|
Re: وداعا فيليب غبوش ... نصير المهمشين ...الذى حاصر الترابى ومشروع الدستور الاسلامى (Re: الكيك)
|
الرجل ذو الشعر الأبيض الى مثواه الأخير
الأب غبوش ... ابتسامة لم تكتمل ونكتة لم تقال
ضياء الدين بلال [email protected] تقاطرت الدموع تحت أشعة الشمس،لتمتزج بمرثيات نساء قبيلة "أما" بجبال النوبة، وهن يرثين الاب فيليب عباس غبوش بميدان ود البشير بأمدرمان عصر أمس، بعد وصول جثمانه من العاصمة البريطانية لندن،التي ذهب اليها للعلاج وعاد منها الى أم درمان داخل صندوق محفوف بالزهور،ومرصع بالحزن ،حزن لم يفرق بين الحلفاء والاعداء،فالأب فيليب كما تحدث المتحدثون: كان حريصاً على مد الجسور مع الجميع،مهما تباعدت المواقف،متخذاً من روحه المرحة،ومقدرته على صناعة النكتة وعقد المفارقات اسلوباً دائماً لحفظ صلات الود مع الجميع.
حضور مقدر شهد حفل تأبين الراحل غبوش،بعضهم استظل بالصيوان المنصوب،والاغلبية ظلت تحت أشعة الشمس،تستمع لكلمات المتحدثين،وهي تروي تاريخ الرجل وتنفي عنه اتهامات العنصرية،كانت كلمات ابنه يوسف ترسل دعوات السلام والمحبة،كانت كلماته معبرة،قالها: (خلاص كفاية دشمان)..مولانا أبيل الير خرج عصرية أمس عن صمته المطبق، وتحدث عن فيليب وأيام وذكريات البرلمان في منتصف الالفية الماضية، وعن التقارب والالتقاء بينهما. اللواء جوزيف لاقو تحدث عن صلته بالراحل منذ أيام الانانيا والمناقشات التي كانت تتم بينهما كيف اختلفا وأين التقيا. اللواء نايل ايدام تحدث عن المدرسة السياسية للراحل وعن اخلاصه لوطنه ولجبال النوبة وعن اهتمامه بالمساكين وضعاف الحال.
ياسر عرمان روى مقتطفات من سيرة العلاقة التى ربطت بين فيليب والحركة الشعبية، ودور النوبة في تاريخ السودان وداخل الحركة الشعبية وقال : ( من هو أقدم من الشعوب النوبية فى بلادنا التي ينتمي لها الجميع بصلات الدم والقربى والتاريخ والعيش المشترك، ربما يكون نهر النيل نفسه لا غيره. وهذه حقيقة من حقائق الانصاف والمصالحة الوطنية التامة والشاملة) .
باقان أموم تحدث عن لقاءاته الاخيرة بفيليب في منزله المتواضع بحي البوستة بأم درمان ،وعن روحه المرحة التي يقابل بها الازمات. ووصف باقان فيليب بأنه الاب الروحي للراحل قرنق، وأنهم احفاد فيليب طالما أنهم (أولاد قرنق) كما يوصفون.
السيد الامين حمودة الرجل الثاني في الحزب القومي السوداني تحدث حديثاً مستفيضاً عن فيليب منذ الصبا الى مماته، ونفى عنه صفة العنصرية. وقال إنه يحب كل السودانيين ، وقال انه لا يملك المنزل الذي ظل يسكنه لأكثر من نصف قرن،ولا يملك قطعة أرض في كل السودان سوى القبر الذي سيوارى بثراه،وقال ان فيليب رغم انه مسيحي وقس إلا انه كان يفرش سجادات الصلاة للمسلمين من أعضاء حزبه،وتقوم زوجته الام نرجس باعداد افطارات رمضان.
انتهى حفل التأبين، والمرثيات تبكي الراحل فيليب ودموع الرجال والنساء ترسل دعوات الغفران للرجل ذي الشعر الابيض،الذي غادر الحياة ،وعلى وجهه ابتسامة لم تكتمل وفى فمه نكتة لم تقال.
|
|
|
|
|
|
|
|
|