|
Re: اسواء أمرأة .. سودانية (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
الأخ برير
تحياتى الطيبة
الأنظمة الدكتاتورية هى أنظمة الرئيس الواحد , ذو الرؤية الواحدة , والحزب المطبل الواحد . وقرارات الدكتاتور السياسية , كما هو معروف , لا تخضع للمراجعة والتمحيص أو فرصة إستبدالها بقرارت أكثر صحة من مؤسسات أو جهات أخرى أوضح رؤية حتى وإن كانت قرارات الدكتاتور خاطئة أو متهورة , لأنه , وبواقع الحال , لا يسمح الدكتاتور بوجود هذا الرأى الآخر فى الأساس . ولكن , دائما للأنظمة الدكتاتورية مجموعة من المنتفعين والإنتهازيين المؤيدين لها والمسبحين بحمدها , ولهذا سميت "أنظمة" مع إنها , وفى الأساس ايضا , تقوم على فكرة الحاكم الفرد.
ودكتاتور كالسفاح نميرى , ما كان له أن يصوغ بنفسه القوانين القمعية التى تمكنه من التنكيل بالشعب وقمعه , لأنه , وببساطة , لم يكن يملك المقدرة العقلية أو المؤهلات التى تمكنه من صياغة ووضع هذه القوانين , ولهذا كانت أستعانته بمن لا ضمير أو ذمة أو أخلاق لهم , هذا الثلاثى السيئ , النيل أبو قرون وعوض الجيد محمد أحمد لتطويع وإقحام النصوص الدينية فى القوانين القمعية الجديدة , وبدرية سليمان لصياغتها وتبويبها وقفل الثغرات القانونية بها .
ولتفعيل هذه القوانين وتنفيذها على الأرض , كان من الطبيعى أن يستعين الدكتاتور نميرى بكوادر الحزب السياسى الذى التقت مصالحه وأجندته مع مصالح السفاح أنذاك , الحزب الذى أرتضى لنفسه ولتاريخه السياسى أن يتلوث والى الأبد , ليس فقط بدعم النظام الدكتاتوري لنميرى , بل بإجهاض الديموقراطية وتأسيس النظام الدكتاتورى نفسه بقوة السلاح فيما بعد . نفس الحزب الذى ذهب الى حد إطلاق سراح كل أركان النظام المايوى , الذين حاكمهم الشعب بعد ثورة أبريل , من السجون , والإستعانة بكل الكوادر المايوية فى تأسيس دكتاتوريته الجديدة , وعلى رأس هذه الكوادر .. بدرية سليمان عباس .
وبدرية سليمان لم تكن "ضحية" أو عرض جانبى "ليفرزها" الواقع السودانى أبان الحقبة المايوية يا سيدى , بل كانت شخص أنتهازى ونفعى ووصولى , شخص تقدم طوعا وأختيارا لعرض خدماته ودعمه اللا محدود لذلك النظام الدكتاتورى القمعى الفاسد .. وعرف كيف يستفيد منه الفائدة القصوى .
وشخصية بلغت من السؤ هذا المبلغ , لا يمكن تسميتها بمجرد الجرح أو "الدبرة" فى جسم الوطن المنكوب , بل هى سرطان .. إن تُرك , أستشرى فى جسم هذه الوطن ودمره وأماته للأبد . وإن كانت هى لا زالت , حتى هذه الساعة , شخصية نافذة ومؤثرة فى الحياة السياسية السودانية , فكان لا بد من التصدى لها "وبالأسم" وفضح مخازيها وتعريتها لكل العالم .
ولعل فى معرفة وذكر حقيقة أن بدرية سليمان عباس , وبالرغم من كل هذا الماضى المخزى , هى اليوم , وللأسف الشديد , المسئولة الأولى فى السودان عن وضع وصياغة التشريعات والقوانين الجنائية , وأيضا تلك الخاصة بالحكم المركزى والحكومات الأقليمية , وهى أيضا عضو .. وأين ؟؟ فى مجلس القضاء العالى , كل هذا يستوجب ويحتم التصدى الجاد .. لها ولأفعالها .
ولك جزيل الشكر
|
|
|
|
|
|