ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا......

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 01:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عصام جبر الله(esam gabralla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-15-2004, 05:06 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... (Re: esam gabralla)

    Quote: في مديح المنطق السليم
    ادواردو غاليانو


    إن عالمنا الذي يفتقر إلى الثبات والتضامن يعاني أيضاً مرضاً أكثر قساوةً ألا وهو غياب الهوامش الواسعة المفتوحة أمام الحوار والعمل المشترك. أين تجد مساحة للاجتماع لا يزال اللقاء والتبادل فيها ممكنين؟ ألا يفترض بنا بدء بحثنا عن مجرد المنطق السليم الذي بات ثميناً ونادر الوجود؟

    فلنأخذ مثالا من النفقات العسكرية. يخصص العالم يوميا 2،2 مليار دولار لإنتاج الموت. والأصح أن العالم يكرس هذه الثروات الهائلة من اجل الإعداد لرحلات صيد ضخمة يكون الصياد والطريدة فيها من الصنف عينه ويخرج منها منتصرا من يزهق أرواح أكبر عدد من أمثاله الآدميين. تسعة أيام من النفقات العسكرية كافية لتأمين الغذاء والتعليم والطبابة لكل من يعوزها على وجه الأرض.

    بداية، يمثل هذا الهدر المالي انتهاكا فاضحا للمنطق السليم. وفي النهاية إلى أين يقود؟ التبرير الرسمي يتحدث عن الحرب على الإرهاب. لكن المنطق السليم يقول لنا أن الإرهاب ممتن لهذا الهدر إذ لا لزوم للتعمق في العلم كي ندرك أن الحرب في العراق أو في أفغانستان ساهمت في تنشيط الإرهاب بشكل قوي. إن الحروب ناتجة من إرهاب الدولة، وإرهاب الدولة يتغذى من الإرهاب الخاص. والعكس بالعكس...

    أرقام صدرت مؤخراً: الاقتصاد الاميركي ينهض من جديد والنمو مرضي. يقول الخبراء إن هذا النمو ما كان ليرتفع بهذه النسبة لولا النفقات العائدة إلى الحرب في بلاد ما بين النهرين. الحرب على العراق خبر سار إذن للاقتصاد في شكل من الأشكال. والقتلى؟ باسم من يتكلم المنطق السليم، بصوت الإحصائيات الاقتصادية أم بالنبرة المتهدجة لخوليو انغيتا[1]: "ملعونة هذه الحرب والحروب جميعها"؟

    إن المصنعين والمتاجرين الخمسة الكبار في العالم (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا وفرنسا) هم من يتمتع بحق النقض في مجلس الأمن الدولي. أليس من الإهانة للمنطق السليم أن يكون ضامنو السلام العالمي هم كبار مصدّري السلاح في الأرض؟

    في ساعة الحقيقة تفرض هذه الدول الخمس إرادتها وهي أيضاً تدير صندوق النقد الدولي. غالبيتها مصنفة بين الدول الثماني التي تتخذ القرارات الحاسمة داخل البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية التي ينص قانونها على التصويت لكن لا يحتكم إليه أبداً.

    ألا يجب أن يبدأ النضال من أجل الديموقراطية بإدخال هذه الديموقراطية إلى آلية عمل المؤسسات المفترض أنها دولية؟ ماذا يقول المنطق السليم؟ لا رأي له هنا ولا حق له في الاقتراع أو حتى في الكلام.

    إن قسماً كبيراً من أفظع الجرائم وأسوأ المظالم التي ترتكب على هذا الكوكب تحاك من خلال هذه الهيئات (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية) المسمّاة دولية. أما الضحايا فهم "المفقودون"، ليسوا الضائعين في ليل الديكتاتوريات العسكرية وضبابها بل هم "مفقودو الديموقراطية". فخلال السنوات الماضية وفي بلدي الاورغواي كما في سائر بلدان أميركا اللاتينية والعالم، شاهدنا فقدان الوظائف والأجور والتعويضات التقاعدية والمصانع والأراضي والأنهار وشاهدنا حتى فقدان أبنائنا الذين اضطروا للهجرة بحثا عما فقدوه ليسلكوا الاتجاه المعاكس لهجرة أجدادهم.

    هل يرغمنا التفكير السليم على معاناة كل هذه المآسي؟ على قبولها ونحن مكتوفو الأيدي كأنها قدر الزمن أو الموت؟

    القبول، الرضوخ؟ من الواضح أن العالم بات شيئاً فشيئاً أقل عدالة. لنأخذ مثالا على الفارق بين أجر الرجل وأجر المرأة فهو ليس كبيراً كما كان عليه في الماضي، لكن المساواة في الأجور بين الجنسين لن تتحقق قبل 475 سنة إذا سارت الأمور على المنوال نفسه! بماذا ينصحنا المنطق السليم؟ بالانتظار؟ على حد علمي ما من امرأة يمكن أن تعيش إلى هذا التاريخ.

    تعلمنا التربية الحقيقية النابعة من المنطق السليم والمؤدية إليه أن نكافح لاستعادة ما أخذ منا عنوة. فالأسقف الكاتالوني بدرو كاسالداليغا[2] يتمتع بخبرة طويلة لسنوات أمضاها في الأدغال البرازيلية. وهو يقول أنه إذا كان من الأفضل تعليم الصيد بدل إعطاء سمكة فلا فائدة من تعليم الصيد إذا كانت الأنهر مسممة أو مبيعة.

    من اجل ترقيص الدببة في السيرك يصار إلى تدريبها على إيقاع الموسيقى والضرب بواسطة عصا مغروزة بالدبابيس. إذا رقص الدب كما يجب يتوقف المدرّب عن ضربه ويعطيه الأكل. وإلا فالعذاب يستمر ويرجع الدب في آخر الليل إلى قفصه بلا عشاء. ترقص الدببة خوفاً من الضرب وخوفا من الجوع. هذا هو المنطق السليم من وجهة نظر المدرّب. لكن ما قول الحيوان المكسور؟

    أيلول/سبتمبر 2001، نيويورك. عندما بقرت الطائرة ناطحة السحاب الثانية وراحت تتداعى ثم تنهار، هرع الناس نزولا على السلالم لكن مكبرات الصوت أصدرت أمراً للأجراء بالعودة إلى مراكز أعمالهم. من تصرف وفق المنطق السليم؟ الذين خالفوا الأوامر أنقذوا حياتهم.

    كي ننقذ أنفسنا علينا التجمع. كأصابع اليد الواحدة، كالبط في سرب واحد. تقنية الطيران الجماعي: تنطلق البطة الأولى لتفتح الطريق أمام الثانية التي تدل الثالثة على الاتجاه الصحيح والطاقة المنبعثة من الثالثة تجعل الرابعة تطير لتجر وراءها الخامسة فتعطي القوة للسادسة ومن ثم السابعة...

    ما أن يتعب البط الكشاف حتى يلتحق بذيل السرب ويترك المقدمة لطير آخر على رأس حرف الـ V المقلوب هذا الذي يرسمه البط في الهواء. الجميع يتداولون في المقدمة والمؤخرة وبحسب صديقي خوان دياز بورديناف[3] وهو ليس اختصاصياً في الطيور فالبط الذي يطير في المقدمة لا يعتبر نفسه مميزا والذي يبقى في المؤخرة لا يعاني النقص. فطيور البط لم تفقد المنطق السليم.



    * كاتب وصحافي من الاوروغواي، له ثلاثية

    Memoire du feu, Plon, Paris, 1988
    [1] سياسي اسباني وقائد تاريخي لليسار الموحد قتل ابنه خوليو انغيتا بارادو بصاروخ عراقي جنوب بغداد بينما كان بصفته مراسلا لصحيقة "الموندو" يتقدم ملتحقا بالجيش الاميركي الثالث.

    [2] اقترح اسمه لجائزة نوبل للسلام. مواليد 1928، ينتمي إلى تيار لاهوت التحرير وهو مسؤول منذ 35 عاما عن أكثر أبرشيات البرازيل فقرا في ولاية ماتو غروسو.

    [3] كاتب مقالة من الباراغواي واخصائي في التواصل، من مؤلفاته Comunicacion y Sociedad, Busqueda, Buenos Aires, 1985
                  

العنوان الكاتب Date
ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... esam gabralla09-13-04, 11:30 AM
  Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... إيمان أحمد09-13-04, 01:52 PM
  Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... esam gabralla09-14-04, 06:46 AM
  Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... مزن ابوعبيدة النيل09-14-04, 12:27 PM
    Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... Adil Isaac09-14-04, 03:21 PM
    Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... esam gabralla09-14-04, 03:51 PM
  Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... esam gabralla09-15-04, 05:06 AM
  Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... Khalid Eltayeb09-15-04, 05:15 AM
  Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... esam gabralla09-15-04, 01:01 PM
  Re: قصائد من سنغور esam gabralla09-16-04, 08:27 AM
    Re: قصائد من سنغور Osman Hamid09-17-04, 01:21 AM
  Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... esam gabralla09-17-04, 01:29 PM
  Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... esam gabralla09-17-04, 01:33 PM
  Re: ألفية تمضي وأخرى تبدأ ...أحاجٍ ويوتوبيا...... شقرور09-17-04, 02:36 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de