|
Re: محمد طه محمد احمد ( الكوز ) ما بين الجبل والنهر !!! (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
شكراً يالنور، فقد عبرت عني خير تعبير! والشكر للأخ طارق لنقله لهذه المقبلة، التي تدل على أن التشوه الذي يلحق بشخصية المتهوس، يصعب علاجه. ومثل هذا العلاج لا يتوفر إلا في إطار نسق فكري-اجتماعي-سياسي جديد، لايقدر عليه إلا أصحاب المبادئ والقيم، والقامات السوامق. أنظروا إلى محمد طه، وإلى ضعف أخلاقياته المهنية، كقانوني، وكمعلم يفترض فيه أن يكون أنموذجاً لتجسيد أرفع القيم والمبادئ، ثم كصحفي -يفترض فيه أن يكون عاشقاًً للحقيقة لا للإثارة. فلو كان يحترم تخصصه كقانوني لما اعتبر مهزلة المهلاوي "محاكمة" ولما اعتبر المهلاوي قاضياً. ولو كان معلماً نزيهاً لما كان لاهثاً خلف مصالحه المادية البحتة بالإثارة وسرقة الدين، وخطابه المقدس، لأكل الدنيا. ولما تمظهر بمظهر الورع والزهد، وهو اللاهث نحو الظهور والتسلط والمال، إبان نشاطه السياسي، وفي صحيفته. وفي هذا يحضرني قول الأستاذ محمود بأن الزهد حالة ذهنية. فقد يكون الفقير المتلهف للدنيا، المتعلق بها، أبعد الناس عن الزهد، في حين يكون رجل ثري، مالكا للمال، ولا يمكله المال، زاهد عما سوى الله، وعن التسلط، وقلبه متعلق بالفضائل، وحب الخير للناس. محمد طه يتمظهر بمظهر الزاهد لكي يقال عنه أنه زاهد، وهو الثري، الذي تملكه الدنيا، ولا يملكها. وهذا، لعمري، أسوأ صنوف الرجال. أما كصحفي فإن أبسط المتمهرين في أساليب تحليل الخطاب وتحليل المضامين الصحفية سيخرجوا الكثير من مقالات محمد طه في صحيفة الوفاق من دائرة الكتابة الصحفيةالجادة إلى دائرة التابلويد، أي الصحافة الصفراء، دون عناء.
مع ذلك أقر بأنني ظننت لفترة بأن محمد طه ربما قد تغير. وقلت ربما علمته خيانات رفاقه له ولغيره من السودانيين بأن ما كانوا "يجاهدون" من أجله لم يكن ديننا الحنيف، وإنما هو المال وكرسي السلطة ومرقدها الهانئ والرغيف! وحين أنكشف المستور، الذي ظل محمد طه نفسه، يساهم في كشفه، ظننا أنه ربما أصبح "إنساناً" سوياً، لا بشراً يراوغ، ويستخدم كل الأراء، ويرحل عن كل الأراء، وفق لمصلحته الذاتية، لا غير، دون أن يطرف له جفن!! هذه نسخة من شخصية الترابي، لا تملك قدرات الترابي! أما الترابي، فمازال محمد طه يحتقظ "بشعرة معاوية معه" -معاوية هذا الذي يحافظ محمد طه على شعرته، يقول محمد طه نفسه عنه أنه قلب أمر الحكم في الإسلام إلى كسروية. ويحافظ محمد طه بشعرة معاوية معه أن يجعله الخيط الواصل بين "كل القوى السياسية" في الساحة السودانية!!! وفي هذا يتهياً محمد طه لعودة لا يستبعدها ذهنه المتقلب، لهذا الشيخ المتهوس المنكسر المخزون. هذا الشيخ الذي ظل محمد طه ورفاقه يخونونه، وينقلبون عليه آلاف المرات، متعلمين منه فنون التحايل والخيانة، كاسحن ما يتعلم التلميذ من معلمه!
هذا اللقاء الصحقي مع محمد طه يصلح كنص يمكن من خلاله تحليل الحالة الذهنية لمن حكمونا منذ يونيو 1989، ومن فاقموا أزمة الهوس الديني في البلاد منذ طرد الشيوعيين من الجمعية التأسيسية، مروراً بمحاولة تمرير الدستوري الإسلامي -"المزيف" على حد تعبير الأستاذ محمود محمد طه والجمهوريين. ثم مروراً بمحاولة تعديل القوانين في السبعينات لتتماشى مع "الشريعة الإسلامية،" ثم قوانين سبتمبر، وغير ذلك كثير من المحطات التي انتهت بإستيلائهم على الحكم عن طريق إنقلاب عسكري، كان طابعه الأساس الكذب الصراح. وفي هذه المرحلة كان مبدأ التقية، المستمد من الفقه الشيعي، - وهو مبدأ يبرر الكذب- هو ما الحاكم في تصرفاتهم في الأفق السياسي السوداني. هذه اللأأخلاقية، التي تلتحق بقداسة الدين، لم تكن مألوفة في الفضاء السياسي السوداني على وضاعة قدرات من أزدحموا ليملأوا آفاقه من الطائفين والمتسلقين، أذناب الاستعمار، من قبلهم.
أحاول أن أجمل ما أريد قوله هنا بأن أعيد ما قلته من قبل بأن محمد طه محمد أحمد نسخة من الترابي، في أساليب التحايل، بفقه الضرورة، والالتواء، والتناقض، ولكنها نسخة ممسوخة لا منسوخة. ويحتار المرء حين يقرأ رأياً لنفس الشخص، ثم يراه يحمل رأيا مناقضاً له تماماً، ثم يهو يظن بنفسه الظنون، ولا يجد لجل أسئلة السائلين له من افتتاحية للإجابة غير الضحك، تماماً كما كان يفعل الترابي في أيام مجده السياسي، التي زالت. مثل شيخه، يتعامل محمد طه بنموذح معاوية، وبشعرته، حتى النخاع، ثم يريد أن يوهمنا بأنه من المشايعين لأهل بيت نبينا الكريم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم! وهناك العشرات من دلائل التناقض في هذا اللقاء الصحفي في هذه الشخصية السودانية الطيبة التي شوهها الهوس فصارت لا ترى لها في الأرض إلا الأعداء! حتى رفاقه- فيما يسميها هو، وهؤلاء الرفاق، بالحركة الإسلامية- لا يأتمنهم الرجل على شئ. ثم هو يحاول أن يظهر لنا من حاول أن يقتله بمظهر من يحمل راياً مخالفاً له، لا غير!!
هكذا يحتقر المتهوس نفسه، ويحقر من كرامته، ومن حقه في الحياة نفسها، فلا تبقى له حرية، ولأ رأي! ولا أظن بأن محمد طه محمد أحمد لديه رأي مبدئي عتيد في أي شئ! ومن لا يبقى له رأي ولا حق في الحياة فلا ينتظر غير القبر!!!
وهل لنا أن ننتظر من مهووس غير هذا!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
محمد طه محمد احمد ( الكوز ) ما بين الجبل والنهر !!! | tariq | 07-17-04, 11:54 AM |
Re: محمد طه محمد احمد ( الكوز ) ما بين الجبل والنهر !!! | tariq | 07-17-04, 08:57 PM |
Re: محمد طه محمد احمد ( الكوز ) ما بين الجبل والنهر !!! | المسافر | 07-18-04, 00:36 AM |
محمد طه شخصية مشوشة | Yasir Elsharif | 07-18-04, 01:20 AM |
Re: محمد طه محمد احمد ( الكوز ) ما بين الجبل والنهر !!! | tariq | 07-18-04, 12:08 PM |
Re: محمد طه محمد احمد ( الكوز ) ما بين الجبل والنهر !!! | Dr.Elnour Hamad | 07-18-04, 05:11 PM |
Re: محمد طه محمد احمد ( الكوز ) ما بين الجبل والنهر !!! | Haydar Badawi Sadig | 07-18-04, 08:23 PM |
Re: محمد طه محمد احمد ( الكوز ) ما بين الجبل والنهر !!! | tariq | 07-19-04, 03:14 AM |
Re: محمد طه محمد احمد ( الكوز ) ما بين الجبل والنهر !!! | Omer Abdalla | 07-21-04, 07:20 AM |
المرء مطوي تحت لسانه، فتحدثوا تُعرفوا | Yasir Elsharif | 07-21-04, 12:32 PM |
Re: محمد طه محمد احمد ( الكوز ) ما بين الجبل والنهر !!! | haleem | 07-22-04, 05:32 AM |
|
|
|