لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 08:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة وليد الطيب ال قسم السيد(waleed500)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-05-2005, 10:18 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: Sabri Elshareef)

    العزيز وليد

    قرأت هذا البوست وقررت اعادة قراءته ... مرات بعد ان ينعدل المزاج.

    وانا اقرأ فيه تذكرت مقالاً احتفظت به قبل ثلاثة اعوام, أهديه لك بمناسبة العيد لانك تستحق
    واهديه للقراء الاعزاء
    ولك الود ولهم
    في الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر (صلاح أحمد ابراهيم)
    رجل واحد شجاع يساوي أغلبية



    أعرف رئيسا أغني من بلاده ، ببساطة لانه هو الذي نهبها وأنهبها ، أعرف نصابا لقبه فخامة الرئيس وعمله الحقيقي كوموسنجي .. أعرف بلادا غنية بما يدهش ، يطمع في ثرواتها البعيد والقريب وتستجدي.
    صلاح أحمد ابراهيم
    من تمهيد لقصيدته في مجاعة 1983م
    المكان مقهى جورج الخامس في جادة الشانزليزية صباح الأحد.. أخرج من نفق القطار في الجهة القريبة للمقهى واخطو نحو الشاعر .. أبصر بوضوح طيف ابتسامته الوضيئة يلوح عبر الزجاج وعلى الطاولة أمامه صحيفته وغليونه ونظارته وفنجان القهوة .. قبل أن يكمل الشاعر كلمات السلام يقرأ في عيوني السؤال عن سر الابتسامة.
    تعرف ماذا تذكرت وانا أراك تقبل نحوي من مخرج المترو .. كان ذاك في العام 1965 في اليوم الذي أعلن فيه نظام الرئيس المصري جمال عبد الناصر قرار الحكم بالأعدام على المفكر والشاعر سيد قطب ، كانت في قلب الخرطوم مظاهرتين ،احدهما ناحية ميدان الأمم المتحدة تدلف إلى المحطة الوسطى ترفع شعارات الحزب الشيوعي وراياته وتهتف رافضة التدخل في قرار عبد الناصر ، والمظاهرة الأخرى تمضي في الاتجاه المقابل يقودها الأخوان المسلمون ترفض قرار الحكم وتندد به ، كنت حينها موظفا بوزارة المالية ، خرجت بسيارتي لأحضر أخي من مكان وراء السوق العربي وفوجئنا بالمظاهرتين .. أخي بادرني .. أعمل حسابك .. سألته على الفور من من ؟! أجابني على الفور من الأثنين معا..
    جلجلت ضحكة الشاعر واستغرقت معه في الضحك قبل أن أخرجه من ذكرياته بسؤالي .. ألا تراني إلا أخا مسلما .. ألم تسمع قول الشاعر محمود درويش "الايدولوجيا مهنة البوليس" .. يسارع الشاعر نافيا .. لا لا أبدا .. الانتماء لا عيب فيه لكني تذكرت هذه القصة لأن التجربة جعلتني ادرك بوضوح أن الناس ( الكويسين) في الاحزاب دائما يكونون الضحية ويدفعون ثمن الأخطاء التى ارتكبها غيرهم من أعضاء الحزب.. اقول ذلك وأنا اتذكر أنبل الاسماء في تجربة الحزب الشيوعي .. شيبون والشفيع وجوزيف قرنق وآخرين .. وأذكر أيضا اسماء الذين اقترفوا الأخطاء والجرائم واعرف كيف دفع الثمن .
    عندما عرفنا الشاعر صلاح أحمد ابراهيم في النصف الثاني من العقد الثمانين وانتظمت لقاءاتنا معه ، وبعد سنوات من النفي والمكابدة والتشريد ، ثم سنوات من الاستقرار ورخاء الحال في العاصمة الفرنسية الودودة المعطاءة ، وبعد زوال الدكتاتور وسقوط حكمه ونهاية عهده ، وأيضا بعد سنوات من عودة الحرب إلى الجنوب واشتداد أوارها ، وبعد تسلم الاحزاب السلطة بقيادة الحزبان الكبيران وقد ملاواجميعا ساحة السياسة . لكن ذكريات دكتاتور مايو كانت ما تزال ماثلة قريبة حيه في عيون الشاعر ، بل وفي قرارات الساحة الحزبية تعقد علاقاتها وتبسط وقعها على جملة مواقفها ومداولاتها ، كان أخشى ما يخشاه الشاعر أن يرى السودان وقد انشطر جزئين أو مزقت اقطاره اشلاء من أقاليم ودويلات .. يستعيد الشاعر ذكرياته القريبة ويعود فزعا من صورة الحاضر : تعرف يا محبوب أيام نميرى كانت لي مدافع أوجهها نحوه يوميا من سريري في باريس كل ليلة قبل أن يغصبني النوم وتكف عنه القصف والردى .. أما اليوم فكل ما أتمناه أن أموت قبل أرى السودان ممزقا . ولم تكن مدافعه التى لا تنفد ذخيرتها سوى قصائده في مواجهة الطغيان:
    تحج مرارا وللمسلم الحج مرة
    ترى أي شئ بمكه سٌره
    سوى غسل استارها ومناسك عمرة
    أم ان الذنوب كثار فهو يغسلها مرة بعد مرة
    بعلق على قرار الرئيس نميرى الذي حدد فيه الحج بمرة واحدة لكل مواطن ثم سافر هو للحج .. وقوله
    شعبك الجائع يرجوك ومن حولك في الخرطوم يرجون استفادة
    عقموا جهلا وعادة
    واحابيل معادة
    وخيانات عهود لم تصر بعد مبادة
    كن مع الشعب فإن الحكم في الآخر للتاريخ
    والفعل شهادة
    ثم حدائه الشجي بالعامية السودانية في قصائد الدوباي الفريدة في عقده الفريد الذي سماه (محاكمة الشاعر للسلطان الجائر).
    قلبي مع الشهيد تحت التراب دافنونو
    وقلبي مع السجين بين الجدر حابسنو
    وقلبي مع المواطن الحر أذى ملاحقنو
    ديل سودانا والباقين يمين ما منو
    ثم حكمته الخالدة من شعر الحكمة العميق :
    الشعب يقول أنا فرد فلتتركني لهموم القوت
    والفرد يقول انا الشعب من خالف سقت إليه الموت
    فأربح مالا
    كن محتالا
    تزهو بمديح سجاياك الأيام


    -2-
    أحكي للشاعر : عدت قبل يومين من العاصمة السويسرية وقابلت صديقك السفير فلان وهو يقرئك السلام.. يسرح الشاعر بعيدا واستطرد أنا في قصتى .. هو يعتقد أنك تجد عليه بسبب المعارك التى دارت على مقعد وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية الذى ترك لنقابة الدبلوماسيين ، هو يقول أنه لم يرشح السفير ابراهيم طه أيوب ولكنه قرار النقابة ، ولكنك قابلته بعد السنوات الطوال في مدخل الوزارة وفتح ذراعيه للسلام ولكنك مددت له يدا باردة ، بل إنك سحبت على المك ولم تتح له حتى أن يكمل سلامه .. يعود الشاعر من سرحته واطراف نظارته ما تزال على أطراف اسنانه .. كان ينبغي أن تذكره بأني مش بتاع وزارات ، وأن يتذكر هو أنه منذ افتراقنا لم أسمع منه كلمة سلام حتى ، لو أنه كتب بطاقة بريدية في اى عيد أو مناسبة وأرسلها من أي مكان فيه خارج السودان أو حتى داخله ، لن يدخل النميرى في صندوق البريد ويقرأ الرسالة . ضحكت لملاحظة الشاعر وقلت .. بالمناسبة أنا اقترحت عليه أن يكتب إليك رسالة أحملها معي ويزيل فيها أسباب سؤ الفهم لكنه رفض بشدة وقال لا أحد يتورط ويكتب بخط يده لصلاح أحمد ابراهيم يأخي ده قال عن نميرى (بغل طغي فيه نسل الحمار) . أضحك ويضحك الشاعر ويستطرد .. لا أبدا لا يمكن أن يحدث شئ من هذا ، الموضوع بسيط هم يعلمون جميعا أنني استقلت من وزارة الخارجية وتركت السفارة في ظروف رهيبة بلا أي ضمانات وركبت المجهول ، ذلك أن النظام بلغ حدا من السفر لا يقبل معه بشر مسؤول أن يرتبط معه بأى نوع من أنواع الارتباط مهما يكن ضئيلا أو رمزيا ، نعم آثروا الوظيفة والاستمرار فيها وهذا قرارهم وهم احرار، لكن حد أدني من الصلة الانسانية من ابداء المشاعر حتى على النحو الذى وصفت لم يكن ليضرهم ويؤكد أن بين الناس أصول تنمحي في ظروف . والله يا محبوب كنت اسكن في غرفة في الطابق السادس قريبة من الحي اللاتيني ومن شدة بردها اخرج احيانا اتدفأ قليلا في الشارع واعود في الهزيع الاخير من الليل .. والله مرة عملت ملاح (تقلية) من (شرموط) ارسلته لي اختنا (حياة الدليل) زوجة على المك ولم اجد ثمن (البانكيك) الذي يؤكل به (يقصد الخبز الفرنسي المعروف الزهيد الثمن) .. أواسي الشاعر بكلماته :
    الجوع والفقر واليد المقتالة
    ليهم المال يشترون بالمال كل الحثالة
    وانت وحدك في غابة من عداك
    ما ضر لو ان واحدا قد حماك
    يطرب الشاعر لكلماته : نعم والله لكن أين وجدت هذه القصيدة؟! أو جزئها بين أوراقك ذلك اليوم في بيتك ونحن نبحث عن فواتير الدواء .
    يبتسم الشاعر ويتذكر مطلع القصيدة :
    السيف أطول منك وأنت تعرف ذاك
    والسيف أثقل مما تسطيعه ساعداك
    حملته وتصديت
    القلب ثابت كالحديد المصفد
    والعقل خائف بين بين




    -3-
    كان صلاح أحمد ابراهيم قد واجه الموقف المعقد بين المبادئ والمصالح، صحيح انه ليس عضوا في الحزب الشيوعي ، بل إنه مامن مثقف أو مبدع سوداني استطاع أن يقف بصلابه وضراوة وشراسة وشجاعة أمام غلواء الشيوعيين في سنوات العقد الستين كما فعل صلاح ، وحده الذي اطلق على نفسه عبارة الكاتب الامبركي (اميرسون) ( رجل واحد شجاع يساوي اغلبية ) وهو يواجه وحدة حملة عاتية شرسه ضد رموز الحزب الشيوعي السوداني وجملة الذين يمشون في تياره من الكتاب والشعراء والمثفقين رغبا ورهبا في سطوة الحزب الجبان يومئذ خاصة في ساحة الابداع والمبدعين والثقافة والمثقفين . كما ان الناس الي حين حدوث الأزمة داخل الحزب في أول العقد السبعين والازمة بين الحزب ونظام مايو ما يزالون يرون معارك الشاعر وقصائده ومقالاته ضد الشيوعيين : مقدمة ديوان غضبة الهبباي التى محضها كلها في هجاء أممي للحزب الأممي ، قصيدة( أنانسي) في هجاء (عبد الخالق محجوب) وهو الذي يحظي باحترام كبير على امتداد الساحة السودانية والافريقية والعربية فضلا عن العالمية ، مساجلات شهيرة مع المثقفين الكبار في الحزب(محمد مصطفي المكي) (البقادي) ومقالاته التى رسخت في سجل الابداع الصحفي السوداني (الكلام عا اللون) ، كل ذلك على طريقة (صلاح) في خوض المعارك التى وصفها واحسن وصفها في رثائه لصديقه الأعز د. على المك) .. وكنت تراني الشجاع الذي وحده بشجاعته شكل اغلبية. . وكنت تراني تحديت حتى كأن مقالي سرية) ، نعم بين صلاح وبين الشيوعيين ما بينهم ولكن امام اعدام (النميرى) لصديقه قبل ان يكون صهره (الشفيع أحمد الشيخ) والبلوى التى أصابت اسرته كلها من جراء مايو ووجدت تعبيرها الأتم في مشهورات قصائده وفي (أعقاب الفتنه) وقصيدة (نحن والردي) من عيون المراثي في طغيان النظام (المايوي) وهو بعد في منصبه سفيرا للنظام في الجزائر .. يقول (صلاح) ان وضع الأمر برمته امام شقيقته (فاطمة أحمد ابراهيم ) أشد المعنيين بالمحنة فهي زوجة الشفيع أحمد الشيخ وعضو اللجنة المركزية للحزب ، إلا أن فاطمة وبقية الآسرة والاصدقاء قد اجمعوا على نصحة بالبقاء في منصبه والا يتقدم باستقالته لآن ظرف المحنة الدقيق وشدة وقعها يحتاج لمركز دعم من داخل الاسرة ولوكان سفيرا للنظام الذي اقترف الفظائع . ولكن الاشياء تاتي لخواتمها مع الطغاة .. يقول صلاح : سافرت إلى غانا بطلب من وزارة الخارجية ووجدت نفسي ضمن عدد كبير من وزراء مايو وسفرائها بصحبة الرئيس نميرى ، جاء النميرى على خير حال تصحبه فظاظة لا تضاهى وهو يتوسط مرؤسيه وفيهم حملة الدكتوارة والشهادات العليا وأهل الثقافة والعلم والخبرة ، أى الوسط الذى يعشق اذلاله على نحو خاص يرضى تواضعه وجنوحه .. نظر نميرى لصلاح وقبض اصابعه إلى كفه (نحن أولاد حنتوب بنتضامن كدة مش كدة يا صلاح) ، وصلاح ينظر تتنازعه نوازع شقي ،ان كيف يفشّ غيظه وقد فاض به ، أحد الوزراء تشاطر وبادر الرئيس المنسى اصلا . ياريس انت عندك نقطة ضعف تجاه حنتوب ، رد عليه النميرى فورا نقطة ضعف ايه يا غبي قول نقطة قوة . وخرج الرئيس وهو ينادي الرحمة الرحمة .. ومن ذلك الصباح وفي ليل العاصمة الأفريقية استومي كتب صلاح قصيدته الجميلة :
    الرحمة .. تكورك في العواصم والعمايل كعبة
    الرحمة قايل رب العالمين منك بتاخدو رهبة
    ثم استقال (صلاح) استقالته المدوية من وزارة الخارجية وتبنى مواقفه الحقيقية واسترتيجية جديدة بالكامل ، ان الطغاة لا يجدي معه إلا التصدي الواضح والتقديم المباشر العنيف الذي لا يستعمل الكنايات والتوريات ولكنه ينظر لأم عين الفرعون ويشير إلى عريه ويفضحه للناس ويصف فساده وتهافته ويسبه بالكلام الفصيح بلا إنة ولا تأتاة بما يذهب خوفه ورهبته من القلوب و لاتبفي لا المنافقة أما الاحترام فقد مضى إلى غير رجعه.


    -4-
    أنظر إلى القطعة السوداء في صندوق الهدايا الانيق ، القطعة السوداء داكنة السواد لا تشبة الياقوت ولا الاحجار الكريمة أو غير الكريمة مما يوضع عادة في مثل هذه العلب الجميلة ، القطعة السوداء اعرف منها وأنكر, واخيرا أسأل الشاعر :
    ماهذا الشئ الأسود في العلبة الانيقة ؟
    وانت ماذا تراها تشبه ؟ يجيب الشاعر سؤالي بسؤالي.
    لا تشبة إلا قطعة من طين البحر كأنها اخذت من شاطئ ابروف.
    احاول انا إغاظة الشاعر
    أيوة والله نعم مثل (القٌريبة) (يقصد نوع الكعك الذى نطلق عليه هذا الاسم في السودان وفي بلاد اخرى كذلك)
    نعم هي قطعة من طين النيل اخذ الشاعر من تلك النواحي في امدرمان ووضعها محتفيا بها في الصندوق الانيق في صدر صالون بيته تعبيرا يرمز لحبه الكبير لتلك الأرض بترابها وعواصفها واعاصيرها وماءها وطينها وزرعها وضرعها وخاصة سماءها ونيلها وعلاقاتهما المتشابكة في جمال لاينتهي.
    شوف السما النزلت وعامت في البحر
    أو الوصف الذي سارت به ركائب السودانيين وغناه وردي : (زي سيف مجوهر في النجوم من غير نظام ) لكن كذلك بحلوها ومرها وهل هنالك غير (صلاح أحمد ابراهيم) شاعر يقول ..
    ما شين ودشن وهظارو خشن
    بسموم وسوافي وحر سيافي وكلمة مافي
    وتسأل شن الحبب فيهو
    الحب في ذاتو مبرر كافي

    تلك الأبيات المؤثرة التي سبق لي أن ذكرتها في احد الحوليات التي أكتبها كل عام في ذكرى وفاة الشاعر وأخذها شبان عقد الجلاد مني بعد أن استدعت روحهم الفنانة وغنوها غناءً سودانيا جميلا فلهم التحية حيثما كانوا وكيف ما هم .
    نعم كثير من الشعراء أحبوا السودان ولكن صلاح احمد ابراهيم أحب على نحو خاص فهو كما يقول الاستاذ الطيب صالح : أكثر الشعراء السودانين سودانية ، وهل هناك شاعر اختار لدوواوينه أسماء من جغرافية السودان غاباته وعواصفه وخط الاستواء مثل ( غابة الأبنوس ) و ( غضبة الهبباي ) كما فعل صلاح احمد ابراهيم . وكثير من الشعراء أُمتحنوا في حب السودان ولكن صلاح احمد ابراهيم من بينهم رسول البلاء الأشد خاصة في فراق السودان قهرا وقسرا وهو لا يدري متى يكون الإياب :
    يمكن مافي رجعة إلا في صندوق
    ويمكن يقولوا لا.. من وين يجيبوا الذوق

    نعم لا يعرف الطغاة البغاة الذوق ولا الشوق ولا الحنين إلى الوطن ولا الحب ولا الصداقة ولا الأخلاق مهما ادعوا غير ذلك ولو كان تسربلا من الرأس إلى أخمص القدمين بظاهر لباس التقوى والدين ، فما هى إلا قشور تخفي الطماعة والجلافة وحب الدنيا ( صلاة تصير بقدرة رب قدير بضاعة ، صدقوني الربا هو نفس الربا يا جماعة ) أو كما يقول صلاح احمد ابراهيم .


    -5-

    وفي رحلته المغتربة عبر نواحي الدنيا ظل الشاعر يحن إلى السودان ويرجو عودة إليه بل ويتوخاها كلما لاحت سانحة ، يقول الشاعر : ذهبت إلى الخرطوم بعد الانتفاضة وسقوط النميري وبعد وعود من الحكومة الإنتقالية بإعادة كل المفصولين سياسيا إلى وظائفهم ، وجدت زملائنا السفراء مكدسين في ظل شجرة بوزارة الخارجية . أسأل الشاعر ما الذي جرى ألم يجدوا لهم سفارات ؟! يضحك الشاعر : والله لم يجدوا لهم كراسي .
    لكن الحنين إلى الوطن ظل يكابد وجدان الشاعر ويدعوه إلى العودة بلا هوادة رغم أن الحياة كانت تجري رخاء على الشاعر في باريس ، منزل طيب في قلب الدائرة السابعة حيث تسكن طبقة راقية من الأجانب ومن الفرنسيين ، وسيارة مارسيدس للأعمال الرسمية وأخرى صغيرة لخاصة مشاوير الشاعر القصيرة ، احتفاء كريم من أسرة السفارة القطرية في باريس وسعادة بعمل الشاعر ضمن طاقمها واعجاب بالشاعر من مجتمع المثقفين العرب في فرنسا وقد اكتشفوا إبداع الشاعر لأول مرة من خلال مقالاته التي ظل ينشرها في الغلاف الأخير من مجلة ( اليوم السابع ) حيث تحتكر تلك المساحة لأسماء محددة من كبار الكتاب أمثال محمد عابد الجابر ، محمود درويش ، هشام جعيط والطاهر بن جولون واشتهرت مقالات صلاح احمد ابراهيم بعنوان واحد وهو ( جديرون بالاحترام ) استعرض فيه اعجابه بشخصيات لقيها في دروب الحياة منهم المعروف الذي نال جائزة نوبل للسلام ومنهم جار لهم بسيط في حي العباسية لم يسمع به احد ولكنه وقف موقفا كبيرا جعله يتبوأ مقعده ضمن قائمة صلاح العظيمة ، لكن تلك المقالات أيضا كانت سبيل الشاعر ليعرف كثير من المثقفين العرب أن هنالك مثقف كبير من السودان لم يسمعوا به من قبل .. لكن جاء اليوم الذي دقت فيه نواقيس الواجب تجاه الوطن ولو كان مشاركة بالقليل فصلاح المقدام ما كان له أن يتخلف ، فقد فتح باب الترشيح لانتخابات الجمعية التأسيسية وتطلع الكثيرون ينتظرون مشاركة الشاعر ويرجونه أن يفعل . . يقول الشاعر : ذهبت إلى السفارة السودانية في باريس عندما علمت بوجود مندوب من لجنة الانتخابات جاء من الخرطوم لأخذ أسماء الراغبين في الترشيح واعتماد تسجيلهم ، نظر إليَ الرجل بغير اكتراث وطلب مني خطاب الاستقالة من عملي في باريس ، كان ذلك بالنسبة إليَ شرطا غريبا ولكن بدى غير قابل للمساومة ، ذهبت إلي السفير القطري ونقلت اليه ما حدث وأخبرته بعزمي علي الإستقالة مادام بعض الناس يتعشم خيراً من مشاركته هذه الإنتخابات ، إبتسم السفير وقال أكتب الخطاب وسنقبل الإستقالة ولكن تأكد أن موقعك في السفارة سيظل كما هو في أيّ وقت قررت فيه أن تعود الينا خاصةً انها إنتخابات فيها الفائز والخاسر وإذا خسرت تعود إلى عملك كأن شيئاً لم يكن ، الرجل مشكور قرأ المستقبل أفضل منا ، وقد عدت إلي عملي بعد موسم سياسي قصير خضت فيه حملة إنتخابية مختصرة بذات الشعار القديم الذي أحببته وأحبه صديقي علي المك ( رجل واحد شجاع يساوي أغلبية ) .. هذه ثاني مرة أدخل فيها تجربة الإنتخابات والترشيح وأخرج بلا فوز، المرة الاولى في منتصف الستينات، كنت أعمل بالمعهد الافريقي ( بأكرا ) وقد ألفت قصيدة بعد السقوط والخسارة إسمها ( ما زمرته زمرته لله ) أما إنتخاباتكم هذه الاخيرة فقد إستكثرت فيها القصيدة والله ..
    وكذلك عاد ( صلاح أحمد إبراهيم ) إلى السودان في أعقاب إنقلاب الإنقاذ وخروج السياسيين المعتقلين، وبعد عودتي كذلك إلى السودان ورغم إعتراض الشاعر الشديد على مسألة قطع المشوار الأكاديمي، وصرنا رفاقا في الخرطوم لأول مرة كما كان حالنا في باريس وكانت فرصة لأرى وجها آخر ا كريما من وجوه الشاعر .. كيف يتذكر الشاعر مساكين الناس وفقرائهم، وكيف يتذكر المناسبات الإجتماعية وكيف يهتز لمشاهدة احزمة البؤس التي خلفتها المجاعة والتصحر حول امدرمان وحول الخرطوم، وطفت مع الشاعر كذلك منازل القادة والسياسيين والشاعر كما هو يقدم السودان والانسانية على كل شي وكان من بين اؤلئك الشيخ حسن الترابي والشاعر محمد المكي ابراهيم والأستاذ محمد ابراهيم نقد والدكتور نافع علي نافع ضمن زيارات كثيرة لمسئولي الإنقاذ ، ومن بين تلك اللقاءات ظللت أتذكر لقاء ( نقد ) قبل أن يختار الاختفاء ويدخل إلى بواطن الغيب ، وظللت أتذكر لقاء الدكتور نافع علي نافع مدير جهاز الأمن العام وذلك قبل أن يتلبسه شيطان السلطة بالكامل ويستغرقه بالكامل .. كان موضوعه مع الأثنين هو السودان ، وصيته لنقد ألا يساهم في تمزيق أشلاء الوطن بل أن يسخر كل ذرة من طاقة عنده للمحافظة على وحدته وسلامه وكانت وصيته لنافع ألا يعرض كرامة السودانين للمهانة وكان كلا الرجلين كريما مع الشاعر غاية حدود الكرم . .
    كلا الرجلان استقبلا الشاعر برحابة ونبل واعترفا له بتمرده وشجاعته في الدفاع عن السودان ووعداه خيرا ، وأكملت مع الشاعر طوافه من الرئيس عمر البشير وحتى السفير محمد المكي ابراهيم واشهد أن الشاعر ظل يتحدث في كل الأحوال بلسانٍ واحد ولا يوصي إلا على السودان . ثم غادر الخرطوم نودعه في مطارها حتى أبواب الطائرة الفرنسية ونستودعه الله في زرقة الفجر لا نعلم أنها الزيارة الأخيرة إلى السودان والنظرة الأخيرة إلا من عودة في صندوق ولا يعلم هو _ أيضا _ منتهى المصائر في علم الله .

    -6-

    مات صلاح احمد ابراهيم موتا جميلا ( كما يقول الفرنسيون ) وخبا كما تخبو اخر الليل زهور الخميلة، كتب وصيته علي نحو واضح مبين وسلمها للسفير السوداني الدكتور( نور الدين ساتي ) وارتاع السفير للموضوع وهو لا يرجو له الا طول الاجل لكن صلاح كان يعلم دنو الاجل ........امره كله ومضي راضيا مرضيا مبتسما، تبرع بسيارته لابن اخته في لندن وجعل ميراثه القليل لابن اخيه الذي يحمل نفس اسمه في الخليج وكان الناس يرتاعون جميعا عندما يرون التدهور الذي الم بصحته وهو لا ينئ يضحك ويمزح (والله انا اموت ليكم موته )، وعندما اودع المستشفي الامريكي بحي نوس في باريس توافد عليه السودانيون والعرب غيرهم من كل مكان ولازمه اكثر من غيره صديقنا ابراهيم الزيات الذي تعرفت عليه عن طريق صلاح، وقضي معه اكثر الايام الاخيرة الدكتور صادق عبد السلام الازيرق من ابناء عمومتي وقد عرفته الي صلاح احمد ابراهيم ولكنه صار ملازما وصديقا وفيا لصلاح اكثر مني وكان صلاح يحبه ويجله ويلقاه اكثر من اي سوداني اخر في باريس الى ان غادر الدنيا.
    وفي اليوم الاخير من الحياة القصيرة العامرة بالحب والوفاء والعلم والمعرفه ونكران الذات طلب (صلاح) من ابراهيم الزياد ان يعينه علي حلاقة لحيته فألزمه الي السرير وساعده الي ان انتهت المهمة الصغيرة وطلب عطرا مسحه الي صدقيه واسلم رأسه الي الوسادة وابتسم وهو يسلم الروح الي باريها .
    كان اخر من زاره الملحق الثقافي للسفارة المصرية قبل اقل من ساعة علي موته، استقبله الشاعر ببشاشته الرحيبة وحكي له احد طرائفه المتواتره علي لسانه بغير تكلف ولا جهد وكان قصة الهر الصومالي الذي اعتدي علي قط المارنز الانيق فلما اندهش الهر الامريكي من فظاظة الصومالي وهو الذي ظل يطوف الدنيا ولا يلقي سوي الحفاوة والترحيب لكن الهر الصومالي لم يلبث ان اخبره بأنه كان نمرا لولا المجاعات والاوبئة وفساد الحكام، تلك اخر قصص الشاعر وعبره لنا ولكم جميعا، قبل ان يمضي الي ساحة البكري ويرقد راضيا الي ثرى امدرمان، او كما رثا اخته المناضلة نفيسة احمد ابراهيم:
    وزفت الي مسكن جديد عليها قماش جديد
    الي مخدع من تراب
    بارض يباب
    هنا الحي كلهم غرباء
    بلا سيد او مسود
    هنا الاثرياء
    بغير صكوكهم والنقود
    هنا المرهقون انتهوا من شقاء
    ومن ذلة وإزدراء
    هنا تنتهي الخيلاء
    هنا الطامحون بغير طموح
    هنا الجامحون بغير جموح
    هنا يخرس البلغاء
    هنا تنتهي العنجهية
    وكل رياء
    ويصبح حكم القضاة القضية
    وينقلب الزعماء بلا هيبة او معية
    ولا رتبة او وسام
    وتزحف نحو القبور القبور
    بلا خطة او نظام
    فقبر بلا شاهد او علامة
    كقبر عليه رخام وسور



    انتهى


    المحبوب عبد السلام
    لندن مايو2003

    (عدل بواسطة القلب النابض on 11-20-2005, 04:46 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-02-05, 02:23 AM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-02-05, 03:09 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-02-05, 03:18 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-02-05, 03:31 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50005-08-06, 03:52 PM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-20-05, 04:27 PM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح Mohamed Adam11-02-05, 03:28 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-02-05, 03:44 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-02-05, 03:59 AM
        Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح luai11-02-05, 04:27 AM
          Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-02-05, 05:24 AM
            Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-02-05, 05:29 AM
              Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-03-05, 06:50 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-12-05, 01:31 PM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50002-28-06, 00:34 AM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح الأمين عثمان صديق محمد11-03-05, 11:04 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-04-05, 03:04 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-04-05, 03:41 AM
        Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-04-05, 04:18 AM
          Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عبد الحميد البرنس11-04-05, 06:51 AM
            Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-04-05, 07:31 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح الأمين عثمان صديق محمد11-04-05, 08:01 AM
        Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عبد الحميد البرنس11-04-05, 08:06 AM
          Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عبد الحميد البرنس11-04-05, 08:18 AM
          Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-05-05, 03:08 AM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح ShiningStar11-04-05, 08:38 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عبد الحميد البرنس11-04-05, 02:08 PM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-05-05, 05:54 AM
        Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-05-05, 06:55 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-05-05, 08:24 AM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح Sabri Elshareef11-05-05, 08:53 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح القلب النابض11-05-05, 10:18 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-06-05, 06:45 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-06-05, 03:37 AM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عبد الناصر الخطيب11-05-05, 11:46 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-06-05, 03:01 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح محمد حامد جمعه11-06-05, 03:42 AM
        Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-06-05, 04:52 AM
          Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-06-05, 10:12 AM
            Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح خالد عويس11-06-05, 10:38 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-06-05, 12:31 PM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عبد الناصر الخطيب11-06-05, 12:42 PM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح القلب النابض11-07-05, 11:45 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-09-05, 02:15 PM
        Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح حيدر حسن ميرغني11-13-05, 00:58 AM
          Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-13-05, 01:46 AM
            Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-13-05, 02:58 AM
              Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-13-05, 09:40 AM
                Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-14-05, 11:02 AM
                  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عبد الحميد البرنس11-14-05, 11:28 AM
                    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-14-05, 11:57 AM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عبد الناصر الخطيب11-14-05, 12:29 PM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح Balla Musa11-14-05, 01:09 PM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-16-05, 05:36 PM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50011-16-05, 02:50 PM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عبد الناصر الخطيب11-16-05, 02:57 PM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50012-11-05, 10:41 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح القلب النابض12-28-05, 05:16 AM
        Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50012-28-05, 03:24 PM
          Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50012-29-05, 07:07 PM
            Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح ABUKHALID12-29-05, 07:50 PM
              Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50012-30-05, 00:38 AM
                Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح bayan04-05-06, 11:12 AM
                  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50004-19-06, 02:47 PM
                Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50004-19-06, 04:46 AM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عبد الناصر الخطيب04-19-06, 05:26 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50004-20-06, 01:26 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح حيدر حسن ميرغني04-21-06, 01:56 AM
        Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح حيدر حسن ميرغني04-21-06, 04:17 AM
          Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح حيدر حسن ميرغني04-24-06, 07:00 AM
            Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50004-24-06, 08:37 AM
              Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح وجدي الكردي05-02-06, 08:40 AM
                Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50005-03-06, 00:48 AM
                  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح وجدي الكردي05-09-06, 07:08 AM
                    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح القلب النابض05-10-06, 12:12 PM
                      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50005-10-06, 02:47 PM
                        Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح حيدر حسن ميرغني05-11-06, 06:18 AM
                          Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50005-13-06, 04:31 PM
                            Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50005-16-06, 07:30 PM
                              Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50005-16-06, 10:37 PM
                                Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50008-16-06, 09:01 AM
                                  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50012-02-06, 11:29 AM
                                    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح HAMZA SULIMAN12-03-06, 03:19 AM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50012-11-06, 07:15 PM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عبد الناصر الخطيب12-18-06, 10:36 PM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50012-27-06, 00:41 AM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح Dr Salah Al Bander12-24-06, 02:45 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50012-24-06, 06:20 AM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عوض محمد احمد12-26-06, 12:40 PM
        Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح حيدر حسن ميرغني12-27-06, 02:59 AM
          Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50004-03-07, 01:09 AM
            Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50004-26-07, 02:51 AM
  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50004-21-07, 02:27 AM
    Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50004-21-07, 10:56 PM
      Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50004-21-07, 11:43 PM
        Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50004-28-07, 03:38 AM
          Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عواطف ادريس اسماعيل04-29-07, 08:15 AM
            Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50005-02-07, 00:29 AM
              Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50005-03-07, 01:31 AM
                Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح waleed50005-04-07, 00:19 AM
                  Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح عصمت العالم12-24-07, 08:13 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de