عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صديق نورالدين ( KOSTA )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2007, 11:47 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي (Re: KOSTA)

    الاخ كوستا تحياتي والشكر موصولا لك وانت تطرق وتنقل لنا احد القضايا المهمة المغيبة على الصعيد الداخلي واسمح لي بنقل هذه المقالة التي نشرها شخصي الضعيف في دورية ايلاف الالكترونية قبل اكثر من عامين ونيف لما لها من علاقة بالموضوع المطروح لك الشكر مرة اخرى مع اعتذاري بان المقالة طويلة شوية.



    في سؤال الهوية الثقافية السودانية
    محمود الدقم:

    ما ان يتناول كاتب او باحث ما بالنقد والتحليل جدلية الثقافات من منظور الثقافة والثقافة المضادة في المشهد السوداني، حتى تطل براسها إشكالية العرق كمؤسس بنيوي للثقافة وهذا شيء طبيعي باي حال في اي مجتمع كان افريقيا او مغوليا...الخ، بيد ان المعادلة الطبيعية تؤسس لكينونتها في مقامها الاول على العرق الفلاني بما يحويه من مجموعات تعتز بنسبها له و تجيش في دواخلها بمجموعة من المفردات الجمالية الجمعية في السياقات الفكرية، والاقتصادية، والسياسية، وكافة انماط النشاط الانساني الذي يخولها في كيفية التعامل مع بيئتها ولاسيما ان كانت هناك مجموعات عرقية تشاركها ذات الاحداثيات الجغرافية في الاطار الزماني.
    ولما كانت (الانا) العرقية في بدويتها تنظر الى الاخر من منظور المتوجس حتى يتم تقيمه لاحقا عن طريق تسوية سلمية ويحدث التعايش السلمي والوداد وتبادل المنافع المشتركة، او تقيمه تقييم عدواني وبالتالي يتم التنصيص لنظرية الغاء الاخر من على البسيطة، او اخصاءه ولاسباب غالبا ما يلعب البعد العرقي فيها بوصلة التقييم، تبقى فلسفة التطهر الاغراقي الشكلاني او المنتوج الثقافي للارث العرقي هو الذي يحدد استمرارية وتشكيل الوعي الانوي للمشهد الثقافي في حد ذاته.
    وبالعودة للمشهد الثقافي السوداني فاننا نقع في حيرة مزدوجة وانميا معرفية من امرنا بين التنكر لماضي كان كائنا قبل رسالة الاسلام يتمثل في الحضارة الكوشية التي دانت لها بعض امصار مصر والحجاز وبلاد الشام و جعلت الكوشيين يهزمون خيالة الروم كما ارود ذلك الدكتور جورج طرابيشي في كتابه (الرق والمشاع) وما زالت مفاعيلها سارية للان ولاسيما في ضروب الادب الشعبي، وبين تماهي عرقي عروبي سلخ روح التعايش السمحة التي نص عليها القران الكريم الداعي اصلا للتعايش السلمي بين مختلف الاثنيات والامم والشعوب، او كما قال الله سبحانه وتعالى (انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفو ان اكرمكم عند الله اتقاكم). لغة هذه المفارقة تم تدجنيها لاحقا برداء سياسي مع تورط ثقافي واصبح المثقف لحد ما تابع في فلك السياسي انطلاقا من الهيولى (الابوية) التي نشاءنا عليها كابر عن كابر اذا ما استنثينا فترة المملكة السنارية التي اسست لتعايش عرقي ثقافي حضاري سلمي بين العنصر الافريقي (عمارة دنقس) والعربي (عبدالله جماع) وتحولت المملكة السنارية لمركز اشعاع حضاري حط على اسوراها علماء دهاقنة من بلاد المغرب، والحجاز، ومصر، متعلمين وعلماء، وان كانت لم تسلم من تدخل السياسي الذي يعرف انه لا يعرف شيئا..
    ولما كان السودان يزخر بنسيج موزايكيي، قبائل عربية وفدت اليه من بطن الجزيرة العربية طلبا للتجارة ونشر الاسلام بالحسني، او طلبا للجوء سياسي و اقتصادي، او بحثا عن سلطة سياسية وقبائل افريقية منها ما هو وافد ايضا، ومنها من هو وجد قبلا كان الواقع الافتراضي المامول يرتجي تلاقح انساني يستمد سمته وروحه من ثقافات العرقيات السودانية جميعها.
    و حدث الاندغام لحد ما خصوصا عندما استمرت بعض القبائل العربية الوافدة الى الداخل السوداني الى كردفان ودارفور ووسط السودان بحدود ذلك التاريخ، وحدث تعايش سلمي وتعدد ثقافي انبنت اوالياته على الاخذ بالقديم الكوشي، الوثني مثل ( الربابة) و(الطمبور) او مثل (الراكوبة) ( طلاء ونقش البيوت باللون الابيض) عند قبائل الدناقلة، المحس، ( مثالا) وايضا (البنبر) كرسي الجلوس الصغير، طرق الري في الحواشات (الختان الفرعوني) الذي ما زال ساريا حتى الان في بعض المناطق الريفية، وغيرها من الطقوس التي تعايشت مع الاسلام بالرغم من ان الاسلام لا يقر ببعضها هذا التعايش معها كمحصلة عامة للتعايش السلمي الذي مخضت ومهدت له (ثقافة العرقيات) ا و ان شئت قل ثقافات الاعراق السودانية المختلفة اي المنتوج الثقافي الكلي للعرقيات ودوره في تكوين المشهد الثقافي السوداني، هذا المحصول الذي يشتغل اساسا على تكريس بذرة العيش بسلام مع الاخر ثم امتد الى مناجزة المستعر الدخيل التركي المصري اولا، ثم الانجليزي المصري ثانيا، شرقا هبت البجا والهندوة وغيرها من القبائل، وغربا كان الفور والمساليت والبقارة وغيرهم، وشمالا كانالمك نمر وتاجوج وغيرها من قبائل الشمال، ووقتذاك لم يتم التعرف على السودان بشكله الحالي حتى الممالك التقليدية التي تماسست وقتذاك على خلفيات اسلامية مثل (ممكلة تقلي) و(مملكة الفور) و(مملكة وداي) وغيرها، كانت قد عملت جاهدة في صياغة التعايش السلمي والتعدد الثقافي المنبثق عن التعدد العرقي (ثقافة الاعراق).
    لكن تحولت بوصلة ثقافة الاعراق بشكل فجاجي بعد استقلال البلاد او قبل ذلك بقليل، نتيجة للترسبات الماضوية واستفحالها عبر سياقات الازمنة، عندما بدا الانتصار و التنطع العرقي بين قوميات تزعم نسبها الى العباس جد الرسول صلى الله عليه وسلم، او عقبة بن نافع، او ابوجهل، وبين قبائل اخرى نيلية تزعم انها امتداد لله نفسه كما تنص اساطيرهم ومثيولجياهم، هذا التحاجج الموبؤ بزخم التافف من الاخر اللا مسلم من جهة والعنصر الافريقي المتوجس من الاخر من جهة اخرى, كان في اغلب تجلياته يتكيء على ا لدين و توسله به في المعركة الشفوية لان مشهدنا الثقافي السوداني اصلا مبني على الشفوية، وبدا لحد ما، التنكر للتعايش السلمي الكائن وذلك لعدة اسباب اهمها:
    اولا: الحلول في النسب و الحسب والتمسح ببركات الماضي المقتطع عرقيا واتساع رقعة البلاد، وخشوم البيوت، وشيوخ الكرامات الوهمية الذين يزينون للناس زخرف القول غرورا.
    ثانيا: تجارة الرق التي كانت سائدة ابان الحقبة التركية العثمانية، وتورط الكل في بورصة الرق من الزبير رحمة الى بعض تجار النوير والدنيكا، ثم تطور الامر لتدخل الكنائس الغربية لتغزي التنور نارا وتعمق مشاعر الكراهية بين الشمالين و الجنوبيين، لينتهي الامر بقانون المناطق المقفلة عام 1928 م تقريبا، وهذا بدوره ادى الى تحريف فسيفساء ثقافة الاعراق الى تكريس عرقية الثقافات الاستعلائية وارخى باسباله على المشهد الثقافي والتنوع العرقي وسؤال الهوية.
    ثالثا: الاستقطاب الطائفي الديني واختطاف النصوص القرانية وترجمتها الى (ابوية استضحاكية) ليتم تشيد لاحقا هيكل (الابوية اليوتوبية) واصبح الكل الذي تتكون منه جزيئيات المجتمعات الريفية مفرداتها( ابونا الشيخ- الطريقة الدينية الطائفية- القبيلة- ثم المحيط الجغرافي -الحلة او المحافظة- واخيرا الوطن).
    رابعا: تغْول السياسي على الثقافي، وجعله إمعة يصفق في و قت اللا تصفيق، ويطبل في وقت التطبيل، واللا تطبيل، وبالتالي اصبح المثقف يسترشد ببخور الشيخ ومسؤول الحزب الهيولي في كل صغيرة وكبيرة، ليصبح لاحقا عنصرا اساسيا في استغفال التعايش السلمي، ويؤرخ بدوره الى تكريس عرقية الثقافات الاستعلائية عرقيا واالمتعفنة.
    خامسا: بعيد حقبة الاستقلال اعتبر التحدث عن امر الهوية بنفس مفتوح وبارد، مغامرة محفوفة المخاطر، بحجة ان المرحلة مرحلة تنمية وتاسيس مفردات سياسية و ثقافية واجتماعية و اقتصادية جديدة، هذا بدوره ادى الى تعميق مشاعر الحقد المتبادل او كما يسميه الدكتور فرانسيس دينق ثقافة الاستيعاب مقابل المقاومة.
    سادسا: الثقة المفرطة لكثير من اثنيات الجنوب بمشاريع الغرب، التي وعدتهم بالمدينة الفاضلة وذلك عبر الارساليات الدينية المسيحية التي في الاصل طرقت كثيرا على موضوع الرق بشكل جاوز مستويات القبح.
    هذه النقاط وغيرها ادت الى قلب طاولة (ثقافة الاعراق) السودانية والتعايش السلمي والتوادد والرحمة، الى (عرقية الثقافات) الاستعلائية عرقيا اي ان العنوان الاساسي للتعامل مع الاخر ينطلق من منظور {انت قبيلتك شنو؟؟} وليس {ثقافة قبيلتك شنو؟؟} لياتي المثقف من هنا ومن هناك ينسج خيوط الغائيته للاخر من الوجود، وعدم الاعتراف به وذلك وفق يوتوبيا زائفة تجاوزها الزمن ناهيك عن رفض ديننا الاسلامي لها.
    فعندما جاء سيدنا سيلمان من بلاد فارس واسلم وجهه لله، لم ينهه الرسول صلى الله عليه وسلم عن نسب اسمه بعرقه اي سلمان الفارسي، كذلك الامر لبلال الحبشي وماريا القبطية وصهيب الرومي لان الاسلام في الاصل رحمة للعالمين، وثقافة عالمية مفتوحة على الثقافات الاخرى، يجادلها ويحاورها، ليؤسس فيما بعد التوفيقية بين نصوصه المقدسة ابدا، وبين العادات والاعراف الكائنة قبله وينشيء مجتعات تدين بالاحترام لبعضها البعض.
    واخيرا للخروج بمشهدنا الثقافي من نفق عرقية الثقافات العنصري، الى ثقافات الاعراق وعطاءها في الحيز الزماني والمكاني، علينا بداء اقحام مفهوم ومفردة السلام الاجتماعي للناشئة في دور الحضانة اولا ثم في المدارس ثانيا في منهاجنا المدرسية والتربوية، وفي خلاوي تحفيظ القران الكريم، وتاسيس مراكز بحث علمية تنتاول وبموضوعية اشكالية الهوية والحوار التنوعثقافي، وانفتاح المركز اكثر على الثقافات الاخرى المحلية، بغية التعرف عليها، ومحاورتها للوصول الى صيغة مشتركة لقوس قزح المشهد الثقافي السوداني الكسيح، وان يتحرر بعض مثقفي عرقيات الثقافات من اسرهم الوهمي، المتبلد، وتشجيع اقامة رحلات ومعسكرات صيفية بين الجنوب والشمال في الشمال والعكس، وصولا الى زيارات عائلية سياحية متبادلة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، وانشاء وزارة خاصة نعطها اسم مؤقت (وزارة الاندماج الاجتماعي والتنوع الثقافي) وان يرحمنا التلفاز ببرامج تتناول ثقافات العرقيات، والقبائليات المختلفة، و انشاء محطة تلفزونية خاصة بالتنوع الثقافي السوداني، بين مختلف الاثينات.
    ان السلام الحقيقي هو السلام الاجتماعي بين ابناء الوطن الواحد، وذلك عبر التصالح الطوعي الذاتي مع الذات وليس السلام المفروض فرضا وقهرا والذي يخدم اجندة اجنبية اكثر من اجندة و طنية.

    *ايلاف.
                  

العنوان الكاتب Date
عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-04-07, 09:52 PM
  Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-04-07, 10:00 PM
    Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-04-07, 10:35 PM
      Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-04-07, 11:24 PM
  Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي محمود الدقم05-04-07, 11:47 PM
  Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي سلمى الشيخ سلامة05-05-07, 00:31 AM
    Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي مجدي عبدالرحيم فضل05-05-07, 08:44 AM
      Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-06-07, 10:41 PM
        Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-06-07, 10:55 PM
          Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-09-07, 09:32 AM
          Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-09-07, 09:34 AM
            Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-09-07, 09:41 AM
  Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي سلمى الشيخ سلامة05-09-07, 11:59 AM
    Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-09-07, 08:48 PM
      Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-09-07, 09:16 PM
        Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي HAMZA SULIMAN05-09-07, 09:21 PM
          Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-10-07, 08:57 AM
            Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-10-07, 09:28 AM
              Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي نجوان05-10-07, 05:43 PM
                Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-10-07, 08:16 PM
                  Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-10-07, 08:24 PM
                    Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-11-07, 11:02 PM
                      Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي Amin Mahmoud Zorba05-12-07, 09:28 AM
                        Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-13-07, 08:29 AM
                          Re: عــزلـة الـمـبـدع الـســودانـي KOSTA05-18-07, 06:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de