نار الغيرة من فهمك .. مع جرأة مداد قلمك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 06:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشهيد محمد طه محمد احمد
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-14-2006, 06:30 AM

ملكة سبأ
<aملكة سبأ
تاريخ التسجيل: 06-18-2003
مجموع المشاركات: 3855

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد طه... هذا الغريب (Re: ملكة سبأ)

    عادل إبراهيم حمد

    كنت اسمع عن «الملاماتي» مسمى يطلق على بعض أهل التصوف.. ولم أكن اعرف معنى للمصطلح ولا اعرف الى الآن كيف ارده الى اصوله اللغوية فصحى كانت أو عامية. وشرح لي احدهم ان الملاماتي هو الصوفي الذي يتعمد اظهار سلوكيات لا تشى بالصلاح ويكرر ذلك حتى لا يظن الناس به خيراً فيضمن بذلك خلوص عمله لرب الناس.

    تذكرت محمد طه فهو الاقرب الى الملاماتية من بين من اعرف. لم يكن حريصاً على ان ينفي عن نفسه البخل واللؤم لانه كان احرص على الا يخالط سخاؤه دخن الرياء.

    قد يكون ذلك مدخلاً لشخصية محمد طه.. لم يكن شخصية وسطية.. يبسط يده كثيراً ويتحسس كثيراً من شبهة الرياء.. عالى الحساسية تجاه تهمة الخوف.. و«يخاف» لدرجة الفوبيا من احتمال الانكسار.. هذه اشارات إلى شخصية عنيدة، وقد كان كذلك.. يفاجئ خصومه وقراءه بتصعيد صاعق لمعركة بدأت بسيطة فتعددت معاركه وخصوماته. ومع ذلك كان يترك - بعناده - ظهره مكشوفاً في الجريدة بل ويصر في عناد غريب على ابقائه مكشوفاً كلما نُبه إلى هذه الثغرة الخطيرة.. وهذا ما اشار إليه بوضوح الاستاذان ضياء الدين بلال وبكري المدني في المقال الجرئ «من هذه المنافذ قتل محمد طه جنقال».

    ادرك محمد طه بذكائه الحاد عدم شمول عقلية القارئ السوداني وانه «يشتغل بالقطعة» الوصف المحسن لضعف ذاكرة القارئ. فكان محمد طه يلعب بمهارة بالبيضة والحجر ويستهدف في كل مرة على حدة خصوماً جدداً. هاجم خصومه ضحايا مذكرة العشرة وهاجم خصومه بين العشرة بعد سقوط اركانهم في المؤتمر العام، وهاجم خصومه لما استرد العشرة مواقعهم بعد الرابع من رمضان.. ولكن الصراع لم ينته فلما آزر صاحب «الوفاق» وزير الداخلية السابق في موضوع عمارة جامعة الرباط رأى آخرون ضرورة تأديب صاحب «الوفاق» فافسحوا المجال للحملة التي اعقبت مقال المقريزي الذي تسلل من الظهر المكشوف.. كانت حملة على خلفية خصومة سابقة فاختلط الغضب الشخصي بدرجة اعلى مع الغضب للدين.. وانكشفت الغمة بعد ان هزت صاحب «الوفاق» هزاً وتحقق لـ «الآخرين» غرضهم.. ولكن متى خضعت الفتنة للسيطرة؟ فقد ابقت خطة التأديب وحملة التكفير على وجه صاحب «الوفاق» المظلوم شبهات وشكوكاً..

    كان محمد طه متمرداً وذا استقلالية عالية.. ولما كان طالباً في جامعة الخرطوم لم يرشحه الاتجاه الاسلامي للاتحاد قط رغم قدراته السياسية ونشاطه الجم في اركان النقاش.. ورغم مواهبه الصحفية البارزة في صحيفته الحائطية «اشواك» لم يعهد إليه بأية مهمة تحريرية في مجلة «الجامعة» فقد تحسب الاسلاميون للانفلاتات التنظيمية في شخصية عضوهم المتمرد. ولذا استغربت الصعود النسبي لنجم محمد طه السياسي في الجبهة الاسلامية خلال الديمقراطية الثالثة. ولكن يبدو انها كانت فترة اختبار لم يجتزها السياسي الجانح للحرية والاستقلال ولذلك لم يكن محمد طه من نجوم شباب الاسلاميين بعد وقوع انقلاب الانقاذ، ويبدو ان ذلك ترك موجدة في نفسه فبدأت له معارك باكرة قبل الانقسامات الكبيرة بكثير. ولما اسس صحيفة «الوفاق» بيده لا بيد الاسلاميين.. خالصة له.. وضح تماماً انه قد قنع بالخط الاعلامي الصرف.. وظننت ان محمد طه قد وصل الى محطة الاستقرار ولكن صاحب «الوفاق» والمفاجآت بدد اوهامي.

    كان محمد طه أبياً عزيز النفس وذا كبرياء زائد.. لا يقبل انصاف الحلول.. ويحب بشدة. احب قادة «حماس» فاسمى ابنه «عبد العزيز الرنتيسي» وتحمس للثوارة الايرانية حتى اسمى ابنه «الخميني» كان معجباً بالثورة الايرانية السياسية ولم يكن شيعياً.. لا ادفع اتهاماً بل أوضح حقيقة وأزيل لبساً. كان منفتحاً على كل الافكار ويعجبه العدل الاجتماعي عند الشيعة لكنه لم يكن شيعياً بل سمعت منه كيف انه اقام الحجة على شيعة ناقشهم حين استدل بالمصالحة بين سيدنا الحسن بن علي وسيدنا معاوية بن ابي سفيان دليلاً على امكانية تصالح «الامام» مع النظام السياسي القائم.. ويشير كثيراً الى حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) عن سيدنا الحسن علّ الله ان يصلح به بين فرقتين من «المسلمين».

    كان محمد طه صادقاً يقرن القول بالفعل.. ويفعل ما يقنعه ويريحه لا ما يعجب الناس ولذا عاش غريبا - انشأ صحيفة لا تشبه الصحف ليس فيها مدير تحرير ولا سكرتير تحرير ولا رئيس قسم.. جريدة الصحفي الواحد.. ليس فيها خبر في الصحفة الاولى ولا منوعات في الاخيرة بل مقال في الأولى والاخيرة.. كان غريباً لا يشبه الصحفيين لا يتهندم ولا يتأنق لا يلبس ربطة العنق لانها تخنقه ويلبس قميصاً واسعاً لان الجميل «المحذق» يضايقه ويلبس حذاء كبيراً يريح قدمه.

    وكان غريباً وسط الاسلاميين. لا يرشحه الاسلاميون في الجامعة ولا يرضى عنه جناح الترابي ولا يطمئن إليه كثيراً خصوم الترابي.. وكان غريباً وسط الناس يخفي حنوه ورقته خلف قسمات صارمة ويسعى على قدميه في النهار القائظ يقضي حوائج الناس. مرة لإسكان صحفي وتارة لإعانة معسر ومرة لجمع تبرعات وأخرى لتوظيف خريج وما خفى اعظم.. اعظم بكثير.. فاذا شكره احدهم قابل ذلك بـ «مساخة» خوفاً من ان يجره الاطراء إلى مزالق الزهو والعجب وخشية ان يخرجه الاطراء من دائرة معزولة حصنها واختارها لنفسه يحبها ويعرفها وحده.

    كان صادقاً ومؤمناً حقاً - قابلني في صباح باكر عند موقع غير بعيد عن مكاتب «الوفاق» فاستغرب وجودي في وسط المدينة في ذلك الوقت المبكر فقلت له انني «امرض» ابنتي الصغيرة في المستشفى. وفي اليوم التالي اعطاني مبلغاً كبيراً من المال وكيساً من «الكمون» ووجهني بأن اسحن الكمون واضيف مسحوقه إلى الزبادي لان الصغيرة قد لا تستسيغ طعمه. كان محمد طه مؤمناً حقاً ولما كان يرى صحة حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الحبة السوداء لاذ بـ «الكمون» لا غيره يتداوى به ويصفه لأصدقائه ومعارفه. يبلعه حبوباً ويسفه مسحوقاً ويتمسح بزيته ويقطر الزيت في انفه وفي عيونه ويقول «لا شئ ينظف عيوني مثل زيت الكمون» ولم يخذله بالقطع صدق ايمانه بل يمكن القول كان الكمون اختباراً لصدق ايمانه فلم يقعد المرض محمد طه قط.. كان يصرعه من اعراضه الاولى بالحبة السوداء بسنده يقينه وايمانه الصادق ومحبته للرسول (صلى الله عليه وسلم) وآل بيته.. كان محباً للرسول (صلى الله عليه وسلم) وآل بيته وهو بإذن الله مع من احب كما بشر المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم.

    رحم الله محمد طه وارجو ان يكون قد فتح عليه مع أول دفقة من دمه.
                  

العنوان الكاتب Date
نار الغيرة من فهمك .. مع جرأة مداد قلمك ملكة سبأ09-14-06, 06:23 AM
  صباح الجنة والفردوس نجم الوفاق وإبن القُرير ملكة سبأ09-14-06, 06:28 AM
    محمد طه... هذا الغريب ملكة سبأ09-14-06, 06:30 AM
      لا أحب الخصومات .. لكن إذا فرضت على أدافع عن نفسي ملكة سبأ09-14-06, 06:44 AM
        محمد طه محمد أحمد.. شهيد عقيدته ملكة سبأ09-14-06, 06:48 AM
          آخر صورة اجتماعية للفقيد ملكة سبأ09-14-06, 06:53 AM
            الموت التراجيدي للأشجار ملكة سبأ09-14-06, 06:57 AM
              محمد طه يمرق من بيت العدو ملكة سبأ09-14-06, 07:02 AM
                طه ما ابتلاك ربك الا ليتحد وطنك ملكة سبأ09-14-06, 07:13 AM
                  في الليل المظلم والقدر المحتوم ملكة سبأ09-14-06, 07:21 AM
                    Re: في الليل المظلم والقدر المحتوم فتحي البحيري09-14-06, 07:49 AM
                      Re: في الليل المظلم والقدر المحتوم ملكة سبأ09-16-06, 02:33 AM
                        Re: في الليل المظلم والقدر المحتوم شهاب الفاتح عثمان09-16-06, 04:19 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de