|
Re: الحزب الشيوعي ومأساة دارفور (Re: elsharief)
|
أدركوا دارفور .. قبل فوات الأوان!
تتسارع وتائر الانفلات الأمني في دارفور نحو نفق الانهيار الأمني الشامل. وينذر هذا الوضع الخطير بكارثة إنسانية وأمنية وشيكة الوقوع، تدخل بها وبعدها البلاد بصورة عامة، ودارفور بصورة خاصة، مرحلة يصعب التحكم في تداعياتها ومعالجة آثارها.
لقد دخلت الأزمة في دارفور منطقة انهيار الدولة وغيابها التام قبل زوالها. وأصبحت الأشكال العتيقة الجديدة المستعارة من مناطق أخرى من الصراعات في العالم (العراق – الصومال – بوروندي …الخ) هي المشهد الرئيسي المسيطر على الصراع هناك، فتزايدت وتائر عمليات الاختطاف والقتل والتدمير، كماً ونوعاً، بما في ذلك عمليات اختطاف عمال الإغاثة والمدنيين، وموظفي البنوك وغيرهم، مما ينذر بانهيار تام. ورغم وجود الاتحاد الافريقي وجنوده بالآلاف لكنهم لم ينجحوا هم – أيضاً – في الحد من تدهور الأوضاع، بل أصبحوا هم أنفسهم أهدافاً محتملة، وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فإن هذا يعتبر مؤشراً خطيراً يسبق التدخل الدولي، ويدعو له، مما يغرق البلاد في بحر من الدماء والدمار والفوضى وانعدام الأمن والطمأنينة، وجميعها مقدمات وذرائع للتدخل الدولي اللعين.
من جانبها ما زالت الحكومة تواصل اللعب بالنار، وتذكية الصراع، وسياسة كسب الوقت، وتأليب الجماعات والمجموعات على بعضهم البعض، وتعلن الحكومة شيئاً وتستبطن شيئاً آخر مخالفاً تماماً فهي تعلن رسمياً أنها مع الحل السلمي، ومع السلم الأهلي، ومع حل مشكلة دارفور، ولكنها، وبالممارسة، تعمق الصراع. وتتحمل الجماعات المسلحة في دارفور بمختلف مسمياتها دوراً أصبح مشابهاً لدور الحكومة يهدف إلى تطويل أمد الصراع، وتغليب التكتيكي على حساب الاستراتيجي.
في هذا الوضع الملتهب نجدد موقفنا الداعم لتحقيق السلام الشامل في دارفور، وندعو أبناء وبنات دارفور لأخذ زمام المبادرة التاريخية المطلوبة، والتحرك الفعلي العاجل لاتخاذ خطوات عملية لوقف الأزمة. وندعو كافة الحادبين على دارفور من كل أهل السودان لتكثيف الجهود وبداية الفعل لقيام مؤتمر قومي حقيقي لحل أزمة دارفور بمبادرة شعبية تجمع منظمات المجتمع المدني، منظمات حقوق الإنسان، المنظمات القاعدية، الاتحادات والروابط الطلابية، الأحزاب السياسية، المنظمات الفئوية من شباب ونساء، والروابط القبلية. ندعو الفنانين والرياضيين والمهنيين، ندعو كل هؤلاء وأولئك لتحمل مسؤوليتهم التاريخية لوقف التدهور الأمني والإنساني في دارفور، الذي يشكل الخطوة الأولى لحل أزمة دارفور. وما لم نحل أزمة دارفور، وندخل بها إلى السلام والسلام الاجتماعي، فإن اتفاقية السلام الشاملة ستكون معرضة للانهيار.
|
|
|
|
|
|