وجوه وزكريــات مــن مـديــنة نــيالا

Quote: رياضة حسن محمد السيد فرعون .. شيخ الإداريين الرياضيين في نيالا لـ"الصحافة أن ينقسم الناس إلى فرق رياضية أفضل من أن يتحولوا إلى فرق قبلية دارفور : فرح أمبدة " كان حزينا وهو يتحدث عن ما فعلته الحرب بالرياضة في مدينته .. المدينة التي كانت تتنفس كرة القدم ، قال الاداري الرياضي الشهير حسن محمد السيد "المعروف بحسن فرعون " ان الرياضة في مدينته وفي كافة مدن دارفور تتراجع بقوة الى الخلف .. يعد حسن فرعون وهو من مواليد نيالا في العام 1948 وقد عمل خلال الاربعة عقود الماضية اداريا بنادي الهلال وعضوا في اتحاد كرة القدم المحلي ثم أمينا للخزينة ثم سكرتيراً للاتحاد ثم اداري بمنشط الفروسية، من اشهر الشخصيات الرياضية في جنوب دارفور ومن المغرمين بكرة القدم .. تتبعنا معه تاريخ اللعبة في مدينته منذ ان عرفت الساحرة المدورة طريقها اليها .. اثناء الحوار وثقنا لتاريخ انديتها ولادارييها وحكامها ولعيبتها فضلا عن ما فعلته الحرب بالمنطقة وبمناشطها الرياضية ، ووثقنا رأيه في القانون الرياضي الجديد المثير للجدل .. فالي مضابط الحوار .. * دعنا نعود بك الى اجواء الخمسينات حيث كان الطفل فرعون يداعب كرة الشراب .. كيف هي اجواء الرياضة في مدينتك ؟ - في ذلك الوقت كانت نيالا مدينة صغيرة ولكنها جميلة بناسها وبطبيعتها .. كنا صغارا نفخر بها .. بالنسبة لكرة القدم مثلنا مثل غيرنا كنا نتدرب على اللعبة بكرة الشراب وقتها كانت المدارس تهتم بالرياضة وكان لنا مدرب في المدرسة وقتها كان بنيالا مدرستان نيالا الشمالية ونيالا الجنوبية وكانت الادارات تشجع على لعب كرة القدم وكرة التنس والباسكت والجمباز والرنك مثلما تشجع علي المطالعة وكنا مولعين بمشاهدة من هم اكبر منا سنا يلعبون كرة القدم في العصريات .. وقتها كان هناك ميدان رسمي واحد هو ميدان النقعة لكن شوارع المدينة وواديها كانت ميداناً لاطفالها .. نيالا مدينة مولعة بكرة القدم منذ وقت مبكر وكانت المنافسات قبل تكوين الأندية بصورة رسمية كانت تتم بين التجار والموظفين لكنها مع نهاية الاربعينات ودخول الخمسينات أصبحت لعبة شعبية. * ما سر هذا الولع المبكر ؟ -ربما يعود الى ان سكانها خليط من كل حواضر السودان .. في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي شهدت المدينة حركة استقبال واسعة للقادمين من حواضر السودان من امدرمان ومن مدني ومن الخرطوم .. وكانت مدينة للموظفين ومليئة بالمؤسسات والميزات السكنية .. ويندر الا يشاهد هؤلاء وهم يلعبون الكرة في العصريات .. اعتقد ان المدينة سبقت غيرها من مدن الاقليم في التعرف على لعبة كرة القدم.. أسماء مقاومة للاستعمار: * ما هي اسماء الفرق في ذلك الزمان؟ -في النصف الاول من القرن الماضي كانت الفرق هي الجلاء والنهصة والاسبتاليا والاعمال الحرة ..وكما ترى من الاسماء كانت اجواء الوطنية ومقاومة الاحتلال مسيطرة حتى عليها .. هذه الاسماء تحورت في ما بعد لتصبح الهلال والمريخ والاهلي والموردة .. * متى تأسس الاتحاد المحلي بنيالا؟ -تأسس في العام 1956 اول رئيس له كان الدكتور حداد عمر كروم وقتها كان مديرا لمستشفى نيالا وهو من ابناء ام درمان، ورغم انه لم يمكث في المدينة لفترة طويلة الا انه كان من عشاقها ولم تنقطع صلته بها وباهلها ... ومن ثم ترأس الاتحاد محمد بلال عوض قريش وكان يعمل قمنداناً في البوليس وبعد نقله الى مدينة الفاشر خلفه في رئاسة الاتحاد عبد القادر محمد وهو من ابناء امدرمان .. ما يجدر ذكره هنا ان نيالا منذ نشاتها كانت مدينة قومية سكانها خليط من كل السودان لذلك ليس غريبا ان يكون على رأس الاتحاد او اي جهاز اهلي آخر شخص ينحدر من الشرق او الجنوب او من اقصى الشمال . * من هم اشهر حكام لعبة كرة القدم في نيالا ..؟ -الحكام الاوائل هم احمد طويل وكان باشكاتب في مركز المدينة، وحسن سوميج ، وحاج مبروك وابراهيم عيسي وهو من مؤسسي نادي المريخ ومكي المرضي ومحمد سعيد ساتي وسليمان عبد الله وعلي عبد الحفيظ، هولاء كانوا الحكام الاوائل وكانت لهم هيبة حتى بعد انتهاء اللعبة .. الآن هناك أعداد كبيرة من تلاميذهم يقومون بالمهمة حتى اني لا اقدر علي احصائهم خوفا من ان انسى احدم وانت تسجل حلقة عن تاريخ الرياضة في دارفور * تاريخيا ما هو اشهر واقدم الاندية في نيالا.. ؟ -هذا هو السؤال الصعب !! لكن دعني انشط الذاكرة .. في ظني ان النادي الرياضي وهو ناد تاسس رسميا في العام 1948 ولكنه كان قائما قبل تسجيله من بعد جاء نادي الرفاق والجلاء 1956 ونادي الهلال 56/57 ، نادي المريخ 57/58 ثم نادي الصداقة كان في العام 61 عندما اتخذ قرار ابان حكومة الرئيس الاسبق ابراهيم عبود بتوحيد الاندية، ولكن قبل كل هذه الاندية كان هناك نادي الاسبتالية وعلى ما اذكر انه كان قائما بشكل ما منذ منتصف الاربعينات .. هذا النادي تحول الي الاهلي .. اول محترف سوداني * من هم اشهر اللاعبين في اندية نيالا ؟ من نادي المريخ اشهر اللاعبين هم آدم الحاج برسي انتقل الى اندية الخرطوم في بداية الستينات وفي العام 1964 احترف في نادي القادسية الكويتي لذلك هم من أقدم المحترفين السودانيين في الخارج، وعوض الامين عباس انتقل من مريخ نيالا الى ود نوابوي ام درمان في العام 1964، وعلي محمد عثمان دافوتا من اهلي نيالا انتقل الي اهلي الخرطوم موسم 63/64، آدم عبد الكريم دقاش انتقل من نيالا الي ودنوباوي بامدرمان.. ومن اشهر اللاعبين مايكا روك من هلال نيالا الى فريق التحرير ولعب للفريق القومي السوداني، عبد العزيز عبد الله الليد من مريخ نيالا الي الموردة امدرمان والفريق القومي، الامين جلاب من اهلي نيالا الي هلال الخرطوم، عبد الحليم اسماعيل كانو من اهلي نيالا الي هلال الخرطوم، طلال محمد احمد من الجيل نيالا الي هلال الخرطوم ثم محترفا بفريق الاهلي في اليمن، فتحي ابوبكر هلال نيالا اهلي مدني ثم هلال العاصمة، صالح محمود بهجة من هلال نيالا الي هلال الخرطوم ثم اهلي اليمن ، عبد الله آدم شروط من فريق الجمهورية نيالا الي مريخ العاصمة. * متي بني استاد نيالا الحالي .. دعنا نتتبع تطوره ؟ -الموقع الحالي للاستاد كان يسمى ميدان النقعة وكان يستخدم للاحتفالات الشعبية والرسمية وللاحتفال بعيد المولد والاعياد الدينية الاخرى .. بجانب ذلك كانت تقام فيه التمارين خاصة بين التجار والموظفين وتقام فيه المباريات .. وقتها كان يحمل اسم الساحة الشعبية رسميا واسم النقعة شعبيا .. في العام 1962 زار المدينة اللواء طلعت فريد فأطلق عليه الساحة الشعبية، وللتاريخ نذكر ان رئيس الاتحاد في ذلك العام محمد زين آدم ومعه المهندس مصطفى السناري قدموا مشروع دراسة وطلب بتحويل الميدان الي دار رياضة وبالفعل وافق اللواء فضل الله حماد وكان يشغل منصب محافظ محافظة جنوب دارفور أعلى سلطة سياسية وادارية في المنطقة في ذلك الوقت وتم التصديق ومن ثم تحول الى الاستاد الحالي.. الحرب قتلت كل جميل .. * دعنا ننتهي الى الوضع الراهن للرياضة عموما ورياضة كرة القدم على وجه الخصوص .. ما هو حجم الاثر الذي ألقته الحرب على المناشط ؟؟ هذا نكأ متعمد للجرح القائر .. لقد قتلت الحرب كل شئ جميل في دارفور .. ليس هناك من شئ اصاب دارفور مثلما فعلت الحرب .. لقد القت بظلالها علي كل مناحي الحياة لم تسلم منها الرياضة بالطبع .. انتعاش الرياضة في اي موقع مرتبط بالحركة التجارية نيالا كانت مزدهرة تجاريا لذلك كانت علي الدوام منتعشة رياضيا .. الآن وبسبب الحرب تغير كل شئ .. كان أثرها على الرياضة مباشرة وبليغا .. في السابق كان التجار يمولون الاندية والذين اصبحوا يهربون منها ..الجماهير كانت تتدافع نحو الاستاد لمشاهدة المباريات الآن لم يعودوا يعرفون طريقه وبعضهم هجرها الي رياضات اخرى مثل الفروسية .. الاندية الرياضية اصبحت مفلسة ولم تعد تجزب اليها الشباب .. الرياضة في نيالا تتراجع بسرعة رهيبة والسبب بلا ادنى شك الحرب ؟ * كيف الخروج من هذا المأزق ؟ -اولا ان تتوقف الحرب .. لابد من ايجاد سبيل لذلك ليس من اجل الرياضة وحدها ولكن من اجل كل مناحي الحياة .. بجانب ذلك ان تتقدم الدولة لتدعم المناشط الرياشي وان تساعد الاندية .. الناس ببساطة عندما ينقسمون الى فرق رياضية افضل من ان ينقسمو الى قبائل ..أليس كذلك ؟ .. هنا يأتي دور الدولة حتى لا يتراجع السودان الى الخلف. * هناك من يري ان رياضة الفروسية تمكنت وببراعة من سحب جمهور كرة القدم؟ -لا انكر ذلك ولا اراه شيئا معيبا .. الناس في نيالا وفي جنوب دارفور عموما مولوعون بالفروسية وهذا منذ قرون لكننهم قبل الحرب مولوعون اكثر بكرة القدم .. صحيح الآن الناس اتجهت الى الفروسية رغم ان مضمارها خارج المدينة ولكن اعتقد ان السبب انها تعقد مرة واحدة في الاسبوع وان الذهاب الي مضمارها نوع من الترويح من الكبت الذي فرضته الحرب لانه يقع في الخلاء في الطرف الجنوبي للمدينة ومعلوم عن سكان نيالا انهم يحبون الرحلات وقد حرمتهم منها الحرب لذلك الذهاب الى سباق الخيل بمثابة الرحلة رصاصة الرحمة اطلقت : * تتحدث المدينة عن تشريعات محلية وعن الضرر الذي القته على تكوين الندية وادارتها ..؟ هذه القوانين هي "اكبر رصاصة" أطلقت ووجهت الي الاندية منذ ان أسست .. تفأجا الوسط الرياضي في نيالا بقانون جديد فرض سلطة الدولة ممثلة في الوزير المختص علي الاندية وهذا امر يتناقض اولا مع الدستور القومي ومع الدستور الولائي ومع ضوابط وقوانيين اتحاد الكرة المحلي والقومي ومع الفيفيا .. قد محي هذا القانون بجرة قلم اهلية وديمقراطية الرياضية .. من يريد التحدث عن هذين المبدأين فعليه ان لا يذكر اندية نيالا هي بموجب هذا القانون اصبحت طوع بنان الوزير .. أولا هو شاذ وليس له مثيل علي ما سمعت في كل ولايات السودان ..من اهم واخطر سماته انه اعطي الوزير صلاحيات لا علاقة له بها تاريخيا مثلا اعطاه سلطة التدخل في تشكيل ادارات الأندية ، مثلا هناك نص يقول ان مجلس ادارة الاندية لا يزيد عن تسعة اشخاص ولا يقل عن سبعة للوزير الحق في تعيين أربعة من هؤلاء .. هذا البند وحده كفيل باطلاق رصاصة الرحمة على كرة القدم لان الادارات المؤهلة عندما ترى تدخلات الوزير ستترك العمل ويبقي المحسوبون من ليس لهم صلة بالرياضة ووقتها يكون "قول على الكورة