شئ من الحنين (2)

Quote: وكما وعدتك بالعودة مجددا اعود مقتبسا جزءا مما كتبت قديما في احد المنتديات Quote: والصباح عندنا يكون عبر صياح ديك فاته الفجر ولكن رغما عن ذلك صاح معلنا عن وجوده مختلطاً صياحه مع بداية موسيقى الفراش الحائر للفنان عثمان حسين وكانت وقتها بادئة الاذاعة كنا نصحو معها معلنين استعداداً يشوبه التجهم ليوم جديد يكون مسرحه الحقل او ما نسميه بالتحتانية عندنا حيث نبدأ على عجل طقوس الصباح مبدأه يكون الشاي الذي نتحلق حول كفتيرته مصحوبا ببعضاً مما يؤكل وغالبا الكسرة او القراصة ونادراً اللقيمات او ما تسمى بالزلابية تصاحبها صيحات يا جنا ما تسرع اتأخرت. بعدها نبحث عن الزاملة وسعيد الحظ من يجد حمارا يقوم بشده وربط بطانه سارجا اياه في خيلاء للتحتانية ومن بعده يكون من لزم حماره عارياً وغيرهم ممن ارتجلوا كداري للحقل . وللتحتاينة عند الصباح مذاق رائع جدا ويختلف عند كل موسم الا في موسم الشتاء فله حكايات ساعود لها المهم يبدأ يومنا في التحتاينة غالبا بمواقع معينه مثل التقاط المتساقط من البلح في موسمه الذي يبدأ ببدايات بواكير الخريف وللدفيق وهو اسمه عندنا نصيباً كبيرا من الالتهام تكون بت البريسيمة اكثر المتضررين منه وبت البريسيم اسما لنخلة تموضعت عند احد الاركان في حوض لبرسيم في ساقية علي قديم يرجع استزراعه للهاش الباش دائماً عزالدين علي قديم واخوته وما احلى دفيقها فقد كانت تمتاز بسمعه طيبة بين مثيلاتها ولا تجارى الا من قليل اقربهن الحتاته وهي نخلة اخذت اسمها من صفتها وهي امتلأ اسفلها بالدفيق عند بواكير الصباح يكون غالبه قرام طير وهو كناية على ما نضج باكرا من الدفيق وكان للطير نصيبا فيه . والحتاتة رحمها الله هي معلم بارز من معالم ساقية الشيخاب تقع عند أطول الجداول وهي عبارة عن ثلاث نخلات ذات طول فارع وجريد يكاد يصل عنان السماء قلة هم وصلوا قمتها كان الواحد منا يأتي بغنمه فيشبع وتشبع هي من بقايا الحتاته ثم نعود بعد ان ناخذ نصيبنا من البلح واحيانا ممزوجاً بالمنقة وبعضا من البرتكان الذي كثرت جناينه وقتها ممتده على عشرات الافدنه قبل ان تجتث جذورها مستزرعه برسيماً او قصباً من بعد. ثم نعود لواجباتنا الممله كما كنا نحس جهلاً وقتئذ وغالبا يكون لنا اما ابقار او اغنام فصاحب الاولى هو محظوظ جداً فواجبه لا يتعدى السقيان و الديّير وهو المصطلح الذي يطلق على تغيير موضع وتدها حيث يكون قد محل الموقع القديم وكان لزاما تغييره والمواقع محفوظه غالبا بقايا حصاد او حشة برسيم زرنا ارضها ليلاً واخذنا منها ما اخذنا او كومة من نبات الحلفه الذي يكون خياراص غير مستساغ عند الابقار ومن بعد يخلو لمزاجاته ان كان خالي واجب والواجبات نفسها لا تخرج من اعداد علف الغداء او قرعان مويه او حتى اي واجب اخر وقله منا من يَسدر للحلة والصفه هذه لا ينالها الا اصحاب الحظوة وبعض جالبي الفطرات ونعود للثاني وما اشقاه حيث يعاني كثيرا وتتوقف معاناته على ما في عهدته من اغنام وضان فصاحب المعزة يكون سئ الحظ ويا له من تعيس ان كانن جافلات وكثرات الهبران على خضار الاخرين جالبه معها الكواريك واللوم واحيانا المشاكل والتي تنتهي بوقتها لسماحه طرفيها وكثرة جوديها وهم الذين يمرون وقتها بالطريق . أما صاحب الضان وهو الذي يكون في الغالبيكون مرتاحاص نوعاً ما فضانه هادئا حافظا لطريقه متيقنا بوجود ما يتمنى ويشتهي عند نهاية طريقة فهو اقل تعبا ومعاناةَ من الأخر.