ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد طه)

ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد طه)


01-17-2006, 12:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=9&msg=1178502916&rn=0


Post: #1
Title: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد طه)
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-17-2006, 12:27 PM

سنقراء هنا وعبر حلقات اسرار ستنشر لاول مرة بعد

عشرين سنة ونيف بقلم الاستاذ الصحفي الكبير هاشم كرارhttp://www.alwatan-news.com/writers/hashem.jpg

صاحب القلم الرشيق والاداء السلس واحد الوجوه المتالقة

في الصحافة القطرية وبالتحديد صحيفة الوطن واسعة الانتشار

هاشم كرار في افادته للتاريخ يحكي اضابير الاضابير

من داخل القصر الجمهوري والصحافة السودانية

ولحظات المحاكمة وماذا كان يدور خلف الكواليس

وهناك... الكثير.. المثير الخطر

نشكر استاذ هاشم لاختياره هذا المنبر الوطن الحر

لتفجير ام المفاجات لاول مرة....والي الحلقة الاولي

(المكاشفي طه الكباشي داخل صحيفة الايام)

ترقبوا ....ترقبو

Post: #2
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-17-2006, 07:25 PM
Parent: #1

العزيز عبد الكريم،

أبهجتني، أيها الكريم.
الأستاذ هاشم كرار صديق عزيز، تشرفت بتعميق صلتي به في الدوحة يوم كنت أعمل بجامعة قطر. لم أكن قد التقيته قبل ذلك، وإن كنت أعرف عنه بسبب سمعته الطيبة كصحفي. أول مقالة قراتها في الدوحة كانت في عموده في جريدة الوطن. وقد عرفت في التو أن كاتب المقال صديق للجمهوريين ومن محبي الأستاذ محمود محمد طه. نعم، في التو! وذلك لأن لغة الخطاب لديه متأثرة بكتابات الأستاذ محمود لحد كبير.
فأجأته ذاتي ليلة بزيارة في مقر جريدة الوطن، معرفاً بنفسي كجمهوري، فتهلل بصورة ما زالت منطبعة في ذهني. وأذكر أنه قال لي في تلك اللحظات الأولى بأن طلتي عليه بالعمامة ذكرته بآخر لحظة رأي فيها أخي عبج الله النعيم -بالعمامة ايضاَ! وبدأ مشوار علاقتنا السامية، الذي خط في الأزل قبل البدء!
تصادقت أسرتينا. تزاورنا كثيراً. وقد سجلت منه في شريط ساعتين من الحديث المتواصل حول تجربته مع لقيا الأستاذ محمود في يوم تنفيذ حكم الإعدام، وقبل ذلك بايام. سرد لي مما في جعبته الكثير، المثير، الخطر، كما تقول أنت. وقد أصبح ذلك التسجيل من المواد الهامة للغاية في إرشيف الجمهوريين.

سيجد القارئ في سرد العزيز هاشم ما لا يخطر على البال.

تحياتي له، ولجميع من حام حوله، فإنه لا يحوم حول هذا الكريم إلا كريم!

Post: #3
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عمر ادريس محمد
Date: 01-18-2006, 01:39 AM
Parent: #1

Image Hosted by ImageShack.us



عــــاِشــــت

ذكــــــــرى

الــشــهـيـد

مــحــمــود

مــحــمـــد

طـــــــــه


Post: #4
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 01-18-2006, 02:16 AM
Parent: #1

الزميل المهندس عبد الكريم :
الزميل هاشم كرار اخ عزيز زميل نادر في مهنة المتاعب وهوقاموس سياسي وصحافي يمشي بين الناس تسبقه روح الطيبة ويغمس قلمه في دماء قبله ليكتب بصدق - قد تختلف معه ولا تملك إلا ان تحترمه وتحبه لصفاته الجميلة هو بالنسبة لي توأم - تزاملنا في السياسة واصدرنا "الحوادث" التي ماتت يوم ميلادها وحينما دقت مزيقة 30 يونيو1989 ووقتها خرجت من المطبعة بالمنطقة الصناعية في الواحدة صباحا بينما بقى كرار وخالد فرح حتي اشرقت الشمس ولم تشرق "الحوداث" ولم تدر المطبعة وجف حبرها لان البلد دخلت في ليل بهيم حيث قطع التيار : هذه بعض الذكريات لتفاصيل ذلك اليوم :
- العنوان الرئيس للسيد الصادق المهدي : اذا فشلت فلن اشيع باللعنة !!
عنوان فرعي : احب مشاهدة افلام توم اند جيري
- حينما غادرا بعد طباعة الجريدة تم ايقافهما عند كبري بري ووجدا عساكر لم يسمحا لهما بالمرور وعرفا بحاستهما الصحفية ان انقلابا قد وقع : العسكري اتصل بالقيادة العامة وابلغ بوجود خالد فرح شقيق عبد الرحمن فرح رئيس جهاز الامن انذاك وكان الرد هذا الشخص بالذات لايمر وتم اعتقاله اما كرار فقد رجع المطبعة واعادطباعة الصفحة الاولى ليكون العنوان الرئيس : انقلاب يشيع الديمقراطية الثالثة !! وكان في الاول : الصادق المهدي : اذا فشلت فلن اشيع باللعنة!! ولكن قطع التيار الكهربائي ولم تر "الحوادث" النور :فهي صحيفة لم يقرأها إلا رئيس تحريرها : خالد فرح ومدير تحريرها : هاشم كرار .
بالنسبة لمفاجآت هاشم كشاهد عصر لاعدام محمود محمد طه سأكشف بعض منها :
- هاشم كان حاضرا للحظة الاعدام ولحظة صعود محمود للمقصلة وبعد تنفيذ الاعدام هتف احد الاسلاميين سقط هبل : هل تعرفونه .
- رمق محمود محمد طه قضاة النميري وبينهم المهلاوي لخص في تلك النظرة موقفه ولم يرفع القضاة نظرهم اليه .
- في القصر الجمهوري قالت المستشارة قبل الحكم لكرار : خلاص زولكم انتهى ولم يلتقط صاحبنا الاشارة إلا بعد حوار قصير .
- اول موقف قوي كان افتتاحية كتبها الاستاذ حسن ساتي رئيس تحرير الايام مستنكرة حكم الاعدام وكان كرار حاضرا لتداعياتها وكيف اقنع ساتي الاستاذ فضل الله محمد رئيس تحرير الصحافة باتخاذ موقف مماثل . هذه الافتتاحية كلفت ساتي ثمنا هو الهجرة للخارج ووقتها اتصل به نميري في تلفونه السري وقال له : ايه الكتبوا اولادك فرد ساتي : انا من كتب الافتتاحية . وبعدها التقى ساتي وزيرا الذي قال له الرئيس لن يتركك . اما التفاصيل : فقد بدا الاستاذ حسن ساتي يكتب عن اعدام محمود محمد طه في الرأي العام وساوافيكم باول حلقة .
تابعونا

Post: #6
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: بدر الدين الأمير
Date: 01-18-2006, 02:33 AM
Parent: #4

الكريم عبدالكريم لم ازل فرح بك

والصديق هاشم الغير مكرر واثق التوثيق

والى عودة

Post: #5
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-18-2006, 02:28 AM
Parent: #1

فوق

http://alustadhcenter.org

اليوم انطلق مركز الأستاذ في تمام الساعة السابعة بتوقيت السودان..

بالضغط على الرابط أعلاه يمكن سماع الأستاذة أسماء محمود وهي تقوم بافتتاح المركز..

والتحية للأستاذ هاشم كرار ونحن في الانتظار..


صورة الصفحة الأولى لصحيفة الأيام 18 يناير 1985

والشكر والتحايا لك يا أستاذ عبد الكريم

Post: #7
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 01-18-2006, 02:38 AM
Parent: #5

عزيزي الجميل، كعادتك، عبدالكريم...

في انتظاركم اخي كرار، كي نقرأ تحت اشعة شمسكم، جزء من كياننا الغائب،

(وغدا، تعود الشمس، لا شرق يظهرها ولا غرب يسترها، لا عين تدركها من أعين البشر)

Post: #8
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 01-18-2006, 02:47 AM
Parent: #7

تابعونا - 1
فرغ الزميل هاشم كرار من كتابة الحلقة الاولى وتشمل :
- مقدمة عن الاجواء في صحبفة الايام
- صدور حكم الاعدام
- كيف وزع المكاشفي الحكم على وسائل الاعلام بنفسه .
وادناه ما كتبه الاستاذ حسن ساتي في الرأي العام :

حسن ساتي ‏
[email protected]
ذكرى الأستاذ محمود .. حزمة أسرار (1-5) ‏
مع أن الحديث عن الذكرى 21 لرحيل الاستاذ محمود محمد طه، إلا أني أريد أن ‏آخذكم في هذا المسلسل الشيق جدا من وجهة نظري، بعد أن وجدت في ‏نفسي ميلا لسرد هذه الوقائع التي لا يعلم بها الا من كان طرفا فيها، لأنني لم ‏أؤرخ بعد لتلك الحقبة المايوية الشائكة التي أودعنا فيها عمر عبد العاطي سجن ‏كوبر، والرجل ضعيف ، بتهمة قالت: لتبييضهم وجه النظام. ‏
كنت مريضا بملاريا وقابعاً في منزلي بالمنشية حين صدر حكم محكمة ‏الاستئناف بالإعدام على محمود طه، فنشرت كاريكاتيرا لبدر الدين ظهر يوم ‏الجمعة 18 يناير يوم إعدام الاستاذ محمود يقول: نحن الخبراء.. ذوي قدرة على ‏القتل ثلاثية، مجاراة لدعاية كان يبثها تلفزيون السودان لأحد المبيدات، ثم ركبت ‏سيارتي أقاوم المرض لأتولى أمر إفتتاحية الأيام التي أرأس تحريرها، فكتبت ‏إفتتاحية بعنوان: تبقى رايات العفو والتسامح عالية، وصورتها قبل أن تنشر ‏وحملت صورة في جيبي، ثم هاتفت صديقي فضل الله محمد وقلت له لابدّ من ‏موقف، فهذا هو الجنون. وافقني الرأي، وكتب بخبرة المهني والقانوني رأيا هادئا ‏بالداخل، فيما كتبت أنا بخبرة المهني فقط رأيا صارخا بالصفحة الأولى. وحزنت ‏بعد ذلك بشهور مع حمى الانتفاضة، حين وجدت أحد صغار محرري الصحيفة، ‏وكان حاضرا لمخاض تلك الإفتتاحية، وقد قرأتها على رهط من زملائي الحضور، ‏فقال لي ذلك الزميل الصغير وبالحرف: الآن يحس الإنسان بشرف الإنتماء لهذه ‏الصحيفة، ولكنه عاد وغيّر رأيه بعد الانتفاضة، وكتب متسائلا ما إذا كان ذلك الخط ‏من الصحافة والأيام قد أتى صدفة أم بتوجيه من أعلى كمناورة سياسية. شعرت ‏أن قلبي ينزف، وضممت ذلك لأسباب رحلة مشروع المغادرة واللاعودة الى ‏السودان، حين شمخ في داخلي المتنبي يصرخ: ‏
أفي كل يوم تحت ضبني شويعر.. ‏
ضعيف يقاويني.. قصير يطاول.. ‏
الى أن يقول: ‏
غير أنه بغيض اليّ الجاهل المتعاقل.. ‏
ثم أدرت الهاتف بعد خروج الزملاء من مكتبي الى مولانا القاضي عبد العزيز ‏حمدتو طالبا لقاء عاجلا في نفس الليلة، فرحب، فاتجهت الى منزله المتواضع ‏بالحلة الجديدة في الخرطوم، قرأت له الإفتتاحية، وقلت له إن هذا المركب يغرق، ‏وغدا ستنتصب المشانق في الخرطوم، ولكني أرحب بعقوبة سجن لي، ولكن ‏ليس الإعدام بالطبع، ولكني لا أضمن أن أمثل أمامك في قفص إتهام، فلماذا لا ‏نوسع الفرصة بقوانين الاحتمال، أريد لفيفا من أصدقائك القضاة بمنزلي في حفل ‏عشاء لأشهدهم على فهمي لحدود مهنيتي، ولحدود تداخلها مع ما هو ‏سياسي، فرحب أيضا، وكان بعد أيام عشاء بمنزلي جمعني مع نفر كريم من ‏قضاتنا أذكر منهم عادل سمساعة وسيف حمدنا الله عبد القادر، وأعتذر لمن ‏رحلت أسماؤهم عن ذاكرتي. ‏
في العاشرة من صباح اليوم التالي هاتفني على التلفون السري الرئيس نميري ‏ليقول لي: حسن يا أخي، أولادك دول ما في داعي يتسرعوا ويكتبوا مثل هذا ‏الكلام، ويحاولوا التأثير على رئيس الجمهورية الذي لم يصدر حكمه بعد، والذي ‏يدرس في الأمر من عدة نواحٍ، وأنا أقرأ الآن الكثير من المراجع الفقهية. قلت له ‏ما قصد سيادة الرئيس بـ ''أولادي '' ؟ قال الذين كتبوا هذا الكلام بالصفحة ‏الأولى. قلت له: سيادة الرئيس، أنا الذي كتبته، ضحك ساخرا وقال لي: شكرا، ‏وأنهى المحادثة. سألت صديقي الراحل زين العابدين عبد القادر بعد يوم عما ‏يقصده الرئيس من عبارة أولادك ؟ قال لي حاول أن يجد لك عذرا ومخرجا فلم ‏تفهم يا أبو علي.. شيل شيلتك وبل راسك .. دا زولي وأنا عارفه.والى الغد ‏
نقلا عن الرأي العام – الثلاثاء 17 يناير 2006 ‏

Post: #37
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 01-22-2006, 00:30 AM
Parent: #8

بقلم حسن ساتي
ذكرى الأستاذ محمود.. حزمة أسرار 3-5 ‏
وعودة لكاريكاتير نحن الخبراء «حلقة سيناريو الأولى»، جئت مساء في اليوم التالي لإعدام الأستاذ محمود ‏للصحيفة، وبعد ظهور كاريكاتير نحن الخبراء، ومن قبله الافتتاحية «تبقى رايات العفو والتسامح عالية»، ‏لأجد ولدهشتي استدعاء للمثول أمام محكمة الاستئناف في الثامنة مساء بالخرطوم«2» ذهبت فوجدتها ‏منعقدة في انتظاري بحضور رئيسها المكاشفي وعضوية حاج نور والقاضي الثالث من السلك القضائي، ‏وأظن أن اسمه عبد الماجد. ‏
رحب بي المكاشفي ليقول لي: نريد أن نسمعك حول دوافع نشر هذا الكاريكاتير وفي ذهننا أنه يقصد ‏محكمة الاستئناف ورئيس الجمهورية ومحكمة الموضوع التي أصدرت حكمها على المرتد محمود محمد ‏طه، لأن نشرك للكاريكاتير يوم إعدامه، وبعبارة نحن الخبراء نملك قدرة قتل ثلاثية يرمز إما لأعضاء محكمة ‏الاستئناف الثلاثة، وإما اليها بضمها مع رئيس الجمهورية ومحكمة الموضوع ليصبحوا معا ذوي قدرة على ‏القتل ثلاثية أيضا، فما هو قولك : قلت: ‏
دعوني اشرح لكم منهج تسييري للصحيفة، ففيها أكون أنا مسئولا مباشرة عن ثلاث اشياء، هي ‏‏«الكاريكاتير» و«يوميات الأيام» التي أتولى الإشراف عليها، ثم «افتتاحية» الصحيفة، وفيما عدا ذلك أترك ‏التصريف اليومي لمديري إدارات الأخبار والتحقيقات والمنوعات والآداب والفنون، مع قليل من التشاور بيني ‏وبينهم. ‏
أما بالنسبة للكاريكاتير، فنحن ننشر منها نحو ثلاث كاريكاتيرات يوميا على الصفحة الثانية وقبل الأخيرة ثم ‏الأخيرة، والقرار هنا أن لا ينشر زميلي سكرتير تحرير الصحيفة كاريكاتيرا لا يحمل توقيعي. ولكن المشكلة، ‏وبوجود ثلاثة رسامين للصحيفة، تكمن في وفرة الرسومات بحيث لا أقوم أنا بالتوقيع عليها يوميا، وإنما ‏أجدولها مقدما حسب توفرها، وأحيانا يكون ذلك لما يقارب الخمسة أيام القادمة مثلا. ومع كاريكاتير نحن ‏الخبراء يمكنكم الذهاب معي للصحيفة لنستبين أني قد جدولته من قبل صدور قراركم من جهة، ومن قبل ‏تنفيذ الإعدام من جهة ثانية، وبالتالي فالأمر محض مصادفة، وبالتالي فلا أظن أني يمكن أن أكون بتلك ‏الخسة التي أتصيد بها المناسبة، لأني ومن قبل هذا الكاريكاتير كنت قد نشرت افتتاحية، وأظن أنه لو كان ‏هناك موضوع مساءلة، فتقديري يذهب أنها يمكن أن تكون حول الافتتاحية لأنها مقصودة وموّقتة على حدث ‏وقد تناولته بوضوح وأشارت اليه، أما الكاريكاتير فتلك هي ملابساته. تداولوا في الأمر فيما بينهم فقال ‏المكاشفي: إذن يحفظ. قلت له مبتسما: يا مولانا شنو هو الذي يحفظ ؟ قال بصورة حازمة: البلاغ. ومضى ‏ليوقع على القرار، ويدير الملف الى العضوين، فوقعا، وحين سمحوا لي بالانصراف لاحقني حاج نور حافيا ‏الى سيارتي ليطيب من خاطري، ويتحدث معي عن صلة ساتي باسمي مع أني ومن تقاسيم وجهي ‏وأنفي تحديدا أبدو من البديرية، أجبته بالإيجاب وغادرت بعد أن قال لي بما يقترب من تخصصه في هذا ‏الشأن، وقال لي مداعبا : أنظر الى أنفك وقارنه بأنف الترابي، ثم عرّج ليقول لي : لقد إنتقيت مفرداتك ‏خلال المساءلة بعناية ، وبلغة جميلة ، كنت تنفع محامي ، ولكنك «تلحن» في بعض القول أحيانا ، ولم ‏يعجبني استخدامك لمفردة «الخسة»، شكرته وغادرت .‏
بعد أن وصلت الى مكتبي أدرت التلفون السري الى علي شمو وزير الإعلام، سردت له ما حدث، وتساءلت: ‏أي دولة هذه، الذي يستدعى فيها رئيس تحرير من دون علم مؤسساته التي يتبع لها ؟ . فنصحني بكتابة ‏الأمر الى اللواء محمد عبد القادر الأمين العام للإتحاد الإشتراكي لتتم مناقشته، فشكرته ولم أفعل بالطبع، ‏وحين وضعت سماعة التلفون واسيت نفسي جهرا وقلت: دي جبانة وهاصت. وقد كان. فإلى الغد.‏
نقلا عن الرأي العام السبت 21 يناير 2006

Post: #9
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-18-2006, 02:52 AM
Parent: #5

قام الأستاذ حسن ساتي بكتابة الحلقة الأولة من سلسلة مشابهة لما ينوي الأستاذ هاشم كرار أن يفعله.. وقد بدأت كتابته في جريدة الرأي العام بتاريخ البارحة 17 يناير، بعنوان حزمة أسرار..


Quote: سيناريو

حسن ساتي

[email protected]

ذكرى الأستاذ محمود .. حزمة أسرار (1-5)

مع أن الحديث عن الذكرى 21 لرحيل الاستاذ محمود محمد طه، إلا أني أريد أن آخذكم في هذا المسلسل الشيق جدا من وجهة نظري، بعد أن وجدت في نفسي ميلا لسرد هذه الوقائع التي لا يعلم بها الا من كان طرفا فيها، لأنني لم أؤرخ بعد لتلك الحقبة المايوية الشائكة التي أودعنا فيها عمر عبد العاطي سجن كوبر، والرجل ضعيف ، بتهمة قالت: لتبييضهم وجه النظام.

كنت مريضا بملاريا وقابعاً في منزلي بالمنشية حين صدر حكم محكمة الاستئناف بالإعدام على محمود طه، فنشرت كاريكاتيرا لبدر الدين ظهر يوم الجمعة 18 يناير يوم إعدام الاستاذ محمود يقول: نحن الخبراء.. ذوي قدرة على القتل ثلاثية، مجاراة لدعاية كان يبثها تلفزيون السودان لأحد المبيدات، ثم ركبت سيارتي أقاوم المرض لأتولى أمر إفتتاحية الأيام التي أرأس تحريرها، فكتبت إفتتاحية بعنوان: تبقى رايات العفو والتسامح عالية، وصورتها قبل أن تنشر وحملت صورة في جيبي، ثم هاتفت صديقي فضل الله محمد وقلت له لابدّ من موقف، فهذا هو الجنون. وافقني الرأي، وكتب بخبرة المهني والقانوني رأيا هادئا بالداخل، فيما كتبت أنا بخبرة المهني فقط رأيا صارخا بالصفحة الأولى. وحزنت بعد ذلك بشهور مع حمى الانتفاضة، حين وجدت أحد صغار محرري الصحيفة، وكان حاضرا لمخاض تلك الإفتتاحية، وقد قرأتها على رهط من زملائي الحضور، فقال لي ذلك الزميل الصغير وبالحرف: الآن يحس الإنسان بشرف الإنتماء لهذه الصحيفة، ولكنه عاد وغيّر رأيه بعد الانتفاضة، وكتب متسائلا ما إذا كان ذلك الخط من الصحافة والأيام قد أتى صدفة أم بتوجيه من أعلى كمناورة سياسية. شعرت أن قلبي ينزف، وضممت ذلك لأسباب رحلة مشروع المغادرة واللاعودة الى السودان، حين شمخ في داخلي المتنبي يصرخ:

أفي كل يوم تحت ضبني شويعر..

ضعيف يقاويني.. قصير يطاول..

الى أن يقول:

غير أنه بغيض اليّ الجاهل المتعاقل..

ثم أدرت الهاتف بعد خروج الزملاء من مكتبي الى مولانا القاضي عبد العزيز حمدتو طالبا لقاء عاجلا في نفس الليلة، فرحب، فاتجهت الى منزله المتواضع بالحلة الجديدة في الخرطوم، قرأت له الإفتتاحية، وقلت له إن هذا المركب يغرق، وغدا ستنتصب المشانق في الخرطوم، ولكني أرحب بعقوبة سجن لي، ولكن ليس الإعدام بالطبع، ولكني لا أضمن أن أمثل أمامك في قفص إتهام، فلماذا لا نوسع الفرصة بقوانين الاحتمال، أريد لفيفا من أصدقائك القضاة بمنزلي في حفل عشاء لأشهدهم على فهمي لحدود مهنيتي، ولحدود تداخلها مع ما هو سياسي، فرحب أيضا، وكان بعد أيام عشاء بمنزلي جمعني مع نفر كريم من قضاتنا أذكر منهم عادل سمساعة وسيف حمدنا الله عبد القادر، وأعتذر لمن رحلت أسماؤهم عن ذاكرتي.

في العاشرة من صباح اليوم التالي هاتفني على التلفون السري الرئيس نميري ليقول لي: حسن يا أخي، أولادك دول ما في داعي يتسرعوا ويكتبوا مثل هذا الكلام، ويحاولوا التأثير على رئيس الجمهورية الذي لم يصدر حكمه بعد، والذي يدرس في الأمر من عدة نواحٍ، وأنا أقرأ الآن الكثير من المراجع الفقهية. قلت له ما قصد سيادة الرئيس بـ ''أولادي '' ؟ قال الذين كتبوا هذا الكلام بالصفحة الأولى. قلت له: سيادة الرئيس، أنا الذي كتبته، ضحك ساخرا وقال لي: شكرا، وأنهى المحادثة. سألت صديقي الراحل زين العابدين عبد القادر بعد يوم عما يقصده الرئيس من عبارة أولادك ؟ قال لي حاول أن يجد لك عذرا ومخرجا فلم تفهم يا أبو علي.. شيل شيلتك وبل راسك .. دا زولي وأنا عارفه.والى الغد .




والرجاء منه، أقصد الأخ حسن ساتي، إن كان يقرأ كلامنا هنا، أن يتكرم بنشر كلمته التي أشار إليها في الحلقة الأولى من مقاله..

وسآتيكم بكلمة الأيام في يوم 20 يناير.. بعد آمل ألا يطول..


Post: #10
Title: أرجو ممن يملك نسخة من كلمة الأيام في يوم 18 يناير 85 أن ينشرها هنا
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-18-2006, 03:10 AM
Parent: #9

أريد أن أسأل الأخ هاشم كرار عن كلمة الأيام يوم 18 يناير 1985.. فإني لم أجدها في هذه الصفحة الأولى من الصحيفة..

وأرجو منه أو من الأستاذ حسن ساتي أن ينشروا كلمة الأيام في يوم 18 يناير 1985
مع الشكر الجزيل.



Post: #11
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: أبو ساندرا
Date: 01-18-2006, 03:37 AM
Parent: #1

عندما حكاها لي هاشم كرار إحتبست الأنفاس في صدري
ولم تفلح العيون في حبس دموعي
ولم يمنعني وقاري من سب دين نميري
ودين الترابي
ودين الجبهة الإسلامية
ودين أشياعهم من
- جلادي محاكم الطواريء المكاشفي الكباشي والمهلاوي
- والظلمة في رئاسة الجمهورية ووزارة العدل أمثال عوض الجيد وبدرية
والأقلام المأجورة
والحلاقيم المشروخة

ويومها طلبت من هاشم وألحيت عليه أن يكتبها
ووعدني وما مطلني لكنه تأخر كثيرآ
وأن تأتي متأخرآ خير من الغياب

ولي سنتين بحاول أقناع هاشم { المتخلف } عشان يعمل بريد الأكتروني { اي ميل } ولم أفلح لخصومة هاشم مع التكنلوجيا وثورة الإتصالات ، لذا لم نستمتع بقلمه الرشيق هنا

يابكري أدني هاشم عضوية عن طريق ايميلي

Post: #12
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-18-2006, 07:16 AM
Parent: #11

أبو ساندرا وأخواتها!!
Quote: عندما حكاها لي هاشم كرار إحتبست الأنفاس في صدري
ولم تفلح العيون في حبس دموعي
ولم يمنعني وقاري من سب دين نميري


هؤلاء أفسدوا الدين الإسلامي العظيم، وأشانوا سمعته.. فالله بنفسه قد وعدهم الخزي والخوف والخذلان.. اقرأ:
"ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه، وسعى في خرابها، أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين * لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخر عذاب عظيم"
يكفي أنهم استحلوا دم الأستاذ محمود..
وسيعلمون..
"يوم يعض الظالم على يديه"

ولك سلامي، والسلام موصول للأستاذ هاشم كرار.. أنا لدي نسخة من كلام له مسجل في شريط ولكن لأنه لم يأذن بنشرها فقد أمسكت عن النشر.. ولو أذن لي فسأنشرها.. ولكن سأعطيه هو هذا الحق.. ربما يريد أن يضيف أشياء جديدة لم يكن قد ذكرها في الشريط..


Quote: عندما حكاها لي هاشم كرار إحتبست الأنفاس في صدري
ولم تفلح العيون في حبس دموعي
ولم يمنعني وقاري من سب دين نميري
ودين الترابي
ودين الجبهة الإسلامية
ودين أشياعهم من
- جلادي محاكم الطواريء المكاشفي الكباشي والمهلاوي
- والظلمة في رئاسة الجمهورية ووزارة العدل أمثال عوض الجيد وبدرية
والأقلام المأجورة
والحلاقيم المشروخة

ويومها طلبت من هاشم وألحيت عليه أن يكتبها
ووعدني وما مطلني لكنه تأخر كثيرآ
وأن تأتي متأخرآ خير من الغياب

ولي سنتين بحاول أقناع هاشم { المتخلف } عشان يعمل بريد الأكتروني { اي ميل } ولم أفلح لخصومة هاشم مع التكنلوجيا وثورة الإتصالات ، لذا لم نستمتع بقلمه الرشيق هنا

يابكري أدني هاشم عضوية عن طريق ايميلي

Post: #13
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Hussein Mallasi
Date: 01-18-2006, 07:40 AM
Parent: #12

سلامات يا ياسر

Quote: وسآتيكم بكلمة الأيام في يوم 20 يناير.. بعد آمل ألا يطول..

اتوقع محتواها؛
و اتشوق لقراءة تبرير حسن ساتي لها!

Post: #14
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-18-2006, 08:09 AM
Parent: #13

في الثامن عشر من يناير من عام 1985، قدم الأستاذ محمود محمد طه روحه مهرا لحرية الإنسان ولتقدم الشعوب الإسلامية ، دفاعا عن المستضعفين من السودانيين البسطاء، الذين واجهوا القتل، والصلب، وتقطيع الأوصال نتيجة لما سمي زورل وبهتانا، في عهد الرئيس السوداني الأسبق جعفر محمد نميري، تطبيقا للشريعة الإسلامية. ولسوف يؤرخ إستشهاد الأستاذ محمود علامة فارقة في تاريخ الفكر الإسلامي. فقد دقت حادثة إعدامه ناقوس الخطر، وجسدت مبلغ العسف الذي يمكن أن يطال المفكرين وحرية الفكر والضمير، والبسطاء من الناس، نتيجة للفهم الخاطئ للدين.

في هذا اليوم الأغر ، الثامن عشر من يناير من عام 2006 ، وبمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لأستشهاد الأستاذ محمود محمد طه ، يسرني، ويشرفني، ويملأ جوانحي غبطة أن أعلن، في هذا اليوم الأغر، الثامن عشر من يناير من عام 2006، وبمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لإستشهاد الأستاذ محمود محمد طه، إفتتاح مركز الأستاذ محمود محمد طه.

سوف يكرس هذا المركز جهوده لحفظ التراث الفكري للأستاذ محمود محمد طه، وحركة الجمهوريين في السودان، كما سيقوم بالتعريف، وعلى أوسع نطاق ممكن، بإسهام الأستاذ محمود المتميز في قضية الإصلاح الديني والسياسي في العالمين العربي والإسلامي، وفي العالم قاطبة. أيضا سوف يهتم المركز برفع القامة السامقة، والمسلك الأخلاقي النموذجي الرفيع للمثقف الحر الذي جسده الأستاذ محمود محمد طه في كل جزئيات حياته الخصبة المنتجة. فقد نأى الأستاذ بنفسه ـ خلافا لما ألفه الناس عن المثقف المعاصر ـ عن مداهنة أهل السلطة، ففرض على نفسه فرضا، وهو المهندس النابه المجود لمهنته، عيش غمار الناس من السودانيين.

سوف يعمل المركز على ترجمة مؤلفات مختارة من أعمال الأستاذ محمود محمد طه إلى كل اللغات العالمية الحية، إضافة إلى لغات المجتمعات الإسلامية في آسيا وإفريقيا، وغيرهما من بقاع الأرض. كما سيعمل على تنظيم الأنشطة الفكرية من مؤتمرات، وندوات، وحوارات في قضايا التجديد في الفكر الإسلامي، والتفاكر في سبل نهضة المجتمعات الإسلامية. وسوف تكون من مهام المركز وفروعه تنظيم الإحتفال بالذكرى السنوية لإستشهاد الأستاذ محمود محمد طه، وجعلها مناسبة لتجديد العزم، ووضع الخطط، ودفع الجهود، لخدمة قضايا التنوير والنهضة في المجتمعات الإسلامية وفي العالم قاطبة.

عاشت ذكرى الأستاذ محمود محمد طه، وعاشت ذكرى وقفته التاريخية الخالدة في وجه الطغيان والظلم بإسم الدين. وعاش صموده الباهر في وجه عسف رجال الدين، وعسف السلطة الزمنية. وعاشت قيم الحرية، والعدالة، والخير، والسلام.

أسماء محمود محمد طه
رئيس مجلس الإدارة

Post: #22
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 01-19-2006, 05:42 AM
Parent: #11

ولم يمنعني وقاري من سب دين نميري
الزميل المحترم .. ابوساندرا
لا ..لسب الدين

Post: #15
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Mouawia El Tayeb
Date: 01-18-2006, 09:47 AM
Parent: #1

الاخ / عبد الكريم

خالص التحايا والاشواق
اهنئك لهذة الخبطة البوردية القيمة ، هاشم كرار يساوى وزنة زهبا
فهو قمة فى كل شى . بس ياريت ننتهز فرصة وجودنا معا فى الدوحة ويكون
الكلام سمح من خشم سيدو طبعا هذا بالاضافة للسرد الاسفيرى فى هذا البوست
وليكن هذا
احتفالنا بذكرى شهيد الفكر الاستاذ محمود.

لك شكرى وتقديرى

معاوية الطيب

Post: #16
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-18-2006, 12:28 PM
Parent: #15

ا
الحبيب جدا" عبد الكريم

تآخرت

عليكم..............

المشكلة فقط في ازمة مواصلات (الكترونية), اعاني منها لمدة

يومين..


ربما هنالك سبب اخر ,انني مزحوم كما تعرف باخبار الدنيا والعالمين, في الصحيفة التي اعمل فيها..

عموما" لن اتاخر عليكم اكثر من

وسويعات...

تحياتي لكل الاحباب المتداخلين حتي

الان...

وقل للحبيب ياسر الشريف, ان كلمة الايام التي تحدث عنها حسن ساتي, لم تكن في18 يناير ..انما كانت

في يوم

الخميس 17 يناير ...في الجانب الايمن من الصفحة الاولي, والتتمة في صفحة
3
الكلمة جميلة جدا"..........ولها قصة سترد في سياق ما أرويه في

شكل (سرد)
ماسأكتبه حلقات تحت عنوان :
اشارات ر’فعت عنها السرية من ذاكرة غير خربة
(كلام زول مجمع ونص)
و..يا عبد الكريم ..
ايها المهندس الجميل..
قل اخيرا جدا" لاهل (ياسر)..اصبروا , فان موعدكم.....الجنة !

اخوك هاشم كرار

Post: #17
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-18-2006, 12:40 PM
Parent: #16

الاعزاء المتداخلين لكم التحايا جميعا"

كلنا علي نار اللهفة لروية قلم الاستاذ الرائع هاشم كرار

في افادته عبر الزمان ...

Post: #18
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Muna Khugali
Date: 01-18-2006, 03:46 PM
Parent: #17

up

Post: #19
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: khaleel
Date: 01-18-2006, 04:16 PM
Parent: #18

في انتظارك يا كيكي

من غيرك هزم التحكيم والتنجيم والظروف

كلنا جوي يا رسول

لنقرا قصة اعدام الاصيل

Post: #20
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: ضحيه ابراهيم
Date: 01-19-2006, 04:26 AM
Parent: #19

الرائع كيكى كل عام وانت والمدام بخير ..شكرا على هذه السبق المتفرد ..اتمنى لك التوفيق والسداد..بس ماتشحتف روحنا كلنا انتظار.......

Post: #21
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-19-2006, 04:49 AM
Parent: #1

الأخ عبد الكريم
لك التحايا وللأستاذ هاشم كرار

وقل له نعم ياسر يعرف أن الكلمة التي قصدها الأستاذ حسن ساتي هي تلك التي صدرت في يوم 17 يناير.. ولكني أسأل عن كلمة الأيام في يوم 18 يناير.. ربما لا تكون هناك كلمة للأيام في يوم 18، وهذا ما نقله لي الصديق الذي نقل صفحة الأيام المصورة، وسيظهر ذلك في كتابته بأسفله:

وكما قلت فإن لدي كلمة الأيام ليوم 20 يناير، ولكن لم أتحقق بعد هل كانت تحت عنوان "رأي الأيام" كما وردني في النص الذي وصلني مكتوبا "وليس مصورا" أم تحت عنوان "كلمة الأيام" ولكن على كل حال سأورد ما جاءني كما هو.. وطبعا هذا لا يقدم ولا يؤخر كثيرا لأن الصحف كانت حكومية ولن تستطيع أن تكتب ما لا تريده السلطة.. ها هي الكلمة بداية بما كتبه لي صديقي وإبني من السودان، أنقلها بدون أي تصرف مني..

وشكرا
ياسر

...
Quote: لايوجد كلمة للايام في يوم 18/1/1985 ربما تكون هناك صفحة ناقصة ...ساتاكد من ذلك



جريدة الايام بتاريخ 20/1/1985 العدد 11461:

راي الايام

تجددت سماحة الاسلام وتعاظمت
مسئولياتنا تجاهه
احيت سماحة الاسلام وديمقراطيته بالامس نفوسا اربع كانت علي شفا حفرة من المقصلة وفتحت امامهم ابوابا واسعة للعمل ومشاركة الامة ثورتها في الاصلاح ..والنفس من اماتها فكانما امات الناس جميعا ..ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا ..ومن عفا واصلح فاجره علي الله .
وتأكدت بالامس طاقات الدين القيم في السماحة ..وفي الديمقراطية وقد اتسع فقه الدين القيم وعلت فية رايات الحوار فيما بين العلماء الاجلاء ورئيس واعضاء محكمة الاستئناف وبين المحكوم عليهم الاربعة ربما يؤكد ويجدد اهمية اشاعة هذه الطاقات الكامنة في دين الاسلام والقدرات الراسخة فيه .
وتوافق بالامس قبول التوبة واعلان العفو مع دعوات الدولة لكل الخارجين علي سيادتها في الجنوب و غير الجنوب باتخاذ الحوار اداة لحل العارض من خلاف وتطرف وبدع كانت في التدين او في الممارسات السياسية بنفس القدر الذي تأكدت به مصداقية الدولة في قبول التراجع عن الخطأ في اي لحظة و في اي زمان ومكان وان كان علي مسافة خطوات من حبال المشنقة .
واكسبت ثورة الصحوة الاسلامية بالامس رصيدا مرموقا وهي تقدم و تكشف بالدليل ان طريق التطبيق الفعلي والتمكين لتوجهات الدين القيم ليس واجب الدولة واجهزتها التشريعية و التنفيذية فقط ولكنه واجب العلماء و الافراد كل يمدها -التوجهات الاسلامية - بما يملك من علم و قدرة وكل يستطيع بما يملك و يقدم لها من ايجاب ان يخرس اعداء كثيرين يتربصون بالتوجهات وممارساتنا فيها الدوائر.
وجددت بالامس مساجلات التوبة ان الدين الاسلامي القيم في السودان قد تجنب طرق الفرق و الشيع والمذاهب بخلاف كثير من الدول المسلمة بما يبقيه اي الدين الاسلامي ملجا هذه الامة وهي تعلي كل يوم رايات وحدتها الوطنية في وجه اللذين يريدون بها طرق الشتات و الاحتراب واولئك الذين يسعون بالفهم المغلوط لتفتيت طاقات الامة و توظيفها في غير مواقعها الصحيحة تلك مواقع الوحدة و التفاني و الزود عن حياض هذا الوطن و قدراته و مكتسباته


ولكن أريد أن أستغل المساحة الممنوحة هنا وأنقل مداخلتي التالية إلى هنا أيضا :

Quote: سلام للجميع
الكاتب الصحفي مسعد حجازي من المعجبين بالأستاذ محمود، وهو كندي مصري يقيم في كندا.. ومن المطلعين على موقع الفكرة، وقد اشترك في منبر الفكرة الحر "القديم" قبل أن يتعرض للتدمير والإغلاق....

في يوم 17 يناير، أعاد نشر مقاله الذي سبق أن نشره في عديد الصحف الإلكترونية..
بالضغط هنا

وأعاد نشرها في هذا الموقع بتاريخ 18 يناير 2006
بالضغط هنا
مركز الاستاذ محمود الذي تم تدشينه يوم الأربعاء 18 يناير يمكن زيارته هنا:
http://alustadhcenter.org/
مصدر الصورة هو الصفحة الأولى من منبر "السودان للجميع"

Post: #23
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-19-2006, 11:16 AM
Parent: #21

عفوا اخوتي

لعل وجودنا هنا في هذه المدينة الجميلة الدوحة وعلي مرمي خطوات من قناة

الجزيرة وخطها الاعلامي المميز والملي بالاثارة

جعلني ابدو للاخرين هنا مثل فيصل القاسم

ولكن لن يطول الانتظاركثيرا فقد بدانا الان

.......................................................................

صديقي الصحفي الرائع ...هاشم كرار رجل

بنكهة الوطن.. ومداد قلمه الصدق والمفردة الاصيلة النابعة من دواخل الزول السوداني الاصيل

الطيب...

حاء ...من رحم موسسة الايام التي مثلت ضلعا ..مهما واساسيا

في الصحافة السودانية لردح من الزمان...جادت للوطن بكم هائل

من محترفي ....مهنة العمل الصحفي...بمختلف انواعه...

منهم من بقي داخل الوطن...ومنهم من ساح في بلاد الله الواسعة

وكان هاشم كرار اولهم.................................................

شهد هذا الجيل اواخر الدولة النميرية...وبداية اختراق فيروس الهوس

الديني للحياة السودانية ليفسد ما افسد....................

ولكن ظلت هناك دوما قلوبا سودانية اصيلة مليئة بحب الوطن متسامحه مع تنوعه

ولها ذاكرةصلبة تحمل في جوفها تفاصيل الغبن والظلم

ودارت دورة الزمان وانقضت عقدين ونيف وها هو الصحفي الكبير جدا

هاشم كرار يزيح الستار عن ذاكرة غير خربة تفاصيل التفاصيل في

اكبر مجزرة للفكر والوعي الانساني في عصرنا هذا

ونشكر مرة اخر صديقي الاستاذ هاشم كرار لتقديره

لدور هذه النافذة(المنبر الحر)

واختياره لاحد مساحاته لتكون مسرحا

لاحداث وازمان ......وحتما لن يكون مسرحا لرجل واحد

بل سيكون مسرحا لعدة رجال ونساء من ذلك

الوطن السودان

Quote: افادات الاستاذ هاشم ترد علي الخلفية البيضاء

وكل الكتابات التي تظهر هنا تمثل افادات هاشم كرار

وردوده علي المداخلات

Post: #24
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-19-2006, 11:23 AM
Parent: #23

Quote: إشارات رفعت عنها السرية من ذاكرة غير خربة

كلام زول مجمع ونص !

حلقات يكتبها : هاشم كرار

والشهود الاحياء لايمتنعون

تلك كانت - فيما أظن - أول سابقة في تاريخ قضاة السودان : ان يحمل قاض كبير- بنفسه- حكما اصدره على متهم، بعد ساعات فقط من صدوره ، الى وسائل الاعلام !
لست على يقين ، ما إذا كان القاضي الهمام ، قد حمل الحكم بنفسه- ايضا- الى الاذاعة والتلفزيون ، والصحيفتين الاخريتين ، لكني على يقين تام ، بأنه حمله الى صحيفة (الايام) !
الزمان : الثلاثاء ، (15) يناير 1985
المكان : الخرطوم ، مبنى تحرير (الايام) ، جوار مركز صحي الخرطوم ، الى الشرق بمقدار ( فرقة كعب) من شارع القصر . المبنى يفصله عن خلفية ديوان شؤون الخدمة ، شارع ضيق ، مزدحم باستمرار بالغبار ، والمارة ، والبكاسي ، وبائعي الشاي والجبنة ، في موقف بري .
الوقت : حوالي الثانية والربع بعد الظهر ، او الثانية والثلث ، او قل الثانية والنصف .
في مثل هذا التوقيت - من كل يوم ماعدا الجمعة - كنت سترى - ان كنت مارا او زائرا - شلة من ( ناس الأيام) ، في انتظار حسن حسين وعبد الله سائقي حافلتي التحرير ، وفي انتظار بوكسي المطبعة .
كنت سترى - مثلا -( ناس ام درمان) على يمين المدخل : انعام محمد الطيب ، وعواطف صديق، ونفيسة احمد محمد ، والثنائي وفاء وهويدا عوض الله ، وفوزية محمد صالح ، ونجوى حسين ، واسامة سيد عبد العزيز ، ومصطفى ابو العزائم و... كنت - بالتأكيد - لن تحظى ب (شوفة) صباح محمد آدم .. صباح التي كانت تضع القلم ، في الواحدة ونص وخمسة ، و(تلفح) شنطتها و(تعزل) بمجرد أن ( يتاوق) لها من باب مكتب المنوعات ، خطيبها د. مضوي !
ايضا، كنت سترى - ان كنت مارا او زائرا - ناس الديم والديوم والصحافات واركويت : فائزة شوكت ، وليلى ( الطويلة) ، وزهيرة ( المليانة) سكرتيرتا الاستاذ حسن ساتي.. والطريفي (
بتاع الارشيف) .. وعيد (الجنايني) ، وثلاثي الكاركاتير : ابا يزيد ، وصلاح حمادة ، وبدر الدين (اذا كان قد جا وراجع الحصاحيصا) !
في ذلك التوقيت - لو مررت امام تحرير الأيام - لكنت قد رأيت اخرين : الرشيد بائع الجبنة المتجول ، يدخل ويمرق ، حاملا صينية جبنته ( التافهة جدا) ، ولكنت قد رأيت ميسرة ( الطويل الليهو حدبة) ، يحمل الكفتيرا الخدراء المطرقعة ، داخلا إلى الأيام او خارجا منها.. ولكنت قد رأيت من ناس الأيام : عابدين سمساعة (يكب الحنان) لإنعام بطريقة ناس الاربعينات .. ولكنت قد رأيت عمر اسماعيل ، بنظارته السوداء، يدخل ويمرق ، قلمه في اذنه ، مثله مثل اي نجار في الدنيا .. حسن الرضي بصلعته ( ينقنق) ( والله دي ماطريقة اصلو) .. يتلفت وفي يديه كمية من التحقيقات والمنوعات ، يفتش عبثا عن بوكس السكرتاريا .. فتح الرحمن النحاس ( يبصق سفة) او( يخت سفة) ، يحاكي بصوته الذي ( عتتتهو) جبنة الرشيد ( المعتته) - يحاكي لسان يلحدون اليه : لسان الخفير عبد الله الغرباوي ، اذ هو يرد على احد السائلين ذات يوم من ايام ( الأيام) عن عوضية يوسف : ( واللاهي اودية ساقتها النهاس وتلأت) !
ايضا ، لوكنت قد مررت في ذلك التوقيت ، لكنت قد رأيت محمد لطيف بعينيه الزائغتين ، وقميصه نص الكم الفاتح باستمرار زرارتيه الفوق .. ولكنت قد رأيت صلاح دهب يدخن في ( برنجاية) .. ولكنت قد رأيت - احيانا - ود عابدين مع واحدة من محطاته ( الكبيرة) ، او رأيت عيسى الحلو يشحد ، بطريقته التليدة ، في سيجارة : محركا كالعادة سبابته وخنصره معا - وبينهما شوية انفراجة - يحركهما جيئة وذهابا ، قريبا جدا من شفتيه .. ولكنت قد رأيت عبد القادر حافظ بعينيه الكبيرتين .. ولكنت قد رأيت ، مرتضى الغالي يخرج بسيارته قليلا .. قليلا الى الخلف .. عيناه الذكيتان تقولان لهذه ( والله موت ) وتقولان لتلك ( موت والله .. موت !) والى جواره ، في المقعد الامامي نجيب نور الدين يدندن : ( امهد ليك تتخلص مني) !
لوكنت مررت في ذلك التوقيت ، لكنت قد رأيتني أنا .. ولو كنت رأيتني لرأيتني لست انيقا ، ولست مبهدلا كما ينبغي .. امسح احيانا بيدي شعر رأسي المنكوش ، وابرم احيانا شعيرات منه في القطاع الامامي من الدماغ .. و( قطع شك) لوكنت قد رأيتني في مثل ما أنا فيه في ذلك التوقيت ، لكنت قد قلت في سرك ، عني ، بتعبير الثمانينات ، ان هذا الزول (ما مجمع) وسط كل هذه ( الهيلمانة) .. ولو كنت انت ، من الذين أن يجيئوا الى الثمانينات من ( الفين وخمشة سوداتل ) لكنت قد قلت عني إنني ( خارج الشبكة) !
لم اكن لم اكن ( ما مجع)
كنت ( مجمع ونص) ،
كنت جزءا ، من تلك الهيلمانة كلها ..
وكنت جزءا اصيلا من ( الأيام)
و( الأيام) يا صاحبي ، تأتي لمثلك في كل يوم بالاخبار ، ومثلك بالأخبار ما كان ل(الأيام) ، في ذلك التاريخ ، ان تزود !
( سييييييييك) وقفت امام مكتب تحرير ( الأيام) في ذلك التوقيت - الذي حدثتكم عنه - ( تويوتا دبل قبينة ) براند نيو:
إنفتح الباب اليمين ، ونزل ..
الجلابية البيضاء ،
والعمة،
والملفحة،
والمركوب ،
و.... ( أمك) ده المكاشفي ذاتو !!!


إبقوا معنا WWW.sudanhosting.com/cgi-binwidth.pl?type&name=baki.gif'

Post: #25
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Omer Abdalla
Date: 01-19-2006, 12:15 PM
Parent: #1


الأخ عبد الكريم
تحية طيبة وشكرا جزيلا على فردك هذه المساحة الرحبة لمذكرات الصحفي الهميم الأستاذ هاشم كرار .. سنتابع معك ما يجود به قلمه الرصين ..
ويسعدني أن أشارك هنا بمقال كتبه في سودانايل قاض سابق كان حاضرا لمشهد الإعدام ومن الصفوف الأمامية .. أرجو أن تكون شهادته (وانطباعاته) مكملة لشهادة (وانطباعات) الصحفي هاشم كرار ..
عمر


وابتسم الأستاذ محمود محمد طه فى وجه الموت

محمد الحسن محمد عثمان

قاضى سابق
[email protected]

ما أحوجنا فى هذه الايام ان نسترجع ذكرى رجال من قادتنا من الذين ضحوا بارواحهم ثباتا على المبدأ وتضحيه من أجل الوطن ونحن فى أيام يتوارى فيها القاده حتى عن اتخاذ موقف او الثبات على مبدأ ماأحوجنا لاستعادة سيرة رجال فى قامة محمد أحمد الريح الذى رفض الاستسلام وظل يقاتل حتى ضرب المبنى الذى كان بداخله فانهار عليه المبنى ولم ينهار الرجل.

ومثل شباب الحركه الاسلاميه حسن ورفاقه فى دار الهاتف الذين قاتلوا فى دار الهاتف وهم جوعى فاستمروا فى المقاومه رغم حصارهم وقذفهم بالدانات ولم يستسلموا الابعد ان نفذت ذخيرتهم … وعبد الخالق محجوب الذى تهندم للموت وكانه ذاهب لعرس.

وفاروق حمد الله الذى فتح صدره للرصاص وقال الراجل بيضربوا بقدام… وبابكر النور الذى ظل يهتف وهو يضرب بالرصاص عاش كفاح الشعب السودانى … ورجال الانصار الذين قاتلوا فى شرف فى 76… واولادنا السمر فى الجبهه الشرقيه الذين ضحوا من أجلنا ولانعرف حتى اسماؤهم وكانوا على استعداد لمواصلة الدرب لولا خيانة قياداتهم السياسيه.

انه الشعب السودانى سيستعيد يوما سيرته الاولى وسيتجاوز قادته الأقزام ويزيل كل هذا العبث الطافى.

ومحمود من القاده النادرين الذين عاشوا ماأمنوا به لم يكن فكرهم فى جانب وحياتهم فى جانب آخر…ولو كان قادتنا من أمثال محمود لارتفع صوتهم فى احداث ميدان المهندسين فمحمود كان منزله من الطين فى الحاره الأولى الثورة لم يكن له قصر فى الاسكندريه او شقه فاخره فى القاهره تجعله يختبىء ويفقد صوته عندما تقتطع مصر جزء من وطنه حلايب وشلاتين أو يتوارى عن الانظار عندما يغتال المصريون اطفالنا ويكشفون عورات نساؤنا فى القاهره ….لم يشبع محمود فى الطعام فقد كان نباتيا واختلف مع الذين نادوا على التركيز على افكار الرجل وليس اعدامه وماقيمة الفكر اذا لم يصمد صاحبه ويقبل التضحيات فى سبيله وهل كان الفكر سيلقى كل هذا الزخم ويصمد اذا انهار صاحبه وتاب فى مواجهة الموت … وهل كان الجمهوريين من تلامذته سيرفعون صوتهم اذا انكسر معلمهم …. واين الاب فيليب غبوش الذى هدده نميرى بالاعدام فقال كما ورد على لسانه (قلت ياود يافيلب احسن تلعب بوليتيكا) فلعب الاب فليب بوليتيكا وتاب على روؤس الاشهاد فكسب حياته وضاع فكره .. ويبقى اننى ليس جمهوريا ورايت الاستاذ محمود لاول مره فى ساحة المحكمه كانت الساحه السياسيه فى عام 85 مائجه بعد أحداث اضراب القضاه فى83 وخروج نميرى من هذه المواجهه مهزوما واعلانه بعدها لقوانيين سبتمبر فى محاوله منه لتشتيت الانظار عن تراجعه ومن ناحيه اخرى كان نميرى مرعوبا من الثوره الايرانيه التى اطاحت بالشاه رغم حماية امريكا له فارعب نميرى المد الاسلامى واراد ان يلتف عليه ويتقدم هذا المد …واصدر الاستاذ محمود محمد طه منشور هذا …. او الطوفان

وقد ذكر الاستاذ فى هذا المنشور ان قوانيين سبتمبر جاءت فشوهت الاسلام فى نظر الاذكياء من شعبنا وأساءت لسمعة البلاد فهذه القوانين مخالفه للشريعه ومخالفه للدين

وفى فقره اخرى: ان هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد وقسمت هذا الشعب فى الشمال والجنوب وذلك بما اثارته من حساسيه دينيه كانت من العوامل الاساسيه التى ادت لتفاقم حرب الجنوب وطالب الاستاذ بالغاء قوانيين سبتمبر وحقن الدماء فى الجنوب واللجؤ للحل السياسى والسلمى.

تم القبض على الاستاذ محمود وتقديمه لاحدى محاكم العداله الناجزه وقاضيها المهلاوى وهو شاب صغير السن كان قاضيا بالمحاكم الشرعيه وهو قريب النيل ابوقرون مستشار رئيس الجمهوريه وأحد مهندسى قوانيين سبتمبر وكان المهلاوى يعوزه الإلمام بقانون الاجراءت الجنائيه وقانون الجنايات وهذا مايفسر ارتباكه فى ذلك اليوم عندما مثل امامه الاستاذ محمود الذى احضر لمجمع المحاكم بامدرمان ومعه مجموعه مدججه بالسلاح احاطت بالمحكمه … كان الاستاذ يرتدى الزى الوطنى وفى الصفوف الاماميه كان المحامين الوطنيين الذين اعتدنا رؤيتهم فى مثل هذه المحاكمات السياسيه متطوعين مصطفى عبد القادر فارس هذه الحلبات (شفاه الله) وامين مكى مدنى والشامى والمشاوى وعلى السيد وآخرين

استمع المهلاوى ومن ربكته نسى ان يحلف المتحرى مع انه الشاهد الوحيد وارتجل الاستاذ كلمته الخالده التى ردد فى بدايتها رايه فى قوانيين سبتمبر كما جاء فى المنشور واضاف: أما من حيث التطبيق فان القضاة الذين يتولون المحاكمه تحتها غير مؤهلين فنيا وضعفوا اخلاقيا عن ان يمتنعوا عن ان يضعوا انفسهم تحت سيطرة السلطه التنفيذيه تستعملهم لاضاعة الحقوق واذلال الشعب وتشويه الاسلام واهانة الفكر والمفكرين واذلال المعارضين السياسين ولذلك فانى غير مستعد للتعاون مع أى محكمه تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت ان تكون اداه من ادوات اذلال الشعب واهانة الفكر الحر والتمثيل بالمعارضين السياسيين (وماأشبه الليله بالبارحه ياأستاذ) وشكر الاستاذ المحاميين الوطنيين للتطوع عن الدفاع عن الجمهوريين واضاف ان الجمهوريين سيتولون مباشرة قضاياهم بانفسهم

واصدر المهلاوى حكما باعدام الاستاذ محمود

فحين يسود الرعب والوهن

ويبطىء الشهود والقضاء والزمن

ينفلت القاتل والمقتول يدفع الثمن

أيدت محكمة استئناف العداله الناجزه الحكم وايده نميرى الذى قال انه بحث فى كل كتب الفقه فلم يجد للاستاذ مخرجا وهذا لا يعقل فكيف رجع نميرى فى ايام معدوده كل كتب الفقه ونميرى لا تمكنه مؤهلاته العقليه من قراءة كتاب المطالعه الاوليه بدون ان يخطىء عشرات الاخطاء.

جاء يوم 18/1/1985م يوم التنفيذ تقاطر المئات نحو بحرى واغلبهم كان يعتقد ان الاعدام لن يتم لاسباب شتى وبعضهم بين مصدق ومكذب لكل هذه المهزله ان يعدم بشر لاصداره منشورا .. اوقفت العربات للقادمين من الغرب عند خط السكه حديد وساروا على الاقدام متجهين نحو سجن كوبر …. دخلت ساحة الاعدام بسجن كوبر وهى ساحة واسعه فى مساحة ملعب كرة قدم ووجدت مجموعه من الناس جلست على الارض فى الجانب الشرقى وفى الجانب الشرقى كانت منصة الاعدام تنتصب عاليه فى الجانب الجنوبى منها صفت كراسى تحت المنصه مباشره فى الصف الاول مولانا فؤاد الامين رئيس القضاء والمكاشفى طه الكباشى رئيس محكمة استئناف ما أطلق عليه المحاكم الناجزه وبجواره الاستاذ عوض الجيد مستشار رئيس الجمهوريه ومولانا النيل ابو قرون مستشار رئيس الجمهوريه وبجوارهم مولانا محمد الحافظ قاضى جنايات بحرى ومولانا عادل عبد المحمود وجلست فى الصف الاول وكنت اقرب الى المنصه وفى الصفوف الخلفيه ضباط شرطه وسجون… وعلى الحائط الغربى وعلى مسافه من المنصه اصطف الجمهوريين المحكوم عليهم بالاعدام كانوا يلبسون ملابس السجن ذقونهم غير حليقه يبدوا عليهم التشتت وكانوا مقيدين …رجال الامن منتشرين والشرطه باسلحتها منتشره فى المكان …كان هناك رجل طويل القامه بصوره ملفته اسمر اللون يحمل شنطه فى يده يقف خلف المنصه مباشره ونفس هذا الرجل رايته فى المحاكمه … المكاشفى كان يتحرك متوترا ويتبسم حتى والسن الذهبيه تلمع فى فمه .

احضر الاستاذ محمود محمد طه يرتدى زى السجن مقيد الرجلين مغطى الوجه بغطأ احمر… اقتيد حتى سلم المنصه حاول السجانان الممسكان به مساعدته فى الصعود الى المنصه ولكنه لم يعتمد عليهم تقدمهم وبدأ يتحسس السلالم بقدمه ويطلع درجه بعد درجه

انتصب الاستاذ محمود واقفا فوق المنصه وهو مغطى بالغطأ الاحمر … تلى مدير السجن من مكرفون مضمون الحكم وتلى أمر التنفيذ ….الاستاذ محمود ذو 76 سنه واقف منتصب .. حبل المشنقه يتدلى بجواره …قرىء عليه أمر تنفيذ الاعدام عليه ويمسك المكاشفى بالميكرفون ليسمع الاستاذ آخر كلمات فى هذه الدنيا فيسب الاستاذ محمود ويشير اليه فى كلمته بهذا المرتد الذى يقف امامكم .. وتستمر الكلمه زمن والمكاشفى يزبد ويرقى .. يطلب السجان من الاستاذ محمود ان يستدير يمينا .. ويستدير الاستاذ ويواجهنا تماما يتم كشف الغطاء عن وجه الاستاذ .. يبتسم الاستاذ وهو يواجه القضاة الذين حكموا باعدامه ابتسامه صافيه وعريضه وغير مصنوعه .. وجهه يشع طمأنينة لم أرها فى وجه من قبل …قسماته مسترخيه وكانه نائم …كان يشوبه هدوء غريب …غريب ..ليس فيه ذرة اضطراب وكأن الذى سوف يعدم بعد ثوانى ليس هو … والتفت الى الجالسين جوارى لارى الاضراب يسودهم جميعا .. فؤاد يتزحزح فى كرسيه وكاد يقع ..عوض الجيد يكتب حرف نون على قلبه عدة مرات .. والنيل يحتمى بمسبحته فى ربكه (النيل تعرض لاتهام بالرده فى عهد الانقاذ وتاب) كان الخوف والرعب قد لفهم جميعا والاستاذ مقيد لاحول له ولاقوه …ولكنه الظلم جعلهم يرتجفون وجعل المظلوم الذى سيعدم بعد لحظات يبتسم !!التف الحبل حول عنق الاستاذ محمود كان مازال واقفا شامخا (قيل ان الشيخ الترابى حضر مره قطع يد سارق فاغمى عليه) وسحب المربع الخشبى الذى يقف عليه الاستاذ وتدلى جسده (وكذب من قال انه استدبر القبله) هتف الرجل طويل القامه الواقف خلف المنصه .. سقط هبل .. سقط هبل ردد معه بعض الفغوغاء الهتاف .ويحضرنى صلاح عبد الصبور فى ماساة الحلاج

صفونا .. صفا .. صفا

الاجهر صوتا الاول والاطول

وضعوه فى الصف الاول

ذو الصوت الخافت والمتوانى

وضعوه فى الصف الثانى

أعطوا كل منا دينار من ذهب قانى

براقا لم تمسسه كف

قالوا صيحوا زنديق كافر

صحنا زنديق كافر

قالوا صيحوا : فاليقتل انا نحمل دمه فى رقبتنا

صحنا:فاليقتل ان نحمل دمه فى رقبتنا

كان هناك من هتف من بين الجمهور شبه لكم .. شبه لكم

تم القبض عليه وتم ضربه اما رئيس القضاء اوقفهم مولانا محمد الحافظ (عرفت من الاستاذ بشير بكار الدبلوماسى السابق انه هو الذى هتف) خرج الحضور من القضاة عن طريق سجن كوبر….وعندما مروا بزنزانات المعتقلين السياسيين كان هتافهم يشق عنان السماء

محمود شهيد لعهد جديد … لن ترتاح ياسفاح … مليون شهيد لعهد جديد … لم يغطى على هذا الهتاف حتى أزير الطائره التى يقودها فيصل مدنى وحملت جثمان الشهيد لترمى به فى وادى الحمار (وهذا حسب ماتسرب لاحقا) وكان محمود شهيد لعهد جديد .. وسقطت مايو

بعد 76 يوما من اعدام الاستاذ

هادئا كان آوان الموت

وعاديا تماما

وتماما كالذى يمشى

بخطو مطمئن كى يناما

وكشمس عبرتها لحظة كف غمامه

لوح بابتسامه

قال مع السلامه

ثم ارتمى وتسامى

وتسامى……وتسامى

Post: #26
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-19-2006, 12:35 PM
Parent: #25

شكرا اخي عمر عبدالله

ومهيبة تلك الذكريات ......

وفلنجعل من هذه المساحة نافذه يطل فيها

كل الشرفاء من ابناء الوطن الذين عاصروا بوعي واسي

تلك اللحظات ,ليس من عمر السودان فقط

بل انها احدي محاكمات العصر

ذبح فيها العقل الانساني علي ارض السودان

Post: #27
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-19-2006, 04:05 PM
Parent: #26

الأخ الكريم فيصل الزبير،

أبوساندرا يسب الهوس، ولا يسب الدين، وإن استخدم الكلمة الآخيرة!

كثيراً ما أدافع عن أهلي الحلفاويين، حين يصمهم بعض العامة، أو الخاصة، برقة الدين لكونهم"يسبون الدين،" بأريحية وتشفٍ! أقول لمن يصمني وإياهم برقة الدين بأن الحلفاويين قوم متسامحون، ومتدينون بطبعهم، منذ عرف الدين، ومتحضرون وواسعون، منذ عرفت الحضارة. لذلك فهم يعرفون المنافقين، غير المتحضرين، رقيقي الدين.

لهذا فهم يسبون "دين" الهوس، لا دين الله الذي ارتضاه لجميع خلائقهم، أبيضهم وأسودهم، نساءً، ورجال، أحياء وأشياء، من حجر ومدر، وشجر، وبحر، ومن قفر ونهر!! فكل هؤلاء وأؤلائك، من هذا أو ذاك، من الله، يدل عليه، وهو إليه عائد. وهو لا يرضى لهم غير دينه. ولكنه لا يرضى جهل الجاهلين المتهوسين -الكافرين به في حقيقة الأمر- العابدين للدولار والدينار، والأوكار!!ولا يرضى الله بالهوس وإن أراده في إطارقهره لكل العناصر، من الأحياء والأشياء، جمادها وسائلها، الساكن منها والمتحرك فيما سماه، جل شأنه "دين الله." في هذا الإطار فإن لعنة الله على الكافرين. وفي هذا المعنى أقول معى عزيزي أبو ساندرا!!

"إلعن دين الهوس!!!"

وفي ذلك أجدني متمثلاً بلعنة الله عليه!

هذا النوع من اللعن أمر مقبول عند الله، في تقديري. ذلك بأن الله لا يحب أن "يشترى أحد باسمه الناس ومصالح الناس." شراء دنيا الناس ودينهم باسم الله، يا عزيزي، يسمى الهوس الديني!!

وهذا يجوز لعنه في الدنيا والآخرة!!

دمت!

Post: #28
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-19-2006, 04:22 PM
Parent: #27

برنامج الذكرى الواحد والعشرين لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه
يناير 20-21 ، 2006

إنطلقت فعاليات الذكرى الواحدة والعشرون لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه في بإطلالة يوم الأربعاء الثامن عشر من يناير (2006). وقد تم في ذلك اليوم المشهود تدشين "مركز الأستاذ محمود محمد طه للتجديد الإسلامي." وهو مركز دولي، سيقوم بتعلية شأن إسم الأستاذ محمود في الضمائر الحية في كل أرجاء العالم. وسيقوم بنشر فكرته العظيمة بين الناس -كل الناس- من كل جنس، لون، دين، وجهة. لا فرق في ذلك بينهم، مهما كانت أسباب الاختلاف.

وقد نشأ في الولايات المتحدة الأمريكية تقليد سنوي -بمبادرة من الجمهوريين- يتم فيه الإحتفال بهذه الذكرى في مدينة أيوا سيتي بولاية أيوا في الغرب الأوسط، حيث كانت تقيم أسرة الأستاذ محمود. هذا العام، ولأول مرة يجري الإحتفال بهذه الذكرى في العاصمة واشنطن. وقد هيأ وجود الأخ الدكتور الباقر العفيف، بوصفه باحثا زائرا بمعهد السلام الأمريكي في واشنطن، الفرصة لكي تستضيف هذه المؤسسة الأمريكية الهامة فعاليات اليوم الأول لهذه المناسبة. أما اليوم الثاني فإن استضافته ستكون في مركز المؤتمرات بجامعة جورجتاون. وسيبدأ البرنامج في اليومين المذكورين وفي المكانين تمام الساعة الثانية. (أنظر بعاليه، لتفاصيل البرنامج للمزيد من التفاصيل.)

يتحدث في برنامج اليوم الأول، بمعهد السلام، ظهر الجمعة 20 يناير، بروفيسر، ستيف هوراد من جامعة أوهايو، وبروفيسر، عبدالله آيرنست من كلية سياتل، وبروفسير النور حمد من جامعة مانسفيلد ببنسلفانيا.
United States Institute of Peace,
1200 17th Street NW,
Washington, DC 20036
Tel: (202) 457-1700

الجدير بالذكر أن كلا من الدكتورين ستيف هوارد وعبدالله آيرنست قد عاشا في السودان، والتزما الفكرة الجمهورية، وانخرطا في أنشطة الجمهوريين في السبعينات والثمانينات، من القرن المنصرم، وكلاهما على معرفة كبيرة بالأستاذ محمود وبالحركة الجمهورية.

أما اليوم الثاني، السبت 21 يناير فسوف تجري الفعاليات فيه بمركز المؤتمرات بجامعة جورجتاون في تمام الثانية ظهرا، وسوف يتحدث فيه البروفيسر، عبد الله أحمد النعيم، تحت عنوان "العلمانية من منظور إسلامي،" البروفيسر، حيدر بدوي صادق، من كلية ميداي، بولاية نيويورك، تحت عنوا "الرؤى الإصلاحية للأستاذ محمود والسلام العالمي ما بعد سبتمبر 11 ،" والبروفيسر، ستيف هوارد من جامعة أوهايو تحت عنوان "الفكرة الجمهورية والحركة الجمهورية كظاهرتين إفريقيتين".

3800 Reservoir Road, NW
Washington, District Of Columbia 20057 USA
Phone: 1-202-687-3200




هام للغاية


نرجو من كل الراغبين في الحضور لجامعة جورجتاون لحضور فعاليات اليوم الثاني لذكري استشهاد الأستاذ محمود محمد طه ملاحظة الآتي:
1. توجد مواقف مجانية للسيارات.
2. ستبدأ الفعاليات في تمام الثانية بعد الظهر، في هذا الميعاد المضروب تماماً، تماماً، تماماً!!!
3.نرجو ملاحظة عنوان مكان الفعاليات، والوصلة الالكترونية التي يمكن بواسطتها أخذ توصيف مسارات الطريق للمكان.

نهيب بكل الضمائر الحية، مشاركتنا في هذا اليوم البهي في تاريخ السودان، وتاريخ الإنسان!! وكلنا تشوق للقاء أصدقاء الفكرة الجمهورية وأعداءها على حد سواء، لأن "الحرية لنا ولسوانا!!!" أتذكرون هذا الشعار؟؟

3800 Reservoir Road, NW
Washington, District Of Columbia 20057 USA
Phone: 1-202-687-3200
http://marriott.com/property/propertypage/wasgu?WT_Ref=mi_left

Post: #29
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-21-2006, 11:05 AM
Parent: #28

يواصل الاستاذ الكبير هاشم باسلوب صحافة الزمن الجميل

نهر تداعايته وتفصاصيل التفاصيل

ويزيح الستار عن ذاكرته الغير خربة

يقدم بعد عشرين اشارات مهمة عن واحدة

من اهم الاحداث التي مرت علي السودان (كلام زول مجمع جد)


عفوا علي التاخير فهاشم يعاني من ازمة الكترونية

ومشاغل ونحن كلنا في الدوحة بعاني من ازمة مواصلات

ذلك لان الدوحة الجميلة تعيد بناء طرقها

استعداد للاسياد 2006

اكبر حدث رياضي يشهده الخليج في تاريخه

والي الحلقة الثانية من كلام زول مجمع ونص



( 2)
Quote: كان المكاشفي (بعبعاً مخيفا) في تلك الأيام .
كنت - ما أن تراه – حتى ترى فيه قطع اليد، والقطع من خلاف، والصلب والجلد، ويقف شعر جلدك كله، وتوشك من شدة خوفك أن تعطيه (عجاج كرعيك) من المكان الذي هو فيه، والمكان الذي هو فيه كان - للأسف- بمساحة مليون ميل.. مليون ميل (تقطع نفس خيل القصائد)!
لو قلت لكم صدقوني: لو أن عفريتاً انشقت عنه الأرض - كما يقول الطيب صالح – وابتلع واحداً من شلة الأيام، التي كانت تقف في ذلك التوقيت أمام الدار، لما كان يمكن أن يثير كل ذلك الخوف الذي استبد بتلك (الهيلمانة) في ذلك التوقيت، الذي حدثتكم عنه.. لكنه.. المكاشفي طه الكباشي !
فجأة ، (كّشت) زهيرة ، كما لو فأجاها (رجيمٍ قاٍس) تنزل عليها ، بغتةً من السماء . (قِصرت) ليلى الطويلة بمقدار (متاوقة أو متاوقتين) : زرّر محمد لطيف الزرارتين .. (دارت) فائزة شوكت عينيها الضاحكتين و(دارت) قفشةً كانت تحوم في خاطرها الجميل .. بلع النحاس السفة، ولسان عبد الله الغرباوي .. (نملّ) جلد انعام .. كف سمساعة عن كب الحنان، وكف عن استدراكاته الشهيرة : استدراكاته تلك التي يقلب ، في كل واحدةٍ منها، الألف عيناً (عٍلا ، عٍلا عٍلا) ليعل انعام ، ويعلنا نحن جميعاً ، ويعل حتى كل حرف ليس هو من حروف العلة!
لم أكن – كما قلت لكم- (ما مجمع )
كنت (مجمّع وٌنص): في تلك اللحظة ، ابتسمت في سري ، وأنا أتخيل صديقي نجيب نور الدين: لو كان إلى جوار مرتضى في تلك اللحظة، ما كان ليمكن ، اطلاقاً، أن يدندن ب ( أمهد ليك تتخلص مني .. ألقى خطاي تجمعني معاك ) ولما كان يمكن أن يحلم - مجرد حلم – ب ( نجوم بعيدة) !
مر المكاشفي ، سريعاً، إلى الداخل ،
ومرت وراءه ، عيوننا .. و..... (خبّ) خلفه ب (شلاقته) التي نعرفها جميعاً فيه ، صديقنا أبو العزائم وهو يرفع، بسبابته اليسرى، نظارته الطبية ، ويرفع بإبهاميه وسبابتيه ، في وقت واحد ، من وقت لآخر، بنطلونه .
(لحق) أبو العزائم ، المكاشفي ، في الحوش الصغير الذي يقودك مباشرةً إلى مكتب الرياضة ، وكان ود الشريف يدندن في سره - في تلك اللحظة – على رائحة كدوس عمنا عمر عبد التام
(بناديها،،،
(بناديها،،،
(وبعزم كل زول .. يرتاح
(على ضحكة عيون ... فيها)!
دخل المكاشفي (يفتش )
و( يسأل)
لكن ، المكاشفي ، ليس هو عمر الطيب الدوش ، ليفتش في التاريخ ، محل الخاطر الما عاد .. أو ليفتش في الأعياد ، وفي أحزان عيون الناس، وفي الضل الوقف ما زاد!
كان المكاشفي يفتش ويسأل عن الأستاذ حسن ساتي ، رئيس تحرير الأيام.
(طايبه) أبو العزائم، وقدم إليه نفسه
- أهلاً أهلاً أبو العزائم .. كيف صحة والدك ؟ ووين.. حسن ساتي ؟
(فات) على أبو العزائم، أن يجيب على السؤال الأول. (استعدل) نظارته وأجاب على الثاني:
- والله يامولانا ، لو ما خايف الكضب، كنت حأقول ليك في اللحظة الإنتو جيتو بجاي ، أستاذ حسن لف بجاي !
(استعدل) أبو العزائم – مرة أخرى – نظارته وهو يقول للمكاشفي: اتفضل يا مولانا.. أتفضل!
- شكراً .. معليش .. بعد ده ماشي الإذاعة ،، والصحافة ، و......ده خبر تأييدنا في محكمة الاستئناف لاعدام محمود .. بالله ضروري ، تدوهو حسن .. حسن ساتي !
أبو العزائم ، في زحمة انشغاله برفع نظارته .. وفي زحمة انشغاله بالخبر، لم ينس أن يقول للمكاشفي: (بارك الله فيك يا مولانا) وإن كان قد نسى ، أن يقول له: ( والله ، لو مابخاف الكضب، أقول ليك الخبر ده عندنا، من بدري يامولانا)!
الخبر (بالفعل كان عندنا من بدري) كان قد حمله إلينا مندوب الأيام، الذي كان معنياً بمتابعة أخبار المحاكم، وأبرزها، في ذلك اليوم محكمة الاستئناف.
أترك للقارئ ، أن يفسر (شلاقة) المكاشفي ، القاضي الهمام ، الذي تحول فجأة إلى مندوب أخبار .. أترك له ، أن (يخُرج) ما يشاء من التخريجات ، لهذه (الشلاقة) أو الخفة القضائية : أترك له أن يقرأ ما بين سطور ذلك كله ، وأعود إلى ... ( الأيام)
خرج المكاشفي .
انفتح الباب اليمين للتويوتا البراند نيو ، وانسد .. (انسابت) و ................... (ختّت ) زهيرة نفساً ثقيلاً ، كانت قد شالته وقتاً طويلا ، وعادت القفشة الحلوة ، تحوم في خاطر فائزة شوكت ... خاطرها الجميل !
ناولني أبو العزائم الخبر.
- يا أبو العزائم ، الخبر ده... عندنا.
- معليش .. معليش.. بس إنت أديهو حسن، وقول ليهو المكاشفي ........
و... قبل أن يكمل أبو العزائم جملته، أسرع يدخل جسده ، في (حافلة ناس أم در) التي كانت توشك أن تتحرك .
(تآمرت) نفيسة أحمد محمد ، وانعام، على أبو العزائم : اصطنعت انعام الجدية، وهي تقول له: (والله ياأبو العزائم، لكن بالغت والله : تدي الخبر لهاشم كرار ؟! انفجرت تضحك : (لومني يا أبو العزائم ُبكرة ، لو هاشم ما نسى ليك الخبر مع (روجيتا) ، أو مع عبد المنعم شتلي في مركز الأمم المتحدة ... أو في مطعم البربري !
حديثٍ إنعام ، لم يخلي الفار ، يلعب فقط في عٍب ابو العزائم . رأيته – الفار – يلعب في عينيه أيضاًَ وهو يخرج وجهه من نافذة الحافلة ، ليقول للنحاس : (النحاس .. النحاس : ذكّرو بالله .. ذكّر ذكّر هاشم !)
راحت الإثنتان – نفيسة وإنعام- تموتان من الضحك – وهما يريأن الفار، يلعب أكثر وأكثر، في عيني أبو العزائم ، والنحاس يرد عليه، بلسان الذي يلحدون إليه: (أودية أودية ساقتها النهاس ، وتلأت!)
حاول أبو العزائم ، أن يطرد الفار الذي راح يلعب في عينيه ، فلعب فار آخر في صوته ، حين مده، وهو يبتسم ليقول: (غايتو ما عارف.. لكن الخبر لو ما نزل بكره، المكاشفي ح.. ح .. يعلوكم انتو الاتنين بالدرة!
في تلك اللحظة (ادّاها ) حسن حسين (أبنص) تقيل .. جفل أحد المارة ، وراء الحافلة، فانفجر عيد الجنايني يضحك، ويضحك، فيما راحت أنياب الخفير محمد صالح البارزة أصلاً ، تبرز أكثر، وأكثر !
راح حسن حسين يدوس ، مرة مرة ، على البنزين، ومرة مرة على (البريك) ، وهو يوزع عينيه بين مرايتين .
كانت الحافلة ترجع ،
ترجع إلى الخلف، وتقيف
ترجع ، وتقيف
ترجع ، وتقيف
ترجع ، (تيت تيت تيت تيت تيت) منبهةً بهذا (البوري) الخفيف ، المارة في الوراء .
استعدل ،
أخرج حسن حسين ، شريطاً من جيبه ، (دقّّاه) مرتين في (الدركسون) قبل أن يدخله في (ريكوردرو) السنين :
أخرج رأسه ، و (كورك) :
- يا ود الشريف، ياود الشريف
و..... حين ركز ود الشريف، ضحك حسن حسين:
- هاك : هاك (بناديها) دي !
وفتح سريعاً ، (ركوردرو ) السنين إلى الأخر : أنا أم درمان .. أنا السودان.. أنا الدُر البزين بلدي .. أنا البهواك سلام وأمان ... وأنا البفداك يا ولدي!
إمتلاً الشارع الضيق ، المزدحم باستمرار بالغبار، والمارة ، والبكاسي ، وباعة الجبنة والشاي والمساويك – امتلأ (لليفة) بصوت الفرجوني : أنا أم ردمان .. أنا السودان...
في تلك اللحظة بالتحديد (وكان المكاشفي لا يزال في ذهني ، شايل بنفسه خبر محمود للأيام ) في تلك اللحظة (وقعت لي يا دوب) جملة فات عليّ أن (أفهمها طايرة) في وقتها : جملة (فكّتها ) لي الأستاذة بدرية سليمان عباس ، كبيرة المستشارين القانونين برئاسة الجمهورية.
كان ذلك ، قبل محكمة المهلاوي .
كان قبل منشور (هذا أو الطوفان)
كان قبل ذلك بزمن ، زمن :
دخلت القصر
كنت ، في ذلك التوقيت مكلفاً بتغطية أخبار وزارة المالية ، ورئاسة الجمهورية، و...... و..........
دخلت ،
قلت لنفسي : قبل أن (أطلع فوق) حيث متابعة لقاءات (الريس) لأسلم على الأستاذة بدرية، (وأشوف بالمرة أخبار إدارتها)
كنت أعرفها ،
أعرفها من زمن أن كان الأستاذ السباعي كبيراً للمستشارين القانونين ، وكانت هي في مكتبه (التربيزة قصاد التربيزة) مستشارة قانونية.
في ذلك الزمن ، كنت أتردد على مكتب السباعي يومياً . كنت أحياناً أحمل كتابا،ً أو كتيباً، من كتب الجمهوريين .. كتاباً أو كٌتيباً ، اشتريته وأنا في الطريق إلى القصر ، من حلقة نقاش ، كان يديرها يومياً الأستاذ دالي ، في الشجرة المقابلة لوزارة الخارجية.
- إنت يا هاشم جمهوري وللاّ... شنو؟!
سألني هكذا ، ذات يوم الأستاذ السباعي ، وكنت في مكتبه ، جالساً في أحد الكرسيين الأسوديين ، المواجهين لباب المكتب ، وكانت في يدي (كباية كركدي) من كركدي القصر الشهير
- والله ياخي ... أنا ما جمهوري .. لكن حصل إنت قريت ليهم؟!
- تقريباً ، مرة أو .. مرتين.
- وإنتي يا بدرية ؟!
- شوية.. شوية كتب كدة !
قلت للسباعي: (والله غايتو) .. الناس ديل جديرين بأن نقرأ لهم .. الجمهوريين ديل ناس محترمين جداً في أفكارهم ،
وأهديت السباعي الكتاب الذي كنت أحمله .
مرّ زمن ...
(اترقى) السباعي ، أصبح وزير دولة في القصر الرئاسي ، مكتبه (فوق) ، وترقت هي (الأستاذة بدرية) – فأصبحت كبيرة المستشارين القانونيين.
حدث ذلك ضمن ترتيبات قوانين سبتمبر .. الترتيبات التي جاءت بالنّيل أبو قرون ، قاضياً برئاسة الجمهورية ، وجاءت بالأستاذ عوض الجّيد محمد أحمد مستشاراَ قانونياً (في تربيزة السباعي المقاصده تربيزة بدرية)
ما علينا،
نقرت الباب (باب مكتب بدرية وعوض الجيّد) ،
فتحتو .. وسريعاً جداً قلت (سوري) وسديتو :
كان النيّل أبو قرون ، وعوض الجيّد ، جالسين بين التربيزتين ، فوق سجاد عجمي أحمر ، وبينهما أوراق مبعثرةُ، كتيييييرة.. وكانت الأستاذة بدرية واقفةً ، على جانب مكتبها، قريباً من الباب ، ولا أدري إذا ما كانت هي - في تلك اللحظة- كانت تهُم أن تمرق ، أو تهُم أن تجلس ، أو ....
أذكر جيداً ، أنني ، قبل أن أقول (سوري) وأسد الباب ، كانت قد قابلتني ، في تلك اللحظة، عينا عوض الجيّد .. أذكر جيداً ، إن أبوقرون اتلفت ، يعاين ..
كانت العيون الأربعة (مهجومة) !
(سوري) و.. سديتو!
لم يكن من اللائق – بالطبع- في مثل هذه الحالة ، أن أدخل ، أو أن أظل واقفاً في الباب .
(سديتو)!
مشيت خطوات ، في (الكوريدور) الضيق ، قبل أن يلحقني صوت الأستاذة بدرية ، ينادي ... ينادي عليّ.
رجعت .. سلمت ، وكانت هي بقرب الباب ، والباب مسدود.
- صاحبك (انتهى)!
هكذا ، دون مقدمات ، فاجأتني الأستاذة بدرية، في تلك اللحظة، بتلك الجملة الغريبة ، وهي تمرر سبابتها على عنقها من اليسار إلى اليمين
افتكرتها تتحدث عن بدر الدين سليمان ، الذي كنت أتردد على مكتبه متابعاً أخبار وزارته .
كان بدر الدين، في تلك الأيام ، قد تكدرت علاقته بالنميري ، خاصةً على صعيد اللجنة الشعبية للاتحاد الإشتراكي .. اللجنة التي كان قد كونها النميري برئاسة بدر الدين ، بعد أن حلّ الاتحاد الاشتراكي (العظيم) !
- صاحبي – بالمناسبة هو اللي زهج ، وقدم استقالتو !
- لا ، لا .. ما صاحبك دا (وأشارت بدرية في تلك اللحظة بابهامها للوراء حيث وزارة المالية ) قبل أن تردف : صاحبك التاني !
حاولت أن أفهم ،
ما فهمت .
رحت أسألها : صاحبي التاني؟! صاحبي التاني .. منو؟ !
- أمشي ... أمشي. أصلو ... عمرك ما حتفهم!!!
لم تنتظرني ، الأستاذة بدرية ، ريثما أحاول أن أفهم.. ربما كانت متأكدة بإنني أصلو ما حأفهم... دخلت و... وسدت الباب!
مشيت ،
(طلعت فوق) ، وما فاهم شئ.
نزلت ، وما فاهم شئ .
مرّ زمن ... وما فهمت شئ .
صدر المنشور (هذا أو الطوفان) ، أعتقل محمود والأربعة ،، وما فهمت شئ !
حكم عليهم المهلاوي بالاعدام ، وما فهمت شئ !
رُفع الحكم إلى الاستئناف ، وما فهمت شئ!
ما فهمت شئ
ما فهمت.
حتى ، إذا ما جاءت تلكم اللحظة ، التي حدثتكم عنها : اللحظة التي انبهل فيها صوت الفرجوني ب (أنا أم درمان.. أنا السودان ) من (الريكوردر) السنين ، وكان المكاشفي ، لا يزال في ذهني بجلابيته وعمامته وملفحته ومركوبه ، شايلاً بنفسه خبر محمود إلى الأيام ---- حتى إذا جاءت تلكم اللحظة التقطت فجأةً جملة بدرية (صاحبك انتهى) ، والتقطت معنى أن تمرر سبابتها على عنقها ، إذ هي تقول ما تقول ، والباب مسدود ، وعوض الجيّد وأبو قرون فوق السجاد العجمي الأحمر ، والورق المبعثر .. كتيــييير !
الآن، الآن فقط ، (وقعت لي) الجملة.
قّّّرّب أقع ، سندت نفسي ، وفي تلك اللحظة – بالتحديد أيضاً – خطرت لي خاطرة : أن أستف حلقي بالكوراك ، أقيف في نص الشارع ، واكورك.. أكورك .. أكورك .. أكورك : أيا.. يا أم دردمان زولك انكتل .. يا السودان هوي الزول ، الزول انكتل..
آناس
آ الغبيانين
الزول انكتل ،
الزول
الزول انكتل، في حوش (هوس) ناس النميري ، والترابي، والمهلاوي، والمكاشفي ، وحاج ماجد وحاج نور!
الخاطرة لكعت،
خبتّ،
جرت،
جرت دُغري من مخي للحلق،
في نص الشارع، وقفتَ
حلفت بتربة أبوي ، وحيات أمي
أفتح ليها..
سجن سجن – يا زول – غرامة غرامة!
فتحت ليها أم بناياً قش:
وقفت أكورك،
وأكورك،
وأكورك ،
عٍلا.. عٍلا الكواريك بت الحرام ، أبت ،
ستين أبدين أبت .. أبت تطلع،
كان الحلق..
حلقي كان نشفان،
وكان ..
وكان حلق النيل تحاريق !
أقولك ، ما ختيت نفساً شلتو،
ما اتلفت تب،
تفيت عديل في الخشم.. خشمي،
لعنت أبو خاش خاشين الحلق والنيل،
لعنت أبو.. أبو الكوراك اللوطي ،
الخول الما عندو مروّة ،
واتلفت..
اتلفت أكوس الغيرو ..
كانت خلايق الله، علي العليها
مشدوهة ،
مشدوهة في الفيها
(ناس تدفر ، وناس تطفر)
ناس تدقس ،
وناس تكدس،
وناس تكابس ،
تكابس ،
تكابس،
وناس تدوس،
و (الجرائد ، حوامد شواكر..
(تسبح بحمد الذي ....
(وما فيها شئ !)
كرهت نفسي ،
مرقت منها ،
أجرى وأكوس،
أكوس قدّام ، ولي قدام ،
جاي وجاي ،
التكتح ما في،
بس (دقناً وشُنب
تايوتا تكُب ، في الميضنة !)
شلت حسي :
(يا حاج تُلب ، وين الحتُرب الكانوا تُلوب؟!)
ياحاج تلب،
يا حاج تٌلب،
يا....
(ديل صبحوا قُرب ، أو أضحوا جُنب، في الميضنة!)
بطني الطامة ،
طممت – تاني – بطني،
وكان ،
وكان، درب الرجوع، أسرع..
ولقيت ، ولقيت ناسي :
عمر إسماعيل، ضهبان ومودّر..
مودر، يكوس،
تكوس؟
تكوس في شنو،
ودايربو شنو؟!
يكوس ،
يكوس وفي (أضانو) مغزوز (الناشف) ،المابزيل بلم!
النحاس ، متربس خشمو بالتمباك ، ولسان الذي ....
وحسن الرضي ، الزول الرضّي ، في نقنقتو :
(والله دي ما طريقة أصلو،
والله دي أصلو ،
ما طريقة شغل دي !)
وبوكسي السكرتاريا السجم ،
مقطوع طاري، ولا ...
ولا ، ولا من شاف!
وعابدين،
عابدين سمساعة يكُب ،
يكُب في (حنان حنانو)،
لا بجيب لا بودي،
في غير الفيهو ، أصلو ، أصلو ما هامي ،
(عٍلا ، عٍلا ) ياحليلو ، في ديك اللحظة كب الجرسة ،
كب الجرسة ل (اللدتنا قفاها اللعوج)،
وكنتكت : (باي)!
وكنتكت تاني: أنا أم درمان ،
وكنتكت تالت : أنا السودان ،
وكنتكت لآفة : أنا البفداك ياو لدي!
طز!
طز في الفرجوني،
طز في أم درمان،
طز في السودان،
طزيت،
و .. آآآخ .. تُف، تفيت !




Post: #30
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: khaleel
Date: 01-21-2006, 01:41 PM
Parent: #29

الله عليك ياهاشم

الله عليك

تكلم وسدد ما استطعت فكلامك حي

والسكوت جماد

Post: #31
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-21-2006, 02:21 PM
Parent: #30

شكرا الاخ خليل

اجل سيكتب هاشم ونعدك بان هنالك الكثير والخطير

سوف يظهر مابين سطور هذا السرد السريالي الذي

اراده الاخ هاشم كرار لايصال افادته

للتاريخ

وتابعونا...................تابعونا

Post: #32
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: أبو ساندرا
Date: 01-21-2006, 03:13 PM
Parent: #1

الزميل المقدر: فيصل الزبير
لم أسب الدين
وحاشاي أن أسب أي دين
وأي معتقد إقتنع به ولو فرد واحد
وماعنيته هو ما أوضحه الصديق الكتور حيدر بدوي صادق
فالذين { سبيت دينهم } في واقع المر لا دين لهم
وأي دين ، أكان سماوي أم وضعي ينادي بحسن المعاملة ومكارم الأخلاق
والذين سبيت دينهم عراة من ذلك
جميعهم لم نعرف عنهم
ونألف منهم
غير الغدر واللؤم والفظاظة
وهذه هي { سجاياهم } وهي { دينهم } الذي سمح لهم بقتل شيخ وقور تمنع كل الشرائع قتله لا حدآ ولاقصاصآ

و
دين الدقن الشيطانية
ودين إسلام العمارات والفساد
دين إسلام الطواريء

Post: #33
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-21-2006, 03:23 PM
Parent: #32

Quote: دين الدقن الشيطانية
ودين إسلام العمارات والفساد
دين إسلام الطواريء


الغالي ابوساندرا

البوست بوستك

وليس هنالك مانع من التعامل مع الاديان التي ذكرتها اعلاه

بما تراه مناسبا...

Post: #34
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: أبو ساندرا
Date: 01-21-2006, 03:35 PM
Parent: #1

تشكر ياكرومة وأبدآ مابتقصر
اها يافيصل أدوني الأذن

ودين الذين لم يمنعهم { الدين} من :
- إزهاق 28 روح طاهرة في الشهر الحرم التي حرم الله فيها سفك الدماء
- قتل مجدي و جرجس بسبب مارسوه هم ذاتهم وعلى أعلى المستويات
- تعذيب عزل أبرياء حتى الموت لبعضهم
- تجويع الناس حتى صارت السراويل بتعيل


و قائمة المخازي التي يتبرأ منها الدين أي دين سماويآ كان أم وضعيآ ، تطول وتقبح وجه تاريخنا ودروس التسامح

Post: #35
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عمار عبدالله عبدالرحمن
Date: 01-21-2006, 07:06 PM
Parent: #34

بناء علي طلب دكتور ياسر الشريف (في البالتوك) اسرد هذه الواقعة

مستفتحا بهذا الاقتباس من حسن ساتي

Quote: في العاشرة من صباح اليوم التالي هاتفني على التلفون السري الرئيس نميري ‏ليقول لي: حسن يا أخي، أولادك دول ما في داعي يتسرعوا ويكتبوا مثل هذا ‏الكلام، ويحاولوا التأثير على رئيس الجمهورية الذي لم يصدر حكمه بعد، والذي ‏يدرس في الأمر من عدة نواحٍ، وأنا أقرأ الآن الكثير من المراجع الفقهية
.

درج الناصريون في جامعة القاهرة فرع الخرطوم علي اقامة معرض سنوي في ذكرى استقلال السودان وميلاد جمال عبدالناصر ... في تلك الايام والشارع السوداني منشغل بقضية الحكم علي الاستاذ محمود محمد طه وعلي ما اعتقد في يوم 15او 16 او 17 يناير لا اذكر اليوم بالتحديد في حوالي الساعة الثالثة الا ربع عصرا حضر الينا الصحفي المرحوم سري عبدالكريم الي داخل المعرض وقال لي خبر كارثة من داخل مكتب الرئيس النميري ولم يذكر لي اسم المصدر قال لي ان النميري ومجموعة عوض الجيد والمكاشفي كانوا في خلاف شديد مع جماعة الاتحاد الاشتراكي (لم يذكر لي الاسماء) حول التصديق علي حكم الاعدام علي الاستاذ محمود محمدطه .. وانتهى الاجتماع بمصادقة النميري وان الاعدام سينفذ بسرعة ...
وتركني وذهب فاخبرت الاخوان في المكتب السياسي لنتشاور في الامر وطلبت من الاخ عابدين يس وداعة الله ان يعلن من مايكرفون المعرض ان هنالك جريمة وقعت وسيعلن عنها بعد قليل .. قررنا ان نقيم ركن ونعلن فيه ادانتنا لما حدث ولكن الجامعة كانت شبه خاليه نسبة للبرد الشديد وكان الاخ عابدين مستمرا في الاعلان ولكن دون ان يدري عن الموضوع . عندما اخبرناه اصيب بحالة اشبه بالهستيريا وبداء بالصراخ في المايكرفون بصوت مرتفع مما جعل العاملين بالادارة المركزية يحتشدوا داخل الجامعة وتقريبا تجمع كل الطلاب المتواجدين بالجامعة ولحظتها اقمنا ركن لنعلن فيه ما جرى ولم يكن ضمن قرارنا ان نخرج في مظاهرة وبالفعل اقيم الركن وكان لي شرف ادراته وتحدث فيه الاخوان محمد الفاتح بيرم والاخ محمد عبدالمتعال ابو جودة والاخ ياسر سعيد عرمان زالاخ نادر السماني ... وفاجئنا الاخ ابوجودة وبيرم بقدرتهم الخطابية الحماسية بان حولا الركن الي مظاهرة هادرة لم تكن في الحسبان كاول مظاهرة منددة بالتصديق علي حكم الاعدام تخرح الي سوق الخرطوم ...

وهذا يفسر ما اقتبسته من كلام حسن ساتي ويوضح الصراع الذي كان دائر في القصر

ختاما الرحمة والمغفرة للاستاذ سري عبدالكريم (الصحفي بوكالة سونا للانباء)
Quote: والي الاستاذ محمود محمد طه في ذكراه اقول ( رغم خلافي الفكري ولكن لقد جسدت لي دور امامي الامام الحسين عليه السلام في كربلاء فلك الرحمة والغفران يا حسين القرن العشرين)

Post: #36
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 01-22-2006, 00:01 AM
Parent: #34

الزميل المحترم - ابوساندرا
تحياتي - عهدناك جميلا وموضوعيا كما اهل القانون - وانت منهم - كلماتهم توزن بميزان ذهب - لذا تفاجأت بالكلمة ومن الايمان ان يقل المرء خيرا او ليصمت ، واحيانا الصمت زينة والسكوت سلامة !! اعرف مواقفك الشجاعة يوم تصديت للشيخ في الدوحة .ماذا لوقلت "سبيت النميري" وحذفت كلمة "الدين" !

Post: #38
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: أبو ساندرا
Date: 01-22-2006, 00:50 AM
Parent: #1

الزميل المقدر/ فيصل الزبير

في الواقع لا إختلاف بيننا
انت فاهم وبلا أدنى شك عندي ، قصدي ومع ذلك تحاول وبصدق أحترمه أن تنزهني عن مس { الدين } منعآ للإلتباسات ولتفويت الفرصة على المتربصين وإحتمال محاكمتي بتهمة الردة وإستتابتي ثم المشنقة وعدد لابأس به هنا يهوى الصيد في المياه العكرة
ومع تقديري لدوافعك ومراميك التي لا أختلف فيها معك
أود التأكيد بأنني لم { أسب} الدين وحاشاي أن أفعل زي ماقلت ليك فوق فالديان كلها عندي محترمة حتى الوضعية منها لأنها جميعآ تنادي بحسن المعاملة ومكارم الأخلاق
وأنا مؤقن بأن من سبيت دينهم لا دين لهم
أي أنا ماسبيت أي دين

هل كنت هناك يافيصل في بيت حسن إبراهيم يوم إشتبكنا جميعآ مع الدجال الترابي ؟
أرجو أن توثق لتلك الأمسية وخاصة مداخلات بتاع الجزيرة واليساري الخليجي الذي حاول دحض الترابي دينيآ وفكريآ
وأظن هاشم كرار كان حاضر وإلتزم بأدبه المعهود مع الترابي
اما أنا فلم أستطع السكوت والدجال يكذب على عينك ياتاجر دون أن يطرف له جفن
ياريتك لو كتبت عن اليوم داك
ولك كل الود والتقدير

Post: #39
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 01-22-2006, 01:23 AM
Parent: #38

الزميل القانوني الضليع :ابوساندرا
النية زاملة سيدها ولك مانويت وقد ابنت وشرحت وهنا كنت صادقا .. فقط مروري للتذكير والنصيحة ومنعا للالتباس :
فات علي ان اقول مبروك بعيد الميلاد - ووصول الاسرة الكريمة للدوحة - والوضع الجديد في العمل وانت هل لذلك - وهذه تحتاج لدعوة المتفلت هاشم كرار -
استضاف المذيع احمد منصور بقناة الجزيرة الشيخ واتيحت لي فرصة مداخلة وكان سؤالي : لماذا لا تعتذر للشعب السوداني بعد اعترافك بأن انقلاب 30 يونيو كان خطأ ، ولماذا لاتعتزل السياسة - وانت شيخ تجاوزت السبعين ودخلت في هزيع الليل الاخير من ليل العمر - منزويا في مسجد تستغفر ربك على ما اغترفته يداك بحق السودان ؟ فكان رده ضحكة بطريقته المعهودة .. ياخي الكريم الاعتذار لايجدي ... كل السياسيين ارتكبوا اخطاء .. الاعتذار يكون لله .

المختصرالمفيد هذا هو تفكيره .. لايعترف بفشله وانه سبب البلاوي !!

Post: #40
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 01-22-2006, 03:03 AM
Parent: #39

الزميل - ابوساندرا :
خلال مهاتفة مع الزميل المتفلت هاشم كرار كلفني ان انقل لك السؤال : الدعوة متين ونجي مارين بمركز اصدقاء البيئة للسلام .
ثانيا قال ليك : تكب الجرسة زي سمساعة !! يا (عبد الرحمن رشدي) !!

Post: #41
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: bayan
Date: 01-22-2006, 08:59 AM
Parent: #40

العزيز حيدر بدوي

كتب ابراهيم محمد زين دكتوراه في جامعة تمبل عن قوانين سبتمبر..1989
من ضمن الحالات كانت قضية محمود محمد طه..وهي نظرة موضوعية
اكاديمية لما حدث... يمكنك طلبها من الجامعة ونشر الجزء الخاص بمحمود محمد طه...
احترامي

Post: #42
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-22-2006, 10:40 AM
Parent: #41

الاخوان ابواساندرا وفيصل الزبير

كم رائعيين انتم معشر السودانيين

ويا ريت ابو ساندرا وفيصل واحكوا هنا

ماذا دار في جلسة الشيخ حسن في منزل

حسن ابراهيم ...ياريت

Post: #43
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: حامد بدوي بشير
Date: 01-22-2006, 11:28 AM
Parent: #1

الاخ عبدالكريم الأمين,
لك التحية وخالص الشكر إذ جعلت هذا الرجل الكسول (العواليق) ينطق.
هاشم كرار إذا وجد من يلح عليه و(يحنسو) يمكن أن يخرج دررا من سن القلم. وهاشم بالإضافة إلى أنه صحفي متمرس فنان, فهو كاتب قصة قصيرة ممتاز. فقط آفته الكسل. وأنا أقول ما أقول عن علاقة حميمة وعشرة عمر في الجامعة وبعد الجامعة. علاقة تعدت شخص هاشم وامتدت ألى الوالدة بت الجعيلي والأخ ذي النكتة الحاضرة الساخرة عوض كرار وإلى المرحومين العم الباحث الفذ محجوب كرار وإبن أخته زميلنا المرحوم صلاح كرار.

لك الشكر مرة أخرى يا عبدالكريم وإذا كنت في الدوحة فوالي إستنطاق هذا الرجل بكل الوسائل.

حامد بدوي

Post: #44
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Muna Khugali
Date: 01-22-2006, 11:55 AM
Parent: #43

التحيـة لروح الشـهيـد وفكـره يـوثق
التحية لك أخي عبـد الكريم...فهكـذا يجب ان تكـون الإحتفالات..شـارحـة وقـادرةعلي التذكـير...
مقالات الأسـتتاذ هاشم كـرار جـزء مهم مـن توثيق مهم ... ننتظـر إذنه بنشر الشريط معكـم...وله كـل تقـدير...

Quote: أما اليوم الثاني، السبت 21 يناير فسوف تجري الفعاليات فيه بمركز المؤتمرات بجامعة جورجتاون في تمام الثانية ظهرا، وسوف يتحدث فيه البروفيسر، عبد الله أحمد النعيم، تحت عنوان "العلمانية من منظور إسلامي،" البروفيسر، حيدر بدوي صادق، من كلية ميداي، بولاية نيويورك، تحت عنوا "الرؤى الإصلاحية للأستاذ محمود والسلام العالمي ما بعد سبتمبر 11 ،" والبروفيسر، ستيف هوارد من جامعة أوهايو تحت عنوان "الفكرة الجمهورية والحركة الجمهورية كظاهرتين إفريقيتين".



هـل يمكـن مـدنا هنـا بمادة تلك المحاضرات...فجميعها مهمـة وحيوية...

شـكرا لكـم جميعا وشـكرا عبـد الكـريم ..

مـني

Post: #45
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-22-2006, 02:54 PM
Parent: #44

Quote: ياكريمهندس) لي:

حبيبي حامد بدوي:

حتي (خشم البقرة),فتحتو ...اكوس!

تنقطع يا (الملح) ,بعد مكالمة واحدة, وتخلي خشمي (ملح ملح)؟!

قل لي في (اجمل حتة لقيتها مكانك),انت الان,اقول لك من انا!

يا حليلك.......................

وياحليل داخلية(العقارب) في العرضة

وياحليل (تمبوشة)

وعوض (التلب)

وبالمناسبة ,لحدي حسي ساكيني, وساكيك,وسالي سكينو, عشان هوبيلعب (دوره)

في لعبة نط الحبل, الاتامرنا عليهو و.....

وبطلناها!

(قالدت) عبد المنعم رحمة الله وما بليت شوقي,في الدنيا

الزايلة الا يقالدك ,ويقالد عثمان عابدين!

هل من (قلده).................................هل؟!

هاشم كرار

Post: #46
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: بدر الدين الأمير
Date: 01-22-2006, 03:42 PM
Parent: #45

الاعزاء عبد الكريم وهاشم

لكم ولكم التقدير

عنوان البوست كان اكثر جازبية ووقار

ومضمونه كان اكثر استهتار وتنفير

عشان يحكى هاشم كان كان لابدء من الانتظار الممل

ولمن حكى هاشم كان لازم تكره نفسك وانت تمر بتفاصيل جانبية لاتهم من بعيد اوقريب قارىء

هذا البوست ويكفى ياهاشم انك بتحكى عن مشنقة مفكر وليس مهرج

Post: #51
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 01-23-2006, 03:52 AM
Parent: #46

الزميل بدر الدين : تحياتي :
كنت قاسيا في تبخيس مجهود الزميلين المهندس والصحافي :
واقول : التهريج ام ان الفهم قسمة ونصيب !!
يبدوا انك لم تستوعب "النص" وهذا اسلوب لايجيده إلا إثنان في السودان " هاشم كرار وحسن ساتي" .. كتابة السيناريو يرسم صورة قلمية تجعل من يقرا النص يعيش اجواء الحدث !!
واضيف :
ولربما طعن الفتى اقرانه بالرأي قبل ان تطاعن الاقران
واضيف :
على قدر اهل العزم تأتي العزائم وتاتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
واكتفي : إن كان ذاك قولك فاقول : فليمدد هاشم "قلمه" !!

Post: #47
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: أبو ساندرا
Date: 01-22-2006, 04:49 PM
Parent: #1



........
لعنت أبو ... أبو الكوراك
الل.... ال...
الماعندو مروة .

ما { أبلغ} غضبك ياهاشم { الجار الله}

و { ما أعظم غضبك يا شعبي }
أيام معدودات وإندلعت الشوارع والمصانع

وكانت { ماريل }

Post: #48
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: بدر الدين الأمير
Date: 01-22-2006, 05:10 PM
Parent: #47

ابو ساندرا

لعنت ابو الكوراك

ومتى تنعل ابو الهتاف

Post: #49
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: برير اسماعيل يوسف
Date: 01-22-2006, 11:54 PM
Parent: #48

التحية و التقدير لهاشم كرار و التحية و التقدير لعبد الكريم ... و يا ليت ال>ين صمتوا طويلا يتحدثون ... عسي و لعل ان ينصلح الحال .

عزيزنا عبد الكريم نحن عشمانين كتير في هاشم كرار ... و يا ليته حدثنا عن خليفة المهدي عبد الله التعايشي من بعد حديثه عن اسرار اعدام الشهيد محمود محمد طه.

Post: #50
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: أبو ساندرا
Date: 01-23-2006, 03:40 AM
Parent: #1

كتب البدر:
{ أبو ساندرا
.....
ومتى تنعل أبو الهتاف }

والله يا القرعي مافهمتك

Post: #52
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 01-23-2006, 04:25 AM
Parent: #50

حق الرد مكفول : قاعدة قانونية وصحافية : وايضا الخبر مقدس والتعليق حر وهذه (الف باء )الصحافة : ولان الزميل هاشم كرار لم ينل عضوية البورد فأنه كلفني بنشر رده التالي :

ود الامير ، ال(بدر الدين)
يا(حزن الغنا)!
(كل شيخ ، عندو .. طريقتو) .. و(كل فولة ، لها كيال) .
اظن ، اتفقنا، ولا اختلاف إطلاقا، على أن الذي اكتبه عن ( مفكر وليس مهرج) وما بين القوسين (اكتشفته) أنا ، وكنت انت لاتزال ( تتعلم ركوب العجلة ) في .. اربجي!
العنوان : كلام زول مجمع ونص
وتفاصيل ، التفاصيل التي قلت انها (مملة) و(تهريج) ، لم تكن كذلك ، وكانت ضرورية لسببين :
1- انها تأكيد على ان الزول في كلامو (مجمع ونص) ، وليس (داغس) او (مفوت) او (مامجمع) او (خارج الشبكة) !
2- انها من (لحم) المسألة .. من (لحم الحدث) .
انها ضرورية لوضع كل جزئية ، من ذلك الحدث في (مكانها) و(زمانها) الصحيح .
انا لست مكي شبيكة ، مثلا .. وشبيكة ، والذين مثله من المؤرخين مثل الاطباء محايدون جدا ، ثم انهم لا تستغرقهم التفاصيل ، وتفاصيل التفاصيل ، ذلك لانهم خائفين إذا غرقوا فيها ألا ينتهوا أبدا من كتابة التاريخ .. انهم خائفون أن يصبحوا هم انفسهم جزءا من التاريخ !
انا لست خائفا.
لست خائفا أن اموت ، او اصبح جزءا من التاريخ .. أو اصبح نسيا منسيا .
كيف يمكن لميت أن يخاف من الموت؟
وتلك من تعاليم (المفكر وليس المهرج)
فافهم!
نعم ياصديقي ..أنا لست (مؤرخا)،
ولست (رساما) .
أنني - فقط- مجرد زول ، اتيحت له فرصة أن (يصور) حدثا في زمان ، ومكان معين ، او ازمنة وامكنة معينة .. وهاهو الان يحاول - بعد عشرين عاما - ان ينقل الصورة ، كما هي .. بكل تفاصيلها .. ولا يعنيه - اطلاقا- ان تكون هذه التفاصيل (مملة) لزيد او عبيد .. ما تعنيه الصورة بكل خلفياتها ، وكفى!
لك محبتي .. وقل لي متى ( نتلاقى قي رملة شقتكم الدقاقة)
هاشم كرار

Post: #53
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: najua hussain
Date: 01-23-2006, 04:37 AM
Parent: #50

مجرد ذكر اعدام الشهيد محمود محمد طه يعيد الى الأذهان تفاصيل سيناريو تلك الأيام البغيضة، يلفنا بحزن لا ينتهي على روح الشهيدالذي ذهب ونحن نعاني من غصة العاجز الذي لم يكن بيده فعل شيء.

هاشم كرار من القلائل الذين يمكنهم الكتابة بلا تكلف، ويشدك أسلوبه السلس بحيث لا تتوقف الا بنهاية الموضوع. عملت معه فترة أعتبرها ذهبية وياليتها طالت، صحفي نادر لايجف مداده على الاطلاق.
هادئ، متزن وثائر في ذات الوقت، أعشق أسلوبه وطريقته التي علمني بها كيفية امساك القلم الصحفي. هو صحفي نادر لا يتكرر.
الدعوة لك ياهاشم بسرد التفاصيل التي خفت على الشعب السوداني. ومازال في ذهني بصيص منها.

الرجاء الاتصال بي على العنوان الألكتروني:
[email protected]

شكرا يا هاشم على هذه الأطلالة


نجوى حسين

Post: #54
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: حامد بدوي بشير
Date: 01-23-2006, 04:57 AM
Parent: #1

Quote: قل لي في (اجمل حتة لقيتها مكانك),انت الان,اقول لك من انا!


حبيتك لمن كرهت
وكستك لمن ضهبت
وعزرتك لمن زعلت ... وقررت أغير إسم ولدي من هاشم لي أبو ركبة.

أنا الآن في مسقط - جريدة الشبيبة.

تلفوني : 0096892311477

وعندي ليك حاجات كتييييييييرة.

بس تعال.

Post: #55
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-23-2006, 09:07 AM
Parent: #54

الاخ... بدر الدين الامير

اثناء ...تناولي لسرد هاشم هنا...

وقبل نشره................
.
كنت ادري ماذا احمل معي من خلفيات....في مخيلتي...لااستمتع بسرد

هاشم!!!!!!!!!!!!

كونت هذه الخلفيات العديدة من خلال متابعتي اللصيقة لاسلوب ...

ود كرار..منذ بدايات تعرفنا لحاجة اسمها (الجريدة)

ونمت ..بمتابعاتي اللصيقة لما يكتبه هاشم في

صحيفة (الوطن)...

اول تلك الخلفيات هي ملهاة الحزن عند شكسبير

تلك الاسفار الرائعة التي تمزج الحزن بالسخرية

وتكون( كوميديا)

بالغة التناقض تسمي الكوميديا السوداء....

وجالت بخاطري سخرية سومرت موم

وبرنادشو العظيم....وحملت معي ..في

مخيلتي اعداد شتي من اصدارات مجلة( الدوحة ...الشهيرة)

وطبعت فيها كتابات( زكريا تامر)’ و(محمود السعدني)

وعندما ...قراءت معكم هذا السرد وجدت عالما...من (المسرح)...

به تفاصيل التفاصيل...يشبه بدايات المسرح عند الاغريق....

وتلامس ..مع تجليات السينما المعاصرة....احداث وازمان ....وشخوص...تكاد تصافحهأ

انه ..............الفن ............اخ بدر الدين

فهاشم صحفي متمكن من ادواته دون شك..وله دراية..

ومقدره عالية لايصال افادته عبر

الزمان في تلك الجريمة.....التي ارتكبت( باسم الاله)


اما الامر الاخر...

شيخنا ...الاستاذ (الشهيد محمود )

جديرا باحترامنا...وحبنا...لما قدمه....للانسانية من( فكر انساني)

...........ونربا ...بانفسنا ان نسخر في حضرته

وعندها كانما سخرنا..بانفسنا ..سخرنا بوجداننا

الملي بحب الحرية....والوطن

Post: #56
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: بدر الدين الأمير
Date: 01-23-2006, 04:12 PM
Parent: #55


فيصل الفاصل

الكريم عبد الكريم

هاشم الغير مكرر

لكم من الحب والتقدير اجزله

قال : احد المتصوفة الكبار

مزجت روحى فى روحك

كما يمزج الخمر بالماء الزلال

اذا مسك شىء مسنى

ءاذ انت أنا فى كل حال

Post: #57
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: khaleel
Date: 01-23-2006, 04:18 PM
Parent: #56

والصوفية قالو ايضا

الما عندو محبة

ما عندو الحبة

Post: #58
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 01-23-2006, 11:33 PM
Parent: #57

الزميلان :ود الامير : خليل : التحيات اجزلها :
ويبقى الود .لقد اصبتما

Post: #59
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-25-2006, 09:00 AM
Parent: #58

ويواصل الاستاذ هاشم كرار السياحة داخل ذاكرته ...الغير خربة

في افادات زول مجمع ونص....

والي الحلقة الثالثة..............

Post: #60
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-25-2006, 09:03 AM
Parent: #59

Quote:
اشارات رفعت عنها السرية من ذاكرة غير خربة
كلام زول مجمع ونص
يكتبها : هاشم كرار
والشهود الاحياء لايمتنعون (3)


(فات) العصر ،
(ولى المسا) ..
وعادة في مثل هذا التوقيت ، من كل يوم ، يصبح مكتب تحرير الايام ، في الخرطوم ، (غير) . يصبح الى غير ماهو عليه في اي نهار .لو جئت الى (الايام) في ذلك التوقيت ، لقلت إن (الايام) تحتويها رعشة البكاء ، تلك الرعشة ، التي هي (لزمة) من (لزمات) الغنا السمح في خشم ،،، خشم سيد خليفة !
في ذلك التوقيت، لاصحفيين (كتار) ،
ولا (موت.. والله موت!) ":
لاصباح ،
ولا انعام ،
ولا نجوى حسين، ولا عواطف ،ولا.. ولا فائزة شوكت تحوم .. تحوم في خاطرها (خاطرا الغالي) دعابة حلوة ، او قفشة مشاغبة ، او طرفة مليحة !
قي ذلك التوقيت ، (تصن) المكاتب : ليس من صوت ، إلاصوت صرير اقلام عمك عمر عبد التام ، وابوشنب ، ومصطفى عالم في مكتب الرياضة .. وليس من صوت إلا صرير اقلام (ناس الاخبار) ، في المكتب ( الفوق ) الفاتح على مكتب حسن ساتي .. وليس من ضحكة (تحت) إلا ضحكة احمد البلال الطيب ضحكته في مكتب التحقيقات ، على التلفون، مع وزير - بالطبع - او مدير .. ضحكته تلك العالية الشهيرة التي تخرج ها ها،،ها ها ،، هكذا بالقطاعي ، من بين لهاته وجيوبه الانفية ، ويقطعها هو - فجأة- ل(يخش) في حديث اخر !
ذلك الوقت ، في الايام ، هو وقت (الزنقة) : الوقت الذي تكون فيه المطبعة ، في بحر (فاتحة خشما) ، لاخر الصفحات : الرياضة والاولى
كانت في ذلك الوقت ، تلفونات الاخبار ، ترن من وقت لاخر :

- صحي ، محكمة المكاشفي أيدت اعدام الاستاذ محمود ؟!
كان ذلك هو السؤال ، بين كل رنة تلفون ، ورنة تلفون ، وكان السائل - على الجانب الاخر على الخط - هو كل من (فاتته) نشرة الساعة تلاته ، ونشرة خمسة ، وسمع بالخبر ( من جاي اوجاي) ، واراد ان يتأكد .
كان الخبر (الذي كان عندنا من بدري) ، واصر المكاشفي طه الكباشي ، ان يجئ به الى الايام بنفسه ، (ناهرا اليها ) دبل قبينة موديل 85 براند نيو ، في ذلكم النهار الذي حدثتكم عنه .
كان الخبر الذي سلمه هو ، لابو العزائم .. كان لايزال في جيبي ،
وكنت اعرف انه ، لن ينشر !
- (افتكر إننا لاننشره)
كان ذلك ( إفتكار) ، بل قرار استاذ حسن ، اول ما جاء بالخبر (كداري) مندوب الايام ، من محكمة الاستئناف طوارئ ، في الخرطوم نمرة 2 .
قرار الاستاذ حسن ، كان قد قال به (تحت تحت) ، لحلقة ضيقة جدا ، كنت فيها ، ولم يكن فيها البلال ، ولم يكن فيها الاستاذ تيتاوي ، نائب رئيس التحرير!
كان (فهم) استاذ حسن ، الذي اتفقت معه فيه الحلقة الضيقة (مرتضى الغالي ، وعبد القادر حافظ ، ونجيب نور الدين ، وشخصي) إن في نشر الخبر محاصرة لرئيس الجمهورية ، في (الزاوية الضيقة) ، ذلك لان الحكم بالاعدام الذي سترفعه للرئاسة ، محكمة الاستئناف العليا طوارئ ، هو حكم (حدي) ، ولايجوز (حتى للنبي الكريم ،ان يبطل حكما حديا ، ناهيكم عن جعفر نميري دا!)
كان (فهمه) ألا (نزنق) نميري بالنشر .. أن (نعطيه هامش حركة) .. ان (نخليه يتصرف دون احراج ، يضع الحكم في درجو ، او يلغيه ، او يلقيه في سلة المهملات !)
لو انني - ( الاصلو ) عمري كلو (ما حا افهم) ، كنت قد فهمت ، من زمن ، جملة الاستاذة بدرية ، تلك التي قلت لكم انها كانت قد (فكتها) لي ، امام الباب (الفتحتو، وقلت سوري، وسديتو) - لكنت اذن ، قد قلت لاستاذ حسن ، في تلك اللحظة التي كان يفهمنا فيها (فهمو) لعدم النشر :
-يا استاذ حسن ..يا أخ ... درج شنو ، وسلة مهملات شنو .. لقد قضي الامر الذي فيه تستفيان !
تخيلته ، في تلك اللحظة ، كان سينهجم ،
تخيلت نفسي ، اقول ايضا بأسف :
- يا استاذ حسن ، يا استاذ .. لقد رفعت الاقلام ، وجفت الصحف !
تخيلته : طان سيلتقط شيئا ، بفطنته التي اعرفها فيه ، غير انه كان سيسألني اولا ، بعينيه الذكيتين اللتين (اكلهما نمتي العفاض ) كما قال عنهما ذات توصيف جميل صديقي نجيب نور الدين ، قبل ان يسألني بصوته (التلفزيوني) :
-انت يا هاشم عنك حاجة ؟ اتصور (في الحته دي) عنك حاجة دايرتقوله !
في (الحتة ديك) كنت سأقول له ، ان نميري الذي تريد ألا (نزنقو) بالنشر ، و ( نخلي ليهو هامش حركة) هو نفسه النميري الذي صدق على الحكم من زماآآن .. من قبل ان يصدر الجمهوريون ( هذا أو الطوفان) ، وقبل ، قبل اعتقال الاستاذ محمود والاربعة .. وقبل محكمة المهلاوي .. وقبل محكمة المكاشفي ، وحاج ماجد ، وحاج نور !
تخيلته كان سيقول : دا كلام شنو دا؟!
تخيلته : ]اخذ بيدي - دون ان يستأذن من الثلاثة الاخرين ، في الحلقة الضيقة (تعال تعال ) ويطلع بي ، فوق ... الى مكتبه !
اخذتني ، من ( خيالاتي) - وكنت فوق في مكتب الاخبار - ضحكة من ضحكات البلال الشهيرة ، في مكتبه (التحت)
انتبهت
انقطعت الضحكة
انتبهت اكثر : كانت ثمة خطوات لاهثة ، (تربرب) رب رب رب، في درجات السلم الخشبي ، المغطاة بموكيت احمر قديم . كانت تلك هي (ربربة) خطوات الخفير عبدالله الغرباوي. كانت تلك هي خطواته ، باستمرا ، في مثل هذا الوقت - تقريبا - وفي هذا المكان ، كل يوم . كانت خطواته عادة تلهث ، الى فوق ، وفي يده مفاتيح، ليفتح باب مكتب رئيس التحرير ، اول ما يظهر هذا الاخير .
ظهر ،
رأيته بانفي اولا ، قبل ان اراه ، بعد ثانيتين ثلاثة بعيني الاثنتين (هاتين) : كانت قد سبقته الى فوق (ريحتو) المفضلة في تلك الايام، والتي كنت اظن انها ، ما كان يمكن ، ان تروق له اطلاقا ، لولا ان اسمها كان يداعب اعتدادا بنفسه هو
: اعتدادا يراه الاخرون ، غرورا فيه .. في حسن ساتي . كانت الريحة ريحة (ون مان شو) !
(مساني بالخير) ، ومسيتو .
- ايه الجديد عندكم ، في ..في الاخبار!
كان الخبر ... الخبر الذي جاء به للايام ، المكاشفي - بنفسه - لايزال (مرميا في جيبي) .
- لا جديد ، لولا ان المكاشفي ، جاء بالخبر بنفسه ، الى الايام ، وقال .. .
قاطعني استاذ حسن ، بعد ان التفت ، وكان تلك اللحظة ، قاب خطوتين ، او ادنى، من كرسيه .
- قلت المكاشفي قال .. قال شنو ؟
- طبعا ، قال يدوك ليهو ، للنشر !
- للمشر ؟!(رمى حسن ساتي هذا السؤال - هكذا - استنكاريا ) قبل ان يبتسم هزوءا، او في مرارة ، وهو يقول
- كلام غريب والله .. هم كمان دايرين يبقوا رؤساء تحرير .. وفي رؤساء التحرير ، دايرين يبقوا رئيس تحرير
الايام ؟!
قال ما قال ، و(تحكر) في كرسيه ، فيما ملأت المكتب كله ، في تلك اللحظة ، ريحة ( ون مان شو) !
عجبني ،
ولوكنت انت ، انا ، في تلك اللحظة ، لكان قد عجبك ، ايضا !
ذلك هو - حسن ساتي- رئيس التحرير الذي يعجب .. والذي كان ليعجبك كثيرا جدا، لو كنت انت ، واحدا في (فريقه)، واحدا في (كتيبة)الايام .
في تلك اللحظة ، دخل عبد القادر حافظ ، الذي كان يدير الاخبار ، في تلك الايام ، سلم و...
- طبعا يا استاذ ، اظنك عرفت الحصل !
- آي .. كلمني هاشم .. دي حاجة .. حاجة تقرف والله !
- ننزلو؟!
- ننزل شنو ! دي جريدة دي ياعبد القادر حافظ .. دي جريدة الايام ، الرئيس تحريرها حسن ساتي ، وليس المكاشفي ..جريدة شغالين فيها انتو يا عبد القادر ، ويا هاشم ، ويا ...
وصمت للحظة ،و..
- لا ..ما ينشر ، للاعتبارات ال..............قبيل قلناها !
و......
و......
حمل محرر السهرة - كالعادة - في تلك الليلة ، اخبار وخطوط ومانشيت الصفحة الاولى ، الى بحري حيث المطبعة ( الفاتحة خشما) ولم يكن من بين الاخبار ، الخبر .. الخبر الذي حمله للايام -بنفسه- المكاشفي ، واذاعته الاذاعة ثلاث مرات ، وتصدر نشرة التلفزيون ، في التاسعة !
في صبيحة اليوم التالي ، خرجت الصحافة تحمل الخبر ، وكذا خرجت جريدة القوات المسلحة ، فيما كانت ، الصفحة الاولى ، في الايام سوداء ، من غير سوء !
تخيلت (حالة) المكاشفي ، في ذلك الصباح .. و.. اترك لكم ، ان تتخيلوها انتم ، وهو يقلب الايام ، رأسا على عقب ، يفتش .. يفتش عن الخبر ، حتى بين اخبار الوفيات ، ولا .. خبر ..الخبر الذي (نهر) به ، الى الايام التايوتا السنينة ، الدبل قبينة .. التايوتا البراند نيو !
ا

ابقوا معنا .


Post: #61
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: serenader
Date: 01-25-2006, 11:42 AM
Parent: #1

امتعتنا بتكابات هذا العملاق.. في شوق للبقية

Post: #62
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-25-2006, 02:23 PM
Parent: #61

Quote: serenader


شكري للتقدير نيابة عن الاخ هاشم كرار

وحتما سنواصل استكتاب الاستاذ هاشم...

وستكون هنالك حلقات وحلقات...

Post: #63
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: برير اسماعيل يوسف
Date: 01-25-2006, 07:57 PM
Parent: #62

و تلك الأيام.

و هل نستطيع اعادة المعجون الي مكانه بعد اخراجه من صباع المعجون؟ عشمنا في هاشم كرار كبير ... الزمن لم يستطع ان ينسينا فجيعة استشهاد محمود محمد طه ... الا اننا كنا واهمين عندما اعتقدنا بان في استشهاده ستكون بداية الانطلاقة الي حياة جديدة في السودان... تبا لنا جميعا ... فقد خنا الامانة التي تركها لنا الشهيد محمود محمد طه.

Post: #64
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-26-2006, 01:33 PM
Parent: #63

الحلقة القادمة

وهي الحلقة الرابعة من (كلام زول مجمع ونص)

حلقة خطيرة جدا..اجتماع سري للغايةفي الايام...

تلفونات تتخابط من علي شمو...كلمة تزلل عرش نميري في اليوم التالي!!!!!!!!!!!

والحلقات ستمتد....لتشمل

يا شعبا تسامي ياهذا الهمام

تفج الدنيا ياما وتطلع من زحاما

زي بدر التمام!!.

وابقوا معنا

Post: #65
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: najua hussain
Date: 01-27-2006, 04:53 AM
Parent: #64

عزيزي هاشم
كلامك درر، أمتعنا ولا تتوقف

Post: #66
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: najua hussain
Date: 01-29-2006, 04:43 AM
Parent: #65

up

Post: #67
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: معتصم الطاهر
Date: 01-29-2006, 06:11 AM
Parent: #1

هاشم دايرنى أتداخل هنا ..
أقول شنو ولسه انت ما كملت كلامك

يا زول انا لسه معتصم بتاع الحصاحيصا
حافظ مقامك ..

Post: #68
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: حامد بدوي بشير
Date: 01-29-2006, 11:16 AM
Parent: #1

يوم شنق الأستاذ محمود محمد طه كان خاتمة سوداء لمسيرة طويلة من تركم الظلمات بدأها سيئ الذكر النميري بتعيين دجال السياسة حسن الترابي علىرأس لجنة لتنقيح القوانين لتتماشى مع الشريعة الأسلامية.
يومها قفل باب الحوار الفكري والثقافي. كان على السوداني, مطلق سوداني, ألا يناقش. أجب بلا أو نعم. هل ترفض شرع الله؟

جسد محمود الطاهر وهو يتلى من حبل المشنقة كان هو ,حقيقة لا مجازا, جثة الحركة الثقافية والفكرية في السودان. توقف حوار الأصالة الثقافية وتوقفت إجابات جماعة الغابة والصحراء في حلوق المتحاورين. تفرق أهل القلم وأهل التشكيل وأهل المسرح وأهل الغناء أيدي سبأ.

كل ما الليل زاد نجمة في كتف العسس
جرت العصافير المطار
ودخل الشعر وكر المباشرة؟

وكان يجب أن يكون إغتبال الأستاذ عنيفا على لحمك ودمك يا هاشم كرار. فقد كان علي كذلك وبيننا آلاف الأميال.

وكان يجب أن يكون موقف الصحفي الرائع حسن ساتي كما وصفت. فقد عرفته في جدة أكثر وأسأل الصديقين ود عابدين وبشرى الفاضل.

احكي يا صديقي بلغتك الهجين الحميمة فأنت شاهد لا يكتم الشهادة. ولا نامت أعين الجبناء


Post: #69
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: serenader
Date: 01-30-2006, 11:41 AM
Parent: #1

يا أخوانا وين باقي الحلقات؟ شلهتونا....

Post: #70
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Hani Abuelgasim
Date: 01-30-2006, 04:35 PM
Parent: #1

الأستاذ هاشم، أنت تحرق كل مرارات البلد التي في أجوافنا، لم أبك منذ أن مات الخاتم عدلان إلا حين وقفت امام هذه المشاهد التي صورتها.

ليس في وسعي أن أقول شيئا سوى أن أنذر دمي لوطن لا تجرؤ الأحرف أن تصف عظمته.

واصل، نحن في إنتظارك

Post: #71
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-01-2006, 01:07 PM
Parent: #70

الاعزاء هاهو الاستاذ الصحفي صاحب القلم السنين هاشم كرار يعود اليكم مواصلا تداعياته عبر الزمان...

وبذاكرة انسان مجمع ونص...والي الحلقة (4)...(ا)


كلام زول مجمع ونُص

الحلقة (4):

بالتويوتا، التويوتا موديل 85، الدبل قبينة، السنينة، البيضاء، البراند نيو.. عاد: عاد خبر تأييد حكم اعدام الاستاذ

محمود، الي الرجل الذي كان قد أيد الحكم من زماان.. من قبل «هذا أو الطوفان»!

كان الحكم بالاعدام قد خرج من القصر - مباشرة - بعد المنشور الى محكمة المهلاوي في أم درمان.. ومنها خرج

- سريعا جدا - الى محكمة المكاشفي في «نمرة 2».. ومنها بالتويوتا السنينة عاد (عائد، عائد يا نميري) الى قصر

الشعب!

ذلك هو النميري،

وتلك هي طريقته،

هو دائما هكذا: (يرفع الكورنر، ويجري.. يلحق الكورة، عالية، في خط 6 ينط، يديها شبّال، ويعلقها هناك.. في

الثمانيات!).

ما بين القوسين، نكتة.. والنكتة كانت لكيجاب (كوروكودايل آفريكا). اذكر أنني التقطها منه، ذات يوم من أيام (الأيام)

و(أنا داخل مكتب الرياضة لأولع سجارة):

كان هو - كيجاب - بقامته الطويلة و(خضرتو)، واقفا في نص المكتب، يحكي.. يحكيها. كان يحكي فيها بصوته،

ورجله.. ثم برجليه الاثنتين معا، ورقبته ورأسه.. وكان القون.. القون الذي اهتزت شبكته بالشبّال، هو خشم باب

المكتب، الذي كان واقفا، في زاوية منه في تلك اللحظة- ماسكا بـ (حلقو) بإحدى يديه، عمك.. عمر عبدالتام،

و(فاطرو) القديم يلمع - مرة مرة - في خشمو!

نكتة كيجاب، تلك التي لخصت حكم الفرد النميري، كان يمكن ان تكون نكتتي أنا، أو نكتتك أنت، أو نكتة آمال

عباس، ذات نهاية مؤتمر للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي (العظيم):

كان يترأس المؤتمر رئيس اللجنة نميري.. والذي هو -بالطبع - رئيس الاتحاد الاشتراكي ورئيس الجمهورية.

انتهت الجلسة الختامية - كالعادة - بتوصيات، ورفعها المؤتمر الى رئيس اللجنة، و.. دوى التصفيق،

نقر،

نقر،

صوت المايكريفون، نقرتين.. ثلاثة و.. خرج صوته التقيل:

- توصيات لجنتكم الموقرة، هذه.. سيرفعها رئيس لجنتكم الى رئيس الاتحاد الاشتراكي العظيم.

. شعت أسنان المؤتمرين، بالابتسام. ابتسم هو، النميري، قبل ان يقول:

- بالطبع، رئيس الاتحاد الاشتراكي (ابتسم) سيرفع توصياتكم لرئيس الجمهورية (ابتسم وهو يؤشر بابهامه على

صدره فضحكت القاعة) ولا يملك رئيس الجمهوية إلا ان ينفذ هذه التوصيات، ذلك لأن الاتحاد الاشتراكي العظيم،

هو السلطة الأعلى.. هو التنظيم الذي يعلو ولا يعلى عليه!

ذلك هو النميري..

النميري الذي (اختفى) في هذا اليوم الاربعاء 17 يناير.. اليوم الذي فتح فيه المكاشفي (الأيام) من (صباحا بدري)

وراح يفتش فيها.. يقلبها (يوما يوما) رأسا على عقب.. يفتش، يفتش عن الخبر، الذي حمله اليها - هو بنفسه

- للنشر، ولم ينشر في هذا اليوم، الأربعاء!

في ذلك اليوم لا في الصباح ولا الساعة اتنين ولا ما بين ذلك - لم (توقوق)وقواقة موكب نميري في شارع المك

نمر، ولم (توقوق) في شارع القصر، ولم (توقوق) في شارع النيل،

في ذلك اليوم لم يكن في القصر،

وفي في الاتحاد الاشتراكي،

ولا في قاعة الصداقة،

ولا مكتبه في القيادة العامة،

كان (اختفاء) نميري مخططا، ومقصودا،

لا، لا، لم يكن (اختفاء)،

كان (اخفاء)،

وكان تغييبا..

وكان القصد من هذا (التغييب) هو ألا يلتقي النميري أحدا، مهما كان (حتى يتم هذا الأمر)، ذلك لأن (أولاد

الذين) الذين اصدروا حكم الاعدام على الاستاذ من زمآآن كانوا خائفين جدا ان يغير (هذا الذي لا رأي له) رأيه

(قبل ان يتم (هذا الأمر): الحكم (الحدي) واذاعة هذا الحكم على الناس، و... تنفيذه!

كان هنالك كثيرون- سودانيون وغير سودانيين - ممن كانوا في ذلك اليوم وفي ايام قبله، يطلبون لقاء النميري،

في مظانه الرسمية: القصر والقاعة والاتحاد الاشتراكي والقيادة العامة، ليلتمسوا منه الا يتورط في قتل الرجل..

الرجل الشيخ السبعيني؟ المفكر محمود محمد طه.

كان بين الذين يطلبون لقاء نميري، سفراء دول كبرى يحملون رسائل عاجلة من حكوماتهم.. وكان بينهم ممثلون

لمنظمات دولية في السودان.. وكانت بينهم ثمة وفود رسمية وشعبية كانت قد هبطت في الخرطوم، قبل يوم أو

يومين، من دولة مجاورة.. وكان بينهم أخيار من أخيار أهل السودان: وزراء ومايويين كبار، وأهل فقه وفكر

وعلم، وناس سجادة، وفروة، وركوة، ودمع رقراق، و..

الليلة، ما وقوقت.

الدنيا كارسة ما لا؟ يا ناس اتحادنا؟!

هوى.

هو.. يا ناس اتحادنا الاشتراكي

كرست

كرست

شحتَّ الله، تكرس.. ديمة

وتكرسو انتو،

ويكرس «البنك التجاري»

وبنك الخرطوم

والسودان

السودان، السويتو ملطشة،

وسويتو علمو، دلقون

دلقون .. مقطع في .. في وشكم!

لو كنت أنت، مررت في نهاية ذلك اليوم، في شارع الملك نمر أو شارع الجامعة، قرب صينية الاتحاد

الاشتراكي، لكنت «قطع شك» قد سمعت ذلك، من ذلك الرجل النحيل الذي كان يقف يوميا في تلك الصينية،

يخطب بصوته النحيل، وفي يده دائما عصا نحيلة.

قيل عنه أنه «فكَّت منو» في البنك التجاري وقيل في بنك الشعب، وقيل في بنك الخرطوم أو بنك السودان، لكن

القول الاكثر شيوعا أنها «فكَّت منو» مثل كثيرين جدا، فيهم جعفر نميري نفسه، في .. في أواخر مايو!

الليلة .. يا ناس اتحادنا

ما ..

«ما ياها»

تلك كانت، خطبته الصباحية، في ذلك اليوم، بعد وقت من الزمن الذي كانت «توقوق» فيه وقواقة موكب

نميري- عادة- قرب الصينية، وهو في الطريق الي القصر وما.. ما وقوقت!

ما وقوقت.. كان صاحب الوقواقة (مغيباً) في بيته في القيادة العامة. لا هو يخرج، ولا من احد، كان يمكن ان

يدخل عليه، وهو الى جانبه في ذلك اليوم ثلاثة: النيل أبوقرون، وعوض الجيد محمد أحمد، وعبدالجبار المبارك.

(هذا ما حدثني به، في اليوم التالي أحد الحراس، حراسة الشخصيين وأنا أسأله: انت امبارح نميري كان وين).

في ذلك اليوم كانت الخرطوم - كما قال (الفكّت منو) في الصينية - (ما ياها).

وكانت الأيام (ما ياها)،

وكنت في الأيام ( ما ياني)،

وكان هو (ما ياهو).

انتحيت به جانبا، صديقي نجيب نور الدين. كان - كما قلت لكم - ( ما ياهو): كان مهموماً جداً، و(مدبرساً).

(فكّيت) له الجملة الغريبة، التي (فكّتها) لي الاستاذة بدرية سليمان، قبل شهور أمام الباب الذي قلت لكم اني

(فتحتو وقلت سوري، وسديتو).

(دبرس) نجيب، زيادة

قلت له، وكان حلقي لا يزال ناشفا (من امبارح، يا نجيب أنا بشرب.. بشرب وما بروا.....!{

- اسكت، اسكت خليني أنا ساكت يا هاشم..

و.. سرح،

كان صوته بائسا جدا، ليس فيه ولا حتة واحدة، من روحه المرحة جدا، ولا حتة واحدة من.. من (نحن قلب الدنيا

ديه.. ونحن، نحن عنوان للشباب).. كان في صوته في تلك اللحظة بالتحديد - كل الشجن، والأسى، والأسف في..

في (وانطفيت، يا نور زماني)!

- من أمبارح.. من نشرة تسعة، وأنا (مكربن). يا هاشم.. ومهدي اخوي (مكربن).. ساعتين.. ساعتين قاعدين أنا

وهو راس.. وما في زول اتكلم مع الثاني!)


(كربنت) أنا زيادة،

لم أتكلم.

(شوية.. شويتين) تكلم هو:

- المشكلة انو الجمهوريين، بفتكروا انو النميري، الرسَّل للاستاذ محمود أول نسخة من كتابو «النهج الاسلامي

لماذا» مع محمد محجوب سليمان.. مستشارو.. مستشارو الصحفي.. وكاتب في الاهداء الى المفكر الاسلامي

الكبير

محمود محمد طه.. مشكلتهم، لحدت هسع بفتكروا انو نميري المهووس دا ما ممكن يعملا.. أو ما ح يقدر يعملا..

لا،

لا.. ممكن يعملا.. يعملا ونُص.. ولا يهمو.. لأنو ببساطة شديدة جدا هو ما عارف بعمل في شنو!».



حديث نجيب هذا (كربنِّي) أكثر، وأكثر، برغم ان جملة الاستاذة بدرية كانت قد (وقعت لي) كما قلت لكم

أمبارح.. وبرغم إنني كنت اعرف ان نميري ممكن «يعملا» لأنو هو ما عارف يعمل في شنو.. جملة صديقي

نجيب

فعلت فيّ ما فعلت، لأنني فقط كنت أريده- بيني وبين نفسي - ان يقول لي (ما ح يعملا) أو.. أو على الأقل يقول لي،

ما
يمكن ان يقال، في مثل هذه المواقف (الله يكضب الشينة)!

لميت لساني، عليّ،

ولمَّ هو، عليهو لسانو.

. راح.. راح كل واحد منا يفكر.. أو لعل كل واحد فينا راح لا يفكر، لأنه ببساطة لم يكن قادرا على ان يُفكر، على

الاطلاق!
و.. أخيرا راح هو..

ورحت أنا،

كل واحد منا، راح (في سبيلو) في مكاتب الأيام

في منتصف النهار، حملت اليّ، السكرتيرة ليلى، مذكرة لاحظت - بيني وبين نفسي - وبيني وبينها هي، انها

كانت حريصة جدا على ان تدسها في يدي بمنتهى السرية.

فتحتها،

كانت مذكرة (سري للغاية) من استاذ حسن: (هاشم: اجتماع سري جدا، في مكتبي الساعة 9.. اليوم!).

عاينت لليلى، هزيت رأسي من فوق لي تحت.. طبَّقت الورقة، طبَّقتها سريعاً جداً،

و.. (لكّيتا)!

Post: #72
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-01-2006, 01:21 PM
Parent: #70


Post: #73
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: برير اسماعيل يوسف
Date: 02-02-2006, 05:03 AM
Parent: #72

***

Post: #74
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: زياد جعفر عبدالله
Date: 02-02-2006, 07:46 AM
Parent: #1

كلما ارى اناس لابزالون يصفقون لاعدام!!
شيخ في السبعين!!!
بسبب افكاره!!!!!!!!
اتذكر بيت الشعر:
يا أمة اذا ضرب النعال وجوهها***صرخ النعال باي ذنب اضربا

تحياتي..

Post: #75
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: برير اسماعيل يوسف
Date: 02-02-2006, 08:21 AM
Parent: #74

***

Post: #76
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: najua hussain
Date: 02-04-2006, 04:15 AM
Parent: #75

أين أنت يا هاشم كرار؟

Post: #77
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 02-04-2006, 11:33 AM
Parent: #76

افتتحت احتفالات هذا العام بالذكري السنوية لاستشهاد الأستاذ بتدشين "مركز الأستاذ محمود محمد طه للتجديد الإسلامي." وذلك في الساعة الثانية عشرة ليلاً، مع إطلالة اليوم الجديد، 18 يناير بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية. وتم ذلك بإذاعة بيان التدشين بصوت الأستاذة أسماء محمود، رئيسة مجلس إدارة المركز، ومديرته. وقد حضر جلسة الافتتاح الكوكبية، بواسطة الشبكة الدولية، جمهوريون وغير جمهوريين من أرجاء مختلفة من العالم. وتم بث البيان في الصالون الصوتي الشبكي للجمهوريين وفي الموقع المخصص للمركز : alustadhcenter.org

وفي يوم الجمعة 20يناير عقدت ندوة نظمها الدكتور الباقر العفيف في معهد الولايات المتحدة للسلام. وهذا المعهد مرموق للغاية، وممول من الكونقرس الأمريكي. ويعمل المعهد كبيت خبرة يعين الحكومة الأمريكية وصناع القرار على رسم استراتجات وخطط على ضوئها تسهم الولايات المتحدة في صنع وترسيخ السلام في العالم. شارك في الندوة د. إيرنست جونسون، متحدثاً عن الطرح الديني للأستاذ، وعن ضرورة أن يبدا السلام من داخل الفرد كما تحدث عن كيف أن الفكرة الجمهورية أجابت على أسئلته هو شخصياً كشخص أمريكي نشأ في الغرب، وعاش كل تناقضاته. وتحدث عن منهج الجمهوريين في العبادة والتفكر وإعانة ذلك المنهمج للفرد في توحيد بنيته الذاتية وترسيخ السلام والأمن داخلها، وإنعكاس ذلك على المجتمع.
ثم تحدث د.استيف هواراد عن المجتمع الجمهوري، كمجتمع واعد. وتناول في حديثه دور الجمهوريين في كسر القيود التي أقعدت المجتمعات العربية والإسلامية عن النهوض وعن مواكبة العصر. وفي ذلك تناول عدة جوانب تميز بها المجتمع الجمهوري. من هذه الجوانب تحرير المرأة، والتآزر والتعناون اللامحدود داخل المجتمع، واختراق الريف، وعيش الجمهوريين ببساطة تماثل حالة الفقراء. كما تناول جهد الجمهوريين في الإصلاح الاجتماعي. وتحدث عن وفود الجمهوريين للأرياف ودورها في ترييف جمهوريي المدن ودور المدينة في تمدين الريفيين منهم، حيث وزعوا فيها الكتب وعقدوا فيها الحوار أثناء حملات الكتاب والأركان، وغيرها من الأنشطة.
ثم تحدث د.النور محمد حمد عن طرح الأستاذ محمود المتفرد عن مشكلة الشرق الأوسط. وقد أبان النور بعرض بصري خلاب باستخدام الحاسوب، بنصوص ملونة، ومكبرة، مقتبسة بدقة عن تميز طرح الأستاذ محمود. وقد أوفى النور كتابي "مشكلة الشرق الأوسط" و"التحدي الذي يواجه العرب" شرحاً معمقاً مما كان له الأثر البالغ على الحضور. وقد استحوذت مساهمة النور على جل الاهتمام في اليوم الأول، وعلى جل التعليقات، لأن معظم من كانوا في الحضور من أميز الباحثين والإداريين في معهد السلام لم يكونوا قد عرفوا الأستاذ من قبل، خل عنك أن يعرفوا عن أفكاره.
وقد كان لمساهمة النور أبعاد كثيرة جعلت الحضور من الباحثين والإداريين المتميزين يقولون للأخ الباقر أنهم يجب أن يهتموا أكثر بفكر الأستاذ محمود وأن يعقدوا المزيد من المناشط بشأن هذا المفكر المتفرد. وذلك بسبب أن أفكاره تجيب على الكثير من حاجة العالم الإسلامي والعالم بأسره لهذا النوع من الفكر.
وقد تميز الطرح في هذه الندوة بأنه بدأ بتناول الفرد في الفكر الجمهورية والطرح اللاهوتي لها في حديث د.إيرنست جونسون، ثم دلف إلى المجتمع الجمهوري المحلي كوحدة أكبر في حديث د.استيف هوارد، ثم دلف للمجتمع الدولي عند تناول مشكلة الشرق الأوسط بكل أبعادها الإقليمية والدولية. فكأنما كان السلسل هكذا: الفرد، المجتمع المحلي، والمجتمع الدولي!
من التعليقات التي أمدني بها الباقر بعد انتهاء الندوة قوله بأن المعهد لم يشهد حضوراً بهذه الكثافة لاي ندوة عقدها منذ إنشائه. ومنها أيضاً بأن القاعة لم تشهد مثل عدد الكاميرات التي كانت تجول في القاعة لتوثق الحدث. وكان حملة الكاميرات هم د.إسماعيل علم، هادف حيدر بدوي، سعيد هارون، عبده الحاج، وآخرين من غير الجمهوريين. ومن التعليقات الأخرى أن نوعية المشاركين في الندوة والحضور أتاحت للاستفادة من الوقت بصورة ليس لها ضريب في سابق تجارب المعهد. فقد كانت كل ثانية من الجلسة محشودة بالمعاني والأمثلة والنصوص، مما جعل من الصعوبة أن يتجول فكر الحاضرين بمشاغل خارج القاعة.

يبقى أن أقول عن اليوم الأول في معهد السلام بأن فاعلية الباقر، وحضوره المتميز، وسعة وعمق تفكيره، وحلاوة سيرته بين زملائه في المعهد، هي التي هيأت لهذا النجاح الباهر. وكذلك يجب أن أقول بأن كلمة الباقر الافتتاحية عن حياة وفكر الأستاذ محمود كانت متفردة للغاية. وقد كان لها الأثر البالغ في التوطئة لنجاح الطرح من بقية الإخوان وترقية روحه. وقد علقت للأخ الباقر فور انتهاء الندوة بأن كلمته لم تزد فيها كلمة أو تنقص، كما لم تزد فيها نقطة أو فاصلة أو تنقص.

التحية من هنا للأخ الباقر، وعلى تهيئته الخلاقة لنجاح اليوم الأول من مؤتمر الاحتفال بالذكرى الواحدة والعشرين. وقراءتي لهذا النجاح تقول لي بأن الباقر قد جاء للمعهد على قدر من ربه ليفتح لنا أفقاً جديداً في أهم عواصم العالم. والباقر، لمن لا يعرفونه -كما أزعم أني أعرفه- من أكثر المثابرين على العمل الدؤوب في أي عمل يوكل له. وهو يعمل في بحوثه كزميل مرموق في المعهد وفق زمالته لساعات طويلة، تشمل ساعات في عطلة نهاية الأسبوع. وربما لاحظ زملاؤه هذا الجد، وهذه المثابرة، فعرفوا أنه يختلف عن البقية اختلافاً يكاد يكون نوعياً. فنال ما نال من الاحترام، ونال موافتهم الفورية على عقد الندوة في دار المعهد. وهذا أمر لا يتيسر بسهولة في أي مؤسسة مماثلة لجماعة مثلنا لم يعرف لها شأن في مراكز القرار في العالم.

أما أنشطة اليوم التالي 21يناير، في جامعة جورجتاون، فقد افتتحت بالإنشاد العرفاني، حيث أنشدت قصيدة "أحمدك اللهم كثيراً،" التي أثارت إعجاب الحضور واستحسانهم لدرجة أنهم شاركوا في تريددها مع المنشد ومع الجمهوريين. وقد لاحظت بأن محامياً يهودياً ، من أصدقاء الجمهوريين، من ضمن الحضور، كان يردد معنا الانشاد مثلما يردده الجمهوريون. وقد سألني لاحقاً عن معاني القصيدة و حدثني عن شبهها بالترانيم في اليهودية. وقد طربت لذلك كثيراً، إذ أنه ليس من المألوف أن يطرب يهودي لأي نشاط إسلامي.

بعد ذلك انعقدت الندوة بجامعة جورجتاون. وق حضرها عدد كبير من السودانيين، وعدد من الأمريكيين. قدم للندوة وأدارها الأستاذ بشير بكار. وتحدث فيها د.عبد الله النعيم ود.استيف هوارد وشخصي، حيدر يدوي. وقد افترعت الحديث بتناول "الفكرة والحركة الجمهورية في عالم ما بعد 11سبتمبر." وتناول حديثي الأفكار الأساسية وتجسيد الأستاذ محمود لها. ثم دلف لتناول البعد الاستراتيجي الدولي لأفكار الجمهوريين في حل أزمة العالم الإسلامي بتطوير التشريع ونسخ الجهاد، وانعكاس ذلك على الوضع الدولي الراهن. واستخدمت الحاسوب لتدعيم أرائي بصورة بصرية خلابة أثارت إعجاب الحاضرين، وتعليقاتهم أثناء، وبعد، الندوة.
ثم تحدث د.استيف عن الفكرة والحركة الجمهورية باعتبارهما منتجاً أفريقياً من الطراز الأول. وذهب يحكي عن تجارب ذاتية له مع الأستاذ ومع الجمهوريي لتدعيم طرحه. وتحدث في ختام الندوة د.عبد الله النعيم متناولاً "العلمانية من منظور إسلامي." وقد ركز حديثه على أنه ليس هناك أي إمكانية لطرح ديني تتبناه الدولة، أي دولة. وتناول في ذلك أمر الحدود، قائلاً بأنه ليس هناك إمكانية أن تصبح الحدود نصاً قانونياً لأن تطبيقها يعني خضوع غير المسلمين لقانون إسلامي، وهذا يتناقض مع روح الدستور. وقد ركز حديثه على أنه لم تكن هناك دولة حكمت بالشريعة الإسلامية على مر التاريخ الإسلامي، ولن تقم دولة إسلامية في المستقبل. وظل يؤكد بأن الدولة لابد أن تكون علمانية حتى يتهيأ للملسمين ولغير المسلمين من كافة الأديان التمتع بالحريات التي توفرها علمانية الدولة. بمعنى آخر، يقول د.عبد الله، أن تمتع المسلم أو المسيحي، أو اليهودي بالحرية في ظل الحريات التي توفرها الدولة العلمانية هو السبيل الوحيد للازدها ر الديني لهؤلاء ولأفكارهم ومعتقداتهم.
أثارت الندوة الكثير من التعليقات والأسئلة.
أرجو أن يفيد يثري الآخرون، الذين حضروا الاحتفالات، هذا الخيط بالمزيد من الانطباعات.

Post: #78
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Sahar Abdelrahman
Date: 02-04-2006, 11:37 AM
Parent: #77


الأخ العزيز عبدالكريم....لك ودى وإعجابى بهذا البوست

مع معزتى


Post: #79
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-07-2006, 04:05 PM
Parent: #78

[
Quote: كلام زول مجمع ونُص!
حلقة «4»
(ب)
،
،
،
و.. (فاتت) حافلة الصحافات والديم والديوم وأركويت، بناس ليلى وزهيرة، والجنايني عيد، وابا يزيد. كانت فايزة شوكت، داخل الحافلة (ما ياها):
لا ضحكة في العينين،
لا قفشة،
ولا نكتة،
ولا طرفة، تحوم.
. كان الخاطر،
خاطرا الغالي
كان.. كان مكسور!
حافلة (ناس أم در) - كالعادة - كنتكت (ورا وقدام) راجعة تيت، تيت، تيت.. وكالعادة أداها حسن حسين كسرة، دقَّ شريطاً في دركسونو وحشرو في الريكوردر السنين.
في تلك المرة، لم يخرج صوت الفرجوني، ليزاحم المارة، والغبار، واكياس النايلون الطايرة ورائحة الأدوية، والجبنة المعتِّتة، في الشارع الضيق. في تلك اللحظة، خرجت مناحة..
خرجت مناحة، لمغنٍ (مقطوع طاري).. مناحة كانت تمنِّح بها - في تلك الأيام- هنا أم درمان، وتمنِّح بها البكاسي، والحافلات.. وتمنِّح بها أسواق ليبيا، والشعبي، وسعد قشرة، والسوق العربي.. وتمنح بها تشاشات العيش، وأكشاك الليمون.
كان السودان كله، في تلك الأيام في مناحة، كان كله يُمنِّح:
الوليد الضيف
غرقتنو كيف؟!
هل كانت مجرد مصادفة، ان يفتح حسن حسين (سواق ناس أم در) ريكوردرو السنين إلى الآخر، بهذه المناحة.. أم أنه كان قد (شاف) هو الآخر: شاف قبلي البلد، شايل.. شايل مطر الحزن؟
شغَّل المنشفة،
والـ (هازارد) كان شغال،
فتح للصينية الصغيرة، في شارع البلدية.. أدى المركز الصحي شمالو، وسرق الشارع!
سمساعة، في اللحظة التي سرق فيها حسن حسين الشارع، ولفَّ.. كان - بالطبع - ما ياهو،
ولا أنا،
ولا النحاس،
ولا عمر اسماعيل، الفي أضانو، الما بزيل بلم،
ولا النيل القبيل،
القبيل.. يا هو!
سييك.. سيكّت - في تلك اللحظة - فرامل سيارة المحامي (النحرير) عادل عبدالغني.
كان هو الآخر، ما ياهو.
لم يطل بنا الوقوف، إلا مسافة أن نشيل منه شوية ونديهو، عن الحاصل شنو. فتح النحاس باب، وفتحت باب، وانطلق بنا عادل إلى.. إلى كوبر: كانت تلك، هي المرة الثانية، التي نزور فيها - نحن الثلاثة - الأستاذ محمود بعد اعتقاله هو والأربعة: المرة الأولى كانت في حراسات محافظة أم درمان، التي كان قد نقل إليها، مع تلاميذه الأربعة، بعد حكم المهلاوي بالاعدام:
نادوا عليه: يا محمود.. يا محمود (هكذا، لم تلي يا النداء كلمة استاذ، ولم تليها حتى كلمة عم، أو خال)!
لم يسمح له الشاويش، أن يخرج إلينا. وقف الأستاذ يمسك بقضبان الباب الصغير، الذي يفتح على (كاونتر التحري).

كان هو متلفحا ثوبه، وهو في عراقيه، وسرواله، ومركوبه الأبيض. طايبناه،
وطايبنا..
وكان هو، في تلك اللحظة، يزح مرة- مرة ليمرر مخموراً (دفره) عسكري إلى الداخل.. أو يزح، ليفسح مجال الخروج، لمعتقل أو معتقلة، (كورك) لها الشاويش، أوأحد العساكر.
زحْ.. زحْ كدا، يا أبو توب انت!
كانت حراسات، محافظة أم درمان، في أيام (اسلام الطوارىء تلك)، متكدسة بناس (الكشات): رجال مخمورين، وبائعات خمور بلدية، بأطفالهن.. ونشالين.. و(جواكر)، و.. و.. كانت تفوح منها - بالطبع - رائحة نتنة جداً - كده، زح كده شوية، يا.. أبوي!
كانت تلك امرأة، يبدو انها قبضت في (كشة) مريسة أو عرقي. كانت تحمل طفلا، يصرخ، وكان آخر يمسك بطرف ثوبها، وكان العسكري (الفراّق) يدفرها دفراً، لـ (تخش): خشي.. خشي خشاك بلا يخمك! (زح) لها الاستاذ، وهو يمسح بيده، على رأس الطفل الذي كان قد ارتفع (عياطه) ويبوس يده..
(خشت) تطنطن: انتو، ما احترمتو أبونا الكبير دا، دايرين تحترمونا نحن، ولا تحترموا جُهالنا!
اصابت، تلك (المكشوشة)، وكانت قبلها، قد اصابت امرأة، وأخطأ «الفاروق» عمر.
لم يكن، منظر الأستاذ محمود في تلك «الوقفة» يجسّد (عدم احترام) فحسب..
كان يجسد (اهانة)، ليس فقط اهانة لـ (الكبير) - والماعندو كبير يكوسلو كبير - وانما يجسد اهانة لـ (الفكر)، والعلم، والأدب، والمحبة.. ويجسد إهانة للمعارضين..
كان منظر الأستاذ محمود، وهو في تلك الوقفة، يجسد حالة أمة بحالها
- كما قال الأستاذ عادل عبدالغني بعد خروجنا- أمة تحت الإذلال!
كان المنظر، مؤذيا جدا..
وكريهاً،
ومستفزاً،
ومثيرا لأقصى درجات الغضب، على (ثوة مايو) تلك التي كان يلغلغ (قرقوشا الفي الخرطوم) في تلك الايام بما كان يسميه بدولة العلم، والايمان.. والعدالة الناجزة.
أذكر أنني.. وفي غمرة شعوري بالقيء والغضب، قلت له:
- يا أستاذ محمود.. يا أستاذ، أهذه هي ثورة مايو التي كنت تدافع عنها؟ توقفك أخيرا، مثل هذه الوقفة؟
لم يفاجئه السؤال.
ابتسم ابتسامة مقتضبة وحزينة جدا، قبل أن يقول: - نحن - الجمهوريين - كنا في الحقيقة بندافع عن مايو، لمن مايو كانت ضد الهوس الديني.. لكن مايو لمن اصبحت هي جزء من الهوس الديني.. بل لمن أصبحت هي الهوس الديني، وقفنا ضدها.. ومافي وقفة - أصلو- بلا تمن..
زحّ لسكران (مدفور)،
(صلّح) ثوبه، وواصل حديثه:
- في الحقيقة أصلو مافي وقفة بلا تمن.. ونحن الجمهوريين، في سبيل وقفتنا ضد الهوس الديني، ما يهمنا تمن. في الحقيقة التمن ما بهمنا.. وفي الحقيقة نحن مستعدين لندفع ثمن اكبر.. اكبر بكتير من الثمن الشايفنو انتو الآن
قال النحاس، شيئا،
وقال عادل عبدالغني أشياء، عن المحاكمة و.. قبل ان (يكورك) لنا الشاويش: يا جماعة.. يا جماعة انتو الواقفين مع محمود كفاية..كفاية اطلعوا بره - سألت الاستاذ:
- والآن.. بعد دا كلو.. بعد الهوس دا كلو.. انت شايف مستقبل مايو شنو؟!
- مايو انتهت. يكفي انها طلعت من قلوب الناس!
(دفر) عسكري امرأة أخرى.. دفر أحد السكارى إلى.. الى الباب، وهو يسب ويلعن، ويقول للأستاذ: «محمود.. خلاص.. خلاص خُش.. خُش جوه و..
و.. خَشَّ..
و.. خشينا، نحن الثلاثة، كوبر:
أماام بوابة السجن، بمسافة، كان قد انتشر ثمة عساكر، يبعدون جمهوريين وجمهوريات، بعيداً عن المدخل
لم يكن مثل هذا، يحدث، في الأيام التي سبقت تأييد محكمة الاستئناف طوارىء، لقرار الاعدام. أذكر اننا ونحن (خاشين) رأينا الاستاذة الجمهورية بتول مختار، تتكلم وقد ارتفعت يدها أيضا، مع أحد العساكر. كانت تمسك في يدها اليسرى بـ (عمود).. وكان العسكري يتكلم بيديه المرتفعتين أيضا، وهو يؤشر -فيما معناه - من وقت لآخر ان تمشي «تمشي بعيد من هنا»!
أبرزنا انا والنحاس - بطاقيتنا لشلة عساكر في البوابة.
- انتو الثلاثة، صحفيين.
- نحن الثلاثة (وكنا الثلاثة كاذبين)
خشينا،
وخشينا مكتب المدير.. مدير السجن، كان هو، وثمة ضباط، عرفّناه بهوياتنا، واستأذناه، ان نسلّم على الأستاذ لدقيقة واحدة.. دقيقة واحدة وبسْ!
كان المدير، رجلا سمحا..
اعتذر بلطف: لو جيئتم في غير هذا اليوم لكان يمكن ان تقابلوا الأستاذ. لكن اليوم.. للأسف.. لا يمكن!
سألته: ولماذا (يا سعادتك) لا يمكن في هذا اليوم، وكان يمكن في الأيام الفائتة؟
- لأنه.. صدرت تعليمات عليا، بمنع أي مقابلة لمحمود.. والأربعة!
- تعليمات من مدير عام السجون.. من وزير الداخلية؟
من منو؟ (هكذا سأله النحاس)
- تعليمات عليا و.. بسْ (قالها وهو يبتسم)
- من رئيس الجمهورية مثلا؟ (هكذا سألته).
- مثلا.. لكني لا استطيع ان اقول لكل من مَنْ.. والله انتو يالصحفيين منكم خوف!
- طيب يا سعادتو.. ممكن تدخلوا ليهو مذكرة.. مذكرة بسيطة (هكذا طلب الأستاذ عادل عبدالغني)
و.. قبل ان يقرر سعادتو قراره، أردفت بحملة الأستاذ عادل: بسْ يا سعادتو ورقة صغيرة، ومن ثلاثة سطور.. بسْ ثلاثة سطور!
ابتسم الرجل الطيب، يقول:
- بالرغم من إنو دي ذاتها ممنوعة.. لكن.. لكن عشان خاطركم.. وخاطر الأيام!
قطعت سريعا جدا، جزءا من ورقة في جيبي، وكتبت عليها:
الأستاذ محمود..
أكرمك الله.
تحياتنا للأربعة،
وذيلّت اسمي، واسم عادل، والنحاس
قرأها المدير: «ح ندخلا عليهو.. بعد شوية، ان شاء الله».
و.. دخلت الورقة.
هذا ا فهمته من الأستاذ عبداللطيف عمر.. أحد الأربعة.. حين التقيته، بعد شهور من الاعدام، في مكاتب «الصحافة». قال عبداللطيف:
في الحقيقة يا هاشم، الأستاذ اجتمع بينا قبل التنفيذ بي يومين، وقال لينا - من ضمن ما قالوا- انك والنحاس وعادل عبدالغني جيتو تزورونا، لكن منعوكم من المقابلة، و.. وراّنا الورقة!

Post: #80
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: khaleel
Date: 02-07-2006, 04:31 PM
Parent: #79

هاشم كرار

ذاكرة اقوي من الايام

لابد من كتابة هذه المذكرات في كتاب

حرام ان يضيع هذا الجهد

ونحن لابد ان نحاكم التاريخ

لابد ان يحاكم هذا الصلف

وهذا الهوس الذي كان جاثما

ومازال يجثمم علي صدورنا

Post: #81
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-08-2006, 01:41 PM
Parent: #80

فوق يا هاشم كرار...........يا كبير

Post: #82
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Sabri Elshareef
Date: 02-09-2006, 09:41 PM
Parent: #1

ياسلام علي الصدق والشفافية وسيرة حزينة لاغتيال مفكر صاحب قامة كبيرة

انهال علي الحزن مدرارا وتيقنت من ان دولة العسس المافونين لا تاتي

سوى النتانة وكبر داخلي سيرة والدي الاستاذ والخزي والعار لمن قاموا

بالجريمة

Post: #83
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: أحمد طه
Date: 02-10-2006, 03:51 AM
Parent: #1

صديقى هاشم
حياك الله
لاتعليق الآن.............. أستمر

Post: #84
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: حامد بدوي بشير
Date: 02-10-2006, 07:01 AM
Parent: #1

الأستاذ عبدالكريم الأمين,
صديقي هاشم كرار

بعد التحية,

قتل الأستاذ محمود محمد طه بواسطة قوى الهوس الديني التي تحكمنا الآن، كان حدثا مليئا بالدلالات.

منها أن الأستاذ الصوفي قد اختار طريق سلفه أئمة التصوف منذ إمام المتصوفة الأول عيسى عليه السلام وحتى الحلاج عليه رحمة الله. وهذا فداء له دلالاته التي تظل تتكشف للناس عبر العصور.

ومنها تأكيد خوف قوى الظللام السرمدي من الفكر والمفكرين. وبالفعل، فقد توقفت الحركة الثقافية بجمبع أشكالها في السودان بعد قتل الأستاذ وهي لا تزال تعاني الهزال مما أصابها جراء تلك الجريمة النكراء.

والكثير الكثير من الدلالات التي تحتاج من يرصدها ويدرسها ويحللها.


Post: #85
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-13-2006, 03:56 PM
Parent: #84

Quote: الباشمهندس ..الجميل عبد الكريم ..الباشا في كل شي:
استاذنك,واسرق( الباك):
الحبيب الشاعر الخطير جدا: احمد طه:
انشرقت بالفرحة,وانا اشوفك من خلال خمسة كلمات..مداخلتك هنا,وكمان صورتك (الخايف عليها)!
انت ايضا شاهد علي المجزرة شاهد من داخل (التوجيه المعنوي)
اشهد يا صديقي, للتاريخ
ومتع المنبر بشهادتك
ومتع المنبر بقصائدك(الياها)
وتكلم عن اجمل زول,في السودان(يدو طاعمة)..
تكلم عن عبدالغني بتاع (الباسم)في كسلا,
وبيتو بيت الطين,الفي وسطو نيمة,تحتها ازيار,
وتربيزة فوقا شطة تولول,وليمون وبصل وسكاكيين…عبد الغني الذي
تكلم عنه عمر الحاج موسي يوم تكلم عن القاش الذي…….
لك محبتي
وسلم علي حبيبي نجيب …نجيب منو..نجيب نور الدين في نجومو..نجومو البعيدة!!!

حامد بدوي
ايها الناقد الخطير جدا..
ياغبيان تسمي علي؟! مليون سلام لابو هاشم
هذا الهوس (لايداويه الا الشعر)
لايداويه الا الفكر, الذي يستطيع ان يفلق الشعرة,
الي فلقتتين,ثم يستطيع ان يميز بينهما..وهكذا قال الاستاذ,وزوجتي اسمها اماني!لك محبتي

نجوي حسين:
انا ..
انا ما ياهو …دي!!!

Post: #86
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-13-2006, 04:15 PM
Parent: #85

هاهو الاستاذ...النبيل هاشم كرار يعود الينا..حاملا معه ذاكراته الغير خربه

تفاصيل..تلك الايام..وتلك الايام نداولها بين الناس..

متعت السرد هاهنا ...

وها هنا جزء من التاريخ

بالطبع هاشم كرار لايملك كل تاريخ تلك الايام...والايام دول

نتمني ان يخش مرتضي الغالي,ونجيب نور الدين,وفايزة شوكت بخاطرهاالغالي,ويخش اخرون من تلك الايام

من غير (الايام)...اخرون عايشو في مواقعهم الذي كان يحدث,ومن بين كل هولا الاخريين

الاستاذة بدرية سليمان عباس الشاهد الذي راي كل شي..حتي الورقة التي ارسلت من القصر الي

محمكمة المهلاوي..
الساكت عن الحق شيطان اخرس

اننا لنربأ باي شاهد علي الجريمة ان يكون في زمرة الشياطيين الاخرس!!!

لا نامت اعين الجنباْْْء...تلك مقولة قديمة نفض عنها الغبار...الاستاذ حامد بدوي

في واحدة من مداخلاته

اليكم الحلقة الرابعة (ج)....وبعدها والحلقات ستتوالي حتي مقتل (بلول)..مع السبعة وعشرين

ضابط في يومالوقفة!!!!

ادخلوا الان علي هاشم1

Post: #87
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-13-2006, 04:48 PM
Parent: #86

كلام زول مجمع ونُص
الحلقة (4)
(ج)
الزمان: الأربعاء، 16 يناير، الساعة 9 (شارب).
المكان: مكتب الأستاذ حسن ساتي. تحرير الأيام، الخرطوم.
المناسبة: الاجتماع السري للغاية.
كان أستاذ حسن (متهللا)، برغم ان المكتب لم تكن تفوح منه (ريحتو) هو: ريحة (ون مان شو)!
دردش شوية، ونادى على المراسلة، ان يكب لنا شاي:
- الشاي دا يا هاشم كرار مُش شاي الرشيد المتخلف بتاعكم.. دا شاي من نقابة المحامين، خصيصا! (كانت نقابة المحامين جوار مركز الأمم المتحدة للاعلام.. وبينهما وبين الأيام فركة كعب).
عطست. كانت قد داعبت أنفي في تلك اللحظة، الريحة.. (ريحتو) هو، تلكم التي قلت لكم، انه ما كان يمكن أن تروق له، لولا أن اسمها كان يداعب فيه هو شخصيا، اعتداداً بنفسه.. اعتداداً لا يراه الآخرون إلا نوعا من النرجسية، فيه هو.. حسن (ذاتي)!
كانت عيناه اللتان (أكلهما نمتِّي العفاض)، تحومان في تلك اللحظة، في وجهي، ابتسمت، زادت ابتسامتي بمقدار سنتمرٍ واحد، أو سنتمترين، وأنا أنظر إلى صديقي، نجيب نور الدين: كان هو في تلك اللحظة، على فمه مشروع ابتسامة، وعيناه تحومان في عيني حسن ساتي!
فاحت رائحة الشاي (الأفوكاتو)!)
- بعد دا يا محمد فضل (وكان ذلك اسم المراسلة) نادي لينا محمد، من مكتب ليلى.
جاء،
وكان محمد الذي يعنيه حسن ساتي، أحد الجميّعين الممتازين، في دار الأيام بالخرطوم بحري.
- سلِّم.. سلّم على الشباب.. طبعا، طبعا بتعرفهم، وبعرفوك. سلّم علينا محمد، و..
وأشار عليه حسن ساتي، بيده أن يتفضل (اتفضل يا محمد، في المكتب التاني، وأقفل معاك الباب، لو سمحت!).
الباب انغفل..
استعدل حسن ساتي، في جلسته:
- نبدأ..
جاهزين؟! وزع عينيه، على عيوننا الثمانية، ودخل في الحديث:
- انني أعرف موقفكم، من الذي يجري الآن في هذا السودان المنكوب. أعرف موقفكم من كل الذي يجري الآن باسم الدين.. قضية محمود أعرف موقفكم منها.. الآن، حان الوقت لنسجل في (الأيام) موقفنا للأيام، وللتاريخ.. مستعدين؟
لم ينتظرنا لنقول (مستعدين) بصوت رجل واحد. كان حريصا جدا، ان يرى، ويسمع- في ذات الوقت - موقف أي واحد منا، نحن الأربعة:
- ها.. مرتضى؟
- هاشم؟؟
- عبدالقادر؟!
نجيب؟
هكذا،راح يسأل كل واحد منا، على حده، حتى اذا ما قال أي منا انه (مستعد) راح يلقي بالسؤال، وعينيه الاثنتين معا، في وجه الآخر.
- دا كلام جميل، شوفوا: الوقت يجري بسرعة، والوضع يبدو انه خطير جدا، لذلك لابد أن تطلع (الأيام) بكرة بكلمة للأيام، والتاريخ.. عشان كدا.. وعشان (اقضوا حوائجكم بالكتمان) أنا جبت الطبيع السلّم عليكم دا، قبل شوية، من بحري، ومعاه ماكينة (ريمستار)، على أساس نجمع كلمة الأيام هنا، ونصححها هنا، كلنا مع بعض، ويشيلا محرر السهرة إلى بحري، وينزلها في الصفحة الأولى، في اللحظة الأخيرة، ويشيل الصفحة بنفسو إلى التصوير!
ماكينة الـ (ريمستار)، تلك التي تحدث عنها حسن ساتي، ماكينة صغيرة، كانت الأيام قد دخلت بها عصر ما بعد (الجمع الرصاصي) ذلك النوع من الجمع الذي (قدد) عيون الجنود المجهولين في تلك المهنة: الطبيعّين، من أمثال الطيب بين، وابو الروس، وابراهيم، وغيرهم من الطبيعين الأفذاذ.
هذا النوع من الماكينات (أدخلها) للأيام حسن ساتي (رئيس مجلس الإدارة، ورئيس التحرير)، في اطار مشروع تطويري كبير للدار.. وهو المشروع الذي انتهى بإدخال نظام الجمع بالكمبيوتر، في أول مؤسسة صحفية في السودان.
تلك ايضا، واحدة من حسنات ذلك الـ (حسن) حسن ساتي، على الصحافة السودانية.
كانت الـ (ريمستار)، في تلك الأيام أيام الجمع بالكمبيوتر- قد أحيلت على المعاش (بالغاء الوظيفة)، غير انها كانت تعمل (بالمشاهرة) في الدار- من وقت لآخر، حين يصيب الكمبيوترات عطل مفاجىء، أو يضربها فيروس، أو حين يكون الجمع أكبر.. أكبر من طاقة الشباب الجميعين على الكمبيوتر،
فتح عبدالقادر حافظ، فمه ليقول شيئا، غير انه (قفله) سريعا، حين رن التلفون السري، التقط استاذ حسن السماعة، و...
- الو..
- أهلا، أهلا - يا أستاذ - كيفك؟
- ....
- المكاشفي زعلان؟ زعلان من «الأيام».. زعلان في شنو؟!
-....
- طبعا.. ما نشرناه!
- ....
- يا أستاذ.. يا استاذ علي.. هذا الحكم حكم حدي، وانت عارف انه لا يجوز حتى للنبي ابطال حد.. حتى ولو كان على فاطمة، و...
- ....
- دي تقديراتنا.. تقديراتنا انو ما ينشر.. في نشر الخبر محاضرة للنميري.. تقديراتنا.. نديهو.. نديهو هامش حركة!
- ....
- معليش.. معليش يا أستاذ.. (الأيام) ليست هي الصحافة، ولا «القوات المسلحة».. ولا هي التليفزيون، ولا الإذاعة..!
-....
- لا، لا.. لا... ما تقول لي الصحافة نشرتو.. ولا القوات المسلحة.. الصحافة خليك منها.. القوات المسلحة دي جريدة التعلمجية ما بقروها.. أنا بتكلم عن الأيام.. الأيام يا أستاذ علي، البتخاطفوها الناس من «7» صباحا، والبتوزع مائة الف نسخة، ولا راجع!
- ....
- الاذاعة؟ الاذاعة دا كلام وبشيلو الهواء.. التليفزيون؟ وين مع الكهرتباء القاطعة دي.. لكن دي جريدة.. الزول يكون ماسكا في ايدو.. دي جريدة.. جريدة.. وفي الجرايد.. جريدة الأيام!
-....
- أوكي!
و.. رمى حسن ساتي، السماعة بعصبية، خمّ! نفسا، و(ختّاه)، مسح وجهه، ابتسم يقول:
- طبعا.. طبعا عرفتوه!
لم ينتظرنا، ريثما نقول له (بلحيل)، هزّ رأسه، وخت نفسا آخر، ابتسم ابتسامة ساخرة، وقال:
-) دا علي شمو.. جاء ليعلمنا أمور (أيامنا!
- أخيرا.. فهمو شنو؟( هكذا مشي صوت نجيب نور الدين، في المسافة التي كانت بينه وبيننا نحن الأربعة، ومشت في المكتب كله).
- قال ح يتصل ثاني، بعد شوية.. نشوف. وياما في الدنيا ما ح نشوف..! ابتسم، و.. استمر:
- ما عليكم، نستمر في اجتماعنا.. ها.. مرتضى نسمع منك!
و.. تكلم مرتضى، بعينيه الذكيتين - ايضا - وهما تحومان هنا وهنا.. وهناك:
- المضمون.. مضمون الكلمة حقو ما تكون فيها (ملاواة) ولا تكون هتافية.. تكون كلمة حكيمة، ورصينة، فيها قيم.. قيم (ادرأوا الحدود) و.. و..
قطع حديث مرتضى، رنين التليفون السري، (خمش) حسن ساتي السماعة:
- آلو..
-....
- اوكي!
و.. رمى هو السماعة، بعصبية اكثر:
- او.. ووف.. دا علي شمو قال.. قال انشروا الخبر!
عاينا نحن الأربعة، لبعضنا، وعاينا له هو.. حسن ساتي، الذي كان يوزع عينيه، على عيوننا.. مرة أخرى ابتسم:
- سيبكم منو, نشر الخبر دي قضية ثانية.. المهم، لازم نخرج (بما هو للتاريخ).. ها عبدالقادر.. أظن عندك كلام!
و.. تكلم عبدالقادر حافظ:
- افتكر يا حسن، انك تتصل بالأخ فضل الله محمد، في الصحافة.. تكلمو.. يكون في الصورة.. يعرف نحن طالعين بكرة بكلمة.. عشان باكر، باكر ما يقول ما كلمتوني ليه، عشان الصحافة برضو تكتب!
- والله دي فكرة.. موافقين يا شباب؟ ها.. هاشم.. مرتضى، نجيب، و... ضرب حسن ساتي التليفون السري:
-....
- فضل الله.. ازيك.. معاك حسن ساتي.. انت جاهز؟!
- ....
- شوف.. انا جاهز علي الطلاق.. شنطتي يا هادي (ودنقر، يرفع ترافلنغ باك صغيرة، من من تحت التربيزة).. يا هادي والله، جاهزة للسجن.. كوبر، شالا.. سجن ام درمان.. المهم جعفرنميري فضّى السجون من المجرمين، وداير يملاها بالمفكرين، والبقولوا ليه لا.. والناس البكتبو، والناس الأحرار!
- ....
- شوف يا فضل الله.. أنا معاي الآن الشباب: نجيب ومرتضى وهاشم كرار وعبدالقادر حافظ.. وقررنا نكتب في قضية محمود.. الاقتراح نوريك.. بتكتب يا فضل الله وللاّ (بتتفنس)؟!!!!
-....
- ها.. ها.. ها.. والله دي ياها المحرية فيك.. شكرا.. شكرا يا فضل الله.. شكرا و.. قفل الخط
- فضل الله قال ح يكتب!
ابتسم عبدالقادر حافظ، (ارتاح) مرتضى الغالي، رجعنا أنا ونجيب - في وقت واحد - بظهرينا الى الوراء، و.. قبل ان ندخل في موضوع الكلمة مرة أخرى، رن الجرس:
-....
- أوكي!
خت حسن السماعة، ابتسم.. فاحت منه ريحة (ون مان شو) قبل ان يقول:
- دا علي شمو.. قال ما ينشروا الخبر.. عالم عجيبة ياخي.. عالم تفهم بعد طلوع روح!
تكلمت قلت شيئا.. وقلت: «طبعا، لا داعي لاحراج محمود قلندر رئيس تحرير القوات المسلحة بمكالمة شبيهة بكالمة فضل الله، ذلك لأن موقف قلندر حساس شوية.
قال نجيب شيئا، وقبل ان يستكمل حديثه رنَّ التليفون:
- حسن.. انشروا الخبر!
- اوكي!
و.. قبل ان يفتح، أيّ منا، فمه مرة أخرى رن الجرس:
- حسن ما تنشروا!
بعد، اقل من دقيقة، من نهاية (الألف) وعلاقة التعجب رنّ الجرس:
- حسن.. أنشروا!
في تلك اللحظة - بالتحديد - (انفتح) الباب، ودخل العميد (م) محجوب برير، وهو في لبسته السفاري (البيج)، هو هكذا - دائما- محجوب في لبسته (البيج) تلك، حين يأتي (الأيام) من وقت لآخر، حاملا موضوعا للنشر!
كان في تلك الأيام من كتاب المقالات، في الأيام.. كعادته سلّم هو على حسن ساتي وحده، وهو يخطو باتجاه تربيزيته.
- يا محجوب عن اذنك.. عندنا اجتماع!
لم يتراجع، ولم يعتذر،
وصل..
ناول حسن، (موضوعا) استلمه الأخير، رمى به فوق التربيزة، وهو يقول له (خلاص شكرا.. وصل) ويؤشر عليه بيديه الاثنتين معا، ان اخرج!
- هو تعرف يا أستاذ حسن، الموضوع دا قراه جعفر نميري!
- أوكي.. عندنا اجتماع يا محجوب.. لو سمحت!
- تعرف (الريس) اتكيف جدا، من الموضوع دا، وقال لي طوالي يا محجوب أديهو حسن عشان ينشروا بكره!
(تلك كانت عادة محجوب برير: كل موضوع له قرأه النميري أولا- كما يقول - وكل موضوع له، هو للنشر (يا حسن) كما يقول جعفر نميري)! كان حسن ساتي متعودا مثل ذلك الحديث من محجوب برير، ما أن يأتي إليه، كل يومين ثلاثة.. أو أسبوع، وهو في السفاري البيج، حاملا موضوع.. كان حسن يضحك بينه وبين نفسه، في كل مرة، على طريقة برير الساذجة في تمرير مقالاته.. ويضحك.. في كل مرة على برير، اذ هو يتذكر كيف ان جعفر نميري - كما يشاع- (حبسه) مع بائع لبن، فجر 25 مايو 1969:
(اللبّاني) المسكين يقال انه (شاف) الدبابات تتحرك من خور عمر، (فجر الجمعة الأغر)، يقال انه (نطط) عينيه، ونهر حماره عرْ.. عرْ عرْ، وهو يتلفت يعاين للدبابات التي أزت ورزت..
يقال ان النميري أمر عريفا: ألحق (اللبّاني) الحقوه، واعتقلوه، هنا مع محجوب برير!
الحكاية طويلة، لكن باختصار: كان محجوب برير ضمن (أولاد خور عمر) لكن قبل التحرك بيوم، يقال ان نميري قال (احبسوه): برير دا خشمو خفيف!
و.. حبسوه،
وحبسوا (اللباني)!
لو كان العميد (م) محجوب برير قد دخل على حسن ساتي، في غير ذلك التوقيت، لكان بالتأكيد الموقف (غير). لو لم يكن التوقيت مشحونا بالتوتر، لكان قد ضحك حسن بينه وبين نفسه، ولكن قد ضاحك سيادة العميد، وهو يضحك عليه: (بالله يا برير سلّم على الريس!).. كان يمكن ان يحدث هذا،
لكن.. لكن لأن التوقيت كان (غير)، فقد حدث ما أذهل برير، ربما إلى يوم الناس هذا:
- (خمش) حسن ساتي الموضوع - سريعا جدا من تربيزته، و... (فو) (فننو) باتجاه سيادة العميد برير:
- (انعل..... انت، و.. نميري ذاتو؟) أمشي لي نميري بتاعك دا، قول ليهو حسن ساتي قال ليك.. قال ليك ما بنشرو.. وقول ليهو حسن ساتي قال ليَّ، تاني ما ح ينشر لي أي موضوع تاني، بعد كدا!

(نطط) محجوب برير عينيه االاثنتين معا،
بهت لثانية، أو ثانتين،
ثم، (دنقر).. دنقر يلملم موضوعه، ذلك الذي كان قد تطاير جملة.. جملة، وراء كرسي عبدالقادر حافظ، و.. خرج، ولمْ.. لم يقل حتى مع السلامة..
لم يقلها حتي لحسن ساتي..

حسن ساتي و.. بسْ!
و.. شقّ بطن سكون تلك اللحظة، رنين التليفون السري، خمش حسن ساتي السماعة وكان نفسه لا يزال (مخموما):
- أيوه.. حسن!
-....
- يا علي، يا علي شمو (هكذا بدون استاذ) أيه الحاصل دا.. مرة انشروا الخبر، مرة ما تنشروه.. ياخي، اذا انت بتتعامل كدة مع الاذاعة، والتليفزيون ما تتعامل كدا مع (الأيام).. دي جريدة دي يا علي.. جريـــــدة.. جريدة عندها زمن محدد.. انت داير (الأيام) بجلالة قدرها كلو، تطلع الساعة عشرة صباحا وللاّ شنو؟!
-....
- اوكي.. اوكي يا علي!
و.. خت السماعة،
لم يتحرك لسان...
كان الكلام، في تلك اللحظة (كلام زعل).. وكان يمشي فقط بين عشرة عيون، حين رن جرس التليفون السجم، بعد أقل من دقيقة ونُص:
-....؟
- دا كلام نهائي؟ نهائي يا علي؟!
- ....
- اوكي!
وخت السماعة ليقول لنا: علي شمو قال انشروا الخبر، لكن.. لكن أكتلوه!
(اكتلوه)
كانت تعني، ألا ينشر في مكان بارز، في الصحيفة.
و.. نشرناه (مكتولا): ظهر خبر تأييد محكمة المكاشفي لاعدام الاستاذ محمود في عمود صغير جدا في الجانب اليسار أسفل الصفحة الأولى، من الأيام. كان ذلك بتاريخ 17 يناير 1985!
بعد شهر، أو أقل من الانتفاضة، (شلت أنفاسي وطلعت) لمكتب الأستاذ علي شمو.. مكتبه التجاري، في الطابق الثالث، عمارة الأخوة، في الخرطوم:
- تعرف يا هاشم (وانتو في اجتماعكم) في الليلة ديك.. طبعا لاحظتم انني كنت اتصل كثيرا بحسن ساتي.. كنت بين كل اتصال واتصال أحاول الاتصال بجعفر نميري، دون جدوى: تلفوناتو السرية لا ترد.. كنت ابحث عنه في القصر، وفي القاعة، وفي القيادة.. حتى .. تلفونو الفي البيت كان ما برد..
تقديراتكم حول عدم النشر كانت في محلها تماما.. غير كده كنت أحاول الاتصال به لأنو كانت هنالك رسائل تأتيني من بره.. وكان هنالك وفد أو وفدين يطلبان لقاءه.. وكان هنالك سفراء زي ما فهمت من الخارجية.. لكن جعفر نميري كان في ذلك الوقت معزولا تماما.. كان معزولا حتى عن وزير اعلامو!
صدقني، لو كنت لقيت نميري في اليوم داك.. وفي تلك الليلة، كنت سأوضح له الصورة تماما.. كنت سأقول ليهو قتل الأستاذ محمود خطأ.. خطأ كبير جدا جدا!

*
*
*


أبقوا معنا.

الحلةق المقبلة (د)، وهي عن كلمة الأيام في ذلك الاجتماع السري. الكلمة التي كتبت ليل الأربعاء، بعد (شرشحة) محجوب برير) وكلام علي شمو النهائى!

Post: #88
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-14-2006, 10:50 AM
Parent: #87

up

Post: #89
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Hani Abuelgasim
Date: 02-14-2006, 05:47 PM
Parent: #1


Post: #90
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: زياد جعفر عبدالله
Date: 02-14-2006, 07:46 PM
Parent: #1

Quote: كان منظر الأستاذ محمود، وهو في تلك الوقفة، يجسد حالة أمة بحالها
أمة تحت الإذلال!

Post: #91
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: najua hussain
Date: 02-15-2006, 09:22 AM
Parent: #90

عزيزي هاشم
واصل .. وأنخر في الذاكرة فأنا أعلم بأن هناك الكثير الذي لم يخرج بعد.

Post: #92
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-16-2006, 01:25 PM
Parent: #1

التحايا لك يا أستاذ هاشم كرار، أيها الموجوع.. والتحايا لك يا أستاذ عبد الكريم والشكر على نقل الكتابة الوثائقية..

والتحايا لكل الذين وردت أسماؤهم وأسماؤهن في هذا السرد البديع..

ومواصلين..

آخر مداخلة لي في هذا البوست كنت قد كتبتها في يوم الخميس 19 يناير 2006، وبعد زمن قليل علمت بخبر الحادث ووفاة إبننا الشريف في ذلك الضحى الحزين.. أذكر أنني قرأت في تلك الأيام خبر وفاة شاب سوداني إسمه إيهاب بسبب حادث سيارة في الدوحة، وللأسف كانت بسبب استهتار بعض الشبان الذين دهسوه بسيارتهم أثناء عملية تسمى "التفحيط"!!.. له الرحمة ولآله وأسرته الصبر وحسن العزاء..

إنا لله وإنا إليه راجعون

Post: #93
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-19-2006, 08:56 AM
Parent: #1

أقرأ هنا يا من تسأل..
إلى نميري وكل من اشترك في المؤامرة ضد الأستاذ محمود!! شدوا حيلكم للجاياكم!!

Post: #94
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-19-2006, 03:19 PM
Parent: #93

Quote: الباشمهندس عبد الكريم…..استاذنك وانت سيد
البوست ( التاء دي لزومها شنو)!!!!!!


الرجل المنظم جدا،
والمثابر: دكتور ياسر.
ابهجتني تحيتك لكل الذين وردت اسماؤهم في «االسرد».. هم بحق فتية (كانوا) وفتيات (كن) يستحقون التحية، ولا `زالوا .
ابهجني أنك لم (تقصر) مع عبدالكريم، ذلك الذي (جرجرني) هذه الجرجرة (التاريخية).. تماما مثلما (جرجرني)، ذات يوم من أيام الدوحة، الحبيب دكتور حيدر بدوي، لأسجل «الشريط» الذي قلت إنه قد أصبح، ضمن الوثائق التاريخية للجمهوريين.
عبدالكريم، جدير بالمعرفة.
يكفي ا نه «عبد» فقط لـ «الكريم»، في زمن (النخاسة) هذا، وما أكثر عبيد كل ما هو غير اسم الجلالة في هذا الزمن!!!
أزيدكم؟
نعم، هو باشمهندس.. وفي الهندسة (مساح) دمع البكا!
أزيدكم!
عفوا.. الباقي عليك!
لم أنسى:
ليكن العزاء أن ابنكم (الشريف).
(ذهب إلى أب أرحم».
وليكن العزاء في شقيقكم «..... وعسوا أن تكرهوا شيئا، وهو خير لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون». و.. وقل ـ يا صديقي ـ ربي ـ زدني علما، في كل وقت أنت فيه في تقوى الله!
أكيد ح أواصل،
ونواصل...
الحلقات طويلة، لكن الكتابة تحتاج إلي مجابدة بين (دوامين)، وفي هذه الدوامة، المادوامة!
و.. قبل أن (أمشي) سأطرح عليك سؤالا واحدا: كيف يمكن أن نربط بين مقتل الاستاذ محمود، ومقتل (بلول)؟
أجزم انك، لن تتصل بصديق،
ولن تستعين بالجمهور،
وأنت الحصيف..
لكن قبل أن (تربط) علي (رابط)، أرجوك انتظرني ريثما (أربط) أنا... أنا (الرابط) من زماآآن في اسكيل H! }

هاشم كرار



Post: #95
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-20-2006, 10:14 AM
Parent: #94

الأستاذ صاحب السرد البديع هاشم كرار،

نعم يا سيدي أنا أزعم أني أعرف الإجابة على سؤالك:


Quote: و.. قبل أن (أمشي) سأطرح عليك سؤالا واحدا: كيف يمكن أن نربط بين مقتل الاستاذ محمود، ومقتل (بلول)؟


فالجماعة الذين قتلوا بلول ورفاقه الشهداء كانوا يخشون من قيامهم بإلغاء القوانين التي دفع الأستاذ محمود حياته ثمنا في سبيل مقاومتها.. وقد تمكن نفس هؤلاء الجماعة "الإنقاذيون" من ترويع الشعب السوداني وتركوا مثل هذه النتائج الظاهرة في هذه الصورة..



بل أخطر منها على يد الجنجويد وغيرهم.. وقيل التسوي بجنجويدك يغلب أجاويدك..

وها هي نفس الأفعال التي عجّلت بنهاية جعفر نميري تعجّل بنهاية عمر البشير ومن معه من اللصوص القتلة.. وكاتل الروح وين بروح؟؟!!

"لكل أجل كتاب".. والجماعة أجلهم قرّب بإذن واحد أحد..

والسلام والشكر لك يا عزيزنا الباشمهندس عبد الكريم وأنت تقوم بالجرجرة وتنقل كتابة المجرور.. فالجار والمجرور محل تقديرنا العظيم..

Post: #96
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: najua hussain
Date: 02-21-2006, 07:19 AM
Parent: #95

up

Post: #97
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-21-2006, 04:45 PM
Parent: #96

كلام زول مجمع ونُص

الحلقة (4)

(د)



.... وأخرج الأستاذ حسن ساتي، ورقة من جيبه، وراح يقرأ فيها، علينا نحن الأربعة.
كانت كلمة، (قال) انه قد كتبها، مستبقا بها هذا الاجتماع، ليسترشد بها هذا الاجتماع، ويقول رأيه فيها:
ـ نمررها، أو نعدل فيها كلُنا مع بعض، أو نكتب غيرها و.. غايتو شوفوا!
الكلمة، كان يمكن ان (نمررها) كما هي، لولا أنه كان فيها (هتاف)، ولولا أنها كانت تفوح منها رائحة (ملاواة) ظاهرة.. والاثنان الهتاف والملاواة، كان قد دعا إلى تجنبهما بقدر الامكان، (حكيمنا) مرتضى الغالي، حين كان قد ابتدره استاذ حسن في أول الاجتماع، بجملة، ها.. مرتضى ، نسمع منك!
التقط أستاذ حسن «الاشارات»، وفجأة..فتح (درجو) واخرج كتابا:
ـ ما عارف، لكن.. هذا مستوى آخر من الدين.. فهم آخر.. فهم لاعمال الفكر.. ونحن نتحدث هنا عن الفكر.. وعن مفكر.. وعن حد، و.. المهم قد نستفيد .. ويمكن إذا رأيتم أن نشير إليها في كلمتنا.. ممكن نسمع؟
وراح يوزع عينيه علينا نحن الاربعة.
فتح صفحة من الكتاب: كتاب «علي إمام المتقين» للشرقاوي، وراح يقرأ منه علينا. الرواية «مذهلة» تلك التي أوردها الشرقاوي في كتابه عن «باب مدينة العلم»: الإمام علي وهي - إجمالا - تحكي عن الاجتهاد» وبابه الذي لا ينبغي أن يقفل الى يوم الدين .. اجتهاد العقل «الإسلامي» والعقل ..لئن كان كريما عند الله, فهو ينبغي أن يكون كريما عند خلقه.. ولله في خلقه شؤون!
تحكي رواية «العقل والاجتهاد».
جيء برجل الى أمير المؤمنين، علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ,كانت في يده اليمنى سكين تقطر بالدم..
هذا الرجل يا أمير المؤمنين - قتل رجلا في «خربة» وأمسكنا به.. السكين في يده ودم القتيل كان لا يزال حارا!
نظر اليه الإمام علي ورمى عليه بالسؤال:
{ هل أنت قتلت؟
- نعم، نعم يا امير المؤمنين!
{ اذن.. اقيموا عليه، الحد!
تقول الرواية:
احتشد الناس، ورفع السياق، السيف... و .. حين همَّ ان يضرب، اندفع من بين الحشد، رجل يكبر ويهتف اوقفوا الحد... اني انا القاتل!
ظل السيف مرفوعا .
و.. جيء الى الامام بالرجلين.. ذلك الذي هتف انا القاتل.. وذلك الذي كانت عنقه على مرمى ضربة سيف سأل علي.. اولا.. ذلك الذي كان قد اعترف بأنه القاتل:
{ هل انت القاتل؟
- لا، يا امير المؤمنين!
{ ولماذا، قلت بذلك اولا.. احكي قصتك.
وراح يحكي:
انا رجل قصاب يا امير المؤمنين. ذبحت شاة و... خرجت الى «خربة» لافرغ مثانتي من البول، و.. فجأة وجدت نفسي فيها امام رجل قتيل وكان دمه لا يزال يتدفق حارا!
استجمع الرجل انفاسه قبل ان يواصل الحديث: فجأة وكنت لا ازال امام ما هو امامي والسكين التي ذبحت بها الشاة كانت لا تزال في يدي تقطر دما، التف حولي العسس.
كانت السكين في يدي.
والقتيل امامي.
و-حين سألني العسس: أأنت القاتل قلت لهم بمثل ما قلته لك - يا امير المؤمنين .. وتركت امري لله.. هو حسبي ونعم الوكيل!.
الله .. الله!
و.. التفت الامام علي كرم الله وجهه, الى الرجل الذي اندفع من بين الحشود, يملأ فمه بالتكبير وان اوقفوا الحد انني انا القاتل:
- وما قصتك انت يا رجل؟
- القتيل يا أمير المؤمنين. ظل يماطلني في دين لي عليه حتى امتلأ صدري بالغل.. وظللت اترصده حتى اذا ما دخل «الخربة» لحقته وافرغت غلي, بطعنه حتى الموت!
- الآن قل: بعد ان نجوت من الحد .. لماذا جئت في يوم التنفيذ بمثل ما جئت عليه: اوقفوا الحد انني انا القاتل؟
لم يتردد الرجل، في الإجابة،
ولم يتلجلج..
قال في صوت واثق من نفسه، إلا انه حزين جدا:
ـ لقد خفت ـ يا أمير المؤمنين ـ بدلا من أن أكون قد قتلت نفسا واحدة.. أكون قد قتلت نفسين! الله، الله!
تقول الرواية، ان الإمام علي، كرم الله وجهه ـ اغمض عينيه، وراح يجتهد في الرأي.
تقول الرواية، انه فتح عينيه، وقال افرجوا عن الرجلين. ذلك الذي لم يقتل، وهذا الذي قتل.. وقال عن الأخير:
ـ هذا الرجل، لئن كان قد قتل نفسا، فهو قد أحيا نفسا، والله يقول في كتابه الكريم «من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا.. ومن أحياها فكأنما........»
. تقول الرواية، ان أمير المؤمنين، امر بأن تدفع دية القتيل، لأولياء الدم، من بيت مال المسلمين!
الله، الله!!
ذلك عقل، واجتهاد، ومستوى من الدين، اين منه أولئك الذين يأتون،في الثلث الأخير من ليل الوقت، بفهم هزيل للدين ليقيموا الحد، على رجل يقول «تعلموا كيف تصلون، رجل يقول (الله) و«الله نور السموات والأرض»، رجل محب للنبي، وآل بيته، واصحابه، متأسيا به حتى في كفاف قوت يومه، وقوت يوم آل محمد الكفاف، رجل يريد ان يبعث الدين، في مستوى السنة (حتى تعود لا إله إلا الله) (قوية) (خلاقة) مثلما كانت، في صدور الرجال والنساء، في القرن السابع!
تأدب الاجتماع السري(اجتماعنا)، بأدب هذا الاجتهاد، وبأدب (ادرأوا الحدود بالشبهات).. وبأدب «يا أيها الذين آمنوا، ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»،
تأدبنا بكل ذلك، وتركنا، للاستاذ حسن ساتي، ان يكتب هو الكلمة، متضمنة الاشارات العظيمة، في اجتهادات باب مدينة العلم، تلك التي قالت بها تلك الراوية، ومتضمنة في ذات الوقت، كل معاني التسامح التي أوردها استاذ حسن، في كلمته الأولى، تسامح (الثورة) مع فيليب عباس غبوش.
أمسك استاذ حسن القلم، وراح يكتب تحت عنوان وتبقى رايات التسامح والحوار عالية:
كتب فيما معناه ان الثورة التي رفعت راية الحوار والتسامح حتى مع فيليب عباس غبوش الذي خطط لحمل السلاح، لهي مطالبة بأن تظل قابضة على تلك الراية، خاصة مع الذين لم يرفعوا بندقية او يشهروا السلاح.
وكتب ,ونحن نتكلم عن دولة العلم والايمان ,لا بد ان يظل للعقل مكان، ولابد ان يظل باب الاجتهاد مفتوحا، معيدا التذكير، باجتهاد الإمام علي، وإعماله العقل، في رواية الرجال الثلاثة: القتيل، والبريء، وذلك الذي قتل نفسا، وأحيا نفسا.
وكتب عن حكمة درء الحدود بالشبهات، وكيف اننا لئن نخطئ في العفو، خير لنا من أن نخطئ في العقوبة.
كتب عن كل ذلك، وكان، كلما كتب صفحة، (مررها) علينا لنقرأها بالعين الثالثة، أولا، ثم ندفع بها إلى محمد في مكتب ليلى، حيث ماكينة (الريمستار)، حتى إذا ما انتهى من جمع تلك الصفحة، رحنا معا نصحح الأخطاء الطباعية.
انتهينا
- اللية، محرر السهرة منو؟
قال له عبدالقادر حافظ، انه (فلان)، وهو الآن منتظر تحت!
- أنا افتكر، يا عبدالقادر تساهر إنت الليلة.. قول ليهويمشي، يساهر بكره و.. و.. التفت إلى نجيب نور الدين (نجيب، إيه رأيك تساهر الليلة مع عبدالقادر حافظ؟).
- أصلو، أنا، ما عندي مشكلة، بس بعدين يوصلوني الثورة... أولا!
و... (طبق) عبدالقادر حافظ، أخبار الصفحة الأولى، هو ونجيب إلى بحري، حيث المطبعة (الفاتحا خشما)
و(دوّر) حسن ساتي، إلى المنشية.
و(جدعني معاهو ) مرتضى الغالي، في شارع الأربعين، وهو في طريقه إلى (ودونوباوي)!


، ، ، ابقوا معنا: الحلقة (4) (هـ) عما قريب جدا.

Post: #98
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-22-2006, 03:05 PM
Parent: #97

عجيب هاشم ياخي....

انت يا اكسيل (اتش)...كتاب..ياخي!!!!!

Post: #99
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-23-2006, 03:40 AM
Parent: #1

الأخ الأستاذ هاشم كرار،

تحية ومودة

أتمنى أن تحاول أن تتذكر تاريخ الواقعة التي قالت لك فيها بدرية سليمان "صاحبك انتهى"!! متى كان ذلك بالتقريب.. وكما تعلم فإن هناك وثيقة نشرتها جريدة "الأيام" تقول بأن المؤامرة بدأت منذ وقت طويل .. وقد نشرت اليوم تلك القصة في هذا البوست:
Re: إلى نميري وكل من اشترك في المؤامرة ضد الأستاذ محمود...دوا حيلكم للجاياكم!!
وسأنقل فحوى الأمر إلى هنا أيضا:


كانت صحيفة الأيام قد نشرت بتاريخ 26/5/1985 وثيقة هامة تدين المتآمرين.. وقد نشر الجمهوريون هذه الوثيقة في أحد كتبهم التي أصدروها بعد الانتفاضة.. وقد أعاد الدكتور حيدر إبراهيم نشر هذه الوثيقة في كتاب أصدره "مركز الدراسات السودانية" تحت إسم "الأستاذ محمود محمد طه رائد التجديد الديني في السودان" وأنا هنا أنقل من ذلك الكتاب صفحة 141:

Quote: وثائق
نميري وثالوث القصر ودجاليه وكهنته يحكمون على الجمهوريين قبل المحكمة
وثيقة تآمر جنائي نشرتها جريدة "الأيام" بتاريخ 26/5/1985

الأخ عوض الجيد والنيّل والأخت بدرية
سلام الله عليكم
آخر هوس الأخوان الجمهوريين هذا المكتوب الذي أرى سطوره "الردة بعينها" أرجو الإطلاع ومعكم الأخ بابكر. سأجتمع بكم للتشاور في الأمر إنشاء الله بعد أن تكونوا على استعداد.

أخوكم جعفر محمد نميري
8 جمادى الأولى 1304

تعليق للجمهوريين:
(هكذا يخطئ إمام الدجالين في كتابة إن شاء الله، وفي التاريخ الهجري وهو 1404 هـ مما يدل على جهل إمامهم المطبق.)


وبعملية حسابية بسيطة يتضح أن مكاتبة نميري هذه التي تمت في يوم 8 جمادى الأولى 1404 إنما توافق الجمعة 10 فبراير 1984.. ويمكن التأكد من ذلك من التقويم التالي الذي يمكن بواسطته تحويل أي تاريخ من هجري إلى ميلادي وبالعكس:
http://www.islamicfinder.org/Hcal/index.php
وهذا يعني أن مكاتبة نميري هذه تمت قبل صدور منشور الجمهوريين "هذا.. أو الطوفان" الذي صدر في 25 ديسمبر 1984 الموافق 2 ربيع الثاني 1405 هـ.. وليس قبل يوم أو يومين وإنما قبل أكثر من 10 أشهر!!!؟؟؟؟ وفي تاريخ المكاتبة كان الأستاذ محمود لا يزال في الاعتقال التحفظي وقد مضى عليه فيه حوالي الثمانية أشهر.. لأن اعتقال الأستاذ حدث في 9 يونيو 1983.. وقد تم الإفراج عن الأستاذ محمود والجمهوريين في 19 ديسمبر 1984، بينما كانت نية التآمر والحكم جاهز حتى لو لم يصدر منشور "هذا.. أو الطوفان" ولكن أسقط في يدهم، فالمنشور سياسي ووطني من الدرجة الأولى، ولم يستطع المهلاوي إلا أن يلتف على الحيثيات ويصدر حكمه بالردة.. وجاء المكاشفي فاستدعى حيثيات محكمة الردة التي تمت قبل 15 سنة ولم يكن في استطاعتها تنفيذ الحكم لأن الدستور وقتها قد حفظ للاستاذ محمود حقوقه، ويكفي أن المحكمة وقتها "1968" لم تستطع أن تجبره على حضور الجلسة..

سآتي بعد قليل بوثيقة أخرى أيضا نشرتها جريدة الأيام بعد الانتفاضة..



ياسر

تعديل كلمة المحكة إلى "المحكمة" في السطر قبل الأخير..

Post: #100
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-23-2006, 06:35 AM
Parent: #99

وهاهي الوثيقة الأخرى يا سادة.. أنقلها من جريدة الأيام التي أعادت نشرها في عدد الأربعاء 20 يناير 1988 ضمن موضوع طويل بعنوان "يوما .. بعد يوم مع محاكمة العصر" بقلم الصحفي محمد لطيف..

Quote: الأخ الرئيس القائد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المنشور المرفق وزعه الجمهوريون وقد قبض على ستة منهم وتم التحقيق معهم وسوف يقدمون للمحاكم وبهذا فقد أتاحوا لنا فرصة تاريخية لمحاكمتهم. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. ولا شك أنها بداية لمسيرة ظافرة بإذن الله يتساقط دونها كل مندس باسم الدين وكل خوان كفور ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وفقكم الله لقيادة المسيرة الظافرة وإتمام نهج الله على آثار المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن سار بسيرهم ونهجهم إنه سميع مجيب.

النيّل عبد القادر أبو قرون
6 ربيع الثاني 1405
يوم السبت الموافق 29/12/1984

[تعليق نميري على الخطاب]
الحمد والشكر لله ولصفيه ورسوله محمد رسول الله والله أكبر على المنافقين.
نميري
6 ربيع ثاني 1405



وقد نشرها أيضا الدكتور حيدر إبراهيم في الكتاب المذكور أعلاه "الأستاذ محمود محمد طه رائد التجديد الديني في السودان".. ولكن هناك بعض الأخطاء المطبعية في الكتاب.. فبدل كلمة كفور جاءت "كتوم".. وبدل التاريخ الصحيح 1405 جاء التاريخ 1305 هـ.. وجاءت هذه الكلمات:
نشرت صحيفة "الأيام" بتاريخ 22/5/1985 الوثيقة الإجرامية التالية وهي على ورقة رسمية لرئاسة الجمهورية ونصها [ثم أورد النص]..
وسأضع صورة الوثيقة هنا مصورة من "الأيام" عدد 20 يناير 1988 في الذكرى الثالثة لوقفة الأستاذ..



..

Post: #101
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-24-2006, 03:18 AM
Parent: #100

Quote: أمسك استاذ حسن القلم، وراح يكتب تحت عنوان وتبقى رايات التسامح والحوار عالية:
كتب فيما معناه ان الثورة التي رفعت راية الحوار والتسامح حتى مع فيليب عباس غبوش الذي خطط لحمل السلاح، لهي مطالبة بأن تظل قابضة على تلك الراية، خاصة مع الذين لم يرفعوا بندقية او يشهروا السلاح.
وكتب ,ونحن نتكلم عن دولة العلم والايمان ,لا بد ان يظل للعقل مكان، ولابد ان يظل باب الاجتهاد مفتوحا، معيدا التذكير، باجتهاد الإمام علي، وإعماله العقل، في رواية الرجال الثلاثة: القتيل، والبريء، وذلك الذي قتل نفسا، وأحيا نفسا.
وكتب عن حكمة درء الحدود بالشبهات، وكيف اننا لئن نخطئ في العفو، خير لنا من أن نخطئ في العقوبة.
كتب عن كل ذلك، وكان، كلما كتب صفحة، (مررها) علينا لنقرأها بالعين الثالثة، أولا، ثم ندفع بها إلى محمد في مكتب ليلى، حيث ماكينة (الريمستار)، حتى إذا ما انتهى من جمع تلك الصفحة، رحنا معا نصحح الأخطاء الطباعية.
انتهينا


كل التحية..والاكبار....الاستاذ حسن ساتي...ايها الصحفي الكبير

Post: #102
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-24-2006, 04:08 AM
Parent: #101

شكرا يا باشمهندس..

الحمد لله الذي سخر لنا ما هو أحسن من ماكينة "الريمستار" هذه الأيام.. الإنترنيت وصحافة الشبكة الإلكترونية التي توزع "مجانا" أو "شبه المجّان"..

شوفتا كيف؟؟ يا هاشم!! ناس عنقالة زينا كدا شغالين صحفيين ومؤرشفين؟؟!!!

Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة ا...الشهيد محمود محمد


أرجو أن نقرأ بقية ما يكتبه قلمك .. في هذه الأيام التي ربما تكون أيام نظام الجبهة الأخيرة..

Post: #103
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-25-2006, 05:22 AM
Parent: #102

سلام للأستاذ الصحفي هاشم كرار وللجميع.. ولدي سؤال أرجو أن تنقله إليه يا عزيزي عبد الكريم..

هل تعرف يا أستاذ هاشم من هو بابكر الذي ورد إسمه في السطرين اللذين كتبهم نميري للنيل أبو قرون ؟؟
أرجو ممن يعرف شخصية بابكر من القراء والمشاركين أن يتكرم بتعريفنا به..

Post: #104
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-27-2006, 05:12 PM
Parent: #103

الاخ ياسر الشريف,,,

يعتقد الاستاذ هاشم ان بابكر هذا الذي ورد اسمه في

السطرين الذين كتبهما (النميري) للنيل ابو قرون..هو بابكر الذي كان

يشغل وقت ذاك..مدير عام ديوان الذكاة.

و هاشم بقول ليك : هذا حسب اعتقادي والله اعلم

Post: #105
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-27-2006, 05:43 PM
Parent: #104

كلام زول مجمع ونُص
الحلقة (4)
«هـ »


هذا الـ (Te نشن)،
الـ (Deبريشن)، لا..
لا يداويه إلا سوط،
سوطان،
سياط،
سياط من جهنم!
- اووفْ!
و... وراح جسدي (يتعتع) بما يشبه النعاس، أو بما يشبه منتهى الصحو، وراح صوتي - بينه و بين نفسه - (يتعتع) بما قلت عنه- في سري- انه قريب من صوت (ود اللمين):
بتتعلم،
من الأياآآآم،
مصـ .. ي.. ي، يرك
بُكرا،
تتعلّم!
كان (شكل) النميري، وهو يقرأ صباح غدٍ في كلمة الأيام، واقفا يتحكحك, في وعيي أو لا وعيي, بين كل سوط، وسوط.. وكان (شكل) المكاشفي، واقفا يتحكحك.. وكذا (أشكال) أبوقرون، وعوض الجيد، وبدرية، وحاج ماجد، وحاج نور، والمهلاوي و.. كان السوط- السوط الرابع- لا يزال في يدي، حين دقّ الباب، (دقة واحدة).
(ما ضاريتا)، ولا نزّلتو..
(رفعتو) فوق- السوط.. جلدتها، وما حكيتا: كبدتي!

نقرة ثانية ,
عاينت ليها..
وعاينت لي.. وكانت عيناها الجميلتان في تلك اللحظة- (طاقتين) من خوف، مفتوحتين على (النقرة) مفتوحتين على ليل الخرطوم، الذي كان قد أليل!
بعينيها قالت لي (أوعْ يكونوا هم؟!
وبعيني قلت لها (أظنهم)
ولم يكن أي منا - قبل الدقة - يتحدث بلسان أو بعينين، عن.. عن «زوار الليل»!
دقّ!
، وكانت (الدقة)، في مثل ذلك الوقت، من ليل الخرطوم، غريبة،
وكانت مخيفة،
ولو كنت أنت (مكاني)، لكنت قد ظننت ما ظننت، ولو كانت زوجتك أنت الى جوارك في تلك اللحظة - مثلما كانت الى جواري (روجيتا)، لكانت هي ايضا، قد تساءلت في (حُرقة) - بعينيها لعينيك - (اوعْ يكونوا هم؟)
- يا هم!
ظللت أرددها في سري، بطول المسافة الى الباب..
فتحتو،
و- (لبدت) روجيتا وراءه. كانت تكتكت من (السقط)، وقد استحالت كلها- وراء الباب المتاكا- الى عين واحد، خائفة، وأضان مرخية!
شافت متلي:
سيارة،
امرأتين، ورجل
في تلك اللحظة - من ليل الخرطوم - التي فتحت فيها الباب، كان يمكن أن اتوقع- وقد رأيتهم ثلاثة - أي ثلاثة من زوّار الليل، لكن، لئن افتح الباب، وأجد هؤلاء الثلاثة - بالتحديد - فهذا ماكسر كل توقعاتي:
الأستاذ سعيد الشايب،
الاستاذتان (اسماء أو سمية محمود محمد طه (هنا أرجو تصحيحي) وبتول مختار محمد طه.
(طارت!)
حيوني،
وحييتم،
ما أدهشني- أولا- هو: (كيف عرف الثلاثة الطريق إلى شارع بيتنا؟!).
ذلك هو السؤال الذي قفز الى ذهني ورسم ابتسامة غريبة - ربما - في وجهي.
أستاذ الشايب، بفطنته عرف انني (مندهش).
تكلم- أولا- لا ليزيل دهشة التقطها في ملامح وجهي، وانما ليقدم اعتذارا لطيفا، عن هذه (الدقة)، في مثل هذا الوقت (الغير مناسب على الاطلاق، لكن)
- يا استاذ.. يا استاذ، لا لكن ولا حاجة.. كدي خشوا.. خشوا لي جوا! لم يخشوا.
كان الاستاذ الشايب، لا يزال يقدم اعتذاراته: هو، في الحقيقة ما كان يمكن ان نمرق عليك، الاّ في هذا الوقت لسبببين، أولا نحن نعرف انك -بطبيعة عملكم- ما ممكن تكون موجود في البيت الاّ في مثل هذا الوقت المتأخر.. تانيا نحن برضواما كان ممكن نمرق الا في مثل هذا الوقت المتأخر: عربات الأمن لافّة باستمرار أمام منزل الاستاذ، وامام بيوت الاخوان، وفي الثورة كلها.. معليش.. ما كان يمكن ان نمرق الا بعد ان غبينا الأتر، وحتى لا نسبب لك انت أي نوع من الاحراج، أو المضايقة، أو.. - يا اخوانا- يا جماعة.. كدي.. كدي خشوا!
في تلك اللحظة، شعرت بأن (روجيتا) ختت نفسا، كانت شايلاه، من أول دقة.. شعرت بها (تخب) إلى جوّه، لتلبس توبها، و..
- لا، لا معليش، مرة ثانية ان شاء الله،
و.. راح يزيل عني دهشة كيفية معرفتهم لشارع بيتنا.. لبيتنا، بطريقته اللطيفة جدا، واللماحة.
- تعرف- يا استاذ هاشم- الحمد لله ما لفينا كتير.. طبعا قبل أقل من سنة استاذ عادل عبدالغني كان وصفّ لينا البيت.. وجينا حضرنا عقدك انت على كريمة المرحوم صادق.. الواحد لسه ذاكرتو كويسة، خاصة بالليل!
تلك، كانت أول مرة، اعرف فيهاي ذلك:
أول مرة أعرف فيها ان الاستاذ سعيد الشايب وجمهوريين آخرين حضروا يوم عقدي الما حضرتو!
- طيب دي مناسبة يا أستاذ.. خشوا وباركوا لينا جوّه!
ضحك الاستاذ الشايب:
- مبروك تاني، وح نجي نبارك.. لكن نحن في الحقيقة جينا (نتنوّر) عن الحاصل.. نشوف تقديراتكم.. وطبعا انتو أقرب مننا للشوف!
- نتنوّر)؟!
دقت الكلمة في (صنقوعي)،
ودقت.. دقت كلمة (نشوف).
نظرت للأستاذ سعيد. ترجيته - في سري - ان يبدّل - ما استطاع - الكلمتين إلى العكس تماما.
من أين له ان (يتنوّر)، أو (يشوف)؟ يشوف مني، أو من نميري، أو من جنس مخلوق، و(الضلمة).. (الضلمة) ما خلّت في البلد الحدادي مدادي، من يرى، ولا منْ يشوف؟!
عاينت..
كانت الضلمة.. ضلمة:
- والله يا أستاذ سعيد، أنا ما.. ما شايف،،
لم أكمل.
رحت أوزع عيني على الثلاثة، الذين دقوا بابي، في مثل هذا الوقت المتآخر من ليل الخرطوم، وقلوبهم ليست شتى، متعلقة بقلب رجل..رجل أصبح مصيره في جرة قلم مهووس!
لو كان الثلاثة ليسوا هم هؤلاء الثلاثة،
لو كانوا أي ثلاثة آخرين، لكنت إذن قد (داريت) عنهم.. ولكنت قد اردفت (ما شايف.. ما شايف إلا خير).. لكن لأن هؤلاء الثلاثة، هم تلاميذ للرجل، الذي ظل عمره كله يتجمل بالصدق مع الذات، ومع الآخر، ويعلم الآخرين ان يتجملوا بالصدق، فإنني لم أقل ما لم أقله.. لم أقل (ما شايف إلا خير)!
لم أقل بذلك، ليس فقط لأن مثل هذا القول هو التفاف على الحقيقة، أو هو - بالأحرى - كذب على الذات وعلى الآخر، فحسب، وانما لأن في مثل هذا القول - ايضا - (تخييب للظن): ظن هؤلاء الثلاثة تحديدا.. الثلاثة الذين احسنوا فيَّ الظن، والى الدرجة التي دقوا فيها بابي، في مثل هذا الوقت من ليل الخرطوم، (ليشوفوا نحن شايفين شنو)!
أردفت: (ما شايف.. ما شايف خير!).
مرت هنيهة، حسبتها دهرا، والثلاثة.. عيونهم تحوم في الضُلمَّة، وتتركز من وقت لآخر في عيني، وفي فمي.. وتحوم، من وقت لآخر، في أفق مفتوح على احتمالين.. افق ظلت تحوم فيه اعينهم الستة، قبل ان يجيئوا.. الثلاثة.. ويدقوا الباب - باب بيتنا- في مثل هذا الوقت من الليل الذي كان قد أليل!
- كل البتشوفو انت.. والبنشوفوا نحن خير، حتى وان بدا غير ذلك.. لكن قول لينا الانت شايفو!
ذلك كان صوت الاستاذ الشايب (يشع) بهدوء غريب، مشوب بالحذر، في تلك الضُلمَّة.
- والله أنا الشايفو انو قرار محكمة المكاشفي ح يمشي!
- ونميري.. نميري ح يأيدو؟!
كان ذلك صوت الاستاذة بتول مختار، شبّ هكذا، حائرا.. ليس من (الحتة) ا لتي هي بين مصدق ومكذب، وانما من تلك (الحتة) التي تفرز هرمون الادرينالين،
في تلك اللحظة - بالتحديد - ومن مكان ما في قلب (الضُلمةّ)َ، هجم علي (نافوخي) يدق عليه من الجهات كافة، صوت الاستاذة بدرية: (صاحبك انتهى).. (صاحبك انتهى).
حدقت في المكان الذي هاجمني منه الصوت.. قام شعر جلدي كله سبيبة سبيبة، وانا أراها تمرر من اليمين الى اليسار- سبابتها على عنقها.. في تلك اللحظة، أخذت (الضُلمةَ) كلها شكل كلمة صوتية واحدة.. أخذت شكل كلمة «شخ خ)».. في تلك اللحظة أوشكت ان اسقط مغشيا ، تماما مثل الترابي، وليس مثله، حين سقط مفمي عليه، والدم يصرخ من خلاف، ذات تنفيذ ما قبل انه حد، في كوبر!
لم أقل للأستاذة بتول، كل ذلك،
ولم أقل منه شيئا،
كنت - في تلك اللحظة - مشغولا بلملمة تماسكي، لأسند (اسماء أو سمية) تلك التي خيّل إليّ في تلك اللحظة، انها سمعت ما سمعت من قلب (الضُلمة) ورأت ما رأيت.. في اللحظةتلك, خيل الي انها شافت مثلي (الضُلمّة) كلها تأخذ شكل الكلمة الصوتية الفظيعة: كلمة (شخ خ)!
لو قدر للساني ان ينطق, في تلك اللحظة التي رمت فيها بتول بالسؤال ,في المسافة التي بيني وبينها, لكان بالتأكيد قد نطق:
- يا أستاذة بتول.. نميري الذي تتساءلين عنه، أيد الحكم من زما آ آ آن.. من قبل (هذا أو الطوفان).. ومن قبل محكمة المهلاوي..
نطق لسانها هي:
- بنسمع انو في وفود.. دايرة نميري، وما لاقياهو.. نميري وين؟
- نميري معزول..
هذا ما قلته لبتول، ولو كنت في تلك اللحظة ختيت انفاسي في الأرض.. تلك التي كنت قد شلتها- كما قلت لكم - الى الطابق الثالث في عمارة الاخوة حيث الاستاذ علي شمو - لكنت قد اردفت لبتول بمثل ما قاله لي علي شمو: «نميري معزول.. معزول حتى عن وزير اعلامو!».
- هل تفتكر - يا استاذ هاشم - انو النميري ممكن يؤيد الحكم.. حكم ناس المكاشفي الغريب، والظالم دا؟!
كان الصوت - في تلك المرة - ليس هو صوت الشايب، ولا صوت بتول.. ولا هو صوت يتأرجح بين الأمل واليأس، فقط.. ولا فقط، هو صوت، تفوح منه رائحة الغضب، ورائحة الاحساس بالغبن، ورائحة الاحساس بالظلم.. لا، لا.. ولم يكن صوتا خائفا ولا حزينا، ولا متحسرا فقط.. كان صوتا فيه كل الاحساس الغريزي بطعم مرارة الفقد.. فقد الأب.
كان ذلك الصوت الغريب جدا في تلك (الضُلمّة) هو صوت اسماء أو سمية محمود محمد طه.
لم أجب.
مرت هنيهة ولم أجب.
رحت أزيح عبرة، راحت تطعن في الحلق.. رحت ازيح غصة راحت تطعن في القلب.. وأزيح من حبالي الصوتية - ما استطعت - أي رعشة.. أي رعشة من رعشة البكاء،تلك التي راحت تحتويني.. تحتويني والدنيا ضُلمة!
لم أعاين ليها.
لم أعاين لـ (اسماء أو سمية).
كان بيني وبينها - في تلك اللحظة - صدى صوت صديقي نجيب نور الدين.. صوته في تلك اللحظة التي حدثتكم عنها: لحظة انزوينا انا وهو، في مكتب تحرير الأيام, في اليوم التالي لمجييء المكاشفي، حاملا بنفسه (خبر محمود) للأيام، بالتويوتا.. التويوتا السنينة، الدبل قبينة، البراند نيو. لدهشتي اشرأب الصوت، صوت نجيب من لساني انا في تلك اللحظة: - انتو بتفتكروا نميري المهووس دا، ما ح يعملا.. او ما مكن يعملا. لا. لا. ح يعملا.. حي يعملا ونُص.. لأنو هو ذاتو ما عارف بعمل في شنو!
قلت ما قلت، وخطر لي - في تلك اللحظة - ان اسند نفسي بالثلاثة..
خطر لي ان اشد حيلي، واسند (أسماء أو سمية)،
واسند بتول،
واسند سعيد الشايب..
نظرت اليه - ومن خلال عينين غائمتين والدنيا ضلمّة رأيته يسبل عينيه، ويسند سريعا جدا، بيده اليمنى، جسده المليان، على كبوت السيارة البيجو!
دنقرت.
ما رفعت عينا لاسماء أو سمية،
ما رفعت عينا لبتول..
ما كنت لأستطيع ذلك، والدنيا الجواي كلها.. والدنيا البرة، دمع يترقرق، ورعشة بكا، و(ضُلمّة).
كم مضى من الوقت.. لا أعرف.
كل ما أعرفه، ان صوت الشايب جاني (ما ياهو):
- نحن بنشكرك يا أستاذ هاشم.. ونكرر ليك نحن، في الحقيقة، متأسفين جدا، على ازعاجك في هذا الوقت من الليل، و..
،
،
،
ختيت راسي،
وبقيت اتقلب، واتقلب..
اتقلب للصباح،
وما الصباح، صباح الخميس كان.. بأمثل من تلك (الضُلمَّة)..
ضُلمة البلد، الما..
الما فيها مَنْ رأى،
ولا فيها من شاف!

Post: #106
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-28-2006, 11:01 AM
Parent: #105

Quote: رحت أوزع عيني على الثلاثة، الذين دقوا بابي، في مثل هذا الوقت المتآخر من ليل الخرطوم، وقلوبهم ليست شتى، متعلقة بقلب رجل..رجل أصبح مصيره في جرة قلم مهووس!
لو كان الثلاثة ليسوا هم هؤلاء الثلاثة،
لو كانوا أي ثلاثة آخرين، لكنت إذن قد (داريت) عنهم.. ولكنت قد اردفت (ما شايف.. ما شايف إلا خير).. لكن لأن هؤلاء الثلاثة، هم تلاميذ للرجل، الذي ظل عمره كله يتجمل بالصدق مع الذات، ومع الآخر، ويعلم الآخرين ان يتجملوا بالصدق، فإنني لم أقل ما لم أقله.. لم أقل (ما شايف إلا خير)!
لم أقل بذلك، ليس فقط لأن مثل هذا القول هو التفاف على الحقيقة، أو هو - بالأحرى - كذب على الذات وعلى الآخر، فحسب، وانما لأن في مثل هذا القول - ايضا - (تخييب للظن): ظن هؤلاء الثلاثة تحديدا.. الثلاثة الذين احسنوا فيَّ الظن، والى الدرجة التي دقوا فيها بابي، في مثل هذا الوقت من ليل الخرطوم، (ليشوفوا نحن شايفين شنو)!
أردفت: (ما شايف.. ما شايف خير!).


دراما عالية...ومشهد..جدير باوسكار...تختلط الدهشة...الترقب..الخوف..الامل..موت المفكر

شفقة الابنة..شفقة..الاتباع...

Post: #137
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 05-10-2006, 05:00 AM
Parent: #100

فوق
في الطرق مفأجاة اخرى !!

Post: #140
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 05-11-2006, 01:33 AM
Parent: #100

هاشم مبدع : في الطريق مفاجأة اخرى !!

Post: #159
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: ملكة الفاضل عمر
Date: 09-19-2006, 07:32 AM
Parent: #100

وتسامى

وتسامى

وتسامى

Post: #167
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 12-07-2006, 05:51 PM
Parent: #100

فوق

Post: #107
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 03-01-2006, 05:07 AM
Parent: #1

عزيزي الأستاذ هاشم،

تحية لك وللأستاذ المهندس عبد الكريم ناقل هذه الكتابة العظيمة..

منذ وقت كنت أريد أن أقول أن إسم القاضي الثالث في محكمة المكاشفي هو محمد سر الختم ماجد وليس "حاج ماجد"..

كما أن بابكر هو في الأغلب بابكر بتاع الزكاة.. ويقال أنه هو الذي أقنع نميري بأن مال الزكاة سوف يخرج السودان من ضائقته الاقتصادية.. وقد حدث العكس تماما وكان أول ما عمله النميري هو العودة لسياسة الضرائب بعد أن فشلت مسألة الزكاة..

الأخت سمية محمود لم تكن في تلك الزيارة ولكن الأخت أسماء محمود قالت لي أنها ترجح أن تكون هي "أسماء" التي كانت مع الأستاذ سعيد والأستاذة بتول في تلك الزيارة، مع أن المسألة قد غابت عن ذاكرتها..

أرجو يا أستاذ هاشم أن تحاول أن تتذكر التاريخ الذي قالت لك فيه بدرية تلك العبارة الحادة "صاحبك انتهى!!" ومررت سبابتها على رقبتها من اليمين إلى الشمال؟؟

ياسر

Post: #108
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Omar Bob
Date: 03-02-2006, 03:58 AM
Parent: #1

الباشمهندز عبد الكريم:

التحيات الطيبات:
بقدر ما قراءت عن استشهاد الاستاذ محمود محمد طه
لم اقراء بروعه هذه الغه البسيطه
التي تدك حصونك بلا طرق ولا استئذان.

او ليس هاشم كرار هو من كتب مقالا عن الودود
دكتور مدني احمد عمر عندما جاء للدوحه زائرا
قبل عام وبعض عام؟؟
له تبريكات الرب ان كان او لم يكن
هو من كتب عن دكتور مدني

Post: #109
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 03-02-2006, 08:43 AM
Parent: #108

لك التجلة الاخ بوب...

الاخ هاشم كرار هو الصحفي السوداني (الخطير) ..الذي ينشر الابداع الصحفي...

في واحدة من اكبر الصحف الخليجية..ومدير لادارة(الشوؤن الدولية والعربية) بصحفية الوطن القطرية

الواسعة الانتشار....

وهو زول تدهش لمعرفته..فتجربته الكبيرة في صحيفة الايام الشهيرة في السودان...

جعلت منه سحارة..وكنزا للاسرار والاضابير...في فترة من احرج فترات الواقع السياسي في السودان

وقال ليك يابوب...(ياني..الكتبت عن دكتور مدني احمد عمر الرجل الجميل...وبالمناسبة برضو قال

ليك مدني دفعتي في مدني الثانوية ومن دفعتنا محمد طه القدال وسيد الخطيب..وصديقي الجميل

اللواء الذي يمسك الان المباحث المركزية بالسودان عبد الباقي البشري عبد الحي)....

ويغيرك هاشم اجمل التحايا...ولمدني ولدفعة مدني

Post: #110
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 03-04-2006, 05:43 AM
Parent: #1

فوق....

مع التحايا..

Post: #111
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: حامد بدوي بشير
Date: 03-04-2006, 01:20 PM
Parent: #1

فوق

فوق

Post: #112
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: السوباوي
Date: 03-05-2006, 06:18 AM
Parent: #1

لا زلت أتابع ... Up

Post: #113
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 03-08-2006, 05:08 PM
Parent: #1

فوق..

قرأت يا أستاذ هاشم تحقيقا صحفيا قام به مصطفى أبو العزائم في جريدة الوطن بتاريخ 2 مارس في مناسبة عودة السيدة الحاجة آمنة لطفي.. تذكرت للتو كتابتك عنه..

فووووق

Post: #114
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: منصوري
Date: 03-09-2006, 01:09 AM
Parent: #1

يصنعوا الحكم في القصر قبل ما تنعقد أي محكمة.. ويتداولونه في أزقة وأروقة القصر..فيعطي الضوء الأخضر لكل مهووس أن يتحرك في أمان.. ويضيفوا ليهو من تلفيق تهم.. ومحاولة إلصاق تهم.. والقاضي المتشفي المكاشفي يتابع الحكم من المحكمة الأولية.. وهو الذي يفترض فيه أن يتمهل ويتتقل عشان يجيهو الحكم في محكمة الإستئناف..عشان يضمن عدالة للمتهمين.. عشان محكمة الإستئناف دائماً تكون بارقة ضوء أخضر بعد المحكمة الأولية..هذا في القضاء السليم.. المكاشفي يتابع الحكم بنفسه.. ولما يجيهوا الحكم..كمان عشان يغلظ التهمة يضيف عليهو عشان يكتف المتهم تكتيف محكم ما يقدر يفرفر.. ويحكموا ويشيلوا بي نفسو ويمشي الجرايد.. ويتابع نشره بالقوة ويرغم الصحفيين على ذلك.. ويرعبهم ويخيفهم.. وإذا ما نشروه كمان ممكن يفتح فيهم بلاغ حرابة أو بلاغ تواطؤ أو بلاغ شروع في تحجيم عمل محكمة عدالة ناجزة.. وبرضو ما بيكتفي..كمان يصر ويجي بي نفسو ساحة كوبر.. ويجهز الكراسي الوثيرة آرم جيار بمراتب قدام.. لعلية القوم عشان يجلسوا عليهاويشاهدوا قصف الرقاب على عتبة الآلهة وعلى منصة القرابين..والمكاشفي يطلع ويلقي خطبة عصماء أمام المتهم والحبل في رقيته.. وينتظر عشان يشوف الضحية وما يجري له..القاضي والجلاد والخصم والحاكم ومقدرات البلاد .. كلها أصبحت في مهب الريح يومها.. اي عدل هذا.. ولكن هل رب الكون يغفل عن كل صغيرة وكل كبيرة؟( إنه الفداء العظيم)..( والظلم العملي المجسد بالبرهان لقوانين سبتمبر)..

Post: #115
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: حامد بدوي بشير
Date: 03-13-2006, 11:53 AM
Parent: #1

الأخ هاشم كرار،

أحس أولا وأعرف ثانيا، أنك تجلد نفسك وتجلدنا جميعا وتجلد سودان مايو الشعب وليس السلطة، وأنت تذوب في حلقك وحلوقنا هذه المرارة الحنظل الكامنة في التفاصيل المرتبطة مباشرة بالحدث الجلل.

وحتى الآن ينتابني الذهول عندما أتذكر كيف أن رجلا فقد العقل والأهلية واستسلم لشلة من الدجالين والمهوسين ونظامه يترنح في آخريات أيامه قد فعل كل ذلك بالشعب السوداني. وحتى الآن أحس رغبة في استرجاع تلك الأيام السوداء وقوانين سبتمبر والمحاكم الناجزة وبتر الأيدي والأرجل في الربع الأخير من القرن العشرين.

أن ما تكتبه، يا صديقي يدخل من يقرأه في حالة شعورية غريبة. حالة استعذاب العذاب.
لغتك الحميمة، لغة الحكي اليومي التي تتلون حسب المقام أضافت للأمر بعدا يستدر الدموع غصبا. إنها لغة تجعل التاريخ حيا يمشي بين الناس.

واصل وأغرق في التفاصيل الحميمة وأغرقنا معك في الحزن النبيل.

Post: #116
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 03-13-2006, 12:08 PM
Parent: #115

شكر لكل الاخوة المتداخليين ولكم التحية وتحيات الاستاذ هاشم كرار..

والاستاذ هاشم قريبا سيواصل تداعياته ونحت ذاكرته الغير خربة...في افادة الافادات

بس قال ليكم اروق من زحمة تغطية الموتمرات الكتيرة اليوميين ديل....

Post: #117
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 03-13-2006, 03:06 PM
Parent: #116

فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوق هام السحب أستاذي .

الأخ /المهندس عبدالكريم

سلام لك وكل المناضلين

أعذرونا عندنا أزمة طاحنة في الوقت.

ابوحمد

Post: #118
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 04-06-2006, 04:02 PM
Parent: #117

لقد كان الانتظار طويلا...انتظار الاستاذ هاشم كرار,,الذي يئن مكتبه بمهام جسام

مهام الاخبار التي تدور حول العالم...هنا وهناك....

ولكن الان يتسرب,,شريط الذكريات مرة اخري ,,,والشريط طويل يتضمن تصوير


لحظات ..كثيرة اختزنتها تلكم الذاكرة الغير خربة...واهمها لحظات تنفيذ حكم الاعدام

لشهيد الفكر ..الاستاذ محمود محمد طه....والي تفاصيل

الحلقة(5) أ

مع هاشم كرار

Post: #119
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 04-06-2006, 04:38 PM
Parent: #118

كلام زول مجمع ونُص

الحلقة الخامسة(أ)

وطني الحبيب، صباح الخير!

قالتا، بلا خجلة، ودورت مزيكا، هنا.. (هنا أم درمان).
الوطن (قنت)، وقبّل.. قبّل غادي، ما..
ما ردَّ،
ولا رديت.
طنطنت، وما رديت..
ما رديت على (روجيتا): صباح النور!
شويتين:
«شمس الصباح،
والصباح رباح..
شمسك،
يا وطني!»
هكذا، دخل الكابلي - بعد المزيكا - يرفع من شأو صوته - مرة - بـ (ألف) الصباح.. ومرة، بـ «ألف» رباح، ثم لا يلبث أن ينزّله متخولنا، كسيرا، مكسورا جدا بـ «ياء»، يا وطني!
تفيت،
تفيت على الخولنة،
وتفيت،
تفيت - تاني - على روحي،
وتفيت،
تفيت - تاني من تاني
- تفيت على شمس الوطن،
شمس الوطن الما بقت شمسين!
في تلك اللحظة - بالتحديد - كان الاستاذ حسن ساتي، يبتسم هازئا، وهو اذّاك، كان - بالضبط - فوق (سنام) كبرى القوات المسلحة، كان - على غير عادته - في الطريق، إلى «دار الأيام»، في المنطقة الصناعية، في بحري، حيث مكتبه كرئيس لمجلس الإدارة.
- يا.. كابلي.. يا كابلي!
هكذا، حتى إذا ما ظن أن كابلي، داخل راديو السيارة، قد سمع النداء، ألقى عليه الاستاذ حسن بالسؤال الاستنكاري.
ياتو وطن؟
ياتو وطن؟!
كررها، هكذا، مرتين، وكان يهم بأن يكررها ثلاثا، لولا أنه تذكر - فجأة - محمد الحسن سالم حميد:
ياتو وطن،
يا الزين ود حامد..
ياتو وطن،
دام للانجاس؟
ياتو وطن
ياتو...
اختفى حميد، سريعا جدا، و.. فجأة تذكر ساتي - في تمام اللحظة (دنيا دبنقا)، وتذكر المذيع محمد سليمان بـ «لجنتو»، وضحكتو.. ابتسم وهو يتذكر النكتة الشهيرة:
- من هو الزعيم الافريقي الشاعر، والمثقف جدا، الذي....
كان محمد سليمان، وهو يلقي بالسؤال، يعني ليوبولد سنغور.
- السادات!
- لا، لا..مش هو!
- القذافي!
- أقعد.. برضو غلطان!
و.. وقف يفرقع اصبعين بالحاح عجيب: استاذ محمد، استاذ محمد.. وكان غيره ايضا وقوفا وقعودا يفرقعون الأصابع.
- أيوه.. انت!
و...وقف احدهم..
لا، لا، مُش انت.. انت.. انت ياللابس تحرمني منك!
- جعفر نميري!
- ها ها ها، يا راجل.. حرام عليك!
يذكر، حسن ساتي، انه في مكانه ذاك - فوق (حدبة) كوبري القوات المسلحة - ضحك، بينه وبين نفسه للنكته، ربما للمرة الثالثة، أو العاشرة، أو... يذكر انه استعار سريعا - في سره صوت محمد سليمان وبقايا من ضحكته الشهيرة، ليقول للكابلي «يا راجل.. حرام عليك!، قبل ان يغير الموجة، إلى حيث دقات (بغ بن)، و.. (هنا لندن، هيئة الإذاعة البريطانية!)
هذا ما يذكره - تماما - حسن ساتي.
ما يتذكره، انه لم (ينقش) شيئا، من موجز (البي.بي.سي).
مالا يتذكره، انه في تمام تلك اللحظة، وهو فوق (الحدبة) كان يعاين شمالا، حيث يمكن للناظر، أن يطل بعينيه، من عل، على ملامح سجن كوبر.. ملامحه الخشنة، والمهيبة، والمخيفة أيضا!
كانت (معاينة) لا ارادية.
لو قيض الله لك، ان تتسلل إلى داخل جمجمة الاستاذ ساتي، وهو في معاينته تلك، لكنت - إذن - قد رأيت، ما رأيت أنا فيها - وانا كنت لا أزال فوق سريري (مغمض عين ومفتح عين)، والشمس.. شمس الوطن الما بقت شمسين، كانت - يا دوب - في قامة (نوباوي)، أو في قامة (بني عامر)!
كان بندول تفكيره، يمشي جاي، ويمشي جاي، بسرعة غريبة.
تلقى جسده اشارة أن ارتعد، فارتعد..الا قليلا.
هذا ما رأيته، أولا.
تلقت ذاكرته، اشارة سريعة، ان تذكري، فتذكّر: «فضل الله، ازيّك.. انت جاهز؟ أنا على الطلاق، شنطتيي جاهزة ياهادي، للسجن!».
تلقت رقبته اشارة ان تلتفت، فالتفت سريعا جدا، إلى المقعد الخلفي، ليتأكد من وجود شنطته.. شنطته (الترفلنغ باك)، تلك التي كان قد همّ، ان (يورّيها) للاستاذ فضل الله محمد، حين دنقر اسفل مكتبه، ليرفعها بيد، وكانت يده الأخرى، تمسك بسماعة التليفون، وفضل الله على الجانب الآخر، من الخط!
تلقت عينيه اشارة، أن (شوفي) فشافت جريدة الأيام، عدد الخميس، تلك التي اشتراها، من كشك في بري، ونظر فيها - سريعا جدا - في صفحتها الأولى - وختاها فوق (الطبلون).
تلقى خياله اشارة ان تخيّل، فتخيّل جعفر نميري، في هذا الصباح، يقرأ بعينين عكرتين في كلمة الأيام، تواترت الاشارات: (تخيّل.. تخيّل.. تخيّل) فتخيّل المكاشفي، وتخيّل حاج نور، وحاج ماجد (محمد سر الختم ماجد)..
هذا، ما رأيته أنا، داخل جمجمة الاستاذ ساتي، وهو (يعاين) شمالا من مكانه ذاك، فوق (سنام) كوبري القوات المسلحة.
ما رأيته أيضا، داخل جمجمته، انه لم ير إلى جانب وجوه نميري والمكاشفي، وحاج ماجد وحاج نور، وجوها أخرى..وجوها رأيتها انا.. وجوها كثيرة جدا، وجوها عليها غبرة، ترهقها قترة!
ما رأيته أخيرا، انه لم يتلق اشارة من مخيخه، اذ هو في تمام لحظة التخيل، ان يرفع صوته، في سره، تماما مثلما تلقيت الاشارة أنا، في تلك اللحظة ان ارفع صوتي في سري.. (رفعتو) وكنت لاازال
(مغمض عينا ومفتح عين): هؤلاء ، هم القتلة.. الفجرة! .

.
.
.
تيت!
و.. لم يصبر،
تيت، تيت، تي يـ يـ يـ ت! و.. خبّ الخفير، من مكان ما، باتجاه الباب، وحين رأى سيارة رئيس مجلس الادارة، نهر رجليه، وهو لا يخفي استغرابا، للمرة الثانية.
كانت المرة الأولى، حين زعق بوري، مدير شؤون الموظفين، حسن البدوي، في ذلك الصباح البدري، أمام دار الأيام.
لم يكن عاديا، أن يأتي الدار، في مثل هذا الوقت من الصباح، أيّ من العاملين، أو الموظفين، فكيف اذن ان يأتي، مدير شؤون الموظفين، ويأتي (كمان) رئيس مجلس الإدارة؟
- قطع شك، الليلة في مسعلة ليها ضل!
قالها الخفير الهمام، بينه وبين نفسه، وهو يسرع في فتح الطبلة، وفكفكة الجنازير.
كان الـ(حسنين) على موعد.
كان حسن ساتي، قد (تلفن) للبدري:
- يا حسن، بكرة 7 صباحا، في مكتبي.. معاكم هناك في بحري.. ومعاك كل فايلات ناس التحرير.
دخل الاستاذ حسن مكتبه في بحري، ووراءه حسن البدوي، وكان مكتبه في الخرطوم، في تلك الحظة، يضج برنين التليفونات، من وقت لآخر.
كان ذلك - أيضا - شيئا غريبا، في مثل هذا الوقت من الصباح.
طنطن الخفير محمد صالح، بينه وبين نفسه، بصوت مرتفع، وهو ينزل الدرج:
- والله الليلة، لو ترنّو لحدث الساعة 9 ما في زولا بعبّركم.. انتو قايلين سكرتيرات استاذ حسن شغالات في النسيج.. وللاقايلين استاذ حسن شغال في الغيط، وماسك مويه؟
كان استاذ حسن، في تلك اللحظة، يمسك (فايلا)، ينظر للاسم، و(يختّو).. يمسك آخر، ينظر إليه من الداخل، ويمسك القلم ليكتب مذكرة، و.. و.. هكذا، حتى إذا ما انتهى خاطب مدير شؤون الموظفين:
- كل هذه القرارات، تطبع اليوم، وبالتاريخ الأنا حددتو، و.. تديني تليفون!
كانت قرارات بـ (أثر رجعي).
قرارات شملت ترقية محررين، استحقوا الترقية من وقت طويل.. وشملت تعيين محررين ومحررات كانوا تحت التدريب.. وشملت التصديق بسلفيات و.. و..
لملم استاذ حسن، أشياءه الشخصية من المكتب، ألقى عليه نظرة أخيرة، قبل ان يقفله و.. يسلم المفاتيح للخفير الهمام.
في تلك اللحظة، لملمت سكرتيرته ليلى، في مكتب الخرطوم، انفاسها، تلك التي بعثرها طلوع الدرج، وردت:
- والله، استاذ حسن لسع ما وصل!
- ......
- لمّن يجي، أقول ليهو منو....؟
- جعفر! (وخت السماعة).
شالت ليلى الطويلة، نفسا، قبل ان تجلس، وشالت زهيرة المليانة، التي كانت (يا دوب) قد لحقت بليلى، بعد طلوع من النوع الثقيل للدرج- شالت نفسين، ثلاثة، و..
- جعفر؟! جعفر منو يا ربي؟!
شبَّ السؤال - هكذا - في ذهن ليلى، و.. حين لم تأتيها الاجابة، بعد لحظة.. لحظتين، (اتمحّنت).
- الصوت دا ما غريب عليَّ!
هكذا، حدثت ليلى نفسها، بصوت عال،
- هوي، يا ليلى هوي.. قولي بسم الله، صوت شنو كمان؟
لم تقل ليلى بسم الله، ولم ترد على زهيرة، ذلك لأنها - وكانت لا تزال متمحنة - لم تدرك أن زهيرة دخلت وراءها بعد خطوات.. وذلك لأنها لم تسمع - بالتالي - صوتها على الاطلاق.. صوتها الذي لم يكن منسجما اطلاقا مع رائحة (الكبرتة)، تلك التي كان يضج بها جسدها كله!
- يا ربي جعفر؟ جعفر منو؟!
لم تنتظر اجابة من الرب، راحت تمرر الصوت (الماغريب عليها)، على (عدسة) أذنها الخارجية، وأذنها الوسطى، وأذنها الداخلية، وتستدعي.. تستدعي إلى ذهنها - في الوقت ذاته - كل الجعافر الذين يمكن أن يعرفهم حسن ساتي، ويمكن - بالتالي - لأي منهم أن يتصل عليه، في مثل هذا الوقت من الصباح.
- يا ربي يكون جعفر حسين؟ لا، لا ما أظن!
جعفر قاقرين.؟!لا..لأ استاذ حسن هلالابي, لو قلنا علي قاقرين كان معليش!!
- جعفر الريابي.. لا، لا.. ريابي شنو كمان!
- جعفر شيخ ادريس. دا أنا سامعا بيهو سمع... وأصلو ما سمعت صوتو!
-جعفر عبدالرحمن؟! لوكان هو كان سلم علي,وكان قال داير تيتاوي!!
- جعفر؟ جعفر.. جعفر؟ جع..
و.. فجأة (نط ) ذهنها. انتبهت بأنفها أيضا - في تمام اللحظة - الي رائحة (الكبرته) التي كانت تملأ المكتب، فادركت_ في التو_ ان زهيرة قد طلعت آخر درجة من السلم، ووصلت تربيزتها كمان:
- كرُ.. كرُ عليَّ الليلة يا زهيرة..أنا ما ودّرتو!
بالطبع، لم تلتقط زهيرة (الواو الضكر)، في (ودرتو)، شبَّ صوتها، ولم يكن مكبرتا على الاطلاق:
- هوى يا ليلى هوى.. قولي بسم الله.. ودرتي منو؟!
راحت زهيرة تعاين إلى ليلى الطويلة، من تحت، وتصنقع لتعاين إليها من فوق، بعينين مكبرتتين، قبل ان يثقب صوت ليلى النحيل، المسافة التي بينها وبينها.
- ودّرت صوتو!
- هوي يا ليلى هوي.. أنا زمان كنت قايلة ماسكك مرض حامد وبس.. الليلة جابت ليها كمان اندراوة؟!
حكت ليلي لزهيرة، ما حكت؟! أنا... عارف!
ما أعرفه أيضا، أن زهيرة التي دقت سريعا جد صدرها، قالت لليلى: كان كدا، والله الليلة ووو.. ب عليك يا ليلى!
مع «الووو.. ب»، كانت جزمة ليلى تطرقع في الدرج .... طرق رع، في طرقعات متواترة، سريعة، إلى تحت.
كنا اثنين، في المكتب.
وكان بيني وبين صديقي عبد المنعم عوض الريح، الذي كان يعمل في مكتب الأمم المتحدة للاعلام (القريب جدا من مكتبنا)، كانت بيننا دخان سجارتين، ورائحة جبنة الرشيد المعتّتة.
كان يقرأ في كلمة الأيام.
وكانت (البرنجاية) تترمّد بين اصبعين من اصابع يده، الخمسة.
وكان - مرة مرة - يقطع القراءة، ليقول:
- والله دي شتلة سمحة سماحة!
يطلق ضحكة، ويقرأ.
ثم، يمص نفسا:
- والله انتو يا شكاشيك.. مرات مرات عندكم شكشكة في (الأيام) دي نجيضة نجاضة!
ذلك هو صديقي، عبدالمنعم شتلي، كان له قاموسه, مفرداته الخاصة: الكرافتة مثلا عنده (ظمباجة)، والظمباجة تعني عنده أيضا (القزازة)، والظمبجة قد تأخذ في كل مرة معنى آخر.
- شوف ياشكشوك، الليلة لو ما ظمبجوكم انتو الأربعة، وحسن ساتي، تب تاني ما بتتظمبجوا!
يطلق ضحكة من ضحكاته الشهيرة.. يمص نفسا، ويروح يقرأ، ثم..
- والله دي شتلة ما فيها أي اتنين تلاتة... شتلة امها بت عم ابوها.. قت لي كتبتوها حداشر بالليل، وكنتوا واعين كدا ؟!
و..
الكتابة الفنانة عند شتلي, هي شكشكة ,الشكشكوك عنده , هو الذي يتشكشك في الكتابة!
ذلك هو شتلي.. «الكتابة» في مفرداته الخاصة..ايضا.. (شتله): والله انت الليلة شتلت ليك شتلة جهبوذة.. أو: دقائق النشتل الشتلة دي، ونقوم نجيب الظمباجة!
هكذا هو..
نشتل.. شتلة، وشتلتها.. حتى.. حتى اطلق عليه احدنا (عبد المنعم شتلي).. وذاع اللقب.. وظلت تمشي به حتى ألسنة «الامميين» في (اليو اند بي).. وظلت تمشي به حتى يوم الناس هذا، ألسنة «الأمميين» في نيويورك.. حيث هو الآن صديقي (شتلي)، في مبنى الأمم المتحدة... كما كان في الخرطوم.. اتخيله: ليس خانقا نفسو بـ (ظمباجة)، وأغبـ....آش.. (أغبش زي الفول المدمس!).

- شوف يا شيخنا .. ما كان ممكن تشتلوها الا بالطريقة دي.. صحي.. صحي فيها شوية جغمسة.. لكن كمان ما نحن بنعرف برضو .. ما كان عندكم أي طريقة يا شكاشيك غير انكم تجغمسوا .. والجغمسة - ما انت عارف وانت شكشوك كبير - بتكون في مرات كتيرة ضرورية عشان التولا دي.. لكن أي زول لابس نضارة زي نضارتي دي بعرف .. بعرف انكم كتبتوا كلاما نجيض و.. «اطلق ضحكة» ويغطس حجركم!
و.. طبقّ شتلي الجريدة،
شالا..
- اسمع الصحافة .. الصحافة ما جاتكم؟
و.. حين قلت له «لسه» لفح شتلي- سريعا جدا- رجليه الاثنتين، اطلق واحدة من ضحكاته المشاغبة جدا:
- بلقاها ..بلقاها في مكتبي .. كدي النجري نحصل، ونشوف فضل الله ركز وللأ اتفنس في الدربُكة دي!
هو طالع، لافح كرعيه..
وهي لافحة كرعيها، نازلة،
أوشك كل منهما، أن يصطدم بالآخر، قريبا جدا من المدخل الداخلي، لمكاتب الأيام:
- قُت ليك يا عبد المنعم شتلي، ما شفت ليّ استاذ حسن ساتي؟
توقف عن اللفح،
صنقع ليها من فوق النضارة:
- يا ليلي.. يا ليلي، انت متين قبل كدا قلتي لي؟ ثم .. حتى لو قلتي لي، بتفتكريني يا العشا البي اللبن - إنو أنا مركّب الظمباجة دي في عيوني ديل عشان أشوف ليكي بيهاحسن ساتي ؟!
لم ينتظرها تقول «آي» وللا «لا»،
اطلق ضحكة،
ولفح..
ولم تضحك هي.
كانت تتاوق، تتاوق ليست كأم العروس، كان ريقها ناشف، وفي اذنها اسم واحد فقط: «جعفر» ..وفي مكان ما في فمها جملة ،واحدة، تريد أن تتخلص منها في أول »شوفة» وترتاح !
- يا استاذ حسن جعفر نميري ضرب.. ضرب كايس ليك!

Post: #120
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 04-07-2006, 03:44 PM
Parent: #119

يا هو فوق ياهاشم كرار....

ومتابعين..

Post: #121
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: الجيلى أحمد
Date: 04-07-2006, 03:50 PM
Parent: #1

سلامات ياباشمهندس
والتحايا عبرك للصحفى هاشم كرار

كلام زول مجمع ونص ,دا كلام يتور النفس..
مقدره غريبه على السرد وذاكره حديديه
وعين مرهفه وحساسه لتفاصيل تبدو لغير المبدع
غير ذات قيمه..

ياكريم تحاياتنا لهذا الكاتب الفخيم الذى حبس أنفسانا
ولك

ومتابعين

Post: #122
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-08-2006, 11:11 AM
Parent: #1

شكرا يا أستاذ هاشم كرار ويا باشمهندس عبد الكريم على الحلقة الخامسة..

فوق...

Post: #123
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 04-09-2006, 08:37 AM
Parent: #122

لكم الشكر الجيلي..والاخ ياسر الشريف...الاستاذ هاشم يغريكم اعطر السلام...


وعدا بمواصلة..تلك الزكريات..فترقبوها..قريبا

Post: #124
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: الجيلى أحمد
Date: 04-11-2006, 03:00 PM
Parent: #1

كلام زول مجمع ونص دا,لازم يكون فوق..

منتظرين ياكريم
و هاشم كرار

Post: #125
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: الطيب بشير
Date: 04-11-2006, 08:32 PM
Parent: #124

0
التحية للباشمهندس عبدالكريم
و لأستاذنا الرائع هاشـم كرّار
مستمتعين
و
منتظـرين
بس قلنا نحيي
.

Post: #126
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 04-12-2006, 08:22 AM
Parent: #125

شكرا الرائع الجيلي...

ومرحب اخوي الطيب..ومعكم سنواصل المشوار مع زكريات الزول المجمع ونص ده...

..

Post: #127
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: فيصل عباس
Date: 04-16-2006, 04:06 AM
Parent: #1

كيكي

سلام ليكم حد المقام الذي يسكنه ذاك (المحمود) شهيد فكرنا

كيكي
ماذا يعني ان يكون هذا البوست في الصفحة الثالثه ويكون الغثاء في واجهة المنبر؟؟
سؤال تاني
انتقاله للصفحة الثالثه
هل يعني ان ام المفاجأت قد ماتت ولحقت بالشهيد في علياءه ام ان ذاكرة ذاك السلطان (هاشم كرار) قد نضبت؟؟؟
ام انك ماعدت تحتمل هذا التوثيق وشرفه ام لان كيبوردك قد تمتع في الفتره الاخيره بعلاقته الحميمه كاويك ؟؟؟
وما عدنا نحتمل هذا ولن نعد الي الصفحات الاخيره طالما ان للذاكره ادواتها التي يمكن ان تنشطها
وانه لايمكننا مصادره الحقوق في تعدد العلاقات ويمكن لكيبوردك ان يرجع الي هذا المقام
وان بالامكان احياء الذي مات وانات اخرى
كثيرات تعج بها دواخلنا


ورغما عن الذين يعملون على ابعاده من الصفحات العلى
سارفعه اليها (علما بانني لم اكن بقدر هامه من يكتب عنه ولا عن من يكتبون عنه)
سارفعه وفي داخلي حلم ولانه يحمل مضامين توثيقيه تهم الاخرين كثيرا
سارفعه الي هناك
لرغبه اخرى وخاصه جدا تسكنني ,, سارفعه وعلها تتحقق
قريبا

فقط ادعوا معي لتحقيقها
ثم ندعو ذاك الهاشم ودون كرار كي لا يفر منا بعيدا فهو رجل يصعب الامساك به
نقول ليه كر فينا من جديد وعلى كيفك بس براحه علينا في كرك
كر علينا كرا يوحدنا
كرا جميلا لايحمل شيئا من معاني الشتات


تسلموا

Post: #128
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: الطيب بشير
Date: 04-16-2006, 09:48 AM
Parent: #127

.
سلامات يا فيصـل
أظـن أن الأخ هاشم كرار مشغول مع محسـن خالد، ضيف الدوحة الكبير، و قيل إنّـه طبخ حلّـة على شرفه أسماها باسم النسـاء اللواتي يقايضن الجنس بالمال ....أو كما قال..نحن في انتظاره ..و تحياتنا لعموم بورداب الدوحة.
.

Post: #129
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: حامد بدوي بشير
Date: 04-16-2006, 01:23 PM
Parent: #1

قتلتم الرجل لتقنعوا أنفسكم أن العالم مسطح فتنامون تلك الليلة؟؟

ألا تزالون نيام؟

كان العار لكم وكان له له الخلود.

هل لا تزالون قادرين على النوم؟.

الناس نيام .. إذا ماتو انتبهوا ...

Post: #130
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 04-17-2006, 01:09 PM
Parent: #129

الاخوان الاعزاء..

فيصل عباس والطيب بشير وحامد بدوي

لكم التحية مني ومن اخوكم هاشم كرار الذي استطعت وبعد تلتلة


من القاء القبض عليه موخرا للحلقة القادمة التي ستري النور قريبا..

Post: #131
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 04-18-2006, 09:41 AM
Parent: #130

Quote: سلامات يا فيصـل
أظـن أن الأخ هاشم كرار مشغول مع محسـن خالد، ضيف الدوحة الكبير، و قيل إنّـه طبخ حلّـة على شرفه أسماها باسم النسـاء اللواتي يقايضن الجنس بالمال ....أو كما قال..نحن في انتظاره ..و تحياتنا لعموم بورداب الدوحة.


سلام ابو الطيب..

راجع بوست(كمبو الري..حكايات سوفيت واخريين)..لامر هام وضروري

Post: #132
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: الطيب بشير
Date: 04-21-2006, 02:57 PM
Parent: #131

.
Quote: لكم التحية مني ومن اخوكم هاشم كرار الذي استطعت وبعد تلتلة

من القاء القبض عليه موخرا للحلقة القادمة التي ستري النور قريبا..


يا هندســة

أظـن أن الأستاذ هاشـم عاوز أمـر قبض عديييييل

قول ليهو ياخ الطيب بشير دة نصو إعلامي..و نصـو بوليص

و الله هاشم دة و لا بيخاف و لا حاجة

ياخ أنا غيّـرت رأيي

قول ليهو تعال فرّح ليالينا

.

Post: #133
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: الطيب بشير
Date: 05-03-2006, 10:53 AM
Parent: #132

.

Quote: قول ليهو تعال فرّح ليالينا


.

Post: #134
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 05-06-2006, 05:28 AM
Parent: #133

نعود..اليكم..بعد ان القينا القبض علي الاستاذ هاشم كرار لكي يعود الينا

هنا مواصلا افاداته عبر الزمن..

والي الحلقة(5) ب

Post: #135
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 05-06-2006, 05:45 AM
Parent: #134

كلام زول مجمع ونص

الحلقة 5_ب

(لقاهو):
- Yes.. معاك حسن ساتي!
-...
و... لم أكن ثالث اثنين، إذ هما على الخط السري.. ولم تكن ليلى الطويلة- بالطبع - (تتاوق)، تتاوق بأذنها.. ولم يكن فمها، بصوته النحيل، في أذني، بعد تلك المكالمة في ذلك اليوم أو في أي يوم آخر على الإطلاق، لكن.. لكن أبوعلي حدثني عن جعفر (المنصور):
-يا حسن، ما معقول أولادك يكتبوا في قضية محمود محمد طه، والقضية حتى الآن أمام القضاء.. وأمام رئيس الجمهورية.. أمامي أنا. وأنا عاكف عليها هسع.. أدرس فيها من كل الجوانب!
لم أكن في المكتب الذي كانت تفوح منه - في تلك اللحظة - رائحة سمك البربري، لأقرأ في ملامح وجه حسن، رد الفعل على كلام (جعفر)، ولم أكن في حضرة (جعفر)، لأقرأ في (وشو)، ما كان يدور في (مخو)، وهو يقول ما يقول..
لم يحدثني..
لم يحدثني - بالطبع - جعفر، عن أبوعلي، لكن.. لكن الأخير حدثني فقال: قُتْ ليهو..
- قت ليهو شنو؟
-قت ليهو.. معليش.. معليش يا ريس.. بسْ المكتوب الليلة في الأيام، لم يكتبه أولادي.. وانما كتبته أنا!
- وقال ليك شنو؟
- شكرا يا حسن، و...!
- و.. و.. شنو؟!
- و.. خت السماعة!
رنّ الجرس، ولم يكن ذلك، أول جرس يرن.. كانت الأجراس تتخابط، منذ ان (لفح) عبدالمنعم شتلي، كرعيه الغُبُّش- بعد ان قال لليلى الطويلة ما قال- ليمشي يشوف - كما قال - (فضل الله ركز وللاّ اتفنس في الدربُكة دي)!
- أيّوه.. (الأيام).
- يا ناس الأيام عافي منكم.. عافي منكم!
كان ناس الأيام، في ذلك الوقت من الصباح (مدنقسين) ولا.. (ولا بغمْ) يقرأون في الصفحة الأولى، أفضل ما كتبته (الريمستار)، في تاريخ (الأيام):
أبو العزائم، كانت عيناه الكبيرتان، تكبران وراء نظارته الطبية السميكة، بين كل سطر وسطر.. صباح (غرقانة)، ولا يمكن - اطلاقا- انتشالها من تلك (الدنقسة)، حتى.. حتى بمتاوقة من دكتور مضوي، أو (متاوقتين).. عمر اسماعيل، كان يتلّمس من وقت لآخر (المغزوز في اضانو)، البزيل بلم.. فايزة شوكت، تلملم مع كل جملة جزءا عزيزا من خاطرها: خاطرا اللي كان انكسر.. سمساعة، كان يرفع رأسه من الجريدة، ويعاين.. يعاين لانعام.. (علاّ.. علاّ) انعام ما رفعت رأسها، ليقول لها: (الكلام دا كلام عديل.. علاّ، علاّ بجيب من الناس الفوق الكلام اللعوج..بجيب الضقلها يكركب!).. النحاس، يجبّد في (شعرو) المفلفل، الخشم متربس بالتمباك، ولسان الذي.. محمد لطيف، صدرو اتنفشْ، وطيّر الزرارة الزرّرا يوم المكاشفي جا.. نجوى حسين، نفيسة، عواطف، الزين الشين، واسامة.. اسامة سيد عبدالعزيز (مدنقس) يقرأ.. يقرأ بدون ان يأكل أي (را)، يقرأ - لأول مرة - بلسان عربي مبين، وليس بلسانه ذاك (الفيهو لجنة).. والبلال.. البلال في (مكتبو)! بلا (ها.. ها.. ها)، تلك التي تخرج متقطّعة، هكذا، من بين لهاته وجيوبه الأنفية، قبل ان يقطعها- فجأة- و(يخش) في موضوع آخر!
- أيوه.. ايوه الأيام.. معاي منو؟!
لم أعرف صوته.
- يا ود الكرار.. ازيك!
هكذا، عرف هو صوتي، برغم إنني التقيته، وكلمته، في هذه الدنيا، مرة واحدة وبسْ - تحديداً قبل أقل من أربعة أشهر- حين استوقفني، في نص السوق العربي، ليقول لي: (هاشم كرار؟! عافي منك دنيا واخرى!) كنت في ذلك اليوم (عشرين اكتوبر)، في ذلك الوقت في بوكسي السكرتارية السجم، المكتوب عليه (بالجنبتين) (الايام) بخط أحمر، أوشكت الأيام ان تسهك حمرته سهكا.
قدرت - بالطبع - انه ربط بين بوكسي (الأيام)، وصورتي المنشورة في ذلك اليوم، قبل أن يقول ما قال.. ولم يقل ما قال، الا لأن (الأيام)، في ذلك اليوم، كسرت محرّماً من المحرمات: الحديث عن ثورة اكتوبر، بنشرها حوارا مطولا لي، مع سر الختم الخليفة، رئيس وزراء حكومة اكتوبر، في صفحتي النُص، تحت عنوان (حوار الخطر)، في (الأيام الأسبوعي).
- أظنك ما.. ما عرفتني!
لم ينتظرني ريثما (أحك راسي)، وأضع صوته - من جديد - تحت عدسة أذني، لأزيل غشاوة من عيني الذاكرة - ذاكرتي - واشوفو بـ (خضرتو السودانية العريقة) و(شلوخو المطارق)، كما (شفتو) لأول مرة، وجها لوجه في ذلك اليوم، من أيام السوق العربي.
لا. لم ينتظرني، لأقول له: (واللّه لو ما بخاف الكضب أقول معاي.....)، أردف هو سريعا جدا:
- معاك الحاج عبدالرحمن!
- بل معاي.. عطبرة!
ابتسم في أسى. هذا ما تخيلته، وقد جاءني صوته موجوعاً بالحنين: - يا حليل عطبرة يا ولدي، يا حليلا، ويا حليل أبرولاتا وعجلاتا واضراباتا.. يا حليلا، ويا حليل حديدا ونارا!
- ويا حليل قطارا.. قطر واقف.. وقطر ماشي!
- و.. (عمي الزين محكّر في قطار الهم).. يا هو دا بسْ.. عمي الزين محكّر.. ونحن محكرين فيهو.. في قطر الهم دا.. القطر المافيهو مفتش، ولا فيهو كمساري، ولا فيهو عطشجي، ولا فيهو فانوساً يضوي.. ولا فيهو لمبة.. ولا ليهو تابلت!
- والمحطة؟ آخر محطة وين يا حاج؟!
- المحطة؟!
(قالها) وزفر.. زفر نفساً حارا. استذكر تاريخاً من المحطات، واستذكر قطر النضال الولىّ، قبل ان يملأني كلي- أولي وآخري- صوتو المشلخ تلاتة:
بذكّرك.. محطة، محطة..
وبذكرّ مناديلك الحمرا،
ما صدفة..
وبذكرّ سؤالك ليْ، متين..
متين، جرح البلد،
يشفى..
ومتين..
متين تضحك، سما الخرطوم، حبيبتنا..
ومتين،
متين تصفى!
ذلك هو الحاج عبدالرحمن،الرجل التاريخ, كما عرفته في يوم (الريمستار) ذاك: رجلاً موجوعا جدا، ومحكّر.. محكّر- متلي متلك ومتل أي سوداني آخر صميم الفؤاد- محكّر متل عمي الزين، في (قطار الهم)!
- ودعتك الله!
لا أذكر، ما إذا كنت أنا- من جانبي - قد ودعته الله، أم لا، كل ما أذكره انني شعرت بوحشة.. كل ما أذكره انني شعرت بفرح غريب.. كل ما أذكره انني قلت بيني وبين نفسي، وأنا أضع السماعة، ان هذا الرجل (الأبرولي) الذي (نكَتْ) من المسرح- , وليس من السكة الحديد، (قطار الهم) ليوصل فكرته بمثل كل هذا الترميز- كان يمكن ان (ينكُتْ) من ذات المسرح (العمة الواقعة) و(اللسان المقطوع) (ونحن نفعل هذا أتدرون لماذا؟)ليّجيرّاسماء هذه المسرحيات,علي مسرح الدم هذا, وما (العَّمة الواقعة) التي ترمز الى الفضيحة، في مسرحية حمدنا الله عبدالقادر إلاّ عمة أي سوداني.. وما (اللسان المقطوع) إلاّ (لسانو).. وما الضمير في مسرحية (نحن نفعل هذا أتدرون لماذا؟).. ضمير المتكلم، إلاّ ضمير القتلة.. وما الاجابة على السؤال، في المسرحية التي كان يلعب فيها، بفنيات عالية عثمان جمال الدين، وصفوان عثمان، واحمد اسماعيل، وعيسى تيراب، وغيرهم من العقد المسرحي الفريد - إلاّ «لا» ذلك لأن الضُلَّمة التي تكل عليها السودانيون عكاكيزهم وتحكّروا في قطار الهم - ما تركت في البلد الحدادي مدادي من زولا سمع.. ولا تركت فيه من زولاً شاف!

Post: #136
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 05-07-2006, 04:03 PM
Parent: #135

Quote: متين تضحك، سما الخرطوم، حبيبتنا..
ومتين،
متين تصفى!


فعلا...ياهاشم..متيييييييييين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Post: #138
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: serenader
Date: 05-10-2006, 08:59 AM
Parent: #1

طيب الباقي متين؟

Post: #139
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 05-10-2006, 11:36 AM
Parent: #138

Quote: serenader


تشكر علي المرور ..والسوال

الباقي قريب ..وانا عامل كمين مسلح لهاشم كرار..

وبودعك بنجاحو قريب..

Post: #141
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 05-18-2006, 04:26 AM
Parent: #139

كرومة ياهندسة واصل مشوارك مع المتفلت هاشم !!
اراك قادرا على تحريك ذاكرته الخربة وهي تحتاج "لوقود" او"سبيرتو" !!
هاشم مبدع يحكي قصصا واقعية كشاهد عصر. ارجو ان يواصل .
ايضا .. هاشم يوثق للصحافة السودانية وكيف تعاملت مع مثل هذه الاحداث التاريخية .
تكتمل الصورة برواية اخرى من الزملاء في جريدة الصحافة :
- فيصل محمد صالح - رئيس تحرير الاضواء
- محمود راجي - مستشار اعلامي - سلطنة عمان
- علي ابراهيم علي - واشنطن .
ونحن في الانتظار سواء من (الايام) او (الصحافة) !

Post: #142
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 05-25-2006, 03:35 AM
Parent: #141

يكتب الزميل (المتفلت) هاشم كرار حلقة جديدة عن الاستاذ ويكشف اسرارا جديدة تتناول :
- تفاصيل ليلة ما قبل الاعدام .
- تفاصيل الاعدام .
- من الذي هتف ( سقط هبل).
الى جانب اسرار مثيرة وخطيرة تنشر لاول مرة .
كونوا معنا .

Post: #143
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-25-2006, 12:03 PM
Parent: #1


Post: #144
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 05-27-2006, 10:09 AM
Parent: #143

بينما الطفابيع يحتفلون برائد صفائح الدم والمجازر البشرية
ويبشرون بعودة عصر السفاح نميري اللعين
نعود الي تكية صديقنا هاشم كرار ونحي كل شهداء الوطن
ونراوغ الزمن ونتحايل علي التزامات هاشم كرار لكي ياتي الينا
هنا ويواصل ذلك السرد الخرافي لاكثر حقبة دموية وبشاعة
في التاريخ الحديث للسودان...وغدا سيعود هاشم كرار
لافادته عبر التاريخي ليواصل التزامه الصحفي امامكم...

Post: #145
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: الهام هاشم نجم
Date: 05-29-2006, 04:15 AM
Parent: #144

الي جميع الجمهوريين والجمهوريات خاصة المشاركين في هذا البوست، ياسر الشريف ، حيدر بدوى عمر هواري .

إلي متى نجتر الذكريات المريرة ونبكي الماضى ؟ هل اصبح الأستاذ محمود مجرد بطل تاريخي عاش في فترة مظلمة من تاريخ السودان وقتل في سبيل المبادئ والحريات ؟ مثله مثل الحلاج كما اورد عمر هواري ؟
نحتفل سنويا بذكري اعدام الأستاذ.. وتقام الندوات والمهرجانات في العواصم الغربية المتحضرة،، ويحضرها صفوة المجتمع السوداني، والمستنيرين من المجتمعات الأخري ويتحدث فيها صفوة الأخوان والأخوات الجمهوريات. وينتهي الأحتفال بترديد الأناشيد العرفانية والتقاط بعض الصور للذكرى !!!!! الأحتفال في السودان في موقع الحدث المحتفل به يتم بصورة متواضعة وذلك بتجمع عدد من الجمهورين والجمهوريات في منزل الأستاذ عبد اللطيف وينشد الأنشاد الجمهورى ويختم بقراءة القران الكريم ,,, وتزرف بعض الدموع الغزيرة على ذكرى ايام الجلسات العامرة في وجود الأستاذ الحسي ؟؟؟؟؟

نحتفل بذكرى اسشهاد الأستاذ وما زال القتلة والمجرمين يتربعون على عرش السلطة في بلد الأستاذ! لو استشهدنا كما استشهد الأستاذ لما تمكن هولاء الحثالة من الإستمرار، ولا يحتاج هاشم كرار أن يروي الأسرار بعد مرور اكثر من عشرين عام!

لو ابقينا الأستاذ حيا في وطنه ومشينافي خطواته،لمااصبح الأستاذ مجرد ذكري جديرة بالأحتفال.
لو لم نهرب الي الخارج وقاومنا الشر من الداخل لكان الحال الأن غير الحال!!

لو تذكرنا أن الأستاذ محمود كان دائم النقد للمعارضيين السياسيين الذين يتخذون من عواصم الدول الأجنبية مراكز لهم ويعملون على تقويض النظام الحاكم وهم في مآمن من البطش والتنكيل، لكنا أقمنا الاحتفالات والندوات والمراكز في الداخل حتى لو دفعنا ارواحنا ثمنا لهذا .وذي ما بيقول المثل السوداني ( الزيت لو ما كفى البيت حرم على الجامع )
لو لم نستطيع الأن آتخاذ موقف يشبه ولو قليلا موقف الأستاذ من التحدي،لو غلت علينا أرواحنا، واولادنا واموالنا ، فلنصمت فالصمت خير، وننتظر الفرج مع المنتظريين

Post: #147
Title: توثيق الأحداث والكتابة عنها لا يعني البكاء على الماضي واجترار الذكريات
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-30-2006, 07:51 AM
Parent: #145

الأخت العزيزة إلهام،
تحية طيبة
وشكرا على الكتابة في المنبر المفتوح لجميع السودانيين.. ولدي رغبة في التعقيب..
قولك:

Quote: الي جميع الجمهوريين والجمهوريات خاصة المشاركين في هذا البوست، ياسر الشريف ، حيدر بدوى عمر هواري .

إلي متى نجتر الذكريات المريرة ونبكي الماضى ؟ هل اصبح الأستاذ محمود مجرد بطل تاريخي عاش في فترة مظلمة من تاريخ السودان وقتل في سبيل المبادئ والحريات ؟ مثله مثل الحلاج كما اورد عمر هواري ؟

إن توثيق الأحداث والكتابة عنها لا يعني البكاء على الماضي واجترار الذكريات.. لقد استطاع النظام بماكينته وإعلامه في ذلك الزمن تغبيش صورة الجمهوريين وصورة الأستاذ محمود.. يكفي للتدليل على ذلك أن كلمة الأستاذ محمود الخالدة التي قالها أمام "المحكمة المهزلة" في يوم الإثنين 7 يناير لم يتمكن السودانيون من سماعها في ذلك اليوم.. لقد عمد التلفزيون إلى قفل الصوت عندما جاء حديث الأستاذ.. وفي المقابل قام التلفزيون والإذاعة ببث خطبة المكاشفي والنميري، وكتبت الصحف بمثل ما ترين فيما أوردته في الصفحة الأولى من هذا البوست.. الغرض من الكتابة هو التعريف بالأستاذ محمود، فهو ليس معروفا بما يكفي، وفكرته ليست معروفة بما يكفي.. كل ما في الأمر أن الذين يكتبون إنما يحاولون التعريف بالأستاذ من خلال فكرته ومن خلال مواقفه..

قولك:

Quote: نحتفل سنويا بذكري اعدام الأستاذ.. وتقام الندوات والمهرجانات في العواصم الغربية المتحضرة،، ويحضرها صفوة المجتمع السوداني، والمستنيرين من المجتمعات الأخري ويتحدث فيها صفوة الأخوان والأخوات الجمهوريات. وينتهي الأحتفال بترديد الأناشيد العرفانية والتقاط بعض الصور للذكرى !!!!! الأحتفال في السودان في موقع الحدث المحتفل به يتم بصورة متواضعة وذلك بتجمع عدد من الجمهورين والجمهوريات في منزل الأستاذ عبد اللطيف وينشد الأنشاد الجمهورى ويختم بقراءة القران الكريم ,,, وتزرف بعض الدموع الغزيرة على ذكرى ايام الجلسات العامرة في وجود الأستاذ الحسي ؟؟؟؟؟

من يقرأ عبارة "العواصم الغربية المتحضرة" يظن أن الجمهوريين يقيمون "الندوات والمهرجانات" في كل هذه العواصم.. والحقيقة غير ذلك تماما.. فلعدة سنوات كان إحياء ذكرى استشهاد الأستاذ يقام في مدينة آيوا سيتي، وفي يناير الماضي أقيمت الذكرى في مدينة واشنطون على مدى يومين اشتملت على ندوة وقدمت فيها أوراق، وتم تدشين "مركز الأستاذ محمود" ويمكن الضغط على الوصلة لمعرفة أهداف المركز
http://alustadhcenter.org/
كإضافة لموقع الفكرة الجمهورية الذي أقامه الأخ عمر هواري منذ عديد السنوات وكان له الفضل في تعريف كثير من الناس بالأستاذ محمود وبفكرته ومواقفه.
أما في السودان فإن لقاء الجمهوريين والجمهوريات لا يقتصر على إحياء الذكرى.. أما الصورة التي تحتوي على اللقاء والإنشاد وقراءة القرآن في الذكرى فهي ليست بغرض ذرف الدموع على الماضي، وإنما لمحاولة معيشة "حياة الفكر والشعور" كالتي كانت تتم في جلسات الأستاذ.. فهل هذا عيب يا ترى؟؟!!

قولك:

Quote: نحتفل بذكرى اسشهاد الأستاذ وما زال القتلة والمجرمين يتربعون على عرش السلطة في بلد الأستاذ! لو استشهدنا كما استشهد الأستاذ لما تمكن هولاء الحثالة من الإستمرار، ولا يحتاج هاشم كرار أن يروي الأسرار بعد مرور اكثر من عشرين عام!


كما قلت سابقا، إن الغرض هو التعريف بالأستاذ وبفكرته ولكن ظروف البعض لا تسمح لهم بالمشاركة إلا في مناسبة الذكرى.. ولو كانت إزالة نظام "قتلة الأستاذ" تفيد لكانت قد أفادت عقب "انتفاضة" أبريل التي أنهت حكومة نميري.. لقد زال نظام نميري وبقيت قوانينه سيئة الذكر "قوانين سبتمبر" حتى جاء انقلاب الجبهة فأعطاها إسما آخر وتمت إضافة مادة "الردة" إليها.. الثورة التي تدعو لها فكرة الأستاذ محمود ثورة فكرية، ولكن الجمهوريين أحيط بهم عندما نقل المتآمرون القضية من سياسية بسبب توزيع منشور يطالب بإلغاء القوانين، إلى قضية ردة استخدمت فيها قوانين سبتمبر لإلصاق صفة "الكافر المرتد" بالأستاذ محمود، وأذيع ذلك من منبري الإذاعة والتلفزيون على لسان المكاشفي وعلى لسان النميري.. ثم أحضر الجمهوريون الأربعة لمشاهدة مقتل الأستاذ محمود أمام أعينهم.. وكانت الخطة هي انتداب لجنة من "العلماء" لمراجعتهم وعلى مدى شهر كامل، فإن لم يتوبوا ينفذ عليهم حكم القتل.. هل هناك صعوبة في تخيل ما كان يرمي إليه المتآمرون من مسألة "مراجعة الأربعة" بعد مقتل الأستاذ؟؟ لم يعطهم الأستاذ فرصة بمقاطعة المحكمة وعدم الاعتراف بقوانين سبتمبر وبالمحكمة التي تشكلت على أساسها.. ولكن بعد صدور الحكم وبعد التخلص من الأستاذ يريد المتآمرون محاكمة الفكرة الجمهورية في شخص الجمهوريين الأربعة.. ولم يكن موضوع مهزلة "الاستتابة" هو الدستور أو القضية السياسية، وإنما كان الموضوع هو "غريب الفكرة الجمهورية".. لقد عمدوا إلى مسألة "الأصالة" وإلى مسألة "الإنسان الكامل".. تصوري!! على خلفية المشهد الصاعق في اليوم السابق، يطلبون من الجمهوريين الأربعة وصف الأستاذ محمود بـ "الكافر المرتد الذي أماته الله شنقا" وإلا يستمر الجدل حول "غريب الفكرة الجمهورية".. لم تكن هناك فرصة لمقاطعة لجنة الاستتابة، فقد كان الجمهوريون محكوما عليهم وكانت القيود في أيديهم وأرجلهم.. وكان الاستمرار في الجدل مع لجنة "المكاشفي" يعني تعريض الفكرة الجمهورية والأستاذ محمود لمزيد من التشويه، فكان أن اختار الجمهوريون الأربعة أن يدفعوا من كرامتهم ويرضوا بالذل وبالمهانة ويوقعوا على تلك التعهدات بصيغتها تلك.. وبالطبع لم يغب التفلزيون، أو يقفل الصوت، وإنما سجل كل المهزلة وأذاعها على الناس في نفس اليوم، وأظهر الجمهوريين بمظهر الذين يكفّرون أستاذهم.. ولكنك ترين أن الجمهوريين كان عليهم أن يمضوا في طريق الأستاذ ويتقدموا إلى القتل، وفي هذا ذهول عن الظرف المحيط بكامله، وذهول عن أن حدث القتل قد أحدث شرخا في مجمل ما كان يؤمن به الجمهوريون.. وهو شرخ لن يلتئم إلا بعد مضي بعض الوقت وإلا بعد أن تستيقن النفوس حقيقة مسألة الأستاذ محمود.. فيوم الثامن عشر ليس نهاية الأستاذ محمود، وإنما هو البرهان على صحة دعواه وعلى صدقه في زعمه الأصالة والفردية، وهذا هو محط الآمال..
Quote: لو ابقينا الأستاذ حيا في وطنه ومشينافي خطواته،لمااصبح الأستاذ مجرد ذكري جديرة بالأحتفال.
لو لم نهرب الي الخارج وقاومنا الشر من الداخل لكان الحال الأن غير الحال!!



من يقرأ هذا الكلام يظن أن الجمهوريين الذين "خرجوا" من السودان كان من الممكن أن يغيروا الحال لو بقوا وقاوموا من الداخل!! من هم الجمهوريون حتى يغيروا أنظمة حكم كنظام الجبهة؟؟ ما هي قوتهم العددية أو المالية أو التنظيمية أو سندهم الجماهيري، ليس الآن بل في وجود الأستاذ محمود نفسه؟؟ إن قوة الجمهوريين لا تكمن في قوة تنظيمهم وإنما في قوة فكرتهم.. ثم إن التنظيمات السياسية الأكبر من تنظيم الجمهوريين السابق لم تستطع أن تزيل نظام حكم الجبهة.. الحركة الشعبية نازلت النظام بالسلاح لأكثر من عشرين عاما قبل أن تصل إلى أن تعقد معه اتفاقية سلام نيفاشا!!! وبعدها اضطر التجمع الديمقراطي إلى محاولة اللحاق والمشاركة في الحكومة..

Quote: لو تذكرنا أن الأستاذ محمود كان دائم النقد للمعارضيين السياسيين الذين يتخذون من عواصم الدول الأجنبية مراكز لهم ويعملون على تقويض النظام الحاكم وهم في مآمن من البطش والتنكيل، لكنا أقمنا الاحتفالات والندوات والمراكز في الداخل حتى لو دفعنا ارواحنا ثمنا لهذا .وذي ما بيقول المثل السوداني ( الزيت لو ما كفى البيت حرم على الجامع )

هناك جمهوريون يعارضون هذا النظام من داخل السودان الآن، ويكتبون في الصحف، وأنا من هنا أحييهم.. وكل شيء بأوانه.. فربما يجيء الوقت لإقامة الندوات والمراكز في الداخل.. ولست أدعو أحدا إلى أن يدفع روحه ثمنا لأي شيء.. الفكرة الجمهورية لا تدعو إلى الموت في سبيل وطن أو إله أو دين!! إنها تدعو إلى الحياة في سبيل الله وفي سبيل الأوطان والدين، وهو كما تعلمين أصعب مئات المرات من الموت..

Quote: لو لم نستطيع الأن آتخاذ موقف يشبه ولو قليلا موقف الأستاذ من التحدي،لو غلت علينا أرواحنا، واولادنا واموالنا ، فلنصمت فالصمت خير، وننتظر الفرج مع المنتظريين


موقف الأستاذ لم يكن تحديا، وإنما كن مواجهة بمعرفة، وتسليم بإحسان.. ولو كان طريق الأستاذ هو السعي إلى الموت في سبيل الوطن أو في سبيل الله لكان فعل ذلك منذ خروجه من المعتقل الأول في عام 1948.. لقد اكتشف أمرا آخر هو الذي بسطه في كتبه بعد ذلك.. في تقديري أن العبارة يجب أن تكون هكذا: لو لم نستطع أن نرتفع إلى مستوى الحياة في سبيل الإنسان والوطن خارج السودان أو داخله فلنصمت فالصمت خير..

وشكرا لك
مع مودتي وسلامي لك وللأسرة، محمد والأبناء..

ياسر

Post: #146
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-30-2006, 05:12 AM
Parent: #1

لقد قرأت مقالا للأستاذ إبراهيم يوسف في جريدة الأيام
الأيام العدد رقم 8507: الثلاثاء
2006-05-23


http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147503071
أعاد فيه نشر فقرة كنت قد قرأتها في مقابلة صحفية مع النميري قبل عدة سنوات.. خلاصة الفقرة تقول أن النميري قد زار الأستاذ محمود في السجن وطلب منه أن يتنازل.. أريد أن أتوجه بسؤال إلى الذين يملكون تأكيد الحادثة أو نفيها عن علم، وأخص الأخ هاشم كرار.. هذه هي الفقرة التي جاءت في مقال الأستاذ إبراهيم يوسف:


Quote: اعترافات نميري:
كانت المحررة بجريدة الصباحية السودانية قد اوردت في تحقيقها مع نميري سؤال له (سيادة المشير نميري رغم انك قوي تأمر ولا تؤمر ولكن دفعت دفعاً للموافقة على اعدام محمود محمد طه لأن البعض اراد ان يزيحه عن طريقه)
وضع يديه على رأسه ونظر لأسفل وامتلأت ملامحه بأسى حقيقي حتى اشفقت عليه وندمت على هذا السؤال وبعد ان تخيلت صمته لا ينتهي قال (ندم العالم كله لن يكفيني حينما اذكر محمود محمد طه حقيقة ذلك الرجل الشيخ اسد أرائه العجيبة لم أكن اريد قتله الترابي قال لي ان محمومد محمد طه يريد أن يكون حلفاً مع اليسار ضدي وقال لي ان الجمهوريين قوة لا يستهان بها واذا اجتمع هو واليسار فإني لا محالة هالك وجاء قرار اعدامه حمله لي الترابي وطلب توقيعي عليه وقتها كان الأمر جد خطير في الداخل والخارج وحاول الجميع من قبل اثناء محمود محمد طه عن ارائه تركت القرار دون توقيع لمدة يومين وفي صباح اليوم الثالث ذهبت اليه بالملابس المدنية قلت له يحزنني ان تموت فقط تنازل عن ارائك ولكنه تحدث معي بطريقة ظننتها صلفاً وقتها ولكن الآن علمت أنها كبرياء بدقائق الأمور وقال لي تنازل انت عن ارائك أما أنا اعلم اني سأقتل واذا لم اقتل في محاكمة علنية سيقتلني الاخوان المسلمون سراً اذهب واتركني انا اعلم اني سأموت) انتهى.

Post: #148
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-31-2006, 08:50 AM
Parent: #1

الأخت إلهام هاشم نجم،
تحية طيبة
أريد أن أنقل مداخلتي معك في بوست الأخ محمد عكاشة عن ياسر عرمان إلى هذا البوست لتداخل الموضوع مع بعضه:

Re: ياسرعرمان وزيرا للثقافة... جيتنا وفيك ملامحنا!!!
..

Quote: سلام يا محمد لك ولضيوف البوست قراء ومشاركين.. خاصة الأخت الكريمة إلهام التي كتبت آخر مشاركة بتاريخ اليوم 31 مايو 2006 ولكنها لم تضعها في ذيل البوست وإنما في داخله في الصفحة الأولى حيث يصعب العثور عليها.. وها أنا أنقلها كاملة هنا لكي أعلق عليها وأطرح بعض الأسئلة على العارفين من أمثال صاحب البوست الأخ محمد عكاشة..


تقول الأخت إلهام:
Quote: في أواخر عام1984 تم اعتقال ياسر عرمان مع مجموعة من الطلبة اليساريين في سجن كوبر وكان وقتها طالبا في السنة الأخيرة في كلية الحقوق جامعة القاهرة الفرع ، وفي يناير 1985 تم تنفيذ حكم الإعدام على شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه ، وكان ياسر ورفاقه ما زالوا معتقلين في كوبر ، وبعد التنفيذ أفرج عنهم .

وأنا أريد أن أعرف من الأخ ياسر عرمان أو ممن يعرف، متى تم الإفراج عنه من سجن كوبر؟؟ هل بعد الانتفاضة أم قبلها؟؟ وأريد في هذه السانحة أن أحييه وأحيي جميع المعتقلين الذين كانوا في سجن كوبر في يوم الثامن عشر من يناير 1985، وهتفوا ضد الظلم، وأخص منهم الأخ الصديق والزميل الدكتور الشفيع خضر وقد حكى نفس الرواية التي نقلتها إلهام عن ياسر عرمان..

تقول إلهام:


Quote: عندما رجع للجامعة حدثنا اعن لحظات التنفيذ،وكيف أنهم كانوا يهتفون هتافات الغضب لساعات طويلة حتى جفت حناجرهم وكان لا يفصلهم من ساحة الإعدام إلا جدار، ولو ملكوا من أمرهم شيء لهدموه ، وظلوا في مكانهم يهتفون حتى ارتفعت الطائرة التي تحمل الجثمان الطاهر،،،
وفي أثناء كلامه كان يقاوم دمعة قهر وإحباط كادت أن تنزل من عينيه ،وكان ينظر إلي نظرات غضب شديدة وهو مستنكرا تراجع الجمهوريين؟؟ كأنما كان يحاسب جميع الجمهوريين في شخصي المسكين.
وبعد ذلك ذهب إلي الغابة واختار العنف وسيلة للتغيير.


في يوم الخميس 17 يناير وقبل أن يلقي النميري خطابه الذي أيد فيه الحكم على الأستاذ محمود قامت السلطات باعتقال الجمهوريات اللائي كن بمنزل الأستاذ، وقد حكت لي واحدة منهن أنها عندما أرادت أن تركب عربة البوليس شاهدت واحدة من النساء اللائي تجمعن لمشاهدة الحدث تنظر إليهن وقد تفلت عليهن وقالت بعض كلمات اللعن والإساءة بحق الجمهوريات.. وكذلك تم اعتقال الجمهوريين الموجودين ببيوت "الجمهوريين المسماة "أ" و "ب" و "ج" و "د".. ولم ينج من الاعتقال في ذلك اليوم إلا الذين كانوا خارج تلك البيوت، ولكن عدد المعتقلين والمعتقلات بلغ المئات..
لم يقم الجمهوريون والجمهوريات المعتقلين في مراكز الشرطة بمثل الهتافات التي وصفها الأخ ياسر عرمان والأخ الشفيع خضر في يوم التنفيذ، لأن طريقة الهتاف لم تكن من أساليبهم التي عرفها الناس عنهم.. ولكن ذلك لا يعني أنهم لم يكونوا مقاومين للظلم.. لقد ساروا جميعا في مظاهرات بالذكر بالإسم المفرد "الله الله الله" في ثلاث مسيرات قبل يوم النطق بالحكم في محكمة المهلاوي، ولم يشترك معهم أحد من بقية الشعب السوداني، وعندما اعترضهم البوليس في المسيرة الثالثة جلسوا على الأرض في ممارسة لما يسميه الأستاذ بـ "المقاومة السلمية والعصيان المدني" ولم يقوموا برجم البوليس بالحجارة أو الاشتباك معه، كما أنهم لم يفروا من أمام البوليس كما نرى في بعض المظاهرات الهاتفة.. وأنا دائما أقول أنني لا ألوم الشعب السوداني على موقفه من مسيرات الجمهوريين، بل أجد له العذر، فموقف الجمهوريين لم يكن مفهوما لديهم.. وأما اليساريون فقد كانوا يعتبرون الجمهوريين من سدنة نظام مايو، وأنهم يستحقون ما يجري عليهم.. وهذا هو السر في نظرة الأخ ياسر عرمان نحو إلهام في ذلك اليوم كما جاء في وصفها بعاليه.. وهو موقف لم يكن صائبا من اليساريين ومن الأخ ياسر عرمان.. فالجمهوريون أحيط بهم وأكرهوا على ذلك الموقف وكثير من السودانيين المنصفين يجدون لهم العذر، إلا الذين يريدون أن يحققوا المكاسب السياسية على حساب أرواح غيرهم..
الجمهوريون كانوا أيضا ضد خيار الكفاح المسلح، وهو موقف عتيد عندهم.. وكانوا دائما يقولون أن قصارى ما يفعله العمل المسلح هو أن يجلب الأطراف إلى تربيزة المفاوضات، وقد حدث ما قالوه بالضبط.. فها هي الحركة الشعبية لجأت إلى التفاوض وإلى السلام المبني على التفاوض وليس على فرض الرأي بقوة السلاح..

تتابع الأخت إلهام فتقول عن ياسر عرمان:

Quote: وقد رأيته بعد أكثر من عشرين عاما يجلس في مجلس الشعب مع على عثمان محمد طه! وأمين حسن عمر! وقد تغير شكله وبانت عليه مظاهر الراحة والسلام،، شعرت بانقباض حقيقي وتسآلت هل يا ترى سوف تنسيه المناصب والأضواء دموع القهر والظلم؟ ولا يملك إلا أن يساوم في المبادئ؟ وماذا يفعل مع الثقافة والإعلام ؟ أليس هو رجل قانون ؟ أليست قوانين القهر والظلم التي تسمى بقوانين الشريعة الإسلامية هي التي شردته لأكثر من عشرين عاما مازالت موجودة وسوف تظل تحكم الشمال حسب الاتفاقية؟ هل خرج ياسر للغابة من آجل رفع الظلم عن المهمشين الجنوبيين فقط ؟ و هل إذا انفصل الجنوب وتنفس الكيزان الصعداء واحكموا قبضتهم على بقية السودان باسم الدين،هل سوف يذهب ياسر عرمان مع الجنوبيين ويترك بقية السودانيين لقمة سائغة في فك الإخوان المسلمين وأتباعهم من القوى الرجعية ( كما فعل الجمهوريين ) ؟

الاتفاق معناه أن يتفق الأعداء أن يجلسوا مع بعضهم بعد السلام.. وياسر عرمان هو رئيس كتلة الحركة الشعبية بالبرلمان وقد كانت له مواقف مشرفة جدا أخرها موقفه وموقف الحركة من مسألة دستور ولاية الخرطوم الذي يحاول حزب المؤتمر أن يسير به في اتجاه يخالف الاتفاقية ويخالف دستور الفترة الانتقالية.. ولا أظن أنه قد نسي دموع القهر والظلم ولكنه اتخذ الآن الطريق السلمي والسياسي لتحقيق هدفه وهذا من الحكمة التي يستحق عليها هو والحركة الشعبية التهنئة، في حقيقة الأمر بدل الانتقاد.. فرفع الظلم عن المهمشين يجب أن يتم بالمثابرة والكفاح السلمي، وأنا سعيد بأن الحركة الشعبية قد رجعت عن خيار الحرب.. وما سوف تحققه عن طريق السلام لم تكن لتستطيع أن تحققه عن طريق السلاح..
قد لا يستطيع ياسر عرمان أن يمنع انفصال الجنوب عن الشمال لأن الاتفاقية كلها ما كان لها أن تحدث لولا أنها أعطت الجنوب حق تقرير المصير بواسطة الاستفتاء.. ولا أظن أن أحدا يمكن أن يلوم الحركة الشعبية إن هي اختارت خيار الانفصال.. الحركة الشعبية تريد دولة المواطنة والدستور ولكنها لا تجد دعما من السودانيين الشماليين.. الشماليون يريدون إسقاط نظام الجبهة ولكنهم ـ أو على الأقل أغلبيتهم ـ لا يجرؤون على انتقاد قوانين الجبهة ولا دستورها.. حتى اليساريون لا يستطيعون انتقاد الشريعة الإسلامية.. وفي مثل هذا المناخ ماذا يتوقع المرء من الجمهوريين؟؟ إن كثيرين منهم يقاومون ولكن بطريقتهم السلمية التي ربما يظنها الناس استسلاما وخنوعا..
الحركة الشعبية الآن اتضح لها أن حزب المؤتمر الوطني يريد أن يراوغ ويتحايل في مسألة إيرادات النفط.. وقد ظهر اختلاف الشريكين في مسألة دخول قوات الأمم المتحدة إلى دارفور..

ما أستطيع أن أقوله هو أن الأمل المتبقي للسودانيين هو تدخل الأمم المتحدة لإجبار الحكومة على الالتزام باتفاقية السلام مع الحركة الشعبية ومع الحركات المسلحة في دارفور، وحملها على عقد اتفاقية منصفة مع أهل الشرق، وضرورة الرجوع عن صيغة الحكم الشمولي من نوع "الحاكمية لله" بينما حقيقة الحكم من جانب المؤتمر هي حاكمية اللصوص والقتلة.. هذا النظام الاخطبوطي لن تسقطه انتفاضة، ولو حدثت انتفاضة فسوف يسرقها أهل المال والنفوذ في البنوك وأهل السلاح في الجيش وفي المليشيات، وسيخرج الشعب المسكين منها صفر اليدين..
ملحوظة: سأضع هذه المداخلة مع مداخلتي معك يا إلهام في بوست هاشم كرار وأضع وصلتها أيضا هناك.. فهي متممة لما قلته لك في تلك المداخلة وتجنبني التكرار..
وشكرا
ياسر


Quote: الأخ محمد عكاشة

في أواخر عام1984 تم اعتقال ياسر عرمان مع مجموعة من الطلبة اليساريين في سجن كوبر وكان وقتها طالبا في السنة الأخيرة في كلية الحقوق جامعة القاهرة الفرع ، وفي يناير 1985 تم تنفيذ حكم الإعدام على شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه ، وكان ياسر ورفاقه ما زالوا معتقلين في كوبر ، وبعد التنفيذ أفرج عنهم .
عندما رجع للجامعة حدثنا اعن لحظات التنفيذ،وكيف أنهم كانوا يهتفون هتافات الغضب لساعات طويلة حتى جفت حناجرهم وكان لا يفصلهم من ساحة الإعدام إلا جدار، ولو ملكوا من أمرهم شيء لهدموه ، وظلوا في مكانهم يهتفون حتى ارتفعت الطائرة التي تحمل الجثمان الطاهر،،،
وفي أثناء كلامه كان يقاوم دمعة قهر وإحباط كادت أن تنزل من عينيه ،وكان ينظر إلي نظرات غضب شديدة وهو مستنكرا تراجع الجمهوريين؟؟ كأنما كان يحاسب جميع الجمهوريين في شخصي المسكين.
وبعد ذلك ذهب إلي الغابة واختار العنف وسيلة للتغيير.
وقد رأيته بعد أكثر من عشرين عاما يجلس في مجلس الشعب مع على عثمان محمد طه! وأمين حسن عمر! وقد تغير شكله وبانت عليه مظاهر الراحة والسلام،، شعرت بانقباض حقيقي وتسآلت هل يا ترى سوف تنسيه المناصب والأضواء دموع القهر والظلم؟ ولا يملك إلا أن يساوم في المبادئ؟ وماذا يفعل مع الثقافة والإعلام ؟ أليس هو رجل قانون ؟ أليست قوانين القهر والظلم التي تسمى بقوانين الشريعة الإسلامية هي التي شردته لأكثر من عشرين عاما مازالت موجودة وسوف تظل تحكم الشمال حسب الاتفاقية؟ هل خرج ياسر للغابة من آجل رفع الظلم عن المهمشين الجنوبيين فقط ؟ و هل إذا انفصل الجنوب وتنفس الكيزان الصعداء واحكموا قبضتهم على بقية السودان باسم الدين،هل سوف يذهب ياسر عرمان مع الجنوبيين ويترك بقية السودانيين لقمة سائغة في فك الإخوان المسلمين وأتباعهم من القوى الرجعية ( كما فعل الجمهوريين ) ؟
سألني أستاذي الأستاذ محمود محمد طه ومعي مجموعة من تلميذاته بعد أن انهينا امتحان الشهادة السودانية، عن الكليات الجامعية التي ننوى الالتحاق بها فأجبته بأنني أريد أن ادخل كلية الصحافة والإعلام ، ظهر الاستياء على وجهه وقال لي ( هل تريدين أن تكوني بوقا )
إذا قدر لياسر عرمان أن يكون وزيرا فأتمنى أن يكون وزيرا للعدل، ليعيد للقانون هيبته بعد أن دنسه حثالة الأخوان المسلمين،، وأن لا يكون بوقا لكائن من كان مع احترامي الشديد له .

Post: #149
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 06-16-2006, 07:53 AM
Parent: #148

أين أنت يا أستاذ هاشم ويا باشمهندس عبد الكريم..

فوق

الشاعر عالم عباس كتب هذه القصيدة في فبراير 1985:
هنا:
http://www.alfikra.org/jan18/jan18_43.htm



..

Post: #150
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 07-08-2006, 12:34 PM
Parent: #1

الأخ بكري ابو بكر أمين موقع سودانيز أونلاين كتب بوستا جيدا فيه شهادة لعمار أحمد آدم بالصوت وقد كان حاضرا في المحكمة وفي ساحة تنفيذ الحكم على الأستاذ محمود..

أعتقد أنها وصلة مهمة وتكمل شهادة الأستاذ هاشم كرار بالرغم من تباين المواقف بين الشخصين ولكن المهم هو كتابة الشهادة.. ويا حبذا لو استطاع كل الذين لهم ذكريات وشهادات أن يسجلوها كتابة أو بالصوت..
Re: إلى الأخ بكري ابو بكر.. أين هذا البوست؟؟

وعشمنا أن يتمكن الأستاذ هاشم كرار من متابعة ما بدأه..

ياسر

Post: #151
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 07-11-2006, 02:29 AM
Parent: #150

الأخ الكيك أورد، مشكورا، ما قاله علي شمو لمجلة التضامن بعد إنفاذ جريمة العصر في عام 1985.. في هذه الوصلة..
Re: محاكمة راى فى القرن الواحد والعشرين .....سجل يا تاريخ
في محاولة لتبرئة نميري من تلك الجريمة..
وحسب تقدير الكيك، أراد علي شمو أن يوحي بأن المسئول عن الجريمة جهة أخرى..



Post: #152
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-12-2006, 10:23 PM
Parent: #151

عزيزي دكتور ياسر،
أتساءل معك، وأرجو من الأستاذ هاشم أن يواصل سرده، أو التعليق على ما فتحته منافذ هذه الغرفة الحوارية الواسعة.

Post: #153
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: najua hussain
Date: 07-13-2006, 01:05 AM
Parent: #152

أستاذي العزيز وصديقي الجميل هاشم

ثمرة الغياب خلال الفترة السابقة تمخض عن ابداع طربي. تشجيني القراءة لك وتطربني كتاباتك السيمفونية، وهذا بالطبع ليس بالأمر الغريب على هاشم كرار.

ليتك تفكر في توثيق هذه المعلومات في كتاب يصبح في متناول يد الجميع.

سأتابع مع اشتياقاتي.

Post: #154
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 09-14-2006, 02:12 PM
Parent: #153

نتمني عاجل الشفاء للصديق الشاهق الاستاذ هاشم كرار..
والجاتك ياهاشم في يدك بالجد ماسامحتك ابدا ولم تسامحنا نحن ايضا ..ان اليد التي خطت
هذا السفر نسال لها السلامة والصحة

Post: #155
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 09-18-2006, 02:55 AM
Parent: #154

انتظرونا هاشم في الطريق اليكم بحلقة جديدة من الاسرار !

Post: #156
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 09-18-2006, 06:29 AM
Parent: #155

أخ عبد الكريم تحياتي وشكري
ويا حبذا لو واصل الصحفي الجسور هاشم هذه المذكرات
أخ منصوري تحياتي
وتعرف جيدا أن الأستاذ لم يكن ينتظر ضوءا أخضرا فضوؤه الأخضر هناك حيث لا هناك.

Post: #157
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 09-18-2006, 10:05 AM
Parent: #156

مرحب الاخ عبدالحي علي
ولك الشكر والتقدير
وثق ان الاخ هاشم لن بفلت هذه المرة..بل سنسعي بكل ما نملك في ان نراه بيننا هنا
عضوا فاعلا ليكمل هذا المشوار ويواصل زكرياته
واطمنئك انه هنالك كمينا محكم لجلب هذا الرجل الجميل الي هنا بشتي الطرق..

Post: #158
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 09-19-2006, 02:30 AM
Parent: #157

أخ عبد الكريم سلام
Quote: ]واطمنئك انه هنالك كمينا محكم لجلب هذا الرجل الجميل الي هنا بشتي الطرق..

وبالمرة طمنا على صحته.
وتشكر أيها اللطيف.

Post: #163
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 09-21-2006, 07:16 PM
Parent: #158

الاخ عبدالحي هاشم بخير ويغريك السلام...

Post: #160
Title: لوحة تاريخية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-21-2006, 04:23 AM
Parent: #1

.

الأخ عبد الكريم
التحية
.. هذه الصورة من مستنداتي القديمة ، بنفس التاريخ (المـُر).





والكلمات المدونة إن لم تكن واضحة فهي:
لألاء ثغرك لا يزال يفـْتـَرُّ


فينا يعلمنا الصرامة
أبسمت أن ريعت حمامة؟
أضحكت إذ ورثوا الندامة؟
وتحرق الجلاد من ويل ابتسامة
لا تبتئس فأنا أجيبك صارخا
هذي علامات القيامة


والأبيات من قصيدة طويلة كتبتها في نفس اليوم، ولكنها ضاعت ولم يبق منها إلا هذه البطاقة التي كنت أحملها معي دوما في محفظتي.
.. وقد قال لي صديق كريم أن الأستاذ لما رفعوه إلى المقصلة ابتسم، ثم بسم بسمة أخرى كأنها الضحك، فهاج قسور غابة وأمر بتنفيذ ((( الحد))) ومع التنفيذ طارت حمامة كانت تراقب المشهد.
و... و...
وسلام أخي عبد الكريم.


.

Post: #161
Title: Re: لوحة تاريخية
Author: Yasir Elsharif
Date: 09-21-2006, 06:16 AM
Parent: #160

عزيزي أبي عز الدين البشرى

تحية المودة

لوحتك رائعة.. سأدعو الناس إلى رؤيتها..

تسلم..

ياسر

Post: #162
Title: Re: لوحة تاريخية
Author: Yasir Elsharif
Date: 09-21-2006, 06:40 AM
Parent: #160

عزيزي أبي عز الدين البشرى

تحية المودة

لوحتك رائعة.. سأدعو الناس إلى رؤيتها..

تسلم..

ياسر

Post: #164
Title: Re: لوحة تاريخية
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-21-2006, 07:48 PM
Parent: #162

تحياتي للعزيز هاشم، وتمنياتي له بعاجل الشفاء، وسلامي لأسرته الحانية، الودودة.

Post: #165
Title: Re: لوحة تاريخية
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 09-21-2006, 07:56 PM
Parent: #160

Quote: فينا يعلمنا الصرامة
أبسمت أن ريعت حمامة؟
أضحكت إذ ورثوا الندامة؟
وتحرق الجلاد من ويل ابتسامة
لا تبتئس فأنا أجيبك صارخا
هذي علامات القيامة

وتحرق الجلاد من ويل ابتسامة
شكرا الاخ ابي علي هذا الابيات الشاهقة
وهكذا هو وجدان الشرفاء دوما..فلقد كانت هذا الابتسامة مخيفة لذلك الجلاد
وكل الجلادين علي مدار التاريخ
وشكرا اخي ياسر الشريف..والاخ الدكتور بدوي
والاخ هاشم بصحة بخير ويغريكم السلام ..ونجهز معه ترتيبات لانزال بقية الحلقات

Post: #166
Title: رمضان كريم
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-25-2006, 04:25 AM
Parent: #1



رمضان كريم

تصوموا وتفطروا

على خير

Post: #168
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 12-07-2006, 08:34 PM
Parent: #1

سلامات يا عزيزنا عبد الكريم.. والتحايا للأستاذ هاشم كرار..

لقد لاحظت أنك رفعت هذا البوست اليوم يا عبد الكريم فمنيت نفسي بكتابة من هاشم كرار.. ولكني لم أجد.. ورأيت أن أضيف له هذا المقال الذي سبق أن نشر في جريدة الصحافة..

Quote:
color=darkblue]]
الأستاذ والمقصلة والأراجوز
نزار أحمد أيوب
يناير وشتاء، في العام الخامس والثمانين بعد تسعة عشر قرناً لميلاد المسيح عليه السلام.. وصباح محتقن بالترقب والفجيعة والانتظار، وجمعة حزينة تشكو للرحمن ظلم بني البشر للانسان.. الباحة الامامية والشوارع الخلفية للسجن العمومي تمتليء بالسابلة والساسة، طلاب ومهنيون، نساء واطفال وشيوخ، خوذات وبنادق وصمت مقدس يلف المكان.. ومكان تحتبس انفاسه في انتظار اللحظة.
وجاء الرجل يمشي اليها
ويصعد اليها عادياً تماماً!!
حتى ادهش جلاده.. فقال:-
«رأيت الكثيرين، نعم الكثيرون يؤخذون اليها، بيد اني لم أرَ من يمشي اليها.. كأنه ذاهب الى بيته».
بعد العِشاء الاخير.. جاءوه وساوموه.. ايها الراحل، تنح ولو قليلاً.. قد انملة تكفي.. فحدثهم حتى السحر، عن السهروردي المقتول وابن درهم المذبوح، والحلاج المصلوب، وعند الفجر نادوه ليتهيأ، استفسروه عن الرجاءات والوصايا.
إثماً ظننتم «فهؤلاء ليسوا محل الرجاء. رجائي قربان. اما وصاياى فتتمشي بينهم افعالاً لا اقوالاً».
ما بين الزنزانة والمقصلة، سألوه عن الاشتهاءات الاخيرة ومطالب الوداع والنهاية، فقال بهدوء «فكوا عن يدي الاغلال لاودعهم وابشرهم وادعو لهم ولكم بان تشملكم العناية».
لن نسمح .. انها تعليمات
رد.. حاضر، لا بأس
زحزح نعليه، ليزيل ما تبقى من آثار الحصى والرمل والنجاسة..
وصعد اليها..
كشفوا الغطاء، وازاحوا المزلاج
فبرقت الابتسامة، ختام نشيد ورضاء العبور لحيز الميلاد الجديد..
وكما تقول المتصوفة:
مرحباً بالموت الذي فيه اللقاء.. ولقاء ربك جل يوم العيد
استدار الزمان.. وارتفعت الابتسامة، كبرت وتناسلت، ملأت الأفق سجادة فارسية على اطرافها اصطف الزهاد والعباد، الفضيل بن عياض وابن مشيش والشبلي والشيخ الاكبر واختهم رابعة تطوف عليهم باباريق المحبة.
من هو؟؟
زعم مريدوه انه اصيل ومفرد، وصاحب حقيقة وشريعة، وتلك مسألة تندرج في اطار المعارف الذوقية، حيث لا العقول ولا اخضاع الافتراضات للبحوث الامبريقية هما طرائق الامساك بالنواصي. والحقائق نفسها في هذا المضمار، تكتنفها الطلاسم والطواسين، تتشعب طرقها وتتدرج مقاماتها، وتتنوع مقاديرها من حيث الكثافة واللطافة. وتحيطها نيران شهيقة ودونها مفازات عميقة. وحظنا في ذلك «كنصيب الحزبين والطائفتين في قسمة نيفاشا».
غير ان الشواهد من الافكار والأقوال والأعمال، والتي يمكن اخضاعها للاختبارات الاجتماعية «الاكلينيكية» تكاد لا تحصى ولا يتسع لها المقال، وتفضي جميعها الى حقيقة وحيدة.. انه كان استثنائياً واصيلاً!!
بيت الطين:
قدم الاستاذ محمود نفسه كزعيم وقائد متفرد واصيل، بانموذجه القيادي، او بوسائل ادارته للجماعة، فاقام نسقاً قيادياً على قاعدة تسليكية بسيطة ومعقدة في ذات الحين «في امر الدنيا انظر الى اسفل.. وفي امر الدين انظر الى اعلى» فاضحى بذلك الامام والمأموم. يتقدمهم في شؤون الدين.. وتتثاقل خطاه في شؤون الدنيا. اظلفوا انفسكم اكبحوا شهواتكم اقطعوا عروق العلائق وفروا من وطن العوائق تشرق عليكم انوار الحقائق.
هذه هي الرؤيا.. فماذا كان الفعل؟
أولاً: في شأن المسكن، فرغماً عن تخرجه مهندساً في كلية غردون غير انه اختار بيت الطين والجالوص رقم «242» في الثورة الحارة الاولى، في الوقت الذي اختار فيه كل رصفائه الغردونيين الانخراط في نادي البرجوازية السودانية المتعلمة، ولسان حاله يقول لهم مع الرازي «دياركم هامانية ومراكبكم قارونية وولائمكم فرعونية.. فأين أنتم من الطريقة المحمدية؟
ثانياً: في شأن الملبس. لم يقتن من الأشياء الا اوتارها. جلباب واحد، وعمامة، ملفحة و«عراقي» ونعلين، ولكن لغرضين مختلفين لا يمكن توحيدهما، وقلنسوة واحدة!!
والأدهش.. في مجافاته لاستخدام صنبور المياه «الدُّش» عند الاغتسال. والابتعاد عن شرب المياه المثلجة، بدعوى انهما غير متوافرين لغالب أهل السودان في البوادي والأرياف، وهو داعية لمساواة السودانيين في الفقر. فكيف له ان يستقيم على الطريق، بينما تتناقص أقواله وأفعاله!!
ثالثاً: في شأن المطعم. غض النظر عن عدد الناس المتواجدين في بيت الجالوص، فالمائدة واحدة والإدام واحد. والمتغير الوحيد هو القدح. يتحلقون حوله، ثمانية او عشرة، يأكلون ويذهبون.. ثم يعيدون الكرة. وفي الختام.. يجلس هو وأصحاب الاعذار، وقطة داجنة، غالباً ما تشاركهم طعامهم، فيطعمهم بيديه، ثم يأكل قليلاً من الفتات ممزوجاً مع الماء القراح.
زهداً وورعا واستقامة.. خلقت منه زعامة «كاريزما» ملهمة.. لا تستمد مشروعيتها بالطرائق التقليدية... من تسلسل رئاسي في المنظومة، أو سلطة القائد في المكافأة والعقاب والإكراه النفسي والعاطفي، أو الخبرات الأعلى والمعلومات الأوفر. فابتدع نهجاً قيادياً متفرداً يستند على سطوع وجاذبية النموذج المرجعي reference power، فكان هو الأب في حنوه لا في تسلطه. فأخاط الجماعة بوشائج الإخوة والمحبة الحقة. فنجت بذلك من الداء العضال والجرثوم الفاتك الذي أصاب الأحزاب السياسية السودانية. فقد عانت جميعها دون استثناء من الانقسام والتشظي والخروج الجماعي واتهام الآباء المؤسسين بالاستبداد والكهنوتية أو التخريفية العقائدية. فما من «أب» غيره إلا وقد خرج عليه أبناؤه وأتباعه يلعنون ويقذعونه. أما هو فحتى أبناؤه الذين انكروه تحت ظلال السيوف في جلسات تفتيش الضمائر.. عادوا لعروتهم الوثقى. والآن قد تفرقت بهم السبل، فما باتوا يأتلفون على شيء سواه.
بيت الزجاج:
كثيراً ما قال.. أصدقوا ولا تكذبوا.. بوحوا ولا تضمروا، وحدوا أبنية النفوس المنقسمة، لتكون أقوالكم ترجمان أفكاركم، وأفعالكم تجسيد أقوالكم، فيثمر هذا الثالوث المتوحد.. برا ولطفا بالاحياء والأشياء والناس لتتسنموا قمم حرياتكم الفردية المطلقة، وتصبحون زهوراً معطارة تفيض بالشذى من غير تكلف.
هذه المعاني التوحيدية الرقيقة.. لها تجلياتها على المستوى الديني والسياسي والانساني. وقد جر حبلها من عالم المعاني الى عالم المباني، فأنشأ أول مؤسسة دينية وسياسية في السودان تعتمد الشفافية «قبل ان تصبح من شعارات الألفية الثالثة»، تعتمدها كمقصد ديني وضابط أخلاقي وناظم للسلوك السياسي. فأسس بنيانه على أساس متين، لا على شفا جرف هارٍ.. معماراً خالياً من سراديب العمل السري ومكاتب المعلومات التآمرية او التنظيم الخاص ذو المهام والاهداف الخاصة؟!!، ولا الفراكشنات fractions، وتلك يعرفها أهل اليسار!؟ ليمُسي الحزب الجمهوري هو الكيان الوحيد.. صحب الكتاب المفتوح. فمصادر تمويله معلنة ومعلومة.. وتقتصر فقط وحصراً على عوائد بيع الكتيبات واشتراكات الاعضاء. أفكاره معروضة في الأسواق والجامعات والشوارع، جلساته مفتوحة حتي للغوغاء والدهماء من اعدائه.. والذين كثيراً ما تطاولوا على الأستاذ في عقر داره. فقد اختار الشفافية كقيمة ذات إسناد ديني ورجوح اخلاقي لم تنتش منها نوائب الزمن ولا نوازل السياسة.
الجدري السياسي:
بعد الاطلاق الأخير في يناير 85، جمع التلاميذ وحدثهم عن جدل الفداء والابتلاء، وان الإبتلاءات الكبرى لابد ان يفتديها أصحاب القامات العظمى، وانهم انفقوا وقتاً ليس باليسير في المقروء والمسموع، وقد حانت اللحظة للسمو في مدارج العبودية والصوفية السلف وهم الخلف، وقد كانوا يفتدون الناس، فالشيخ الرفيع ود الشيخ البشير مات بالجدري، وحكى لهم ان الشيخ طه مات في رفاعة بالسحائي، ثم انحسر الوباء، وان الشعب في انتظارهم.. ليفتدوه بأعلى سامق نخل فيهم. لم يدركوا.. وحسناً فعلوا.. لانهم لو ادركوا ما كان هو.. هو..
حضرة السلام:
في إحدى الجلسات الصباحية، التلاميذ يتحلقون حول الأستاذ.. يتدارسون وينشدون العرفانيات جاء الناعي.. بأن اعدى اعداء الفكرة من المتفيقهين.. قد انتقل للرفيق الاعلى. وكان من الخائضين زوراً وتجريحا.. في الفكرة وشخوصها وعروضها واستاذها، إفكاً وبهتاناً تقاصر بصاحبه عن قامة المتدينين وطبائع السودانيين.. جاء الناعي.. فشخصت ابصارهم نحوه، ليوميء بالتوقف عن الجلسة الروحية «إننا نعرف الرجل وتاريخه، ولكنه اليوم هو احوج ما يكون الينا، فلنقرأ الاخلاص باخلاص على روحه احدى عشرة مرة» أهي حضرة السلام.. مخروطية القوام.. قاعدتاه كف الاذى.. وقمتها مسامحة الاعداء ومباركة اللاعنين؟؟!
أسئلة على هامش الفكرة:
إنتقى من كل حدائق الفكر.. ليصمم نسقاً «معرفياً» يستدمج في دواخله شواهق الابداع الانساني.. مهتدياً ومسترشداً بالنصوص القرآنية الكريمة والسنة المحمدية الشريفة وإرث الصوفية التليد.. نسقاً له اتساقيته الداخلية، والتي لا تلغي مشروعية التساؤلات حوله:
أ/ أسئلة حول نخبوية الفكرة.. وطوباويتها.. ترفعها واستعلائها؟ صلاحيتها واستعداديتها في الانتقال من نهج صفوة منتقاة الى تيار شعبي؟؟
ب/ جدواها الاقتصادية في حال شيوعها كناظم للدورة الانتاجية والاستهلاكية؟ وهل ينمو الاقتصاد بتوسيع خيارات الاستهلاك؟ أم بتجييف الدنيا وتبخيسها، ثم سحقها بين النعلين؟ وغياب التنافسية الاقتصادية هل يصلح كأساس للنهوض والتنمية؟
ج/ أخلاقية الإدعاء حول التعايش مع مستصغر الشرر تجنباً للفتنة الكبرى، والاستظلال بالمستبد الأصغر خوفاً من فراعنة المستقبل؟
د/ ما هي المعايير الموضوعية لقراءة النص وهل تصلح الذوقانية الذاتية كمدخل لتأويل النصوص الدينية ومقاربة القضايا السياسية والاجتماعية؟
هـ/ ترجيح اللا عنف والسلم كقيم مطلقة دون النظر في الملموس، ربما ينجح على المستوى الفردي، ولكنه قد يضع مفاتيح التاريخ عند الطغاة والكولنيالين فقط!!
ع/ توهان التلاميذ الفكري والروحي بعد مضي الأستاذ وانتظارهم لاذن قادم من برازخ الغيب.. أو نصر فجائي ينبت كالخرافة من ثنايا الهزيمة.
و/ صمم الأستاذ استمارة شاملة للتغير والاصلاح وضبط السلوك.. تصادر الاحلام الصغيرة لاجل امتخاض الكمالات، وطقوس احاطية كثيفة تبدأ من ارتشافه شاي الصباح حتى السجدة الأخيرة لصلاة القيام.. فكرة لا تتسع جنباتها لملعب كرة القدم، ولا تطأ قدماها دور الخيَّالة، ولا تستمع أذنيها لدندنة حسن عطية ولا طمبرة عثمان اليمني.
أليس ذلك ببرزخ الشمولية الجديدة.. الذي انقطع عن عالم الملك ولم يلتحق بعالم الملكوت.
أسئلة وأسئلة.. لكنها لا تقدح في مصداقيتك، فكم انت رحيباً.. وكم ضيقة هي الفكرة!!
وعفواً أيها الركابي الوضيء المضيء ان أدرت لهم ايسرك ليصفعوك فاخذوا الخد والجسد!!

[/]


http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147494832&bk=1

Post: #169
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 12-08-2006, 03:57 AM
Parent: #168

مرحب وعفوا اخي العزيز ياسر الشريف
وارسلنا هذا البوست الهاشمي الي الصحفات الاولي كتحمية واستعداد لانطلاق
الاخ هاشم كرار الذي التزم هذه المرة التزام عازم به علي تكلمة الامر حتي نهايته
وانتمني ان نوفق هذه المرة حتي نكمل كل تفاصيل ام المفاجات
ولك الشكر الجزيل علي المتابعة

Post: #170
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: كمال علي الزين
Date: 12-09-2006, 03:45 AM
Parent: #169

عبد الكريم

هاشم كرار

صباحاً ندياً ياصحاب

يومان وأن أبحث عن هذا البوح التوثيق , الوفاء , الصدق

وتداعي الحزن والذكريات

لكنني أعتب عليكما إنقطاعه

فعندما يكر الهاشم بقلمه , لا بد من قطع رؤوس الزيف والضبابية

لابد من إنجلاء الحقيقة

أنتظر أن تعودا

كما أنتظر موقفاً جمهورياً هنا , للتداخل والإضافة والحوا والتصويب

فأهل محمود أدرى بشعابه

لماذا لا يتنزلونه متسلسلاً خالياً من شائبة التداخل كعمل متكامل ,

لماذا لا تقترحون تثبيته

والحق أنني لا أعلم أنه سفر من أسفار الكتاب السوداني الذي سيفرد له التاريخ

مكاناً بين أعظم ما سال على صحائف التأريخ والصدقية

محبتي


أعود

Post: #171
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 12-09-2006, 07:31 AM
Parent: #170

أخي العزيز كمال علي الزين،
تحيتي واحترامي
أولا أحب أن أرحب بك في هذا القطار، أقصد المنبر، وفي هذا البوست المخصص أساسا لتوثيق ما يتذكره الأخ هاشم كرار من تلك الأيام المظلمة..
وقد سعدت بوجودك.. وخرجت من هذه العربة في القطار ودخلت عربة أخرى.. هنا:
معتقل ...... !!!!
فذهلت.. وصرت لا أكاد أرى السطور بسبب الدمع الذي جرى على العينين.. إذن أنا أمام إنسان تعرض للظلم والقهر والإذلال.. وسأكتب معك هناك..
والآن إلى مداخلتك هنا وقولك:

Quote: كما أنتظر موقفاً جمهورياً هنا , للتداخل والإضافة والحوا والتصويب

فأهل محمود أدرى بشعابه

لماذا لا يتنزلونه متسلسلاً خالياً من شائبة التداخل كعمل متكامل ,

لماذا لا تقترحون تثبيته


بالفعل هذا البوست يستحق التثبيت.. وأقترح على الأخ بكري أن يضمه إلى مكتبة الأستاذ محمود محمد طه بعد اكتماله هنا في سودانيز أونلاين:
<a href="http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=board&board=9" target="_blank">http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=board&board=9

وأتوقع أن يكون البوست أيضا ضمن مكتبة الأخ عبد الكريم عندما يكتمل البوست ويضم كل ما يريد الأستاذ هاشم كرار أن يكتبه.. وقد تشرفت بأن كان لي مداخلات كثيرة فيه..

تسلم يا كمال..

Post: #172
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: كمال علي الزين
Date: 12-10-2006, 03:39 PM
Parent: #171

أخي ياسر الشريف

تحياتي ..

نلنا حظنا من وجع البلد, وكان نزراً يسيراً أمام ماقدمه الشهيد محمود الرجل الفكرة , المبدأ

ربما تكون مزحة ونكتة خفيفة الظل , حين نجمع بين الحديثين , حديثنا عن محمود وحديثنا عن

مانالنا من خربشات صبية الترابي , محمود أعظم من مشى على الأرض في القرن الماضي ..

إبحث في تاريخ البشرية المعاصر عن رجل مثله ..

عن مسيح آخر ...

أنا جمهوري ؟؟؟

لا

إنه شرفً لا أدعيه ..

كنت في الثامنة من العمر حين مضى في طريقه إلى الخلود ..



في إنتظارك ..

وإنتظار , هاشم كرار ..

محبتي وأمتناني ..

Post: #173
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 12-10-2006, 04:16 PM
Parent: #172

شكرا الاخوان كمال وياسر الشريف لهذا الحضور الذي يعكس اهتمامكم العميق
وجميعنا الان في انتظار الاخ هاشم كرار الذي يقوم الان بتجهيز حلقات خاصة لتكملة
هذا السفر العالي الاهمية

Post: #174
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: كمال علي الزين
Date: 12-14-2006, 04:42 AM
Parent: #173

إخوتي هاشم

كريم

ياسر

في إنتظار عودة إلى سبر أغوار الحقيقة ..

محبتي ..

Post: #175
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 12-19-2006, 08:24 PM
Parent: #174

الاخ دكتور ياسر
طرحت علي عدة اسئلة
والان ساجيب
1-يستحيل علي الذاكرة بعد عشرين عاماان تتذكر بالضبط تاريخ جملة الاستاذة بدرية (صحبك انتهي)
باليوم والشهر لكن عموماكانت هذه الجملةفي اول شهر لتعيين النيل ابو قرون قاضيا برئاسة
الجمهورية وتعيين عوض الجيد مستشارا قانونيا.ويمكن تحديد تاريخ الرجوع الي تاريخ التعيين
في الصحف في دار الوثائق المركزية.
2-نميري قطعا لم يزر الاستاذ محمود في كوبر قبل التنفيذ ليتوب عن افكاره ويعفو عنه.
ذلك ما يوكده اصرار نمير ي علي اتمام المخطط وهو الاصرار الذي كشفت عنه وثيقة مخاطبته للنيل
ابوقرون وعوض الجيد وبدريةوالتي طالبهم فيها بالرجوع (بابكر).الوثيقة نشرتها الايام وقد تفضلت
انت يا دكتور ياسر بعرضها في هذا البوست.
نميري رجلا ظنين العقل .وما قاله للصحفية لايخرج ان كان صحيحامع لوثة من لوثاته العقلية
مهما يكن اشكي فيما قاله النميري لتلك الصحفية.
وعادة في زمن اللوثة الرئاسية والصحفيةيكمن القول ويمكن التقويل
3-الشيخ عبدالجبار المبارك الذي ظهر مع المكاشفي وحاج نور وحاج ماجد مستتيبا الاربعة الجمهوريين
بعد التنفيذ كان جزءا من المخطط الذي ابتداء في مكتب الاستاذة بدرية:
حدثني الاستاذ السباعي ذات امسية من عام الف وتسعمائة وتسعين في بيته في امتداد ناصر
انه دخل فجاءة مكتب الاستاذة بدرية ليفاجاء بالنيل ابو قرون وعوض الجيد وبدرية
وعبدالجبار المبارك جالسين علي السجادة الاعجمية الحمراء والورق (كتيييييييير)
يقول السباعي: الخمسة انزعجوا جدا وارتبكت بدرية تحديدا ذلك با ختصار لان عبدالجبار ليس
موظفا في القصر الجمهوري
4-اخ ياسر انشغلت ولكن عفوا بقية الحلقات في الطريق اليكم ابتداء من بعد غدا
5- محبتي لكل المتداخلات واعتذاراتي
هاشم كرار..

Post: #176
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 12-22-2006, 11:45 AM
Parent: #175

الأخ الباشمهندس عبد الكريم
لك التحايا من بعد الشكر على التكرم بنقل كتابة أستاذنا هاشم كرار.. وله التحايا والشكر..
الأخ الأستاذ هاشم كرار
أنا أيضا أشك في رواية نميري للصحفية بأنه زار الأستاذ بملابس مدنية والحديث الذي قال أنه دار بينهما.. هي بالتأكيد من لوثات نميري الكثيرة..
بخصوص روايتك عن السباعي حول دور الشيخ عبد الجبار المبارك، عليه رحمة الله، فهي معلومة جديدة بالنسبة إلي.. طبعا وجوده في لجنة ما سمي بـ "الإستتابة" معروف، وما قاله موثق بالصور الصوت.. أتمنى أن يقرأ كتابتك هذه أحد الصحفيين المهتمين بالتوثيق ويتوجه بسؤال للنيل أبو قرون حول دور الشيخ عبد الجبار.. ربما يأتي يوم يجيب فيه هؤلاء المتآمرون، بما فيهم نميري، عن دورهم كاملا أمام لجان تحقيق ومحاكم، وأرجو أن يتم ذلك سريعا..

والسلام

ياسر

Post: #177
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 12-22-2006, 11:55 AM
Parent: #176

الاخ ياسر الشريف
كل التحايا والود
والخبر الجميل هو حضور هاشم كرار عضوا في هذا المنبر وسيكون البث حيا بعد الان
مما يسهل التداعي في هذه الافادات المهمة التاريخية ..وكلنا الان جلوسا علي منصة الانتظار..

Post: #178
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: الجيلى أحمد
Date: 12-23-2006, 01:01 AM
Parent: #177

سلامات ياباش
Quote: والخبر الجميل هو حضور هاشم كرار عضوا في هذا المنبر وسيكون البث حيا بعد الان
مما يسهل التداعي في هذه الافادات المهمة التاريخية ..وكلنا الان جلوسا علي منصة الانتظار

ياأخى دا خبر جميل..
وبرضوا متابعين كلام زول مجمع ونص


تحايا ياكريم

Post: #179
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 12-23-2006, 04:40 PM
Parent: #1

في موضع سابق من هذا البوست كنت قد وضعت وصلة بوست الأخ بكري أبو بكر التي وضع فيها تسجيل حديث عمار محمد آدم في يوليو من هذا العام 2006، ولكن عندما عدت إلى البوست في مكتبة الأستاذ محمود محمد طه في سودانيز أونلاين وجدت أن التسجيل لا يشتغل.. أريد هنا أن أضع ذلك التسجيل نقلا عن موقع سودانيز أونلاين دوت أورغ..

http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=8347

ويمكن سماع التسجيل بالضغط على الرابط أدناه:
http://www.sudaneseonline.com/audio/wadelfadl.WMA

أرجو أن يتمكن الأخ الأستاذ هاشم من سماعه..

ياسر

Post: #180
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 12-23-2006, 06:10 PM
Parent: #179

شكرا جزيلا اخي وصديقي الجيلي ونثمن حضورك في حضرة الاخ هاشم كرار الذي انضم الي الكتابة في هذا المنبر الرائع..فلك مني ومنه كل التحايا والمودة..
وشكرا اخي ياسر الشريف علي ايراد هذا اللنك المهم الافادة فانت باسهامك الثر هو من جعل هذا
البوست الهاشمي مقروئا وذو اهمية
فلك شكري,,

Post: #181
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 12-25-2006, 07:47 AM
Parent: #180

تحياتي للجميع،
ومثلكم أترقب في تأمل وتنصت لوقع أقدام الراوي العزيز، صديقي الصدوق، هاشم كرار.
ذلك بعد أن جهزت عدسات أذني -كما يحلو لهاشم أن يقول- لأرى وقع لحونه التي تنسرب حية، دفاقة، ومشجية.

Post: #182
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: dalihabboub
Date: 12-25-2006, 08:21 PM
Parent: #181

Sorry to write in English because I do not have an Arabic key board at the moment. I just want to express my deep appriciation for this noble work which thraws a lot of light on what happened during those dark days when we were all unfer the grip of ignorance, hatred and organised crime. Thanks Ustaz Hisham and keep up the good work

Post: #183
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 12-25-2006, 09:31 PM
Parent: #182

شكرا الاستاذ دالي علي حضورك الطاغي.
وحتما الاستاذ هاشم كرار يقدم افادات ستسهم ذات يوم كثيرا في معرفة الحقائق التي
غالبا ما تضيع في بلادي في زمن سطوة القتلة

Post: #184
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-16-2007, 11:26 AM
Parent: #1

هذه الكتابة للقاضي السابق محمد الحسن محمد عثمان وقد كان حاضرا في صبيحة الثامن عشر من يناير.. المقال نشر في موقع سودانايل..

Quote: وابتسم الأستاذ محمود محمد طه فى وجه الموت


محمد الحسن محمد عثمان
قاضى سابق
[email protected]


ما أحوجنا فى هذه الايام ان نسترجع ذكرى رجال من قادتنا من الذين ضحوا بارواحهم ثباتا على المبدأ وتضحيه من أجل الوطن ونحن فى أيام يتوارى فيها القاده حتى عن اتخاذ موقف او الثبات على مبدأ ماأحوجنا لاستعادة سيرة رجال فى قامة محمد أحمد الريح الذى رفض الاستسلام وظل يقاتل حتى ضرب المبنى الذى كان بداخله فانهار عليه المبنى ولم ينهار الرجل.

ومثل شباب الحركه الاسلاميه حسن ورفاقه فى دار الهاتف الذين قاتلوا فى دار الهاتف وهم جوعى فاستمروا فى المقاومه رغم حصارهم وقذفهم بالدانات ولم يستسلموا الابعد ان نفذت ذخيرتهم … وعبد الخالق محجوب الذى تهندم للموت وكانه ذاهب لعرس.
وفاروق حمد الله الذى فتح صدره للرصاص وقال الراجل بيضربوا بقدام… وبابكر النور الذى ظل يهتف وهو يضرب بالرصاص عاش كفاح الشعب السودانى … ورجال الانصار الذين قاتلوا فى شرف فى 76… واولادنا السمر فى الجبهه الشرقيه الذين ضحوا من أجلنا ولانعرف حتى اسماؤهم وكانوا على استعداد لمواصلة الدرب لولا خيانة قياداتهم السياسيه.
انه الشعب السودانى سيستعيد يوما سيرته الاولى وسيتجاوز قادته الأقزام ويزيل كل هذا العبث الطافى.

ومحمود من القاده النادرين الذين عاشوا ماأمنوا به لم يكن فكرهم فى جانب وحياتهم فى جانب آخر…ولو كان قادتنا من أمثال محمود لارتفع صوتهم فى احداث ميدان المهندسين فمحمود كان منزله من الطين فى الحاره الأولى الثورة لم يكن له قصر فى الاسكندريه او شقه فاخره فى القاهره تجعله يختبىء ويفقد صوته عندما تقتطع مصر جزء من وطنه حلايب وشلاتين أو يتوارى عن الانظار عندما يغتال المصريون اطفالنا ويكشفون عورات نساؤنا فى القاهره ….لم يشبع محمود فى الطعام فقد كان نباتيا واختلف مع الذين نادوا على التركيز على افكار الرجل وليس اعدامه وماقيمة الفكر اذا لم يصمد صاحبه ويقبل التضحيات فى سبيله وهل كان الفكر سيلقى كل هذا الزخم ويصمد اذا انهار صاحبه وتاب فى مواجهة الموت … وهل كان الجمهوريين من تلامذته سيرفعون صوتهم اذا انكسر معلمهم …. واين الاب فيليب غبوش الذى هدده نميرى بالاعدام فقال كما ورد على لسانه (قلت ياود يافيلب احسن تلعب بوليتيكا) فلعب الاب فليب بوليتيكا وتاب على روؤس الاشهاد فكسب حياته وضاع فكره .. ويبقى اننى ليس جمهوريا ورايت الاستاذ محمود لاول مره فى ساحة المحكمه كانت الساحه السياسيه فى عام 85 مائجه بعد أحداث اضراب القضاه فى83 وخروج نميرى من هذه المواجهه مهزوما واعلانه بعدها لقوانيين سبتمبر فى محاوله منه لتشتيت الانظار عن تراجعه ومن ناحيه اخرى كان نميرى مرعوبا من الثوره الايرانيه التى اطاحت بالشاه رغم حماية امريكا له فارعب نميرى المد الاسلامى واراد ان يلتف عليه ويتقدم هذا المد …واصدر الاستاذ محمود محمد طه منشور هذا …. او الطوفان

وقد ذكر الاستاذ فى هذا المنشور ان قوانيين سبتمبر جاءت فشوهت الاسلام فى نظر الاذكياء من شعبنا وأساءت لسمعة البلاد فهذه القوانين مخالفه للشريعه ومخالفه للدين
وفى فقره اخرى: ان هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد وقسمت هذا الشعب فى الشمال والجنوب وذلك بما اثارته من حساسيه دينيه كانت من العوامل الاساسيه التى ادت لتفاقم حرب الجنوب وطالب الاستاذ بالغاء قوانيين سبتمبر وحقن الدماء فى الجنوب واللجؤ للحل السياسى والسلمى.

تم القبض على الاستاذ محمود وتقديمه لاحدى محاكم العداله الناجزه وقاضيها المهلاوى وهو شاب صغير السن كان قاضيا بالمحاكم الشرعيه وهو قريب النيل ابوقرون مستشار رئيس الجمهوريه وأحد مهندسى قوانيين سبتمبر وكان المهلاوى يعوزه الإلمام بقانون الاجراءت الجنائيه وقانون الجنايات وهذا مايفسر ارتباكه فى ذلك اليوم عندما مثل امامه الاستاذ محمود الذى احضر لمجمع المحاكم بامدرمان ومعه مجموعه مدججه بالسلاح احاطت بالمحكمه … كان الاستاذ يرتدى الزى الوطنى وفى الصفوف الاماميه كان المحامين الوطنيين الذين اعتدنا رؤيتهم فى مثل هذه المحاكمات السياسيه متطوعين مصطفى عبد القادر فارس هذه الحلبات (شفاه الله) وامين مكى مدنى والشامى والمشاوى وعلى السيد وآخرين
استمع المهلاوى ومن ربكته نسى ان يحلف المتحرى مع انه الشاهد الوحيد وارتجل الاستاذ كلمته الخالده التى ردد فى بدايتها رايه فى قوانيين سبتمبر كما جاء فى المنشور واضاف: أما من حيث التطبيق فان القضاة الذين يتولون المحاكمه تحتها غير مؤهلين فنيا وضعفوا اخلاقيا عن ان يمتنعوا عن ان يضعوا انفسهم تحت سيطرة السلطه التنفيذيه تستعملهم لاضاعة الحقوق واذلال الشعب وتشويه الاسلام واهانة الفكر والمفكرين واذلال المعارضين السياسين ولذلك فانى غير مستعد للتعاون مع أى محكمه تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت ان تكون اداه من ادوات اذلال الشعب واهانة الفكر الحر والتمثيل بالمعارضين السياسيين (وماأشبه الليله بالبارحه ياأستاذ) وشكر الاستاذ المحاميين الوطنيين للتطوع عن الدفاع عن الجمهوريين واضاف ان الجمهوريين سيتولون مباشرة قضاياهم بانفسهم

واصدر المهلاوى حكما باعدام الاستاذ محمود

فحين يسود الرعب والوهن
ويبطىء الشهود والقضاء والزمن
ينفلت القاتل والمقتول يدفع الثمن

أيدت محكمة استئناف العداله الناجزه الحكم وايده نميرى الذى قال انه بحث فى كل كتب الفقه فلم يجد للاستاذ مخرجا وهذا لا يعقل فكيف رجع نميرى فى ايام معدوده كل كتب الفقه ونميرى لا تمكنه مؤهلاته العقليه من قراءة كتاب المطالعه الاوليه بدون ان يخطىء عشرات الاخطاء.

جاء يوم 18/1/1985م يوم التنفيذ تقاطر المئات نحو بحرى واغلبهم كان يعتقد ان الاعدام لن يتم لاسباب شتى وبعضهم بين مصدق ومكذب لكل هذه المهزله ان يعدم بشر لاصداره منشورا .. اوقفت العربات للقادمين من الغرب عند خط السكه حديد وساروا على الاقدام متجهين نحو سجن كوبر …. دخلت ساحة الاعدام بسجن كوبر وهى ساحة واسعه فى مساحة ملعب كرة قدم ووجدت مجموعه من الناس جلست على الارض فى الجانب الشرقى وفى الجانب الشرقى كانت منصة الاعدام تنتصب عاليه فى الجانب الجنوبى منها صفت كراسى تحت المنصه مباشره فى الصف الاول مولانا فؤاد الامين رئيس القضاء والمكاشفى طه الكباشى رئيس محكمة استئناف ما أطلق عليه المحاكم الناجزه وبجواره الاستاذ عوض الجيد مستشار رئيس الجمهوريه ومولانا النيل ابو قرون مستشار رئيس الجمهوريه وبجوارهم مولانا محمد الحافظ قاضى جنايات بحرى ومولانا عادل عبد المحمود وجلست فى الصف الاول وكنت اقرب الى المنصه وفى الصفوف الخلفيه ضباط شرطه وسجون… وعلى الحائط الغربى وعلى مسافه من المنصه اصطف الجمهوريين المحكوم عليهم بالاعدام كانوا يلبسون ملابس السجن ذقونهم غير حليقه يبدوا عليهم التشتت وكانوا مقيدين …رجال الامن منتشرين والشرطه باسلحتها منتشره فى المكان …كان هناك رجل طويل القامه بصوره ملفته اسمر اللون يحمل شنطه فى يده يقف خلف المنصه مباشره ونفس هذا الرجل رايته فى المحاكمه … المكاشفى كان يتحرك متوترا ويتبسم حتى والسن الذهبيه تلمع فى فمه .

احضر الاستاذ محمود محمد طه يرتدى زى السجن مقيد الرجلين مغطى الوجه بغطأ احمر… اقتيد حتى سلم المنصه حاول السجانان الممسكان به مساعدته فى الصعود الى المنصه ولكنه لم يعتمد عليهم تقدمهم وبدأ يتحسس السلالم بقدمه ويطلع درجه بعد درجه

انتصب الاستاذ محمود واقفا فوق المنصه وهو مغطى بالغطأ الاحمر … تلى مدير السجن من مكرفون مضمون الحكم وتلى أمر التنفيذ ….الاستاذ محمود ذو 76 سنه واقف منتصب .. حبل المشنقه يتدلى بجواره …قرىء عليه أمر تنفيذ الاعدام عليه ويمسك المكاشفى بالميكرفون ليسمع الاستاذ آخر كلمات فى هذه الدنيا فيسب الاستاذ محمود ويشير اليه فى كلمته بهذا المرتد الذى يقف امامكم .. وتستمر الكلمه زمن والمكاشفى يزبد ويرقى .. يطلب السجان من الاستاذ محمود ان يستدير يمينا .. ويستدير الاستاذ ويواجهنا تماما يتم كشف الغطاء عن وجه الاستاذ .. يبتسم الاستاذ وهو يواجه القضاة الذين حكموا باعدامه ابتسامه صافيه وعريضه وغير مصنوعه .. وجهه يشع طمأنينة لم أرها فى وجه من قبل …قسماته مسترخيه وكانه نائم …كان يشوبه هدوء غريب …غريب ..ليس فيه ذرة اضطراب وكأن الذى سوف يعدم بعد ثوانى ليس هو … والتفت الى الجالسين جوارى لارى الاضراب يسودهم جميعا .. فؤاد يتزحزح فى كرسيه وكاد يقع ..عوض الجيد يكتب حرف نون على قلبه عدة مرات .. والنيل يحتمى بمسبحته فى ربكه (النيل تعرض لاتهام بالرده فى عهد الانقاذ وتاب) كان الخوف والرعب قد لفهم جميعا والاستاذ مقيد لاحول له ولاقوه …ولكنه الظلم جعلهم يرتجفون وجعل المظلوم الذى سيعدم بعد لحظات يبتسم !!التف الحبل حول عنق الاستاذ محمود كان مازال واقفا شامخا (قيل ان الشيخ الترابى حضر مره قطع يد سارق فاغمى عليه) وسحب المربع الخشبى الذى يقف عليه الاستاذ وتدلى جسده (وكذب من قال انه استدبر القبله) هتف الرجل طويل القامه الواقف خلف المنصه .. سقط هبل .. سقط هبل ردد معه بعض الفغوغاء الهتاف .ويحضرنى صلاح عبد الصبور فى ماساة الحلاج

صفونا .. صفا .. صفا
الاجهر صوتا الاول والاطول
وضعوه فى الصف الاول
ذو الصوت الخافت والمتوانى
وضعوه فى الصف الثانى
أعطوا كل منا دينار من ذهب قانى
براقا لم تمسسه كف
قالوا صيحوا زنديق كافر
صحنا زنديق كافر
قالوا صيحوا : فاليقتل انا نحمل دمه فى رقبتنا
صحنا:فاليقتل ان نحمل دمه فى رقبتنا

كان هناك من هتف من بين الجمهور شبه لكم .. شبه لكم
تم القبض عليه وتم ضربه اما رئيس القضاء اوقفهم مولانا محمد الحافظ (عرفت من الاستاذ بشير بكار الدبلوماسى السابق انه هو الذى هتف) خرج الحضور من القضاة عن طريق سجن كوبر….وعندما مروا بزنزانات المعتقلين السياسيين كان هتافهم يشق عنان السماء

محمود شهيد لعهد جديد … لن ترتاح ياسفاح … مليون شهيد لعهد جديد … لم يغطى على هذا الهتاف حتى أزير الطائره التى يقودها فيصل مدنى وحملت جثمان الشهيد لترمى به فى وادى الحمار (وهذا حسب ماتسرب لاحقا) وكان محمود شهيد لعهد جديد .. وسقطت مايو

بعد 76 يوما من اعدام الاستاذ

هادئا كان آوان الموت
وعاديا تماما
وتماما كالذى يمشى
بخطو مطمئن كى يناما
وكشمس عبرتها لحظة كف غمامه
لوح بابتسامه
قال مع السلامه
ثم ارتمى وتسامى
وتسامى……وتسامى

Post: #185
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 01-18-2007, 03:02 PM
Parent: #1

كان الوعد هو اليوم ان ياتي الاستاذ هاشم كرار والذكري الثانية وعشرون لاستشهاد المفكر الاستاذ
محمود محمد طه تطل وتعانق جراحات الوطن التي استوطن المسام وصارت سقاما مزمنا ولازلنا نتظر
عودة هاشم ورغم مشاغله الجسام لكي ياتي لينهي لنا هذا السرد التاريخي الذي حتما سيفيد
ذات يوم كوثيقة تدين اكبر مجازر الفكر في عصرنا المعاصر..
المجد والخلود لروح وفكر الاستاذ الشهيد محمود محمد طه..ولا نامت اعين الجبناء

Post: #186
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-19-2007, 02:34 AM
Parent: #1

....

بوست جمع الوثائق..

هوامش على دفتر ذكرى الأستاذ محمود.. وثائق، صور، أحاديث مسجلة، وفيديو

وفي هذا البوست توجد مقاطع لنشاط الجمهوريين بالصورة المتحركة..

فديو كلمة الأستاذ في محكمة المهلاوى .. ومقاطع أخرى تعكس صور نشاط الجمهوريين

...
والتحية لك يا عزيزي عبد الكريم وللأخ هاشم كرار..

ولك زوار البوست..

Post: #187
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-19-2007, 08:44 AM
Parent: #186

إلى أسمى آيات السماء!

Post: #188
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-19-2007, 02:54 PM
Parent: #187

ثم إلى أعلى أسمى آيات الأعالي

Post: #189
Title: Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صحيفة الايام اسرار اعدام الشهيد محمود محمد
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-01-2007, 08:12 PM
Parent: #1

فوق ..حتي يزال التغبيش الديني الاعمي والضبابية التي اضرت بالعامة