|
إلى مدير جهاز الأمن والمخابرات "الوطنى" .. صلاح قوش
|
لعلك , يا سيدى , تعلم أكثر من غيرك ... أن الخرطوم , لم تعد تلك الخرطوم .. المدينة الطيبة الهادئة , والتى إن أستولت "جماعة ما " على مركز قيادة جيشها العامة ومبنى أذاعتها .. حكمت البلاد ودانت لها رقاب العباد .
ولعلك , يا سيدى أيضا , تعلم أكثر من غيرك , أن ما يوجد فى الخرطوم اليوم أكثر من الخوف .. وعدم الثقة , هو المزيد من المليشات والكثير .. الكثير من السلاح .
مع كل هذا .. ما تحاول كوادر المؤتمر الوطنى , من خلال تحرشاتها المسلحة فى شوارع الخرطوم وإصدارها لرسائل وبيانات الإدانة والتخوين والإرهاب وإهدارها لدماء الآخرين , أن تجر البلاد اليه من عنف وإقتتال .. فهو لن يقف أبدا عند حد "كتائب أبو قتادة" من جهة وكوادر المؤتمر السودانى من الجهة الأخرى , بل سيشعل البلاد من أقصاها الى أدناها .. وسيدخلها , ومن أوسع الأبواب , الى أتون الفوضى .. ومنتهى الدمار .
فإن كان تفكير المؤتمر الوطنى المختل وحساباته المغلوطة , وبكل ما يملكه من سلطة وثروة , قد هدته وصورت له , الى انه , وبمثل هذا السناريو وهذا العمل الفطير والخطير معا , قد يرهب الأحزاب السياسية السودانية ويمنعها من تجميع صفوفها وتنسيق مواقفها وتحالفاتها لخوض الإنتخابات القادمة , فهو واهم .. وواهم كبير .
أما إن كان ينوى العودة بالبلاد الى مربع الحرب البغيض , فإن الحرب هذه المرة .. لن تكون فى أحراش الجنوب , أو فى جبال ومرتفعات الشرق أو حتى فى سهول دارفور المشتعله أصلا , بل ستكون "حرب شوارع قذرة " .. وفى قلب الخرطوم .
فيا سيدى العزيز ..
هل يمكننا , ولو لمرة واحدة , وعلى سبيل التغيير , "إعتبار" جهاز الأمن والإستخبارات , جهازا وطنيا قوميا تهُمه مصلحة البلاد العليا .. وسلامة أهلها , فيتصدى لهؤلاء الإرهابيين المقنعين .. الذين يجوبون شوارع الخرطوم يأسلحتهم لأرهاب وترويع "المتحاورين" , وليمنع عن البلاد .. شر مستطير !!.
أم تراه , وكما يقول الناس عنه , جهازا فئويا وحزبيا .. إنما وضع للتنكيل بالشعب وأخضاعه , وهو بهذا , لن يحمى إلا مصالح تلك الفئة الإنقلابية ومن خلفها الحزب الذى يسندها ويدعمها .. ويسند ويدعم معها .. كتائب أبو قتادة ؟؟.
.
(عدل بواسطة Dr Mahdi Mohammed Kheir on 02-20-2007, 03:56 AM)
|
|
|
|
|
|