السودان: تطورات الوضع السياسي والعسكري حتى الااان

المصدر: جــكـسا لرصد الانتهاكات
(عماد ابو شيبة)

في خطوة مفاجئة قامت قوات الجبهة الثورية قبل نحو ثلاثة أسابيع بهجوم مباغت استهدف أم روابة ( شمال كردفان) ، و(الله كريم ) و( السميح ) و( ابو كرشولا بجنوب كردفان) ، وانسجبت خلال ساعات من (أم روابة ) وارتكزت قواتها في ابو كرشولا) .. إثر تلك العمليات الحربية المفاجئة قام الطيران الحكومي بقصف مستمر ومركز على تخوم ابو كرشولا نتج عنه اصابة عدد من المدنيين ووفاة اعداد كبيرة منهم .. وتدفق اعداد هائلة من المواطنين نحو (الرهد ابو دكنة) يبلغ عددهم حوالي 21 ألف نازح .. عقب ذلك قامت القوات المسلحة الحكومية بارسال ثلاث متحركات من محاور مختلفة بهدف استعادة السيطرة على ابو كرشولا لكن محاولاتها باءت بالفشل .. ومن ثم قامت قوات الجبهة الثورية بعمليات جس نبض بتسريب عناصر استطلاعية إلى تخوم بربر ودنقلا بالولاية الشمالية ، وولاية القضارف ، ولكن كانت المفاجئة أن قامت بالسيطرة على منطقة (دندرو) الواقعة على الطريق الذي يربط بين الدمازين والكرمك.. وقطعت بسيطرتها على (دندرو) خطوط الامداد للكرمك وقيسان بولاية النيل الأزرق .. عقب ذلك تسربت عناصر منها نحو المناطق الحدودية الفاصلة بين ولاية سنار وولاية النيل الأزرق وتحديدا في مناطق الزراعة المطرية جنوب حاضرة ولاية سنار (سنجة) في مناطق الدالي والمزموم والقربين وود النيل وابو حجار .. لكن اتضح ان تلك المناوشات كانت من عناصر من سكان المنطقة لديهم ثارات بخصوص مشاكل تتعلق بالاراضي الزراعية .. في نفس الوقت رفعت ولاية سنار درجة الاستعداد الأمني والعسكري بمضاعفة حراسة المنشآت الحيوية بالولاية (بنوك - وزارات- مؤسسات - محطات وقود- مخازن - مصانع - جامعات- ومؤسسات حكومية).... أما في محور ولاية النيل الأبيض فقد تقدمت طلائع من قوات الجبهة إلى الطريق الرابط بين كوستي والابيض.. وسيطرت عليه لساعات ثم انسحبت منه .. مما جعل الحكومة ترفع درجة الاستعداد العسكري بالمناطق غرب ولاية النيل ألابيض .. ومنذ حوالي اسبوعين أعلنت الحكومة الاتحادية التعبئة العامة ورفعت درجة الاستعداد العسكري إلى نسبة 100% .. وأعلنت عن تعبئة جهادية وعسكرية واستدعت قوات الاحتياطي وقدامى المحاربين وحتى مرافيد القوات المسلحة .. وأعلنت عن تكوين كتائب وألوية استراتيجية لحماية (العاصمة) وقامت وزارة العدل بتوجيه تهم إلى بعض قادة الحركة الشعبية (كمجرمي) حرب وارهابيين ..(عرمان + الحلو+عقار) . . وفي نفس الوقت قام جهاز الامن والمخابرات باعتقال عدد كبير من منسوي الحركة الشعبية (قطاع الشمال) في الابيض وكوستي وام روابة والرهد والخرطوم وسنار والقضارف .. باعتبارهم طابو خامس.. بل ان حملة الاعتقالات طالت حتى مسئولين كبار في حكومة ولاية جنوب كردفان من ضمنهم مستشار والي الولاية المحسوب على الحركة الشعبية جناح تابيتا بطرس وتلفون كوكو..( الجناح الموالي للمؤتمر الوطني) ..ازاء هذه التطورات العسكرية الخطيرة دعا بعض النافذين في المؤتمر الوطني احزاب المعارضة للحوار.. وفي نفس الوقت اتصلت قيادات من المؤتمر الوطني بحزب الأمة القومي (جناح الصادق المهدي) وعرضوا عليه المشاركة في السلطة والقبول بتسوية سياسية سريعة للتصدي للازمة.. وفي ظل هذه الأجواء الساخنة قامت وزارة الداخلية بعمليات الهدف منها استعراض القوة ، حيث شهدت شوارع الخرطوم بكافة محلياتها عرضا لسيارات وقوات وآليات الشرطة خلال الاربعة أيام الماضية .. وقام جهاز الأمن بتسريب إشاعة (هروب قوش من السجن) .. وتسريب أشرطة فديو (عن العميد / ود ابراهيم) توضح أنه كان يقوم بتسليح القبائل في بعض مناطق العمليات في كردفان ودارفور .. وعلى خلفية هذه الأزمة تضاربت تصريحات قيادات المؤتمر الوطني حول حقيقة الوضع العسكري فتارة يصرح بعضهم (قواتنا الان على مشارف ابو كرشولا) .. (الجيش الان يقوم بتمشيط ابو كرشولا ويطارد فلول الجبهة الثورية) ( وفاة الحلو و8 من قيادات الجبهة ودفنهم بواو) ( اغتيال عقار في فندق باديس ابابا بواسطة حرسه الخاص) ، ( الحلو يسافر إلى بلجيكا للعلاج) ، (الجبهة الثورية لا توجد في بنادقهم طلقة واحدة) ..( الطيران الحكومي يوقف القصف الجوي حفاظا على ارواح المدنيين ) ، ( استعدنا السيطرة على ابو كرشولا وانسحبنا منها حفاظا على ارواح المدنيين)..( لو فكرت الجبهة الثورية بمهاجمة الخرطوم فستكون هذه نهايتها )، ( نقول لمواطني ولاية الخرطوم ارقدوا قفا)، ( الخرطوم مأمنة) ، ( الان كونا الكتيبة الاستراتيجية لحماية العاصمة) ، ( لواء الردع توجه لابو كرشولا لتطهيرها من دنس التمرد ) ، بعض قادة النظام آثروا الصمت (كدكتور ربيع عبد العاطي ) ، والآن وبعد 4 ساعات سيتم استنفار طلاب المدارس وأمة المساجد وحفظة القران وشيوخ وزعامات الطرق الصوفية (للدعاء الجماعي ) للابتهال إلى الله والتضرع إليه بأن يحفظ العاصمة من شرور (الجبهة الثورية) .. ومن هسع ناس الحاجة الباردة (ببسي- كوكا كولا - شامبيون وفيمتو) ارتكزوا في سور الساحة الخضراء دايرين يسترزقوا بمناسبة الدعاء الجماعي في هذا الحر القائظ .. أشربوا ساااااااااااااااي ..