حينما كان رجلا

حينما كان رجلا


08-26-2013, 03:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1388198656&rn=55


Post: #1
Title: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 08-26-2013, 03:40 PM
Parent: #0

آآه يا ادريس
كم كنت غبيا حينها
الم تر كيف كنا ذاك الزمان ...لا ترهقنا ابدا احلام البحث عن شقاوة ..ابدا ابدا
الساعة الثانية عشر ظهرا
شمس الظهيرة تلهب الحماس وتهبنا بقية من عرق لا ننتبه اليه كثيرا
يا ادريس ادحل من هناك ..مد يدك ..دعنا نسرق ال(البتيخ)..ههههههههه ..اتذكر يا ادريس تلك الايام ..حين كنا ندخل الزريبة من كل ناحية ..زريبة السكة حديد بمدينة البحر والجبل ..حيثص يجلبون البطيخ من سنار والسوكى والموز من كسلا ..زريبتنا لم تكن تنقصها سوى قليل فهلوة لنحصل منها على الحياة

Post: #2
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 08-26-2013, 05:25 PM
Parent: #1

عمك ميرغنى ه هل تذكر يا ادريس
عم ميرغنى رجل قصير جدا بدين لا يستطيع الجرى خلفنا بالذات خلفك انت لانك كنت اكثرنا شقاوة
لعمنا ميرغنى حمارة ايضا عجيبة شكلا ولونا وحركة وذنبا ونهيقا
اتذكر يا ادريس
كنت الاكثر فينا معرفة يتكنيك السرقة
كنت تبدأ بحمار عمنا ميرغنى تنسحب قليلا قليلا دون ان يراك عمنا ميرغنى فتفك قيد الحمار فيجرى مطكلقا نهيقا و(ضراطا) لطريقة تعاملك معه ليكون سريعا فى انطلاقته ويكون عمنا ميرغنى قد استعاد بعض وعيه من نعاس دوما ما يصيبه فى تلك الساعة من الظهيرة ولا يحس بكل ذلك الذباب الذى يسكن وجهه
انما عندما يصل الامر لحماره فهى وسيلته الوحيدة للذهاب من سكة حديد حتى ديم جابر
مسافة فى ذاك الحين لرجل فى سن عمنا ميرغنى مسافة كبيرة لذلك كان يحافظ على حماره كمن يملك ميرسدس يهتم بماكله ومشربه وبردعته
حين ينام عمنا ميرغنى فى ساعة الظهيرة لا يصحو الا على صوت حماره وهو يجرى ويهنق لانه يعرف صوت حماره من بين الاف الحمير
وعمنا ميرغنى رجل ذكى جدا لكن جسده لا يساعده لانه يستطيع ان يقبض عليك بطريقة لا تتوقعها لانه يغر فى كل مرة طريقة حراسته للزريبة


الا انه لم يستطع على الامساك ولا مرة بهذا الادريس

Post: #3
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 08-26-2013, 06:26 PM
Parent: #2

آآآآه يا ادريس
حين تفك قيد الحمار يظل يجرى ويلهث لانك تضربه وتجعله يجرى باسرع ما يملك وحين يفيق عمنا ميرغنى يكون الحمار قد قطع شوطا بعيدا فيجرى عمنا ميرغنى خلف حماره تاركا الزريبة والابواب وعربات السكة الحديد التى تحمل الخضار والفواكه ملكا مشاعا لمن يسرع ويغتنم الفرصة التى لا تتاح بسهولة ابدا الا نادرا رغم جميع المحاولات اليومية لسرقة ما لذ وطاب
بالذات البطيخ الوارد من السوكى لانه بالعل كان لذيذا جدا وخاصة لاننا قد تعودنا حين عودتنا من المدلاسة الا نعود الى البيوت مباشرة رغم ان جرس نهاية اليوم الدراسى يتبعه اصواتنا وكانها تتناغم (بيوت بيوت بيوت )
عمنا ميرغنى يلهث خلف حماره وعثمان وغراب وطه واولنا ادريس يكون قد حملوا ما استطاعوا ان يحملوه ويختفون داخل تلك القطاطى التى بينت من ايام الانجليز قرب المحطة التى بنيت قرب الخزان الذى يوجد بالقرب من الزريبة الذى بنى قرب ورشة السكة حديد الذى لسؤ حظ اهله واهلنا اننا وجدنا فى الدنيا قرب هذا المكان

عمنا ميرغنى خلف حماره وادريس يحمل اكثر من (بتيخة) هو ينفجر من الضحك لان لشكل الجرى عند عمنا ميرغنى مشهد مهما كنت مؤدبا لا تملك الا ان تنفجر ضاحكا حين تراه

Post: #4
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 08-27-2013, 09:55 AM
Parent: #3

عم ميرغنى يلهث خلف الحمار وانا اتذكر هيئتك وانت تلهث خلف تلك (الغنماية ) وكنت اتحير وانا اراك تلهث
وعم ميرغنى بعد يلص الى حماره يتنفس الصعداء ويجلس القرفصاء ويجر نفسا طويلا كل جسده كانه يحمد ربه بسلامة الوصول وانت تلهث خلف (الغنماية ) وفى المغارب تتحول الاشياء كما الاشباح وقيل لى يومها بان الشياطين اجمل اوقاتها مع المغارب
وها نحن يا أدريس قد حملنا ما لذ وطاب من اكبر البطيخ ونحن فرحين بانتصارنا على عم ميرغنى وشرطة السكة حديد
فقط منظرك وانت تلهث خلفها كان يحيرنى
وهذا ال مجذوب قاس جدا هو الآخر لا ادرى لم سمناه غراب
لكنه كذلك لا يعرفه احد الا بهذا الاسم وان جئت سألت عنه باسمه الحقيقى لن يعرفه احد
الا ان قلت غراب اوصلك الف اليه
هذا الغراب كان قاسيا جدا حين يجد فرصة فى قطة يدخلها فى (شوال) ثم يضربها وهى تتاقذف وتجرى داخل (الشوال) ثم يختم المشهد بان يضع راس القطة بين فضبان السكة الحديد فى منطقة التحويل وهى المنطقة التى يحول فيها القطار مساره
ثم يرمى بمفتاح التحويل فترى ال بياض المخ والدم الاحمر وبعض الهياج ثم سكون
الا منظرك يا ادريس وانت تجرى تلهث
وعم ميرغنى يعط شفتيه عيونه فى ظهرك لانه يعرف انه لا يوجد فى الارض غيرك يفعل هذا

Post: #5
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 08-27-2013, 06:54 PM
Parent: #4

وعم ميرغنى يعض شفتيه وعيونه فى ظهرك لانه يعرف انه لا يوجد فى الارض غيرك يفعل هذا
وعيوننا جميعها تجرى خلف سكينة تلك البيضاء ذات الجسد الذى يملأ فراغ الحياة حول جفاف عيوننا يآآآه يا سكينة ليتك تدرين كم يتحرقون اليك هؤلاء الذين يجلسون فى امسايت الحى تحت عامود النور مساءا يجردونك من كل شىء
يتخيلون مغامرات لا حد لها سوى لحظة قبضص عم ميرغنى على حماره فى لحظة سعادة غامرة لا تعدلها لحظة سوى تلك التى يجدها عم ميرغنى حين يجلس مع عياله ينظر اليهم وهم يحملون كتبهم يذاكرون على ضؤ ذاك الفانوس
سكينة حين تمشى صباحا الى المدرسة يحبس الجميع انفاسه فهى تمشى وكانها ترقص ولا تحدث احدا ابدا الا بايماءة او بابتسامة نادرة جدا لا يجدها الا من كان محظوظا يظل يتفاخر بها لحظة يجدها زمنا
آمنة شندى وفانة الشايقية وحروم وحاجة نفيسة وكلتوم والكطنينة نساء الحى يغرن من سكينة لانها لا تشبه احدا مثلها مثل (نادية جكسا)
هى الاخرى ليس لها شبيه لكنهم يقولون انها لا تمت بصلة لذاك البيت التى تخرج منه يقولون ويتهامسون انهم تبنوها من بيت اللقطاء لانها اتت بطريقة غير شرعية
سكينة وهى تمشى فى الحى صباحا الى المدرسة وتعود عند الظهيرة وهى ترى ادريس يحمل بطيخة او ثلاثا او اكثر يجرى ويتفاخر بين اقرانه بما يفعل لان ما يفعله لا يفعله غيره
متفردا يجرى كذلك خلف تلك الغنماية

Post: #6
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 08-28-2013, 10:07 AM
Parent: #5

اتذكر يا ادريس
يوم تشاجرت الكنينة وآمنة شندى
يآآآآآه فى ذاك اليوم من الحى لم يخرج ليتفرج او يشارك الا هى هذه السكينة التى كما النسمة ترطب مناحى وجهنا حين نراها صباحا وتشبعنا قبل دخول ظهرا وتخيلاتنا حين يجىء المساء
الكنينة اكرأة تسمى الاشياء بامساءها ولا تصمت الا حين تقتنع هى فقط بان الصمت جاء لكنها تصرخ وتقول ما تريد حين تريد كيفما تريد لا يهمها كائنا من كان
وانت يا ادريس كنت لحظتها تمسك (ثوب)امك حتى لا تنجرف هى الاخرى وتدخل المعركة لان طرف السوط قد (هبشها )
حلتنا
ما اجمل حلتنا
وعم ميرغنى حين يمسك بحماره فرحا يعود الى مربطه و(كشكه) سعيدا بحماره ليكشتف بان الاولاد قد سرقوا البطيخ وهربوا واختفوا هو يعرفهم فردا فردا لكنه لا يملك دليلا واحدا
غير انه فى ذاك اليوم فتح بلاغا فى مكتب الشرطة فترحكت عربات الشرطة نحو الحى لتفتيش البيوت القريبة ولكن الشرطة حين وصلوا للحى تفاجئوا بالميادين مليئة بالبطيخ
فعرفوا انهم انهم لن يجدوا بطيخا واحدا داخل البيوت فرجعوا وهو يضحكون حتى اسماعيل الشرطى رجل المباحث كان يعرف ان وراء الفكرة ادريس

Post: #7
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 08-28-2013, 05:54 PM
Parent: #6

الكنينة تتهم سعاد بت آمنة شندى بالتحرش بانها سيف الدين , وتعيد بناء تاريخ حضور آمنة شندى الى الحى من يوم دخولها الحى , سردت كل مخازيها بدءا من زوجها المؤذن الذى لا يهش ولا ينش , هو حتى لا يعرف ما الذى يحدث حوله بالكاد يعود من العمل لينام ثم ليذهب الى المسجد ليؤذن العصر ثم يجلس هناك طويلا ثم يعود ليدخل ويخرج مرة اخرى سريعا للمغرب والعشاء ولا يعود الا ليجد العشاء جاهزا يتعشى وينام ليسمع شخيره كل الذين لديهم آذان مرهفة
الكنينة تردح وتوصف وبعض نسوة يحاولن اسكاتها ومرة مرة امرأة قوية تقول ليها (عيب يا الكنينة ) كفاية كدى الله يرضى عليكى كفا عيب نفرج الناس علينا عاد النقول شنو حلة نقول شنو يا نسوان ما بتقدرن على السكوت يا الكنينة اقيفى وحين تبدأ الكنينة بالسكوت ارضاء لهذه المرأة ومجاملة لها
الا وتبدأ آمنة شندى انتى يا الكنينة قايلة تاريخك مدسوس
وتبدأ فى موال

Post: #8
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 08-28-2013, 07:03 PM
Parent: #7

وانت يا ادريس ماذا دهاك لتجرى خلف تلك الغنماية بكل تلك القوة لتمسك بها والدنيا مغارب
سكينة لا تتحدث ابدا مع اى بنت من بنات الحى ابدا
عكس نادية جكسا التى كانت تفضل دوما اللعب مع الاولاد ليس ذاك فحسب انما كانت تضاربهم وتخوفهم وترهبهم
كانت نادية لا تخاف ابدا اى شىء
ابدا لا تخاف
وكانت تدرى كثيرا عن اشياء لم نكن ندرى عنها وقتها
تعالوا نلاعب (دسوسية) وهى لعبة نختفى فيها عن بعضنا ونتقسم فريقين يختفى فريق ويبحث عنه الفريق الآخر ومن يجدوه يعتبر خاسر
ايضا كان ادريس ونادية حين يختفون لا يجدهم احد على الاطلاق الا حين يظهرون برغبتهم
وهم يضحكون
ويتغامزون
وسعاد تهمس لابتسام همسة فيها كثير معانى لم نفهم يوما ما كانوا يقصدون
البيوت كما البيوت كل شىء عادى الا (الادبخانات ) لم تكون لها آبار كما الآن كانوا يضعبنون الادبخانة مرتفعة قليلا ثم من خارج المنزل يضعون (جردلا) على الفتحة
وكانوا يتركون الجردل على ثلاث حوائط صغيرة المساحة يمكن لاى منا ان يختفى هناك ان استطاع ان يحتمل رائحة الجرادل

Post: #9
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 08-29-2013, 10:09 AM
Parent: #8

يا حضرة الناظر هاشم اقسم بالله انه ليس انا , انه ادريس
مرة اخرى يا ادريس نلتقى كما القدر صديقان مولودان فى ذات الفترة وليسا من ذات الاسرة لكنهما كما التوأمان فى كل شىء من الخلف حين تنظر اليهما بالكاد تفرق بينهما
ويندر ان تجد احدهما ولا تجد الآخر
(المزيرة)مكسورة
احد الازيار قد فرغ منه الماء نهائيا
وهناك اداة من ادوات الجريمة للفاعل , انه كيس (صعوت) او تمباك كما نسميه
من يكون ؟
كل الطلبة يعرفون لكنهم لا يتجاسرون للحديث او مجرد الاشارة اليه
وحضرة الناظر هاشم يعرف انه هو , لا يوجد غيره من يفعل ذلك
حليمة ست السندوتشات ايضا تعرف انه هو
لكنها تغمض عينها عن كل ما ترى , ما الذى يحدث حولها ان تكلمت واشارت اليه كما تلك المرة فانها ستخسر كثيرا من السندوتشات والكبابى الشاى وبعض نقود وفردة شبشب
هذا الادريس يخافه الجميع وهو الوحيد الذى يخاف منها
سكينة
حين تنظر اليه يكاد يذوب او يدخل فى نفسه كما الفار المزعور ثم يجرى يجرى بلا هدى من عيونها منها منةرائحتها
لكنه ليس كالجرى خلف تلك الغنماية ساعة المغارب

Post: #10
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 08-29-2013, 05:31 PM
Parent: #9

عيدروس شاب جرىء جدا فى التعامل معهن دوما ما تجده مع واحدة وقل ما تجده لوحده وهى لحظات نادرة لكنه لا يتوقف عند الكلام انه يمارس كل شىء مع من يمشى معها
تحداه ادريس ذات يوم
الا سكينة
ضحك وقال له اى فتاة مهما كانت لا تمانع المعضلة فقط فى المفتاح وهو كيف تقنعها ويضحك ضحكة تهتز لها كل بيوت القطاطى ومبانى المدرسة الخشبية وذاك الزقاق الضيق
عيدروس كثير الخروج مع ابتسام فتاة مهجنة من اب سودانى وام حبشية تمتاز بجمال لا تخطئه العين ابدا لكنها فقط قصيرة لكنها ذكية جدا وتحب اكثر من واحد ومغامرة تملك الجرأة لتخرج مع اى شاب يملك تلك الجرأة
هى تغرى خضر الطيب وعصام الحاوى وامين غزاوى وتاج السر ومحمد على جميعهم يعتقدون بانها هى ملك له وحده تحسسهم بذلك وتملك المقدرة على ادارة كل هذه العلاقات بجدارة كلنها مع عيدروس فى علاقة مفتوحة وضعيفة
وتضحك على الضعفاء منه المحبين حولها
فى ذات مرة قالت لتاج السر ان خضر كتب لها خطابا يهددها بقطع علاقتها بتاج السر والا قام خضر بنقل الكلام الى الحاج
لم يتوقف تاج السر ليسمع باقى الكلام انما حمل نفسه الى خضر وحين وجده لم يقل له شىء انما دخل عليه ضربا وشتما ولا احد من الذين يحاولون ايقافه يعرفون سبب المشكلة وخضر نفسه لا يعرف لم يهاجمه تاج السر رغم علاقاته الطيبة معه
الا بعد فترة عرف كل منهما كيف ضحكت عليهما هذه الابتسام التى وقعت ذات مرة فى شر اعنالها حين وجدها ابوها مع عيدروس فى زقاق المدرسة فضربها وارسلها الى البيت وقاد عيدروس الى البيت واصر ان يضع له الشطة فى .......
والناس يتدخلون لكنه لا يبوح لهم اين وجد عيدروس مع ابنته لكنه يقول لهم ان هذا الولد قليل ادب ولا بد ان يتربى

Post: #11
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-01-2013, 08:39 AM
Parent: #10

والناس يتدخلون لكنه لا يبوح لهم اين وجد عيدروس مع ابنته لكنه يقول لهم ان هذا الولد قليل ادب ولا بد ان يتربى
الحبل يا ولد
جيبوا الحبل وعيدروس يقاوى ويلاوى وعمك الحاج يمسك به من يده بقوة وجاء الحبل
جاء الحبل سميكا وقويا وتمت مهمته فى وقت وجيز وجد فيها عيدروس نفسه لا يقوى على الحركة تماما
والحاج يصيح (الشطة)
سرعة جيبوا الشطة يا مرة والناس يحاولون ان يثنوه عن رايه وعما يريد ان يفعل
لكنه مصر

Post: #12
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-02-2013, 09:59 AM
Parent: #11

وادخله الغرفة






غابوا مدة
وخرج بعد فترة يداه مطلوقتان
وراسه مطأطأ




والحاج يضحك




والناس حائرون


ماذا جرى

Post: #13
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-03-2013, 10:33 AM
Parent: #12

آآآآآآآآآآه يا ادريس
من يومها وابتسام نفسها لا تسطتيع ان تنظر فى عين والدها ولا فى عين عيدروس
وسكينة كما هى تتهادى بين عيوننا وقلوبنا
والبطيخ يا ادريس
وعم ميرغنى وحماره
ونادية جكسا
وعم صالح المؤذن والكنينة
وحلة تخفى ما بين طيات ضحكتها اشياء صغيرة لم تكد تكتشفها الا حين مناص

Post: #14
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-03-2013, 05:19 PM
Parent: #13

وحين يبدأ الليل فى الدخول تبدأ اسرار هذا الحى فى السفور
كلما رايتك يا ادريس تجرى خلف تلك الغنماية كان ذهنى لا يستوعب لم يجرى انسان خلف حيوان ساعة المغارب
نعم كان عمك محمد المصطفى يخرج قبل المغرب بفترة قصيرة يبحث عن غنمه ليفتح لها الزريبة ويدخلها ثم يضع لها الطعام والحشيش والماء ثم يذهب الى المسجد لكنه لم يكن يمارس الجرى واللهث خلف اى غنماية
حتى كان ذاك اليوم يا ادريس
ليت الفضول لم يسقنى الى الجرى خلفك لارى ما الذى يجعلك تجرى هكذا ونفسك يكاد ينقطع
حكت لى نادية جكسا ذات مرة بعد ان انقشع غبار معركة بينى وبينها فى تلك الحفلة من اجل ان سهام جلست بجانبى وراتها نادية تمسك بيدى
آآآآآآه يا ادريس
خلف كل هذه الوجوه الضاحكة ستار من عالم غير مرئى

Post: #15
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-04-2013, 10:19 AM
Parent: #14

نزلت فاطمة مجوك من التاكسى فى زقاق بيتنا بعد العشاء وفى ذاك الزمان بعد العشاء يعتبر سهر
مصادفة خرجت من باب بيتنا لغرض غير شريف
لحظة عجيبة بقليس كانت تنتظر لكنها توارت عندما وقف التاكسى
وانا كنت قد خرجت بكامل هيئتى لذا لم يكن بد من رؤية المشهد والمشاركة فيه
قائد التاكسى كان يميل على فاطمة مجوك بطريقة تجعل الفصل بينهما مستحيلا
بلقيس جلست ترتجف
وانا وقفت متسمرا
رآنى سائق التاكسى
ابتعد عنها سريعا
التفت
نزلت بسرعة وجات الى شبحى الواقف حيث انه لم يكن انا الواقف
مسكتنى من يدى وقادتنى وانا مستسلم تماما من داخلى اصرخ وباعلى صوتى لكن صوتى لا يخرج
فاطمة مجوك اتركينى
فكى

Post: #16
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-04-2013, 04:14 PM
Parent: #15

وعكس سكينة ونادية جكسا كانت نادية المصرى - اطلقوا عليها هذا الاسم لانو اباها يقال له حسن المصرى لانه عاش فى مصر كثيرا وعاد ليمارس بعض تجارة -عاد بعد فترة طويلة الى السودان ليكن بيت والده الخشبى لانه لم يجد غيره سكنا
لم يخرج من الدنيا الا بها هذه ال نادية التى يميزونها عن بقية ال (ناديايات ) بكلمة المصرى
نادية المصرى حين تخرج من بيتها فى ذاك الزقاق الضيق وبلبسها الضيق تتهادى اتذكر قول الشاعر تمشى الهوينا كما يمشى الوجى الوحل
تمشى واقسم انها كمن ترقص فى مشيتها
الشارع كله يعرف ان نادية المصرى فى الشارع
فالشارع بعد بيتها شارع طويل وواسع وهو الشارع الذى حين تمشى فيه يوصلها الى مدرستها مباشرة وهى المدرسة المصرية التى تمر قبلها بالمستشفى
اصحاب العربات
واصحاب المتاجر
الاطفال
النساء اللواتى يحملن (قفف) الخضار ينظرن بفرح لهذه الراقصة التى تمتعك فعلا بمشيتها
هى فقط حين تسمع كلمة معاكسة تبتسم فى لطف ابتسامة تبهجك لكنها لا تسمح لك بالتجاوز لانها تعرف اين تقف الكلمات والنظرات والايادى
اما فاطمة مجوك فقد كنت اتساءل يوما لم اطلقوا عليها لقب مجوك وهى شمالية ابا واما
لم اكتشف سبب اللقب الا مصادفة
آآآآآآآآآآآآه يا ادريس
نادية جكسا قابلتها يوما فى المستشفة وقد فاجئتنى
وجدتها الدكتورة المناوبة
تنظر الى وتضحك وتمسك بيدها وتقول لى بابتسامة جريئة (اديك كدا هسى ) وهى تمد يدها بقبة متوهمة وتضحك
كيف لا تنسى هذه الجكسا
وانت يا ادريس تجرى كل مساء خلف تلك الغنماية
هل تزوجب يا نادية
عيونك اصغر من دهشتك
وانت تحاول ان تبتسم لهذه القبضة التى تجعل نادية جكسا تضحك من قلبها
-
كان يوما عجيبا حين دخل الحى ذاك اليوم ثلاث سيارات تبحث عن عبد الرحيم(كجولة) والزغاريد فى كل انحاء الحى (كجولة) سيلعب لنادى الاتحاد بالدرجة الاولى
عبد الرحيم(كجولة) فاشل فى الدراسة لكنه يلعب كرة القدم بشكل فيه كثير من الذكاء ويلعب القمار ويمشى مع الاطفال السمحين حتى فى لعب (اللبلى) يختار دوما اوسم الانداد
-
ونادية المصرى تبتسم لك كانها تخصك انت
ومساء حينا يخفى فى طياته اكثر مما يظهر
كم دفعوا لك يا (كجولة) تصدق انهم دفعوا له اكثر من رتب اباه لمدة عشرة سنوات وهو الذى كان يصيح فيه كل يوم نسمع صوته عاليا(لو فلحت بحلق دقنى دى ) انت اصلا فاشل وح تفضل فاشل حتى نادية جكسا \دخلت كلية الطب وانت ما قادر تغادر اولى وتمشى قدام
لكنه فى ذاك اليوم ابتسامته كانت اكبر من امسيات الحى

Post: #17
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-05-2013, 04:13 PM
Parent: #16

مسكتنى من يدى وقادتنى وانا مستسلم تماما من داخلى اصرخ وباعلى صوتى لكن صوتى لا يخرج
فاطمة مجوك اتركينى
فكى
آآآه يا فاطمة مجوك ما هذا ؟ ما هذا الذى فعلنا ؟ لا اصدق
امرأة يقل عمرها عن عمر امى قليلا لكنها تملك هذه الاثارة والبهجة والخفاء يا ايها الليل لا نجلى لا ترفع سترك ولا تحرك لسانك نحوى تهزأ بى
وفجأة عرفت
يا فاطمة لن اتكلم اصلا دون الحاجة لكسر هذا الحاجز وادخالى فى دائرة هذه الجاذبية
كم عيون لنا
عيون تعشق سكينة وهى تتهادى وترقب بلقيش وهى تتلوزى ونادية المصرى وهى ترقص مشيا نحو المدرسة
كم عيون هى هذه العينان
وادريس يترك كل هذه المساحة ليجرى خلف تلك الغنماية
كم انت ساذج رغم كل ذكاءك السابق
تعال هنا
فاطمة مجوك تمنحك عطاء بلا حدود دعها تعلنا كيف نمارس اىشىء

Post: #18
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-07-2013, 10:33 AM
Parent: #17

Quote: كم انت ساذج رغم كل ذكاءك السابق
تعال هنا
فاطمة مجوك تمنحك عطاء بلا حدود دعها تعلنا كيف نمارس اىشىء

Post: #19
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-07-2013, 05:14 PM
Parent: #18

كان يوما بديعا يا ادريس
الناس كيمان كيمان والكراسى متفرقة وكانها قد فرغت لتوها من الرقص راسا على عقب وبينها بعض زجاجات فارغة من البيبسى وكاسات فارغة وبعض قوارير ماء
ذهب العريس والعروس والابتسامة تعلو الوجوه والزغاريد والتصفيق وبعض بقايا من صوت الفنان وهو يغنى يردد (يا عديلة يا بيضا)\
وام العريس تدخل وتخرج وخواتها كانها تبحث عن شىء ما لكنها سعيدة تمشى ولا تتعب
والاب قد نام وشخر هناك فى سريره قرب بيت الجيران ومعه اكثر من سرير من كبار الحى
ومن مكان من الظلام ظهرت فاطمة مجوك وهى تتبختر
وبعد قليل ايضا من ذات الاتجاه جات نادية جكسا
ابستام لم تكن بين المتواجدين فى الحفل اصلا
غراب كعادته كان بين كوام الاكل المختلفة يسرق ويتذاكاويمارس هوايته فى دس اللحم وتركيب اسنان اضافية
هدؤ يسود المكان
وكان احد اسرار ليل هذا الحى هو السكون الذى يخفى ما بين سوداه
وتاتى الاسرار من جهة واحدة دوما
كنت قد سالتها فى تلك الليلة لماذا سموك فاطمة مجوك ضحكت ثم نظرت الى منطقة ما من جسدى ثم قالت لى لسه انت صغير
يا اللهع
صغير
بعد كل هذا

Post: #20
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-09-2013, 06:00 PM
Parent: #19

وفجأة استدار سيد النحناخ نحوى وسألنى (انت عيدروس دا وينو طولت ما شايفو)
هو لم يسمع بالقصة ولا يدرى ما حدث ببراءته المعهدة سؤاله جاد جدا وبمحبة
ولم اجد له جوابا غير ان ابوه نقلوه لى سكة حديد مدنى
وقال لى بذات السذاجة (بالله)
ومضينا كل واحد منا فى طريقه هو الى الكهرباء وانا الى السكة حديد مكتب الاقليم
فائزة واميرة وسهير وحنان وحنان ينتظرون قدومى لنبدأ حوارا ساخنا كل يوم الا فى ذاك اليوم لم يكن مزاجى مناسبا فدخلت وكما دوما ارمى الكلام اى كلام كما يجىء الى لسانى دون ترتيب
لم الاحظ وجومهم وسكوتهم لكنى كما العادة دخلت مهرجا حتى وصلت الى يد فائزة وانا اداعبها وهى عابسة جدا لم اعهدها هكذا فقلت لها (مالك ياخى اصلو سرقوكى ثلاثة جنيه؟)
فضحكوا جميعا وضحكت معهم ثم مضيت ولم الاحظ اى ترتيب لضحكتهم
جلست الى مكتبى وبعد قليل جاءتنى اميرة تسالنى عن سر الثلاث جنيهات ومتى اخذتها من شنطة فائزة وبدهشة ياتو ثلاثة جنيه ؟ اميرة مفزوعة هسى انت مش قلت لى فائزة سراقنك ثلاثة جنيه؟
لم انتبه لمغزى كلامها الا فجأة لما يمكن ان يحمل هذ الكلام من معنى حبيث
قفزت من مكان نحوها لكنها هربت فى اللحظة المناسبة واحتمت بمكتبها
لا الا الله ما هذا ؟ ما الذى يحدث ما الذى جرى
يحى الطاش داخلا تصدق الليلة اول مرة تحصل سرقة فى المكتب دا
سرقة شنو؟
ما سمعت فائزة سرقوا من شنطتها ثلاثة جنيه
لا الا الله
لسانى هذا كيف قالها
لم اختار فقط هذه الثلاث ولم يختر الخمسة مثلا
ولم الى فائزة تحديدا
يكاد يغمى على
يا يحى حصل وحصل وانا جيت داخل وقلت وقلت وقلت
هاج يحى لانه يعرفنى جدا لكنه كان قبل كلامى يشك فى احد المراسلات فذهب اليه وجره من اذنه جرا

Post: #21
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-10-2013, 11:05 AM
Parent: #20

يكاد يغمى على
يا يحى حصل وحصل وانا جيت داخل وقلت وقلت وقلت
هاج يحى لانه يعرفنى جدا لكنه كان قبل كلامى يشك فى احد المراسلات فذهب اليه وجره من اذنه جرا
ثم مارس معه ما يعرف ان به سيقول الحقيقة وفعلا تحت الضغط اعترف الولد صلاح بانه مد يده مجبرا لاخذ الجنيهات لشراء دواء لوالدته المريضة
كيف سرقت الفلوس؟ ويده تمتد الى وجه صلاح وصلاح يقسم ودموعه تسبق كلماته بان المكاتب وقت الفطور تكون خالية ووجدت شنطة فائزة على مكتبها فتحته واخذت منه المبلغ وارجعت لها باقى المبلغ الذى كان موجودا اصلا بالشنطة
هات الروشتة ؟
اخرج صلاح الروشتة بالفعل وقيمة الدواء وباقى المبلغ
ونادى يحى فائزة
لكنه غير رايه
ثم ذهب بصلاح الى مكتب فائزة وزملاءها
وحكى القصة
ثم عاد
بعد ان سألنى كمسؤل عن الجمعية الخيرية بان نعطيه المبلغ من الجمعية
وانا خارج الدنيا والزمن والناس والتاريخ وكانى بى لا ارى ولا اسمع اجبت براسى ايجابا
هذا ماقاله لى يحى بعد فترة
ثم جاءتنى اميرة
تبكى
وقفن جميعا بالباب
فائزة وحنان و..و...و...و
لكنى كنت قد غبت عنهن تماما
آآآآه يا ادريس لو تدرى الوجع الذى احسسته لحظتها

Post: #22
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: الطيب عثمان يوسف
Date: 09-10-2013, 03:32 PM
Parent: #1

*** أتابع ..........شكرا حرسم عمل مقدر جدا .

Post: #23
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-11-2013, 09:30 AM
Parent: #22

الطيب عثمان يوسف



شكرا نسيما يا حبيب

كن بخير دوما

معا نمضى الى النهايات

ابهجنى توقيعك جدا

Post: #24
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-12-2013, 10:33 AM
Parent: #23

آآآآه يا ادريس لو تدرى الوجع الذى احسسته لحظتها
يا دكتورة النهار كلو ما بكون حاسى بى اى حاجة فقط اول ما تجى المغارب ابيحصل لى ما يعلم بيهو غير رب العالمين
ونادية جكسا تنسى انها دكتورة
تضحك حتى تدمع عيناها
وقبضة يدها بلا حنة
على فكرة يا دكتورة انتى ما عرسوكى لسع ههههههه وهى بذات ضحكتها هو منو المجنون القنعان من روحو عشان ياخد معاى تأبيدة ؟
وعم ميرغنى كل وجعه فى هذا الادريس
كلما بنى خطة نفد منها بذكاءه
لكنه احكم فى ذات مرة خطة لا يتوقعها احد وسيمسك بادريس بالجرم المشهود
وبالفعل جاء برجل امن سرى اوقفه بعيدا من الحمار حتى اذا اطلق ادريس بيده الحمار لا ينشغل به عم ميرغنى ووضع رجلا امن لا يبعدان كثيرا عن المكان الذى يدخل منه العيال لكنه لا يريد الا ادريس
وبالفعل
جرى جميع العايل معهم ما حملوه الا انه استطاع ان يمسك بادريس وعلى كتفه البطيخة وهو بين المدخل قرب المخرج ومعه رجلا الامن ورجل الامن يصيح بادريس اقيف وهو يتلفت بسرعة البرق
كيف هرب الباقون
اذن انها مكيدة مدبرة

Post: #25
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-12-2013, 05:44 PM
Parent: #24

كيف هرب الباقون
اذن انها مكيدة مدبرة
آآه يا ادريس واخيرا وقعت وما حد سمى عليك انظر الى ابتسامة عمك ميرغنى ابتسامة النصر والرضا واخيرا وقعت يا ادريس بعد كل هذه السنوات والعذابات التى سببتها لى
وبنهرة قوية امسك شيل البطيخة فوق كتفك زى ما كنت شايله
منظر فائزة وهى تبكى منظر مواز لمشهد ادريس هو يتلفت كالغراب بسرعة وخوف بل وهلع
العسكرى يمسك بادريس من قميصه وينهره وعمك ميرغنى بجانبه بابتسامة رضا
وتحرك الوفد كله ونحن من بعيد نراقب خوفا من ان يتحدث ادريس ويفتن علينا جميعا اذن لا بطيخ يدخل اى بيت اليوم لان الشرطة ستداهم الحى فى تفتيش بمعلومات من ادريس تحت التهديد
ادريس يتحرك كما الآلة والبطيخة على كتفه والعسكرى يمسك به من قميصه من اللياقة وعم ميرغنى فى فرح يشمت
وبين الزريبتين وقريبا من مكاتب الشرطة ونحن جميعا ايقنا بان ادريس هالك لا محالة
وفائزة دموعها لم يشفع لها عندى ابدا كنت قد اتخذت قرارا بان لا احدث بعد ذاك اليوم اى امرأة فى المكاتب جميعها بدون تمييز ولا ادرى هل كان عقابا لهن ام لى
لكنى قلت فى نفسى لن احدث بعد ذاك اليوم ولن اضحك وساحبس لسانى جدا دون المرور من لحظة العفوية هذه التى تنطق ما يربكنى تماما دون ان ادرى لماذا ؟
وفجأة ادريس ياخذ قرار خطيرا جدا
مرا بحافة حفرة قبل الملف الاخير نحو مكاتب الشرطة
ادريس يهوى بالبطيخة بطريقة مفاجئة مستفيدا من رخوة العسكرى الذى استكان لانتصاره
البطيخة تهوى على حافة البلوك منفجرة الى الف قطعة
انفجر العسكرى ضاحكا
وعم ميرغنى مغيوظا
ويسال العسكرى ادريس لماذا فعلت هذا
ادريس يقول للعسكرى : انت دايرنى اشيل معاى ادوات الجريمة للقسم ؟
لكن هسى بمشى معاك ودينى اى حتة

Post: #26
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-12-2013, 05:45 PM
Parent: #24

حذف للتكرار

Post: #27
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-14-2013, 11:21 AM
Parent: #26

ادريس يقول للعسكرى : انت دايرنى اشيل معاى ادوات الجريمة للقسم ؟
لكن هسى بمشى معاك ودينى اى حتة
العسكرى يضحك
وعم ميرغنى مغيوظ ونادية جكسا ضحكت حتى وقعت طرحتها مرتين, اما سعاد بتا آمنة شندى ضحكت حتى سمع جميع الجيران ضحكتها الكبيرة كما صوتها كما حضورها فى اى مكان

Post: #28
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-14-2013, 05:11 PM
Parent: #27

وغراب كان اشدنا خطرا على الحالة العامة كان يوم يفجر مشكلة او يبحث عن مغامرة جديدة
وحين يضحك على كبير او صغير كان يحس بانتصاره الابدى جدا
فقط ما يريده هو حتى ان لم يجد ما يفعله حمل (نبلته) وذهب الى قرب قضيب السكة حديد ينتظر (المشترك) ليقف على مسافة ليست بعيدة وحين يرى الملوحون من الشبابيك فى القطار يرميهم بالنبلة دون اى شفقة ثم يجرى لانه يوقن ان لا احد بالقطار يمكن ان يتوقف ليجرى خلفه
ويمشى نتصرا الى بيته او قل الى الشجرة التى خلف بيته لينتظر فكرا جديدا او عملا جديدا
تلعب قمار ؟
القمار دا شنو كمان ؟
البوم دا انت ما بتعرف ضرة كتابة
ههههههههه لا
نص عمرك رايح
امشى جيب قرش وتعال اعلمك
وهكذا تبدأ دورة لفرد من افراد الحى

Post: #29
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-15-2013, 05:04 PM
Parent: #28

الكنينة امرأة تسمى الاشياء بامساءها ولا تتلفت حين تريد امرا
نادتنى يومها لم اتوقع ابدا ان احدا رآنى حين ذهبت مع فاطمة مجوك
الكنينة تمسك بى من اذنى وتلهب ظهرى بكلماتها وتلهب سمعى بالفاظها
آآآآآآآه يا ادريس وجع كان يومها وهى تنهر كل عظمة فى جسدى واحساس فى فهمى
اوعك تمشى مع فاطمة تعلمك الوساخة وانت ولد نضيف وامك نضيفة واهلك كلهم نضاف مالك ومال ال######
رغم خوفى كنت احاول ان افهم لماذا تسمى وتستخدم كلمة ال###### كثيرا
هل فاطمة فعلا ######انى وانا رغم خوفى اضحك واقول ان الكنينة لا تعرف فاطمة مجوك الرائعة التى تختفى خلف ثوبها ومشيتها وسكوتها
عمنا عبد الرحمن باشكاتب الحكومة رجل تجاوز الاربعين بقليل
لا نعرف عنه الا القلي لا تراه الا نادرا متأنق دوما حين يذهب الى العمل فى هيئة الموانىء وهو رجل ذو نفوذ ويرهبه الجميع
سافر فى تلك المرة واحضر (امونة) معه وقال لزوجته انها بت الحاجة حلييمة اسد اللارملة بنت خالتها لزوةجة عبد الرحمن وانها ستسكن مهعهم لانها ستعمل هنا فى هيئة الموانىء لتعول اسرتها حتى يرزقها الله برجل صالح
(امونة) امرأة بملامح قروية قمحاوية جميلة ضحكتها كما الموسيقى خجولة تكسر عينها عند اول طرفة من عين جريئة حولها لكنها ايضا صاحبة دعابة ودمها خفيف كما يسمونها فى المكتب والحى
نادية جكسا اول مرة لفتت نظرى الى ان وراء هذه الامونة سر
وسنكتشفها يوما ما
الاسرار هنا ليست طويلة الاعمار

Post: #30
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-16-2013, 09:55 AM
Parent: #29

عبد الرحيم(كجولة) فاشل فى الدراسة لكنه يلعب كرة القدم بشكل فيه كثير من الذكاء ويلعب القمار ويمشى مع الاطفال السمحين حتى فى لعب (اللبلى) يختار دوما اوسم الانداد
تغيرت حياة الاسرة التى كانت بالكاد تستطيع ان تعيش حتى منتصف الشهر فظهرت سيارة امام منزلهم وظهرت الصحف تحمل اسم (كجولة)وصورته وتمر الايام وكجولة لا يصادق الا اوسم الاندادواجملهم شكلا ولبسا
وفاطمة مجوك الجارة التى تبعد فقط بابين من باب كجولة كانت تحكى لى عن هذا الولد الما نافع
آآآآآآه يا داريس
الاسرار لا تدوم هنا
تفاجئك الاخبار كلما مضيت خطوة نحو اى آخر ملايكى الحضور تكتشف خلفه سر من الاسرار
الا تلك ال (سكينة) لم يتطسع احد ان يكتشف ما وراءها ابدا

Post: #31
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-16-2013, 06:49 PM
Parent: #30

تذكر يا ادريس
البحر
ما اجمل البحر عندما كنا نذهب للاستحمام فى الاجازات
عند الكبرى القديم
نصعد الى اعلى ذلك المبنى ومن ذاك العلا نتنافس لننزل الى الماء برؤوسنا ونحن احاينا شقاوة نتقلب فى الهواء احسن من اى متنافس فى اولمبياد اثينا
حتى جاء يومان
يوم صعد طارق معنا ثم استعد كما العادة ورجع الى الخلف ثم طار فى الهواء
لكنه لم يصعد مرة اخرى حين نزل الى الماء
انتظرنا خمس دقائق ثم عشرة ثم بدأنا نقلق ثم قفزنا من نفس العلا نريد ان نراه ونحن فى البداية نضحك لانه كان اجملنا ويحب المقالب جدا ويضحك من قلبه
نزلت انا اولا
وبنفس سرعة نزولى صعدت وانا اصرخ
مات مات
اتذكر تلك الفاجعة
طارق لم يكن انسان عادى ابدا

Post: #32
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-17-2013, 04:01 PM
Parent: #31

وبنفس سرعة نزولى صعدت وانا اصرخ
مات مات
اتذكر تلك الفاجعة
طارق لم يكن انسان عادى ابدا
خرجت كالمجنون وانا اصرخ بكلى ولم يصدقنى احد كام المكان احمر تماما وعشنا بعدها اياما وسنوات لم نر فيها البحر حتى على سبيل النزهة
وتلك المرة يا ادريس
حين جاء ذاك اليوم رجل نحيف اخضر لا تكاد تفرز ملامحه جيدا فقط حين يسبح كان لا يتحرك كثيرا لكن يده تتحرك كثيرا
ربما لمسك فى مرة كانه لا يقصد لكننا المرة بعد المرة اكتشفنا انه كان يقصد
آآآآه يا ادريس كم مرة خرجنا من البحر الى بيوتنا وكنت انت انت بالذات تغيب معه ثم نراك فيما بعد وقد اشتريت كثيرا من الطحنية كنصيته ونذهب للسينما وتدفع لنا ولكنك لا تقول شيئا
ازهرى (جنو) هكذا كنا نطلق عليه كان شجاعا يفكر فى اى شةء ويقول اى شىء
يوما ما ونحن جلوس تحت عامود النور مساءا كان يحكى هو واحمد هو يتحدى ان كان فينا من يستطيع ان يمشى عريانا نهارا جهارا فى الحى
واحمد يقول ساكون طيارا امريكيا
كنا نضحك
لكننا فى ذاك اليوم اصبحنا على اصوات صياح فى الحى غير عادى ونحن نتأهب للذهاب الى المدرسة خرجنا مسرعين وجدت ابوالسيد بالخارج
وانا اتساءل وهو يموت من الضحك لقد فعلها ازهرى
مالو ؟
ماشى عريان
عريان؟
ايوا والله ربى كما خلقتنى

Post: #33
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-17-2013, 05:45 PM
Parent: #32

كان يوما بديعا يا ادريس
الناس كيمان كيمان والكراسى متفرقة وكانها قد فرغت لتوها من الرقص راسا على عقب وبينها بعض زجاجات فارغة من البيبسى وكاسات فارغة وبعض قوارير ماء ..لم يكن احد يصدق ان بلقيس هذه ستتزوج الجميع يعرف مهارتها وحركتها فى الحى وفى غير الحى
ازهرى عاريا وبدون تزييف هكذا قال لى يومها
بنات المدراس الشوارع كلها والرجال الذين جاءت مواعيد اعمالهم
الغربي فى الامر انه لم يتجرأ احد لايقافه وارجاعه الى البيت
ولم يتوسل احد اليه ليعود
او يلبس
كأن الدنيا اتفقت معه على يكون كما شاء وللفترة التى شاء
وطارق الذى غادرنا كان اول الفصل دوما وهو المغنى وهو لاعب الكرة وهو الحبيب وهو الشقى والملحن ومنظم الحفلات وعضو الكشافة وطلائع مايو
كل احد تلقاه يتممكانه يسمع نفسه (ربنا يرحمه)
يا دكتورة
الحقنة دى حارة شديد وهى تضحك كلما نظرت الى وجهى
ما الشبه بينك وبين ادريس
سؤال يطل من فمها كما الضؤ فجأة تكتشف هى الحيرة التى فيها
سكينة ؟
ثم تقول لى بصوت عالى كان اسمع ما بداخلها : انتو ما عارفين حاجة ساكت
(امونة هى الاخرى لغز جديد يضاف الى الغاز امسيات الحى التى لا تلبث ان تبين كما الضحك الذى كنا نمارس ببساطة ودون تفتيش
عمك صالح دوما تراه متوضأ لكنه احيانا يمارس هواية لمس الاطراف التى حوله بيده كمن لا يقصد لكنها كانت متعته التى اكتشفنا فيما بعد انها نقطة ضعفه التى تستغلها آمنة شندى هكذا بقوة ولا يستطيع ان يرد عليها ابدا
والمحير جدا هذذا ال مدعو ابراهيمو كما ناديناه له مال ويسكن بيتا حكوميا كبيرا لكنه لم يتزوج ابدا
فقط يربى الكلاب والقطط والبهائم وتلك الغنماية التى يجرى خلفها ادريس كل مساء
ابراهيمو بالكاد يتحدث مع احد رجل يناهز الخمسين عاما

Post: #34
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-18-2013, 05:38 PM
Parent: #33

والمحير جدا هذذا ال مدعو ابراهيمو كما ناديناه له مال ويسكن بيتا حكوميا كبيرا لكنه لم يتزوج ابدا
فقط يربى الكلاب والقطط والبهائم وتلك الغنماية التى يجرى خلفها ادريس كل مساء
ابراهيمو بالكاد يتحدث مع احد رجل يناهز الخمسين عاما
لا نعرف له اهل غير حيوانته التى يربيها ويتحدث معها ويحكى لها
يشترى لها احسن اكل وينظف لها المكان
اما ادريس
آآآآه يجرى خلف تلك الغنماية كل يوم
الا تتعب يا ادريس
وعيدروس اختفى تماما
وابتسام غابت عن كل شىء لم تعد تلك الشقية التى اتعبت الناس كانت ترينى الخطابات بالارقام كل حبيب برقم خاص وصل آخر رقم رايته يوما ما 27
تخرج للمدرسة بهدؤ وتعود بلا ذلك الضجيج الذى كانت تمارسع عنوة
وكجولة صار من اثريا الحى
وعمك عبد الرحمن
سرت اشاعة خفيفة ان امونة هذه ليست موجودة مصادفة ولا شفقة فى هذا البيت وان حليمة المسكينة لا تلاحظ ذلك وان الحى كله اصبح يتحدث فى السر بانها زوجة الباشكاتب اللغز

Post: #35
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-19-2013, 03:55 PM
Parent: #34

وان الحى كله اصبح يتحدث فى السر بانها زوجة الباشكاتب اللغز

Post: #36
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-21-2013, 10:54 AM
Parent: #35

ابراهيمو بالكاد يتحدث مع احد رجل يناهز الخمسين عاما
لا تجده الا فى كامل هيئته صباحا حين يذهب الى العمل او مساءا وهو يشترى بعض حاجياته واغراض حيواناته
اب جلمبو جاره المواجه كان ربما الوحيد الذى يدور بينه وبين ابراهيمو بعض حديث هامس لا يعرف سره ولا غرضه احد
فى ذات صباح
والد ابجلمبو عنما بكرى صاحب البوفيه فى مكاتب الاقليم خرج على اثر اصوات حيوانات ابراهيمو وهى تمارس ضجة واصوات وصياح بشكل غير عادى
عمنا بكرى وقف مسافة يرخى سمعه والتفت يمينا ويسارا لمنه لم ير ابراهيمو خارج كعادته فى هذه الساعة الى العمل كعادته متانقا لكنه حاول ان يواصل مسيره لكن الصياح للحيوانات بداخل الالمنزل كان عاليا وقويا وغير عادى يلفت النظر
حاول فى المرة الاولى ان يبحث عن احد مار لكنه لم يجد
تشجع وذهب الى الباب وطرقه مرات ومرات فى البداية براحة ولكن ما لبث ان مارس الطرق بقوة
بقوة تفوق ضجيج الحويانات التى لم تهدأ مدة طويلة
دخل بيته مرة اخرى ونادى ابجلمبو وكان يناديه كما يناديه اقرانه
وطلب منه ان يصعد الى الحيطة ليرى ما بالداخل
آآآآآآه يا ادريس
حتى غنمايتك التى كانت تمارس امام الركض كانت تبكى وتولول بطريقة ما
اب جلمبو فوق الحائط
والنسوة اللائى كم يردن سوق الخضار يتوقفن ليمارسن هواة البحث عن موضوع يومى جديد
وما هى لحظات حتى صرخ اب جلمبو

Post: #37
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-22-2013, 09:11 AM
Parent: #36

وناديى جكسا بذات اليد الممدودوة وضحكتها التى تصنع ضجيجا بحج المستشفى
- صاحبك ادريس طلع اى كلام
هههههههههه وهى بذات الضحكة الصافية المزعجة التى يعرفها كل المستشفى
وسكينة صاحبتك انتو ما عارفنها ساى بس الادب قشرة يا فردة وقشرة دى بصوت خفيض وهى تنزل بجسدها كله عليك وانت متعب لكنك تحس بها وبهذا الجسد
الناس يسمعون صياح ابجلمبو فيهرولون تجاه الصراخ
ينزل ابجلمبو من الحائط ويفتح الباب
يدخل عمك احمد وعم ربيع والحاج عابدون وبعض الموظفين الذين كانو يتحركون نحو اعمالهم
وابتسام فى غرفة مجاورة بعد ان اقدمت على محاولة انتحار فاشلة
ونادية جكسا وهى فى نزولها نحوى سمعت ؟
وانا فى حالة التشبث بمقاومة هذا الجسد : شنو ؟
ابتسام كانت دايرة تنتحر
لا حولالالالالالالالالالا
يا اخوانا المستشفى اول نشوف الزول دا مات والا لا
محجوب الجزار يؤكد يا اخوانا ما تضيعوا وقتكم ساى الزول دا مات وشبع موت واكرام الميت دفنه
وهرج ومرج

Post: #38
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-22-2013, 06:04 PM
Parent: #37

لم يصدق احد ان هذا الهزيل الذى يجلس على الطريق العام مكسورا يتكلم لوحده بالفاظ تخدش الحياء هو عيدروس
ذاك الشاب الذى كان حين يتمشى فى الحى عصرا تختلق البنات الاعذار للخروج لملاقاته
الا سكينة لم تكن تأبه به
أأأأأأأأأأ ه يا ادريس عمنا ميرغنى لا ينساك ابدا ابدا
وانت بعد ان اطلق يدك العسكرى جريت كما لم تجرى من قبل
وكسلا مدينة جميلة جدا لكنك لم تسطتع ان تبقى فيها كثيرا
حدثتنى نادية جكسا ذاك الحديث العجيب
واتذكر البحر وذاك الرجل الاسود النحيف الذى يحرك يديه تحت الماء كم لا يلوى على شىء لكنه يصطاد زبائنه هكذا
وانت كنت لا تحكى لى غيابك عنى فترة رغم انك كنت تحكى لى كل شىء

Post: #39
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-25-2013, 09:42 AM
Parent: #24

مسكتنى من يدى وقادتنى وانا مستسلم تماما من داخلى اصرخ وباعلى صوتى لكن صوتى لا يخرج
فاطمة مجوك اتركينى
فكى
آآآه يا فاطمة مجوك ما هذا ؟ ما هذا الذى فعلنا ؟ لا اصدق

Post: #40
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 09-26-2013, 09:44 AM
Parent: #39

هذا القطار يتلوى وهو يصعد نحو الاعلى
بورتسودان مدينة تقع على الساحل المنخفض بينما يصعد القطار نحو المدن والبلدان الاخرى من الوطن الواسع المرقع
يصعد القطار حتى محطة صمد قبل محطة هيا بمحطة واحدة هناك تعرف انك قد صعدت حوالى ثلاثة آلاف قدم فوق سطح البحر
يآآآآآآآآآآآه كم هو مختلف احساسك تحت هناك على الساحل وانت هنا والقطار يئن تحت صليل الصعود
وافواه كثيرة تمارس هواية الثرثرة
تمضى الوقت فى شجار او ونسة مختارة او بحثا واختلاف عن مكان
ان العلاقة بين السفر وبين مركبة السفر هى علاقة وطيدة حين تحب ممارسة الفعل
ياباتسام حتى هنا انتى صامتة
لم تعودى كما كنت ابدا
وهنا عندما يبدأ الظلام يبدأ الصمت الا من صوت القطار وعجلات القطار على القضبان وهى تعزف انشودة السفر وكانها ايضا تشاركنا مهنة المديح
يالله
ما اجمل هذه التكات المنغمة وكان القطار يشاطرنا حبنا للرقص على انغام المديح والاغانى كيفما كان المزاج
ما دلنا على موت ابراهيمو الا الدواب
ياآآآآآه ما ارخض الانسان احيانا
كجولة الفاشل دراسيا الان يركب سيارته ويتهادى ما بين الحى والاستاذ وقد خلقت له نجومية مشتهاة

Post: #41
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 10-26-2013, 07:29 AM
Parent: #40

وكجولة صار من اثريا الحى
وعمك عبد الرحمن
سرت اشاعة خفيفة ان امونة هذه ليست موجودة مصادفة ولا شفقة فى هذا البيت وان حليمة المسكينة لا تلاحظ ذلك وان الحى كله اصبح يتحدث فى السر بانها زوجة الباشكاتب اللغز بينما كان الناس يتصافحون
ويتمتمون بطريقة آلية بدعوات وابتهالات

ربما وبعض كلام لا يفهم حتى قائله ماهو
وماهيته

Post: #42
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 10-26-2013, 05:07 PM
Parent: #41

آآه يا ادريس لو تدرى الوجع الذى احسسته لحظتها
يا دكتورة النهار كلو ما بكون حاسى بى اى حاجة فقط اول ما تجى المغارب ابيحصل لى ما يعلم بيهو غير رب العالمين
ونادية جكسا تنسى انها دكتورة
تضحك حتى تدمع عيناها
وقبضة يدها بلا حنة
على فكرة يا دكتورة انتى ما عرسوكى لسع ههههههه وهى بذات ضحكتها هو منو المجنون القنعان من روحو عشان ياخد معاى تأبيدة ؟
ثم
ومن بين ثنايا ضحكتها يبين حزن ما لا يعرفه الا من يعرف نادية جكسا
هى واضحة جدا
حتى عندما يقولون لها ان عبد الكريم هذا ليس اباكى
كانت تضحك وتقول حتى ولو ما كان ابوى الحقيقى هو برضو ابوى ربانى ولبسنى وقرانى وصرف على وآمنة امى تماما حتى لو ما ولدتنى
ثم تختفى فتروة وجيزة حتى لا يكتشف الناس عجزها وضعفها
والقطار يتلوى
وليل القطار ليل عجيب
ينام الناس من الارهاق على صوت القطار وعجلاته على القضبان وكل يغنيه كما يشاء
وتتعجب كيف ينامون
عندما ياتى الصباح يسال كل انسان نفسه كيف نام فى هذا المكان المحشور الضيق القذر الخشن
لكنها الحوجة والارهاق
كانت تنام بالقرب منى
بالمصادفة ضرب رجلى رجلها
بخوف او بزهج رفست
رفعت راسى نظرت اليها
فقط ظلام لا ترى اى شىء الا اذا جاء القطار الى مكان ياتى منه الضؤ خافتا ثم ينزوى كما الافكار التى تراودك
مرة اخرى القدم مع القدم
حين حاولت هذه المرة رفس قدمى كانت قدمى الاسرع فى تثبيت قدمها وقبضه
كانت قدم لا ككل الاقدام
لم تقاوم
سكن قدمها
ثم تململت
وطار النوم من عينى
وشعرت بان وضع القدم قد بدأ يتبدل








؟

Post: #43
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 10-29-2013, 09:30 AM
Parent: #42

تمشى واقسم انها كمن ترقص فى مشيتها
الشارع كله يعرف ان نادية المصرى فى الشارع
نادية المصرى شىء آخر
وهناك يا ادريس حين كان القمر واسعا كاحلامنا كنت تجرى وتغنى يا طالع الشجرة جيب معاك بقرة
وكنا نضحك بقرة؟ هههههههكذا وكنا نحس بالعبث فى هذا الطلب
الشجرة والبقرة وقطار يتهادى وظلام دامس وارجل تعرف كيف تلامس القلب ونزيف حاد وصوت القطار على القضبان وكان القطار صار اسرع
وصوت القضبان يمشى معك الى اغنية حسب حالتك وبعد مضى وقت قصير اصوات شجار ومعركة محتدمة
ومن بين ركام المعركة ياتى صوت فاطمة مجوك مسدارا يحول اصوات عجلات القطار الى نسمة وفنان يضىء شغاف القلب
آآآآآه يا ادريس
لم كنت تركض خلف تلك الغنماية
وتتداخل الاصوات ما بين الماضى والقطار
الكنينة وآمنة شندى وحاجة نفيسة والتكينة وكجولة حتى عمك ميرغنى بصوته الاجش وقامته النصف متر يجرى خلف حماره
وانت تضحك كمن يبكى
وسكينة
لا تاتى
هذه الاقدام تنادى ابتسام
يا اكمراة هجين
من اب سودانى وام حبشية
منهارة تماما لحظة كان اباها الرمز قد بات عاديا
هى بلا اصحاب
ولا صحبات
ولا ارقام
ولا خطابات
ممددة على ارض عربة القطار على خشب قوى تتخيل انها فى بستان

Post: #44
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 10-29-2013, 06:23 PM
Parent: #43

وحين يبدأ الليل فى الدخول تبدأ اسرار هذا الحى فى السفور
القطار هو القطار والحى حى السكة حديد والليل ليل القطار والسكة حديد
آآآآآآآآه يا ادريس
هذا الاسود النحيل الذى يحرك يديه داخل الماء كمن يسبح فى صمت لا يتحدث كثيرا لكنه بمهارة فايقة يعرف كيف يختار فريسته
لم تخبرنا يوما يا ادريس ماذا كنت تفعل معه
لكننا فى ذاك اليوم كان عيدنا لاننا كنا ناكل ما لذ وطاب وندخل السينما
ثم فى اليوم التالى نتعشى (بالمخبازة)
وكلما سالنا ادريس كان لا يجيب بل كان يضحك
وليل القطار دوما حين نسافر طويل وممل الا بالتسلية ولعبة الاقدام والارجل
كان ليل القطار قصيرا جدا
لا يقطعه سوى كمسارى التذاكر وبعده بقليل مفتش التذاكر
كانوا يختارون الليل لان المتعبين كانوا ينامون ولا يستطيعون الهروب فى الممرات والوقوف بين العربات او فى سطوح العربات
كانت اللحظات الوحيدة التى يضىء فيها بقعة واحدة حين يضىء الكمسارى ببكاريته نخو التذكرة الممدوة له من يد متعبة منهكوة كسلى
والكمسارى يمر بصعوبة بين الاجساد الممدة على طول الطريق من اول العربة الى آخر العربة
فجأة تذكرت عيدروس ؟
لمذا صار خارج التغطية ويتكلم كيفما اتفق بلا رابط يفك الشفرات
كلام يستحى المرء ان يسمعه او يقوله او يكتبه
لا يبتسم الا اذا راى ازهرى دنو وبينهما علاقة من نوع ما
آآآآآه يا ادريس
كيف وافقوا لك على الزواج من سكينة ؟

Post: #45
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 10-31-2013, 06:38 PM
Parent: #44

جاءنى الخبر مثل الصاعقة
عم ميرغنى مرة اخرى
هذه المرة يده ممدودة نحو فمه تحمل لقمة وتوقفت اليد فى منتصف الطريق وفارق الحياة فى كشكه
ما دلهم على موته الاصوت حماره
آآآآآآآآه يا عم ميرغنى لم تشف غليلك من هذا الادريس الذى اتعبك
تعرفى يا نادية هذا الجرح والالم لا ياتى الا ليلا
حين اتذكر
وهى تضحك يا دكتورة لو سمحت ؟اديك كدا دا (وبيدها دوما كما (ام دلدوم)
هذه النادية تضحك
وهى بالفعل ذات دم خفيف جدا رغم انها امرأة الا انها لا تظهر عليها اى اعراض انثى الا اذا ابتسمت بحنية وهى نادارا ما تحدث
والقطار كمن قاله له احد ما اسرع ينهب الارض نهبا وصوت العجلات يتغير حسب مزاجك
عم ميرغنى
هذا الانسان
كم اتعبناه
تصدق بعد موته عرفنا انه كان يربى مع ابناءه السبعة بنات اخته الثمانية
غفير
بمرتب غفير (خفير) كيف كانت تكفيه هذه الجنيهات

Post: #46
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 11-02-2013, 05:52 PM
Parent: #45

لا يبتسم الا اذا راى ازهرى دنو وبينهما علاقة من نوع ما
آآآآآه يا ادريس
كيف وافقوا لك على الزواج من سكينة ؟

Post: #47
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 11-10-2013, 11:13 AM
Parent: #46

القطار
والبحر
والارجل تتشابك والايادى تتحرك تحت الماء بخبث
وادريس يسافر معها الى كسلا
حيث درج العرسان ان يقضوا شهر عسلهم هناك مع الجبل والماء ونهر القاش والخضرة
واناس اجمل ما فيهم ابتسامتهم
آآآآآه يا ادريس
هذه السكينة تغرى اكبر راس فى العالم كى يحنى جبهته لها
كيف اكتسبت ميزة انك الاقوى فى حينا
من خلال فهلوة
وصورة رسمت بدقة وعناية فائقة
سلبت بها لب هذه ال (سكينة)
آآآآآآه يا ادريس وانت جالس معها فى (الكوشة) وكثير من البنات تمنين ان يكن فى مكان سكينة وكثير من الرجال تمنوا ان يكونوا مكانك

Post: #48
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 11-11-2013, 08:40 AM
Parent: #47

آآآآآآه يا ادريس وانت جالس معها فى (الكوشة) وكثير من البنات تمنين ان يكن فى مكان سكينة وكثير من الرجال تمنوا ان يكونوا مكانك
سيد النخناخ ببساطته وهو يبشر وبصوته الجهورى (تستاهل )ومعها حركة وصياح ويده اليمنى فى الهواء فى سرعة لتدرك انجاح فرحته بك يا ادريس

مدن من العيون تسكن بينك وبينها
ومقارنات
وتمنيات
وعيون حاسدة
وعيون فاسدة

وعين واحدة تضحك
فقط
تضحك وفى لحظة خبيثة قال لى وهو يغمز (شال القفة )

Post: #49
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 11-13-2013, 11:23 AM
Parent: #48

آآآآآه يا ادريس
هذه السكينة تغرى اكبر راس فى العالم كى يحنى جبهته لها

Post: #50
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 11-14-2013, 06:35 PM
Parent: #49

كسلا بكل جمالها وخضرتها تحولت الى لهب حار ودخان كثيف
والارجل فى الظلام تلتقى ويد الرجل النحيف تحت ماء البحر تتحرك كمن يبحث عن صيد ما تبدأ كانها بدون قصد ثم يمارس بعدها هواية الصيد البشرى
والكمسارى يقفز فوق كيمان البشر
يرى احيانا الالتصاقات لكنه يتغاضى
بعد المفتش
بضؤ بطاريته
يتقافز فوق اطنان اللحوم البشرية التى تغط فى نوم احاينا
وتمارس الطرقعة احاينا
وتغنى مع اصوات عجلات القطار على القضيب بصوت اجش لا يسمع لكنه يطرب صاحبه لانه يقضى على الملل
كسلا لم تعد تلك التى دخلها
آآآآآآآآآآآآه يا ادريس
من يرى كل هذا الدخان واللهيب
من يرى دمعتك
عيونك تتقافز وتدور ولا تستقر
وعم ميرغنى بيده اللقمة
وحماره يصيح
ومحمدو
تصور يحكى لى عمك جمبلان عندما فرغوا من دفن عمنا محمدو هذا المجهول عادوا ليمارسوا العزاء
قال لى جمبلان فجأة تذكرت الحويانت التى يربيها الرجل
فارسلت اليها من يعطيها غداءها
لكنه دخل وخرج اكثر من مرة يبحث عن حيوان واحد

ولم يجد

Post: #51
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 11-17-2013, 10:58 AM
Parent: #50

كسلا بكل جمالها وخضرتها تحولت الى لهب حار ودخان كثيف

Post: #52
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 11-18-2013, 05:54 PM
Parent: #51

3232

عجبنى رقم عدد القراء

Post: #53
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 11-23-2013, 05:54 PM
Parent: #52

آه يا ادريس
كنت تركض كل مساء خلف تلك الغنماية
بسرعة مذهلة
اتدرى لم اكن لحظتها مترقبا
كنت اترقبك كل مساء الا فى ذاك المساء
وسكينة لم تكن تلك التى تحدث الناس عن نفسها ولا تلتقى باترابها كثيرا ولا بنساء الحى
آمنة شندى غاضبة دوما منها كلما جاءت سيرتها لعنتها ونعتتها بالمتعجرفة
اما الكنينية فكانت تقول دوما ان هذه العيون وراءها ما وراءها
كما اكتشف عم عبد الرحمن الباشكاتب يوم جاءت حليمة تبكى
(اتارى الراجل متزوجها ويقول لى انا بحن عليها لانها يتيمة )
وسكينة لم ترتعس وهى تدخل الفندق ولا يبدو عليها انها ذاهبة الى لحظة فاصلة فى حياتها
لا ترقب
ولا قلق
وادريس كمن جاء من مكان سحيق ينادى كل قوته ليذهب هذا القلق الذى بدأ يغزوه كمن زاحمته ابتسامته حتى تحولت الى مصطنعة
آآآآآآه يادريس كم تبدو الصورة غريبة كلوحة سريالية مليئة ومزدحمة جدا اللوحة
وغناء الفنان (حيدر بورتسودان يملأ الاذن ..اذن واحدة فقط وعين واحدة فقط ..
العين الاخرى كانت هناك مع هؤلاء الواقفون خلف الكراسى
اصحاب الياقات البيضاء والمفاتيح التى بين اليدين والسبحة القصيرة الصغيرة ذات المدلولات والطلاسم التى لا يفسرها الا من كان داخل ذاك العالم
هذا المساء كنا ننوى ان نذهب الى السينما
اتذكر
وانت نسيت
نسيت حتى ان تخبرنا انك لا تريد

Post: #54
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 11-24-2013, 10:08 AM
Parent: #53

(امونة) امرأة بملامح قروية قمحاوية جميلة ضحكتها كما الموسيقى خجولة تكسر عينها عند اول طرفة من عين جريئة حولها لكنها ايضا صاحبة دعابة ودمها خفيف كما يسمونها فى المكتب والحى
نادية جكسا اول مرة لفتت نظرى الى ان وراء هذه الامونة سر
وسنكتشفها يوما ما
الاسرار هنا ليست طويلة الاعمار
يا عم عبد الرحمن كيف تعيش بوجهك الاول وانت صارم وقوى تبدو منك ملامح الطيبة احاينا كمن يحمل (سبحة)فى يده اليسرى دوما يحركها بسبب وبلا سبب
يتمتم فمه اولا لا يتمتم
حركة لا ارادية
ويكتشف الحى كله ان (امونة ) هى زوجة الباشكاتب

Post: #55
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 11-27-2013, 05:19 PM
Parent: #54

هذه اللوحة وكأنها لوحة سريالية
مع هزة القطار وتشابك الارجل
مشهد يتداخل لارجل تلهث خلف تلك الغنماية مع بدايات الظلام
ويد الدكتورة نادية جكسا تمسك بك بحنان
وشاب نحيل ينزوى يتحدث بكلمات جارحة وبذيئة كيفما اتفق يسألونه عن اسمه يقول كان اسمه عيدروس
وسيد النخناخ كما عادته كل صباح ولان صوته دوما عالى ونقى يسمعه كل الحى حين يلقى بالتحية لمن حوله ولو كانوا على بعد خطوات منه فان سكان الخزان يسمعونه
ولالا ينسى منظر غراب واليده فى قيد حديدى يركله رجل الشرطة
وعمك عبد الرحمن الباشكاتب قد انفضح سره
الكنينة تصرخ (ما قلت ليكم )
وكجولة اصبح صورة فى الجرائد لا نراه الا نادرا بيننا وبينه زجاج سيارته
وعم ميرغنى ويده على السندوتش وبقيا ضحكة لم تكتمل ونههيق حماره
وآمنة شندى مبسوطة لان الكتوف اتلاحقت لن يعيروها بعد بان سعاد طلقوها يوم دخلتها
اما نادية المصرى فقد اختفت فجأة بعد وفاة ابيها دون ان يعرف اى احد الى اين
فقط اختفت
واختفت معها تلك الرقصة الصباحية
وتلك المتعة التى كانت تهبها لمن كان له عين وقلب ونار
آآآآآآآآآآآه يا ادريس
انظر الى اللوحة وانت تحكى
ادخل
لا تتلفت
ابك
ابك
فى الخفاء
لانه لم يطاوعك لحظة احتجت اليه لان
لا لن تستطيع ان تبوح حتى لاقرب الناس اليك
الا نادية جكسا كانت اقرب الى سكينة مما نتصور
ويدها كما دوما وتلقى الى عيناى بضحكتها وتقول لى (اديك كدا )
لم اكتشف انها انثى الا فى تلك الليلة
نادية جكسا تملك مؤهلات مثلها مثل الاخريات لكنها تبدو كمن لا يملك شىء
اقتربت كثيرا تلك الليلة حتى ظننت انى روحى قد فاضت من ثقل جسمها على كتفى وانا الهث تحت جسدها بصعوبة
يا دكتورة ما هنا
ثم نمت
وعند الصباح كان وجه وجدته امامى
وجه نادية كما الشعاع
براءة لها الف شكل لكنه محبب الى النفس
نائمة على كرسى
وانا بى بقايا انهاك
انظر الى ذاك الوجه
يا الله ما اجمل هذه الانسانة
حتى فى نومها مبتسمة

Post: #56
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-07-2013, 10:01 AM

ما أسوأ الخبرة احيانا
لم تدخل وتخرج عادى هذه ال سكينة
هل هى سمات اسمها كما يقولون لنا دوما بان كل انسان يحمل من اسمه صفات وراثية
يآآآآآآه كان الواثق يحكى لى عن هذه الليلة كثيرا بان العروس تدخل هذه الليلة وهى خائفة بل ومذعورة وتترقب كل حركة من الرجل
وهى ببساطة تدخل وتخرج
بل وتقول لى انت تعبان نوم والصباح رباح وهى تضحك
وبى غمزة
يآآآآآآآآآآآه ما هذا الوجع
كيف وفى لحظة انقلب ما بداخلى هذا الى جحيم
انا الذى كنت اصول واجول فى هذه الساحة انا بطل الابطال فى نفس ساحة معركتى فى الحياة
لا يقف ابدا حائل بينى وبين ما اشتهى واريد
ان الاصل عندى ان كل امرأة يمكن الوصول اليها شرط ان تملك مفتاح الدخول اليها
هههههههههههههههههه
كنت ذاك البطل الذى يربط طرف قميصه ليؤكد مقدار ما يستطيع قبل ان يفعل
ماذا دهانى الآن
الدموع تتقاطر من عين واحدة ويعض على شفتيه بطريقة موجعة وهو يحكى والقهوة امامه واليد لا تتحرك لكنها تقف فى منتصف المسافة بين الفنجان وبين ركبته
آآآآآآآآآآه يا وجعى حين انادى شىء ما احتمى به ليدفع عنى وولكن
ما اوسع هذه الهوة التى اكاد اسقط فيها


وانا بسذاجة :ما حكيت لى اى حاجة لغاية هسى
كلو كلام عام وفى حاجة انا ما قدار افهمها عشان اساعدك لازم تحجكى لى بالتفصيل

هى نامت بعد ان غيرت ملابسها وقالت لى انت تعبان هسى بكرة الصباح رباح ونامت بمجرد ان تمطت على السرير
وانا انظر اليها
كيف تنام هكذا
كيف
وهى لاول مرة تدخل معى غرفة نوم
هل هو التعود؟
لالالالالالالالالالالالالالا اله الا الله لا تدع الافكار تذهب بك بعيدا

ربما هى نفسها بالفعل مرهقة لان الايام بالنسبة لها كانت طويلة لم تنم فيها كما كانت تحكى لى
هذا الوده متعادل
لا ابتسامة فيها
ولا (نووورا) تبين على ملامحها كما كانت حبوبتى تقول لى ان للعروس والعريس ن(ووورا) تجعل هما يبدوان كانهما من كوكب آخر ويكونوا اجمل ما يكونون فى تلك اللحظات
لماذا لا استبين ملامح هذه الكلمة ولا ارى
انها عادية جدا
تنمام وانا لا انام وقلبى يحدتنى
ومنقبض
واليد كما الاشياء الجامدة تقف فى منتصف المسافة
والقهوة قد بردت وتوقف الدخان فى الفنجان لكنى الدخان انتقل الى رئتيه
وهو يتمتم
لعن الله الخبرة احيانا

Post: #57
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: عبدالله ود البوش
Date: 12-07-2013, 07:18 PM
Parent: #56

Quote: عجبنى رقم عدد القراء


هذه كتابة مدهشة
تحرج المتداخل
.
.
.
قرأتها حرفا حرفا وبنهم
فهل ثم هل من مزيد
شكرا حرسم

Post: #58
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-10-2013, 11:06 AM
Parent: #57

عبدالله ود البوش

Quote: هذه كتابة مدهشة
تحرج المتداخل


شكرا نسيما لهذه الكلمات المحفزة والمبهجة

عبد الله ود البوش ياخ شكرا جزيلا لك

وتابع معاى

Post: #59
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-10-2013, 05:53 PM
Parent: #56

آه يا ادريس
كنت تركض كل مساء خلف تلك الغنماية
بسرعة مذهلة
اتدرى لم اكن لحظتها مترقبا
كنت اترقبك كل مساء الا فى ذاك المساء
امى دوما عندما ياتى المساء وقبل غروب الشمس بقليل تفتش علينا تنادينا ب اعلى صواها وهى مذعورة وتخاف لحظات الغروب لانها تعتقد جازمة بانها لحظات يكون الشياطين فيها فى كل مكان ويسهل صيد الاطفال
هكذا كانت تعتقد
وهكذا صرت عندما رايتك تجرى خلفها حتى جذبتها من ذنبها المرة الاولى لكنها افلتت لكنك ما زلت تقاوم ولم تيأس ومرة بعد مرة تفلت لكنك لم تزل على ذات الاصرار ولا ترى الاها
ولا ترانى خلفك
وانا فجأة انتبهت عندى حاسة التلصص وحب الاستطلاع
والكنينة تنادينى لكنى انا ايضا لا اسمع
وامى تنادى وانا لا اسمع
فقط اتابع عيناى ودهشتى
ورجلك ولهاثك ومحاولاتك المستميتة
من اين يكتسب هؤلاء جرأة مثل هذه الجرأة
عبد الرحمن يتزوج وياتى بزوجته الى بيت زوجته الاولى
وكجولة يهرب مه نادية المصرى
وابتسام بعد لقاء القطار تختفى
وعيدروس كلما عطس احد تذكر الشطة
واياد تتحرك تحت الماء بسهولة ويسر
اولمغارب مرتع الشياطين كما تقول لى امى
والضؤ فى الحى خافت يكاد ان يكون معدما
وبالذات فى بعض اجزاء الحى وخاصة تلك المربعات التى تنؤ الى الداخل بين الحيطان تخفى تحتها الدرادل ومخرجات الجسم والروائح التى تزكم الاتوف
يآآآآآآآآه يا ادريس
رايتك بان عينى هاتين اللتان سياكلهما الدود
رايتك
لكنى لم اجرؤ ان احدث احدا ابدا
ولم اشأ ان اراك تخفض عينك مكسورة لذا لم اخبرك انى رياتك

Post: #60
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-12-2013, 08:45 AM
Parent: #59

آآآآآآآآآآآآآه يا نادية جكسا
من اسماك هكذا جنى عليك
تخرجين الى لملاعب والازقة وتلعبين وكفك فى كف عفاريت الحى تجرين وتندسين بينهم كما انتى مثلهم
تشاكثين وتهربين
وتملكين مفاتيحهم واسرارهم
ورغم ذلك لم يكتشف احد هذا الجمال الذى فيك
تخبئين كل ذلك وتدخرينه لمن يستحق اليس ذلك ما قلتيه
البحر امامنا والقهوة من يدك اشبه بمنحى بطاقة صعود طائرة السعادة
قلتها وانا لا اشعر الا بانى يجب ان اقولها
- تتزوجينى يا نادية
ونطقتها بدون لقب دكتورة
وكان ردك اول وهلة - اديك كدا
ثم ضحكتى ثم هرولتى من امامى حين نظرتى الى عيناى واكتشفت لحظتها انك انثى
هربت هروبا حقيقيا وحياءا نزل عليك لاول مرة كما المطر الذى يهطل بلا ميعاد ولا امارات

Post: #61
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-12-2013, 04:52 PM
Parent: #60

يآآآآآآآآه يا ادريس
رايتك بام عينى هاتين اللتان سياكلهما الدود
رايتك
لكنى لم اجرؤ ان احدث احدا ابدا
ولم اشأ ان اراك تخفض عينك مكسورة لذا لم اخبرك انى رايتك
وخها انت تركض الآن لكنك جالس فى ذات كرسيك ويدك بين القهوة وبين البحر وعيونك تعيد انتاج دمعة ما تشىء بانتقال الالم من القلب الى اللسان
يآآآآآه يا ادريس
اوجعتنى
لم تقل لى باقى الحكاية لكنى احسستك
حكاية تتداخل فيها الحاضر مع ماض مكسور وارجل تتلاحق وانفاس غضبى وملامح كمن جاء آخر النهار من مكان سحيق
يآآآآآآه احك
احك يا ادريس
ابك
ابك
دع الحروف تتقاطر ودع ما انقبض فيك دعه ينفرج
سكينة اينما كانت تربك حضورنا جميعا ليتك تكلمت ..ليتك صرخت
الشك لا يذهب اليقين
وامى ساعة المغارب كما هى لم تغير عادتها ابدا
يولد الشياطين تعال خش بسرعة وادخل مع مغريات الكعك والبسكويت وشاى المغربية وحمام بماء دافىءئ على صفيح مملؤ بمهل حيث لا دش ولا مواسير تصعد الى اعلى الحمام
كل شىء كان بسيطا جدا هناك
الاسرار نفسها كانت لا تدوم كثيرا
يغيب اناس ويسافرون ويعودون وتتغير ملامح البشر فى الحى ولكن يظل الحى هو هو
سافرت الكنينة وهى تضحك وتقل لى يا ولدى اوعك من تبارى فاطمة مجوك دى الببارى الجداد بمش الكوش وانت ولد نضيف سمعتنى
سافرت الى الخرطوم
جاءت بعدها حجة نفيسة
هى ذات الملامح فقط يحتلف فيها الشلوخ الكبيرة
وهى هى تبدأ فى علاقات بسيطة لكنها تشاكس اول ما تبدأ مع آمنة شندى
وسعاد لم يدم زواجها اكثر من ساعات
فرحنا رقصنا طربنا وجهزنا للحفل اكثر من شهر خبيز وبسكويت وارز ودقيق وبيبسى ووماء وبراميل وكراسى وصيون
ثم تم تجميل العربية ثم ودعناها الى الفندق مع هذا الذى جاء من اغتراب طويل
كنا كاننا على موعد مع وجه لم نحببه كثير لكننا كنا نفرح بفرح واحدة من اهل الحى
سالت ادريس : ياخ الزول دا فى حاجة ما مريحانى فيهو

Post: #62
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-14-2013, 11:14 AM
Parent: #61



Master Boss · جامعة الحياة كلية الاحزان
ياخ ما ولدنا وين بقية القصه
رد · أعجبني · متابعة المنشور · ‏26 نوفمبر‏، الساعة ‏05:51 مساءً‏


تابع معى

بقية القصة تاتى تباعا

يسعدنى انك هنا

Post: #63
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-16-2013, 06:53 PM
Parent: #62

آآآآآآه يادريس كم تبدو الصورة غريبة كلوحة سريالية مليئة ومزدحمة جدا اللوحة
ما اقساك يا الواثق وانت تحكى لى تجارب انا بنفسى كنت شاهدا عليها
(شيلوه القفة)
كنت تقولها وانت تضحك حتى تسلتقى على قفاك وعلى يمنك (كباية)الشاى التى كل مرة تضحك فيها تهتز حتى ترمى (الكباية) وتكسرها فى غالب الاحيان
ولا اراك فى تلك الحالة الا عندما نكون لوحدنا
وها انا ذا الآن امر باحلك لحظات عراكى مع وجهك وال(الكباية ) المكسورة وقلبى المكسور وعيناى المهدمة وبعض قوتى التى احاول ان استجمع
تنام وكان شىء لم يكن ولا كان شىء لا يكون
الامر الواقع لا محالة
وجه الواثق كل مرة يرعبك ويدك فى منتصف المسافة تركت تلك الاقاويل تهزمك يا ادريس
تركت تلك الوساوس تهزك
ومالو ياخ عادى جات مرهقة ودايرة تنوم
فيها شنو كمان ياخ خاف الله بنات الناس لعبة فى يدك ياخ دى حلالك وحرام تخش اول يوم وانت كاسر كدا ومكسور
هههههههههههه وجه الواثق يزيل تلك الهواجس ويبنى مكانها وساوس لا قبل له بها
تنام
هل هذا يوم ينام فيه العرسان
هل هذا يوم تنام فيه العروسة واثقة هكذا ولا ترمش لا عينها ولا تتحرك اهدابها
ولا بعض جسدها
آآآآآه يا صاحبى فى زحمة هذه الهواجس لم ترى عيناى هذا الجسد الممدود كبجال ووديان من وبعض رحيق الصمت وكثبان الخيال
ما رأت عيناى اجمل من ذلك المشهد

Post: #64
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-17-2013, 05:26 PM
Parent: #63

(امونة) حامل
صرخة قوية مكتومة سرت اول الامر كالنار فى الهشيم
بدأت من كلتوم جارة حليمة التى سمعت صوت حليمة وهى تولول وتندب وتهول وتتشاجر مع امونة
دا من متين ؟ يا عيب الشؤم يا امونة دخلتينا فى خشم الناس يا فضيحتك يا حليمة سنين وسنين وانا فى الحلة مرة الباشكاتب لا فى زول بهبش لى طرف ولا فى زول برفع عينو فى عينى ولا فى زول بقدر يقول لى تلت التلاتة كم الليلة جيتى تفضحينى
كلتوم تمد اذنها بقوة وتقترب من الحيطة لتسمع جيدا ما هى المشكلة ثم تسمع الكلمة التى تبحث
- حامل ؟
وبدأت الكلمة تنتقل من فم الى فم ومن اذن الى اذن والعيون تتضارى
حليمة تذهب الى الجارة تحس بعيونها كمن يخبى شيئا ما لكنها لا تعرف انهم جميعا قد عرفوا الخبر
حتى حدثتها آمنة شندى
عادت الى بيتها مكسورة
خرجت اول الامر تبحث عن (داية ) تستر الامر وتجهض (امونة ) وينتهى الامر لكنها الآن فى ورطة
الحى كله يعرف
و(امونة) لم تقل ابدا رغم الحاحى وضغطى عليها ان تقول لكنها كتمت ولا تتحدث الى ابدا فى الامر ولولا بطنها ربما لم اكن لاعرف الخبر

Post: #65
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-18-2013, 06:56 PM
Parent: #64

فجأة تذكر عم صالح المؤذن
كيف صار هكذا لا يهش ولا ينش
رجل شكله جميل بالذات ذاك الوجه الملائكى الحائر بلمسات زمن جعل بعضه كما التجاعيد لكنها ليست كذلك
يرى بام عينه آمنة شندى وهى تشتم وتعارك الجيران ولا يستطيع ان يقول لها كفى
لانه جرب ذات مرة فكان نصيبه ان تهزأ امام الجيران ومن يومها حلف ان لا يدافع عنها ولا يسالها ولا يعبرها
دعها تتصرف كما تشاء وانا مالى اريح دماغى

Post: #66
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-21-2013, 10:02 AM
Parent: #65

كان ابو السيد طالبا كسولا جدا يخرج آخرنا
حتى ونحن معا نهرول نحو المدرسة والطابور كان يدخل آخرنا
كان يقول لى دوما : ياخى لو كان الزول يقدر يجر الظلط دا يجيب المدرسة هنا ويدخل وبعدين يفط الظلط ما كان كويس
خيال جاد جدا لانه يرى الحياة بهذا المنظور وجدته ذاك اليوم مديرا لتلفزيون الولاية
كنت اتعجب جدا
ما بين ادريس وابوالسيد من هواجس وتشابه
كان ابوالسيد رغم كل كسله انسانا رائعا جدا كان يشتبك مع ادريس دوما حين يعاكس عم ميرغنى ويمكن ان تتحول المهاترات بينهما الى تشابك بالايدى وعراك لا دخل لاحدهما فيه سوى ان ابوالسيد انسان لا يرضى ان ينتهك كرامة رجل اكبر منا وفى عمر والدنا
ابوالسيد كان يعرف شيئا عجيبا ايضا حين نكون لوحدنا يخبرنى من التى تاتى سرا بعد مغرب كل يوم على عربة تاكسى وتنزل تتلصص الشوارع الخالية لتدخل الحى من أأمن الازقة
كان يقولها بحسرة على تلك الدقون النافرة والهيئات المحترمة التى لا ترى ولا تدرك ما يحدث خلفها وفى ظهرها
ابوالسيد مديرا
مشهد له ما بعده
سالته ذات مرة لم تشتبك مع ادريس
ضحك
وقال لى ادريس هذا نمس ومجرم بالفعل لكنه طيب القلب وسيهزم مع ذاته يوما ما
وانا فى سرى : مع ذاته سيهزم يوما ما ؟
ولم افهم يومها كيف يرى هذا الاابوالسيد مشهد هذا الادريس
كيف رأى الداخل من ادريس كما كان يرى الخارج منه
وكسلا ظلام تام ودامس
واليد ممدودة بين الكباية وبين الفم
والفم لا يكاد يبدو فما
وتحدثت الايادى ورعشة الشفاه
وكل شىء بينهما حتى الصمت كان يتحدث الا
فم ادريس
وانا فى صمت اصرخ فيه
قل يارجل ..ثك استدرك ..رجل ؟

ثم اسرح
بعيدا جدا

Post: #67
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-22-2013, 10:26 AM
Parent: #66

رغم كل هذا الكسل كان ابو السيد يتحفنا باشراقات التامل فى اى كلام جميل يجى جارى جرى ليحدثنا عن الشعر والادب
ويلوح لى من بين كل السطور حميد هذا الشاعر الانيق الذى لقيته فى ذاك المساء مستخبى بينى وبين ادريس
وكل الرياح فوقا بتمر .. يكفيها دا .. ويكفيها صاح
ما استسلمت لي ريح غريب .. وكل الرياح فوقا بتمر ..
والنخلة ما بتخبر خلاف ريح اللقاح
والهمبريب وريح الصلاح
يا معوض الليل بالصباح
يا معود النار اللهيب .. روض نخلنا على الرياح
وفي لجة البحر الغريب .. أدي الرواويس الصلاح
يكفينا دا .. ويكفيها صاح

آآآآه يا نادية جكسا حين قلتها كانها خرجت منى من فم مدفع لانها انطلقت بسرعة البرق ونفذت الى قلبك الذى ما كان يامل ولا يتوقع ان يجد من يعرف انك انثى
ضاعت ملامح كثيرة فى ذاكرتك وحتى ذاكرة الذين حولك
من اى مكان جاء هذا الصوت
- تتزوجينى يا نادية
بقايا ذاك الوجه الملائكى ينحز تحت ثقل قدميها وهى تجرى امامى كمن فجأة ادركت انها تستطيع ان تجرى
وعرفت انها تستحى ايضا
آآآآآآآآه يا نادية
كم انت جميلة الدواخل رغم كل هذا الذى كان يبدو وكم انا فرح بك وانا اخطو نحوك لانى الوحيد فارس تلك المدينة التى بيننا
ما عاد الناس كما هم
يخطفوون ويجرون ويتقافزون ويهرعون
وانا نحوك اخطو كمن يدخل المدن منتصرا بعد صراع طويل
هدتنى احزانى تلك
لكنى الآن اقوى
اقوى من كل الحى وذاكرته
حتى ادريس
كان يغلبنا دوما
لكنى الآن احس انى اهزمه بالقاضية

Post: #68
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-23-2013, 03:48 PM
Parent: #67

آه يا ادريس
كنت تركض كل مساء خلف تلك الغنماية
بسرعة مذهلة
اتدرى لم اكن لحظتها مترقبا
كنت اترقبك كل مساء الا فى ذاك المساء
وابو السيد كان يلمح لى افعالك الباطنة والتى خلف الابواب الموصدة وفى الازقة ولم اكن اصدقه
ابو السيد كان يغنى كلما رايته للفنان ابراهيم عوض
(يا زهرة نادية
نادية فى خيالى
ضماها قلبى
وعاشت ليالى )
ثم يقفز فى الهواء يمد رجلا ويثبت بالاخرى ثم يرفه اليدان فى شكل نصف ارتفاع مع ايقاع الاغنية كمن يغيظ شخص ما قادم من الازقة ونحن لا نلمحه
ادريس ليتنى لم اراك
وليتك لم تحك
جلست تنظر اليها والى تلك الاودية والجيال وخط الافق المتعرج لكنك لم تكن هناك معها فى ذات الغرفة
قاتل الله الخبرة والشك والانغماس بعضه والفرجة كلها
تتفرج على نفسك الآن ولا تنفك تنتظر وتتوقع شىء ما سيحدث
مترقبا
وبعض انفعالك يجعل الكثير من الجسد يرتعش وتترتجف مفاصلك والبطن كما الصدر يعلو ويهبطوتتصلب اواخر الاطراف والعرق ينزل من كل مكان حتى جبهته
تنطفىء فى ملامحه تلك (النوووورة)التى تحدثنى عنها جدتى
وهى كان شىء لم يكن تنام ملء جفونها وجه هادىء لا ابتسامة فيها ولا حوار
لكنك تفور وانت جالس
لا كما كنت تركض خلف الغنماية
تترتجف لاكما كنت تلاتعش لحظة وصولك الافراغ
وتستحى حيث كنت لا تستحى مع شيطانك

Post: #69
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-24-2013, 04:47 PM
Parent: #68

فجأة تحول الحى الى ثكنة عسكرية
رجال بسلاح
رجال يلبسون الزى الرسمى وآخرون بجلابيب بيضاء ومزركشة لكنها مميزة وهمهمات وكل شىء يتم فى سرعة عجيبة
اسرار هذا الحى لا تدوم
الكنينة وهى تودع نساء الحى وهى تغمز حلتكم كلها بس ورا النسوان ههههه وهى تضحك ضحكة خبيثة
وخرجت الحاجة زليخة وكما يحلو لنساء الحى مناداتها بلكنتها المحببة صليحاااااا
تصرخ فى وجه هؤلاء القادمين
تدفعهم دفعا للابتعاد عن ابوالسيد وابوالسي\د بيده شنطة صغيرة كل محتوايتها صابون وفرشة ومعجون وبشكير وكفن
دوما يكون جاهزا لكننا لم نكن ندرك بانه قد تحول الى رقم ما يبحث عنه كل هؤلاء
وبسذاجة سيد النخناخ هو فى شنو يا جماعة ديل مالم ومال الراجل الطيب دا والله ابوالسيد دا احسن واحد فى الحلة دى واطيب واحد مع الصغير صغير ومع الكبير كبير
ديل دايرين شنو
حاول ان يتدخل لكنه وجد وجوه صارمة وعابسة وقوية وناهية بشكل حاد
فتوقف عن المحاولة لكنه قال فى نفسه يكون عمل ليهو عملة كبيرة ياربى
ومضى يحاول ان يفهم لكنه لم يستطع

Post: #70
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-25-2013, 05:03 PM
Parent: #69

ابو السيد
لماذا يسبونك هكذا هؤلاء الذين يمسكون بك ويركلونك
لم نفهم لحظتها لماذا؟
وللمرة الثانية ايضا
وفى اقل من يومين وجوه اخرى وعساكر يحيطون بالحى
هذا الحى عجيب جدا اما لمة نساء او لمة عساكر
ونادية جكسا ويدها امامى وضحكتها كما النوارس (اديك كدا )
وفى منتصف تلك الساحة الخالية من المنازل والعوائق جسم ممدد وصوت نساء تبكى
عبد العزيز ممدد على الارض وادم من كل مكان لكنه يبدو كمن هو نائم
عزو كما يحلو لناس الحى منادته اوسمنا على الاطلاق واكثرنا رشاقة ورياضة فى الجمباز
ممدد على الارض والرجال الذين يلبسون القبعات وبعض الهمهمات
واصوات العويل يرتفع حتى يبلغ الخبر (خضرة)

Post: #71
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-26-2013, 07:36 AM
Parent: #70

و(خضرة) كما عادتها فى كل نازلة لها او لاحد من الحى تخرج مولولة دون ان تعرف الخبر جيدا وتشارك ثم تجلس لتسال بعد ذلك
هذه المرة جاءها الخبر اولا
خرجت تجرجر بالفعل ثوبها وحافية و(الكمشة) فى يدها
خرج عزوز ليصلى العشاء ولم يعد وليس غريبا ذلك
لانه يغيب ساعة ثم يحضر
ما الذى جعل الناس يجتمعون حوله هنا وهو (جثة )هامدة

Post: #72
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: عبدالعزيز عثمان
Date: 12-26-2013, 09:35 PM
Parent: #71

يا محمد عبدالله....
ما ابدع هذا الحكي..
وما الحياة ان لم نتذكر ما عشناه
ثم نحكيه بكل هذا الوفاء.
اخرج شهدك ياصاحبي..

Post: #73
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: عمر نملة
Date: 12-28-2013, 06:36 AM
Parent: #72

سلام
واقع معاش وحكي صادق

Post: #75
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-29-2013, 11:05 AM
Parent: #73

عمر نملة

وعليكم السلام

لك التحية وشكرا لحسن المتابعة والتشجيع

كن بخير

Post: #74
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-28-2013, 06:22 PM
Parent: #72

الجميل عبد العزيز عثمان

قرأتك فى سيرة جدك واشهد انك امهر منى فى كتابة الحكى

هذه ليست سيرة ذاتية انما هى حالة متخيلة لحى كنت اقطنه وبعض من حياة اخرى كانوا يعيشونها كاشخاص غير حقيقيون


وكنت اتفرجهم جميعا بذات التخيل يوم ان كنا

هل تصدق انى اروى على الهواء مباشرة ما ارى فى مخيلتى ؟

شكرا دعمكم وصبركم على حكاى

Post: #76
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-30-2013, 10:04 AM
Parent: #74

ابو السيد
لماذا يسبونك هكذا هؤلاء الذين يمسكون بك ويركلونك
لم نفهم لحظتها لماذا؟
وابوالسيد يصيح باعلى صوته
(يسقط يسقط حكومة العسكر..يا ظلمة يا فسدة ..لن نركع ولن نستسلم لكم ..لا زلنا ...
هو يصرخ فى وجوههم وهم يسبونه ويركلونه وهو يزداد شراسة
والحى ثكنة عسكرية
ملابس عسكرية للجيش والبوليس والامن والمباحث
واسئلة لا اول لها ولا آخر
وعبد العزيز جثة مسجى هناك
ولاول مرة ارى الحى هكذا
ولاول مرة تختفى مشاهد كانت عادية فى الحى وبدأت مشاهد غير معتادة
حتى (كجولة ) لم يعد مهما ان جاءت صورته فى الجريدة او التلفاز وهو مقرون بشخصية العام
لم يعد مرور سكينة بذات الوهج والرونق
لم تعد آمنة شندى بذات صوتها العالى
لم يعد حتى سيد النخناخ يحاول غير الهمس
لم يعد احد يذكر عم ميرغنى ولا لقمته ولا حماره
لم يعد احد يتذكر ابتسام
ولا عيدروس
لم تعد الحكاوى كما هى
اسبوع متوتر جدا زاد غموضه ان عبد العزيز لم يكن ذاك الشاب العابث ولا زائع الصيت ولا سيرته الا فى حدود جغرافية اصدقاء يعرفون كيف يتعايشون معه
اسبوع كشف فجأة قناع ابوالسيد البسيط الذى تحول فجأة فى كل لسان
بطلا حينا وشيوعيا حينا ومناضلا حينا آخر
والبعض من البسطاء يتغزل فى الغموض ويقسم بان المسالة فيها وفيها وفيها
الحيكومة ليست مغفلة حتى تاتى وتترك اشغالها فقط لتتفرغ ل ابوالسيد
ان كان بريئا
وبدأت بعض الحكاوى تنسج حوله وبعض الاحداث المنسية التى مرت تعود الىمن ذاكرة الناس الى السنتهم ويتبارون فى سردها

Post: #77
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 12-31-2013, 09:22 AM
Parent: #76

انت تركض الآن لكنك جالس فى ذات كرسيك ويدك بين القهوة وبين البحر وعيونك تعيد انتاج دمعة ما تشىء بانتقال الالم من القلب الى اللسان
يآآآآآه يا ادريس
اوجعتنى
لم تقل لى باقى الحكاية لكنى احسستك
كنت تركض خلف تلك(الغنماية ) بشره لكنك الآن تركض منها هذه ال (سكينة )
ونادية جكسا غابت يومان كاملان انتظرت فيهما بشكل غير مسبوق
غابت
وحين حضرت بعد يومين كانت قد تغير شكلها
التسريحة
واحمر شفاه
ورقة فى حديث
وخجل كثيف حد منابت حضورها كلها
تلهقت لاسالها لكنى فهمت
وبقدر ما رايت انها لى لكنى فى ذاك اليوم احسست انها ملكى انا احببتها بيدها ولكمتها وحديثها ورجولتها وانوثتها
احببتها بطبها وانسانيتها
نسيت ما قيل عنها يوما ما
لم تعد الاشياء عندى كما يرون هؤلاء البشر
الحى كله الآن لا حديث لهم سوى من قتل عزوز
ومن قبض ابوالسيد ولماذا ؟
حتى صالح المؤذن صار يهتم بتفاصيل لم يكن يهتم بها سابقا

Post: #78
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-01-2014, 11:16 AM
Parent: #77

كسلا بكل جمالها وخضرتها تحولت الى لهب حار ودخان كثيف
والارجل فى الظلام تلتقى ويد الرجل النحيف تحت ماء البحر تتحرك كمن يبحث عن صيد ما تبدأ كانها بدون قصد
وانت تركض خلفها من ذنبها تمسك تارة وتارة ظهرها وهى تركض امامك مذعورة كما يظن كثيرون وربما يغنج لك لانك تعرف متى ستستلم لك
المتحرى صاحب الشنبات الغزيزة يقف وهو يحدق فى شىء ما على الارض
ويسأل الزول دا كان بيسف صعوط
والاجابة لا
لماذا هو بلا بنطلون ؟
واين اداة الجريمة ؟
والقصاص ينظر الى اثر الارجل الكبيرة ويقرر ان الرجل نحيف لكنه اعور
وبع عرجة خفيفة
هى اوصاف يعرفها البعض لكنهم يمارسون حرفة السكوت ومن خاف سلم
وعبد الرحمن يعلن فى كل مكان فى اركان الحى بان (امونة) هى زوجته على سنة الله ورسوله والعجبو عجبو والما عجبو يشرب من البحر وان الطفل القادم هو من صلبه
ونادية جكسا
آآآآآآه منها حين مارست انوثتها
لم يكن سؤالى لها مجرد سؤال عادى
ان سؤالى فجر فيها منطقة كانت مغلقة جدا

Post: #79
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-02-2014, 10:16 AM
Parent: #78

آآآه يا ادريس
احسستك
احسست قساوة لحظتك
تنزر اليها وهى مكدسة داخل سريرها بينك وبينها لحظة صغيرة
تمد يدك اليها ستحضنها
لكنك رايت المسافة بينك وبينها اعوام من البعد
ما الذى يوقف زحفك سيدى
ها هى سكينة مدلوقة امامك
بكل ما فيها
لم تترك خلفها شىء
جاءتك بقدها وزقديدها وعنفها ولينها وحرها وسمومها وبردها وانينها وابتسامتها ومشيتها وفخامتها
وهى مكومة امامك
ما الذى امات فيك الاندفاع
ما الذى توقف وحال بينك وبينها
الدهشة اكثر ما جعل المسافة تبدو وكانها الاف المدن والسدود
مد يدك اليها
اخمش
خذ ما يكفيك
التهم
لكن الجسد منهك وعيونك غائرة
لحظك مسمر
يقتات بلاهته ومفجأته وسر لجم انفاسك
يا لله
يا ادريس
ما الذى يحول بينك وبينها

Post: #80
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-04-2014, 11:13 AM
Parent: #79

تمدد
آآآآآآآه يا ادريس جسدك لا يطاوعك
يختلف قلبك وعقلك
يتعارك ضميرك وشهوتك وشهينك
ما اتعسك
والمتحرى صاحب الشنبات الغزيزة يتمشى خلف شىء كما على الارض يتبعه
ثم يأمر رجاله بعد تصوير الموقع والجثة بحملها
(حريقة) واحد من اصدقاء عزوز المقربين
حريقة كثير الحركة ولا يتستقر ابدا على حال
كل قلق الدنيا فى عيونه ويداه
يبصق الصعوط بسرعة كما يسفه بسرعة
يجرى خلف الكرة بسرعة ويزهج منها بسرعة
يغنى ثم يتلارك الغناء
يلعب الجمباز كما عزوز ثم يترك الجمباز
ينتشى بالسينما ثم يترك السينما
كل شىء يفعله بلا سبب
ثم يتركه بلا سبب
كانه يفتش عن شىء ما

Post: #81
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-05-2014, 11:29 AM
Parent: #80

آآآآآآآه يا ادريس جسدك لا يطاوعك
يختلف قلبك وعقلك
يتعارك ضميرك وشهوتك وشهينك
ما اتعسك

Post: #82
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-06-2014, 05:19 PM
Parent: #81

ما أسرع كل شىء هنا
نداية اكملت تحولها الى انثى سريعا ولم تعد تقول لى (اديك كدا)
لكنها استبلدت اناقة حضورها بانوثة لم تكن تعرف مكانا فى حياتها وتفجرت
وصرنا معا
وذات مرة سالتنى فجأة
الم تعترض امك على زواجنا ؟
قلت لها امى امرأة حكيمة تعرفنى وانا حين اقرر شيئا فانها تعرف انى لا اتنازل ابدا واصل الى ما اريد
لكنى فجأة سالتها لماذا قبضوا ابو السيد وكبلو يديه ورجليه انه لا يبدو مجرما ولا يبدو غير انسان جميل نعرفه ببساطته
تعرفى يا دكتورة
جلست تضحك وتضحك
دكتورة دى كمان شنو ؟
وتضحك معها كل اوزان الشعر وقافية النسيم واجراس الوعابد
تضحك معها الافئدة والنيل كله
ونجرى كما تجرى
وهى تضحك
دكتورة كمان شنو بلكنة محببة الى نفسى
تحاكينى فيها بكل ما اوتيت من انوثة

Post: #83
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-07-2014, 06:50 PM
Parent: #82

انت تركض الآن لكنك جالس فى ذات كرسيك ويدك بين القهوة وبين البحر وعيونك تعيد انتاج دمعة ما تشىء بانتقال الالم من القلب الى اللسان
يآآآآآه يا ادريس
اوجعتنى
كنا لا نفهم ابدا ما يعنى ابوالسيد حين كان يدندن بصوته الاجش محاولا ابداء صرامة فى وجهه فى جدية ظاهرة
يا شعيا لهبك ثوريتك
ما كنا نحس غير ان لحنها جميل ونضحك على صوت ابوالسيد وحركاته لكنه كان يغرق كما الصوفى فى جديته حتى تنقشع امارات تلك اللحظة المهيبة
فيعود ضاحكا كنا واقفين وين ؟
نادية جكسا
اصبحت كل شىء فى حياتى وانا كذلك اصبحت حياتها كاملة غير منقوصة
كنا نذهب معا حتى نصل المستشفى اودعها واذهب الى عملى
واعود اليها مع نهاية يوم عملها ونذهب على ارجلنا وهى تضحك وتحكى لى ثم تتذكر كثيرا
تذكر يوم عرس عمر حلة تعرف ليه سموه عمر حلة لانو كان بياكل فى الحلة ويوم عرسه قامت كتاحة الليلة وباكر والخيمة اتفرتكت وعبد الجليل الطباخ حلف ما يدخل يده فى حلة تانى اها يلا قام غراب المصيبة داك شال ليك لحم الدنيا والآخرة
لما الدنيا راقت جا عبد الجليل بى زعلته قال ال نتم ليكم الجميل لقى ليك الدنيا خلا وحلف قسم ما يكون عملها الا هو والا ادريس
وادريس لحظتها كان فى كسلا مع المتعوسة سكينة وتضحك ثم تقول لى بحكى ليك سرها كلو عندى
وانا اضحك واحكى لها عن صداقتنا انا وادريس
والبحر وبعض شقاوات كنا نمارسها
وتالبطيخ والبوليس وغراب وازهرى جنو وعيدروس وصلاح كمشة وعماد فار
وحكايات وحكايات لا تنتهى الا حين ندخل البيت لنمنارس حياتنا معا
المطبخ معا
الغسيل معا
والضحك معا
كانت فردتى التى كنت ابحث
اين كان كل هذا مستخبلا يا نادية ليتهم يدركون سعادتى

Post: #84
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-08-2014, 11:14 AM
Parent: #83

إضافة تعليق...
نشر بواسطة ‏‎Harsam Mohammed Abdalla‎‏ (تغيير)
النشر أيضًا في فيس بوك


Abdullah Abduldaim
يا الله عليك الله واصل




تشكر يا حبيب دعمك مبهج

Post: #85
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-09-2014, 08:09 AM
Parent: #84

المتحرى صاحب الشنبات الغزيزة يقف وهو يحدق فى شىء ما على الارض
ويسأل الزول دا كان بيسف صعوط
والاجابة لا
لماذا هو بلا بنطلون ؟
واين اداة الجريمة ؟
والقصاص ينظر الى اثر الارجل الكبيرة ويقرر ان الرجل نحيف لكنه اعور
وبه عرجة خفيفة
من اصحابه ؟
السؤال يخرج من بين شنباته بطريقة حاسمة ويكتبون اسماء بطريقة الاقرب فالاقرب
ثم يصر على حضورهم جميعا فى اللحظة والتو
والمتحرى يلاحظ ويامر الكاتب بالتسجيل لكل شاردة وواردة
ورجال الامن يدورون وسط الناس يتسمعون ويسمعون ويسجلون ملاحظاتهم
والخوف يسيطر على الحى
متى كان هذا الحى به دماء
متى تحول لناس
فى اسبوع واحد يدخل الحى رجال المباحث والامن الوطنى
ووجوم على الوجوه واسئلة وفجيعة وحيرة

Post: #86
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-09-2014, 06:05 PM
Parent: #85

لم تعد الحكاوى كما هى
اسبوع متوتر جدا زاد غموضه ان عبد العزيز لم يكن ذاك الشاب العابث ولا زائع الصيت ولا سيرته الا فى حدود
كان لا يتحدث كثيرا الا مع (لثعيلب)
والثعليب لم يكن لاعبا قديرا ولم يكن فنانا وماهرا ولم يكن عازفا ماهرا ولم شاعرا قديرا ولم يكن ملحنا وكاتبا
لكنه كان متحدث لبق جدا وجرىء وحافظ اسرار وكاتم بيان
حين تخبره بشىء لا تجد اثره لا على وجهه ولا على احد من حولك
لذا كان الحميم جدا الى عزو كما كان يناديه
ساله المتحرى بصوت حاتم
هل كان لى المرحوم اعداء
الثعيلب وهو يبكى بحرقة وبصوت جرىء وحاسم : لا

Post: #87
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-11-2014, 06:47 PM
Parent: #86

(اتارى الراجل متزوجها ويقول لى انا بحن عليها لانها يتيمة )
حليمة كمن مسها شىء
تتحدث بسبب وبلا سبب
الى اشخاص تراهم هى
او الى جيرانها
او الى الحائط
تتحدث عن شىء واحد فقط امونة جابها من البلد ويقول لى يتيمة ونربيها ونشغلها تصرف على اهلها
وهو قد تزوجها

هو يقول كدا
لكن الدليل شنو انو الفى بطنها دا ما حق زول تانى وحاة الله مشينا الدكتور اربع مرات وهو يقول لى انتى مافيكى شىء العيب فى زوجك اها يلا يقوم يتزوجها وتحمل هو شنو عاد كيفن الكلام دا وحاة الله اكان مافى شق ما بقول طق
هوى آ يا آمنة عليكى الله الكلام دا كيفن
انتى بتصدقى بعد السنين دى كلها خائن العشرة
قال داير يشوف جنا
هووووى يا يا شامة ماليكى دخل ما تخشى بينى وبين الراجل

Post: #88
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-12-2014, 03:55 PM
Parent: #87

ما أسرع كل شىء هنا
نداية اكملت تحولها الى انثى سريعا ولم تعد تقول لى (اديك كدا)
لكنها استبلدت اناقة حضورها بانوثة لم تكن تعرف مكانا فى حياتها وتفجرت
والا حداث فى الحى اصبحت كمن بها سعار
وكجولة لم يعد يهم احدا فى الحى سوى انه كلما جاءت سيرة نادية المصرى صاحبة المشية الرقصة تاتى سيرته ضمنا
كجولة اصيب فى مباراة هامة فى احدى قدميه ولم يعد ذلك الذى كانت تقف له الجماهير حين يقود هجمة الى الشباك مباشرة حتى وان الفريق الخصم عشرون لاعبا
كان يستطيع ان يمارس قدرته على المراوغة وقدرته على ابتكار اساليب جديدة فى كل مرة يفاجىء العدو وتصفق الجماهير ويزيد وهجه
وكل ما يملك من راسمال هو موهبة ارجله
وها قد اصيب
لا احد يسال ولا صاحفة ولا تلفزيون ولا اصدقاء ولا نادية حتى
لا احد على الاطلاق
نادية حين هربت معه كانت تهرب من نفسها قبل حيها لان طموحها كان اكبر من بيت الخشب الذى تسكنه
فجأة بعد موت والدها اكتشفت انها وحيدة وان وسيلة حمايتها الوحيدة هى جمالها وانوثتها ويجب ان تبقى هناك
وبمصاحبة كجولة وصلت الى هناك
اعلى الهرم
وحيث ما راوها تنافسوها
لم يكن كجولة يعترض على ممارسات كثيرة لانه كان ايضا يعود اليها من حين لآخر حيث كان يهرب من انوثتها الطاغية التى تتعارض مع مهنة الرياضة
كجولة ممدد على السرير اكثر من عام
ولم تعد تزوره نادية المصرى
وسمع هو تحت تحت انها الآن مع اكبر راس يدير الفريق حيث يخبيها هناك فى منزل لا يعرفه احد
والحى كله صار يعرف
وابوالسيد اطلق سراحه لعدم كفاية الادلة
ولا زال البحث جار عن اسباب وفاة عبد العزيز
ونادية جكسل صارت امنية الكل لانها فجأة راوها كما لم يروها من قبل وعادت الى الحى ذاته بعد رحلة طويلة من الارهاق والنجاحات والاصرار على الثبات
ذات صباح وبينما ابوالسيد يستعد للخروج من منزله الى العمل فاذا به يفتح الباب ليجد خروفا مذبوحا
الخروف كله دم
ولا احد بجوار
وبفطنته عرف انها رسالة له شخصيا

Post: #89
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-13-2014, 10:42 AM
Parent: #88

الحى كله الآن حول الخروف يفتشون عن الفاعل
لم يجدوا اى اثر
ولا دليل
ولكن ابوالسيد فهم الرسالة
وخرج العصر الى الحى موجها نداء
ووقف ينادى بلادى وان جارت على عزيزة وقومى وان ضنوا على كرام
بلادى بلادى فداكى دمى
ويفغر البعض افواههم
دمى
وينظرون الى ديده وهو يهتف فيهم ان السكوت يصنع لكم الجبابرة والفرعون
لا تسكتوا على اى حق
كل صاحب حق يجب ان يفتش عن حقه
وكل فرد يعرف حقيقة فيجب ان لا يخفيها
هؤلاء الساكتون هم شياطين
مهما كانت طيبتهم فهم اغبياء
لا يجب السكون على الباطل
الحياة قيمة يجب ان نعيشها كما ينبغى ويجب لا كما يريدوننا ان نعيش
نمشى جنب الحيط
درب السلامة للحول قريب
والفاظ وجمل تذبحنى من الوريد الى الوريد
ما اتعسك يا كجولة
التحول من النقيض الى النقيض سىء الا كما تم تحول نادية جكسا

Post: #90
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-14-2014, 04:45 PM
Parent: #89

عاد ادريس
ولكن
عاد من كسلا عين مغمضة وعين تقف على عتباتها دمعة
وعين ترى حولها
وعين ترى الى داخله
عادآخر
تعال يا (ادريستى ) هكذا نادته
انت قاعد بعيد كدا ليه ؟ مالك؟
وانت ليس هناك على الاطلاق
الجسد لا يطاوعك والعين تشتهى وبعض من رحيق متدفق امامك مجرى الدم
يآآآآآآآآآآه يا ادريس
كثيرون يتمنون هذه اللحظة
انت نفسك تحس بانك لم تعد انت
لم تعد تقود اى شىء حتى نفسك
كنت تقود الاصدقاء والنساء والغنم والخفراء والبوليس والشقاوة وفرق الكورة والغناء
كنت انت القائد لانك تملك ما ما تحتاج اليه وتحصل على ما تريد متى ما تريد
الآن
ها هى سكينة متدفقة امامك مكومة كما صحن الكاسترد وكما الفواكه المشكلة كل نوع فيه
وانت وعيناك بين كل جزء فيها مرسوم مقسوم وكانما هى من ارادت ان تكون هكذا
وهى تبتسم اليك
(ادريستى)
وانت تصرخ لكنه صراخ مكتوم
لم اعد يا سكينة ادريس الذى تعرفين تعطلت ما بين الحركة نحوك واشتهاءك
يا ويحى
عاد الى الحى
ودخل من حيث الامر
والحى كله لم يعد الحى الذى سافر منه
رجال يدخلون ويخرجون وسكينة كذلك لم تعد (نووووووووورتها) كما قالت حبوبة ذات مساء
والاصدقاء صاروا لا يرون الملائكة حول ادريس هكذا يتخيلون وهم يهنئونه بسلامة العودة
الشهر مر كما التو
وانتفخ بطن (امونة)
وعبد الرحمن يوزع الحلاوة وحليمة تزيد فى الصراخ من مكان الى مكان ومن اذن الى اذن
تكلم الحيطان والاشياء
حتى الموتى تكلمهم
عبد الرحمن لا يملك ان (يخلف ) هكذا قال الطب

Post: #91
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-15-2014, 08:54 AM
Parent: #90

رقم يشد ايضا

5575

Post: #92
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-15-2014, 05:21 PM
Parent: #91

عبد الرحمن
آآآآآآآآآه يا عبد الرحمن
سرك الذى كتمت طويلا يخرج الآن الى العراء حيث كنت تخاف
حليمة لم تدع حائطا ولا نفساء ولا بكر ولا طفل الا وحدثته
حدثت الهواء
وتذكر لظتها قول الكنينة هذا الحى اسراره لا تدوم طويلا
هو نفسه من كتر ما يرى التساؤل فى عيون الناس بدأ يرتاب قليلا
كان بلا ولد لكنه كان محترما جدا
كان بلا ولد لكنه لم يكن يرى فى عيون الحى الا الوقار والاحترام
هذه العيون الآن ######ة
كل شىء الآن ######
كنت لا ترى فى الحى الا وجوه فاتنة ونساء يتحركن بمنتهى الثقة والجمال
مشية كغناء العصافير
ومشية كما تثنى الزهرة وغصن بهجتها
الآن ارجل غليظة
امسيات اصبحت اثقل من عيون اهلها
تفتيش
كل يوم تفتيش يبحثون عن مجرم مفترض
او فتلا يافع مع فتاة يافعة
طفل ملقى على قارعة الطريق
آمنة شندى لم تعد بصوتها الذى يسمعه كل اهل المحطة والخزان والقرى المجاورة
لم تعد هى هى
الكنينة سافرت وتركت وراءها سيل من الاسئلة وابنها سيف الدين هرب من محنته مع سعاد بنفاد جلده
وقفت تقول لهم يوم وداعها هادى طرفى من حيكم ومن دمكم ومن عشرتكم انتو يا حلة حلة نسوان ورجال الفى والنمافى واحد وسركم فى خشم الناس وكل زول فاكر نفسه سرو مدسوس
وهو مطلوق فى الهواء
هى لم ترى كيف كانت جثة عبد العزيز ملقاة فى المسافة الفاضية فى تلك الظلمة التى يمكن لاى من المارين ان يسمع صوت انين لكنهم لم يكونوا يهتمون
حين استنجد عبد العزيز لم يكن احد يسمعه

Post: #93
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-16-2014, 10:26 AM
Parent: #92

إضافة تعليق...
نشر بواسطة ‏‎Harsam Mohammed Abdalla‎‏ (تغيير)
النشر أيضًا في فيس بوك


خالد ابودنيا · الأكثر تعليقا · Khartoum, Sudan
مبدع انت يا حرسم
رد · 1 · إلغاء إعجابي · إلغاء متابعة المنشور · منذ ‏23‏ ساعة


شكرا جميلا يا صديقى

حضورك هو الاجمل

Post: #94
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-16-2014, 05:40 PM
Parent: #93

ودخلت الحى خائفا تتلفت
تترقب
كل عين تراها كانها تعرف القصة
آآآآآآآآآه يا ادريس
وجع ظنك حد التخمة
ولانك تهرب من كل عين ونظرة جاءت تتقدل اول امرأة رايتها فى الحى وكان قدرا ان تكون هى فاطمة مجوك
يا لله
- ادريس انزيك كيفنك اها ان شاء الله انبسطت لسموك النوارة زينة الحى ان شاء الله انسترت
وهى تتضحك بغمزة ما
بتلميحة ما
بقرينة ما
كانها رأت عيونك المكسورة الخجلى
سيدتى لو تعرفين شهرا كاملا اراها بين يدى لكن جسدى لكم يطاوعنى
ما اروع هذا الجسد وما أسوأ الخبرة

Post: #95
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-18-2014, 05:07 PM
Parent: #94

الحاج السر طه حلف طلاق ما يعمل عزاء الا بعد معرفة القاتل
وبعد ان استلم الجثة صولا عليها ودفنوها باقتضاب
اوجع الحاج السر طه صورة ابنه ملقى هناك بدون بنطلون وبدون سروال داخلى وبدون عضو اصيل من جسده
والدم
من قلبه
ومن بطنه
ومن بين ارجله
ويداه وكانه كان يمسك بالسكين من يد القاتل
او كأن القاتل قتلة
لان الحراك فى المكان لم يكن كثيرا
انينه كان يسمع على مقربة من واحدة استجمعت قواها واخمدت مشاعرها واختارت الصمت
والحاج السر طه يسأل اصحاب عزو
لكنه ابدا لم يسأل صاحبات عزو لانه يعرف ان عزو لم يكن يعرف واحدة ابدا الا اخته حنان
وعبد الرحمن كلما دخل اجتماع خرج الناس من حوله
ولا يدرى لماذا؟
واذا اراد ان يصلى بهم كما العادة فى تلك المصلاية التى كانت تجمعهم ساعة المغارب وجدهم لاسباب غير ما كان يقولون يختفون
ثم ما لبثوا ان اختفوا تماما من تلك الجلسات التى كانت تجمعهم وتلك الحكاوى التى كانوا يتسلون بها واصوات الدومينو على الخشبة وطرقعات الاصابع
واصوات شفطات شاى المغرب
وصوت امى
يولد تعال الشايطين فاكنهم ساعة المغارب الله يهيدك تعال خش
وعلى اغراء البسكويت والكيك خطواتى تسرع دوما لا استجابة لها بل هوياة فى اصطياد اكبر كم من الكيك من تحت ايدى الذين يعيشون معى
آآآآآآآآآآآآه يا ادريس
وحشتنى جدا تلك الايام والاوقات
لم يمض عليك شهر كما اظن
قالت نادية جكسا بعد خرجت ذات يوم وغابت امسية عادت وقالت لى صاحبك روح
وانا اسال
وهى تجيب
ما عمل اى حاجة
ونادية وهى تضحك انا اصيح فيها هوى اعملى حساب ال فى بطنك دا براحة ليقوم يجى مارق

Post: #96
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-19-2014, 05:34 PM
Parent: #95

جاء يوما
ودخل الحى بي\يه شنطة هاندباك صغيرة
اوقف التاكسى فى وسط الحى ثم بدأ يسال
يا اخوانا بسأل من عمى ابراهيمو
ويبدأ الاطفال يديرون رؤسهم الى هنا وهناك يفتشون عن هذا الاسم ولا يجدون
- يا زول ما عندنا زول بالاسم
ويبدأ يشرح لهم وظيفته وسكنه وعدم زواجه ولا يتذكر احد حتى جاء مصادفة مار من هناك عمنا جمبلان
ووقف وقال له تعال وقاده الى منزله وقال ليهو نتغدى اول وبعدين نتكلم
ودخل معه البيت
وساله انت اسمك منو
قال - عماد نقد
وصاح عمك جمبلان يا بت جيبى الغداء للضيف
وفجأة تذكر الناس طارق
لانه كان مغنى الحى ولاعبه
مات حين قفز من اعلى الغرفة التى قرب البحر
من كان معه فى الاعلى
كيف سقط
اسئلة وكانها ذات مغزى والمقصود هو فتح الجرح من جديد
ان موت او قل قتل عزو فتح الباب الموارب فى الحى الذى كانت اسراره كلها نساء
واغنيات خلف الامسيات
وابواب مغلقة وتكاسى وبعض زجاجات وقمار
هخا قد حانت لحظة تعرى الباشكاتب عبد الرحمن صاحب الحضور المميز دوما
ها هو قد فقد شرعيته واحترامه فجأة وامونة تحلف ولا يصدقها احد
وحليمة كلما خبأ الحديث عن الفضيحة اشعلت الكلام مرى اخرى
وحدثت الحوائط والالازقة حتى عمال النظافة كانت تحدثهم وهى تلبس الشبط فردة فردة كما لاحظها بكرى اصغر اطفال الحى قدوما وجمالا
صوته كما البلبل ونكتته جاهزة كمن تلقاها مع لبن امه
وعم الح يحدث الناس (فالتقمه الحوت ) ويمارس هواية يظنها مخفية عن العيون ويده تتلصص اللحظات لتلمس مكان ما دوما وكانه لا يقصد
ولكن ما اشقال يومها يا ادريس
حين رايته ينادى حمادة
فى ذات اللحظة خردت آمنة شندة بنظرتها زعينها المنتفخة وصوتها القادم من كل الجهات وكرشها يسبقها دوما
آآآآآآآآه يا ادريس
كانت تلك الايام اجملها
لكنك الآن عيونك انطفأ بريقهما
وخطواتك ما عادت تلك التى تلهث وتجرى خلف تلك الغنماية بتلك القوة تمشى الهوينا وكان عمرك صار مائة
ولا تنظر الى اى احد الا وكانك تنظر الى الفضاء وتتشاغل
وسكينة فى صمتها
لكنها صارت اكثر حراكا فى الحى
تشارك الناس اعيادهم وافراحهم وتخدم بكل همة وتضحك وتبتسم احيانا وتركض احيانا اخرى
لكنها ابدا لم تحك الا لمحة لنادية جكسا
حتى سألتها زليخة فى ذات مساء
- انتى يا بتى لى هسى ما حملتى ليه ؟

Post: #97
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-20-2014, 05:08 PM
Parent: #96

ودخل معه البيت
وساله انت اسمك منو
قال - عماد نقد
وصاح عمك جمبلان يا بت جيبى الغداء للضيف
وجاءت الصينية مليئة بما لذ وطاب وعم جمبلان يسأل عماد وعماد يجيب
وعماد يسأل وعم جمبلان لا يستطيع ان يجيب
فقط من يوم موت مجيدو لم يستطع احد ان يلمس اى شىء داخل البيت حتى ناس الحيكومة جو ومنعناهم الا بعد يجو اهله
هكذا سرد له عم جمبلان القصة وما فيها
لا يعرف احد من اين جاء ابراهيمو ولا من اهله لانه لم يكن يحدث الناس كثيرا ولم يتشاجر مع اى احد
السلام عليكم وعليكم السلام اكثر عبارات كان يمكن ان تسمعها منه
كان همه جين ياتى آخر النهار من مكتبه وعمله ان يقف على قدميه حتى تشبع جميع الحويانات التى كانت بطرفه
ثم بعد ذلك ياكل هو
كل ما يعرفه عم جمبلان عن ابراهيمو حتى هو لم يسال لم يناديه الناس بابراهيمو هل لانه يملك لكنة اجنبية كاهل شرق افريقيا
بينما هم كذلك يسمع عم جمبلان صوت نباح ###### خارج البيت
وكانه سمع هذا الصوت من قبل وارخى اذنيه

Post: #98
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-21-2014, 11:24 AM
Parent: #97

آآآآآآآآآآآآه يا ادريس
وجهك الآن بلا ملامح ولا صوت
وعيونك كانها لا ترى
لا تحدق فى وجوه من يتحدثون اليك
تهرب منهم
كانك تهرب من نفسك الى عوالم غير هناك
هذا الجسد انهكه الشك قبل الممارسة
وانهكه التوقع قبل الاقتحام
كيف تقتل الخبرة سيدها حين يتوقع ان يحدث العكس
عبد الرحمن وجه آخر انهكة محاولة الحديث واقناع الحى بان الذى فى بطن امونة منه
وعم صالح يدرك ان وجهه لم يعد صالحا للآذان وان سكوته على آمنة شندى بدأ يبين ملامحه
من من هذا الحى يعير البقية سمعا
وهذه الاقدام الغليظة وسط كل هذا الشك يقود الآن وجهة الحى نحو مشهد آخر
وال ك ل ب ينبح
يصبح الصوت قريب جدا من عمك جمبلان ثم يبعد الصوت وعمك جمبلان يرخى اذنيه ويتعجب فى كل مرة
ويسأل عماد من اتى معك يا بنى
وعماد يجيب ان لا احد
ونادية جكسا وسط كل منابر الحى ما عادت تلك التى تمد يدها اولا
ولا لسانها بما تريد من قول
وبطنها المنتفخ اصبح يعطيها ملامح انثى مكتملة الانوثة
وحمود يغنى يا ليلى ليلك جن معشوقك اوه وان
وغراب فى محطته وفى يده زجاجة وكوتشينة وبعض نقود يبعثرها كيفما اتفق
والايادى كما هى تمتد كانها بلا قصد تتلمس اشياء كثيرة لا تحق لها
اى حى هذا الذى لم اعد اعرف
حتى اصوات القطار لم يعد كما هو
كان القطار كما بق بن حين تسمع الصافرة وتدير عينك الى الساعة تجد المؤشر فى الميعاد بالتمام
اما الآن وحين ياتى الموعد فلا تسمع ولا ترى ولا تجد ما كان

Post: #99
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-21-2014, 05:40 PM
Parent: #98

ملاحظة هامة :
ان كل الاسماء التى ترد هنا ليست حقيقية
والقصة كلها حكاية متخيلة لاعلاقة لها بالسيرة الذاتية لشخص ما او حى ما
هى حكاية يمكن ان تحدث فى اى مكان كيفما اتت اسماء الشخوص

تنويه هام

Post: #100
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-21-2014, 06:20 PM
Parent: #99

شكرا دكتور امير تاج السر الروائى الرائع على الاشادة


فخور بك دوما منذ ايام اتحاد الادباء والفنانين بورتسودان

Post: #101
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-23-2014, 06:36 PM
Parent: #100

بلقيس كانت تاتى حين تريد هى فقط لا حين يريد الاخرون
كانوا ينادونها الحلبية لا ادرى علاقتها بحلب لكنها كانت بيضاء لذة للناظرين وكانت جريئة جدا
تهانى الحنانة
حين تغنى فى الجرتق يصيب النساء هوس وكانه زار
تغنى فترقص النساء وبعض الرجال
فتصف وكانها من داخل شاشة بلورية تنظر
وكثيرا ما يكون وصفها على الهواء مباشرة
جاءت تلك الليلة تغنى
لم تعد هى نفسها كما كانت
لم يعد وجهها مضيئا
لم يعد غناءها مبهجا
فقط اداء واجب
وصارت تطلب مالا
بينما كانت فى السابق لا تاخذ شيئا سوى محبة الناس وتصفيقهم
تهانى من سكان الحى شقية ومرعبة فنانة وذكية ولكن اخوها شرس جدا يسمونه حسب التاريخ واحتفلاات البلاد والشمس

Post: #102
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-25-2014, 04:43 PM
Parent: #101

ولانك تهرب من كل عين ونظرة جاءت تتقدل اول امرأة رايتها فى الحى وكان قدرا ان تكون هى فاطمة مجوك
يا لله
- ادريس انزيك كيفنك اها ان شاء الله انبسطت لسموك النوارة زينة الحى ان شاء الله انسترت
وهى تتضحك بغمزة ما
بتلميحة ما
بقرينة ما
كانها رأت عيونك المكسورة الخجلى
شهر مر وانت تنظر الى جسدها
وعيونها
وفمها
لا يطاوعك سيدك ولا لا يطاوعك مزاجك
قلبك يندفع ولكن جسدك
ما الذى حدث لهذا الجسد آآآآآآآآآآه يا داريس
فطمة ماجوك هذه مصيبة تعرف بالنظر ان خلف الاكنة ما وراءها
لماذا تسألك هكذا
وكأنها متأكدة
واخيرا صرت كما عبد الرحمن راسك الى الارض وعيونك مكسورة
والحى رغم انه يعد الحى صار كل واحد شغله الشاغل نفسه
ولكن تظل تهانى الحنانة تغنى فى الحفلات وتقول الكثير بغمزات وتذكر احيانا اسم سكينة صريحا ولا تستطيع ان تدافع عن نفسك كما كنت سابقا
كلهم صارو يعرفونك
وعماد نقد جاء الى الحى يبحث عن ميراث عمه الذى لم يره انما سمع عنه
كيف عرف الخبر كان لغزا لعمك جمبلان لكنه اماط اللثام عن الخبر
مصادفة قابلت امرأة اسمها الكنينة امرأة اسمها صالحة وجاءت السيرة كيف مات الرجل بين حيواناته وتدرج الحديث حتى انتقل من صالحة الى امك اليك

Post: #103
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-26-2014, 04:51 PM
Parent: #102

وابو السيد كان يقرأنزار ايضا
لكنه كان يقرأه كما يشاء هو لا كما يشاء هو
بلقيس ايتها القصيدة
والتاريخ
بلقيس هى عنوان آخر
لك يكن يهتم باى حديث يشسمعه من صديق او جار
هو فقط كان يعرف انها جريئة جدا وانها مقتحمة ويمكن ان تكون كادرا قويا مناسبا
هى فكرته فى تربية الاطفال الجيل القادم
لم يكن يفكر فى اكل ولا شرب
ابوالسيد رغم كل نحافته البادئة كان ولوفا وقويا
يتحدث كثيرا عن كل شىء
فى الادب فى السياسة فى الاقتصاد فى القطار فى النساء فى الشعر
كل شىء
كان اهتمامه بالطون فى جملة واحدة والجيل القادم
بلقيس كانت مهرة جامحة لم يستطع احد ان يروضها
من يوم ان رأتنى مع فاطمة مجوك هربت منى
كانت تنظر الى فى غضب وعيون شبه مغمضة
لكنها ايضا كانت تغمز بمعنى حين ترى ادريس قادما الى مجلسنا
وبعض الاغراب دخلوا الحى
كل ما سأل احدنا احدهم يتضح انهم مباحث
والسر طه لا يزال يرفض العزاء واستقبال المعزين وكبار الحى يحاولون
ولكن صورة عزو لم تكن تبارح مخيلة احدهم
لم يستطع اكبر رجل فيهم ان يتحمل ذلك المنظر
تهانى تغنى وتغنى حتى يصيبها الدوار
وتغنى كانها تغنى لآخر مرة

Post: #104
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-27-2014, 08:05 AM
Parent: #103

ودخلت الحى خائفا تتلفت
تترقب
كل عين تراها كانها تعرف القصة
آآآآآآآآآه يا ادريس
وجع ظنك حد التخمة
الى متى عيونك تهرب وقدماك
ليلك ونهارك يتعاقبان فقط لترى انك مستمر فى الحياة
سكينة تسال وانت لا تجيب
وهى تبكى كثيرا وتحاولك وتحاورك احيانا اخرى باشكال شتى لكنك وعقلك وداخلك يرسمان لك انها ليست على ما يرام
ما الذى ادخلك هذا النفق
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآ يا ادريس
نفق مظلم وضيق جدا ومحاط بجمر من نوع خاص
وكلما يضيق يغنى باعلى صوته
ضاق بى لهيب الشوق ال عارف احوالا
ثم يمضى بين الازقة فى الحى وكلما راى امرأة هرب منها وهو لا يراها ويتعمد احيانا ان يرسم الجفوة والصلابة وبعض البعد والفراغ بينه وبينهم

Post: #105
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-27-2014, 05:15 PM
Parent: #104

تهانى يا غنايا ياخ اطربى مشاعر هؤلاء الجالسين خلف بلاهتهم
ياكلون يسكرون يشربون ينتهكون صمت بعضهم يدخلون البيوت من وراء ظهور بعضهم
وهى تغنى بصوتها الفخم المرفه باعجاب الاخرين
اللول لول السرور العظمة
اللول لول تجيبى صابون فونااااا
ثم تقف الدلوكة وتضحك ويتضحك المشتمعات ثم يادوب تضحك الشيالات لانهن لم ينتبهن لما قالت تهانى وسط حرارة تصفيقهن
هذا هو الزواج الاول بعد مقتل عزو
لكنه ايضا كان باهتا كما كل الماسبات التى مرت بعد مقتل عزو
والهمس لا زال كما هو نفس الهمس لكنه يزداد كلما ظهرت سكينة التى ما كانت تشارك الناس افراحهم الا بالصمت
رقصت سكينة حتى كاد ان يغمى عليها
كل العيون مليئة بالاسئلة ولكن لا فم يتجرأ ان يبوح

Post: #106
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-28-2014, 03:34 PM
Parent: #105

آآآآآآآآآآآآه يا ادريس
وجهك الآن بلا ملامح ولا صوت
وعيونك كانها لا ترى
لا تحدق فى وجوه من يتحدثون اليك
تهرب منهم
كانك تهرب من نفسك الى عوالم غير هناك
هذا الجسد انهكه الشك قبل الممارسة
وانهكه التوقع قبل الاقتحام
كيف تقتل الخبرة سيدها حين يتوقع ان يحدث العكس
وتهانى تغنى بصوتها المدهون بخمر ما يجعل السامعين سكارى
وهى تدق ببطء يبدأ ايقاعها لتصل الى مكان ما تشتد فيها الايقاع بحيث لا يسمع الكلام
-الكاس كاسى بشيلو فى راسى
ومن راسى بختو فى كتفى
والعروس مع كل كلمة تفعل كما تقول تهانى الحلبية التى لا تخجل من قول ما تريد بفكرة الغناء بصوت خمرى
ومن كتفى بشيلو فى نصى
ومن نصى
ثم يصير الكلام صراخا وزعيقا والصفقة شديدة كانها مؤامرة نسائية لعدم اسماع الذين لا يفهمون ما يريدون من متعة التخفى خلف الاغنية لتوصيل معنى ما
معنى يجعل الحى حيا

Post: #107
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-28-2014, 05:33 PM
Parent: #106

حتى (البرش) الذى كان يجمع الناس بعد المغرب امام منزل عبد الرحمن قليلا قليلا تحول من هناك الى امام منزل حاج التوم
حاج التوم رجل يملك حنجرة ذات خصائص متفردة
حاج التوم رجل يملك مؤهلات الضحك وبعض ثراء غير فاحش
اجتمع عليه الناس للصلاة امام منزله
تغير نوه البرش ونوع الكبابى والثرمس ونوع الشاى حتى ونكهته
واختلفت الضحكة
واصحاب وزملاء الدومينو
حاج التوم كان مغترب فى احدى دول الخليج
وعاد بعد ان وجد اسرته تحتاج وجوده
وان الابناء قد دخلوا الجامعات
وان من الضرورى ان يكون هنا بينهم
وكلما سنحت له الفرصة كان يحكى لهم عن قفشات وحكاوى الغربة
يتبعها بضحكة مجلجلة
وضربة الدومينو وسرعة حركة عيناه الكبيرتان و(سفة) لا تكاد تفارق شفته الاو ويدخل اخرى مكان الخارجة
حاج التوم يضيف لاى مجلس نكهة خاصة

Post: #108
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 01-29-2014, 06:58 PM
Parent: #107

فاطمة مجوك
تعرف كيف تاتى الخبر
تصطاد الفكرة اولا ثم تتبع العيون ثم تندهش ثم تتاكد ثم ترسل شظايا نظرتها الحارة ثم ترسل اقمارها وزعيونها
لتراقب الحكرات المشفرة
سكينة لم تعد هى ذاتها سكينة
شىء ما فى عيونها
فى جسدها
فى حركة ارجلها
فى مشيتها
كل هذه العلامات تدل على ان سكينة الآن كما هى قبل ان تتزوج
يا ادريس
كل تلك الشقاوة
ما الامر
ويتحرك اساطيل حب الاستطلاع وجيوشها المتحركة والتى فى قبضتها
هى تعرف كل اسرار الحى
فهل يستعصى عليها ادريس
(امونة) امرها انقضى
يآآآآه يا امونة
كم هى قصيرة انفس المسافة
وهذا الحى الذى لا يعرف الاسرار الغامضة
من حركة الارجل ومشيتها يافاطمة
الا انك امرأة من نسج خاص
لا تندس ابدا وسط كومة ابتسامة بلهاء ابدا

Post: #109
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-02-2014, 07:29 PM
Parent: #108

الكنينة قالت كلمتها ومضت
وجاءت نساء كثر

وذهبن
لم يتلقين
فقط كن
كلهن نفس الوتيرة
ونفس الشبه
ونفس الصفات
رمزية وهى تغسل كانت تضع الماء الساخن على النار به صابون لا ندرى يومها لم كانت النساء يضعن الصابون على الماء فى النار ليغسلن
الماء المغلى اندفق على صدرها
رمزية صرخت
الناس يجرون الى بيت نفيسة مكان الصراخ
والارجل والايادى تتسابق الا هو
دوما ينتظر مثل هذه الصراخات لنتهى الى بلقيس
هذه الحلبية المتدفقة حيوية
تعيد اليه توازنه
آآآآآآآآآآه يا ادريس
كل الناس هنا اصبحت كلما راتك تنكرك وتتنكر انك
سكينة هى هى
ما زالت تجرى وتشارك ولا ترغب فى السؤال الصعب
شادية عليقات سالتها فى ذات مساء
ما حملت لسع با بتى نان ما تسوى (الهنابيك)
ثم تنظر اليها سكينة
الله ما اراد لسع
ونادية جكسا وضعت مولودها الاول
ذكرا
يا نادية ما اجملك وانت ترقدين هكذا وبين صدرك طفلى يلهث ليلحق منبع الالبان
وهو متدفىء
و(امونة( هل طردوها ؟
كيف اختفت ؟

Post: #110
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-03-2014, 10:30 AM
Parent: #109

كنت لا ترى فى الحى الا وجوه فاتنة ونساء يتحركن بمنتهى الثقة والجمال
مشية كغناء العصافير
ومشية كما تثنى الزهرة وغصن بهجتها
الآن ارجل غليظة
امسيات اصبحت اثقل من عيون اهلها
تفتيش
كل يوم تفتيش يبحثون عن مجرم مفترض
ارجل تتحرك فى كل اتجاه كل يوم ينادون احدهم يسألونه ساعة وساعتين ثم يتركونه وفى كل مرة يقتربون ثم فجأة يكمتشوفن انهم ابعد من زحل
يبحثون فى كل مرة
يقتربون جدا
وتهانى الحلبية ترفع عقيرتها بالغناء
والعروس تغمض عينيها وهى تتراجع بمساعدة اك########ا ووسطها لتعيد خارطة جسدها ليعلم الناس مؤهلاتها الانثوية
لماذا لا احد يدرى
فقط هى تعرض نفسها هكذا ليفرح بها الناس جميعا على صوت تهانى الحلبية
ودق الدلوكة بذات النكهة لكنه فى لحظة ما يرتفع صوته وقوته وسرعته
كأن هناك من يطارد النغمة وكأنه يوحى بان النغمة ليست نغمة بحتة انما هى تعبير عن حالة
آآآآآآه
هذه المرة من الذى ترقد جثته هناك على باب البيت
آآآآآآآآآآه يا ابو السيد من هو الذى فعل بك هذا
وامك ترتمى عليك بثقلها وهى تبكى دمك
من قال انك مت
من قال انك انتهيت
كل الناس الآن تحبك اكثر
لانك كنت صوتها وعبيرها
كنت تؤمن بما تقول وتقول ما تؤمن به

Post: #111
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-03-2014, 05:14 PM
Parent: #110

6699



برضو

Post: #112
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-10-2014, 10:16 AM
Parent: #111

آآآآآآآآآآآآه يا ادريس
وجهك الآن بلا ملامح ولا صوت
وعيونك كانها لا ترى
لا تحدق فى وجوه من يتحدثون اليك
تهرب منهم
كانك تهرب من نفسك الى عوالم غير هناك
هذا الجسد انهكه الشك قبل الممارسة
وانهكه التوقع قبل الاقتحام
كيف تقتل الخبرة سيدها حين يتوقع ان يحدث العكس

Post: #113
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-13-2014, 04:27 PM
Parent: #112

تهانى يا غنايا ياخ اطربى مشاعر هؤلاء الجالسين خلف بلاهتهم
والدلوكة تخترق حاجز المكان الى الاماكن الاخرى وايضا الارجل الغليظة تتابع
والراقصات يغمضن عيونهن
وتهانى تغنى
الكاس كاسى بختو فى راسى
ومن راسى بشيلو فى كتفى
ومن كتفى بيشلو فى نصى
ومن نصى لخى لى عزى
وتصرخ عزووووو
ثم يسود المكان صمت رهيب
وتهانى تخلد الى غيبوبة ما
والارجل الغليظة تتابع
والسر طه يتابع
والحاجة فردوس
تتابع
وعيون مهجومة
الا انت يا ادريس
كل زول فى همه
ما الذى يهمك ان ياتى اسم عزو او ياتى اسم الدجال
كم من مات فى هذا الحى
لم يسال احد
طارق يقال انه مات مقتولا دفعه احد اصدقائه الذين بينهم ثأر ما وحقد ما
وآخرهم ابوالسيد متكولا على باب بيتهم فى وقت ينام فيه الناس
ولم يكن له غريم
كلهم يعرفون لكنهم يلوكون الصمت
حتى تهانى تعرف
تغنى احيانا
يالحجورك عليا
كتلوك وين
وعينى عينك
والباب قصاد الباب
وهى تشير الى سليمان صاحب السروال الكبير وال(دكة)المميزة والشنبات الغزيرة

Post: #114
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-15-2014, 07:23 PM
Parent: #113

يدخل رجل
ويخرج رجل
والمستشفى مزدحمة على الآخر
ومن بين العيون المترقبة يسمعون صراخ طفل ياتى كما النسمة فى عظ تلك الوحوحات والتاوهات
نادية جكسا صارت اما
يآآآآه يا ادريس ليتك حضرت تلك اللحظة النى نادونى فيها يا اباحمزة
ما اجمل تلك اللحظة
من يصرخون من الالم يصرخون
من يصرخون من الفرح نادرا ما يحسون وخز الهم
الاقدام تتسارع كما نبض القلوب الواجفة
ول الخطوات كانت خطوات عمنا السر طه الذى اقسم انه لن يتقبل عزاءا فى ابنه عزو الا اذا عرف من غريمه
وهاهى المراسيل قد جاءته فى التو
تهانى تعرف شيئا ما

Post: #115
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-19-2014, 11:14 AM
Parent: #114

وتهانى تستفيق على صراخ حمزة
وعيون السرطه لا تأبه بمن قدم الى الدنيا انما تلهث خلف خطاوى من فارق الدنيا بآخر نبضاته
خلف من اوقف تلك النبضات وعبد العزيز كان على فركة كعب من اتمام مراسم زواجه
بلم تركوه هكذا عاريا
لم قطعوا حتى عورته
آآآآآآآآه يا ادريس
الذكريات تصنع المعجزات وتصنع الاحاييل
والخبرة تنتهك جسد البراءة وتقف بينك وبين امتعة
وسكينة بكل تلك المعالم التى كنا نشتهى ظلت بادرة فى حسى ويقف بينى وبينها الف سد وعاجز كما فكرتى عن سيرتها وفحوى اشارات صاحب السبحة البيضاء الذى كان خلفى ولا يدرى من انا

سمعته باذنى يقول : شيلوه القفة

Post: #116
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-20-2014, 10:29 AM
Parent: #115

تهانى وهى فى هزيانها قالت الكثير
حتى وهى تغنى يالحجروك عليا
واللول لولك يا العروس
واغنيات تجعل الامة كلها تهتز
وكجولة فى الارصفة والطرقات يمشى ولا يأبه اليه احد
وحزنه بين يديه
وامأرة تمر به وتمد يدها اليه فى مظروف اعتاد ان ياخذه دون ان ينظر اليها ودون خزوة ولا شعور بعار
تهانى هل قلتى ادريس
هل مر القوم بسيرته
وفاطمة مجوك تعرف الكثير عن اسرار الحى
ونادية جكسا التى غيرتنى وتغيرت ترفع يدها هذه المرة لا لتقول اديك كدا
انما لتقول لى هووووووووى اعمل حسابك الا فاطمة مجوك دى
ورجال باحذية غليظة يمرون على البيوت والاسماء التى وردت فى هذيان تهانى الآن تحت السؤال والسؤال يولد سؤال يبدأ من لحظة اين كنت ليلة الاحد الساعة العاشرة مساءا الى لحظة الصباح حيث لم يذهب احد الى عمله
لم يعد احد يذكر ابتساك ولا عيدروس ولا الكنينة ولا حجة صفية ولا آمنة ولا زليخة
فقط
ادريس
تلوكه الالسن
اينما جاءت السيرة للحى جاء ذكره
ولا احد يعرف اين اختفى ادريس

Post: #117
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-20-2014, 07:06 PM
Parent: #116

نادية جكسا
تحول كل شىء فيها الى ام

مشيتها
رقدتها
تغطى ثدييها لتطعم حمزة
ابتسامتها
اختفت جميع مظاهر فتوتها
حتى صوتها صار غنجا جدا
صافرة القطار يمر فوق آذانهم جميعا
عماد جاء يتمنى ويحلم بان يجد فى منزل عمه كنزا كبيرا
فتش وبحث عن كل شىء وعم جمبلان معه
عيون عماد تفتش عن شىء معين
وعم جمبلان لا تخطىء عيناه قراءة عينا عماد
والغداء ممدد بينهما وعماد يده فى منتصف المسافة
كما عم ميرغنى خفير الزريبة
وكانت لنا ايم وتحولت الامزجة
فاطمة مجوك فجأة تصبح صديقة جدا الى امونة تحميها من عيون الناس ومن السنتهم وحليمة يصبح لديها عدوتان
وصلاة المغرب كما العادة بعد ان تكون امى قد اطمئنت الى دخولنا المنزل النيران توقد ورائحة الشاى المقنن تطوف الحى كما معتاد
وسكينة تتحول الى انسان شرس وكائن رجولى التصرفات

Post: #118
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-23-2014, 07:54 AM
Parent: #117

كنت لا ترى فى الحى الا وجوه فاتنة ونساء يتحركن بمنتهى الثقة والجمال
مشية كغناء العصافير
ومشية كما تثنى الزهرة وغصن بهجتها
الآن ارجل غليظة
امسيات اصبحت اثقل من عيون اهلها
وشب فجأة حريق كبير فى بيت مجيدو صاحب الحيوانات الذى مات
حريق جعل كل من يمر يعتقد بان المنزل خزان بنزين
وعماد يختفى ايضا
وقاتل ابوالسيد لم يعرف بعد
والخيط الوحيد المتبقى هو تهانى
وتهانى هستيرية الحضور
والمستشفى مزدحمة
وادريس
لا يجد له احد اثر
البواخر اراسية هناك شاهدة على احمرار عيون هذه المدينة من السهر خلف اهدابها باحثة عن شىء ما
قتل حريق
وتختفى العيون الجميلة والنساء والارداف

Post: #119
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-25-2014, 10:26 AM
Parent: #118

بلقيس كانت تاتى حين تريد هى فقط لا حين يريد الاخرون
كانوا ينادونها الحلبية لا ادرى علاقتها بحلب لكنها كانت بيضاء لذة للناظرين وكانت جريئة جدا
تهانى الحنانة
حين تغنى فى الجرتق يصيب النساء هوس وكانه زار
تغنى فترقص النساء وبعض الرجال
فتصف وكانها من داخل شاشة بلورية تنظر
تهانى وهى فى غيبوتها تصرخ مرة بعد مرة
سكينة
ولا يدرون لماذا تصرخ بسكينة ؟
ولكن بلقيس تعرف
وهى قريبة جدا من انفاس تهانى وهى فى غيبوبتها تلك
وكان عينا قد اصبت تهانى
تلك التى كانت حين تضرب الدف تصيب كل السامعين بالدوار وبطض الطرب وسكرة الغافلين
فيترنح الثابت والصامد والعاشق
ويتمتنى الكبير لو ان له قدرة الصغير وقدرته على غطاء وقاره باصبع وازاحة دقن من على المنبر
عم جمبلان فجأة يتذكر امرا هاما
وينادى يا عماد
يا ولد يا عماد
والحريق يشتعل فى البيت وفى كل اركان ذاكرة الحى
وبعض حيوانات تقف قريبا من البيت خلف قضبان السكة حديد وتسمع اصواتها نهيقها وغناءها وبكاءها
ومن خلف الوجوم والجرى يتذكر الناس عيدروس
وابتسام
ولكن فاطمة مجوك ابدا لا يتجرأ احد على ذكر حتى اسمها لانها قوية وسر قوتها انها تعرف كل اسرار الحى
من بنت لى ولد لى صغير لى كبير لى امرأة الى رجل
كلهم دفاتر مفتوحة امها
تعرفهم وتعرف ان سكينة لم تكن بريئة عندما ذهبت مع ادريس ليلتها
وان ادريس لم يفعل شىء حتى عادوا الى الحى ذاك اليوم
وتعرف ان بلقيس هى مفتاح اللغز

Post: #120
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-26-2014, 05:04 PM
Parent: #119

7766

Post: #121
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 02-27-2014, 06:56 PM
Parent: #120

حاج التوم رجل يملك مؤهلات الضحك وبعض ثراء غير فاحش
اجتمع عليه الناس للصلاة امام منزله
تسمع يا ولد جيت الشاى
وضحكة تعقبها هزة جسد كأن ارتالا من الهموم تتساقط من بين تلك الهزة
ويحكى بصوته الجهورى
- الخزان دا كان المكان الوحيد الفيهو ميوة ..ههههه زمن يا بورتى كنا ونحن صغار نجيب الموية من عمك عبد الصمد عندو كشك بتاع موية وماسورة فى الشراع وفارش القش بتاع الغنم جنب الكشك ويبيع الموية والقش ههههههه سبحان الله يسقى الناس ويأاكل الغن ههههههههه العب العب ارمى الشيش هنا لو كتلت ليك الدش فى يدك قول لى قلت شنو هههههههههه ارمى هنا ههههاااااااااى

يختمها بواحدة يعرف الحى كله انه فائز وانه ملك تلك المغربية

Post: #122
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-01-2014, 07:11 PM
Parent: #121

عم جمبلان فجأة يتذكر امرا هاما
وينادى يا عماد
يا ولد يا عماد
والحريق يشتعل فى البيت وفى كل اركان ذاكرة الحى
واصوات كثيرة
والنيران تلتهب اكثر
كلما تدفق الماء زاد اشتعالا
عاماد يصرخ
وعم جمبلان يا بنى اتصل بالمطافىء
والجيران يتجمعون
وعزيزة هى ايضا قصة اخرى
يسمونها عزيزة الفولية
وهى سمينة جدا لا تستطيع الحركة الا نادرا وتقعفريسة التحرك البطىء
وبلقيس اينتها الوحيدة تعرف كيف تستغفل امها وتفعل ما تريد وهى تفعل اى شىء بمزاجها لذلك يسمونها حلبية
وبلقيس جريئة جدا
وعيونها كما البحر
كما الميناء
كما الصخب على الشاطىء فى راس السنة
وصوت حاج التوم باعلى ما يملك جيب الدش
ياخ يا كيشة لما تلعب العبها صاح ..روح اتعلم وتعال ياخ نحن لعبناها فى دبى ههههههههههه ويتبعها بضحكة يعرف الحى كله انها ضحكة يكرهها السر طه لانه لم يتقبل العزاء فى ابنه حتى الآن

Post: #123
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-05-2014, 08:02 AM
Parent: #122

آه يا ادريس
كنت تركض كل مساء خلف تلك الغنماية
بسرعة مذهلة
اتدرى لم اكن لحظتها مترقبا
كنت اترقبك كل مساء الا فى ذاك المساء
وسكينة لم تكن تلك التى تحدث الناس عن نفسها ولا تلتقى باترابها كثيرا ولا بنساء الحى
فاطمة مجوك تمسك بيد ادريس وتجره الى جنب
-اقوليك حاجة ياخ والله عندى ليك وصفة تطير العقل
وتضحك بغمزة ما تعرفها جيدا
ويهرب ادريس من عيونها ومن يدها ومنها
ومن الحى كله
صديقه اللد\ود ازهرى عندما عرف بالحكاية همس فى اذنه =ارح اوديك لى شيخ شريف ياخ دا يطلع ليك العين فى لحظة ياخ ناس الحلة من كتر ما حاسدين الموية فى التلاجة ما تبرد
ويتحرك الراس دوما من اتجاه الى اتجاه
فقط هو ما يدير راسه هو هل يعرف الناس هنا السر الذى ما بات سرا
هل تحدثت سكينة الى فاطمة مجوك
كيف تعرف هذه الشيطانة ا

Post: #124
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-06-2014, 04:25 PM
Parent: #123

لا يعرف احد من اين جاء ابراهيمو ولا من اهله لانه لم يكن يحدث الناس كثيرا ولم يتشاجر مع اى احد
الحريق يشتعل فى المنزل من مكان معين لكنه يزداد
ويرتفع اللهب
ويزداد بصورة غير طبيعية
والتجمعات تزداد
والكلام يبدأ فى السؤال تلو السؤال
ما الذى يحدث
انه ليس حريقا عاديا فى بيت مجيدو
هذا البيت ظل خاليا منذ مات مجيدو
جاء عماد نقد
لكنه سكن مع عمك جمبلان لكنه كان يدخل البيت يفتش عن شىء ما
يحس عمك جمبلان بان عماد يريد شىء ما
وعماد بقلقخ الذى اتى به من اول يوم لم يتغير
وسط الحريق هو ايضا يتحرك بسرعة شديدة
ويصرخ باعلى صوته
كارثة كارثة كارثة
ولا احد يفهم لماذا؟
وسكينة تسكع كارثة
وتضرب يدا بيد وتضحك
كارثة كارثة
وامونة يمر عليها اربع اشهر ولا اثر لجنين
ونادية جكسا تهمس لى طلع حمل كاذب
ولم يعد احد يذكر كجولة الذى كانت صورته فى الصفحات الاولى فى الجرائد الرياضية والفنية
هو الآن على الارصفة
الارجل الغليظة التى دخلت الحى بدأت تكتشف ما يغير وجه الحى مرة اخرى
ويسمع بعض الناس من بلقيس
ان مجيدو
كان جاسوس اسرائيلى

Post: #125
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-08-2014, 05:40 PM
Parent: #124

ويسرى همس متتابع يبدأ هامسا ثم يعلو قليلا قليلا
ازهرى جنو بقى بحار
وعائد يوم غد وعائد تسبقه سمعة انه صار مشهورا وغنيا جدا
ازهرى جنو ؟
وتضحك السارة ضحكة تنخلع لها الانفس وجيرانها الجدد يسالونها ما المضحك بهذه الطريقة
بيقول الزول دا كان ساكن فى البيت القدام ناس ابوالسيد دا
وتضحك السارة مرة اخرى
وتروى ما اصبحج تاريخا لا يعرفه الا من عاصره عن ازهرى جنو
وتروى كيف الارجل الغليظة التى ملئت اركان الحى لم تعثر على ما يبيض وجها او يجلو سرا
وابوالسيد مات مقتولا ومتكولا على باب بيته وقت آذان افجر
من يصلى فى هذا الحى
وعم صالح صاحب اليد الممدودة الى لؤى وحمادة وشمس الدين
اوقفته النهرة تلو النهرة من السر طه وهو يستهلك كل وقته فى البحث عن قاتل ابنه عزوز
وتهانى تهضرب فى كل شىء وتقول اشياء لا ترتبط مع بعضها باى شىء
وبلقيس سافرت الى اليمن بعد انكشف سر مجيدو
جاسوس اسرائيلى
يآآآآآه كم كان يعتقد ان اسرائيل هذه بعيدة جدا وكم هى قريبة جدا الآن
ما الذى جعل الحريق هكذا كبيرا
وازهرى جنو قادم على سفينة قادمة من اعالى البحار يقولون انه يحمل الدولارات كما كان يحمل البطيخ ذات يوم
والغنماية التى كان دوما يطاردها ادريس ماتت
لا يدرى احد كيف ماتت
وجودها صباحا ملقاة على قراعة الطريق
وادريس
آآآآآآآآآآآه يا داريس لم يعد اى شىء كما كان
تحختفى الرجولة كما تختفى الاجساد والاسرار
من اشعل النيران هنا ؟
نار ادريس
ونار مجيدو
ونار ابوالسيد
ونار عزو
ونارتهانى
ونار سكينة
ونار عبد الرحمن وامونة
هههههههههههه حمل كاذب ؟

Post: #126
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-09-2014, 06:53 PM
Parent: #125

آآآآآآآآآه يا عبد الرحمن
سرك الذى كتمت طويلا يخرج الآن الى العراء حيث كنت تخاف
حليمة لم تدع حائطا ولا نفساء ولا بكر ولا طفل الا وحدثته
حتى انكسرت عيونه واصبح يمشى بين السر والسر وغياب الاعين
وسكينة
هى الاخرى حكاية
نامت ليلتها الاولى وهى تدخل الفندق ذاك اليوم كما لم تنم من قبل
فتحت عيونها على منظر ادريس هو يجلس على ذات جلسة الليل على كرسيه جسدا له صوت مؤذ
وبين الفينة والفينة ومع رمشة سريعة تنفتح ضلفة عين واحدة ينظر بها
ثم يعود فى غيبوبته تلك
كانه ليس هناك
- ادريس مالك؟
لكنه لم يكن هناك البتة لم يعد يتحدث اليها لم يعد يحس وجودها مسكته من يده عانقته قبلته امسكته من يده هزته
دياه رطبتان
وقشعريرة ما تحسها فى جسده
كيف تحول هذا المارد الذى تتحدث عنه نساء الحى كله بانه الفارس الاوحد فى الحى
كانت تراه لا يغلبه شىء
وكانت قد عقدت العزم ان تمنعه من عيون الحى كله الا اياها

Post: #127
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-11-2014, 11:26 AM
Parent: #126

وحين يبدأ الليل فى الدخول تبدأ اسرار هذا الحى فى السفور
كلما رايتك يا ادريس تجرى خلف تلك الغنماية كان ذهنى لا يستوعب لم يجرى انسان خلف حيوان ساعة المغارب
وسكينة تتغطى بصمتها
وازهرى جنو العائد من غياب طويل عائد ويحمل معه كنوز من المال وبعض ابهة بادئة على الوجه والمحيا واللباس
اذكر كنا فى زمن ما نجلس تحت عامود النور مساءا نحكى ونضحك
ونحلم
كان ازهرى جنو يحدثنا عن امريكا كانه يراها بعينيه وهو لم يغادر حى القطاطى لحظة حتى الى عطبرة ناهيك الى اى خارج الوطن
كان ازهرى يطلق بعض كلمات انجليزية بنكهة النقروز ولا يضحك
نحن نضحك
ونتعالى على احلامه سفها
ونعتقد جازمين بانه فعلا جنو
ها هو يعود كما كان يتخيل
الا ادريس
لم يعد كما كنا نرى ونتخيل
دوما بعد زواجه مكسور مهموم عيونه لا تتوقف عن الرمش والاغماض فى غير وقته ولا موعده
لا ينظر الى العيون الاخرى
ولا يرى الاجساد
فقط هو فى عالم آخر
مهزوم ومتراخ وبعيد يبحث عن شىء ما يغطى به نفسه من عيون فاطمة مجوك وبلقيس تلك الشقية الحلبية كما يحلو لهم

Post: #128
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-12-2014, 06:47 PM
Parent: #127

ولانك تهرب من كل عين ونظرة جاءت تتقدل اول امرأة رايتها فى الحى وكان قدرا ان تكون هى فاطمة مجوك
يا لله
- ادريس انزيك كيفنك اها ان شاء الله انبسطت لسموك النوارة زينة الحى ان شاء الله انسترت
وهى تتضحك بغمزة ما
بتلميحة ما
بقرينة ما
كانها رأت عيونك المكسورة الخجلى
وازهرى جنو يدخل الحى ملكا متوجا
نسى الناس ذاك الشمهد الذى كان حين مشى عاريا من كل شىء ذاك الصباح
لا يذكرون الا انه بلباسه الجميل وشعره الكثيف وانه يحمل تلك الشنطة الصغيرة بيد وساعته اللامعة وخاتم يبدو بارزا كانه يناديك لترى
ورائحة نفاذة تجبرك ان تقترب من هذا الازهرى
الكنينة قالت ذات يوم
- اتو ازهرى دا قايلنو هين والا لين ياما يوم تشوفو ازهرى دا كان ما عمل الما عملو قبلو لا بعدو زول
ازهرى يدخل الحى وامارات الغنى والتمدن ظاهرة للعيان وامارات الروقة ظاهرة على محياه
كل الناس حوله مبسوطة
الا هو
عيونه تبحث عن شىء ما
انسان ما
وفاطمة مجوك ايضا تلتقط القفاز مرة اخرى
-ازهرى عيونك ديل ببحلقو كدا مالم..انت كايس ليك شيتن معين ..اسألنى انا وبدلك على مرادك
وهو يمانع مرة بعد مرة لانه يبحث عنها
هى فقط
هو كان قد قطع صلته بهذا الحى لكنه عاد فقط ليراها
لا ليمتلكها
تلك التى ادخلت السهر الى عيونه واغرته ليكون شيبئا بتلك الكلمات التى قذفتها ذاك اليوم
- هوى امش البس توبك ولما تبقى قدر عيونى ديل تعال ساعتها بكون عندى كلام
وتضحك سكينة وضحكتها لا تفارق اذناه
وهو يتمشى ينظر
ينتظر مرة يوم ويمان وهى لم تظهر ولا يريد ان يسأل
وامارات الاسى والترقب يظهر فى عينيه
وفاطمة مجوك تلتقط القفاز
ومرة بعد مرة
مرادك عندى
ياخ فكها
ببسطك

Post: #129
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-13-2014, 06:06 PM
Parent: #128

السر طه
يقف متأهبا ويحلف بالاطلاق ان لا يحدثه احد ومحمود واج الصافى والزين كلهم يحاولون ان يقنعوه بان تهانى تهزى
وتهلوس
هذا ما قاله الضابط ولا يعول على حديثها كثيرا
لكنه يصر اتن يسمع الهلوسة بام عينه واذنيه
وزرفقاء الحى يحاولون ان يثنوه
وهو لا يدرك ان تهانى فى وضع لا يسمح لهم بالزيارة
والحريق فى بين مجيدو يزداد ثورته
والهمسات تصبح اقوال علنية
ويحضر السؤال مرة اخرى
كيف دخل القتل والموت الى الحى الذى لم يكن يرى غير ارداف النساء وابتسامات العذارى وونسات البن والقيلولة
كيف صار حاجز بين الناس هكذا بسرعة
لم يعد اى احد كما كان
لم يعد الناس هم الناس

Post: #130
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-15-2014, 05:23 PM
Parent: #129

وحين يبدأ الليل فى الدخول تبدأ اسرار هذا الحى فى السفور
كلما رايتك يا ادريس تجرى خلف تلك الغنماية كان ذهنى لا يستوعب لم يجرى انسان خلف حيوان ساعة المغارب
وسكينة تتغطى بصمتها
وازهرى جنو العائد من غياب طويل عائد ويحمل معه كنوز من المال وبعض ابهة بادئة على الوجه والمحيا واللباس
وعبد الرحمن غاب رويدا رويدا
عن شاى المغارب
ثم عن السيرة
ثم عن الاحاديث
ثم عن وجوه اهل الحى
ثم اختفى تماما عن العمل حتى
وتحت تحت يقال انه طلق المرأتان وتركهما فى بيت الحيكومة وهرب
يقال انه تزوج بهدندوية وهرب
ويقال انه ركب سفينة مع صديق له وهاجر بلا ترتيب مسبق
كما ادريس الذى لم يكن يخلو مجلس من ذكره كلما مرت سكينة بالطريق
ضاقت الارض بما رحبت على سكينة
سؤلان دوما يطاردانها
اين ادريس
وما هو السر فى عينيها الحزينتان
وتظل تركض من فاطمة مجوك كلما راتها ومن الزينة ومن ست النساء ومن دقلوشة صاحبة العيون الجريئة
كل نساء الحى يسألن اين ادريس
وهى تدرك ان لا احد يهمه حياتها او يعنيه حياة غيره
انما ايضا هى لسانها الثقيل الذى لم يرد ان يبوح ب اى شىء
وفاطمة مجوك كانت تركض خلف سكينة بعد اصبحت امونة يدها اليمنى
ولها فراسة عجيبة تردك بها ان فريستها على شوك السقوط
طالعت فى عين ازهرى وسالته يا زول انت ما قلت لينا مشاريعك شنو داير تتزوج والا داير تحب والا داير ليك تختا تتكل عليها والا ليلة وتجرى
رسينا على بر
وتضحك
وبذات الجرأة قال لها فى كلمة واحدة
سكينة ومضى كانه يهرب منها
- يا ابن ال###### ما تقول كدا اتارى السكوت وراهو كلام منشن تنشينا صاح شوفو الناس البتعرف صاح ..يخرب بيتك يا سكينة محظوظة
ثم تضحك

Post: #131
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-15-2014, 07:14 PM
Parent: #130

8998


كمان الرقم دا عجبنى

Post: #132
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-16-2014, 07:03 PM
Parent: #131

آآآآآآه يادريس كم تبدو الصورة غريبة كلوحة سريالية مليئة ومزدحمة جدا اللوحة
وغناء الفنان (حيدر بورتسودان يملأ الاذن ..اذن واحدة فقط وعين واحدة فقط ..
العين الاخرى كانت هناك مع هؤلاء الواقفون خلف الكراسى
اصحاب الياقات البيضاء والمفاتيح التى بين اليدين والسبحة القصيرة الصغيرة ذات المدلولات والطلاسم التى لا يفسرها الا من كان داخل ذاك العالم
يآآآآآآآآآآآه ما هذا الوجع
كيف وفى لحظة انقلب ما بداخلك هذا الى جحيم
انها عادية جدا
تنمام وانا لا انام وقلبى يحدتنى
ومنقبض
واليد كما الاشياء الجامدة تقف فى منتصف المسافة
احك يا ادريس
ابك
ابك
دع الحروف تتقاطر ودع ما انقبض فيك دعه ينفرج
سكينة اينما كانت تربك حضورنا جميعا ليتك تكلمت ..ليتك صرخت
الشك لا يذهب اليقين
هى ترقد كما اى انسان ؟ هلى هى انسان
ما اجمل هذا الجسد وما اجمل انحناءه
ما الذى سرى الآن فى الجسد
ما الذى انطلق يركض بين عقلى وقلبى وجسدى
شىء ما تحرك كانما هو يحمل سيفا ورصاص يقتل كل حركة فيه
يا ادريس
انت اكثرنا حظا
آآآآه ليتكم تدركون ما يحدث لى
احاول ان اقف ولكن لا استطيع
احاول ان اساعده
ولكن
لا يتحرك شىء فيك ولا حولك
وسكينة صامتة تنظر اليك
هل هى نظرة شماتة ام حزن ام ضيق ام ذهول
لم تستطع ان تقول اى شىء
تحاول ان تتدارك
ولكن بعد فوات الاوان

Post: #133
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-19-2014, 07:59 AM
Parent: #132

لم يعد اى شىء كما كان
لا الشارع ولا الغناء ولا التلاقى
ولا القهوة والبن
ولا جلسة البرش فى مغارب الزمن
ولا الشياطين انفسهم
جف حتى خزان الماء لكثرة الناس الذين ازداد عددهم الذى لم يكن من ضمن دراسات انشاء الخزان
قطار السكة حديد لم يعد فى توقيته
ولا فى جماله
ولا حيويته
حتى صافرته لم تعد قوية كما كانت
حتى الارجل القوية التى جابت الحى يمينا وشمالا لم يعودو كما كانوا
كل شىء بدأ قويا وعاليا وجميلا وحيويا الآن يعود كبيرا لكنه بلا حيوية

Post: #134
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-20-2014, 03:52 PM
Parent: #133

كان يغنى بصوته الاجش -البيوت والناس بتسال عن صبية
سيد النخناخ كما تعوده ناس الحى لا يعرف الحديث براحة ولا الغناء براحة رغم ان الناس قد منهو ذلك مرار لكنه عندما يطرب يمارس تلك العادة بلذة لا مثيل لها
البيوت والناس بتسال عن صبية
ولا يزيد لانه لا يعرف غير ذاك البيت
ما بال الحى
اصبح الاختفاء والقتل ينغص حياة الناس
ثلاثة ايام مرت وصلاح مختف
ليس له عداوة مع احد يبتسم بى سبب وبلا سبب
كان يستعد للزواج من تلك البنية التى كانت فى القرية هناك على تلك التلة الرملية
لكنه اختفى بعد ان جهز كل شىء
لا يزال الناس يبحثون عن ادريس الذى غاب فاجأة
حتى ياتى خبر صلاح
ولكن لم يدم البحث طويلا
صلاح فى فنطاز
ما الذى اوصلك الى هناك عبد الجليل دوما يعرف كيف يجعل اى شىء لخدمته من اجل المال لا يعرف احد سر ذهابه ليلا الى الفنطاز بين قطارات السكة الحديد والفنطاز عربة دائرية الشكل يحملون فيها السوائل مثل الفيرنس والديزولين وبعد التفريغ فى مستودغ الورشة ستيقى فى آخر الفنطاظ قليل فيصيدها عبد الجليل بواسطة الصبية الصغر
لكن صلاح عندما علم كيف يمكن للمال ان ياتى وزخاصة فى ظل شح البنزين فى المدينة
هكذا رحل صلاح وهو داخل الفنطاز دون ان ينتبه اليه احد الا بعد ثلاثة ايام
ونحن نبحث عنه بين المخازن وعلى الساحل بينما الناس تتقول الاقاويل التى يشيب لها الراس
وهو ما قيل فى ادريس
انه اختفى مرة قرب البحر

Post: #135
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-26-2014, 05:58 PM
Parent: #134

آآآآآآآآه يا ادريس
كانت تلك الايام اجملها
لكنك الآن عيونك انطفأ بريقهما
كان يوما عجيبا جدا
فجأة تغير كل شىء
ليلة طويلة بلا براحات لتخفيف تلك العواصف التى غزت القلب والجسد معا
ادريس لم يعد ادريس
سكينة على بعد ياردة واحدة من جسده لكنه لا يحرك ساكنا كان الحياة اقامت جدارا شاخصا بينها وبين اشتهاءه
مرت لحظات ثم ساعات ثم
وصوت حيدر بورتسودان عيد ميلادك يا الحبيبة جانا ممزوج بالامانى
ورقص الفتيات والايدى المطرقعة والارجل الهابشة والعيون التى فى طرفها حور تقتل وايادى تمتد كانها لا تقصد
وادريس يقاوم تلك اللحظة الاولى
اقترب منها
لا احساس
على الاطلاق
لم يكن يدخن
نزل واشترى عبة سيجار وبدأ يدخن وسكينة تحاول معه ان يهدأ لتعرف كيف تعينه
لكنه دخل فى صمت رهيب

Post: #136
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-30-2014, 10:08 AM
Parent: #135

9966

Post: #137
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 03-31-2014, 04:02 PM
Parent: #136

وحين يبدأ الليل فى الدخول تبدأ اسرار هذا الحى فى السفور
ولكنها هذه المرة اسرار بطعم العائد ازهرى جنو
حين التقاهو سيد النخناخ مهلالا وصائحا (اووووووووه ازهرى جنو )
لم يقبلها ازهرى ولم يده لمصافحة سيد وجرى سيد غاضبا من مقابلة ازهرى له (هو فاكر القروش بتبقى الزول زول )
ولكن ازهرى عائد فقط وشهيته مفتوحة لشىء ما
شىء واحد يشغله تماما
لا يهمه ما الذى حدث فى الحى
ولا من مات ومن كبر ومن رحل ومن بقى
لا يهمه الا سكينة
وفاطمة مجوك التقط اللحظة بذكاء ودهاء
ولكن ما تزال سكينة فى لحظة لا هى بما كانت عندما كانت ولا بما آلت اليه عندما عادت من كسلا
وامونة اصبحت فى يد فاطمة مجوك كما تريد
تقدمها الى من يشاء ومتى ما شاء وكيفما شاء
وصالح المؤذن ركب آخر قطار مغادرا الحى بقطار يغادر الورشة وعيونه تزرف الدمعات لان يده وسر يده قد انكشف
ولم يعد قادرا على مواجهة العيون التى ظلت تركض خلف سر صياح آمنة عليه وسر سكاته وصمته
وازهرى يغتاظ
ويصر على فاطمة مجوك
واعتماد تهزىء باسماء كثيرة فيها من هو حى وفيها من غادر الدنيا
والسر طه بقى جاحظا
من يفرتك ضفائر هذه الاسرار
من يوققول له اى اسم هو الذى فتك بابنه
ولكن سر ما بدأ يطفو على السطح عبد الرحمن هو الذى قتل لانه وجد عزو فى سرير واحد مع امونة
سر يحضر كما الضيف لكنه يغادر الآذان بذات سرعة حضوره كما فعل عماد نقفد عندما بدت له ان فك طلاسم اسرار مجيدو قد تدخله فى متاهات بعيدة بعد الانفجار الذى حدث فى البيت
وازهرى يبتسم الى سكينة ليلا ونهارا
وفاطمة مجوك تحاول وتجثو وتأمل
وسكينة لم تعد سكينة
آآآآه يا ادريس
المقارنة معك دوما مربكة كما دوما فى حضورك وفى غيابك
من انت قل لى بربك
فى حضورك زمنا طويلا لا يعرف الناس الجانب المظلم فقط يعرفون انك الاجمل والاقوى والارجل فينا وكل ام فى الحى تضرب بك المثل
نجحنا لكن كما نجاحك
غنينا لم يكن كغناك
لعبنا لم يكن كلعبك
كل شىء كان مباخا لك الا نحن

Post: #138
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-01-2014, 03:42 PM
Parent: #137

ويتساءلون
كلما مرت جنازة
وكلما صاح مناد لحفل على عربة تاكسى
وكلما ناحت نائحة قفزت العيون الى عضو عزو المقطوع
وكلما غنت فنانة وحنانة اشتاقت العيون لصوت تهانى الحلبية
وكلما وقفت سيارة تاكسى رأت الناس فاطمة مجوك وهى تتابط امونة
وكلما جاءت اللاندكروزر الجديدة شم الناس عطر ازهرى الباشا كما اطلق على نفسه واصر ان ينادوه الناس كذلك
لم يعد كجولة يملأ الميدان
ولا ادريس لم يعد حديث الناس
بعض الهمس يعلو رويدا رويدا
مجيدو جاسوس اسرائيلى
وعبد الرحمن هو قاتل عزو
وفاطمة تتحين الفرص لتهمس فى اذن سكينة شيئا ما يتمعر وججهها غضبا مرة وخجلا مرة ورغبة مرة وخوفا مراااات
ولا يعلم احد اين اختفى ادريس
وازهرى رغم غياب ادريس لم يشعر ابدا بالانتصار
كان يريد ان يعود وان يستقبله ادريس بذات هيبته
ولكنها الاقدار
السيجارة التى يتناولها من علبة لا تشبه سجائر الآخرين والعربة اللاندكروزر التى اشتراها مليئة بالعطر الغالى
وبيت اشتراه فى حى راق
لكنه لا يفارق الحى رغم كل ذلك لا يشعر ازهرى ابدا بلذة ما هو فيه وكانه سافر واغترب ليغيظ شامة زبير تلك التى كانت تطكاويى بانه لا يساوى ولا ظفر ادريس

Post: #139
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-06-2014, 06:22 PM
Parent: #138

Quote: وحين يبدأ الليل فى الدخول تبدأ اسرار هذا الحى فى السفور
ولكنها هذه المرة اسرار بطعم العائد ازهرى جنو

Post: #140
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-08-2014, 04:42 PM
Parent: #139

يآآآآآآآآآآآه ما هذا الوجع
كيف وفى لحظة انقلب ما بداخلى هذا الى جحيم
انا الذى كنت اصول واجول فى هذه الساحة انا بطل الابطال فى نفس ساحة معركتى فى الحياة
لا يقف ابدا حائل بينى وبين ما اشتهى واريد
ان الاصل عندى ان كل امرأة يمكن الوصول اليها شرط ان تملك مفتاح الدخول اليها
ادريس يا ادريس
كان يوما عصيبا جدا
وكانت ليلة لا توصف
مرت لحظات
وكمان ساعات
ثم يوم
وليلة
ثم يومان
ويتكرر نفس السيناريو
وسكينة تقدم كل التسهيلات الممكنة وانت تتقزز اكثر كلما قاربت اليك الامر يبدأ الشك يتعمقك
خرج ادريس من الغرفة الى الشارع
الهواء فى الغرفة لم يكن يسعه
الشوارع خالية فى هذه الساعة
قط يمؤ
ونباح ###### من بعيد وسكران عائد من خلف ظلام كشبح يظهر ثم يختفى
خرج ادريس خلف فكرة ان يغيب عن وعيه لانه لا يحتمل
اين ادريس
لماذا انشق نصفه الى كيان فائر
لماذا ؟
ويكبر السؤال كلما احس بان الموضوع اكبر من فكرة انها لحظة صغيرة لا تلبث ان تنتهى
دام العجز وكلما مضت ليلة اخرى كبر الامر
ارهقه التفكير
ولا ينام
تمر الساعات ولا ينام
ولا يستطيع ان ينهش هذا الجمال الذى لم ير مثله فى حياته
ولكن

Post: #141
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-13-2014, 05:38 PM
Parent: #140

آآآآآآه يا ادريس
توقف كل شىء
الزمن والناس والليل والسواد والنهار والاشياء
السماء ذاتها تقف
والسحاب لا يمر ابدا والنسيم
اين هو النسيم
سمه الهواء
لا يمر
الناس يمرون من فوقه
مضى فى تجربة الهروب حتى النهاية
حمل معه زجاجته الى غرفته بالفندق وجلس يشرب وسكينة تنظر اليه فى حالة ذهول
ما الذى حدث يا ادريس
ماذا دهاك
اهذا هو ادريس الذى كانت تحلم به البنات كلهن
لكنها تعود وتقول فى نفسها حالة عارضة
ان تجربة الكثيرات اللائى كانت تراهن فى معية ادريس كن يبدين مسرورات
وادريس حين يشرب
يغيب عن وعيه
يتذكر تلك الغنماية التى كان يجرى خلفها
يمسك بسكينة من ذنبها
وهى تقاوم
وهو يقاوم متقطع الانفاس حتى يهدأ
ثم ينام
وسكينة تخاف على دبرها
وتعطى وجهها للحائط وتبكى
ازهرى
تبدو عليه الوجاهة كلها
سيارة اجمل ما فيها انها من احدث الموديلات وملابس تعيد انتظام النعمة على وجهه
وادريس يقف بينها وبينه
وكل بنات الحى يجرين خلفه
وهو لا يريد الا هى
وفاطمة مجوك تعرف كيف تحيط بها بسلاسة
وامونة تبدأ هى جلسة القبض على سكينة
وازهرى يدفع
والحى كله يعرف ان ادريس لم يعد هو ادريس
ولا يعرف احد ان هو

Post: #142
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-14-2014, 06:15 PM
Parent: #141

راس السنة
والبحر وزحمة من الناس واصوات الابواق والبواخر والالعاب النارية
واشاعة قتل عبد الرحمن لعبد العزيز تكاد تكون حقيقة من كتر ما تناولها الناس
والليل فى الحى صامت بلا ضجيج يشاعد
ولكن الحى كله اسرار
ولعبة فاطمة مجوك هى تلك اللحظات من الخوف حين يكثر الرجال ذوى الارجل الغليظة تبحث عن شىء ما
وحين يكون المال حاسما فى يد ازهرى
وهى تطلب وازهرى الباشا يجيب
فى انتظار لحظة الحسم
وبينما الليل فى الحى ظاهره صامت كان باطنه يغلى
كان شاب اسمر كث الذقن والشوارب يجرى خلف غنماية
عربة من الاتجاه الآخر
والصاحب الشعر الغزير يمارس ركضع بطريقة هستيرية
لا يكاد يرى الا ذنبها تلك التى تمارس الجرى
واذا بالعربة بذات سرعتها
تضرب الغنماية اولا ثم ماسك ذنبها ثم تنقلب العربة راس على عقب لسرعتها
والانوار فى الفضاء واصوات ابوقاق البواخر
وفاطمة مجوك راسها الى الخلف تحت كرسى خلف السائق
واذا بكائن خرافى قربها
وازهرى ايضا قد فارق الحياة
والشاب ذو اللحية والشوارب والشعر الغزير قد دخل تحخت السيارة وهو يمسك بذنبها تلك التى تعيد اليه شىء فقده
وعلى صوت ارتطام السيارة وتكومها على حائط الشيخ ابوبكر يخرج اكثر اهل الحى الذين لم يغادروا الحى لراس السنة
خرج الكهول
اخرجوا جميع من بالسيارة ومن تحتها
كلهم ماتوا
تزهرى
سكينة
فاطمة مجوك
والغنماية


وأدريس







النهاية

Post: #143
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-14-2014, 07:09 PM
Parent: #142

11111



ساعود لآخر تعليق بعد فترة

Post: #144
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-16-2014, 08:15 AM
Parent: #143

كانت هذه محاولة لاختبار القدرة على الكتابة على الهواء مباشرة فى فكر ما يمكن ان تكون محاولة لا باس بها

ورغم قناعتى بانها محاولة مهمة ربما لم تكن كما يجب

كنت اتوقع مشاركة اوسع لتحديد بعض الرؤى التى يمكن ان تضيف طريقة جديدة ونوعية مختلفة عن المعتاد من الحكى
وموضوع غير مطروق

كنت اتوقع ولكن
دوما التوقع غير الواقع
على العموم شكرا لكل من تابع معى التجربة حتى ولو لم يكتب حرفا
حتى ولو يعلق بنقد يعيد ترتيب ما

ويبدو لى ان ما كتب لا يستحف ربما حتى التعهليق

يجينى احساس زى دا احيانا لكنى
دوما ساحاول مرة اخرى

شكرا لكل المارين

احساسى بكم عالى جدا

Post: #145
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-17-2014, 08:26 AM
Parent: #144

لا زلت انتظر من يقول شىء ما

Post: #146
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-17-2014, 06:53 PM
Parent: #145

11373


ليس فيهم من يقول حتى كعب


؟

Post: #147
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-17-2014, 07:13 PM
Parent: #146

أخي الموهوب والكتاب عن حق حرسم:

Quote:
ليس فيهم من يقول حتى كعب


هون عليك أخي. أكتب فقط. ذلك هو الشيء المهم. أما حضور الآخر إلى ما تكتب قراءة وتعليقا فهذا أمر يقع خارج نطاق مسؤوليتك. أنا أحضر هنا كلما تيسر لي. أستمتع بقراءتك وأذهب كما حضرت صامتا. لا لشيء سوى أن الكتابة عادة تكون بالنسبة لي أمرا من الصعوبة بمكان. كن بألف خير.

Post: #148
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-19-2014, 08:13 AM
Parent: #147

عبد الحميد البرنس


Quote: أخي الموهوب والكتاب عن حق حرسم:



شهادة اعتز بها واعلقها على شرفات وجدرن قلبى واحساسى وذاكرتى

شكرا الحبيب


نعم سيدى انا اعدهم ياتون كما يريدون وقتما يريدون فبعضهم يحب ان يقرأ ويخرج وبعضهم لا يجد ما يكتب وبعضهم يكتفى بالاعجاب


انا احيانا افتش عن بعض كلمات فى فكرة معينة غير متكررة او تجربة جديرة بينى وبين نفسى ان تستمر فافتش عن ردة فعل معينة لذا
اكرر الطلب للقاد\رين على اشعال جذوة الاستمرار فينى

ياخ كتر خيرك وكلامك الداعم الطاعم الفخم دا

Post: #149
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-20-2014, 06:24 PM
Parent: #148

تبدو الكتابة هنا وكانها سيرة ذاتية كما قال لى صديقى الجميل
قلت له
لا
كل الحكاية حكاية متخيلة
الاشياء والحى يمكن ان يكون هناك متفق عليه بين الحى والواقع
ولكن كل الشخصيات متخيلة
وهى محاولة لجعل الحكاية واحدة من مدهشات المرء لنفسه اولا

كنت احدث اخى الجميل بله محمد الفاضل فى ذات لقاء
قلت له انى اندهش مثلكم واتابع مثلكم ما كيتب

قال لى انا انتظر النهاية لاحضر

وها قد وضعت القلم

Post: #150
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-23-2014, 10:24 AM
Parent: #22

انتظر عودة استفيد منها فى اعادة انتاج ما يجب بطريقة لا تشبه الآخرين

Post: #151
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-27-2014, 07:24 PM
Parent: #150

هل الحكى والقص هى بالفعل نموذج سابق تبنى عليه

ام انك يمكن ان تخلق عالمك القصصى الخاص



؟

Post: #152
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 04-28-2014, 08:13 AM
Parent: #151

11914

Post: #153
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 05-01-2014, 06:28 PM
Parent: #152

Quote: ويتساءلون
كلما مرت جنازة
وكلما صاح مناد لحفل على عربة تاكسى
وكلما ناحت نائحة قفزت العيون الى عضو عزو المقطوع
وكلما غنت فنانة وحنانة اشتاقت العيون لصوت تهانى الحلبية
وكلما وقفت سيارة تاكسى رأت الناس فاطمة مجوك وهى تتابط امونة
وكلما جاءت اللاندكروزر الجديدة شم الناس عطر ازهرى الباشا كما اطلق على نفسه واصر ان ينادوه الناس كذلك
لم يعد كجولة يملأ الميدان
ولا ادريس لم يعد حديث الناس
بعض الهمس يعلو رويدا رويدا
مجيدو جاسوس اسرائيلى
وعبد الرحمن هو قاتل عزو
وفاطمة تتحين الفرص لتهمس فى اذن سكينة شيئا ما يتمعر وججهها غضبا مرة وخجلا مرة ورغبة مرة وخوفا مراااات
ولا يعلم احد اين اختفى ادريس
وازهرى رغم غياب ادريس لم يشعر ابدا بالانتصار

Post: #154
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 05-03-2014, 06:31 PM
Parent: #153

12249

Post: #155
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-03-2014, 08:49 PM
Parent: #154

كل هذا السرد الجميل المدهش وعدد المتداخلين لا يتجاوز ثلاثا. عموما, أتابع قراءتي المتأخرة لهذا البوست منذ بدايته. وأتساءل مع تعاقب مشاهد القص عن قدرتك على متابعة الكتابة في شبه غياب تام لأصداء ما تكتب. وقد يكون عدد قراء البوست مؤشرا ولكنه مفخخ. أرجو أن تتوافر لكتابتك الجيدة فرصا طيبة للنقد فثمة الكثير مما يمكن قوله هنا. كن بألف خير.

Post: #156
Title: Re: حينما كان رجلا
Author: محمد عبد الله حرسم
Date: 05-05-2014, 07:56 AM
Parent: #155

عبد الحميد البرنس
الاكثر اناقة فى حضورنا
تحية صباحية مبهجة

Quote: كل هذا السرد الجميل المدهش وعدد المتداخلين لا يتجاوز ثلاث


هو الذى اقلقنى على ما اكتب وقدرتى



Quote: وقد يكون عدد قراء البوست مؤشرا ولكنه مفخخ


وهذا ما يجعلنى احاول ان اتابع وان اصر واسعى
ياخ كتر خيرك
من متابعتى لكتاباتك وقدرتك النقدية والابداعية فانا بالفعل سعيد جدا بتوقيعك هنا

تابع

وانا كل الذى اتمناه لانى اعترها محاولة غير تقليدية فانتظر ما لا يربكنى من المواصلة والتواصل

وكن انت كما اتمنى لك صادقا من قلبى

يسعدك ربى اينما كنت