مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2003, 01:00 AM

Mahadi
<aMahadi
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين (Re: خالد عويس)

    مبارك الفاضل يفتح «صندوق الاسرار» ويروي ملابسات «الانقلاب»: احتويت «خناقة» بين السيدين على رئاسة التجمع


    اشتهر مبارك عبدالله الفاضل المهدي، فضلا عن ديناميكيته السياسية، بأنه «بطل الخلافات»، فقد كان متهماً بأنه سبب الخلافات والتراشقات التي دارت قبل أعوام داخل التجمع الوطني الديمقراطي،


    والتي ادت في نهاية المطاف الى خروج حزب الامة من التجمع في مارس 2000 عقب توقيعه اتفاق «نداء الوطن» الذي ابرم بين حزب الامة وحكومة الخرطوم في جيبوتي. وكان الرجل انذاك يشغل أعلى المناصب التنفيذية للمعارضة السودانية «الأمين العام» الأمر الذي اثار حفيظة حلفائه السابقين ولم يستطيعوا اخفاء غضبهم من توقيعه ذلك الاتفاق.


    ومؤخراً كرس الفاضل صورته كـ «بطل خلافات» عندما فجر هذا الرجل داخل حزب الامة انشقاقاً مدوياً قاد عبره انقلابا ضد ابن عمه زعيم الحزب التاريخي الصادق المهدي. وشكل هذا الانقلاب مادة دسمة للاعلام وجعل من الفاضل هدفا تطارده الصحافة. وكانت زيارته الاخيرة للقاهرة مناسبة للقائه ومعرفة بعض الاجابات على اسئلة كثيرة تحيط بشخصية الرجل وتفاصيل التطورات التي ادت الى «الانقلاب».


    عندما استعرضت الاسئلة مع مبارك الفاضل ضحك وابتسم ووعد بالاجابة عليها جميعا، ولكن تركيزه على مسألة الخلاف بينه وبين الصادق وحزب الامة اسقط بعض الاسئلة، وقد يكون الرجل قد قصد ذلك بذكاء منه في عدم الاجابة عن بعض الاسئلة، او قد اراد ان يوضح مسألة الخلاف اكثر من بعض الأشياء الاخرى.


    واسهب الفاضل في شرح تفاصيل الخلاف وملابسات «الانقلاب» لكنه في خضم السرد طرح نقاطاً عدة نجد تفاصيلها في نص الحوار التالي: ـ الخلاف الذي حدث في حزب الامة والانشقاق الذي كان بزعامتكم ما هي أسبابه ودوافعه الأساسية؟ ـ الخلاف يرجع لفترة سنتين تقريبا، ومحور الخلاف شيئان: الازمة التنظيمية التي مر بها الحزب منذ أن بدأ العمل العلني، وهي أزمة قديمة حتى في ظل العمل السري كان اداء الحزب ضعيفا، وكنا في الخارج نتحمل عبئا كبيرا ونمد الداخل بالمعلومات التي لم تتوفر لهم مصادر في الداخل، ضعف الحزب، وطريقة ادارته كانت تمثل بالفعل ازمة تنظيمية.


    الشيء الثاني كان الأزمة السياسية، فالحزب اتخذ خطاً استراتيجياً باعتماد الحوار مع النظام، ووقع اتفاقات ثم بعد ذلك اتخذت القيادة موقفاً «رمادياً» لا هو معارضة ولا هو تقدم نحو النظام، فاتبعت تكتيكات خطأ حتى بالنسبة لأهدافها التي تريد تحقيقها.


    وقد ناقشت هاتين القضيتين: التنظيمية والسياسية في مذكرة سميت بـ «المذكرة الاربعينية» في مايو 2001 وقد نشرت هذه المذكرة مؤخراً بعد ان اخل الصادق بالاتفاق بيننا وبينه، حيث كان من المفترض ان تكون هذه المذكرة سرية، ولكنه تحدث عنها في أوراق رسمية، ومن جانب واحد مما شوه المذكرة. وقد قرر الموقعون عليها نشرها.


    إذن المشكلة من جانبين: التنظيمي والسياسي، الجانب التنظيمي يملك خلفية، أهمها الضعف التنظيمي في الحزب منذ 86، حيث ذهب الصادق في اتجاه مركزية القرار، والتسويات الشخصية على حساب الهيكل الحزبي.. فقد اختلفنا معه في 86 في اجتماع قرر فيه حل منصب الامين العام وتقسيمه الى خمسة أعضاء. أنا ود. عمر نور الدائم كنا الوحيدين اللذين اعترضوا على تغيير الهيكل، وكانت فكرة الصادق المهدي ارضاء طموحات بعض الاخوة الذين ينظرون للمنصب، ولم يكن يريد ان يحدث تنافس. وقد يكون أيضا في تفكيره اضعاف منصب الأمين العام وتقوية منصب الرئيس وهو وضع مخالف لتاريخ حزب الأمة، حيث كان الأمين العام هو الأقوى والرئيس هو رمز سيادي وزعيم فقط، لكن ادارة الحزب هي لدى الأمين العام.


    ضعف تنظيمي هذا الضعف التنظيمي الذي بدأ منذ 86 اعترف به رئيس الحزب في كتابات مختلفة، وبأنه فشل في التنظيم، وفي المال وفي الاعلام وفي كتاب العودة الأخير كرر هذا الاعتراف، لكن كنا نملك رؤية منذ ذلك الوقت.. وقد اعترضت بشدة على تذويب منصب الامين العام، وكانت لدينا تحفظات في فترة 97 ـ 98 في بعض اداء الحزب في الداخل كتنظيم مناوئ للحكومة وكانت تتولى التنظيم في تلك الفترة سارة الفاضل وكان واضحاً ضعف قدراتها في قيادة التنظيم في الداخل، لكن لأسباب شخصية الصادق لم يستطع ان يتجاوز هذا الموقف، واقترح ان نستدعيها ونجتمع معها، وحدث هذا بالفعل، وتم استدعاؤها واجتمعنا معها، لكن لم نجد حلاً للمشكلة، لان المشكلة كانت اعمق من ان تحل عبر الشخص المسئول مباشرة ولا يملك قدرات لإدارة العمل. والتركيبة نفسها كانت مشكلة واعتقد ان واحدة من اخفاقات الصادق في فترة المعارضة في الداخل لم يستطع ان يقيم تنظيماً قوياً وانما اعتمد على شخصيته الكاريزمية وخطبه في الاعياد والصلوات كـ focas Point)) للمعارضة دون ان يقيم تنظيمات قاعدية فاعلة ولذلك عندما خرج في الخارج اكتشفنا هشاشة الوضع الموجود.


    بالطبع كل هذا الأمر كان من الاشياء السرية التي تتنافس فيها على مستوى القيادة، ولكن المشكلة تفاقمت عندما جئنا لقرار الخروج للعمل العلني.. توحيد التنظيم الخارجي، وتوحيد التنظيم الداخلي، كتبت مذكرة في 99 بناء على نقاش دار بيني وبين الصادق في رحلة بين ليبيا وكمبالا، حول مستقبل الحزب، وكان قد طلب مني كتابة مذكرة، كان اساس المذكرة هو المطالبة بتجديد الحزب وخلق مجلس للرأى وفتح المجال للاجيال الثاني والثالث لتولي مسئولية ادارة الحزب، وأصبح الخلاف في: هل يتم تكوين الحزب بالتعيين؟ أم يتم بالانتخاب؟ طرحت فكرة مؤتمر تأسيسي مصغر لقادة الحزب وكوادره الذين ظلوا صامتين خلال المقاومة في جميع الولايات، وان ينتخبوا جسماً انتقالياً يحضر بدوره للمؤتمر العام. رفض الصادق ذلك واختار ان يتم التكوين بالتعيين، وشرع في التعيين هو ود.عمر نور الدائم، ولم أطلع على التعيينات التي تمت، ولكن عندما بدأوا في تبليغ التكليفات، وبالتحديد الاخوة بكري عديل وآدم مادبو صعدوا الخلاف في الصحف واعتبروا انهم غير موافقين، كان هذا في يونيو من العام 2000. والحاج عبدالرحمن نقد الله قدم مذكرة احتجاج للسيد الصادق. كنت في زيارة للندن ومررت بالقاهرة في طريقي للخرطوم، فأبلغني الصادق بانه دعا لاجتماع لعدد معين من القادة اعتذرت ونبهته الى أنه سيعقد اجتماعا في ظل ابتزاز من بعض الشخصيات من اجل عمل ترضيات، ودار نقاش بيننا قلت له فيه ان امامه حلين.. اما ان يسلم الحزب الى جيل الثلاثينيات جيله ونحن ننتظر، واما ننتقل بالحزب الى الجيل الجديد، فكان رده «لا.. لن اسلم الحزب الى جيل الثلاثينيات» وعندما سألته لماذا؟ قال «لأنه غير مسئول ولن يستطيعوا ادارة الحزب».. فكان من البديهي اذن ان يسلم الحزب الى الجيل الجديد الذي تصدى ويحمل الراية الآن، فكان رده «إن أولئك جيل الثلاثينيات يريدون ترضيات، مناصب، اذا اخذوها يمكن ان يهدأوا ثم تقومون أنتم الجيل الجديد بالعمل».


    فكان ردي «انهم سيأخذون المناصب لاستخدامها في التخريب» وهذا ماحدث. وبالرغم من اعتذاري عن الحضور للاجتماع، ولكن لاعتبارات شخصية ولغضب الصادق من ذلك على المستوى الشخصي، قررت حضور الاجتماع نزولا لرغبته.


    اجتماع فاشل الاجتماع كان فاشلا، رغم مارسم عنه في الاعلان، فقد فشل حقيقة في التوصل الى صيغة لملء المواقع في الحزب وحدثت «مشكلة» بين الكبار، مما اضطر الصادق في ان يوفق ويلائم بين الأطراف ويسكن التنظيم الذي عمل. وادراكا مني لفشل كل هذه العملية كتبت خطابا للصادق قبل أن تحدث عملية التسكين هذه اعتذر فيه عن أي تكليف مع استعدادي للقيام بأي عمل يطلب مني دون أي تكليف أو منصب في الحزب، فوجئت عندما قرأت قائمة التعيينات بوضعي رئيسا للقطاع السياسي، فرفعت يدي واعتذرت، لكن مورس على ضغط من الاجتماع بان رفضي هذا سيخرج الى الاعلام في شكل خلاف في الحزب.. وتحت ضغوط شديدة من الحاج نقدالله والمجموعة اضطررت الى التنازل عن الرفض، في محاولة لاعطاء فرصة للمسألة، لكني كنت مقتنعا بفشل كل العملية. وصدق حدسي لأن التركيبة التي عملت كانت تركيبة متناقضة، كذلك عدم رغبة الصادق في تحديد الصلاحيات والمسئوليات ووضع لائحة حاكمة ولوائح تضبط الأجهزة المختلفة، وكان كجزء من الترضيات ايضا ان يعتقد أي شخص أنه كالصورة التي وضع فيها، وأوكل مسألة اللوائح بصورة عشوائية الى بكري عديل. الصادق وضع التنظيم ولم يضع لوائح فأصبح كل شخص لا يعرف ماهية صلاحياته في هذه الأجهزة. وكانت بداية عمل هذه الاجهزة سيئة للغاية. فقد اكتشفنا في المكتب التنفيذي اننا لا نملك صلاحيات، حيث ذهبت الصلاحيات للمكتب القيادي. لذلك اعتزلت العمل في المكتب التنفيذي، وبالتحديد حضرت اجتماعين فقط. وقد اخبرتهم انني لن اعمل في جهاز لا يملك صلاحيات، حاولنا ان نصلح هذه الاوضاع من الداخل، ولكننا لم نستطع، وكانت اقوى تلك المحاولات هي المحاولة الجماعية من قيادات الحزب في مختلف الاقاليم في مذكرة ووجهت بغضب شديد من الصادق، واجتمع مع الناس بعد صعوبة، وكان اجتماعا عاصفا وغاضبا وقال بالحرف الواحد «الحزب ده بتاعي، اللي عايزه يقعد فيه واللي ما عايزه الشارع قدامه» وبعد ذلك تراجع ثم وافق على مناقشة مادار في المذكرة، وكان سيسافر للخارج، ووعد انه بعد عودته ستتم مناقشة الموضوعات، على أن تظل المذكرة سرية ولا يتحدثون على أساس مناقشة المذكرة، وانما يتحدثون على أساس مناقشة الموضوعات الواردة فيها. فوضع اتفاق مكتوب على هذا رعاه عبدالرسول النور وفضل الله برمة والزهاوي ابراهيم مالك. وقد قدر الاجتماع وجهة نظر الصادق في عدم استساغته للمذكرات التي قد تشكل «سوابق» لكنه وعد بمناقشة محتويات المذكرة.


    تسويف وتهرب بعد ذلك عندما عاد من السفر سوف الامر وتهرب من مناقشة المذكرة التي تحدثت عن الأزمة التنظيمية والأزمة السياسية. الأوضاع داخل الحزب تطورت بصورة كبيرة. ولكنها خرجت للسطح وانفجرت في يناير عند ادلائي تصريحات في صحيفة عربية، اعتبر رئيس الحزب هذه التصريحات ماسة به، وتحرك جهاز «الرقابة» الخاص به، بهدف فصلي من الحزب، ثم انتهوا الى التجميد لمدة عام.


    بعد هذا حدثت حملة في الاقاليم والعاصمة ضد هذا القرار، ونتيجة لهذه الحملة تراجع رئيس الحزب، وفي البداية وضع شروط كالاعتذار والموافقة على التنظيمات و.. و.. الخ ولكني رفضت هذه الشروط، وفي النهاية سحب شروطه، وعملنا وثيقة «الموافقة على التنظيمات مع الاصلاحات» والتأكيد على حوار التجديد ومشروعيته من خلال المؤتمر، فكانت المناسبة لعملية الاصلاح اللجنة التي تكونت في الأزمة وهي «لجنة تقويم الاداء» برئاسة تقادمية، بذلت هذه اللجنة مجهودا كبيرا واعدت تقريرا على مدى ثلاثة اشهر، وكانت مكونة من 16 عضوا يمثلون اراء وتيارات مختلفة داخل حزب الأمة.


    قبل أن تقدم هذه اللجنة تقريرها، قام الصادق باستدعائها، وخبرهم بانه لا يريد أي اجراءات راديكالية، وانما تكون العلاجات في اطار التنظيم القائم، أي مقترحات جديدة يجب ان تكون اطار المستقبل. وهكذا بدأ التأثير عليها قبل ان تصدر قرارها، ولذلك جاء تشخيصها للعلل قويا للغاية فيما كانت اقتراحاتها للعلاج ضعيفة للغاية. وكأنما تشخص حالة سرطان ثم تقوم بوصف الاسبرين علاجا لها! جاء التقرير في عشر نقاط، كان أبرزها التأكيد على عدم فاعلية التنظيم، وانه أي التنظيم جزيرة معزولة عن جماهير الحزب في الولايات، وان التنظيم معزول عن القضايا الجماهيرية عندما عرض التقرير للنقاش، ثم الاتفاق على مناقشة السمات العامة، ثم التفاصيل. وقد كان الخط الذي اخذته مجموعة الاصلاح بأن العلل المحددة في هذا التقرير تشكل شهادة وفاة، ولذلك يجب الانتقال الى مؤتمر استثنائي لأن الوضع خطير بالفعل. لكن الصادق رفض هذا المنطق، وبعد مناقشة السمات العامة قام بتقديم ورقة قطع بها مناقشة التقرير، كانت ورقته تشمل بعض الاشياء التي تم قراءتها من التقرير، والاشياء التي يرفضها، والاشياء التي يريد اضافتها وحول الاجتماع الى نقاش حول ورقته. واجهض التقرير، الأمر الذي حدا بانسحاب الحاج نقدالله من الاجتماع الذي أوضح ان الرئيس قام بتجاوز اتمام مناقشة التقرير حاولنا ان نناقش الرئيس في عدم استعجال مناقشة ورقته، ووعد بالعودة للتقرير، وكنا في رحلة الى بورتسودان وعندما عدنا وجدناه قد اجاز كل القرارات التنظيمية التي قدمها في ورقته حتى قبل اكتمال مناقشة الورقة نفسها، وقام الناطق الرسمي باعلان القرارات، ثم دخلنا في «غلاط» النائب الأول ينفي وجود قرارات، وان القرارات صدرت باسم الناطق الرسمي، وعندما حققنا في الأمر في اجتماع لاحق للمكتب السياسي، وطلبنا من النائب الأول افادته لنا بوجود قرارات من عدمه، لأن القرارات بجانب التنظيمية كان هنالك قرارات سياسية بوقف التفاوض مع النظام، وقرار بفصل المحامين. فالنائب الأول شهد في الاجتماع بأنه لا توجد قرارات. وان رئيس الحزب لا يملك صلاحيات لفصل أي عضو. ففوجئنا بالناطق الرسمي سارة نقدالله تقدم لنا ورقة وتقول لنا ان هذا هو خط الرئيس، كتب قرارات وطلب مني اعلانها في بيان، وانها غير ملائمة. فأسقط في يد المنصة. لأن الرئيس اخذ القرارات نيابة عن الاجهزة.!!!


    تصفية الاجهزة ونتيجة لهذا تمت تصفية القطاع السياسي واستبداله بالدائرة السياسية التي يرأسها الصادق المهدي واقطابها بكري عديل وآدم مادبو مقرراً، وسارة الفاضل وغيرها. كما تم تصفية قطاع الفئات، والقطاعات التي يملك قيادتها رأى مخالف تمت تصفيتها، كما تم تصفية قطاع الجنوب. كل هذا الغي التراضي. فالتنظيم قام على التراضي في الاساس، وبتصفية الوضع الذي قام في القاهرة من طرف واحد لحساب طرف، فهذا ينهي التراضي.. والتنظيم اساسا كان لمدة 6 شهور، ولم يمدد في اجتماع رسمي، وظل قائماً دون قرار.


    وبدأت مناقشة امر فصلنا من الحزب، وفي الاجتماعات الاخيرة قبل المؤتمر بيوم كانوا يناقشون ذلك. ووصلت الأزمة التنظيمية مداها، وكان اصدار الصادق المهدي للمنشور السياسي قبل مؤتمرنا بثلاثة أيام تكريسا للوضع التنظيمي القائم ووضع مبررات سياسية له. وتم ادانة المجموعة المتفاوضة مع النظام والتي اطلق عليها مجموعة «المشاركة الانخراطية». أصبح الأمر اذن تصفيات من قبل الرئيس ومجموعته وانفراداً كاملاً بالقرارات وانهاء للتراضي القائم.


    ـ ماذا عن الأزمة السياسية؟ ـ بعد عودتي من لندن وتوقيع مذكرة مع قرنق طلب مني المكتب التنفيذي تقريراً عن الوضع بالرغم من مقاطعتي للمكتب، وحدث التنوير، وأبدى الاعضاء تساؤلات عن: الى ماذا نحن منساقون سياسيا. وطلب مني عمل دراسة عن الموقف السياسي وكان ذلك في شكل مذكرة صدرت في 18 مارس ووزعت على الاجهزة. خلقت هذه المذكرة أزمة مع رئيس الحزب الذي كان في الخارج، وعند عودته استنكر تقديم القطاع السياسي لمذكرة وتوزيعها، وبرر ذلك بأنه كان من المفترض ان يناقش هذا الامر معه شخصيا في غرفة مغلقة ولا يعرض على الأجهزة، وفي النهاية قام بتقديم ورقة مضادة. في مذكرتنا ثم تحليل المعلومات وقلنا ان الاستراتيجية صحيحة ولكن التكتيك خطأ. فالسلام يحدث بأيد خارجية في اطار ثنائي. والتحول الديمقراطي بشأن سوداني داخلي، وعلى حزب الامة تقع مسئولية التعامل مع الحكومة في ترتيبات التحول الديمقراطي، وقد قطع بالفعل شوطاً في هذه المسألة فيجب ان يتممها للنهاية، لان محاولة انتظار السلام لدعم الديمقراطية لن يحدث، وكل أمر منهما سيحدث منفردا. كما يجب الرجوع الى دائرة الفعل السياسي للتهيئة للتعامل مع قضية السلام، لان السلام سيدار من طرفين اما الحكومة أو الحركة.


    تهدئة اللعب حدثت مواجهات، من ضمنها مواجهة في الاجتماع الذي كان يفترض مناقشة هذه المذكرات، وفي اخر الامر تراجع الرئيس وطلب اجتماعاً مع نائب رئيس القطاع السياسي «لتهدئة اللعب» كما سيقوم بسحب مذكرته المضادة، ويترك مذكرة القطاع السياسي بشرط الا يدفع القطاع السياسي في اتجاه قطعي أو قرار تسوية. ووافقنا على ذلك لتدارك الأزمة، وكان هذا قبل الاجتماع، ولكن عندما حضرنا للاجتماع فوجئنا بعملية القمع التي قام بها عبدالرحمن الصادق ضد ثلاثة من اعضاء المكتب السياسي والذين كانوا يمثلون كلية جيش الأمة، منعوا من الدخول وضربوا امام القاعة، وعندما حاولنا التدخل لم نستطع فعل شئ، فطلبنا من المنصة من الصادق بالتدخل لمنع ضرب الاعضاء، واذا كانت هناك مشكلة في عضويتهم فلن يحلها عبدالرحمن بمليشياته، وانما الاجتماع بقرار. ولكن بعد 3 نداءات للرئيس لم نجد غير الصمت منه وكأنه مؤيد لعملية الضرب. مما اضطرنا للانسحاب من الجلسة، وانفض الاجتماع، ونتيجة لما حدث حدثت عدة اجتماعات لاحقة تمت فيها تسوية بيننا وبين رئيس الحزب على مناقشة القضايا بصورة هادئة، وتمت مصالحة شخصية بيني وبينه.


    بعد هذا اصدر الرئيس قراراً بمعاودة التفاوض مع النظام والنظر في اضافات في الوفد بعد مناقشة تقرير نقدالله، حيث كانت هنالك ضغوط من العناصر التي تقف ضد الاتفاق مع الحكومة، ضغوط للدخول في المفاوضات، اتفقنا على ذلك ثم عقدنا سلسلة من الاجتماعات على مستوى اللجان مع رئيس الحزب وقدمنا له تصوراً عن كيفية مواصلة التفاوض لاتفاق، وجمع لجنة من 16، واجازت هذا التصور، وفضت اللجنة حتى نواصل نحن التفاوض، كان هذا في ابريل، وواصلنا عملنا، ولكننا فوجئنا بعد ذلك بقرار وقف التفاوض بدون مبرر. هنا بدأ تفجير الأزمة السياسية فنحن فريق عمله الاساسي هذا الملف.


    المؤتمر لن يقوم! ـ لماذا لم تنتظر حتى المؤتمر العام للحزب، أو الدعوة حتى لمؤتمر استثنائي لمناقشة كل هذا؟ ـ لقد رفضت فكرة المؤتمر الاستثنائي من الاساس اما بالنسبة للمؤتمر العام، فان الذي يعرف مجريات الأمور في الحزب يدرك جيدا انه لن يكون هناك مؤتمر عام. لانه لا يوجد أي عمل مساعد لقيامه، كالمؤتمرات القاعدية ولا أي جهد بذل، وفي اخر اوراق الرئيس المقدمة للحزب بدأ يسحب في تمويل الحزب ويقلص الميزانية، وكل هذا يعني عدم اتجاه الامر للتحضير للمؤتمر العام وانما في اتجاه ركود زائد. حتى الامكانات البسيطة التي كان يوفرها بدأ يسحبها.


    المؤتمر اصبح كالشماعة التي تعلق فيها الامور، وكلما اقتربت منه تنقل الى سنة اخرى، ولذلك لا يمكن الاعتماد على الشماعة، كذلك لا توجد خطوات عملية. الأمر الاخر هو انتهاء التراضي بتفجير الوضع التنظيمي، وحدثت تصفيات، والاتجاه اصبح فصل أعضاء في الحزب.


    الكيان القديم اتشلع! باستعراض الاسماء الموجودة في قائمة التجديد والاصلاح سنجد انها تشكل 99% من القيادات الشابة في الصف الثاني والثالث والرابع في الحزب، لذلك كل كوادر الحزب وشبابه شاركوا في المؤتمر الى جانب عدد كبير من الشيوخ ونواب الجمعية التأسيسية ورؤساء الاحزاب في الاقاليم.


    الحزب الكيان القديم كله «اتشلع» اصبح غير موجود، ماهو موجود حاليا هو القيادة التاريخية مع بعض الشخصيات التاريخية، لكن جسم الحزب ككوادر وقيادات لم يعد موجودا. وقد نصح بعض المخضرمين الصادق المهدي بقبول التغيير واستيعاب ماحدث، وان يظل قيادة تاريخية والاعتبار بدرس حسن الترابي الذي قاوم التغير وماحدث هو امر حتمي صحيح من المؤسف انه كان من المفترض ان يقوم هو نفسه برعاية عملية التجديد ولكنه اختار عدم فعل ذلك حتى تدافعت الامور بصورة احدثت هذا التغيير الجراحي.


    اللقاء مع قرنق ـ هل كانت المذكرة الموقعة بينك وبين الحركة الشعبية في مارس، ضمن عمل حزب الأمة، أم كان بذهنكم الوضع الحالي؟ ـ كانت من ضمن عمل حزب الأمة، وقد فوجئت باتصال الاخوة في مكتب الحركة في لندن واخباري بوجود د. جون في البلد ورغبته في رؤيتي، ولم تكن هناك أي مشكلة بالنسبة لي كصديق، ولكن هذا سبب أزمة داخل حزب الأمة، حيث اعتبر اللقاء انتصارا على قيادة حزب الأمة حيث سعى الصادق المهدي للمقابلة ولم ينجح، وكان في ذلك الوقت في سرت في ليبيا، وقد اخرت الاعلان 24 ساعة، واخطرت النائب الاول به قبل صدوره وقد اخبر نجل الصادق الذي قال ان والده في سرت وتوجد مشكلة اتصال بينهما ولذلك لم يعرف ماذا حدث.


    اعتقد ان الاعلان نفسه ليس فيه «سفسطة»، لقد كان اعلانا للنوايا ومواصلة الحوار من اجل السلام. لكن الحساسيات التي نشأت في ذلك الوقت خلق منها الصادق المهدي ازمة في عدم الرجوع اليه قبل اللقاء.


    المجموعة التي كان يبدو انها تأخذ موقفاً ضد العلاقة مع الحكومة، خلقت ازمة ايضا للقائي مع قرنق، لانهم كانوا يعتقدون ان مبارك محسوب على الحكومة وقرنق رصيدهم هم، فالمسألة لخبطت حساباتهم، كيف انا المحسوب على الحكومة اقابل قرنق ويتفق معي بينما الصادق المهدي لم يستطع ان يعمل ذلك في ابوجا وبوساطة نيجيرية؟ لذلك خرج حديث عن ان المسألة شخصية فقط، وكان ردي انني كقيادي في الحزب فلا يمكن ان ارجع للقيادة واستأذنها في مقابلة أي سياسي وزعيم سوداني، وانا اعرف تماما خط الحزب واستطيع ان اعبر عنه بصورة واضحة وبعد ذلك انقل للحزب وقيادته مادار ولكن لا اطلب الاذن مسبقا.


    ـ الصورة الموضوعة في ذهنية كل القوى السياسية السودانية وحتى فئات الشعب عن مبارك الفاضل صورة غير جميلة، وحيثما ذكر، ذكرت الخلافات.. ماهو رصيدك الذي تعتمد عليه في المرحلة المقبلة؟ ـ «ضاحكا» في السياسة لا توجد عداوات دائمة، ولا توجد صداقات دائمة، هذا مبدأ العمل السياسي، على المستوى الشخصي في العمل السياسي انا لا اخاصم احداً. فمثلا أكثر شخص اداعيه واهازره في الاجتماعات كان محمد عثمان الميرغني رغم العداوة والمناكفة السياسية بيننا، وهو أكثر شخص اتبادل معه النكات والمعاكسات خارج الاجتماعات، لانه لا يوجد بيننا خلاف شخصي معه. أقول لك ان المشكلة تكمن في ان البناء السياسي السوداني القديم بناء فيه تناقضات اساسية، وعيوب كثيرة لذلك نحن في دعوتنا نهدف لتغيير هذا البناء السياسي. لان تناقضاته تمنع مخاطبة مشاكل البلد بصورة سليمة، لأن هذه القوى والشخصيات والاحزاب متداخلة ويمكن ان تترك اهدافها المشتركة وتضرب بعضها البعض في اطار تداخل التنافس بينها وقد تضحى بالهدف المشترك.. هذه من المشاكل التي يراها الواحد بعينه في العمل السياسي سواء في الحكم أو في المعارضة. ايضا واحدة من هذه المشاكل هو ان الناس لا يحبون الوضوح والمكاشفة في القضايا يحبون المجاملة، كما انهم لا يحبون الشخصيات القوية، ويكون الاجماع دوما على الشخصية الضعيفة.. ويفضلون الخروج من الاجتماع ويذهب للحديث بالسوء عنك ويعمل ضدك ولكنه لا يحب ان يقول لك رأيه داخل الاجتماع حتى لا يدخل معك في مواجهة.


    انما أنا أشكل مدرسة مختلفة، واقول آرائي بوضوح داخل الاجتماع سواء احدث ذلك غضباً أو لم يحدث. لا أقول أو أعمل ضد الجماعة خارج الاجتماع.. وأدافع عن موقفي داخل الاجتماع، هذه هي مشكلتي مع القيادات السياسية في البناء هذا حيث اجد نفورا منهم.


    ايضا هنالك مشكلة اخرى وهي ان شخصيتي قوية، وعندما اتخذ قرارا اقاتل من أجله بقوة، وهذا بالنسبة للحركة السياسية مشكلة، فمثلا في أكتوبر عام 64 بحثوا عن شخص لا علاقة له بالعمل السياسي بل قاموا بايقاظه من نومه وعينوه رئيسا للوزارة، وهذا لا لشئ الا لانه شخص محبوب لهم جميعا ولا يسبب مشاكل البتة ولا «يغلط على زول» وقيسي على ذلك. كل هذا جعل مني شخصية مثيرة للجدل للكثيرين من الحركة السياسية.. بالنسبة للمشاكل انا لا اثيرها وهذا ليس من طبعي الشخصي.


    قصة المهدي مع التجمع ـ الصادق وقف معك في خلافاتك داخل التجمع فهل كان جزاؤه اثارة مشاكل معه شخصيا؟ ـ ليس حقيقة ان الصادق المهدي وقف معي في أي شئ. ماحدث ان الصادق المهدي بطبعه شخصية ديناميكية، عندما خرج للخارج كانت حركته تسبق حركة التجمع، حاول ركوب حصان التجمع هذا، ولكنه وجده بطيئاً طبيعته تفرض ذلك، فالتجمع تحالفاته متناقضة، ومشاكله كثيرة، وتوجد العديد من التوجسات، فلم يستطع ان يتواءم معه.. حاولت من جانبي خلق علاقة عضوية بين تحركاته وبين اجهزة التجمع من أجل تفادي هذا التناقض أو الحركة الموازية هذه، وقد اقترحت في أول اجتماع حضر في اسمرة ان يكون هنالك فريق عمل تنفيذي على حساب المكتب التنفيذي الذي أرأسه على ان ندخل في هذا الفريق كأعضاء تحت رئاسة الصادق المهدي لتنفيذ الخطة المتفق عليها في هيئة القيادة، كانت هذه محاولة مني لاستيعاب طاقات الصادق المهدي في اطار متناسق مع التجمع، للأسف الشديد رفض محمد عثمان هذا الاقتراح في اطار الغيرة بينه وبين الصادق. مما سبب «خناقة» بينهما بعد الاجتماع.. بعد هذا كان تحرك الصادق موازياً للتجمع لانه ما كان يمكن ان يكون في التجمع تحت رئاسة محمد عثمان الميرغني، وقبل ان يكون خارج الاطار وكان موافقا على مقترحي السابق وهو قيادة الجهاز التنفيذي دون ان يكون تحت رئاسة الميرغني أو يقبل بمنصب الامين العام اذا كان المقترح هذا قبل يمكن ان يكون عالج مشكلة الخط الموازي هذا.


    تحرك الصادق موازيا، جعله يهاجم التجمع، لأن مبادرته كانت تجد عدم قبول داخل المجتمع، كانت هناك مبادرة للعلاقات المصرية السودانية مع التجمع واتفق على لجنة رفض محمد عثمان المشاركة فيها كاتحادي ديمقراطي، فقام بنسفها ثم تكتل ضدها.. كذلك اجهضت عدة تحركات بسبب التناقضات والتداخل والغيرة داخل التجمع، لذلك كان يهاجم التجمع، ويتهمه بالبطء وعدم الفاعلية.


    حاولت معالجة كل هذا الى ان قدم مذكرته في عام 98 لاصلاح وهيكلة التجمع، وحقيقة الذي كان يصر على الغاء منصب الرئيس هو الصادق المهدي وليس انا، لانه كون لجنة مع الحزب الاتحادي الديمقراطي عضوية عبدالرسول النور، وابراهيم الامين ومن الاتحادي فتحي شيلا وميرغني عبدالرحمن سليمان. هذه اللجنة جلست لعامين، نقطة الخلاف الوحيدة بينهما كانت هي «الرئاسة».. فريق حزب الامة كان يصر على الغاء الرئاسة والغاء الامانة العامة والاعتماد على مجالس متخصصة. ومحمد عثمان كان يصر على الرئاسة ولذلك لم يتفقا. اذن المعركة الحقيقية دارت بين الميرغني والصادق وليست بيني وبين التجمع. انا كنت في حدود النار.. واعمل لأن يكون التجمع فاعلا ويتجاوز تلك المتناقضات، لكن المشكلة كانت بين شخصين واذيع لك سرا بانه في مارس عام 2000، اصدقائي في التجمع عرضوا علي بقشيشاً وطلبوا مني الاستقالة حتى لا يسيئوا الى، لان قصدهم هو حزب الأمة وليس شخصي، وقالوا لي انهم اجتمعوا كقوى التجمع بما فيهم الاتحادي واتفقوا على ابعاد حزب الأمة من التجمع، والهدف سيكون منصب الأمين العام ولذلك طلبوا مني الاستقالة، حتى لا تكون المواجهة معي. وقد حذرت حزب الأمة بالخطة التي اعدت، فذهب الصادق المهدي للحديث مع محمد عثمان الميرغني الذي نفى وجود مخطط كهذا، وطمأنه بأنه اذا حدث هذا فسيقوم بايقافه بنفسه. طبعا محمد عثمان الميرغني لم يعط معلومة صحيحة، وانسحب من الاجتماع ووضع عبدالرحمن سعيد لادارة الاجتماع وتنفيذ الخطة الموجودة.


    من موقع الالتزام الحزبي اضطررت للبقاء، ولكن اذا كانت المسألة شخصية كنت قبلت الـ «البقشيش» الذي جاءني من اصدقائي في الحركة الشعبية الذين كانوا يريدون ابعاد حزب الأمة الذي يقود خطة جنيف، وكنت مع اخرين داخل الحزب ضد التسوية وقريبا اعترف الصادق المهدي باخفائه لقاءاته مع الحكومة عني، الآن يتساءلون عن علاقتي وغازي صلاح الدين، الصادق المهدي قابل غازي صلاح الدين في عام .98. كنا أنا والصادق في الكويت معا وذهب هو بعد ذلك الى جنيف وقابله، عرفت هذا الامر من دوائر دبلوماسية غربية. هذه المعلومات كان الصادق على طول اتصال مع الترابي واقطاب النظام سواء بالخطابات أو سواها، حتى بعد ان ترك السودان، والتفاهم في جنيف، ثم قطبي المهدي في باريس واخيرا الترابي في جنيف.


    بالنسبة لنا حدث لنا احباط لقرار الحزب والوضع الذي وضعنا فيه التجمع من ضعف ومشاكل كل هذا جعلنا نقبل الموقف السياسي للحزب، لكن حقيقة موقفي في ذلك الوقت كان مناهضا لموقف الصادق المهدي لانني كنت مسئولا عن العمل العسكري واعمل في هذا الجانب، وطالبت من خلال بعض التصريحات الصحفية من التجمع ان يكفوا عن التراشق، فواجهني الصادق المهدي ولامني قائلا انني قومته على مستوى الصحف، فكان ردي انني انقذته عندما دخل في مراشقات ومواجهات مع الاطراف المعارضة الاخرى وانا فضضت «الشكلة» ووجهت حديثي هذا بصفتي الامين العام.


    الخلاف الذي شهدته أعوام 98 ـ 99 كان خلافا بين الصادق المهدي والتجمع وليس بيني والتجمع.


    في اسمرة عام 95 دحضا للرأي بأنني مكروه، لم يتم ترشحي لمنصب الامين العام من قبل حزب الأمة، وانما رشحني الحزب الشيوعي، وقد فوجئت بذلك الترشيح وتمت التثنية من قبل القيادة الشرعية، وتم الترشيح بالاجماع وكان قبل ترشيح الرئيس وقد سبب ذلك ازمة، واحتج محمد عثمان على ذلك، وكان منصب الرئاسة شراكة بينه وبين الحركة الشعبية، وقامت الحركة بعملية مقايضة، تتنازل عن المنصب امام تنازل الاتحادي عن حقيبة الخارجية وهذا ماحدث لكن الأمين العام جاء بترشيح من الاستاذ التجاني الطيب وثناه الفريق عبدالرحمن سعيد في ذلك الوقت. وكان بالاجماع ورغم مفاجئتي الا انني اعتبرت ذلك اعترافا للدور الذي لعبته في بلورة البرنامج هذا.


    العلاقة مع غازي ـ ماهو التعريف الحقيقي لعلاقتك وغازي صلاح الدين نسب أم مصالح مشتركة؟ ـ غازي هو عديلي، وبحكم هذه العلاقة فهو صديق، وطبعا زوجته هي ابنة عمي ايضا وتزوج قبلي، ومعارفنا منذ ذلك الوقت، منذ ان كان طالبا في كلية الطب.. وكان معنا في حركة يوليو 76، ولكننا لم نكن نتعارف في ذلك الوقت، نشأت بيننا صداقة بحكم العلاقة لم يكن لها ارتباط بالسياسة وأول مرة فوجئت به كمسئول كان عندما كنت وزيرا للطاقة وكان هو استاذا جامعيا، وكان وقتها اضراب المهندسين، وكانت الحكومة بيننا والجبهة والاتحاديين، وبحكم منصبي كنت اعمل لاجهاض الاضراب في وزارة الطاقة في الكهرباء وكنت اجتمع مع المهندسين الموالين، واتصلت بالدكتور حسن الترابي اسأله ان يوصلني بمسئولهم عن الفئات حتى يتم التنسيق معه.. ففوجئت بمقدم غازي صلاح الدين كمسئول عن الفئات ولم أكن اعرف ذلك عنه.


    ظلت العلاقة صداقة واسرية فقط، بعد حركة 89 تحادثنا مرة واحدة في نوفمبر 89، كان مستشارا في وفد الحكومة في المحادثات مع الحركة الشعبية، واذكر انه اتصل بي في لندن بعد خروجي، واذكر ايضا انني مازحته بانهم لم يستطيعوا التوصل لاتفاق مع الحركة لأننا قمنا باغلاق كل السبل. منذ ذلك الوقت لم نلتق أو تحدثنا حتى مايو 99 في اتفاق جنيف، لأنه يلعب دورا أساسيا في النظام، وانا العب دورا اساسيا في المعارضة، فكل واحد منا كفى الآخر شر الحرج فلا يتصل بي أو أنا اتصل به، ولا يسمع خيرا مني أو شراً. اذكر انه حضر مرة الى لندن وكنت وقتها في أديس ابابا وسأل عن الاسرة وقابلوه في لندن، وفضلنا ان تتم المقابلة في مكان اخر، لأن مكان سكني كان سريا خارج لندن.


    العلاقة الاسرية لم يكن لها اثر سياسيا، والعكس حدث مع الصادق المهدي الذي استفاد من هذه العلاقة خاصة وانه لمس من غازي انهم يريدون الوفاق بين القوى السياسية، بعد لقاء جنيف تجدد الاتصال بيني وبين غازي وتواصلت العلاقة وكان هذا طبيعيا لاننا نعمل في توجه واحد.


    سياسيا الآن علاقتي بشخصيات في النظام بحكم فترة الحوار والتفاوض أقوى من علاقتي بغازي، لدى علاقة سياسية مع الرئيس البشير وقطبي المهدي ود. مصطفى عثمان أقوى بكثير من علاقتي مع غازي.. أقول بأن العلاقة الاسرية يمكن ان تخدم الموقف السياسي اذا كان الموقف واحدا.


    حاورته في القاهرة ـ رجاء العباسي


                  

العنوان الكاتب Date
مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين خالد عويس08-14-02, 11:43 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين zoro08-14-02, 12:06 PM
    Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين nadus200008-14-02, 01:25 PM
    Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين خالد عويس08-14-02, 01:26 PM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين Abomihyar08-14-02, 01:42 PM
    Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين خالد عويس08-14-02, 02:50 PM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين THE RAIN08-14-02, 04:02 PM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين ALZOLZATOO08-14-02, 04:28 PM
    Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين خالد عويس08-14-02, 05:05 PM
      Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين Zaki08-14-02, 07:26 PM
        Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين رقم صفر08-14-02, 10:31 PM
          Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين Habib_bldo08-14-02, 11:08 PM
            Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين degna08-15-02, 06:04 AM
              Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين Al-Masafaa08-15-02, 06:57 AM
                Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين خالد عويس08-15-02, 10:00 AM
                  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين خالد عويس08-18-02, 09:43 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين cantona_106-12-03, 08:15 PM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين Mahadi06-12-03, 08:55 PM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين ahmad almalik06-12-03, 08:56 PM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين bushra suleiman06-12-03, 09:45 PM
    Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين cantona_106-13-03, 00:46 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين Mahadi06-13-03, 01:00 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين lana mahdi06-13-03, 01:27 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين Mahadi06-13-03, 02:45 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين lana mahdi06-13-03, 02:57 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين Mahathir06-13-03, 04:16 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين ودقاسم06-13-03, 07:43 AM
    Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين cantona_106-14-03, 01:11 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين lana mahdi06-14-03, 00:01 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين ABUHUSSEIN06-14-03, 00:46 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين lana mahdi06-14-03, 00:53 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين ABUHUSSEIN06-14-03, 01:02 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين lana mahdi06-14-03, 01:09 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين ABUHUSSEIN06-14-03, 01:17 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين lana mahdi06-14-03, 01:29 AM
    Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين ABUHUSSEIN06-14-03, 07:40 PM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين Deng06-14-03, 03:23 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين lana mahdi06-15-03, 06:29 AM
  Re: مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين حسن الملك06-16-03, 09:05 AM
  تعقيب خالد عويس06-17-03, 07:38 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de