الموت ..... فنتازيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 00:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2006, 02:23 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الموت ..... فنتازيا

    مشاهد الدليل السياحي لرحلة العمر

    ( على مشاهد )


    المشهد الأول: (صالة المغادرة)
    في القطار الأبيض الذي يُقلك الآن، أنتَ مُستلقٍ عليه في انتظار الرحلة القادمة. هذا القطار لا يُغادر المكان، ولكنه قطار مرحلي. ترقد الآن توخزك مرارة الرحيل، ومرارة الانتظار. ثمانية أعين، وأربعة وجوه كلّها تتقاطع في نقطة ما في الفراغ الحزائني المهيب. هستيريا صامتة. وتبدو صورة المكان أكثر تجريدية عندما تختزله في مكانٍ واحد، وبُعدٍ واحد فقط؛ هو أنت! ظِل البكاء هو الشيء الوحيد الذي يتحرك. وأنفاسٌ خافتةٌ تخرج ساخنةً لتخالط برودة الخوف. أنت الآن ترى كل شيءٍ بوضوح تام (فبصرك اليوم حديد) هذا الوضوح الذي بلا رتوش لأنّ ذاتيتك، وانحيازك لم تعبثا في رسم لوحتها. الألوان تأخذ حجمها الطبيعي، الطاولة هناك، الستائر، خِزانة الملابس، المجلات الشهرية، ومعطف المواسم الماطرة، نظارة القراءة، علبة السجائر. تقرأ كل هذا وأنت تودّعه في صمتٍ رزين.

    الساعة الآن تمام الاستعداد. وها أنت تحاول إلقاء النظرة الأخيرة على العيون الست التي تنظر إليك. لا تعرف الآن معنى هذه النظرات، هل هي نظرات توديعٍ أم نظرات حزن أم هي نظراتٌ تتوسل إليك بأن تبقى. أنت نفسك ترغب في البقاء، ولكنه رحيلٌ قسري. تفتح السماء أبوابها لينزل الزائرون ذوو الأجنة الخضراء في موكب (صامتٍ) وقور، لا يعرفون معنى الالتفات. ملامحهم لزجة تحملُ معنى الحيادية. يخرجون - أو ينزلون - من الأبواب الفوقية، لكنّهم يدخلون من كل مكان. ينقشع عنك الحجاب فتراهم للوهلة الأولى. لا تعرفهم، ولكنّك ستغادر معهم؛ لذا يجب عليك أن تعتاد عليهم، وعلى وجوههم المُجرّدة. كأنّك لا ترى غيرهم، يغمرون المكان حيزاً إضافياً ويجلسون حتى دون أن يلقون التحية، تعدّهم، تجد أنهم ينقصون شخصاً، يبدو أنهم في انتظاره الآن.

    ورغم أنهم قادمون من أجلك أنت، إلاّ أنهم لا ينظرون إليك كتلك العيون الست. لا نظرات، لا مساحات حوارية، لا شيء! في الحقيقة أنت منفصل عن من هم حولك من الناس الأرضيين بطريقة ما، ربما لا تراهم ولا تسمع بكائهم الذي يتعالى كلّما رأوا في عينيك ذلك التوجّس. هناك هالة من الأثير تُغطي المكان، وكأنّك ترى الأشياء من خلف زجاجٍ مكسور. وفجأة يقوم الزائرون السماويون بحركة ميكانيكية منسّقة، ويدخل (الدليل). إيّاك أن تنظر إليه. إنه أكثر هيبة ووقاراً من البقية، يحمل في يده عصا معقوفة، ولكنها ليست عصا خشبية، إنها من عنصر آخر – أغلب الظن أنه ليس عنصراً أرضياً – يحملها بشكل أفقي، يأرجحها فوق رأسك، لها رائحة الموت، وطعم الموتى! هنا الأمر أصبح أكثر جديّة من ذي قبل. تراك العيون الست وأنت شاخص البصر، فيزيدون جُرعة النواح، تخرج الزوجة خارج (صالة الانتظار)، هي لا تُريد أن تراك تغادر دون أن تُقبّلها (قبلة الوداع) ويمسك الأطفال ثوبك بشدّة، لكنّك لا تشعر بشيء، عيناك تتحركان مع العصا أنّى اتجهت. وأطرافك باردة، تثور على إرادتك وتلتف الساق بالساق، ويُطلق (القطار) صافرة الرحيل.

    هو الوداع الذي تخافه ولكنك تنتظره. تُرى هل أنت خائف أم حزين؟ ينظر إليك (الدليل) بوجه خالٍ من التعابير، خالٍ من الوصف: "سأكون دليلك في هذه الرحلة، حين تخرج من هذا الصندوق اللحمي، كُلّ ما عليك فعله هو أن تمتطي صهوة هذا (الهودج)". لا تخف أيها الراحل، كل ما عليك فعله هو أن تثق بهؤلاء الغرباء وأن تُغمض عينيك. أنت لا تعرف كيف ستخرج من هذا التابوت اللحمي، ولكنهم سيخرجونك، حتّى لا تُحاول أن تُساعدهم. ولا تخف من هذه الأجنحة الخضراء، فإنهم لا يستخدمونها في الطيران. فقط امتط الهودج وحسب.


    نواصل.........
                  

العنوان الكاتب Date
الموت ..... فنتازيا هشام آدم01-22-06, 02:23 PM
  Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم01-24-06, 12:44 PM
    Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم01-31-06, 02:14 PM
      Re: الموت ..... فنتازيا محمد خالد ابونورة01-31-06, 02:34 PM
        Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم01-31-06, 02:46 PM
        Re: الموت ..... فنتازيا showgi idriss01-31-06, 02:47 PM
          Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم01-31-06, 03:03 PM
            Re: الموت ..... فنتازيا معتز تروتسكى04-04-06, 09:21 AM
              Re: الموت ..... فنتازيا محمد عبد المنعم عمر04-04-06, 09:27 AM
                Re: الموت ..... فنتازيا alsara04-04-06, 09:02 PM
                  Re: الموت ..... فنتازيا Adil Al Badawi04-05-06, 00:38 AM
                    Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-11-06, 03:30 PM
                      Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-14-06, 01:33 PM
                        Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-14-06, 01:36 PM
                          Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-14-06, 01:40 PM
                            Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-15-06, 01:16 PM
                              Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-15-06, 02:43 PM
  Re: الموت ..... فنتازيا نجوان04-16-06, 02:09 AM
    Re: الموت ..... فنتازيا هشام آدم04-16-06, 09:37 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de