مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-21-2012, 01:20 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 (Re: الكيك)




    زنازين نافع ولا شفاعة ضياء بلال - فيديو -
    سيف الدولة حمدناالله

    ان الشجاعة التي أظهرها المهندس محمد الحسن العالم "البوشي" وجسارته التي كشفت عنها مواجهتة للصقر الانقاذي الجارح نافع علي نافع ليقول في حضوره ما يريد أن يُفصح به كل مواطن سوداني، كشفت تلك الشجاعة عن خيبتنا نحن وعجزنا بأكثر مما فعلته بالنظام ، فقد انتشينا لحديث "البوشي" وادرنا شريط ملحمته على (اليوتيوب) مرات ومرات كما تدير الصبايا شرائط غناء شريف الفحيل وطه الضُرس، ثم وقفنا نرقب ونتراهن على ما سيفعله به رجال الأمن، وحينما جرى اعتقاله واجه مصيره المظلم وحده حيث قضى (22) ليلة في حبس انفرادي بزنزانة في سجن كوبر دون أن يُسمح له بمقابلة محاميه أو أهله ودون أن توجه له تهمة أو يخضع لتحقيق (تصريح البوشي لقناة الشروق)، ولم يتحرك حزبه بحشد مظاهرة نسائية للمطالبة بالافراج عنه، ولم يتحرك جيش الشباب الذي يبلغ قوامه مئات الألوف من الخريجين العطالى الذين حكى "البوشي" باسمهم لمناصرته في محنته التي خاطر بها من أجلهم، وكأن ما قال به "البوشي" كان ملاسنة تعبٌرعن عجزه الشخصي في ايجاد وظيفة حكومية، أو أنه أخذته الغيرة من ابن دفعته (نجل) النافع الذي أُنشئت له منظمة ويمتطي سيارة بقيمة 200 مليون جنيه كما قال، أو من قصر كريمته الذي قدمه لها كهدية رمزية بمناسبة الزواج.

    ولا أعتقد أن هناك ما يمكن أن يسيئ لما فعله "البوشي" ويهزم منهجه البطولي بقدر ما فعلته به بعض الأقلام التي كتبت تدٌعي مناصرته في المطالبة باطلاق سراحه، فقد قرأت حديثاً للصحفي ضياء الدين بلال (صحيفة الأخبار عدد الأربعاء الماضي) ينزع فيه قلادة الشرف من البطل "البوشي" ويضعها في عنق جلاٌده نافع، فقد كتب يقول : ( لم أكن أتوقع أن تتم استجابة الدكتور نافع بتلك السرعة الفائقة لمناشدة الزميل الصحفي الأستاذ محمد عثمان ابراهيم "أدروب" الذي كتب بصحيفة السوداني تحت عنوان (نظرة يا نافع) الذي كتب باسلوب حصيف يقول :قبل أسابيع اعتدى مواطن شاب على مساعد الرئيس بعبارات نابية .... ورأيت في الشريط المصور كيف أن الضحية الكبير تلقى الأمر في صبر وجلد، وأن الشاب حاول استثمار موقفه الغاضب فيما بعد كرصيد سياسي له ولحزبه الصغير). ثم رجع ضياء بلال بالحديث لنفسه حيث واصل يقول: ( ان الطريقة المتوازنة التي كتب بها محمد عثمان ابراهيم مقاله والتي حفظت لدكتور نافع حقه في ذكر الإيجابيات، ثم انتقلت بسلاسة لتسجيل الاعتراضات على خطوة الاعتقال، والتذكير بأقلام التاريخ، هي التي جعلت الأحداث تتداعى بهذا الإيقاع السريع الذي انتهى بالافراج عن البوشي) ، ثم أختتم حديثه يقول : (ان الاعتقال لم يعد يجدي كاسلوب عقابي لردع المعارضين، بل هو هوليود سياسي لصناعة النجوم في مسرح الربيع العربي، أكاد أجزم أن بعض المعارضين - وخاصة الحريصين على غسل أسمائهم وثيابهم- بإمكانهم دفع كل ما يملكون مقابل اعتقالهم شهراً أو أكثر، فهم يهتفون في سرهم :"نظرة يا جهاز الأمن"). انتهى كلام ضياء بلال.

    ما الذي قال به "البوشي" ليستحق مثل هذا اللغو، حتى يُصبح التراجع عن جريمة (اعتقال غير مشروع) خطوة تقتضي الاشادة بمرتكبها على هذا النحو المبتذل!! فالبوشي خاطب مسئول في الدولة برأيه في شأن عام بعدما أُتيحت له فرصة مداخلة في ندوة عامة نُظٌمت لهذا الغرض، ولم يقل "البوشي" غير الحقيقة، فهو حكى عن سوء المسئول الذي وفٌرت له الدولة أفضل تعليم جامعي (والحري كل المراحل الدراسية) بالمجان بما في ذلك السكن والاعاشة والترحيل والمصاريف النثرية، ثم حصل على شهادة الدكتوراة من الجامعات الاوروبية على حساب الشعب السوداني، وقارن بين مستوى ما كانت توفره الدولة في ذلك العهد من تعليم وبين مسخ الانقاذ الجامعي الحالي، ثم شكى عن حالة العطالة الجماعية التي يعيشها جيله، فهو مهندس بتخصص رفيع عمل كصبي جزار بعد أن انتقل للوظيفة من عمله السابق كعامل يومية في مجال المباني وفق ما ذكره للصحف قبل اعتقاله، وقارن حال جيله المايل بما وفٌره نافع لأبنائه من مراكز ومنافع لا يستحقونها، ثم تكلم عن الظروف المعيشية الصعبة وحالة الفقر المدقع الذي يعيشه المواطن نتيجة لسياسات الانقاذ الاقتصادية.

    تُرى هل حقاً خرج "البوشي" عن حدود الأدب في حضرة (الكبار) كما تُوحي كتابة الصحفي ضياء وممدوحه "أدروب"!! اذا حدث ذلك، فهو كما يقول العوام من (فضلة خير) أهل الانقاذ ، فمن أين يتعلم هذا الجيل لغة أفضل مما قال به "البوشي" اذا كان هذا الجيل قد فتح عينيه على الدنيا ولم يجد أمامه غير لغة نافع (بتاع اللٌحس) وكلام الرئيس (بتاع الجزم) وهو جيل يسمع قائد البلاد وهو يقول في حق خصم سياسي (مالك عقار) أنه "ثور" له "جتٌة" كبيرة بدون عقل!! فمهما قال "البوشي" من عبارات (نابية) فلن تبلغ شيئاً مما (فعله) نافع بخصومه، فالمثل الانجليزي يقول ما يمكن ترجمته الى (العصى والحجر يكسران عظامي ولكن الكلمات لا تؤذيها) ، فنافع الذي يرأف عليه ضياء من عبارات "البوشي" قام بتعذيب الدكتور فاروق محمد ابراهيم في بيوت الأشباح وشتمه بما لا يليق ترديده هنا من ألفاظ، وفاروقاً هذا، ليس اقل مقاماً من نافع فهو أستاذه الذي استقى منه العلم والمعرفة، ولم يكن بينهما أكثر من الخصومة السياسية التي تقوم اليوم بينه وبين "البوشي"، والتي دفعت به لتوجيه مجرد عبارت تحتوي حقائق دون أن يؤذيه بيديه، ولغة "البوشي" التي قال بها لنافع تعد من عيون الأدب حيال ما طفح به بالأمس حاج ماجد سوار وهو رئيس قطاع التعبئة بالمؤتمر الوطني حينما انصرف عن مناقشة موضوع الحلقة في برنامج (الاتجاه المعاكس) بقناة الجزيرة لينزل (شتماً) في شخص بمقام الاستاذ الكبير والمحترم علي محمود حسنين بما لا يليق أمام عشرات الملايين من مشاهدي البرنامج ومن بين ما طفح به وصفه لحسنين ب (العميل) ولغز به بما يعني (عديم الأصل) وحسنين هذا في مثل عمر والده.

    بل أين نقف نحن أنفسنا من "البوشي" !! فنحن نهتف بمثل ما قال به "البوشي" كل يوم ولكن من تحت ألحفتنا وأغطيتنا وبصوت خافت، ونشكي حالنا في حديث النفس للنفس لذواتنا ، وعن شخصي، فلم يسبق أن شعرت بضآلة مقداري وتواضع دوري في الحياة العامة بمثل ما لمسته بعد مشاهدتي لمداخلة "البوشي"، فقد استطاع "البوشي" أن ينهش عظم النظام في حديث الست دقائق بأقوى ألف مرة مما تفعله مئات المقالات التي تُنشر كل يوم، فقد اثبتت الأيام أن المقالات لا تهز شعرة في جسد النظام، فقد كشف لنا "البوشي" الطريق للميدان الذي ينبغي علينا فيه منازلة النظام، فالكتابة باتت ضرب من ضروب التسلية والتسرٌي والترويح عن الكآبة وتعزية النفس، فنحن نطرب لها (للمقالات) وننتشي بها ونكتفي بالقول للكاتب بعد الفراغ من القراءة "ينصر دينك يا شيخ "، ثم ننصرف في حال سبيلنا، فنحن نلعن من أوصلوا بنا الى هذا الحال وننسى أن من شروط اللعنة أن يبلُغ نصٌها للملعون في مكان وجوده لا مكان وجودنا، والنظام ماض في غيٌه دون يسمع بتلك اللعنات أو تصيبه.

    يقول سجل الشرف لقائمة الرجال الذين قالوا كلمة الحق في (وش) امام جائر أن الأستاذ/ صلاح المصباح هو الرائد في هذا المجال (المصباح هو أحد قادة الحزب الاشتراكي الاسلامي الذي قام بتأسيسه في منتصف الستينات كل من الأستاذين بابكر كرار وميرغني النصري وتلميذهما الأستاذ مجدي سليم المحامي بوادمدني)، فالمصباح سبق (البوشي) فيما قام به بثلاثين سنة، ففي عام 1983 وبعد أن أصدر النميري قوانين سبتمبر وتلقى البيعة من رجال الطرق الصوفية وحزب الجبهة القومية الاسلامية كامام للمسلمين ، وقف النميري يخاطب المصلين في يوم جمعة بمسجد القوات المسلحة، وقال ضمن ما قال بلغة الخليفة عمر بن الخطاب: "اذا رأيتم فيٌ اعوجاجاً فقوموني" ، فاستجاب لطلبه صلاح المصباح وطلب الاذن له بالحديث، ثم وقف يقول للنميري في وجهه: ان القوانين التي اصدرتها لا تمت للاسلام بصلة وأنها تشوه الاسلام وتضر به ، وأن الأحكام التي تُصدرها محاكم العدالة الناجزة بالاعدام والقطع والصلب والجلد لا تراعي اصول وعدالة الدين الاسلامي في طريقة تطبيقها (كانت المحاكمات تصدر في اجراءات ايجازية ودون السماح بظهور المحامين للدفاع عن المتهمين).

    فور انتهاء الصلاة اصطحبت قوة الأمن المرافقة للرئيس صلاح المصباح وخصصت له غرفة لحافها من الأسمنت الخشن بزنزانة في سجن كوبر، حيث مكث بها بضعة أيام قبل أن تقوم محكمة من محاكم الطوارئ نفسها بجلده ثلاثين جلدة بتهمة تطاوله على الذات الرئاسية دون مراعاة لمكانته وسنه ودون أن يكون هناك نص في القانون يسعف بتوجيه تهمة من الأساس، ثم أقتيد بعدها لقضاء عقوبة أخرى بالسجن حتى صدر في حقه عفو مشابه لعفو (نافع) من النميري بموجب شفاعة تقدم بها رجل الأعمال المرحوم الدكتور خليل عثمان كشفاعة "أدروب".

    في تقديري أن الذي جعل كل من "المصباح" و "البوشي" يمتلكان مثل هذه الارادة والتصميم في منازلة الطغاة بمثل هذه الشجاعة والجسارة، هو تشبعهما بفكرة (الانتماء)، فالانتماء الفكري والحزبي أيٌ كان نوعه يشكل البذرة الأولى لانكار الذات والعمل من أجل الجماعة والقبول بالتضحية والمخاطرة في سبيل (الأهداف) التي تشكل أساس الفكر ومبادئ الحزب، وليس في ذلك ما يقلل من عنصر البطولة والتميز الشخصي فيما قام به أي من بطلينا، فهناك آلاف من أصحاب (الانتماء) الذين ليس لديهم استعداد للتضحية بمثل هذه الجسارة أو بأقل منها، فنحن شعب نتفق على ظلم النظام لنا وعدم صلاحيته لحكمنا، ولكننا فشلنا في خلق (كيان) يجمعنا حتى نستطيع تنظيم صفوفنا لمنازلة النظام وفق ما توفره ميزة (الانتماء) .

    فالواقع يقول، أنه لا يمكن لشعب أن يقوم بثورة دون تنظيم، فثورة أكتوبر 1964 كانت وراءها قوى الأحزاب السياسية التي كانت قائمة آنذاك قبل أن تهترئ ويتراجع دورها، وثورة ابريل 1985 كانت نتيجة عمل النقابات والاتحادات المهنية قبل أن تُصبح ضمن كردون الفتى الأدروج غندور، فليس من المتصور أن يقرر (مواطن) مهما ضاق به الحال أن يخرج من بيته للتظاهر مع جيرانه وبني عمومته لاسقاط نظام هكذا دون تنظيم له قيادة تعمل على ترتيب خطواته، فالمظاهرات (العفوية) التي تنشأ بفعل انقطاع المياه أو المطالبة بوضع (مطبات) اصطناعية على الطرقات لحماية الأطفال من السيارات المسرعة لا تسقط نظاماً مهما تعددت، فهي مظاهرات (ودية) و (أليفة) كالقطط المنزلية، وهي تتفرق مع أول قذيفة (بنبان) يطلقها جندي بالاحتياطي المركزي أو بحضور الوالي أو من ينوب عنه أيهما أسبق، (ألرئيس البشير يفتخر بأنه انضم لمظاهرة من هذا النوع قوامها جيرانه وأحبائه بحي كوبر).

    النتيجة تتلخص في أنه لا بد لنا من تنظيم أنفسنا تحت (كيان) يضمنا نحن الأغلبية الصامتة التي يتم تعريفنا باستبعاد انتمائنا للأحزاب القائمة Elimination)) ، فقد ناشدنا كثيراً، ولن نمل ترديد المناشدة، لكي تتوحد جهودنا لبناء هذا (الكيان) الذي نُؤمٌن به لأنفسنا تحقيق فكرة (الانتماء) في سبيل بلوغ حلمنا في أن ننعم بحياة الحرية والعدالة في ظل سيادة حكم القانون ولنقوم بمحاسبة الذين أجرموا في حقنا ونسترد منهم ثرواتنا المنهوبة.

    نحن وبحمد الله لا تزال عروقنا تنبض بالأمل، فلدينا على الأرض شباب يعملون بوعي وجدية نحو تحقيق حلمنا الكبير، فقد وصلتني رسالة من بعض شبابنا عبر بريدي الالكتروني تبشر بميلاد الخطوة التي طالما انتظرناها، وهي انتهاء الترتيبات لانطلاق قناة فضائية تعمل على نشر الوعي بين أبناء شعبنا، وتوحد كلمتنا وتوفر لنا المنبر الحر الذي يمكننا من بلوغ هدفنا، فالتحية لأولئك الشباب ومثلها لبطلنا الشجاع محمد حسن عالم "البوشي" الذي لا بد أن شبابنا قد استلهموا الكثير من الدرس الذي قدٌمه في بيان الكيفية التي يمكن بها تحويل ذئب الأنقاذ الى حمل بلا أظافر حين تتم مواجهته علنيً في أرض الواقع ، وسوف يكتب التاريخ اسم "البوشي" بأحرف من نور يوم يغرب عن وجهنا اسم شخص يقال له نافع وهو في الحقيقة (مستنفع).


    سيف الدولة حمدناالله

    saifuldawlah


    ----------------

    مراسيم البشير لتقسيم دارفور: جَرح فوق الجٌرح النازف ..

    بقلم: أم سلمة الصادق
    الخميس, 19 كانون2/يناير 2012 20:20
    Share بسم الله الرحمن الرحيم



    جاء في صحف الأربعاء الموافق 11 يناير 2012 أن الرئيس البشير أصدر في يوم الثلاثاء 10 يناير 2012 ، مراسيم رئاسية تقضي باستحداث ولايتين إضافيتين لدارفور التي كانت قد قسمت أصلا منذ 1993 إلى ثلاث ولايات لتصير عدد ولايات دارفور منذ تاريخ إصدار المراسيم المذكور خمس ولايات ، مما يترتب عليه إعادة هيكلة وتراتيب إدارية جديدة . ذكر في نص الخبر أن التقسيم الجديد استند إلى قرار سابق كان قد اتخذه مجلس الوزراء منذ 2011 بشأن إلغاء وإنشاء ولايات في دارفور.


    وبموجب تلك المراسيم الرئاسية صارت دارفور تتكون من: ولاية جنوب دارفور التي تضم عشر محليات وعاصمتها نيالا ،ولاية شرق دارفور تضم خمس محليات و عاصمتها الضعين ،غرب دارفور وتضم ثمان محليات وعاصمتها الجنينة ،وسط دارفورتضم ثمان محليات عاصمتها زالنجي ، ولاية شمال دارفور(لم أعثر على معلومة عن عدد محلياتها بحسب التقسيم الجديد) و عاصمتها الفاشر.
    لم تصاحب الخبر تفاسير مقنعة لدوافع أو مبررات قرار التقسيم، وقد كان مستحقا للشرح : أولا بسب الغبار الكثيف الذي أثاره لتناقضه الفاقع مع فكرة من يرون أن دارفور يجب أن تظل إقليما واحدا كما كانت قبل 89 ،وثانيا لصعوبة إدراك دواعي ذلك التقسيم ،على الفهوم التي تحتكم لمنطق سليم إذ أن التقسيم يأتي بالضرورة بمزيد من أوجه الصرف في ظل أوضاع الراهن السوداني الإقتصادية المزرية منذ خروج البترول من الميزانية بعد الإنفصال والحديث الكثير عن وجوب تقليل المنصرفات.
    التفسيرات اللاحقة لقرار (مزيد من التقسيم لدارفور) مثل:

    - إنفاذ رغبات أهالي دارفور التي تبدت منذ 1994(هل أجري استفتاء لتقرير تلك الرغبات؟)
    -أو الإستناد إلى دستور السودان الإنتقالي لعام 2005 بحسب تصريح وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة لصحيفة الخليج(هل يقضي دستور 2005 –المنتهي الصلاحية منذ 2009 بتقسيم دارفور؟).
    - قرار التقسيم أتى تجسيدا لتوصيات ملتقى دارفور في 2008 وتمشيا مع مقتضيات استراتيجية سلام دارفور.
    - ما قاله المتحدث باسم وزارة الداخلية: (أن هذا التقسيم سيجعل الوضع أكثر استقرارا وأمانا لوجود قبائل كثيرة في المنطقة وكل منها تريد أن يكون لها ولاية خاصة بها) كما تكهن بعض المحللين السياسيين بأن أسباب القرار ربما كانت بهدف تقصير الظل الإداري بما يسهل السيطرة الأمنية والعملية التنموية. وكان المرحوم مجذوب الخليفة قد صرح سابقا بأن خطة الإنقاذ تقضي بتوزيع البلاد إلى وحدات صغيرة ليسهل التحكم بها .(حريات).


    لكننا لم نشتر أيا من تلك المبررات التي رأيناها مبهمة وواهية للغاية : فنحن لم نعهد قبل تلك المراسيم ولا بعدها ، اهتماما حكوميا برغبات الأهالي(خيار المناصير المحلي مثلا) ولا حرصا على تنفيذ توصيات ما تخرج به المؤتمرات، وما نرى ذاك (التوليد الأميبي) للولايات إلا: في إطار الترضيات وشراء الولاءات والذمم بالمناصب وباستحداث الوظائف الوهمية، ونراه أيضا ضمن ما علقت به حركة تحرير دارفور (لحريات) بأن: تقسيم دارفور بدرجة أكبر جاء تبعا لاعتبارات قبلية لاضعافها بسياسات فرق تسد وقد ورد أن التقسيم يتطابق مع الحدود القبلية. خاصة وأن القرار لم يكن بلا ثمن حتى يتخذ خالصا لوجه رغبات الأهالي ولو أغضب المحاسيب ، فقد صحبته ضجة احتجاجية واسعة بسبب رفض السيد موسى كاشا والي جنوب دارفور (المنتخب)لمنصبه الجديد واليا على شرق دارفور بعد عزله من ولاية جنوب دارفوربصورة فوقية تماما. وقد جاء في الصحف أن كاشا رفض المنصب ولم يؤد القسم وخرج مغاضبا!


    كما أن التبرير بأن في دارفور قبائل عديدة كل منها تريد الإنفراد بولاية: حديث غث ،يثير الريب من مثل تلك القرارات بأكثر مما يبررها :إذ كيف ترضخ الدولة المسئولة لتفكيك نظمها على أسس قبلية وكيف ترتد دولة محترمة بمواطنيها من عصر شهد تعايش وانصهار إلى تعصب قبلي يستبدل الولاء للوطن بولاء للقبيلة؟خاصة أن كتاب دارفور قبل هذا العهد لم يعرف تلك النعرات الإثنية وقد كان نسيجها الإجتماعي متلاحما ومتواصلا بغير ضجر مما يعطي مؤشرا لمن يريد الخير لأهل دارفور أن يبحث حلول مشاكلهم ضمن تلك المعطيات عوضا عن تقنين واقع مصنوع وكريه.
    أما ما يقال بخصوص تقصير الظل الإداري فأمر حوله جدل ،وليفتينا فيه ناس الإدارة: هل يأتي إكثار عدد الولايات من ضمن ما يتحقق به تقصير الظل الإداري؟ أم يكون تحقيقه بمزيد من تفويض الصلاحيات؟ خاصة وتفويض الصلاحيات يغنينا عن إستيلاد المناصب والولايات الذي يؤدي لمزيد من الترهل الإداري ومزيد من الإنفاق .


    ربما نصحنا ناصح بالإقلاع جملة عن تناول خلافات (آل البيت) –ذلك أن تلك الخلافات وما يسبقها ويلحقها أو يصحبها من قرارات، هي ذات ما يجري كل يوم دون جديد يستحق الذكر، فالخلافات تحدث بين الحاكمين لتضارب المصالح وللتكالب على الدنيا. أما قراراتهم فلا يجب أن تعنينا في شيء و لا يجدر بنا تضييع وقت الناس أو استنزاف حبرنا في تتبعها لأنها بغير طائل-إذ لم نعهد منها فوائدا لصالح الوطن أو المواطن كما أن رفضها أو استحسانها من قِبلنا يستويان عند أصحاب القرار، لذلك لا جدوى بالمرة من وراء الحديث عنها .إضافة لأننا نعلم خواء العبارات مثل (الوالي المنتخب) لأننا شاهدنا بأم أعيننا :بتجارب مباشرة أومن خلال ما تم ضبطه و تصويره من مشاهد لتزوير تلك الإنتخابات(تصوير الفيديو عن انتخابات إحدى دوائر البحر الأحمر في انتخابات 2010).فنحن نعرف إذن بطلان تلك الإنتخابات يقينا وبالتالي بطلان كل ما انبنى عليها من هياكل الحكم وتشكيلاته المختلفة من: الرئيس وحتى أصغر موظف في الدولة.


    وتلك نصائح وجيهة في حد ذاتها غير أن لنا بعض الغرض من الحديث عن تلك الخلافات ،مثل:


    - اتخاذنا لها دليلا إضافيا على أن تلك الإنتخابات الإبريلية مزيفة حتى باعتراف أهلها :فها هم لا يحترمون نتائجها التي كانت قد أفضت إلى فوز كاشا بجنوب دارفور ! حتى أن قضية (الولاة منتخبون) لم تشكل أدنى عقبة في طريق عزل أو تعيين أيا منهم والمعيار يكون بحسب ما تقتضيه المصلحة أو تأمر به الأهواء(سواء ما تم بموجب مراسيم الثلاثاء من إعفاءات وتعيينات، أو ما حدث حينما عزل والي النيل الأزرق (المنتخب) مالك عقار-بأمر طواريء- وتولية اللواء الهادي بشرى مكانه)!
    - ومن أغراضنا أيضا التحسر على المليارات من أموالنا، التي صرفت على تلك الإنتخابات التي أعلنت :(فوز الخاسر): صرف من لا يخشى الفقر ولا ينتظر الحساب! وها هم يلقون بنتاج ما أفرزته من عبث بجرة قلم دون شرح يبين لدافعي الضرائب:ما الداعي أصلا لصرف تلك الأموال الطائلة طالما كان أمر الرفت والتعيين يبدأ وينتهى بيد الرئيس؟ !
    -كما نتحسر أيضا على أملنا الذي خبأ :فقد ظللنا ردحا من الزمن نعاني من عقابيل الإحباط وخيبات الأمل بسبب ضياع فرصة تلك الإنتخابات التي لاحت لنا لإصلاح الحال وبسبب ما تعرضنا له من غش وتدليس واختطاف إرادة.


    لكن الذي زاد وجعنا الوطني بخصوص مراسيم البشير ، والذي حفزنا اليوم لمناقشة سطورها وما بين السطور : أن تلك الإضافة الجديدة لعدد ولايات دارفور تعيد إلى الواجهة ما سبق أن وقر في القلوب :أن حكومة المؤتمر الوطني التي لا تحترم ما تدعيه وتتذرع به من أسباب الشرعية الإنتخابية حتى بين صفوف مؤيديها ،ولا تعبأ بما يراه الشعب أو يريده و لا تراعي ما يجمع عليه الرأي،وهي كذلك تتعمد تمزيق دارفور- فقد أتى قرار إضافة تلك الولايات لطمة صادمة لما سبق أن أجمع عليه أهل السودان الحادبون بعد تشاور وتفاكر:بوجوب عودة هياكل الحكم في السودان إلى نظام الستة أقاليم بدلا من الـ26 ولاية الحالية التي تم اعتمادها في 1993- خفضا للإنفاق الحكومي ومنعا للترهل الإداري- مثل النقد الذي وجهه الإمام الصادق المهدي (إلى الوضع الإداري المترهل الذي أدى إلى هياكل كثيرة وبرلمانات كثيرة) في مؤتمر صحفي عقده في 6 مارس 2011 .
    وعن دار فور تحديدا كان الحديث دائرا بين هؤلاء الحادبين عن وجوب رجوعها للعام 89 (كما كت) بخصوص الحدود والإقليم الواحد.
    هذا المطلب (أي الإقليم الواحد لدارفور) من مطالب أهل دارفور ومن مطالب الحركات المسلحة أيضا ، فقد أكدت حركات المقاومة الدارفورية تمسكها بالوضع الإداري لدارفور -الإقليم الواحد- بحدوده المعروفة.
    قدم حكيم الأمة نصحه للمؤتمر الوطني عبر المرحوم مجذوب الخليفة الذي زاره في أوائل 2006 ليستشيره بشأن مشكلة دارفور قبل توجهه لمحادثات بشأن الإقليم المنكوب - إن هم أرادوا حلا لدارفور عليهم أن يتبعوا الآتي:( تعطى دارفور نصيبها من السلطة والثروة حسب عدد السكان، تعيين نائب رئاسي لدارفور،التعويضات الفردية والجماعية،العدالة لأهل دارفور الذين قتلوا وشردوا ونالهم ضيم كثير ،تعود دار فور (كما كت) في 89 بالنسبة للحدود والاقليم الواحد) وقد وعد الحكيم مجذوب إن نفذت الحكومة تلك المطالب فلن تضطر لملاحقة الحركات المسلحة المتعددة وأنه (أي الصادق) سيكون ضامنا لإقناع الكل في دارفور ولكل الطيف السياسي السوداني بمن فيهم الحركات المسلحة بجدوى هذا الإتفاق ووقف القتال). لكنهم لم يفعلوا ما أشار به عليهم فكانت النتيجة المشهد الكارثي الماثل أمامنا في دارفور.


    علمنا من تلك النصيحة التي شكلت زبدة شورى وبحث أكاديمي وميداني واسع استند إلى ترجمة رغبات أهل دارفور الحقيقية و بما اتضح من استقراء مطالب الحركات المسلحة والرأي العام الدارفوري الشعبي والمستنير:أن شرط الإقليم الواحد لدارفور من أهم شروط ومطلوبات حل المشكلة والذي يعني تجاهله وتقسيم الإقليم إلى خمس ولايات (أن جهدا جديدا يصب في خانة الحرب) بحسب د.صلاح الدومة الذي أكد للجزيرة نت ( أن عدم الرجوع إلى رغبة المواطنين بتوحيد الإقليم هو بمثابة إعادة إنتاج أزمة كبيرة).
    فلماذا إذن نرى حكومة المؤتمر الوطني تصدر من القرارات ما يسير متوازيا مع هذا الشرط بلا أمل في التقاء أو تلاق؟
    لا بد لنا من نظرة عجلى على المشهد الدارفوري قبل محاولة إلقاء بعض الضوء على ذلك السؤال المحوري.
    تمتعت دارفور منذ القدم بقدر وافر من الإستقلالية وقد ظلت بمنجاة من الإستعمار، فقد دامت سلطنة دارفور الإسلامية حوالي خمسة قرون تنعم باستقرار حتى 1917م عندما تم ضمها بواسطة الإحتلال الثنائي إلى السلطة المركزية، وهي آخر إقليم تم ضمه للحكم المركزي في السودان.


    في دارفور تقاليد إدارية موغلة في القدم وهي بلد بها حضارة راسخة، ويتجلى ذلك في الزراعة والعمارة والدين والمطبخ الدارفوري وفي إكرام العلماء والكرم عموما، وهي البلد التي التزمت بكسوة الكعبة الشريفة ردحا من الزمان(20 عام)، حيث يجمع مال الزكاة والعشور والفطرة في بيت المال، ويستخدم لدرء الكوارث، ويرسل الجزء الأكبر منه في المحمل للحجاز، مما يعد سفارة لكل السودان «ابراهيم محمد اسحق، دارفور وخدمة الحرمين الشريفين».
    كان لدارفور قصب السبق في تحقيق استقلال السودان الأول فقد حمت الثورة الوليدة ورفدتها بأبي عثمان خليفة المنتظر كما كان لها قدح معلى في تحقيق استقلال السودان الثاني تجلى في وقوف رجالها ونسائها مع الإمام عبدالرحمن المهدي ابن يومة مقبولة بنت سلطان الفور وقد عملوا معه في صنع الثروة التي اشترت استقلال السودان الثاني بعرق الجبين وخدمة اليمين وكانوا حراسا لمشارع الحق.
    كانت دار فور إقليما إداريا واحدا يقطنه طيف واسع من القبائل العربية والافريقية المتصاهرة والمتداخلة اجتماعيا دون حساسيات عرقية .وكانت به نزاعات محدودة بين الزراع والرعاة تم التراضي فيما بينهم على السيطرة عليها بتنظيم مسارات للرعاة يحفظونها بالعرف عن ظهر قلب حتى لا تخرب البهائم في ترحالها الزراعة .ما كان يحدث من تجاوزات اتفق على تجاوزه عن طريق تحكيم نظام الإدارة الأهلية والجودية وهو تحكيم تميز بالفاعلية والقدرة على الفصل وحل النزاعات ،كان هناك وجودا محدودا للنهب المسلح وانتشارا محدودا للسلاح نتيجة للصراع الليبي التشادي .
    الحديث عن دارفور ومساهماتها الوطنية والإسلامية يكشف بوضوح عن استحقاق دارفور للاعتراف بدورها الوطني الإسلامي وتكريمها عوضا عن عقابها وتدمير نسيجها الإجتماعي وإهلاك زرعها وضرعها.
    و الحديث عن دارفور واستقلاليتها واعتدادها بنفسها يسلط الضوء ساطعا على : أنه لا يمكن تجاهل ما تطلبه دارفور دون أثمان!
    منذ 2003 ظهرت في دار فور مشاكل جديدة فوق التي أشرنا لها أعلاه:
    الإثنية المسيسة،رفع السلاح ضد الحكومة،الحالة الإنسانية المتأزمة،التدخل الأجنبي الواسع.
    والناظر لمشكلة دارفور بتمعن يدهشه أن تلك المشكلة ماضية في التعقيد بلا أفق للحلول برغم بساطة عناصرها الأولى وإمكانية الحل لو صحت العزائم.
    من يحاول البحث عن أسباب هذا التعقيد المستمر يصطدم بهول عظيم يستصرخه ويكشف لناظريه بلا مواربة:أن" دارفور مستهدفة" و "تمزيقها متعمد". ذلك أن الحرب في دارفور حرب انتقامية مثل حملات الدفتردار الإنتقامية كما كتب أحد المعلقين في صحيفة الراكوبة الالكترونية.

    عند هذه المحطة يجب أن يتوقف الباحث ليلتقط أنفاسه ويسأل لماذا؟
    علينا هنا التحدث بتفصيل تحليلي عن أسباب المشكلة والتي كنا قد أجملنا الحديث عنها بعمومية .
    تتحدث بعض البحوث الأكاديمية(مثل تلك المنشورة على موسوعة مقاتل من الصحراء على الانترنت) عن ثلاث مستويات لأسباب مشكلة دارفور:
    1- جذرية:غياب التنمية وغياب الديمقراطية.
    2- ثانوية:التنافس على الموارد ، التعدي على الحواكير،تقويض النسيج الاجتماعي لتحقيق الكسب الحزبي والتمكين،تسليح القبائل خارج القنوات النظامية،تسيس الإدارة الأهلية،النهب المسلح والتنافس على السلطة.
    3- عوامل مساعدة:الجفاف والتصحر،الصراع التشادي الليبي،الهجرة من المناطق الأخرى لدارفور،انتشار السلاح،الفاقد التربوي وتردي التعليم،انتشار ثقافة العنف ،تكريس الجهوية والقبلية،تفشي الفساد،وجود الحركات المسلحة، النزاع بين المؤتمر الوطني والشعبي.
    لو أردنا تصنيف تلك الأسباب بغرض معرفة من يقف وراءها(بين الديمقراطية الثالثة والشمولية الانقاذية) لحصلنا على الجدول الآتي:

    من يقف وراء مشكلة دارفور؟

    مسئولية الديمقراطية مسئولية الشمولية(الجبهة الإسلامية والمؤتمر الوطني) مسئولية مشتركة بين الديمقراطية والشمولية
    غياب الديمقراطية
    غياب التنمية
    التنافس على الموارد
    التعدي على الحواكير
    تقويض النسيج الاجتماعي لتحقيق الكسب الحزبي والتمكين
    تسليح القبائل خارج القنوات النظامية
    تسيس الإدارة الأهلية
    النهب المسلح
    الجفاف والتصحر
    الصراع التشادي الليبي*
    الهجرة من المناطق الأخرى لدارفور
    انتشار السلاح
    الفاقد التربوي وتردي التعليم
    انتشار ثقافة العنف
    تكريس الجهوية والقبلية
    تفش الفساد
    وجود الحركات المسلحة
    النزاع بين الشعبي والوطني
    إذا نظرنا لهذا الجدول بتمعن : نجد أن هناك أسبابا مشتركة بين الديمقراطية والشمولية مثل: شح الموارد والصراع الليبي التشادي . لكن لابد لنا هنا :أن نأخذ في الحسبان الاختلاف في درجات المسئولية بين الديمقراطية والشمولية فمثلا بالنسبة للصراع التشادي الليبي فقد وجد مشروعيته في زمن الإنقاذ بسبب انحياز الدولة لأحد الفريقين ضد الآخر بسفور مما جعل دارفور ساحة متوقعة للحرب وتصفية الحسابات، بينما شهد كتاب الديمقراطية بحياديتها وعدم تدخلها إلا لإصلاح وبموافقة أطراف النزاع(أنظر الديمقراطية راجحة وعائدة،الصادق المهدي).
    بالنسبة لمسألة تسليح القبائل في الديمقراطية الثالثة –تلك تهمة سقناها فقط من باب الأمانة العلمية فحتى إن أثبتت فهي غير متعلقة بأمر الصراع في دارفور ذلك أن الإتهام الذي يوجه للديمقراطية كان بخصوص تسليح المسيرية لكي يصدوا عدوان الجيش الشعبي آنذاك ، أما تسليح القبائل في عهد الإنقاذ فقد اتخذ بعدا اثنيا خالصا عندما تم تسليح القبائل العربية في حربها ضد زرقة دارفور:
    قامت الإنقاذ منذ بداية التسعينيات باستنفار القبائل العربية وتسليحها لمقاتلة منتسبها السابق داؤود بولاد الذي كان قد انضم لقرنق احتجاجا على التهميش في دارفور، وقاد في عام 1991م مجموعة لاحتلال جبل مرة فقبض عليه وقتل بمحاكمة سريعة وسرية.
    ثم قامت الحكومة بخطوات غاية في الخطورة فيما بعد باستيعابها للجنجويد «وهم رعاة من قبائل عربية شتى سودانية وغير سودانية يمتهنون النهب» في هياكلها الأمنية والرسمية مثل الدفاع الشعبي، حرس الحدود، الشرطة الشعبية وشرطة الحدود، ومنذ 2003م قامت استخبارات الحدود بقيادة اللواء الهادي الطيب باطلاق سراح سجناء وتسليحهم ومن ثم استخدامهم في الصراع الدائر.
    زاد الوجع في دارفور وأذكى نيران الصراع فيها ما تم رصده في العمود الثاني من الجدول أعلاه وقد كان وأد الدسيمقراطية أم كبائره.
    في هذه المرحلة يمكننا العودة مرة أخرى لطرح السؤال السابق لماذا استهدفت دارفور بداية؟
    كنت قد كتبت في 4/11/2011 مقال عنوانه: (الإنقاذ) خلقت من عود أعوج ودليلنا دارفور..!! وقد تكشف لي حينها :أن تدمير دارفور كان قصدي و اتضح من المقال المذكور أن الحرب في دارفور كانت بغرض خلخلة النسيج الإجتماعي لتغيير حقيقة أن دارفور كانت قد أعطت حزب الأمة 34 من عدد مقاعدها البالغة 39 وأن تلك الحقيقة لم يمكن تغييرها عبر الوسائل الملتوية والإغراء بالمال .
    كثير من الدلالات ومن بينها مثل تلك المراسيم التي صدرت لتقسيم دارفور تجعلنا نصل الى نتيجة مفادها أن الإنقاذ بعد أن يئست من نيل وطرها من دارفور بالعصا وبالجذرة فهم اليوم ينفذون سياسات ستنتهي –لا قدر الله -إن سمح لهم بالمضي قدما فيها، إلى التخلص من دارفور مثلما فعلوا بالنسبة للجنوب .
    وقال محلل سياسي لـ (حريات):( ان تقسيم دارفور على أساس اثني وقبلي يعد استمراراً لنهج تفكيك البلاد ، ولإلحاق أقاليم جديدة بمصير الجنوب ، ليتبقى (مثلث حمدي) الذي يبشر به الطيب مصطفى وغيره ، والذي يعيد توصيف السودان بحسب المقاييس الآيدلوجية للمؤتمر الوطني وقدراته المتآكلة على السيطرة وعدم قدرته على تقديم رؤى وبرامج وقيادات تصلح للنطاق الوطني العام ، فيعيد إنتاج سلطته كسلطة مأزومة في إطار التبعثر والتفكيك ).
    البقاء مكانك سر بالنسبة للحلول في قضية دارفور يرجح وصف د.صلاح الدومة أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية للمشهد الدارفوري بـ"حالة اللا حل"، رابطا بين وجود المؤتمر الوطني على سدة الحكم وبقاء الأزمة "لأن ذهاب الأول يعني حل المشكلة" وبدورنا نؤمن على توصيف الدومة للمشهد الدارفوري و بخلفية ما ذكرنا من تفاصيل أعلاه -نبصم على قوله بالعشرة : فمما لا شك فيه أن بقاء المؤتمر الوطني على سدة الحكم هو بقاء للأزمة بل لمزيد من الأزمات.
    اللهم قد بلغت فاشهد!
    وسلمتم
                  

العنوان الكاتب Date
مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك12-28-11, 04:14 PM
  Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك12-28-11, 10:22 PM
    Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك12-30-11, 12:06 PM
      Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك12-30-11, 09:54 PM
        Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-01-12, 08:25 PM
          Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-05-12, 02:19 PM
            Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-06-12, 10:10 PM
              Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-07-12, 07:52 PM
                Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-12-12, 03:53 PM
                  Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-12-12, 09:22 PM
                    Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-19-12, 11:30 AM
                      Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-19-12, 08:20 PM
                        Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-21-12, 01:20 PM
                          Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-22-12, 05:45 AM
                            Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-23-12, 08:48 AM
                            Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-23-12, 08:48 AM
                              Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-24-12, 05:02 AM
                                Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-24-12, 09:50 PM
                                  Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-26-12, 07:07 AM
                                    Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 أبو ساندرا01-26-12, 11:32 AM
                                      Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-28-12, 11:21 AM
                                        Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-29-12, 10:29 AM
                                          Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك01-31-12, 09:33 AM
                                            Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك02-02-12, 10:38 PM
                                              Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك02-04-12, 08:55 PM
                                                Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك02-05-12, 08:59 AM
                                                  Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك02-07-12, 05:28 AM
                                                    Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك02-08-12, 05:09 PM
                                                      Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك02-14-12, 08:55 PM
                                                        Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك02-15-12, 10:47 AM
                                                          Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك02-18-12, 08:34 PM
                                                            Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك02-20-12, 05:49 PM
                                                              Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك02-23-12, 09:06 AM
                                                                Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك03-06-12, 10:37 AM
                                                                  Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك03-12-12, 05:47 AM
                                                                    Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك03-15-12, 10:55 AM
                                                                      Re: مقالات مختارة ...تعالج القضايا السودانية المتعددة ....ادخل+ 2012 الكيك03-31-12, 01:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de