|
هل تنهار .. نيفاشا !!
|
التقرير الذى قدمه الأمين العام للأمم المتحدة كوفى أنان الى مجلس الأمن , مساء أمس الثلاثاء , تحدث فيه عن المخاطر التى تواجه إتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان وتهددها بالأنهيار . وحصر أنان هذه المخاطر فى مراوغة وعدم إلتزام الحكومة بالتعهدات المنصوص عليها في اتفاق السلام الشامل وفى بعض البنود الاساسية فيه بما في ذلك التخطيط للإنتخابات القادمة , وفى تقسيم عائدات النفط , وفى النزاع على منطقة ابييى , وفى عدم تعهد المانحين الدوليين بالوفاء بإلتزاماتهم نحو تنمية وإستقرار الجنوب , وأخيرا .. فى تصاعد وإحتدام مشكلة دارفور التى تشكل الخطر الأكبر على إتفاقية السلام .
فمن الواضح أن للحكومة الإنقلابية فى الخرطوم هموم وأجندة أخرى غير تلك التى تعهدت وإلتزمت بها ووقعت عليها فى نيفاشا , ومن الواضح أيضا , أن هناك أزمة ثقة حقيقية , تزداد وتتسع كل يوم بين الحكومة الإنقلابية وشريكتها الحركة الشعبية . ومع أن الطرفان كونا بما يعرف بحكومة الوحدة الوطنية بعد السلام , إلا أن التضارب والتناقض الحاد فى إتخاذ القرارات الوطنية المصيرية , وفى تعاملهما مع بقية الأحزاب والكيانات السياسية والإجتماعية السودانية , اصبح السمة الغالبة لمواقفهما أمام الشعب السودانى والذى إزدادت خيبته وإنهارت آماله فى عودة الحرية والديموقراطية .. التى بناها على نيفاشا .
وإن كان عدم إلتزام الحكومة السودانية ومراوغتها فى تنفيذ البنود الأساسية لإتفاقية السلام متوقعا , فلماذا لم يلتزم المجتمع الدولى , الذى رعى وضقط فى إتجاه إحلال السلام , بإلتزاماته المالية التى تعهد بدفعها ؟؟. والمعروف أن الدول المانحة التى إجتمعت فى النرويج فى أبريل 2005 , قد تعهدت بحماية إتفاقية السلام من خلال تقديم 2.6 مليار دولار لإعمار وتنمية جنوب السودان الذى دمرته حرب الـ 21 عاما , حتى يستطيع إستقبال أكثر من أربعة ملايين نازح ولاجئ .
وفى هذا الإطار , يقول منسق شؤون الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، يان إيجلاند، (إن المجتمع الدولي بصدد ارتكاب خطأ تاريخي بسبب فشله في دعم اتفاقية السلام الخاصة بجنوب السودان). وإيجلاند يعلم أكثر من غيره , بالحال المأساوى الذى بلغه الجنوب وإنسانه بسبب الحرب , وبالمخاطر التى يمكن أن يجلبها عدم تنمية وإستقرار الجنوب على عملية السلام .
فهل نحن حقا موعودون .. بإنهيار نيفاشا ؟؟.
|
|
|
|
|
|