مواضيع توثقية متميزة

بين أبادماك و بورتبيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 12:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-24-2004, 00:34 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين أبادماك و بورتبيل (Re: Giwey)


    شكراصلاح يوسف، شكرا تبلدينا، شكرا قوي، على إشاراتكم الكريمة.

    وأعود لأواصل:

    لم أرد مما كل ما قمت به من سرد، مجرد السرد، والتأرخة، كما أشار أستاذنا الجليل، الدكتور عبد الله علي إبراهيم، وإنما أردت أن استعين بالسرد، وبتلمس خطوات جيل من الشباب، شكل اليسار الجزء الأكبر من وعيه الفكري، والسياسي. والإستعانة بذلك، على تلمس مناطق الإشتجار في تجاربنا، والمواطن التي هي بحاجة إلى أن يطالها مبضع النقد. ومما يقتضي المقاربة النقدية الصريحة، مجال التعليم العالي في السودان، والطريقة التي كان يدار بها. خاصة، إهمال ما يمكن أن يحقنه الطلاب في البرنامج الدراسي، مما يسميه الأمريكيون، student input . لا أظن ان أساتذتنا في كلية الفنون، قد كانوا بدعا من الأمر، في أمر علاقتهم بطلابهم، وإنما شأنهم شأن رصفائهم في مؤسسات التعليم العالي، السودانية، الأخرى. والمتسبب في الهوة الكبيرة التي ظلت تفصل بين الأستاذ والطالب، وما شاب تلك العلاقة من سمة نزاع، إنما يعود إلى فلسفة التعليم، التي أكل الدهر عليها، وشرب. أعني الفلسفة السلطوية التي تعطي الأستاذ كل الحقوق، وتمنع الطلاب، أي حق.

    لقد تميز الأساتذة الذين أشرفوا على طلائع الهدهد في حنتوب، عن بقية المعلمين، بوعيهم اليساري. وحين أقول وعيهم اليساري، إنما أعني، خروجهم على الموروث فيما يخص العلاقة بين الأستاذ والتلميذ. لقد كسر أولئك الأساتذة الحواجز القديمة، وأقاموا علاقتهم مع طلابهم وفقا لوعي كان جديدا جدا وقتها. وقد كان مسلك أولئك الأساتذة مستهجنا، في حنتوب من قبل المحافظين من المدرسين. وقد تعامل مع مسلكهم ذاك، المحافظون، والتقليديون، من الأساتذة، بوصفه كارثة حلت بالتعليم، ولسوف تقود حتما، إلى فقدان هيبة المعلم. وما أحسه أنا الآن ، ومن واقع تجربتي الشخصية، أن احترامي لأولئك المعلمين الطليعيين، قد زاد بمرور الزمن. فقد أثبت كل ما عرفته لاحقا، من شأن علاقة الأستاذ بالطالب، نفاذ الرؤية المبكر لديهم. الأمر الذي جعلهم لا يغيبون عن ذاكرتي، في يوم من الأيام. أما الآخرون من المتوجسين من كل جديد، ومن الذين يحسبون كل صيحة عليهم، فإنني لم أعد أذكرهم إلا لماما. إذ لم تصحبني تاثيراتهم في ما تلا، من مسار حياتي. بل إن الذي صحبني من تاثيراتهم لا يعدو بضع أمور سالبة.

    حين جئت إلى كلية الفنون، انتكست صورة المعلم في ذهني، بعد أن نعمت بعلاقة أخوية، وتعليمية مثمرة مع الأساتذة الذين كانوا يشرفون على طلائع الهدهد، في حنتوب. وجدت معظم الأساتذة في كلية الفنون، باستثناء قلة قليلة، مثل أفندية غارقين في عبادة الوظيفة. لم أحس منهم كونهم، فنانين مشغولين بتجويد فنهم، وبدفع حركة الثقافة في البلاد، وتوسيع موطء القدم للفنون في مدارسنا. كان كل شيء يسير بطريقة ديوانية، روتينية ليس فيها شيء من طاقة الخلق لدى الفنانين، كما ليس فيها شيء، من دفق عاطفة الفنانين المشبوبة. وجدنا كلية الفنون التي طالما حلمنا بالوصول إليها، مجرد ديوان آخر من دواوين الحكومة. ومصداق ما تقدم أن معظم الفنانين، الذي أهمهم أمر فنهم، ممن سبق أن مارسوا التدريس، في كلية الفنون، عجزوا عن البقاء فيها طويلا. فكان أن هجروها إلى غيرها. وقد برز أولئك، لاحقا، بروزا كبيرا، أينما حلوا، في حواضر العالم المختلفة. بدأت الهجرة من كلية الفنون، في الستينات، وقد مثَّل الفنانون بذلك، الرواد الأوائل لمسلسل هجرة المبدعين من السودان، الذي تسارعت وتائره، وتكثفت عقب وصول الإنقاذ في 1989. وأظن أن للفنانين حاسة يمتازون بها على غيرهم. وهي حاسة تجعلهم قادرين على قراءة صورة المستقبل، بما يتلمسون من بذور الإنهيارات المقبلة، المندسة، في هدأة الحاضر.

    الشاهد أن كلية الفنون، قد ظلت تعاني، عقما شديدا في فضائها الإداري، وفي هيئتها التدريسية. ويقودني هذا للتطرق لمفهوم الوظيفة في السودان. فالوظيفة في السودان تمنح مدى الحياة، بلا كثير قيود أو شروط. وقد قاد هذا في بعض تجلياته، إلى تفشي الترهل المهني، والترهل المعرفي، خاصة في مجالات التعليم. ففي غالب الأمر يقنع صاحب المهنة بالقليل الذي تخرج به من الدراسة العليا، ورويدا رويدا، يعفو الزمن على ذلك القديم، وتصبح العادة هي التي تسير الأمور، أكثر من أي شيء آخر.

    كنا نلاحظ أن كثيرا من أساتذتنا لا يقرأون، ويبدو أنهم كان يزعجهم أننا نقرأ كثيرا، ونتأثر بما نقرأ! كانوا لا يناقشون أي قضايا جادة، ويزعجهم أننا مغرمون بالحوار، بل وبجر كل الأمور إلى معترك السياسة. كانوا يدرسوننا الذي خبروه قبل عشرات السنين، ولم نكن نحس بأنهم يتابعون ما استجد في مجالهم. طيلة فترات حكم نميري، ظل عدد من أساتذة الفنون أعضاء في لجان المهرجانات، وعمل النُّصُب في الصواني، ومستوعبين في تصميم الشعارات، وخدمة الآلة الإعلامية للإتحاد الإشتراكي. كانوا بقلوبهم، بل وبأجسادهم، في تلك الجهات، أكثر مما كانوا في الكلية. حين ندخل عليهم في مكاتبهم، نحس بالإرتباك في وجوههم، ونجدهم منكبين على إنجاز تلك المشاريع التي أوكل لهم تنفيذها. كانوا يعملون من أجل دخل إضافي، في الوقت المخصص لنا نحن كطلاب. ولن أكون مبالغا إن قلت، إن كل ما نابنا من أساتذتنا في كلية الفنون، هو أنهم كانوا يقدمون لنا مواد الرسم، وينصرفون لهمهم الشاغل في زيادة دخولهم، ثم يأتون في نهاية العام لتقييم أعمالنا. في السنة الرابعة، وقد كانت سنتنا النهائية، لم يدخل علينا أي واحد من منهم أستوديو الرسم المخصص للطلاب النهائيين. نعم!! لم يدخل علينا احد منهم، طيلة ذلك العام!!! وقد لا يصدق هذا كثيرون، ولكنه حقيقة، ومن شهوده حسن موسى، ومحمود عمر، ومحمد شداد، ومحمد مختار، وعثمان حامد الفكي، وهؤلاء هم الدفعة التي تخرجت من قسم التلوين، عام 1974.

    تطالب الجامعات الأمريكية من يتم تعيينهم كاساتذة، كتابة خطة لتطوير القدرات الشخصية، مداها ثلاث سنين. خطة يحدد فيها الأستاذ شكل إسهامه الذي سوف يساهم به في تطوير البرنامج الذي سوف يقوم بالتدريس فيه. تجري مراجعة ذلك البرنامج، وتقييمه من قبل لجنة متخصصة. وحين يجاز ذلك البرنامج، يصبح هو خارطة الطريق لذلك الأستاذ الذي تم تعيينه. وبعد نهاية السنوات الثلاث، يجري تقييم الأستاذ، وفقا لمدى التزامه بذلك البرنامج الذي وعد به، وتمت أجازته بواسطة اللجنة. وبناء على ذلك يتقرر ما إذا سيحصل ذلك الأستاذ على تجديد لعقده، أم لا.

    أيضا، تعطي الجامعات الأمريكية، الطلاب فرصة تقييم الأساتذة، فعند نهاية كل فصل دراسي، يملأ الطلاب ورقة معدة لهذا الغرض. فيها يقوم الطلاب بتقييم مادة الكورس الدراسي، وخصائص المدرس الذي درَّس الكورس، السالب منها والموجب. والأورنيك الذي يملأه الطلاب مقسم إلى أجزاء مختلفة لضمان شموله لأكبر قدر من الجوانب المتعلقة بالكورس، وبالأستاذ الذي يدرسه، وذلك لضمان عدالة التقيم. هذا النهج تقف وراءة فلسفة تعليمية حكيمة، قصدت، في الأساس، إلى إنهاء السلطة الديكتاتورية التقليدية، للمعلم. فالتعليم عملية مركبة، ولا يأتي العلم كله من جهة المدرس وحدها، كما ظل مُعتقدا فيه لوقت طويل. فللطالب إسهام معتبر في العملية التعليمية. بل إن المعلم يتعلم، هو الآخر، من تلاميذه. والمعلم الذي لا يستجيب لحاجات طلابه، ولا يسألهم رأيهم فيما يتلقون، ويتصرف وكأنهم غير موجودين، معلم فاشل. ولو قال غالبية الطلاب عن مدرسهم هذا، أنه مدرس سيء، فهو مدرس سيء، ولن تشفع له شهاداته، في ذلك الأمر، مهما علا شأن تلك الشهادات. نعم، للنظام التعليمي الأمريكي، مساوئه أيضا، ولكنه، لا يقارن، في أسوأ أحواله، بالذي كان يجري معنا في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في الخرطوم، وربما في سائر مؤسسات التعليم العالي الأخرى في السودان. وقد قصدت من التركيز على هذه النقطة، أن أقول ان نظامنا التعليمي العالي، بحاجة إلى مراجعة جادة. نحن بحاجة إلى تفكيك فلسفة التعليم القديمة السلطوية، التي تجعل من المدرس سلطانا يتصرف في إمبراطورية صغيرة، بلا رقيب تقريبا. الأمر الذي يقود إلى تجاوزات كثيرة، بسبب ضعف الرقابة على المدرس، وعدم فحص المادة التي يتم تدريسها بصفة دورية، للتأكد من ملاءمتها، ومواكبتها. فالذي كان، وربما لا يزال، يجري عندنا، هو ترك الحبل على الغارب للمدرس لمجرد أن له شهادة! لم يكن هناك اهتمام بالتطوير، بل ربما كان هناك عدم إيمان بضرورة التطوير، أصلا.

    وللتدليل على درجة الإستقطاب في الصراع بين إدارة واساتذة كلية الفنون، المحافظين، من جهة، وقوى اليسار الطلابي، من الجهة الأخرى، أحكي لكم القصة التالية: كان حسن موسى القادم من الأبيض الثانوية، هو الحاصل على أعلى درجة في مادة التربية الفنية، في امتحان الشهادة الثانوية لعام 1970، على مستوى جميع القطر، وقد كنت الطالب الذي يليه مباشرة، إذ كنت الحاصل على ثاني أكبر درجة. دخلنا كلية الفنون معا، وأصبحنا أصدقاء، ملازمين لبعضنا بعضا. كما نشطنا معا في مجالات الفكر والسياسة. وكما تقدم، فإن النشاط السياسي كان مما لا يستسيغه الأساتذة. خاصة إن وصل حد انتقاد الإدارة، في أي شأن من الشؤون. وحين أنهينا السنة الأولى في كلية الفنون، حصل كلانا على درجة مرور Pass في مادة الرسم. جئنا من الثانويات، بدجة ممتاز، وبعد عام كامل من الدراسة، في كلية الفنون، أصبحت درجتنا، (مجرد مرور)! وقد حصل كثيرون ممن هم دوننا قدرة، من طلاب السنة الولى، على درجة ممتاز، ودرجة جيد! وقد كان كل الطلاب مستغربين من تلك النتيجة التي جاءت مفاجئة للجميع. وأصبحت، من ثم، مثار تندر كبير على الأساتذة. وقد فهمنا نحن من تلك النتيجة، أنها رسالة موجهة إلينا، ومضمونها هو إن أردنا الدرجات العالية، فعلينا أن نكون مطيعين، وأن نكف عن المشاكسة. ولم نهتم بذلك، بطبيعة الحال. فقد كانت قامتينا الفكرية، والأخلاقية، متجاوزتين لذلك النوع من المناورات، ومن التهديدات البائسة. وسرنا فيما كنا سائرين فيه، إلى أن تخرجنا. وقد عرفنا، منذ السنة الأولى، أنه لا فرصة لنا في أن يتم قبولنا، في نهاية الأمر، كمعيدين في كلية الفنون، وقد حدث ما توقعناه. كان ذلك هو حال كلية الفنون في السبعينات، ولا أدري كيف هو حالها اليوم.

    لعلني أسهبت بعض الشيء في الحديث عن إدارة وأساتذة كلية الفنون. غير أن غرضي من ذلك التوسع، هو نقد فلسفة التعليم السائدة، والاساليب الإدارية القديمة، المليئة بالثقوب، والمتضمنة لكثير من الهضم لحقوق الطلاب. لا لشيء سوى أنهم طلاب، وأنهم الحلقة الأضعف في السلسلة، بحكم خلو وفاضهم مما يعطي مكانة، وقوة، وسلطة. فالطلاب، قبيل من المستضعفين، شأنهم شأن الأطفال. فكلاهما قبيل مجرد من الفرص، فيما يتعلق بامتلاك السلطة، والوجود في مركز القوة، والنفوذ. كما أن القوانين التي تحميهم، وتحفظ حقوقهم، لم تتم كتابتها بعد. وعموما، لم تضع اللوائح المنظمة لهذه العلاقة، (أستاذ/طالب)، في حسبانها حقوق الطالب، وإنما قامت كلها على أن سلطة المعلم المطلقة شيء طبيعي. ولعلها، وفي أحسن الفروض، قد قامت على الثقة العمياء في المدرس. غير أن الأساتذة كثيرا ما يتنكرون لتلك الثقة. ولا أعتقد أن إدارة كلية الفنون، قد كانت إدارة سيئة في ذاتها، لكونها قد كانت عاضة بالنواجذ على تكريس الأمر الواقع. فهي الأخرى ضحية لفلسفة التعليم الموروثة، والتي ربما يكون المستعمرون هم الذين صاغوها، لتكريس الحالة الإستعمارية، وإخراس صوت الطلاب. غير أننا تبنيناها، عن حسن نية، ظنا أنها مبنية على محض العلم ومحض الأصول التربوية الصحيحة.

    لم تتغير كثير من الأمور في حقل التربية عبر عشرات السنين. ولم يهتم القائمون على أمر التعليم، بالإسترشاد بتجارب الغير، بل لم يحفل أولئك القائمون، حتى بالمتابعة الجادة، لما يقوم به الغير. وبسبب تلك الممارسة المسترخية، المترهلة، أصبح التخرج من الجامعة يمثل بشكل تلقائي، حدا نهائيا لعملية التعلم. فحين يتسلم المتخرج وظيفته، يكف عن التعلم، وينصرف إلى الإنشغال بأموره الحياتية المختلفة. فالهدف أصلا، قد كان الوظيفة، وقد حصل عليها، ففيم التعب إذن؟!! وحين يتخلف المعلم معرفيا، وتواجهه التحديات من الأجيال الحية، المطلعة، الشغوفة، بالمعرفة، ويجد أن قامته لا تسعفه في التصدي لحاجتهم، وفي كسب احترامهم، يبدأ في الإزورار، وتجنب الحوار معهم، ويتحول، من ثم، إلى ديكتاتور، ويتخدنق، بل، ويتفنن في التخندق، وراء الإجراءات الإدارية. وهنا تخرج العملية التعليمية من مسارها جملة وتفصيلا، وتتحول إلى مجرد صراع عقيم.

    جئت إلى كلية الفنون، متأثرا حتى النخاع، بتجربة طلائع الهدهد، التي كانت هي الأخرى امتدادا لحركة أبادماك، التي شكلها، أولا وأخيرا، الوعي اليساري، الطليعي. ولا أعتقد أن تاثير اليسار على حركة التعليم، خاصة في القرن العشرين، هو خاصية سودانية، وحسب. في تقديري، أن تأثير اليسار على التعليم قد انتظم الكوكب بأسره. وجدت كليات التربية بالجامعات الأمريكية، أنها لكي تظل مؤسسات محترمة، لابد لها من تضمين فكر اليسار في نظريات التربية. ولذلك أصبحت النظرية النقدية الإجتماعية Critical Social Theory، واحدة من زوايا الرؤية لمؤسسة التعليم، بل وواحدة من مناهج العمل البحثي في حقل التعليم. ويمثل هنري جيرو أحد كبار منظريها. تحفر هذه النظرية في صراع القوة، والسلطة، في المجتمع، وانعكاساته على فلسفة التعليم، وعلى الممارسة في حقل التعليم. وقد تم إعتماد هذه النظرية، رغم يساريتها، ورغم كونها قد نبتت فوق تربة الماركسية. كما أصبحت كتب بول فيريري من أهم ما يدرس في كليات التربية. الشاهد أن فكر اليسار أسهم في تحويل وجه التعليم الأمريكي المحافظ، بقدر كبير. وقد تمت إعادة صياغة العلاقة بين الأستاذ والجامعة، والأستاذ والطالب، وفق هدى مثل ذلك النقد. وأاصبح للطالب، من ثم، صوت مسموع في العملية التعليمية. الشاهد أن العلاقة بين الأستاذ والطالب لا تخرج من إطار صراع القوى. فهي ليست علاقة برئية، مثل علاقة الأب والأبن. وحتى علاقة الأب والإبن، فإنها تخضع هي الأخرى، في أحيان كثيرة للصراع، فهي تتأثرب سلبا، وإيجابا، بمنظومة العلاقات الإجتماعية السائدة. وكم من الأبناء والبنات، تمردوا، على سلطة الآباء، والأمهات، وخرجوا عليها؟

    كان اليمين الذي جسده الإخوان المسلمون، ومدرسو التربية الإسلامية، في حنتوب نهاية الستينات، كثيرا ما يردد في معرض تصديه للطرح اليساري، أن المجتمع السوداني مجتمع غير طبقي! وحين دارت الأيام، ووصل هذا التيار عبر مسمياته المختلفة إلى السلطة، جسد بنفسه، من الطبقية في المجتمع السوداني، ما لم يعرفه السودانيون طوال تاريخهم. لقد كان هناك صراع طبقي، وهناك علاقة قوة، وهيمنة، على الدوام، في السودان وفي غير السودان. فهذه ظاهرة لا يخلو منها مجتمع بشري، على الإطلاق، لكونها متجذرة في تاريخ المجتمعات، ولا يتم محوها بين يوم وليلة. فهي قد تشتد حدة أحيانا، كما هو الآن في السودان، وقد تخبو قليلا، كما كان عليه الحال في السودان، قبل بضعة عقود. الشاهد أن علاقة الأستاذ والطالب علاقة بين طرفين غير متساويين في فرص امتلاك السلطة، والجلوس في موقع القوة، والنفوذ. ولهذا فهي علاقة تتسم في كثير من صورها بالقمع، وبالفوقية، ولابد أن تخضع لمبضع النقد، ولمحاولات التفكيك. وقد أخضعها الآخرون لكل أولئك، قبلنا. فهلا فعلنا؟

    فيما هو مقبل من حلقات، سوف أحكي عن غرامنا بالسينما في أول السبعينات، وعن أفلام أول السبعينات، وتجربة مؤسسة الدولة للسينما، وعن فلم (زد) وزيارة ميكس ثيودوراكس. ثم عن مفترق الطرق، حين تشعبت المسالك بمجموعتنا تلك، وتحول كل من شخصي، والأخ خلف الله عبود، إلى فكر الأستاذ محمود محمد طه.
                  

العنوان الكاتب Date
بين أبادماك و بورتبيل Salah Yousif03-08-04, 08:23 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Giwey03-08-04, 09:07 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل bushra suleiman03-08-04, 09:46 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل حسن الجزولي03-08-04, 10:11 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-09-04, 00:35 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Salah Yousif03-09-04, 06:43 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-09-04, 11:16 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل zumrawi03-09-04, 07:20 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Salah Yousif03-10-04, 07:23 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل siddieg derar03-10-04, 07:47 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل حسن الجزولي03-11-04, 01:29 AM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-11-04, 06:06 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Salah Yousif03-12-04, 07:56 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل THE RAIN03-12-04, 10:46 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل bushra suleiman03-13-04, 01:14 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل حسن الجزولي03-13-04, 03:24 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-13-04, 06:31 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Salah Yousif03-14-04, 00:06 AM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل عاطف عبدالله03-14-04, 08:17 AM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-14-04, 08:49 AM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل Bushra Elfadil03-14-04, 11:11 AM
        Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-14-04, 08:40 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل siddieg derar03-14-04, 09:37 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-15-04, 08:54 PM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-15-04, 09:20 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل حسن الجزولي03-16-04, 00:18 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل: المسرح الجامعي و أبا دماك وتنظيمات الطلائع Sidgi Kaballo03-16-04, 06:07 AM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل: المسرح الجامعي و أبا دماك وتنظيمات الطلائع بكرى ابوبكر03-16-04, 06:45 AM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل: المسرح الجامعي و أبا دماك وتنظيمات الطلائع Dr.Elnour Hamad03-16-04, 08:37 AM
        Re: بين أبادماك و بورتبيل: المسرح الجامعي و أبا دماك وتنظيمات الطلائع bayan03-16-04, 10:03 AM
          Re: بين أبادماك و بورتبيل: المسرح الجامعي و أبا دماك وتنظيمات الطلائع عشة بت فاطنة03-16-04, 11:51 AM
            Re: بين أبادماك و بورتبيل: المسرح الجامعي و أبا دماك وتنظيمات الطلائع Dr.Elnour Hamad03-16-04, 07:59 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل siddieg derar03-16-04, 07:49 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Salah Yousif03-16-04, 11:01 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-17-04, 01:34 AM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-17-04, 02:00 AM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل عاطف عبدالله03-17-04, 09:26 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل حسن الجزولي03-17-04, 08:47 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل bushra suleiman03-17-04, 09:07 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-17-04, 09:47 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل siddieg derar03-18-04, 01:40 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-18-04, 08:38 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل حسن الجزولي03-19-04, 04:05 AM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-19-04, 08:42 AM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل Tanash03-19-04, 12:13 PM
        Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-19-04, 04:25 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل الجندرية03-19-04, 03:22 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-19-04, 06:20 PM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل Hussein Mallasi03-19-04, 10:13 PM
        Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-20-04, 01:43 AM
          Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-20-04, 05:44 AM
            Re: بين أبادماك و بورتبيل nassar elhaj03-20-04, 11:00 AM
            Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-20-04, 11:08 AM
              Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-20-04, 01:19 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل siddieg derar03-20-04, 12:32 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل عاطف عبدالله03-20-04, 05:08 PM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-21-04, 06:04 AM
        Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-21-04, 08:23 AM
          Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-21-04, 10:12 AM
        Re: بين أبادماك و بورتبيل Bushra Elfadil03-21-04, 09:11 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل حسن الجزولي03-21-04, 02:05 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل خالد عويس03-21-04, 03:34 PM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-23-04, 06:25 AM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل عاطف عبدالله03-23-04, 06:30 AM
        Re: بين أبادماك و بورتبيل عاطف عبدالله03-23-04, 06:33 AM
          Re: بين أبادماك و بورتبيل بكرى ابوبكر03-23-04, 06:39 AM
            Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-23-04, 08:33 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Hashim.Elhassan03-23-04, 07:31 AM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل الكيك03-23-04, 09:22 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Salah Yousif03-23-04, 12:14 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Tabaldina03-23-04, 04:22 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-23-04, 04:47 PM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل Giwey03-23-04, 08:28 PM
        Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-24-04, 00:34 AM
          Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-24-04, 02:33 PM
          Re: بين أبادماك و بورتبيل HOPEFUL03-24-04, 02:37 PM
            Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-24-04, 06:51 PM
              Re: بين أبادماك و بورتبيل Rawia03-24-04, 07:41 PM
              Re: بين أبادماك و بورتبيل Giwey03-24-04, 07:59 PM
                Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-24-04, 09:37 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Rawia03-24-04, 09:49 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل bushra suleiman03-24-04, 10:31 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل عاطف عبدالله03-25-04, 01:19 PM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-25-04, 04:51 PM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-25-04, 04:51 PM
        Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-25-04, 06:57 PM
          Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-26-04, 04:11 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل siddieg derar03-26-04, 01:06 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Abdullahi Ali Ibrahim03-26-04, 04:22 PM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-26-04, 07:28 PM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-27-04, 03:01 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل حسن الجزولي03-26-04, 07:28 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل Bushra Elfadil03-27-04, 01:58 PM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-27-04, 10:08 PM
        Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-27-04, 10:17 PM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Hashim.Elhassan03-27-04, 11:34 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل Dr.Elnour Hamad03-28-04, 00:49 AM
      Re: بين أبادماك و بورتبيل Hashim.Elhassan03-28-04, 09:03 AM
        Re: بين أبادماك و بورتبيل عاطف عبدالله03-28-04, 09:59 AM
  Re: بين أبادماك و بورتبيل Salah Yousif03-28-04, 04:52 PM
    Re: بين أبادماك و بورتبيل bayan03-29-04, 03:30 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de