تطورات خطيرة للغاية في قضية السودانيين المعرضين للخطر في العراق...

Quote: نشكركم لكم إهتمامكم بالدارفوريين العالقين في العراق، وهي قضية عاجلة ظلت مجموعة عمل دارفور كورنيل (Cornell Darfur Action Group) تتابعها وتحاول التجاوب معها منذ الأسابيع العديدة الماضية. سوف أوجز الموقف في هذا الإيميل وأرفق معلومات عن خلفية القضية. نحو 414 دارفوري (من بينهم بعض العوائل والأطفال) حضروا العراق كلاجئين وذلك قبل الغزو الأمريكي في 2003. ومنذ الغزو أتضح أنهم ظلوا مستهدفين وعرضة للهجوم من كافة الأطراف بما في ذلك القوات الأمريكية وقوات الحكومة العراقية (اللذين يعتقدان أنهم أرهابيين أجانب)، والجماعات المسلحة. عقب أن تعرض العديد من أعضاء المجموعة إلى اطلاق النار أو قتلوا أو جرحوا أو أعتقلوا أو أختطفوا وأسروا من أجل فدية مالية، فقد تلاقوا مع بعضهم في الحي الشرقي في بغداد. ولأنهم يخشون الخروج إلى الشارع للبحث عن عمل أو حتى لشراء الغذاء أو الدواء فلذا فإنهم يعيشون متضامنين مع بعضهم ويتقاسمون الطعام في حصص. لم تستجب السفارة السودانية في بغداد لنداءات طلب المساعدة الصادرة منهم، وفي الحقيقة فإنني أشك (إلا أنه لا يمكنني إثبات ذلك) أن السفارة السودانية قد قامت في الواقع بتشجيع القوات الأمريكية وقوات الحكومة العراقية على استهدافهم. المزيد من التفاصيل عن وضعهم العام واردة في المناشدة الأصلية المرفقة التي أستلمناها في 7 مايو. في يوم السبت 14 مايو توجه 70 من أعضاء المجموعة (بينهم نساء وأطفال) من الذين حصلوا على تأشيرات مغادرة من العراق إلى معبر الرويشد الحدودي لمحاولة دخول الأدرن. وقاموا مقدماً بالتنسيق مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. إلا انهم لم يمنعوا من الدخول إلى الأردن فقط بل ان بعضهم تعرضوا للضرب من شرطة الحدود الأردنية. وبينما كانوا يتفاوضون مع السلطات الأردنية ومفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين حضرت القوات الأمريكية وقامت بتحميلهم على شاحنات ونقلهم عنوة من منطقة الحدود ثم أنزلوهم على بعد نحو 70 كلم من الحدود بالقرب من الرطبة في منطقة الأنبار في وسط الصحراء وبدون أي مؤون. وما زالوا يمكثون هناك ووضعهم يتفاقم سوءاً. في 24 مايو أنضم إليهم 59 دارفوريا من بغداد (مقياس لمدى سوء حالتهم هناك أيضاً) وبذلك أصبح العدد حالياً 129 شخصاً في الصحراء و285 ظلوا في بغداد. يبعد الأشخاص الموجودين في الصحراء نحو 70 كلم من أقرب مدينة (ومستشفى) وهي مدينة الرطبة, وبحوزتهم القليل جداً من الطعام وليس لديهم أدوية ولا يوجد هناك مأوى حقيقي. ولوقت قريب كانت هناك قبيلة بدوية تمدهم بكمية محدودة من المياه غير النقية. ثم علمت المجموعة قبل أيام قليلة أن القبيلة توقفت عن القيام بذلك. يتفشى بينهم الأسهال ومشاكل صحية أخرى وهناك عدد من الحالات الحرجة وخصوصا بين الأطفال الصغار. وربما يعزى ذلك لحد ما إلى أن منطقة الأنبار معروفة بأنها مركز للجماعات الأرهابية في العراق ولذا لم تسجل للمجموعة زيارات من المنظمات غير الحكومية أو المسئولين، وحسب علمي، فإنه من المفترض أن تكون القوات الأمريكية على علم بوجودهم بالقرب من الرطبه مادام أنهم هم الذين أحضروهم هناك. وفي غضون ذلك فإن محاولاتهم المتواصلة للتفاوض مع المفوضية العليا للاجئين والسلطات الأردنية لم يكن لها مردود. العديد من مجموعات حقوق الإنسان (العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان) جميعها على علم بوضعهم إلا أنني لا أظن أنهم قد قاموا بإجراءات عاجلة حيال الوضع. ونسبة لأن كل المعلومات تقريبا التي وصلتنا عن هذا الموضوع هي باللغة العربية فإن الغالبية الساحقة من المجموعات التي تتعامل في الشأن الدارفوري في الولايات المتحدة ليست على علم بوجود المجموعة. أن الأشخاص بصفة عامة الذين يحاولون جدياً مساعدتهم هم اللاجئون من أبناء دارفور في الولايات المتحدة وكندا والشرق الأوسط (السعودية) وأوربا، ولقد وجهوا نداءات إلى المفوضية العليا للاجئين والسلطات الأدرنية ومجموعات حقوق الإنسان. كما نشروا المعلومات باللغة العربية على موقع سودانيس أونلاين (www.sudaneseonline.com) وهو يخدم السودانيين في المهجر وقد قاموا بتكوين مجموعات تضامنية عدة تركز على قضيتهم. وأنا أبذل ما في وسعي وقمت مؤخراً بصفة غير رسمية بمقابلة السفير الأردني في المغرب وناشدته بالنيابة عنهم إلا أنني أعتقد أنه حتى الآن لم تنجح مجهوداتي (أو مجهودات أي شخص آخر) في توفير اي أغاثة أنسانية اساسية ناهيك عن حل مشكلتهم. هناك أثنان من الدارفوريين في الصحراء لديهم تلفونات ساتلايت أو موبايل إلا أنهم قرروا أخيراً تغيير أرقامهم لأنهم تلقوا مكالمات تهديد من سودانيين مجهولي الهوية يعتقدون أنهم على صلة بالحكومة السودانية. كما أنني لست متأكدا عما إذا كانوا يتكلمون الأنجليزية أم لا. وفي حالة رغبتك في متابعة الأمر فيمكنني أن أعطيك معلومات الإتصال بالدارفوريين الذين يتكلمون الإنجليزية ممن يقيمون في الرياض وكندا وغيرها من أماكن وهم على صلة بالأشخاص الصحراء ويتابعون وضعهم بصفة لصيقة. أشكر لك إهتمامك ويحدوني كبير أمل أنك أو أي شخص آخر من (Refugees International) سيسعى للمساعدة في هذه الحالة الإنسانية العاجلة. أرجو ألا تتردد في الإتصال بي عبر الإيميل أو الهاتف (316-257-607) لمزيد من المعلومات وسأسعى جهدي من جانبي لأكون على إتصال في أقرب وقت ممكن.