|
القنبلة الكيماوية (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
فى يوم الجمعة , الموافق الثانى من يونيو 2005 , وفى تمام الساعة الثانية والنصف صباحا , أقتحم أكثر من مأئتى وخمسين فردا من قوات الشرطة الخاصة البريطانية المدججين بالسلاح , منزل الأخوين محمد , وعبد القدير عبد القهار فى حى فورست قيت بلندن , وذلك بكسرهم لزجاج الشباك الكبير الذى يفصل المنزل من الشارع . كما أقتحمت المنزل الملاصق لمنزلهما بعد كسر بابه .
أثناء عملية الإقتحام , أستيقظ محمد من فراشه مذعورا لتطلق عليه قوات الشرطة الخاصة الرصاص وتصيبه فى كتفه , ثم ليتم إعتقاله هو وأخيه الأصغر عبد القدير , ليتم ترحيل عبد القدير الى مقر شرطة بادنجتون قرين , اكثر مراكز الشرطة البريطانية تحصينا , لأستجوابه , ويؤخذ أخيه محمد الى المستشفى للعلاج تحت الحراسة المشددة .
فى صباح نفس اليوم , كانت العناوين الرئيسية لكل الصحف البريطانية , ورؤوس كل نشرات محطات التلفزة والأذاعة البريطانية تتحدث عن إجهاض العملية الأرهابية الكيماوية الضخمة , التى كان ينوى الأخوين محمد وعبد القدير القيام ضد الشعب البريطانى , وعن الحقيبة المعدة للتفجير الكيماوى وجهاز تفجيرها اللذان يحتفظان بهما فى المنزل .
نصبت الشرطة البريطانية معملا ضخما داخل وأمام منزل "الأرهابيين" , وأتت بخبراء الأسلحة الكيماوية وهم يلبسون ملابسهم الخاصة ويضعون أقنعتهم الواقية , ليقوموا بتفكيك القنبلة الكيماوية .
فى هذه الأثناء , أجرت كل محطات التلفزة البريطانية , وعلى الهواء مباشرة , لقاءات مكثفة مع العديد من سكان ذلك الحى , وسألتهم عن ملاحظاتهم فى سلوك هذين الأرهابيين , فتحدث البعض عن كيف أطال الأخوين ذقونهم , وكيف قصروا جلابيبهم , وكيف أعتزلوا الناس وأصبحوا يرتادون المسجد المجاور والذى فيه أحد الزعماء الروحيين .. لتنظيمات الجهاد الإسلامى . وتحدث آخرون عن تصرفاتهم المريبة التى لفتت أنظار الجميع فى الحى , وتعقب كل ذلك تعقيبات المذيعين الذى يؤكدون نجاة الشعب البريطانى من كارثة .. كانت محدقة وضخمة .
فى اليوم الثانى من الإقتحام .. والبحث .. والتفتيش , أعلنت الشرطة أنها تبحث فقط عن جهاز تفجير القنبلة الكيماوية , وإنها تخشى أن يكون فى مكان آخر .. وليس فى منزل الأرهابيين .
فى اليوم الثالث , أعلنت الشرطة إنها أخذت محمد من المستشفى تحت الحراسة المشددة , لينضم الى أخيه فى مركز بادنجتون قرين للتحقيق معه , وأنها وفرت له فى مركز الشرطة ما يؤمن أستمرارية وضعه تحت العلاج .
فى اليوم الرابع , سكتت محطات التلفزيون والصحف البريطانية عن الحديث عن إجهاض العملية الإرهابية , وبدأت فى الحديث , فى حياء , عن عدم تمكن الشرطة من العثور على جهاز التفجير , حتى بعد تفتيش أماكن عمل الأخوين وكل الأماكن التى يترددون عليها .
فى اليوم الخامس , تم أجراء لقاء مع رئيس الوزراء البريطانى , وسُئل عن مسألة تكرار أخطاء البوليس البريطانى المبنية على المعلومات المغلوطة لجهاز الإستخبارات البريطانى والمعروف بالـ " MI5 " , فقال السيد بلير : "أننى أدعم البوليس البريطانى فى جهوده فى محاربة الأرهاب بنسبة مأئة وواحد فى المأئة" . ولما سُئل عن مسألة إطلاق البوليس البريطانى النار على أناس أبرياء وأصابة البعض وقتل البعض الآخر , قال السيد بلير : " نحن بالتأكيد نأسف لأصابة الناس الأبرياء , ولكن تخيلوا معى .. ماذا كان سيحدث إن تبين أن هؤلاء الناس أرهابيين ؟؟ ".
فى اليوم السادس , وفى برنامج للبى بى سى يسمى "زمن السؤال" , وهو برنامج جماهيرى يبحث فى القضايا البريطانية الساخنة , تحدث جميع المشتركين فيه من ممثلى الأحزاب المختلفة , ما عدا ممثلى حزب العمال الحاكم , عن الأخفاقات المتكررة للشرطة والمبنية على معلومات إستخبارتية مغلوطة وغير صحيحة , وكان أعلاهم صوتا ونقدا للحكومة النائب جورج غلوى الذى طرد من حزب العمال بعد معارضته القوية لغزو العراق .
فى اليوم السابع , أطلقت الشرطة سراح الأخوين محمد وعبد القدير من غير توجيه أى تهمة لهما .. ليشهد الحى الذى يقيمان فيه مظاهرة ضد الحكومة للمسلمين المقيمين فيه
(عدل بواسطة Dr Mahdi Mohammed Kheir on 06-11-2006, 01:21 PM)
|
|
|
|
|
|