منقول:ماهى الأسباب الحقيقية لإنتشار مرض السرطان بالسودان؟

Quote: ماهى الأسباب الحقيقية لإنتشار مرض السرطان بالسودان؟ سؤال موجه للجهات الصحية، وبخاصة وزارة الصحة الإتحادية. عارف الخير/كوالالمبور [email protected] جاءت معرفة معظم أبناء جيلى بمرض السرطان متأخرة كثيراً، وبالنسبة لى شخصياً فقد كنت في بداية مرحلة الدراسة المتوسطة أسمع من فترة لأخرى بكلمة سرطان والتى أحيانا تترامى الى مسمعى باللغة الأجنبية Cancer ولكن من خلال السياق تستطيع إدراك أن الكلمتين يصفان شيئا واحدا ومن الواضح أنه شيئ بغيض فهو ذلك المرض الوحيد الذى يدخل الرعب والخوف داخل من يسمع به ناهيك عمن يصاب به وكان عندما يذكره كبارنا يلحقونه دون غيره من الأمراض والأوبئة بعبارات (حمانا وحماكم الله) و(أجارنا الله وإياكم) ، وكأنما هو المرض الوحيد القاتل وأن الملاريا والتايفويد والحصبة والحمي الصفراء أمراض عافية (وهى صفة يطلقها أهلنا على بعض الأمراض الخيفة مثل نزلة البرد والصداع وغيرهما). وسبب ذلك هو عدم معرفتنا بهذا المرض فى زماننا فقد كان تقريباً معدوماً تماماً- وهذه ليست إحصائية رسمية- وكنا نسمع به فقط من خلال الصحف ووسائل الإعلام العربية عندما تذكر أن ذلك النجم المشهور في تلك الدولة قد توفى بسرطان الكبد أو أن تلك الممثلة الشابة مصابة بسرطان الرئة وتتقطع قلوبنا حزناً عليهما لمعرفتنا أن الإثنين ميتان. حيث لم يستطع العلماء حتى الآن إكتشاف علاج لهذا المرض اللعين على الرغم من توصل العلماء لمعرفة الكثير من مسبباته. وأذكر في هذا المجال أنه فى عام 1983م كان الخبير الزراعى حافظ أحمد حجاز الأستاذ بجامعة أبى نعامة الزراعية حالياً يحضر درجة الماجستير فى دراسة فطر يعد من أكثر الفطريات المسببة لمرض السرطان آنذاك ويكثر وجوده فى الحمص والفول السودانى. وكما شرح لنا وفهمنا - على قدر فهمنا فى تلك الأيام، وبإعتبارنا مشروع طلاب أدبيين- فإن هذا الفطر ما هو إلا تلك البودرة البيضاء التى كثيرا ما نجدها داخل حبة الفول السودانى ونأكلها على أنها من بقايا الرماد( الهبود) الذى تم إستخدامه فى صنع الفول. ونخشى من وجود فطريات مشابهة فى التسالي والنبق بل والجردقة والمحريب والحرجل والقرض وهى تلك الأدوية البلدية التى يكثر إستعمالنا لها فى مناطق السودان المختلفة. أيضاً يتحدث الناس هذه الأيام عن أن مبيدات الآفات الزراعية التى يكثر إستخدامها فى أواسط السودان وشماله هى السبب الرئسى لانتشار مرض السرطان وبعضهم يلقى باللائمة على الأسمدة. وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك ويتحدث عن نفايات ذرية قامت بدفنها إحدى الدول العظمى فى (تربة أفرنجى) سودانية –كما يقول عادل إمام- وذلك فى عهد واحدة من الحكومات (الوطنية). ومهما إختلف الناس حول مسببات إنتشار مرض السرطان فى أيامنا هذه إلا أنهم يتفقون حول وجوده وبدرجة واسعة الإنتشار مقارنة بالسنوات الماضة. فبعد أن كنّا نسمع بوجود هذا الداء اللعين خارج وطننا المعافى وذلك من خلال وسائل الإعلام المحلية والعالمية، إنتقلنا لمرحلة نسمع فيها بواحد قتله السرطان فى مدينة كذا قبل عامين أو آخر أصيب بهذا الداء المرعب بتلك القرية بعده بثلاث سنوات. لنجيئ للمرحلة التى لم تسلم فيها أسرة من هذا المرض الذى أخشى أن يصح وصفه بالوبائى. ومع كل ذلك لم يستطع أحد أن يعرف سبب الإنتشار الواسع للسرطان فى بلادنا خلال الأعوام الأخيرة. فطالما لم تتمكن الدول المتقدمة علمياً وطبياً -بفضل أبنائنا من الأطباء المهاجرين- من إجراء أبحاث ناجحة للتوصل إلى علاج لهذا المرض اللعين فإننا لن نتجرأ ونحلم بحدوث ذلك فى بلادنا التى لم يبق بها سوى أطباء الخدمة الإلزامية، وكل ما نطمح إليه هو أن تقول لنا الجهات المعنية لماذا إنتشر السرطان بهذا الشكل في بلادنا المعروفة بأنها من أنظف بلاد الدنيا بيئياً لولا شوارع الخرطوم والملاريا قاتلهمـا الله.