وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 04:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-12-2008, 11:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى (Re: الكيك)

    الأب فيليب عباس غبوش: لن نبكيك لأنك أمة خالدة

    د. قندول إبراهيم قندول
    [email protected]

    في يوم الأحد الموافق 3 شباط (فبراير) 2008م غابت الشمس وإنطفأت منارة من منارات نصرة أهل السُّودان عامة والمهمشون خاصة برحيل الأب والمربي والثائر العظيم فيليب عباس غبوش فبكت الأمة حُزناً وأذرفت العيون الدموع مدراراً إنتحاباً بفقد هذا العلم وآيةً النضال الوطني من أجل الحرية والعدالة الإجتماعيَّة والمساواة في المواطنة. لم لا فلقد إختطفته المنيَّةُ يوم الأحد وهو نفس اليوم الذي ودَّع فيه السُّودان والنُّوبة علماً وركناً من أركان نضالهم وهو الشهيد محمَّد جمعة نايل في كانون الأول (ديسمبر) 2004م. فالشهيد جمعة كان قائداً مغواراً فهو الذي إنتصر جنده في معركة تُلشي الشهيرة بجِّبال النُّوبة في أروع ما يكون الإستبسال. نذكر هذين البطلين للربط بينهما نسلاً. فالإثنان ينحدران من قرية حجر السُّلطان بجِّبال النُّوبة وهما سليل السُّلطان عجبنا الذي كتب تأريخاً وطنيَّاً ناسعاً للنُّوبة وللسُّودان ضد الإستعمار البريطاني – المصري. نعم إختطف الموت غبوش دون سابق وعدٍ بلقاء الرفيق الأعلى وإن العيون الدامعة والقلوب الحزينة لن تفي ما قدَّمته حجر السُّلطان الولودة للأشاوس من الرِّجال، ثُمَّ أن تلك الدموع لن تفي أيضاً بتضحيات هذين الرجلين. فإن نبكي الراحل غبوش فإننا نتذكَّر إنساناً ذهب عنا جسداً بلا عودة ولكنه باقٍ فينا ومعنا وجداناً وكما ترك كنزاً من كنوز النِّضال. ترك الأب غبوش الرؤية والرسالة الواضحة أنَّ هذا السُّودان لجميع السُّودانيين بمللهم المتنوعة والمتنازعة عرقيَّاً ودينيَّاً، وإنَّ هذه المصارعة ما هي إلا من صناعة الساسة السُّذج الذين لا يريدون للسُّودان التقدم والإزدهار، إذ لخص رسالته في بسملة "الله والوطن" غير تلك يتلفظها المنافقون حينما يحيون ويخاطبون الناَّس "باسم الشَّعب". أي بمعنى آخر الدين لله والوطن للجميع. إذ في الله يلتقي الجميع تعبداً وعبادةً لأن فيها تمتزج القيم الإنسانيَّة وتكتمل الروحنيَّات التي يحتاجها الإنسان لإصلاح حياته ومماته وللنجاة في آخرته يوم يلقى ربه فرداً: وذلك من خشيى ربه؛ وأن الوطن يشمل الجميع دون تمييز وأن في "الشَّعب" الجزئية التفضيليَّة وكما في الوطن الأهداف والمصالح المشتركة التي تدعو العباد إلى التعايش السلمي العام لتحقيق الرغبات، وفي الوطن أيضاً تختلط دماء النَّاس ليرزقهم الله من فضله وليقرضهم بالعدل والإحسان. لهذه القيم الإنسانيَّة والعدالة الإجتماعيَّة عاش غبوش ومات وقد حكم السُّودان بفكره ورؤيته لتكوين سُّوداناً جديداً موحداً فيه يجب أن تتغير مفاهيم أحاديَّة الثقافة ليعمه مبدأ قبول التعددية الثقافيَّة، أراده سُّوداناً تتلاشى فيه الإستعلاء العرقي والديني، وتتوفر فيه الحريات الأساسيَّة للفرد والجماعة.

    فلقد كان الأب غبوش ثابت المواقف، حفيظاً للحق بقوة العزيمة والشكيمة، وكان حاذقاً ذكيّّأً وقوراً وشجاعاً لا يخشى في قول الحق لومة لائمٍ ولا إستبداد اللئيمٍ. كانت قوته وشجاعته مقرونتان بالتواضع والظرافة الماكرة والنكتة الذكية في الإسترسال الرمزي تبسيطاً لتوصيل القضية والمعاني النبيلة لكل أهل السُّودان رغم التشويش المقصود وغير المقصود على رسائله. فالعزيمة والذكاء والوقار والتواضع التي تمتع بها غبوش من صفات الرجِّال العظام، وإن القدرة على قراءة مجريات الأمور وتحليلها ثُمَّ النظر إلى المستقبل من أنبل خصاله. ولا ريب فقد كان إنشغاله بهموم أهل السُّودان أكبر همه من إنشغاله بصاحبته "أم المهمشين وأم النُّوبة" – الأم نرجس – وكما غاب وتغيَّب عن بنيه في سبيل تحقيق الغايات النبيلة، فلنيلها إعتلى قمم الصعاب مكرَّساً حياته إلى آخر لحظة في خدمة المستضعفين الذين إستدار وتولى عنهم ذوو البأس والقوة. فالأب غبوش من أعف أبناء السُّودان لساناً وأطهرهم يداً، فلم تنال يده مالاً عاماً يغتنمه بغير حق ولم يستغل أحداً باية صورة من صور الإستغلال، ولم ينتزع حق مظلومٍ بدهاءٍ ومكرٍ أو خلسة ليستثري به نفسه، لذا مات وهو فقير فلم يملك في هذه الحياة سيَّارةً ولم يكتنز جنيهاً أو ديناراً ولم يمتلك منزلاً قط غير ثراه الذي إختار أن يكون بحجر السُّلطان - مسقط رأسه - حيث الأرض الوفيرة دون قيود أو ثمن يُدفع.

    غبوش، تكمن عظمته في مواقفه النضاليَّة ضد الظلم والقهر ومناهضة ممارسة العنصريَّة المعكوسة بواسطة الأنظمة القمعيَّة التي توالت على حكم السُّودان. تلك العنصريَّة ألبسته إياها أجهزة الدولة الثرثارة والمغرضة. فلقد إتهمه بعض قادة تلك الحكومات مراتٍ عديدة بالقيام بمؤامراتٍ أفريقيَّة عنصريَّة لقلب الأنظمة الإنقلابيَّة العنصريَّة والإسلاموعروبيَّة مع أن أهل تلك الأجهزة إنقلابيون وهم كذلك عنصريون. لقد جلست أنا والدكتور أحمد عبد الرحمن والمهندس محمَّد بطران إلى الأب غبوش يوماً لنهنئه بمناسبة خروجه بسلامٍ من سجن حكومة الدكتور الجزولي دفع الله الذي إتهمه بالقيام بمؤامرة عنصريَّة في سبتمبر من العام 1985م حيث كنا في مجلسنا ذاك شباباً غاضبون أشد الغضب على الأسباب الواهية لإعتقال وحبس الأب غبوش ومن كان معه. سألنا هذا الشيخ الكهل الذي أتعبه السجن والسجَّان، وكان سؤالنا عن إستراتيجيَّة الحزب القومي السُّوداني بعد النكبة وتلك النكسة الموقوتة. إستفسرناه أنْ: يا أبتاه، ما العمل بعد هذه الخطوب وما هو موقفه هو من الإنتخابات وكيف يستطيع الحزب خوض هذه العمليَّة الأنتخابيَّة التي كانت وقتئذٍ على الأبواب بعدما وقع على جماهير الحزب اليأس وقت حبسك وبلغ بهم التيه مبلغاً؟ رد الأب غبوش بقوته وصراحته المعهودة إن كنتم تسألون عن مالٍ للدعاية الإنتخابيَّة فإنصرفوا عني فليس لي مال فإني لا أملك من الشعب السُّوداني غير إرادته في الإختيار عن طريق صناديق الإقتراع وكما ليس لأحدٍ عليَّ من حقٍ وإني لمُنازِل الخصماء ها هنا في الخرطوم وليس في جِّبال النُّوبة أو ربك أو إمتداد الصحافة في إشارة للدائرتين التي ترشح فيهما الصادق المهدي وحسن الترابي؛ على التوالي. قالها غبوش قولة الواثق بخيار الشَّعب والمؤمن بحب وطنه وقومه وموقن بحبهم له وبإنه سيفوز بأية دائرة في عاصمة البلاد (مجمع كل السُّودان) لكيما يثبت للنَّاس أنه برئ من العنصريَّة وإنه مِلكٌ لجميع السُّودانيين وبذاك يكون قد إغتسل درن إتهامه بالعنصريَّة. كان الأب غبوش مُحِقاً في تصريحه ذاك لأن نبوءته قد تحققت حينما فاز بدائرة الحاج يوسف بالخرطوم بحري، إحدى رؤوس العاصمة المثلثة على من كانوا أكثر منه إنفاقاً وأوفر ظناً أنهم أحسن منه حظاً ولكن إرادة الشَّعب كانت هي الأقوى وكانت هي الأعلى..... وصدَّقنا الرؤيا التي حدثنا عنها الأب الجليل.

    فإن نبكي غبوشاً فإننا ننتحب شخصاً لعب دوراً رئيساً في النهوض بقضية المهمشين معالجةً لسرطان التهميش منذ زمن باكر في حياته حيث كان من الرعيل الأول الذي نهض، فكان عضواً وقياديَّاً بارزاً في الكتلة السوداء التي كوَّنها الدكتور محمَّد آدم أدهم، وهو الذي خلق مع نُخبة متميزة إتحاد عام جِّبال النُّوبة الذي لم تنحصر عضويته على النُّوبة فقط كما يتبادر إلى الأذهان من الإسم أو كما يشيعه النَّاس ويتوهم غيرهم، ثُمَّ ترأس زعامة تكتل الأحزاب الأفريقيَّة وهو أيضاً مؤسس ورئيس الحزب القومي السُّوداني ونيابة الشهيد حسن علي الماحي من قبيلة الهواوير العربيَّة معللاً عمليَّاً أنه ليس بعنصري. فمن مدرسة غبوش النضالية والسياسيَّة تخَّرج الكثير وكما تشبعت من فكره أجيالٌ لا سيما قادة بارزين وجياد في الحركة الشعبيَّة والجيش الشعبي لتحرير السُّودان، فقد كان أباً روحيًّاً للراحل المقيم الدكتور جون قرنق وللأستاذ الشهيد يوسف كوه مكي ومن الأحياء بينهم أيضاً الفريق عبد العزيز آدم الحلو واللواء دانيال كودي وكثيرٌ من السياسيين العظام منهم من إلتقت رؤاهم مع غبوش ومنهم من إختلفت رؤاهم في كيفيَّة تجسيد وتحقيق تلك الرؤى. ومن داخل البرلمان نادى الأب غبوش مطالباً بلا مركزية إدارة السُّودان، ثُمَّ كان هو الشخص الوحيد الذي وقف نداً غشيماً متحديَّاً ندءات ومراوغات الدكتور حسن الترابي حينما أراد الأخير "فرض" الدستور الإسلامي – عن جبهة الميثاق الإسلامي - على السُّودان من داخل البرلمان خصماً على حقوق الأقليات الدينيَّة من المسيحيين وغيرهم في حكم البلاد مهما بلغوا من الكفاءة والقدرة والأمانة والعدل. وكانت فطنته وكان حذقه ونضوجه السياسي في تناول قضايا الوطن السياسيَّة والإجتماعيَّة بالظرافة الممتعة مصدر إستهزاء البرلمانيين القُصَّر في عهد الديمقراطيَّة الثالثة حينما نعتته ثُلة من المشرعين الجدد في البرلمان "بالسياسي المشاغب" وهذا لفظٌ لا يليق بالبرلمانيين وصُناع الشرائع والقوانين والدستور. وصفوه بذلك لأنه نطق بالحق نيابة عن المهمشين وكراهة للتهميش وهو فوق كل ذلك كان أكثرهم تجربة سياسيَّاً، إجتماعيَّاً ولربما أتقاهم دينيَّاً. ولكن كما هو معلوم، في السُّودان كثيراً ما يركن السياسيون إلي المشاكسة والشغب في قاعات مجالس الشعب بدلاً من المناقشة الهادفة إلا أنَّ غبوشاً لم يلتفت إليهم أو إلى تلك الفوضي غير المسؤولة إلى أن إنتقل إلى جوار ربه ولن نبكيه كثيراً لأنه أمة خالدة في الوجدان.

    اللهم أغفر لفيليب عباس غبوش وأرحمه رحمة واسعة واسكنه فسيح جنانك. اللهم ألهم أسرته وجماهيره الصبر الجميل، وبرحمتك الواسعه أفض على قلوب أعدائه نعمة المحبة ونبذ الكراهية وإهديهم الصراط المستقيم. آمين

    عن سودانايل
                  

العنوان الكاتب Date
وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى الكيك02-07-08, 08:58 AM
  Re: وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى الكيك02-07-08, 09:06 AM
  Re: وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى Yasir Elsharif02-07-08, 09:18 AM
    Re: وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى الكيك02-07-08, 10:30 AM
  Re: وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى الكيك02-07-08, 10:46 AM
    Re: وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى الكيك02-10-08, 06:11 AM
  Re: وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى الكيك02-12-08, 11:34 AM
    Re: وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى Bushra Elfadil02-12-08, 01:12 PM
      Re: وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى الكيك02-28-08, 06:20 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de