بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 01:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أحمد طه(أحمد طه)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-19-2004, 09:54 AM

Ali Mahgoub

تاريخ التسجيل: 08-10-2003
مجموع المشاركات: 156

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر (Re: أحمد طه)

    محاكمة الدكتور مصطفى خوجلى:
    تم اعتقال الدكتور مصطــفى فى صباح الجمـعة ۲۳∕٧∕۱٩۷۱ وتم نقله الى معسكر الشجرة، ثم اعيد لوزارة الداخلية لترحيله الى سجن كوبر. ثم اعيد من جديد لمعسكر الشجرة بطلب من السفاح نمـيرى ، فوضع فى الغـــرفة رقم (۱ مع ۲۳ ضابطاً مـــعتقلاً. كان النهار قد انتصف وبدأت الاعـــــدامات. الا ان روح الضباط المــعتقلين كانت عالية، ومســــــتوى ثباتهم وشــــجاعتهم تفوق كل تصور. وكان فى الغرفى المجاوؤة قادة ۱۹ يوليو.
    وفى صباح السبت ۲٤/۷، حوالى التاسعة ، اقتحم خالد حسن عباس الغــرفة متهيجاً ومعــه الضابط فتحى ابوزيد، فتوجــه نحو دكتــــور مصطفى وبدأ يكيل له الاتهامات والاستفزاز، وقال له انت السب فى كل هذه الحوادث وقتل الابرياء. وبعد لحظات دخل الغــرفة محترف القتل ضابط المظـــــلات محمـــد ابراهيم واقتاد مصطفى الى مكتب الســــفاح نمـــــيرى الذى كان يجلس على يساره خالد حسن عباس وعلى يمينه ابو القاسم محمد ابراهيم وفتحى ابوزيد. انتفض السفاح نمــيرى مـن مقعده واتجه نحــو مصطفى وبدأ يضــــربه بقبضة يده ويكيل له ســباباً بذيئاً. وقال لــه انت عايز تبقى رئيس وزراء ، انت تعرف ايه عن السودان. وعندما عاد السـفاح الى مجلسه قال له خالد "افتكــر احســن نلحقة اصــحابه عشان يعالجهم فى الاخرة" وكانت امام السفاح ورقة عليها اسماء الذين سيعدمون مكتوبة بقلم رصاص فأمسك السفاح بقلم الرصاص واضاف اســم مصطفى خوجلى لآخر القائمة بكل برود. خــرج مــصطفى من المـــكتب وقد تاكد من حكم الاعدام. وتمكن من ارسال رسالة صغيرة لزوجته يخبرها بأحتمال الاعدام ... على خفيف حسب تعبيره.
    وفى المساء حوالى الساعة الخامسة والنصف، اســــتدعى مصطفى لتحقيق امام المقــدم عبـد الله الياس الذى ادار التحـــــقيق ليبرهن ان مصطفى خـوجــلى عضــــو فى اللجنة المـركزية للحـزب الشيوعى الســـــودانى، وانه اشـترك فى التخطيط، اجاب مصطفى "انه كان مــعتقلاً منذ ۳۰ مايو ۱۹۷۱ وخــرج مــن المعتقل صباح ۲۰ يوليو ،وبالتالى فكل التهم غـــــير ذات مــوضوع. بالاضــافة الى انه ليس عضواً باللجنة المـــــركزية للحزب الشيوعى. فقال له المحقق هناك شــاهد يثت عضويتك فى اللجنــة المـــــركزية للحــــزب الشـيوعى الســــودانى فتأجل التحقيق. عاد مصطفى لغرفة المعتقلين فوجد بها الشهيد جوزيف قرنق الذى احضر من كوبر.
    صباح الاحد ۲۵/۷، استدعى دكــتور مصطفى للتحقيق، الذى تأجل لعدم حضور الشاهد. ثم استدعاء فى المساء بواسطة المــقدم عبد الله الياس. فدخل المدعو معاوية ابراهيم مخموراً، وبادر مصطفى بقوله "ازيك يا ابوخوجلى. لســع فى حركاتك دى؟" ثم توجه ممثل الاتهام بســــؤال لمعاوية عن معرفته للمتهم فقال "انه يعرفه منذ عام ۱۹۵٦ وعملا سنوياً فى الحزب الشـــيوعى خلال سـنوات الحكم العسكرى وما بعده، ثم فى مـــكتب العـــلاقات الخارجية. ولكن بعد ثورة مايو اصبح من جناح عبد الخالق الذى بدأ يعمـــل لتحطيم ثورة مايو " ثم انهى حديثه واقسم على المصحف ووقع على اقواله. ورفض دكتور مصطفى ان يتوجه اليه بأى سؤال.
    وفى مساء الاثنين ۲٦/۷ اخذ مصطفى الى المحكمة وكانت برئاسة العقيد قســم الله الحـورى وعضوية المقدم مــهدى المرضى والنقيب كامل مســـاعد. وكان ممثل الاتهام المقــدم عبد الله الياس. فوجــهت المحكمـــة تهمتان لمصطفى: العضـــوية فى قيادة الحزب الشـيوعى الســــودانى الذى كان يعمــل للاطاحة بالسـلطة، وتحطيم ثورة مايو والوحدة الوطنية... الخ والثانية قيام الحزب الشيوعى بانقلاب مسلح لأستلام الســـلطة والعقــوبة الاعدام. كرر مصطفى اقواله التى ادلى بها فى التحقيق. ولكن المحكمة اجابت بانها ســــوف تسـتدعى شاهد الاتهام. وحضر المــــــــدعو معاوية ابراهيم مرة اخرى وكرر نفس اقـواله، ولكنه اضاف اليها ان مـــصطفى كان مســ،ئولا عن عمـــل الحـــزب فى الجامعــة لتنفيذ مـخططات عبد الخالق محجوب، وعن العمل وســــط الاطباء لتنفيذ المخطط وكلا المسئولتين مركزية. بعد ذلك توجه دكتور مصطفى بســـؤال واحد للمحكمة "اذا اراد شخص ما ان يثبت انك عضـــو فى تنظيم مـعين ناهيك عن قيادته فلابد لهذا الشــــخص ان يثبت اولاً انه عضــو وقيـــادى فى ذلك التنظيم. فهل الشـــاهد عضــو فى الحزب الشـــيوعى السودانى حتى ۱۹ يوليو؟" رفض رئيس المحــكمة الســــؤال على اعتبار انه تجـريمى. واخيراً رفض دكتور مــصطفى الادلاء باقوال او تقديم ســؤال ووجه حديثه للمحكمـــة "الواضح ان مهمـــة المحكمــة صورية واننى اعرف ان الحكم مقرر ســلفاً لذلك يصبح من العبث دخولى فى مناقشــــة معكم الثلاثة ولنا لقاء قريب." ثم القاء المقدم عبد الله الياس مرافعة الاتهام وانقضت المحكمة.
    وفى الســـاعة العاشرة مساء استدعى دكتور مصطفى لمكتب العقيد احمــد محمــد الحســن رئيس القضاء العســــكرى وتلى عليه الحكم بالسجن عشـرين عاماً. وفى حوالى الرابعة صباحاً حضر ابو القاسم محمد ابراهيم مــخموراً الى الغــرفة وكان الدكتور مــصطفى نائماً. فأيقظه احد جنود المظــلات وامره بالخروج، وعندما قابل ابوالقاسم ابتدره قائلاً "حصل ايه؟" فســأله مصطفى فى أيه؟ قال "فى الحكم" قال مصطفى "عشرين سنة" قال له مبروك وانصرف. وفى صباح الثلاثاء ۲۷/۷تم نقل دكتور مصطفى الى ســـــجن كوبر. ولما فض ضابط السـجن الظرف المختوم بالاحمر والذى يحوى الحكم، ووجد العقوبة سجناً نهض وعانق دكتور مصطفى.
    * * * * *

    رائد مبارك حسن فريجون:

    بعد مقاومة كتيبة جعفر البطولية بأمدرمان، تم اعتقال الرائد فريجون. ومنذ لحظة اعتقاله حاول جنود المظلات اطلاق النار عليه واعدامه واطلقوا بالفعل عدة اعيرة فى اتجاهه لولا تدخل عريف من المدرعات طلب من الجند اخذه حياً لانه مطلوب فى معسكر الشجرة، وعندما اوصلوه الى سلاح المهندسين حاول الرائد فتحى ابوزيد ان يتفرسن ويتجاسر فاصدر الاوامر للجند باعدام مبارك ومن معه من الضباط والجنود، ومرة اخرى تدخل ضباط من سلاح المهندسين وحالوا دون ذلك. وفى صبيحة يوم ۳۰/۷ نقل مبارك الى الشجرة حيث قوبل بحشد من الجنود الذين صرفت لهم الاوامر من مجلس الثورة للارهاب والاستفزاز وتحقير ثوار يوليو.
    فى نفس اليوم اخذت له خلاصة البينات، ثم تجمع حوله عدد من الصحفين الليبين والمصريين ومعهم العميد احمد محمد الحسن الذى اعلن لهم "هذا هو الرائد فريجون من الخونة" وردح على الطريقة المصرية، بينما كان الصحفيون يلتقطون الصور . بعد ذلك استدعى السفاح نميرى الرائد مبارك وطلب من ان يوضح له الدوافع الحقيقية لتلك الخيانة حسب تعبيره. فأجاب مبارك "انا ما خائن" فرد عليه نميرى "كل من اشترك فى الحركة خائن حتى تثبت براءته."
    وفى يوم السبت ۲٤ يوليو بدأت المحاكمة التى كان يتشوق لأصدار حكمها بالاعدام كل من احمد عبد الحليم واحمد محمد الحسن. وبدأت المسرحية بتلفيق تهم غير محددة واحضار شهود من الضباط والجنود الموالين للردة لطبخ الاقوال واثبات الاتهامات وتصوير تطور الاحداث بطريقة تخدم اهداف مجلس ثورة السفاح نميرى. وفى صبيحة ۲۵ يوليو، اعلن احمد محمد الحسن ان الحكم هو ۷ سنوات سجن وتم ترحيله الى سجن كوبر، وبعد عشرة ايام تم استدعاء الرائد فريجون الى وزارة الداخلية وفتح ضده بلاغ جديد بنفس التهمة التى سبق وحوكم بها امام المحكمة العسكرية بحجة ان الحكم الذى صدر كان خفيفا نسبة للمعلومات التى توفرت فيما بعد رغم مخالفة ذلك للقانون العسكرى. وبعد تحقيق دام ۱۵ يوماً وشهرين من الانتظار، اخطر الرائد فريجون بشطب القضية لأسباب سياسية.
    * * * * *

    النقيب عبد الرحمن مصطفى خليل:

    تم اعتقاله عصر ۲۲ يوليو فى مكاتب لواء المدرعات الاول، بواسطة مجموعة من الجنود يتقدمهم الرقيب اسماعيل سعيد فى دبابة. بدأ الجنود يطلقون الرصاص حول قدميه ويهددون بقتله ويضربونه من الخلف بموخرة رشاشاتهم حتى اوصلوه الى مدرسة المدرعات وادخلوه مع بقية المعتقلين وعددهم عشرون فى مخزن مهجور للسلاح مساحته اربعة امتار مربعة، ثم نقلوه الى مكاتب سلاح المدرعات. وطيلة الليل ظل الجنود يحيطون بالمكتب يتفوهون بعبارات نابية واستفزازية، ويتوعدونه بالاعدام فى الصباح.
    بقى عبد الرحمن فى غرفة المعتقلبن، وهناك تأكد لهم منذ الليلة الاولى ان المحكمة الفعلية التى تصدر الاحكام مكونة من مجلس الثورة واحمد عبد الحليم قائد سلاح المدرعات، واحمد محمد الحسن قائد فرع القضاء العسكرى، وان المجالس التى يقف امامها المتهمون صورية. وفى صباح الخامس والعشرين من يوليو خضر ابو القاسم محمد ابراهيم لغرفة الضباط المعتقلين وهدد كل الضباط بالاعدام مؤكداً ان اى ضابط اشترك فى الحركة سوف بعدم ثم امر الجنود بتشديد الحراسة ومنع اى ضابط او جندى من الاقتراب من المعتقلين.
    بعد اخذ خلاصة البينات وقف عبد الرحمن امام المحكمة التى استمرت لمدة خمس دقائق فقط واعيد لغرفة الاعتقال. وعندما حاول الاتصال بالعقيد على على صالح قائد مدرسة المدرعات كشاهد دفاع، قال له "لو حضرت كشاهد دفاع فأننى سوف اعجل بأعدامك" بعد ذلك حضر المقدم عبد القادر احمد محمد ومعه بعض جنود المظلات ووقف خارج الغرفة وبدأ يكيل السباب والاستفزاز لعبد الرحمن، وحاول ان يطلق عليه الرصاص من مدفع صغير يحمله، ثم توعده بالاعدام فى الصباح الباكر. وعلم بعض الضباط العاملين انذاك ان القائمة التى حدد فيها السفاح نميرى احكام الاعدام تحوى اسم عبد الرحمن. فظل يتوقع تنفيذ الاعدام فى اى لحظة.
    وفى يوم ۲٦/۷ اعلنته المحمة انها حكمت عليه بالسجن ۷ سنوات، وعلم فيما بعد ان احمد عد الحليم اخذ ورقة الحكم وقدمها للسفاح نميرى واحمد محمد الحسن واعادة الحكم مرة اخرى للمحكمة لأعادة المحاكمة. فأعادتها المحكمة مرة اخرى بنفس الحكم السابق . فأخذ احمد عبد الحليم الاوراق ووجه السباب لضباط المحكمة ووصفهم بالجبن واتجه من جديد نحو احمد محمد الحسن ونميرى، وبقيت اوراق الحكم فى مكتب احمد عبد الحليم حتى يوم ۳۰∕٧ حيث حضر احد الضاط برتبة ملازم واعلن عبد الرحمن ان الحكم ۱٤ سنة سجناً وان ضباط المحكمة رفضوا الانصياع لضغوط احمد عبد الحليم بأصدار الحمك بالاعدام – (كانت المحكمة مكونة من العقيد محمد ميرغنى قائد سلاح المقاتلات، يعاونه الرائد فاروق خوجلى والرائد عثمان السيد. وكان ممثل الاتهام بابكر عبد المجيد الذى رفض دخول اى شاهد اتهام احضرته قوات المظلات والمدرعات."
    بعد ذلك اقتاد الحرس عبد الرحمن الى مكتب احمد محمد الحسن الذى اعلنه بالحكم النهائى وتم نقله لسجن كوبر بحراسة مشددة ومنه نقل الى سجن شالا.
    * * * * *
    نقيب محمد احمد محجوب:
    اعتقل بالقصر الجمهورى مساء ۲۲ يوليو مع عدد من الجنود والضباط بينهم الشهيد احمد جبارة ونقل الى معسكر الشجرة. ووضع فى غرفة القرقول الرئيسية حتى الثانية صباحاً حيث انضم اليه عدد من ثوار يوليو منهم الشهيد محمد احمد الزين، ثم نقلوا جميعاً الى الغرفة رقم (۱ التى كان بها الشهيد محجوب ابراهيم وبقية المعتقلين. بقى محمد احمد محجوب فى هذه الغرفة اسبوعاً كاملاً وشهد كل الاحدلث لحظة بلحظة. وكان آخر من ودع الشهيد الشفيع عندما احضروه بعد التعذيب مضرجاً بدمائه متورم الوجه وعلى عينه اليمنى فوق الحاجب جرح غائر وسأل الدم على وجهه وعنقه وبلل ملابسه. فلما انزعج محمد احمد محجوب من هذا المنظر جمع الشفيع كل قواه، وقال له "ولا يهمك نتقابل فى كوبر" فساعده محمد احمد على حمل حقيبته الصغيرة التى تحوى بعض الملابس وفرشة الاسنان ومعدات الحلاقة.
    بدأ التحقيق بعد اربعة ايام وكان ممثل الاتهام العقيد عبد الوهاب البكرى الذى لم يخفى حماسه لأنزال حكم رادع على المتهم. لم يكن هناك شاهد اتهام سوى الرائد يعقوب اسماعيل الذى اعتقل محمد احمد بالقصر. ولما تضاربت اقواله طلب ممثل الاتهام تحويله الى شاهد عدائى او شاهد دفاع. ولما فشلت المحكم فى تحديد جريمة حسب الاتهامات، اصر احمد محمد الحسن على اصدار الحكم باى شكل. وقال محمد احمد محجوب لأعضاء المحكمة:"انا هناك اوامر بتوقيع اى عقوبة وانا مستعد لهذه العقوبة واقدر للمحكمة موقفها.
    بعد ذلك اعلن محمد احمد بأن الحكم هو عامين سجن، وفى المساء وصله اعلان اخرى بان الحكم هو عشر سنوات سجناً، وكانت الاذاعة قد اذاعت ان الحكم خمس سنوات وكذلك الصحف ولم يبلغ بالحكم الحقيقى الا فى سجن كوبر.
    وخلال فترة انتظاره للنطق بالحكم، أستدعاه السفاح نميرى وحاول ان يستلخص منه معلومات عن معاملته للشهيد عبد الخالق محجوب ودكتور عزالدين على عامر عندما كانا تحت حراسته فى السجن الحربى. وعندما انتهى السفاح نميرى من حديثه مع محمد احمد تدخل الرائد عمر على محقر – سكرتير السفاح- وقال ان محمد احمد محجوب شتم مجلس الثورة المنحل بعد ۱۹ يوليو وشتم السفاح نميرى وسعى الى ضم القوات الخاصة بحراسة السفاح لقواته فى يوم ۲۰∕٧ فاعيدت المحاكمة من جديد وسألته المحكمة عن الصور التى التقطت له فى قاعة الاجتماعات بالقيادة العامة مع وفد الهيئات النقابية التى ايدت سلطة ۱۹ يوليو. واخيراً حكمت المحكمة ببراءة المتهم ولكن احمد محمد الحسن اصر على اصدار حكم بالسجن.
    * * * * *
    نقيب محى الدين ساتى:

    اوقف فى قاعة ناصر الجوية مساء ۲۲ يوليو تم اعتقال بالكلية الحربية ووصل الى معسكر الشجرة صباح ۲۳ يوليو.
    اخذ خلالصة البينات العقيد صديق البناء ومثل للاتهام امام المحكمة التى ترأسها العقيد محمد حسين طاهر. قال ممثل الاتهام انه ليست لديه ادعاءات ولا يوجد شهود اتهام. ولكن رئيس المحكمة قرر الادانة. فثار محى الدين وطلب من رئيس المحكمة ان يحدد له كيف توصل للادانة دون تهمة مثبة ودون الاستماع لشهود اتهام. فأجاب الرئيس بأن الموضوع ليس فى يده، وطلب منه ان يدلى بأى أشياء تخفف عليه الحكم والعقوبة. فرفض محى الدين الادلاء بأى شئ. وفى مساء نفس اليوم اعلنت الاذاعة ان محى الدين حوكم بالسجن ٦ سنوات وفى صباح اليوم التالى اعلن رسمياً ان الحكم ۱۰سنوات سجناً.
    * * * * *
    محاكمة الملازم عبد العظيم عوض سرور:

    تم اعتقاله مساء ۲۲ يوليو، ونقلوه الى معسكر الشجرة. عرضوا عليه ان يصبح شاهد ملك، ثم نقلوه الى معتقل سلاح المهندسين، وكان يحضر اليه مامون عوض ابوزيد لثلاثة ايام متتالية عله سيحصل منه على معلومات عن التنظيم العسكرى وعن الحركة. وبدأ مامون بأسلوب الصديق الحادب، والاغراء الناعم بأنه سيضمن له البراءة والبقاء فى الجيش وحياة عظيمة. ثم قدم له ورقاً واقلام ليكتب. رفض عبد العظيم الاستجابة. لجأ مامون لأسلوب التهديد، وقال له سوف تعدم اذا لم تكتب وتعترف. وبعد ثلاثة ايام اخذه مامون الى معسكر الشجرة واخده وبلا حراسة وكان يحاول اقناعه انه صديق حادب على مصلحته وعندما وصل الى الشجرة ادخلوه الى السفاح نميرى الذى حاول ان يظهر بمظهر الصديق الودود. وقال له السفاح نميرى " اريد ان تساعدنا فى معرفة الحقيقة لاننى لا اعرف شيئاً حتى الان .. واشياء كثيرة تبدو غير واضحة، وانك تستطيع ان تدلى بما يمكننا من توجيه هذه المحاكمات المضطربة وانقاذ الكثيرين من الابرياء وان توضح من هو المجرم الطليق. ثم وعده بالبراءة ومكافأة عظيمة. رد عليه عبدالعظيم بأنه لا يعرف شيئاً. فقال له السفاح نميرى انك تعرف كل شئ. ثم امر الجنود بارجاعه الى معتقل سلاح المهندسين وطلب منه ان يفكر ويكتب ويعود مساء الغد.
    وفى الطريق الى سلاح المهندسين كان مامون عوض ابوزيد يكرر عليه ان يكون عاقلاً ولا يرفض تقديم المعلومات. وكان مامون يشك فى موقف المقدم صلاح عبدالعال، ويقول لعبدالعظيم : هو معاكم ولازم تكشفه. فرد عليه عبدالعظيم انه لايعرف صلاح عبدالعال ولم يشاهده ابداً.
    فى الغد اخذوا عبدالعظيم مرة اخرى الى الشجرة لمقابة السفاح نميرى الذى كان نائماً. فقابله العميد احمد عبدالحليم الذى بدأ يحدثه عن رحمة الرئيس وشفقته وسموه، وكذلك مدى بطشه وقسوته وجبروته اذا لم ينفذ طلبه. وطلب منه ضرورة كشف المخطط لأن الرفض معناه الاعدام. وهنا استيقظ السفاح نميرى وبدأ يواصل الحديث. فطلب من عبدالعظيم المعلومات التى كتبها. فقال عبدالعظيم :لم اكتب لأننى لا اعرف شيئاً. واثناء الحديث دخل خمس من الوزراء سمح لهم السفاح بالدخول والبقاء. وفجأة غير السفاح اسلوبه وبدأ يصيح كالمجنون ويضرب على المكتب بقبضته ويرغى ويزبد، واخيراً هدد عبدالعظيم :عندك فرصة لغاية باكر، اما تكتب المطلوب وبالتفاصيل، او تكون جاهز للدروة. وخرج عبدالعظيم لينتظر الدروة باكر. حسب ما قال لاصدقائه المعتقلين من الضباط.
    بدأت محاكمة عبدالعظيم بأخذ خلاصة البينات بدون مجلس تحقيق، وقدم لمحكمة برئاسة العقيد حينذاك محمود عبدالرحمن الفكى، وذلك بعد اتصالات قام بها احمد محمد الحسن رئيس فرع القضاء العسكرى الذى اعد المحكمة اعداداً خاصاً حيث وضع رئيس واعضاء مجلس الثورة كشهود اتهام وبالتالى لا يحضرون للمحكمة. ولم ينكر عبد العظيم التهم التى وجهت اليه، واعلن انه يعرف طبيعة المحكمة ونوع الحكم. وحوكم بعشرين سنة سجناً.
    * * * * *
    الملازم فيصل مصطفى:

    تم اعتقاله فى مدينة الجنينة يوم ۱٥∕۸∕۱۹٧۱ نتيجة وشاية بعد ساعة من وصوله المدينة. اخذ الى مركز البوليس وكشف عن هويته ووضعه، حيث كانت الاذاعة والصحف تكرر النداء بالقبض عليه . ثم حولوه الى حامية الجيش وبدأ معه التحقيق ووضع فى غرفة ضيقة اشبه بالزنزانة واقفلت نوافذها بالسلك الشائك، وفى صباح ۱٦/۸ اخطره قائد الحامية المقدم ارباب بترحيله للخرطوم بطائرة حربية، وان يحكم كتاف يديه ورجليه بالحديد وصحبة حراسة من ضابط وعشرة جنود بالطائرة وعند وصول الطائرة لمطار الخرطوم تم ترحيله الى القيادة العامة وهناك احيط باعداد كبيرة من الجنود بكامل اسلحتهم وعشرات الجنرالات، وتعرض لأستفزاز وسباب ووعيد بالانتقام. ثم بدأ معه التحقيق فى الاستخبارات العسكرية، ثم نقل الى معتقل سلاح المهندسين وبقى فيه حتى ۲۳∕۸ حيث قدم للمجلس العسكرى الايجازى العالى برئاسة العقيد فابيان اقام لونق، وممثل الاتهام المقدم عبد الوهاب البكرى الذى حدد التهم تحت الامر الجمهورى الثانى والرابع والمادة ۹٦ من قانون العقوبات والمادة ۲۱ والمادة ۲۷ من قانون القوات المسلحة. لم يكن بالمحكمة شاهد اتهام ولم يسمحوا للمتهم أحضار شاهد دفاع او صديق. استغرقت المحكمة نصف ساعة. نصفها لخطبة الاتهام ونصفها لأسئلة المجلس. ثم رفعت الجلسة واعلن بالحكم فى سلاح المهندسين يوم۱۸∕۸ - حيث استدعاه ضابط امن - ان الحكم عشرون عاماً، واضاف "جاءت خفيفة، كنا عايزنها دروة"
    * * * * *
    الملازم هاشم مبارك:

    تم اعتقاله عصر ۲۲ يوليو وتم نقله الى معسكر الشجرة. وبعد بضعة ايام استدعاه السفاح نميرى الذى كان يعرف الكثير عنه مثل الوحدة التى كان يعمل بها والدور الذى قام به. وحاول ان يدخل معه فى حوار عن اسباب اشتراكه فى حركة ۱۹ يوليو. وخلال الحديث وقف احد الضباط الذين تم اعتقالهم فى ۱۹ يوليو وقال للسفاح نميرى لقد اعتقلنى هذا الضابط. ولم يكن هذا صحيحاً. ولكن السفاح نميرى كان يحتاج لمثل هذه الشهادات المزورة لتدبير الحكم. ثم قدم هاشم لمجلس عسكرى برئاسة العقيد فابيان لونق. ولكن السفاح اعادة الحكم للمحكمة ثلاثة مرات لأنه اعتبره خفيفاً، حتى صدر عليه الحكم فى ۱∕۸ وارسل الى سجن كوبر.
    * * * * *

    ملازم على محمد زروق:

    تم اعتقاله فى ۱٥∕۸ بمدينة الجنينة فى منزل احد زملائه فى الدراسة بعد ان بلغ عليه والد زميله. وقد تعرض لنفس الاجراءات التى تعرض الملاوم فيصل مصطفى. ثم اخذوه لمقابلة مجلس الثورة، وكان فى المقابلة السفاح نميرى، وزين العابدين محمد احمد وابو القاسم هاشم وابو القاسم محمد ابراهيم، كما حضر المقابلة منصور خالد وبعض كبار ضباط القوات المسلحة. وعندما واجهه السفاح نميرى هو وزميله فيصل، بادرهم بالصياح المسعور: خونه متامرين ثم تلفظ زين العابدين بالفاظ بذيئة نابية، وشاركه السفاح نميرى فى السباب المبتذل الذى يعف لسان الرجال عن التلفظ به. ثم اضاف زين العابدين " يوليو بتاعتكم دى لحم راس" شى استخبارات بريطانيا وامريكانية وشيوعية، جايطه " ثم نهض واخذ يرقص بحركات مستهجنة حول الملازم على وهو يغنى "مادوامة". بعد ذلك امر السفاح بأجراء التحقيق فوراً وتشكل مجلس عسكرى للمحاكمة. وقد تم ذلك فى الاستخبارات العسكرية. ثم نقل الى سلاح المهندسين وهناك تعرض لأستفزازات وسباب من بعض الجنود والرائد فتحى ابوزيد.
    انعقدت المحكمة يوم ۲۳∕۸ برئاسة المقدم فيبين ومثل الاتهام العقيد عبد الوهاب البكرى. كانت المحكمة صورية لم تستمع لشاهد أتهام ورفضت طلب المتهم بأحضار شاهد دفاع او صديق او كتابة خطبة دفاع او حتى استجواب ممثل الاتهام فى اقواله المتناقضة. وفى ۲۸∕۸ اعلن بالحكم ۱۵ عاماً سجناً، وعلق ضابط امن المهندسين واسمه الرائد شرف الدين " جات خفيفة. كنا عاوزنها دروة "

    ملازم احمد الحسين:

    تم اعتقاله فى الساعة التاسعة مساء ۲۲ يوليو فى الخرطوم من وزارة الداخلية وقام باعتقاله بعض جنود المظلات واحد الضباط وقوة اخرى يقودها المقدم زياده صالح الشيخ. ومن وزارة الداخلية اقتادوه سيراً على الاقدام حتى السفارة المصرية حيث تم حجزه مع ضباط آجرين معتقلين. فاحتج احمد الحسين على حجزهم واعتقالهم فى السفارة المصرية وطلب من الضابط المسئول تفسير ذلك. وكانت مجموعة من الجنود الموالية لقوات الردة ملتفة حول احد رجال السفارة المصرية يتحدث فيهم ( اوصاف المصرى من رجال السفارة، ممتلى الجسم، على رأسه صلعة خفيفة وجلحات وبجواره عربة سوداء).
    من السفارة المصرية نقلوه وبقية المعتقلين الى الشجرة، وادخلوهم فى قرقول اللواء الثانى، فوجدواهناك الشهيد عبد المنعم محمد احمد محتجز داخل زنزانة، ومجموعة من الضباط المعتقلين بينهم الشهيد احمد جبارة الذى كان نائماً. وفى نفس الليلة تم ترحيل احمد الحسين الى مكتب رئاسة سلاح المدرعات حيث تعرض ومن معه للاستفزاز والاهانة وللسلب والسرقة فنهبوا ساعاتهم وما معهم من نقود. استلقى احمد الحسين ونام حتى ساعة متاخرة من الليل حيث استيقظ فوجد الشهيد محجوب ابراهيم، وسمع صوت الشهيد عبد المنعم فى الغرفة المجاورة يتحدث بثبات أثناء استخوابه. وفى صبيحة يوم ۲۳ احضروا لنفس الغرفة الشهيد ابو شيبة والشهيد بشير عبد الرازق والشهيد الحردلو والشهيد ود الزين والشهيد احمد جبارة ثم حضر الشهيد الشفيع.
    بعد اخذ خلاصة البينات، توجه احمد الحسين للمحكمة ، وكان حسبما اعلن ان رئيسها المقدم عبد المنعم حسين، ولكن احمد محمد الحسن رئيس فرع القضاء العسكرى تدخل وغير رئاسة المحكمة وفرض نفسه رئيساً عليها، كما غير الرائد الذى اخذ خلاصة البينان وكان مفروضاً ان يتولى مهمة ممثل الاتهام، واستبدله بالعقيد احمد يحيى عمران. وتحولت كل هيئة المحكمة الى ممثل اتهام. وكان احمد محمد الحسن يسرد على المتهم فقرات وحقائق دارت بينه وبين قائد سلاح المدرعات احمد عبد الحليم منذ امد بعيد. وظل ممثل الاتهام يكرر اكثر من مرة مطالبته بانزال أقصى العقوبة على المتهم ليكون عظة للاخرين . وكان احمد محمد الحسن يتظاهر خلال المحكمة بانه نعسان وتعبان، ويغفو وينام من حين لآخر، ثم يوجه اسئلته بطريقة مسرحية واستفزازية للمتهم. ورفضت المحكمة فى النهاية ان تسمح للمتهم بتقديم خطبة دفاع شفوية او مكتوبة.
    * * * * *
    نقيب صلاح السماني:

    بعد اعتقاله فى موقع كتيبة جعفر، تم نقله الى سلاح المهندسين، وهناك تعرض مع بقية الضباط للتحرشات من حثالة القوات المسلحة والشعب السودانى من جنود المظلات يقودهم ويوجههم فى جبن وخسة الرائد فتحى ابو زيد. وفى سرعة محمومة اخذت له خلاصة البينات ومثل امام المحكمة التى ترأسها العقيد الطاهر محى الدين، ولم تستمر المحكمة اكثر من ربع ساعة دون ان تتاح لصلاح فرصة الدفاع او التقيد بابسط قواعد القانون العسكرى واجراءات المحاكم. وظل فى معتقل الشجرة حتى يوم ۲۸∕۷∕۱٩۷١ حيث حضر السفاح نميرى وهو فى حالة هستريا وتشنج حيوانى ومخمور بدرجة لا تليق بالمدمنين ومرتادى الانادى، وكان بصحبته احمد محمد الحسن، واخطرا صلاح بالحكم وهو ۱۵ عاماً سجناً. وتم نقله الى سجن كوبر الذى تحول الى معتقل للشرف والبطولة.
    * * * * *
    نقيب عباس عبد الرحيم الاحمدي:

    بعد اعتقاله فى مكاتب لواء المدرعات الاول، تم ترحيله فى عربة سكارت تحت حراسة مجموعة من الجنود يحملون اسلحة معمرة وجاهزة للضرب. وبعد مناقشات بين الحرس واحد ضباط المدرعات تم ترحيل عباس الى مكتب مدرسة المدرعات. وبعد ساعة من الزمن حضر رقيب من سلاح المظلات واقتحم المكتب ووجه البندقية ج ۳ التى كان يحملها لابادة كل الضباط المعتقلين. وهنا اسرع رقيب من سلاح المدرعات وامسك بالبندقية ورفعها نحو سقف القرفة واخرجه من المكتب. وكان رقيب المظلات يسب ويستفز ويلعن ويتوعد بالقتل والثأر لمن ماتوا فى بيت الضيافة. وفى مساء نفس اليوم حوالى الساعة التاسعة مساء حضر نقيب علم الهدى محمد شريف ومعه الملازم كمال سعيد صبره يحملان ورقة عليها ۲۱۵ اسماً للذين تقرر سلفاً اعدامهم حسب ترتيب الاسماء. ثم اشرف على توزيع المعتقلين.
    فى يوم ۲۳ يوليو حضر ابو القاسم محمد اراهيم ومعه ضابطان من المظلات وعدد من الحرس وسأل المعتقلين " شى غريب، شنو الحاصل " ثم سأل من جديد " هل تحرك اللواء الاول ام اللواء الثانى؟".
    ثم بدأت الاعدامات فى الدروة الداخلية لمعسكر الشجرة وكان الجنود المكلفون بالحراسة يهرعون الى ساحة الاعدام " ليتفرجوا". وكانوا يحاولون ادخال الرعب فى نفوس المعتقلين بعد كل اعدام ولكن دون جدوى مما اثار حنقهم على المعتقلين حتى انهارت اعصابهم. وذات مرة بعد ان عادوا من مشاهدة الاعدام ، سألهم احد الحرس " كيف الضرب؟ اجابوا" يا سلام ياخى حاجة جميلة، خلو لك ضهورهم زى الغربال. وسألهم جندى اخرى " الدور على منو حسع ؟" اجابوا " الدور على عمر وقيع الله " ( الذى كان مع النقيب عباس فى غرفة واحدة). كان الجنود يتفوهون بهذه العبارات لبعضهم البعض الا ان هدفهم كان اياك اعنى واسمعى ياجارة.
    بعد خلاصة البينات، وقف نقيب عباس امام محكمة برئاسة المقدم عبد المنعم حسين. وقد حكمت المحكمة ببراءته. ولكن احمد عبد الحليم اصر على اعادة المحكمة، وطلب من احمد محمد الحسن استدعاء شهود اضافين من لواء المدرعات الاول. وبالفعل حضر الشهود ولكنهم انقلبوا الى شهود دفاع. ولم يقتنع احمد عبد الحليم واحمد محمد الحسن فوضعا حكم من عندهما وهو ٦ سنوات على ان يرفع الى السفاح نميرى، لأن احمد عبد الحليم صرح بان الاحمدى لا يمكن ان يكون بريئاً ولسؤ حظ احمد عبد الحليم واحمد محمد الحسن، حضر السفاح نميرى فى حوالى الرابعة فجراً فى حالة سكر شاذة، فقدمت له الاوراق ووقع على الحكم وهو ست سنوات كما وضعه احمد عبد الحليم. وفى الصباح حضر احمد محمد الحسن وعرضت عليه الاوراق لأعلان الاحكام بوصفه رئيسا لفرع القضاء العسكرى. فهاج وازبد وسأل مين الى وقع على الاوراق دى. فقيل له الرئيس نميرى. فتراجع وقال بلهجته المصرية: دا محظوظ أوى، كان لازم يأخذ خمستاشر سنة على الاقل – خلاص نادوه.
    ونودى على عباس واعلنوه بالحكم وارسل الى السجن.
    * * * * *
    ملازم فيصل محجوب كبلو:

    قضى ليلة ۲۲ يوليو فى الاعتقال بمعسكر سلاح المظلات، ونقل يوم ۲۳يوليو لمعسكر الشجرة، وهناك استقبله المقدم عبد القادر احمد محمد وملازم يدعى فتحى عبد الغفور (من اقارب مامون عوض ابوزيد ) بالاستفزاز والسباب. وكلاهما جبان لا يجرو فى الظروف العادية على رد التحية كاملة.
    كان المعتقل فى الشجرة اشبه بما تصوره القصص عن معسكرات الاعتقال النازية: الارهاب والاحقاد والفوضى والتعذيب وانعدام كل صلة بما هو إنسانى.
    بعد فترة تم استدعاء فيصل امام السفاح نميرى الذى كان مخموراً. فسأل فيصل " ضربتنى ليه "، فرد عليه فيصل: انا ما ضربتك لأنى ما شفتك وما قابلتك. فرد عليه السفاح: " يعنى انا كذاب ؟ انا حأنادى ثلاثة شهود يشهدوا ضدك " فقال له فيصل: ما فى داعى للشهود. وفى تلك اللحظة دخل احمد محمد الحسن: فسأله السفاح نميرى مشيراً الى فيصل: دا منتظرين بيهو شنو؟ فاجاب احمد محمد الحسن: محكمته جاهزة ياريس.
    وفى تلك المحكمة التى انعقدت برئاسة ابكدوك، لم تجد المحكمة ما يبرر اصدار حكم رادع بالمستوى الذى طلبه السفاح نميرى، فأصدرت حكمها بالسجن خمس سنوات. ولكن السفاح تهيج وطالب بتكوين محكمة اخرى برئاسة العقيد الطاهر محى الدين، وممثل الاتهام احمد يحي عمران، فأصدرت حكمها بالسجن ۱٥عاماً ، ولم تستمر الا عشرة دقائق فقط.
    * * * * *
    ملازم مدني علي مدني:

    بعد اعتقاله صباح الجمعة ۲۳بمعسكر الحرس الجمهورى بالخرطوم، نقل الى معتقل القيادة العامة ثم الى سلاح المهندسين. وفى معتقل القيادة العامة جاء الرائد على حسين اليمانى ومعه جمهرة من الجنود واخذ يصيح بأعلى صوته: " اتفرجنا على الجماعة للاعدموهم، عايزين كمان نتفرج على الحيعدموهم. " فزجره بعض الضباط وارغموه على الصمت والتراجع. وفى معتقل سلاح المهندسين، جاء خالد حسن عباس وبصحبته بعض الجنود والضباط من بطانته، بينهم الرائد فتحى ابوزيد الذى بدأ يكيل السباب لمدنى مدعياً انه هو الذى اعتقله، ولم يكن ذلك صحيحاً، ولكن الرائد فتحى كان قد فقد توازنه من الخوف واصبح يعتبر كل واحد من ثوار يوليو هو الذى اعتقله.
    فى يوم الاثنين ۲٦/۷ بدأ التحقيق مع مدنى ونقل الى معسكر الشجرة. وهنال بعد فترة استدعاه السفاح نميرى الى مكتبه، وكان معه نفر من بطانته من ضباط الصف الذين ترقوا الى ضباط بعد ۲٥مايو، ومعه ايضاً جندى مستجد عمره ۱۸عاماً يدعى محمود عبد الله. توجه السفاح نميرى بسؤال لمدنى ان كان يعرف الجندى المستجد محمود عبد الله. فأجاب بالنفى. فقال السفاح ان الجندى ادلى بأقوال تفيد ان مدنى اشترك فى ضرب الضباط فى بيت الضيافة. نفى مدنى ذلك لأنه كان يوم ۲۲كله بعيداً عن منطقة القصر والحرس. وحاولت بطانة السفاح ان تهجم على مدنى وتفتك به. ولكن مدنى اصر على نفى صلته بحادث بيت الضيافة رغم اصرار السفاح على مواصلة الاستجواب وتأكيد مدنى انه لم يسمع بحادث بيت الضيافة الا بعد اعتقاله. فذكر له السفاح ان هناك شهود آخرين، وقد تم استدعاءهم. وهم الجندى الشهيد محمد ابراهيم، والوكيل عريف النور من مدرسة المشاة، والوكيل عريف من الذخيرة. وقد نفوا جميعاً صلة مدنى بحادث بيت الضيافة. فأمر السفاح بتشكيل محكمة واضافة المادة ۲٥۱القتل العمد من قانون العقوبات. فتشكلت المحكمة برئاسة المقدم المهدى المرضى وعضوية الرواد صديق السيد وعلى حسين اليمانى، وشكل الاتهام الرائد عثمان محمد الحسن.
    وجهت المحكمة لمـدنى المـواد ۲۱من قانون القوات المسـلحة ( التمرد ) و ۹٦ من قانون دفاع السودان ( اثارة الحرب ضد الحكومة )، والامر الجمهورى الرابع، والفقرة الثانية من الامر الجمهورى الثانى، والمادة ۲۵ من قواعد القوات المسلحة لعام ۱۹٥۷ ( معاملة الضباط المعتقلين معاملة مخلة بالضبط والربط ) نسبة لأن مدنى كان حرساً على المعتقلين يوم۲۱∕۷.
    انعقدت المحكمة فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، واحضروا كشاهد اتهام النقيب مختار زين العابدين ليثبت ان مدمنى عامل المعتقلين معاملة سيئة. ولكنه لم ينجح. وبالرغم من ان ضباط الحرس فى السلاح الطبى قد شهدوا بان مدنى عاملهم معاملة كريمة خلال حراسه لهم الا ان المحكمة لم تشطب هذه التهمة .
    ثم استدعت المحكمة الجنود السابق ذكرهم للشهادة. فأعلنوا جميعاً انه ليس لمدنى صلة بحادث بيت الضيافة. وكانت المفاجأة عندما اعلن الجندى محمود عبد الله انه تعرض لضغط شديد وتهديد من جنود سلاح المظلات والمدرعات ليشهد ضد مدنى والا فأنهم سيقتلونه.
    وعندما رفعت المحكمة حكمها للسفاح نميرى تهيج وقذف بالاوراق بعيداً وصاح بأعلى صوته " ناس الحرس الجمهورى ديل الا اشهد انا ضدهم " ثم جمع الاوراق مرة اخرى ووقع عليها. والغريب فى الامر ان بينها كانت اوراق الملازمين فيصل مصطفى وعلى محمد زروق قبل اعتقالهما فى الجنينة.
    وهكذا استمرت محكمة مدنى ٤٥ دقيقة وهى من اطول المحاكمات، ولكنه لم يتحدث خلالها الا عشر دقائق فقط ... ودون ان توخذ له خلاصة البينان.
    * * * * *
    حسن سيد قطان – عامل بشركة الرش:

    فى يوم ۱∕۸، اتصل ضابط من القيادة العامة بمكتب الشركة يطلب حضور حسن سيد الى القيادة العامة لأن المتهم برير محمد حامد طلبه كشاهد دفاع لأنه يسكن معه فى نفس المنزل. وحضر الرائد سليمان العاقب ومعه آخرين واخذ حسن سيد لمكاتب الاستخبارات العسكرية بالقيادة العامة.
    وبلا مقدمات بدأ التحقيق مع حسن حول هروب الشهيد عبد الخالق محجوب واشتراكه فى عملية الهروب وأخفاء العريف عثمان. وفى ۳∕۸ ارسل حسن سيد الى سجن كوبر وانضم الى بقية المعتقلين حتى يوم ۱۱∕۸ حيث تم نقله الى معسكر الشجرة للتحقيق ومعه برير محمد حامد والعريف عثمان. وبعد اخذ خلاصة البينات قدموا لمحكمة ليلاً برئاسة المقدم الحسين الحسن. طلبت المحكمة من حسن سيد وبقية المتهمين اذا كانت لديهم اقوال جديدة ام يكتفون بما ادلوا به فى التحقيق. قال حسن انه يكتفى بما ادلى به من اقوال. لم تقدم المحكمة اى فرصة للدفاع. ولكنها طلبت من حسن ان يستدعى اى شخص يدلى بشهادة اخلاقية لمصلحته. فرفض. وبقى حسن فى المعتقل حتى يوم ۱٥∕۸ حيث اعلن بالحكم، وحول الى سجن كوبر، ثم الى بورتسودان

    ( قائمة باسماء الضباط وضباط الصف والجنود والمدنيين الذين اسهموا فى مجازر الشجرة وحمامات الدم وتعذيب الثوار، ونشر الاهاب بين الاسر الآمنة، ونهب الممتلكات)
    .........................................
    ۱- لواء: جعفر محمد نميرى
    ۲- لواء: خالد حسن عباس – بالمعاش
    ۳- رائد: مامون عوض ابوزيد – بالمعاش
    ٤-رائد: زين العابدين محمد احمد عبد القادر – بالمعاش
    ۵- رائد: ابو القاسم محمد ابراهيم
    ٦- رائد: ابو القاسم هاشم – بالمعاش
    ۷- لواء: احمد بالحليم – هارب من السودان
    ۸- عميد: احمد محمد الحسن – بالمعاش
    ۹- لواء: عوض احمد خليفة
    ۱۰- مقدم: صلاح عبد العال
    ۱۱- عقيد عبد الوهاب البكرى
    ۱۲- رائد: على حسين اليمانى
    ۱۳- مقدم: عبد القادر احمد محمد
    ۱٤- نقيب: محمد ابراهيم الشايقى
    ۱۵- رائد: فتحى ابوزيد
    ۱٦- ملازم: كمال سعيد صبره
    ۱۷- ملازم: عمر عجيب
    ۱۸- بابكر عوض الله
    ۱۹- معاوية ابراهيم
    ۲۰- ملازم التجانى بشارة
    ۲۱- ملازم: فتحى عبد الغفور
    ۲۲- ملازم: مختار زين العابدين
    ۲۳- ملازم: صلاح مصطفى
    ۲٤- ملازم: ابو قرون – الاستخبارات العسكرية
    ۲۵- ملازم: عبد العزيز محمد بشير
    ۲٦- ملازم: ادم الريح
    ۲۷- عميد: خالد الامين الحاج
    ۲۸- ملازم: بشير مختار المقبول
    ۲۹- ملازم: عمر عبد الماجد
    ۳۰- عميد: عمر الحاج موسى- بالمعش - وزير
    ۳۱- ملازم: كمال خضر
    ۳۲- نقيب: امين قاسم على بخيت
    ۳۳- ملازم: محمود عبد العظيم
    ۳٤- نقيب: عوض فرح
    ۳۵- احمد سليمان
    ۳٦- رائد: ميرغنى حبيب الله
    ۳۷- مقدم: قاسم موسى نورى
    ۳۸- مقدم: يعقوب اسماعيل
    ۳۹- محمد عبد الحليم – وزير الخزانة سابقاً -
    ٤۰- نقيب صديق البنا
                  

العنوان الكاتب Date
بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر أحمد طه07-18-04, 11:42 PM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر أبو ساندرا07-19-04, 00:48 AM
    Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر عاطف عبدالله07-19-04, 01:38 AM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر mahdy alamin07-19-04, 01:44 AM
    Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر shawgi badri07-19-04, 01:57 AM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر خضر حسين خليل07-19-04, 01:51 AM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر أحمد طه07-19-04, 05:58 AM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر أحمد طه07-19-04, 05:59 AM
    Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر elsharief07-19-04, 07:39 AM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر أحمد طه07-19-04, 08:02 AM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر Ali Mahgoub07-19-04, 09:47 AM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر Ali Mahgoub07-19-04, 09:53 AM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر Ali Mahgoub07-19-04, 09:54 AM
    Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر Adil Ali07-19-04, 03:01 PM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر Amjed07-19-04, 03:34 PM
    Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر Abureesh07-19-04, 04:56 PM
      Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر معتز تروتسكى07-19-04, 07:24 PM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر أحمد طه07-20-04, 00:32 AM
    Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر ebrahim_ali07-20-04, 00:53 AM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر Ali Mahgoub07-20-04, 12:48 PM
    Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر ناجى الزبير الملك07-20-04, 03:27 PM
  Re: بمناسبة 19 يوليو ,,هكذا استشهد هاشم..وفاروق ..وبابكر Abdalla Hussain07-21-04, 04:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de