بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس

بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس


01-08-2008, 05:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=309&msg=1241108717&rn=0


Post: #1
Title: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: Mohamed fageer
Date: 01-08-2008, 05:26 AM

بدين ـــ خواطر وذكريات
1ــ الــوجـــــــــود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أُغالب فيكِ الشوقَ والشوقُ أغلب
وأعجب من ذا الهجر والوصل أغربُ
أمـا تغـلط ُ اللأيـام فيّ بـأن أري
( رحيلي اليكِ يا بدين ) تـُقـرّبُ
من المتنبي بتصرف

كانت هـناك، دائما كانت هـنــاك، منذ أن خرجت من جوف النيل . متي؟؟ مالنا ومتي ، المهم أنها هـنــاك ، خرجت من جوف النيل عروسة كاملة الزينة ، حورية شا ملة الجمال ، زينتها الطبيعة ، زفها الملائكة بالعـديـل والزين، في ثوب زفاف أخضر رطيب ، تم تركوها في حضن النيـل ، وأي حضـن كحضن النيل. تمددت هناك محاطة بالماء من كل جـانب، وأي نعـمة كالماء . توسدت صخور الشلآل الثالث شمالا (شلال كجبار) وتمددت نحو الجنوب بضعة أميا ل. إستلقت هناك علي بعـد حوالي ست وخمسون كيلومتر شمال مدينة دنقلا. إكتملت أُنثي خصبة، بكر، ولود. ترنو بعـين الحسناء الي أبوفاطمة وكبرنارتي وكرمة ووادي خليل شرقاً، وتنظر إلي مقجور ودقرتي وأكد والحفير غرباً، وهم يتغازلون في جمالها الخلاب. دخل عليها إخوان تهراقا وبعانخي وألقـوا رحالهم في ساحتها الخضراء. حضنتهم بصدر أم روْوم ، أعطتهم الأمن ووهبتهم الأمان، أرضعـتهم الطيبة وسقتهم الحنان، فسكنوا في مودة ورحمة وتوالدوا عندها وعاشوا مطمئنين سعـداء. مارسوا حياتهم في ظل وثنية أو حنفية، من يدري!!. جاءهم دين موسي فقبلوه ، جاءهم دين عيسي فعـاشوا عليه دهوراً، حتي جاءهم الإسلام فأهتدوا به وصبغـوا به عاداتهم وتقاليدهم القديمة، والتي إستمرت لعهد قريب، وما زالت لها شواهد قائمة حتي اليوم. ما زلنا نذكر طقوس الولادة والسماية والختان والزواج، ميراث أجيال وأجيال، منذ فجر التاريخ، طقوس عبادات متراكمة، حضارة إنسانية خليطة فيها وثنية ونصرانية وإسلامية.
سارت عملية التكاثر علي فطرتها السهلة، تحمل الزوجات وتلدن في بساطة، لم يكن هناك طبيب ولا جدول شهري ولا أسبوعي للمراجعة، لا أجهزة ولا سماعات ولا موجات صوتية ولا سمعـية، لا بنج ولا تعـقيم ولا مضادات حيوية ولا يحزنون. عندما يحين موعد الولادة تصرخ المرأة وتصوت بطريقة معـينة فتجتمع حكيمات الحي قرب سريرها مع الداية، التي تعـرف ما تفعـل وعلي دراية فطرية تامة بكل تعـقيدات العـملية، ورغم الصعـوبة التي تمثلها الطهورة الفرعونية اللعـينة ، إلا ّ أن العـملية كانت تتم بدون نتائج كارثية في الغالب، فيخرج الطفـل إلي الدنيا صارخاً في وجهها ووجه الجميع، وبدون الخضوع لكـل الإجراءات الطبية المعـقـدة التي رأيناها في بلاد الله التي تسمي متحضرة، يستمر الطفـل في النمو سليماً معافي، لا سميلاك ولا سيريلاك ولا دايبر. لا تايلنول ولا...أي شئ ، كل الذي كا ن متوفراً من مستحضرات الطب الحديث شئ يسمي (ماء غريب) وكان غريباً فعلاً ، علاج سحري لكل أمراض الأطفال رغم إنتهاء صلاحيته من قبل زواج الأب والأُم بكثير. وفي اليوم الأربعـين من الولادة كانوا يسيرون الطفل الي النيل للتبرك بماءه المقدس، في إحتفال كأنه التعـميد. وكانوا يذهبون إلي قبة الشيخ للزيارة، يحملون الطفـل وقراصة لها سبعة قرون، كرامة أو نذر، يتبركون بتراب القبر ويتوسلون بالشيخ أن يحفظ طفلهم من شرور الإنس والجن. أما الأُم فكانت لفترة طويلة تتمتع بعـناية جميع نساء الحي، ومن ناحية غذائية كانت تعـتمد علي الـ (فنتي قري) عصيدة جامدة ومركزة من البلح، أما الزوار فكان يقدم لهم شئ يسمي (الأسلي) يتكون من بلح مع قمح و(كوشي) مقليين علي النار، واللهم إني لا أعرف الكوشي بالعـربي . أما إحتفالات الزواج فكانت تدوم لأيام وأيام، يعـيشون الأفـراح ويحيون الليا لي الملاح، كان يتم تحديد يوم الزواج بعـد مشاورة العارفين بالأيام الذين كانوا يحددون يوم السعـد بعـد ممارسة بعـض التنجيم الغامض فيلتزم به أهل العـريس والعـروس، تخرج البنات في ثنائيات لطيفة في ما كان يسمي بالـ (اُوقد)، يدخلن البيوت بيتاً بيتاً لتقديم الدعوة،وهـنّ يمرحن في ذلك اللبس الريفي البسيط ، وعليهن إبتسامات محببة، وفي الليلة السابقة للعــرس تقوم النساء بالـ ( كـَبن دُكّري ) فيجمعـن (الديو) أي الصاج، يجمعـن كل صاجات الحي ويجلسن في صف طويل ويقـمن بعـملية جماعية ( لعـواسة ) كمية كبيرة من الـ ( أَجويد ) فطيرة قمح مخلوط بالمكادة. كان هناك الـ ( نافرينوق) وهو البيت الذى يخفـون فيه العـروس فتخضع هناك لترميمات كثيرة، يصلحون بالعـطارة ما أفسد الدهر. كانوا يجتمعـون صغاراً وكباراً في بيت العـرس، يأكلون ويشربون هناك لأيام. تجلـس البنات مع العــروس في الـــــ ( تقون توّو ) والتقـو هو البرش، بروش طويلة منسوجة من سعـف النخيل ومصبوغة بأ لوان مختلفة من (التفتة) ، يعـلقون هذه البروش في غرفة يكسون بها الأربعة جدران مع الأرضية. تجلس البنات هناك وتغـني طوال النهار. وتتحول هذه الغـرفة الي غرفة النوم حيث يقضى العـرسان شهر العسل، أما الآن فما أن ينقضي الزواج حتي يختفي العـرسان فلا تجد لهم أثراً، وإذا سألت عنهم يقولون لك اما انهم سافروا او أنهم في اللفة، أي لفة؟ ، اللفة، يعـني شنو ؟؟ يعـني ما تسأ ل، وهي فكرة ابتدعوها او(ابدعوها) عندنا في البلد، اذ يخصصون بيتا سرياً لا يعـرفه غير المقربين،يقضي فيه العـرسان بعـض الوقت الهادئ، ويطلقون علي هذا البيت مصطلح اللفة، اي لفة هداكم الله والبلد كلها لفات.
يخرج الجميع رجالا ونساء في الليل إلي الســاحة ، يشعـلون الرتــائن ويبــدءون الـ ( الأَرَقِد ) وهي الحفلة. يصتـف الرجال في نصف دائرة والنساء في النصف االآخر، ثم تبدأ الحفلة بأن تنزل إلي الساحة فرقة مكونة من خمسة او ستة رجال، يد خلون الحلبة وهم يصـفـقـون صـفـقة متقــطعة مصحــوبة بصــوت منغـــم خــارج من الحلوق يسمي ( الهُمبي ) ، وفي المقابل سرعان ما تنزل الي الساحة فرقة من النساء كا شفات الرأس مستعـرضات بشعـر منسوج طويل، ضفائر رقيقة طويلة غزيرة منسوجة من شعـر صناعي يسمي (الجورسي). ترقص النساء ويضربن الأرض بأقدام حافية في تناغم موقوت مع صـفقة الرجا ل، ثم تبدأ المجموعتين في الإقتراب من بعـض، فتشتد الصفقة وتتسارع، ويرتفع صوت الهُمـبي، وتشتد ضربات النساء للأرض، وفي إلتحام سريع وخاطـف يتم أخذ الشبا ل، وهكذا تنتهي(عَشرة) الفرقتين لتدخل الي الساحة فرقتان جديدتان. كانت هذه الفرق تسمي الواحدة منها ( قرية ) ولا أدري من أين جاء الإسم، وعندما تدخل الساحة فرقة معـينة من الرجال، تدخل في المقا بل فرقة معـينة من النساء في إتفاق خفي غير معـلن، تنتهي مقاصده بإنتهاء الحفلة. كانوا في هذه الإحتفالات يتبارون في توفير كميات كبيرة من شراب الدكاي والحسوة،(والدكي يسمي عندنادكـّا)، يحتسيه الناس دون حساسية، كالنبيذ الحلال، او كأنه فرض من فروض الإحتفال، ربما كان جزءاً من أدبيات إتفاقية البُقط أو (البَـقـِـد ْ ) الشهيرة،التي عقدت بين العـرب الغـزاة وبين النوبة الذين تمسكـوا بحقهم في تناول الخمور، فسمحت الإتفاقية بـذلك، وقد كانت الجزيرة من ضمن الممالك النوبية المسيحية القديمة التي سادت قبل الإسلام، كانوا يصنعـون الدكاي في اواني فخارية ( ازيار صغـيرة تسمي الواحدة بـ ( كـُـبي ) يضعـون في هذا الكبي كمية من البلح مع ماء دافئ ثم يحكمون قفلها تماماً ويتركونها لأيام، فيختمر البلح هناك،وكما قال الحسن بن هانئ : ـ

اسـتودعـوها رواقـيداً مزفتة :: من أغبر قاتم منها وغبراء
وكـُمَ افواهها دهراً علي ورق :: من حر طينة أرض غير ميثاء
حتي اذا سكنت في دنها وهدت :: من بعـد دمدمة منها وضوضاء

حتي إذا سكنت وهدأت، جاءو بهذه (الدناني) أو (الكُبيهات) وفتحوها، فيستـقي القوم وينتشون، وتعـم البهجة، ويكثر الهرج والمرج (ما هو المرج ؟)، ويبدو انهم في هذه المسألة أخذوا بفـقه ابو حنيفة ، وإستـشهـدوا بـقــــول ابن الرومي : ـ

أحلّ العـراقيّ ُ النبيذ َ وشـُرْبه:: وقال الحرامان المدامة والخمـرُ
وقال الحجازي الشرابان واحد:: فحـُلت لنا بين اختلافهما السكـرُ
سآخـذ من قوليهما طرفيــهما :: واشربها لا فارقَ الوازرَ الوزرُ
أو ربما بقـول الآخـر:ـ
وابو حنيفة قال وهـو مُصّـدقٌ :: فيـما يُـبلغه مــن الأحكام
شـُرْب المثلث والمنصف جائزٌ :: فاشرب علي طربٍ من الأيام
فشربوه علي طرب من الأيام وحبور، ودون ان يثلتوه او ينصفوه، وربك الغـفور.

كان علي العـريس أن يذهب في سيرة إلي قبة الشيخ، وأن يطوف بالقبة جرياً سبعة أشواط وخلفه من يلهب ظهره بالسوط حتي يكمل الأشواط السبع،(الرقم 7 في التراث النوبي محتاج لدراسة) ثم تنزل السيرة إلي النيل كجزء أساسي من إحتفالات الزواج، وكان العـريس يحمل سيفاً بضرب به الماء،في شكـل صليب، وكان من التقاليد المتبعة أن يرموا بسبعة تمرات في جوف النيل، إرضاء له، خوفاً من غضبه ورغبة في بركته، تقليد يذكرك بالتقاليد المصرية القديمة عندما كانوا يسترضـون النهـر بإ لقاء أجمل فتاة في جوفه كل عام.
ونجيبةٌ بين الطفولة والصبا عذراء تـَشْربها القلوبُ وتعـلقُ
كان الزفافُ إليك غاية حظها والحظ إن بلغ النهاية َ موبـقُ
أحمد شـوقي
نواصـــــــــــل

Post: #2
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 01-08-2008, 06:20 AM
Parent: #1

فقيري
الموده والمحبة والعافية
النيل في اللغة القديمة ( إله الشراب ) أو المعبود الذي يشرب
لهذا نقدس النيل ونقيم في طقوسا متعدده ..
لكن اول مرة اعرف انو كلمة إتفن في الأرض جاية من كلمة ( تفوونتوو)
هسي اتفن لينا في برشك ولون لينا الدنيا بالطقوس القديمة
وفرحنا بي فرحك الممتد في دواخلنا ..
جذور اهلي في منطقة اسمها سلمان توت
وفي بدين وفي القولد حيث التقينا بالصديق .
وكان الي وقت قريب يأتينا البلح والقمح والسمن البلدي
وهدايا المحنة ولكن رحل الكبارومعهم المحنه والمعرفة بأنسابهم في كل الدنيا
وتشتتنا على المنافي ونسينا جذورنا الضاربة في عمق التراب الكوشي
لك المودة والمحبة والسلام
ومتفنيين قدامك بي أدب نستمع في متعة

Post: #3
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-08-2008, 06:36 AM
Parent: #1

العزيز ميمد
انا من بدين ونص محسي ونص دنقلاوي
وبجيد الرطانتين كما هما
فعلاً العلاقات الأسرية ممتدة في الإقليم
لكن الكبار ماتوا والواصر انقطعت
الحلقات طويلة وحتصل القولد
ارجو المتابعة وانشاء الله تعجبك
لك الشكر

Post: #4
Title: Re: رد
Author: ثروت سوار الدهب
Date: 01-08-2008, 09:40 AM
Parent: #3

Quote: كانت هـناك، دائما كانت هـنــاك، منذ أن خرجت من جوف النيل . متي؟؟ مالنا ومتي ، المهم أنها هـنــاك ، خرجت من جوف النيل عروسة كاملة الزينة ، حورية شا ملة الجمال ، زينتها الطبيعة ، زفها الملائكة بالعـديـل والزين، في ثوب زفاف أخضر رطيب ، تم تركوها في حضن النيـل ، وأي حضـن كحضن النيل. تمددت هناك محاطة بالماء من كل جـانب، وأي نعـمة كالماء . توسدت صخور الشلآل الثالث شمالا (شلال كجبار) وتمددت نحو الجنوب بضعة أميا ل. إستلقت هناك علي بعـد حوالي ست وخمسون كيلومتر شمال مدينة دنقلا. إكتملت أُنثي خصبة، بكر، ولود. ترنو بعـين الحسناء الي أبوفاطمة وكبرنارتي وكرمة ووادي خليل شرقاً، وتنظر إلي مقجور ودقرتي وأكد والحفير غرباً، وهم يتغازلون في جمالها الخلاب. دخل عليها إخوان تهراقا وبعانخي وألقـوا رحالهم في ساحتها الخضراء. حضنتهم بصدر أم روْوم ، أعطتهم الأمن ووهبتهم الأمان، أرضعـتهم الطيبة وسقتهم الحنان، فسكنوا في مودة ورحمة وتوالدوا عندها وعاشوا مطمئنين سعـداء. مارسوا حياتهم في ظل وثنية أو حنفية، من يدري!!. جاءهم دين موسي فقبلوه ، جاءهم دين عيسي فعـاشوا عليه دهوراً، حتي جاءهم الإسلام فأهتدوا به وصبغـوا به عاداتهم وتقاليدهم القديمة، والتي إستمرت لعهد قريب، وما زالت لها شواهد قائمة حتي اليوم. ما زلنا نذكر طقوس الولادة والسماية والختان والزواج، ميراث أجيال وأجيال، منذ فجر التاريخ، طقوس عبادات متراكمة، حضارة إنسانية خليطة فيها وثنية ونصرانية وإسلامية.


شكرا
حملتنا إلى النيل حملا و كدنا ننطمره بصحراء الغربة.

و هذا هو المحمد فقير.. رجل من السودان لمن لا يعرفه.

Post: #5
Title: Re: رد
Author: مهتدي الخليفة محمد نور
Date: 01-08-2008, 11:05 AM
Parent: #4

عزيزي فقير, تحياتي
شكرا لكل هذا الجمال.
أتابع بتشوق و لهفة. صادق مودتي
مهتدي بجة

Post: #6
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-08-2008, 02:10 PM
Parent: #1

أخوي ثروت
يسعدني حضورك
أسعدتني مكالمتك
وسوف اتصل بك للسؤال عن بعض الفنيات
شكرا



الأخ المهتدي
انا ما عارف اذا الشيخ بجة شخصيا جدك
ولكنني غعرفه جيداً
وقد كان والدي من تلاميذه ، وكان مفروض انا امشي للخلوة هناك
ولكني واصلت عند والدي
أتابع كتاباتك ويشرفني التعارف والحوار
شكراً

Post: #7
Title: Re: رد
Author: الفاتح يسن
Date: 01-08-2008, 04:00 PM
Parent: #6

صديقنا ابو اليسه وين اراضيك وتلفونك فيهو خشخشه جافر اباس معلم من معالمنا يهبنا الضحك من الاعماق بسخريته وصدق نقله لتفاصيل حياتنا التي قلما نلتفت اليها له الصحة والعافية ولك الاحترام والسلام للجنيات ادينا سلك قدامنا تلج

Post: #8
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: عزالدين محمد عثمان
Date: 01-08-2008, 04:46 PM
Parent: #1

الاخ محمد فقير تحياتي وسلامي
انا من بدين لكن مولود ومتربي
في الخرطوم ولم ازور البلد إلا
مره واحده في السبعينات ..
وبوستك ده اعاد الحنين للبلد
عامه وبدين خاصه..وعشان تعرفني
اظنك تعرف صالح بدري وامه ازلال
فهي عمتي..
ولك مودتي

Post: #9
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: على محمد على بشير
Date: 01-08-2008, 06:24 PM
Parent: #8

بدين .. جزيرة احبها فى الخيال
لان اهلها حلوين وسمحين
ساكناهم فى الحاج يوسف ردحا من الزمان
فلم نرى منهم الا كل الجمال

كانوا معنا وكنا معهم
فى الافراح والاتراح

ويالهم من ناس حلوين
وهاهى قبلاتى ارسلها لهم عبر هذا البوست
لتعانقهم فردا فردا

واقول لهم لابد من صنعاء وان طال السفر
والحى بيلاقى

Post: #10
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: محمد حامد جمعه
Date: 01-08-2008, 06:30 PM
Parent: #9

جاورت اهل بدين ، وال همت ، وكراما اخرين ، احببتهم ولا زلت احبهم ، وساظل ، .. اناس طيبون وعزاز علينا

Post: #11
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-08-2008, 08:15 PM
Parent: #10

Quote: انا من بدين ونص محسي ونص دنقلاوي
وبجيد الرطانتين كما هما


ميمد فخير
ايقون .........
بس ما برطن , بل اتحدث اللغة النوبيه وبالاكسن النوبى المبين!!

Post: #12
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: فيصل محمد خليل
Date: 01-08-2008, 10:13 PM
Parent: #11

تحملني ..ترجعني
الى عيون وطني

Post: #13
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-08-2008, 11:30 PM
Parent: #12

Quote: اظنك تعرف صالح بدري وامه ازلال


اذن انت من وابيه ( سلنارتى) يا عزالدين محمد عثمان
سكرفى ... ويفينا ؟

Post: #15
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-08-2008, 11:55 PM
Parent: #13

Quote: (والدكي يسمي عندنادكـّا)


يا ابو الجعافر ... يا بلدياتى
هو الاسم كله حقنا ... يا خى الدكى هو دكا حرفوها العروب زى ما حرفوا مفردات نوبيه كتيرة باضافة الالف واللام ... برضو كلمة مريسة مفردة نوبيه 100 % بس محرفة فى النطق , ونطقها الصحيح ( مرينا اسى ) ومعناها ( موية الذرة) كما تعلم ( مرى معناها الذرة واسى معناها المويه او الشوربه او السليقة ) كل هذه المفردات معناها فى النوبيه واحدة وهى ( اسى)
ياخى البركة فينا وفيكم فى د. كدوده
لك خالص تحياتى

خالد محمد ادم حاكم ( سقدان)

Post: #22
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: hamid murahid
Date: 01-09-2008, 08:05 AM
Parent: #8


الاخ العزيز فقير...
مسكاقجلو....
تحياتي و تقديري لهذا السرد الجميل (البدين) أحببت أهل بدين مثني و ثلاث و رباع حتى تزوجت منهم !! شوف السودان ده جميل كيف ؟ أخوك من غرب السودان (الأبيض) و الزوجة من جزيرة بدين ( الأم سليلة أمهرة و الوالد من خلف أثيــنا) علق أحد الاصدقاء حضر الزواج في الابيض بقوله : يا عبد و الله دي ما سبقك عليها إلا المهـدي !! ) يقصد الجمع بين الشمال و الغرب ... بعض أهلك شبعوني (تقريق) لهذا النسب .. كان دائما تقريق محبب و جميل جمال أصالتهم و أكثر من ذلك وجدت عندهم قمة التقدير و الاحترام لهذا النسب لي و لأسرتي فما أروعهم من نسابة ... و كما قال الاخ عز الدين محمد عثمان معرفا بنفسه بذكر صالح بدري و حاجة الزلال، أعرفك بنفسي بنفس الاسماء ، فصالح بدري صالح ( في أمريكا اليوم) هو عديلي ... عديل كده !!
(إننا ياني بقيت من إندنا)
تحياتي.

Post: #14
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: Medhat Osman
Date: 01-08-2008, 11:52 PM
Parent: #1

محمد فقير والجميع ...سلام
مسكاقجلو ...
بدين التى نعشقها...ارتبطنا بها منذ الصغر...عندنا قرايبنا فى شبة
اهداء

جزيرة بدين
بدينا مشن فلاتا...كورين اوقوين نلاتا
Badina Mashan Felata...Koren Uog Wen Nelata
فريقنتود

Post: #16
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-09-2008, 00:02 AM
Parent: #14

Quote: (شلال كجبار


قريبى ... تانى ما تدقس دقسة زى دى !!!
الناس ديل حيفتكروك بعد كلامك الجميل ده كله نوبى او بدينكى مضروب!
اى نوقيس ... نورا سيبدوا

Post: #17
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-09-2008, 02:28 AM
Parent: #1

الفاتح ياسين اننقا
كيف اخبارك انا ماعندي تلفونك تلفوني
الموبايل 4165653435
نسمع منك قريب

عزالدين محمد عثمان
والله ما عرفتك لكن اعتبرنا بنعرف بعض


محمد علي محمد خير
اهلاً بيك في بدين وتزورا حقيقة وحتلقاها اجمل بكثير
من الخيال

محمد حامد جمعة
انا من شبة
وبعدين انا ما ابوالجعافر
انا كاتب هذه الحلقات واهديتا لجعفر
وما فهمت حكاية الدقسة دي ارجو التوضيح
انا في تورنتو كندا
انت وين اديني تلفونك وانا حاتصل بيك محل ما كنت


الأخ فيصل محمد خليل
تحياتي
اتابع بوستاتك ويسعدني التعارف


مدحت عثمان
يا نوبي يا فحل
شكرا علي الصورة
وانا ما عارف كيف اخت صورة في البروفايل حقي
ممكن تشرح لي

لكــــم جميعاً التحية والي الحلقة الثانية من هذه الخواطر

Post: #18
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-09-2008, 02:46 AM
Parent: #1


بديـن ـــ خواطر وذكريات
2ـــ الـنــيـــــــل والأسـكَــلي والأسـكِلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أيّ عـَهد في القري تـَتدفقُ
وبأي كف في المدائن تـُغـدقُ
ومن السماء نزلتَ أم فجّـِـرتَ
من عليا الجنان جداولاً تترقرقُ
وبأي عــين أم بأيــة ُ مزنــة
أم أيّ ُ طـوفـان تفيض وتفهقُ
أحمد شوقي

هو النيل، ليس إلاّه، سليل الفراديس، نبيل موفق في مسابه، كما أفاد التيجاني رحمه الله. ولكن أين منا النيل، إنه بعـيد (إلاّ من أمانينا) ، النيل، أطول شرايين الحياة علي سطح البسيطة، ومن الماء كل شئ حي. من أي عهد في القري تتدفق؟، من عهود سحيقة يا أمير الشعـراء، منذ الأزل، خُلق مع الزمان والمكان، تحسه كائناً حيا، وهو كائن حي، بل كائن به تحيا الكائنات، خرج من منابعه غداة يوم، مبكراً خرج، ثم هجّر وسار وهجّر، وما زال يسير ويهجّر، لملم في طريقه أطراف كثيرة يستقوي بها علي المحن، ويواجه بها صعـوبة الطريق ووعثاء السفر. إمتطي صهوة نفسه وإنطلق شمالاً وهو يسرع الخطي، حدد غايته وعرف مصيره، إتخذ مجراه عجباً، وإنساب في قوة وإصرار ، (ربما عا كسه الخصر قليلا فمال) يمينا أو شمالآً، أو ربما التف عائداً نحو الجنوب لتفــادي بعـض العـوائق ولكنه سرعان ما يعـود وينطلق نحو دلتاه في صبر خرافي جميل.

ويأي نول أنت ناسج بردة
للضفتين جديدها لا يخلقُ
تـَسْـودّ ُ ديباجا إذا فارقــتها
فإذا حضرتَ إخضوضر الإستبرقُ
في كل آونة تبدل صبغة
عجباً وأنت الصابغ المتأنقُ

نعـم، بنول الجمال والكرم، بنول النعـمة الخيّرة، بنول العـطاء الغـير محدود ينسج للضفتين بردة خضراء، تتجدد كل يوم.

أتت الدهور عليك مهدك مترع
وحياضك الشُّرق الشهية دفقُ
تُسقي وتُطعـم لا إناؤك ضائقٌ
بالواردين ولا خوانك يَنفقُ
والماء تسكبه فيسبك عسجداً
والأرضَ تغرقها فيحيا المغُـرقُ

أيّ تعـبير وأيّة إجادة، (الأرض تغـرقها فيحيا المغـرق)، هو كذلك، يفيض النيل ويُغـرق الجروف، ثم ينسحب إلي مجراه فيبدأ الناس عندنا ما يسمي (النّاقري) زراعة الجروف وهي ما تزال طينية، قبل ان تجف، يزرعون ال(الأشرنكي) اللوبيا، وال(كوشي) الذي لم أعرف إسمه بالعـربي، والدخن، والترمس، وبعـض المحاصيل الأُخري. وهذه الزراعة لا تحتاج إلي ري فلا تسقي بل يكتفي الزرع بماء الطمي.

دين الأوائل فيك دين مروءةِ
لم لا يؤلّه من يقوت ويرزقُ
جعـلوا الهوي لك والوقار عبادة
إن العـبادة خشية وتعـلّقُ.

وما كان لي ان اواصل الحديث عن النيل دون ان اضيف قصـيدة التيجاني يوسف بشير
أنت يا نيل يا سليل الفراديس
نبيل.. موفق.. فى مسابك
ملء أوفاضك الجلال فمرحى ..
بالجلال المفيض من أنسابك
حضنتك الأملاك فى جنة الخلد
ورفّت على وضئ عبابك
وأمدّت عليك أجنحة خضرا
وأضفت ثيابها فى رحابك
فتحدرت فى الزمان وأفرغت ..
على الشرق جنة من رضابك
بين أحضانك العراض وفى ..
كفيك تاريخه وتحت ثيابك
مخرتك القرون تشمّر عن ساق
بعيد الخطى قوى السنابك
يتوثبن فى الضفاف خفافا ..
ثم يركضن فى ممر شعابك
عجب أنت صاعدا فى مراقيك ..
لعمرى أو ساقطا فى أنصابك
مجتلى قوّة ومسرح أفكار ..
ومجلى عجيبة كل ما بك
كم نبيل بمجد ماضيك مأخوذ ..
وكم ساجد على أعتابك
سجّدا ذاهلين لا روعة التاج ..
ولا زهو إمرة خلف بابك
أيها النيل فى القلوب سلام ..
الخلد وقف على نضير شبابك
أنت مسلك الدماء وفى ..
الأنفاس تجرى مدويا فى انسيابك
إن نسبنا إليك فى عزة الواثق ..
راضين وفرة من نصابك
أو عبدنا فيك الجلال فلم ..
نقض حق الزياد فى محرابك

النيل با لنسبة لســـكان الجزيرة هـو مصدر الخير كله، عليه إعتمادهم، عليه يتوقـف وجودهم نفسه، يحيط بهم من كل جانب، لولاه لما كانوا ، وكما هو مصدر الخير فهو مصدر الخوف. هــــادئ هو،كالشيخ المعـمر، عطوف نبيل، يفيض بالخير دون حساب، يعـطي ويعـطي، يسقي ويطعـم، ولكنه عند الغَـضب يثور كــطالب الثأر، يتحول إلي وحش كاسر، يغـرق الديار ويتلف الحقـول، ولكنه سرعــان ما يتراجع، فيتسامح الناس معه، ينسون له ما فعـل، فهم دونه لا شئ. كان سكان الجزيرة يستـقون من النيـل مباشــرة، يصـلحون جــزء مــن (الأُبـُـل) وهـو الشا طئ، يسمي هذا الجزء بـالـ ( أ ُتــِّّي ) لتسهيل عملية النزول والطلوع لأخذ الماء. تنزل البنات بهذا الأ ُتي إلي الماء وهن يحملن جرادل الصفيح، يملأن الجرادل بالماء ثم يضعـن فوق رؤوسهن شئ يسمي ( التّــفِــل ) وهو شريط طويل من القماش ملفوف في شكل دائري، ثم يضعـن الجردل فوق هذا التفـل، يمسكن الجردل بيد وتبقي اليد الأُخري طليقة، يتبخترن في مشية إستعـراضية فيها من الدلال غير قليل، يصلن البيوت ويفرغن الماء في الأزيار حتي تمتلئ، أما البعـيدات من النيل فكن تملأن من ( المَرتي) أي الجدول، وكان برنامجاً عصراوياً فيه بعـض التنزه والفسحة. كان ذلك يا صاحبي علي أيامنا في الزمن الجميل، قبل ان تتحول الجزيرة الوادعة الوديعة إلي شبه مدينة إمتدت فيها مواسير المياه إلي البيوت مصحوبة بكل ضجيج المدن وآفاتها.
عاش سكان الجزيرة في توافق إجتماعي عجيب، خلطة، بعـض نوبية وبعـض عربية وبعـض زنجية، عاشوا في رغد من العـيش وسعة، كان إعتمادهم الكلي علي الزراعة، يزرعون أرضهم الخصبة في تقسيم شتوي وصيفي، كا نوا يحفرون الأرض بسواعد رجال ذوي باس وشدة، يدفـنون التيراب ويغـطونها ويسقونها بمجهود يدوي قاسي لو قام به (حناكيش) هذه الأيام لزهقت ارواحهم. كانوا يتبعـون نظام الري النوبي الذي كان يعـتمد علي السواقي والشواديف، وتسمي الساقية ( بالأسكَـلي ) وربما إنـتقـلت هذه الكلمة من (عندينا) عكس التيار الي ضـفاف نيل الخرطوم مع النوبيين الذين إحتلوا توتي،ويبدو أنهم أنشاُوا أسكـلي هناك، وتحولت الكلمة الي الأسكِلا، لزوم التمدن، وسميت بها تلك المحطة النهرية الواقعة امام المتحف القومي ، ثم كان ما كان من أمر الذي من الأســكلا وحــلاّ وقا م من البلد ولّي، فذاب قلب شيخنا الشاعر ودالرضي واختلا ّ،فهام يبحث عـن بدر التمام وين هلّ، ، فتبع بابور الحبيب المسافر، تبعه شِعـراً علي إمتداد النهر، من الأسكلا الي المجرور،فجبل اولياء ثم القطينة، التي حصل فيها الحبيب العِـشاء، قبل ان يضوي كالبدر في الدويم، ثم الي الكوة ولا حول ولا قوة،وبعـد ان احتفل اهل النفلين بسيد الحسن رب اللين، شرف الحبيب كوستي والجبلين،ولم يكن للرنك من خيار الا الاحتفال ببهاء القادم البهي، وبينما يتمني شيخنا لو كان في جلهاك فاذا بالحبيب يطل في كاكا، فيزيد نفس شاعرنا هلاكا،وما كان لشاعرنا ان يـَسْـلَي نزيل ملوط الذي واصل رحلته الميمونة الي كدوك، التي تحول كساد سوقها الي ارباح، ولما انكال قلب شيخنا بالهموم نادي علي ملكال كي تشاطر العاصمة فصبره قد كــال، وفي شامبي ناجي صديقه سرور، قبل ان يجافيه النوم تماما في جوبا،وداهـمته الهموم مرة اخري عنــدما وصــل الحــبيب الي تونجـا وحــلة العـنجا، ولما يئس من اللحاق وقــــف يبكي قائلاً :ـ

صُـبْ يا دمعي لا تكون جافْ:: ويا قلبي البقيت رَجّــــافْ
البــدر الخــفا الانجـاف:: اليـوم شـــرّ فْ الرَجـافْ

نواصــــــــــــــــل

http://www.youtube.com/watch?v=fDMctYDjbbA

Post: #19
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-09-2008, 04:04 AM
Parent: #1

الأعزاء
محمد حامد جمعة
وخالد حاكم
انا آسف جداً خلطت بيناتكم
الرسالة اعلاها لخالد حاكم(موضوع الدقسة)
الاخ محمد حامد لك تحياتي وودي

Post: #20
Title: Re: رد
Author: جعفر عبد المطلب
Date: 01-09-2008, 06:15 AM
Parent: #19

العزيز محمد فقير لك التحية ولبدين السلام
كلنا نعيش تحت ضفاف النيل ونعرف منذ صغرنا كيف يكون التعاطى مع هذا الرائع العظيم النيل .تعرفنا على جزيرتكم الرائعة من أستاذى الجليل (محمد عثمان محمد موسى )ذالك الرجل العظيم الذى جاءنا حين ذاك من الأزهر الشريف استاذا لمادتى اللغة العربية والدين فى مدرسة كورتى الوسطى .بثقافته الواسعة وعلمه الغزير حبب لنا اللغة العربية وآدابها، كون لنا الجمعية الأدبية لأول مرة وجمعية المسرح المدرسى وكان يعقد لنا المسابقات فى اللغة العربية والشعر.تجاوزت علاقتى به علاقة الأستاذ بتلميذه وأصبحنا اصدقاء .عندما ودعناه فى نهاية المرحلة الوسطى حيث قدمته الى المنصة فقال عبارته الشهيرة عندما وقف امام طلاب المدرسة الذين إحتشدوا بصورة لم يسبق لها مثيل وهو يغالب دمعه قائلا "هذه أول مرة أعجز فيها عن الكلام وأنا معلم اللغة العربية وانفجر باكيا "اخر مرة إلتقيته فى الخرطوم وأنا عائد من باريس عانقته طويلا واخذته الى مقهى فى الجوار لنبل الشوق ونسال عن الاساتذة والزملاء من الطلاب وكان متاثرا جدا وسعيدا عندما عرف اننى عدت متأبطا شهادة ما. .. قال لى : تذكر عندما أعطيتك فى موضوع الإنشاء 14 من15 فثار زملاؤك غاضبين ! كان ذالك فى أعقاب الإنتفاضة ، ومن ذالك الوقت وأنا اسعي سعيا حثيثاان اعرف أخباره ولكن هيهات ! !أكيد انه علم بارز فى بدين .هل لك ان تمدنى باى وسيلة للأتصال به وفاءً وعرمان بالجميل وشكرا .

Post: #21
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: شكرى سليمان ماطوس
Date: 01-09-2008, 07:04 AM
Parent: #1

التحية لصاحب البوست لهذه المساحة لنلتقى بأناس كلهم طيبة...
و التحية لمداخليه من بدين و من غير بدين ...


_________

فى الجزء الثانى من سبعينات القرن الماضى،،،
و على متن بصات السـلام(عبد السلام كمبال)،،،
و بقيادة القدير "طه" طيب الله ثراه،،،

و أنــا اليافع إبن التاشر عام "حينها" مولود أمدرمان وتربية شارع الشنقيطى ،،،
طالب بقلعة العلم و الوطنية: أم درمان الأهلية الثانوية العليا ...
و طموح الشباب يسبق العين للرؤيا، كما يسبق خفقان الأفئدة لحضن الحبيب ،،،


الباص "نيسان" يطوى الأرض طياً و ينثر خلفه الرمال الناعمة كأنها بخور صندل فى ساحة عروس ،،،

طريق الشمال: كان آثار لمجارى تشق الرمال تغيب و تبين من الحين للآخر ...
ما من معالم سوى رواكيب أتت عليها كل معاول الطبيعة و تدثراتها ،، و ختم الزمن ختم المرور على آثارالبقايا،،،


كنت فى صحبة عائلتين من "فترى منتو" بطن النخل،،،
عائلتين سكنو الخرطوم جسداً و تركوا الفكر و الروح باقية فى أرض "بدين" أرض الجدود،،،
كنا سايرين لنزف البرفسور ضرار حسن نصر لعروسته السمراء بنت عزالدين صالح نورى،،،
عز + عز = عز X عز

__________


هذا الإطار العام لرحلتى الى جزيرة بدين



سوف أعود



ش

Post: #23
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-10-2008, 02:48 AM
Parent: #1

الأخ جعفر عبدالمطلب
تحياتي
أنت تتحدث عن رجل له فضل كبير علي شخصيا
فقد درسنا اللغة العربية والدين في البرقيق الوسطي
وفعلا كان يهتم بالجمعية الأدبية ويشرف عليها
ويعلق علي كل المشاركات
رجل فاضل من اسرة كلها اساتذة
طال الزمن وما عندي اخباره ولكن سوف اجد لك طريقة اتصال



الأخ شكري سليمان ماطوس
شكرا علي المداخلة وشكرا علي ثناءك لبدين
ارجو ان تكمل لنا باقي الرحلة

Post: #24
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: منزر احمد بابكر
Date: 01-10-2008, 05:51 AM
Parent: #1


اول مره سمعت عن جزيرة بدين، كان ذلك سنة 1989
عندما حضرت الى الولايات المتحدة الامريكية- فلادلفيا
كنت كل ما اسأل احد(من بدين) من اين انت فى السودان؟ يرد قائلاً
وبكل فخر واعتزاز - من جزيرة بدين، مع العلم بان كثير
منهم يسكن الخرطوم ولكن حبهم وانتمائهم لهذة الجزيرة
يدفعهم لذلك.
عشت معهم سنين طويلة .. وجدت فيهم الاخ والصديق والاب والام ..
وجدت فيهم اهلى.
ال همت ،(عصام،صلاح وصلاح،هشام، العم عبدالقادر،نصرالدين،جعفر،
الرشيد،ابرهومه،نصرالدين،معاوية،واخرين)
محمد فقيري، الهادى عبدون، على عبدالرحيم،عبدالدائم،عبدالدائم،مزمل قورتي،
تاج الدين، فخري ، عباس، محمد سري، محسن، مدثر، اولاد الاسيوطي،
عمر حمزه، محمد بشير، مصطفى ناصر، عبدالحميد، محي الدين، مدثر،
عبدالهادي، صبحي،رفاعى، متولى، عزالدين،عادل،فيصل،عاطف،عبدالحى،اسامه،صالح،
وبقية العقد الفريد.
اصاله، كرم، طيبة وسماحة اخلاق .. هذا اقل مايمكن ان اصف به
اهل هذه الجزيرة(بدين)

منذر احمد - فلادلفيا

Post: #25
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-10-2008, 12:45 PM
Parent: #24

Quote: هيهات ! !أكيد انه علم بارز فى بدين .هل لك ان تمدنى باى وسيلة للأتصال به وفاءً وعرمان بالجميل وشكرا .


الاخ جعفر عبد المطلب... ٍسلامات
تعيش انت...

Post: #27
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-10-2008, 01:18 PM
Parent: #25

Quote: محمد حامد جمعة
انا من شبة
وبعدين انا ما ابوالجعافر
انا كاتب هذه الحلقات واهديتا لجعفر
وما فهمت حكاية الدقسة دي ارجو التوضيح
انا في تورنتو كندا
انت وين اديني تلفونك وانا حاتصل بيك محل ما كنت



محمد فخير ... مسكاقمى
ياخى سلامة نظرك... وانا اسف لانى برضو ما ركزت فى العنوان .. لانو انا محل ما بلقى اسم جعفر , مابركز تانى على باقى الكلام وطوالى جرى على الكلام المكتوب لانو اخونا جعفر نضميه سمح بسخريته المعهودة وافتكرت الكلام ده ( خواطر وذكريات ) كلامه هو , والدقسة فى شلالات كجبار الواردة فى المقال بدلا من شلالات تمبس ( وهنا ارجو ان لا تفتكر الناس بانى اقصد اخونا تمبس زميل المنبر , بل اقصد قرية تمبس التى تقع على بعد 8 كيلو مترات من كرمة شمالا وهى احدى قرى محافظة وادى حلفا سابقا ومعتمدية دلقو حاليا حسب تقسيم و تسمية حكومة الكيزان!!)
رسل لى تلفونك فى الايميل عشان اقدر اتصل بيك يا ميميد [email protected]
وشكرا خالد

Post: #35
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: جعفر عبد المطلب
Date: 01-10-2008, 09:02 PM
Parent: #25

الأخ خالد حاكم لك التحية والحزن :
رحم الله أستاذى وصديقى الأستاذ ( محمد عثمان محمد موس ) رحمة بقدر علمه الواسع وثقافته الشاملة ودماثة أخلاقه واخلاصه لطلابه .تقبله الله قبولا بقدر عدد الطلاب الذين حبب لهم اللغة العربية وآدابهاوتعازى الحارة مطرزة بوفاء صادق لأسرته فى بدين .اشكرك على هذه المعلومة رغم مافيها من مرارة وهذه سنة الحياة الدنيا الموت نهاية حتمية لكل كائن حى وان طالت سلامته وان كان لدي الكثير الذى كنت اود ان اقوله له.

Post: #26
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: محمد عبد الماجد الصايم
Date: 01-10-2008, 01:06 PM
Parent: #1

العزيز محمد فقير

كيف الحال وشكرا على النضمي الحلو

ياخي الغريبة ود عمي برضو اسمو محمد فقير والأغرب إنو في تورنتو

ياخي البوست ده لقيت فيهو أسماء كتيييره من أهلنا الطيبين

منهم خالنا صالح بدري وحبوبتنا الزلال

وكمان العزيز منذر ذكر العديد من شبابنا في فلادلفيا

عز الدين + عادل + عبد الحي

شباب جميلين جدا في فلادلفيا قضيت معهم إجازة جميلة في 2001

لك الشكر

Post: #28
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداة للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: مهيد
Date: 01-10-2008, 01:53 PM
Parent: #1

سلامي لك يا أبو أليسا يا الفاتح ياسين ولجميع الأهل بتورنتو وفيلادلفيا
بدين جزيرتنا الجميلة وأهديكم الموقع الإلكتروني لإتحاد أبناء جزيرة بدين بالرياض-المملكة العربية السعودية
بدين/ وفيه ايضآ منابر للمناقشة ونرجو اشتراككم فيه
والآن أنا أعمل بأبوظبي وايميلي هو:[email protected]

Post: #29
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-10-2008, 01:54 PM
Parent: #1

الأخ منذر احمد
كيف الأحوال
شكراً ولك التحية من جميع من ذكرتهم
فهم اشقائي الذين بهم افخر



الأخ خالد حاكم
حأرسل ليك ايميل لكن ما في حاجة اسمها شلال تمبس
هو نفس امتداد الشلال الثالث الذي ينتهي عند رأس جزيرة بدين
هو نفس الشلال المزمع اقامة السد فيه عند كجبار، وكجبار ليست
بعيدة عن بدين، بل ان بدين من المناطق المهددة بالغرق
ولذلك نادي العظيم مكي قائلاً
(بدين ملجابك توللي)
وجزيرة تمبس علي بعد معدية صغيرة من بدين ومن بيتنا عشرين دقيقة
ولي فيها اهل واحباب
واذا في اي واحد من تمبس قرا الكلام ده
ارجو توصيل تحياتي الكثيرة لناس مرسي والزبير
وللشيخ الفاضل صالح داؤود الذي كان صديقا حميما لوالدي
والذي قضينا في بيته في تمبس ايام وايام في زيارات كثيرة
وبالمناسبة شرق تمبس يوجد تمثال(اُقجي نـُنْدي)، تمثال ضخم
لرجل عر تماما وربما كان اسم تمبس نفسه من تحتمس او اسم مشابه
وسوف ياتي ذكر اثار المنطقة في هذه الحلقات
ما تستعجل في القراية والرد يا خالد



الأخ عبدالماجد الصائم
شكرا ونشوفك تاني فالحلقات طويلة
لك الت

Post: #30
Title: Re: رد
Author: عبدالغفار محمد سعيد
Date: 01-10-2008, 02:42 PM
Parent: #29

محمد فقير قريبي
لك التحية وأنت ترتحل بنا إلى بدين عشيقة النيل سليل الفراديس
مشتاقون يا رجل
كيفك وجميع الأهل

عبد الغفار محمد سعيد (فقير نجي)
بدين شبه (قبة)


Post: #31
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-10-2008, 02:57 PM
Parent: #1

عبدالغفار
ياخي وينك
مفروض يكون في تواصل بيناتنا من زمان
اديني الإيميل ورقم التلفون علي ايميلي [email protected]
وبننا حديث

Post: #32
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-10-2008, 03:23 PM
Parent: #1


بدين ــ خواطر وذكريات
الحلقة الثالثة

كـُـنتِ وكنــّا
أنشودة لجزيرة بدين
ـــــــــــــــــــ
محمد فـقــــير
:::::::::::::
أنتِ فـدين وأنتِ بـدين
كان الإسـمُ وكنتِ وكـُنا
إســـمٌ وثـني ؟؟
مـا في ذاك مَضـارْ
إســـم نوبي ؟؟
ذلـك عِــزٌ وبـطارْ
ذلك ـ يا مسـقط رأسي ـ مجـدٌ وفـَخـارْ
مع موسي جاء الإســمُ ؟؟
مع عيسي جاء ؟؟
مع أحمدُ، ذاك المُخــــتارْ ؟؟
كــــــلٌ مَـقـبــول
فلكلّ ٍ فيكِ حديثٌ وعبارةْ
لكـُلّ ٍ فيــكِ مقالٌ وإشارة ْ
لكـُلّ ٍ فيكِ رموزٌ وحضارة ْ
لكـُلّ ٍ فيك ِ امارة ْ
لكـُلّ ٍ فـــيك ِ مَـــزارْ
لكـُلّ ٍ اثـرٌ منـقــوشٌ فيكِ
لـكـــُلّ ٍ تـِــــــذكارْ
::::::::::::::::::::::::::::
كــنتِ هنــاك، وكنتِ بدين
وكنتِ وكنا
منذ خرجتِ عـروساً من جـوفِ النيل
يا بنت الـنيل وست الجيل
يا لؤلؤة الوادي، يا فاتنة ٌ سـمراء
كنتِ هناك، وكان الفصل ربيعاً
كان الطقس جميلآً
حين خرجت ِ إلي الدنيا
مُـشرقة ُ الوجـهِ وقــاراً ونضـارْ
حين خرجتِ الي الدنيا طارتْ نحوكِ كلّ ُ الأطيار
من كل بقاع ِ الحسن ِ الأخضر ِ من كلّ ِ الأشجـــارْ
إمتدت نحوكِ كلّ ُ الأبصار
حين خرجتِ الي الدنيا فاحَ العـِطـرُ العَـطـّارْ
عـِطرُ الأرض ِ البكـر ِ، عِـطرُ الأرض العـذراء، عـِطرُ النـوّارْ
حين خرجتِ الي الدنيا
غني القـِـمْريّ بلحن الحـب
زغـــردت الأشجــــارْ
رقص الموج علي الضفة
وإنتشــت الأزهــارْ
حين خرجتِ الي الدنيا
تجمعـتْ السُــحْـبُ من الآفــــاق
إشتعل البرق ضياءً
إحتفل الرعــدُ فـدوي
وإبتلت أرضك بالأمطــارْ
حين خرجتِ الي الدنيا
هَـبـتْ نسماتك باردةٌ ٌ نـَشـوي
أسكرت الخطاب علي طول الوادي
فجاء العـِرســان، جاء الفرســان
جاء رجالٌ سمرٌ أخـْيـارْ
جـاء الأبـْــرار
من مملكة النوبة جــاءؤا
من تلك الأديــارْ
جاءؤا يسعـون الي ارض الخير المدرارْ
من كرمة جـاءوا، جـاءوا من كجبارْ
من أرقـو، من دلقـو، من عـبري
من حلفا، ارضُ الحجر الناطـق بالأسرارْ
جاء بعانخي، ذاك السيف البتـارْ
جاء القائد تهراقا، ذاك الأسد المغـوارْ
جاءت كنداكة، في ( شـُـوقــَر ِ )* عـِـزّ ٍ جـَـرّارْ
جاءؤا في ( سـِـقـِر ٍ )* نوبي ِالريـّس والبَحّــَارْ
عبروا النيل إليكِ
والقوا فيكِ عصا التـسـيـارْ
في ساحـتك الخضراء
أناخـوا قافـلة َ الأحـرارْ
قافلة َالتاريخ ِ الموغـل ِ في الأطـوارْ
قافلةَُالمجـدِ العابـق بالآثـارْ
عـندكِ ناموا، قاموا
عـبدوا ( آمون )* الجـبارْ
عبدوا النيل خـُرافيّ ُ المجري والتــيارْ
عندكِ جاء كتاب التوراة وجاء الإنجيل
عندكِ جاء الفــرقــانْ
شملتهم رحـَماتُ الرحمن
فـصاموا، قاموا بالليل، وصلوا في الأسحـارْ
فكنتِ وكنا
::::::::::::::::::::::::::::::::
كنتِ هناك وكنتِ بدين
وكـنتِ وكنـّا
وبعيداً أخذتنا عنكِ الأقدارْ
بعيداً تهنا
في أقصي الأرض
من هــذا البعد
اليكِ نـَحِـنُّ، فأنتِ الأصل وأنتِ الفصل
انتِ الأُم وأنتِ الـدارْ
أنتِ القيمة والمقـدارْ
أنتِ فـدين وأنتِ بـدين
وكـنتِ وكُـنا
::::::::::::::::::::::::::::

*(شـُـوقــَــرْ) يعني سَـيرة(سيرة العريس)
*(ســقـرْ) بكسر السين والقاف يعني مـُرْكـَب
*(أمون) اسم إله النوبة القديم

Post: #33
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: عزالدين محمد عثمان
Date: 01-10-2008, 03:28 PM
Parent: #1

الأخ محمد فقير تسلم
واهو البوست جاب نتيجه وعرفنا
اهلنا الفي الشتات..وانت قريب مننا
في تورنتوانشاء الله نتلاقى .. انا في
سانت كاثرين..


Quote: و كما قال الاخ عز الدين محمد عثمان معرفا بنفسه بذكر صالح بدري و حاجة الزلال، أعرفك بنفسي بنفس الاسماء ، فصالح بدري صالح ( في أمريكا اليوم) هو عديلي ... عديل كده !!
(إننا ياني بقيت من إندنا)
تحياتي.

الأخ الأكرم حامدوالله فرصه سعيده.. انا زرت جدنا الله
يرحمه عبدالدائم عام 1994 عدة مرات كنت بعمل
في شركة طيران ولكن لم اتشرف بمقابلتك.. لك تحياتي
وتحيات اسرتي لكم جميعا

الأخ حاكم سلام..
كلامك صاح واذكر ايضا اهلنا في حلة جديد
وكرمه البلد ونزل..

الابن محمد عبدالماجد لك تحياتي
كدي قعد لينا الكلام عشان نعرفك اكثر
يعني صالح خالك بي منو وعمتي ازلال حبوبتك
بي منو..مع تحياتي لكل الاهل

ولكم مودتي

عزالدين

Post: #34
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: عبدالغفار محمد سعيد
Date: 01-10-2008, 04:04 PM
Parent: #33

عزيزي محمد
أرسلت لك أرقامي
وسأظل قابع هنا أتابع هذا الحنين الدافق الذي تفتحت زهوره من الق سحر جمال الجزيرة
وروعة طبيعتها الخلابة وانسيابية التشكيل في أطرافها حين عناق الخضرة بزرقة المياه
او عند انحناء نخلة حانية تلاعب في وله الموجات المتكسرة على رمال الشاطئ، أو اجتماع كل ذلك الجمال
وموسيقى الشلال لتكتمل الملحمة الجمالية

كل الود


Post: #36
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: مهتدي الخليفة محمد نور
Date: 01-10-2008, 09:14 PM
Parent: #34

أنتِ فـدين وأنتِ بـدين
كان الإسـمُ وكنتِ وكـُنا
إســـمٌ وثـني ؟؟
مـا في ذاك مَضـارْ
إســـم نوبي ؟؟
ذلـك عِــزٌ وبـطارْ
ذلك ـ يا مسـقط رأسي ـ مجـدٌ وفـَخـارْ
مع موسي جاء الإســمُ ؟؟
مع عيسي جاء ؟؟
مع أحمدُ، ذاك المُخــــتارْ ؟؟
كــــــلٌ مَـقـبــول
فلكلّ ٍ فيكِ حديثٌ وعبارةْ
لكـُلّ ٍ فيــكِ مقالٌ وإشارة ْ
لكـُلّ ٍ فيكِ رموزٌ وحضارة ْ
لكـُلّ ٍ فيك ِ امارة ْ
لكـُلّ ٍ فـــيك ِ مَـــزارْ
لكـُلّ ٍ اثـرٌ منـقــوشٌ فيكِ
لـكـــُلّ ٍ تـِــــــذكارْ



أوفيت القول و أجدته...لا فض فوك.

نعم الشيخ حسن بجة رحمه الله جدي. لك مودتي

Post: #37
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: Salah Abdulla
Date: 01-10-2008, 09:52 PM
Parent: #36

نحن ناس الحفير ، هل لنا في الحب جانب ؟؟؟
وطبعاً أهلنا منتشرين في أكد وسروج وبدين وكرمة البلد والنزل ، والبرقيق
ولي في بدين أصدقاء من ناس كتّاب ، وفرحات..(بتعرفوهم)؟؟
وزمان كنت بتاجر بين بدين ودنقلا..

رعى الله بدين الجنة الخضراء الجميلة وأهلها الطيبين..

Post: #45
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: hamid murahid
Date: 01-12-2008, 11:25 AM
Parent: #33

الاخ العزيز عز الدين...

تحياتي و شكري على مروركم و سعيد بالمعرفة...
رحم الله الوالد عبده و الوالدة فاطمة عبد الكريم ....
سلامي للأسرة و بلغ تحياتي للأخ ( ساله بدري ساله).. قالوا جارتهم الأمريكية بقت ترطن محسي ، بعد جلساتها مع حاجة الزلال !!
تحياتي

Post: #38
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-11-2008, 04:55 AM
Parent: #1

الأخ حامد ..... أبوالنسب
ياخي والله ماشفت مداخلتك الا حسع
ما عارف فاتتني كيف
لكن اهلا بيك وسهلا ولينا الشرف
بس الحكاية دي تمت كيف يا خليفة المهدي
وانت وين حسع
اذا في تلفون عشان نتصل بيك



الأخ جعفر عبدالمطلب
لنا ولك التعازي
بعد ما رديت عليك اتصلت وعرفت انو الاستاذ توفي
الا رحمه الله



عزالدين محمد عثمان
شكرا ونتلاقي فنحن جيران





مهتدي الخليفة
بتلقي اللأيميل فوق
اديني تلفونك وداير اتصل بيك ضروري



صلاح عبدالله
يا اخي لك كل الحب
وانا بعتبر نفسي من الحفير كما من بدين
والمرحومة زوجتي كانت من الحفير
حفيدة شبخ محمود فقير علي وهو جدي عم والدي طوالي
والزعيم شيخ الشيوخ سيداحمد فرحان واخوانه الكرام
واولادم كلهم اهلي
ولو تعرف الصادق فرحان ومالك فرحان ومحمد حسن زبير
كلهم معاي هنا في تورنتو



الاخ عبدالماجد صايم
ادينا تلفون محمد فقير قريبك


لكم جميعا الود

Post: #44
Title: Re: رد
Author: hamid murahid
Date: 01-12-2008, 10:57 AM
Parent: #38

العزيز فقيــر

تحياتي و شكرا على مروركم على مداخلتي ....
الحكاية ( النسب) تمت في 1978 للعلاقة الوطيدة و الصداقة الحميمة بين الوالدين عبده الزبير و موسي مراهد ، لهما الرحمة و المغفرة .. سؤالك ( بس الحكاية دي تمت كيف يا خليفة المهدي؟) ذكرنتي بتعليق و تريقة الاخ و الصديق العزيز المهندس ود عيسي زيادة : سأل مرة زوجتي ( إنت أبوك أداك للعبد الزربون ده كيف؟) كما قلت كنت سعيدا جدا بمثل هذه القفشات و ما أكثرها !! بس مرات كتيرة كنت بعمل فيهم مقالب ساعدني فيها إمكن شوية شبه و كمان معرفة القليل من الكلمات و الجمل بالرطانة ... الجماعة طوالي يشبكوني رطانة و لما يكتشفوا إني تعبان في الرطانة يصابوا بخيبة أمل .. البعض ما مصدق بس بفتكروا إني (من إندهم) بس مكار ... أنا أحسن حالا ، المشكلة بناتي !! أهلهم لما يعرفوا ديل حفيدات عبده الزبير يدخلوا عليهم ( شمال) - رطانة - بعدين يلقوهم ماحين تمام (أنا أحسن منهم) ما يصدقوا خاصة لما البنات يقولوا ليهم نحن بقارة و أمنا محسية !! غايتو بعرفوا ليهم كلمة واحدة بس ( يو) و ما أجملها من كلمة ....
الان أنا في الدوحة - قطر و منذ مدة . التلفون 5398491 00974
سعيد حقا بالمعرفة و في انتظار الاتصال و أهلنا بقولوا ( النسيب عين شمس)
تحياتي.

Post: #39
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: عزالدين محمد عثمان
Date: 01-11-2008, 01:58 PM
Parent: #1

up

Post: #40
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-12-2008, 06:49 AM
Parent: #1


بديـن ـــ خواطر وذكريات
4 ـــ مجتمع الكـفاية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يطـل ليلي ولكن لم أنم :: ونفي عني الــكري طـيف المْ
رفـّهي ياعبدَ عني وأعلمي :: انـني ياعــبدَ مـن لحم ودمْ
إن في بُرديّ جـسما ناحلاً :: لـو توكــأتُ عليـه لأنــهدمْ
كلما ساءلتها الوصلَ لنا :: خرجَتْ بالـصمتِ عن لا أو نعـم
بشّــار بن برد
هكذا يكذب علينا بشار بنحـول جسمه، كــان ضخم الجثة، باسط الجسم، مالئ البردين، ثم يدعي الرشاقة، ليته ادعي الرشاقة في الشعـر، إذاً لوافقه العـدو والصديق، ولكن أليس أعـذب الشعـر أكذبه، او أليس اكذبه اعذبه.

في الحلقة قبل الما ضية، أخـذ ني الشـاعر ودالرضي معه من الأسـكلا وإلي الرجـاّف ، ولكن ما لي وما لذلك، يحسن بي أن أعـود إلي بدين والأسكـلي ، أي السـاقية. كانت الساقية هي مكنة الزراعة الرئيسية لسكان الجزيرة، وهي فكرة قديمة إستمرت لوقت قريب، فكرة عبقرية لجلب الماء من النيل الي الزرع، ومن الصعـوبة بمكان شرح فكرتها، ولكنها قائمة علي فكرة التروس، كانت تدار عن طريق ثورين مربوطين إلي الساقية وشاب يسوق هذان الثوران يسمي ( أوْرتّي ) وأورتي هـذا من (أوْري) او (أورر) وهي الزراعة، يدورون كلهم في دائرة أُفقية كاملة ، وتدور ال( فيشينجي )جـمع فيشي وهــو الإ ناء الذى يحمل الماء في دائرة رأسية كا ملة لتحمل الماء إلي بداية الجدول. كانت هذه السواقي تبدأ عملها في الـ ( شاييق ) أي الفجر المبكر، وتظـل تعـمل حتي وقت متأخر من الليل، وكانت تصدر أصوات حنينة كأ نها تستعـطف الرزق، فيأتيها رغداً، كانت زراعة السواقي مبروكة، يزرعون مساحة ليست كبيرة، يغـمرونها بالماء فتهتز الأرض وتربو، وتنبت من كل زوج بهيج. يعـم من الخير ما يكـفي، فيأكـل البشر ويأكل الطير وتأكـل البهائم، وتمتلئ الأثداء والأضرع، فيحلبون منها حليباً كامل الدسم، يستخرجــون منه السمن، يغـلونه ويشــربونه، ويأ كلون القراصة بالسمن، صحة وعـافية، لا كـلسترول ولا حبس بول. كان ال( السُّو ) الحليب ومشتقاته مع الـ ( إلّّي) القمح و(الفُتُّـو)الدخن وال(فنتي) البلح وال(أرجي) البليلة وال( حميرية ) ( وهي كلمة لا علاقة لها بالحمار، إنما هي قراصة بالعجوة ) هو الاساس الغـذائي للسكان، وكان محصول البلح هو الاساس الإقتصادي، ويـقــاس الناس في غناهم بعـدد النخلات التي يمتلكونها.
كانت هناك إشتراكية فطرية في مجتمعهم البسيط ، لم يكن هناك جائع ولا سائل ولا محروم، لا حوجة غـذاء ولا كساء ولا سكن، الكـل بالكـل، والكـل أهل وصحاب، الكبير موقـر ومطاع، والصغـير إبن الجميع، لا شرطة ولا قضاة ولا محاكم، يتحاكمون إلي بعـضهم البعـض، وإذا إستدعي الأمر تدخل العـمدة، فيتصافون إحتراماً له، واشهر عُمد الجزيرة هو العمدة محجوب، الذي كان يهوي الأمر والتكـليف، فإذا قال لك يا ولد أملأ الإبريق، وقلت له (آبا اُمْـدة ) الإبريق مـليـان يقول لك ( فضّيه وأملاه تا ني)،( ودي بالرطانة ظريفة خالص)، هكذا عاشوا في بساطة، يملكون أمرهم جميعاً ، آمنين في سربهم، معافين في بـد نهم، عندهم قوت يومهم، سيقـت إليهم الدنيا في شبيبة الزمان فسرتهم ولم يغـتروا بها، أخذوا ما أعطتهم الدنيا علي إستحياء، فكـانوا ســادتها الفــقـراء .
من الملاحظ ان أهل الجزيرة من المجموعات التي ابقت علي العادات والتقاليد النوبية لفترة قريبة بل وحتي الآن، بحكم ان الجزيرة كانت شبه مقفولة، وكان اختلاط اهلها باهل (البَر) شرقاً وغرباً، كان اختلاطاً محدوداً، فلم يكونوا يخرجون من الجزيرة الاّ نادراً، اما لسفر او لعلاج،وهناك اناس كثيرون ولدوا وتوفوا دون ان يروا البر وما فيه، وابقاء اللغة النوبية حية ساعد كثيراً علي ابقاء الثقافة النوبية، فالكلام بالعـربي، كان لفترات قريبة فلسفة غير محببة، ولم يكن بامكان الشباب المتعـلم ان يتحدث مع الكبار باللغة العربية، كان تصرفاً غير مقبول، مثلاً جد تي من امي كان اسمها خد يجة، ولكنها لم تكن تعرف ان اسمها خد يجة، ولم تكن تعرف من هي خديجة اصلاً، كنا نناديها (يوّة حَجّي) و(يوّة او يو) يعني الأم، كانت يوة حجي نوبية (قح)، ولم تكن تصدق ان هناك في الدنيا من لا يرطن، لأنها كانت تعتبر اللغة العربية لغة دخيلة، لغة يتفلسف بها اولاد المدارس، فهي لغة المدرسة ولا لزوم لها في البيت، وكانت تتضايق تماماً اذا تحدثنا امامها بالعربية، ولم تتحدث هي بالعربية إطلاقاً، ولم تكن تفهم منها لا قليل ولا كثير، وكان الناس عندنا يستمعون للإذاعة لمتابعة اخبار الوفيات، وكانوا يسمون فقرة الوفيات ( تُوفِيا)، وهذه هي الفقرة الوحيدة التي كانت تهمهم من كل الأخبار، وكانت يوة حجي تستمع للمذيع كل ليلة وهو يقول ( توفيت فلانة حرم الأستاذ فلان، توفيت فلانة حرم السيد علان، حرم....حرم....حرم) فما كان منها الاّ ان سألت بالرطانة( انتو يا جماعة نسوان الخرطوم ديل كلهم اسمم حرم؟) ، وليقل لي كل الذين يدعون العروبة كيف كان يمكن تعريب جدتي هذه؟، كان الناس بالنسبة لجد تي ينقسمون الي ثلاتة اصناف لا رابع لهم، إما نوبي، أو عربي، أو نـُقــُدْ (أُشّـِي) يعني الأسود، لم تكن تقبل ان نقول اننا عرب، كان هذا الكلام مثل الشتيمة بالنسبة لها، وانا من شيعة جدتي في مسألة العروبة، فنحن لسنا عرب، ليس فينا من العروبة غير اللغة والأسماء، ولا شئ هناك يجعلنا نستجدي الإنتماء العربي من العرب، الذين لا يعترفون بنا بينهم، فنحن نوبة ودماؤنا نوبية، وهذه قضية ربما خصصت لها بوست آخر في المستقبل، لتوضيح الخلط الخاطئ بين الإسلام والعروبة.
قلتُ في حلقة سابقة ان الرقم سبعة في التراث النوبي يحتاج الي بحث، وما اقوله هنا ليس بحثاً، فلست أهلاً للبحوث، ولكن الرقم سبعة(العدد) كثير الإستعمال في مواضيع مختلفة، وبالنوبية نقول ( كـُلـُدْ) وألأرقام كالآتي: ــــ
الرقم 1 ويرا
2 اُوّو
3 تُـسـكُو
4 كمْسُـو
5 دِجـَا
6 قـُرجـُو
7 كـُلـُدا
8 إدْ وو
9 إسـكُـدأ
10 دِمـي
وتستمر الأرقام بعد ذلك بنفس طريقتها في اللغات الأخري،
11 دمي ويرا
12 دمي اُوّو
13 دمي تسكو، وهكذا، هذه في اللغة المحسية، اما في اللغة النوبية الثانية، وهي الأشكر(الدنقلاوي) فتأتي مع بعض الإختلاف البسيط جداً:ــــــ
1 ويرو
2 اُوّي
3 تُسكي
4 كمِسُو(هنا الميم بالكسرة)
5 دِج
6 قـُرج
7 كـُلـُدْ (نفس النطق كما اعلاه)
8 إدِ وْ
9 إسـْكـُدْ
10 دِمـنْ
11 دِمن ويرو
12 دِمن اُوي
13 دمن تسكي، وهكذا، وهذا دليل علي وحدة اللغة في الأصل، ودعنا نتوقف عند الرقم سبعة، لماذا يتكرر في اشياء كثيرة؟، فيوم السماية (السبوع) نحن نسميه
( كـُلـد نـُقْ) ويكون في اليوم السابع من الولادة، و( نـُقْ) يعني يوم، كـ ( بلي نـق) يعني يوم العرس، (مسي نق) يوم الجمعة، وأسماء الأيام تأتي هكذا :ـــ
السبت ـــــــ سَـنـْتي (سنتي جر مري)
الأحد ــــــ كـِرَقـي
الأثنين ــــــ فـوش
الثلاثاء ــــ فوش نـُقو
الأربعاء ـــ ..........(اربحا)
الخميس ـــ مِسـي
الجمعة ـــ مسي نـُقو
الإسم النوبي ليوم الأربعاء ضايع، ولم اتمكن من معرفته، إتصلت بالخالة رقية عبدالله(ام هشام) في فلادلفيا فلم تعرف، يبدو انها حفظت Sunday , Monday وضيعت الأسماء النوبية. في مراسم الزواج هناك شئٌ يسمي ( كـُلـُدِنْ كـَاشي) ويكون في اليوم السابع من الزواج، وفيه كانوا يأتون بذبيحة يذبحونها عند باب غرفة العريس فيسيل الدم، ويأتي العريس والعروسة ويقفذون او ينطون(تلاشا) هذا الدم سبعة مرات، وأيضاً حين يذهبون الي النيل للتبرك كانوا يرمون في النيل سبعة حبات تمر، وفي النذر كانوا يذهبون الي القبة بقراصة لها سبعة قرون، وهكذا في كثير من الأشياء التي لا استحضرها الآن، الرقم سبعة مشترك، من يملك اية معلومة ارجو افادتنا، ومن الملاحظات المهمة انه كان هناك يوم في السنة يسمي (اربحا مـُرّ) يكون يوم أربعاء، كان يوما غير محبوب، يتشاءمون منه كما يتشاءم الأفرنج من الرقم (13)، وكانوا يمنعون الأعراس في هذا اليوم، ولا يمنحون الحليب او اي من مشتقاته ، ولا يتداولون الأشياء بينهم في ذلك اليوم، والـ ( مـُرّ ِ) هو الكعـب او السئ، و(كديس مـُرّ) هو الكديس الذي يعـضي او يؤذي، كما ان يوم السبت يسمي (سبت جرْ مري) ومعناه اليوم الذي يقطع الظهر(جـر)،ومن العادات المتصلة مباشرة بالتراث اليهودي، الإحتفال بيوم العاشوراء، كان الناس يصومون نهاراً، وفي الليل يحملون فتة لبن، ويجمعون كل مواليد السنة من الأطفال ويذهبون بهم الي النيل، وكانوا يشعلون النيران في حبال طويلة ضخمة يسمونها (اُلُصْ)، ويتم الإحتفال علي الشاطئ مباشرة، ولابد للناس بالذات الأطفال، لا بد ان يدخلوا الماء ويبلوا أرجلهم، وأيضاً من العادات التي كانت متبعة، وفي حالات خسوف القمر او عندما (يختنق) القمر، ويسمي( اُنـتِـّي كيقِل دافي)، في هذه الأحوال كان الناس يخرجون خارج البيوت في الساحات، ويضعـون الحجارة(الأثافي)،وتسمي بالنوبية(قـُفَد) ويشعـلون النار ويضعون فوقها حلل كبيرة
ويغلون بليلة اللوبيا، والبليلة تسمي (الأرجي) بكميات كبيرة، يعتبرونها كرامة لله، وفي هذه الأثناء كانوا ينشدون اناشيد دينية، ويغنون اغاني، وهذه الأناشيد والأغاني كانت فيها كلمات غريبة وغير مفهومة، كانوا يدعون الله ان يخلص القمر من تلك الورطة، وما ان ينقشع القمر حتي يذهب الجميع الي بيوتهم وكلهم امتنان لله الذي استجاب لدعاءهم وتقبل كرامة البليلة.
نـواصــــل




Post: #41
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: حمزاوي
Date: 01-12-2008, 09:09 AM
Parent: #1

ميمد فكير اخوي
مسكاقمي
بدين تلك الجزيرة الوادعة
مخضرة جميلة
مدارسها القديمة علمت اجيال حملوا راية التعليم في السودان مع صنوها صاي
بدين الشمالية وبدين الجنوبية وفصل الراس
وبدين المتوسطة الاهلية
عمنا موسوليني وحاج عمر وقورتي وسيد محمد وحمدالله ومحجوب
تشي وشبه وابجازي وفنتي ارمنتو ( بطن النخل ) سقدان وسلنارتي
بدين سوق وكرمة سوق
مستشفى البرقيق
كرمة النزل الاهلية المتوسطة
عمنا حاج سيد ( رحمة الله عليه ) وعثمان علي وعبدالكريم دوولي وحسنين والوالدة خدوم
ذكريات جميلة وايام حلوة
صلاح طرطويس وسري كمان وجم قرين وكولجيت ومحمد ادريس اومو
قالوا عايزين يغرقوا لينا بدين
تخيلوا بدين تغرق وتكون تحت الماء
انما جئنا لنبقى سورتولا وجبالاً
حتى النيل حيحزن اذا غرقت بدين

Post: #42
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-12-2008, 09:36 AM
Parent: #1

حمزاوي
مسكاقمي
نعم تلك بدين
هي ما ذكرت
ولن تغرق بدين ولا كجبار ولا دال
بالمناسبة إر هـدُّنا

Post: #43
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: حمزاوي
Date: 01-12-2008, 10:37 AM
Parent: #1

Quote: بالمناسبة إر هـدُّنا

كرمة البلد

Post: #46
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-12-2008, 11:56 AM
Parent: #43

محمد فخير .... مسكاقمى
هالك
Quote:
السبت: سنتى Sante
الأحد : كَِرقيْ Kirageh
الإثنين : فوش Foosh
الثلاثاء : فوشنوقو Foosh Nogo
الاربعاء: فوش نباق Foosh Nabag (ويعتقد النوبة ان يوم الأربعاء يوم نحس ولا يتم فيه زواج ولا ختان ولا يبدأ فيه حصاد ولا زراعة ولا غسيل ملابس )
الخميس : ميسقو ديب Misago Dib
الجمعة : ميسقو Misago



Post: #47
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-12-2008, 12:12 PM
Parent: #46

Quote: فالكلام بالعـربي، كان لفترات قريبة فلسفة غير محببة، ولم يكن بامكان الشباب المتعـلم ان يتحدث مع الكبار باللغة العربية، كان تصرفاً غير مقبول،

الحديث بالعربية داخل المجتمع النوبى , خروج عن الطور... فى اى نقاش بين شخصين او اكثر , اذا استخدم اى من الطرفين اللغة العربيه , حتى لو ذلك مجرد مفردات , يقولون لك فلان فقد المنطق ... فلان خرج عن طوره!! وهنا نحن نتحدث العربية مجبوريين من اجل التواصل مع الاخرين !!!

Post: #48
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: Salah Abdulla
Date: 01-12-2008, 01:50 PM
Parent: #47

الأخ محمد فقير

تحياتي
والله مستمتعين بالبوست ، وعرفنا حاجات لم نكن نحلم بها .. الله يديك العافية .
يا أخي انت من بدين ومن قلب الحفير كمان.. يا زول انت قريبنا عديل
جدك الشيخ (محمود قبة) رحمه الله علم في رأسه نار
ولنا في سقدان ما لنا (المرحوم أحمد شمت)
ورحم الله شيخ الشيوخ فعلاً (سيدأحمد فرحان)
خالص التحايا للاخوان الصادق ومالك ومحمد حسن زبير
وقول ليهم( فاطنة تكسي ) مع حسين كمبوشي في الدوحة
طبعاً لن يعرفوني وان حاولوا لأنني من مواليد وسكان الخرطوم ، الا أنني كثير التواجد بالحفير..
وطبعاً الشاذلي سيد أحمد فرحان أخونا وصديقنا وحبيبنا..

Post: #49
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-12-2008, 05:37 PM
Parent: #1

يا حمزاوي انا قريت في البرقيق
وكرمة البلد لي فيها اخوان واصدقاء بالكوم
عبدالإله زمراوي، محمد عبدالرحمن لونة، عبدالحفيظ مظلوم
خالد فرجة،توفيق حسن، عمر طلب، عبدالإله، وكثيرون
لنا ذكريات هناك



الأخ صلاح عبدالله
تحياتك وصلت يا قريبنا




الأخ خالد حاكم
ياخي شكراً جزيلاً علي المعلومة القيمة
انا فعلاً سألت كتيرين و ما عرفو
ساعدنا بالمعلومات الزي دي
ولك الود يا بلديات




يا هشام همت لو شفت البوست قول للوالدة
يا هي دي الأيام
ولكم التحية والود

Post: #50
Title: Re: رد
Author: عبدالغفار محمد سعيد
Date: 01-13-2008, 04:43 AM
Parent: #49

لبدين الأساطير التي لم تقاربها السطور، لبدين الحكايات التي لم تحكى، لبدين التاريخ الذي سنرويه كي يكون للبلاد هوية، لبدين القصة التي تعشق اعتناق الماء والتراب وصدفة الوجود، لبدين اعتناق الأسطورة في اتجاه صيرورة لميلاد التعاليم التي هدهدت ميلاد الفلسفة على سرير المعابد القديمة، ولبدين اعتناق الحلم، ولبدين صلابة الوقائع المقروءة، لبدين ثوابت المتحقق من المعرفة ، ولبدين تحولات الممكن من الفلسفة، لبدين انجاز المنجز من التأريخ ، ولبدين تسلط الطبقة الوسطى المستجدة في تحكمها، لبدين ثورة الأرياف، لبدين عجز الثوريين التقليديين ، ولبدين صياغة ما يمكن البلاد من التحرر من الماضي القريب، ولبدين تحرير البلاد من البلاد، لبدين ابنها المبدع الذي رج معادلات الوطن الوهم وغذى الأرواح بالوطن الوطن، وأطلق اسم كوش على الحلم ذاك الذي فضح الفضيحة نفسها وترك أثرا في النفوس تجزر حتى صار أول مسرحا في أقاصي الشمال بلغة الأرض " بعيدا عن السياسة"، ولبدين صدفة المعنى مع اللغة الدارجة.

Post: #63
Title: Re: رد
Author: عبدالغفار محمد سعيد
Date: 01-15-2008, 04:55 PM
Parent: #50

عزيزي محمد
جايك بى مهلة
مشغول شوية الآن
لكن ليظل هذا الخيط عاليا


Post: #51
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-13-2008, 05:40 AM
Parent: #1

العزيز عبدالغفار
لقد تزين البوست بهذه القطعة الأدبية البديعة
وإذا إكتفيت انا من مردود البوست باتصال التواصل بيننا
فتلك غنيمة رابحة تغذي الروح بالحميمية الأصيلة التي
تسعد الفؤاد،وتضيف للفكر باقة من الأدب الفلسفي العميق
ارجو مواصلة هذه المداخلات الجليلة
تقبل شكري ولك الود

Post: #52
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: حمزاوي
Date: 01-13-2008, 05:57 AM
Parent: #1

أيام الاسبوع بالنوبية
السبت: سنتى
الأحد : كَِرقيْ
الإثنين : فوش
الثلاثاء : فوش أقو
الاربعاء: فوش أباق
الخميس : ميسي
الجمعة : ميسي أقو

كلمة أقو تطلق على الوقت عامة
وكلمة ميسي تعني العبادة عامة ( الاخوة الحلفاويين يطلقون على الصيام ميسي )

Post: #53
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-13-2008, 07:26 AM
Parent: #1

الأخ حمزاوي
اُقـو في الدنقلاوية يعني الليل والذي هو
في المحسية ( اوا) والنهار في اللغتين (اقريس)
والصبح (شاييق) والهجير (ايس)(وهجارا)
وماذا؟ ارجو الإضافة

Post: #54
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-14-2008, 00:07 AM
Parent: #1

بدين ــ خـــواطر وذكريــات
5 ـــ ملاعب الطـفولة ومراتع الصـبا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقـفتُ بالدارِ لو تاْسي الـديارُ علي :: مــاضٍ أضـلّـته أو تَهـفـو الـي آتِ
أكاد أبصِر فيها للصبي صوراً :: من ذكـــرياتٍ له عـــندي اثـــيراتِ
تـَقـفـُو خطي يافـعٍ بالأمسِ يغـْمرُه :: ســحرُ الحـياة بآمــالٍ بريئــاتِ
بين البـيادرِ والغــدران مرتـَعـُه :: ما شاءَ من لهوِ غــدواتٍ و روحاتِ
يدعو الطيورَ بدقـاتٍ مُوقـّعة منه :: عــلي الصــدر يـتــلوها بدقـــاتِ
كم حاور الطيرَ كي تــأوي الي شركٍ :: يـخفـــيه عـن ناظــريها أو حبـالاتِ
وأسْتـنطـقَ القصب الأحوي ففجرَهُ :: لحــنا يــرِقّ لـه قــلبَ الجـمــاداتِ
الـهــــــادي آدم

الأبيات من قصيدة (علي ضوء ثقاب)، إحـدي أجود القـصائد التي كتبت بالعـربية، ابحثوا عنها وأقرءوها كــاملة، فـفـيها شِعـرٌ وشِعـرٌ وشِعـر .
كان الأطفال يـقضـون يومهم بين المدرسة وبعـض العـمل الزراعي واللعـب بين نخيل الجزيرة الباسـقات لها طلع نضيد، وبين السباحة في عرض النهر، بعـض الأحيان يقضون أكثر يومهم داخل الماء، يتسابقـون في السباحة، يقطعـون النهر من الشاطئ إلي الشاطئ الآخر ثم يعـودون، وهم يقاومون تيار الماء القـوي، لايخافون من التماسيح، ولا من الـ (أمن دال)، وهو (شبح) اسطوري كان يقال انه يخرج من الماء ويشرب دماء البشر،(دراكولا). كانوا يأكـلون ال( كُجّكـول ) الرطب ويشـــــــربون من ماء النهر العــكر، صحـتين وعافـية، مــاء ( الدميري ) كما ننطق وهي الدميرة او الفيضان إن اردنا التعـريب، ماء طيني عكر لو شرب منه أبناء سام لقضي عليهم في الحال. يلعـبون (السيجة والتاب والشرّا بتري)، وفي الليالى المقمـــــرات ــ ويا لها من ليـال مقمرات ــ كانوا يلعـبون (الدكّي والكود والنّافابَتري) . شقاوة طفـولة ممتعة ، بعـد ان كبرنا (وكبرت احزانا)، بعـد ان سافرنا وإغتربنا، وعندما نعـود في إجازاتنا نقــف في تلك الأماكن متمثلين ابيات ايليا : ــ
وطنَ النجومِ أنا هـُنا... حدّقْ أتذكرُ من أنا؟
ألمحت في الماضِ البعـيدَ .. فتىً غَريرا أرعنا
جذلانَ يمرحُ في حقو ... لكَ كالنـسيم مُدندنا
المقتنى المملوكِ ملـ ... ـعبُه ، و غير المقتنى
يتسلّق الأشجارَ لا ... ضجراً يحسُ و لا ونى
و يعودُ بالأغصان يبـ ...ـريها سُيوفا أو قنا
و يخوضُ في وحل الشتاءِ ... مهللا مُتيمنا
لا يتـّقي شر العيون ... و لا يخافُ الألسنا
و لكم تَشيطن ، كي يدور القول عنه : تشيطنا!
نقف هناك، نستعـيد الذكري، نتساءل هل كان اجدر بنا ان لا نسافر، ان لا نغـترب، ان لا نبتعـد،هل كنا نقيم هناك فنبقي سعـداء كالذين اقاموا وسعـدوا، هل كل الذي تعـلمناه، وعرفناه، ورأيناه في الغـربة افادنا، لا ادري .
كانت ايام الصبا ايام، ولياليها ليالي، ليال صافيات، منعـشات، هادءات، والقمر كأنه سكب كـل ضوءه علي تلك الـبقعة من الأرض، فتكاد تقرأ كـتاباً علي ضوئه، والطقس صافي ونظـيـف، خال من كـل شائبة، والنسيم بارد عليـل، يهب عليك من أطراف الجزيرة حاملاً صوت صـفقة هنا أو زغرودة هناك، وصوت وردي أو الشفيع او عثمان حسين ينبعـث شجيا من المذياع ، وصوت ثغاء او مواء او نهيق يقـول لك أنهم أيضا يستمتعـون بجو الليـل، واوركسترا كا ملة من الضـفاضع تعـزف مقـطوعة التـناسل، وصياح ديك متعـب، نام مبكراً، ربما بعـد يوم حافـل، فاختلط عليه الوقت فلم يعـرف الفجر، ومثله نسميه بالرطانة ( كـقـلول فجركا إربِمّيني ) يعـني الديك الذي لا يعـرف الصبح، وصوت الشلال الثا لث الذي ينتهي عند رأس الجزيرة يحكي عن سهر النيـل، يختلط كل ذلك عند الفجر بصوت المآذن ينادي الي الصلاح والفلاح، وصوت الدوانكي ينادي الي العـمـل، وعند الشروق تنضم الطيور الي تلك السمـفـونية بشقشقة عذبة، فيصحو البشر وتـدب الحركة وتبدا البلدة فعاليات يوم جديد.
هــــــــذا وكان لي صاحب رقيق الحال، مغـرم بالنيل أي غرام، يعـشق الليل أي عشـق، كان يقـضي الساعات في الشاطئ ليلاً، في ذلك الجو الهادئ الممتع الجميل، هو والليل والنيل والقمر، و اسماك صغيرة تقفز من الماء ثم تغـطس فيه، محدثة صوتا نغـيماً يسبـل الأذن شجيا. ثـم يفني صاحبنا في مناجاة حورية تتراءي له فـوق سطح الماء أمامه، فلا يكاد يستبينها حتي تختـفي ، لتظهر عـن يمينه، وتغـمره بإبتسامة عذبة كالطفـولة، دافـقة كالشلال، فيكاد يقـفز فوق سطح الماء، فـتختـفي ، لتظهر عن شماله، وما ان يلتـفت حتي تختـفي ثم لا تبين، فيطول ليله ويطـول،و( ليل العــاشقـين طويـــــــل ).

عيناكِ غابتا نَخيلٍ ساعة السَحرْ
أو شُرفتان راح ينأي عنهما القمرْ
عيناكِ حين تبسمان ... تورق الكُروم
وتَرقص الأضواءُ كالأقمار في نهرْ
يَـرُجـّه المجداف وهناً ساعة السحرْ
كانما تنبض في غوريهما النجوم
بدر شاكر السياب

ما رأيت‘ وما أكثر ما رأيت، أجمل ولا أحلي من غابة النخيل ساعة السحر، وما أحسست، وما أكثر ما أحسست، بإحساس فيه نشوة و عذوبة بأكثر من غابة النخيل ساعة السحر، إنه عالم آخر، لا يعـرفه الا من رآه، إنه تشبيه عبقري من السياب، لعيون ناعسات، ساحرات، يجلبن الهوي من حيث تدري ولا تدري، وتتمتع الجزيرة بوجود كميات كبيرة من النخل، غابات من النخل تحيط بالمزارع والبيوت، بل هي قائمة حتي داخل البيوت، ووقت حصاد البلح(حش البلح) (فنتِنْ مـُكّــَري) من أجمل الأوقات، تجد الناس كلهم مشتتون داخل غابات النخيل، هناك يقـضون يومهم، يجمعـون المحصول، يتسـلق (الإعرابي) النخل ويقطع (الظبائط ) جمع ظبيطة، ولا ادري ان كان الجمع صحيحاً، بل أنني غير متأكد حتي لو كان المفرد صحيحاً، نحن بالنوبية نقول (اَرتـّي)، يقطعها من فوق النخل فترتطم بالأرض، فيتشتت التمر، فيقوم الناس بجمعه، ثم ينتقلون الي النخلة المجاورة، وهذا الإعرابي عندما يصل قمة النخلة يختار اكبر الظبائط لنفسه ويقطعها فتقع في الأرض، وبعد أن يتم جمع تمره ووضعه بعيداً، يبدأ في قطع ما تبقي، ويتعاون الناس مع بعضهم البعض في جمع المحصول، ودائما ما يصادف موسم المحصول موسم الدميرة( الفيضان)، فيأكل الناس الرطب ويشربون من النهر مباشرة، وربما اكتفوا بذلك كوجبة كاملة، وكان بعض الناس يأتون الي أماكن الحصاد وهم يحملون شئ يسمي (دُقـّة)، وهي شئ كالبودرة مصنوعة من (مكادة) مطحونة ومحمصة علي النار ومحلية بقليل من السكر، يبيعونها مقابل حبات من التمر، فلم يكن هناك قروش (نقد)، وكانوا يبيعون منها بمعلقة محلية، قطعة من صفق النخل، كل معلقة مقابل حبات من التمر، وفي هذا الموسم يسافر اهلنا من الخرطوم والمناطق الأخري الي البلد، لجمع المحصول من نخيلهم التي يهتم بها، في غيابهم، أفراد موكلون رسمياً من قبلهم، وإذا لم يحضروا، يقوم هؤلاء الوكلاء بإرسال نصيبهم اليهم اينما وجدوا، وهذا الموسم من المواسم التي تتمتع بوجود حركة كبيرة في البلد، فتجد الناس (طالعين نازلين)، وتجد الحمير تحمل شوالات البلح الي البيوت، وإذا دخلت البيوت تجد البلح مكوم ومشرور في الحيشان، وتجد في ركن من الحوش عنقريب، مشرور فيه نوع خاص من الرطب، وهو الذي يصنعون منه العجوة، والعجوة لا تصنع من اي تمر، إنما من انواع معينة، ........، وفي نهاية اليوم، من كل يوم، يقوم اصحاب النخيل بتوزيع الصدقة علي من لا نخيل لهم، وهذه الصدقة تسمي (كرامة)، وحصاد البلح يسمي(فنتن مـُكّــَري)، وربما لا يعلم الكثيرون من غير اهل الشمالية ان النخيل ( تـُلقـّح )، وعملية التلقيح تتم عن طريق الإنسان، فهناك النخل( الضكر) ونحن نسميه (فـَنتـِنْ اُنـْدي)، وتجد من هذا النوع اثنين وثلاثة في كل جنينة، وهو يثمر مبكراً قبل النخيل، وثمره مختلف عن ثمر النخيل، فيقوم بعض الناس بقطع هذا الثمر وعمل ربطات صغيرة منها، وتترك هذه الربطات لتنشف، وعندما تنشف، تتحول الطبقة الفوقية منها الي بودرة بيضاء، فيقوم الشخص الملقح بوضع ربطة واحدة او اكثر في كل نخلة عندما تثمر، وتلك البودرة هي التي تلقح، وإذا لم تلقح النخلة يفسد ثمارها، ولا يتحول الي رطب ومن ثم لا يتحول الي بلح، وفي بعض الأحيان اذا كان ذاك (الضكر) في الناحية الشمالية من غابة النخيل، واذا لم يقطع ثمره وترك حتي ينشف، يتم التلقيح عن طريق الرياح، وهذا الثمر الفاسد يسمي(بَـكّـة) والتلقيح يسمي(ايري). أعود الآن الي الإعرابي الذي وضعته بين قوسين، فهو الذي يقوم بعملية التلقيح، وهؤلاء قوم أعراب، ونحن نسميهم (ارابري) والمفرد (اراب)، وهم قوم لا ادري من اين جاءوا، ولكنهم غير نوبة، استوطنوا في مناطق مختلفة عندنا، وكانت لهم أحياؤهم، وعاداتهم وتقاليدهم، ولغتهم دارجة عربية خاصة بهم، ولم يكونوا يعرفون اللغة النوبية، كانوا يتحدثون بها بطريقة مضحكة جداً، وفي النهاية اصبحت لغتهم خلطة طريفة ما بين النوبية والعربية، واذا اراد ان يقول ان المفتاح في الباب يقول (الكـُشر في الكُـبـِد) الكُشر يعني مفتاح، والكبد يعني الباب، والي وقت قريب لم يكن هناك تزاوج بينهم وبين النوبة، وكان كثير من النوبيين يستعففون منهم، ولا ياكلون منهم او معهم، وجاؤوا بجمالهم، ومارسوا الأعمال الشاقة، كتلقيح النخل وحصادها، ونقل المواد والبضاعة بالجمال، والي وقت قريب كان يعتبر من العيب ان يعمل النوبي (جمالياً)(ابالة) والجمل نسميه ( كـَمْ)، اما الآن فإنهم تقريباً ذابو في المجتمع النوبي وإختلطوا بهم، وحدث التزاوج، وأشتغل النوبة (جماليين ابالة) ، وتلك سنة الحياة.

تقع الجزيرة تقريبا في الحد الفاصل ما بين مناطق الدناقلة والمحس، وسكان الجزيرة كلهم نوبة، ينتمون من ناحية أصول عائلية إلي أُسر كبيرة في المحس أو عند الدناقلة، ويتحدث السكان اللغتين النوبيتين، المحسية والدنقلاوية(الأُشكر)، ومع وجود خلاف كبير بين اللغتين الأ ان هناك كلمات كثيرة مشتركة، وأصل اللغتين واحد. أغلبية السكان محس يتحدثون المحسية، وهي نفس اللغة التي يتحدث بها المنطقة الممتدة من حلفا الي بدين، بالإضافة إلي منطقة النوبة المصرية، مع بعض الإختلافات في اللهجات وطريقة النطق، وإختلاف في معاني بعض الكلمات من منطقة الي اخري. والنوبة عموما وبخاصة الحلفاويين قوم إشتهروا بصفات خاصة بهم، كالظرف و السخرية وهشاشة العقيدة، فعندما جاء رمضان اعتذر الحلفاوي عن صيام اول يوم قائلا ان اول يوم صعب، ولذلك فقد نوي هو الصيام من تاني يوم ، وهم اصحاب نكتة، يطبخونها في اللحظة. وكثيرا ما يختلط علي الناس الفرق بين المحسي والسكداوي والحلفاوي، والحقيقة ان كلهم نوبة، قبيلة واحدة تنقسم من الشمال الي الجنوب، الي، حلفا ثم السكوت تم المحس‘ ولكن غلب تسمية المحس علي الجميع. أما الدناقلة في بدين فاقلية، وهم يتحدثون الاُشكر، وهي لغة سكان المنطقة الممتدة من بدين شمالا الي القولد وما جاورها جنوبا، قوم يقولون لله أَرتي، وللجدول مَلْتي، وللغنماية برتي، وللخروف كَتي، وللبلح بنتي، وللسيد ترتي، وللثدي ارتي، وهم قوم ناجحون علي الصعيد الفردي، يعرفون المال ويحبونه حبا جما ، ولا ادري من أين جاء (حديث التيس)، فهم لا يحلبون التيس ولا اي من ذوات الثدي الغير قابل للحلب، اما ما يحلب فيحلبونه حبلا، اوووب سُوري، اقصد حلباً، معليش، دنقلاوي يا جماعة . وهناك من سكان الجزيرة من يجيد اللغتين، وتجد في البيت الواحد من يتحدث المحسية، ومن يتحدث الدنقلاوية، وقد تتحدث الأم بالمحسية مع الولد وبالدنقلاوية مع البنت، بينما يتحدث الأب بواحدة مع الجميع، وهناك من يخلط اللغتين في الجملة الواحدة فلاهي محسية ولا هي دنقلاوية.

Post: #55
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: حمزاوي
Date: 01-14-2008, 05:54 AM
Parent: #1

فيضان النيل ... الدميرة
بالنوبية ميسوري ( مسرى ... ديابي )

Post: #56
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-14-2008, 01:58 PM
Parent: #1

شكراً يا حمزاوي
بالله تابع البوست وصحح وضيف
تحياتي

Post: #57
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: عزالدين محمد عثمان
Date: 01-14-2008, 02:17 PM
Parent: #1

الأخ حامد لك التحايا النواضر
سلامك يصل باذن الله ولكن
الاتصال مقطوع بيني وبين صالح
وسوف احاول عن طريق اخوه صلاح
تحياتي للاسره والاهل عموم..
ولك مودتي

Post: #58
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: عبدالأله زمراوي
Date: 01-14-2008, 02:55 PM
Parent: #57

مع انني مريض الا ان بوستك عن بدين أيقظني يا دفعة من سريري وجئتك بيد راجفة أتأمل هذا الجمال. طبعا أمي من بدين وبالتحديد من سقدان (الحاكماب) ناس الخال خالد حاكم. كنت أزور الجزيرة ممسكا بثوب أمي عليها الرحمة وكنت اجد فيها ما أشتهيه من جداتي وخالاتي وأخوالي. سأعود بعد ان أسترد عافيتي لأنقب عن سحر الجزيرة الباذخة التي لا تشبه الا نفسها!

مرحبا بأهلي ببدين الجزيرة التي لا تنام.

Post: #59
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-14-2008, 06:09 PM
Parent: #1

اخوي عبدالإله
سلامتك
بس انت لمن بتكون عيان ما ترد علي التلفون؟
حاولت الإتصال وسوف احاول مرة اخري الآن
في انتظار مداخلتك ذات النكهة الخاصة والماركة المسجلة
فقيري

Post: #60
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: ماجدة عوض خوجلى
Date: 01-14-2008, 09:11 PM
Parent: #1

اخى محمد تحياتى لك ...
متابعه معاك هذة الحلقات الخواطر ومااجمل انسيابها ..
سعيدة انا لوجودك بيننا ...
كل الود تسلم يارب ..

Post: #61
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-15-2008, 02:15 AM
Parent: #1

أختي ماجدة الماجدة
شكراً وانا بعتبرك شقيقتي في المنير
خليكي دايما معاي
تسلمي من كل شر

Post: #62
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-15-2008, 07:38 AM
Parent: #1

الحلقة القادمة قريباً

Post: #64
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-16-2008, 08:24 AM
Parent: #1

الحلقة السادسة
بدين ـــ خواطر وذكريات
6 ـــ بـدين ســـــوق
ــــــــــــــــــــــ
فَـولولتْ وولولتْ ولي ولي يا ويْل لي
فقلتُ لا تولولي وبـيّـني اللؤلؤ لي
والعـودُ دندن دنا لي والطبلُ طبْـطـبْ طب لي
ولو تراني راكباً علي حمار أهزل ِ
يمشي علي ثلاثة كمشية العرنجل ِ
والناسُ ترجم جملي في السوقِ بالقُـلقُــللي
والكل كعكع كع كع خلفي ومن حويللي
الأصــمــعي

كان الناس، وما زالوا يتبادلون المنافع في ( بدين سوق) ، وما بدين سوق سيداتي سادتي إلا سوق بدين، بلغة العاربة والمستعربة، ونحن في الأساس أعاجم، وليست اللغة العربية لغتنا الأم، ما جاءتنا إلا عن طريق المثاقفة التاريخية المحتومة، وما تعـلمناها الا في المدرسة، عن طريق القراية أم دق ، أما الجزيرة فتتحدث اللغتين النوبيتين بفخر وإعتزاز. وسوق بدين (سوق الله اكبر) ككل الأسواق، فيه ما في كل اسواق الدنيا، فيه الصدق، وفيه الغش، وفيه الإستهبال‘ فيه من إذا إكتال علي الناس يستوفي، وإذا كالهم أو وزنهم يخسر. فيه المشاغـلة والمغا زلة والتحبب وألإستعراض، فيه الشخصيات الظريفة والطريفة، فيه الدرويش والمجنون . وأنا ما كنت مسواقاً، ولم اكن أحب السوق، ولا أحبه الي يومنا هذا، وليس في الأمر زهد، للحسرة، ولكن لفلس صاحبني وصادقني وزاملني ولازمني منذ الطفولة، فأنا وهو (ترعرعنا ونشأنا ندائد)، ولجيوب مقدودة، غلبني سدّها، فوسعت قدها فلم تعد تمسك لا ديناراً ولا دولاراً. في المرات التي كنت ازور فيها السوق كنت اذهب وأجلس بجانب جدتنا حبوبة سلّومة رحمها الله رحمة واسعة، وكانت حبوبة سلومة (كنا نناديها بـ ــ يوة سلومة ــــ ) كانت تجلس بجانب إبنها خالي جمعة أحمد همت، الذي كان تاجراً بالسوق، وهي والدة خيلاننا الأعزاء مهدي، جمعة، عبدالقادر،عبدالهادي،عبدالعال،وفاطمة أحمد همت، كنتُ أذهب اليها فترحب بي، وتاخذني بالحضن، وتتعطف عليّ بـ (الفـرّيـني) ابو قرشين، فأشعر بالغني وتعمني الفرحة، والفريني كانت عملة معدنية صغيرة جداً، تساوي قرشين، أربعة تعريفات، والتعريفة كانت متداولة في ذلك الوقت، (الكلام ده ما بعيد يا جماعة، قبل أربعين سنة بس)، وكنت أشتري عيشة بتعريفة، وطعمية بتعريفة، ثم بطيخ بقرش وأذهب إلي اهلي أتمطي. وكان السوق عامراً، وكان أهل بدين يذهبون ايام الأحد الي سوق كرمة النزل، وكانوا يسمونه (اُرتان سوق)، وكان سوق كرمة النزل هو السوق الرئيسي للمنطقة كلها، يأتيه الناس من الشمال والجنوب، والذهاب الي سوق كرمة النزل بالنسبة لأهل الجزيرة كان فيه نوع من التنزه والتغيير، وكانوا يستمتعون تماماً بتناول وجبة في مطاعم السوق، او تناول (حاجة باردة) من المحلات التي بها ثلاجات، او تناول شراب ساخن كان اسمه (سحلب)، وكانت كرمة النزل علي صغرها هي المدينة، وكان بها مركز بوليس فيه شرطة لا عمل لهم، يجلسون تحت الأشجار، يشربون الشاي بالنهار، ومن يدري ماذا كانوا يشربون ليلاً!!، كنا نمر بكرمة في (الخميسيات)، في طريقنا من والي البرقيق، حيث درسنا الثانوية العامة، ومدرسة البرقيق من اقدم المدارس الوسطي في المنطقة، وكانت مبنية بطريقة انجليزية جميلة، وبها داخلية مريحة من حيث السكن، وصفرة يتوفر فيها اكل لا يحلم بها الطلبة الآن، وكان مدير المدرسة علي ايامنا في بداية السبعينات هو الأستاذ فؤاد، من أبناء دنقلا، وخَـلّـفَ ثلاث بنات، وكان يتفاءل بذلك، ويردد حديث الرسول(ص)، ويقول انه سوف يحسن تربيتهن ليدخل الجنة، ومن زملائي وأصدقائي في البرقيق زميلنا في المنبر مولانا الشاعر المشاغب عبدالإله زمراوي، وكنا صغار الحجم، نجلس في الصف الأول، وارجو ان يتداخل زمراوي في هذا البوست ويحدثنا عن ذكريات تلك الفترة، فله ذاكرة حديدية
كان في السوق رجل أزهري، كان يدرس في الأزهر ثم أصابه مس كلكي، فعاد واستقر به المقام في البلد، كان ياتي الي السوق ويقيم ركن نقاش ممتع، يفتي ويفسر الآيات والأحاديث كما يريد، وله تفسير عجيب للآية( وخلقنا لكم الأنعام لتركبوها)، وإذا غالطته كان يشتمك بكلمة إشتهر بها فيقول لك (اسكت يا لوح). أما أعجب ما في السوق فكانت الجزارة، عجل صغير يذبحونه ويقطعونه فيتكأكأ عليه أهل السوق جميعاً، في زحمة لا رحمة فيها‘ كل يريد نصيبه من ذاك (الأرِجْ) او ( الكُـسُو) اللحم العجالي الطازج، يقفون أمام الجزار ويتصايحون في وقت واحد، هذا يطالب الجزار بنصف كيلو، وتلك تطالب بربع كيلو(ايقا ربو ويكا)، وصاحب ميسرة يطالب بكيلو كامل، والجزار يعمل كالساحر، في خفة عجيبة جداً يقطع قطعة لحمة من هنا وقطعة من هناك، ثم عظم وشحم، ويضع كل هذا في الميزان، وقبل أن يستوي الميزان وبسرعة خاطفة يرفع اللحمة ويلفها لك فلا تعرف ماذا أعطاك الا بعد أن تصل البيت، وأثناء ذلك، عندما تقع يده علي لحم طري يقطعها ويلفها في فوط مشبوة، ويدسها تحت الدرج، ذلكم للخواص، ولكل إمرئ خواص، وفي كل ذلك يطلق الجزار عبارات بذيئة، ويتحدث بلغة غير نظيفة، لغة لا يستطيع إستعمالها خارج الجزارة، ولكن تلك محميته، يقول من داخلها ما يريد، فلا يحاسبه أحد، كأنه في الهايد بارك.

المدارس والمدرسين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قم للمعلم واوفه التبجيلا ::: كاد المعلم ان يكون رسولا

يقال ان في هذا البيت خطأ نحوي، فلا يجوز استعمال ان مع كاد، ولكن مالنا وما لذلك، المهم ان شوقي امير الشعراء، والبيت يعجبنا .

أُنشأ ت أُولي مدارس الجزيرة في العام 1943 ، وهي مدرسة بدين الأ ُولية بنين، ولكن الخال عبدالقادر همت، والذي كان دفعة (1948)، يقول لي انه يعتقد ان المدرسة أقدم من ذلك، ربما في الثلاثينيات، ولم أتمكن حتي الآن من معرفة اسم اول مدير للمدرسة، ولكن من اوائل المدراء، سيد امام، وعبدالمجيد قناوي، وهم من ابناء دنقلا المدينة، وكانت المدارس قليلة في المنطقة، ومدرسة بدين احدي اقدم المدارس، كان يأتيها التلاميذ من مناطق المحس المختلفة، في فترة لاحقة سُميت المدرسة ببدين الشمالية، لأنهم أنشأُ وا مدرسة ثانية سموها ببدين الجنوبية ، اما المدارس الوسطي في ذلك الوقت فكانت تنحصر في حلفا ــ مروي ــ ثم القولد، وفي مرحلة لاحقة البرقيق، ويحدثني الخال عبدالقادر عن مدينة حلفا في ذلك الوقت، فلا أجد الاّ الحسرة تملأني . في منتصف الخمسينات تم إنشاء مدرسة البنات الأولية، إحـدي أقدم مدارس البنات في المنطقة، ثم ُ توالت إنشاء المدارس، بالعـون الذاتي في الغـــالب، حتي بلغ عددها العـشر مدارس من كل المراحل، وقـد تم إنشاء هذه المدارس تحت إشراف أساتذة كرام من أبناء البلد، ومن الشخصيا ت التعـليمية الكبيرة ممن تركـوا أثـر في البلد نذكر علي سبــيل المثال لا الحصر، الأستاذ عبدالله صالح، من سقدان، ويرجح انه كان أول من عمل مدرساً من ابناء بدين، وهو خريج معهد المعلمين بالدويم، جاء ليدرس في بدين في عام 50 او 52 ، ثم الأستاذ عبدالله حسن، وكان رجلاً رشيقا نظيفا معـطرا، كان مدير مدرسة شبة الإبتدائية علي ايامنا، وشبة الإبتدائية انشات في العام 1966 ، ولاكننا بدانا سنة اولي في العام 1965 في منزل عمنا حسن عثمان عنبوج، الذي تصدي لمسالة التعليم فتبرع ببيته حتي يتم بناء المدرسة، رحمه الله، كان شخصا مثيراً للجدل، ولكنه كان هميماً بمشاكل الناس وهمومهم العامة، وبذل مجهوداً كبيراً في خدمة مشروع شبة الزراعي، الأستاذ عبدالله حسن درّسنا الحساب في سنة رابعةً، كان يلقي الدرس مصحوباً بهيبة من شخصيته الطاغية فلا ننسي ماقال، وكان بكورا يأتي الي المدرسة في وقت مبكر من الصباح، فيأتي التلاميذ الي المدرسة ويدخلون في هدوء وأدب خوفا من الأسد الربض بالداخل، والأستاذ علي آدم، كان يأتينا من شياخة سقدان، طويلاً مبتسماً، كان جميل الخط ، يكتب ملخصات من الدروس بخط عريض ويعـلقها علي حائط الفصل، والأستاذ عثمان حمزة، من مشروع البرقيق، كان يلقي الدرس بهمة، ثم لا يهمه بعـد ذلك ان تفهم او لا تفهم، تكتب الواجب او لا تكتب، ويقول لك بالرطانة اذا ما داير تكتب ما تكتب، وعندما يأتي المفتش الي المدرسة، كان في فصله يختار اسهل الدروس، درس يعـرفه كل التلاميذ، يُـفـوِّتْ به المفتش، والأستاذ محمود عثمان من سقدان ايضاً، كان يأتي الي المدرسة علي عجل، ويذهب علي عجل، وكأن التدريس بالنسبة له عمل إضافي، والأستاذ عبدالفتاح فرج، كان يلقي الدرس وكأنه في مسرح، يرفع صوته ويخفضه، يستعـمل يديه ورجليه حتي يفهم التلاميذ، والأستاذ خيري ملجاب، درسنا الدين في سنة تانية، ولا انسي انه كان يبدا في قراءة سورة المسد وهو ما يزال في مكتبه وبصوت عالي( تبت يدا..) فنردد نحن في الفصل، وحتي يصل الفصل من المكتب نكون قد سمعـنا السورة، وكامل الجندي ومحمد فرح، من جزيرة صاي، وكان محمد فرح يأتي الي المدرسة ويصتحب ابنته معه، فتجلس معـنا في الفصل، وكامل الجندي الذي عندما نقلوه الي سالي وفي حفلة الوداع القي قصيدة لا أعرف اذا كانت من تأليفه، وقد اعتذر للتلاميذ عن اي عنف استعمله مع بعضهم، وطلب منهم العفو، وخليل ابوزيد، من كرمة النزل، كان سريع الحركة والمشي، وكان يدخن بشراهة، والأستاذ عبداللطيف، لا اذكر من اكد او الحفير، كان الوحيد من المدرسين الذي يصلي الصبح حاضراً في المسجد، واستاذ جعفر، محسي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، كان له عقاب مؤذي، ثم الأســـتاذ عبدالشكور جبارة، مدرس لغة عربية ممتاز جاءنا من كرمة البلد، كانت له إهتمامات ادبية وثقافية فاستفدنا منه الكثير، درّسَـنا صفيّ الخامس والسادس، ولا ننسي تلك السنتين الإضافتين في الإبتدائية، إذ جاءنا السلم التعـليمي سيئ الذكر، ونحن في سنة رابعة، نتأهب بكل الشوق لدخول الوسطي، وكان طالب الوسطي في ذلك الوقت يتمتع بمكانة اجتماعية كبيرة، إذ يتبختر في الحي كأنه غزا اوكسفورد، ونحن نـُمنّي النفس بذلك، جاءنا السلم التعـليمي، وبدلاً من الإنتقال الي الوسطي جلسنا في نفس المدرسة سنتين اضافيتين علي مضض، وفي تلك المرحلة جاءنا الأستاذ عبدالشكور، وفي تلك الفترة المبكرة تعـرفت منه علي نجيب محفوظ واحسان عبدالقـدوس، ويحدثني صديقي علي عبدالرحيم أنه قرأ (البؤساء لفكتور هيقو) في ذلك الوقت عند عبدالشكور،( وعَـليّ ٌهذا من مثقفي بدين، بل من مثقفي السودان، خريج اعلام، ماجستير في علم النفس، كان اوْ لي مني في كتابة هذه السيرة، وهي مشروع كتاب، كان اجدر، ولكنه يهمل مقدراته ولا يهتم بها)،كان عبدالشكور يحفظ الكثير من الشعـر ويستشهد به فنـُعجب بذلك، وعلي ذكر الشعـر فلا يفوتني ان اذكر الأستاذ عبدالعـزيز صالح،رحمه الله، الذي كان جيد الحفظ ، ممتع الإلقاء، كنا نجتمع علي ضوء القمر في ميدان المدرسة فنستمع منه، وهو من الذين حببوا إلينا الشعـر، كان يضع (سـفته) الضخمة ومن فوقها يلقي علينا شعـر المتنبي، فنشتهي السفة ونشتهي الشعر : ـــ

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيدًا دونَها بيدُ
لَولا العُلا لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها
وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ
وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً
أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ
لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي
شَيئًا تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما
أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ
أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني
هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ
إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً
وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ
ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُا
أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ
أَمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِنًا وَيَدًا
أَنا الغَنِيُّ وَأَموالي المَواعيدُ
إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ
عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ
جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ
مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ


في الحلقة القادمة نواصل الحديث عن المدارس والمدرسين .

Post: #65
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 01-16-2008, 02:31 PM
Parent: #1

up

Post: #66
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-16-2008, 06:33 PM
Parent: #1

حين خرجتِ الي الدنيا
غني القـِـمْريّ بلحن الحـب
زغـــردت الأشجــــارْ
رقص الموج علي الضفة
وإنتشــت الأزهــارْ
حين خرجتِ الي الدنيا
تجمعـتْ السُــحْـبُ من الآفــــاق
إشتعل البرق ضياءً
إحتفل الرعــدُ فـدوي
وإبتلت أرضك بالأمطــارْ

Post: #67
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 01-17-2008, 05:53 AM
Parent: #1

///

Post: #68
Title: Re: rd
Author: hamid murahid
Date: 01-17-2008, 11:15 AM
Parent: #67

العزيز فقيـــر

ألف ألف شكر على المحادثة الجميلة و التي تدل على الاصالة ( ما قلت ليك ناس اصيلين ؟ انتو كدة)
في انتظار رقم الهاتف مع شكري.

Post: #69
Title: Re: rd
Author: خالد حاكم
Date: 01-17-2008, 03:47 PM
Parent: #67

Quote: كانوا يأكـلون ال( كُجّكـول ) الرطب ويشـــــــربون من ماء النهر العــكر، صحـتين وعافـية، مــاء

محمد فخير يا بلديات
نسيت اكل الترمس (اكوندى)

Post: #70
Title: Re: rd
Author: خالد حاكم
Date: 01-17-2008, 03:56 PM
Parent: #67

Quote: اما المدارس الوسطي في ذلك الوقت فكانت تنحصر في حلفا ــ مروي ــ ثم القولد، وفي مرحلة لاحقة البرقيق،


نسيت ارقو الوسطى , درسوا فيها فى الخمسينات ناس ابن عمى محمد شريف فضل حاكم من سقدان وعبدالرحمن عثمان اكلة من دقرتى , وكان استاذهم فى ذلك الزمان عزالدين السيد (استاذ لغة انجليزية ) قبل ان يدخل فى امور السياسة والحكومات ....

Post: #71
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: shatat
Date: 01-17-2008, 07:48 PM
Parent: #1

الأخ العزيز محمد فقيري والاعزاء في ملتقاك

...تحياتي وسلامي

..اتابع هذه الخواطر والذكريات بكل مافيها من جمال

مع تقديري واحترامي .

..وعبر هذا البوست الانيق اهدي تحياتي لكم جميعا وللوالده الحاجه الزلال

والاعزاء صالح وصلاح بدري مع الامنيات الطيبه.

وهذه المداخله لتسجيل اعجابي ومتابعتي..وباذن الـلـه لي عوده.


..نورالدين عبد المجيد..

Post: #72
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-18-2008, 02:19 AM
Parent: #1

خالد حاكم يا تاريخ
بالله طوالي تواصل اضافاتك القيمة
ولك التحية


الأخ نورالدين عبدالجيد
اهلاً وسهلا في البوست
ونسمع منك
لو عندك اي معلومات ما تبخل
ولك اشكر

Post: #73
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-18-2008, 02:55 AM
Parent: #1

سُباعية من حـُروفِ الوطن
:::::::::::::::::::::::::::::::
اـ يا ألفُ الإلــفةِ والـودِ البــــاذِخِ والـتحنا نْ
ل ـ يا لام اللـون الأســمرِ، يا عــزمٌ، يا مـجدٌ يا إنســا نْ
س ـ يا ســين السُـؤدَدِ، يا حـضرة ُعِـزّي، يا مــولايَ ويا سُـلطانْ
و ـ يا واو الوطــنِ المـُمْــتدِ إلي حلفا من نـُمـلي، يا كـتمٌ يا قيـسا نْ
د ـ يا دال الـدنِ الــداني،يا نشـوة ُروحي، يا مُلهمُ اشـعاري والأوزانْ
ا ـ يا ألـف الأرضِِ الخـصبةِ، يا قمـحٌ، يا نيـلٌ يَسـقي الظـمآنْ
ن ـ يا نون النسوةِ، يا ثـُوبٌ مـُزدانٌ، يا طلحٌ ودُخانْ

مـحمـد فـقـير

Post: #74
Title: Re: رد
Author: عبدالغفار محمد سعيد
Date: 01-19-2008, 03:14 AM
Parent: #73

Quote: كان الناس، وما زالوا يتبادلون المنافع في ( بدين سوق) ، وما بدين سوق سيداتي سادتي إلا سوق بدين، بلغة العاربة والمستعربة، ونحن في الأساس أعاجم، وليست اللغة العربية لغتنا الأم، ما جاءتنا إلا عن طريق المثاقفة التاريخية المحتومة، وما تعـلمناها الا في المدرسة، عن طريق القراية أم دق ، أما الجزيرة فتتحدث اللغتين النوبيتين بفخر وإعتزاز. وسوق بدين (سوق الله اكبر) ككل الأسواق، فيه ما في كل اسواق الدنيا، فيه الصدق، وفيه الغش، وفيه الإستهبال‘ فيه من إذا إكتال علي الناس يستوفي، وإذا كالهم أو وزنهم يخسر. فيه المشاغـلة والمغا زلة والتحبب وألإستعراض، فيه الشخصيات الظريفة والطريفة، فيه الدرويش والمجنون . وأنا ما كنت مسواقاً، ولم اكن أحب السوق، ولا أحبه الي يومنا هذا، وليس في الأمر زهد، للحسرة، ولكن لفلس صاحبني وصادقني وزاملني ولازمني منذ الطفولة، فأنا وهو (ترعرعنا ونشأنا ندائد)، ولجيوب مقدودة، غلبني سدّها، فوسعت قدها فلم تعد تمسك لا ديناراً ولا دولاراً. في المرات التي كنت ازور فيها السوق كنت اذهب وأجلس بجانب جدتنا حبوبة سلّومة رحمها الله رحمة واسعة، وكانت حبوبة سلومة (كنا نناديها بـ ــ يوة سلومة ــــ ) كانت تجلس بجانب إبنها خالي جمعة أحمد همت، الذي كان تاجراً بالسوق، وهي والدة خيلاننا الأعزاء مهدي، جمعة، عبدالقادر،عبدالهادي،عبدالعال،وفاطمة أحمد همت، كنتُ أذهب اليها فترحب بي، وتاخذني بالحضن، وتتعطف عليّ بـ (الفـرّيـني) ابو قرشين، فأشعر بالغني وتعمني الفرحة، والفريني كانت عملة معدنية صغيرة جداً، تساوي قرشين، أربعة تعريفات، والتعريفة كانت متداولة في ذلك الوقت، (الكلام ده ما بعيد يا جماعة، قبل أربعين سنة بس)، وكنت أشتري عيشة بتعريفة، وطعمية بتعريفة، ثم بطيخ بقرش وأذهب إلي اهلي أتمطي. وكان السوق عامراً، وكان أهل بدين يذهبون ايام الأحد الي سوق كرمة النزل، وكانوا يسمونه (اُرتان سوق)، وكان سوق كرمة النزل هو السوق الرئيسي للمنطقة كلها، يأتيه الناس من الشمال والجنوب، والذهاب الي سوق كرمة النزل بالنسبة لأهل الجزيرة كان فيه نوع من التنزه والتغيير، وكانوا يستمتعون تماماً بتناول وجبة في مطاعم السوق، او تناول (حاجة باردة) من المحلات التي بها ثلاجات، او تناول شراب ساخن كان اسمه (سحلب)، وكانت كرمة النزل علي صغرها هي المدينة، وكان بها مركز بوليس فيه شرطة لا عمل لهم، يجلسون تحت الأشجار، يشربون الشاي بالنهار، ومن يدري ماذا كانوا يشربون ليلاً!!، كنا نمر بكرمة في (الخميسيات)، في طريقنا من والي البرقيق، حيث درسنا الثانوية العامة، ومدرسة البرقيق من اقدم المدارس الوسطي في المنطقة، وكانت مبنية بطريقة انجليزية جميلة، وبها داخلية مريحة من حيث السكن، وصفرة يتوفر فيها اكل لا يحلم بها الطلبة الآن، وكان مدير المدرسة علي ايامنا في بداية السبعينات هو الأستاذ فؤاد، من أبناء دنقلا، وخَـلّـفَ ثلاث بنات، وكان يتفاءل بذلك، ويردد حديث الرسول(ص)، ويقول انه سوف يحسن تربيتهن ليدخل الجنة، ومن زملائي وأصدقائي في البرقيق زميلنا في المنبر مولانا الشاعر المشاغب عبدالإله زمراوي، وكنا صغار الحجم، نجلس في الصف الأول، وارجو ان يتداخل زمراوي في هذا البوست ويحدثنا عن ذكريات تلك الفترة، فله ذاكرة حديدية
كان في السوق رجل أزهري، كان يدرس في الأزهر ثم أصابه مس كلكي، فعاد واستقر به المقام في البلد، كان ياتي الي السوق ويقيم ركن نقاش ممتع، يفتي ويفسر الآيات والأحاديث كما يريد، وله تفسير عجيب للآية( وخلقنا لكم الأنعام لتركبوها)، وإذا غالطته كان يشتمك بكلمة إشتهر بها فيقول لك (اسكت يا لوح). أما أعجب ما في السوق فكانت الجزارة، عجل صغير يذبحونه ويقطعونه فيتكأكأ عليه أهل السوق جميعاً، في زحمة لا رحمة فيها‘ كل يريد نصيبه من ذاك (الأرِجْ) او ( الكُـسُو) اللحم العجالي الطازج، يقفون أمام الجزار ويتصايحون في وقت واحد، هذا يطالب الجزار بنصف كيلو، وتلك تطالب بربع كيلو(ايقا ربو ويكا)، وصاحب ميسرة يطالب بكيلو كامل، والجزار يعمل كالساحر، في خفة عجيبة جداً يقطع قطعة لحمة من هنا وقطعة من هناك، ثم عظم وشحم، ويضع كل هذا في الميزان، وقبل أن يستوي الميزان وبسرعة خاطفة يرفع اللحمة ويلفها لك فلا تعرف ماذا أعطاك الا بعد أن تصل البيت، وأثناء ذلك، عندما تقع يده علي لحم طري يقطعها ويلفها في فوط مشبوة، ويدسها تحت الدرج، ذلكم للخواص، ولكل إمرئ خواص، وفي كل ذلك يطلق الجزار عبارات بذيئة، ويتحدث بلغة غير نظيفة، لغة لا يستطيع إستعمالها خارج الجزارة، ولكن تلك محميته، يقول من داخلها ما يريد، فلا يحاسبه أحد، كأنه في الهايد بارك.


مأخوذ بهذا الحكى اسجل حضورى
احكى يامحمد، فنحن فى الانتظار

Post: #75
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-19-2008, 05:00 AM
Parent: #1

العزيز عبدالغفار
ارجو مراجعة هفي ذكري الأسـتاذ الشـهيد .......... رسـالة طويــلة الي إبني عَـلِي اللنك

Post: #76
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 01-20-2008, 08:11 PM
Parent: #1

///

Post: #77
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-20-2008, 11:14 PM
Parent: #1

Quote: إستلقت هناك علي بعـد حوالي ست وخمسون كيلومتر شمال مدينة دنقلا. إكتملت أُنثي خصبة، بكر، ولود. ترنو بعـين الحسناء الي أبوفاطمة وكبرنارتي وكرمة ووادي خليل شرقاً، وتنظر إلي مقجور ودقرتي وأكد والحفير غرباً،

يا ميمد فخير ياعزيزى انشاء الله واحد من ناس دقرتى ما يقراء كلامك ده ... يا سيدى دقرتى هى الشياخة الخامسة فى جزيرة بدين واصغر شياخة فى بدين , والشياخات بالترتيب من الاكبر الى الاصغر (تشى , شبة , سقدان , سلنارتى او (وابيه) دقرتى) , انا ماعارف المعلومة دى فاتت عليك كيف وانت جار لها بحكم انك من شياخة شبة التى تجاور دقرتى!

Post: #78
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-20-2008, 11:41 PM
Parent: #1

Quote: تجلـس البنات مع العــروس في الـــــ ( تقون توّو ) والتقـو هو البرش، بروش طويلة منسوجة من سعـف


ميمد
(تقوت توو ) معناها بيت العرس اوماشابه ذلك , لانو البرش هو( نيبد) وبيقولوا ليك (تقون نيبد) معناها ( برش العرس) وفعلا مثل ما وصفت بروش طويلة وعريضة ومنسوجة من سعف النخل , وكما تعلم بتكون البروش دى معلقة ومخزنة حتى وقت الحوجة فى (الكباس ) فى ( تينون نوق) وهو المخزن المجاور (اقينشا) المطبخ ويفصل بينهما ( اسمون نوق) وهى الصالة التى يفتح فيها ( تنيون نوق و اقيشا)

Post: #82
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-21-2008, 00:19 AM
Parent: #78

فقيرى
ما حكيت عن طقوس عقد القران فى الزواج والتى تمارس من قبل النساء فى لحظة انتهاء الماذون من عقد القران , والتى تمثل فى ( اجولقا كوفيناق) وبداخله ذبابة منزلية , وانا لا اعلم ماذا تعنى عند النساء هذه العملية, وايضا لم تحكى لنا عن الاطفال الذين كانوا يستخدمون ماكينة الحلاقة القديمة واعواد الكبيرت يوم عقد القران والتى كانت تحدث صوتا شبيها بصوت (البندق) عند ضربه بحجر صلب والبندق هو خرطوش الصيد الذى كان يخرج منه اصوات الطلقات ايذانا باكتمال عقد القران ..

Post: #79
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-20-2008, 11:52 PM
Parent: #1

شكراً علي إضافاتك يا خالد
ولكن بعض النوبة يسمون البرش (تقو)
والتقو ليس هو بيت العرس فبيت العرس هو(بلين نوق)
و(تقون توّو) يعني تحت البرش
لآنهم بعلقون البروش ويجلسون تحتها

عموماً شكراً والي الحلقة السابعة
ويا خالد اذا في مدرسين ومدرسات في سقدان
انا ما ذكرتهم ارجو تسجل اسماءهم

Post: #80
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-20-2008, 11:54 PM
Parent: #1

الحلقة السبابعة

بدين ـ خواطر وذكريات
7ـــــ مدارس ومدرسين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وًسّد الآنَ رأسَـكْ
فـوق التّراب المُقدس
وأركعْ طويلاً لَدي حافةِ النهـر
ثَمـّة من سَكَـنتْ روحه شجر النيل
أو دَخَـلتْ في الدجي الأبنوسيّ
أو خَبأتْ ذاتها في نقوش التضاريس
ُمة من لامسَتْ شفتاه القـَرابين قـَبلكْ
مملكة الزّرقة الوثنية ... قبلك
عاصفةُ اللحظات البطيئة ... قبلك
يا أيها الطيفُ مُنفلتاً من عصورِ الرّتـَابة والمسْخِ
ماذا وراءك ... في كتب الرمل؟
ماذا أمامك ... في كتب الغيم
ألاّ الشُموس التي هـَبطـَتْ في المحيطات
والكائنات التي انحدرتْ في الظلام
وامتلاؤكَ بالدمع
حتي تركمت تحت تراب الكلام

الفيتوري ــ من قصيدة التراب المقدس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقبل ان اواصل الحديث عن المدرسين، دعوني اعتذر، ففي معرض حديثي عن حبوبة سلومة وابناءها، نسيت ان اذكر المرحوم الخال ادريس احمد همت، وانا جد آسف، وادريس شخصية لا تنسي، ولكن غيبه الموت، له الرحمة، والعتب علي ذاكرتي.
والآن نعاود الحديث عن المدارس والمدرسين ، والحديث عنهم لاينتهي ، من بين الذين درّسونا في شبة الإبتدائية الأستاذ عبدالله بكري، وهو حلفاوي او سكداوي، وكان يتحدث بلكنة مصرية، وعندما يقول الرقم 11 كان التلاميذ يضحكون لأنه كان يقول(حضاشر)، ومن الأساتذة ذوي المكانة الكبيرة في الجزبرة، الأستاذ عثمان كُـنـّة، ويرجع له الفضل في توسيع وتجديد المدرسة الشمالية، وتم ذلك عن طريق العون الذاتي، وقام تلاميذ المدارس من انحاء الجزيرة بعمل جبار اشرف عليه الأستاذ عثمان بجدارة، وبتعامل ابوي كبير مع التلاميذ، وأيضاً الأستاذ عبدالفتاح محمود‘ الذي كان وكيلاً للمدرسة علي ايامنا في البرقيق، وحدث ان نفذ الطلبة اضراباً نظمه رؤساء العنابر، وكان الإضراب مبنياً علي اشاعة خاطئة بتمديد الفترة الدراسية، وكان الأستاذ عبدالفتاح يشرف علي طابور الصباح، وفي ذلك اليوم، وفي نهاية الطابور ولما طلب من الطلبة التوجه الي الفصول، استدار الطلبة وتوجهوا الي خارج المدرسة، فما كان منه الاّ ان نادي للمدير فؤاد قائلاً ( يا فؤاد الْحق اولادك)، والأستاذ عبدالفتاح محمد علي، الذي عمل فترة مديراً لمدرسة بدين الثانوية العامة، فكان صارماً صرامة افادت الطلبة، والأستاذ نصر محمد نصر، والأستاذ عبدالمجيد فضل حاكم، وعبدالعال محمد فرح، ويوسف سعيد خيري، والأستاذ الظريف حسن عبدالرحمن، صاحب التعـليقات الساخرة، والأستاذ الصـارم أُرصد أحمد، وأستاذ الإنجليزية الممتاز عبدالعال همت، واساتذة اللغة العـربية مولانا الأستاذ محمد الحسن محمد موسي، الذي درسنا اللغة العربية والدين في البرقيق الوسطي، والأستاذ إبراهيم محمد فقير والأساتذة علي آدم ومحمد عبدالرحمن آدم ومحمد عبدالرحمن(قجة) وعثمان قرشوم وسعيد محمد حسنين وعبدالرحمن ترجمان وعبدالرحيم خيري وعلي عمسيب،ومحمد عثمان، وعثمان نصر، وكمال كجوك، كانوا اساتذة قديرين، يحبون عملهم، وكانوا ذوي هيبة ،تظهر عليهم آثار النعـمة والراحة، ففي ذلك الزمن كان المدرسون من المرتاحين، قبل ان ينقلب عليهم الزمن الغادر،ونذكر ايضاً الأساتذة يوسف سعيد وفيصل الأسيوطي والسر عيسي، الذي قام بدور كبير في النشاط الثقافي والأدبي وبدرالدين عبدالجبار، واما الأستاذ انور عبدالصادق فرجل نقف عنده قليلاً، اذ اخذ مهمة التعليم في شياخة شبة علي عاتقه، بالإضافة الي الجهد الجبار الذي قام به، ولم يزل، لنشر التوعية الدينية عبر مواعظ ومحاضرات متواصلة، وهو رجل فـَـقـّه نفسه بنفسه، واجتهد في حفظ القرآن فأكمل أو كاد، وهاشم محمد طه، وعبدالخالق محمد سعيد آخرون نعـتذر إذ لم نذكرهم، اما المدرسات، فمن اوائل المدرسات من بنات الجزيرة، الأستاذة فوزية عبدالمجيد سفيان، وسميرة السماني، ونعمات سيد طه، وثريا نوري، وليلي خالد، وفتحية عبدالرحيم ابسكو،ثم عدد كبير من المدرسات نذكر منهن علي سبيل المثال لا الحصر، محاسن عبداللطيف، وعازة محجوب، ودولة سعيد، وشريفة احمد هاشم،وفوزية مختار، ونبوية ميرغني، وفاطمة علي قورتي، وفاطمة خضر، وعايدة حاج قرشوم، وزلفي عبدالقادر، وستنا عبدالماجد، ونادية فضل، واقبال خضر، وسهير سعدالدين، وفاطمة عبدون طه، وهي مديرة مدرسة شبة ينين حالياً، وناهد سعيد ونادية فضل، والقائمة تطول، وكل المذكورين اعتمدت في اسماءهم علي ذاكرة ابناء بدين في امريكا، وأكرر ان هذا علي سبيل المثال لا الحصر، ولكل من لم تسعفنا الذاكرة بإسمه العتبي حتي يرضي، ومن الذين جاءوا من خارج الجزيرة نذكر الناظر مصباح، من شيخ شريف،والناظر فضل عثمان فضل، المحسي الراقي والذي عـــاش مع الناس عندنـا وكاّن بينه وبينهم وشائج قربي. مع الإعتذار الشديد لمن لم أذكرهم، لهم العـتيى حتي يرضون .
في منتصف الثمانيـنات من القـرن الماضي تم إنشاء مستشفي حديثة في الجزيرة بتمويل أسـاسـي من أبناء الجزيرة المغـتربين في دول الخليج والذين تبرعـوا بسخاء كعادتهم دائما، اما قبل ذلك، وقبل ان تنشأ بعـض نقاط الغـيار، فكان في الجزيرة مركز صحي واحد، فيه مساعد طبي وممرض،أما اشهر المساعدين بالنسبة لدفعـتنا فقد كان عمنا صندلوبة، كان يداوي الناس بالكلام الطيب اكثر مما يداوي بالأدوية ، فلم تكن هناك ادوية اصلاً،بعـض القـطـن والشاش وشئ مثل الديتول، وحبوب السلفا، وشراب المزيج، هذا كل ما كان متوفرا، كان شراب المزيج هذا دواءٌ لكل داء. ومن الممرضين الذي خدموا البلد المرحوم اخونا حسين عبدالرحمن آدم، والذي توفي شاباً، رحمه الله، كذلك عمنا عباس كمبال، وعبدالهادي عكاشة رحمهم الله . جاءنا كثيرون من خارج الجزيرة كمدرسين ومساعدين طبيين وأطباء وممرضين، والحقيقة ان كل المهنيين الـذين كانوا يأتون الي الجزيرة للعـمل كانوا (يركلسون) هناك، يجدون تلك البيئة الهادءة وجو الجزيرة المنعـش واهلها الطيبون، فيطيب لهم المقام وتحلو الحياة. ومنهم من (عمل الحالة واحدة) وتزوج من الجزيرة وأستقر فيها.
في معرض بحثي عن الأشخاص المهتمين بسيرة بدين والتراث النوبي، دلني بعض الأخوة للأخ معتصم عبدالفتاح (كدود)، وفعلاً وجدته، رغم صغر سنه، ثر المعلومات، ملم بالكثير، وله اجتهادات شخصية في تفسير بعض العادات وربطها بالقديم، ومن ملاحظاته الذكية، ان التراث بقي عند النساء أكثر منه عند الرجال، ومن المعلومات المفيدة التي قالها الأخ معتصم انه قرأ في كتاب اسمه(كوش) لأدريس البنا‘ ان عمر جزيرة بدين ربما ناهز المليون عاماً، وان هناك بعض القطع الأثرية التي وجدت في بدين
، مرتبطة مباشرة بآثار كرمة ( الدفوفة) وربما كانت الجزيرة لاصقة بكرمة كشبه جزيرة، قبل ان تنفصل وتصبح جزبرة، وتوجد في الجزيرة دفوفات صغيرة، ونحن نسميها (دِفـِّي)، واحدة في (ابـْسُقان)، وواحدة في ( سابلكي)(ارو سابلن دفي)، ولم تتم اية حفريات في هذه المواقع الأثرية، ولا ندري ماذا تحتها، ومن العادات التي ذكرها الأخ معتصم، انه عندما تمرض إمراة، وعندما تذهب النساء لزيارتها، كن يقلن لها (ماريا مي) وهي بمثابة كفارة او سلامتك، واجتهاد معتصم ان الكلمة ربما تعود الي اسم مريم العذراء، وكأنهن ينادين لها مريم، أستفدت من معتصم كثيراً، ووعد بالكثير، فله الشكر والعرفان. وعودة الي الرقم سبعة ( كُـلـُدْ )، كان من العادة ان يغلوا سبع حبات لوبيا، في إناء فخاري صغير، ثم يسكبون ماءها في العتبة من الخارج، في الصباح الباكر، قبل شروق الشمس، وقبل ان يدخل عليهم احد، وكانوا يسكبون الماء في شكل نصف دائري، وايضاً كانت البنات الصغيرات يلبسن سلسلة، معمولة من خيط يربط حول الرقبة، في هذا الخيط تربط سبع حبات من القرض تتدلي علي الصدر، وكان هذه العادة تتم قبل العاشوراء بمدة، وفي يوم العاشوراء، وأثناء الإحتفال كنّ يرمين بهذا الخيط مع حبات القرض في النيل، وفي احتفال العاشوراء كان الرجال يضريون بعضهم البعض، بحبال يشعلون فيها النيران، او بقطع قماش يربطون فيها حجارة، وكان يحدث جروحات ونزيف دم، ويبدو ان تلك الإحتفالات كانت خلطة مابين عشوراء موسي، ومقتل الحسين، وعندما سألت أخاً شيعياً عن ذلك قال ان الحسين قتل في يوم عاشوراء، ومن هنا جاء الخلط ، والله أعلم‘ وايضاً من العادات العجيبة في بعض مناطق النوبة، ان البقرة عندما تلد، يصبح لبنها محرماً علي بيت صاحب البقرة لمدة سبعة ايام، ولذلك فكانوا ينادون علي الجيران لشراب ذلك الحليب، وكان الحاج عندما يعود من الحج يعتكف في بيته سبعة ايام، ومن العادات التي لم اذكرها، رغم ما فيها من اشارة عجيبة، ان القساسيب، وهي جمع قسيبة، ونحن نسميها (قـُسـي) وهي بمثابة (المطامير)، وهي اواني طينية ضخمة تخزن فيها البلح والحبوب من القمح والذرة، كانت هذه القساسيب مبنية من الأمام في شكل اقرب لشكل الأنثي بأثداء بارزة، ربما اشارة الي الخصوبة، وكانت تزين برسم في شكل تمساح اقرب الي شكل الصليب، او ربما كانوا يعنون الصليب، ومن العادات النوبية بناء عتبة البيت بذلك الشكل النوبي المميز، المزخرف باشكال معينة، من ضمنها تزيين العتبة بقرني ثور، وعندما يشعرون بوجود ثعبان داخل البيت كانوا يشعلون النار في قرن الثور، فتطرد رائحته الثعبان من البيت، ومن العادات التي نسيتها عند حديثي عن الأعراس، نوع من الأعراس طريف، كان اسمه (تـُوقِـنْ بَـلي) والترجمة الحرفية ( عرس الريح)، وكان عرساً كاذباً، بدون عريس ولا عروسة، احتفال تقوم به اُمْ ليست لديها اولاد اصلاً، او ليست لديها اولاد في سن الزواج، وهي تقوم بهذا الإحتفال لتجمع من الناس مقابل عطاياها التي شاركت بها في مناسباتهم، لتجمع ما دفعته في الكشوفات، ونحن تلك المساهمات (الكَسي) والكَسي يكون في شكل مبلغ كاش او حاجة عينية، ديك او دجاجة، او قيراط من القمح مع زجاجة سمن بلدي، تحمله المرأة في (كُـنـْتي) وهو وعاء غريق منسوج من سعف النخيل، ومن العجائب ان كل إمرأة كانت تحفظ تماماً كل (الكسيهات) التي اعطتها للأخريات، واذا تأخرت واحدة عن الحضور، تقوم شكلة اعجمية رطانية رهيبة، تسمع فيها العجب العجاب،

نـواصـــــــــــل





Post: #81
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-21-2008, 00:04 AM
Parent: #1

الحلقة السبابعة

بدين ـ خواطر وذكريات
7ـــــ مدارس ومدرسين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وًسّد الآنَ رأسَـكْ
فـوق التّراب المُقدس
وأركعْ طويلاً لَدي حافةِ النهـر
ثَمـّة من سَكَـنتْ روحه شجر النيل
أو دَخَـلتْ في الدجي الأبنوسيّ
أو خَبأتْ ذاتها في نقوش التضاريس
ثُمة من لامسَتْ شفتاه القـَرابين قـَبلكْ
مملكة الزّرقة الوثنية ... قبلك
عاصفةُ اللحظات البطيئة ... قبلك
يا أيها الطيفُ مُنفلتاً من عصورِ الرّتـَابة والمسْخِ
ماذا وراءك ... في كتب الرمل؟
ماذا أمامك ... في كتب الغيم
ألاّ الشُموس التي هـَبطـَتْ في المحيطات
والكائنات التي انحدرتْ في الظلام
وامتلاؤكَ بالدمع
حتي تراكمت تحت تراب الكلام

الفيتوري ــ من قصيدة التراب المقدس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقبل ان اواصل الحديث عن المدرسين، دعوني اعتذر، ففي معرض حديثي عن حبوبة سلومة وابناءها، نسيت ان اذكر المرحوم الخال ادريس احمد همت، وانا جد آسف، وادريس شخصية لا تنسي، ولكن غيبه الموت، له الرحمة، والعتب علي ذاكرتي.
والآن نعاود الحديث عن المدارس والمدرسين ، والحديث عنهم لاينتهي ، من بين الذين درّسونا في شبة الإبتدائية الأستاذ عبدالله بكري، وهو حلفاوي او سكداوي، وكان يتحدث بلكنة مصرية، وعندما يقول الرقم 11 كان التلاميذ يضحكون لأنه كان يقول(حضاشر)، ومن الأساتذة ذوي المكانة الكبيرة في الجزبرة، الأستاذ عثمان كُـنـّة، ويرجع له الفضل في توسيع وتجديد المدرسة الشمالية، وتم ذلك عن طريق العون الذاتي، وقام تلاميذ المدارس من انحاء الجزيرة بعمل جبار اشرف عليه الأستاذ عثمان بجدارة، وبتعامل ابوي كبير مع التلاميذ، وأيضاً الأستاذ عبدالفتاح محمود‘ الذي كان وكيلاً للمدرسة علي ايامنا في البرقيق، وحدث ان نفذ الطلبة اضراباً نظمه رؤساء العنابر، وكان الإضراب مبنياً علي اشاعة خاطئة بتمديد الفترة الدراسية، وكان الأستاذ عبدالفتاح يشرف علي طابور الصباح، وفي ذلك اليوم، وفي نهاية الطابور ولما طلب من الطلبة التوجه الي الفصول، استدار الطلبة وتوجهوا الي خارج المدرسة، فما كان منه الاّ ان نادي للمدير فؤاد قائلاً ( يا فؤاد الْحق اولادك)، والأستاذ عبدالفتاح محمد علي، الذي عمل فترة مديراً لمدرسة بدين الثانوية العامة، فكان صارماً صرامة افادت الطلبة، والأستاذ نصر محمد نصر، والأستاذ عبدالمجيد فضل حاكم، وعبدالعال محمد فرح، ويوسف سعيد خيري، والأستاذ الظريف حسن عبدالرحمن، صاحب التعـليقات الساخرة، والأستاذ الصـارم أُرصد أحمد، وأستاذ الإنجليزية الممتاز عبدالعال همت، واساتذة اللغة العـربية مولانا الأستاذ محمد الحسن محمد موسي، الذي درسنا اللغة العربية والدين في البرقيق الوسطي، والأستاذ إبراهيم محمد فقير والأساتذة علي آدم ومحمد عبدالرحمن آدم ومحمد عبدالرحمن(قجة) وعثمان قرشوم وسعيد محمد حسنين وعبدالرحمن ترجمان وعبدالرحيم خيري وعلي عمسيب،ومحمد عثمان، وعثمان نصر، وكمال كجوك، كانوا اساتذة قديرين، يحبون عملهم، وكانوا ذوي هيبة ،تظهر عليهم آثار النعـمة والراحة، ففي ذلك الزمن كان المدرسون من المرتاحين، قبل ان ينقلب عليهم الزمن الغادر،ونذكر ايضاً الأساتذة يوسف سعيد وفيصل الأسيوطي والسر عيسي، الذي قام بدور كبير في النشاط الثقافي والأدبي وبدرالدين عبدالجبار، واما الأستاذ انور عبدالصادق فرجل نقف عنده قليلاً، اذ اخذ مهمة التعليم في شياخة شبة علي عاتقه، بالإضافة الي الجهد الجبار الذي قام به، ولم يزل، لنشر التوعية الدينية عبر مواعظ ومحاضرات متواصلة، وهو رجل فـَـقـّه نفسه بنفسه، واجتهد في حفظ القرآن فأكمل أو كاد، وهاشم محمد طه، وعبدالخالق محمد سعيد آخرون نعـتذر إذ لم نذكرهم، اما المدرسات، فمن اوائل المدرسات من بنات الجزيرة، الأستاذة فوزية عبدالمجيد سفيان، وسميرة السماني، ونعمات سيد طه، وثريا نوري، وليلي خالد، وفتحية عبدالرحيم ابسكو،ثم عدد كبير من المدرسات نذكر منهن علي سبيل المثال لا الحصر، محاسن عبداللطيف، وعازة محجوب، ودولة سعيد، وشريفة احمد هاشم،وفوزية مختار، ونبوية ميرغني، وفاطمة علي قورتي، وفاطمة خضر، وعايدة حاج قرشوم، وزلفي عبدالقادر، وستنا عبدالماجد، ونادية فضل، واقبال خضر، وسهير سعدالدين، وفاطمة عبدون طه، وهي مديرة مدرسة شبة ينين حالياً، وناهد سعيد ونادية فضل، والقائمة تطول، وكل المذكورين اعتمدت في اسماءهم علي ذاكرة ابناء بدين في امريكا، وأكرر ان هذا علي سبيل المثال لا الحصر، ولكل من لم تسعفنا الذاكرة بإسمه العتبي حتي يرضي، ومن الذين جاءوا من خارج الجزيرة نذكر الناظر مصباح، من شيخ شريف،والناظر فضل عثمان فضل، المحسي الراقي والذي عـــاش مع الناس عندنـا وكاّن بينه وبينهم وشائج قربي. مع الإعتذار الشديد لمن لم أذكرهم، لهم العـتيى حتي يرضون .
في منتصف الثمانيـنات من القـرن الماضي تم إنشاء مستشفي حديثة في الجزيرة بتمويل أسـاسـي من أبناء الجزيرة المغـتربين في دول الخليج والذين تبرعـوا بسخاء كعادتهم دائما، اما قبل ذلك، وقبل ان تنشأ بعـض نقاط الغـيار، فكان في الجزيرة مركز صحي واحد، فيه مساعد طبي وممرض،أما اشهر المساعدين بالنسبة لدفعـتنا فقد كان عمنا صندلوبة، كان يداوي الناس بالكلام الطيب اكثر مما يداوي بالأدوية ، فلم تكن هناك ادوية اصلاً،بعـض القـطـن والشاش وشئ مثل الديتول، وحبوب السلفا، وشراب المزيج، هذا كل ما كان متوفرا، كان شراب المزيج هذا دواءٌ لكل داء. ومن الممرضين الذي خدموا البلد المرحوم اخونا حسين عبدالرحمن آدم، والذي توفي شاباً، رحمه الله، كذلك عمنا عباس كمبال، وعبدالهادي عكاشة رحمهم الله . جاءنا كثيرون من خارج الجزيرة كمدرسين ومساعدين طبيين وأطباء وممرضين، والحقيقة ان كل المهنيين الـذين كانوا يأتون الي الجزيرة للعـمل كانوا (يركلسون) هناك، يجدون تلك البيئة الهادءة وجو الجزيرة المنعـش واهلها الطيبون، فيطيب لهم المقام وتحلو الحياة. ومنهم من (عمل الحالة واحدة) وتزوج من الجزيرة وأستقر فيها.
في معرض بحثي عن الأشخاص المهتمين بسيرة بدين والتراث النوبي، دلني بعض الأخوة للأخ معتصم عبدالفتاح (كدود)، وفعلاً وجدته، رغم صغر سنه، ثر المعلومات، ملم بالكثير، وله اجتهادات شخصية في تفسير بعض العادات وربطها بالقديم، ومن ملاحظاته الذكية، ان التراث بقي عند النساء أكثر منه عند الرجال، ومن المعلومات المفيدة التي قالها الأخ معتصم انه قرأ في كتاب اسمه(كوش) لأدريس البنا‘ ان عمر جزيرة بدين ربما ناهز المليون عاماً، وان هناك بعض القطع الأثرية التي وجدت في بدين
، مرتبطة مباشرة بآثار كرمة ( الدفوفة) وربما كانت الجزيرة لاصقة بكرمة كشبه جزيرة، قبل ان تنفصل وتصبح جزبرة، وتوجد في الجزيرة دفوفات صغيرة، ونحن نسميها (دِفـِّي)، واحدة في (ابـْسُقان)، وواحدة في ( سابلكي)(ارو سابلن دفي)، ولم تتم اية حفريات في هذه المواقع الأثرية، ولا ندري ماذا تحتها، ومن العادات التي ذكرها الأخ معتصم، انه عندما تمرض إمراة، وعندما تذهب النساء لزيارتها، كن يقلن لها (ماريا مي) وهي بمثابة كفارة او سلامتك، واجتهاد معتصم ان الكلمة ربما تعود الي اسم مريم العذراء، وكأنهن ينادين لها مريم، أستفدت من معتصم كثيراً، ووعد بالكثير، فله الشكر والعرفان. وعودة الي الرقم سبعة ( كُـلـُدْ )، كان من العادة ان يغلوا سبع حبات لوبيا، في إناء فخاري صغير، ثم يسكبون ماءها في العتبة من الخارج، في الصباح الباكر، قبل شروق الشمس، وقبل ان يدخل عليهم احد، وكانوا يسكبون الماء في شكل نصف دائري، وايضاً كانت البنات الصغيرات يلبسن سلسلة، معمولة من خيط يربط حول الرقبة، في هذا الخيط تربط سبع حبات من القرض تتدلي علي الصدر، وكان هذه العادة تتم قبل العاشوراء بمدة، وفي يوم العاشوراء، وأثناء الإحتفال كنّ يرمين بهذا الخيط مع حبات القرض في النيل، وفي احتفال العاشوراء كان الرجال يضريون بعضهم البعض، بحبال يشعلون فيها النيران، او بقطع قماش يربطون فيها حجارة، وكان يحدث جروحات ونزيف دم، ويبدو ان تلك الإحتفالات كانت خلطة مابين عشوراء موسي، ومقتل الحسين، وعندما سألت أخاً شيعياً عن ذلك قال ان الحسين قتل في يوم عاشوراء، ومن هنا جاء الخلط ، والله أعلم‘ وايضاً من العادات العجيبة في بعض مناطق النوبة، ان البقرة عندما تلد، يصبح لبنها محرماً علي بيت صاحب البقرة لمدة سبعة ايام، ولذلك فكانوا ينادون علي الجيران لشراب ذلك الحليب، وكان الحاج عندما يعود من الحج يعتكف في بيته سبعة ايام، ومن العادات التي لم اذكرها، رغم ما فيها من اشارة عجيبة، ان القساسيب، وهي جمع قسيبة، ونحن نسميها (قـُسـي) وهي بمثابة (المطامير)، وهي اواني طينية ضخمة تخزن فيها البلح والحبوب من القمح والذرة، كانت هذه القساسيب مبنية من الأمام في شكل اقرب لشكل الأنثي بأثداء بارزة، ربما اشارة الي الخصوبة، وكانت تزين برسم في شكل تمساح اقرب الي شكل الصليب، او ربما كانوا يعنون الصليب، ومن العادات النوبية بناء عتبة البيت بذلك الشكل النوبي المميز، المزخرف باشكال معينة، من ضمنها تزيين العتبة بقرني ثور، وعندما يشعرون بوجود ثعبان داخل البيت كانوا يشعلون النار في قرن الثور، فتطرد رائحته الثعبان من البيت، ومن العادات التي نسيتها عند حديثي عن الأعراس، نوع من الأعراس طريف، كان اسمه (تـُوقِـنْ بَـلي) والترجمة الحرفية ( عرس الريح)، وكان عرساً كاذباً، بدون عريس ولا عروسة، احتفال تقوم به اُمْ ليست لديها اولاد اصلاً، او ليست لديها اولاد في سن الزواج، وهي تقوم بهذا الإحتفال لتجمع من الناس مقابل عطاياها التي شاركت بها في مناسباتهم، لتجمع ما دفعته في الكشوفات، وكانوا يسمون تلك المساهمات (الكَسي) والكَسي يكون في شكل مبلغ كاش او حاجة عينية، ديك او دجاجة، او قيراط من القمح مع زجاجة سمن بلدي، تحمله المرأة في (كُـنـْتي) وهو وعاء غريق منسوج من سعف النخيل، ومن العجائب ان كل إمرأة كانت تحفظ تماماً كل (الكسيهات) التي اعطتها للأخريات، واذا تأخرت واحدة عن الحضور، تقوم شكلة اعجمية رطانية رهيبة، تسمع فيها العجب العجاب،

نـواصـــــــــــل





Post: #83
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-21-2008, 02:16 PM
Parent: #1

عفواً اعزائي
نزلت الحلقة مرتين عن طريق الخطأ

Post: #84
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-21-2008, 04:15 PM
Parent: #1

محمد فقير
حسب طلبك ادناه بعض اسماء المعلمين من ابناء المنطقة التى لم تدرج فى خواطرك ...
شياخة سقدان
1- عبد الله صالح سليمان (مرحلة ابتدائية)
2- عمر محمد على سليمان ( عمر عبيدى) ( مرحلة متوسطة)
3- يوسف خيرى فرح (ابتدائى)
4- علاء الدين عبد اللطيف فرح بحروب ( مرحلة متوسطة)
5- سيف الاسلام عبد اللطيف فرح بحروب ( مرحلة متوسطة)
6- كمال حسن فرح بحروب ( مرحلة متوسطة)
7- جمال حسن فرح بحروب ( مرحلة ابتدائية)
8- نورالدائم محمد عثمان عبدون( مرحلة متوسطة سابقا ومرحلة اساس حاليا)
9- جارة عبدالكريم حلساب ( ابتدائى)
10- عيدة نصر خيرى بلال ( ابتدائى)
11 -احسان فضل احمد ( ابتدائى)
12- ماجدة عوض سيد ( ابتدائى)
13 - عبد العزيز يس فضل ( ابتدائى)
14- المرحوم عبد الفتاح محمد على فضل ( ابتدائى)
15- عايدة عبد المجيد عبد الله ( ابتدائى)
16 - المرحوم عبد الكريم محمد فرح (ابتدائى)
17- شيخ موسى محمد شيخ موسى ( ابتدائى)
18- محمود عثمان محمود( ابتدائى)
19- عبد الماجد سيد طاهر ( مرحلة متوسطة ومن ثم ثانوى عالى)
20 امين سيد طاهر ( ابتدائى)
21- امين سعيد طاهر ( ابتدائى)
22 - سميرة احمد خيرى بلال (ابتدائى)
23 - علوية سعيد عثمان ( ثانوى عالى)
24 - نعيمة عبد الرحمن عثمان ( ثانوى عالى)
25- فاطمة ابراهيم عثمان ( ابتدائى)
26 - هدى عبد الرحيم فضل حاكم ( ابتدائى)
27 - فاطمة محمد فقير عيسى ( ابتدائى)
28- نصرة عباس ابودهابة ( ابتدائى)
29- شادية سعيد طاهر( ابتدائى)
30- بخيت محمد حمد ادريس ( ابتدائى)
31- سيد عوض سيد ( ابتدائى)
شياخة سلنارتى
1- زبير محمد بشير (ابتدائى )
2- علاء الدين على جارود ( ابتدائى)
3- فاروق حامد ابوبكر ( ابتدائى)
4- المرحومة مريم حامد ابوبكر ( ابتدائى)
5- ام سلمة محمد ابوبكر ( ابتدائى)
6- فاطمة خيرى عبد الرحيم خيرى ( متوسطة )
7- فائزة محمد ابراهيم خيرى ( متوسطة)
8- حافظ محمد مصطفى الاسيوطى ( ابتدائى)
9- عوضية شيخ الدين عثمان ( ابتدائى)\
10- يحيى خيرى عبدالرحيم خيرى ( ابتدائى)
شياخة تشى
1- المرحوم زبير محمد زبير (زبير ابيض) ( ابتدائى)
2- سعيد محمد جمعة ( سعيد خضروات) (ابتدائى)
3- خيرى احمد خيرى ملجاب ( ابتدائى)
4- عزالدين ادم ( بطن النخل) ( ابتدائى)
5- مصطفى فرحات ( متوسطة)
6- محمد حسن عبد الله ( متوسطة)
7- عبد الله فضل ( ابتدائى)
8- عبد الله حسن ( ابتدائى)
9- محمد عثمان جمعة ( محمد عثمان بطه) ( ابتدائى)
10- فيصل فرح ( ابتدائى)
11- شرف الدين ناصر ( ثانوى عالى)
12- تاج السر عبد العزيز ( ابتدائى)
13- صلاح محمد فقير ( صلاح ابيض) ( متوسطة)
14- سيد ادريس صالح ( سيد شريفة) (ابتدائى)
شياخة شبه
1- المرحوم عبد العزيز صالح ادريس ( ابتدائى)
2- نجم الدين عبد المجيد نصر (ثانوى عالى)
3- عبد الكريم محمد عبدون صبار ( ابتدائى)
شياخة دقرتى
1- محى الدين محمد زمراوى ( مرحلة متوسطة ومن ثم ثانوى عالى)
2- خالد عبد الله اكلة ( مرحلة متوسطة ومن ثم ثانوى عالى)

Post: #85
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-22-2008, 01:11 PM
Parent: #1

؟؟؟؟

Post: #86
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-24-2008, 05:43 AM
Parent: #1

يصف الكاتب الإنجليزي ((بروس شاتون)) قصة ظهور المخلوقات علي الأرض
كما يتصورها الـ ((ابوروجنيز...السكان الأصليين في استراليا))في كتابه البديع
((دروب الفناء)):

(في البدء كانت الأرض طيناً لازباً منبسطاً، منفصلة عن السماء والبحر المالح الرصاصي.
وكان يغمرها ظل رهيف مثل الشفق. لم تكن بعد شمس ولاقمر ولانجوم. وكان يسكن في المدي القصي (سكان السماء) كانت لهم هيئة البشر وسيقانهم مثل سيقان النعام، وعلي رؤوسهم شعر عسجدي كانه نسيج العنكبوت. كانوا في نضارة دائمة، يعيشون في فردوس مخضر وراء الغيوم في الأفق الغربي.
لم يكن علي وجه الأرض سوي حفر، سوف تمتلئ بالماء يوماً ما. لم تكن ثمة حيوانات ولا نباتات، لا شئ سوي مادة لينة مثل العجين، متجمعة عندتلك الحفر. مادة ليست حية ولا ميتة، لكنها (عصارة الحياة).
تحت الغطاء الخارجي للأرض، كانت الأشياء غافية تنتظر ساعة الميلاد، الشمس والقمر والأشجار والحشرات والطير والحيوان. نائمة مثل بذور في صحراء تنتظر المطر.
في صباح اليوم الأول تململت الشمس في رحم الأرض، فقد احست برغبة ملحة لأن تولد، شقت غشاء الأرض وخرجت، فغمرت الأرض بالضياء والدفئ، وغمر الدفئ الحفر التي تحتها كان ينام القدماء.
كانوا منهكين متعبين، بخلاف سكان السماء،مبيضةلحاهم، ضامرة اجسادهم ظلوا نائمين طوال العصور.
وهكذا احس كل واحد منهم في هذا اليوم الأول، دفئ الشمس، فإذا بجلده يتشقق عن أطفال. خرج ثعبان من صرة الرجل ـ الثعبان، الرجل ـ الببغاء احس بشئ له ريش يخرج من جسده، فإذا هو ببغاء، الرجل الكانغرو تمخض عن كانغرو، والرجل النملة ولد نملة، والرجل الزهرة خرج من جسده زهرة. وكل مخلوق من هذه المخلوقات الوليدة، اول ما مس الأرض، رفع وجهه نحو ضوء الشمس.
في قيعان الحفر التي إمتلأت بالماء، حرك القدماء اقدامهم، القدم اليسري،ثم القدم اليمني. ثم هزوا اكتافهم وحركوا اذرعتهم، انشقت اجفانهم ففتحوا اعينهم، نظروا فرأوا أطفالهم يموجون في ضوء الشمس.
تساقط الطين عن افخاذهم كما تسقط المشيمة غشاء الجنين. وكما يصرخ الطفل اول ما يولد، فتح كل واحد من القدماء فمه وصرخ (انا..انا ثعبان، انا..انا ببغاء، انا..انا زهرة)
هذا النداء الأول، نداء تسمية الأسماء، ظل بعد ذلك والي الأبد، اقدس طلسم في(غناء القدماء)
ثم كل واحد منهم خطا خطوة بقدمه اليسري، ودفئ الشمس يغمره، ونادي باسم ثان وخطا بقدمه اليمني وهتف باسم ثالث، نادي بركة الماء، ونبات البوص،وشجر الصمغ، ينادي ذات اليمين وذات الشمال، ينادي المخلوقات ان تولد، يغني لها ويزجل اسماءها. ثم طاف (القدماء) العالم طولا وعرضا وهم يغنون. غنوا للأنهار وجبال الملح وكثبان الرمل، وكانوا اثناء تجوالهم يتركون دروباً مثل خيوط غير مرئية، ويتركون علامات مثل بصمات الأصابع.
غطوا العالم باسره بلحاف من الغناء، ولما فرغوا، احسوا بالتعب، احسوا باعضائهم تبرد ببرد الحقب الطويلة، وتيبس. بعضهم اندس حيث هو في باطن الأرض. وبعضهم حبا الي اعماق المغارات والكهوف، وبعضهم غاب في الحفر الأبدية، من حيث خرج. عادوا كلهم الي رحم الأرض.
ذلك كان من عهد بعيد. الذي حدث وكبف حدث ظل ثابتاً في الزمان. هذ هو (زمان الحلم)كما يسمونه. كل شئ قد تم وانتهي، لكنه سوف يتكرر ويتجدد في صيرورة مستمرة. والإنسان هو الذي يعيد تلك اللحظة، يعيد نشأتها بالهجرة في (دروب الغناء) في مواسم معينة، مهتدياً بعلامات تركها(القدماء) علي الأرض، كما يهتدي الملاحون بالنجوم، حتي يصل الي الأماكن (الحارة) حيث تكمن الـ (كُـرُمبا) ـ روح الأرض.


من مختارات الطيب صالح
3 للمدن تفرد وحديث :الشرق

Post: #87
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-26-2008, 05:29 AM
Parent: #1

العزيز خالد حاكم
شكراً كتير كتير ، لانو من حقهم يذكروا
بس الغريبة ردك ما نزل سريع ما عارف ليه
تابع معاي وضيف
واتمني اي واحد من بدين يقرا البوست ده وداير يضيف
اي شئ ممكن يرسل لي ايميل وانا حاقوم بالإضافة
الإيميل [email protected]

شكراً مرة تانية ياخالد
والي الحلقة الثامنة

Post: #88
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-26-2008, 05:51 AM
Parent: #1

الحلقة الثامنة
ـــــــــــــــــ


بديـن ـــ خواطر وذكريات
8 ــــ النيـل في الإبريق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوجودُ الحقُ ما اوسعَِِِ في النفس مداهُ
والسكونُ المحضُ ما أوثـقَ بالروحِِ عُراهُ
في حناياه الإلهْ
كل ما في الأرضِ يمشي
هذه النُملةُ في رقتها رجع صداهُ
هو يحيا في حواشيها وتحيا في ثراهُ
وهي إن أسلمت الروح تلقتها يداهُ
لم تمت فيها حياة الله إن كنت تراهُ
التيجاني يوسف بشير
وككل بقاع السودان ففي الجزيرة قباب واضرحة عابقات الطيب لمشائخ متصوفة أجلاء، فتحوا الخلاوي وأوقدوا نار القرآن، وأشاعوا في جو الجزيرة روح تسامح وإخاء، مشوا علي الأرض هوناً، تحسبهم أغنياء من التعفف، مثلوا الدين في بساطته فاخذ الناس دينهم من هؤلاء الشيوخ بالحكمة والموعظة الحسنة، وإنتظمتهم طريقة صوفية في العـقائد والعـبادات، مارسوا شعائرهم في يسر وسهولة، كانوا يؤدون الصلاة دون أن يحفظوا شيئاً من القرآن، ولا آية واحدة، أحسنهم كان يحفظ الفاتحة، يسبغـون الوضوء دون ان يعـرفـوا له سنة او فريضة، كانوا يتوجهون في صلاتهم بالدعاء إلي الله بالرطانة، يصومون ويتصدقون، يخرجون الذكاة من محصول البلح. كانوا يقيمون ليالي المولد النبوي بالمديح الجميل، والمديح من العوامل التي صاغت وجداننا بما فيها من حب وشجن وصياغة ولحن (غنائي) جميل، ومن اكثر الأشياء التي حزنت لها في السودان هو ادخال الآت الموسيقية في المديح، وتحويلها الي اغانٍ كالغناء العادي، وهذه افقدت المديح نكهتها الخاصة، وكثر شعراء المديح، الذين اخدوا يكتبون المديح دون التمتع بذلك الإرتباط الروحي الخاص بالله، ودون التمتع بالمقدرة الشعرية واللغوية التي تمتع بها الكبار، مثل (حاج الماحي) و(البرعي)، ولن تجد اليوم من يستطيع ان يقول مثل ما قال حاج الماحي،
طالبين ام رمال قام الحجيج عجلان:: في نمرة الظهر جمعوا الفروض باحسان
فوق عرفة الطلوع يتحنن الليمان:: مزدلفة المبيت جمعوا الحصي الحبان
العيد في مني ورجمنا للشيطان:: حلقنا الشعور دبحوا الهدايا سمان
فرحان الحجيج يتلابس القمصان:: والعجب العجايب لية الشيلان
نوصل في مدينته النايرة ام بنيان:: وادونا الاذن ندخل علي السلطان
نلقي الخير موجد والنعيم كيمان :: سيد الدار ضمن قال يا عبيد امان

انظروا الي حلاوة هذه الأبيات، وكيف التزم الشيخ بحرف النون في شطري البيت، ذالك من اصعب فنون الشعر .
أكثر ما أذكره جدنا سعـدالدين وهو يصدح بالبردة، قصيدة زهير (بانت ســعاد) بصوت جميل ولغة صحيحة، يبدأ القصيدة كما هي بالنسيب:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ :: مُتيَّمٌ إثرها لم يفد مكبولُ
وما سعاد غداةَ البين إذ رحلوا :: إلا أغن غضيض الطرف مكحولُ
أرجو وآمل أن تدنو مودتـُها :: وما أخالُ لدينا منك تنويلُ
ثـم ينتقل الي المديــح:
نُبئت أن رسول الله أوعدني :: والعفو عند رسول الله مأمولُ
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم :: أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويلُ
إن الرسول لنور يُستضاء به :: مهند من سيوف الله مسلولُ
الي آخر المديح في القصيدة.

وكان والدي ينشد بردة البوصيري :ـ
مولاي صلي وسلم دائما ابدا :: علي حبيبك خير الخلق كلهمِ
أمن تذكر جيران بذي سلم :: مزجتَ دمعاً جري من مقلة بدمِ
ام هبتْ الريحُ من تلقاء كاظمة :: واومضَ البرقُ في الظلماء من اضمِ
فما لعينيكَ ان قلتَ اكففا همتا :: وما لقلبكَ ان قلتَ استفقْ يهمِ
ظلمت سنة من احيي الظلام الي :: ان اشتكت قدماه الضُرّ من ورمِ
وشدّ من سغب احشاؤه وطوي :: تحت الحجارة كشحا مترف الإدمِ
وراودته الجبال الشم من ذهب :: عن نفسه فاراها ايما شممِ
هو الحبيب الذي ترجي شفاعته :: لكل هول من الأهوال مقتحمِ
دعا الي الله فالمستمسكون به :: مستمسكون بحبل غير منفصمِ
فاق النبيين في خـَـلْق وفي خُـلُق ٍ :: فلم يدانوه في علم ولا كرمِ

كان من الأحداث الكبيرة أن يسافر أحدهم لأداء فريضة الحج، يجتمع الناس في بيته في وليمة كبيرة علي كبش اقرن، ثم يزفونه إلي مشرع المركب في سيرة ضخمة وهم ينشدون نشيد ديني مصحوب بدقات قوية من دلوكة دائرية كبيرة تدق بالجنبين، كان يربطها عمنا النور علي كتفيه بحبلين لتتدلي الدلوكة أمامه، ويحمل عصاتين في يديه يضرب بهما هذه الدلوكة بالجنبين بإيقاع معـين فينشد معه المجموعة، ولأن عمنا النور كان يعـرج قليلاً فتأتي ضربة الدلوكة مع العـرجة فتخاله يرقص، ولعـرجته حكاية طريفة لا استحضرها الآن، يودعون الحاج كأنه لن يعـود، وعندما يعـود بستقبلونه بوليمة اكبر كأنه غزا الروم او هزم الفرس، وكان من العادة أن يعـتكـف الحاج في بيته سبعـة أيام لا يخرج منه، يزار ولا يزور.

قلت ان في الجزيرة عدة قباب، فهناك قبة الشيخ
( شيخ طـويـل ابورابحة)،وهو جدي والد جدتي، وتقول الأسطورة ان الشيخ توفي ليلاً، فدفنوه في مكان حدده هو قبل ان يموت، وفي الصباح وجدوا تلك القبة الضخمة مبنية، ويقال ايضاً أنه حدث أن إبتلع التمساح صبياً من الحي، فلجأوا إليه، فأخذ إبريقه ونزل الي النهر غاضباً، وبغـرفة واحدة من إبريقه (نشف) النيل، فافتضح أمر التمساح، ووجد نفسه في العـراء، وعنــدما حــاول الهــرب جـــرياً في اليابسة، ناداه الشيخ، فجاء يرتجف، فأمره أن يلفظ الصبي، ففعـــل، فأطلق الشيخ سراحه، وأعاد النيل من إبريقه إلي مجراه فشرب منه الناس، وما زالوا يشربون. وبالقرب من قبة شيخ طويل، هناك قبة جدنا فقير علي (نيشـٍـقو)، يعني ابوقرون، ويقال انه عندما يغضب كانت تنبت له قرون يناطح بها الخصم ويرسله للقبر.

شــجرة النــــار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ادعوكَ بل انتَ تدعون إليكَ
فهل ناديتُ ايّاكَ ام ناديتَ إيّائي
يا عينُ عين وجودي يا مدي هممي
يا منطقي وعباراتي وإيمائي
يا كلُّ كُـلي ويا سمعي ويا بصري
يا جملتي وتباعيضي وأجزائي
يا كلُّ كُـلّي وكُـل الكُـلِّ مُلتبس
وكلُّ كُـلِّـك مُلبـوس بمعنائي
الــحـــــــــــلاج

و هناك قبة الشيخ عبدالحكم، وكان أمام القبة شجرة ضخمة، قالت الآسطورة، انك اذا قطعت فرعا من تلك الشجرة ودخلت بها البيت، فسوف يشتعل البيت ناراً، فتفادي الناس الحرائق بأن امتنعـوا من الإقتراب من الشجرة، رغم وجود مركز مطافئ حديث في الجزيرة، شأنها شأن كل قري السودان التي تنعم بالراحة وترفل في السعادة والرفاهية ، في ظل الخدمات التي توفرها حكوماتنا الرشيدة، الرشيقة، الأنيقة، الرقيقة، طويلات العمر بعيدات النظر، قليلات الحديث كثيرات التحديث، عفيفات الكف عديمات اللف، تلغي الكساد وتحارب الفساد، تبني البلاد وتخدم العباد، فإذا كنت في أي قرية من قري السودان وهاجمتك ذبحة قلبية، او إرتفاع حاد في ضغط الدم، أو غيبوبة سكري، لا سمح الله، فما عليك الاّ أن ترفع سماعة التلفون وتتصل بالرقم 911 مليون، فتهرول اليك عربات البوليس، والمطافئ، والإسعاف، وجماعة هيئة المياه والكهرباء، ومنسوبي وزارة العدل، وممثل من مجلس الوزراء، ومندوب من القصر، ولجنة عليا من الشريكين، كل هؤلاء يصلونك في اربع دقائق ونصف الدقيقة، ولأن وزيرة الصحة ـ حفظها الرب ـ مشغولة بمرافقة الدكتورة فينوسة شاه فضاء، وزيرة صحة كوكب زحل، والتي جاءت الي البلاد مع أسرتها للتمتع بإجازتها السنوية في منتجع سواكن الكوني، والذي اختير مؤخراً كاحسن منتجع في الكون، ولأن الدكتورة فينوسة خلقت أزمة برفضها مغادرة المنتجع بعد إنتهاء إجازتها، وقد (صبّ دمعها وقلبها ساكن) وعندما سئلت عن ذلك قالت (اصلو حار فراقك نار يا سواكن )، لكل ذلك، وريثما تحل وزيرة الصحة تلك الأزمة التي ربما أثرت علي علاقاتنا بدول الفضاء الخارجي ، فقد تكلف الحكومة وزير البترول الجيد والمعادن النفيسة شخصياً ــ حفظه الله ــ لمتابعة صحتك، والتي هي ــ صحتك يعني ــ أغلي من البترول، وأنفس من كل المعادن النفيسة، بما فيها اليورانيوم السوداني المخصب، و المدسوس في معامل كشنتة النووية السرية. وهكذا إذا إشتكي منك عضو تداعت له الحكومة كلها بالسهر والحمي، تعيش الحكومة.

(قال بعيداً عن السياسة قال)
نواصــــــــــــــل

Post: #89
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 01-26-2008, 02:58 PM
Parent: #1

up

Post: #90
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 01-27-2008, 02:59 AM
Parent: #1

////

Post: #91
Title: v]
Author: Mohamed fageer
Date: 01-27-2008, 07:09 PM
Parent: #1

////

Post: #92
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 01-28-2008, 06:32 AM
Parent: #1

sudaneseonline.com/][/url]

السـاقية، لا تظهر كاملة، ولكن لم اجد لها صورة كاملة
من أجزاء الساقية
1 تُـكُمْ ـــ وهو المقعد الذي يجلس عليه (الأورتي) وهو الشخص الذي يسوق الثورين
2 فيشي ـــ وهو القادوس
3 مِتّـرْ ـــ وهو الحوض الملحق بالنيل الذي (يغرف) منه القادوس
4 هذا ما اعرفه ، ولمن يعرف اكثر ان يضيف

Post: #93
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 01-28-2008, 01:46 PM
Parent: #1

////

Post: #94
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 01-28-2008, 10:30 PM
Parent: #1

up

Post: #95
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 01-30-2008, 05:51 AM
Parent: #1




معليش يا جماعة
مشغول جداً اليومين دول
لكن الحلقة التاسعة قريبا

Post: #96
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-02-2008, 05:52 AM
Parent: #1

اموتُ وتحــيا كجـبــارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الشهيد مـحمــد فـقـــير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أكتبُ بالعربية
لكني نوبي
نوبيُ المولد
نوبيُ النشأة والأحلام
نوبيُ الهم ونوبيُ التفكير
نوبيُ الروحِ ونوبيُ الوجدانْ
:::::::::::::::::::
أكتب بالعربية
لكني نوبي
نوبيٌ سمعي
ولساني نوبي
نوبيٌ ، مَسقط رأسي ارضٌ ذهبية ْ
ممتدة من مروي حتي اُسوان ْ
:::::::::::::::::::::::
أكتب بالعربية
لكني نوبي
نوبياً اغفــو
نوبياً اصــحو
نوبياً اشبع ْ
نوبياً اشعرُ أني جـُوعان ْ
::::::::::::::::::
أكتب يالعربية
لكني نوبي
نوبي الجينات
أجدادي تـِهْراقا وبـَعانخي
لا زيدٌ لا عمروٌ
لا أُوسٌ، لا عبسٌ، لا غـَطفان ْ
::::::::::::::::::::::
أكتب بالعربية
لكني نوبي
ولدتني كَـنداكة النوبية ْ
في قصرٍ مَـلـَـكي
غـذتـني بالعجـوة والقـنديل
سقتني ماء النيل
فـطمتــني بالتـَركيــن
وهـدتني للأيام
ملأي قلبي بالنوبية حتي الثـَمَلان ْ
::::::::::::::::::::
أكتب بالعربية
لكني نوبي
نوبيٌ من كجبــارْ
كجبارٌ أرض الميلاد
كجبارٌ ـــ يا حـمـقي ــــ
أرض الميعاد
كجبارٌ أمْـجــــــاد
كجبارٌ يا ــ قتـلة ـــ
تاريخٌ وحضارة ْ
كجبارُ جدارة ْ
كجبارُ منارة ْ
كجبارٌ في قلبى
كجبارٌ في روحي مثل البركانْ
::::::::::::::::::
أكتبُ بالعربية
لكني نوبي
نوبيٌ من كجبارْ
كجبارٌ أرضي
كجبارٌ بـيتي
كجبارٌ قـبري
بدمي أروي كجبارْ
أموتُ وادفن في كجبارْ
أمــــوتُ أمــ،وت أمـــوتْ
وتحيـــــــا كجـبــــــارْ
أمــا أن أسْــتسْــلم
امّا ان اتركَ كجــبارْ
محالٌ ذلك، ما في الإمكانْ
كـجبـــارٌ لي فــردوسٌ وجــِــــــنانْ

تورنتو اغسطس 2007





الحلقة التاسعة بعد يومين

Post: #97
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-03-2008, 03:31 AM
Parent: #1

أعتـــذار


في مكالمة هاتفية، حدثني صديقي واخي الذي لم تلده امي صلاح توفيق
بان ابنة الاستاذ سعيد محمد جمعة اتصلت به وسجلت احتجاج علي كنية
(خضروات) التي الصقت باسم والدها الآستاذ في هذا البوست
والحقيقة انا لم اكتب اسمه بل كتبه الأخ خالد حاكم في اضافته لبض الأسماء
التي لم اذكرها انا،
للأستاذ الجليل سعيد ولأبنته العزيزة ولأسرته الكريمة
كامل الأحترام والتقدير وبالغ الأعتذار مني ومن الأخ خالد حاكم
علي هذا الخطأ غير المقصود،
لكم ودي وسامحونا

محمد فقير

Post: #98
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-03-2008, 06:21 AM
Parent: #1

آسف انني انشغلت في الفترة الماضية عن متابعة كتابة الحلقات
اليكم الحلقة التاسعة


بدين ـ خواطر وذكريات
9 ـــ صالح شبر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زدني بفرطِ الحسنِ فيك تَحيّرَا :: وارحم حَشيً بلظي هواكَ تسّعـرا
ولقد خلوتُ مع الحبيب وبيننا :: سـرٌ ارق من النسيم اذا سَـري
وأبـاحَ طــرفي نظــرة ٌامّلتها :: فـغـدوتُ معـروفا وكـنت منّكرا
فدهشـتُ بين جماله وجـلاله :: وغـدا لسان الحـالِ عني مُخــبرا
فأَدرْ لِحاظك في محاسن وجهه :: تلقي جـيع الحسن فيه مُـصّورا
لو أن كلّ الحسنِ يَكملُ صورة :: ورآه كـان مُــهلِلاً ومُكـــبّرا

( ابـن الفـــــا رض ) شاعر المتصوفة، والحبيب المخاطب هنا هو الإله.

وهناك في منطقة جبرين، في شياخة شبة، قبة الشيخ (جبرين)، شيخ جبرين شيخ نـُوّار كما يسميه اهل المنطقة، ويقولون ( اُيْقا تبّتوجي) يعني ثبتنا، وفي منطقة (حركيا) هناك قبة ولا اعرف اذا كان هذا الإسم هو اسم الشيخ صاحب القبة، سوف اسأل عنه، وهناك في ابوجازة، في شياخة تشي، قبة الشيخ (محمد ـ شوكت الكبير)، وهو والد حامد(صوفي) الكبير، والذي هو والد بحرية وحاج فرحان، وبحرية هذا هو والد آمنة فقير، والتي هي والدة أستاذنا جعفر عباس، وجدة زميلنا في المنبر، اخونا العزيز عبدالوهاب همت، واستاذنا جعفر هذه الأيام في السودان، مستمتع بمراسم (زواجه) اُوووووب صوري، اقصد زواج ابنه غسان، دامت الأفراح، وعقبال الباقين، وهذه الأسرة حسب الأخ (حسن حامد)، تـُكَـنـّي اي حامد في الأسرة بلقب (صوفي)، والإمام الحالي لجامع شوكت، هو عمنا محمد حامد(صوفي)، وفي تلك المنطقة، وعلي شاطئ النيل، كانت هناك مقبرة تنسب الي شيخ اسمه (شيخ موسي ود بُرو)، وكان الأطفال عندما ينزلون الي النهر للسباحة ينادونه ويقولون (شيخ موسي ود بُرو، اُلْمِن اَقلـّلا كُكُندي ويكا إدِرْ)، الأُلـُمْ هو التمساح، والككندي هو حجر صلب ضخم قوي، يدق به (الكُجـِر) في الأرض ، والكجر هو الوتد الذي تربط فيه البهائم، وكان النداء كأنه يقول، امنع عننا التمساح بان تضع في فمه حجراً، ويقال انه في الفيضانات، كانت المياه تغرق المنطقة التي فيها القبر، ولكنها لا تغرق القبر، وقد نقل قبر هذا الشيخ من قرب الشاطئ الي المقابر. ولم اتمكن من ان اعرف اذا كانت هناك (قباب) اخري في الجزيرة، ولكن وحسب إجتهاد الأخ معتصم عبدالفتاح، وهو إجتهاد اراه صائباً، ان الأجزاء الجنوبية من جزيرة بدين جديدة لحد كبير مقارنة بالمناطق الشمالية منها، والقباب مباني قديمة، ولذلك فلا توجد قبة في سقدان وسلنارتي، وهنا انوه لكل من يعرف غير ذلك ان يعرفنا، ولتكن كتابة هذه السيرة عن بدين جماعية، بمشاركة الجميع.

صالح شـبر
ـــــــــــــــــــ
أما أكثر الشخصيات الدينية شهرة فقد كان شيخنا الأُستاذ صالح شبر، عليه الرحمة، كان ازهرياً مجيداً، جاءنا من الأزهر بعـلم غزير، والي علمه الغزير، كان شيخنا صالح، بهي الطلعة، طاغي الحضور، قوياً مهاباً، وكنت في منتهي الحيرة كيف اكتب عنه، وماذا اقول، ولكن صديقي واخي الآخرالذي لم تلده امي، علي عبدالرحيم ابسكو، كفاني عن تلك المهمة، فارسل لي هذا الحديث الشيق عن شيخنا الكبير صالح شبر، واليكم حديث الأخ علي:ــ

((بعد خصام طال مع القلم، وعشقاً مات في داخلي مع الأدب، كما ماتت اشياء كثيرة أخري، استميحك اخي محمد عذراً، لأحاول الكتابة هنا، عن الرجل الرمز، الرجل الأمة، الرجل الذي تصدي لإصلاح مجتمع بدين وحده، في زمن كان فيه، بعض ائمة المساجد عندنا، كما في كثير من بقاع الوطن الإسلامي، يدعون لنصرة السلطان عبدالحميد، كانوا يدعون لنصرته، في خطب كتبت قبل مئات السنين، دون ان ينتبهوا الي ان السلطان مات وشبع موتاً، هذا الرجل الرمز هو الشيخ صالح شبر، ومَنْ مِن بدين لا يعرف صالح شبر، وانا لا ادعي انني الأجدر بالكتابة عن هذا العبقري، ولا ادعي معرفة كاملة عن حياته، ولكني سأكتب عنه، لحدث شهدته، وما زالت أحداث ذلك اليوم عالقاً بذهني، بكل تفاصيله، رغم تمتعي بذاكرة خربة .
صالح شبر، يا أحبتي، كان مدرسة تربوية، ومصلحاً دينياً، وعالماً إجتماعياً، وصاحب رسالة، عاني ما عاني من أجلها، تحمل الأذي الكثير، حتي انه تعرض للضرب المبرح، ولكنه تحمل من اجل رسالته النبيلة، كان الشيخ صالح عبقرياً في وطن ارخص بضاعة فيها هي العبقرية، كما قال المبدع الراحل الفاضل سعيد، كان أزهرياً متعمقاً في امور الدين، وكان واعظاً يمر علي كل مساجد بدين، والقري القريبة، الي الشرق من الجزيرة والي الغرب، كنا نراه في مسجدنا مرة كل ثلاثة اشهر، وما كنا نجرع من بحر معرفته، تفوق ما تعلمناه في سنوات من غيره. كان صالح الصالح هذا، يملك موهبة في الخطابة، وطريقة بسيطة وسلسة في توصيل المعلومة، لم ار مثلها حتي هذه اللحظة، كان يملك (الكرزما) ، وهي ميزة عرفنا اسمها العلمي فيما بعد، ولكننا كنا نحسها فيه، الكرزما التي يتباهي بها ساسة العالم اليوم، لم يستعمل كلمة واحدة، فوق استيعاب البسطاء من اهلنا، الاّ وقام بشرحها باسلوبه المبسط الخفيف، كان ظريفاً يُضحك كل من في المسجد، ولكنه كان يستعمل الظرف ليغلف به جرعات قوية من امور الدين والعقيدة.
تملك ناصية اللغـتين العربية والنوبية، كانت خطبه ومواعظه بليغة وممتعة، كان يلقي خطبه بالعربية وبصوت جهوري، ثم يترجمها الي الرطانة ، وكان كثيراً ما يطلق الكلمة بالرطانة فلا يعـرف الناس معـناها، فيضطر الي شرحها. وكان له مقدمة خاصة به، يقـولها قبل الخطب، ولم أسمع مقدمة أبلغ ولا أشمل من تلك المقدمة، لو وجدتها لكتبتها هنا، ولكنها ضاعت ولم تسجـل، كالكثير الذي ضاع وكان جديرا بالتسجيل. وكان لا يخاف في الحق لومة لائم، يهابه حتي الأئمة والوعا ظ ، شعاره قول الفاروق رضي الله عنه ( الرجل اذا مشي اسرع، واذا تكلم أسمع، واذا ضرب أوجع )، وكانت له غضبات مضرية في حق الله، يفقـد صوابه معها فيخاف الناس ويعيشون في رعب، كان له الفضـل في محاربة الكثير من البدع والعادات التي لحـقت بالدين الحنيف، كان يتحدي أئمتنا ويحاول ان ينتقل بهم الي مرحلة ادراك وفهم صحيح للدين، كان يحاول ان يقول لهم ان المساجد ليست لأداء فرائض الصلاة فقط ، بل منها تنطلق حركة اصلاح المجتمع باسره، كانت رسالته واضحة وصريحة، لا بد من تطابق قولك مع عملك، تلك كانت فلسفته التي طبقها في نفسه، قبل ان يطالب الناس بها، وعدم تطابق القول مع الفعل، هو بالضبط ما يفسر امتلاء المساجد بالناس، وفي نفس الوقت تفشي الفساد الكامل في المجتمع . في عهد الطاغية نميري، تم زيادة اسعار السكر والقمح، وأخذ هذا المصلح موقفاً من هذه القرارات الجائرة، فحرم علي نفسه اكل منتجات القمح والسكر حتي مات، ويحكي ايضاً ان احدي نساء الحي، جاءت لتسال الشيخ عن راي الدين في امر ما، ولم يكن الشيخ موجوداً، فإجتهدت زوجته من عندها وأفتت للمرأة في المسألة، وكانت مخطأة، وعندما علم الشيخ بما حدث، لم يتواني ان يحكي هذا الموقف في كل المساجد، محذراً الناس من خطورة ان يفتي من لا علم له في امور الدين، لم يكن غرضه التشهير بزوجته، ولكنه احس بخطورة الأمر وما يمكن ان يترتب عليه، ولنقارن هذا بكل ما يحدث الآن، الكل يفتي ويكفر ويفسر كما يريد، الكل يتحدث في امور الدين كما يتحدث عن مباراة كرة قدم، دون معرفة، كثرت الإجتهادات فكثرت الخلافات، وكثرت الفرق الدينية.
أما الموقف العجيب الذي شهدته مع هذا الشيخ، فإنه كان علي خلاف مع إمام احد مساجد الجزيرة في مسألة دينية، ولكن الإمام حول الخلاف الي مسألة شخصية، فعندما جاء الشيخ صالح الي المسجد للوعظ بعد صلاة الجمعة، وفور الإنتهاء من الصلاة، غادر الإمام ، وطلب من المصلين مغادرة المسجد، فور صعود الشيخ للمنبر، فتبعه البعض، ووقف الشيخ في المنبر يتابع الخارجين بهدوء، ثم قام بعد من بقوا من الرجال في المسجد، وكان العدد إتنا عشر رجلاً بالضبط ، فقال الشيخ صالح، سبحان الله، هذا هو نفس الموقف الذي مر به الرسول(ص)، عندما جاءت القافلة التجارية بعد طول غياب، تركه الناس واقفاً وذهبوا الي تجارة ولهو، فنزلت الآية (ولما رأو تجارة ولهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً ) وشرح الشيخ صالح كيف ان الرسول قام بعَـدّ من بقي من الرجال فكان نفس العدد، ووضح كيف ان الرسول قال للمصلين في ذلك اليوم، ان الله رحم اهل هذه الديار، وحماهم من مصيبة محققة، بفضل هؤلاء الإثنا عشر رجل، ثم وجه حديثه الي المصلين في صوت حزين وقال، لا ادري ماذا كان سيحدث في هذا البلد اليوم ان لم تبقوا، هذا موقف حضرته بنفسي، ويعيش في داخلي من ذلك اليوم، ألا رحم الله صالحاً، وبارك في ذريته، لم تمهله المنية فـفـقـدته المنطقة كـلها في عمر مبكر.))

الي هنا وانتهي حديث الأخ علي، والحقيقة ان الجزيرة إحتفت بذكراه العطرة، فأقامت بعض المراكز باسمه، كمركز صالح شبر الإسلامي في سقدان ، وهذه الحلقات مشروع كتاب عن بدين، وارجو ممن لديه معلومات عن الشيخ صالح افادتنا بها، فهو من الشخصيات الأساسية في الجزيرة، رحمه الله صالحاً واسكنه الجنة.ً

نواصـــل


.

Post: #121
Title: Re: رد
Author: Mubarak kunna
Date: 02-17-2008, 10:58 PM
Parent: #98

وهناك في ابوجازة،
Quote: وهناك في ابوجازة، في شياخة تشي، قبة الشيخ (محمد ـ شوكت الكبير)، وهو والد حامد(صوفي) الكبير، والذي هو والد بحرية وحاج فرحان، وبحرية هذا هو والد آمنة فقير، والتي هي والدة أستاذنا جعفر عباس، وجدة زميلنا في المنبر، اخونا العزيز عبدالوهاب همت، واستاذنا جعفر هذه الأيام في السودان، مستمتع بمراسم (زواجه) اُوووووب صوري، اقصد زواج ابنه غسان، دامت الأفراح، وعقبال الباقين، وهذه الأسرة حسب الأخ (حسن حامد)، تـُكَـنـّي اي حامد في الأسرة بلقب (صوفي)، والإمام الحالي لجامع شوكت، هو عمنا محمد حامد(صوفي)، وفي تلك المنطقة، وعلي شاطئ النيل، بمشاركة الجميع.




الكريم ميمد

تحيه عطره

شدتنى هذه العروس الجميله التى تم زفافها

بين مزارع بــــدين وحقولها ووديانها

هذه العروس الجميله و هى تلبس ثوب زفافها الابيض

و تتمختر بين مدن السودان كانها طاؤؤس .

ميمد انت كتبت عن جدودى وعن اعمامى و بما فيه الكفايه

و اشكرك

على هذا الاسلوب الرقيق من شخصك

انا من تشى وو ابجازه من بدين من هذه الارض الحلوب

التى اعطتنا ولم تبخل بخيرها علينا

طبعا جدنا الكبير محمد كنه كان تاجر اقمشه بين السودان و مصر و حلفا

وسمعت من حاج الشيخ كنه و محمود حسن كنه قالةا عندما كان يتعاركون مع الحدحيد

كانت عندهم مقوله مشهوره الى اخوان الحداحيد كانوا بقولوا ليهم تبت تبت جلى مرجه

للمعلوميه الاخ حسن حامد عبدالكريم موجود بالولايات المتحده الامريكيه و لقد تم عقد

قرأن ابنته


مبارك محمد عبدالكريم خيرى

مبارك كنه


تحيـــــــــــــــاتى

Post: #99
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-03-2008, 07:12 PM
Parent: #1

؟؟؟؟؟

Post: #100
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 02-03-2008, 09:36 PM
Parent: #1

(صالح شبر) هو صالح ادريس صالح شقيق الاستاذ سيد ادريس صالح والد زميلة المنبر المختفية( سماح سيد ادريس)

Post: #101
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-04-2008, 07:12 AM
Parent: #1



بوابة نوبية تقليدية
ليست قديمة جداً انما هي جديدة لحد ما

Post: #102
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-04-2008, 02:38 PM
Parent: #1



كرمةــ الدفوفة
هل عرفنا كل اسرارها المدفونة؟؟

Post: #103
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 02-05-2008, 11:05 PM
Parent: #1

UP

Post: #104
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-06-2008, 07:21 AM
Parent: #1

قلت ان الأثافي (وانا لا اعرف الكلمة الدارجية للاسم)
قلت ان اسمها (قُـفَدْ)
ولكن اسمها ( اُبـرْتي) بفتح الباء،(بضم الباء تصبح بمعني الرماد) وهذا الأبرتي ثلاثة حبات حجر توضع قرب بعض
ويضعون فوقها الحلة ويشعلون النار تحتها للطبخ او الغلي، او انها حاجة رسمية مبنية من الطين كابرتي،
وايضاً اذا أصاب احدهم مغص شديد كانوا يسخنون الأبرتي ويلفونه بقماش
ويضعونه في مكان الألم في البطن او الجنب

اما القفد فهي المبخرة التي يشعلون فيها البخور

Post: #105
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-08-2008, 06:16 AM
Parent: #1

رسالة طويلة إلي إبـني عـَـلِـي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيا برق ليس الكرخ داري وإنـّما ::: رمـاني الـيه الدهــر منذ ليـال ِ
فهل فيك من ماء المعـّرةِ قطـرة ٌ ::: تغيـثُ بها ولهــانَ ليس بسـال ِ

تـَمثلتُ قول الحكـيم الفيلسوف قبل اسابيع وأنا وإبني علي، أو إبني علي وأنا، نعــافـر الـ Snow لتخليص عربتي من الثلج الذي إرتفع لعدة سنتيمترات عن الأرض، قـال Snow shovel قـال، مالي أنا وما للإسنو، مالي انا وما للشفل، مالي وما لهذا الصقيع أصلاً، مالي وما لهذه الشقاوة، كنت هناك مرتاحاً، هناك في بدين، جزيرة في شمال السودان، هناك ولدت ونشأت، طفولتي وصباي وبداية شبابي، هناك في ذلك القطس الدافئ الحميم، جزيرة في منتصف النيل، يحيط بها الماء من كل جانب، Swimming pool طبيعي يا إبني، تنزل وتسبح مع الأسمـاك والتماسيح والسلحفاء، تشرب من نفس الماء ولا يصيبك ضرر، لا برد هناك ولا ثلج ولا جليد، جزيرة ( مهمشة) إذا قسناها بالمعطيات العصرية، ولكنها جزيرة منعشة جداً في (العصرية)، تخرج من البيت فيتلقاك الهواء رقيقاً نظيفاً منعشاً، هواء نقي، مشبع برائحة الجروف، لم يتلوث بسموم العربات ولا الموترات، ولا المصـانع ولا الـ Green House ، فلا قرين هاوس هناك ولا وايت هاوس، هناك طين هاوس، بيت من الطين، مسقوف بمروق السيسبان وجريد النخل، دافئ حميم شتاءٍ، بارد لطيف صيفاً، هناك يا إبني تسير الحياة بهدوء، علي فطرتها، دون عجلة، تخرج من البيت فتجد الناس هاشين باشبن، ضاحكين مبتسمين ، :ـ
وعم عبدالرحيم ما بيخبر زعـل
كل الناس هناك ما تخبر زعـل
يزعلوا لشنو، يزعلوا من منو
كل الناس هناك، كل الناس صحاب
كل النـــــــاس أهـــل ،

نعم، كل الناس صحاب، كل الناس أهل، ولكنك لن تعرف عم عبدالرحيم، ولن تعرف الحاج ود عجبنا، ولا حميد ولا الفرجوني ولا مصطفي سيداحمد: ـ

الحاج ود عجبنا في الفريق يا هو الركيزة
هو البشيل حمل الرضاعة، وعندو كلمة علي الجماعة
في الطريق باقيلنا .. تاية، وكل طيب ليه غاية
للضعيف تلقاه ساند، ويقهر الكعب المعاند
وللضيوف ديوانو فاتح، ديل يهلو، وديل يقومو
عمنا الحاج ودعجبنا، من سنين ايام جهلتو
يسأل المولي السلامة، وسترة الحال والكرامة

نعم يا بـُـنيّ، عندنا عم عبدالرحيم، وعندنا الحاج ود عجبنا، في كل بيت، في كل حي وكل حلة، كبار المقام، محترمون مبجلون، اصحاب كلمة علي الصغير والكبير، بسطاء انقياء، عفيفو القلب واليد واللسان، ما كانوا ليهانوا، ولكن جاءهم زمان تعيس اهينوا فيه، و لن يرحم اللهُ ولا التاريخُ من اهانوهم، وتلك قضية اخري، وما أكثر القضايا الأخري، هناك يا إبني يعيش الناس في امان، يقضون أغراضهم بتأني وهدوء، والوقت هناك غير محسوب، واليوم طويل طويل، وليست كأيام هذا البلد المستعجـلة. Shovel يا ابني Shovel، فأنت مستمتع بهذا البرد وهذا الإسنو، أما أنا فقد تجمدت أطرافي، واصتكت اضراسي، وتوقف الدم في عروقي، أما أنا فليست لي في هذه متعة، أنا لا أنتمي الي هنا، لا أنتمي إلي هذا الطقس، إنما أنتمي الي هناك ، الي بدين، حيث لم تكن فيها عربات، فلم نكن نحتاج إليها، ماذا نفعل بها؟، المشاوير تـُقضي علي الأرجل، مشياً علي الأقدام، او علي ظهور الدواب، هناك الحمار يعتبر The man's best friend وليست الكلاب كما هنا، لم يكن في الجزيرة بوليس، فالناس لا يخالفون القانون أصلاً ، لم يكن في الجزيرة مستشفي ولا Family Doctor ، ولا اسعاف ولا مطافئ ولا 911 ، لم نكن نعرف الحكومة، ولا الحكومة تعـرفنا، تركتنا الحكومة في حالنا، وتركناها في حالها، رغم كل هذا التهميش، كانت الحياة سهلة ويسيرة، لا عناء فيها ولا شقاء. فيا برق ليس الكرخ داري وإنما .... ، أقرأ أبيات المعري علي إبني، ذو الثلاثة عشر عـاماً ، وهو يقول لي Dad, what you talking about? ، فاقـــول له never mind, never mind ، فأنت لن تفهم، وأنا ماذا فعلت ؟، ماذا صنعت بك ؟، أتيت بك الي هنا ولما تكمل عــامك الأول، ويبدو انني سوف أتركك هنا وارحل عن الدنيا، ولا ادري انفعتك ام أصبتك بضرر، هل أذنبت في حقك؟، هل كان يجدر بي ان اربيك هناك؟، ام ان هـذا افضل، لست ادري، ولكني ادري انني سعيت للأفضل، للحياة الكريمة، من هناك، من بدين سافرت الي الخرطوم، بحثا عن حياة أخري، تخيلناها افضل، ولمـّا ( غـرّبْ حامد وشـرّقْ بلّـة)، تركنا الوطن بأكمله وإغتربنا، وطاب لنا المقام في الخليج سنوات طوال، صعدت بنا الحياة ونزلت، واستوت وتعرجت، أفرحت وأحزنت، ثم رمتنا الأقدار في ضواحي الإسكيمو، وها انا الآن، اقف معك هنا، ألبس الكوت والبوت والهات والقلفز والإسكارف، وأعافر معك الإسنو، هناك يا ابني، هناك في بلدي يا حبوب، نلبس الجلابية والتوب، ولكن أين هناك من هنا ، وأنت، ماذا تعرف عني، ماذا تعرف عن ماضييّ، ماذا تعرف عن ابي وامي، ماذا تعرف عن أهلي وعشيرتي، ماذا تعرف عن وطني، أنت لن تعرف شيئاً عن حلفا، ولا عن نمولي، ولا عن الجنينة، ولا عن الكرمك، وتلك أركان الوطن الأربعة، أنت لن تعرف وردي، ولا مسونكيل، ولا فقن ونجي، ولا صواردن شو، وكما أنك لن تعرف وردي فإنك لن تعرف أبوآمنة، أبوآمنة حامد، ولن تعرف أنهم غنوا، وما أحلي ما غنوا، حينما إلتقوا في حلفا بأم الضفائر، النافرة الأليفة، وفي كريمي شايقية بشلوخا، وفي شندي بنات جعل، نايرات خدودن زي فجرا اطل، وفي سنكات سمرا أبية، حلوة هدندوية، وفي قلب الجزيرة الحلوة النضيرة، وفي الغرب اغيد، تراقص المشاعر مع دقة النقارة، وفي الجنوب ساحرات سارحات في السهل والغابة، أنت لن تعرف عبدالقادر سالم، ولن تغني معه لكردفان، انت لن تعرف محجوب شريف، ولن تجلس معه في حضرة الوطن حيث يطيب الجلوس، وأنت لن تعرف المكي، محمد ابراهيم المكي، ولن تشعل معه الحقول قمحاً ووعداً وتمني، أنت لن تعرف ودالأمين، ولن تشدو معه لأكتوبر، ولن تتعلم معه من الأيام، أنت لن تعرف عثمان حسين، ولن تعشق معه الجمال، أنت لن تستمتع بذلك اللحن الشجي الذي ينبعث من زمان الناس، وضنين الوعد، وتفشي الخبر، لن يطربك صوت الطنبور في (بت البلد عرفت تحب) او(حتي الطيف رحل خلاّني)، لن يثملك ذلك الصوت الأسطـورة، صوت أبو داؤود، في زهـرة الـروض الظـليل او انـّة المجروح او هات لينا صباح، لن تعرف ابراهيم عوض، ولن (تججن) الناس معه طرباً، أنت لن تعرف الصوفي المعـذب، ولن تستمع له وهو يحدثك عن النيل، سليل الفراديس، لن تعرف جماع، إدريس جماع، لن تمشي معه في مواكب الليل، حاسر الرأس، تستشف معه من كل شئٍ جمالا،أنت لن تعرف عنـّا شيئاً، لن تعرف الفـركة والقـرمصيص، لن تعرف قطع الرحط ، لن تعرف الخُمرة والدلكة، والطلح والدخان، انت لن تعرف المجذوب، محمد المهدي المجذوب، ولن تقرأ غـمائم الطلح، ولاكـنِيّ اروي لك منه:ـــ

وحفرة بدخان ِ الطلح ِ فاغـمة ٍ::: تندي الرَوادِفِ تلويناً وتعطيرا
لمحت فيه وما امعنت.....::: ...........................مذعورا
مدت بناناً به الحِناءُ يانعة ً::: ترد ثوباً الي النهدين مَحْسورا
قد لفها العطرُ لف الغيمِ منتشراً:: بدر الدجي وروي عن نورها نورا
يزيد صُفرتها لمعاً وجدتها::: صقلاً وناهدها المشدودَ تدويرا
أرخي الدخان لها سِتراً فبعّدها ::: كدرةٍ في ضمير البحر مَسْجورا
حتي اذا ضاق كِـنّ عنه أنفذه ::: هين الصعودِ خصاصُ الباب مكسورا

أنت لن ترافق عمنا صالح جبريل الي كسلا، ولن تزور معه حديقة العـشاق، بين صب في حبه متلاشٍ وحبيب مستغرق في عناق، أنت لن تعرف الهادي آدم، ولن تكتب معه الشعر علي ضوء ثقاب .
انت لن تعرف نوباتيا ولا المقرة ولا علوة، لن تعرف تهراقا وبعانخي، لن تعرف السلطنة الزرقاء ولا سلطنة دارفور، لن تعرف تقلي ولا المسبعات، لن تعرف معركة القلابات ولا كرري ولا ام دبيكرات، لن تعرف عَـلِي عبداللطيف، لن تعرف حريق المك في قلب الدخيل، لن تعرف الجسارة، حينما أستشهد في مدفعه عبدالفضيل، لن تعرف مهيرة، ملهمة الفـرسان جيلاً بعد جيل، لن تعرف الإمام المهدي، لن تعرف القرشي ولا التاية . انت لن تعرف عبدالخالق محجوب، نجم نجوم الوطن، ولن تسمعه وهو ينادي بلسان الفيتوري :ـــ
لا تحفروا لي قبـراً
سأرقد في كل شبر من الأرض
أرقد كـالماء في جسد النيـل
أرقد كالشمس فوق حقول بلادي
مثــلي أنا لا يسكن قبـرا
لا تحفروا لي قبرا
سأصعد مشنقتي
وأغسل بالدم رأسـي
وأقطع كفي
وأطبعها نجمة فوق واجهة العصر
فوق حوائط تاريخه المائلة
وأبذر قمحي للطير والسابلة

نعم، مثله لا يسكن قبرا، فالقبر يسع المقبورين، وهو ليس مقبورا، هو راية فوق هامات الوطن، فوق رؤوس الجبال وجريد النخل، هو في صوت العاصفة وصرير الريح، هو في رمل الصحراء وثمـار الغابة هو( في كل عين وفؤاد، وسيبقي رغم سجن الموت، غير محدود الإقـامة).
أنت لن تعرف العباسي، محمد سعيد العباسي، ذاك شاعر يا بني مجيد، وما أكثر الشعـراء المجيدين في بلادي، لا احصيهم، ولكني اقتطف لك من عهد جــــيرون :ــ
ارقتُ من طول هم باتَ يعروني ::: يثير من لاعج الذكري ويشجوني
منيت نفــسي آمالاً يماطــلني ::: بها زماني من حين الي حين
ألقي بصبري جسام الحادثات ولي ::: عزم أصد به ما قد يلاقيني
ولست أرضي من الدنيا وإن عظمت::: الا الذي بجميل الذكر يرضيني
وقد سلا القلب عن سلمي وجارتها::: وربما كنت ادعوه فيعصيني
يا بنت عشرين والأيام مقبلة ::: ماذا تريدين من موعود خمسين
قد كان لي قبل هذا اليوم فيك هوي::: اطيعه وحديث ذو افــانين
ازمان امرح في برد الشباب علي ::: مسارح اللهو بين الخرد العـين
والعود أخضر والأيام مشرقة ::: وحالة الأنس تغري بي وتغريني
في ذمة الله محبوب كفلت به ::: كالريم جيداً وكالخيروز في اللين

وأنت لن تعرف الأزهـري ولا المحجوب، لن تعرف قادة الإستقلال في وطني ولا في القارة السمراء، لن تعرف جمال عبدالناصر، ولانكروما ولا نايريري ولا سيكتوري، ولا سنقور ولا لوممبا، انت لن تعرف ماندلا، نلسون مانديلا، ذلك الرجل القارة، جدير بك ان تعرفه، وسوف احدثك عنه، كما انني سوف احدثك عن الأستاذ، ذلك الجسور، الفيلسوف الشهيد، الباسل،
عملاق شنقه أقـزام، إغتالوا فيه علماً غزيراً ومعـرفة حقة، راح ضحية الهوس الجبان، ضحية التخبط والإستهتار، عندما إتخذوا الدين سلعة رخيصة، تباع وتشتري في أسواق النخاسة السياسية الكاسدة، سلعة رخيصة فرشوها في شوارع الخرطوم المنكوبة، أخذوا بالشبهة، وتعاملوا مع الظنة، أقاموا المحاكم تحت الأشجار وفي ظل البرندات، أبتدعوا ما ليس في الدين، تخبطوا يميناً وشمالاً شأن المسعورين الخائفين، فوزعـوا التهم وأحضروا شهود الزور، وأتوا بقضاة وصفهم الأستاذ فما ظلم ( أنا أعلنت رأي مرارا ، في قوانين سبتمبر 1983م ، من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام .. أكثر من ذلك ، فإنها شوهت الشريعة ، وشوهت الإسلام ، ونفرت عنه .. يضاف إلي ذلك أنها وضعت ، واستغلت ، لإرهاب الشعب ، وسوقه إلي الاستكانة ، عن طريق إذلاله .. ثم إنها هددت وحدة البلاد .. هذا من حيث التنظير ..
و أما من حيث التطبيق ، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها ، غير مؤهلين فنيا ، وضعفوا أخلاقيا ، عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية ، تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب ، وتشويه الإسلام ، وإهانة الفكر والمفكرين ، وإذلال المعارضين السياسيين .. ومن أجل ذلك ، فإني غير مستعد للتعاون ، مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر ، والتنكيل بالمعارضين السياسيين ) هكذا تكلم الأستاذ في شجاعة لم تكن لتنقصه، ألم يكن اول سجين سياسي في البلاد؟، هكذا حكم عليهم قبل ان يحاكموه، مهلاويٌ أفل نجمه ولم يهل، ومكاشفيٌ لو كشف الله له جزءاً يسيراً مما كشفه للأستاذ، لما فعل ما فعل، وابو قرنين مسدلين، ولم نر القرون الاّ واقـفة منتصبة، اراد ان يأخذ التاريخ من قرنيه، (كناطح صخرة يوماً ليوهنها :: فلم يضرها وأوهي قرنه الـوعلُُ ) أنهم إتخذوا الدين سلعة رخيصة اشتروا بها بعض الوقت في كراسي السلطة، فما نفعتهم، أخذهم الطوفان الذي ثحدث عنه الأستاذ، ذهبوا غثاءً كـغثاءِ السيل، وبقي في الأرض ما ينفع الناس‘ بقي الشهيد بإنتاجه الفكري الثر‘ أقوال مأثورة وكتب منشورة، بقي العالـِمُ الجليل، ينتفع الناس بعلمه الصادق النبيل، بقي، وما غاب ابداً، فمثله لا يغيب، ، ساقوه الي المشنقة بامر مشيرهم الجاهل ، فجاء شامخاً يبتسم، ملؤه الشفقة علي جلاديه، جاء وئيداً ولسان حــاله يقـول، اللهم أغفر لهم فإنهم لا يعـلمون،
ويخلع النعلين عند سفح المشنقة
كأنها المصلى ، وهو يصعد الخطى الواثقة الموثقة
كأنه المحب فى لقاء محبوب مهاجر يرنو لأن يعانقه
ويكشف الغطاء عن بوارق ابتسامة
عن أنضر ابتسامــة
عن أجسر ابتسامــة
كالشمس لم تخامرها غمامة
برهانه على اليقين والصمامة
رسالة الى الأحرار بالخلاص المرتجى
حرب على الفجار فهى فى حلوقهم شجى
وفى عيونهم قذى وفى صدورهم لظى
فقد أبى أن يعطى الدنية فى دينه من نفسه الأبية
لله وحده أعطى زمامه
أقام دينه أوفى تمامه
تبت يداهم يقتلون فى الضحى السلام
والغصن والحمامة
وحوله هتافهم كجوفهم مباءة المساءة
قاماتهم قماءة ، وجوههم دمامة
أليسوا الساقطين فى شر الفتن ؟
البائعين الدين ، والمبايعين التالف المتلاف
بيعة الإمـامــة
هكذا قال عوض الكريم موسي، وهذا نذر يسير مما قيل في الشهيد، في ذلك اليوم الكئيب جاؤوا به الي المشنقة في مـأسـاة كمأسـاة الحلاج، توضأ شيخنا فاسبغ الوضوء، وجاء يصلي صلاة العشق، تماماً كما فعل الحلاج، ألم يقطعوا كف الحلاج فرفع يده المقطوعة، ومسح بها وجهه وهو يقول( ركعتان في العشق لا يصح وضوؤهما الاّ بالدم ) ، لا بد ان الأستاذ في ذلك الموقف المهيب تمثل بقول الحلاج في مثل ذلك الموقف ( اللهم إنك المتجلي عن كل جهة، المتخلي عن كل جهة، بحق قدمِكَ علي حدثي، وحدثي تحت الملابس قدمك، أن ترزقني شكر هذه النعـمة التي أنعمت بها عليّ، حيث غيبت أغياري كما كشفت لي من مطالع وجهك، وحرمت بها غيري ما ابحت لي من النظر من مكنونات سرك، هؤلاء عبادك قد إجتمعـوا لقتلي، تعصباً لدينك، وتقرباً إليك، فأغفر لهم، فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لي لما فعلوا ما فعلوا، ولو سترت عني ما سترت عنهم لما إبتليت، فلك الحمد فيما تفعل، ولك الحمد فيما تريد . ) نعم يا بُنيّ، هكذا ناجي الحلاج ربه وهو يـُقطـّع قطعاً علي حبل المشنقة، وهكذا قال الأستاذ الشهيد، محمود المحمود، وبعد شنقه لم يعرف الأقزام ما يفعلون، فرفعوه الي أعلي، الي السماء، طاروا به في الفضاء، إعتلي بهم حين ارادوا ان يخفضوه، ذلك ما يفعله أصحاب العـُلي والسمو، إنها مواقف منحوتة في ذاكرة التاريخ، وذاكرة التاريخ لا تَـنسي، وأنت كما انك لن تعرف صاحب الطواسين ولا صاحب الرســالة الثانية، فإنك لن تعرف صاحب الفتوحات المكية، أنت لن تعرفه، ولكنه قال:ــ
نَعْـتُ المهيمن بالأطلاق تقييد ::: وكل ما قيل فيه فهو تحديدُ
وإن سكتُ علي عجز أفوز به ::: فذلك العجز أيضاً فيه تقييدُ
فليس يخرج في ظني ومعرفتي ::: شئٌ عن القيد لاشرك وتوحيدُ
تنزيهك الحق حدٌ انت تعــلمُهُ ::: إن النزيهَ بنفي الحد محدودُ
إن قلت ليس كذا،اثبتـّهُ بكذا ::: وذا لباسُ نزيه فيه تجريدُ
سَـلْبُ التحير عنه لا يشرفهُ ::: وكيف يَشرُفُ بالتنزيه معبودُ
لو لم يكن في كذا لزال عنه كذا ::: وزال عنه به حمدٌ وتمجيدُ
أسماؤه تطلب الأكوان أجمعها ::: فنعتها بالغني المعلوم مفقودُ
لولا القبول الذي منا لما ظهرت ::: آتارها فلنا من ذلك الجودُ
إن الوجود الذي أثبته نسبٌ ::: فلا وجودَ فما في العين موجودُ
بذا المحال الذي ترمي به فطرٌ ::: وكيف يقبـلـُه والكونُ مشهودُ
أثبتّ عينك عند النفي نافية ::: فمن نفيتَ وباب النفي مسدودُ
وكيف تنفي وجوداً أنت تثبته ::: عقلاً وعيناً، وحوض العقل مورودُ

ذلك ابن عربي، وذلك قول كبير، ولذلك سمي قائله بالشيخ الأكبر، ذلك قول كبير كالكون واكبر، قول عميق كالبحر وأعمق، لا بد ان تتكبد المشاق، وتعاني الصعاب حتي تفهم، لا بد ان تسبح في فضاء الكون، وتغوص في قاع البحر حتي تفهم، لابد ان توقد ذهنك حتي تفهم، وإن فعلت، فلك مني ضمان المتعة، ضمان المتعة الفكرية، وتلك متعة لن تشبع منها، فأفعـل .
فيا برق ليس الكرخ....Dad, what you?? Never mind ، فانت لا تفهم ما أقول، فأنت لن تعرف أبوالعلاء، حكيم المعرة، رهين المحبسين، فيلسوف الشعراء، وشاعر الفلاسفة، أنت لن تعـرفه، ولكـنه قــال: ــ
إذا لم تكن دنياكَ دارَ إقامة ::: فما لك تبنيها بناءَ مُـقـيم ِ
أري النسلَ ذنباً للفتي لا يُقاله ::: فلا تنكحنّ َ الدهـرَ غير عقيم ِ
وأعجبُ من جهل الذين تكاثروا ::: بمجد لهم من حادثٍ وقديم ِ
وأحلفُ ما الدنيا بدار كرامة ::: ولا عَمَـرتْ من أهلها بكريم ِ
سـأرحل عنها لا أُؤّمل أُوْبـَـة ::: ذميماً توَلي عن جوارِ ذمـيم ِ
وما صحّ وُدّ ُ الخِلِ فيها وإنما ::: تغـُرّ ُ بودّ ٍ في الحياة سقيم ِ
فلا تتعلل بـالـمُدام وإن تجـُزْ ::: إليها الدنايا فاخش كل نديـم ِ
وجدت بني الدنيا لدي كل موطنٍ ::: يعـدون فيها شـقـوة كنــعيم ِ
يزيدك فقـراً كلما ازددتَ ثروة ً ::: فتلقي غنياً في ثياب عـديم ِ
فسـادٌ وكـونٌ حادثان كلاهما ::: شهيدٌ بأن الخلقَ صنعُ حكيم ِ

هـكذا قـال حكيم المعرة في اللزوميات، ولكن ما لي أحكي لك؟، أنت لن تعرف كعب ابن زهير ولا إمرؤالقيس، انت لن تعرف البحتري ولا ابوتمام، لن تعرف التوحيدي ولا ابن المقـفع، لن تعرف جعد بن درهم ولا معبد الجهني، لن تعرف النظام، ابراهيم النظام، ولا الجاحظ ، ولا ابن سيناء ولا ابن رشد، لن تعرف ابونواس ولا بشار بن برد ولا ابن الرومي، لن تعرف السيوطي ولن تقرأ تاريخ الخلفاء لتعرف الحقائق، لا جرير ولا الفـرزدق، لن تعرف امل دنقل ولا محمود درويش، لا طه حسين ولا العقاد ، لانجيب محفوظ ولا يوسف إدريس، أنت من ستعرف؟، الي اي الحضارت تنتمي؟، الي اي مستقبل؟، أنت لن تعرف حتي المتنبي، أستاذ الشعراء، ولكنه قال : ــ

مالَنا كُلُّنا جَواٍ يا رَسولُ ::: أَنا أَهوى وَقَلبُكَ المَتبولُ
كُلَّما عادَ مَن بَعَثتُ إِلَيها ::: غارَ مِنّي وَخانَ فيما يَقولُ
أَفسَدَت بَينَنا الأَماناتِ عَيناها ::: وَخانَت قُلوبَهُنَّ العُقولُ
تَشتَكي ما اشتَكَيتُ مِن أَلَمِ الشَوق ::: إِلَيها وَالشَوقُ حَيثُ النُحولُ
وَإِذا خامَرَ الهَوى قَلبَ صَبٍّ ::: فَعَلَيهِ لِكُلِّ عَينٍ دَليلُ
زَوِّدينا مِن حُسنِ وَجهَكِ مادام ::: فَحُسنُ الوُجوهِ حالٌ تَحولُ
وَصِلينا نَصِلكِ في هَذِهِ الدُنـيا ::: فَإِنَّ المُقامَ فيها قَليلُ
مَن رَآها بِعَينِها شاقَهُ القُطـطانُ ::: فيها كَما تَشوقُ الحُمولُ
إِن تَريني أَدِمتُ بَعدَ بَياضٍ ::: فَحَميدٌ مِنَ القَناةِ الذُبولُ
صَحِبَتني عَلى الفَلاةِ فَتاةٌ ::: عادَةُ اللَونِ عِندَها التَبديلُ
سَتَرَتكِ الحِجالُ عَنها وَلَكِن ::: بِكِ مِنها مِنَ اللَمى تَقبيلُ
مِثلُها أَنتِ لَوَّحَتني وَأَسقَمـ ::: ـتِ وَزادَت أَبهاكُما العُطبولُ
نَحنُ أَدرى وَقَد سَأَلنا بِنَجدٍ ::: أَقَصيرٌ طَريقُنا أَم يَطولُ
وَكَثيرٌ مِنَ السُؤالِ اِشتِياقٌ ::: وَكَثيرٌ مِن رَدِّهِ تَعليلُ
لا أَقَمنا عَلى مَكانٍ وَإِن طاب ::: وَلا يُمكِنُ المَكانَ الرَحيلُ
كُلَّما رَحَّبَت بِنا الرَوضُ قُلنا ::: حَلَبٌ قَصدُنا وَأَنتِ السَبيلُ
فيكِ مَرعى جِيادِنا وَالمَطايا ::: وَإِلَيها وَجيفُنا وَالذَميلُ
وَالمُسَمَّونَ بِالأَميرِ كَثيرٌ ::: وَالأَميرُ الَّذي بِها المَأمولُ
الَّذي زُلتَ عَنهُ شَرقًا وَغَربًا ::: وَنَداهُ مُقابِلي ما يَزولُ
وَمَعي أَينَما سَلَكتُ كَأَنّي ::: كُلُّ وَجهٍ لَهُ بِوَجهي كَفيلُ
وَإِذا العَذلُ في النَدا زارَ سَمعًا ::: فَفِداهُ العَذولُ وَالمَعذولُ
وَمَوالٍ تُحيِيهِمِ مِن يَدَيهِ ::: نِعَمٌ غَيرُهُم بِها مَقتولُ
فَرَسٌ سابِقٌ وَرُمحٌ طَويلٌ ::: وَدِلاصٌ زَغْفٌ وَسَيفٌ صَقيلُ
كُلَّما صَبَّحَت دِيارَ عَدُوٍّ ::: قالَ تِلكَ الغُيوثُ هَذي السُيولُ
دَهِمَتهُ تَطايِرُ الزَرَدَ المُحـ ::: ـكَمَ عَنهُ كَما يَطيرُ النَسيلُ
تَقنِصُ الخَيلَ خَيلَهُ قَنَصَ الوَحـ ::: ـشِ وَيَستَأسِرُ الخَميسَ الرَعيلُ
وَإِذا الحَربُ أَعرَضَت زَعَمَ الهَو ::: لُ لِعَينَيهِ أَنَّهُ تَهويلُ
وَإِذا صَحَّ فَالزَمانُ صَحيحٌ ::: وَإِذا اِعتَلَّ فَالزَمانُ عَليلُ
وَإِذا غابَ وَجهُهُ عَن مَكانٍ ::: فَبِهِ مِن ثَناهُ وَجهٌ جَميلُ
لَيسَ إِلاكَ يا عَلِيُّ هُمامٌ ::: سَيفُهُ دونَ عِرضِهِ مَسلولُ
لَستُ أَرضى بِأَن تَكونَ جَوادًا ::: وَزَماني بِأَن أَراكَ بَخيلُ
نَغَّصَ البُعدُ عَنكَ قُربَ العَطايا ::: مَرتَعي مُخصِبٌ وَجِسمي هَزيلُ
إِن تَبَوَّأتُ غَيرَ دُنيايَ دارًا ::: وَأَتاني نَيلٌ فَأَنتَ المُنيلُ
ما أُبالي إِذا اتَّقَتكَ الرَزايا ::: مَن دَهَتهُ حُبولُها وَالخُبولُ

ذلك هو المتنبي، مالئُ الدنيا وشاغل الناس، ما كان الدهر بالنسبة له الا من رواة قصائده، اذا قال شعـرا أصبح الدهـر منشدا، ذلك الذي نظر الأعمي الي أدبه، وأسمع كلماته من به صممُ، ذلك الذي عرفه الخيل والليل والبيداء، والسيف والرمح والقرطاس والقلم، ذلك هو المتنبي، قال ما قال ونام قرير العين هانيها،
وسهر الخلق جراها واختصموا. أنت لن تعرف عبدالرحمن منيف ولا ابراهيم الكوني، لن تعرف حسين مروة ولا نصر حامد أبوزيد، لن تعرف فرانسيس دينق ولن تقـرأ طائر الشؤم، لن تعرف محمد ابوالقاسم حاج سعيد ولن تفهم جدلية التركيب، والمـأزق التاريخي في السودان، لن تعرف الشهيد جون قرنق، نجم سياسي آخر، رفع لواء المسـاواة في الوطن الواحد، حارب التمييز والإستعلاء العرقي السخيف، حارب الإستعلاء الديني الخاطئ، ولكنه مات، ليلاً فوق الجبال، من يدري كيف مات، لن تعرف أبيل ألير، حكيم عملاق، لو تركوا له ولأمثـاله الحكم في السودان لكنا الآن في وضع آخر، أنت لن تعرف شنوا اشيبي ولا وول سوينكا ولا سنغور ليوبولد، لن تعرف منابع النيل ولا مصبه، لن تعرف الهلال ولا المريخ، لن تعرف الزين ولا ضو البيت ولا الطاهر ودالرواس ولا سعيد عشا البايتات، لن تعرف حسنة بت محمود ولا ودالريس ولا بت مجذوب، واذا لم تقل لك بت مجذوب كل شئ، فلن يقل لك احد شيئا، ربما اخذك القطار يوماً الي محطة فكتوريا، وعــالم جين موريس وايزابلا سيمور وآن همند، ربما زرت قاعة البرت، ومسرح البرنس اوف ويلز،ولكنك لن تذهب الي هناك برفقة مصطفي سعيد، لأنك لن تقرأ موسم الهجرة الي الشمال، رواية ولا كل الروايات، تحفة نادرة، ولوحة بديعة، معين لا ينضب، عمل عبقري، عمل كتبه ذلك الساحر، وحقن به عروق الثقافة والأدب، واجراه في شرايين الإبداع، إستودعه رفوف المكتبات فلم تقعد، فطبع ثم طبع، وترجم وترجم، إنه عمل خالد، والخوالد قليل. انت لن تعرف الحردلو، ابوسـن، ولكـنه قــــال: ــــ
الشـّمْ خَوخـَتْ بردن ليالي الحـَرة
والبـَرّاق برقْ من مِنا جاب القِرة
شوف عيني الصقيرْ بي جناحو كَفتْ الفِرة
تلقاها أم خدود الليلة مرقت برة
******
البارح أنا وقصبة مدالق السيل
في ونسة وضحك لمن قسمنا الليل
وكتين النعام إتشقلببوا الخيل
لا بخلت ولا جادت على بلحيل.

وانت لن تعرف المديح، ولن تعرف البرعي، ولا حاج الماحي، ذلك المتبتل في محراب الحب النبوي، ذاب وجداً حين إهتدي، انت لن تعرفه ولكنه قال:ــــ
عــيب شــبابي الْ سـرَحْ ::: والله لأبْ شوقاً جرحْ
قام العبيدْ من نومه صحْ ::: لقي جنبه لبناً في قدحْ
سمي وشربْ زين إتنتَحْ ::: حمد الإله حالُه انصلحْ
جدْ في السؤال لربّه لحْ ::: قال يا كريم بابه إنفتحْ
اعطوه تـُفاحات بلحْ ::: حين ذاقها قال دماعُه تحْ
راد الجليل قلبُه إنشرحْ ::: طابْ عقلُه مسرور بالفرحْ
جابْ لي شفيع الناسْ مَدحْ::: شَتمُه الهبيس دقّ ونـَبحْ
السمعُه في جوفُه إنجرحْ ::: من شوف حبيبُه يسوي أحْ.


وأنت من قبل ومن بعد، لن تعرف الخليل، خليل فرح، قيثارة الوطن، ذلك الشرف الباذخ، والصباح الفـالق، والنجم الآلق، خليل، قامة الوطن السامقة، انت لن تذهب معه الي الضواحي، وطرف المدائن، لن تنظر معه شفق الصباح:ـــ
شوف صباح الوادي وجماله
شوف خدارو وصيده ورماله
شوف يمينو وعاين شماله
شوف نسيم الليل صاحي ماله
شوف فريع الشاو مين أماله
القمر خجلان من كـمـاله
والصباح لاح بهل الوشاح

جاء الي الخرطوم صبياً، لايعرف العربية، ولكنه جاء بعبقرية لا تضاهي، وتحدث بالعربية وكتب بها وكأنه من ارض البطانة او بادية الشكرية:ـــــ

وقت الليل برد طلع البدر بكواكبو
ولحقت الإبل وادي الأراك برواكبو
جادت وأسبلت عين المحب بسواكبو
وإحتل الفؤاد ملك الغرام بمواكبو
من أين له سليقة البادية، وقريحة الدوبيت والمسدار، وهو الأعجمي، نوبي هو، سقط رأسه في حلفا، عاش طفولته في بلدته جزيرة صاي، حيث اللغة (رطانة)، وان كانت احدي اقدم اللغات، وإن حملت إحدي اقدم الحضارات، إلا أنها رطانة، بعيدة عن اللسان للعربي، إذاً كيف أجاد الخليل تلك اللغة التي كتب بها تلك الدرر، إنه النبوغ:ــــ

نجومك يا ليل ولاّ جيش معبي وغاير
ومشتاق مثلي يا ليل ولاّ ساكت غاير
طويل مسيخ ومعتم لاك مريح لا غاير
أضاير في همومك ويمشي جرحك غاير

او ان شئت فأســمع هـذه :ـــــ
ياليل صباحك مالو
اصحابك جفوني ومالو
شوف صحبك فقد راس مالو
لا يعرف يمين لا شمالو
يا ليل بدري شاغلك مالو
نايم وصاحي مالك ومالو
لاتقول لي هواه امالو
ايه ضيعني غير إهمالو

هكذا يتلاعب بالكلمة الواحدة، ويستخرج معانيها المتعددة، اجاد الخليل فنون الشعر، وفي شعره واقعية ورمزية كأجود ما تكون، قال يرثي صديقاً له من حلفا دغيم اسمه سـري:ــــ
آه وا حسرتاه يا سـري
يا اخوي ورفيقي وسـري
أحداثك جسام يادنيا ما بتسـري
ونادر نلقي فيك اللي همومنا يسـري

وأنظر إليه كيف يفخر بقومه بأحسن مما فعل الحردلو او ودشوراني او ودضحوية:ــ
أنحنا المحس يحسن وليدنا حتوفو
متحمل جبال الواقعة ساندة كتوفو
ناره بتوقد الغيرة وتناجي ضيوفو
فرة سنو في داره تحاكي سيوفو
هذا غير درره المغناة، في الحقيبة والوطنيات، انت يا بني لا تعرف ذلك، ولكنني اهديك هذا اللحن الخالد::ــــــ

عـازة في هواك عازة نحن الجـبال
وللبخوض صفاك عازة نحن النبال
:::::::::::::
عازة ما سليت وطن الجمال
ولا ابتغيت بديل غير الكمال
وقلبي لسواك ما شفتو مال
خذيني باليمين وانا راقد شمال
::::::::::::
عازة ما نسيت جنات بلال
وملعب الشباب تحت الظلال
ونحن كالزهور فوق التلال
نتشابي للنجوم وانا ضافر الهلال
::::::::::::
عازة في الفؤاد دوا يشفي الوبال
عازة في الفؤاد سحرك حلال
ونار هواك شفي وتيهك دلال
ودمعي في هواك حلو كالزلال
تزيدي كل يوم عظمة وازداد جلال
:::::::::::::::::::::::::::::::

ودعنا في الختام نأمل بلقاء الوطن و نغني هذا المقطع

ما يئسنا الخير عوده سايق
الحي يعود إن أتي دونه عايق
الي يوم اللقا وإنت رايق
السلام يا وطني السلام












Post: #106
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-08-2008, 06:29 AM
Parent: #1

كل الصور التي وضعتها في البوست
اختفت مع تغيير السيرفر من جانب المهندس بكري
وسوف احاول وضعها مرة اخري

Post: #107
Title: Re: رد
Author: فيصل محمد خليل
Date: 02-08-2008, 08:56 AM
Parent: #106

محمد فقير

مسكاقنا

Post: #108
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-08-2008, 02:21 PM
Parent: #1

اهلأ فيصل
هكرفي ياخي
بتاني هكرفيجنا

Post: #109
Title: Re: رد
Author: عبدالأله زمراوي
Date: 02-08-2008, 02:37 PM
Parent: #108

شقيقي محمد فقير...

مسكاقمي..

أراك تنداح ما بين الثلوج وطين الجروف ومعك صغيرك الذي لا يعرف
غير الثلوج (والشوفلينغ)، غير ان الحنين يعاودك للفرار بجلدك
نحو بلاد لها طعم آخر. هنالك في بدين حيث الجياة باسمة والأرض
حانية!

قرأت الرسالة الفقيرية وسعدت بمفرداتها العبقة وسرحت نحو أفق
بعيد حيث كنا نعيش عيشة راضية، فيها هناء البصر والبصيرة...

أكتب لنا عن المرحلة المتوسسسطة بالبرقيق وحمارتي تلك التي فقدتها
وكان ذلك الفقد حزنا مقيما حتى هذه اللحظة!

أكتب ولا تتوقف....

Post: #110
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-09-2008, 04:29 AM
Parent: #1

اخوي عبدالإله زمراوي
لك من الأواصر اسماها ومن الشوق اصدقه
مرحلة البرقيق فصل من العمر غني
والحديث عنها ذو شجون، والفقيدة حمارتك (تجرد) المرحلة كلها
لك لي ان اكتب عنها في القريب العاجل

Post: #111
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-09-2008, 05:52 AM
Parent: #1





منظر آخر للبوابات النوبية
انظروا الي موقع البيت من النيل
ثم ظل الشجرة والأزيار
(وميمد فقير) يحلب البقرة
اليس بديعاً ورومانسياً





( الكُنتي)
وهو اناء كان يستعمل بمثابة الأكياس البلاستيكية هذه الأيام
كثير ومتنوع الإستعمال







القساسيب ، جمح قسيبة (قسي) بضم القاف
وهي هنا صغيرة الحجم
كانت توجد منها عدد كببر في بعض البيوت وباحجام مختلفة
كانت تستعمل لتخزين المحاصيل
وكانت هذه المحاصيل توضع في القسيبة من فوق
ثم يحكم قفلها فلا يفتح من فوق
للاخذ من المحصول تستعمل فتحة صغيرة من الأمام في نهاية القسيبة






القبة
توجد منها في جزيرة بدين سبعة او ثمانية







(الأسكلي) اي الساقية
لا تظهر كاملة ولكنك تري (الأورتي) والبقرتان(تيقو)
وتري (الفيشي) هذه القلل التي تحمل الماء من المتر من النيل
وتصب في بداية الجدول






الخلوة
وسوف يأتي الحديث عن الخلاوي

Post: #112
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-10-2008, 07:56 PM
Parent: #1

كنت في احدي المقالات قد ذكرت الاستاذ الناظر فضل عثمان فضل
وقد بلغني اليوم خبر وفاته الذي حدث قبل ايام
والناظر فضل من جيل المدرسين العمالقة
الذين افنوا حياتهم في مجال التعليم بكفاءة عالية
والي ذلك تمتع الناظر فضل بروح دعابة مرحة جميلة حببته
الي الناس كثيراً
عاش في بدين سنين وخلق علاقات حميمة
الا رحم الله الناظر فضل واسكنه فسيح جناته
لاسرته وتلاميذه الكثر الصبر والسلوان

Post: #113
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-12-2008, 02:46 PM
Parent: #1

الحلقة الحادية عشر

بدين ـــ خواطر وذكريات
الحلقة 11
اشخاص ومواقف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفي الجزيرة شخصيات عرفت بالمبالغات، والكذب المتعمد والمقصود في حد ذاته، والتعليقات الساخرة، والمواقف الطريفة، ودعنا نسمي اولهم الخال حسن، وقد كان الخال حسن، رجلا أُميا ،لم يفتح الله عليه بحرف، إلا أنه كان يملك خيالاً واسعا، وذهناً مبدعا، لو وجد فرصة تعليم لكان روائيا شهيرا، كان يتعمد الكذب ويتحراه بصدق وإصرار، يبدأ قصصه القصيرة، والتي كانت في منتهي الجودة من حيث الحبك والسبك وترتيب الأحداث، بإبتسامة (ظاهرة)، تقول لك أنه يعرف أنك تعرف أنه كذاب، ولكنه يلمح لك أن تستمع له متغاضيا انه كذاب، فـالمهم ان يحكي هو وان تستمع انت، والقضية كلها بالنسبة له ترفيهية، وكنت كلما وجدته اتعمد الجلوس بجانبه لأن له بعض التعليقات الساخرة والجريئة جدا والتي كان يطلقها بصوت خافت، وكان يحتفي بي ويعتبرني مستمع جيد ومثالي، ومرة ونحن جلوس بجانبه، اخذ الناس يتحدثون عن قطع الأراضي وأسعارها، فجاء أحدهم من المسجد بعد الصلاة، ولما وجد الناس يتحدثون عن الأراضي طلب منهم السكوت، قائلاً ان الإمام قال ان كل الناس سوف يحملون أراضيهم علي رؤوسم اثناء الحساب يوم القيامة، فما كان من الخال حسن إلا ان سخر من هذا القول وعلق بصوت خافت (طيب الناس حيشيلو الأراضي فوق رؤوســم وحيقيفو وين؟ ، يا غـشـيم إنت وإمامك ) ، وحكي الخال حسن انه مرة غضب من شخص عاكسه امام جمع من الناس، فرفع المسكين وقذف به الي اعلي، فانطلق كالصاروخ حتي اختفي في الفضاء، فانتطره الناس وهم في دهشة حائرون، فلم يظهر، وبعد ان يأس الجميع وقرروا الذهاب، إذا بحذاء المسكين يرتطم بالأرض، ويتحول الي قطع صغيرة، وإذا به يظهر نازلاً من السماء، وما ان إقترب من الأرض ووقعت عيناه علي الخال حسن، حتي طار عائداً الي السماء، ولم ينزل المسكين حتي الآن . رحم الله الخال حسن.
أما الخال (مختار شركابة) فكان لا يقل سخرية عن أي كوميدي معروف، يذكرك بفلاسفة التشاؤم والإلحاد، او الشعراء الصعاليك، شخصية متميزة، نادر علي طريقته، لو وجد فرصة تعليم، وصادق الطيب صالح، لقام بدور منسي تماماً، كان يعمل مزارعاً في جزيرة زراعية تابعة لجزيرة بدين، اسمها موقة، وكان الموسم موسم حصاد الفول، فجاء الخال ادريس الي المركب وهو يحمل علي حماره شوال فول واحد، هو كل الذي خرج به من الموسم، ثم وضع الشوال في المركب، واستلقي علي جنبه متكئاً علي الشوال، وانحني برأسه مغمضاً عينيه، فسأله احدهم، اها يا خال، الفول السنة دي طلع كم ؟؟، فما كان منه ، ودون ان يرفع راسه او يفتح عينيه الأ ان قال، وهو يتبتب علي الشوالوالله ياخي لسع ما حسبته) ، كان ساخراً، حاضر البديهة بصورة مذهلة، وكان يتحدث مع نفسه في الطريق، معلقاً علي كل الذي يراه، وكان يأتي الي بدين يوم الجمعة للصلاة، كان الدين كله يتلخص عنده في ركعتي الجمعة، يأتي بنفس ملابسه التي يعمل بها(عراقي وسروال وطاقية)، ويطبق الجلابية ويضعها علي كتفه مع العمة، ويؤدي الصلاة ويعود الي مزرعته دون ان يهبش الجلابية والعمة، وكما قلت كان يعمل مزارعاً في جزيرة موقة، وله زرع وبقر وبهائم، تحتاج الي رعاية يومية، وذهب اليه واحد من اصحاب الدعوة، الذين يخرجون في سبيل الله، ويسافرون بالأسابيع والشهور، الي باكستان وافغانستان والشيشان، (وكأن السودانستان استقام امره)، زاره شيخنا الداعية، وطلب منه الخروج في سبيل الله معهم، فأعتذر الخال مختار بموضوعية شديدة، موضحاً ظروفه العملية التي لا تسمح له بالغياب، والزرع والبهائم، لمن يتركهم ويسافر، فقال له صاحبنا الداعية ( اتركهم لله وسافر) فقال له الخال (إنْ أمّا بوم خالصا) يعني زي(يا اخوانا الزول ده بوم ولآ شنو). رحم الله الخال مختار واجزل له العطاء.
اما صاحبنا الثالث، فاكثرهم كذبا واستهبالاً، يذكرك بالممثل المصري احمد بدير، ويومك (سعيد) اذا لاقيته، يبدأ معك الحديث متفضلاً عليك برتبة ملازم ثاني، وبعد دقيقتين من الكلام المتواصل، والذي لا تفهم منه شيئا، يعطي لنفسه الحق في ترقيتك الي ملازم، ثم يخاطبك قائلا، شفت يا سيادة الرائد، وقبل ان تستمتع يهذه الترقيات السريعة، يقنعك بانك عقيد، ثم يواصل حديثه مذكرا اياك بذلك اليوم الذي اصبحت فيه عميدا، وكيف انك من كرمك الحاتمي ذبحت توراً اكله الناس، ودون اكتراث لدهشتك يواصل حديثه المتسارع قائلآً: تعرف يا سعادة اللواء، وهكذا في خمس دقائق تكون انت قد دخلت الكلية الحربية وتخرجت ووصلت رتبة لواء، ويكون صاحبنا السعيد قد تحصل منك علي (حركة) وذهب لإستهبال ضحية اخري. اما اذا عملت نائم، ولم يجد منك شيئاً ، فأنت في رأي صاحبنا السعيد، (امة متقلة ارض الله ساكت). ويسافر صاحبنا سعيد بطرق عجيبة، فيقول لك انا ماشي بورتسودان لكن يمكن اخش الكويت بهناك، او يقول انا ماشي كسلا لكن يمكن اخش ليبيا بهناك، فبالنسبة له كل الطرق تؤدي الي الإستهبال.

Post: #146
Title: Re: رد
Author: عمار محمد حامد
Date: 03-27-2008, 01:52 AM
Parent: #113

[QUOTE]فقال له الخال (إنْ أمّا بوم خالصا)




اله اكه فايرو

مع خالص ودى واحترامى .ولما عوده

Post: #147
Title: Re: رد
Author: عمار محمد حامد
Date: 03-27-2008, 01:57 AM
Parent: #113

فقال له الخال(ان اما بوم خالصا)

اله اكه فايرو

Post: #114
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 02-13-2008, 04:32 AM
Parent: #1

////

Post: #115
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-15-2008, 06:05 AM
Parent: #1

في يدي كتاب عن التاريخ/واللغة النوبية
المؤلف محمد متولي بدر
عنيبة في 15 يوليو 1955
ولكن الكتاب بدون عنوان

جاء في صفحتي 35 و 36 ما يلي:ـــ


((ثبت بالبحث ان معظم قبائل الكنوز ترتبط برباط وثيق بقبائل لا تزال قائمة في دنقلة، ويروي افراد هذه القبائل قصص كثيرة تشير كلها الي ان اجدادهم الأول نزحوا من منطقة دنقلة الي منطقة الكنوز، ومن المفيد ان نورد بعض هذه القصص، يروي افراد قبيلة المهناب ، التي تسكن في دهميت، ان السيد محمد مهنا، وهو رأس قبيلة المهناب، كان والياَ بجهة بدين بدنقلة، وحدث ان قدم الملك من سنار لزيارته، ورأي عنده جواداِ اعجبه حسنه، فطلب منه ان يهديه اليه، فأبي، فعاد الملك الي مقر ملكه متألماً من مسلكه معه، وأعلن فصله من الأمارة، عندئذ لم يجد مهنا بداً من مغادرة البلاد، فأتخذ له عوامة حمل فيها اسرته ومتاعه، وانتقل بها شمالاً مع النيل حتي نزل بدهميت، وصحبه في هذه الرحلة شخصان، هما، سالم ومدب، وقد نزل سالم في دبود، وله ذرية تنسب اليه الآن في دبود وغرب اسوان، وتسمي سالماب، اما مدب فقد اقامت ذريته في الشلال,))

الخط تحت السطر من عندي
ولكن هذا يفسر سر وجود لغة الدناقلة في تلك النطقة، ويدو ان اللغة الأصلية للمهناب في بدين هي الدنقلاوية، ولذلك كان الكبار يجيدونها

Post: #116
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-15-2008, 07:21 AM
Parent: #1

بدعوة من مدير معهد ومتحف الآثار الشرقية في مدينة شيكاقو
للنوبيين الموجودين هناك ذهبنا الأخ عادل توفيق وانا
ووجدنا المتحف عامر بالآثار النوبية وصور مأخوذة في
المناطق النوبية في عام 1905
من هذه الصور




الحفير



الحفير عبدالرازق




اكد



اكد


وهذه الصور (تحت) مكتوب عليها كبان بالإنجليزية (KUBAN)
ولا ادري ان كانت هناك منطقة اخري بنفس الإسم ام انها في بدين
















ثم هذه الصور الرائعة عن الشلال الثالث (كجبار)






























وهذه مكتوب عليها مصل(mossul)






اما هذه ففي عمارة قرب عبري



Post: #117
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-16-2008, 04:38 AM
Parent: #1

ببالغ الحزن والأسي تلقينا نبأ وفاة
اخونا العزيز محمد عبدالرحيم علي بشير(ويسي)
شقيق صديقنا علي عبدالرحيم علي بفلادلفيا
فقد كبير ومصاب جلل
له الرحمة والمغفرة وحسن الجوار عند غفور رحيم
ولأهله وذويه الصبر والسلوان

وانا لله وانا اليه راجعون

Post: #118
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-16-2008, 06:00 AM
Parent: #1

صلعتي الخايف عليها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولمـّا أصبحت صلعـتي (بجـــلاجل) ، إقترح عليّ احد الأصدقاء من ذوي الشـَعـْر الكثيف،
والذي يخفي بياض شـَعره الكثيف بلون اسود شفيف (يعني فيه شفافية)،(يعني صبغة ظاهرة)، اقترح عليّ هذا الصديق
الشقي ان اقوم بزراعة صلعتي (الراقدة بور) حسب تعبيره، فقلت له الموسم موسم شنو؟ ،
ماذا ازرع ؟ ، هل ازرعها تفاؤلاً أم أملاً أم تمني ؟ ، ولماذا ازرع وقد ضاع العمر يا صديقي، هذه القطعة (الناصية) تصحرت واصبحت جرداء قبل الأوان، ورقدت بور منذ سنين طويلة، والأرض البور ـ يا رعاك الله ـ تحتاج الي معالجات كثيرة ومعقدة والي خبرة اجنبية مكلفة، وانا كما تعلم، منفوض اليدين والجيوب، فقال وهو يشجعني ان (ترابلة) زراعة الشعر لديهم تقنيات عالية وسريعة ورخيصة، ويمكن ان تدفع بلأقساط ، وانهم يستعملون شعرك انت وليس شعر احد غيرك، فهم يقلعون شتول الشعر، من لحيتك مثلاً، ويزرعونها في رأسك، فقلت له ياصديقي ، انا لا استطيع ان اتخيل نفسي وانا احمل شعر لحيتي فوق رأسي واسير بين الناس، وامشي في مناكب الأرض، فقال ان بالإمكان ان يزرعوا لك شعر إنساني، فقلت له ماذا تعني بإنساني ؟، فقال يعني شعر من زول تاني، شعر انسان ما شعر حيوان، فاستعذت بالله من هذا الشيطان الشَعري، يا اخي كيف لي ان اعرف ان ذاك الشعر من انسان، وليس من حيوان، من الفئران مثلاً، وهي حيوانات التجارب المفضلة، وحتي لو من انسان، كيف لي ان اعرف انه شعر راس، وليس من مناطق اخري موبوءة؟، اعوذ بالله، يا اخي ما لك وما لصلعتي، دعني واياها في سلام، فانا اخاف عليها، ثم يا اخي انا لا اهتم بالشعر، لأن شعري خانني خيانة عظمي، فقد كنت من الذين يعتنون برؤوسهم اية عناية، علي الأقل الشعر، فقد كنت اعتني به عناية خاصة، وصرفت عليه مبالغ كبيرة، واموال طائلة، كم من شامبو اشتريته بمبلغ وقدره، وكم من دهان غال ٍ كنت اراه رخيصاً،
وكان شعاري في ذلك الوت( لا شيئ يغلي علي شعري)، كم كنت اصففه بعطف وحنية، كم كنت اهتم بنظافته، وكم كنت اختار الحلآق اختيارا، الاّ ان شَعري المدلل خدعني خدعة سخيفة، فبعد كل ذلك الإهتمام الكبير، وكل تلك العناية الفائقة، بعد كل ذلك الإجتهاد، بدا وكأنه آخذ في النعـومة، وبدأت احس به هيناً ليناً ، فاستبشرت خيراً وقلت ربما يتحول تدريجياً من قرقد الي سبيبي، فإذا به يسيبني، لم يتحمل معي صدمات الزمان الخائن، ولا كدمات الحياة الجائرة، ولا ضربات الدنيا التي تساقطت فوق رأسي، لتجد شعري قد هرب، فتمعن في الوجع وتزيد في الإيذاء. بعد كل ذلك الإحتفاء من جانبي، اصبح شعري يتساقط عند كل منعطف، ويتخلي عني عند كل محنة، ويفر من جلده عند كل مصيبة، تاركاً المجال للصلعة التي بدأت صغيرة عند منتصف الرأس، ثم اخذت راحتها وتمددت حتي إحتلت معظم الرأس، تاركة شريط حدودي بسيط بالأجناب والقفا، وبما انه لا حول لي ولا قوة في مواجهة هذه الصلعة الغاشمة، فقد عقدت صلحاً بيني وبينها، واتخذتها صديقة، وبدأت معها علاقة حميمة، وأصبحت أشكو اليها هموم الدنيا، وألجأ اليها عندما يصيبني الحزن، او عندما احتار في مسائل الدنيا الشائكة، فأمسح عليها بيدي، فأشعر بها ناعمة ناصعة، صامدة مستقرة، فأشعر بالأمان، وأحس بالإطمئنان. واذا كان شعري الذي ولد وترعرع معي خانني وتخلي عني في عز الشباب، فدعني يا صديقى مع صلعتي التي تحملت معي سنوات الغربة، وصمدت امام تحديات العصر، وبقيت مخلصة في منعطفات العمر الخطرة ، نعم، ولم تشرد مني في مفارق الطرق، صمدت ولم تسمح ان تنهزم، لم تسمح لشعرة واحدة ان تقوم لها قائمة، قاومت حر الصيف اللافح، وبرد الشتاء القارص، فدعني من زراعة الشعر، ثم يا اخي فان كل التيراب والأسمدة والكيماوي المستعملة في زراعة الشعر، تتسبب في أمراض خبيثة، بالإضافة الي ان الشعر المزروع غير مضمون البقاء ولا الإستمرار، ولذلك فقد اصبح شعاري الآن( صلعة ظاهرة ولا شعر مشبوه).

وسامح الله ابن الرومي إذ قال : ــ

أصـلعٌ يـكني بأبي الجـلــحْـت ِ:: حــبــقٌ كالماعز الـكلـوَكـت ِ
ذو هـامة ٍ مثل الصّـفاة ِ المرتِ :: تنصـبّ ُ في مهوي جـبـين صـلتِ
تـبرقُ باللـيل بريق الـطســتِ :: صبــحها اللهُ بقـفـد ٍ ســخـتِ

والفرق بين العام 1981
والعـــــــام 2008
هو الفرق بين الصورتين












Post: #119
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 02-17-2008, 12:18 PM
Parent: #1

Quote: ببالغ الحزن والأسي تلقينا نبأ وفاة
اخونا العزيز محمد عبدالرحيم علي بشير(ويسي)
شقيق صديقنا علي عبدالرحيم علي بفلادلفيا
فقد كبير ومصاب جلل
له الرحمة والمغفرة وحسن الجوار عند غفور رحيم
ولأهله وذويه الصبر والسلوان
وانا لله وانا اليه راجعون

احر التعازى للاخوة على عبد الرحيم وعباس عبدالرحيم والى جميع الاهل بجزيرة بدين
انا لله وانا اليه راجعون

Post: #120
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-17-2008, 10:27 PM
Parent: #1

حمارة عبدالإله زمراوي ... وذكريات البرقيق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقدر منظمة الفاو عدد الحمير في العالم اليوم ب22 مليون حمار، وأكثر الدول امتلاكاً للحمير هي الصين، ثم الحبشة، ثم المكسيك، السودان، وللعجب، غير مذكور، وكنت اعتقد اننا بلد (حمير)، ولكن والحمد لله، وبشهادة الفاو، فاننا لسنا كذلك. وذكرت المنظمة ان المهام التي انيطت بالحمير تاريخياً، ومنذ 6000 سنة، هي نفسها الي تاريخ اليوم، نقل الناس والأسفار، جر العربات، توليد البغال، حراسة الماشية، والترفيه عن الأطفال، وعلي هذا التقرير، فحميرنا متخلفة، ولا تعرف مهامها الأساسية، فهي لا تلد البغال، ولا تحرس الماشية، ولا ترفه عن الأطفال،وقد فكرت، بعد قراءة التقرير، ان اذهب الي الصين او المكسيك، واشحن من هناك، الي السودان، عدد كبير من الحمير المدربة علي الترفيه عن الأطفال، فأطفالنا المساكين هناك، لا يجدون من يرفه عنهم، فالكل مشغول عن الأطفال بما هو اهم، مثل التوجه الحضاري، الذي لا يتضمن الأطفال، فالتوجه الحضاري يهتم بالمستقل، ولا علاقة للأطفال بالمستقبل، حسب فهم التوجه الحضاري، ربما قامت حمير الصين بالمهمة. قال التقرير ان عمر الحمار في البلدان الغربية، يتراوح ما بين 35 الي 40 سنة، بينما في الشرق الأوسط لا يتجاوز سبع سنوات، حتي الحمير عندنا لا تستطيع ان تعيش كثيراً.
اما في مصر ام الدنيا، وارض العجائب، فهناك حتي من الحمير شعراء ساخرون، انظروا الي هذه القصيدة الحمارية الدارجية الساخرة : ـــــ

عجبي يا ابن آدم، قومت الدنيا لم قالو لك حمار
هو إسمي شتيمة؟، ولاّ جنسي ده عار
عايش في حالي متهني وليّا افكار
باكل وبشرب وبنهق وبجامع، ومافيش اسرار
وعندي ابن آدم يخدمني، ليل ونهار
إن جعت يشتري برسيمي بأغلي الأسعار
خادم امين من غير راتب ولا حتي ايجار
الحين عرفت يا ابن آدم مين فينا حمار؟

اما امير الشعراء شوقي فقد كان قاسياً علي الحمير، وانا اعتقد انه لم يكن يقصد الحمار الحيوان، بقدر ما كان يقصد الأغبياء، الثقلاء من بني آدم، عندما قال:ــــ

سقط الحمار من السفينة في الدجي :: فبكي الرفاق لفقده وترحموا
حتي اذا طلع الـنهار أتـت بـه ::: نحو السفينة موجة تتقدمُ
قالت خـذوه كـما اتـاني سـالماً ::: لم أبتلعه لأنه لا يهضمُ

ويقال ان اول رواية في التاريخ هي (الحمار الذهبي) للروائي لوكيوس أيوليوس في القرن الثاني الميلادي، وهناك كتاب حمار بوريدان، لكاتب الماني، عن تجربة قام بها جان بوريدان عميد جامعة السوربون، حول سلامة الإختيار الحر عند الحيوان، اما في كتاب جورج ارويل (مزرعة الحيوانات) فالحمار لا يضحك ابداً، لأنه ما من سبب في الدنيا يدعو الي الضحك، وهناك اديب اسباني فاز بجائزة نوبل للآداب عام 56 له كتاب اسمه (الحمار ذو اللون الفضي).


وعلى عكس الصورة الشائعة عنه يثبت العلم والواقع: أن الحمار حيوان ذكي يتعلم ويفهم، ويتحمل الإنسان الذي بكل ظلمه وحماقاته، والحمار مذكور في مخطوطات كثيرة، منها ما قال الدميري في حياة الحيوان الكبرى عن الحمار:ــ الحمار جمعه حمير وأحمرة وربما قالوا: للأتان حمارة، وتصغيره حُمَيّر، وكنية الحمار أبو صابر وأبو زياد.
قال الشاعر:ـــ زياد لست أدري من أبوه ولكن الحمار أبو زياد
وقال: يقال للحمارة أم نافع، وأم تولب، وأم جحش، وأم وهب، ومنه نوع يصلح لحمل الأثقال ونوع لين الأعطاف سريع العدو يسبق براذين الخيل. ويوصف بالهداية إلى سلوك الطرقات التي مشى فيها ولو مرة واحدة، كما يوصف بحدة السمع. وللناس في مدح الحمار وذمه أقوال متباينة، بحسب الأغراض، فمن ذلك كما قال الدميري في حياة الحيوان الكبرى: أن خالد بن عيسى الرقاشي كان يختار ركوب الحمير، فلقيه بعض الأشراف بالبصرة على حمار فقال: ما هذا يا ابن صفوان؟! فقال: عير على نسل الكدار , يحمل الرحلة , ويبلغني العقبة، ويقل داؤه، ويخف دواؤه، ويمنعني من أن أكون جباراً في الأرض، وأن أكون من المفسدين.
وفي الفكاهة فقد كان لجحا حمار لا يفارقه، وحدث ان جاءه رجلٌ ذات يوم وطلب منه أن يعيره الحمار،
فقـل له : غير موجودٍ الآن
فنهق الحمار وقال الرجل : وهذا ؟ !
فأجابه جحا : أتكذّبني وتصدّق الحمار ؟!

اما بشار بن برد، الشاعر المجيد، وصاحب الروح المرحة، والدعابة الذكية، وهو شاعر احبه كثيراً، فقد مات له حمار، فلمّا زاره أصدقاؤه للعزاء، أظهر لهم أنَّه مغموم محزون، فألحّوا عليه في السؤال يريدون أن يعرفوا سبب حزنه وغمّه، فقال لهم: إنَّني رأيت حلمًا مزعجًا، رأيت حماري في النَّوم، فقلت له: ويلك! مالك مِتّ؟. قال: إنَّك ركبتني يوم كذا، فمررنا على باب الأصبهاني، فرأيت أتانًا (أُنثى الحمار) عند بابه، فعشقتها فمِتُّ. وزعم بشّار أنَّ حماره أنشده المقطوعة التّالية

سَيِّدي مِلْ بِعَناني نَحوَ باب الأَصْبهاني
إنَّ بالبابِ أتانًا فَضَلَتْ كُلَّ أتانِ
تيَّمتني يَومَ رُحْنا بثناياها الحِسانِ
تيَّمتني بِبَنانٍ وَبِدَلٍّ قد شجاني
وبِحُسنٍ ودلالٍ سَلَّ جِسمي وبراني
ولها خَدٌّ أسيلٌ مِثلُ خَدِّ الشَّيفرانِ
فبها مِتُّ ولوعِشــتُ إذن طال هواني
فقال له أحد جلسائه: ما الشَّيفران ؟!. قال: ما يُدريني؟! هذا من غريب الحمر، فإذا لقيتم حمارًا فسلوه.
هذه الأبيات الغزلية العذبة، تسوقني الي الحديث عن (الداراوي)، حمارة صديقنا عبدالإله زمراوي، فقد تزاملنا في مدرسة البرقيق الثانوية العامة، وكنا نحن في الداخليات، بينما كان هو (خارجي)، يأتي الي المدرسة ممتطياً حمارة، ليست كمثل الحمير، وربما جلب الحديث عنها، كثير من الحزن والذكريات لمولانا، فلم يكن تعامله مع حمارته كتعامل الناس مع حميرهم، فقد كان معجب بها تماماً، وكانت هي غراء، فرعاء، ملساء، جدلاء، نجلاء، واسعة الجُفرة، مُنْدحَّة السُّرَّة، شديدة العكْوة، بعيدة الخطوة، ليِّنة الظهر، مُكْرَبَة الرُّسْغ، سفْواء جرْداء، عنقْاء طويلة الأنقاء، مصقولة العوارض، تمشي الهوينا كما يمشي الوجل الوحل، ممشوقة القد، ذات دلال وغنج، وكان عبدالإله يحبها لدرجة انه كان يشرب لبنها لعلاج (الكدكود)، تلك القحة العجيبة، التي لم تكن تعالج إلاّ بلبن الحمير، وقد ثبت الآن ان لبن الحمير يحتوي علي مواد مفيدة جداً، ويقال ان الملكة كيلوباترا، كانت تحرص علي استعمال لبن الحمير، لتفتيح بشرتها، والحفاظ علي نضارة وجهها، واذا وجد عبدالإله في مرضه الأخير شربة من لبن تلك الحمارة، لشفي في الحال، وكثير من الرموز الغامضة، وغير المفهومة في شعر مولانا لا تخلو من اشارة الي (إتانه) الفاتنة، التي سبب فقدها لمولانا حزناً مقيماً كما قال. ولكنه بعد ذلك درس القانون، وعشق الوطن، وذاب فيه وجداً، فكتب الملحمة.
عبدالاله زمراوي
• مواليد 1959 بكرمة البلد، شمال السودان.
• تلقى تعليمه الجامعي بجامعتي الخرطوم والملك محمد الخامس بالرباط
• عمل قاضياً بمختلف المحاكم بالسودان حتى أحيل للصالح العام بعيد انقلاب يونيو 1989م.
• يعمل حالياً مترجماً ومستشاراً قانونياً بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
• متخصص في القانون الدولي وقانون الهجرة.
• مقيم حالياً بشلالات نياجارا

مَلْحمَة للِوطَنْ
لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ
لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلُطْان!
إضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ
خُذْنا مُقْتَدِراً كالبرقِ الخاطفِ نحو الشطآن
خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!

(2)
حين أتاكَ الليلُ بناحيةِ العتْمور،
زَحَف النيلُ وسار الجمعُ
وسِرْنا نحوَك تسبقُنا الخُطُواتْ.
وبلِيلٍ يُخْفى أسراراً تحت خدودِ النجماتْ،
كُنْتَ بقلبِ العصرِ وحيداً و شهيداً
تُوفى الكيلَ وتُقْرِي الضَيْفَ
ولا يُظْلَمُ أحدٌ عندكَ يا مولاي
آهٍ لو ألقاكَ وحيداً تَقتُلُني الكلمات!
ما ضَرّك يا مولاي
إذْ ما أقبلْتَ علينا ذاتَ صباحٍ
مؤتلقَ الوجْهِ، سليمَ الخاطر،ِ مُتّسِقَ الوجدان
وطفقْتَ تُغنِّى للخُرطوم
تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أُمدرمان!

ودَلفتَ بليلِكَ هذا مُنْطَلِقاً كالسَّهمِ النوبيِّ
قُبَّالةَ كَرْمَةَ، كُنْتَ تُشِعُّ ضياءً تُومِضُ بَرْقا
وتهَارقَا يدعوكَ الليلةَ بنخبِ نبيذٍ نوبيٍّ
بالقصرِ الملكيِّ الكائِن،ِ
بين طلولِ العصرِ، وفوقَ قِبابِ الأزمانْ!

وبليلك هذا أسْرجتَ الخَيْلَ لِعَبْرِي
تِلك الحَسْناءُ المَلأىَ بالأسرار
ولُقْمانُ العَبْريُّ الخَالِصُ، كان يوزِّعُ حِكمته
مِثْلَ حكيمٍ نوبيٍّ آخرَ،
يَرتَشِفُ العَرَقَ الأبيضَ مُنْتَشِياً
ويُغَنِّى للفجرِ الحالِمِ بالَطَمْبُورْ !


(3)
ما ضَرَّكَ يا مولاي
إذْ ما أقْبَلَ شَرْقٌ نحوكَ بالدُّفِّ
وبيسُراه السيفَ، ويُمناه سواكنْ
يَرْتَشِفُ القهوةَ بالهيلْ،
مَمْشُوقَ القامَةِ طارَ إليك،
تَحْكِي مَشْيَتُه دِقْنَةَ عثمانُُ
كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ،
كصلاةِ الفجرِ، بهاءً وحُضُورْ
كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفُّ الوديانْ
كجبالِ التَّاكا وسواقِي توتيلْ،
كالمارِدِ طُوكَرْ، حين تغازِلُها الرِّيحْ،
كجبينِ الشَيْخِ الخَتِمِ الصُّوفِي،
كأنَّ القادِم نحوك يمضي
ليشُقَِّ تلال الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!



(4)
ما ضَرَّكَ يا مولايَ إنْ جاءتْ مِلِّيطُ تُغَنِّي
خَرَجَتْ من تحت عباءتها أُنْثَى
تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها
وبِيُسْراها تُخْفِي قلب حبيبْ،
اذ سَاَفَرَ عصراً كالشَّفَقِ الأَحْمَرَ
نحو بلادٍ لا تعَرفُها،
ومدائِنَ أخْرى غَارقة في الأحْزَانْ!

ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ
لو كان العُمْرُ فَسيحاً في مِحْرابِكَ،
أو كُنَّا بالحَضْرَةِ
مُنْقَسِمينَ على الذَّاتِ ومجذوبينْ،
وبَعثْتَ بهُدْهُدِكَ العَارف بالبُلدانْ،
ليُنَقِّبَ عن ذاك العاشِقَ، يُحْضِرَه مَخْفُوراً
ليُقَبِّلَ عينَ المحبوبِ،
ويُسْقِيهَا خمرةَ باخوسْ،
لأنَّك يا مولاي
ترومُ الحبَ وتهفو للإحْسَانْ !
(5)
هل جاءكَ بعضُ حديثي
عن طِفْلٍ تُورقُ عيناه بروقاً
وقف نحيلاً في مِحرابك
يَشكو من رَعْدِ الأيَّام و شُحِّ الدُنْيَا
فَقْرَ الخاطِرِ يَشْكُو وضُمُور الوِجْدَانْ،
وبِخِصْرِ الأيَّامِ تَعلَّقَ
يحكِي دوماً سِيرَتَهُ
فَيُبَّكي الغُرَبَاءَ، ولا نَبْكي
يَبْكِي ظُلْمَ ذوِي القَُْربى، يَفْتَرِشُ الأحزان!

من بين ثنايا الكوخِ المَهْجُورْ،
يَخْرُج بَرْقٌ مِنْ دارفورْ،
يُزَلْزِلُ عَرْشَ الدُّنْيَا،
تبدأُ ثَوْرَتُها من عِنْدِ سلاطِينِ الفَوْرْ
الثورةُ ضِدَّ الظُلْم و ضِد القَهْرْ،
الثورةُ ضِدَّ فَساد السُّلطانْ!


(6)
ما ضَرَّكَ يا مولايْ
لو أَنَّ العَيْنَ تُكَحِّلُهَا
من لونِ (الأَبَنوسِ) ورائحةِ )الأنانَاسْ(
إذ كُنْتَ تُهِيمُ بتركاكا وتُغَنِّي:
"من نَخلاتِكِ يا حلفا للغَاباتْ ورا تِركاَكا"
ودَلَفْتَ تُحَدِّقُ في الوادي الأخضَرَ مُنْتشِياً
لحقولِ الباباي ولِلْبَفْرةْ!
ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ
لو أنَّ العُمْرَ طويلٌ فى مَلَكَالْ
لوهبتْ قطيعَ الثيرانِ مُهُوراَ للفاتنةِ السمراءْ
وكَسَوْتُ الغابَةَ باللؤْلُؤْ
ونفيس المُرْجَان!

(7)
يا وطَني الشامخْ مِثلَ جبين الشَمْسْ،
إلي محرابك آتي كالدرويشْ،
تركُلُنِي الأرجُلُ بالطرقاتْ،
بالطرقاتِ أؤذِّن مِثْلَ بِلالْ
وأردِّدُ في سِرِّي ما قالَ الحَلاَّج:
"ما في هذي الجُبِْة غَيْر الله"
أفْنِي ذاتي في ذاتِك، في ذاتِ الله !
وحين توَّحدَ عِشْقي في ذاتِك
رأيتُ نبيَّ اللهْ،
ورَشَفْتُ القَهْوَةَ في حَضْرَتِهِ
خَلَعْتُ رداءَ العَصْرْ،
وتَوشَّحْتُ ثيابَ العِزَّةِ،
ثم لَبِسْتُ حَرير العرفان.



شلالات نياجارا/ نيويورك
17 نوفمبر 2006 ‏
في 1972 إنتقلنا من بدين الي البرقيق الثانوية العامة، بكل ذلك التشوق لإرتياد مرحلة اخري، وبكل ذلك الإحساس المتضارب عن السكن في الداخليات، والتعرف علي (غرباء) ليسوا من بدين، وكان للكثيرين منا هي المرة الأولي التي نخرج فيها من الجزيرة، فاذن هو مشروع اغتراب وابتعاد عن الأهل، ذهبنا ونحن نحمل شنط الصفيح، بها قليل من الملابس مع الردة والقميص الكاكي، وكثير من البلح والقرقوش، والبرقيق تقع جغرافياَ في منتصف الطريق تقريباً، ما بين كرمة النزل وأرقو، جنوب كرمة البلد، شرق جزيزة آرتقاشي، وهي منطقة زراعية اساساً، بها احد اقدم واكبر المشاريع الزراعية في الشمالية، وبها ايضاً المستشفي الرئيسية للمنطقة بأكملها، من فَرّيق شمالاً، الي حدود دنقلا جنوباً، والمدرسة، والمستشفي، والمشروع الزراعي، كلها منشآت (استعمارية) من ايام الإنجليز، كانت الفصول، ومكاتب المدرسين، والداخليات، والصفرة، وبيوت المدرسين مبنية بتخطيط جميل جداً، الفصول ومكاتب المدرسين من الناحية الجنوبية، وامامها ساحة لطابور الصباح، وبها مسرح الجمعية الأدبية، وعلي البعد من هناك تري المستشفي بحديقتها الجميلة، ومن خلف هذه المباني من الناحية الشمالية، فسحة كبيرة، بها ميدان كرة السلة، وبها ايضاً مبني صغير مكون من غرفة وبرندة وحمام، كان هو سكن المدرس المشرف والمسئول عن الداخليات، وفي نهاية هذه الفسحة، توجد مباني الداخليات، وخلف الداخليات ميدان كرة القدم، في مساحة كبيرة مفتوحة علي الفضاء، وفي نهاية الداخليات من الناحية الشرقية، المطبخ والصفرة، وعلي مسافة ليست بعيدة تري الترعة، الجدول الرئيسي للمشروع الزراعي، ومن الناحية الغربية للداخليات بفاصل صغير توجد بيوت المدرسين، وكانت المدرسة بكل ملحقاتها تحتل مساحة كبيراً جدأ ، ولذلك لم يكن هناك سور، وعدم وجود سور يعطي المرء احساس بالحرية المكانية، وعدم الإختناق، عرفت الآن انهم بنوا سور شوهوا به منظر المدرسة. بين المدرسة والمستشفي من الناحية الغربية، كان يوجد سوق البرقيق، الذي لم يكن يهمنا منه غير مطعم واحد، كنا نأكل عنده الفول، صباحاً او مساءً، اذا سمحت الإمكانية المادية، التي لم تكن تسمح إلاّ قليلاً.
عندما كنا (نسافر) من جزيرة بدين الي البرقيق، كنا نضرب مشوار طويل (كداري)، الي مشرع البنطون قصاد كرمة النزل، ثم من كرمة النزل، كنا نأخذ البكاسي، ومن اشهر سواقي البكاسي في ذلك الوقت، محمد محمود. وفي مشرع البنطون ومحطة البكاسي كان يلتقي (الجمعان)، اولاد مدرسة البرقيق، وبنات مدرسة كرمة البلد، هناك كان يتم كثير من حديث العيون ذو الشجون، والفنون، والفتون، العيون الحوراء، والساحرات، والفاترات، والناعسات، والماكرات، والكحلاء، والداعجة، والنجلاء، وعيون المها، والتي تجلب الهوي والسهر، كلها كانت تنطق وتتحدث، وتبتسم وتضحك، وتقول (تعال وتعال، ثم تقول لا لا مافي مجال)، كل هذا والأفواه صامتة،
أشارت بطرف العين خشية أهلها :...: إشارة محزون ولم تتكلّم
فأيقنت أنّ الطـّرف قد قـال مرحــباً :...: وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيّم

وكانت تتم محاولات يائسة لتبادل الرسائل، القصيرة منها والطويلة، الجيدة والركيكة، ثم تتحرك البكاسي نحو الجنوب الي المدارس، فتنزل البنات في كرمة البلد قبل البرقيق، فيحس الشباب بفراغ البكاسي، وفراغ الأفئدة والقلوب، وتبدأ أحلام اليقظة، والإنتظار المشوق للخميسيات القادمة.
نذكر من المدرسين في تلك الفترة، الناظر فؤاد، والأستاذ عبدالفتاح محمود، ومولانا الأستاذ محمد الحسن محمد موسي، رحمه الله، والأستاذ عبدالله سخانة، ولا اذكر ان جاءنا بهذا اللقب، ام اننا من اكرمناه بها، كان استاذ لغة انجليزية ممتاز، كان اسمراً قصيراً، يدخل الفصل وهو يحمل سوطاً اطول منه، كان يدرس المادة بعشق شديد، يضع اختبارات اللغة بصورة جميلة، مختصرة وشاملة في نفس الوقت، كان يوزع ورقة الإختبار علي الطلبة، وبينما هم مشغولون بالإجابات، يتجول في الفصل، ويراجع عمل كل واحد، ولم يكن يتحمل ان يخطئ الطلبة في الإجابة، فيصلح لك الإجابة الخطأ، كانت مادة اللغة الإنجليزية هي مادتي التي احبها، له التحية والتجلة اينما كان، ان كان ما زال علي قيد الحياة، وله المغفرة، اذا انتقل الي رحمة مولاه. ثم الأستاذ محمد ابراهيم تركمان، والأمين حسن خيري، ومحمد ساتي زيادة، من جزيرة آرتقاشي، كان يمثل جيل جديد من المدرسين المتخلصين من تقاليد المدرسين القديمة، في اللبس والكلام، عرفت انه في مكان ما في امركا، له التحية ، ومحمد ابوبكر، وعبدالماجد سيد طه، ومحمد عبدالقادر قورتي، ويوسف الفرجابي، وجمال عباس، والأستاذ عبدالمجيد، لا اذكر اسمه كاملاً، كان هو المشرف علي الداخليات، ومن الطلبة المميزين والشطار جداً، الأخ محمد عثمان سلامة، الذي تنبأ له الجميع بأول السودان، كان حاد الذكاء، متوقد الذهن، اول المدرسة دون منازع، كانت فيه اشارات لبعض القلق، وعدم الإستقرار النفسي، كان كثير الحركة سريعها، لا يطيق الجلوس لمدة طويلة في مكان واحد، انتقل الي مدرسة دنقلا الثانوية العليا، ثم تحت ظروف غامضة انهي حياته انتحاراً.
اما المطبخ والصفرة فكانا علي مستوي عال من الأكل الشهي والمتنوع، وكان عمنا خميس من اجود الطباخين، ومن ايام الأكلات المفضلة في الأسبوع يوم الفصوليا، اما اكثرا الأيام الذي كان يتذمر فيه الطلبة فكان يوم (البراطيش)، ملاح الأسود، ومن الطرائف هنا اننا بعد التخرج من البرقيق تفرقنا في المدارس الثانوية العليا، ومن الذين ذهبوا الي كورتي، الأخوة فاروق جمعة، وعبدالرحمن عبدالرحيم، وعندما سافروا الي كورتي توقفوا في احدي المحطات، ودخلوا احد المطاعم، وطلبوا اكلاً، ومن ضمن ما عدده لهم الجرسون كان (مُصقـّع)، وبدا لهم الإسم شهياً، فطلبوه، فإذا بالجرسون يأتيهم بالبراطيش، الذي تركوه خلفهم في البرقيق.


Post: #122
Title: بدين درة السودان
Author: Safa Fagiri
Date: 02-18-2008, 02:04 AM
Parent: #120


شكرا أخي
Mohamed fageer

لهذا التوثيق الجيد
لدرة السودان
بديـــــــــــــن
unlucky me
أيضا..
لم يتسنى لي زيارتها
ولكن حتما سنرجع
يوما
.....




I cought you this
wonderful article
**

...
Written by Louis Werner
Photographed by Michael Nelson

The region of Upper Nubia in Sudan, lying between the Nile’s Second Cataract near the Egyptian border and the river’s distinctive S-bend some 350 kilometers (200 mi) to the south, is a land where the clock ticks to non-Arab time. Within Upper Nubia, north of the Third Cataract near Kerma, where the Mahas district begins and the asphalt and electricity end, Nubian villagers maintain their linguistic and cultural differences with great pride. To be Mahasi means to be a true Nubian, to speak a pure Nubian language and to live in the Nubian heartland.

But Mahas was recently spared a project whose benefits would surely have despoiled it, a project aimed dead center at the village of Kajbar at the Third Cataract and the Nubian fields and homesteads upstream. The government had planned a hydroelectric dam at Kajbar that would have flooded out tens of thousands of families and covered countless archeological sites in and around Kerma, the ancient *Ku####e capital. This, all agree, would have been a tragic reprise of the losses in Lower Nubia, on the Egyptian side of the border, with the building of the Aswan High Dam in the 1960’s.

Luckily, the Kajbar dam never got past the blueprint stage. An international campaign publicized the threat and successfully petitioned the Sudanese government to reconsider. A dam now under construction at an alternative site, at the Fourth Cataract of the Nile near Karima, will displace fewer non-Nubian farmers and will not disturb the archeological sites at Napata and Jebel Barkal.

If the Kajbar dam had been built, perhaps its saddest casualty would have been not a site but a type: the Nubian house, a mud-walled, stand-alone family compound centered on a courtyard and surrounded by an extensive layout of men’s and women’s quarters. The Sudanese novelist Tayyib Salih has compared such a house, often built on heights above the flood plain, to “a ship that has cast anchor in mid-ocean.”



Above: Dried crocodile *#########, one dried and one painted fish and geometric plaster-carving decorate the doorway and wall of a home in the village of West Sahel, near Abu Simbel in Egypt. In the courtyard of another home, top left, the wings of a dried pelican echo the arches behind it. Top right: The village of West Sahel hugs the bank of the Nile. Many of its residents, ethnic Nubians, were displaced during the building of the Aswan High Dam in the 1960’s.
Even more distinctive than the floor plan of a Nubian house is the decoration of its exterior doorway, or bawaba, which mixes vivid color, adobe brick filigree, figurative and geometric images in mud and white lime-plaster relief, and wall-mounted objects like ceramic plates, automobile headlights, mirrors, cow horns and dried crocodiles. While the full range of these decorative materials has shrunk in recent years, the impulse to draw attention to one’s home, and to its doorway as a symbol of the family, remains strong.

Farther north, this homegrown architecture did not survive the displacement of the Egyptian Nubians. Relocated into concrete, common-walled shells in a new-lands development at Kom Ombo, north of Aswan, this change in architectural space, more than anything else that happened to them in their move, has been a main reason for their gradual “arabization” over the last 40 years. Something similar has happened to a smaller number of Sudanese Nubians relocated from Wadi Halfa, at the southern reaches of Lake Nasser, to Khashem al-Girba east of Khartoum on the Atbara River.

Because of the clear demarcation of cultivable and uncultivable land along the Nubian Nile, houses there can be built right at the edge of the green fields, taking advantage of the view and the cooling humidity. Unlike, say, in the Nile Delta or in a new agriculture development off-river, a Nubian house could be amply proportioned and comfortably situated because it did not occupy otherwise productive land.

Abdallah Salih Suleiman, age 75, lives in such a house near Kerma. He was born on Badeen Island in mid-channel and remembers his old home’s outer wall adorned with a white lime-plaster image of a lion holding a sword, surrounded by sunbursts. “Whenever a child in the family lost a tooth, he would throw it at the wall, and where it struck, in that place we would then paint a sunburst as a wish for a new tooth. Our doorway also had a plaster cattle egret, which we call here sadeeq al-mazreeq, or friend of the fields, because it is always a welcome guest.” Egrets eat insect pests and make the farmer’s job that much easier.


Painted motifs, plaster carving and—in the blind arch above the door—a crocodile head decorate this home.

As do many people his age, Abdallah regrets that times seem to change for the worse. “Before, we put a lot of effort into our house designs and into things around the house, like pottery and floor mats. But now we think we can buy beauty, so we stop making it—but we are wrong. There is nothing better than something homemade.”

A Nubian proverb has it that “one man cannot build a house, but 10 men can easily build 20 houses.” This sense of the collectivity of household architecture, both for those who build and those who dwell within, remains valid today. Extended families live under one roof, and houses are expanded when newly married couples take up residence and require their own private room.


Nubian houses today increasingly resemble Arab ones in the use of separate men’s and women’s rooms built off a central shaded courtyard. Both painted and three-dimensional objects, here fans and baskets woven of palm fronds, are part of the decoration.
The late art historian Marian Wenzel was a member of a multidisciplinary team that documented Nubian life and culture in the mid-1960’s, before it was submerged by Lake Nasser. Her book House Decoration in Nubia (1972, University of Toronto Press), which applied the methods of art criticism to social anthropology, established the chronology of design motifs and techniques in Upper Nubia during the 20th century. Starting with the supposition that no artwork is anonymous and no folk tradition is truly timeless, she determined that the iconography of Nubian house décor was a 20th-century phenomenon, traceable to the handiwork of a few known builders-turned-artists.

A primary demand for decorated walls was created because of a new building material suddenly available—the iron railroad rail—which increased the practical dimensions of interior rooms, and thus the length of otherwise plain exterior walls. The rails were salvaged from a British railroad extended from Wadi Halfa to Kerma as part of Kitchener’s campaign to reconquer Sudan. It was abandoned in 1905 when construction began on the direct line from Halfa to Khartoum via Abu Hamid.


While many motifs recur frequently, the differences in decoration from one house to another are often lively. The home at right has an all-geometric decoration. Much of the Nubian style is attributed to a builder-artist of the early 20th century named Ahmad Batoul, whose iconography has become “traditional.”


Wenzel found that what once had been an anonymous profession of masons and plasterers became, through the work of a house builder named Ahmad Batoul, an artistic specialization. Batoul, who was born in Lower Nubia before moving to Sudan in the 1920’s, established the accepted images and treatments for decorating exterior walls, and his style became so recognizable that, decades later, Wenzel could spot his handiwork throughout the Halfa and Mahas districts.

At the same time, the intrusion of the import market economy, in the form of product advertising and logos brought home by Nubian laborers returning from domestic-service jobs in Egypt, provided Batoul with his imagery. The sword-carrying lion that is such a common sight on Nubian houses represents Ali, son-in-law of the Prophet Muhammad. The image arrived in the form of tin cutouts tacked onto wedding chests imported from Egypt and stuffed with the consumer goods of Cairo and Alexandria.

Huntley & Palmers brand tea-biscuit tins, imported into Sudan from the famous Reading firm from the 1880’s onward, were decorated with images of flowers and Art Deco geometrics; those later ended up as standard design motifs on the walls of houses. The tins were ubiquitous throughout the country by the turn of the 20th century. After the 1898 Battle of Omdurman, an abandoned Mahdist sword scabbard was found that had been repaired with strips cut from such a tin.

By far the most distinctive materials, however, were ceramic plates and saucers. Adhered to the wall, they were believed to guard the house against the evil eye, superceding the earlier reliance on shiny pebbles and shells. Nubians returning from hotel work in Egypt brought with them these icons of the western, individually served meal. (Many Nubians still eat their food communally, and in earlier days served it on woven reed disks, which are still used as tray covers.)



Muhammad al-Shazali, president of Khartoum’s Nubian Club, is particularly proud of the club’s own doorway, a freshly painted assemblage of semiabstract zoomorphic images—crocodiles, hippos and egrets—in two-tone stucco. “For guests,” he says, “it is a sign that they have come to Nubia. For Nubians, it is a sign they have come home.” Like similar clubs in Aswan, Cairo and Alexandria, the Khartoum club caters to nostalgic Nubians, living far from their home villages, who yearn to gather regularly among compatriots.

Kerma is the site of ancient Deffufa, a settlement dating from Nubia’s First Intermediate Period (2500–2050 bc), which had trade relationships with Egypt from the Middle Kingdom onwards. The site has been excavated over the last 25 years by a Swiss team led by Charles Bonnet. Deffufa consists of a 50-foot-high mud-brick citadel, a landmark for miles around, surrounded by cemeteries and residential quarters.

The German Egyptologist Karl Richard Lepsius visited Deffufa in 1842 and called it “an extensive city spread wide over the plain in which two large monuments were conspicuous. They are not pyramids but oblong squares quite massive and strong and built of good firm unburnt Nile bricks.” His book Discoveries in Egypt, Ethiopia, and the Sinai… (1852) contained a good color lithograph of the citadel.

Bonnet’s excavation of a modest dwelling in the residential quarter shows architectural parallels to contemporary Nubian houses, with their buttressed and pilastered doorways and courtyards—and probably also with their geometric wall decorations, which Bonnet postulates because of similar designs he found on Deffufan pottery.

The decorative use of ceramics and white lime-plaster decreased as colored paints became available on the market. In the rocky parts of northern Mahas, yellow and red stone-based pigments had made possible a broader palette, but the introduction of brighter artificial pigments in the first decades of the 20th century quickly pushed out the monochromatic look. As wooden doors gave way to sheet metal, oil-based paints could be applied to their best reflective, smooth-coated effect. Today, the art of polychrome doors with tinted stucco on their flanking pilasters has reached its own pinnacle of inventiveness.

Yet Nubians are nostalgic for their lost wooden doors. Salih Ibrahim Ahmad, a Halfawi now living in Khartoum, remembers the Nubian exodus from his homeland when neighbors could salvage only their doors and their personal effects. In Khartoum’s Ethnographic Museum, the only Nubian artifacts on display are two old doors (kobid, in Mahasi Nubian) with their wooden locks (dogul) and keys (kushar)—symbols, says Salih, of male and female fertility.

Osman Muhammad Orsud, a 50-year-old Mahasi living in the hamlet of Buyud (“Eggs”) near Argo, offers a tour of the old gateways near his house. “Most face south,” he notes, “in order to stay clear of the north wind. That also helped them to survive as long as they have. Otherwise, the wind would have erased them completely.” Osman’s house may be freshly plastered and painted, but every day he takes time to admire the old details.


The “chicken-and-shrub” design becomes a frieze that defines the bottom of a band of decoration that goes all around this house; the top is marked by a repeated “tree-and-grass” pattern. Color marks the door and windows on the front.

The same architectural finishes on 20th-century walls and gateways—blind arches over doors, openwork in the shape of tented bricks as a running wall cornice, and square cross reliefs—were also found north in Faras and south in Old Dongola in houses dating from Nubia’s Christian period (sixth to 14th centuries). Some historians say that many elements of Nubian folklore, such as immersing newborns in the river, crossing their foreheads with kohl, and rattling a copper mortar and pestle in their ears, also date from this period.

The Nubian crowns found painted on Christian-era tomb frescoes at Faras West, merging upturned cow horns with a crescent held aloft on a stem, were adapted in the 20th century as a purely decorative motif on household walls, both in whitewash and as actual horns set over doorways. Such imagery predates even the medieval era. Under New Kingdom pharaohs and then under the Ptolemies, Nubians were permitted to take statues of the cow goddess Hathor and moon goddess Isis from the Philae temple to their own sanctuaries south of Abu Simbel each year in a pilgrimage.

In the river town of Kerma al-Nuzl (“the Alighting”), named for the former train terminal built here, two traders nearing 70 years of age remember the days gone by. Kamil Hamid Harun, a Mahasi, and Abd al-Latif Abaa Yazeed, a Kenzi Nubian from Aswan who came here as a boy, reminisce about how they had to learn Arabic because Kenzi and Mahasi dialects are so different, how the first automobiles that came to town had headlights brighter than the moon, and how the Nile flood of 1946 changed their childhood. “The waters stayed high for 20 days,” says Kamil, “and then came the disease and the dying—malaria.”

Many houses were destroyed then, especially the grandest ones because they were closest to the water, they recall. Abd al-Latif mentions how a boat carrying the umda’s (town leader’s) mother away from her flooded home capsized; she drowned, but 30 other passengers swam to safety. Kamil’s father rebuilt his house on Simit Island but did not stay. “Our fields were full of sand.” Kamil did go back to the house four years ago, just to see. “It was partly collapsed,” he said. “But it was still beautiful, and big, just as I remember it.”

“A maze of a house,” as the author Tayyib Salih remembered it from his own childhood, “cool in summer, warm in winter…. Somehow, as if by a miracle, it has surmounted time.”





the two deleated*
words are
رؤوس
كوشيت
...
the article included several images**
reflect different house styles
I just put included one here..
واصل
ومتابعين


تحياتي لحبايبي
الصغار

خالص إحترامي

Post: #123
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-18-2008, 07:17 AM
Parent: #1

صفاء انسي
مسكاقمي
يتشرف البوست وصاحبه وجزيرة بدين واهلها بحضورك ومساهماتك التي اتمني ان تدوم
كنتِ تنزلي كل الصور وارجو ترجعي تنزليها
سوف اقوم بالتعليق علي المقال في وقت لاحق
لك التحية

Post: #124
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: مرتضى الكجم
Date: 02-18-2008, 08:00 AM
Parent: #1

Quote: بدين ـــ خواطر وذكريات


مسكاقنا محمد فقير
سعدنا معك فى هذا السرد الجميل عن بدين , طبعا انا ما محسى ولكن ظروف العمل جعلتنى ابحر فى مناطق المحس (كرمة- 1994), وبالرغم من ان جذورى من الشمال (ريفى الدبة) الا اننى اعتبر فترة كرمة من اجمل فترات عمرى وخصوصا زياراتى المتلاحقة لجزيرة بدين ( شبة الشابة فوق النيل وتشى ودقرتاوسلنارتى وسقدان الجميلة بخضرتها) بالاضافة لى ناسا الطيبين الكريمين وكان لايمر اسبوع الا وزرنا بدين اكثر من مرة ولى فيها علاقات طيبة .

واذكر هذه الطرفة : تمت دعوتنا من قبل احد الزملاء وكان يصادف رمضان , ولبينا الدعوة وكلنا من اواسط السودان . وبعد الآذان وضعت امامنا صينية كبيرة بها التمر والبليلة واصناف متعددة من الحلويات والتحليات و( الحاجات الحلوة) وطبعا (اكلنا اكلاً مبرحاوما خلينا فرقة للتنفس)وبعدها غسلنا ايدينا وصلينا.
طبعا المفاجأة كانت بعد الصلاة حيث وصلت صينية الافطار الحقيقية وكنا مفتكرين الصينية الاولى هى الافطار وكان الموقف عجيبا ( والضحك شرطنا) بعد ان رجعنا البيت.

Post: #125
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-18-2008, 08:31 AM
Parent: #1

الأخ مرتضي الكجم
تحياتي
ما تتحدث عنه كان في زمن من الأزمان هو الإفطار فعلاً، مع القراصة طبعا
وهي وجبة كاملة بدليل انكم شبعتوا بيها
عموماً اذا زرت الجزيرة الآن ربما وجدت بها مطاعم
مكدونالد وبرقر كنق، ووجبات الهوت دُق وربما درايف ثرو(drive through )
فالزمن دوار
لك الود ً

Post: #126
Title: Re: رد
Author: مرتضى الكجم
Date: 02-18-2008, 08:44 AM
Parent: #125

Quote: فالزمن دوار


يعنى يا محمد ما حا نركب البنطون من كرمة ,,, نمشى بالكوبرى الجديد ان شاء الله

Post: #129
Title: Re: رد
Author: خالد حاكم
Date: 02-19-2008, 11:01 PM
Parent: #125

Quote: وعبدالماجد سيد طه،

ميميد
هو عبدالماجد سيد طاهر و من الازهرين الذين تم ترفيعهم معلمين فى المدارس الثانوية العليا فى اواخر السبعينات !

Post: #127
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-18-2008, 08:16 PM
Parent: #1

الأخ مرتضي
بالكبري الجديد او ربما نفق تحت النيل
كالتي بين فرنسا وانجلترا
وما فيش حد احسن من حد

Post: #128
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-18-2008, 08:45 PM
Parent: #1

في مكالمة من الأخ الحبيب محمد محي الدين زمراوي لامني علي عدم ذكر
جزيرة دقرتي في البوست
والحقيقة انني اعتبرت دقرتي شياخة تابعة لأكد
ولكن اتضح انها الشياخة الخامسة لبدين
ومن المدرسين المعروفين في المنطقة عمنا الأستاذ محي الدين زمراوي
وانا لم اكن اعرف انه درّس في بدين
وايضاً الأخ الأستاذ خالد عبدالله
كما انني علمت منه ان الأخ مساعد طبي صلاح علي نصر
عمل لمة طويلة في بدين وها نحن نذكره
ولأهل دقرتي العزيزة الأعتذار والعتبي حثي يرضون

Post: #130
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-20-2008, 06:54 AM
Parent: #1

((منطقة النوبة العليا في السودان، والتي تقع بين الشلال الثاني قرب الحدود المصرية، وانحناءة النهر المميزة علي بعد نحو حوالي 350 كيلو (200 ميل) الي الجنوب، هي ارضٌ تدق فيها الساعة زمناً غير عربي. ضمن النوبة العليا، شمال الشلال الثالث، قرب كرمة، تبدأ ارض المحس، وتنتهي الطرق الأسفلتية والكهرباء، هناك أبقت القري النوبية، لغتها وحضارتها وتراثها بفخر وإعتزاز، ان تكون محسياً، يعني ان تكون نوبياً حقيقياً، وان تتحدث اللغة النوبية الصافية، وان تعيش في قلب ارض النوبة.))
هذه ترجمة من عندي (غير رسمية) للفقرة الأولي من المقالة الإنجليزية، والحقيقة ان تحديد منطقة المحس في هذه المقالة غير دقيقة، ثم ان الطرق الأسفلتية والكهرباء تنتهي من قبل تلك المنطقة بكثير، والمقالة في مجملها غير جيدة، ولكن ما يهمنا هنا، هو ابقاء اللغة والتراث، وضرورة ان يستمر ذلك التمسك باللغة والتراث، وقد علمت، بكل أسف، من الكثيرين، ان اللغة بدأت تندثر في بعض مناطق النوبة، من ضمنها جزيرة بدين، التي طال الزمن ولم ازرها، رغم حبي وشوقي الامحدود لها، ورغم الحوجة النفسية والعاطفية والفكرية، وقد علمت ان الجيل الجديد، وبالذات الأمهات، لا يتحدثون بالنوبية مع الأطفال، ولا يشجعون الأطفال علي الكلام بالرطانة، بل يتعمدون الحديث معهم بالعربي حتي لا يرطنوا، وذلك خطأ كبير، فليس الحديث بالعربي تمدن، ولا تطور، ولا حداثة، كلنا كنا نتحدث بالرطانة وتعلمنا العربي، ومعرفة أكثر من لغة ميزة حسنة وليست سيئة، ومعرفة اكثر من لغة، من الأشياء التي تفتح الذهن، وتمرن العقل، وتصقل الذكاء، وتخفف الفهم، وفي كل انحاء العالم، كل الأقليات التي لها لغتها الخاصة، تتمسك بلغاتها وتراثها، وتخوض الحروب، وتواجه الموت، لتبقي علي لغاتها حية، واللغة النوبية، في النهاية لغة، ولغة قديمة، لها حروفها وقواعدها، وكانت تكتب في البداية، بالأحرف الهروغليفية، ولما انفصلت بلاد النوبة عن مصر، وانتقل ملوكها الي مروي، تخلوا عن الأحرف الهيروغليفية، وبدءوا كتابة لغتهم باحرف جديدة، والتي سميت فيما بعد بالكتابة المروية، ولما جاءت المسيحية، استخدمت الحروف القبطية في الكتابة، وأصبحت القبطية هي لغة الدين، والكتاب المقدس، واستمرت الكتابة بالقبطية، حتي جاء الإسلام، فتحولت الكتابة الي اللغة العربية بإعتبرها لغة الدين والكتاب المقدس الجديد، وبطل كتابة اللغة النوبية تماما، فنحن تنازلنا عن لغتنا مرتين، بفهم خاطئ، يربط اللغة بالدين، وكان يمكن ان نكون مسلمين، ويحسن اسلامنا،دون ان نترك لغتنا، دون ان نتنازل عن نوبتنا، دون ان نستعرب، وغالباً حسب الآراء الراجحة، فإن لغة النصوص، هي اللغة التي نتحدث بها الآن، وقد حكمت الممالك النوبية السودان من شماله حتي سوبا، وفي ذلك الوقت كانت اللغة النوبية هي اللغة السائدة، واذا إجتهد النوبيون لأحيوا لغتهم، ولفرضوا تدريسها في مدارس المنطقة، ولولا الغزو المسيحي ثم العربي لكانت اللغة النوبية هي لغة السودان الرسمية اليوم، فاتمني ان لا (يستحي) الناس من هذه اللغة بإعتبارها (رطانة) متتخلفة، فهي ليست كذلك، وكثير من علماء الآثار من كل أنحاء العالم، يتعلمون النوبية، لدراسة التاريخ النوبي العريق. وسوف انقل لكم لاحقاً قواعد اللغة النوبية من كتاب عن تاريخ النوبة.

Post: #131
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-22-2008, 04:20 AM
Parent: #1

كُـلّ ما في الأمر
ــــــــــــــــــــــــــ

كُـلّ ما في الأمر
طيفٌ وخيالْ
مقلة ٌ نعْسَي
وسحرٌ وجمالْ
طلة تضوي المساحات
وتحتل المجالْ
:::::::::::::::::::::::::
كُـلّ ما في الأمر
صوتٌ ناعمُ عذبٌ طروبْ
في الدجي يأتي شجياً
في شروق الشمس دفئاً
حالماً عند الغروبْ
::::::::::::::::::::::::
كُـلّ ما في الأمر
رؤيا وسرابْ
يتراءي في دروب اليأس
والعمر اليباب
::::::::::::::::::::::
كُـلّ ما في الأمر
ان الوطن العملاقْ
اضحي ممزقاَ مقزماً معاقْ ،
من شدة الإملاقْ
يشحذ في الأسواقْ ،
رئيسه المصداقْ
يمارس السياسة
بمنتهي الكياسة
فيحلف الطلاقْ
:::::::::::::::::::::::
كُـلّ ما في الأمر
ان الوطن المهذب المسالمْ
اضحي يوزع المظالمْ
:::::::::::::::::::::::
كُـلّ ما في الأمر
ان وطن العزة والأمانة ْ
والصدق والكرامة ْ
اضحي منافقاً وفاسقاً
يغرق في الفسادْ
والكذب والخيانة ْ
::::::::::::::::::::
كُـلّ مافي الأمر
ان الوطن الموعود بالرخاءِ والإعمارْ
الوطن الحالم ازدهارْ
إزداد فقراً مدقعاً
حين جرت من تحته الآبارْ
::::::::::::::::::::::::
كُـلّ ما في الأمر
ان الوطن المشرور في الغابة والرمالْ
الوطن الممتد مليوناً من الأميالْ
ضاق بالرجال والنساء والأطفالْ
فمارسوا الترحالْ
:::::::::::::::::::::
كُـلّ ما في الأمر
ان الوطن الملاذ ْ
يجأر بالشكوي
يصيح للخلاصْ
يصرخ للنفاذ ْ
من قبضة الإنقاذ ْ
:::::::::::::::::::::::
كُـلّ ما في الأمر
ان وطن الخليل والتجاني
وطن الألحان والأفكار والمعاني
من لوثة طارئة يعاني
فيمنع الأشعارْ
ويقتل الأغاني
::::::::::::::::::::::
كُـلّ ما في الأمر
ان ساسة الهناء والسرورْ
يتاجرون بالإله والنبي والدستورْ
يكبرون الله جهراً
ثم يرتادون سراً
كل حانات الفجورْ
:::::::::::::::::::::::
كُـلّ ما في الأمر
ان الوطن الجالس فوق النيل
قد فقد الدليل
جنوبه مهددٌ، شماله عليلْ
شرقه مهمشٌ، وغربه قتيلْ
:::::::::::::::::::::::::
كُـلّ ما في الأمر
ان الوطن المحكوم بالشريعة
حماته عصابةٌ لصوص
يسرقون مال الشعب
ويشترون منه البيعة
::::::::::::::::::::::
كل ما في الأمر
ان الوطن الشقيانْ
الوطن المنكوبِ والمسلوبِ والمنهوبْ
الوطن المبخوس والمنحوسْ
الوطن المُجوّع المُخوّف المهانْ
اسمه السودانْ

محمد فقير
تورنتو 2008-02-09

Post: #132
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 02-22-2008, 07:35 PM
Parent: #1

ميمد
وين ياخى قصص ومواقف ناس موسلينى والزعيم عكاشة ادريس؟!

Post: #133
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-23-2008, 04:23 AM
Parent: #1

الأخ العزيز مبارك كنة
تحياتي وشكراً علي المداخلة
وانا كنت بفتش علي واحد يديني سيرة كويسة عن عمنا وأستاذنا
الكبير الناظر عثمان كنة
وافتكر انت ممكن تقوم بالمهمة دي
رسل لي علي الإيميل ضروري [email protected]
لو ممكن نلقي كتابه عن بدين يكون ممتاز
وبالمناسبة انت موجود وين

Post: #134
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 02-25-2008, 05:45 AM
Parent: #1

الأخ خالد حاكم
الحديث عن الزعماء مسوليني وعكاشة ادريس طبعاً صعب وطويل
وما زلت بجهز فيه

Post: #135
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 02-25-2008, 05:52 AM
Parent: #1

وصلتني هذه الرسالة من الأخ حسن حامد
وأنا انزلها هنا كما هي



بسم الله الرحمن الرحيم
تبصرة وذكري

الاخ االعزيز محمد فقير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ارجو ان تكون والعيال بخير.
كما اسلفت اسف جدا علي التأخير . وكما لاحظت اثناء الحديث الذي دار بيننا اثنا محاولة ارسال البريد الالكتروني فانا زلت اميا في التعامل مع الحاسوب – اي لازلت اتاتي اتاتي زي جنا الوزين اتاتي كما يقول صاحبكم وردي .
أخي محمد
كتب صديقي الاخ شهاب الدين الي الاخ جعفر عباس معلقا علي احدي مقالات جعفر في جريدة الرأي العام السودانية وقال لجعفر اين خالتكم حسن حامد جاري فرد جعفر ان حسن كتب لي مرة ثم vanished
الحقيقة انني قد كتبت له رسالة من حاسوب صديق اخر ولم اكن اعرف عنوانه الالكتروني ويبدو ان الصحيفة نفسها تشير الي عنوان جعفر بصورة غير صحيحة –حسب اشارة جعفر اخيرا .
في احدي مقالاته الاخيرة ربط الاخ جعفر بين جزيرة ارتقاشة ومناطق اخري مع خزان كجبار وتعرض لبدين وانه سيفاوض الحكومة ممثلا عن بدين ووددت لو استرسل الاخ جعفر واضاف بعض الحقايق التي لانمتلكها علي البعد انت وانا وربما اخرون مثلنا .
وسألت نفسي ياتري هل يتذكر جعفر –فعلا - جزيرة بدين ثم سرحت بخيالي الي تلك الايام التي عاشها جعفر في بدين – ايام كانت (للحياة حلاوة –النبق والحمبك ربما الجريه-والدوم -) .وهل يتذكر الاحياء التي ارتبط بها – فيده واباد مار واشجار الطلح البيضاء الضخمة الغائرة في قيزان الرمل واشجار السنط الطويلة التي كان (يحت) منها القرض لغنيمات الوالدة امنة فقير .كان يمشي وسط الغابات فوق الاشواك و (الكركتي _ كما يمشي الوجي الوحل ) .
اتذكر واتخيله ثالث ثلاثة مع المرحومين الشيخ عبد الرحيم عمر وعبد اللطيف الطيب واحيانا رابع اربعة اذا انضم اليهم الاستاذ حسن عيد الله ادريس . كنا نجلهم وحفطنا بعض الامثال ( الانقليزية ) نقلا عنه مثل Birds of feather flock together : .
نعم .... هل يتذكر جعفر ولو احيانا ( ابو جازة ) والقصر والمسيد والقية والمقابر وزوايا الاجداد . والذكريات مع الشيخ حاج فرحان وصالح كنة .
وهل يتذكر الخال الطيب _ابيد_ محمد فقير . ورحلته اليومية من البيت الي المزرعة وبالعكس صباح مساء في دقة (تضبط ) عليها الساعة . وجلسته الفريدة التي لم تتغير مع الزمن علي حماره الطائع المأمور –المبرمج –الذي لايحيد عن الطرق ولا يميل عنه . ولا يقف الا في احدي المحطتين المزرعة او البيت . وكأن الحمار العجيب يعرف سايكولوجية الخال –ابيد _ -ويقدر ظروفه ويعرف محدودية ارتباطاته وعلاقاته الاجتماعية .
وهل يتخيل الاخ جعفر بدين وقد علت الامواج المرتدة من خزان كجبار وزحفت للاعماق وايقن الناس انهم لا محالة مغادرون بدين التي قال عنها احد الصحفيين الذين زاروها انها قطعة من الجنة اخطأت طريقها الي الارض . الان تري كوبان من امام مسجد الشيح محمد احمد فقير في فيدة .
وهل يتخيل الاخ جعفر ان الاهل من جميع مناطق بدين سيغادرونها شرقا وغربا ينظرون الي الخلف المرة تلو الاخري وهم يسيرون الي المشرع. يلقون نظرات اخيرة علي الارض والنخيل ومقابر الاجداد والاباء والمساجد ويحملون معهم فقط مايستطيعون تاركين ما ثقل من العدة –كالقساسيب-
ربما تجد احدهم يجلس علي القيف وقد وضع يديه علي راسه المثقلة اصلا بالهموم والهواجس . يفكر اين يتجه ويتمني الا يجد الوسيلة التي يعبر بها النيل . وربما اخرون نزلوا الي اقرب نقطة للماء الرملة المبتلة التي انحسرت عنها الامواج واخذ احدهم ( عويشة )يخط بها علي الرمل ذكرياته دون ان يعي ماذا يكتب ولا يدري ان الامواج التي ستجعل اطول نخلة –تغرغر- وستجعل الوطاويط تخرج من القبة وتبحث عن ملاجئ –لن تدع هذه الذكربات الا للحظات.
أخي محمد .... لكن هل اثار خزان كجبار كلها سلبية -حتي وان كان الاخ جعفر سيفقد البقعة التي شكلت حياته في الصغر ...ام ان كجبار بوادر خير وبركة ونماء وتتبدل معه حال سوجا مار – وأمن كجنة- وكوسي كوجة وارض الحجر- الي ارض الينابيع و من ثم تتطور الحياة وتبرز جزيرة بدين اخري في اعماق التيل او علي شواطئه في مكان اخر..اللهم اجعله سقيا رحمة ....
الي اللقاء في رسالةاخري.
أخوكم ابدا
حسن حامد.
أيوا 21/ فبراير/2008.

Post: #136
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 02-26-2008, 02:23 PM
Parent: #1

( )

Post: #137
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 03-04-2008, 05:03 AM
Parent: #1

عفواً علي هذا الإختفاء الغير مقصود
نعود الي البوست بهذا النقل من كتاب قيم ولكن لا اسم له
ـــــــــــ
هذه مقتطفات انقلها لكم من كتاب لـ محمد متولي بدر اصدره في مايو 1955 وهو من ابناء عنيبة/تبج .
(..... اما لغة النوبة فقد اندثرت من السودان الأوسط والمناطق المجاورة لها شمالاً، وحلت محلها اللغة العربية، ولكنها ثبتت في الجزء الواقع بين الشلال الرابع والشلال الأول، ولعلك تسأل: لماذا بقيت اللغة النوبية في هذه الجهة دون بقية الجهات؟ والجواب: أن طبيعة البلاد الجبلية وفقر الإقليم كان سبب البقاء علي الأرجح. فمثل هذه الأقاليم الفقيرة المزدحمة بالسكان لا تحتمل نزوع جماعات من الغزاة دفعة واحدة، ولذا فمن المرجح أن العرب الذين نزلوا هذه البلاد إنتقلوا إليها في متفرقين في جماعات صغيرة واضطروا علي توالي الأيام إلي تعلم لغة النوبة وهكذا فعلت الجماعات التي نزلت بعدهم من مصريين وأتراك . يقول الأستاذ نعيم شقير في هذا الصدد: ((والظاهر أن العرب الذين بقوا في النوبة السفلي بعد فتحها كانوا قليلين فاضطروا الي ان يتعلموا لغة النوبة وكلما هاجر اليهم جماعة من العرب تعلموا لغة النوبة ونسوا لغتهم وهكذا فعل الأتراك. هذا ما كان في الشمال.
اما في الجنوب فقد اتفق الباحثون علي ان لغة سكان جبال النوبة الواقعة جنوبي كردفان ذات صلة وثيقة بلغة النوبة سكان النيل، وان اللغتين ترجعان الي اصل واحدولكنهم اختلفوا في نشأة هؤلاء السكان، فمن قائل انهم اصل النوبة الذين يسكنون النيل، ومن قائل انهم سموا كذلك لأن النوبة سكان النيل ملكوا بلادهم وادخلوا اليها لغتهم، ومن قائل انهم سموا باسم النوبة الذين فروا الي كردفان من سوبة بعد سقوطها. ونحن لا نستبعد انيكون نفوذ مملكة النوبة قد امتد الي هذه الجهة وانها سميت بهذا الاسم لهذا السبب. ولاكنا نرجح اارأي الأخير وهو انها سميت باسم النوبة الذين فروا اليها من سوبة بعد سقوطها، فمن الجائز ان عددا من النوبة قد انتقلوا اليها فرارا من الغزاة والتماسا للامن واعتصموا وراء جبالها واستطاعوا بهذه الوسيلة ات يحتفظوا بصفاتهم الحسمية والخلقية وان يحتفظوا بلغتهم علي مر الاجيال، ولعل مما يؤكد ذلك أن هذه البلاد لم يرد لها ذكر في تاريخ أثيوبيا القديم.
أشرنالا فيما سبق إليإختفاء اللغةالنوبية من السودان الأوسط، والمنطقة المجاورة لها شمالاً بعد سقوط النوبة العليا، ونحب الآن ان نلفت النظر الي ان هذه اللغة لم تنقرض تماماً من المنطقة، فقد خلفت وراءها عدداً ضخماً من الكلمات في لغة السكان وفي اسماء بعض المناطق، ففي اللغة العربية السودانية عشرات من هذه الكلمات تجري بها السنة السودانيين العرب دون ان يفطنوا الي انها انحدرت إليهم من لغة النوبة القديمة. وفبل ان ننتقل الي موضوع الكلمات يجدر بي ان أشير إلي مسألتين جديرتين بالنظر: (الأولي) أن أكثر هذه الكلمات أسماء لمسميات لم يعرفها العرب في الصحراء كبعض أدوات الزراعة والساقية وكبعض الغلات الزراعية.
.......الثانية) أن معظم الكلمات تنتهي بأحد الأحرف الآتية: القاف/الكاف والتاء، وهي الأحرف التي تلحق المفعول به في اللغة النوبية، وقد أطلقنا عليها في هذا الكتاب اسم (حرف المفعول)، وإالي القارئ بعض الكلمات التي أشرنا إليها باللغات العربية المصرية، والسودانية، واللغة النوبية:ــ
اللغة المصرية ................ اللغة السودانية ..............اللغة النوبية
ذرة عويجة ................... mare` Mar`g…………..............
ذرة شامي.....................makkada ..........................makada
بسلة .......................... Orre.................................. Worreg
رجلة جبلي................... Tabsange.......................... Tabsangeg
بامية جافة...................Woyye...............................weka
عيدان القمح الجافة....... Ased ................................Ased
عطرون................... Jaddi ...................Jardiga
صومعة................... Gusse ..............................Gusseba
خيمة...................... Kerri ............................Kerriga
لوف النحل.............. Ashme..........................Ashmeg
سمك قرموط............ Kour..............................Kour
سمك شال............... Dashko ..........................Dashkoog
وعاء من خشب........ Koos ...............................Kous
صف..................... Sarri....................................Sarreg
سباطة للسقف......... Silstte................................Silatteg
صاج للخبز............ Dew ...............................Dew
بئر....................... Mitter ................................ Mittara
::::::::::: :::::::::::::::::::::
,الي هنا وإنتهي الإقتباس من الكتاب
والقائمة طويلة جداً
وكل هذا يؤكد عدم إختلاط سكان المحس والسكوت وحلفا ودنقلا، عدم إختلاطهم بالعرب بالدرجة التي يصورها الناس، فقد كان الإختلاط قليلاً جداً، ولذلك فالدماء العربية فينا بسيطة جداً، ولكننا خلطنا ما بين الدين والعروبة، أقصد ربطناهما ببعض لدرجة أن التنكر للعروبة كأنه تنكر للدين، وذلك خلط لا يستقيم.
نواصل

Post: #138
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 03-05-2008, 05:51 AM
Parent: #1

////

Post: #139
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 03-07-2008, 04:25 AM
Parent: #1

الأعزاء
علي عبدالرحيم (أبسكو)
وزوجته سهام
رزقا بمولود سمياه محمد
علي اسم الراحل العزيز محمد عبدالرحيم(ابومصباح)
تهانينا الحارة للعزيزين
وأهلاً وسهلاً بابي حميد، تتربي في عز الوالدين سودانيا سئت او امريكياً، زولاً شئت او يانكي

Post: #140
Title: Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس
Author: خالد حاكم
Date: 03-07-2008, 09:54 PM
Parent: #1

ودفقير يا اخ .. بسميق ايق ! انت اصبحت بعيد خالص عن مضمون البوست .. كده راجع العنوان عشان تتذكر !.

Post: #141
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 03-09-2008, 03:21 AM
Parent: #1

الأخ خالد حاكم وانت وين سايب البوست
الحقيقة انا مشغول شديد وعندي وجع ظهر وما قادر اقعد اطبع
بالإضافة لأنو المعلومات صعبة الجمع ، وده توثيق ما دايرين نغلط فيه
او ما نذكر شئ مفروض نذكره
وانا قلت بين الحلقات ممكن اكتب حاجات تانية
عموماً ان شاء الله قريباً نعود للحلقات

Post: #142
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 03-09-2008, 03:47 AM
Parent: #1

جاءتني هذه الرسالة من شقيقي شيخ طويل
وارجو ان يأتينا بمداخلته، فسوف تكون إضافة قوية وكبيرة
وهو رجل متمكن من اللغة وعلوم الدين
وارجو ممن يستطيع ان يتصل به ان يحرضه علي المشاركة

ـــــــــــــــــــــــــــــ



أخ وفىّ ثم والد بعد ما مضي * وقل من كان اخاً ثم أصبح والدا
حباك الله قلبا رحيما بأهلـك * لله درك أبا أليسة انى اراك مجالدا
الأخ \ محمد \ تحية خاصة \\
أتابع كتاباتك .. بعيدا عن السياسة .. ومداخلة الاخوان .. والآن أتأملها.. وأحب ان تكون
مشاركتى مستفيضة فيما بعد بعنوان :-
تأملات ونبض القلب الشفيق ..... على خواطر وذكريات الأخ الشقيق
وهذه الرسالة للمداخلة بها الآن والتواصل مع الاخوان حتى اللقاء ببدين الحب
والحنان باذن الواحد الديان فى مقبل الزمان بمنزلنا أول الأوان لتتعانق الأرواح
والأبدان مع الأهل والجيران وسائر الضيفان
الإيميل [email protected] وهاتفى 0060176606930

شقيقك \\ شيخ طويل

Post: #143
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 03-11-2008, 00:53 AM
Parent: #1

وهذه رسالة أخري من الأخ حسن حامد

السلام عليكم وعلي كل الذين يعرفون قدر هذه الجزيرة المعطاءة
والتحايا والود للاخ والزميل السابق جعفر عبد المطلب . أخي محمد بالرغم من احترامي لعبارتكم( بعيدا عن السياسة) فمعلوم أن أهل بدين يتنفسون السباسة وكنا نسمع من اجدادنا أنقتيرا وهم يعنون انجلترا وكأنه شأن سوداني
وقد قال المرحوم ادريس أحمد همت في اجتماع عقد لاختيار اعضاء الوفد الذي كلف للسفر الخرطوم لمقابلة المسؤولين بشان البنطون قال لهم يا اهل بدين مصيبتكم انكم تخلطون السياسة في كل شئ فالشاهد انهم رواد في هذا المجال وفي العمل العام اينما كان وهم كانوا اعضاء ولايزالون في الكثير من اللجان فعلي سبيل المثال لجنة شريان الشمال منذ ان كانت فكرة لذا أطلب من الوالي الجديد ان يكمل هذاالطريق الي اقصي نفطة في الشمالية غرب النيل وسيكون له انجازا عظيما حين يودعه اهل الشمالية بعد عمر طويل في الولاية بأذن الله
أخوكم
حسن حامد
ولاية ايوا امريكا

Post: #144
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 03-12-2008, 05:06 AM
Parent: #1

جاءتني هذه الرسالة من أخي شيخ طويل
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه القصيدة بعنوان ((حدائق... غناء))
أهديها للشقيق محمد فقير / مع الحب والتقدير
شيخ طويل فقير

أنا من أرض بدين المعطاء
أرض الأجداد الكرماء
أرض الآباء
أرض رجال عمروا الأرض
أشاعوا الدين
وسنوا سنناً حسناء
ولـــكن!!! أين الأبناء؟؟
راحوا.....
كندا .... أمريكا ... ماليزيا
كل في واد
يبحث عن عيش رغد وهناء
تاهوا في كل الأنحاء
لكن معهم حب بدين
حياً يتماوج في الأحشاء
غابوا بالأجساد
لكن الأرواح هنـاك
تحلق في أجواء بدين
تنظر في الأرض الخضراء
تسبح في أمواج الماء
تمرح كالطير
تروح تجئ
من غير شقاء وعناء
تحملني الذكري كالطيف
تعبر بي الآماد
تسمعني صوت القمري العذب
صوت حمامة بلدي، تلك الشدواء
********************************
كشنتا ..... يا عشقي
يا مزرعتي، يا روض حناني
يا أجمل شلال يتدفق بالخير
وآب الأمين
يا جدي
يا رجلاً سمحاً وكريماً
يا حلواً كالتمر
وعذباً كالماء
ألا رحم الله الرجل الطيب
وأسكنه جنات الخلد مع الشهداء

ويا حي الله حي القبة
كنت مليئاً صبحاً ومساء
بأبناء (جبال)* النجباء
ووقفت الآن كما الأطلال
تحكي للأجيال
حال الدنيا الفانية
حال الأيام القاسية
يــا الله !!
كيف تشردنا؟
كيف تفرقنا ؟؟
هل ضاقت ارض السودان
ارض المليون من الأميال
نيل يجري وسط الصحراء
جنوب فيه الغابة عامرة
والخير وفير
وابقار تُهدي مهراً للحسناء
والغرب ملئ إبلاً وملئ بالضان
والشرق جميل ونبيل الإنسان
وشمال خصب
ونخيل تنظر للعلياء
***************************
ما كنا لنهاجر
ماكنا نترك ارضاً نهواها
لكن ظلم بالداخل شردنا
شتتنا في كل الأرجاء
فهجرنا وطناً معشوقاً
وتركنا ارضاً خيرة ... وحدائق غناء
***************************


القصيدة القادمة (ان شاء الله) ... إهداء للخال عبدالقادر همت/ابو هشام/وقيل ابو هالة/ وقد يكون الرجل ممن يقول (انا ابوك يا هيثم) والكل للفؤاد ثمرات حفظهم الله جميعاً، احببته لتواضعه الجم، وخدمته للأهل من خال وعم.
والقصيدة (3) ان شاء الله، اهداء للشقيق(عبدالله) ابو الأمين، او أبو أب آلمين، وهو جدي من امي، وعشان نعرف عمره سالناه ــ انا وعمر نوري ـــ عن آخر شئ يذكره في صباه فقال ( كنت أورتي في الأسكلي) ، خلف الثيران في الساقية، فجاء أنصار المهدي الذاهبون لفتح مصر، وأخذوا الثوريين، فحسبنا عمره فإذا هو حوالي 120 سنة عند وفاته في 1996 م ، رحمه الله، وكان محافظاً علي صحته، كان لا يحب الأكل فوق الأكل، واذكر أنه دعي مرة الي الطعام بعد ان أكل، فأبي ولما الح عليه الداعي قال مغاضباً، ((كَلَسِّي)) يعني (( كَبَدِسْ)) يعني(أكلتُ)، وأشبه الأهل به هو الخال عبدالعال احمد همت ــ وله سلامي ـــ وكان يسميه (أبديل)، وإذا أراد ان يفرق بين عبدالقادر همت وعبدالقادر النذير، كان يقول للأخير ( شَيْ ) علي جده، ويعني السيد او الزعيم، ولعلي أكتب عنه لاحقاً مع السيدة حرمه جدتي خديجة رحمها الله، ويجدر الإشارة أن كلاهما مات يوم جمعة، نحسبهما صالحين، وأظن أن كلاهما صام أكثر من مائة رمضان، والحمد لله رب العالمين.

• قلت في القصيدة /أبناء جبال/ لأن النسب:ـ شيخ طويل فقير علي محمد فقير علي محمد نور محمد جبال، تأكدت منه من جدنا محمد سعيد حاج طويل، خال الوالد، وقال لي أنه جاء للخرطوم لأول مرة في سنة 1935 وعمره 16سنة، فيكون من مواليد 1919 ، يناهز الآن الـ 90 عاماً ، أمد الله في عمره مع الصحة والصلاح.

أخوكم شيخ طويل فقير
ماليزيا/كوالالامبور/2008/03/ 10

Post: #145
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 03-27-2008, 01:36 AM
Parent: #1

بعد كل هذا الغياب عن البوست نعود الي الحلقات الرسمية
وإليكم الحلقة 12

بدين ـــ خواطر وذكريات
12 ــــ
جاءت بوجهٍ كأنّ البدرَ بَـرْقَـعَـهُ :: نوراً علي مائسٍ كالغُصن ِمعتدِلِ
إحـدي يديها تُعاطيني مُشَعْشعَةً :: كخـدها أصْفًـرَتْهُ صُبـغَة الخَجــلِ
ثمّ إستبدت وقالت وهي عَالمَةٌ :: بما تقول وشمسَ الرّاحِ لم تَـفـلِ
لا ترحلنّ فما أبقَـيتَ من جلدي :: مـا أســتطيعُ به توديـعَ مُــرتحلِ
ولا من النومِ ما ألقي الخيال به :: ولا من الدمعِ ما أبكي علي الطللِ
يزيد بن معاوية

نالت القصائد علي يد يزيد ما لم تنله علي يد أُخري، فقد نقشها بخيال واسع، ورصعها بمعان بديعة، فتناثرت كقطع اللؤلؤ علي وادي عبقر .

كانت الجزيرة تتبع إداريا لمجلس ريفي أرقو، وأرقو لي فيها ذكريات، فقد كانت اُسرتنا من (خلفاء) الأدارسة، وكنا نجمع لهم محصول البلح، وكان العادة عندنا ان المزارعين واصحاب الحواشات كانوا يهدون نخلة او اثنتان للأشراف، طلباً للبركة، وتقرباً لله، وكان لهم خلفاء او وكلاء في كل منطقة يقومون علي هذه الممتلكات والهبات بالرعاية وجمع المحصول في الموسم، وزرت أرقو مع والدي ، لبيوت الأشراف، او الأسياد، اسرة السيد الإدريسي فرع ارقو، ورغم ما كان في القضية كلها من إستغلال للبسطاء، ورغم تمردي علي القضية برمتها فيما بعد، (وتلك قضية اخري، وما أكثر القضايا الأخري) الا أنها ذكريات لمواسم في الحياة، عاشها أهلنا بصدق وأمانة، فوالدي لم يكن يسمح لنا بأخذ بلحة واحدة من محصول كنا نتعب في جمعه دون مقابل، ألا رحمه الله، فقد علمنا الصدق والأمانة، وكانت له ارتباطات روحية واسرية بتلك المناطق تمتد حتي شيخ شريف، وكانت هناك صداقة أسرية وزمالة خلوة تربط اسرتنا مع اسرة الشيخ الكبير (حسن بُـجـّة) في الترعة، وخلوة الشيخ حسن بجة من اكبر وأقدم الخلاوي في المنطقة كلها، ويقدر عمرها بأكثر من 800 عام، وكان يقوم عليها اجداد الشيخ حسن، ولم تزل الخلوة موجودة حتي الآن، ويشرف عليها الآن عمنا الشيخ أحمد كامل حسن بجة، وكان الأستاذ الطيب محمد الطيب قد سجل حلقة عن الخلوة في برنامجه (صور شعبية) عرضت في تلفزيون السودان، كما ان الأستاذ الطيب قد ذكر هذه الخلوة في كتابه القيم( المسيد)، وفي عهد مايو اُخـُذتْ بعض الأشياء من الخلوة الي متحف الخليفة عبدالله التعايشي، منها (انـْقـَري دوول) وانقري دوول يعني (السرير الكبير)، وهو عنقريب ضخم، ربما مترين في مترين، وإرتفاعه تقريباً متر، وكان موجوداً في كل الخلاوي، وكان يستعمل لأغراض كثيرة، وبالمناسبة الشيخ حسن بجة هو جد زميلنا في المنبر أخونا مهتدي الخليفة َمحمد نور، ووالده هو الشيخ محمدنور المقرئ المعروف، وقد وعدني الأخ مهتدي بمساهمة كبيرة في البوست بخصوص تفاصيل اكثر عن الخلوة وتاريخها. وسوف آتي علي ذكر الخلاوي في بدين والمنطقة في حلقة لاحقة.
في زمن العموديات كانت في الجزيرة عموديتان، عمودية سقدان وعمودية بدين، وعلاقة سقدان ببقية الجزيرة عجيبة، هي إحدي قري بدين، وليست جزيرة منفصلة، ولكنها في الماضي كانت تنفصل في مواسم الفيضانات، حسب رواية الكبار، ولذلك ابقت علي اسم جزيرة سقدان، مع انها الآن ليست جزيرة، عموما، عمودية سقدان اول عمد لها العمدة حمد حاكم وخلفه العمدة محمد حمدالله ابراهيم الى ان تم حل النظارة والعموديات فى الشمال فى نظام مايو
شياخة سقدان اول شيخ لها الشيخ فضل حاكم وخلفه ابنه شريف فضل حاكم ومن ثم حفيده الشيخ عبدالرحيم محمد فضل حاكم فى بداية نظام الانقاذ ، وعمودية بدين بقيادة العمدة محجوب، هكذا كان يعرف بإسمه الأول، وعند تصفية الإدارة الأهلية في العام 1969 بقيت في الجزيرة اربع شياخات، هي بالترتيب من الجنوب إلي الشمال سلنارتي وسقدان وتُشي وشَبة، حتي جاءت اللجان الشعبية، وما أدراك ما اللجان الشعبية . أمـاالزعامات ألإجتماعية فقد تمثلت في شخصيتين اساسيتين هما محمد عثمان موسوليني والزعيم عكا شة إدريس، رحمهما الله. أما موسوليني، فقد كانت فيه موسولينية معدلة، حسب المعطيات المحلية، ومن هنا أخذ الإسم، كان يتمتع بثقة مفرطة في نفسه، أخذ من الدنيا أكثر مما أعطته . أما والدنا الزعيم عكا شة فرجل ولد بنزعة زعامية أصيلة، وطموح سياسي كبير، ولكن غلبته الأمية، كان ذو بنية برلمانية، ولو وجد فرصة تعليم لكان له شاُن آخر، توفي رحمه الله ولسان حاله يقول ( أضاعوني وأي فتي أضاعوا )، رحل وترك كوكبة من أبناء بررة ذوي أيد حاتمية بيضاء، أفاض الله عليهم من فضله فتفضلوا به علي من احتاج من ذوي القربي والغرباء، هـذا وقد أرسلت الجزيرة الي الساحة السياسية وأهوالها بالشهيد محمد صالح عمر، والسيد عزالدين السيد، والسيد محمد شريف حاكم، وإلي عالم الإقتصاد والمصارف السيد الحاج عبدالقادر احمد همت وإلي الساحة الفنية الفنان الممثل القدير محمد خيري أحمد، والد التومات الرائعات، ذائعات الصيت، الفنانات إيمان وأماني، والي عـــالم الصحافة والإعلام ، الكاتب الشهير والمميز جعـفر عباس(أبو الجعافر) والذي هو في الكتابة ماهر، وفي التعبير ساخر، صاحب العمود المقروء ، زاوية حادة، والذي شجعني علي الكتابة، فأهديته هذه الحلقات، وهو إبن بدين، وكثيراً ما يتحدث عنها في مقالاته الممتعة. وسوف يأتي الحديث عن الشخصيات المذكورة وبعض الشخصيات الأخري بصورة تفصيلية لاحقاً.

Post: #148
Title: Re: رد
Author: عمار محمد حامد
Date: 03-27-2008, 02:14 AM
Parent: #145

المحترم محمد فقير :

مقالاتك هذه لاتقل عن المقالات الجميلة للابو الجعافر فلماذا لا تنشرها فى احدى الصحف

وعلى فكره جعفر عباس والده من جزيرة سمت وهى نفس الجزيره التى انحدر منها .

لك منى كل الود والاحترام

Post: #149
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 03-27-2008, 05:37 AM
Parent: #1

الإخ العزيز عمار
شكراً علي المرور والإقتراح
والحقيقة ربما وافقت بعض الصحف علي نشرها ولكني لم أحاول الإتصال بالصحف
ربما افعل قريباً
والله يسهل

Post: #150
Title: Re: رد
Author: فيصل محمد خليل
Date: 03-27-2008, 08:03 AM
Parent: #149


Post: #151
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 04-01-2008, 01:30 PM
Parent: #1

شخصيات من بدين
1 ــ عبدالقادر أحمد همت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخال عبدالقادر همت رجل يمثل الشخصية السودانبة الأصيلة، أكرمه الله بأدب جم، وتواضع محبب، عقل راجح، ورؤية صائبة، لسان عفيف، ويد معطاءة، رزق مبارك موسع فيه، كرم سخي، بيته بيت ضيافة، أسرة بشوشة وطعام طيب .
ولد بجزيرة بدين في العام 1940 ، تلقي تعليمه الأولي في مدرسة بدين الأولية التي إلتحق بها في العام 1948 ، وكان منتظماً في خلوة الشيخ حاج فرحان، وكان الناس في ذلك الوقت لا يحبذون إرسال ابنائهم الي المدارس، كانوا يرسلونهم الي الخلاوي، منها خلوة الشيخ حاج فرحان، وبعد إنشاء المدرسة جاء المفتش الإنجليزي، ودرس الوضع، وبدهاء المستعمر عين الشيخ حاج فرحان مدرساً للدين في المدرسة حتي يرسل الناس أبناءهم الي المدرسة، وقد كان، فذهب الكثيرون الي المدرسة وتوقف التعليم في الخلوة علي ايام الجمعة، وإكتسب الخال عبدالقادر من روحانيات الشيخ الكبير ما صبغت نفسه وقلبه بإيمان نبيل، ونزاهة في القول والفعل، والحديث عن الشيخ حاج فرحان محبب الي الخال، ومما حكاه أن الشيخ كان يشرب الشاي ببراد أصفر صغير، وكان هذا البراد الصغير يكفي كل الحيران، وكانت له حاسة غريبة بوجود ما يضر بالقرب من الخلوة، فكان مرات يقف فجأة ويطلب الأبريق، ثم يخرج ويصب الماء علي حجر معين فتخرج عقربة فيقتلها ويعود، وكان في المدرسة في حصة الدين عندما يأتي المفتش الإنجليزي يطلب من التلاميذ قراءة سورة (الكافرون) قل يا أيها الكافرون، الي آخر السورة، وإذا حدث أن صافحه المفتش كان يخرج سريعا من الفصل ويمسح يديه بالتراب ويغلسها بالماء، والمفتش ينظر ويبتسم.
في العام 1952 إنتقل الخال إلي وادي حلفا للإلتحاق بمدرسة حلفا الأميرية الوسطي، وكان معه عدد 11 طالب من بدين، منهم ارصد أحمد، عوض إبراهيم، عثمان قرشوم، خيري ملجاب، كمال محمد أفندي وآخرون، وكان في حلفا مدرستان، الأميرية والأهلية، يذهب الطلبة من المناطق للإمتحان والمنافسة في المدرستين، وفي تلك السنة كان عدد الطلبة المنافسين 360 طالباً، يقبل منهم اولاً 42 طالب في الأميرية وهي مجانية، ثم 42 في الأهلية وفيها رسوم، وعلي بقية الطلبة العودة أو الذهاب للمنافسة في مدارس أخري، وكان ترتيب الخال هو 28 من الــ 360، وكان المفروض أن يقبل في الأميرية، ولكن حدثت مؤامرة من تجار حلفا وبالإتفاق مع المفتش الإنجليزي أكملوا العدد المطلوب في الأميرية من ابنائهم، وقـُبل الخال في الأهلية، وكان مبلغ الرسوم 150 قرشاً، وما أن إنتظمت الدراسة في المدرسة حتي جاء عرض(مغري) للخال من مصر للسفر إليها والدراسة هناك، فمرة، وهو في الفصل ناداه الناظر وقال له أن إخوانك في مصر يريدون منك السفر لمواصلة الدراسة هناك، فإحتار الخال وشاور زملاءه، وهو يريد المواصلة في حلفا ولكن مصر بدت مغرية، وفهم الناظر أنه سوف يسافر فقبل طالب آخر في الداخلية بدل الخال، ولما عاد الخال الي الناظر وقال له أنه ربما يواصل قال له الناظر أن فرصته في الداخلية ضاعت وأنه يمكن أن يواصل خارجي، وقد عرض الإخوان إدريس بدوي وعوض بدوي السكن معهم في البيت، وهم من أبناء المحس الذين تربوا مع الخال في بدين، ولكن في النهاية قرر الخال السفر الي مصر، وكان الطلبة في الفصل، ومن الشباك وعدعهم وقال لهم أنه مسافر، وفي الميناء وجد العم سعيد هاشم الذي إشتري له تذكرة بــ ( 7 قروش) الي الشلال ثم من هناك الي القاهرة، ولم تكن جوازات السفر مطلوبة، بل كان السودانيون يذهبون الي مصر بدون اي أوراق ثبوتية، وثاني يوم وصوله الي القاهرة قامت الثورة، أنقلاب جمال عبدالناصر، كان إخوانه وأبناء عمومته في الأسكندرية، فسافر الي هناك، ونافس في مدرسة ثانوية مع 800 طالب، وكان ترتيبه الأول في الــ 800 ، ولكن ما أن إنتظمت الدراسة حتي تم قفل المدرسة من قبل الثورة بإعتبارها مدرسة برجوازية، فعاد الخال الي القاهرة للإلتحاق بالأزهر، وكان بالأزهر في ذلك الوقت عدد كبير من أبناء بدين،حوالي 42 طالباً، منهم:ـ محمد عثمان موسي، الذي عمل في وزارة التربية والتعليم في السودان، قسم المناهج المدرسية، وكان له كتاب شرح لمعلقة عنترة التي درسناها في الثانوية العامة، ومحمد علي موسي، ومحمد الحسن موسي، ومحمد حسنين، والطاهر سيد ترجمان، وعبدالرازق عبدالودود، وعبدالمجيد عبدالرحمن، الذي عمل مديراً زراعياً في عسلاية، وعمسيب محمد فضل، وفضل عكاشة، وعبدالماجد خليل ، وإبراهيم حسن وآخرون.
وبينما كان الخال يدرس في الأزهر إلتحق بمدرسة عابدين الإعدادية الليلية، ثم في العام 1955 إلتحق بثانوية(مساءية) وفي 1957 سمح للطلبة السودانيين بالتحول الي المدارس الأكاديمية، فألتحق الخال بالثانوية التجارية ومعه الطاهر سيدأحمد، وإلتحق عمسيب بقسم الكهرباء، وعبدالمجيد بالقسم الزراعي، وكانت المنحة الحكومية للطالب السوداني في ذلك الوقت 8 جنيهات من الحكومة المصرية، وفي العام 1960 تحصل الخال علي دبلوم التجارة الثانوية، وكان مع الدراسة يمارس الرياضة، وبين عامي 57 و 1960 تحصل علي بطولة جمهورية مصر للملاكمة للمدارس الثانوية (وزن الريشة) وأيضاً علي بطولة الجمهورية في ألعاب القوي في الجري مسافات طويلة ومتوسطة، ثم إنضم الي الفريق القومي المصري مع أعضاء النادي الأهلي، وفي 1960 تقرر أن يسافر الفريق القومي الي روما للأولمبياد، فأستخرجوا له بطاقة بإعتباره من مواليد أسوان، وكان خط سير الرحلة الي سوريا ثم الي ألمانيا ثم من هناك الي روما، ويوم السفر وبعد الصعود إلي الطائرة وبعد أن شحنت حقيبته الي روما ، أنزلوه وقالوا له لا بد من إستخراج جواز سفر، ولا بد له من الجنسية المصرية، وكلفوا ضابطاً ليأخذه في اليوم التالي الي المجمع لإستخراج الجنسية والجواز ثم اللحاق بالفريق في سوريا مع الضابط ، فتردد، ثم شاور إخوانه في الجمعية والنادي السوداني، فقالوا له (إذا اتجنست مصري تاني ما تعتب الجمعية والنادي) فقد كان التجنس بجنسية أخري في ذلك الوقت عيباً ومرفوضاً، بالذات الجنسية المصرية، وفي صباح اليوم الثاني وهم في القهوة رأي الضابط المكلف قادماً، فأختبأ في الحمام، وجاء الضابط يبحث عنه، ويسال السودانييبن (يا قماعة ما شفتوش عبدالآدر، بتاع الملاكمة، حيكون راح فين يعني ، يخرب بيته، ده حيطلعني من السفر، لازم تجيبو من تحت طآطيق الأرض)، وفي اليوم التالي والضابط يبحث عنه سافر الخال وهرب الي السودان، وصل الخرطوم في اغسطس 1960 ، وذهب الي طلعت فريد وزير الإعلام في حكومة عبود، وكان بينهم معرفة، فطلب منه طلعت السفر إلي مدني مسئولاً عن الإعلام الرياضي هناك، وفي اليوم التالي وبينما هو وجمعة خليلي ذاهبان الي وزارة الإعلام، توقف في البنك العربي لتقديم إستمارة طلب وظيفة، وكان المدير أردني، وبعد مقابلة قصيرة ارسله لموظف حلفاوي إسمه حافظ البارودي، فأجلسوه الي طاولة وسلموه الشغل فوراً، فبدأ العمل، وبعد أكثر من ساعة تذكر أن جمعة خليلي منتظر في الخارج، فذهب وقال له (إنت ممكن تمشي، أنا إشتغلت)، ثم ذهب الي طلعت فريد وأعتذر عن السفر الي مدني بحجة الوظيفة في البنك، فطلبوا منه تدريب الملاكمة وألعاب القوي في الفريق القومي، ثم تقرر أن يسافر الفريق القومي الي الرباط في الدورة العربية، فرفض البنك ، فقامت (شكلة) بين البنك والوزارة، وتعاملت الوزارة بأسلوب العساكر فرضخ البنك وسمح له بالسفر، وفي الرباط ، ونتيجة الفساد والإستهتار الذي يصاحب المسئولين السودانيين فقد تم إختلاس الميزانية المخصصة للاعبين ولم يتم تجهيزهم كما يجب، فقد زودوا فريق الجري للمسافات المتوسطة والطويلة بأحذية (باتا) الرخيصة والتي لا تناسب تلك الرياضة، فلم يتمكن اللاعبون من احراز أي نتيجة، وقد وصل بعض اللاعبين الي نهاية الخط وهم حفايا بعد أن تمزقت تلك الأحذية الرخيصة، وعندما عاد الفريق قدم الخال إستقالته إحتجاجا علي ما حدث.
بينما هو يعمل في البنك العربي إلتحق بالقسم الليلي في المعهد الفني (جامعة السودان حالياً) ، وفي 1967 تحصل علي الدبلوم العالي من معهد المصارف (الدفعة الثانية في المعهد)، وفي 1971 كان مقرراً أن يسافر الي لندن من قسم المحاسبين القانونيين ولكن صدر قرار جمهوري بمنع السفر، في 1973 إنتقل الي بنك النيلين فرع الأمم المتحدة، وبعد التدرج في وظائف إدارة البنك،
وفي 1981 اُنتدب لمدة 4 سنوات لتأسيس بنك التنميةالشعبية، حيث تم تأسيس 4 فروع.
في 1988 أنتدب مرة أخري لتأسيس بنك العمال، ولا تسمح القوانين بإنتداب الموظف الحكومي مرتين، ولكن تدخل د. بشير عمر وزير المالية في ذلك الوقت واستعمل حق الوزير في إنتداب الخال مرتين، فأسس البنك وعمل مديراً حتي 1993 ، وبعد مجابهة بينه وبين بعض الإسلاميين احيل الي المعاش.
في نفس العام 1993 سمع من الإذاعة وبصوت ريئس الجمهورية عمر البشير تعيينه مدير عام الإتحاد التعاوني لولاية الخرطوم، وفي صباح اليوم الثاني سافر الي بدين تهرباًً من الوظيفة، فأرسل إليه يوسف عبدالفتاح نائب الوالي ومسئول الحركة التعاونية في الولاية مذكر صغيرة تقول( ممكن تقعد هناك سنة لكن حتجي تستلم التعاون)، فعاد وذهب الي اللواء الزبير نائب رئيس الجمهورية، فأفهمه الزبير ان هذا القرار تكليف ولا بد له من التنفيذ، فاستفسر الخال عن المدة، فقال له الزبير بالاُشكر ( سنة دج بتيقي) يعني حتقعد خمسة سنين، فذهب الي يوسف عبدالفتاح، وكان يوسف يعرف راي الخال في إدارة التعاون التي كان يهاجم فيها الفساد، فقال له يوسف أنه تم تعيينه حتي يحارب الفساد، فأشترط الخال تطبيق شروط البنوك التجارية في التعاون، فلم يمانع يوسف، وفور إستلامه العمل إجتمع ببعض الموظفين وطلب منهم الذهاب الي 3 بنوك وإحضار شروط العمل فيها، وخلال 48 ساعة تم تعديل شروط العمل فتمتع الموظفون بكل إمتيازات موظفي البنوك، وكان كل ذلك حافزاً لهم للإلتزام الكامل بمواعيد العمل وترك التسيب، وأخذ الاتحاد التعاوني في تطور لا مثيل له، وأحضر الخال عدد من المطاحن من الصين، ثم مصانع زيوت ومصانع صابون وجراكن وأفران آلية من تركيا، وكان ذلك بداية التبادل التجاري الكبير بين تركيا والسودان، فقد مهد له الخال بصفقة المصانع، وأصبح الإتحاد التعاوني أحد أنجح المؤسسات في الدولة، ولكن (السوس) الذي يصيب كل نجاح زحف علي التعاون، فقد تآمر اصحاب العمل وإتحاد الصناعات علي هذا النجاح، فجاء توجيه من أمانة التنظيم الي الخال بقفل هذه المصانع وشراء المواد من مصانع التجار وتوزيعها علي التعاونيات، بحجة أن التجار شريحة لا يمكن الإستغناء عنها وعن دعمها، وهكذا أجهض ذلك النجاح الإقتصادي الكبير، وقد تطورت المواجهة بين الخال وبين الجهات الفاعلة في الدولة وتم قفل المطاحن والمصانع التي تحولت الي خرابة ينعق فيها البوم ، وتقف شاهدة علي الفساد الجائر، وهكذا قدم الخال إستقالته من التعاون، حتي معاشه الرسمي من البنك (ومعه آخرون) توقف عندما باعوا البنوك، وقد رفعوا دعوي أمام المحاكم وكسبوها، ولكن رأي محافظ بنك السودان أنه أكبر من القضاء فرفض تنفيذ قرار المحكمة، وهكذا ترك الخال كل شئ وتفرغ لرعاية أبناءه وأحفاده، ألا أبقاه الله لهم وأبقاهم له.

إهــــداء للخال مع التحية
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجل يخطو علي وجه الثري هوناً
ويرتاد الثريا شرفا
حاتمي الكف مبذول العطايا
دونما مَـنٍّ ولا سلوي
يساعد ويساند
يتفاني كرما
...............................
في مجال الخير تلقاه
يخدم الأهلين من خال وعم
يعدل المعوج
وللصلح يسابق
................................
وهو (الحاج) الموقر
ملجأ عند الخطوب
حاضر عند الكروب
وحين العوز يذكر
...........................
فيه المكارم والعزائم والتقي
حياه الحيا دوماً
وللعمر الطويل سقي
..........................
باسم بشر حفي
واسع الصدر
رحيم القلب
إنسان وفي
..........................
بارك الله له في عزه عزاً وجاها
ورعاه الملك القدوس وأرضاه جزاءا
وأجتبي من نسله جيلاً كريماً ومعافي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحوظـــة
ـــــــــــــــ
حدثني الخال ان عمنا الأستاذ الظريف حسن عبدالله عرضوا عليه وزارة التعليم في ولاية الخرطوم فرفضها بحجة أنه لا يريد أن يلبس الكرافتة.

Post: #152
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 04-01-2008, 11:23 PM
Parent: #1

//

Post: #153
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 04-04-2008, 02:41 AM
Parent: #1

....

Post: #154
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 04-20-2008, 10:02 PM
Parent: #1

جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات
الخــــــــلاوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ربى القرآن الكريم
شعر عبدالله الحطامي

يا أيها الكَلم العلى الشان
يا من أضأتَ غياهبَ الإنسان
فبذكر حرفكَ تطمئنُ قلوبُنا
وبعلم نِحوكَ يستقيمُ لساني
والنفسُ تدخلُ في محاريب الهدى
والروحَ تسبحُ في سنا الشطآن
يا حصن أمن المسلمين وفخرهم
يا خير ما نطقت به الشفتان
ما دمت فينا لن يتوه سفيننا
فالحرف نور في يد الربان
من عند ربي قد أتيت مفصلاً
وبقيت وحياً دائم التبيان
تؤتى ثمار الأمن في كل المدى
فالغرس نور والشذى نوراني
لك في صدور المسلمين رحابة
ولك الفيوض تموج بالأزمان
يا حظ من حفظَ الكتاب بقلبه
يا سعده بتلاوة القرآن
يلقى من المولى الكريم وصاله
ويفوز بالفردوس والرضوان
هو حبلُ ربى للوجود جميعه
جَمع الأمور وصاغَ كل بيان
هو قول حق غير ذي عوج أتى
أَنْعِم به - قد جاء من منان
وتكفّلَ اللهُ الحفيظُ بحفظه
ليعيش صرحاً كامل البنيان
يا أيها العطشى تعالوا نرتوي
ونعيش أمناً في رُبى الفرقان



كان في الجزيرة عدد كبير من حـفظة القـرآن، حفـظـوا القرآن في خلاوي كبيرة في مقاصر (الشيخ هارون)، وشيخ شريف، والترعة، ومناطق أخري، ثم عــادوا وفتحوا الخلاوي في الجزيرة‘ فدرس خلق كثير علي أيديهم، من هؤلاء الشيوخ جدنا الشيخ محمد فقير، وأخيه جدنا الشيخ عثمان فقير، ووالدي فقير علي، الذي قرأنا الخلوة علي يديه، ، وجدنا الشيخ بشير صالح تور، وإبنه الشيخ سعيد بشير، ووالدنا الشيخ عبدالحميد محمد، الذي كان من القلائل الذين يحـفظون القرآن علي أكثر من رواية، وبتجويد متمكن، كان جيد الحفـظ، يتحدي الجميع، ومرة أثار خلافا فقهياً، فقد كان يتلو من المصحف في المسجد، وداهمته غفوة ، فتوسـد المصحف تحت رأسه ونام، فأيقـظه عمنا عبدالله شريف، الذي كان مشاغباً، ولامه علي توسـد المصحف ، فوجد الشيخ لنفسه مخرجاً فـقهيا بأن أشار الي راسه قائلاً ان رأسه في الحقيقة مصحف، فلا تعـدو المسألة من أن تكون مصحف فوق مصحف، وكان لغوياً يحفظ الكثير من قواعد اللغة المتعلقة بالقرآن، كما أنه كان يحفظ ألفية إبن مالك، ومن الحفظة أيضاً الشيخ سيد عبدون (سيد مايو) (والد الأستاذ عبدالوهاب سيد)، وأيضاً الشيخ عكاشة أرو، والشيخ الحاج حمزة حاج، والأستاذ محمد حسنين (والد الأستاذ سعيد محمد حسنين)، والشيخ عوض الله طه، والأستاذ محمد علي محمد موسي، والشيخ حاج فرحان، والشيخ محمد حاج عبدالعزيز، وأخيه الشيخ عثمان حاج، والشيخ محمد عبدالعزيز الزين، والشيخ فقير همت، رحمهم الله جميعاً وأثابهم بالقرآن، ومن الأحياء أطال أعمارهم وأبقاهم والدنا الشيخ محمد طه صالح، والشيخ عبد الله محمد موسي (عبدالله فقير)، والشيخ أبوزيد حمزة، والأستاذ طاهر سيد ترجمان، والشيخ عبدالله محمد همت (عبدون ميمد)، ومن الجيل الجديد الأستاذ الشيخ أنور عبدالصادق، وعبدالباقي إدريس كجر، وعبدالغفور محمد علي محمد موسي.، والشيخ أمير السر سعيد أحمد.
من الخلاوي القديمة والمعروفة في جزيرة بدين خلوة الشيخ شيخ طويل في شبة، التي تولي أمرها أجدادنا حتي انتهي أمرها إلي والدي فقير علي الذي كان آخر شيخ في تلك الخلوة، وخلوة الشيخ عبدالحميد محمد الذي قرأنا عنده بعض الوقت، وكانت خلوته في مكان مدرسة شبة الإبتدائية بنين الحالية، هناك كنا نكنس الحوش بأيدينا، كنا نقف صفاً في خط مستقيم ثم ننحني ونغرس أصابعنا في التراب ونمشي للخلف (حركة ورا) ونحن ننشد
أقــَسِّـنْ قِـسِرْ وللاّ جلبو
تـَكـّا جلبون قـِسر وللاّ جلبو
وكان الشيخ عبدالحميد حليماً، ولكنه عندما يغضب كانت له شراسةلا تقاوم، كان يحمل العصا ويحجز الطلبة في ركن ويضرب حيث إتفق، ينزل العصا ولا يبالي، وكان إذا غضب من طالب يجلده (فلقة) بأربعة كبار وهو يسأل الطالب:ــ
إر كجا؟ (يعني هل أنت حمار؟
فيقول الطالب (أييّ) يعني نعم
فيقول:ـ قيدتا فَـكَـبْـنا (يعني هل ستأكل قش) فيقول الطالب (أيي)
فيقول :ــ دقرْكا اُكـّرْ دوقوا (يعني هل نضع عليك السرج ونركبك) فيقول الطالب نعم
فيقول:ـ نزلوه.

وكانت هناك خلوة الشيخ محمد شوكت الكبير في تشي، وجاء من بعده الشيخ حامد صوفي الكبير، تم الشيخ حاج فرحان، وخلوة الشيخ عبدالله محمد موسي والتي مازالت مستمرة، وخلوة الشيخ محمد الحاج عبد العزيز في سلنارتي، التي تولي أمرها لفترة الشيخ محمد عبدالعزيز الزين، وخلوة الشيخ إسحاق يعقوب في سقدان، وفي سلنارتي أيضاً خلوة الشيخ محمد أحمد حاج علي (صايم)، وهو من خريجي الأزهر في 1845 ميلادية، وكانت الخلوة ((مسيدا)) صغيراً ثم قام أحفاده بتحويله الي جامع كبير ملحق به خلوة تقوم الآن بتحفيظ القرآن وتخصص جائزة كبيرة للحفظة في رمضان من كل عام، ثم خلوة (آل خطيب)الشيخ حاج شوكت إمام جامع سلنارتي، وخلوة الشيخ أبوزيد حمزة التي خرجت بعض الحافظات من النساء في السنوات الماضية، والخلوة لها فرع في أبوسقان، ثم هناك مركز الشيخ صالح شبر الإسلامي في سقدان، والذي اسس في العام 1998 ، جاء في تعريف المركز في منتدي بدين هذه الفقرة :ـ ((ويقوم المركز بأعمال الإشراف والتنسيق للمحاضرات والندوات والدروس الدينية العلمية بجزيرة بدين وما جاورها من الجزر والقرى والهجر ، مسترشداً فى ذلك ومهتدياً بالشيخ صالح شــــبـــر ( رحمه الله ) الذى كان يوزع محاضراته ودروسه وكلماته التوجيهية فى جميع جوامع جزيرة بدين وما جاورها ..
كما يشرف المركز على إحدى عشرة داراً لتحفيظ القران الكريم والسنة النبوية للنساء داخل جزيرة بدين موزعة توزيعا جغرافيا على الشياخات الاربع ، كما يشرف على ثلاث خلاوى لتدريس وتعليم القران للناشئة من الجنسين تلقيناً ثم بإستخدام الالواح الخشبية للمتفوقين فى مراحل متقدمة حسب التقاليد التراثية . دون إغفال الوسائل الحديثة .. كما يعمل المركز على إحياء دور ورسالة المسجد داخل الجزيرة وخارجها.)) والشيخ حنفي عثمان الطيب هو إمين الدعوة وإمام وخطيب مسجد المركز.

وكان من المتعارف عليه في كل أنحاء السودان، عند اكتمال قبول الحوار في الخلوة أن يقدم ولي أمره هدية للشيخ حسب طاقته وإمكانياته، يبدأ الطالب الجديد بكتابة الحروف على الأرض ويظل يكررها في كل يوم إلى أن يستقر رسمها في ذهنه، وتسمي هذه العملية عندنا (أرمي) بعد ذلك يستحق الغلام حمل (لوح) وهو عبارة عن قطعة مستطيلة من الخشب، وفي الخلاوي الكبيرة ألواح مشهورة اكتسبت شهرتها من كثرة عدد الطلبة الذين حفظوا عليها فيتنافس عليها الطلبة ويتفاءلون بها، وتجري عملية التعليم الأولى في اللوح بأن يكتب الشيخ للطالب في البداية بنواة التمر على اللوح المطلي بالجير الأبيض، ثم يمرر الحوار القلم عليها إلى أن يثبت القلم في يده ثم يوالي الكتابة كل يوم وبذات الطريقة حتي يتمكن من الكتابة بنفسه مباشرة علي اللوح.
يجري في الخلاوي استعمال وسائل وأدوات معينة في التعليم وهذه الأدوات جلها من البيئة المحاطة بالخلوة؛ فنجد أن اللوح الذي يكتب عليه الطلبة هو من خشب الأشجار الموجودة في نواحي القرية، كما أن القلم المستخدم في الكتابة يجري صنعه من مواد محلية أشهرها سيقان نبات الذرة(مَـري) أو أشجار البوص وهي أشجار رقيقة ومجوفة فيصنع كل طالب أقلامه بنفسه ويضعها في كنانة (يسميها الحوار قلامة أو مقلمة من قلم ) كذلك على الطالب في الخلوة أن يؤمن لنفسه حبر الكتابة ويسمى ( العمار) ويصنع من الصمغ مضاف إليه السكن والشّـعَر، وبعد أن يكمل الطالب صناعة العمار يصنع له أناء خاص لوضع العمار يسمى (الدواية) ، وحسب حديث والدنا الشيخ حمزة أبوزيد الذي حفظ في شيخ شريف فقد كانت مدة الحفظ تتراوح مابين الخمسة إلي السبعة أعوام، وكان الطلبة موزعون علي البيوت في القرية، يستضيفهم الناس بفرح وسرور وتفاؤل، وقد قرأ هو وجيله بقراءة ورش ولكنهم الآن يعلمون التلاميذ بقراءة حفص لصعـوبة ورش، وختم القرآن كان أهم مهرجانات الخلوة، وكان يتم الخــتمة ( الختمي) عادة في يوم أربعاء معين في شهر صفر، وفي كثير من مناطق السودان تقام وليمة (كرامة) كبيرة يعدها أهل الطالب الحافظ ، وبعد تخرج الطالب جرى العرف إذا كان الطالب ممن يجيدون الخط أن يكلفه الشيخ بكتابة مصحف هدية للخلوة. أما إذا كان المتخرج لا يجيد الخط فعليه أن (يدلي) يتلو القرآن مائة مرة ويهدي ثوابه لمؤسس الخلوة. وكلا الأمرين ليس شرطاً ولكن أغلب الخلاوي تآخذ به. غالباً ما كانت الخلاوي ملحقة بالمساجد (المسيد) كما يعرف، كان يوجد في الخلوة حجر كبير مقعر يسمى حجر (المحاية) وهو المكان الذي تمحي (تغسل) فيه الألواح المكتوبة كل صباح لتعاد الكتابة عليها مرة أخرى، ، وفي وسط الخلوة يلاحظ الداخل موضع نار وهي معلم كبير لأهل الخلاوي في السودان،(نار القرآن)، وتبدأ قراءة القرآن عندها مع مغيب الشمس ، فتشعل النار بالحطب الذي يحضره الطلبة، ويجلس الشيخ والطلبة (الحوار) ملتفين حول الحلقة.
وكان المشايخ قديماً يهتمون بتعليم الطلاب ألفية ابن مالك التي تحوي قواعد اللغة بعدما يكون الطفل قد بلغ مرحلة "الشرافة" في القرآن أي حفظ ربع القرآن وما فوق؛ وعندها يلبس ثياب جديدة ويزين لوحه ويخرج في زفة مع أقرانه ليطوف على أهله وجيرانه فرحًا بما أنجز، فيعطونه كل بحسب سعته من المال ما يعطيه لشيخه.
ويقوم نظام التحفيظ على القراءات السبع المتواترة برواياتها المختلفة وخاصة روايتي حفص عن عاصم وورش عن نافع والأخيرة يعتقد عدد غير قليل من شيوخ الخلاوي أنها رواية أهل الجنة؛ لأن أهل المدينة المنورة يقرءون بها، ويأتي علم التجويد على رأس العلوم التي يتلقاها طلاب الخلاوي بقواعده وأسسه وتعاليمه وهي إخراج كل حرف من مخرجه وإعطاؤه حقه دون تكلف أو تعسف، وهو واجب على كل مسلم بالغ يحفظ القرآن أو جزأً منه. ومن الأمور العجيبة في الخلاوي أن الشيخ يستطيع تصحيح كل الطلبة عندما يخطئون رغم أنهم يقرءون في سور مختلفة .
وفي نهاية اليوم وعندما ينتهي "الحيران" من عرض ألواحهم يقومون بوضع الألواح في مكان مرتفع، يسمي عندنا ( الكَـبَـسْ ) وهو شئ مربع أو مستطيل كالشبكة منسوجة من أخشاب رقيقة مربوطة بخيوط من الجلد أو سعف النخيل يعلق من الأربعة أركان في سقف الغرفة بحبال متدلية.
في كل شياخات بدين عدد كبير من المساجد، ففي شبة هناك مسجد بدبن ساب والذي أسسه وقام علي إمامته والدنا الشيخ عبدالرحيم محمد أبداب رحمه الله، ثم مسجد جبرين، وكان قائماً في موقع جميل جداً فوق شاطئ النيل مباشرة، وكان يؤم الناس فيه اليشخ المتمكن عبدالحميد، ثم تم بناء مسجد جديد بعيداً عن القديم، ويتولي أمره الآن الأستاذ الشيخ أنور عبدالصادق، ثم مسجد قبة وهو من أقدم المساجد في الجزيزة، يقوم علي الإمامة رسمياً والدنا اليشخ محمد طه صالح ويساعده الأستاذ نجم الدين عبدالمجيد نصر، ثم جامع شبة الشرقية وكان يؤم الناس فيه عمنا الشيخ عثمان محمد خليفة رحمه الله، ثم مسجد أبوسقان. وأعتقد أن في دقرتي مسجدان.
وفي شياخة تشي هناك مسجد كبان ، ومسجد بدين كنج، ومسجد ابجازي، ومسجد سابلكي، ومسجد تشي الشرقية (فنتي أُرمن تو)
وفي كل من سقدان وسلنارتي عدد من المساجد.


خاتمــــة
هذه القصيدة جمعت اسماء كل سور القرآن ، ولم أتكمن من معرفة إسم الشاعر.

في كلّ فاتحــــــة للقول معتبرة ** حق الثنــاء على المبعوث بالبقـرَه

في آل عمران قِدماً شاع مبعثه ** رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه

قد مدّ للنـــــاس من نعماه مائدة ** عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه

أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ** إلا وأنفــــــــال ذاك الجود مبتــدرَه

به توســـــل إذ نادى بتوبتــــــه ** في البحر يونس والظلماء معتكرَه

هــود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ** ولن يروّع صوت الرعــد من ذكَرَه

مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ** بيت الإله وفي الحجـر التمس أثرَهْ

ذو أمّـة كدَوِيّ النحــل ذكرهــم ** في كل قطــر فسبحــان الذي فطرَهْ

بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه ** بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ

سمّاه طـه وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكـــان الذي من أجله عمــرَهْ

قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا ** من نور فرقانه لمّا جلا غـُـــــــرَرَهْ

أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجــزوا ** كالنمل إذ سمعت آذانهـــم ســــورَهْ

وحسبـه قصص للعنكبــــوت أتى ** إذ حــاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ

في الروم قد شاع قدما أمره وبه ** لقمــان وفــّـى للـــدرّ الذي نثـــــرَهْ

كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدت ** سيوفــــــه فأراهــم ربّـه عِبـــــــرَهْ

سباهــم فاطــر الشبع العـلا كرمـا ** لمّا بـِــياسين بين الرسل قد شهــرَهْ

في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ** فصــاد جمع الأعـادي هازما زُمَـرََهْ

لغافــر الذنب في تفصيلــه ســــور ** قد فصّلت لمعـــان غير منحصـــرَهْ

شــوراهُ أن تهجـر الدنيا فزُخرفُهـا ** مثل الدخان فيُـغشي عين من نظرَهْ

عزّت شريعته البيضـــاء حين أتى ** أحقــافَ بــدرٍ وجند الله قـد حضـرَهْ

فجــاء بعد القتال الفتــحُ متّـصِــلا ** وأصبحت حُجــرات الدين منتصـرهْ

بقـافٍ والذاريـــــات اللهُ أقسم في ** أنّ الذي قـالـــــه حقٌّ كمـا ذكـــــرهْ

في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شقّ إجـــلالا لــه قمـــرهْ

أسرى فنال من الرحمن واقعــــــــة ** في القرب ثبّت فيه ربــّه بصــــــرهْ

أراهُ أشياء لا يقوى الحديــــــد لهـا ** وفي مجادلــة الكفـــار قـــد نصــرهْ

في الحشـر يوم امتحان الخلق يُقبل في ** صفٍّ من الرسل كلٌّ تابـــعٌ أثــــرهْ

كفٌّ يسبّــــح لله الطعــــــــــام بهــا ** فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشـرهْ

قد أبصرت عنده الدنيا تغابنهـــــــا ** نالت طــلاقا ولم يعرف لها نظـرهْ

تحريمـه الحبّ للدنيـــا ورغبتـُــــه ** عن زهرة الملك حقا عندما خبـرهْ

في نـــونَ قد حقـّت الأمداح فيه بما ** أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيـــــــرَهْ

بجــــاهه سأل نــوح في سفينتـــــه ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ

وقالت الجن جــاء الحق فاتبِعـــوا ** مزمّـــلا تابعــا للحق لــن يــــذرَهْ

مدثـّــــرا شافعا يوم القيامة هــــل ** أتى نبيٌّ له هــذا العـُــلا ذخــــــرَهْ

في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ** عن بعثــه سائر الأحبــار قد سطرَهْ

ألطافه النازعات الضيم حسبك في ** يوم به عبس العاصي لمن ذعـــرَهْ

إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت ** سماؤه ودّعت ويلٌ بــه الفجـــــــرَهْ

وللسماء انشقاق والبــــروج خلت ** من طارق الشهب والأفلاك منتثـرَهْ

فسبح اسم الذي في الخلق شفعــه ** وهل أتاك حديث الحــوض إذ نهّرَهْ

كالفجر في البلد المحروس عزتــه ** والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ

والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألــمْ ** نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ

ولو دعا التين والزيتون لابتـــدروا ** إليه في الخير فاقــرأ تستبن خــبرَهْ

في ليلة القدر كم قد حاز من شرف ** في الفخر لم يكن الانســان قد قدرَهْ

كم زلزلت بالجياد العاديات لـــــــه ** أرض بقارعة التخــــويف منتشـرَهْ

له تكاثــر آيـــــات قد اشتهــــــرت ** في كل عصر فويل للذي كفـــــــــرَهْ

ألم تر الشمس تصديقا له حبست ** على قريش وجاء الدّوح إذ أمــــرَهْ

أرايت أن إلــه العرش كرمــــــــــه ** بكوثــر مرســل في حوضــه نهــرَهْ

والكافرون إذا جاء الورى طردوا ** عن حوضه فلقــد تبّت يــد الكفـــرَهْ

إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِــــق ** للصبح أسمعت فيه الناس مفتخــرَهْ

Post: #155
Title: Re: رد
Author: فيصل محمد خليل
Date: 04-20-2008, 10:15 PM
Parent: #154


Post: #156
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 04-21-2008, 12:38 PM
Parent: #1

فيصل أنّنقا
سكرفي
منقيوا منقا إيقوا
تانيقون منجا كدا كجكوقا

Post: #157
Title: Re: رد
Author: الفاضل يسن عثمان
Date: 04-21-2008, 01:24 PM
Parent: #156

التحيه لبدين و ابناءؤها الاوفياء

متابع بلذة ما تسطرون عن بدين و شخوصها في الامكنه و الاعلام و غيري كثيريين

انا الفاضل يسن عثمان حسين حفيد عثمان حسين فاكهه جزيره سمت و مليحها و شقيق فضل المولي حسين
من جهه الام خيلاني دكتور عثمان حامد بينوزلندا و الباشمهندس الياس حامد و اسماعيل حامد و فاروق حامد اليهم هناك معروف و بر كثير

واصلواتوثيقكم عن الجزيره مثلنا يحتاج لمعرفه المزيد عن بدين و نتواصل

Post: #158
Title: رد
Author: Mohamed fageer
Date: 04-22-2008, 04:04 AM
Parent: #1

الأخ الفاضل الفاضل يسين عثمان
أهلاً بك
والحقيقة أن الكثيرين من سكان بدين من أصول سمدية
واجدادنا من هناك
شكرا سيدي

Post: #159
Title: rd
Author: Mohamed fageer
Date: 04-22-2008, 11:56 PM
Parent: #1

...