نار الغيرة من فهمك .. مع جرأة مداد قلمك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشهيد محمد طه محمد احمد
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-14-2006, 06:28 AM

ملكة سبأ
<aملكة سبأ
تاريخ التسجيل: 06-18-2003
مجموع المشاركات: 3855

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صباح الجنة والفردوس نجم الوفاق وإبن القُرير (Re: ملكة سبأ)



    سيد احمد خليفة

    هذه ليست رواية صحفية لتاريخ رجل ـ هو الراحل محمد طه محمد أحمد ـ ولكنها رواية لتاريخ علاقتي ـ المهنية به.. ففي الحديث عن سيرته.. وطريقه وأسلوبه في الحياة والعمل والبيت يمكن أن تصدر مؤلفات .. وأن تؤلف وتقول أقلام هي أعرف مني بالراحل العزيز.
    ولكنني هنا ألخص حكايتي معه منذ أن تعارفنا نحو العام 1981م فنحن قطعاً لسنا أبناء جيل أو زملاء دراسة كما أننا وإن كُنا أبناء منطقة أو قبيلة.. لم نكن آنذاك أبناء مهنة، وأعني حين تعارفنا على يدي الراحل العزيز صديقي وأخي وحبيبي الدكتور عمر نور الدائم..
    ولكن ما الذي جمع بيننا آنذاك وأنا الذي اعيش خارج الوطن وأعمل بصحيفة المدينة السعودية بينما كان الراحل محمد طه محمد قد تخرج في جامعة الخرطوم ـ كُلية القانون ـ والتحق بديوان النائب العام كمستشار في زمن تولي الدكتور حسن التُرابي لمنصب وزير العدل والنائب العام عقب المصالحة الوطنية مع نميري عام 1977م؛ وهي المصالحة التي فتحت طريق التُرابي والجبهة الإسلامية للسلطة عبر إنقلاب الإنقاذ عام 1989م حيث إنشغل النميري بالهوس الديني، وأنشغل قادة الجبهة الإسلامية بعدة أمور مختلفة في مقدمها توطيد أركان ـ التمكين ـ والإمساك بعصب المال والإقتصاد وبناء حزب سياسي قاعدي ورأسي خرج من مايو ومآخذ الناس على مايو كما تخرج الشعرة من العجين.
    كان قضاة ولاية دارفور قد إصطدموا بالناس ومن صدامهم ذاك انطلقت شرارة الصراع بين كل من الجهاز القضائي والمحامين السودانيين ـ إلا أعضاء الجبهة الإسلامية في القطاعين القضائي والمحامي ـ فقد وقف هؤلاء مع النظام وساعدوه في الخروج من مأزق الإنهيار القانوني بأن أنشأوا معه ما سُمي بمحاكم ـ العدالة الناجزة ـ التي كانت تحكم أخطر وأكبر وأهم القضايا خلال ساعات لإضعاف دور القضاء، وجعل إضرابه غير مؤثر في سير العدالة!.
    في تلك الأيام والقطاع القانوني كله يقاتل ويناضل مع الشعب السوداني ضد البطش والإرهاب والقضاء العشوائي ـ المسمى ـ ناجز ـ بدأ تحركه فوق واحدة من القلاع القضائية العاتية ونعني ديوان النائب العام حيث كان يتمترس الدكتور التُرابي ومعظم قادة حزبه من القانونيين، كان المستشارون قد إجتمعوا بإحدى قاعات وزارة العدل ذات صباح لتحديد موقف تضامني مع القضاة والمحامين، وكان التوجيه من الوزير ـ الشيخ التُرابي ـ هو عدم الدخول في أي عمل تضامني ضد النظام لأن الإسلاميين جزء من مايو!
    ولكن وحين إضطربت الأمور داخل القاعة وساد شىء من التردد إن لم نقُل ـ الخوف ـ وقف شاب أشعث أغبر وحديث الإلتحاق بالديوان إسمه محمد طه محمد أحمد ليدعو المستشارين إلى الإضراب والتضامن مع القضاة والمحامين ومع كل الشعب السوداني !.
    بعدها هاجت القاعة وماجت وخلال بضع ساعات من ذلك الإجتماع العاصف جرى اعتقال الأُستاذ محمد طه محمد أحمد، وأرسل ليمضي عُدة أيام بكوبر، وليطرد بعد ذلك من ديوان النائب العام، وليصبح أحد نجوم الأركان والندوات والليالي السياسية والتعبئة الشعبية التي أسقطت النظام بعد ذلك في أبريل 1985م.. ولكن وقبل ذلك الحدث العظيم ـ ونعني الإنتفاضة الموءودة أين وكيف ومتى تعرفت على الراحل العزيز والقلم المعبر الشهيد محمد طه محمد أحمد؟.
    كان ذلك عقب ندوة سياسية أُقيمت ضد مايو في أحدى الساحات أو الأندية الطُلابية وربما بدار نقابة المحامين حيث جلست أنا على يمين الراحل الدكتور عمر نور الدائم أحد أبطال ومهندسي إنتفاضة أبريل وكان على اليسار يجلس شاب ملتحي يهمس من حين لآخر في أُذن الدكتور عُمر أو يهمس الدكتور عُمر في أُذنه.
    أذكر أن أبرز المتحدثين في تلك الندوة المفصلية في تاريخ علاقتي بالشهيد محمد طه محمد أحمد هو الأُستاذ مصطفى عبد القادر، أحد قادة نقابة المحامين وأحد نجوم الإنتفاضة وقائدها القانوني مع آخرين مع زملائه الكرام!
    كانت الندوة تلك قد إنتهت بعد منتصف الليل وقد إختفى ذلك الشاب الملتحي قبل نهايتها بقليل وبصورة مدهشة لم أحس بها أنا ولم يحس بها أحد!.
    وقد سألت الدكتور عمر نور الدائم يرحمه الله ونحن في الطريق إلى بيوتنا بسيارته هو إذ كُنا في مثل هذه اللقاءات وغيرها نتحرك بسيارة واحدة.. إما سيارته.. أو سيارتي .. قلت للدكتور عمر أين الشاب الذي كان يجلس إلى جوارك ويبادلك الحديث.. بل من هو؟! قال لي الدكتور عمر ـ رحمه الله ـ هذا محمد طه محمد أحمد ـ وهو مستشار بديوان النائب العام مفصول ـ ومُختفي من ملاحقات الأمن وأيضاً من ملاحقات ـ جبهة الميثاق الإسلامي ـ وهو عضو نشط فيها حيث أمضى كل سنين جامعة الخرطوم وهو نشط في خدمة الإتجاه الإسلامي، بل كانت أكبر وأشهر وأقوى صحيفة جامعية حائطية يحررها في الغالب بنفسه وبقدرة غريبة على الكتابة والإبداع وشد القارىء!
    طبعاً هذا النهج الصحفي إتبعه الراحل العزيز محمد طه محمد أحمد في صحيفته ـ الوفاق ـ حيث ظل ومنذ صدورها قبل أكثر من عشر سنوات يحرر كل أو جُل موادها السياسية بنفسه.!
    كنا قد وصلنا أمام منزلي بالسجانة عندما أبلغني الراحل الدكتور عُمر نور الدائم بأن محمد طه محمد أحمد سيأتيني غداً بمكتب جريدة المدينة المنورة بشرق سينما كلزيوم الطابق الثاني ـ ويكون متخفياً وحليق اللحية ومرتدياً لزي لا يشبه الإسلاميين، ولا يشبه محمد طه محمد أحمد نفسه، والذي عُرف بالتقشف والتواضع في لبسه إلى أن رحل.
    قلت للدكتور الراحل عُمر- إن شاء الله خير- وقد كُنت مسؤولاً عن مكتب المدينة بالخرطوم بإعتباره المركز الإفريقي لصحيفة المدينة ومنه نغطي أحداث إريتريا.. وإثيوبيا .. والصومال .. وكينيا.. ويوغندا..؟!
    قال نريد أن يختفي محمد طه محمد أحمد عندك في مكتب صحيفة المدينة بضعة أيام لأنه مكتب صحيفة سعودية مشمولة بحماية ورعاية السفارة السعودية، سيكون مكاناً آمناً للرجل الذي نحتاجه نحن ـ كمعارضة ـ في العمل الطُلابي داخل الجامعات.
    في اليوم التالي وفي الوقت المحدد دخل ذلك الشاب الذي رأيته الليلة الماضية في ندوة المعارضة والمحامين.. ولكنني للأمانة لم أعرفه إلا بعد أن قدّم لي نفسه مع كارت شخصي من الدكتور عمر.
    قال لي.. أنا محمد طه محمد أحمد ـ عاوز ـ أندس عندك ـ من ملاحقات الأمن وغضب الشيخ، وعندها رحبت وأبلغته بأن الدكتور عُمر قد أبلغني ـ وقد سلمته بعد ذلك لسكرتيرة ـ المدينة ـ السيّدة العزيزة زينب مهدي التي أدخلته إلى الغُرفة المعدة له داخل شقة مكتب صحيفة المدينة؛ حيث تواصلت إقامته لأسبوع أو أكثر كان يخرج خلاله ـ يتفسح ويمارس بعض النشاط السياسي بالجامعات وسط القطاع الطُلابي المعارض، ثم يعود ليلاً عبر طُرق متعرجة ليدخل مكتب المدينة ولينام في الغُرفة التي أُعدت له.
    هذا هو المشهد الأول، أو الفصل الأول في فصول معرفتي بالفقيد الشهيد محمد طه محمد أحمد والذي إستردته الجبهة الإسلامية بعد إنتفاضة أبريل 1985م كإعلامي بارز في صحيفة ـ الراية ـ الناطقة بإسم الجبهة الإسلامية التي تغيّر اسمها من جبهة الميثاق الإسلامي إلى الجبهة الإسلامية القومية عقب مؤتمرها العام بحديقة نادي الأُسرة!
    كان الصراع على أشده بين حزبي الأُمة والجبهة الإسلامية، وقد إنعكس ذلك الصراع والخلاف السياسي الذي بلغ حد العُنف ثم الإئتلاف في آخر حكومة وحدة وطنية سبقت إنقلاب الإنقاذ!
    وقد كانت صحيفة الأُمة حيث أترأس تحريرها وصحيفة الراية حيث كان محمد طه أبرز كتابها بل وقادتها هما المسرح الإعلامي البارز لتلك الخلافات والصراعات والنزاعات بين الحزبين!
    ولكن ومع ذلك أرجوكم رددوا معي ـ مع ذلك هذه ـ فقد حفظ لي محمد طه محمد أحمد وداً عميقاً، ولم ينقطع عن زيارتي في مكتب صحيفة الأُمة أو في مكتبي بصحيفة الوطن بعد ذلك.
    إن في علاقاتي بالراحل محمد طه محمد أحمد فيما بعد ومنذ صدور ـ الراية ـ والوطن ـ ثم صدور الوفاق والوطن في زمن الإنقاذ تطورات كبيرة ومهمة.
    فقد أضحى الرجل صديق أُسرة من خلال خلفية علاقتي المذكورة معه.. ثم من خلال علاقات ودودة وحميمة ونظيفة جداً بينه وبين إبني ـ عادل ـ الذي شيّد مع الراحل العزيز وعبر صحيفة أخبار اليوم ـ وصاحبها الأُستاذ الأخ أحمد البلال الطيب أولى لبنات ـ الوفاق الوطني ـ حيث كتبوا.. ونشروا.. وجمعوا الفرقاء في مستويات مختلفة؛ بل أكاد أجزم أن الطريق إلى الحديث بين الإنقاذ والقوى السياسية المعارضة فتح طريقه الإعلامي ـ على الأقل ـ هذا الثالوث الصحفي المبدع، وأعني الشهيد محمد طه محمد أحمد، والأُستاذ أحمد البلال الطيب والأُستاذ عادل سيد أحمد؛ فقد كان للثلاثة تواصل.. وود.. واحترام لدى أطراف العملية السياسية والحزبية في بلادنا؛ حيث تطور أمر الوفاق الوطني إلى أن صدرت باسمه صحيفة الوفاق.. لسان حال الوفاقيين في ذلك الزمن الصعب والعصيب من عُمر الصراع السياسي بين الإنقاذ وخصومها.
    رحم الله الشهيد محمد طه محمد أحمد فقد كان أقوى وأشجع من كل خصومه بما في ذلك الذين عجزوا عن إمساك القلم للرد عليه.. فلجأوا إلى السكين.. ليخسروا القضية ـ إن كانت لهم قضية ـ ومعها خسروا الدنيا والآخرة.
    لك الرحمة.. ولنا.. ولأهلك.. ولقرائك.. بل ولوطنك حسن العزاء.
                  

العنوان الكاتب Date
نار الغيرة من فهمك .. مع جرأة مداد قلمك ملكة سبأ09-14-06, 06:23 AM
  صباح الجنة والفردوس نجم الوفاق وإبن القُرير ملكة سبأ09-14-06, 06:28 AM
    محمد طه... هذا الغريب ملكة سبأ09-14-06, 06:30 AM
      لا أحب الخصومات .. لكن إذا فرضت على أدافع عن نفسي ملكة سبأ09-14-06, 06:44 AM
        محمد طه محمد أحمد.. شهيد عقيدته ملكة سبأ09-14-06, 06:48 AM
          آخر صورة اجتماعية للفقيد ملكة سبأ09-14-06, 06:53 AM
            الموت التراجيدي للأشجار ملكة سبأ09-14-06, 06:57 AM
              محمد طه يمرق من بيت العدو ملكة سبأ09-14-06, 07:02 AM
                طه ما ابتلاك ربك الا ليتحد وطنك ملكة سبأ09-14-06, 07:13 AM
                  في الليل المظلم والقدر المحتوم ملكة سبأ09-14-06, 07:21 AM
                    Re: في الليل المظلم والقدر المحتوم فتحي البحيري09-14-06, 07:49 AM
                      Re: في الليل المظلم والقدر المحتوم ملكة سبأ09-16-06, 02:33 AM
                        Re: في الليل المظلم والقدر المحتوم شهاب الفاتح عثمان09-16-06, 04:19 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de