دوائـــــــر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بلقيس عبدالله العبيد(ملكة سبأ)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-09-2004, 02:05 AM

ملكة سبأ
<aملكة سبأ
تاريخ التسجيل: 06-18-2003
مجموع المشاركات: 3855

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دوائـــــــر

    دوائر تبدأ من مركز دماغها وتتسع شيئا فشيئا لتأخذ شكل الجمجمة وتحتويها ثم تأخذ في الإنكماش فتضيق .. . وتضيق ..
    أخذت رأسها بين يديها لعلها تستطيع التخفيف من حدة هذا الصداع الذي إنتابها فجأة وأخذت حدته تتصاعد بما لا يحتمل ..
    نادت عم إبراهيم ليحضر لها كوب من الماء تأخذ به حبة اسبرين كان قد أعطاها لها الصيدلي وهى تمر عليه صباحا بما تبقي من ثمن الأدوية التي إعتادت ان تحملها لوالدها المريض ...

    مازالت الدوائر تعتصرها وتتمدد بإتجاه كل شيء حولها ، ساعة الحائط كل دورة لعقاربها تعني زيادة المها وإتساع دائرة همها .. قرص التلفون ومايحمله من تكاليف لا يستوعبها ذهنها المكدود اليوم .. كأس الماء .. وجه عم إبراهيم الطيب .. فمه وهو ينفرج عن كلمات لم تصلها وهى فى طريقها إلى الغياب عن الوعي ، فجأة تلاقت عيناها بعيني زميل لها حضر إثر إستغاثة عم إبراهيم وهو ينظر إليها بإشفاق – فكانت بمثابة الصفعة التي اعادتها إلى وعيها ، فكم تكره تلك النظرات .. وأشد الما وأكثر قسوة عليها ان يضبطها احدهم في موقع ضعف ايٍ كان نوعه ..
    تمتمت انها بخير وتظاهرت بالتماسك وهى ترفع كأس الماء إلى فيها .. إرتعشت يدها وتناثرت قطرات منه على بعض أوراق كانت أمامها ، فتدارك عم إبراهيم الأمر وهزت رأسها كأنها تنفض مابه من بقايا ألم وهى تسأله :
    - الم يأت سيد صالح بعد ؟
    - ألم يخبرك بالامس انه سوف يتأخر؟ وكان قد نصحك ايضا بالبقاء بالمنزل اليوم !!
    - تدخل زميلها ليؤكد انها تبدو مرهقة جدا وانها فعلا بحاجة إلى الراحة وعليها ان تهتم بنفسها أكثر ..
    - ردت بحزم إنها على مايرام ونهضت وهى تحمل حقيبتها وإلتقطت دفتر كان بجوارها وأخبرتهم ان لديها محاضرة مهمة بالجامعة ..
    دعا لها عم إبراهيم بالتوفيق ، إنفرجت شفتاها لتجامله بإبتسامه فضلت طريقها دمعة احست بمرارتها مكان الإبتسامة وأسرعت بالخروج وصوت عم إبراهيم يلاحقها :
    - كان الله فى عونك يا إبنتي ,, لا تنسي الدكتور
    - هه !! دكتور!
    قالتها سرا بسخرية ,, قد تكون فعلا في حاجة إليه لكنها لن تذهب إليه أبدا .. نعم إنها تعاند نفسها .. جربت الذهاب إليه مرة ففضح إنتظارها بالعيادة وحدتها .. وزاد سؤال جارتها عن مرافقها من حنقها .. وصف لها الدكتور يومها عدد من الأدوية، حملت الروشتة دون ان تقوى على إحضارها .. في منزلها وضعتها في مكان بارز عسى ان يجدها احدهم ويهتم بمداواتها ,, وإستسلمت للمرض ..
    عندما ايقظتها والدتها فجر اليوم التالي كانت تظن انه موعد الدواء .. لكن كان ان أعلنتها بفراغ انبوبة الغاز وعليه أنهم يحتاجون فحم بالإضافة إلى السكر ، والشاي ، واللبن ..

    هل هى فعلا مريضة ؟ وهلى يبدو عليها الإرهاق كما أخبروها بالمكتب ؟! وتلك التي بالبيت لماذا لم تلاحظ ذلك ؟ ولماذا يتحرك قلبها بالشفقة عليها ؟! الا يقولون عليها اما ؟!
    وتذكرت كيف تركتها وهى تنحني على الفحم فى محاولة لإشعاله وعندما لمحتها خارجة وضعت يديها على عينيها لتزيل أثر الدخان وصاحت بها مذكرة إياها إحضار ثمن الغاز .. كانت تعرف ان عين امها اليمين تعاني من ماء وانها تحتاج لعملية حسب قرار الدكتور .. وأحست بالذنب والتقصير لكن ليس بيدها مايمكنها فعله الآن !!
    فجأة صك اذنها صرير عالي .. كادت تلك السيارة ان تدهسها .. إنفعل بوجها صاحب العربة وأنبها المارة ودارت تغير إتجاها وهى تحس بعودة الداوئر إلى مركز دماغها بصورة أكثر عنفا ..
    لم ينبها والدها من قبل ان تلقى بالها لنفسها وتنتبه للطريق كما كان يفعل مع اخواتها الصغار .. وإذا طلبها صباحا قبل أن تخرج فهذا يعنى واحدا من الثلاثة : فإما زيادة المصاريف ، او عليها حمل كارت الكهرباء دلالة على انها على وشك ان تنتهي ، او مشوار الصيدلية ..

    حرصت هذه المرة ان لاتربك سير الحركة بشرودها فتتبعت أقدام شخص يسير أمامها دون ان تنظر اليه من أعلى وبرمجت بصرها على ذلك وأطلقت العنان لشرودها ..
    عند ذكر الصيدلية رفعت بصرها لتبحث عن واحدة .. ياااه إنها بعدت كثيرا !! خطوات فقط تفصلها عن شارع النيل وكانت إكتشفت لأول مرة ان الجو خانق جدا وبدأت الشمس كأنها تضيق بأشعتها فأرسلتها سياطا تلهب المارين ... مسحت حبيبات العرق التى تكورت اسفل ذقنها ووقع بصرها على شجرة ظليلة على الناحية الأخرى للشارع فقطعته لتصل إليها .. جلست قبالة النيل وأسندت رأسها إلى جزع الشجرة .. إخترقت آذانها ضحكة مجلجلة اطلقها شابان كانا الى اليمين منها ويبدو انهم كانا يراقبان شاب وفتاة غائبان داخل عالمهما الخاص .. بائع الترمس عرضه على طرف الطريق وإلتجأ
    الى شجرة بعيدة قليلا عنها وعينه على بضاعته .. الجو أكثر راحة والداوئر عندها احسن حالا عن ذي قبل .. سقط عليها شيء من أعلى عندما تبينته وجدتها ورقة صفراء زابلة ، نظرت إلى الشجرة فوقها فوجدتها ساكنة تماما فليس هنالك ادنى أثر لنسمة هواء تجول بالإفق ... ولاعجب في ذلك ! ألم تتساقط عنها سنين عمرها زابلة دون ان تشعر بها وهي تعاني نفس السكون والركود ...
    ضحت بأندى سنين عمرها على حساب نفسها وقلبها .. طالما ترجاها حبيبها ان يشاركها همها لكنها رفضت وتشبثت بالرفض ! كانت قد جربت وفشلت قبله ولا تريد ان تخسره .. ولأنه يحبها ظل ينتظرها وعندما مل ذلك السكون هرب للخارج لعله يستطيع ان يختصر المشوار ويقدم لها ضمانات كافية .. لكنه إعتاد السكون والبعاد !!
    إرتفع صوت ردها من شرودها .. كان بائع ماء ينادي بصورة متواصلة مع ضرب كوزين يحملها بيد واحد ببعضما البعض (برّد .. برّد .. برّد )
    ناداه الولدان وبعد أن إرتويا إختلفا معه وتجادلوا وتدخل بعض المارة .. وإزدادت حدة النقاش .. انصرفت عنهم وتعلقت على شفتيها شبح إبتسامها فتحت قدميها نهر من أنهار الجنة !! ويتشاجر على بعد أقدام منه مجموعة من الحمقي على شربة ماء .. صحيح انه اليوم يبدو ساكنا كما انه يجري داخل لوحة صورت بريشة فنان بارع إلا انك تحسه منبع خير وبركة ..
    حبيبها يضاهيه سماحة وعذوبة .. يتفجر ريا وحياة .. كان يحوطها رعاية وإهتماما .. حاول يوما ان يعمق مجراة بداخلها فإعترضت ذلك المجري ولاتدري الآن أين المصب وما إذا كان نضب المنبع !! ولا تراه إلا ساكنا وسنينها تتساقط جدبا وتحترق دواخلها جفافا ومايصلها منه يماثل ما تفعله حصاتان تلقيهما داخل النيل أمامها .. دوائر تفتر وتفتر ثم يركد الماء .. كررتها مرارا .. دوائر تفتر وتفتر ثم يركد الماء من جديد وتستقر الحصاتان في القاع ..
    لماذا لا تكتب له الآن ؟ لماذا لا ترمي بتعبها عنده ؟! ستكتب له إنها تحتاجه بشدة .. تحتاج إلى رعايته .. إلى صدره لتحتمي به وليرتاح رأسها من تلك الدائر التي لا ترحمها ..
    لماذا لاتحمل تلك الدوائر التي لا تفتر إلى لجته وتستقر بقاعه ؟! أكيد ستعيده من سكونه لينتشلها من ضياعها ...
    أغمضت عينيها وهى تسبح فى عوالمه وتغتسل بمائه الزلال .. هبت فجأة نسمة لطيفة بالأرجاء وإصطدمت بصفحة خدها ليتسلل خدر لذيذ إلى دواخلها وتخيلته هو .. رحم عذاباتها وأتى إليها باسرع ما تتصور .. وقع القلم من يدها وتدحرج ليستقر عند طرف ماء النيل ، خلعت نعليها لتأتي به وعندما لامست قدميها سطح الماء أحست بذلك الإحساس الذي كان يصقعها كلما صافحته .. أخذت تغرف بيديها إلى فمها وتحس إرتشاف قبلاته .. سوف تدعه يعانقها أيضا وذهبت نحوه ملتصقة به وهى تضم يديها إلى صدرها.. وصل الماء أعلى صدرها .. ياااه لا ينقصها من الراحة والسعادة سوى ان تلقي برأسها على صدره وحينها سجلت دوائر الشرطة الواقعة ( إنتحار فتاة غرقا )

    (عدل بواسطة ملكة سبأ on 04-09-2004, 09:12 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
دوائـــــــر ملكة سبأ04-09-04, 02:05 AM
  Re: دوائـــــــر ملكة سبأ04-09-04, 12:10 PM
    Re: دوائـــــــر sympatico04-09-04, 08:23 PM
      Re: دوائـــــــر dreams04-10-04, 00:05 AM
        Re: دوائـــــــر ملكة سبأ04-10-04, 07:44 PM
      Re: دوائـــــــر ملكة سبأ04-10-04, 07:35 PM
  Re: دوائـــــــر almohndis04-10-04, 11:34 AM
    Re: دوائـــــــر زوربا04-10-04, 12:52 PM
      Re: دوائـــــــر شتات04-10-04, 05:34 PM
        التيجان ليست هي التي تجعلنا ملوكا.. بل قلوبنا المليئة بالحب ملكة سبأ04-11-04, 08:55 PM
      Re: دوائـــــــر ملكة سبأ04-11-04, 08:06 AM
    Re: دوائـــــــر ملكة سبأ04-10-04, 11:37 PM
  Re: دوائـــــــر 3mk-Tango04-10-04, 06:35 PM
    Re: دوائـــــــر ملكة سبأ04-11-04, 09:14 PM
  Re: دوائـــــــر ملكة سبأ04-12-04, 02:25 PM
    Re: دوائـــــــر ملكة سبأ05-14-04, 07:55 AM
      Re: دوائـــــــر خالد الحاج05-14-04, 09:23 AM
  Re: دوائـــــــر الجندرية05-14-04, 08:03 AM
    Re: دوائـــــــر HAMZA SULIMAN05-14-04, 12:46 PM
      Re: دوائـــــــر جورج بنيوتي05-14-04, 04:52 PM
  Re: دوائـــــــر nada ali05-14-04, 05:02 PM
    Re: دوائـــــــر ملكة سبأ05-18-04, 04:02 PM
  Re: دوائـــــــر 3mk-Tango05-18-04, 10:21 PM
    Re: دوائـــــــر Mashaier Ahmed05-19-04, 01:03 AM
      Re: دوائـــــــر ملكة سبأ05-19-04, 11:38 AM
        Re: دوائـــــــر معتصم دفع الله05-19-04, 12:33 PM
          Re: دوائـــــــر ملكة سبأ05-19-04, 08:03 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de