهي (الروائح مِلكٌ مُشاع للجميع). ما تزال أرضياً بطريقةٍ ما، تعرف ذلك من النظرات التي تُوجه إليك. ولكن لا تخف سوف تُصبح ضمن هذه الوحدة قريباً. عليك الآن أن تستعد للبوابة الثانية. هل تراها؟ عمّا تبحث؟ لا تخف سوف تصلها بشكل تلقائي. سوف نأخذك إليها، في الحقيقة نحن متوجهون إليها فعلاً.. أنتَ لا تراها ولكنها على مرمى غيمتين من هنا! المكان أمامك مُوغِلٌ في التلاشي، والظلام يتدرج في مدى البصر. تحول دونك ودون أن ترى ما تُخبأه العتمة السماوية. ومن بين عتمة وعتمة يخرج (في كل مرة) شُلّة من الملائكة يحملون هودجاً به زائرٌ مثلك في طريق العودة. ربما يكون هذا هو المنظر الأكثر إخافةً لك. بعضهم يحملون هودجاً فارغاً (أو هكذا يُخيّل إليك) وبعضهم يحملون هودجاً مغلقاً من الجانبين. ستشعر برغبة تجعلك لا تشعر بالحاجة للنظر إلى هذا المنظر المُتكرر دائماً. تعتاد عليه. لا أصوات لا ملامح لا ألوان فقط روائح. وكلّما تقدمت إلى الأمام (الأعلى) شعرت بصعوبة التنفس. تعاني من انعدام الجاذبية. رغم أنك الثِقلُ الوحيد في الحيّز الـ(لا انتماء) تنتمي بطريقةٍ ما إلى شيء ما. وتدخل في هذا النص المُعزّز بالجُمَل الاعتراضية. تحتاج إلى بعض المساعدة، ولكنّ حيائك يمنعك. لا بأس.

    ما زالت الرحلة في بدايتها ولن تنتهي حتى تعرف كل شيء! وعلى الجانب القصي من الطريق الضبابي المُعتم، شجرةٌ هائلةٌ لها فرعٌ واحد. تأتي إليها أشباه العصافير والطيور. طيور صامتة تُجيد المُراقبة والتلصص. وهنا فقط تُسافر الطيور مع الطيور إلى الطيور.. والتحليق والتصفيق بالأجنحة هي علامة العبور الحادي والعشرين! خط أحمر يفصل بين الغيمة والأخرى . ومطرٌ يصعّد إلى الأعلى واللحظة الآن أوان الانتقال من الأبجدية إلى النزول التصاعدي. لا وقت للتعب، لا وقت للخوف، لا وقت للبكاء! هاهي البوابة الثانية أعلنت الظهور على هالةٍ من الضوء الوقور. يساورك الشك في صِحّة العد فتعدُ من جديد. يُسرع الدليل في الخُطى وتبدأ الأجنحة الخضراء بالرفرفة. لا تخف، لن يشرعوا في التحليق إنما هي التحية السماوية (شيفرة) اللون الأخضر. هذه البوابة أكثر هيبة من سابقتها. فاحترس أن يراك الحُراس خائفاً.

    _________________

    welcome to the death land Adil Al Badawi & alsara
                  

العنوان الكاتب Date
الموت ..... فنتازيا هشام آدم01-22-06, 02:23 PM
  Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم01-24-06, 12:44 PM
    Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم01-31-06, 02:14 PM
      Re: الموت ..... فنتازيا محمد خالد ابونورة01-31-06, 02:34 PM
        Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم01-31-06, 02:46 PM
        Re: الموت ..... فنتازيا showgi idriss01-31-06, 02:47 PM
          Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم01-31-06, 03:03 PM
            Re: الموت ..... فنتازيا معتز تروتسكى04-04-06, 09:21 AM
              Re: الموت ..... فنتازيا محمد عبد المنعم عمر04-04-06, 09:27 AM
                Re: الموت ..... فنتازيا alsara04-04-06, 09:02 PM
                  Re: الموت ..... فنتازيا Adil Al Badawi04-05-06, 00:38 AM
                    Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-11-06, 03:30 PM
                      Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-14-06, 01:33 PM
                        Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-14-06, 01:36 PM
                          Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-14-06, 01:40 PM
                            Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-15-06, 01:16 PM
                              Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-15-06, 02:43 PM
  Re: الموت ..... فنتازيا نجوان04-16-06, 02:09 AM
    Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-16-06, 09:37 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de