السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جمال عبد الرحمن(HOPEFUL & HOPELESS)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2003, 01:19 PM

HOPELESS

تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 2465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب (Re: HOPELESS)

    هجوع من لهيث السياسة في رياض الانشطة الانسانية

    اضاءات في اهم ركائز جماليات ثقافة هذه البلاد

    عرض وتقديم: صلاح الباشا

    يظل السودان الوطن الغالي هو هاجس ابنائه وبناته في شتات مهاجرهم التي امتدت الى كل الدنيا، ذلك .. لان مقياس الوطنية وحب الخير للبلاد اصبح مؤخراً يتفجر ابداعا وجهدا ثقافيا نابعا- ليس من اهل السياسية فحسب- بل من الباحثين والاكاديميين ومجمل الكتاب وجمهرة الشعراء والمبدعين بشتى اجناس ابداعاتهم التي تعمل على تأصيل ثقافات شعب السودان عبر السنين.

    وفي تقديري الشخصي ان ابتعاد هذا الكم الهائل من النخب المتميزة عن ارض الوطن وانتشارهم المكثف مؤخراً في ارض الله الواسعة، ساعد على خلق قنوات اتصال بينهم وبين مهاجرهم المتباعدة بسبب تطور وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات النابعة من انتشار وسيلة الانترنت بما يحتويه من توظيف للبريد الالكتروني، مضافاً اليه التواصل السهل عبر «الماسينجر» بالانترنت. لذلك نرى ان هناك وسائل جديدة استخدمها السودانيون في المحافظة على ملامح وجماليات الثقافة السودانية ومفرزاتها من شعر وادب ورواية وفنون.

    فالسودانيون الان خارج الوطن ظلوا يؤسسون مواقع سودانية ورائعة وجميلة تتحدث كل منها عن اهتمامات معينة، ولكنها في مجملها تفيض بدفقات من الحب والتقدير في استعراض عراقة السودان رغم ظروف فقره البائن ورغم توقف مسيرة التنمية المتسعة على ارضه منذ عقود طويلة ربما تعود الى ما قبل الاستقلال بقليل. كما ان الاجيال الجديدة التي شبت عن الطوق في مهاجر آبائهم المختلفة كانت محظوظة في انها استفادت من توفر التقانة الحديثه التي اتاحت لها كتلة الحب المتقدة في مخيلتهم، فقاموا بتقديم اكبر عمل ثقافي وتنويري لبلادهم عبر مواقع الانترنت المختلفة.

    وقد شاءت الصدف ان نتعرف عبر الانترنت على باحثة جادة مع زوجها الدكتور الباحث «ابراهيم الزين» في العاصمة الماليزية- كوالالامبور- منذ عام 1993م حيث يعمل الرجل محاضرا بالجامعة الاسلامية في ذلك البلد الآسيوي البعيد الذي كنا نسميه خلال عقود طويلة ماضية «الملايو» وهي السيدة الدكتورة الباحثة في ثقافة اهل السودان نجاة محمود التي نالت درجة الدكتوراة من جامعة القرآن الكريم والدراسات الاسلامية بتقدير «امتياز» في اكتوبر عام 2000م وقد كان المشرف على الرسالة هو التربوي الكبير والصديق العزيز البروفيسور «عباس محجوب» عميد الدراسات العليا بجامعة القرآن الكريم بام درمان. والشيء الذي يزيد من سرورنا ان موضوع الرسالة يتركز في مسيرة واعمال الراحل المقيم الدكتور«محمد عبدالحي» الذي قدم خلال عمره القصير اشياء تزداد اشراقا كل يوم في مجال الثقافة السودانية. فهو شاعر منذ مرحلة الدراسة الثانوية، وهو ناقد وفيلسوف لايشق له غبار، وهو كاتب صحافي منذ بدايات حياته الجامعية. وهو مثقف استخدم ادوات جديدة لاستحداث لغة جديدة يقوم بتوظفيها شعراً يفوح بجماليات تستند على التزاوج التاريخي الاصيل النابع من تناسل شعب السودان عبر القرون الماضية والذي يختلط فيه الدم العربي بالدم الزنجي مما اخرج لنا- كنتيجة منطقية- هذا الهجين الذي نسميه «خلاسي» فكانت اشعار «العودة الى سنار» وغيرها هي انعكاس حقيقي لما كان يعتمل داخل صدر الدكتور محمد عبدالحي، مما ادى الى اظهار افتخاره كثيرا بمنجزات الدولة السنارية المتمثلة في السلطنة الزرقاء المنطلقة من سنار ومن تراثها الثر.

    والدكتورة نجاة محمود من المتابعات حتى وهي في ذلك المهجر البعيد بكل تطورات الحركة الثقافية والتراثية في الوطن الحبيب من خلال اسهاماتها في مواقع الانترنت السودانية، وقد ظللنا نستلم منها آراءها الناقدة في كل ما نكتبه عن ابداعات اهل السودان في كل الصحف الالكترونية التي نسهم فيها بصفحات الثقافة والابداع سواء أكان ذلك من خلال صحيفة «سودانايل الالكترونية» التي يصدرها شباب من داخل الخرطوم تشرئب اعناقهم لتعانق النجوم بما يقدمونه من مادة راقية تسبح في هذا الفضاء الواسع وتنقلها الاقمار الاصطناعية الى كل أبناء السودان في شتات مهاجرهم عبر شبكة الانترنت، لذلك يجدر بنا ان نحيي الاصدقاء المتوثبين خالد عز الدين ومحمد عبدالحليم، وطاقم التحرير المتمثل في المبدع طارق الجزولي وبقية الكوكبة المتألقة التي ظلت تقدم اكبر خدمة صحفية متميزة لاهل السودان في شتى مهاجرهم في كل صباح جديد. كما نشيد في هذا المقام بما ظل يقدمه شباب السودان بالسعودية في مجلة «مشاعل» الثقافية الشهرية وموقع الغابة والصحراء الشعري الجميل التي يرأس تحريرها المهندس المبدع «هواري حمدان هجو» بمدينة ينبع السعودية ويساعده في التحرير الاستاذ الاديب «نصار الحاج» كما كان لمجلة «ودمدني» التي يصدرها من جدة الاستاذ « ابوبكرالمبارك» وما تحتويه من ابحاث في شتى المجالات عن دور واسهامات مدينة ودمدني في شتى المجالات عبر تاريخ السودان الحديث حيث اصبح موقع ودمدني على الانترنت بوتقة رشيقة وشاملة تتجمع فيها كل اسهامات وكتابات ابناء ودمدني من كل العالم. بل هناك الكثير من المواقع التي تحدث عن ثقافة ومجتمع اهل السودان مثل سودان نت بمناقشات ومداخلات شبابها الجادة والهزلية ايضا. وموقع سودانيز اون لاين ومجلة مهيرة التي تصدر من نيوزيلندا. فضلا على الصفحات الشخصية الخاصة بابناء السودان بالانترنت فكل تلك الانشطة اصبحت كالهواء والماء لاهل السودان بالخارج الذين لم يتنازلوا قيد انملة عن حبهم وارتباطهم بوطنهم مهما جارت عليهم وعلى الوطن الظروف.

    لذلك ..لايسعنا الا ان نسلط اضواء ساطعة على مثل هذا الجهد الاكاديمي المتميز الذي قدمته الدكتورة نجاة محمود رغم ظروف البيت والاولاد ومصاعب الهجرة البعيدة. فالدكتورة نجاة هي من اهل شمال السودان، وقد تنقلت مع والدها بحكم وظيفته كمدرس بوزارة التربية والتعليم بالسودان بمعاهد التربية، وقد كان لذلك التجوال فائدة عظيمة في تشكيل نظرتها الى الثقافات السودانية المتباينة منذ نعومة اظفارها ، فقد درست المرحلة الابتدائية في كل من معهد التربية بمدينتي شندي وبخت الرضا، والثانوي العام في بربر وعطبرة، ولكنها اختارت الدراسة العليا في معهد الموسيقى والدراما في عام 1980م لكي تشبع رغبتها في دراسة الثقافات السودانية من خلال تاريخ الدراما والابداع والفلسفة ، وبعد تخرجها نجدها قد واصلت ابحاثها بكل حماس لكي تحرز درجة الماجستير من معهد اللغة العربية بالخرطوم، وهاهي تنال درجة الدكتوراة بامتياز كما ذكرنا سابقا. علما بان الدكتورة نجاة بعد زواجها قد استقرت بامريكا لعدة سنوات مرافقة لزوجها عندما تم ابتعاثه من جامعة الخرطوم ثم عادت الى الخرطوم في 1989م. ومنها الى ماليزيا في عام 1993م مرافقة للزوج.

    كل تلك المعلومات شجعتني كثيرا من خلال تواصلي مع هذه الباحثة الجادة عن طريق الانترنت ما بين «الدوحة وكوالالامبور» لكي اطلب منها ارسال ملف رسالة الدكتوراة بالكامل لانني سوف اجد فيه فائدة عظيمة تتناسب تماما مع موضوعاتنا التي نكتب فيها، خاصة وان موضوع بحثها للدكتوراة هو عن مسيرة الراحل المقيم «محمد عبدالحي» الذي لم تشرف بلقائه مطلقا نظرا لوجودنا الطويل خارج البلاد في عدة اقطار منذ تخرجنا وهجرتنا عام في 1975م بالسعودية وقتذاك. ولقد كنت محظوظا ان كانت الدكتورة نجاة تحتفظ بالرسالة مطبوعة على الكمبيوتر ومحفوظة لديها كملف حيث قامت بارساله لنا كمرفقات بالبريد الالكتروني، فظلت اطلع عليه من وقت لآخر. ولقد بذلت فيه د. نجاة جهدا اكاديميا وابداعيا مقدرا جدا حيث قامت بعمل اضواء مهمة على تاريخ الراحل المقيم الدكتور محمد عبدالحي منذ نشأته وحتى وفاته في عام 1989م «عليه الرحمة» كما انها قامت بلقاء العديد من اصحابه واهله واصدقائه وزوجته وشخصيات عديدة كانت على صلة باعمال وازمنة وامكنة الراحل المقيم محمد عبدالحي. .. وسنحاول القاء بعض الملامح المهمة لذلك البحث المتقدم.

    ذكرت الباحثة الدكتورة نجاة محمود في مقدمة رسالتها لدرجة الدكتوراة حول الراحل المقيم د. محمد عبدالحي كمقدمة لما سيأتي في مفاصل تلك الرسالة فقالت:

    «عندما نقف على حياة اديب أو شاعر ما نجدها في مجملها حافلة بالتجارب، قد تكون تجارب ايجابية ، وقد تكون كذلك تجارب سالبة ولكن كل هذه التجارب حلوها ومرها، هي التي تكون روح ذلك الشاعر الاديب، وبالتالي عندما يكتب ابداعه حتى ولو لم يشر اليها مباشرة نجدها تشكل وعيه بالاشياء ورؤيته الخاصة ولذلك قال البعض ان الاديب «مرآة عصره» ومن ثم اذا كان عمل الاديب أو الشاعر يحل في عالمنا «الموضوعي» الا انه عصارة «ذاتية» ما.. وقد يرى البعض غير ذلك.

    ومن هذا المنطلق ارى ان نقف اولا على حياة الشاعر محمد عبدالحي حتى يتأتي لنا ان نفهم بعض ما يغيب عنا من شعره، فمحمد عبدالحي ليس شاعرا عاديا في السودان، وحتى في الوطن العربي، فهو قبل ان يكون شاعرا فهو مثقف ومفكر، واستاذ جامعي، استخدم موهبته الخلاقة وابداعه، ليشكل عالمه ويطرح قضايا فلسفية عميقة، فلا غرو ان كثيرا من الناس يرون ان شعره صعب على الفهم ولذلك نجده قد ملأ قصائده بالحواشي والشروحات ، ولكن ايضا هذا لا يعني انه شاعر متعالي أو شاعر صفوة، لانه كتب عن اشياء مألوفة، وهو شاعر كوني يتحدث في شعره عن البحار، والزواحف، والحيوانات الوحشية والاليفة والخرافية، فهو ينظر الى هذا الكون «بكلية »فنجده يبحث عن علاقة الانسان بالكونيات وليست بتجاربه الانسانية فقط».. انتهى.

    في تقديرنا ان الباحثة بتلك المقدمة تكون قد اختصرت اسلوب د. محمد عبدالحي في الفعل الابداعي بتلك السطور التي تعطي القاريء فكرة عامة تشكل اهم ملامح طريقة تفكير الراحل عبدالحي، وتنوع اهتماماته من خلال الكائنات التي يضعها كمناهج بحث في اعماله الابداعية، ثم تنتقل الباحثة الى محطة مهمة تشكل - في رأيها- الاسس التي يتكيء عليها د. محمد عبدالحي من خلال دراساته العليا التي ابتعثته جامعة الخرطوم لنيلها، فقالت:

    (وبعد تخرجه في 1967م في قسم اللغة الانجليزية بمرتبة الشرف الثانية العليا عين مساعد تدريس في قسم اللغة الانجليزية حيث بعث للدراسات العليا لانجلترا في جامعة ليدز «Leeds» اعد رسالة الماجستير عن شاعر بريطاني اسمه ادوين مويير حيث طبعت في كتاب بعنوان : (الملاك والفتاة: الضرورة والحرية عند ادوين مويير)üü ثم نال درجة الدكتوراة عن بحثه: «التفكير والتأثير الانجليزي والامريكي على الشعر العربي الرومانتيكي» في سنة 1972م من جامعة «اكسفورد».

    ورجع الشاعر الى السودان ليعمل استاذا مساعداً في قسم اللغة الانجليزية يدرس الادب المقارن والادب الانجليزي، ثم انتدب للعمل مديرا لمصلحة الثقافة 1976م- 1977م في عهد الرئيس جعفر نميري.. وكان في ذلك الزمن يحاول النظام ان يؤكد على استفادته من كل الكفاءات ويحقق انفتاحا بعد ان كان مغلقا، ودخل محمد عبدالحي الاتحاد الاشتراكي مما اثار عليه كثيرا من اللغط والتساؤلات مما اورثه الحزن اذ انه كان يعتقد انه يحقق احلام جيله بعمله مديرا لمصلحة الثقافة وبالفعل لقد كانت سنته تلك من اعظم السنوات التي مرت على الثقافة السودانية حيث انشأ مركز ثقافة الطفل والثقافة الجماهيرية وكذلك بدأ مهرجانات الثقافة التي دعا فيها كبار شعراء الوطن العربي مثل محمود درويش واحمد عفيفي مطر ونزار قباني.

    وكذلك نشاطات في كل اضرب الثقافة من مسرح ومعارض وتشكيل وكانت بالفعل مهرجانات عامرة ولكن كل هذا لم يعفه من تبعة وضع يده مع نميري وفي ذلك يقول عبدالله علي ابراهيم:

    (ان عبدالحي مثلا تم اختياره مديراً لمصلحة الثقافة واضطرته المداراة لان يدخل الاتحاد الاشتراكي وكان ذلك مثار اسئلة ونقد من بعض الاصدقاء وكنت اقول لهم ان عبدالحي يريد ان يخلق مصلحة ثقافة وهي حلم من احلام جليه من خلال مصالحة ربما كانت فادحة).

    وبعد رجوعه الى جامعة الخرطوم قام بتأسيس مجلة «الآداب» آداب الخاصة بكلية الاداب وكان اول رئيس تحرير لها. وكذلك في بداية السبعينات قام هو ويوسف عيدابي بتحرير المحلق الثقافي لصحيفة «الصحافة» وكان بحق محلقاً منفتحا على كل الكتاب والادباء باختلاف اتجاهاتهم الفكرية ولكن تم ايقافه لادعاء البعض انه لا يتناسب وسياسة الدولة آنذاك).، انتهى.

    هنا كما نرى ان البحث قد قدم لنا ملمحا سريعا ومختصرا لايخل بالموضوع عن المناصب الاكاديمية والمشاركات الثقافية التي شغلها الراحل د. محمد عبدالحي حيث انه برغم صغر عمره آنذاك فانه كان قدر المسؤوليات التي تم اختياره لها، ولكن نرى كيف كانت نشأة محمد عبدالحي وما هي نوعية فكره وثقافته التي اكتسبها ومدى انعكاساتها على تقييم الناس لبعض المناصب التي اسندت للدكتور في تلك الظروف في النصف الاول من سبعينات القرن الماضي، فتقول د. نجاة في هذه الناحية:

    فكره وثقافته:

    (لقد اهتم محمد عبدالحي بكثير من القضايا الفكرية والادبية منذ صباه وحمل هموم الثقافة السودانية وتساؤلات الهوية والانتماء وثنائية الشخص السوداني، وكان من الرواد الذين كتبوا في الهوية والقومية تنظيراً وتطبيقاً.

    وقد حسب على اليسار ولكن هل كان محمد عبدالحي حقاً يسارياً؟

    لم ينتم محمد عبدالحي ابدا الى اليسار، والانتماء المعروف هو محاولته للانتماء لحزب الامة، حيث رفض طلبه فسارع بالانضمام الى الوطني الاتحادي يدلل على ذلك ما ذكره الشاعر نفسه الى عمر عبدالماجد:

    (ياعمر ان بي شيء في صدري حسبتها لمدة بعد ان «اصابتني» لكمة معنوية عنفية ورفضت معية حزب الامة القومي رفضا باتا بان لا اكون عضو بينهم لقد كانت اهانة ثقافية بالغة ليس لي وحدي ولكن لكل الجيل الجديد الذي يقرأ ويمزق ويكتب ويحاول أن يبني بناء ثقافيا مفيدا في الوطن الممزق).

    ومن جهة اخرى ذكر عبدالله علي ابراهيم الذي ينتمي الى الحزب الشيوعي السوداني «ان محمد عبدالحي ترك الحزب الشيوعي في اوائل الستينات».

    ولكن المتتبع لكتابات الشاعر الابداعية لا يجد فيها اي نزوع مادي في اعماله بل نزعة صوفية ايمانية عميقة «معلقة الاشارات - الله في زمن العنف - العودة الى سنار» كماندلل على ذلك بقوله هو نفسه: «كشاعر اعتقد اني اختلف عن شعراء العصر في السودان- وفي العالم العربي- بايماني العميق بهذا الجوهر الديني للوجود الانساني وبايماني الاعمق منه بأن هذا الجوهر بلغ اقصى نقائه وجماله الشكلي في الاسلام وهذا الايمان ايمان خلق لا تحجر»

    وكذلك كان قد نفى ذلك الانتماء وهو منشور في صحيفة «الرأي العام» عن انتمائه «لابادماك» يؤيد عدم يساريته.

    وخلاصة القول ان محمد عبدالحي كان رجلا شجاعا في ابدائه لآرائه والاعلان عنها دون مواربة أو خشية لومة لائم واكسبه ذلك الكثير من الاعداء، وايضا كان بسيطاً متواضعاً مما اكسبه حب الكثير من الناس.

    فقد آمن محمد عبدالحي منذ بداية شعره بفكرة الهوية السودانية وكان يرى ان الشخص السوداني عبارة عن هجين عربي- زنجي وان من المفترض ان نعى ونعترف بهذه الثنائية في تكويننا دون ان نتنكر لاصولنا العربية، أو نتنكر لاصولنا الزنجية من جهة اخرى، وكان يرى ان رأب الصدع في السودان ولم شمل هذا الوطن الممزق لا يكون الا بالحل الثقافي وليس بالحرب وانه من المهم ان يفكر في بعث الانسان السوداني العربي- الزنجي دون تغليب واحدة من الثقافتين على الاخرى أو اضطهاد واحدة على الثانية ولذلك استلهم رمز سنار ليرمز للسوداني العربي الزنجي وكتب «العودة الى سنار» التي سنتحدث عنها لاحقا بالتفصيل في الفصل الثالث ممثلا فيها رؤيته لهذا الجزء من العالم الذي يسمى السودان.

    ووقف عبدالحي عند مروي وهي حضارة سودانية عظيمة ولكن تجاوزها الى رمز سنار باعتبارها الاكثر حضورا في الذات السودانية.

    ولكن يجب ان لا نفهم من ذلك ان محمد عبدالحي كان يدعو الى نظرة شوفينية سودانية ضيقة، أو دعوة انعزالية شبيهة بالحركات الانعزالية الاخرى التي قادها بعض الشعراء في الوطن العربي، مثل ادونيس «الفينيقية» ولويس عوض «الفرعونية» ولكن يدعونا ان نستبصر واقعنا السوداني وثنائيتنا الفريدة، التي بدورها تشكل اضافة وليست نقصان.

    «العودة الى سنار» لاتشبه أية دعوة انعزالية اخرى في الوطن العربي هي ادراك للخصوصية السودانية ضمن اطار عربي ممتد في العمق الافريقي».

    ونجد ان محمد عبدالحي يرى للشعر وظيفة وللشاعر ان يخلق وعياً من محيطه وان يفصل ويؤطر لثقافته.

    «المتأمل لشعر محمد عبدالحي منذ قصائده الاولى المنشورة في صحيفة «الرأي العام» السودانية أول الستينات ومجلة الشعر «المصرية» ومجلة «شعر» اللبنانية يجدها تلقى تفسيرا للشعر عند التيجاني والمزيد من الضوء حول الشاعر الناضج الذي يحمل مسؤوليته وتاريخه الانساني والكوني وثقافته القومية وشعبه وسياسته وطبيعته».

    وقد ذكر كثير من مؤرخي الادب السوداني مثل عبدالهادي صديق، وسلمي خضراء الجيوسي، وعبده بدوي انتماء محمد عبدالحي الى مايسمى تيار «الغابة والصحراء» ولكنه تنصل عن ذلك ونفاه عن نفسه في التذييل الذي كتبه لمقال كتبته سلمى خضراء الجيوسي عن «العودة إلى سنار» قائلاً: الأمر عندى هو انني لست شاعراً من شعراء الجماعة فأنا اتكلم بصوتي الخاص بي الذي اعمقه واثقفه حتى يتزوج فيه الخاص بالعام.. والعام عندي هو تجربة الانسان الواحدة المتكررة الباطنية الاعمق أو الاعلى من الزمن التي لاتتغير في جوهرها بل تتشكل في اشكال جديدة كل عصر».

    وقد ادعى بعض النقاد ان محمد عبدالحي متأثرا بالادب الغربي وان قصائده اشبه بالمترجمات ولكنه نفى ذلك عن نفسه قائلاً:

    (اصولي الفكرية في كتاب الفتوح المكية لشيخي محي الدين بن عربي وفي رسائل اخوان الصفا في الشعر الانجليزي).

    وفي الختام فان المتتبع لاعماله يرى هذه المسحة الصوفية المميزة، والعمق الديني يتجلى في غالبية شعره ولكنه مثقف درس في الغرب واطلع على الآداب الاجنبية الاخرى نجده يتحدث عن رموز عالمية مثل : لير واوديب ليحقق بذلك ان الادب لا وطن له ولكنه نتاج انساني جمعي) . «انتهى»..

    وهنا لانرغب في ان نكتب تعليقا على تلك الخلفيات التي قامت د. نجاة محمود بطرحها في رسالتها حيث انها لاشك قد اعملت جهدا كبيرا في التوصل الى تلك النتائج التي شكلت ثقافة د. محمد عبدالحي.

    في ما سبق ذكره لعل القاريء الكريم يكون قد قام بتكوين فكرة عن ملامح هذا البحث القيم وعن هذا الجهد الاكاديمي المتقدم الذي يمزج نظريات البحث المتجرد مع فن العرض والابداع الممتع الذي قدمته الدكتورة نجاة محمود من مهجرها البعيد في العاصمة الماليزية «كوالالامبور» لعلها بذلك تكون قد أثرت البحث العلمي في السودان بموضوع جديد ربما لم يتم طرقه من قبل، ونحن بلاشك نرى ان تلتفت دار مطبعة جامعة الخرطوم للطباعة والنشر الى هذه الرسالة التي يمكن طباعتها ككتاب ادبي متميز ليتم تسويقه لجماهير الشعب السوداني داخل البلاد وخارجها وليطلع عليه طلاب الأدب والفنون والمسرح بالجامعات السودانية، وفي نهاية هذه الحلقات يسرنا ان نكتب عنوان البريد الالكتروني لهذه الباحثه الجادة كقناة اتصال لاي دار نشر داخل البلاد أو خارجها أواي باحث يود مناقشة هذه الباحثة المثابرة دكتورة نجاة محمود.

    وفي ختام هذه الاضواء نترك القاريء الكريم للاطلاع على ما كتبته الباحثة في رسالتها حول اهم قضية شغلت الاوساط الادبية بالسودان والمتعلقة بمسألة التمازج الثقافي في التركيبة الاثنية بالسودان، حيث نراها قد رجعت على كتابات الادباء في ذلك الزمن، فقالت:-

    (ان فكرة الغابة والصحراء لم تولد من فراغ بل هي اتت عبر مخاض مؤلم وطويل، وبحث دائب عن الهوية، فلا غرو فهي ظهرت بعد الاستقلال مباشرة، وعندما كانت الدعوة القومية تفرض وجودها بداية القرن كانت في الاساس لتوحيد الشعور الجمعي السوداني وتزكية النفوس لتوحيد الصف السوداني لدحر الاستعمار ..وبعد ان نال السودان استقلاله ظهرت التساؤلات التي تخص الهوية السودانية.

    وهذا ما قد يجعل المبدع يحتفى بافريقيته كقيمة حضارية بقدر احتفائه بعروبته، وقيل في ذلك «عن موروثنا الافريقي يجب ان نعتز به ونفاخر به بدلا ان نقلد غيرنا فلا نحسن التقليد».

    ومن ثم «ان خصوصية الثقافة ليست مظهرية أو خارجية ولكنها كنه مستبطن لابد من التنقيب فيه والتفتيش عنه» ان حركة الغابة والصحراء هي في مجملها حركة «لبعث» العنصر الافريقي في تكوين السوداني و«ليس معني حركة انها (ادارة) ظهرها لكل ما هو عربي بقدر ما هي التفات جاد الى كل ما هو سوداني».

    ويقول محمد عبدالحي في ذلك ( جماع الغابة والصحراء لم يكن وديا في البداية ولكن زحام هذا اللقاء الشرس بين فرسان الخيول العربية وبين سبايا الغاب الافريقي نحتنا وجوهنا... الافكار لاتجدي.. الاعتراف، عودة الى الجذور الاصلية المنسية ضغوط، يتم لقاؤنا بشمس الحقيقة).

    (فالثقافة التي ننشدها يجب ان تكون ثقافة هجينة مثلنا، فهي افريقية اصلا ولكنها عربية الملامح)..

    كما ان دعوة الهجنة في اصولها«العرقية عند (ماكمايكل) وتجلياتها الثقافية عن (ترمنجهام) تنطوي على فرضية انحطاط وهو انحطاط نجم في نظر دعاتها على امتزاج العرب المسلمين بالنوبة الافريقيين» ثم شرح ما يرمى اليه قائلاً:-

    (فقد جاء عند ماكمايكل ما يوحي بان «الدم » العربي ارفع من الدم الافريقي، وجاء عند ترمنجهام ان الهجين العربي الافريقي قد سرب من العقائد الى الاسلام ما ادخله في الوثنية . من الواضح ان المكون الافريقي في هذا الهجين هو أكثر من تأذى لنظرية الانحطاط هذه).

    «وثاني ما ينبغي ان نذكره هو انه اذا كان السودانيون نتاج امتزاج العنصرين العربي الافيريقي، فلا ننسى ان العنصر العربي كان هو الظافر المنتصر- منه الفاتحون- ومنه السادة، الذين ملكوا الارض، فلا عجب ان يحاول احفادهم تغليب العنصر السيد على العنصر المسود في تكوينهم، الطبيعي ان يكون شعورهم الاول هو التقليل من اهمية العنصرالمغلوب أو انكاره بتاتا.

    ثم اردف قائلاً: «في هذا العامل قوة تذكرنا ان العنصر العربي المنتصر لم يكن أعلى شأنا من الناحية العسكرية وحدها بل كان ارقى ثقافة وانضج من حضارة راقية لايعرفون لها نظيراً لدى الافريقي الذي لم يعرف إلاَّ همجية وبدائية- بل له لغة هي اعلى كعباً من مراقي اللغات البشرية وعن جميع اللهجات واللغات الافريقية التي لاتعرف حتى مجرد الكتابة».

    ومما قيل، نجد ان عدم الموضوعية وعدم معرفة بعض النقاد المصريين بتاريخ السودان، يجعلهم يطلقون احكاما مطلقة تدل على الجهل المتعمد،لوضع السودانيين في درجة اقل وهي درجة المتلقي وليس المرسل، والمتأثر وليس المؤثر.فالمعروف تاريخيا، انه عندما دخل العرب السودان كانت هنالك ممالك مجيدة، مثل النوبة والمقرة وعلوة وقبلها مملكة مرويü التي استخدمت اللغة المروية وهي لغة مكتوبة وآثارها باقية الى الان....

    ومن ثم انبثقت الغابة والصحراء كحركة بعثية لتبعث العنصر الزنجي في السودان.

    واننا بتجاهلنا واحتقارنا لهذا المكون الزنجي الذي يبدو في ملامحنا ، ولوننا، كعلامات فارقة بيننا وبين العرب الخلص- الذين بدورهم ينظرون الى السودان بدونية واحتقار- لن تكتمل هويتنا «وعدَّ محمد عبدالحي انتماءنا الى العرب تكبراً اجوف» كما اضاف محمد المكي ابراهيم في هذا الامر قائلاً «اذا انكرنا افريقيتنا في تلهفنا للانتماء الاكبر».

    والمثير للدهشة ان النور عثمان ابكر - اول من استخدم رمزية الغابة والصحراء في السودان - فكر في سؤال الهوية بصورة جدية حال وجوده في المانيا في 1963م اي انه كان يعيش في محيط حضاري غربي، ونجده يقول في ذلك: «ان انتباهي الى مسألة الغابة والصحراء تم لي وانا في محيط حضاري غربي رفض هويتي الافريقية حين افكر ورفض هويتي العربية حين اكون».

    وعن فلسفة الفكرة نجد انه عندما تحدث عن العنصر الزنجي في مكون السوداني، قام بنشر مقال أثار ضجة كبيرة وردود فعل متباينة في عام 1967م وفي ذلك المقال نوه انه كتب هذه المقالات في شكل مذكرات عام 1962م وهي بعنوان «لست عربياً ...ولكن».

    ومضمون هذا المقال الذي يعد من بدايات الغابة والصحراء يحوم حول تمجيد العنصر الافريقي في مكون الانسان السوداني، وكذلك تمجيد للثقافة الافريقية، كما انه ارجع بعض الظواهر في الثقافة السودانية الى العنصر الافريقي، مثل الانفعالات الدينية التي تحدث عن حالة الجذب الصوفي، وقد افتتح النور عثمان ابكر مقاله الشهير بصحيفة «الايام» في عام 1979م قائلاً:

    «كل ما هو غيبي وعميق في السودان انما هو عطاء الغاب... تجريدية الفكر الاسلامي استحالت الى ليونة المدنية البدائية التي تأخذ فكرها على حاجتها المباشرة الخيط الاساسي في وجودنا ليس هو الصوفية الشرقية بل هو الحركة الرخيمة لرقصات الغاب، وللطبل وللبوق» كما نجده ارجع حلقات الذكر وايقاعاتها ولغة الجسد «والنوبة » والحالة الاخيرة للتقمص «الجذب والفناء».

    اخيراً لايسعنا الا نزجي الشكر والتهنئة للدكتورة نجاة محمود على هذه الرسالة التي تقارب المائتي صفحة والتي بلاشك تستحق ان تلتفت اليها دور النشر السودانية لانها تحمل اهم ملامح وركائز جماليات الثقافات السودانية، ولانها تبحث في ادبيات وتراث باحث سوداني متميز كان يثري الساحة الادبية والثقافية بالسودان بكل ماهو شيق وجميل، الا ان القدر والمرض لم يمهلانه طويلا ليقدم لشعبه الكثير مما يكتنز به خياله الرحيب، وما قمنا به من تقديم اضواء محدودة لهذا السفر القيم لايغطي بالطبع معظم تفاصيل البحث الكبير ، الا ا نه في تقديرنا يعمل على لفت انظار اهل الادب والثقافة والابداع الى تلك الجهود التي تبذل «من اقاصي الدنيا» كما يحلو لكاتبنا صاحب القلم الرشيق الاستاذ محمد خير ان يضع هذا التعبير كعنوان لمساهماته الصحفية التي تثير اللغط من وقت لآخر، تلك الجهود التي يجب علينا ان نهتم بها اكثر واكثر والا نضعها في اضابير ملفات اقسام البحث بالجامعات فقط، بل نرى اهمية ان تنزل الى الشارع السوداني العريض كي تتواصل خبرات الاجيال على مر العصور.. وفي الختام نقول : ورحم الله مبدعنا الدكتور المثقف بعمق محمد عبدالحي وان يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وان يجعل البركة في زوجته وابنائه، وشكراً كثيراً للدكتورة نجاة محمود في ماليزيا«رد الله غربتها واهل بيتها اجمعين الى رحاب الوطن الغالي».

                  

العنوان الكاتب Date
السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-12-03, 12:32 PM
  Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-12-03, 12:38 PM
    Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-12-03, 12:40 PM
      Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-12-03, 12:43 PM
        العوده الي سنار HOPELESS08-12-03, 12:49 PM
          Re: العوده الي سنار HOPELESS08-12-03, 12:52 PM
            Re: العوده الي سنار HOPELESS08-12-03, 12:56 PM
              حديقة الورد الأخير HOPELESS08-12-03, 12:59 PM
                الله في زمن العنف HOPELESS08-12-03, 01:06 PM
                  Re: الله في زمن العنف HOPELESS08-12-03, 01:09 PM
                    Re: الله في زمن العنف HOPELESS08-12-03, 01:13 PM
                      Re: الله في زمن العنف HOPELESS08-12-03, 01:16 PM
                        Re: الله في زمن العنف HOPELESS08-12-03, 01:19 PM
                          Re: الله في زمن العنف HOPELESS08-12-03, 01:23 PM
                            Re: الله في زمن العنف HOPELESS08-12-03, 01:26 PM
                              Re: الله في زمن العنف HOPELESS08-12-03, 01:31 PM
  Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب sentimental08-12-03, 03:17 PM
    Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-13-03, 01:04 PM
      Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-13-03, 01:12 PM
        Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-13-03, 01:19 PM
          Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-13-03, 01:39 PM
            Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب bayan08-13-03, 03:02 PM
              Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-15-03, 06:10 PM
  Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب Remo08-15-03, 06:45 PM
    Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-15-03, 09:13 PM
  Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب sentimental08-19-03, 04:00 PM
    Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-24-03, 10:40 AM
      Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب bayan08-25-03, 04:02 AM
  Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب sentimental08-26-03, 08:57 AM
    Re: السـمندل فـي غيـاهب الغيــاب HOPELESS08-26-03, 09:45 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de