|
حكم وعبر من حج هذا العام
|
فى كل عام يوفد الحجيج الى هذه البلاد الطاهرة ويقضون مناسكهم ويوفوا نذورهم ويعودون الى بلادهم كيوم ولدتهم أمهاتهم بعد أن تغشتهم الرحمات وحامت حولهم ملائكة الرحمة يستغفرون لهم الله جل جلاله ويغسلونهم بالماء والثلج والبرد ويبدل الله جل جلاله بمحض فضله سئياتهم حسنات
وقد تعودنا فى كل عام أن نسمع منهم القصص والعبر والحكم العجيبة التى قابلتهم وهم يؤدون المناسك فى رحاب المشاعر المقدسة وبين مهبط الوحى
ومما تأثرت له هذا العام أننى قابلت فى ثانى أيام العيد احد جيراننا يحدثنى عن قريب له انتقل الى رحمة الله تعالى بعد أن أحرم ووقف فى عرفات وبات بمنى ثم جاء يوم العيد الى البيت الحرام وطاف طواف الإفاضة وذهب الى المسعى ليؤدى شعيرة السعى بين الصفا والمروة ، وهنالك انتقلت روحه الطاهرة المطهرة وهو بين الصفا والمروة وقد خرج من ذنوبه كاملة وأخرجت ملائكة الرحمة روحه طاهرة نظيفة فى أطهر بقعة على وجه البسيطة وهو بملابس الإحرام ملبيا نداء الخالق عز وجل فأى حكمة وعبرة وختاماً أفضل من هذا
كذلك تأثرت غاية التأثر لحديث صديقى وأحد زملاء البورد الأفاضل الذى زارنى يوم العيد ليخبرنى أن حافلة كاملة تحمل حجاجا سودانيين من أقربائه وقد منعوا من دخول المشاعر بسبب مخالفتهم للقوانين وبقاءهم بلا إقامة ولا تأشيرة منذ رمضان الماضى ليقضوا يوم عرفات ويوم العيد بين جدران سجون الترحيل ويتم ترحيلهم خارج البلاد فى ثانى أيام العيد ومعظمهم من النساء ومن كبار السن
حدثنى زميلى فى العمل من اليمن الشقيق أن قريبه أتى من بريطانيا مع زوجته لأداء فريضة الحج مع فوج كبير وذهبوا الى المدينة المنورة لزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل الحج ، فاذا بالرجل ينتقل فى المدينة المنورة ويقبر فى بقيع الغرقد وتكمل زوجته الحج لتعود بدونه ، لا إله الا الله
هذا غير قصص التائهين الذين يضيعوا عن أهاليهم وفوجهم خلال أداء المناسك ومنهم من يعود ومنهم من ينتقل الى الدار الآخرة
كما سمعت قصصا من نوع آخر مثل ذلك الحاج الذى أتى لأهله فى جدة ليجدهم فى حالة استعداد للخروج لقضاء الحفل الساهر الكبير ، وكان أولهم فى الذهاب للحفل وأكثرهم مقارعة للخمر والمجون
وزميل آخر يطلب سلفية فى حدود الألف دولار ليتمكن من تسفير طائفة من الحجاج الأقرباء الذين ابتلاه الدهر بهم
والكثير الكثير من العبر والحكم والقصص عن الحج والحجاج بلا حدود
فاعتبروا يا أولى الأبصار
|
|
|
|
|
|
|
|
|