ديوان أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين/ الشاعر عبد الله شابو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 06:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2007, 10:57 AM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ديوان أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين/ الشاعر عبد الله شابو

    أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين
    (1968م) القاهرة - دار الهنا

    شعر الأستاذ الكبير/ عبد الله شابو

    الزَّمن الأوَّل
    آفاق السعد
    مِْن ثُقبْ الشُبّاك تَداعَى صَوْتْ
    شَهقةُ موسيقى
    والصمتُ يُعِّرشُ في أرجاءِ البيتْ
    ما أقسى أن تعرفَ لكنْ لا تَقوى أن تفعلْ
    أن تُدركَ أنّ الوقتَ يَمرُّ ولا توقِفُهْ
    فارغةٌ فارغةٌ كأسى والليلُ طويلْ
    بالأمسِ دخلتُ السوقَ على غِرِّهْ
    وأضبِعة وجهِ الحكمةِ في طابورِ الزيف
    يامطر الصيفْ
    غضِبتْ آلهةُ الدنيا لا تُمطر
    ضَحَكَ الشاعرُ
    يا أحبابَ القهوةِ ياأحبابْ
    قلبي صحراء تمتدُ وتمتد
    وصخورٌ ناتئةٌ سوداء
    ضَحِكَ الشاعر
    قالوا أسعدُ مِنْ وطأت قَدماهُ الارضْ
    أحبابي
    لو كان الحَزنُ دموعْ
    لو أنّا بالعيِن نُحسْ
    ما يبستْ في شَفةِ الشعرِ الغُنوة
    لو كان الحزُن يشم
    نَزَفت رئتاي الدّمْ
    وطلعتُ عليكم
    جمرُ الحُرقة يشوي كَفيّ
    لكني أخجل أن تفضحني أَنّة
    والدربُ طويل
    والصبرُ على المكروهِ سلامة
    أن نُضرب في الرمضاءِ ولا نكبو
    أن نُشرقَ بالآلام ولا نَعبس
    الكلمة يوقفها في شَفَتي مَحضُ حياء
    يوقفها لو شئتم محضُ رياء
    والشكوى أجهلها
    لا تعرفني
    ماذا يُرجى يا أحباب
    شيخي قال الحب ثمين
    والبهجةُ في رشفِ الشَّفةِ السفلى
    في آنسةٍ صالحةٍ لا تعرفُ وجَه النومِ ولا تَكْرىَ
    في كأسٍ تَمزِجُها هيفاءُ القَدْ
    في الصمتِ المطبقِ
    في الصمتْ
    في جرحٍ يَتَفَّتحُ على الدنيا لا يَنْسَدْ
    لكنَّ الملاح يقول
    البهجةُ في فَكَ شراعِكَ للريحْ
    في التطوافِ الأعشىَ
    في جزرِ المجهول
    طوّافُ أسيانٌ قلب الشاعر
    والرحلةُ لا تلوي تَمْتدْ
    نائيةٌ .. نائيةٌ آفاقُ السَعدْ
    أحبابي
    يا أحبابَ القهوةِ يا أحبابْ
    نائيةٌ .. نائيةٌ آفاقُ السعد
    أغنية حزينة
    كلماتي حُبلَىَ بالضوِءِ
    بالنَفسَ الصاعدِ كالوَهجِ الأحمرْ
    كالنيل الدفاقِ الأسمر
    يحدوها قلقي يحبو فيها الإعصارْ
    حُبلَى بالزهرِ وبالأمطارْ
    بالأُفُقِ الأخضرِ بالأسفارْ
    ياقلبي يا جوابْ
    ياقلبَ الحبِ ويا جمرَ الشِعْر
    لا تَحلمْ
    فالليل يَجُوسُ .... يجوسُ
    يُمزِّقُنا يَرمينا للنارْ.
    ما عادَ القيثارْ
    والنغمُ الفوارْ
    لا تذكْرهُ يا قلبي
    بابلُ يطويها النسيان
    شعراءُ الكأسِ الفضِيِهْ
    والقهوةِ ذات الراووقْ
    ما عادوا في الدارْ
    سَلاَّمةُ والقَسْ
    وجواري هارونَ الكُنَّسْ
    ما عادَ الهَمسْ
    فالليلُ يُغطِي وجَه الفَجْرْ
    هل يُبصرُ في الليلِ العميان
    في الأفقِ يموتُ الإنسانْ
    مِزقاً شائِهةً
    ياربي أين الدرب؟
    وكيف خلاصُ عبادكِ منْ هذا الطوفانْ
    سكتَ حفيفُ الشَجَرِ الساهمِ
    لم يَسلمْ حتى الرُبَّانْ
    قلبي لا تهفُ للمجهول النائي
    لا تغرقْ في بحرِ الوهمِ الخادعْ
    لا تركضْ عَبرْ ديار الناسَ البيضْ
    فالبعدُ الشاسعُ يَبقَى شاسعْ
    والدمعُ الأبيضُ لنْ يخلق لن يخلقَ شيءْ
    مزآمير الأسى
    (رسائل إلى شيري اسكوت)
    المزمور الأول :
    ماذا إذا انسربتْ من المذياعِ أُغنيةٌ حزينةْ
    وَتأوّه القيثارُ زفرةَ عاشقٍ
    وَأَطلَ وجهُك كالصباح يرشُ لِي أُفقي نَعيما
    ووقفتِ تبتسمينَ كالإشراقِ فِيكِ نداوةُ المطرِ الرزينة
    وشهقتُ إذ حُييتُ ثم أعِدتِني فَرِحا
    كما كنا تَكَّثفتِ إدكاراتٌ قديمة
    ومددتُ كَفي كي ألُمَ جداتلَ الغبشِ النديَّ
    رجعتُ أَعُثرَ بالهزيمة
    المزمور الثاني :
    النهرُ يدفقُ للبعيد يَصبُ في الأبدِ البعيدِ
    وحنينُ مزمارٍ يرجِّع شوقَ ملاحٍ عمِيد
    يا ساكني جزرِ المحارِ النائية
    قلبي تَشَوّفَ للضفافِ الغافية
    ولبَحْةٍ زُنجيةِ الترجيعِ تَدفقُ بالشَجَا
    تنداحُ في الأفقِ المديد
    تتراقصُ الأشجارُ تكرعُ مِن سنى
    زبدٍ تدفق كالنشيدِ
    تَتَنفسُ الغاباتُ في أفريقيا
    تتدفقُ الأنهارُ باللحنِ الجديدِ
    المزمار الثالث :
    شيري هنالك في الجبالِ العفرِ في الغابِ الجريحِ
    يتمزق الأطفال يا لنا بكم في رادِ الضحى وتُزَلُ سالفة المسيد
    والكاهنُ العصريُّ يشرقُ باالأسىَ ويعُضُ أوردة الذبيحِ
    لكَّن أجنحةً على متنِ الدُخان تَرِفُ في اللهبِ الجموحِ
    والأعين اليَقْظىَ تهوِّم في الجبالِ وفي السفوحِ

    المزمور الرابع :
    ستظلُ تمثُلُ مِنْ دُخانِ الغاز أَنملُ طفلةِ غالوا صِباها
    ويسيلُ قي قدح الرئيسِ من النخاع ومن دماها
    وتظل تلثغُ من قَرارةِ كأسهِ أبدا وتحلمُ في كراها
    تتواثبُ الأشباحُ حَوَل فِراشِه عبثا يحاولُ مُتقاها
    فكأنّ أَلسِنةَ الجحيمِ تَسوطُهُ وكأنَّ سكينا تَقَطّعُ في الحنايا
    من هَا هُنا جئنا إليك بلا هدايا
    سودٌ كأعمِدَةِ الدُّخانِ كقلبِ غاباتِ الجنوبِ
    كالأنهر الجزلى تدفق في الغروب
    جئناك لا تحفا حملناها سوى حُبٍ تفجّرَ في الحنايا
    يا أنت يا قنديل عَالمِنا وقاهرةَ المنايا
    الجرحُ يَشْخَبُ بالدماءِ وبالظلالِ وبالشذى
    وتَتَفجرُ الحيواتُ والأنهارُ من نَفسِ الشهيدِ
    من هاهنا جئناك أغنيةً تهوِّمُ في الشوارع والحقولِ
    وتلوبُ في الأفق المعفَّرِ بالحديدِ وبالضحايا
    من هَاهنا وَكْرِ التربصِ والخيانةِ والخفايا
    من هاهنا جئناكَ من كل السُهوب الدامية
    يانجمةً معطاءةً لمعت تُضَوئُ للبرايا
    أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين
    معذرةً
    لو جاءتْ كلماتي كالسَعفِ الناحِلِ في قلبِ الريحْ
    كالحبُ تعاطاه حبيبان بلا تصريح
    إشتاقا .. ما اْلتَقَتِ العينانِ
    وما قالا كلمة
    ما اْنتهت اللحظاتُ الأولى ما اْعتنقا
    سمعا.. حِسَّاً .. خطوا .. فافترقا
    الشوقُ الطفل إِفتقد الأبوين
    صراخُ يُزعجُ إغفاءَ النجم
    كاللحمِ تقلّبَ في السفّودِ إحمرّ ولم يَنْضَجْ
    لو قلتُ ولم أُبدعْ
    لم آتِ بالخالدِ... لم آتِ بالدررِ الحسناواتْ
    لم ألمسْ قاعَ الكلمات
    فالشوقُ يُجلجلُ في النَفَسِ المُرهَفْ
    والقلبُ يصلُ يَئزُ أتونا
    يحتشدُ غناءٌ يتلهف
    والعصبُ كطبلِ الغابِ تَحمّسَ بالنيران
    معذرةً... إخواني
    وليرضيكم مني الصدقُ المنداحُ بأعراقِ الكلماتْ
    إخواني
    يا أبناء القرن الآتي كالعطرْ
    تَدَّفقَ من شباكِ عروسينِ (جديدين)
    كالمرفأِ بعد الإسراءِ المُضنِي والأنواءْ
    القرنِ المثقلِ بالعبقِ، المثقلِ بالخيرات
    إخواني...
    يا أبناء القرنِ المسنونِ كراسِ الدَبُوسْ
    القرنِ الربان الرائدْ
    إِنبثقَ الماردُ من قلب التاريخِ كطودٍ وسطَ البَحر
    مَدّ الكفَ بوجهِ الشمسِ
    يلم كواكِبها كالصدفاتْ
    الطيب كالريح الطيبْ.
    الباسل كالخرتيتِ
    الفاجر كالمُلاك إذا نادى الزُّراع الطينْ
    إستبقوا نحو الأكواخ
    سألوا عن صحة أطفال البيت
    قرصوا نهد البنت النافر
    مصوا شفة الأم
    الخامل مثلُ نهار لا بهجة فيه
    الضائع مثل الشِعر الجيد في الأسواق
    الثائر مثلُ البحرِ يَدُقّ بجبهتِه صدرِ الريحْ
    المجنون كبوِق الجاز النازفِ دم
    الصامِد كالجوهرْ
    كالغبش الدافقِ أكتوبر
    إنسان الآتيِ أقبل مِنّا
    أعِذرنا لو قَصّرنا
    يا ابن صراعاتٍ وُلدتْ قَبلَ التسجيلِ
    وقبلْ النُطقْ
    اَسمَعنا... ولتذُكرنا بالخيرْ
    نحن اللهبَ الطافحَ في أعراقِ البهجةِ
    في عينيك الباحثتين
    فلتكسب كأسا فوق الأرض
    ولنشرب نخبا باسمي
    ولتقل الشعرَ مديحا في هذا القرنْ
    لك حُبِي
    يا إنسان الغدْ
    المجد لك
    لَوْ أستطيعُ أَنْ أَدورُ الكُرَةْ
    أمدُ إصبعِي أداعبُ القَمَرْ
    لو أنني بلمسةٍ أحول الدَمامةْ
    نضارة توشوش الحياة كابتسامة
    كعودةِ القريبِ للديارِ بالسلامة
    أو أنني بدربكمْ مَلَكْ
    يُجرِرُ اخضرارَ قُبلةٍ عنيفةٍ تُنَوِّرَ السُبُلْ
    يُمَوْسِقُ الكلامَ تحتَ شُرفةٍ تمدُ الطريقِ
    للحزانى
    لخائرين في دُجُنَةِ المَهانة
    نهارَ شوقِها وحبَِها وومضةَ الكرامة
    أو أنني إذا نهضتُ
    تقومُ خلف نَعلي البسيطةُ
    وسنبلة
    وكلما أمدُ خطوةً أشقُ للحياةِ جدولاً
    لما استطعتُ أن أقولَ كلمةً تناسبُ المقامَا
    مزاهرِي وكلُ ما ملكتُ لك
    قصائِدي وكلُ ما ملكتُ
    يا مَنْ يُحار في مداركَ الفَلَكْ
    ويَرَتمي تَبَتُلاً عَلَى حذائِكَ الضياءْ
    يُبَعَثرُ الترابَ فوق وجنتيه فارسُ الفَرحْ
    يا شيخَنا الذيَ أتى منْ الزمانِ بابنتِهْ
    جميلةَ كعُنْفِ كاعبَ جَموُح
    هلموا بالنبيذِ للقداسِ لاحتفالِنا
    إلىَّ الربابةِ القديمةْ
    ومسِنْ يا بناتُ كالغصونِ عندَ رقصةِ السَحَرْ
    رُشوا النبيذَ فوقَ غرةِ القَمرْ
    اليوم شيخُنا أتىَ من الزمانِ بابنِتهْ
    يا عودةَ الغريب بعدَ غُربتِهْ
    يا قِبلةَ السجين بَعدُ عزلِتهْ
    يا مرفأً يَؤُمه شِراعِي
    يا شَعبَي المجيدَ كالنهارِ كالغناءِ كالذُرةَ
    مزاهري وكلُ ما ملكتُ لَك
    قصائدي وكلُ ما ملكتُ لَكْ
    الكوة
    عزيزتي يا أُمِي
    التي أحبَ
    يا دوحةً تهزُها الرياحُ في الدياجي
    لكنها تَحنُ للصباح
    وعندما يسيرُ في شعابِها القَمرْ
    والنيمُ يرتوي شُعاع
    تحسُ أنَها تعانقُ البعيدَ والبعيدْ
    وتغزلُ الضياءَ منْ أحلامِها العذراءَ والظلالْ
    وتكسبُ التاريخَ في براعمِ الشَجرَ ْ
    كأنها أسطورةٌ عجوزْ
    عزيزتي
    الناسُ فيكِ طيبون
    الزارعُ المسكينُ والخفيرْ
    وصاحبُ الدكانِ والعتالْ
    تضيءُ في نفوسِهم ترنيمةُ الأَمَلْ
    ويزرعُ الحنانُ في أجفانِهمْ صفاء
    عزيزتي
    إذا مشَى الخريفُ في الدروبْ
    وأخضوضَرَ الجُميزُ والشَجرْ
    وفاضتِ الشقوقُ إخضرارْ
    تَسَربَلَ الطريقُ بالمطر
    تذكري يا أميّ
    الذي ُيحبُ في ربوعك الليالْ
    وبَرعماً مُنعماً تَخضلُّ وجنتاهُ بالعبير
    ويشتكي أملودُهُ الزُنارْ
    تذكري الذي يُحِبْ
    واسكبي في دربه الظميءِ قَطرةً،
    كي يُورقَ الجمالُ في فراغِهِ الجديبْ
    شوق
    وحدِي هنا بهتَتَ رؤاي
    وجفَّ في عينيّ نورُ شجاعتي
    كُسِرتْ أباريقي تَربَّع في مُخَيلتي القنوطْ
    لَهفي على الشطِ البعيدِ يموجُ بالصدفِ الجميلْ
    لهفي على الإنسانِ يولدُ من يبابِ الأرضِ
    يشمقُ كالنخيلْ
    يهفو بعمقِ النيلِ أو يعدو كأغنيةٍ وشوقْ
    لهفي على الطرقات تلمعُ تحتَ رابعةِ النهارْ
    والأبحر السَكرى تغردُ في حوافيها البناتْ
    يتراشقُ الأطفالُ بالقطراتِ
    والمطرُ اللذيذُ يبلّلُ الشَعَرَ الطليق
    لهفي
    يدورُ الرقصُ تَعتنقُ السوالفُ والشفاهْ
    الحبُ يُولدُ رائعَ القسماتِ
    موفورَ الحياة
    تَخضرُ سالفةُ الربيع وتورقُ الأحجار
    في الجُزرِ المُنوّرةِ الصِغار
    وتَطِلُ فَوق الأُفقِ مدخنة وحَقْلْ
    هذا خريفُكِ يا حياةُ تدفقي
    بالحبِ بالقدراتِ بالأزهارِ بالقمحِ الوفيرِ
    بالشوقِ بالإنسانِ
    عملاقاً..
    وباللحنِ المثيرْ
    أغنية للحب وللعودة
    يا عَوْدتِي حَطَّتْ قوادمُ طائرٍ أخضَرْ
    يُنقِّبُ في الرمالِ الصُفرِ يَدميِ حَدَّ مِنقارِهْ
    عيناي عالقتانِ باللاشيءِ بالأفقِ
    حَنينَ الضائعِ المخزونِ فتَّش لَمْ يَجِدْ عُشَهْ
    تَقاَذفُهُ الرياحُ تَضَجُّ في أعْراقِهِ الوَجعةْ
    وأغنيةُ تُجلْجِلُ في الحنايا الزُرْقِ
    تُرسِلُ للخريفِ الأخضرِ الفرحانِ مِنْ تَحنانِها دَمْعةْ
    أيا داراً بقربِ النهرِ عَفَّر وَجههَا النَصَبُ
    وأَسفتْها رياحُ البؤسِ دَمَّرَ سَقفَها الوَصَبُ
    أينَ اللداتُ وسقسقاتُ الطيرِ نَقفِزُ في أعاليها
    ودندنةُ المياهِ وطلعةُ القمرِ
    وذاك الأبيضُ المفتونُ يَدفقُ في نواحيها
    صبيَّا كنتُ أجرِي في مغانيها
    وأَحتجبُ
    عَنْ أعينِ الطلابِ ضَلَّوا في خوافيها
    يُجنِحُني إنطلاقُ الصادقِ المبهورِ لا يدرِي
    بانَّ النيلَ يعدو والدُّنا سَفَرُ
    بأني غيرَ ما رَجعةْ
    أطوِّفُ في بقاعِ اللهِ ترحالاً وأغتربُ
    وهذا الخافقُ الجذلانُ قَدْ يَبْكِي وقد يَهَبُ
    حتى افترشتُ الشوكَ في سِفَرِي
    أكلتُ المرَّ بالأطباقِ
    رُدْتُ محاهلَ الضَجَرِ
    صغيراً كنتُ يا نَزَقيِ
    وصخاباً كما الأمطارُ حِينَ تسَحُهُا السُحُبُ
    عَدوَتُ وقبضتيِ لمت على أمل
    نَدِيِّ أخضرِ خَضِلِ
    حتى انَبَرَى والدهرُ ضرارٌ ومُقتَدرُ
    للأمنياتِ مجزَّها طيراً بِلا أعناقِها تَثِبُ
    ولَكِنِي وفي دَرْبي ومُرتَحلَيِ
    لقيتُ حنانَكِ المنداحَ أزهاراً وأشعاراً وأمطارا
    عَرَفتُ الرَعشةَ الأوُلى تُهوِّمُ في شَرايِيِني
    وشيَئاً هَبَّ في قلِبي بمِزمارِهْ
    يُفَجّرُ في الشعابِ الحمرِ أشجاراً وأنهاراً
    مروجاً رَفَّ في أفيائِها الثَمَرُ
    حَفَّت بِهِ الأنسامُ رَفرَفَ حولَهُ العِنَبُ
    حتى الرُبَى غسلتْ نواصيها
    والجَوقَةُ الكَسُلَى تَمشيَ في مزاهرها
    رفيفَ الغَنَوةِ الجَذْلىَ فأحياها
    وكلُ الناسِ يا فرَحىِ
    نَشاوَى دونَ ما كذبِ
    دُقُّوا الطُبولَ وهاتُّوا الخَمْرَ وانشرِحُوا
    ثراءُ كُلُها الدُنيا غِناءٌ كُلُها فَرَحُ
    تَهشَّمتْ الدنانُ وسالَ الخَمرُ وانصَدعَتْ
    عن وجهِ فجرٍ دافيءٍ حُجُبُ
    وأنتِ سعادتِى أيامىَ الحُبلىَ بآمالِى و ياقَدرِى
    أُحِبُ النيلَ فى عينيكِ دفاقاً تَثنىَ فَوقَه الشَجَرُ
    أُحِبُ العيشَ والأخصابَ في نهديَكِ
    بَرْعَمَ ثَمَةَ اشتَعلا
    خَرِيفٌ أنتِ رَشَّ الخَيرَ في بَلَدِي
    ومَدَّ الظلَ والثَمَرا
    ما أعذب هذا يا فدريكو غارسيا لوركا
    يا صدرَ الريحِ الراكضَ في صدرِ الغابْ
    يا ليلاً مِنْ مطرٍ أسودْ
    إهطلُ دُقْ الأسوارَ المهترئَة حَطِّمْها
    فاللحظةَ
    مِنْ قَلْبِ التاريخِ إنسربَ غناءُ الأنصارِ المحزونْ
    لَمْ يستأذنْ هذا الطارقُ في جُنحِ العَتَمةْ
    فَرَكَ الكفينِ ثلاثاً نادَى بالقِيثارْ
    إنبَجَسَ الخلقُ تَعَرى وجهُ الكَلِمَةْ
    فدريكو يَطِلْ على الآفاقِ يُغَنيِ أَلَمهَ
    فالخضرةُ تنداحُ يَصفِّقُ في صلفِ المأساةِ النَهْرْ
    أَعراسُ الفَرَحِ الصَخَابِ تموجُ اللحظةَ رقصاتٍ غَجَريةْ
    وعلى صدرِ البنتِ السمراءِ الناتيءِ يَرتاحُ القيثارْ
    تَعشَوشِبْ في صحراءِ الأحقادِ الأُلفَةْ
    ما أحلَى هذا يا فدريكو
    ما أحلَى هذِي الكأسَ الملأىَ بالحُبْ
    فدريكو
    أدخلُ قَلبيِ مَرْجٌ يشتاقُ النَسمْةَ
    يُرعِشُهُ صدقَ الكلماتِ الرفافةِ كالظَّلْ
    يَعدُو للفجرِ التواقِ تَوثَّبَ كالموُجَةْ
    لكنْ معذرةً يا فدريكو
    في لحظةِ سَعدِي تاهَ القَلْبْ
    فالخفراءُ انتظموا في حَلَقاتْ
    كالموتِ تَجمَّعَ في جَفْنِ الطِفْلْ
    والحربةُ مشرعةٌ في القلبِ على الأَضلاعِ يموتُ الضَوْء
    تَخبوْ نارُ الفَرحَ اللاهبِ
    في غَوْرِ الصَبْ
    فدريكو
    كَمْ غنيتَ الأطفال
    كم غنيتَ الحُبَ الغافيِ في الأشجارْ
    إِلتَحَفَ الخُضْرةَ غُصنانِ إعتَنَقا
    فدريكو أدخلْ ..أهلاً فتَحَّتُ الأبوابَ السَبعْ
    أدخلْ مَهَّدتُ السِجادَ العَجِميَ النادِرْ
    لَكَ يا توقَ الإنسانِ الغَدِ
    يا فدريكو الباسلُ يا اندلسَ الشِعْر
    السامقُ رُغمَ الموتِ الأجْوَفْ
    ما أعذبَ هذا يا فدريكو القَلْبْ
    لعيني أكتوبر
    أحبتي :
    أُلَملِمُ الكلامَ من عيونيَ
    من مقطعٍ أودعتُهُ خزائنِي
    من خفقةِ الرياح فيِ غنائيَ
    وأوقُدُ الحروفَ
    يا لهفَتِي
    سَكبتُ للحُداةِ دنيَّا
    سمقتُ للنجومْ
    لأُطعِمُ النجوُم ذاتيَّ
    لَكُمْ فجَّرتُ يا أَحِبتيِ غنائيَّ
    لَكُمْ
    مسحتُ جبهةَ الحياةْ
    وغصتُ في البحارِ في مشاتلِ المَسَا
    نزحتُ في الرياحِ ساهرا
    القلبُ يا أحبتي حوافرٌ في الليلِ باسِلهْ
    عينانِ في الدُجُونِ ذاهِلَةْ
    لَكُمْ أحبتيِ زَرعتُ كَلمتِي مشاتلاً مشاتلا
    رَكبتُ في دُجاكمُ عَصَا خياليّ
    ظننتُ أنني عَرَفتْ
    ظننتُ أنني لمَستُ عمقَ ذاتَّي
    وكانَ يا أحبتي أن جاءَ يَومكُمْ
    كطائرٍ يرفُّ نازحاً
    يرف راحلا
    قد حَطَّ عندَ بابكُمْ
    فماجتِ الديارُ
    واندفعتموا بواسلاً بواسلا
    محاسن :
    دماؤنا لقاءَ ذرةٍ منْ التُرابْ
    لقاءَ .... ضحكةٍ وضيئةْ
    لقاءَ خُصْلةٍ تُسيلُ في الحجارةِ اللُعابْ
    لقاءَ ومضةٍ في قاحلِ الحياةْ
    رفيقتي
    ستشرقُ الحياةُ مِنْ نزيفِنا
    ستشرقُ الحياةْ
    وعِنْدَها
    رفيقتي جدائلُ الضِيَا مراكبِي
    طفولةُ الصباحِ مَبسِمُكْ
    وعِندَها رفيقتي
    أبَعْثِّر القَريضَ
    كَيفما أرَىَ
    وأتَكِي
    امصُ كَرْمَ نَصرِنا
    أعيشُ شاعرا
    أضَلُّ طائرا
    أُزَخْرِفُ الدروبْ
    أقسّمْ الحَصِيدَ عادلا
    عيناكِ ترقبانِ خطوتي
    وتقدحانِ ناريَّ
    ما عدت يا رفيقتي
    حبيس عاريَّ
    الجذور :
    وتَصرح الجذور فيِ طريق وحدتي
    تُدمدِم الجذور
    العارُ للذين بايَعُوا ونكَّسوا الجِباة
    العارُ للضِّعافِ في بهيمِ ليلِنا
    العار للضِّعافِ للجفونِ المسبلة
    وتَركضُ الجذورُ في الدِّماءِ ثَائِرة
    فنحلبُ الدُّجَى بَشائراً بَشائراً
    فَمعذِزةً
    أحِبَّتي أطَلتُ في الحَدِيث
    لَكِنَّني لَكُم أعِيش
    أَو أمُوتُ شَاعِرَاً
                  

العنوان الكاتب Date
ديوان أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين/ الشاعر عبد الله شابو khalid kamtoor06-12-07, 10:57 AM
  Re: ديوان أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين/ الشاعر عبد الله شابو Agab Alfaya06-24-07, 10:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de