اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 05:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2010, 11:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا







    خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب« 1-2»

    حيدر ابراهيم


    تعيش النخب الشمالية السودانية هذه الأيام أصعب لحظات النفس: انتظار الكارثة التي تقترب مع العجز الكامل عن الفعل، وتفادي الحدث الذي صار قدرا بسبب اللا مبالاة وسوء التقدير. وهي تبكي على وطن موحد، بدموع العجز، لأنها لم تحمه بعقول وبصيرة وتضحيات المواطنين الصادقين والغيورين. فقد اصبح انفصال الجنوب أقرب إلينا من حبل الوريد، وصار تقرير المصير بخيار الانفصال يحسب بالأيام وليس الاعوام. ونحن نتساءل حياري: هل صار الانفصال حتمية تاريخية لا مرد لها؟ الحتميات التاريخية في مثل هذه الحالة السالبة، هي صناعة بشرية بحتة، حين أعطانا التاريخ فرصاً عديدة لحلول أفضل، ولكن أضعناها بسذاجة صحبها زهو زائف. فقد كان السودان، بامتياز بلد الفرص الضائعة. وكان لا بد للتاريخ أن يلجأ الى دهائه، والقدر الى سخريته. وقد كان الصحافي انتوني مان محقاً حين عنون كتابه عن السودان بعد زيارته عام 1954م، والسودان- حينذآك- يستعد للحكم الذاتي: Sudan: Where God Laughed
    هذا ليس حديث الغضب أو الفزع، ولكن ظللنا لا ننظر للمشكلة في عمقها، أو لا نكمل الحديث عنها حين نبدأه، أو نخفي عمداً بعض ما نعتبره جوانب حساسة. وهذا وقت المصارحة وقول كل، بغض النظر عن حديث الجدوى وأسئلة الحلول. وهذه محاولة للفهم والمحاسبة وليس التلاوم، لا أظن أنها أتت متأخرة، فهي ضرورية في كل الاحوال والظروف. وقد تكون أقرب الى المراجعات التي تتكاثر هذه الآونة.


    جذر المشكلة:


    كل شعب من الشعوب تكون له قضية محورية أو مركزية تشغل الجميع، المؤيدين والمعارضين لها، سمها قضية قومية، أو قضية وجود، أو استراتيجية، أو ثوابت أمة. ومثل هذه القضية، هي التي تمثل الدافع والمسبب والموجه لكل حركة الجماعة وتفاعلاتها وصراعاتها. وقد تكون: روح الأمة(ethos)، وفي السودان كانت القضية هي: الهوية الثقافية أو الذاتية، وأحيانا الهوية الوطنية أو القومية. وهذا اختلاف شكلي، لأن المهم هو أن الجميع يطرح السؤال: من نحن؟ هل نحن عرب أم أفارقة أم مستعربون أفارقة؟ ومن الوضح أن السودانيين وقعوا منذ البداية في فخ سؤال بلا إجابة، ومفتوح لكل الاحتمالات والتفسيرات، ثم بعد ذلك الاختلافات والصراعات. فالهوية مفهوم شديد التجريد، وجوهراني، وثابت، وأقرب الى الميتافيزيقيا حين يستخدم في وصف الجماعات والنظم وحتي الثقافة. ورغم ذلك ربط السودانيون مهمة بناء الدولة الوطنية وتحقيق الوحدة الوطنية والتنمية، بتحديد هويتهم. ودخلوا في مناقشات تضاهي الجدل البيزنطي، اعاقتهم في عملية رسم السياسات. إذ لم يكن من الممكن اتخاذ قرار لا يستهدي بمكونات الهوية. وهذا يفسر لماذا اهتم السياسيون السودانيون أكثر بمتطلبات وضع دستور دائم للبلاد، قائم على ثوابت الأمة وهويتها؟ وفي نفس الوقت أُهمل وضع الخطط للتنمية ثم العمل على تنفيذها.
    يضع د. فرانسيس دينق، الاكاديمي والدبلوماسي الجنوبي المرموق، والمكتوي بالمشكلة مباشرة، القضية بكثير من الدقة، حين يكتب:
    «هل الحرب الأهلية في السودان نزاع بين هوية عربية- إسلامية في مواجهة هوية إفريقية- مسيحية- وثنية؟ ما هي الهوية الحقيقية للبلاد؟ ما هي الأسس التي تحدد مثل هذه الهوية؟ ما مدى تمثيل التعريف الرسمي الراهن للهوية للتركيبة الداخلية للبلاد؟ وإذا لم تكن ممثلة، ما هي الهوية الأكثر تمثيلاً للسودان؟ وما هي العقبات؟ وعلى من تقع مسؤوليات عرقلة تصحيح وتبني هوية موحّدة؟ ما إذا كان ممكنا تخطي تلك العقبات لدعم الإحساس بهوية تكون للبلاد بكل مكوناتها؟ إذا كانت الردود بالايجاب، ما هي الاستراتيجيات الممكن اتخاذها للتغلب على العقبات؟» «كتاب: صراع الرؤى- نزاع الهويات في السودان. ترجمة د. عوض حسن، مركز الدراسات السودانية، 2001، ص401».
    ويطالب «دينق» بكل وضوح بتحديد الهوية الموحدة لكي نبني عليها كل الاشياء الاخرى. وهذا مطلب يبدو في شكله الخارجي سهلاً، ولكنه صعب يصل حد الاستحالة واقعيا. وذلك ببساطة، لأن الهوية ليست معطى موجودا هناك، علينا أن نبحث عنه وحين نجده تحل كل العقد. ولكن الهوية في معناها وشكلها الجوهراني والثابت، هي وهم في أحسن الفروض. ففي الحقيقة، الهوية مكوّنة اجتماعيا أي تحدد كل جماعة أو ثقافة ما تسميه هويتها من خلال قناعات -غالبا ذاتية- وقد تدعم أو لا تدعم، بمعطيات ومؤشرات موضوعية. فحين أقول نحن السودانيين أشجع أو أكرم الناس، هذه صورتنا لأنفسنا وكفى. ولكن قد نسعى للبحث عن أمثلة تؤكد وجود هذا الكرم أو الشجاعة، قد لا تكون النماذج متكررة وعامة. وهنا مكمن أزمة «الهوية السودانية» من الذي يحددها؟ وبأي معايير؟ ومن المعروف أن السودان دولة تتسم بتنوع هائل وبالتمايزات الاثنية والثقافية. وهذا وضع طبيعي، بل وايجابي لو تم توظيفه بعقلانية. فالتمايز حقيقة وواقع ولا يسبب في حد ذاته خللا أو تناقضا. ولكن المشكلة تأتي حين يحوَّل هذا التمايز بآليات معينة الى امتياز ويصبح أداة للتفضيل والامتيازات، ولتراتب اجتماعي وسياسي. وللأسف، هذا ما حدث في السودان المعاصر. ويصف د. عبد السلام نور الدين، عن حق، الهوية السودانية، بقوله: «إنها من صنع الصفوة السياسية وليست ظاهرة وطنية شعبية». ويضيف: «تحول الهوية السودانية على أيدي خاطفيها من الطائفيين والذين آل اليهم الحكم في السودان، بالوراثة أو القوة العسكرية، الى ايديولوجية قومية ودينية» «حوار أجراه صلاح شعيب، نشر في موقع سودانيز أونلاين وصحيفة الاحداث السودانية».


    المكون المفترض الأول للهوية: العروبة


    كان من الواضح، أن الفئات والقوى الاجتماعية النيلية الوسطية، وهي عربية أو مستعربة واسلامية، هي القادرة لاسباب تاريخية واقتصادية- اجتماعية، فهي الأكثر تطورا، على فرض هوية معينة على البلاد. وكان الخيار الطبيعي هو العروبة والاسلام، ولم تكن مصادفة أن يتصدر نشيد المؤتمر أي مؤتمر الخريجين، طليعة الحركة الوطنية، هذا البيت لوصف الأمة السودانية:


    أمة أصلها العرب ٭٭ دينها خير دين يحب


    وواجهت عروبة السودان صعوبات في التعريف والتوصيف، بسبب عقبات النسب «الدم» واللون. وسارع الكثيرون الى القول، بأن العروبة لا تقوم على العرق ولكن على الثقافة أو بصورة أدق اللغة: انما العربية لسان، فمن تحدث العربية فهو عربي. ولكن الكثيرين من السودانيين لم يقتنعوا أو يكتفوا بعامل اللغة أو الثقافة فقط، اذ كان لا بد من اكمال ذلك الشرط، خاصة الناس العاديين والذين يتحدثون العامية السودانية، بتأكيد «مادي» أكثر للنسب العروبي. خاصة أن لفكرة العروبة والاسلام جذورها التاريخية البعيدة لدى السودانيين. إذ تروي المصادر، أن السلطان سليم بعد أن أخضع ساحل البحر الأحمر، ودخل الحبشة بقصد الزحف على سنار، فخاطب ملكها عمارة دنقس «1505-1534» يدعوه الى الطاعة، فأجابه: «إني لا أعلم ما الذي يحملك على حربي، وامتلاك بلادي، فإن كان لأجل تأييد دين الإسلام، فإني أنا وأهل مملكتي عرب مسلمون ندين بدين رسول الله». وأرسل له مع الكتاب كتاب أنساب قبائل العرب الذين في مملكته. وكان قد جمعه له الامام السمرقندي أحد علماء سنار. فلما وصل الكتابان الى السلطان سليم أعجبه ما فيهما وعدّل عن حرب سنار. وقيل إنه أخذ كتاب الأنساب معه الى الآستانة، ووضع في خزانة كتبها. «نعوم شقير- تاريخ السودان - بيروت، دار الجيل، 1981، ص 100». هذا وقد انتشرت فكرة شجرة النسب بين المستعربين السودانيين، وغالبا ما يوصلون نسبهم الى العباس أو بني أمية أو إلى هارون الرشيد. وهذا مجال واسع مثير للسخرية. فعلي سبيل المثال فقط، نأخذ الرشايدة أو الزبيدية. إذ تقول المصادر: يفخر الرشايدة بانتسابهم الى العباسيين والي هارون الرشيد وزوجته زبيدة بالذات. وهم يقولون إن تسميتهم بالرشايدة والزبيدية إنما جاءت بسبب هذا الانتساب، ويقول في ذلك أحد أفراد هذه القبيلة من ديوان «المدائح البهية في مدح خير البرية» تأليف الفقير الى ربه نفاع بركات غويتم الرشيدي أصلا والنجدي موطنا:
    أنا نفاع بن بركات بين وموصول بهارون الرشيد
    أنا في موطن السودان قاطن وأصلي نجد والشرق السعيد
    «السني بانقا ومصطفى علي أحمد: الرشايدة، ب. ن. ب. ت. ص7».
    ويحاول الجعليون، وهم من القبائل الكبيرة في الشمال، الاستفراد بالنسب الى العباس أو بني هاشم. وتسرد بعض رواياتهم الشعبية: «ونقول في نسب العرب التي اشتهرت بجعل ونسلهم. هم أصحاب الدولة في بلاد السودان، ولهم الصولة من مكانتهم من بني هاشم. أما سبب خروجهم إلى بلاد السودان، تشاجر وقع بين بني أمية وبني هاشم، وخرجت طائفة من بني هاشم الى المغرب ثم عادوا الى دنقلا وتغلبوا على أهلها» «محمد سعيد معروف ومحمود محمد علي نمر: الجعليون-الخرطوم- دار البلد ب. ن. ص 8».
    وللفونج قصة مشابهة، تقول: «إن العباسيين لما تغلبوا على الأمويين في الشام ونزعوا الملك من ايديهم سنة 132هجرية 750م، أخذ من بقي من الأمويين ومن والاهم في الفرار، فتفرقوا في أنحاء العالم، فذهبت جماعة منهم الى اسبانيا فأسسوا مملكة الاندلس على ما هو مشهور، وذهب آخرون الى السودان فأسسوا مملكة سنار». «نعوم شقير، مصدر سابق، ص97».
    هذه هي الهوية- الايديولوجيا التي اخترعتها النخب الشمالية العربية المسلمة، ولكنها لم تكن محكمة ومقنعة خاصة حين اعتمدت على العرق أو الدم. فقد حدث تمازج أضاع بعض السمات الفيزيقية العربية مثل اللون. وهذا ما جعل سودانيا ينتمي إلى أسرة «العباسي» يندهش، يبحث عن الاعذار، حين خذله لونه، فقد صدته فتاة عربية «بيضاء»، إذ يبدو أنه أبدى الإعجاب أو أراد التقرب، فقال في انكسار:
    ألأن السواد يغمرني ليس لي فيه يا فتاة يد..!!
    والشاعر صلاح أحمد ابراهيم، الذي كتب في احدى المقالات: «نحن عرب العرب». وقد بيّن ذلك حين يقول بأن السوداني عربي، بل هو- حسب رأيه- أقرب من البداوة والفطرة الصحراوية التي تمثل الوجه الحقيقي للعربي بما تعكسه اللغة والأخلاق والروح القومية. «جريدة الصحافة 6/11/1967م، أورده عبد الهادي الصديق في أصول الشعر السوداني- الخرطوم- دار جامعة الخرطوم للنشر- 1989م، ص162».
    ولكن شاعرنا يواجه تجربة تجبره على موقف مختلف، ليقول:
    أنا من إفريقيا حرارتها الكبرى وخط الاستواء
    ويقول في قصيدة بعنوان «فكر معي ملوال» «اسم شائع بين الجنوبيين»:
    كذّاب الذي يقول في السودان إنني الصريح، إنني النقي العرق، إنني المحض ...أجل كذّاب.
    وتُواجه الهوية العربية بعدد من المشكلات والاشكاليات في حالة التحديد الدقيق، إذ تظهر ثنائيات عديدة، على رأسها العروبة عند العامة، وهي تكتفي بعروبة القبيلة المستندة على النسب والأصل، مقابل عروبة المثقفين والنخب، وهي سياسية «تتمثل في أحزاب البعث والناصريين والقوميين العرب»، وثقافية وتظهر في نقاشات وحوارات الأدباء والكتاب. وفي كثير من الأحيان يتقاطع الموقفان ويستخدم المثقفون مقولات العامة لدعم قضاياهم، خاصة تلك التي تحتاج الى سند شعبي. وقد ترسخت «عنصرية عروبية وقبلية» في الوجدان السوداني، وللأسف لازم ذلك الشعور العنصري والموقف غير المتسامح الحركة الوطنية منذ بدايتها، ثم سارت على نفس الطريق الأحزاب السياسية منذ نشأتها الأولى. ومع الزمن أصبحت العنصرية السافرة أو المبطنة، جزءا اصيلا من السياسة ونظام الحكم حتى اليوم.
    وكانت أول انتفاضة وطنية ذات توجه قومي منظمة ضد الاستعمار، قد تمثلت في هبة أو ثورة 1924م بقيادة علي عبد اللطيف. ولكنها أُخمدت سريعاً، لوقوف زعماء القبائل العربية والطرق الصوفية ضدهم. وقد أفصح عن الموقف العنصري المعبر عنه قبليا الصحافي حسين شريف، بقوله: «إن البلاد قد أُهينت لما تظاهر أصغر وأوضع رجالها دون أن يكون لهم مركز في المجتمع. وأن الزوبعة التي أثارها الدهماء، قد أزعجت التجار ورجال الأعمال». ودعا الى استئصال شأفة أولاد الشوارع: «ذلك أن الشعب السوداني ينقسم الى قبائل وبطون وعشائر ولكل منها رئيس أو زعيم أو شيخ، وهؤلاء هم أصحاب الحق في الحديث عن البلاد. من هو علي عبد اللطيف الذي أصبح مشهوراً حديثاً وإلى قبيلة ينتمي؟ «صحيفة الحضارة 25/6/1924م».
    ورغم أن علي عبد اللطيف سوداني من قبيلة الدينكا، ولكن لأنها غير عربية، لم يعترف بها الكاتب كقبيلة. ومثل هذا الحديث ليس تاريخا، بل استمر حتى اليوم. فحين يكتب الطيب مصطفى صاحب صحيفة «الانتباهة» عن باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، يقول نفس الكلام ضمناً وتلميحاً، لأن الظروف لم تعد تسمح له بنفس الصراحة السابقة. ويظل الموقف والشعور كما هو لم يتغير. وذلك لأن المجتمع السوداني راكد، ولم تتغير كثيراً علاقاته الانتاجية، ولا وسائله الانتاجية، خاصة في الريف والبوادي.
    وفي تلك الفترة المبكرة من تاريخ الحركة الوطنية، كان يتم التعبير عن العروبة، من خلال العلاقة والموقف مع مصر. وظهرت حينئذٍ دعوات الوحدة أو الاتحاد مع مصر. وكانت هذه دعوة متقدمة في ميدان الفكر والسياسة والأدب في ذلك الوقت. ولكن لا يسمح الحيز المتاح والمقام، بمتابعتها في إسهاب. ولكن الحركة الوطنية وبالذات الاتحاديين، تطلعوا شمالا وأهملوا الجنوب المختلف والمعوق. وكأني بهم، يريدون أولاً إثبات عروبتهم، ثم يلتفتون بعد ذلك الى التنوع والاختلاف في وطنهم. ولكن الشماليين لم يلتفتوا الى الجنوب، الى أن حمل السلاح وتمرد بعنف. وبدأ التنوع الثقافي يفرض نفسه بوضوح، وتقدم موضوع الهوية مجدداً. ولكن في أجواء التوتر والنزاع والخصومات الحادة. ووسط الحرب الأهلية انشغل السودانيون بتعريف أنفسهم وتساءلوا من نحن؟ وهو سؤال في عمقه يدل على أن السودان بالفعل هو تعبير جغرافي، باعتبار أن السودان لم يعرف خلال تاريخه-وهذا موضوع شائك وطويل- الدولة المركزية ولا المجتمع الموحد ولا الثقافة الشاملة الجامعة.
    وبرز موقف يقبل التعدد الثقافي نتيجة صدمة الحرب، وفي نفس الوقت لا يخجل من صفة الهجين أو الخليط أو الخلاسية في وصف الشماليين المستعربين. ويمكن التأرخة لهذا الاتجاه بكتابات المحجوب المبكرة ومعارك محمد محمد علي حول قومية الأدب السوداني. ثم تجيء مدرسة «الغابة والصحراء» في ستينيات القرن الماضي، باعتبارها محاولة أصيلة ولكنها قصيرة العمر. وللمفارقة لم يطورها أصحابها، بل أنكرها بعضهم. وكانت لبعض روادها ومضات وإشراقات في تحديد الهوية، أهمها وأعمقها قصيدة «سنار» للدكتور محمد عبد الحي، في قوله:
    «افتحوا للعائد التائه أبواب المدينة
    - بدوي أنت؟
    - لا
    - من بلادي الزنج؟
    -لا
    أنا منكم كافرا تهت- تغربت سنينا
    مستعيرا لي قناعا وعيونا
    وضلالا ويقينا وجنونا
    أتغني بلسان- وأصلي بلسان.
    بين حانات الموانئ».
    وبالفعل هذا هو الإنسان السوداني، ليس عربياً كاملاً ولا زنجياً خالصاً، فهو يغني باللسان الإفريقي ويصلي بلسان عربي فصيح ما أمكن.




    ---------------------------



    خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب (2-3)

    حيدر ابراهيم


    هذا هو وضع الإنسان الشمالي المستعرب على مستوى الفكر والنظر، ولكن في منتصف سبعينيات القرن الماضي مع الفورة النفطية والأزمة الاقتصادية في السودان، تعرض السودانيون الى تجربة هجرة واسعة للخليج والجزيرة العربية. وكان في هذه الهجرة، الاختبار الحقيقي لـ»أصالة»عروبتهم، من خلال الاحتكاك المباشر ببقية العرب. اذ اكتشف السودانيون المستعربون الشماليون، أنهم هناك في نفس موقع الجنوبي والنوباوي والغرباوي في سلم الترتيب العرقي،الذي يطبقونه داخل السودان. وأربكته،مثلا، صدمة أن صفة»عبد»التي يطلقها ببساطة في بلاده يمكن أن تطلق عليه بنفس السهولة في المهاجر. ورغم أن المغتربين العاديين لم يسجلوا انطباعتهم كتابة، ولكنهم قالوها وعاشوها. ولكن فعل ذلك بعض المثقفين السودانيين.وأورد هنا،مثالا لمثقف،واكاديمي مرموق، سجل بعضا من تجربته، حيث يقول في استبيان منشور: «ذهبت الى السعودية ورفضت كعربي من الوهلة الاولى. كان يقال لي دائما: أنت افريقي، برغم تحدثك العربية. أعلن اسلامك واذهب الى الجامع. ومازلت . . . افريقيا». (مرجع سابق: صراع الرؤى، ص406)وفي نفس الاستبيان يقول اكاديمي آخر: «يدرك السودانيون اكثر واكثر بأنهم يختلفون عن العرب، خاصة من ذهب الى الخليج من امثالنا. يعود السودانيون مدركين جدا بأنهم مختلفون. بالطبع يستفيدون من، ويرغبون في الانتماء للعرب، لأنه بدون ذلك ربما لا يسمح لهم بالاقامة، ولكن في داخلهم يشعرون بأنهم مختلفون(. . . . )ويجدون، بأنهم مختلفون تماما عنهم، ليس فقط عرقيا بل ثقافيا واجتماعيا. ولدى عودتهم للسودان لا اعتقد بأنهم سوف يرغبون في الانتماء للعرب». (ص406). ووضح الجنوبي السوداني ،سايمون الذي عمل ايضا في الخليج:»قضيت اربع سنوات في الخليج وتجولت فيه.نحن السودانيين في الخليج لا نعتبر عربا.فكيف يجوز لنا العودة للبلاد والتظاهر بأننا عرب؟» وضمن العام الذي يشبه الخاص،احكي لابد أن احكي. اذ على المستوى الشخصي، ورغم اندماجي العروبي الصادق، فكرا وفعلا، مررت بتجارب تعيسة للغاية وعلى مستوى النخبة العربية. ففي عام 98/1999 تم اختياري كأمين عام للجمعية العربية لعلم الاجتماع، ونزل الأمر كالصاعقة على اصدقاء من دولة شقيقة جدا. وهم اصدقاء حقيقيون ليّ ولكن لم يستطعوا بلع الفكرة،واضطررت للاستقالة في نفس العام، فاقدا الموقع والاصدقاء معا. ولديّ قائمة سوداء ببعض الدول العربية، ارفض زيارتها .فقد عملت في بعض جامعاتها لمدة اربعة أو خمسة شهور مع أن العقد لسنوات. باختصار، تجارب السودانيين في الدول العربية عموما محزنة، ولا تصدقوا المجاملات والابتسامات.
    وقد ادرك الجنوبيون هذا المأزق العروبي الذي يعيشه الشماليون، لذلك يطالبونهم بالواقعية وعدم
    التعالي، ومحاولة الهيمنة عليهم. ويقول الزعيم جون قرنق، في خطاب له في اجتماع بكوكادام في مارس 1986: «ان قضيتنا الرئيسية تتمثل في أن السودان ظل ومازال يبحث عن ذاته، وعن هويته الحقيقية. ولفشلهم في معرفة ذاتهم يلجأ السودانيون الى العروبة، وبفشلهم في ذلك ايضا يلجأون الى الاسلام كعامل جامع وموحّد. ويصاب الآخرون بالاحباط وخيبة الأمل لدى فشلهم في فهم أن يتحولوا الى العرب. بينما اراد لهم الخالق غيرذلك، وعندها يلجأون الى الانفصال. وداخل كل هذا يسود كثير من الغموض والتحريف لخدمة مصالح طائفية متباينة. ليس هناك وضوح قاطع في أمر هويتنا،نحتاج الى التخلص من التشرذم والنظر بعمق داخل بلادنا. «
    وهناك شبه اجماع بين الجنوبيين وبعض الشماليين، حول التحريف والتشويه الذي حدث للهوية التي تم تركيبها بحيث تكون هوية مهيمنة تعمل على فرض نفسها على بقية السودانيين من خلال آليات بعينها. فاللغة العربية تم تسييسها، فهناك جنوبيون يجيدون اللغة العربية ولكنهم يتجنبون التحدث بها لكي لا يتماهون مع «المضطهد العربي». وقد أورد (دينق) قصة زعيم الدينكا والقائد الروحي ماكوي بيلكوي، الذي زعم أن الاله قد أمر بعدم تعلمها، لأن تعلمها يجعل منه شخصا سيئا. (ص415) ومن المعروف أن معرفة اللغة العربية من شروط الالتحاق بأي عمل في أغلب الحالات.كما ارتبطت الهوية العربية بممارسة هيمنة سياسية واقتصادية يعاد انتاجها من خلال الوراثة أو التحالفات القبلية والعشائرية. وفي هذه العملية يتم تثبيت أفضلية العرب من بين السودانيين، رغم أنهم في الحقيقة هجين نتيجة عمليات التزاوج والتلاقح بين المجموعات المحلية والهجرات العربية. ويجتهد الشماليون من أجل التبرؤ من أي أصول افريقية أو زنجية.
    كيف يمكن تفسير هذا الاصرار على الابتعاد عن الانتماء الافريقي؟ يعود السبب الى تاريخ مخجل سادت فيه تجارة الرقيق التي مارسها العرب وبقية الاجانب المغامرين في افريقيا. وقد الغيت تجارة الرقيق-رسميا-في السودان، بعد الحرب العالمية الاولى عام1919 . وقد وقعت عمليات صيد الرقيق في السودان اكثر على المجموعات الزنجية وداكنة اللون وذات الشعر المجعد. كما اشتهرت بعض القبائل النيلية الوسطية المستعربة، بأنها كانت نشطة في هذه التجارة. وكانت القبائل الضعيفة عموما عرضة للقنص البشري، لذلك لجأت القبائل المستعربة بالذات الى استخدام الشلوخ على الوجه أي الفصود والعلامات على الخدين، لتمييز كل قبيلة. وقد ساد الخوف وعدم الامان بين القبائل. ولذلك ضخمت من البحث عن خصائص لتصنيف من هو «العبد» أو»الحر». واهتم السودانيون بهذا التصنيف كثيرا في تحديد علاقاتهم الاجتماعية وتراتبهم الاجتماعي ومكانتهم. ودرج الشماليون على تصنيف الجنوبيين، بلا تردد، في موقع»العبيد»مما يترتب عليه من تعال معلن أو مضمر. وهذا ايضا ليس من التاريخ، فالكلمة مستعملة عاديا ومما يدهشني أن الاجيال الشابة تستخدمها دون حرج كبير. وتقدم روايتيّ : (طائر الشوم)لفرانسيس دينق، و(الحنق) لشوقي بدري، وصفا حيا لهذه الوضعية. فمن الملاحظ أنه قد تم الغاء مؤسسة الرق قانونيا ورسميا ولكنها استمرت كثقافة حية يصعب انهاؤها بالقانون أو بالقوة. وغالبا ما يتخذ التزاوج بين المجموعات المختلفة ،كمعيار جيد ودقيق لتحديد المكانة. وظلت تثير اهتمامي منذ مدة، قضية عرضت على المحاكم في منتصف سبعينيات القرن الماضي أي قبل أربعة عقود. فقد حكمت المحكمة الابتدائية بالخرطوم،بعدم شرعية زواج شاب بفتاة، لأن في «دمه»بقايا رق أو عبودية. ويقال في العامية السودانية لمثل هذه الحالة «فيه عرق». وقد برر القاضي حكمه بعدم الكفاءة بين الطرفين. وفيما يلي، نموذج للغة المستخدمة في الحكم من قبل محامي أهل الفتاة: «...الاحرار الذين لم يجر الرق في أصلهم فهم أكفاء لبعضهم ان استووا في النسب، والموالي من جرى في أصلهم رق. فمن جرى في أصله رق ليس كفئا لمن جرى في أصله الثاني رق وأصله الأول حر، اذن الموالي أنفسهم ليسوا أكفاء لبعضهم بعضا ناهيك أن يكونوا أكفاء للأحرار، وموكلته تطالب بالزواج لمن جرى في أصله الأول رق وهو مولى من أهالي نوري مركز مروي، وهي من أصل حر أما وأبا، فاذن ليس كفئا لها، والشريعة تأبى هذا الزواج» (قرار النقض نمرة 41/1973 الصادر يوم السبت 24 شعبان 1393 الموافق22/9/1973). هل نصدق أن هذا نقاش في محكمة سودانية في نهاية القرن العشرين؟ وفي بلد يمكن أن يكون موحدا وديمقراطيا؟


    المكون المفترض الثاني للهوية: الإسلام


    شغل الاهتمام بالهوية الجميع بعد خروج المستعمر، خاصة وقد رفع آباء الاستقلال شعار: تحرير لا تعمير. ويقع ضمن التحرير أو التحرر، التخلص من القوانين التي وضعها المستعمر. ولذلك،كان من أهم مظاهر تأكيد الهوية، وضع دستور اسلامي يكمل الوجه العربي لهويتنا. فهناك تلازم بين الاسلام والعروبة، ويصعب على السودانيين العاديين ادراك وجود عربي غير مسلم أو مسيحي عربي، حتى الاقليات المسيحية السودانية ،هم جنوبيون، أو نوبة، أو اقباط والذين يطلق عليهم اسم :النقادة .وليس من المعتاد وصفهم بالعرب مثل السعوديين أو حتى الشوام الذين يتفردون في التصنيف السوداني.
    بادرت مجموعة صغيرة من المتعلمين المتأثرين -بطريقة أو اخرى- بتنظيم الاخوان المسلمين المصريين، بربط الاستقلال منذ الوهلة الاولى بـ»معركة»الدستور الاسلامي، فقد تزامنت تماما ودون أي فارق زمني حملة الدعوة للدستور الاسلامي مع الاعلان الرسمي للاستقلال. ففي10-11/12/1955 وجه الاخوان المسلمون و»جماعة التبشير الاسلامي والاصلاح» الدعوة الى الهيئات الاسلامية في السودان، لاجتماع للنظر»في أمر الدستور حتى يجئ متفقا مع ارادة الشعب السوداني المسلم ومستندا الى كتاب الله وسنة رسوله(ص)». وقد استجاب الى هذه الدعوة العاطفية والتي لعبت على اوتار العواطف الدينية، اعدادا كبيرة من اعضاء الاحزاب السياسسية والجمعيات الخيرية والطوعية والاندية والجماعات الثقافية. وتكونت جبهة الدستور الاسلامي، وبينت أهدافها كما وردت في المذكرة التي صاغها الشيخ حسن مدثر، قاضي قضاة السودان في 18/11/1956، كما يلي: -» ان القوانين التي سنها المستعمرون - وهم ليسوا بمسلمين- أباحت ضروبا من المعاصي التي حرمّها الاسلام، وقد فرضوها بما لهم من سلطان وقتئذٍ وهي قوانين لا ترعى عقيدة الأمة وتقاليدها، ولئن اكره الناس على الاذعان لها في الماضي، فليس ثمة ما يسوغ قبولها بعد زوال الحكم الاجنبي ويتعين على أهل السودان - وسوادهم الأعظم يدين بالاسلام- أن يضعوا دستورا اسلاميا وأن يتخذوا القوانين التي تحمي عقيدتهم وتقاليدهم العربية الاصيلة».
    واصبحت هذه المذكرة هي»مانيفستو»الاحزاب الطائفية المهيمنة والحركة الاسلاموية منذ الاستقلال وحتى اليوم. وقد حملت في احشائها كل بذور الشقاق والنزاعات التي ابتلي بها الوطن. فهي قد حددت «الهوية» في العروبة الاصيلة والاسلام الذي يدين به سواد السودانيين الاعظم. وهنا مقتل هذه الآيديولوجية: فأين موقع من هم خارج هذا «السواد الاعظم»من المواطنين مهما كان عددهم ووزنهم السكاني؟ ومن هنا كانت بداية التهميش والاقصاء التي عانت منها قطاعات كبيرة من الشعب السوداني. فقد أبعد أهل المذكرة حق المواطنة، وحلت محله العقيدة الدينية والتقاليد «العربية الاصيلة». وادخلت الحركة الاسلاموية كل العمل السياسي السوداني في نفق مظلم وحصرت كل الاهتمام في قضية الدستور الاسلامي: ما بين مؤيد ومعارض ومحايد وتوفيقي. وحتى الحزب الشيوعي لم يكن استثناءا في هذا المأزق، لذلك كان على القيادي الشيوعي الرشيد نايل المحامي أن يدبج كراسة بعنوان: الدستور الاسلامي. ولم يجد البرلمان المنتخب الوقت لكي يناقش حفر الآبار في مناطق العطش في غرب السودان، ولا الامراض الاستوائية المستوطنة في الجنوب، ولا المجاعات الموسمية في الشرق. ورغم أن الاسلامويين لم يكونوا أغلبية في البرلمان ولكن مثلوا قوة ضغط بطرحهم للموضوع الذي يخاطب العاطفة الجماهيرية ويلبي شوق النخبة الباحثة عن ذاتها. وكانت الاحزاب الطائفية التقليدية قد تبنت فكرة الدستور الاسلامي بعد أن أجبرتها حملة الدعوة للدستور على ذلك.بل لقد اعطتها مسودة برنامج،وهي التي دخلت السياسة معتمدة على الولاء والطاعة. ومن الواضح ان النخبة السودانية لم تحسن اختيار اولويات سودان ما بعد الاستقلال. كما أن السودان حديث الاستقلال،قد سلك طريقا خاطئا.فهو لم يتجه نحو التنمية والوحدة الوطنية، بل غرق في جدل اسلامية الدولة والدستور الاسلامي. وهذه قضية غير شعبية في حقيقتها ،أي لا يفهم فيها المواطن العادي كثيرا،ولكن تزييف الوعي يفعل فعله. ولا يراد له أن يفهم،اذ يكفي حشد الجماهير لمواكب ترفع شعار: تطبيق شرع الله.
    ومن أهم وأخطر تطورات الاسلام السوداني المتميز بغلبة الطابع الصوفي المتسامح، تسرب التعصب والعنف الذي يميز الاسلام السياسي ممثلا في الاخوان المسلمين، الى الحياة السياسية السودانية. ويعود ذلك الى صراع جماعات الاسلام السياسي المحموم حول السلطة السياسية، واستخدام كل الاساليب للوصول اليها سلميا أو الاستيلاء عليها بالقوة. وعرف السودان حديث الاستقلال، الانقسامية والتشرذم والانشقاق، خلافا للوحدة الوطنية التي عرفها خلال مقاومة الاستعمار. ومن مظاهر التعصب التي فاقمت الصراع، قرار حل الحزب الشيوعي السوداني، وطرد نوابه الاحد عشر من البرلمان عام1965، بعد أن هندس الاخوان المسلمون حادثة طالب معهد المعلمين تحت دعوى الاساءة لنساء النبي. ورغم عدم دستورية القرار وعدم منطقيته ديمقراطيا. لأن نوابا يطردون من البرلمان ،نوابا مثلهم لم ينتخبوهم لكي يسحبوا الثقة منهم. وتربص الحزب الشيوعي بالبرلمان والاحزاب،حتى أطاح بالجميع في انقلاب25 مايو/آيار1969 . ومن ناحية اخرى،كان الاخوان المسلمون خلف ملاحقة الاستاذ محمود محمد طه بتهمة الرّدة منذ عام1968، ومنذ ذلك الوقت، بدأت الحملة من محاكم تفتيش نصبها بعض اساتذة الجامعة الاسلامية ورجال الانتهاء، حتى اكتملت باقناع الرئيس جعفر النميري باعدام الاستاذ محمود في18 كانون الثاني/يناير1985، ويعد الحدثان: حل الحزب الشيوعي السوداني واعدام الاستاذ محمود محمد طه، من أخطر حلقات التآمر على الديمقراطية والوحدة الوطنية في السودان. وللمفارقة تعتبر الحركة الاسلاموية السودانية، هذين الحدثين أهم انجازين في تاريخ الحركة. باعتبار أن الأول ازال أكبر عقبة سياسية وشعبية في طريق مشروع الدستور الاسلامي. أما الثاني، فقد خلصهم من العقبة الفكرية، فقد كان الاستاذ محمود ناقدا عميقا وقادرا على فضح المشروع من داخل الفكر الاسلامي نفسه.
    وبعد أربع سنوات من هذه المؤامرة الكبرى الاخيرة، كان الطريق قد تمهد لاستيلاء الاسلامويين على السلطة بالقوة عن طريق الانقلاب، معلنين رسميا شهادة وفاة لمشروع قيام سودان ديمقراطي، موحد، ومتعدد الثقافات، يسع للجميع: مسلمون وغير مسلمين. وأعلن الاسلامويون عما أسموه: المشروع الحضاري الاسلامي، والذي تم تدشينه أو تعميده بالدم: اعلان الجهاد ضد الجنوبيين المتمردين. وفتح الاسلامويون ابواب الجنان لـ»شهدائهم» في الجنوب، حيث كان يقام عرس الشهيد ويبرم الشيخ حسن الترابي شخصيا عقود قران الشهداء مع بنات الحور في الجنة!ولكن الجهاد اوصلهم الى نيفاشا وليس الى الجنة، حيث عقدت اتفاقية السلام الشامل، تحت ضغوط خارجية، أقوى من الارادة الوطنية السودانية . وتعامل الاسلامويون مع الاتفاقية باعتبارها محاولة خبيثة لتفكيك النظام سلميا. ولذلك، تعاملوا ضد روح الاتفاقية: تحقيق السلام . وحاولوا الاستفادة من الفترة الانتقالية لتحقيق المزيد من المكاسب الحزبية أو حسب لغتهم: التمكين . ودخل الشريك الاكبر -حزب المؤتمر الوطني، مصفي ووريث الحركة الاسلاموية، في مسلسل المناورات والتآمر والتسويف، لتعطيل نفس الاتفاق الذي وقعه امام العالم. وهكذا اوصلنا نقض العهود ومحاولة توظيف الاتفاقية من أجل مزيد من التمكين،الى حافة الهاوية أوالوضع الخطرالذي يعيشه السودان الآن. وباختصار، يتحمل الاسلامويون وحلفاؤهم من دعاة الدستور الاسلامي وكل سدنة المشروع الحضاري الاسلامي - بما في ذلك المنقسمون عنهم -المسؤولية التاريخية والاخلاقية ،لانفصال الجنوب القادم. فقد فرضوا على السودان منذ الاستقلال الدخول في نفق مظلم ليبحثوا عن قطة سوداء. وهكذا اضاعوا علينا أكثر من نصف قرن من عمر الاستقلال، شاغلين الناس بقضية هامشية: الدستور الاسلامي. لأن هذه القضية، لا تصيب الهدف المركزي والمصيري للاستقلال: التنمية الشاملة، المستقلة، والعادلة، والمحققة للوحدة والتنوع في وطن واحد.
    كشف حكم الاسلامويين عجزهم عن ايجاد حل سلمي لمشكلة التنوع الاثني في السودان. ولكن الفشل-الفضيحة، كان في سفورتفرقتهم العنصرية من خلال العودة للقبلية واثننة الصراع السياسي،وظهر ذلك جليا في ازمة دارفور.حين سلكوا طريق ثقافة العامة في التمييز بين «أولاد العرب» والزرقة،تقرأ العبيد. في البداية، ظهرت،داخل الحركة الاسلامية، صعوبة التزاوج بين «العرب» واولاد الغرب مثلا، رغم كسبهم الديني والحزبي. وقد تدخلت القيادة في حالات كثيرة، لفرض زيجات «مختلطة». هذا وقد واجه المسلمون -تاريخيا- معضلة القدرةعلى مساواة المسلمين غير العرب. رغم ان الاسلام كنص وموعظة اخلاقية، كان واضحا: لافضل لعربي على عجمي الا بالتقوى. ولكن الواقع والممارسة، خالفت تعاليم الاسلام . ففي حديث رواه ابن عساكر: «جاء قيس بن مطاطية الى حلقة فيها سليمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي. فقال: اما هذا الحي من قريش فانه لايستغرب أن يناصروا هذا الرجل (يعني النبي)، وأم هؤلاء فماذا يفعلون؟ (يعني العجم). فسمع ذلك معاذ بن جبل فأخذ بتلابيب قيس، ثم جاء يخبر رسول الله(ص). فأمر رسول الله أن ينادي للصلاة جامعة، ولما اجتمع الناس وقف خطيبا، فقال: «ايها الناس ان أباكم واحد وان ربكم واحد وليست العربية لأحد منكم بأب ولا ام، انما هي اللسان. «وفي رواية: انما هي اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي.






    -----------------------
    الطيب مصطفى
    مصر يا أخت بلادي..!!
    الكاتب Administrator
    الاثنين, 12 أبريل 2010 07:44


    وتحمل إلينا الأخبار قلق برلمانيين من «21» دولة بشأن الانتخابات، وليس في ذلك غرابة البتة، وإنما الغرابة تكمن في أن قائمة الجهات التي عبرت عن قلقها ضمت مصر والجامعة العربية..!!

    دعونا نتحدث عن مصر ونتجاهل الجامعة العربية التي لا تعبر إلا عن مصر، ولذلك سعدت أيما سعادة للاقتراح الجزائري الذي نادى بأن يكون منصب الأمين العام متداولاً بين الدول العربية، ولا تحتكره مصر لتخدم به أجندتها السياسية، ولو كانت الجامعة العربية حرةً لعبرت عن قلقها حول الحريات والديمقراطية في مصر التي يعلم العالم أجمع أن رؤساءها يحكمون حتى الموت، أو إلى آخر قطرة من..... كما عبر د. فيصل القاسم مذيع قناة «الجزيرة» الشهير وهو يكتب عن الملوك والرؤساء المرضى طريحي الفراش..!!

    برلمانيو مصر آخر من يتحدث عن الديمقراطية والانتخابات، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وكلنا يعلم الموقف المصري المعارض لانتخابات السودان خوفاً مما يعقبها من استفتاء على تقرير المصير ظلت مصر تؤلب عليه الدنيا لئلا يفضي إلى الانفصال الذي تحرمه مصر على السودان على أساس أن السودان لا يملك الحق في أن يقرر بشأنه، حتى ولو كان ثمن ذلك استمرار الحرب وسيل الدماء السودانية أنهاراً منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان.

    مصر في سبيل وقف الحرب مع اسرائيل وقعت اتفاقية كامب ديفيد التي أخرجتها من الصراع العربي الاسرائيلي وقزمت دور مصر التاريخي.. مصر صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين.. قاهر التتار، أما اليوم فإن مصر لا تكتفي بكامب ديفيد، وإنما تضيق الخناق على الفلسطينيين وتقيم جدار الموت بالتنسيق مع اسرائيل..!!

    لكن مصر تريد منا أن نخوض معاركها بالمجان، بالرغم من أنها رفضت عند توقيع كامبد ديفيد خوض معركتها ومعركة العرب والمسلمين الذين كانوا يغدقون عليها نظير تضحياتها الجسام.

    ليت البرلمانيين العرب والمسلمين من مصر وغيرها يعلمون أن عليهم أن يكونوا في خندق واحد مع السودان وفقاً لخياراته، بدلاً من فرض أجندتهم عليه، ذلك أن الخير كل الخير لهم ولأمنهم القومي لا يتحقق إلا بسودان آمن ومستقر. ويكفي السودان ما يواجهه من مؤامرات وكيد دولي ظل يتصدى له بلا نصير أو معين من الخلق أجمعين، كما عليهم أن يعلموا أن إنهيار الدولة السودانية على غرار ما حدث في الصومال سيكون وبالاً عليهم جميعاً، فهلاَّ تركوه لشأنه إن لم يكن باستطاعتهم تقديم العون له ومساعدته للتصدي لإعدائه..؟!

    بين مفوضية الانتخابات والخراصين..!!

    كان بيان مفوضية الانتخابات مفحماً وداحضاً لكل تخرصات الخراصين. وبالرغم من ذلك فإن تحديات كبيرة تواجه المفوضية بالنظر إلى سعي بعض الجهات المحلية وكثير من القوى الدولية لإفشال العملية الانتخابية. ومن يقرأ صحيفة «أجراس الكنائس» لسان حال أولاد قرنق داخل الحركة الشعبية، يلحظ كمية الغمز واللمز الذي تمتلئ به الصحيفة التي تعمدت اختيار المتشابه من العبارات حمَّالة الأوجه من تصريحات المفوضية خلال المؤتمر الصحافي الذي انعقد في اليوم السابق للاقتراع.

    من ضمن حملات التشكيك وإثارة البلبلة، عمدت الصحيفة إلى اختلاق كثير من أحاديث الإفك، مثل قولها إن موجة شراء واسعة للمواد الغذائية والاستهلاكية قد شهدتها أسواق الخرطوم، مع ارتفاع ملحوظ في الأسعار ومغادرة العديد من سكان العاصمة إلى ولايات السودان..!!

    طبعاً هذه خصلة الرفاق التي مردوا عليها، والتي تتمثل في إثارة البلبلة والذعر بين المواطنين بغرض إفشال الانتخابات. وحتى لو كان بعض المواطنين قد غادروا فإن ذلك لم يحدث بسبب الخوف، وإنما لأن بعضهم ظنوا أن الحكومة ستمنح عطلة بسبب الانتخابات، خاصة أنها ظلت تفعل ذلك لأسباب أقل أهميةً.

    خذ مثلاً تحذير الرويبضة عرمان المتمرد على قرارات المكتب السياسي بالحركة وعلى تعليمات رئيسه سلفا كير، تحذيره من «مجزرة» كما أوردت الصحيفة في عنوان الخبر المنشور في الصفحة الأولى بتاريخ 11/4/0102م، فقد التقى عرمان بالرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر وحرضه ضد الانتخابات، وناشده بعدم مراقبة انتخابات دارفور، وكأن دارفور جزء من مشكلة.. الجنوب..!!

    الصادق المهدي الذي يحتاج مني إلى مقال منفصل أحكي فيه عن شخصيته المهزوزة والمترددة التي دمرت دوره وتاريخه السياسي طوال العقود الماضية منذ أن فرضته «الوراثة» على المشهد السياسي السوداني.. الصادق المهدي حظي باهتمام الصحيفة التي أوردت خبر زيارته لكارتر في مقره بفندق برج الفاتح، وليس في مقر المهدي بحي الملازمين، فقد لطم المهدي الخدود وشقَّ الجيوب وولول تماماً كما فعل عرمان.. فيا حسرتاه على المهدي الذي لا أجد أقرب إلى توصيف تاريخه السياسي من عبارة «عدم التوفيق»..!!

    الصحيفة لم تنس حليفه الجديد المؤتمر الشعبي الذي أفردت له كذلك جزءاً من صحفتها الأولى، كما لم تنس أن تسمي الانتخابات بالخديعة..!!وسأعلق لاحقاً على انشقاق الحركة الشعبية واختيار «أجراس الحرية» التي يحررها الشيوعيون رفاق عرمان وباقان اللذين ورثا مشروع السودان الجديد من زعيمهما قرنق.. اختيارها الانحياز إلى فصيل أولاد قرنق الذين يقيمون هذه الأيام مناحة على مشروعهم الذي نفق كما تنفق الدواب، وهلك كما هلك عرابه قرنق.

    كل هذه القضايا التي أشرت إليها في مقالي هذا سأفرد لها إن شاء الله مقالات منفصلة، لكني أود الآن أن ألفت نظر المفوضية وأوصيها بأن تأخذ حذرها من المتربصين بالانتخابات الساعين إلى إجهاضها، وأن تعلم أن الحركة والشيوعيين وغيرهم يمكن أن يندسوا وسط لجان المفوضيات ومديري مراكز الاقتراع، ومن الممكن لأي مندس أن يحدث خراباً هائلاً يتناقله المراقبون الدوليون الذين يجوس معارضو الانتخابات بينهم. ويكفي أن كارتر لا يزور هؤلاء في منازلهم، وإنما يسعون إليه خالطين بين مواقفهم من الحكومة ومواقفهم من الوطن، عملاً بنظرية «علىَّ وعلى أعدائي»، أو نظرية «يا فيها يا.....»..!!

    علاوةً على ذلك فإن كثيراً من الصحافيين يصدرون على إعلام مضاد لا هدف له غير التشكيك، وعندما يجد أمثال هؤلاء الصحافيين من زعامات المعارضة من يسودون لهم صحائفهم بالسيئ من القول في حق الانتخابات وحق الحكومة، فإن النتيجة ستكون معلومة، فهلاَّ تحسبت مفوضية الانتخابات لهذه القضايا، وهلاَّ تحسبت الأجهزة الأمنية للمؤامرات التي تُحاك هذه الأيام لإبطال الانتخابات وإفشالها..؟
                  

العنوان الكاتب Date
اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-13-10, 11:01 AM
  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-13-10, 11:12 AM
    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-13-10, 11:22 AM
      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-13-10, 11:35 AM
        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-13-10, 02:53 PM
          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-13-10, 02:56 PM
            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-14-10, 04:22 AM
            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-14-10, 04:31 AM
              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-14-10, 04:41 AM
                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-14-10, 05:06 AM
                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-14-10, 05:45 AM
                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الصادق خليفة04-14-10, 06:28 AM
                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-14-10, 06:33 AM
                      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-14-10, 10:18 AM
                        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-15-10, 04:46 AM
                          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-15-10, 03:42 PM
                            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-15-10, 04:00 PM
                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا وليد محمود04-15-10, 04:11 PM
                                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-17-10, 09:57 AM
                                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-17-10, 07:53 PM
                                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-17-10, 09:04 PM
                                      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-18-10, 04:36 AM
                                        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-18-10, 09:20 PM
                                          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-19-10, 05:25 AM
                                            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-19-10, 07:19 AM
                                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-19-10, 01:30 PM
                                                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-20-10, 04:24 AM
                                                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-20-10, 04:56 AM
                                                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-20-10, 07:17 AM
                                                      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-20-10, 07:54 AM
                                                        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-20-10, 08:06 PM
                                                          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-21-10, 04:11 AM
                                                            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-21-10, 04:54 AM
                                                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-21-10, 04:45 PM
                                                                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-22-10, 04:39 AM
                                                                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-22-10, 07:16 AM
                                                                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-22-10, 07:27 AM
                                                                      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-23-10, 08:35 AM
                                                                        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-23-10, 09:34 AM
                                                                          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-23-10, 09:45 AM
                                                                            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-23-10, 10:08 AM
                                                                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-23-10, 10:19 AM
                                                                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-23-10, 10:22 AM
                                                                                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-23-10, 09:23 PM
                                                                                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-23-10, 09:27 PM
                                                                                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-24-10, 08:19 PM
                                                                                      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-25-10, 04:54 AM
                                                                                        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-25-10, 09:23 PM
                                                                                          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-26-10, 04:11 AM
                                                                                            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-26-10, 05:22 AM
                                                                                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-26-10, 06:54 AM
                                                                                                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-26-10, 07:30 AM
                                                                                                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-26-10, 11:28 AM
                                                                                                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-26-10, 09:52 PM
                                                                                                      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-27-10, 04:24 AM
                                                                                                        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-27-10, 04:31 AM
                                                                                                          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-27-10, 05:22 AM
                                                                                                            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-28-10, 04:56 AM
                                                                                                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-28-10, 09:00 AM
                                                                                                                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-28-10, 11:25 AM
                                                                                                                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-28-10, 08:29 PM
                                                                                                                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-28-10, 09:16 PM
                                                                                                                      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-29-10, 04:29 AM
                                                                                                                        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-29-10, 05:26 AM
                                                                                                                          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا Hani Arabi Mohamed04-29-10, 08:48 AM
                                                                                                                            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-29-10, 09:32 PM
                                                                                                                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-29-10, 09:44 PM
                                                                                                                                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك04-29-10, 09:55 PM
                                                                                                                                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-01-10, 06:25 PM
                                                                                                                                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-02-10, 05:47 AM
                                                                                                                                      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-02-10, 07:44 AM
                                                                                                                                        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-02-10, 05:04 PM
                                                                                                                                          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-03-10, 08:39 AM
                                                                                                                                            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-03-10, 03:56 PM
                                                                                                                                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-03-10, 10:27 PM
                                                                                                                                                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-04-10, 06:10 AM
                                                                                                                                                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-04-10, 06:55 AM
                                                                                                                                                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-04-10, 10:45 AM
                                                                                                                                                      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-05-10, 09:30 AM
                                                                                                                                                        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-05-10, 11:23 AM
                                                                                                                                                          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-06-10, 06:50 AM
                                                                                                                                                            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-09-10, 04:48 AM
                                                                                                                                                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-09-10, 09:29 AM
                                                                                                                                                                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-09-10, 09:04 PM
                                                                                                                                                                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-09-10, 09:28 PM
                                                                                                                                                                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-09-10, 09:49 PM
                                                                                                                                                                      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-10-10, 09:36 AM
                                                                                                                                                                        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-11-10, 04:21 AM
                                                                                                                                                                          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-11-10, 04:31 AM
                                                                                                                                                                            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-11-10, 09:05 PM
                                                                                                                                                                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-11-10, 10:18 PM
                                                                                                                                                                                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-12-10, 09:14 AM
                                                                                                                                                                                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-12-10, 10:43 AM
                                                                                                                                                                                    Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-14-10, 00:17 AM
                                                                                                                                                                                      Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-14-10, 02:52 PM
                                                                                                                                                                                        Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-14-10, 04:12 PM
                                                                                                                                                                                          Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-16-10, 09:10 AM
                                                                                                                                                                                            Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-17-10, 05:11 AM
                                                                                                                                                                                              Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-18-10, 11:13 AM
                                                                                                                                                                                                Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-18-10, 11:18 AM
                                                                                                                                                                                                  Re: اهم ما كتب عن انتخابات السودان 2010 ...المزورة ...اقرا الكيك05-18-10, 09:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de