السودانيون في مسقط .. منهم.. وإليهم (صور)

Quote: بعد أن كتبت كلمت] القصيرة أمس حول الأخ شيقوق والرطانة، جلست انتظر أخوتي وبني جلدتي وسندي من النوبيين الذين لم اشك لحظة واحدة في أنهم سينهضون نهضة رجل واحد و سيصطفون ورائي مؤيدين و مدافعين عنى ظالماً أو مظلوماً، وقد كان ذلك عشمي وعين يقيني. كان أول القادمين الأخ عبد الحميد داوود، و قبل أن أقرا ما كتب، نظرت إلى جملة سطوره فوجدتها قليلة لا تشفى الغليل، إلا أنني قلت لنفسي... خير الكلام ما قلّ و دلّ، فلا شك أن صاحبي قد عجم عيدانه وتخير منها أقواها مكسراً فرمى بها شيقوق (أو شيقوقاً .. حتى لا يشب في حلقومنا احد).. لابد وأنه قد أتى بزبدة الحديث ليلقم بها الأعرابي حجراً سيظل يلوكه بين أسنانه إلى يوم يبعثون، ولكن عبد الحميد الذي ظننته سيتأسى بقول الشاعر: و ما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد، فاجأني بالوقوف في صف العدو والزود عنه، وعرض الأدلة والبراهين التي تؤكد أننا نحن النوبيين أيضاً نستخدم كلمة الرطانة في حديثنا. وقد نسى عبد الحميد - فى غمرة حماسته للدفاع عن شيقوق أن كلمة الرطانة هي أسوا مفردة تسللت إلى لغتنا للنيل منها و التقليل من شانها ، كما نسى أننا - احياناً - نزعل من بعض عيالنا فنقول للولد: دا شنو يا ابن الكلب ؟ و لكننا لا نرضى بأن يتجرأ حتى جارنا - الهيتة بالهيتة - بالتفوه بمثل هذه الكلمات في حق ذات الولد! وأن ما نحتفظ به فى بيوتنا من (حُجار) شىء، وما يرمينا بها الجيران شيء آخر! وهكذا انتهى الأمر بحديث الاح عبد الحميد. وعندما ظهر فيصل على الشاشة ، كدت -من فرحتى - اصرخ: (فيصلنا يا فيصلنا)... و هذا نشيد سعودي قديم يعود إلى عهد العاهل السعودي الراحل فيصل عليه الرحمة. وإذا بفيصل قد أتى بنحو أربع صفحات (من القطع المتوسط) ! فقلت لنفسى -وفى البال شيقوق - الليلة سجم رمادك يا شيقوق... لقد وقعت فى شر أعمالك... لن تخرج من هذه بي أخوى و أخوك... تستاهل، لأنك لا تتبين مواقع أقدامك قبل أن تقفز... تاني تقول رطانى؟! كان لابد من كوب شاي و سجارة قبل الاستمتاع بعاصفة فيصل التي ستهتز لها أركان سودانيزاونلاين، فإذا بفيصل ينصرف عنى تماماً إلى طرائف المساطيل تاركاً إياي (اتلفت) بعد إشارة عابرة فهمت منها انه يقول لشيقوق :أنا معاك لكن خليها فى سرك.) أما بعد، فيا ايها الرطانة ... والله تستاهلوا أظرط من كدا. و بصرف النظر عن (الأصل) فى كلمة (أظرط) هذه، فالكلمة تذكرني بطرفة حلوة بطلها ابن خالتي سيد محمد عمر ، أستاذ اللغة الانجليزية بجامعة نزوى، فقد سافر قبل نحو خمس سنوات لأداء فريضة الحج مع ثلة من أصدقائه بينهم مولانا إدريس هاشم. و مولانا إدريس رجل فكه يعشق الطرفة الجميلة ويحتفي بها. يقول الشيخ إدريس بعد عودتهم، ان الاخ سيد بدا الشكوى و التبرم من صعوبة أداء المشاعر و حرارة الطقس، وكثرة السير على القدمين منذ اليوم الأول، بينما إدريس يشجعه على التحلي بالصبر، والاحتمال مذكراً إياه بما في ذلك من ثواب عظيم. و في طواف الوداع، بلغ التعب بسيد منتهاه، فقال له إدريس: دي آخر حاجة صعبة يا ابو السيد ... بعد دا السعي بس وهو ساااااهل. وفى السعي تفرق الاثنان و لم يلتقيا إلا وقد تبقى شوطان أو ثلاثة، و هنا راح سيد يصرخ في وجه ادريس: يا شيخ ادريس ياخ تغشنى؟ ياخى دا أظرط من داك بى كتير!!!