|
Re: شهادة مدير سجن كوبر الأسبق بحق الأستاذ محمود.. للتوثيق والتصحيح (Re: Yasir Elsharif)
|
الحلقة الأولى من التحقيق منقولة من النسخة الورقية للصحيفة التي صدرت بتاريخ 7 يونيو 2007..
Quote: عادل سيد أحمد يقلب دفاتر تاريخ الإعتقال والإغتيال أسرار تقال لأول مرة.. حول محمود محمد طه منذ "الإعتقال" وحتى "الإعدام"!! (1) اللواء محمد سعيد إبراهيم.. مدير سجن كوبر.. شاهد على أهم أحداث فترة مايو بعد قوانين 83 استلمنا "المعتقل ثم السجين" محمود محمد طه.. منذ المنشور وحتى حكم "الإستتابة" شيء عجيب!!! شيء عجيب..!.. لم أر في حياتي العملية مثل هذا الرجل.. ولكن..!
• الحكاية بدأت بـ "منشور" ضد قوانين سبتمبر 83... كان رأي الأستاذ، الشهيد محمود محمد طه، واضحا.. بإعتبار أن هذه القوانين لا تعبّر عن الإسلام، وأنها شوهت قيم الدين. السلطة والسطان، أصابهم الهوس.. حتى إن "بطانة" الحاكم، أقنعوه بأنه "طار" شرقا وغربا، محققاً العدالة.. • الجمهوريون، وزعيمهم محمود محمد طه، تمسكوا بموقفهم المناهض لقوانين 83... حتى قامت سلطات مايو بإعتقال محمود محمد طه وأربعة من قادة الفكر الجمهوري.. وقدمتهم لـ محكمة الموضوع، برئاسة المهلاوي.. وكانت في انتظارهم هناك... محكمة الإستئناف برئاسة المكاشفي. فقضت محاكم "العدالة الناجزة" بـ الإستتابة... وإلا فـ الإعدام...! • السلطات أودعت الأستاذ محمود محمد طه، والأربعة الآخرين... بسجن كوبر.. كان مدير السجن وقتها، هو اللواء محمد سعيد إبراهيم.. والذي تولى إدارة السجن في الفترة من 1983 وحتى 1985 الزنزانة ** مرحب سعادتك... متى استلمتم المعتقلين الجمهوريين، وعلى رأسهم الأستاذ محمود محمد طه؟؟ * نعم... عقب بيانهم الشهير الذي وزعوه في الشوارع، وتقديمهم للمحاكمة.. لقد سلموني هؤلاء المعتقلين، وأبرزهم.. الأستاذ محمود محمد طه، عقب إصدر [هكذا جاءت] قوانين سبتمبر 1983 م. ** أين تم إيداعهم؟؟ * بزنازين الغربيات المعاملة الخاصة ** لماذا لم تودعهم بـ "المعاملة الخاصة" بسجن كوبر؟؟ * لقد فكرت في ذلك.. قلت، في نفسي: هل يعقل أن نضع رجلا في مثل هذه القامة بالزنازين.. ** ربما أتتك أوامر "عُليا"، بوضعهم في الزنازين". * مطلقاً.. إدارة السجن كانت محكومة بقوانين معينة، يصعب تجاوزها.. وأنا كنت منفذا للقانون.. ** إذن.. لماذا كانوا في "الغربيات"؟؟ * لأن "المعاملة الخاصة" كانت "مشغولة"... حيث كان السيد الصادق المهدي و "11" من قيادات الأنصار وحزب الأمة الآخرين معتقلين. * كلهم كانوا في غرفة واحدة؟؟ * الصادق المهدي كانت له غرفة لوحده.. أما الآخرون فموزعون على غرف أخرى.. ** معزولون عن بعضهم البعض؟ * لا.. كان مسموحا لهم بالإختلاط. ** ماذا كان برنامجهم؟؟ * السيد الصادق المهدي كان كثير الإطلاع... وأيضا يجتمع مع ناسه... ثم يؤدون الصلاة كجماعة... ويقومون بعمل محاضرات...
برنامج محمود ** نعود مرة أخرى لزنازين "الغربيات"... ملاحظاتك حول محمود محمد طه، وهو في الزنزانة؟؟ * شيء عجيب... شيء عجيب جداً... أنا من خلال عملي في السجون... كنت بيني وبين نفسي، أتأمل في البشر.. بأنماطهم المختلفة... قضاياهم ومشاكلهم وجرائمهم... ما استوقفني أحد، كما استوقفني هذا الشيخ... الأستاذ محمود محمد طه... لقد تسامرت معه، وتونسنا وتحدثنا... ** ماذا خرجت به من انطباعات حول شخصية هذا الرجل؟؟ * مدرسة قائمة بذاتها... قائد فذ... ومتدين... يحيطه تهذيب غير عادي... تخرج منه بانطباع ممتاز جداً حول أنه شخصية تتمتع بكل صفات السوداني... لا تحس بأنه يكذب... بل على العكس، تحس بأنه صادق بالفطرة... بل ويتحرى الصدق في كل ما يقول... به ومنه تواضع حقيقي، دونما تمثيل أو تصنع.. باختصار، كان الرجل بلغة السودانيين "شيخ عرب" في كل شيء.. يجمع بين الصرامة والبساطة والتواضع... والعلم الغزير. وأبرز ما لفت نظري أنه صلب للغاية. وشديد التمسك بقناعاته ومعتقداته..
الذكر ** هل كنتم ترصدون برنامجه اليومي؟؟ * نعم دون أنْ نقصد أن نتجسس عليه... كنا نلاحظ أنهم يكثرون من الصلوات... ويكثرون جدا من الذكر... ** وماذا كان يفعل الأستاذ محمود محمد طه... تحديداً؟؟ * الإطلاع... هذا الرجل كان كثير الإطلاع... كنا نلاحظ أنه يقرأ "القرآن".. ** وماذا بشأن "الصلاة"؟؟ * لم نلحظ أنه يصلي... ولكن، لاحظنا أنه ينزوي في مكان ما في الغرفة... وحينما سألنا جماعته، معنا في كوبر، كانوا يقولون: "الأستاذ وصل، ويصلي صلاة الأصالة".
ود بلد ** هل كان انطوائياً؟؟ * لا... رغم أنه إنسان جاد جداً... ويحرص على النظام... إلا أن ملامح "ود البلد" بائنة في شخصيته وطريقته.. يبذل مجهوداً كبيراً ليتحدث معك بالحجة والمنطق... ولكنه مستمع جيد جداً... وما لفت نظري أنه "غير ثرثار"... إذ يهتم بالتركيز في الكلام وقول القليل... هذا الرجل كان مختلفا.. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|