|
Re: على عثمان .. الخطر المتواصل على السلام (Re: فخرالدين عوض حسن)
|
الأخ العزيز فخرالدين
تحياتى الطيبة
لقد ظننت أن لا أحد سيجرؤ على الدخول فى هذا البوست , فشكرا لك يا عزيزى على .. تخيب ظنى هذا .
لا أحد يمكنه الأدعاء يا سيدى , أن هناك من هو أكثر تأهيلا , وأكثر مقدرة , بل .. وأكثر قبولا من الدكتور قرنق لإيجاد الحل العادل والناجح والسريع لكل مشاكل الوطن التى لا تزال عالقة فى الغرب والشرق .. وأقصى الشمال .
فهو أولا , رجل قد أتى من خضم نفس المصاعب والأهوال الذى يعشيها ويقاتل لتغيرها أهلنا فى هذه المناطق , وقد خبر وعرف وذاق , مع أهلنا فى الجنوب , معنى أن يعيش الأنسان السودانى مغبونا تحت عقود طويلة من الظلم والتهميش , وقد عرف كيف يحقق لأهله مطالبهم التى أخذت زمنا طويلا , ويجعلها واقعا معاشا .. وثابتا .
وهو ثانيا , ليس بينه وبين كل حاملى السلاح فى هذه المناطق الملتهبة , أى عداوة أو خصام أو حتى أختلاف فى حتمية تغيير واقعهم الذى لا يختلف كثيرا عن الواقع الذى عاشه مع أهلنا فى الجنوب.
وهو ثالثا , وهذا هو الأهم , ليس لديه أى فاتورة جرائم واجبة السداد , قانونا وأخلاقا , تجاه شعوب هذه المناطق التى بطش بها نظام الأنقاذ طويلا , قتلا وتشريدا ودمارا .
ولكن .. من , من ساكنى القصر الجمهورى , هذا الذى سيًمكن الدكتور قرنق من أداء هذا الواجب والقيام بهذه المهمة ؟؟ . من فيهم الذى لديه المصلحة فى جعل د. قرنق ينجز هذه الرسالة النبيلة ويحصل على "أمتياز" وقف الحرب والأتيان بالسلام ؟؟.
إن حكومة الأنقاذ الأنقلابية , يا سيدى , ليست بهذا الغباء , فهى قد عرفت وخبرت , بل وأرتعبت , من هذه الشعبية الجارفة التى يتمتع بها د. قرنق والحركة الشعبية لدى الشعب السودانى , ولن تجرؤ على منحه شرف النجاح فى حل هذه النزاعات , وهى تعلم علم عين اليقين , أنها لن تكلفه سوى سويعات .. وينجزها .
وهل يظن أحدا , أن كل هذا التطويل والتسويف وتعدد منابر المفاوضات بين فصائل الشعب السودانى المختلفة قد تم عبثا ؟؟. وحتى هذه المسرحيات السمجة أيضا , هل يظنونها تنطلى على هذا الشعب الطيب المسكين , عندما يتم أرسال ممثلين هزليين الى هذه المفاوضات فى بداياتها , من الضالعين فى التعذيب والقتل والأجرام , من أمثال مجذوب الخليفة ونافع على نافع , ليفشلوا عمدا .. ثم يأتى كبير المجرمين " حلال العقد " الذى بيديه مفاتيح الحلول لكل الحروب والنزاعات التى كان هو أول من أشعلها وأرتكب جل فظائعها وجرائمها .
إن الذى يسعى أليه مجرموا الأنقاذ , هو أن ينسى الشعب سلسلة جرائمهم المهولة التى أرتكبوها فى حقه , وأن يملوا عليه شروطهم فى تخطى العدالة وعدم المساءلة عن هذه الجرائم , من هنا كان حرصهم على تعدد المنابر , وخلق هذه الأنتصارات الوهمية لرجل فى مثل قسوة وأجرام , سيئ الذكر .. على عثمان محمد طه .
ومهما تلاعبوا ومهما أجادوا فى أخراج ولعب مثل هذه المسرحيات الهزلية , فالشعب السودانى , لن ينسى .. ولن يغفر قط , وسيعرف كيف ومتى يجعلهم يدفعون ثمن هذه الجرائم .
وما لا يعلمه الكثيرون , أن الدكتور جون قرنق الآن فى خضم معركة أشد وأشرس كثيرا من المعارك التى كان يخوضها فى الغابة بين جنوده وهم يحملون السلاح , وهى أيضا , معركة فى ميدان آخر , مختلف تماما عن ميادين الحروب التقليدية التى أتقنها .. ويعرفها جيدا . لقد دخل د. قرنق الى القصر الجمهورى وهو يعلم أنه "وكر" لخليط من الثعابين والعقارب .. السامة , دخل وهو يعلم أن معركتة فى هذا الوكر هى معركة أثبات وجود وفرض هيبة لمنصب منحه له هذا الأجماع الشعبى الغير مسبوق , من قبل أن يمنحه له الدستور أو حتى .. أتفاقية السلام .
ولا يكن لأحد شك , فى أن الدكتور جونق قرنق وكل طاقمه الأدارى والعسكرى داخل القصر الجمهورى , سيواجهون وعلى مدار الساعة , العديد من الدسائس والمؤامرات , والكثير جدا من المعوقات التى سُتخلق وُتوضع عمدا أمام مسيرتهم وعملهم من أجل هذا الوطن وشعبه , ولا يجب أن ننسى أطلاقا , أن كل القتلة والمجرمين الذين سجنوا وعذبوا وشردوا وقتلو الشعب السودانى ولأكثر من ستة عشر عاما , لا يزالوا , ومع كل آلتهم الأجرامية وكوادرهم , موجودين ونافذين فى هذا القصر .
وقد أحسن الدكتور قرنق صنعا عندما أتى بكتيبة مدرعة كاملة من قوات الحركة الشعبية الى هذا القصر , لتحرسه وتحرس طاقمه الأدارى , فهؤلاء المجرمين , وإن وقعوا على الآلاف من أتفاقيات السلام , لم ولن يتغيروا بين ليلة وضحاها . سيظل ديدنهم , هو الدسائس والمؤامرات , وستظل مهنتهم هى القتل والأجرام , ولا أحد من السودانيين يجهل , أنهم أناس لا أمان .. ولا ذمة .. ولا عهد لهم.
ولقد أحسن الدكتور قرنق صنعا أيضا , عندما أتى برجل فى قامة نيال دينق ليعمل معه فى داخل هذا القصر , فهو رجل قبل أن يكون أدارى من الطراز الأول , يجيد اللغة العربية أجادة تامة , ويتقن العمل الأستخباراتى أتقان كامل , ويعرف تماما كيف يتعامل مع كل أنواع الدسائس والمؤامرات , ويكفى هنا أنه قد جمع كل رؤساء الأدارات والأقسام المختلفة فى القصر الجمهورى ليجتمعوا مع النائب الأول الجديد لرئيس الجمهورية , ولا أظن أن ذلك الأجتماع كان للتنوير .. فقط .
لك الود والتقدير
(عدل بواسطة Dr Mahdi Mohammed Kheir on 07-15-2005, 11:19 AM)
|
|
|
|
|
|