عثمان مرغني: مره اخري !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 03:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة علي عسكورى(Asskouri)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-09-2005, 07:39 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    السيد عثمان مرغني بداء في موضوعه ادناه يقترب من الحقيقه، وبداء موضوعه هذه المره اكثر اتزانا وموضوعيه واقرب للحقيقه التي نعرفها من مصادرنا من موقع المشروع. ولكن الرجل لا يزال يتردد في القول ان ادارة السد قد تسببت في تدمير حياة هؤلاء المواطنين بترحيلها لهم بدون اي تحضيرات وبتحويلهم من مزارعين منتجين الي عطاله سافره او غير ظاهره، فموفوض التوطين نفسه يعترف انه قام بتهجير هؤلاء بدون استعداد وبدون تجهيز ( فيما يتعلق بتجهيز المشاريع الزراعيه قبل تهجير المواطنين هو أمر ايجابي جدا ونحن نرحب به ولكن لا نستطيع اجازه علي الاقل مع اهالي الحماداب الفوج ارلابع ولا حتي لاهالي أمري، بسبب ضيق الزمن بين عمليات التهجير وتشييد جسم السد ونحن نخشي أن تغمر مياه البحيره مناطق المتأثرين لذلك جاءت عمليات اعمار المشاريع الزراعيه وترحيل المواطنين في وقت واحد - الرأي العام 4-3-2004)، فهذا الرجل يعترف صراحة انه اختار عن قصد تدمير حياة هؤلاء المواطنين والقذف بهم في الصحراء دون بديل، ولم يقل الرجل انه كان يجب ايقاف العمل في التشييد الي حين تحضير المشروعات الزراعيه لكي لا يتضور اهالي الحماداب جوعا!! تري ما الذي يدفع ادارة السد لكل تلك العجله في بناء السد!!!؟ مقدار ما كان ينتجه هؤلاء سنويا من محصول والذي اصبح غير ممكنا الان يجب ان يضاف الي خسائر المشروع، تري من يتحمل تكاليف حياة هؤلاء المواطنين! فهؤلاء كانوا مواطنين يديرون حياتهم بدون تدخل من الدوله، الان طردتهم الحكومه الي العراء وحولتهم الي عاطلين من العمل، ولا تلتزم تجاههم باي شئ! كان علي الرجل ان يشير الي أن علي ادارة السد تحمل تكاليف ومصاريف حياة هؤلاء المواطنين حتي تجد لهم البديل، فهي التي تسببت في تشريدهم وفقرهم.
    ايضا ما زال الرجل يضرب صفحا عن الاشاره الي الموجهات الدوليه لهذه المشروعات والتي توفر حلولا لمثل هذه القضايا. ايضا تجنب الاشاره الي الطوق الامني والوجود الكثيف لقوات الجيش والامن بالقرب من الخزان والتفتيش المبالغ فيه الذي تقوم به هذه الوحدات للمواطنين، ويتعرض له كل من يمر بالقرب من الخزان! ألم تقل الحكومه من قبل أن الاهالي قد وافقوا علي التضحيه بأرضهم! ما ذا يعني وجود الجيش وسط تلك القري النائيه!! ان سياسية الارهاب التي تتبعها ادارة السد تجاه المواطنين لن تبني الخزان ولن تخيف احدا!!
    كان علي الرجل ان يقول ان مشروع الملتقي مشروع فاشل، وان علي ادارة السد اعادة المواطنين من حيث اتو، وتركهم في اماكنهم وايقاف العمل في السد الي حين العثور لهم علي بديل يوفر لهم حياة كريمه. استغربت ايضا لحديث الرجل عن أن المشروع سيتم ريه من ترعة الخزان، وهذا امر غير صحيح، فهذا المشروع يبعد حوالي 90 كيلومتر من مدينة مروي وحوالي 120 كيلومتر من جسم السد( الراي العام24-4-2004) ويمتد هو نفسه الي اكثر من عشرين كيلومتر كل ذلك ولم يبداء العمل فيه حتي الان، كما ان المعلومات القليله التي استطعنا الحصول عليهاعن المشروع لا تشير الي ذلك، هذا بجانب أن اي سحب للمياه من بحيرة الخزان سيكون خصما علي توليد الكهرباء، هذا بجانب ان وجود اي قناه بهذا الطول وسط القري ستكون مصدر ممتازا لتوالد البعوض مما يهدد حياة السكان في تلك المناطق وهو امر لا نعتقد ان خبراء الصحه سيقبلون بقيامه. لذلك فان الحديث عن مشروع ري هو حديث للاستهلاك السياسي ولتخدير المواطنين. هذا من ناحيه ، من ناحيه اخري لم يقل الرجل ان ري المشروع بالطلمبات لن يكن مجديا بعد قيام الخزان وانحسار مياه النيل مما يقتضي نصب طلمبات مياه اخري لترفع الماء لهذه الطلمبات وهذه تكلفه اضافيه سيكون علي المزارعين نحملها.
    وعلي كل احس بأن الرجل قد بداء اكثر موضوعيه في موضوعه واستعراضه للامر هذه المره، ونحن ندعوه أن يطالب معنا بوقف العمل في المشروع الي حين اخضاعه لمراجعه شامله للنظر في جدواه من عدمها.


    Quote: الاحد9يناير2005


    الوجه الآخر لسد مروي

    الحلقة الخامسة عثمان ميرغني

    مدينة الملتقى التي استقبلت المرحلة الأولى من التهجير للمتأثرين بسد مروى تبعد من العاصمة حوالى(320) كيلومترا .. تقطعها السيارة في أقل من ثلاث ساعات .. والطريق مسفلت بكامله وتستطيع أى سيارة مهما كانت صغيرة أن تسافر عليه .. وعلى جانبي الطرق تنتشر المقاهي والكافتيريات والاستراحات التي تجعل الطريق حياً يسمح للمسافر أن يرتاح كلما أحس الملل ..

    وفي الماضي كان هذا الطريق معضلة حقيقية حيث يقطعه المسافر في أيام قد تصل قرابة الاسبوع وفيه منطقة وعرة للغاية يطلق عليها ( قوز أبو ضلوع) ورغم أنها مسافة قصيرة الا أن وعورتها جعلتها مصيدة تسلل لا يفلت منها المسافر الا بمشقة وربما يقضي فيه يومين .. وما يزال الناس يذكرون الحادثة الشهيرة في العهد الحزبي الأخير في العام 1988 عندما قطعت الأمطار الطريق في «قوز أبوضلوع» وظل القادمون من الشمالية على مشارف أمدرمان غير قادرين على عبوره لعدة ايام فاضطرت الحكومة لارسال طائرة هيلكوبتر لاخلاء النساء والأطفال بعد أن نفذ الماء والطعام. ولم يتمكن البقية من دخول المدينة الا بعد أكثر من اسبوع ..

    حالياً صار ممكنا لأهالي مدينة «الملتقي» السفر الى العاصمة والعودة الى بيوتهم في نفس اليوم وانتعشت حركة السفر بالحافلات الصغيرة والسياحية الكبيرة بين مدن الشمال والعاصمة.

    والمسافر من أمدرمان الى مدينة «الملتقي» يصل بعد (27) كيلومترا من أمدرمان الى كافتيريا الحميدي .. وفي الكيلو (120) يصل الى آخر نقطة في ولاية الخرطوم حيث أقيم حاجز للتفتيش .. وعند الكيلو (150) اقيم مجمع فخم للخلاوي اطلق عليه (خلاوى الجعيرين) وهي مباني جميلة خصصت لطلاب القرآن الكريم وفي الكيلو (200) استراحة «الشريان» في منطقة شهيرة تسمي «التمتمام» .. وفي الكيلو (257) قهوة ام الحسن الشهيرة .. السفر لم يعد مشقة بل متعة وربما ساعد ذلك في تيسير تسويق المنتجات الزراعية لأهل الولاية الشمالية .. فقد غدا سهلا نقل الخضار طازجا كل صباح من المزرعة الى المستهلك في العاصمة ..

    على أن الهدف الاول من انشاء مدينة «الملتقى» لم يكن مجرد العثور على مكان يصلح للمجمعات السكنية فحسب ، بل اقامة مشروع زراعي يستوعب الأسر التي سيتم تهجيرها من حرم بحيرة سد مروى خاصة في المرحلة الاولى التي تشمل أول مجموعة ستغرقها البحيرة وهم سكان منطقة «الحامداب».

    وعندما تسمع الأذن السودانية كلمة «مشروع زراعي» فإن الذكريات تذهب مباشرة الى المشاريع المماثلة ابتداء من عملاق المشاريع الزراعية في العالم وافريقيا مشروع «الجزيرة» ثم المشاريع الزراعية المروية صناعيا الأخرى مثل الرهد ومشاريع النيل الابيض وغيرها .

    هذه المشاريع الزراعية سجلت أرقاما محبطة في الذاكرة السودانية ووصمها الكثيرون بانها انجاز من الفشل المتواصل رغم سنوات النجاح في بعضها .. وهذا هو بعينه ما يجعل المتأثرين بسد مروي يرتعبون من فكرة المشاريع الزراعية الكبيرة كهذه.

    فهم يرون انها حتى ولو نجحت في الحاضر او المستقبل القريب فلا ضمانة لاستمرار نجاحها في المستقبل .. ولديهم من التجارب السابقة ألف برهان ليس أقلها أو آخرها ما حل بمشروع حلفا الجديدة الزراعي الذي كان - مثلهم - موطن تهجير لأهالى وادي حلفا الذين اغرق السد العالي في مصر مدينتهم ومزارعهم في العام 1963 .

    يقارن المزارعون بالحياة البسيطة التي ألفوها جوار النيل منذ آلاف السنين في مشاريعهم الصغيرة التي يسقونها بوابورات الجازولين الصغيرة .. هنا القرار والأمر والنية بيد المزارع القادر على ضمان استمرار مكاينته الصغيرة وتوفير مستلزماتها من قطع الغيار والوقود . لكن عندما يصبح أمر المزارع في يد «ادارة» مشروع زراعي كبير فإنه يسلم مصائره الى مجهول لم يثبت حتى الآن في السودان انه ادار المشاريع الزراعية بكفاءة او نجاح.

    لكن هذه الوساوس ليست قطعية بالدرجة التي يرددها بعض المزارعين هناك ففي السودان امثلة أخرى لمشاريع زراعية كبيرة نالت من النجاح المستقر بل والتطور سمعة رائدة مثل مشروع سكر كنانة .. لكن مع ذلك فإن لدى المزارع في المناطق المتأثرة بالسد ألف عذر لكي يقلق بل ويرتاب .

    فمشروع «كنانة» ليس مجرد مشروع زراعي فهو يرتبط بصناعة السكر ولا يمكن للصناعة ان تستمر دون ضمان نجاح المشروع الزراعي.. وفي كل الأحوال هو استثمار مسنود برأسمال عربي وخبرات أجنبية وهي كلها من مفقودات المشاريع الزراعية الجديدة في «الملتقي» أو «أمري الجديدة» أو «المكابراب» أو «الكحيلة شرق»..

    «الإدارة» هي كلمة السر في نجاح أى مشروع .. وهي بالضبط ما كان يعصف بالمشاريع الزراعية المروية في السودان ويجعل منها دائما اليد السفلي في منظومة الاقتصاد السوداني فبدلا من أن تعطي تأخذ من موارد الدولة .

    ومشروع الملتقى الزراعي يعد أكبر مشروع زراعي في الولاية الشمالية فمساحته أكثر من (13) ألف فدان ويروى بمحطة ضخمة من خمس طلمبات لتضخ المياه في القناة الرئيسية للمشروع وتدار المحطة بمولد كهربائي قوته 6.4 ميقا وات .. ولا تعمل المحطة حاليا الا بأقل من نصف طاقتها ( طلمبتان فقط) لأن المشروع لم يستصلح بصورة كاملة ومايزال في انتظار تهجير نصف السكان من المتأثرين في منطقة الحامداب.. وفي انتظار ازالة الرمال واستصلاح بقية المزارع في المرحلة الأولى التي وصل مستوطنوها .

    ويثير المزراعون قلقهم حول كلفة الرى .. حتى الأن ربما لم تبرز هذه المشكلة بصورة كبيرة لأن المزارع لا يدفع قيمة الري فالحكومة تعهدت بتكلفة الرى لعامين لكن كيف يفعل بعد تحويل كلفة الرى اليه..

    يقول «الطيب جاد كريم» مدير المشروع الزراعي أن ضمانات الري تتوفر بصورة لا تدعو الى القلق فالمشروع سيروى مستقبلا من ترعة سد مروي وسيتحول للعمل مباشرة من كهرباء السد ايضا لأن المضخات حالياً تعمل بمولد كهرباء محلي يدار بالجازولين وسيتم الاستغناء عنه بمجرد وصول كهرباء السد وفي كل الأحوال فإن استهلاك الفدان حاليا من الوقود لا يتعدى 1.2 جالون جازولين للفدان بينما في المشاريع الزراعية التقليدية التي كان المهجرون يملكونها جوار النيل يبلغ استهلاك الوقود 3 جالون جازولين للفدان الواحد.

    هذه الأرقام ربما تمثل المرافعة «الرسمية» لإدارة المشروع الزراعي في مواجهة الاتهامات والهواجس التي يطلقها بعض المعترضين على موقع المشروع وتصميمه الهندسي لكن في كل الأحوال يظل الأمر في مساحة الخلاف إلى أن تظهر النتيجة الحقيقية بالأرقام لمدى نجاح المشروع أو فشله بعد عامين او ثلاثة من تشغيله بطاقته القصوى .

    صحيح أن جهات علمية مثل الهيئة الاستشارية لجامعة الخرطوم قد اشرفت على درسات الجدوى وتصميم وسائط وقنوات الرى وهي التي تتحمل مسئولية نجاح أو فشل المشروع لكن في المقابل فإن الاهالى الذين وضعوا كل بيض أحلامهم في سلة هذا المشروع يكابدون هواجس كبيرة حول مستقبلهم في ظل الوضع التجريبي الذي ما يزال المشروع يعمل به..

    فما تزال الطاقة التصميمة القصوى للرى في المشروع لم تختبر بعد .. فالترعة الرئيسية التي يبلغ طولها سبعة كيلومترات نصفها مغلق حالياً لأن المشروع لم يكتمل بعد فنصف سكانه لم يأتوا بعد .. صحيح أن المياه تصل حاليا لكل المزارع التي لا تغطيها الرمال والتي وزعت على المهجرين في الأفواج الثلاثة الاولى لكن ذلك لا يمثل اختبارا حقيقيا لسلامة نظرية الرى و قدرة المضخات على توفير المياه لكل المشروع.

    وحتى لو وصلت المياه الى كل المشروع فليس هناك دراسة دقيقة قاطعة بالكلفة الحقيقية للرى .. وهو عامل مهم جدا في تحديد الجدوى الاقتصادية من المشروع . فالمزارع لا يزرع هنا ليأكل من زرعه فحسب بل ليغذى الأسواق ويخوض غمار منافسة كبيرة مع منتجات قادمة من مناطق أخرى ربما تكون اقل كلفة فتهزم منتجاته.

    وكلفة الرى لا تحددها كمية الجازولين المحترقة في مولدات الكهرباء التي تدير ماكينات ضخ المياه العملاقة فحسب بل كلفة الطاقم الفني والإداري الذي يشرف على تشغيل هذه الماكينات والصيانة الدورية والاسعافية المطلوبة لها ولقنوات الرى الرئيسية والثانوية والفرعية والكوادر الفنية التي تشرف على مراقبة هذه القنوات حتى دخول المياه الى المزرعة.

    هذه العوامل تجعل الكلفة تتأثر عكسياً مع المساحة المنتجة من المشروع .. كلما زادت المساحة المنتجة من المشروع كلما قلت التكلفة ,فكلفة الأطقم الفنية والادارية و الصيانة تظل ثابتة - تقريبا - حتى ولو كان المزروع فدان واحد .. ولهذا تقل الكلفة كلما زادت المساحة المزروعة حيث تتوزع الكلفة على مجمل المساحة.

    صحيح أن الاعتماد على الرى المباشر من القناة الرئسية لسد مروى يحل جزءا كبيرا من هذه المعضلة فالكلفة هنا ستتغير كثيرا وتدخل فيها عوامل كثيرة أخرى . والرى الانسيابي من القناة سيغير جذريا مفردات وجملة الكلفة. لكن بعض المتهجسين من المشروع من حيث المبدأ يثيرون شكوكا حول فكرة قناة الري الرئيسية من سد مروي نفسها بل ويذهبون الى الشك درجة يتهمون فيها الحكومة بانها أعطت المصريين مواثيقا وعهودا أن لا تمس مياه النيل في سد مروي وان تكتفي باستخراج الطاقة الكهربائية منه وتترك المياه تواصل مسيرتها الى مصبها في بحيرة السد العالي .. على كل حال سنتأتي على ذكر مفصل لقناة الرى الرئيسية من السد في وقت لاحق من هذه السلسلة.

    يونس أحمد محمد رئيس لجنة الزراعة بالمشروع « وهي لجنة أهلية تمثل المزارعين » يقول « قبل التهجير لم نكن نرتبك بنجاح أو فشل موسم زراعي فذالك امر لا يؤثر على حياة المواطن بصورة مصيرية .. فمطلوبات الحياة العادية لا ترتبط بذلك . لكن الوضع تغير كليا هنا في هذه المجمعات السكنية ذات الكثافة السكانية العالية .. نجاح أو فشل الموسم الزراعي يعني حياة أو موت بالنسبة لنا».

    سألته عن تجربته الشخصية في المشروع الجديد بعد ان علمت منه أن زرع أربعة مواسم متتالية في المشروع الجديد فقال «الموسم الاول كان غريبا على . لم اتعود على هذه الطريقة في الزراعة ... المزرعة تبدو كبيرة الحجم على تلك التي تعودنا عليها بجور النيل .. هنام اعتمد على يدي . هنا احتاج الى الآلات الزراعية في الحراثة وتمهيد الارض .. في الموسم الثاني ظهرت لنا مشاكل في قناوت الرى .. لكنه افضل من سابقه .. في الموسم الثالث ظهر انتاج أفضل ودبات التربة تعطي اكثر ..والآن المحك في هذا الموسم الشتوي ».

    يتابع يونس « ادارة السد ارتكبت خطأ فادحا في اسلوب التهجير الأفواح كانت متقاربة جدا .. كان الافضل تهجير الفوج الأول والانتظار ريثما تظهر المشاكل وتعالج ثم يأتي الفوج التالي ».

    يونس يقرر حقيقة صادمة « القاعدين ساكت أكثر من الزارعين » ..!!

    لكن القضية أن «القاعدين ساكت» على حد تعبير يونس .. لن يستطيعوا أن «يقعدوا ساكت» حيال فاتورة حتمية من المصروفات الشهرية التي تفرضها حياتهم الجديدة ... الكهرباء خدمة لم تكن موجودة في القرى التي هاجروا منها .. لكنها هنا تتطلب شهريا مبلغ (25) ألف جنيها تم تخفيضها بعد ذلك الى (15) ألف جنيها.رغم أنها كانت تعمل لمدة اربعة ساعات فقط في اليوم ( اثناء زيارتي للمدينة وصلت اليه خدمة كهرباء مدينة الدبة وهي ستوفر امدادا لمدة اطول في اليوم) . وتدفع كل أسرة (10) ألف جنيه دعما للتعليم .. ومبلغ ( ألف جنيه أخرى لخدمات مياه الشرب في المنازل ..

    شادية أحمد الهدي ..ربة منزل صادفتها خارجة من منزلها استأذنا منها ان تنحدث معها فأدخلتنا الى البيت ووحضر زوجها لكن بعد نهاية الحوار معها .. تقول شادية: « مستوى الدخل أقل مما كنا عليه قبل التهجير .. أسرتي الآن تعيش على التعويض .. أعول تسعة أطفال كلهم في المراحل الدراسية ويحتاجون لميزانية كبيرة ومستمرة »

    زوجها لا يعمل حاليا . اشتغل في المزرعة قليلا ولم ينجح وهو الآن بلا عمل .. ويتجتاج الى (75) ألف جنيه كل شهريا لمصروفات مواصلات أبنائه الطلاب من والى مدارسهم ..!! فضلا عن بقية الفاتورة التي سبق الاشارة اليها..

    سألت شادية .. هل تملكون ثلاجة في البيت ..

    قالت نعم ..

    سألتها وهل تملكون جهاز تلفزيون ؟

    أجابت نعم ..

    كيف حصلتم عليها

    أجابت .. من مال التعويض ..!!

    هنام تتجلى سلبيات وايجابيات النقلة الجديدة .. الحياة البسيطة الخالية من الخدمات في الموطن الأول تحولت الآن الى حياة فيها جديد الحياة الحضرية من أدوات الترفيه والكماليات الأخرى .. و لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه .. أهالى الحامداب الجديدة «الملتقى» يدفعون ثمن الحياة الجديدة .. ربما البعض تلائم سريعا و اجتاز نفسيا واقتصاديا الوضع الانتقالي .. لكن المؤكد ان الغالبية ماتزال في البرزخ ..!!

    شادية تقول :« ناس السد خدعونا .. وعدونا بهذه الخدمات مجانا ..قالوا لنا أن الماء مجانا .. لكنهم وضعونا أمام الأمر الواقع بعد التهجير ..»

    سألتها مستوى أبنائك في التعليم هل تحسن أم تدني ؟

    ردت « المستوى تحسن » .. شادية هي عضو في اللجنة الاهلية التي تشرف على المدارس « مجلس الآباء والأمهات »

    كثير من اهالى المدينة الجديدة «المتلقى» اختار جيرانخ بنفسه عند التوطين وهو غالبا أقربائه وعائلته الكبيرة التي تعود علهيا في قريته قبل التهجدير .. وبعضهم قام بكسر الجدران بين المنازل وفتحوها على بعضها فهم تعودوا على الحياة المشتركة التي لا تجعل الرء رهين ظرفه الخاص . ياكلون في اناء واحد ويشربون الشاي ويعيشون تفاصيل يوميات واحدة ..

    في منتصف النهار تبدو كثير من البيوت وقد هجرها الرجال .. النساء أصبحن أقل مشاركة في العمل لأن المزارع تعتمد على الميكنة لكبر مساحتها ولبعدها شيئا ما عن القرية .. ويبدو ان انسحاب النساء كقوة عاملة سيطرد الى ان تظهر مهام أخرى لهن بجانب دورهن الاسري التقليدي ..

    طبيب المركز الصحي دكتور فهد قال أنه واجه مشكلة في بداية عمله في الكشف على النساء .. فهن لم يتعودن على الطبيب .. في القرى كانوا يعتمدون على المساعد الطبي أو الممرض أو أى بصير .. وهؤلاء كانوا يقدمون الوصفة الطبية مباشرة بلا حاجة الى تشخيص لكن الطبيب الآن يتطلب عمله استخدام السماعة الطبية والكشف وكان ذلك مشكلة للمرأة في الحامداب الجديدة .. لكن الوضع بدأ يتغير في الاتجاه المشابه لماهو في المدن الأخرى ..

    في الحلقة السادسة :

    هل هناك مشكلة في تصميم البيوت ؟

    لماذا سحبت الحكومة الصالون والمطبخ ثم عادت فأرجعتهما في أمري الجديدة؟





                  

العنوان الكاتب Date
عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri12-31-04, 06:01 PM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri12-31-04, 06:22 PM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri12-31-04, 06:30 PM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 04:37 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-02-05, 05:58 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-02-05, 08:40 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-02-05, 11:26 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-03-05, 05:41 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-04-05, 08:42 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-04-05, 05:19 AM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-03-05, 04:35 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-09-05, 04:59 PM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-10-05, 07:13 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-12-05, 06:45 AM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-05-05, 12:00 PM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-08-05, 06:00 AM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 08:44 AM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 08:56 AM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 12:59 PM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-03-05, 09:38 AM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-05-05, 04:47 AM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Omer5401-06-05, 00:19 AM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-06-05, 08:49 AM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-06-05, 01:15 PM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-07-05, 04:43 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-09-05, 07:39 AM
            Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! معتصم ود الجمام01-09-05, 05:50 PM
              Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-09-05, 07:54 PM
              Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-11-05, 11:16 AM
                Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-15-05, 04:00 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-13-05, 06:44 AM
            Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-19-05, 05:24 PM
              Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-28-05, 12:48 PM
                Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-29-05, 08:34 AM
                  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-30-05, 08:18 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de