مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..

مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..


07-04-2011, 10:43 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=151&msg=1356475554&rn=0


Post: #1
Title: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-04-2011, 10:43 AM

الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع المصرى سياسى قدير وله تجربة سياسية كبيرة بداها وهو طالب بالمدارس الثانوية اجرت معه صحبفة اخبار اليوم المصرية حوارا مهما سلط فيه الضوء عن ما يجرى فى مصر بعد الثورة وهى تستعد لاجراء انتخابات عامة يترقبها الجميع لما لمصر من تاثير على من حولها ونحن منهم ..
جعلت هذا الحوار فى مقدمة هذا البوست الذى سوف نتابع من خلاله الشان المصرى فمرحبا بالمشاركين بالنقاش الهادىء ..
الى الحوار




الدين تسليم بالإيمان‮.. ‬والرأي تسليم بالخصومة‮".. ‬فمن جعل الدين رأيا‮ .. ‬جعله خصومة ومن جعل الرأي دينا‮.. ‬جعله شريعة‮..



د‮. ‬رفعت السعيد رئيس حزب التجمع‮:‬ الإخوان وقعوا علي وثيقة بتأييد الدولة المدنية ووزعوا منشورات بضرورة الدولة الدينية‮!‬

الرئيس القادم لم يظهر حتي الآن‮!‬

يتشگل الآن تحالف إسلامي في مواجهة القوي السياسية

01/07/2011 09:38:06 م



حوار محمد سعيد‮ - ‬أحمد ممدوح



‮< < ‬حدد د‮. ‬رفعت السعيد رئيس حزب التجمع عدة عوامل يتوقف عليها شكل مجلس الشعب القادم منها وجود قاض علي كل صندوق،‮ ‬الامن،‮ ‬رأس المال‮.. ‬وقال ان الانتخابات القادمة ستشهد سيطرة البلطجة ورأس المال وانتشار الشعارات الدينية،‮ ‬واشار إلي صعوبة اجراء الانتخابات في موعدها المقرر سبتمبر القادم بسبب قصر فترة الدعاية المتاحة للأحزاب خاصة الجديد‮.. ‬وانتقد د‮. ‬السعيد في الحوار التالي صدور القوانين دون الاستماع إلي آراء القوي السياسية،‮ ‬واكد ان قانون الاحزاب يرفع شعار‮ "‬الفقراء والشباب يمتنعون‮".. ‬وحذر د‮. ‬السعيد من وجود تحالف بين التيارات الاسلامية في مواجهة الليبراليين واليساريين،‮ ‬مؤكدا ان الاخوان دأبو علي الخطاب المزدوج طوال تاريخهم‮.. ‬ففي الوقت الذي وقع فيه حزبهم علي وثيقة تؤيد الدولة المدنية‮.. ‬وزعت الجماعة منشورات بضرورة إقامة الدولة الدينية‮.< <‬


‮> ‬في ظل المتغيرات السياسية الحالية كيف تري شكل البرلمان القادم؟


‮- ‬شكل البرلمان ستحدده عده عوامل أولها‮.. ‬وجود قاض علي كل صندوق وهذا أصبح قائما،‮ ‬العامل الثاني‮.. ‬الأمن،‮ ‬وفي هذا الصدد أود أن أشير إلي ان الوضع الامني لايزال مضطربا‮.. ‬فإذا كانت اوراق الاسئلة والإجابات الخاصة بالثانوية العامة يتم نقلها وسط موكب أمني يضم مدرعات وسيارات حراسة فكيف سيتم اجراء انتخابات،‮ ‬مع ما تشهده من حوادث عنف‮.. ‬اما العامل الثالث‮.. ‬فهو رأس المال وما تشهده الانتخابات من شراء للأصوات‮.. ‬خاصة انه لم يتم وضع حد اقصي للدعاية الانتخابية بزعم ان الحد المنصوص عليه في القانون لم يتم الالتزام به‮.. ‬فأصبح باب الانفاق مفتوحا علي مصراعيه،‮ ‬وذلك في ظل ثقافة المواطن الفقير الذي يعتبر الانتخابات‮ "‬سبوبة‮" ‬للحصول علي المال‮.. ‬اما بالنسبة للعامل الرابع فيتمثل في الشعارات الدينية‮.. ‬فعلي الرغم من ان القانون والدستور يحظران استخدام تلك الشعارات‮.. ‬إلا انه تم استخدامها بغزارة وبصورة‮ ‬غير مسبوقة في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية الذي تم مؤخرا،‮ ‬ونحن الآن لا نواجه جماعة الاخوان بشعاراتها الدينية فقط بل ظهر علي الساحة السلفيين والوسط والجماعة الاسلامية وهم امة واحدة،‮ ‬ويسيرون وفق منطق فكري واحد ويتحدثون عن تأسيسهم لأحزاب ذات مرجعية دينية‮ ‬،والاخوان في الاغلب يستعدون لاستخدام جميع هذه العوامل كما سيتوقف الشكل ايضا علي التوقيت الذي ستجري فيه الانتخابات البرلمانية القادمة،‮ ‬وهو مايزال محل نقاش‮.


‮> ‬وما رأيك في موعد إجراء الانتخابات في شهر سبتمبر؟‮

‬‮- ‬من الصعب ان تجري في هذا الموعد‮.. ‬لعاملين أولهما ان قانون مجلس الشعب،‮ ‬والذي ينظم العملية الانتخابية ويحدد النظام الانتخابي سيصدر خلال أيام وبالتالي لن يتاح للقوي السياسية سوي شهري يوليو واغسطس فقط للاستعداد لتلك الانتخابات‮.. ‬مع الوضع في الاعتبار أن شهر أغسطس يتزامن مع شهر رمضان،‮ ‬والذي يكون فيه المواطنون‮ ‬غير مستعدين للاستماع لأية برامج سياسية ويسود فيه الجو الروحاني داخل المساجد،‮ ‬وتكون فرصة الدعاية الانتخابية لصالح التيارات الدينية،‮ ‬ثانيا‮.. ‬الذي وضع قانون الاحزاب‮ "‬فصله بالمقاس‮".. ‬بحيث لا يتم تأسيس احزاب قبل شهر سبتمبر الذي من المقرر ان تجري فيه الانتخابات،‮ ‬وإن تم تأسيس احزاب قبل هذا الوقت فإن تأسيسها جاء لأشخاص محددين تحت لافتة‮ "‬الفقراء والشباب يمتنعون‮" ‬فالشروط الواردة في قانون الاحزاب‮ "‬صعبة‮" ‬خاصة فيما يتعلق بالحصول علي‮ ‬5‮ ‬آلاف توكيل مسجلين في الشهر العقاري ونشر اسماء المؤسسين في صحيفتين يوميتين،‮ ‬وكل هذا يحتاج لمبالغ‮ ‬طائلة،‮ ‬وكل هذه الامور تعد عراقيل تم وضعها امام الاحزاب الجديدة حتي لا يترشحوا في الانتخابات البرلمانية القادمة‮.. ‬اما بالنسبة للأحزاب القديمة والبالغ‮ ‬عددها حوالي‮ ‬24‮ ‬حزبا فستفاجأ ان‮ ‬17‮ ‬حزبا منها ستغلق ابوابها نتيجة إلغاء الدعم الذي كانت تقدمه الدولة للأحزاب‮. ‬‮>‬وبمناسبة انتقادك لقانون الأحزاب ما رأيك في الطريقة التي تصدر بها القوانين؟


‮- ‬من الخطأ أن تصدر القوانين دون مناقشتها مع أصحاب الشأن،‮ ‬وقد صدر قانون الأحزاب دون عرضه علي الأحزاب،‮ ‬وكان من الضروري الاستماع لرأي القوي السياسية حتي وإن لم يتم الأخذ بها‮.‬


‮> ‬ألا تري أن صدور القوانين بهذه الصورة يعد تكرارا لنفس الخطأ الذي كان يرتكبه النظام السابق؟


‮- ‬أنا لا أقارن‮.. ‬ولكن من حقنا أن نشارك في مناقشة القوانين قبل صدورها،‮ ‬وفي النظام السابق كانت القوانين تعرض علي البرلمان،‮ ‬وتتناولها وسائل الإعلام قبل صدورها،‮ ‬وإن كان ذلك في كثير من الاحيان‮ "‬تمثيلية مقيتة‮".. ‬لكن علي الأقل كان المواطنون علي دراية بما يدبر لهم‮.. ‬أما الآن فيفاجأوا بالقوانين‮.‬


‮> ‬وماهو اعتراضك علي ما طرح بشأن إجراء الانتخابات بالجمع بين القائمة وبالنظام الفردي؟


‮- ‬إذا افترضنا ان نصف مقاعد مجلس الشعب البالغ‮ ‬عددها حوالي‮ ‬250‮ ‬مقعدا اجريت الانتخابات عليها بنظام القائمة المغلقه فإن كل حزب عليه ترشيح‮ ‬500‮ ‬مرشح في جميع المحافظات‮.. ‬منهم‮ ‬250‮ ‬مرشحا اساسيا ومثلهم احتياطي‮.. ‬لأن هذا النظام يتطلب حصول الحزب علي نسبة من الأصوات للفوز بمقاعد بالبرلمان وهذا يعني أن الحزب الواحد سيحتاج لمليون جنيه‮.. ‬يسددها لمرشحيه كرسوم ترشيح ونظافة،‮ ‬وان يخوض الانتخابات في‮ ‬26‮ ‬محافظة وهذا بالتأكيد يصعب تحقيقه‮ ‬،‮ ‬خاصة بالنسبة للأحزاب الجديدة التي يعاني معظمها من ضعف الموارد وعدم توافر مقارات او مرشحين‮ ‬في كافة المحافظات‮.‬


‮> ‬هل تقصد ان الاحزاب لن يكون لها دور في الانتخابات البرلمانية القادمة؟


‮-‬الانتخابات سيسيطر عليها رأس المال والعنف واصحاب الشعارات الدينية‮.‬


‮> ‬وما رأيك في وجود تخوف من سيطرة التيار الاسلامي علي مجلس الشعب القادم؟


‮- ‬هذا التخوف جاء بسبب عدة عوامل اولها‮.. ‬اختيار المستشار طارق البشري رئيسا للجنة التعديلات الدستورية،‮ ‬واختيار صبحي صالح عضو مجلس الشعب السابق عن جماعة الاخوان عضوا باللجنة باعتباره محامي علي الرغم من ان هناك نصف مليون محامي‮.. ‬هذا الاختيار خلق انطباعا لدي الكثيرين بأن هناك‮ "‬استلطاف‮" ‬لهذا التيار من جانب من اختاروا اعضاء هذه اللجنة،‮ ‬ودارت تساؤلات حول المصادفة التي جمعت‮ "‬البشري‮" ‬و"صالح‮" ‬في لجنة التعديلات الدستورية،‮ ‬ونحن لا نعترض علي تواجدهما في اللجنة ولكن كان لابد ان تكون هذه اللجنة اكثر توازنا وان تضم محامين من الوفد والتجمع وجميع القوي السياسية بحيث يتضح للجميع ان هناك رؤية اكثر تنوعا لدي اصحاب القرار،‮ ‬ثانيا‮.. ‬ماحدث في الاستفتاء من استخدام للشعارات الدينية بالمخالفة للقانون والدستور وبما يبطل كافة الاجراءات التي تمت‮.. ‬حيث لم نجد احدا يمنع استخدام مثل هذه الشعارات،‮ ‬ثالثا‮.. ‬ما قاله د.يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء في خطابه الافتتاحي لمؤتمر الوفاق الوطني بانه اتصل بجماعة الاخوان وعرض عليهم المشاركة في وضع مبادئ الدستور‮.. ‬فأجابوه‮ ‬بأنهم يستعدون للانتخابات‮.. ‬وانهم سيحققوا اغلبية في البرلمان،‮ ‬وسيختاروا اعضاء الجمعية التأسيسة المنوط بها وضع الدستور الجديد،‮ ‬وهذا افزع المواطنين لأن الدستور لايمثل شخصا او تيارا بعينه‮.. ‬بل انه فوق كل التيارات،‮ ‬وأري ان الاخوان تعمدوا صناعة هذا الفزع عندما اعلنوا انهم سيحصلون علي‮ ‬50‮ ‬٪‮ ‬من مقاعد البرلمان،‮ ‬علي ان يتركوا الـ‮ ‬50‮ ‬٪‮ ‬الباقية للقوي السياسية الاخري،‮ ‬والاخوان وفقا للتاريخ لا يستأمنون،‮ ‬ولديهم تحالف خفي مع كل من السلفيين والجماعة الاسلامية تحت راية الاسلام بهدف تشكيل أغلبية في البرلمان في مواجهة بقية التيارات السياسية‮.‬


‮>‬علي الرغم من الانتقادات التي وجهتها للاخوان‮.. ‬لماذا انضم التجمع للتحالف الديموقراطي الذي يشاركون فيه؟


‮- ‬تلقي التجمع دعوة من حزب الوفد لحضور اجتماع للقوي السياسية بما فيها حزب الحرية والعدالة التابع للاخوان لعقد ائتلاف فيما بينهم،‮ ‬وخلال الاجتماع فوجئت بورقة مكتوب عليها‮ "‬تحالف انتخابي من اجل مصر‮"‬،‮ ‬وقرر المكتب السياسي للحزب المشاركة في الائتلاف فيما يتعلق بوضع مشروع قانون للانتخابات البرلمانية ووضع افكار حول إعداد الدستور الجديد فقط‮ ‬،‮ ‬ورفض المكتب المشاركة في اي ائتلاف انتخابي في الوقت الحالي‮..

‬وعلي الرغم من ان حزب الحرية والعدالة وافق علي الوثيقة التي اعدتها القوي السياسية المشاركة في التحالف وتضمنت التأكيد علي إقامة دوله مدنية حديثة‮.. ‬فوجئت بمنشورات توزع في الشارع تحت عنوان‮ "‬الاخوان المسلمون‮.. ‬من نحن وماذا نريد؟‮" ‬يؤكد علي ضرورة إقامة دولة اسلامية تعمل بأحكام الاسلام وتطبق نظامه وتعلن مبادئه،‮ ‬ويوضح كيفية إقامة حكومة وخلافة إسلامية‮ ‬،‮ ‬مما دفع عددا من قيادات التجمع في اجتماع التحالف الديموقراطي الثاني بطرح تساؤل لقيادات حزب الحرية حول‮ ‬التناقض بين ما وقع عليه الحزب في الوثيقة التي تؤكد علي إقامة دولة مدنية‮.. ‬ثم توزيع منشور في نفس الوقت يؤكد تأييد الإخوان للدولة الدينية‮.. ‬إلا ان قيادات حزب الحرية التزموا الصمت ولم يجيبوا علي سؤال التجمع‮.. ‬وهذا التناقض في موقف الاخوان يؤكد انهم دأبوا علي مدي التاريخ بالخطاب المزدوج،‮ ‬كما انه يؤكد عدم الفصل بين حزب الحرية والعدالة والجماعة بدليل أن الجماعة هي التي اختارت قيادات الحزب واسمه وهي التي وضعت برنامجه‮.


‮>‬وبما تفسر سعي الإخوان للدخول في تحالفات سياسية مع تيارات تختلف معها في الفكر؟


‮- ‬الإخوان يحاولون من خلال هذا التحالف ارتداء ثياب‮ ‬غير ثيابهم،‮ ‬ويحاولون من خلال تحالفهم مع أحزاب الوفد والتجمع والناصري وغيرها اخفاء انيابهم وارتداء ثياب ليبرالية معتدلة،‮ ‬وذلك ربما لطمأنة المواطنين،‮ ‬أو لطمأنة المسيحيين،‮ ‬أو الخارج،‮ ‬ولكنهم يسعون للكسب بكلتا يديهم‮.. ‬فتجدهم في نفس الوقت يقومون بتوزيع منشورات تؤكد افكارهم نحو بناء الدولة الاسلامية‮.. ‬وهذا الخطاب المزدوج يهدفون من خلاله الحصول علي تأييد كل الأطراف‮.


‮> ‬هل تعتقد أن مايتردد عن عدم دعم الإخوان للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح في انتخابات الرئاسة لا يعدو كونه مناورة سياسية؟


‮- ‬لا اعتقد أن الاخوان سيدعمون د‮. ‬أبوالفتوح،‮ ‬لأنهم لايوافقون علي ترشيحه لرئاسة الجمهورية،‮ ‬لانه مختلف معهم بعد أن طالب بضرورة قيام الاخوان بانتقاد الماضي،‮ ‬وهو مايعني قيام الجماعة بانتقاد الامام والمرشد الشهيد حسن البنا،‮ ‬وانتقاد الماضي بالنسبة للاخوان يعد من قبيل‮ "‬الهرطقة‮".. ‬لأن حسن البنا عندما أعلن أول برنامج للجماعة قال‮: "‬إن هذا المنهج‮ (‬البرنامج‮) ‬كله من الإسلام،‮ ‬وكل نقص منه‮.. ‬نقص من الاسلام‮"‬،‮ ‬وبالتالي لايستطيع أحد انتقاد اي‮ "‬حرف‮" ‬في هذا البرنامج،‮ ‬واذا قال احد ان البرنامج فيه نقص ما‮.. ‬فكأنما يقول ان الاسلام ناقص‮.. ‬لذلك كان ماطالب به أبو الفتوح بمثابة دعوة لهدم المعبد بكامله‮.


‮> ‬امتلأت الساحة السياسية بعدة أحزاب تتبع لتيارات اسلامية‮.. ‬فما هو تأثير ذلك علي المشهد السياسي؟


‮- ‬هذا الواقع يربك الوضع السياسي ويدفع الجميع للحذر،‮ ‬فلابد من معرفة موقع تلك الأحزاب من نصوص الإعلان الدستوري،‮ ‬وقانون الأحزاب‮.. ‬الذي حظر تأسيس احزاب بمرجعية دينية‮.. ‬فما قيمة أن تصدر قوانين دون أن تنفذ،‮ ‬والمشكلة الحقيقية التي تهدد المجتمع هي عدم تنفيذ القوانين‮.‬


‮> ‬هل يمكن أن يحدث خلاف بين تلك القوي الإسلامية المختلفة ؟


‮- ‬هذه التيارات خرجت للحياة السياسية وهم محتفظون بخلافاتهم القديمة،‮ ‬وان كان يجمعهم خيط واحد وهو الإسلام‮.. ‬ومن الممكن أن تلعب جماعة الإخوان دور المايسترو في خلق تحالف يجمعهم تحت شعار اسلامي،‮ ‬وهو ما يزيد من فزع المواطنين‮.. ‬فعلي سبيل المثال عندما قام السلفيون باستخدام السلاح‮.. ‬قام المسيحيون من جانبهم بحمل السلاح في مواجهتهم‮ ‬،‮ ‬وهنا تقع الكارثة‮.. ‬فلم يعد في هذا الوطن‮ "‬حيطة مايلة‮".‬


‮> ‬ألا تري أن‮ ‬غلبة التيارات الاسلامية علي المشهد السياسي في ظل تحذيرات التجمع علي مدار السنوات الماضية من خلط الدين بالسياسة يعد فشلا للحزب؟


‮- ‬التحذير من خطورة خلط الدين بالسياسة ليس من اختراع حزب التجمع،‮ ‬ولكنها تحذيرات تاريخية‮.. ‬وهناك قول مأثور يقول‮: "‬الدين تسليم بالإيمان‮.. ‬والرأي تسليم بالخصومة‮".. ‬فمن جعل الدين رأيا‮ .. ‬جعله خصومة ومن جعل الرأي دينا‮.. ‬جعله شريعة‮..

‬والاخوان جعلوا برنامجهم جزءا من الشريعة‮.‬


‮> ‬ما ردك علي اتهام حزب الوسط للتجمع بأنه ارتمي في أحضان الحزب الوطني؟


‮- ‬حزب الوسط ظل صامتا طوال فترة حكم مبارك‮.. ‬ونجده الآن مستأسدا‮.. ‬أما حزب التجمع كانت له آراؤه المعلنة،‮ ‬وقمت بمهاجمة النظام السابق أكثر من مرة في مجلس الشوري،‮ ‬وكان حزب التجمع هو الوحيد الذي رد علي مقالات أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني،‮ ‬التي نشرت في احدي الصحف حول نتائج انتخابات برلمان‮ ‬2010‮ ‬واكد الحزب أن هذه الانتخابات باطلة‮.‬


‮> ‬كيف تصف تلك الانتخابات بالباطلة في ظل الاتهامات التي توجه للتجمع بأنه عقد صفقات انتخابية مع الوطني ورفض الانسحاب من جولة الاعادة بالانتخابات الماضية علي عكس بقية القوي السياسية؟


‮- ‬في انتخابات‮ ‬2010‮ ‬لم ينجح للحزب سوي مرشح واحد في المرحلة الأولي‮ ‬،‮ ‬وفي جولة الاعادة حصل الحزب علي مقعدين‮.. ‬أما عدم الانسحاب فكان موقفا سياسيا للحزب،‮ ‬والحديث عن الصفقات يتضح من خلال عاملين‮.. ‬اما من خلال النتائج التي يحصل عليها الحزب بغير وجه حق،‮ ‬أو من خلال الاعتراف مثلما فعل مهدي عاكف المرشد السابق للاخوان عندما اعلن انهم عقدوا صفقة‮ ‬في انتخابات‮ ‬2005‮ ‬مع الحزب الوطني في دائرة مدينة نصر‮.. ‬وما يتردد من أن حزب التجمع عقد صفقات انتخابية مع الوطني لا تعدو كونها مجرد تكرار لاتهامات‮ "‬غبية‮" ‬لا أساس لها‮.. ‬بدليل أن انتخابات‮ ‬2005‮ ‬شهدت سقوط رئيس الحزب،‮ ‬وقيادات الحزب مثل البدري فرغلي‮.


‮>‬ولكن تردد كثيرا ان التجمع كان بمثابة‮ "‬المحلل‮" ‬للحزب الوطني وكان علي علاقه وطيدة بصفوت الشريف الرئيس السابق لمجلس الشوري؟


‮- ‬الاعضاء السابقون للتجمع بمجلسي الشعب والشوري كان من الطبيعي ان تجمع بينهم وبين د.فتحي سرور وصفوت الشريف رئيسي مجلسي الشعب والشوري السابقين علاقة في إطار العمل داخل البرلمان فقط،‮ ‬وهذه العلاقه ليست جريمة او اثما ارتكبه حزب التجمع‮.. ‬القضية هنا هل انت كحزب بقيت كما انت ام بعت نفسك لهم‮.. ‬التجمع ظل معارضا كما هو واتبع نظرية الرئيس السابق للحزب خالد محيي الدين والتي تقول‮ "‬أجرح دون ان تسيل دما‮" ‬أي نعارض دون ان نخطئ بالألفاظ‮.‬


‮> ‬هل سيكون لحزب التجمع مرشحا علي منصب رئيس الجمهورية‮.. ‬أم سيكتفي بدعم أحد المرشحين؟


‮- ‬لم نقرر حتي الآن إذا كنا سنرشح احدا من الحزب ام سندعم مرشح آخر‮.. ‬ودعم مرشح اخر سيتوقف علي من هو الذي سيدعمه الحزب،‮ ‬واكاد اجزم ان احدا من المرشحين الحاليين لن يكون رئيسا لمصر،‮ ‬وان الرئيس الحقيقي القادم لم يظهر حتي الآن‮.


‮> ‬هل انت مع الرأي المطالب بإلغاء مجلس الشوري؟


‮-‬انا ضد هذا الرأي‮.. ‬بل اطالب بزيادة سلطات مجلس الشوري‮.. ‬فالعالم يتجه إلي ثنائية التشريع،‮ ‬وليس لهذا علاقة بالديموقراطية وإنما الهدف منه هو التأني في إصدار التشريعات وفي الديموقراطيات العالمية توجد‮ ‬غرفتان للبرلمان‮.. ‬وفيما يتعلق بالتشريع فإن القانون ينص علي ان تقوم الحكومة بإحالة مشروعات القوانين إلي مجلس الدولة قبل ان تناقشها الحكومة‮.. ‬إلا ان ذلك لا ينفذ،‮ ‬وهو ما أدي إلي قيام المحكمة الدستورية العليا بالحكم بعدم دستورية عدد من القوانين‮.. ‬وبالمناسبة سبق وأصدرت المحكمة الدستورية حكمين بعدم دستورية قوانين الكسب‮ ‬غير المشروع‮.. ‬وهذا الحكم يمكن ان يمثل عقبة أمام استرداد الأموال المنهوبة أو تسليم الوزراء الفاسدين الهاربين‮.


‮>‬وما رأيك في إلغاء نسبة العمال والفلاحين؟


‮- ‬نحن في امس الحاجة للأبقاء علي هذه النسبه لإحداث توازن في البرلمان بين القادرين علي شراء المقعد وبين الفقراء بشرط ان يطبق القانون في‮ ‬تحديد كل من العامل والفلاح‮.‬



Post: #2
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-06-2011, 06:35 AM
Parent: #1

www.alquds.co.uk




ابراهيم عيسى يشير لتلقي الإخوان أموالا أمريكية وسعودية..
شكوك حول صلاحية الديمقراطية للمصريين

حسنين كروم


القاهرة - 'القدس العربي':



أبرز أخبار وموضوعات صحف أمس كانت عن انفراد 'الأخبار' بنشر خبر صغير لبعثتها من شرم الشيخ عن صحة مبارك نصه هو: 'اكدت مصادر طبية بمستشفى شرم الشيخ الدولي مقر احتجاز الرئيس السابق حسني مبارك، ان حالته الصحية ساءت منذ مساء أمس الأول وتم وضعه صباح أمس على جهاز التنفس الصناعي لإصابته بضيق في التنفس وتدهور حالته الصحية، من ناحية أخرى، قام الفريق الطبي المعالج بالمرور عليه والكشف الطبي له، وتم إعداد تقرير شامل عن حالته الصحية والنفسية التي ساءت بشكل كبير منذ يومين'.

وأشارت الصحف الى حضور المشير محمد حسين طنطاوي الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من الكلية الفنية العسكرية، ونذكر بأن تخريج الدفعات العسكرية يتم عادة في شهر تموز/يوليو من كل عام، كما أمر بتخصيص مئة مليون جنيه من القوات المسلحة لصندوق رعاية أسر شهداء الثورة، كما التقى عددا من أعضاء المجلس العسكري مع ممثلين لشباب الثورة، وقام الشباب المعتصمون في ميدان التحرير بطرد الباعة الجائلين، وإرسال النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود طعناً على قرار محكمة جنايات السويس، الإفراج بكفالة عن ضباط الشرطة الذين تتم محاكمتهم بتهمة قتل المتظاهرين، وتعرض خط نقل الغاز للأردن وإسرائيل إلى تفجـــير آخر، ومحادثات رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف في الإمارات مع رئيسها الشيخ خليفة بن زايد، ودعم الإمارات لمصر بمبلغ ثلاثة مليارات دولار، وحبس صديقنا صفوت الشريف خمسة وأربعين يوما أخرى في قضايا كسب غير مشروع، وفتح التحقيق في بلاغ مقدم ضد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور كمال الجنزوري بإصدار قرار عام 1997 بتعيين جمال مبارك ممثلا للبنك المركزي المصري في البنك العربي الافريقي ليحــــصل على مرتب ضخم تنفيذا لتعليمات مبارك.
وإلى قليل جدا، من كثيرا جدا جدا لدينا:
كيف تكون دولة سليم العوا
لو أصبح رئيساً للجمهورية؟

ونبدأ بالمعارك والردود المشتعلة حول جميع المواضيع والقضايا، والأشخاص، إذ اختار زميلنا وصديقنا عادل حمودة رئيس تحرير 'الفجر' مهاجمة صديقنا الفقيه القانوني والمفكر الإسلامي الكبير والمرشح لرئاسة الجمهورية الدكتور محمد سليم العوا، فقال عنه: 'ترى كيف تكون دولة سليم العوا لو أصبح رئيساً للجمهورية؟
لقد تورط ذات يوم على الهواء مباشرة في اتهام الأقباط بتخزين السلاح في الأديرة والكنائس، معتمدا على معلومات 'مصاطب'، فتسبب في فتنة دينية سبقت حرائق طائفية، فالكلمة غير المسؤولة، قنبلة موقوتة.
لكننا تفاءلنا عندما تولى الدفاع عن رجل أعمال قبطي هو منير غبور، متصورين أن ذلك نوع من التسامح والاعتذار عما بدر منه، لكن، الأمر على ما يبدو لم يزد عن كونه أكل عيش، محام ينتظر أتعاب قضية سمينة، كل ما كان يشغلك ديانة وفاء قسطنطين، فقد استهلكت جهدك وعرقك وسهرك حتى تثبت أنها مسلمة، ولم تتردد في مواجهة قرارات البابا، من دون أن تحسب حساب يوم ستحتاج فيه لأصوات الأقباط، وتضطر أن تعلن قبولك برئيس جمهورية قبطي أو درزي، هل غيرت مبادئك الدينية مقابل منصب دنيوي زائل ولو كان منصب رئيس الجمهورية؟'.

الأشرار أكثر قدرة من الأخيار
على حشد الناس وتعبئتهم

وأما زميلنا محمد أبو كريشة مدير عام التحرير بجريدة 'الجمهورية'، فكان مشغولا يوم الأحد، بما اعتبره فوضى لا يقبلها، وقال مشيرا إليها: 'انظروا الى مظاهر غضب الله علينا، وستجدون ما يدمي قلوبكم كما أدمى قلبي، ستجدون الأشرار أكثر قدرة من الأخيار على حشد الناس وتعبئتهم وجمعهم في مليونيات، ستجدون الفوضويين أكثر قدوة على الإقناع، وأعلى صوتا وأكثر نفيرا، ستجدون الناس في بلدي أكثر سمعا وطاعة للبلطجية وكذابي الزفة.
الناس في بلدي 'قرداتية'، وأفكارهم وأفعالهم هي القرود التي يسرحون بها، حتى إذا اجتمع الجمهور حولهم، نشلوا العقول والأدمغة وخطفوا الأبصار والحقائب، وخرج الجمهور من حلقة القرود بلا عقل ولا وعي ولا ذاكرة ولا ملابس، الناس يتابعون القرداتية ويخرجون من مولدهم بلا حمص، يخرجون 'ملط'، وقد أصبح عاليهم سافلهم'.

ويبدو أن رأيه هذا نال إعجاب زميلنا وصديقنا مكرم محمد أحمد فقال وهو مستاء في نفس اليوم بـ'الأهرام': 'يعتقد شباب الثورة أن الاعتصامات والاحتجاجات هي خيارهم الأفضل وأداة التصحيح الوحيدة التي تمكنهم من التعجيل بالتغيير، والإسراع بمحاكمات رموز النظام السابق والوفاء بحقوق الشهداء من دون أن يفطنوا إلى أن رؤاهم التي يريدون فرضها على الجميع تصطدم بواقع صعب، يتطلب قدرا من التريث والحكمة حتى لا تنتكص الثورة على أعقابها، ونجد أنفسنا من جديد أمام المربع رقم واحد، نعاني من فقدان الأمن بعد أن حقق تحسنا مطردا ونعاني من وقف الحال بعد أن بدأت عجلة الاقتصاد في الدوران، فقط لأننا لم نحسن ترتيب أولوياتنا، ولأننا لا نريد أن نثق بنيات المجلس الأعلى ووعود حكومة الثورة.
ونصر على ضرورة اجتثاث كل الذين شاركوا في العمل العام في الفترة السابقة، رغم أن الاجتثاث والإقصاء والاستبعاد الجماعي يزيد شروخ المجتمع ويجافي مقتضيات العدالة ويدخل مصر في متاحة الثأر والكيد والانتقام'.

لا للديمقراطية إذا كانت
تعني الفوضى والانفلات الأخلاقي

وفي نفس عدد 'الأهرام'، أثار زميلنا شريف العبد أشياء أخرى أغضبته واعتبرها أفعالا وأقوالا غير لائقة، قال وهو يعدد بعضها: 'لا للديمقراطية إذا كانت تعني الفوضى والانفلات الأخلاقي وتطاول المرؤوس على الرئيس في كل موقع وإهانة الصغير للكبير، ما هذا الذي يجرى حولنا منذ ثورة 25 يناير؟
هل هذه هي الحرية التي تعد أكبر مكسب لهذه الثورة بعد اقتلاع جذور الفساد؟ هل نحن شعوب اعتادت على الديكتاتورية، وحينما تجد الديمقراطية بين يديها تسيء استخدامها، مما يتعين أن تنالها على جرعات، هل من المعقول ان نجد مواطنا يتطاول على وزير الداخلية في مداخلة بأحد البرامج الفضائية، ويقول له مكانك ليس الوزارة، وإنما قهوة المعاشات هل كان يجرؤ أن يوجه هذا القول الى حبيب العادلي وهل من المعقول ان نجد نائب رئيس مجلس الوزراء يحيى الجمل يتعرض لهذا الهجوم عند حضوره ندوة الاتحاد السكندري ويضطر الرجل بعد سماع تلك العبارات الجارحة إلى مغادرة المكان، وكيف نجد محافظ الإسكندرية يتعرض لهذا الهجوم غير المبرر على مكتبه ويضطر إلى مغادرته في حماية الشرطة وكيف نجد رئيس إحدى الشركات يصاب بأزمة قلبية، ويتوفى على الفور، حينما اقتحم العمال مكتبه بهدف الفتك به، حتى هذا الكاتب الكبير نجده يتطاول على رئيس الوزراء السابق ويتجاوز حدوده.
وهل الديمقراطية تجعل مواطنا يسب أحد الحكام بأبشع الألفاظ وعلى الهواء في أحد البرامج الرياضية. هل هذه سلبيات أي ثورة أم أننا شعب ليس لديه أي صلاحيات لممارسة الديمقراطية'.
وفي الحقيقة، فان الهجوم على حبيب العادلي كان عنيفا جداً منذ سنوات وكذلك على الشرطة في صحف مستقلة وحزبية، بالذات في 'صوت الأمة' و'الدستور'، و'العربي'، و'الوفد'، وكانت مظاهرات وتجمعات تطالب بإقالته ومحاكمته، فمن أين جاء بهذا الكلام.

قنديل: من الذي يحكم مصر شرف أم الجمل؟

المهم، أنه بمجرد أن ذكر اسم صديقنا نائب رئيس الوزراء الدكتور يحيى الجمل حتى تسبب في حملة عنيفة ضده بعد ان انتهى من مقاله، ففي 'صوت الأمة' قال رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل، والشرر يتطاير من عينيه بعد اصطدامه بزجاج نظارته: 'هل الذي يحكم فعلا هو الدكتور عصام شرف وهو الرجل الذي اثق شخصيا في طيبته المفرطة، وفي أدبه وتهذيبه وتدينه الشخصي وربما أثق في ما يقال عن امتيازه المهني، وكونه خبيرا يعتد به في بناء الطرق والجسور وكل هذا معقول ومقبول، ويحسب لشخص عصام شرف لكن اختياره رئيسا للوزراء كان خطأ مرعباً، فالرجل لا يتمتع بأي تكوين قيادي، ربما يصلح وزيرا فنيا، لكنه لا يفيد في مهمة سياسية فضلا عن أن تكون مهمة سياسة في زمن ثورة كبرى وعلامات التردد القاتل تبدو ظاهرة في تصرفات الرجل، فهو يصدر القرارات ويلغيها بالحماس نفسه ينشئ المجالس واللجان ويحلها في غمضة عين.
وقد بدت صورة عصام شرف في حجمها الطبيعي وهو يجرب لأول مرة أن يتخذ قرارا أساسياً، فقد استعاذ واستغفر الله وتوكل على الباري وقرر أن يقبل استقالة يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء، وبدا أن قصة الجمل المثيرة للريب قد انتهت لكن ما جرى كان شيئا آخر، فقد بقي يحيى الجمل في منصبه وقال الجمل - فخورا - إن المشير طنطاوي رفض الاستقالة، جرى كل ذلك على الهواء، ولم يستبق أحد لعصام شرف شيئاً من ماء الوجه، وبدا أن شرف يرحب بالرفض تماما كالقبول وهو ما دفع الجمل لتصريح جارح غاية في قلة الذوق قال فيه عن شرف إن الرجل 'كله حنية' وكأنه يصف منديل كلينكس لا سيادة رئيس الوزراء!
ويحيى الجمل - بالتأكيد - رجل لا يدعو للثقة وهو يناهز في عمره عمر المخلوع مبارك، وأساء لسمعة 'المنايفة' كما مبارك بالضبط، وقد قال عن نفسه - قبل عامين - إنه لا يصلح لأي منصب وقعد على دكة الاحتياطي ينتظر لعبة الحظ وأبدى معارضات لفظية هنا أو هناك، ومن دون ان يصل الى حد القطيعة مع مبارك ونظامه، ومن دون أن يقطع شعرة معاوية، وفي لحظة الهول الثوري، لبس الرجل لبوس الحكماء وظل جاهزا لاستقبال أي إشارة من أي أصبع وقبل اختيار احمد شفيق صديق مبارك - له وزيرا ثم ذهب أحمد شفيق بعد الثورة ولم يذهب الجمل، وتحول الى مفتي الديار السياسية ولعب دور مشايخ السلطان، فتاوى الصباح تلغى في المساء، والآراء متقلبة كأحوال الطقس بدأ لوقت كأنه من أنصار الدستور أولا'. قبل الانتخابات ومع رفض المشير طنطاوي لاستقالته تحول الرجل إلى 'يويو' من صناعة رديئة.
عصام شرف ويحيى الجمل مثالان لعصابة الفشل التي تحكم مصر، ومن ذا الذي يصنع أقدار مصر الآن؟ هل هو المشير طنطاوي؟ أم اجتماعات المجلس العسكري؟ أم استشارات السوء على طريقة فتاوى يحيى الجمل أو أي جمل آخر وكلهم يبركون'.

الجمل برك فوق ما تحقق
من مكتسبات الثورة

ويبدو - والله أعلم - أن كله برك، اعجبت زميله عنتر عبداللطيف فقال: 'برك الجمل فوق ما تحقق من مكتسبات الثورة لا يريد أن يقوم رغم وخز الثوار لضميره، الجمل برك عن عمد، يعرف أنها فرصته الأخيرة لذلك يبدو لا حول له ولا قوة فإرادة أصحاب العاهات التي ابتلينا بها في مصر بعد الثورة لا تعرف مبدأ 'الاعتراف بالحق فضيلة' الجمل لا يريد أن يرحل ويتحدى القوى الثورية ويعيد للأذهان العناد الذي كان يشتهر به مبارك المخلوع، فهو سارق أحلام الثوار الأول وأول من تنكر لهم بعد نجاح ثورة 25 يناير التي لولاها لظل الجمل مجرد وزير سابق ينطبق عليه لقب 'عبده مشتاق' الذي ينتظر ويرتقب عن كثب تعطف مبارك وزكريا عزمي وجمال مبارك بمنحه حقيبة وزارية أيا كانت الحقيبة، في اعتقاد كثيرين ما كان سيرفضها مشتاق إلى السلطة مثل يحيى الجمل، فالمعارضة عنده أن يصل صوته لمن يعارضه أن يلفت الأنظار إليه، يقول لهم 'نظرة لله يا محسنين' الشعب المصري ذكي بالفطرة لن تنطلي عليه حركات الجمل البهلاونية والمشي على الحبال في السيرك المنصوب الآن، الجمل ارتكب حماقة تستوجب إقالته فورا من منصب نائب رئيس الوزراء وهو منصب كان يجب ان يحترمه لا أن يمرمطه في الوحل بزيارته مقر حزب العدالة والحرية أحد الأحزاب المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين وهي الزيارة السرية غير المبررة فكيف لنائب رئيس وزراء مصر أن يزور أحد الأحزاب المفترض أنها سوف تطرح نفسها في الانتخابات القادمة أيا كانت هذه الانتخابات برلمانية أم رئاسية وأيا كان موعدها قبل الدستور أم بعده ولماذا لم يزر الجمل مقرات أحزاب أخرى أم أن الأمر مجرد غزل غير عفيف للجماعة صاحبة الرضى السامي والنشوة الزائفة'.

عربية الوطن والناس والدكتور يحيى الجمل

ومن الذين اغتاظوا جيدا من الدكتور يحيى كان كاتب الجريدة الساخر، خفيف الظل صاحب التعبيرات المبتكرة، وهو زميلنا محمد الرفاعي، فقال عنه: 'بعد استقالة الدكتور يحيى الجمل، اتزنق الوطن في مطلع كوبري أكتوبر، الناس تزق فيه، وهو بيرجع ورا لحد ما دخل بضهره في الحيطة، والناس اتكومت تحته، فكان لابد من عودته سالماً غانماً، لأنه الوحيد اللي بيعرف يسوق الوطن، خصوصا في المطالع الصعبة، ويشيل الجتت المتكومة تحته، وفي أول تصريح له بعد أن طلع بالوطن على الدائري هو أن الدستور أولا التفاف على إرادة الشعب، واللي ييجي على الشعب عمره ما يكسب أبدا، وأخرته يا سجن طرة، يا مستشفى شرم الشيخ، با الانتربول يعكمه من قفاه، ويجيبه بزفة معتبرة تشارك فيها فرق التنورة والطنبورة والسمسمية كمان، لذلك، لابد من إجراء الانتخابات البرلمانية أولا، عشان البركة تحل علينا، والعفاريت تخرج من جتة الوطن، وتروح تركب جتة أي وطن تاني.
لكن الحقيقة المرة، ان حكاية الدستور أولا، ليست التفافاً على إرادة الشعب، بل هي التفاف على إرادة الإخوان المسلمين، الذين مارسوا إرهابا فكريا على الغلابة واستخدموا الدين للتأثير على الناخبين قبل الانتخاب بيوم، وظلوا يصرخون في المساجد، من قال لا للاستفتاء فهو كافر ابن كافر، و'لا' تعني إلغاء المادة الثانية من الدستور، يعني كفار قريش هايركبوا الجمال ويزحفوا على الوطن، والنسوان هاتبقى آخر مسخرة والرجالة ماشية تتطوح في الشارع، وكل من قال نعم، دخل الجنة من غير حساب، ويوم الانتخابات، كانت الدقون الطويلة تسد عين الشمس وتؤكد للناس، ان الدايرة الخضرا، تعني الإسلام، والدايرة السودة المنيلة تعني الكفار، وكل واحد وضميره، يبقى مسلم على دماغنا من فوق، يبقى من الصابئة، هانشويه زي الفراخ، ورغم ان تلك الممارسات ممنوعة، إلا أن الجميع تركوهم يمارسون حيلهم القديمة ولا فوزي الحاوي، جايز على اعتبار أن الإخوان بركة.
والإخوان يا دكتور، هم الذين يستفيدون من إجراء الانتخابات أولا، بالإضافة الى فلول الحزب الحرامي لأن الأحزاب الجديدة لم تبدأ بعد، ولا تستطيع توزيع كيلو لحمة وقزازة زيت وقمع سكر على الناخبين، أو تدفع لكل رأس مئة جنيه، لذلك، الانتخابات لازم تتأجل لتأخذ بقية الأحزاب فرصتها، حتى لا نشهد مرة أخرى موقعة الجمل، يا دكتور الجمل، وساعتها، هايروح الجمل، بما حمل'.

'الجمهورية' تعارض تأجيل الانتخابات

ولاتزال الخلافات مستمرة، والمعارك دائرة، بين المطالبين بتأجيل انتخابات مجلس الشعب المقرر إجراؤها في شهر ايلول/سبتمبر القادم، إلى ان يتم وضع الدستور، وقد واصل زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' ورئيس مجلس إدارتها الأسبق محمد أبو الحديد، معارضته تأجيل الانتخابات بقوله يوم الخميس عن هكذا دعوة: 'ان الذين يرفعون شعار الدستور' أولا يلعبون - بغباء سياسي - لصالح الإخوان:
- فهم يضعون كل من قالوا نعم للتعديلات الدستورية في سلة واحدة، وهذا خطأ جسيم لأنه يضعهم في مواجهة مع إرادة الشعب وليس مع فصيل سياسي أو ديني.
- وهم - بذلك - يعتبرون أن 'الإخوان' ومن والاهم يشكلون 14 مليونا، وهذا غير صحيح ويعطي للإخوان حجماً أكبر من حجمهم الحقيقي.
- انهم يجتزئون مادة واحدة من التعديلات ويخوضون معركة هائلة عليها وكأنها معركة حياة أو موت، بينما 'نعم' كانت لحزمة مواد، تبقى جميعاً معا أو تسقط معا وبإرادة الشعب في الحالتين.
- انهم يتوعدون بجمع خمسة عشر مليون توقيع لتأييد دعوتهم إلى الدستور أولا وهذا يعطي الإخوان فرصة للسخرية منهم بالقول:
إذا كانت لديكم القدرة على جمع 15 مليون توقيع، فلماذا تخافون منا أو تخيفون الناس من إجراء الانتخابات أولا؟! لا تظهروا لنا وللناس شطارتكم في العمل السياسي الحقيقي وتحولوا هذه الكتلة 'التوقيعية' إلى قوة 'تصويتية' في الانتخابات وتحصلوا على الأغلبية؟!'.
المال الامريكي
وحملات الاستفتاء

وكلام أبو الحديد فيه إحراج شديد لدعاة الدستور أولا، وزادت عليه في نفس اليوم الدكتورة أميرة أبو الفتوح بالقول في الوفد متهمة أمريكا بمساندة دعاة الدستور أولا:
'ما نعرفه أن المال الأمريكي له إسهامه في تمويل بعض الحملات التي سبقت الاستفتاء لدفع الناس لمعارضة التعديلات الدستورية ومنها على سبيل المثال ذلك المؤتمر الكبير الذي عقر في فندق 'جراند حياة' وحينما جاءت نتيجة الاستفتاء على غير هواها لجأت لحيلة الدستور أولا وجعلت من المنظمات التي تمولها مطية لرفع شعارها هذا لإرباك الساحة السياسية وإدخال البلاد في دوامة لا تنتهي ويا حبذا لو حدثت فوضى في البلاد وحدث صدام بين الشعب والجيش إلى أن تعد العدة وترتب أوراقها في المنطقة ولا لوم عليها فهي تريد مصالحها ولكن اللوم الحقيقي على من وقع في الفخ الأمريكي بوعي أو بدون وعي وساعد على إحداث هذا الانقسام في البلاد وشق الصف الوطني الذي كان في أسمى آياته وأبهى صورة طوال أيام الثورة المجيدة، أمريكا تريد مزيداً من الوقت لتتعرف على هذه الثورات التي تعج بها المنطقة'.

غرائب الاقوال في الدستور الجديد والديمقراطية

لكن، لا ما قاله أبو الحديد، وما ادعته أميرة دفعا زميلنا وصديقنا والمتحدث باسم حزب التجمع نبيل زكي لتغيير رأيه وموقفه، فقال لهما ولمن يقف وراءهما ويشجعهما: 'من أغرب الأمور أن يقال إن الدعوة لوضع دستور ديمقراطي الآن، هو 'التفاف على الإرادة الشعبية!!
كما لو كان الدستور يتعارض مع الإرادة الشعبية التي يدعي البعض أنهم يتحدثون باسمها! وكما لو كانت رغبة مواطنين في أن يكون لهم دستور، اليوم قبل الغد، انتهاكا للإرادة الشعبية رغم ان الدستور هو التعبير الأول والترجمة الصحيحة للثورة الشعبية، والإرادة الشعبية، نحن نعرف أن حسني مبارك أو أنور السادات أو غيرهما من الحكام في العهدين الملكي والجمهوري، لم يولد أي منهم ديكتاتورا، ولكنهم وجدوا دساتير جاهزة في انتظارهم تحتشد بالمواد التي تجعل من أي حاكم، طاغية يتمتع بسلطات غير محدودة تضعه فوق كل مساءلة أو حساب.
وأكبر خطر يهدد ثورة 25 يناير أن دستور 1971 مازال على قيد الحياة، بدليل وجود أكثر من أربعين مادة من مواده في الإعلان الدستوري القائم الآن، ووفقا لهذا الإعلان سوف تنقل اختصاصات رئيس الجمهورية - في دستور 71- إلى رئيس الجمهورية القادم الذي سيجد في انتظاره نفس السلطات الواسعة التي تجعل منه ديكتاتورا جديدا يحل محل الديكتاتور السابق، هذا هو ما حدث رغم أن الثورات تسقط الدساتير التي استخدمها الحكام السابقون في قمع شعوبهم'.

حين يختلف المثقفون
ويكونون عثرة في طريق الثورة

لكن زميلنا في 'الأهرام' إسماعيل الفخراني - والقريب من الإخوان حسب ما سمعته منه اثناء حضوره معنا ندوة بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لوفاة صديقنا وزميلنا والمتحدث الإعلامي باسم الإخوان جابر رزق، اسماعيل قال في 'أهرام' الاثنين: 'كانت صدمة وطنية حين يختلف المثقفون ويكونون هم عثرة في طريق الثورة والديمقراطية وفي طريق الحياة الكريمة، لكن عزاءنا وسلوانا ان الشعب المصري أقوى من التحديات وأذكى من النخب مهما ادعت من ثقافة وحملت من شهادات وإن كانت هذه أزمة فهي أزمة فصيل وليست أزمة مصير، سرعان ما تستثنى وسيخرج أكثر الرافضين للاستفتاء من تلك النخب والمثقفين يجرون أذيال الخسارة والمهانة لأنه لا يصح إلا الصحيح وأصح الصحيح صوت الناخب وصناديق الاستفتاء وإرادة الشعب.
سلوانا كذلك في حكمة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي طالما يقف بجوار الحقيقة لهذا فقد اعلن انه مع نتيجة الاستفتاء التي أكدت أن الانتخابات قبل الدستور، وللنخب والمثقفين المعرضين أقول ان تخوفكم من حكم فصيل ما، انما هو دليل ضعفكم فضلا عن عدم رغبتكم في المشروع الديمقراطي من أساسه وأنتم بهذا ضد الثورة وضد إرادة الشعب المصري، إن مجلس الشعب القادم لا يجرؤ أن يملي توجها خاصاً في الدستور لأن مصر بشعبها الأبي الذكي، وبنسيجها المتلاحم وبجيشها القوي وبحكمائها لن تسمح إلا بما فيه صالح مصر'.

اتهام سعد الدين ابراهيم بالتواطؤ مع الاخوان

وكنت قد نسيت - وما أنسانيه إلا الشيطان والشيخوخة، الإشارة الى الهجوم العنيف الذي تعرض له المجلس العسكري يوم السبت في 'المصري اليوم' من الدكتور سعد الدين إبراهيم، واتهامه بالتواطؤ مع الإخوان بقوله: 'إن الانتخابات النيابية المقرر لها ايلول/سبتمبر 2011 كان تاريخها قد تحدد قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير والغريب في الأمر ان يصمم المجلس العسكري الأعلى والإخوان المسلمون على إجرائها في التاريخ نفسه وكأن ثورة لم تحدث وكأن قوة جديدة لم تظهر على الساحة المصرية العامة وتبهر العالم وتغير تاريخ المنطقة العربية بأسرها، ربما كان المجلس العسكري يريد أن يدفع عن نفسه شبهة الرغبة في البقاء في السلطة والحرص على العودة للثكنات، فإذا كان لا ضرر ولا ضرار فلماذا لا يستجيب المجلس الأعلى للقوات المسلحة لهذا الطلب الشعبي الذي عبرت عنه كل القوى السياسية الفاعلة باستثناء الإخوان المسلمين ومن يلف لفهم من السلفيين؟ فهل سبب عدم الاستجابة هو الخوف من الإخوان المسلمين وما هو سر المجلس في اختيار لجنة تعديل الدستور، حيث غلبت على عضويتها عناصر من الإخوان أو المتعاطفين مع الإخوان في حين غاب عنها النساء والأقباط والشباب الذين كانوا هم المبادرين بالثورة، وهل يعقل ان يتواطأ المجلس العسكري مع من يحاولون اختطاف الثورة الذين لم يسمحوا لشباب الإخوان بالمشاركة في الثورة إلا في اليوم الرابع منها وتحديداً يوم 28؟ وهل يعقل ألا يكون ذلك المجلس على دراية بإلحاح من يسمون السلفيين الذين لم يشاركوا في الثورة على الإطلاق لا في يومها الأول ولا في يومها الأخير؟
في ضوء ذلك كله وشباب الثورة مازالوا بلا أحزاب أو موارد يخوضون بها الانتخابات ألا يعني ذلك أن الإصرار على عقدها في سبتمبر هو بمثابة تسليم الثورة على طبق من فضة للإخوان وعلى طبق من ذهب للسلفيين؟ إن ذلك لو حدث فإن التاريخ لن يغفر للمجلس العسكري تعجله في عقد الانتخابات من دون استعداد الشباب الذين قاموا بالثورة واستشهد منهم المئات في سبيلها، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد'.

افتتاح مقر حزب الاخوان في المنصورة

لكن الرد جاء عنيفا على سعد وأمثاله من رئيس حزب الإخوان - الحرية والعدالة - الدكتور محمد مرسي في كلمته التي ألقاها بالمنصورة وحضرها عشرون ألفا في افتتاح مقر الحزب وقال فيها - نقلا عن زميلتنا بـ'المصري اليوم' غادة عبدالحافظ.
'الذين يقولون إن الأمن في مصر في خطر وإن الانتخابات إذا جرت فهناك دماء ستسيل وإنه لا بد من التأجيل هم من أتباع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية الذين يسعون لتحقيق مصالح أمريكية وإسرائيلية، ورموز النظام السابق، الذين يريدون أن يلتقطوا أنفاسهم ليعيدوا ترتيب أوراقهم'.
لا تعطوا هؤلاء هذه الفرصة أبدا، واحذروا منهم وافتحوا أعينكم عليهم فلا مجال لمن كان يهادن الظالم ولا مكان لمن رضي بالظلم ورضي بتزويره، والمخاطر التي ستواجهنا لاختيار مئة شخص لوضع الدستور، هي نفسها التي ستواجهنا عند اختيار أعضاء البرلمان ويجب احترام إرادة الشعب.
عندنا خمسون مليون مصري ومصرية في القرى، فهل لديهم مشكلة في الأمن، أبدا لكن هؤلاء يفتعلون الأزمات فلا تطاوعوهم، فهم يريدون أن يعودوا بنا الى الخلف خطوة، وهيهات لهم، كما ان العالم الخارجي الآن، خاصة الصهاينة والأمريكان، لا يريدون لمصر الاستقرار ولا الاستمرار، فهم دفعوا في 5 شهور مئتين وأربعين مليون جنيه مصري لستين مؤسسة في مصر لضرب الاستقرار، وكل مؤسسة بالمتوسط حصلت على 4 ملايين جنيه، فماذا يفعلون بهذه الأموال؟'.

الجماعة تشتري مقرا
بخمسة وعشرين مليون جنيه

لكن في نفس اليوم - امس - كانت في انتظار مرسي مفاجأة غير سارة من رئيس تحرير جريدة 'التحرير'، زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى بقوله وهو يبتسم ويغمز لمرسي: 'عرفت أن صديقي المليونير، نعم لدي أصدقاء مليونيرات، طلب من جماعة الإخوان المسلمين خمسة وعشرين مليون جنيه سعرا للقصر الذي يملكه في المقطم، وتريد الجماعة شراءه لاتخاذه مقرا لحزبها الجديد، مازالت المفاوضات سارية بينهما، ولا أعرف هل أفسدها بإذاعة خبرها أم لا.
ربما يبدو السؤال منطقياً، ومن أين للجماعة بهذا المبلغ كي تشتري به مقرا واحدا، ما بالك بفرشه وتأثيثه وببقية المقرات؟ لكن ليس مهما الإجابة هنا بقدر ما يصبح الأهم في البحث عن معركة الأموال الثلاثة التي تعيشــها مصر الآن، فالولايات المتحدة عبر سفيرتها الجديدة في القاهرة أعلنت بمنتهى الفخر الأمريكي اللزج أنها ستنفق 'أو خصصت' أربعين مليون دولار لدعم منظمات وجمعيات ساعية للتحول الديمقراطي في مصر، مسجلة في وزارة التضامن الاجتماعي، مما يجعلها تحت عين ورقابة الدولة، أنشأ معظمها الحزب الوطني وقيادات من أمانة السياسات، حتى تتمكن من الفوز بالمالي الأمريكي، فضلا عن استخدامه بطرق فارغة ونصابة'.
وطبقا لما تسرب وتغلغل وتسلل من تصريحات ومقابلات أمريكية مؤخرا، من أنه لا مانع من وصوله لجماعات الإسلام السياسي، فقط بضمانات وشارة التعرف، ولطف القبول، لكن المال الأمريكي سيحول في الغالب أنشطة يقوم بها حقوقيون أو ناشطون سياسيون محسوبون على التيار الليبرالي.
ثم هناك المال السعودي، والفارق الهائل بينه وبين المال الأمريكي، ان السعودي أكثر، وأوفر وأسرع، وبلا كونغرس ولا رقابة، ولا يأتي من مواطن دافع ضرائب، بل من حرر دنانير حكام وأمراء وشيوخ تظهر ملامح أموالهم في دعم تيارات تخدم وهابية المذهب والمسلك، وهناك المال المحلي، حيث مليارديرات النظام السابق المستعدون للانفاق - وينفقون - من فائض وفوائد مكاسبهم الخرافية في العصر السابق، على تفتيت وتهديد وتفشيل ثورة يناير، وضرب مفاصلها في الإعلام بإنشاء منافذ إعلامية أو دعم أخرى بامكانات جهنمية'.
ولا اعرف لماذا يعارض عيسى في هذا كله، فأموال الأمريكان، جزية، وأما الأموال الآتية من الآخرين، فهي زكاة، هذا وبالله التوفيق.

الظرفاء والرقاصة والبلطجي والمكوجي

وإلى استراحة مع الظرفاء، ومنهم زميلنا وصديقنا بأخبار اليوم محمد حلمي، وفقرته المتميزة، بطبيعة الحال - في ملحق - النهاردة اجازة - وهي: '- الرقاصة ترجع بيتها على واحدة ونص بالليل.
- الطباخ لما يعاكس واحدة، يتبل عينيه.
- مرات البلطجي تخرط الخيار بالسيف.
- المكوجي يدوس على الرغيف قبل ما ياكله.
- الطبيب يشيل الصلصة من على وش الفتة بقطنة.
- مرات الحشاش لما تشخط في ابنها تقول، ولا نفس'.
وفي نفس الملحق أورد الشاعر والزجال خفيف الظل المهندس ياسر قطامش في فقرة - نشرة أخبار الفرفشة - بصفحة - كان ياما كان - التي يعدها، عددا من النكت التي لا بأس بها، ولا ضير منها وهي: '- ذهب شاب يعمل سائق فسبا دليفري الى شيخ المسجد وقال له: أنا حاسس ان شغلي ده حرام، فقال له، ليه، انت مش مؤمن، قال، لأ، أنا كنتاكي.
- واحد بلدياتنا نام فرأى في الحلم انه دخل جهنم والعياذ بالله، فوجد هناك هيفاء وأليسا، ونانسي عجرم، فقال، ياسلام ده جهنم مليحة جوي يابوي، أمال فين، امال فين يابوي هيفا وأليسا ونانسي، فقال له، دي كانت فقرة إعلانية يا مغفل.
- جماعة بلدياتنا ورثوا تاكسي أجرة بيجو سبعة راكب فكانوا هم السبعة يركبون بجوار السائق ليلا ونهارا حتى لا يضحك عليهم ويشغل التاكسي لحسابه، ولما اكتشفوا بعد أيام ان مفيش حد بيشاور لهم علشان يركب، سألوا عمهم عن السبب، فقال لهم، غيروا السواق'. ومؤمن هو اسم سلسلة محلات شهيرة للأطعمة.

qpt

Post: #3
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-13-2011, 04:42 AM
Parent: #2




حملة ضد المجلس العسكري والحكومة.. وتحذيرات من الإساءة لدور الجيش والمشير طنطاوي

حسنين كروم

القاهرة - 'القدس العربي' :

الموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس كانت عن الكلمة القصيرة التي ألقاها رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، واستمرار المتظاهرين في ميدان التحرير، ودعوة المظاهرة المليونية مساء، واستمرار الاعتصامات في ميادين الاسكندرية والسويس وعدد من المدن الأخرى، والتهديد بالتصعيد الى درجة العصيان المدني، إذا لم تتم الاستجابة لكل المطالب المرفوعة، وإبداء عدم الثقة في الوعود التي أعلنها عصام، ونفي ما نشر عن تدهور صحة مبارك وغيرها من المنوعات المصرية. وإلى بعض مما عندنا:

حالة من الغليان الشعبي على الحكومة

ونبدأ بالمعارك والردود، التي ازداد عددها وتكاد تتركز على المجلس العسكري والحكومة هجوماً ودفاعاً، بسبب حالة الغليان الشعبي التي تكونت نتيجة تزايد الشكوك القاتلة في ان هناك محاولات تتم، وإجراءات يتم اتخاذها لإفلات مبارك ورجال نظامه والضباط المتورطين في قتل المتظاهرين من العقاب، وكذلك الإبقاء على أعمدة النظام السابق كما هي، وجاء قرار الإفراج عن الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين في السويس، تث تبرئة عدد من الوزراء السابقين في إحدى القضايا ليلقي بكمية من البنزين على الحريق، وتفاوتت المواقف من جريدة لأخرى ومن كاتب لآخر، ولم يكن للانتماءات السياسية أي دخل في ذلك، إلا في حالات قليلة، فوجدنا رئيس تحرير 'صوت الأمة' الأسبوعية المستقلة زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل يقول، والشرر يتطاير من تحت زجاج نظارته: 'الكرة الآن في ملعب المجلس العسكري، ولا نقول في ملعب الجيش المصري، فالجيش جزء من الشعب المصري، ووحدة الشعب والجيش غير قابلة للانفصام، وتصرفات المجلس العسكري، للأسف، تنتقص من مبدأ وحدة الشعب والجيش فالناس تشك في حقيقة ما يجرى وعندها كل الحق، فلا شيء يمضي الى غايته، ومحاكمات مبارك وعائلته ورجاله ونسائه تبدو كلعبة هزلية، أنباء عن تحقيقات هنا أو محاكمات هناك، ومن دون نتائج تغري بالتصديق فالسوس ينخر في القصد كلها، تحاكمون الفاسدين بقانون وضعه الفاسدون ذواتهم، وكأننا بصدد سرقة فرخة أو حبل غسيل، ثم تفاجئنا البراءات وإخلاءات السبيل، وبدعوى مراعاة إجراءات القانون العادي وهذا كلام لا معنى له.
والتضحية بالأصغر حماية للشيطان الأكبر، وعلى طريقة الحكم بإعدام أمين شرطة هارب، وتحصين الضباط من المجرمين الكبار، بل وإخلاء سبيلهم على نحو ما جرى في محاكمة قتلة شهداء السويس البطلة، أو تقديم السفاح حبيب العادلي كمتهم رئيسي وحماية مبارك في منتجع شرم الشيخ وتأخير المحاكمة انتظارا لعزرائيل خلاصا من دواعي الحرج أو اصطناع محاكمة صورية على طريقة مرافعات فريد الديب محامي مبارك والجواسيس، ربما تنتهي بتبرئة مبارك نفسه أو منحه وساما على سبيل التكريم لدوره في نهب البلد وإذلال وخيانة الشعب المصري.
نعم، على المجلس العسكري أن يعي حقيقة شعور الناس فنحن بصدد ثورة ثانية إنقاذا وإنفاذا لأهداف الثورة الأولى، نحن بصدد غضب ساطع ضد المجلس العسكري نفسه نحن بصدد إنذار شعبي للجنرالات، نحن بصدد 'كارت أحمر' لحكم المجلس العسكري نفسه، نحن بصدد خطر عليهم أن ينتبهوا إليه، صحيح أنهم لم يكونوا يريدون محاكمة مبارك ورجاله، وصحيح أنهم استجابوا بعد الإعلان عن غضبة 8 أبريل 2011 والاحتشاد الشعبي الهائل في ميدان التحرير، ثم رفع عنهم القضاء المصري باقي دواعي الحرج، وحكم بحل حزب الرئيس المخلوع، وبحل المجالس المحلية الفاسدة المزورة، ثم بدت حساسية المجلس العسكري لمطالب الثورة كأنها تضعف' وبدا كأنهم يقولون لنا: تظاهروا كما تريدون ونحن سنفعل ما تريده قوى غامضة في الداخل والخارج فلا شيء يمضي الى نهايته'.

الاهالي يتظاهرون ويحطمون
سيارات الشرطة بالسويس

لا، لا، لا حبل غسيل أو فرخة، أو حتى كتكوت، هذه أحكام قضائية قال عنها زميلنا وصديقنا إسماعيل منتصر رئيس مجلس إدارة 'أكتوبر': 'الأحكام أغضبت الكثيرين - الإفراج عن ضباط السويس أغضب أهالي الشهداء وجعلهم يتظاهرون ويحطمون سيارات الشرطة، وأحكام براءة الوزراء والمسؤولين أصابت الكثيرين بالإحباط والخوف على مستقبل الثورة، ومع ذلك التزم شباب الثورة بالعقل والحكمة بينما اندفع شيوخ ائتلاف المنتفعين من الثورة فكسروا كل قواعد العقل والحكمة!
معظم الذين استضافتهم القنوات الفضائية أبعد ما يكونون عن الثورة وشبابها، سواء بحكم السن أو بحكم مواقعهم السابقة والحالية، ومع ذلك راحوا يتحدثون وكأنهم ثوريون اكثر من الثوار!
كل واحد من هؤلاء تكلم بأسلوب وطريقة مختلفة واستخدم ألفاظاً مختلفة، لكنهم جميعا ساهموا في انتقاد أحكام القضاء والتهكم عليها، وكلهم تحدثوا وكأن هناك تعليمات من المجلس الأعلى للقوات المسلحة للقضاء وللقضاة بإصدار هذه الأحكام، بالبراءة، أعضاء ائتلاف منتفعي الثورة لا يضمهم تنظيم رسمي وهم لا يجتمعون معاً ولا يصدرون قرارات، لكنهم جميعا مشتركون في صفة واحدة، الانتهازية، وهم جميعاً يجمعهم هدف واحد، الاستفادة من الثورة بأي شكل وبأي ثمن، حتى لو كان هذا الثمن، مصر واستقرارها ومستقبلها'.

الثورة لم تحقق انجازا حتى الان

وإلى 'الشروق' يوم الأحد، وقول زميلنا والمحلل السياسي الكبير، ورئيس مجلس التحرير سلامة أحمد سلامة مظهرا عدم رضاه عما يحدث: 'أي ثورة لا يمكن أن تحقق انجازا ان هي ظلت ترقص على موسيقى الشارع، وهي موسيقى شجية ولكنها صاخبة، بدأت كما رأينا بالإشادة بكل ما تطالب به الثورة، وإسقاط كل ما كان يمثله النظام السابق، ثم جرى الاختلاف حول الأولويات، أي خطوة تسبق الأخرى وانتهى الأمر كما نرى الآن بمن يطالبون بهدم كل شيء مرة واحدة من دون انتظار لإقامة البديل، أو مراعاة لموقف الملايين من الطبقات الكادحة التي لا تأتي الى ميدان التحرير، ولا ترفع لافتات التنوير والتبوير، ولا ترى فائدة من الانتقاص من دور المشير والقوات المسلحة، إذ يدرك رجل الشارع العادي ان القوات المسلحة مهما اتهمت بالتباطؤ هي الغطاء الوحيد لمصالح الشعب، وإلا لشهدت مصر مذابح كالتي نراها في اليمن وليبيا وسورية، الثورة ليست للثوار فقط، ولكنها لمصر كلها، بشبابها وشيوخها، ورجالها ونسائها وفلاحيها وموظفيها واغنيائها وفقرائها، ويبقى القضاء هو الصخرة التي يجب أن تبقى ثابتة مهما بدا فيه من شوائب.
وأخطر شيء ان يتعرض لهزات أو ضغوط يمكن ان تهز ميزان العدالة الناجزة، يمكننا أن نطالب بالتطهير وسرعة إجراء المحاكمات، والبث في القضايا، ولكن لا يمكن استخدام المقصلة أو أساليب الاجتثاث التي استخدمتها ثورات أخرى، ومنها ثورة يوليو، فقد تركت وراءها من المآسي والمظالم ما بتنا نندم عليه سنوات وسنوات'.

مليونية 8 يوليو
خرجت لمخاطبة الجيش

لكن اثنين من مديري تحرير 'الشروق' كانت لهما آراء مختلفة، أولهما زميلنا وائل قنديل وقوله: 'مليونية 8 يوليو خرجت لمخاطبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمشير طنطاوي بقائمة مطالب جماهيرية محددة، ومن ثم كان من المفترض أن يأتي الرد من المجلس، غير أن حالة صمت مريبة تخيم الآن، بما يؤدي الى تراكم مخزون الغضب وتصاعد سقف المطالب على نحو يخشى منه ان نكون دخلنا مرحلة تعطلت فيها لغة الكلام ما ينذر بخطورة حقيقية على العلاقة بين طرفي الثورة، الشعب والمجلس العسكري'.

كيف وقع شرف في خطأ حسني مبارك القاتل؟

ومدير التحرير الثاني كان زميلنا عماد الدين حسين، وقوله: 'كيف وقع شرف في خطأ حسني مبارك القاتل؟
مبارك كان بطيئاً جدا، وكانت استجابته أكثر بطأ، وفي كل مرة كان يستجيب لمطالب الثوار كان الوقت يكون قد مر، وارتفع سقف المطالب، وانتهى الأمر بتنحيه.
ما معنى أن يظل الناس يطالبون بوقف الضباط المتهمين بقتل الثوار عن العمل طوال شهور والحكومة 'ودن من طين وأخرى من عجين' ثم تطلق سراحهم، وفجأة عندما يعتصم الناس في التحرير لا تكتفي فقط بوقفهم عن العمل بل بفصلهم وإنهاء خدماتهم، وربما بطريقة غير قانونية يمكن نقضها بالقضاء، حكومة شرف والمجلس الأعلى خسرا كثيرا في الأيام الأخيرة، والخسارة الأعلى هي ثقة غالبية الناس، هل تصوروا مثلا ان مجرد سجن العادلي وترك مبارك في المستشفى حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا وحبس عشرات الضباط بطريقة تمثيلية سيحل المشكلة وينسى الناس ان هناك ثورة'.

فوضى حقيقية تعيشها مصر حاليا

ولم تقتصر الخلافات في الرأي على الزملاء في 'الشروق'، انما امتدت لـ'جمهورية' نفس اليوم فبينما قال زميلنا فراج إسماعيل: 'مطالب كثيرة وغير محددة يرددها المعتصمون في خيامهم، كلهم يهددون، وحتى المخرج خالد يوسف صار قائدا ثورجيا يهدد ويتوعد وإلا لن ينصرف من الميدان.
فوضى حقيقية تعيشها مصر حاليا وان استمرت اكثر ستجر كارثة على البلاد، وهذه الكارثة حملها خالد يوسف خلال ظهوره بقناة 'أون تي في' للمجلس العسكري إذا لم يستجب للمعتصمين! وهنا نسأل، كيف نريد من المجلس أن يستجيب لمطالب، يعني تحقيقها اننا امام إجراءات استثنائية، فالضباط الذين أخلى سبيلهم يمكن اعتقالهم، كما كان أمن الدولة في عهد حبيب العادلي يعتقل من أفرج عنه القضاء، وهذا هو البديل الوحيد لحكم قضائي يجب أن نرتضيه ولا نعلق عليه احتراما وتقديسا ومبدأ معمولا به في العالم الديمقراطي المتحضر، كيف نريد من المجلس العسكري الذي يصر على الحكم بالقانون، أن يشكل محاكم استثنائية لا هدف لها سوى تلبية هتافات الميادين والشوارع؟'.

تطهير وزارة الداخلية
من جنرالات العهد البائد

لكن زميله عبدالجواد حربي خالفه بالقول: 'إن قرارا بتطهير وزارة الداخلية من جنرالات العهد البائد وهي المليئة في نفس الوقت بالكفاءات من المخلصين لهذا الوطن القادرين على العودة بالشرطة للشارع، هذا القرار لا يحتاج لكل هذا الوقت، نفس الحال ينطبق على الجامعات والإدارة المحلية والإعلام والقضاء، فلماذا التباطؤ يا دكتور شرف إلا إذا كانت هناك ضغوط على رئيس الحكومة فإذا كان الأمر كذلك فإن الشفافية تقتضي أن يخرج د. شرف ويعلنها صريحة بدلا من أن يكون كل قرار بمليونية وكل محاكمة لفاسد بمسيرة احتجاجية'.

شرف يجاهد لدعم الدول الشقيقة لمصر

ونظل داخل مؤسسة دار التحرير التي تصدر 'الجمهورية'، و'المساء'، لنرى هذا الخلاف في 'المساء' بقول زميلنا وصديقنا ورئيس تحريرها السابق محمد فودة:
'عصام شرف يجوب الدول العربية دولة بعد أخرى، ومهما قيل عن أهداف هذه الجولات من انها تدعيم لعلاقات مصر الثورة بهذه الدول وبحث علاقات التعاون إلا أنه لا يخفى على أحد ان هذه اللقاءات هدفها في المقام الأول الحصول على دعم الدول الشقيقة لإنقاذ مصر لا أقول من الإفلاس والعياذ بالله ولكن من حالة التردي الاقتصادي المترتب على تعطل مرافق الدولة الانتاجية بشكل كلي أو جزئي.
عشرات الآلاف من الأفدنة الزراعية تحولت إلى أرض بور وتم البناء عليها في خضم الأحداث الجارية، والدخل من السياحة لا يحقق سوى ربع مستواه، وعودة العمالة المصرية بمئات الآلاف من ليبيا ألقى بثقله على ميزانية الدولة والإجراءات التي بدأت تتخذها كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لتقييد العمالة المصرية فيها، نذير بمستقبل غامض ولا أقول 'مظلم'، والمظاهرات والمطالب الفئوية تعيدنا إلى الخلف. هل يعلم الشباب المعتصمون في ميدان التحرير هذه الحقائق؟ ثم هناك سؤال مهم: من الذي ينفق على عشرات الآلاف من المعتصمين في ميدان التحرير ويدبر لهم مقومات الاستمرار في اعتصامهم؟'.

قدرة المصريين على مواصلة النضال

لكن زميله محمد هزاع كان له رأي آخر هو: 'على غير ما كان يريد ويتوقع أعداء الثورة أثبت الشعب المصري بكل طوائفه وطبقاته قدرته الفائقة على مواصلة النضال من أجل تحقيق أهداف ثورة 25 يناير وذلك بالاحتشاد ثانية في ميدان التحرير - رمز الثورة - والميادين الأخرى بالأقاليم تحت شعار 'الثورة أولا' أو 'جمعة الإصرار والتطهير'، مصرا على انجاح ثورته بتحقيق أهدافها كاملة غير منقوصة رغم أي تحد أو عقبة، على مبادئ وقيم هذه الثورة: ان الخلافات بين قوى الثورة تكمن في آليات تحقيق هذه المبادئ وتلك القيم، ان أداء المجلس العسكري وحكومة عصام شرف، أقل بكثير من طموحات هذا الشعب.
إن نظرة واحدة لنوعية الناس في التحرير والميادين الأخرى تؤكد أن البسطاء من هذا الشعب هم حماة هذه الثورة والمدافعون عنها وأن كل الذي يحاولونه الوقوف ضد طموحاتهم من أعداء الثورة أو من الانتهازيين الذين يحاولون ركوبها والذين بدأوا يسقطون واحداً بعد الآخر'.

الثورة تثبت الآن قدرتها على التجدد

أما 'أخبار' نفس اليوم فلم تشهد هذا الخلاف وانما توحد زميلانا، جلال عارف وعزت القمحاوي في الرأي، جلال قال: 'الثورة تثبت الآن قدرتها على التجدد، والملايين التي خرجت لن تقبل المزايدات ولن تقبل ايضا الالتفاف حول مطالبها، والتعامل مع 'الأزمة' يتطلب بداية جديدة وسريعة تنطلق مع حكومة ثورة، وبرنامج محدد لفترة انتقالية تضمن ان تنتهي بالسلطة في يد الثورة وتترجم الثورة من شعارات الى خبز وكرامة لكل المواطنين'.
وعزت قال: 'في ظرف ثورة كان لابد من صرف كل المشتبه فيهم من الضباط وتنفيذ مقترح التعويض بدفعات من خريجي الحقوق، لكن مبدأ الثورة لم يعمل طوال الشهور الخمسة، والذي عمل حتى الآن هو منطق الدولة القديمة، التي تعتبر ضباط شرطتها على حق دائماً، حتى لو اتهمهم الزبون بالبلطجة والتعذيب! هم أبرياء ولن يثبت العكس، لأن المحاكمات طويلة وأدلة الإدانة في أيدي المتهمين وزملائهم!
لا يعقل ان يتعرض الثوار لنهش البلطجية في كل عدوان من دون ان تكلف الدولة نفسها إمساك واحد منهم لمعرفة من أرسله لكي تحاكمه وتجعله عبرة تردع غيره'.

المصريون يتسلون بمبارك

سبحان ربك، مالك الملك، يؤتي الملك ممن يشاء وينزع الملك عمن يشاء، بيده الأمر، يمهل ولا يهمل، ويعز من يشاء ويذل من يشاء.
وإذا أراد أن يهلك نظاما، ترك مترفيه يعيثون فسادا ليجعلهم بعد ذلك عبرة لمن يتعظ من عباده.
فمن كان يتصور عندما قال مبارك بعنجهية بعد انتخابات مجلس الشعب المزورة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تعليقا على الذين شكلوا البرلمان الشعبي، خليهم يتسلوا، أن يصبح هو بعد شهرين، موضوعا يتسلى به الكثيرون، وهدفا لنكاتهم ######رياتهم، ورسومهم الكاريكاتيرية، وفي دكاكين الجزارة، وهو ما حدث يوم السبت في ملحق 'أخبار اليوم' - النهاردة اجازة - في محل أو باب - من المقامات الكندوز لابن عزوز، وجزارة الأديب محمود رضوان عزوز، الذي انشد في محل جزارته يقول: 'حدثنا السابق بن مخلوع، عن مرفوع بن منزوع، قال: عندما كنت رئيساً للدولة، كنت لا ألعب الطاولة، وكنت ألعب الإسكواش، وألعن كل حشاش، وأجالس الملوك، وأكل لحم الديوك، لأن لحمها خفيف، واسألوا أحمد بن نظيف، وكنت استضيف الزعماء، وأذبح لهم كل ما يقول ماء، من التيوس البلدية، أو ذي الفروة واللية، ونترك للشعب الفول والطعمية، وبعد أن نملأ البطون، ونغسل أيدينا بالشامبو والصابون، نلقي للشعب بالقرون، وبعض الفتات ليمصمص ويقتات، وفي ذلك اليوم المشهود، الذي خرجت فيه الحشود، تزأر كالأسود، وتطالب بالتغيير وعلاج مرضى البواسير، كنت أجلس في الصالون، الذي أطلق عليه 'بهو فرعون'، وكان معي هامان، وهو الآن نزيل اللومان، ورئيس العسس، وهو خبير في دفن الجثث، ووزير الاقتصاد، وهو محبوس بتهمة الفساد والإفساد، وجلب الفقر والكساد، ووزير الخزانة، سالب أموال الحزانى وهو من المشهود لهم بالنتانة، وكنا نتحدث في بعض الأمور، التي تخص الشعب المقهور، مثل كيف تغير أحواله، وكيف نسرق أمواله، ويومها قال رئيس العسس، الذي هو كبير الحرس، إذا تمرد الشعب، نضربه بالكعب، لأن تلك الشعوب لا تحكم إلا بالمركوب، وإذا استعملنا معها اللين، سوف تصبح عاقبتنا طين وسوف نصير ملطشة، والبلد يصبح محششة، وينتشر في ربوعه الحشيش، في الصعيد والدلتا والعريش، وللكواليس بقية'.

سرقة السيارات أمر عادي في شوارع القاهرة

ونهاية هذه الجولة بين المعارك ستكون في الصفحة الأخيرة من صحيفة 'التحرير' مع زميلنا عمر طاهر الذي ذهب بنا الى مكان آخر.
شعرنا فيه بالحزن على ضابط شرطة شاب قال عنه: 'في الوقت الذي أصبحت سرقة السيارات فيه أمرا عاديا في شوارع القاهرة، وأصبح من العادي ايضا ان تذهب لتحرير محضر فيطلب منك ضابط القسم ان تبحث عن السيارة المسروقة مع أصدقائك، في الوقت الذي يسحب فيه بعض الضباط الكراسي ليجلسوا في الظل ويشربوا الشاي ويفكروا ألف مرة قبل أن يمارسوا مهامهم بإخلاص، في هذا الوقت مازال بيننا ضباط شرفاء، على استعداد للتضحية بحياتهم 'التي مازالت في بدايتها'، من أجل ان يؤدوا عملهم بإخلاص ورجولة يحسدون عليها، تعظيم سلام للنقيب الشهيد محمد علي الزيني الذي استشهد على يد أحد لصوص السيارات الذي كان يتعقبه ويطارده لإعادة السيارات المسروقة لأصحابها، فلقي حتفه برصاصة قاتلة، تعظيم سلام له ولأمثاله من الشهداء الذين يخدمون الوطن بإخلاص في المربع الذي يقفون فيه.
فات ثوار مصر وشعبها أن يشاركوا في جنازة الشهيد الذي أخلص لرغبة أهل مصر في عودة الشرطة الى الشارع وإذا كنا نطالب بإعدام قتلة الشهداء، فهذا الرجل الذي استشهد مخلصا لبلده ولمهنته ولحلمنا جميعاً في عودة الأمن يستحق أن نضع صورته جنباً إلى جنب صور الشهداء في ميدان التحرير'.

الصراخ في ودن الحكومة الطرشة

وثاني الساخرين من مبارك، كان زميلنا بجريدة 'روزاليوسف'، خفيف الظل محمد الرفاعي، وقوله يوم الأحد: 'كان لابد من الصراخ في ودن الحكومة الطرشة، خصوصا أن الحاج حسني بقي بسم الله ما شاء الله، لا ارتجاج مناخيري ولا ارتجاج حواجبي عصبي، حتى السرطان اللي عنده - ده إذا كان عنده سرطان بجد، لأن ده لا مؤاخذة يعني من أسرار الدولة، طلع بطيء الانتشار، سبحان الله يا أخي، حتى العيا بيفرق بين الرئيس، وبين المواطن الجربان اللي ملوش لازمة من أصله، ولذلك، يفكر سيادته الآن بدل الراقدة اللي مالهاش لازمة دي، يخطف رجله ويطلع السعودية يطمن على إخواته المخلوعين، خصوصا أن ملهمش غير بعض دلوقت، ويسلم على الشاويش صالح بقى شبه الولية كونداليزا رايس، والعيال بتزفه في الشارع على طريقة يوسف شلبي، صالح اتحرق هيه، والحاج زين العابدين الرئيس الوحيد في العالم، اللي ربنا نفخ في صورته وفهم بعد خمسة وعشرين سنة، وماله، أهه أجدع برضه من الحاج بتاعنا اللي قعد ثلاثين سنة، ولحد دلوقتي مافهمشو لدرجة أنه لما قالوا له، الحق ياريس، الشعب جاي يودعك، قالهم ليه؟! هو الشعب مسافر ولا إيه؟!
وبدأ الرئيس فعلا يستعد للسفر، خصوصا أن غيبته طالت على إخوانه الأختين الحلوين صالح وزين العابدين، اللي قاعدين يغنوا له، ياللي كويت الفؤاد عند مكوجي الطرابيش، زر عيني اتقلع وأنت ما بتجيش، على رأي الفيلسوف خالد الذكر شكوكو بس سيادته مستني يقبض المعاش، عشان ما يصحش يدخل عليهم بإيده فاضية، واجب برضه ياخدلهم اتنين كيلو برتقال، أو حتى حرنكش'.
لكن ياضنايا، ملحقش يتهنى بأي حاجة فجأة العيال طلعت على التحرير وطالبوا بمحاكمته هو وكل الحرامية اللي كان مسرحهم وبياخد منهم أرضية، سيادته سمع كده، ورجعله الارتجاج والاهتزاز والزغللة لدرجة أنه كل ما يشوف الحاجة أم جمال داخله عليه يصرخ، ألحقوني، أمنا الغولة جاية تاكلني، ولما يفوق شوية، يبصلها ويقولها نهار ما شفته، تعبان قرصني، رقدني جمعة، ويوم ما بوسته، ميل وعاصني من بقه دمعه، ولسه بإذن الله تعالى، هايطلع عند سيادته أمراض جديدة ومتنوعة وكاجوال لسه ما نزلتش السوق، ياثورة ما تمت، خدها الغراب وطار'.
شكوكو بقى خالد الذكر؟ ماشي، مداعبة مقبولة لصدورها من خفيف ظل، أما زميلنا الثالث وهو محمود عبدالشكور في 'أكتوبر' فخصص لمبارك ثلاث فقرات من خمس عشرة هي:
- بالتأكيد، المخلوع هو أول من أيد ثورة يناير لأن المتظاهرين كانوا يهتفون الشعب يريد إسقاط البرادعي.
- كان الشعار المرفوع في عهده السعيد، ان عشقت اعشق قمر، وان سرقت اسرق بلد.
- الآن نستطيع التأكيد ان باب الطيار مخلع.

كيف فعل مبارك منخفض الذكاء كل هذا بمصر؟!

أما الأديب والزميل أسامة غريب فقد أراد ان يعيدنا الى الجد، بقوله يوم الاثنين في 'التحرير': 'كيف استطاع حسني مبارك وهو الرجل منخفض الذكاء متواضع المدارك أن يفعل بمصر كل ما فعل؟ كيف أمكنه أن يحول دولة كبيرة منيعة بحجم مصر إلى كيان مريض يتسول طعامه من أعدائه؟ وكيف تأتى له ان يضع مصر على حافة الاقتتال الطائفي؟ كيف استطاع ان يفعل هذا بوطن الثوار والأحرار، منبع العلم والعلماء، مقر الفكر والأدباء ومستقر المشايخ الأجلاء؟ في اعتقادي ان الإجابة تكمن في اننا لم نتصور أن رئيسنا الذي لم ير من هذا الوطن إلا الخير، يمكن أن يكون عدوا لنا، ولهذا فإننا لم نأخذ حذرنا منه واستأمناه بكل بساطة على مصائرنا، كما فعلنا مع عبدالناصر والسادات.
تركنا له إدارة أمرنا ونحن نظن ان نصيبه من النجاح قد يكبر أو يصغر، لكن لم يدر بخاطرنا أنه يحمل ضدنا حقدا دفينا ولم نتصوره بكل هذه الشراسة والنهم ولا خطر ببالنا ان تدمير مصر هدف أساسي له'.

شرف والمجلس العسكري هدفا المتظاهرين

وأخيرا، الى حكومة الدكتور عصام شرف، والمجلس العسكري، حيث اصبح الاثنان من مدة هدفا لهجمات عنيفة ومتصاعدة، يقابلها دفاع عنهما، ونبدأ بالبيان القصير الذي ألقاه الدكتور عصام مساء الاثنين وما تعهد بانجازه وهو: 'أولاً: إجراء تعديل وزاري خلال أسبوع يحقق أهداف الثورة ويعكس الإرادة الحقيقية للشعب.
ثانيا: إجراء حركة محافظين تتفق وتطلعات الشعب قبل نهاية الشهر الجاري.
ثالثا: تكليف السيد وزير الداخلية بالإسراع في إعلان حركة وزارة الداخلية متضمنا استبعاد قيادات هيئة الشرطة الذين تورطوا في جرائم ضد الثوار في موعد أقصاه 15-7-2011 كما كلفت وزير الداخلية بسرعة استعادة الأمن والانضباط للشارع المصري مع دعمنا الكامل وثقتنا في جموع الشرفاء من قيادات وضباط الشرطة.
رابعا: اناشد المجلس الأعلى للقضاء - الموقر - بتطبيق مبدأ العلانية على جميع محاكمات رموز النظام السابق وقتلة الثوار على ان تكون المحاكمات منجزة ليطمئن الشعب وترتاح أسر الشهداء، كما أناشد الشعب تمكين القضاء من ممارسة عمله في ظروف طبيعية تتيح للعدالة ان تأخذ مجراها.
خامسا: إصلاح هياكل المؤسسات الصحافية والإعلانية في أسرع وقت ممكن.
سادسا: قررت ان أتولى بنفسي رئاسة مجلس إدارة صندوق رعاية ضحايا ثورة 25 يناير وأسرهم للإسراع بتلبية احتياجات أسر الشهداء والمصابين'.
وأخيرا أطالب الشعب المصري العظيم بالعمل معي من أجل تحقيق ذلك ومنح الحكومة الجديدة الفرصة الكاملة للعمل من أجل مستقبل مصر وتحقيق أهداف الثورة وسوف تشهد الفترة القريبة القادمة مجموعة من القرارات التي تلبي كافة مطالب الشعب وأهداف الثورة، وفقنا الله لما فيه خير هذا البلد وتحية لأرواح شهدائنا الأبرار'.

عفت السادات يقترح بيع مبارك

واندهاش وحزن أسامة غريب من تمكن مبارك من أن يفعل كل ذلك بمصر رغم انخفاض ذكائه وتواضع مداركه، قابله زميلنا في 'الوفد' الرسام المبدع عمرو عكاشة في نفس اليوم - الاثنين بالسخرية بطريقة غير مباشرة إذ كان رسمه عنوانه - إحالة خمسة وعشرين متهماً للجنايات في موقعة الجمل، واثنان كادا يموتان من شدة الضحك لأن الأول قال للثاني: ياما انت كريم يارب، إذا كان الجمل وقع 25، امال الحمار هيوقع كام؟!
وإذا تركنا 'الوفد' الى 'أخبار' نفس اليوم سنجد أن رجل الأعمال وابن شقيق الرئيس السادات عفت السادات، أخو خفيف الظل طلعت نشرت له حديثا أجراه معه زميلانا فاتنا عبدالرازق وفرج ابو العز، تقدم فيه باقتراح تكسب به مصر المليارات من الدولارات من وراء مبارك، قال مستخدما خبرته في مجال البزنس: 'بدلا من الانشغال بمحاكمته، علينا الاستفادة منه، الواضح ان روح الانتقام والتشفي هي السائدة في الإعلام وبين الناس، علينا أن نلعبها لمصلحتنا فهناك دول يهمها، أو ترغب في عدم محاكمته، فلماذا لا نعرضه في المزاد لمن يريد أن يأخذه ونستفيد بكام مليار'.

تحذير من تطهير شامل للشرطة

لكن الحكومة وجدت من يدافع عنها، ففي 'الجمهورية' حذر زميلنا إبراهيم أبو كيلة من المطالبة بتطهير شامل للشرطة بقولها: 'لا تأخذوا الشرطة بذنب فانهم مؤتمرون بأمره، ومن منا يستطيع تكسير الأوامر لرؤسائنا المدنيين، فما بالك بالعسكريين، كما ان معظم المطالبين بقطع رقاب الضباط لهم مواقف خاصة مع الشرطة، والشرطة كيان له أهميته، وإذا كان هناك جزء فاسد في هذا الكيان فيجب أن نبتره ولا نبيد الكيان بأكمله، كما ان ضياع هيبة الشرطة تعني ضياع أمن البلد بالكامل، ويجب ان يتفرغ كل جهاز لمهمته، والجيش سيعود لحماية البلد من الأخطار الخارجية المحدقة به، والشرطة ستعود لتفرض الأمن والنظام والسكينة ولا امن ولا استقرار بدونها'.

لا يمكن ان يرحل كل من عمل مع مبارك

بينما تولى زميله أحمد سليمان في 'المساء' التي تصدر عن نفس الدار الدفاع عن شرف وعدد من الوزراء بالقول: 'ولو طبقنا نفس المنطق الذي يقول إن كل من عمل مع مبارك يرحل فسوف يطول هذا الكلام د. عصام شرف رئيس الوزراء الذي كان وزيرا للنقل في عهد مبارك وظل في منصبه ولم يقدم استقالته اعتراضا على الفساد الذي كان مستشريا ويراه الصغير والكبير بمنتهى الوضوح، ولكن لأن د. شرف 'راح ميدان التحرير' فكان ذلك جواز مروره لتولي المنصب.
هناك بعض من المسؤولين في عهد مبارك شرفاء، قدموا الكثير لخدمة الوطن رغم الضغوط التي كانت تمارس عليهم من الفاسدين لتغييب ضمائرهم، لكنهم رفضوا وجاهدوا بالعمل وسط المخاطر، النائب العام لم يقصر في عمله منذ اندلاع الثورة حتى الآن، والمجلس العسكري يحمل هموم الوطن الداخلية والخارجية ووزير الكهرباء هو الوحيد تقريبا من بين أعضاء حكومة نظيف الذي احتفظ بمنصبه لأنه لم تكتشف ضده أي علامات فساد وإلا لتم تغييره فورا، إن معظم المسؤولين في المناصب الحكومية كانوا يعملون في عهد مبارك، ولكن إذا أردنا تغيير أحدهم فليكن المعيار 'هل هو فاسد أم لا'.

حضور احمد شفيق حفل
تخريج طيارين رسالة للشعب

أما بالنسبة للهجوم على المجلس العسكري، فقد بدأه امس في 'الشروق' أحد مديري تحريرها زميلنا وائل قنديل الذي استفزه حضور احمد شفيق حفل تخريج دفعة جديدة من كلية الطيران حضرها المشير محمد حسين طنطاوي وقال عنها: 'المفترض ان ثورة 25 يناير قامت لإسقاط نظام حسني مبارك بكل رموزه بمن في ذلك أحمد شفيق صديق المخلوع وصفيه ورئيس حكومته الأخيرة، التي اسقطها الشعب المصري باحتشاده في كل الميادين، من هنا تأتي صدمة صورة امس الأول التي حل فيها رئيس حكومة مبارك المخلوع أحمد شفيق ثالثا في الترتيب بعد المشير طنطاوي والفريق عنان، لكن الصدمة الأكبر في اللحظة التي يتم فيها ترويج الصورة ونشرها على أوسع نطاق ذلك انها تجيء في ظرف عصيب يعتصم فيه المصريون بالآلاف في كل الميادين احتجاجا على البطء المتواطئ أحيانا، مرددين هتافات ضد المجلس والمشير، مطالبين بتطهير البلاد من روث النظام الساقط.
وحسبما نشرته 'الشروق' لمحررها العسكري امس، ينقل عمن وصفهم بخبراء عسكريين ان رؤية المجلس العسكري لما يحدث في ميدان التحرير انه فوضى وليس اعتصاما أو إضرابا، بل ودخل في طور الثورة المضادة.
والخبراء العسكريون هنا هم مجموعة من اللواءات المتقاعدين، وعلى حد فهمي فإن هؤلاء لا ينطقون عن الهوى في هكذا أمور وإن كنت أتمنى لا يكون هؤلاء معبرين عن رأي المجلس العسكري.
وإلا سنكون امام خطاب تصعيدي غير مسؤول يدفع المسألة الى مواجهة وصدام بين الشعب والقوات المسلحة'.

لماذا يدعو طنطاوي شفيق الذي وقف ضد الثورة؟

واثار وجود شفيق انتباه زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل فعلق عليها في التحرير قائلا: 'إذن، ها هي رسالة أخرى يبعثها المشير لثوار ميادين التحرير: تكريم معنوي قوي لرئيس وزراء عينه الرئيس المخلوع ووقفت ضده الثورة حتى أطاحت به، من حقك ان تعتبر ان ظهوره كان نوعا من البروتوكول المرتبط بتاريخه مع القوات الجوية وهو امر لم يعلن على الشعب ليتفهمه، لكن هل أنت حقا تصدق أن احدا من المحيطين بالمشير لم يقل له إن حضور الفريق شفيق ستكون له دلالات سيئة في ظل حالة الغليان التي يشهدها الشارع.
المشير بالتأكيد يعلم ان هناك بلاغات تم تقديمها الى النيابة العامة ضد احمد شفيق ولا يعلم احد حتى الآن ما مصير هذه البلاغات، وبالطبع لا داعي لأن يسأل احد عن مصيرها بعد تكريم شفيق عيانا بيانا، فنحن نعرف ان 'القانون ما فيهوش زينب' لكن ما لا نعرفه هل انتهز المشير الفرصة واختلى بشفيق على هامش الاحتفال وسأله الأسئلة التي تشغل الرأي العام منذ أشهر: لماذا تأخرت طلبات تجميد اموال مبارك ورجاله في بنوك أوروبا وأمريكا حتى رحل شفيق وما علاقة ذلك بإخفاء هذه الأموال وصعوبة تعقبها؟
كيف هرب في ظل حكومته صديق مبارك الصدوق حسين سالم ورشيد محمد رشيد ويوسف بطرس غالي؟".

Post: #4
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-18-2011, 05:53 AM
Parent: #3

وجوه لمأزق الإخوان

عبد الحليم قنديل


في زمن مضى، كان الإخوان المسلمون في مصر موضوعا للاضطهاد، وكانت اعتقالات قياداتهم وأعضائهم تكاد تكون خبرا يوميا، وساعدهم ذلك على جني المزيد من التعاطف الشعبي، والحفاظ على التماسك الداخلي لجماعة يتهددها الخطر.
وبعد انتصار الثورة المصرية الشعبية، انتهى خطر التضييق الأمني، وبرزت جماعة الإخوان إلى الساحة بالحجم الطبيعي، وأنشأت حزب 'الحرية والعدالة' بموافقة رسمية، وصارت اجتماعات مؤسساتها ومؤتمراتها علنية وحاشدة كما مولد سيدنا الحسين ومولد السيدة زينب.
والحرية الجديدة توفر - فيما يفترض - قوة دفع هائلة لجماعة الإخوان وحزبها، فلديها تنظيم منضبط يقوم على مبدأ الأمر والطاعة، وعندها تمويل سخي وموارد هائلة، وعدد كبير من قياداتها وأنصارها والمتعاطفين من مليارديرات الزمن المصري المعاصر. تبدو جماعة الإخوان الآن كقوة كاملة الأوصاف، وتتمتع بصلات وثيقة مع المجلس العسكري الحاكم، إضافة لدعم عدد من التيارات الإسلامية كالسلفيين والجهاديين التائبين، وهو ما يمكنها من استعراضات قوة، توحي بأنها القوة الحاسمة في المشهد السياسي، والمرشحة لحصد أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الانتقالي المقبل، وفي التأثير على فرص المرشحين لمقعد الرئاسة الأولى بعد خلع مبارك .


في العمق، تكسب جماعة الإخوان نفوذها، ويتسع تأثيرها، ليس فقط لصلابة تنظيمها وتمويلها السيال، بل لطبيعة الظروف التي تراكمت في مصر على مدى أربعة عقود خلت، وانتهت إلى نوع من الانحطاط التاريخي للبلد، وإلى يأس مقيم وبؤس ظاهر، وقد خاطبت جماعة الإخوان بؤس مصر ويأسها، خاطبت اليأس كجماعة دينية تعد بنعيم الآخرة، وخاطبت البؤس كجماعة خيرية كبرى، تنشئ المستوصفات والمدارس، وتستدعي حوافز الزكاة والتكافل الاجتماعي، وتقدم شنط رمضان، وتكفل زواج البنات من شباب الإخوان، وهكذا نمت جماعة الإخوان كحركة اجتماعية دينية خيرية، تستفيد من بؤس مجتمع غاطس بأغلبيته الساحقة تحت خط الفقر والبطالة والعنوسة والأمراض المستعصية، تقدم السلوى الدينية لليائسين، والعون الخيري للبائسين، وفي سياق مجتمع ميال إلى هجرة الدنيا أو مهاجرة البلد، هجرة في الجغرافيا بحثا عن الرزق الشحيح، وهجرة إلى التاريخ بظاهرة العودة الدينية المعممة.


بدت قوة الإخوان قرينة لأزمة البلد، والتي كانت كفيلة بخلق يسار قوى، لكنها دعمت للمفارقة يمينا قويا بمسحة دينية، خلقت يمينا قويا في أوساط المسيحيين بنفوذ الكنيسة ومليارديراتها، وخلقت يمينا قويا في أوساط المسلمين بنفوذ الإخوان وتيارات سلفية على صلة حسنة بفوائض المال السعودي، كان للمفارقة أسبابها، بينها طبيعة نظام الحكم المعلق، وبغير قواعد ارتكاز اجتماعية ولا سياسية، بل بقاعدة العصا الأمنية الغليظة، والتي سندت عملية تفريغ مجتمع من طاقته الحيوية الدافعة، وانتهت كما هجمات الجراد إلى تخريب وتجريف الصناعة والزراعة والسياسة والثقافة، وأعادت المجتمع إلى بدائية العوز الأولى، وكونت بمزاد النهب أغنى طبقة في المنطقة مقابل أفقر شعب في المنطقة، وجعلت قوة المال كاسحة، وأغرت بسلوك التسول، وتسقط الفتات الخيري، وتحويل الانتخابات إلى مواسم زكاة، تدقع بالجملة من جانب مليارديرات جماعة البيزنس، أو تدفع بالتقسيط من جانب جماعة الإخوان وأخواتها.


ولا شك عندنا في حظ الإخوان الانتخابي، فهم مؤهلون للفوز في أول انتخابات عامة بعد الثورة، وخاصة لو جرت بالنظام الفردي، أو بالنظام نصف الفردي نصف النسبي، وربما تفوز معهم نسبة لا بأس بها من جماعة مليارديرات البيزنس، وعلى قواعد التأثير المالي والخيري ذاتها، بالإضافة لشعارات الحشد الديني في مجتمع مأزوم طائفيا، وقد لا يكون فوز الإخوان هو المشكلة، لكنه ليس حلا بالتأكيد، فالبرنامج الاقتصادي والاجتماعي للإخوان هو ذاته برنامج جماعة مبارك الأب والابن، ولو قدر لهم أن يحكموا مصر، فسوف تنخفض شعبيتهم بصورة حاسمة، فالفتات الخيري لا يحل أزمة بلد بحجم مصر، وليس بوسع قيادة الإخوان التخلي عن برنامجها اليميني، والذي لا يعالج مأساة الانحطاط المصري، ولا يستأنف حركة نهضة وتصنيع توقفت منذ ما بعد حرب 1973، ولا يتبنى برنامجا لإعادة توزيع الثروة، ولا للاستثمار العام في مشروعات كثيفة العمالة، ولا لمشروعات تعبئة وطنية كبرى، ولا لخطط اختراق نوعي في مجالات الذرة والفضاء والتكنولوجيا المتقدمة، ولا لبرامج تصنيع السلاح، ولا لتصورات تستعيد الاستقلال الوطني، وتحرر البلد من الهيمنة الأمريكية الراعية لمصالح إسرائيل في مصر، بينما يكتفي برنامج الإخوان بترديد تعويذة حرية السوق على الطريقة الأمريكية، وبمضاعفة جرعات الوعظ والإرشاد الأخلاقي، ويحول شريعة الإسلام إلى شريعة سوق.


وإذا حكم الإخوان فهو مأزق للجماعة ذاتها، وهم يدركون المحنة بالغرائز، ويتظاهرون بتحويل المحنة إلى منة، ويعدون الآخرين بالترشح على أقل من نصف المقاعد، ويسعون لتوريط الآخرين معهم في قوائم انتخابية مشتركة، أو في حكومة متعددة الأطياف السياسية، وموحدة المعنى الاقتصادي الاجتماعي اليميني، وحتى لايصيبهم الفشل وحدهم، وربما يميلون إلى التأثير على الحكم لا المشاركة فيه، وعلى أمل الاستمرار فيما يسمونه 'أسلمة المجتمع' قبل 'أسلمة الدولة'.


سؤال الحكم ـ والآن ـ وجه ظاهر لمأزق الإخوان، ثم أن الحرية التي توافرت، وتلاشى الضغط الأمني، يضيف وجوها أخرى للمأزق، فالسمع والطاعة في لحظة الخطر اختيار له وجاهته، بينما في لحظة الحرية تحل اعتبارات أخرى، كالرغبة في حرية التفكير، والرغبة في الفهم والنقاش، والاحتكاك الأوسع بتيارات فكرية وسياسية أخرى، والانفتاح على ثقافة العصر، فالجماعة تضم ما قد يصل إلى مليون عضو ونصير مباشر، ومن طبقات اجتماعية ومراتب وعي متفاوتة، ومن شرائح دنيا في الطبقة الوسطى إلى شرائح عليا، وإلى مصالح مليارديرات متحكمة، ومع أجواء الحرية، وثورة الطموحات الفردية،

تبدأ جماعة الإخوان في المعاناة مما قد تصح تسميته 'محنة الحرية'، ويظهر القلق متزايدا في أوساط شباب الإخوان بالذات، والذين تتابعت ظواهر التململ في نفوسهم، والضيق بديكتاتورية وصلف قرارات مكتب الإرشاد، والتي اتجهت إلى خيار البتر والإقصاء، وفصلت قياديا بارزا بحجم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والذي قرر الترشح لمقعد الرئاسة، فيما قرر مؤيدون له إنشاء 'حزب النهضة' منافسا لحزب الإخوان الرسمي المعروف باسم الحرية والعدالة، وقرر شباب إخوان آخرون إنشاء جماعة منفصلة باسم 'التيار المصري'، في حين بدت يد قيادة الإخوان ثقيلة، وراغبة في السيطرة الحديدية التامة على حزبها الرسمي منعا لمزيد من التفلت، وقد لاتبدو التشققات الراهنة مؤثرة بعمق في النفوذ الكلي لجماعة هائلة العدد، لكنها ـ فيما يبدو ـ أول الغيث، فقد نمت الجماعة وتوسع نفوذها في أجواء التضييق واليأس والبؤس، ومع فك القيود، والخروج إلى فضاء الحرية، يعجز طائر الإخوان عن التحليق، تقعده يمينية البرنامج الذي لايصلح لإقامة حكم وطني ديمقراطي اجتماعي كفء، ويقعده ركود المخزن التنظيمي المأمور بالسمع والطاعة، بينما الزمن المصري يتحول، وتعجز قيادة الجماعة عن مجاراة التحول الدرامي.

' كاتب مصري


---------------------

المجلس العسكري يبدأ هجوما سياسيا لإزالة سوء الفهم مع المتظاهرين.. ولواء ينزل لميدان التحرير
حسنين كروم
2011-07-17




القاهرة - 'القدس العربي': زحام، زحام، في الموضوعات والأخبار تكفي لتشتيت اهتمامات أي متابع لما تنشره الصحف، وعدم قدرته على محاولة رسم صورة للحركة السياسية، وتحديد أطرافها ومواقفها وخلفيات علاقاتها، بعكس الحال قبل الثورة، كنا نعرف مراكز القوى داخل النظام وصراعاتها وكذلك رجال الأعمال، وحتى مواقف الجيش وأجهزة الأمن من بعض ما ينشر، وكان يعكس أكثر من تسعين في المائة من الحقيقة، والباقي كنا نكمله عن طريقين، الأول ما يتم تسريبه إلينا، والثاني بذل مجهود قليل لمعرفة الشبكات التي يرتبط بها صحافيون وإعلاميون سواء مع مراكز السلطة أو رجال الأعمال، أما الآن فقد انقلب الوضع رأسا على عقب، لدرجة أن قسماً كبيرا من المعلومات التي ينشرها كثير من الصحف أو مواقع الانترنت تحتاج الى جهد هائل للتأكد من صحتها أولا، ومن تحديد القوى التي ندفع بها، وكانت هذه أحوال الصحف أو مواقع الانترنت تحتاج الى جهد هائل للتأكد من صحتها أولا، ومن تحديد القوى التي ندفع بها، وكانت هذه أحوال الصحف الصادرة يومي السبت والأحد، حول المشاورات التي يجريها رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، وأبرزها قبول استقالة وزير الخارجية محمد العرابي الذي تعرض فور تعيينه لهجمات عنيفة بأنه من رجال جمال وسوزان، والإعلان عن تعيين نائبين له، الدكتور حازم الببلاوي مسؤولا عن الملف الاقتصادي والدكتور علي السلمي نائب رئيس حزب الوفد ورئيس حكومة الظل الوفدية، وما أن قرأ زميلنا وصديقنا ابراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي للتحرير اسم السلمي، حتى صرخ امس قائلا: 'يبدو أنه يسير على طريقة خذلان الثوار والشعب مرة أخرى، فها هو يستعين بمنصب نائب رئيس الوزراء متمثلا في الدكتور علي السلمي، نائب رئيس حزب الوفد، أقصد حزب السيد البدوي، فلا هذا الرجل ولا حزبه ولا رئيسه له علاقة بالثورة، فحزب الوفد على يد رئيسه السيد البدوي، الذي اتخذ علي السلمي نائبا له كان ضد الثورة منذ بدايتها، والكل يعلم مدى قوة العلاقة التي كانت بين السيد البدوي وصفوت الشريف، أمين الحزب الوطني 'المنحل' وربما يكون بينهما 'بزنس خاص' وأيضا العلاقة بين السيد البدوي ورئيس جهاز أمن الدولة اللواء حسن عبدالرحمن، المسجون حاليا بتهمة قتل المتظاهرين، كل ذلك كان يتم في وجود نائبه، ناهيك عن سياسات الحزب التي لم تكن أبدا ديمقراطية. وقد مارس السيد البدوي على الحزب وأعضائه نفس سياسات الحزب الوطني 'المنحل'، وحول الحزب كأنه فرع لإحدى شركاته التي تعمل في الأدوية، كل ذلك يحدث في حضور ومشاركة السيد الدكتور علي السلمي، نائبه المحترم!
ولن أحدثكم الآن عن سياسات السيد النائب عندما كان نائبا لرئيس جامعة القاهرة، وقد شهدت الجامعة شطب الطلاب من قائمة الترشح للانتخابات الطلابية، وعندما يذهب إليه أعضاء هيئة التدريس بشكوى معينة خاصة بالعملية التعليمية، كان الرجل يجيب بسهولة: 'الأمن'.
فهل كتب علينا أن يكون علي السلمي نائبا، حتى في حكومة الثورة؟! حرام عليك يا دكتور عصام شرف!'.
ولوحظ أن المجلس العسكري بدأ هجوما سياسيا مضادا لإزالة اثار الحملة التي تعرض لها بعد البيان الذي ألقاه اللواء محسن الفنجري، فظن قائد المنطقة المركزية اللواء حسن الرويني في مقابلة مع زميلنا وصديقنا مصطفى بكري في برنامج التليفزيون بقناة 'الحياة'، منتهى الصراحة - وتحدى فيه ان يذكر أحد أي اسم للثوار تحت محاكمته عسكريا.
كما أن اللواء طارق المهدي المسؤول عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون نزل منفردا إلى ميدان التحرير، وهذا تحرك يكشف عن ذكاء ونضج شديدين وإصرار الجيش على إزالة أي شبهة تلحق به، وبدأت محكمة الجنايات عرض جلسة محاكمة وزير البترول سامح فهمي عبر شاشة خارجها، في قضية تصدير الغاز الى إسرائيل وطلب محاميه ضم مبارك للقضية لأنه الذي أعطى الأمرله واتفق مع إسرائيل باعترافاته في التحقيقات التي أجرتها النيابة وتم نشرها، ونفي المتحدث باسم وزارة الداخلية ما نشرته الصحف عن نفي الوزير منصور العيسوي وجود قناصة في الوزارة، وحبس وزير الزراعة السابق أمين أباظة ورئيس الوزراء الاسبق عاطف عبيد خمسة عشر يوما، ووفاة آخر مصاب من الثوار وهو الشاب مصطفى أحمد حسن وكان قد اصيب بطلق ناري في رأسه في ميدان التحرير، وإعلان اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس الجديد تعهده بالقبض على رجل الأعمال الهارب إبراهيم فرج وأبنائه الذين قتلوا عددا كبيرا من الثوار، واستعدادات لتوفير سلع رمضان، وبالنسبة لأسماء البلح فلم تظهر أنواع رديئة تحمل أسماء مبارك وأفراد أسرته ومسؤولي نظامه كما توقعنا، وإنما ظهر نوعان قال عنهما زميلنا في 'الأهرام' إبراهيم العزب في صفحة ثلاثين الخاصة بالاقتصادي، انها الأغلى وهي الثورة يليه علم مصر.
وإلى بعض مما عندنا:

ترحيل الامير تركي بن عبد العزيز
للسعودية ومنعه من دخول مصر

أما أبرز الحوادث، فكانت امس لزميلنا في 'المصري اليوم' أحمد الخطيب وهي: 'أصدرت سلطات الأمن قرارات بترحيل أحمد، نجل الأمير تركي بن عبد العزيز، شقيق العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز، الى بلاده ووضع اسمه على قوائم الممنوعين من دخول مصر، بعد اعتدائه على عدد من الضباط داخل مطار القاهرة.
قالت مصادر أمنية لـ'المصري اليوم' إن سلطات المطار احتجزت نجل 'ترك' نحو 18 ساعة بعد اعتدائه وطاقم حراسته، الذي يضم أفرادا يحملون الجنسيتين الأمريكية والجنوب أفريقية، على مجموعة من الضباط، وأحدثوا عاهة مستديمة بأحدهم، الأمر الذي استدعى نقله الى مستشفى قريب من المطار، وأوضحت المصادر أن السفارة السعودية بالقاهرة تدخلت من أجل الإفراج عن نجل الأمير.
كانت قوات من الجيش تدخلت بعد حدوث الاعتداءات وألقت القبض على حرس نجل الأمير، الذين بلغ عددهم 5 أشخاص، ثلاثة منهم أمريكيون واثنان من جنوب أفريقيا، وتم احتجازهم عدة أيام بمطار القاهرة وحلق رؤوسهم وتكبيلهم بال######شات قبل أن تتحرك سفارات بلادهم من أجل الإفراج عنهم'.

اقباط يطالبون البابا بمعاقبة القمص
مرقص عزيز لمطالبته بالتدخل الأجنبي

ونبدأ بأشقائنا الأقباط ومعاركهم، وبدأها يوم الأحد قبل الماضي زميلنا سليمان شفيق في جريدة 'وطني' مطالبا الكنيسة باتخاذ موقف واضح ضد القمص مرقص عزيز خليل، وقيامه بالتحريض ضد بلاده، مصر هي أمي وأمه، وقال عنه، وعن أفاعيله:
'تتفرد الكنيسة القبطية عن كل كنائس الشرق أنها انحازت للوطن ضد من رفعوا الصليب وقاتلت ضدهم قديماً في الحروب الصليبية، واستمرت على مواقفها حتى صار ذلك جزءاً من تقليد الكنيسة، وعلمتنا الكنيسة منذ نعومة أظافرنا أن القنصل الروسي في زمن القياصرة قابل أحد الآباء البطاركة وعرض عليه أن يحمي القيصر الكنيسة فسأل قداسة البطريرك القنصل: هل قيصركم يموت؟
فأجاب القنصل: نعم. فرد البطريرك: نحن في حماية الله الذي لا يموت، أكتب ذلك بعدما تداولت وكالات الأنباء قيام القمص مرقص عزيز ومعه بعض الموتورين بطلب حماية الأقباط من الأمم المتحدة والكونغرس والخمس دول الكبرى والفاتيكان. أعلم أن الكنيسة غير مسؤولة عن تصرفات بعض الموتورين المهاجرين ولكن هناك مسؤولية أدبية كنسية تجاه من يحمل رتبة القمص ولذلك أصلي من أجل أن يصدر قداسة البابا شنودة الثالث، صاحب المواقف الوطنية المعروفة بياناً يؤكد فيه موقف الكنيسة من عدم الاستقواء إلا بالله والوطن، وأن تتخذ الكنيسة موقفاً من القمص مرقص عزيز لأن ما ذهب إليه القمص يعد هرطقة وطنية وخروجاً على تقليد الكنيسة العتيدة وهذا الموقف يصب في مصلحة الكنيسة أكثر من مصلحة مصر، لأن أقباط مصر لا ينقصهم تمييز ضدهم بسبب بضعة خارجين على الكنيسة'.
وفي الحقيقة، فأنا مندهش مما يصدر عن القمص مرقص، الكاهن السابق للكنيسة المعلقة، فقد كان يبدو من مقالاته التي يكتبها كل أحد في 'الوفد'، ومن معاركه ضد النظام، وانغماسه في العمل العام بنشاط، واقفاً بجوار المعارضة إلى حد كبير، وقريب في أفكاره من خالد الذكر وحزب الوفد، ولا أعرف ما الذي غيره، هل كان يقول ويكتب شيئاً ويخفي عكسه، أظهره حين لاحت له الفرصة؟
ربكم الأعلم، هذا ما يجب عليه أن يوضحه، مثلما كان المفكر القبطي بولس رمزي شديد الوضوح وهو يقول في حديث نشرته له مجلة 'آخر ساعة'، وأجرته معه زميلتنا رحاب محمد عن القمص مرقص وقضايا أخرى: 'يجب أن يحال القمص مرقص عزيز لمحاكمة كنسية تمهيدا لعزله من الكهنوتية لأن وجوده ضمن طالبي الحماية يعطي لهم مشروعية التمثيل الكنسي لأنه ينتسب للكنيسة الأرثوذكسية لمنع التدخل في شؤون مصر لأن هناك خطراً خارجياً قادماً أهم من الدستور أولا أم الانتخابات لأن هذه أمور داخلية، والمهم الآن توحيد قوى الشعب لمواجهة الأخطار الخارجية القادمة، وتأتي أهمية تدخل الأزهر والكنيسة لأن رجل الشارع يسمع لرجل الدين أكثر من رجل السياسة لذلك يجب على رجال دين الازهر والكنيسة أن يجتمعوا ويرفضوا أي تدخل خارجي في شؤون مصر.

تقسيم مصر لثلاث دويلات:
مسلمون واقباط ونوبيون

أصحاب الدعوة للتدخل الخارجي يريدون تقسيم مصر إلى ثلاث دويلات: نوبة وأقباط ومسلمين فهذا هو المخطط الذي يتدارسونه لمصر منذ فترة ويعملون على تحقيقه بكل الجهود.
لا أعتقد أن هناك قبطياً يقبل ذلك لكني حتى الآن لم أسمع أي تصريح من الكنيسة يدل على الرفض.
لننظر إلى حال العراق الآن وهو مفتت إلى عشرين دولة، هل تحسنت أحوال المسيحيين في العراق بوجود أمريكا؟.
بالطبع لا بل انقرضوا وقل عددهم، فهل إذا جاءت أمريكا الى هنا ستحميني وتضع شرطياً على باب شقتي لحمايتي من جاري المسلم، هذا ليس صحيحاً بالمرة، فلم يأت إلينا مستعمر إلا لتخريب هذا البلد.
- المطلوب العدل والمساواة بالنسبة للدولة فمن الممكن تقليل تقدير مواطن قبطي حتى لا يصبح معيدا، هناك عدم تكافؤ فرص في البلد وهناك أماكن محظورة بالنسبة للأقباط، فهل لا يوجد ضابط قبطي ذو كفاءة حتى يلتحق بأمن الدولة مثلا، وهل الأقباط فاشلون لدرجة أن أحدهم لا يستطيع العمل بالجهاز الدبلوماسي؟ فهل لا يصح أن يصبح لنا سفير قبطي في الخارج فهل هم لا يجيدون أي سياسة أو دبلوماسية، وهعل وزارة البيئة هي فقط المكتوبة باسم الأقباط، هناك أيضا ثقافة المجتمع التي وضحت عندما صدر قرار تعيين محافظ قبطي في محافظة قنا رغم وجود تحفظات منذ البداية، فلماذا قنا بالذات فهل أصبحت هناك كوتة للمحافظين الأقباط، في قنا هناك رموز سياسية شحنت الناس وجعلتهم يقطعون السكك الحديدية والطرق'.

انتقادات حادة لمواقف شيخ الازهر والمفتي

وإلى معارك بني ملتنا المسلمين، ومنها الحديث الذي نشرته 'الوفد' يوم الأربعاء مع عضو مجلس الشعب الأسبق، ورئيس لجنة الفتوى الاسبق بالأزهر الشيخ جمال قطب وأجراه معه زميلنا ممدوح دسوقي، وشن فيه هجوما على شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب والمفتي الدكتور علي جمعة بقوله عن دورهما أثناء الثورة وغيرها من القضايا: 'دوره كان قمة الكوارث لكن والحمد لله لم تخل ساحة ميدان التحرير منذ 25 يناير من عمائم الأزهر تؤدي دورها ،وإن كانت جهود طوعية للثقافة الأزهرية، أما رموز المؤسسة بكاملهم فقد تقوقعت تقوقعاً خطيراً بل عارضوا الثورة وتصوروا أنها عبث أطفال، وهذا دليل على عدم استشعارهم للمسؤولية، طالما لم يرتفع ترمومتر الأزهر مع شباب الثورة، فهذه كارثة في حق الدولة، والشعب والأزهر، ولو كان الأزهر يقظاً لدوره ما كان بلغ الطغيان مداه وما خرج الشباب وما قتلوا.
كانت ممارسات رموزه مسيئة ومشتتة، فمثلا جريدة 'الأزهر' الناطقة باسم مشيخته وليست باسم عملائه صدرت يوم 28 يناير وبها تهنئة من الشيخ ومن حوله يهنئون وزير الداخلية بعيد الشرطة وبها صورة له بحجم كبير، هل هذا يمكن أن يعتذر عنه بأنه كان قبل 25 يناير ولم يستدركوا طبعه! مع أن الشعب قد بلغ درجة الغليان والأزهر في ثبات مصطنع أو مدعي وكانت بيانات الأزهر صدى لبيانات النظام المخلوع ومؤسسة دار الإفتاء.
- كان بها اهتراء بتداعي غالبية المصريين إلى حشد مليونية ونرى القائم بعمل المفتي يقول: من أراد أن يصلي الجمعة فلا يخرج، وهذا الإفتاء الأعوج ما هو إلا رغبة في تقليل حجم المليونية لإثبات أن الثوار أقل حجماً من غيرهم.
- الفكر الوهابي هو لون من ألوان المذهب الحنبلي والأزهر كان يدرس هذا المذهب ولكن منذ عشرين عاماً أصبح التوجه العام في السياسة المصرية التي ينفذها رموز الأزهر هو التقليل من تدريس هذا المذهب بدعوى عدم وجود مدرسين وهذا استدراج للحنابلة في الخليج فعاملوا الدولة بعكس إرادتها واستضافوا علماء الأزهر وكل منهم راتبه دون الألف جنيه وكان يطلب منهم أن يدرسوا هناك في ضوء المذهب الحنبلي أو الوهابي ويقبضوا ما بين خمسة وعشرة آلاف ويهدي إليهم ما بين عشرين وثلاثين ألفاً، وإذا استمر على تلقين ذلك هنا وعمل على تطوير مذهبه ورؤيته يدعي للعمرات والحج، فأصبح يوجد الكثيرون من الأساتذة ينتقون الأقوال والأحاديث التي تروج للفكر الحنبلي ويصرون عليها ويحتلون بها مساحة بالإضافة إلى الرموز المصنعة في ساحة المجتمع بأموال الخليج من خلال قنوات وصحف وإجماع كل هذه الأطراف جعل الناس تضيق بالحنابلة والوهابية وبالأزهر لتعثره أمامهم فانطلق الناس إلى الجماعات والتنظيمات الأخرى وهذا هو القلق الموجود في الساحة'.

معارك الصحافيين: إذا بليتم فاستتروا

وإلى معارك زملائنا الصحافيين، ونبدأ من 'وفد' الخميس مع زميلنا محمد الشربيني المشرف على صفحة 25 ميدان التحرير- كل خميس في العدد الأسبوعي، وهجومه في عموده - سن إبرة - على زميلنا بـ'الأهرام' عمرو عبد السميع، لهجومه في 'اليوم السابع' اليومية المستقلة التي يساهم في ملكيتها بنصيب كبير رجل الأعمال الهارب في الخارج أشرف ابن صديقنا صفوت الشريف، فقال محمد: 'أصابتني نوبة هيستيرية من الضحك وأنا أقرأ هجوم د. عمرو عبد السميع الفظيع على دكتور عصام شرف في جريدة 'اليوم السائع' ومحاولته تلفيق علاقة خاصة بين رئيس الوزراء الحالي والرجل الثاني في عصابة مبارك المدعو زكريا عزمي، يا دكتور المثل بيقول إذا بليتم فاستتروا، ودليلك على وجود علاقة بين شرف وزكريا عزمي هو حضور شرف عندما كان وزيرا للنقل مؤتمرا انتخابيا لشقيق زكريا، وهو تقليد لم يفلت منه كل من مروا على المناصب الوزارية الخدمية في العهد البائد، وبذلك لا يستقيم دليل على العلاقة التي تحاول لصقها بالرجل، بينما أنا على ثقة أنك قبل 52 يناير كنت تتمنى أن ينفث زكريا عزمي دخان سيجاره الشهير في وجه حضرتك وأنت تجلس مرتعشاً بين يديه، لا تصدق أنك في حضرة شماشرجي الرئيس'.

كشف فضائح علاقة الصحافيين بنظام مبارك

وقد لاحظت أن 'اليوم السابع' بدأت تخصص مقالا كل أربعاء لعمرو على مساحة كبيرة، بدأه بالهجوم الشخصي العنيف على عصام، والذي استفز زميلنا بـ'الأخبار' علاء عبد الوهاب فشن ضده هجوما عنيفا مذكرا إياه بعلاقاته مع النظام السابق، ووصفه بأنه سمج، وما لم يتوقعه الاثنان، الشربيني وعلاء، أن يخرج عليهما عمرو يوم الخميس بمقاله الاسبوعي في 'الأخبار'، مذكرا بكتاباته وبطولاته ضد نظام مبارك، ومشيدا بالجيش. فقال وقد أحمر وجهه خجلا من شدة التواضع: 'ولعلي من أكثر الكتاب الذين - في السنوات العشر الماضية - سطروا في ذلك المعنى عشرات المقالات وبالذات حين بدا أن رجال أعمال الحزب الوطني المنحل أقاموا رؤوس جسور في الحكومة وباتوا وزراء لهم مشروع سياسي دفعوا إليه للاستيلاء على الحكم.
نعم، كنت أنادي الجيش - بإلحاح - في أحاديثي الإذاعية ومقالات 'الشوارعيزم' حين بدا واضحاً أن البلد يتم اختطافه إلى جهة غير معلومة، وكنت أعقد مقارنة مزمنة بين إدارة الجيش، وإدارة رجال الأعمال، مترجماً تلك المقارنة إلى عدد من المعادلات'.
وقال عمرو عن تاريخ الكلية العسكرية وأماكنها منذ أن كان اسمها المدرسة الحربية:
'ويذكر جيلي ان بعض دفعات ذلك المعهد العلمي العسكري التليد نقلت الى السودان، كما نقلت دفعات البحرية الى ليبيا إبان غارات العمق في حرب الاستنزاف وتقدير القيادة باحتمالية استهداف العدو لهما'.
يا سبحان الله، بخل عمرو على مبارك بأن يذكر اسمه ويقول انه كان قائدا لقاذفات القنابل وخرج بها سليمة إلى السودان ثم عينه خالد الذكر قائدا لكلية الطيران، بينما كان في مقالاته في 'الأهرام' تحت عنوان - الشوارعيزم - لا يكف عن الإشادة به، وتحريض النظام ضد المعارضين.

سخرية من انهاء
لجنة السياسات بساعات

وفي 'الدستور' بنفس اليوم - الخميس - سخر صديقنا وطبيب القلب والمؤرخ وعضو مجمع اللغة العربية الدكتور محمد جوادي، من كتبة وصحافيي نظام مبارك، بأن قال عنه وعن ابنه وعنهم: 'لجنة السياسات أنجزت في ساعات معدودة مهمة الإجهاز التام على صاحبها جمال مبارك ثم أنجزت في ساعات أخرى مهمة الإجهاز على نظام والد صاحبها أي على نظام حسني مبارك الذي عاش ثلاثين عاماً في هدوء وركود.
ثم أنجزت في ساعات ثلاث مهمة الإجهاز على سمعة وتاريخ نظام الرجلين، ثم ها هي أخيراً تنجز في ساعات مهمة الإجهاز على أي صورة تتحدث عن عقلية كانت وراء هذا النظام.
كأنما تريد لجنة السياسات أن تقول إنها كانت قبض الريح وإن مبارك كان الريح نفسه وإن جمال كان ابن الريح، وإذا أراد أحد أن يتأكد من هذا فليقرأ ما يكتبه مفكروها وكتابها من أمثال ع س وح ب وج ع على اختلاف نزعاتهم'.

ردا على من دعا لشطب ثورة يوليو

وآخر المعارك ستكون لزميلتنا بـ'الجمهورية' سميرة صادق، التي أسعدتنا يوم الخميس، وهو يوم بركة بتأديب زميلها المخضرم عبد الرحمن فهمي، الذي هاجم خالد الذكر وثورة يوليو وطالب بعدم الاحتفال بذكراها وعودة العلم الأخضر أيام الملكية، وقالت، بعد أن تنهدت: 'والخميس الماضي كتب الأستاذ عبد الرحمن فهمي المعروف بكرهه لثورة يوليو ولزعيمها عبد الناصر مطالبا بشطب تاريخ 23 يوليو وإنهاء الاحتفال به مدعيا أن ثورة 25 يناير هي ثورة على هذه الثورة!
لكن الواضح أن الأستاذ عبد الرحمن فهمي لم يدرك أن ثورة الشعب المصري في 25 يناير كانت على من انقلب على ثورة 23 يوليو ######## مبادئها وأهدافها، بدليل أن صور عبد الناصر كانت ترفع في ميدان التحرير.
إن أهم ما تنادي به ثورة يناير هو تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة والعزة الوطنية التي ضيعها النظام السابق والذي أعاد لمصر الطبقية في أسوأ صورها بعد ان أذابتها ثورة يوليو. لا تحلم يا أستاذ عبد الرحمن أنت وكل أعداء ثورة يوليو أن تكون ثورة يناير فرصة للقضاء على ثورة يوليو ومحو ذكراها، فهي ثورة أعادت مصر للشعب المصري وحين اختطفت من جديد في عهد مبارك قامت ثورة 25 يناير مرة أخرى.
والحقد على ثورة يوليو وصل حتى للعلم، علم مصر الذي رفعة الشباب بكل اعتزاز وحب في ميدان التحرير وكل ميادين وبيوت مصر وصنعوا منه قمصانهم ووضعوه شارات على صدورهم'.

مبارك وأسرته ورجال نظامه وتزوير التاريخ

وإلى مبارك وأسرته ورجال نظامه، ونجاح صاحبنا محمد عاشور بـ'اللواء الإسلامي'، في الكشف عن واقعة مدهشة عن تزوير التاريخ لصالح مبارك، وحكاها لنا يوم الخميس قبل الماضي بقوله: 'في مدينة رشيد توجد قلعة اسمها قايتباي أنشأها السلطان قايتباي أشهر سلاطين المماليك، وكعادة الملوك عندما يقام في عهد أحدهم مبنى عظيم مثل قلعة قايتباي فإن الصناع يضعون خاتم الملك أعلى المبنى على الواجهة الرئيسية ويسميه الأثريون 'الرنك'.
وكان أعلى مبنى القلعة رنك مكتوب عليه 'قايتباي عز نصره' ولما كانت جينات النفاق متواجدة بكثرة في دم أحد مسؤولي المجلس الأعلى للآثار بوسط الدلتا والذي يفترض أنه مسؤول عن حماية اثارنا فقد قرر أن يأتي للرئيس المخلوع بنفاق عظيم لم يأت به أحد من قبله هو تسمية مدرسة أو مستشفى أو مطار أو استاد أو مركز بحثي أو طبي أو رياضي باسمه أو اسم زوجته، حتى أصبحت غالبية المنشآت والمؤسسات الرسمية في كل مدن مصر لا تخلو من كلمة مبارك، أما هو فقد أزال الرنك المكتوب عليه 'قايتباي عز نصره' وكتب 'محمد حسني مبارك عز نصره' على رنك مثل الرنك الأصلي بيضاوي الشكل من نفس مواد بناء القلعة من الحجر الرملي والطوب الأحمر، وما ان تنحى الرئيس المخلوع حتى أسرع ذلك المنافق بمحاولة إزالة الرنك المكتوب عليه 'محمد حسني مبارك عز نصره' ولم يستطع فقام بكسره وتشويهه، وخطورة هذا الذي فعله هذا المسؤول هو أنه بعد مرور القرون قد يختلط الأمر على الناس ويكون هناك انطباع بأن حسني مبارك حكم مصر أيام العصر المملوكي مما يعد تزويرا في تاريخ مصر وليس في تاريخ شخص فقط وذلك مما يجعلني أطالب بأن يحقق النائب العام في تلك الجريمة الكبرى جريمة تزوير وتزييف تاريخ مصر'.

مبارك في خانة أحد حكام المماليك

وليت الأمر سيقف عند حد الاعتقاد بأن مبارك أحد حكام المماليك، سواء البحرية، أو السلاجقة أو الألبان، وإنما العجيب في البيان الذي وجهه مبارك بصوته إلى المتظاهرين ونقلت نصه يوم الأربعاء زميلتنا في 'المصري اليوم' مي عزام، وقال فيه: 'أبنائي، شباب مصر وأملها، لقد تسلمت منصب الرئاسة وتعداد هذا البلد الأمين أربعة وأربعون مليونا، وتركت منصبي وتعداده ثمانون مليونا هذه الزيادة معناها أن مصر كانت تعيش في عهدي في خصوبة وخير، وللا أنا غلطان؟! أعترف بأن هناك بعض الأخطاء حدثت في عهدي والاعتراف بالخطأ فضيلة وجل من لا يخطىء.
أبنائي وبناتي أنا فخور بكم، فالعالم كله أشاد بثورتكم البيضاء السلمية، لماذا تريدونها الآن حمراء؟ لماذا تفكرون في الانتقام ولا تفكرون في الصفح عند المقدرة؟ ألم تتعلموا مني شيئاً؟ هل عرفتم عني مرة أنني قدمت وزيزا للمحاكمة مهما تردد عنه من فساد أو تخاذل او تقاعس نحو الوطن والمواطن، ألم يكن من الممكن أن 'أسجنه' وأجره و'أفرمه' في لحظة؟ ألم تسألوا أنفسكم لماذا لم أفعل؟ كنت أفضل أن يحاسبهم الله فهو العادل الجبار، الجماعات المحظورة التي خرجت من مخابئها رافعة شعار 'الإسلام هو الحل' لا تقرأ سيرة الرسول الكريم العظيم الحليم المتسامح حين فتح مكة ماذا فعل في الكفار الذين أذوه وحاربوه؟ ماذا فعل؟ هل قتلهم؟ هل حاكمهم؟ لا بل قال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء، ونحن لا نريد أكثر من أن نعامل معاملة الكفار.
أيها المواطنون، أنا أستحق منكم الشكر وليس القصاص كما تقولون فأنا لم أرض لكم بما يحدث في سورية وليبيا واليمن.
تركت لكم مؤسسات ونظاماً سهرت سنوات لتقويته.
هل تتصورون أنكم قادرون على هدمه في شهور! خلفائي منتشرون في كل شبر على أرض مصر، أقسموا على خدمة النظام، النظام هو النظام، سواء كنت على قمته أو عند السفح، أيها الإخوة والأخوات، نحن نتحدث عن ثلاثة عقود وليس ثلاثة أشهر، وعلى الجميع أن يعي أن الجيش سيبقى درعا للوطن والمواطن، وأنا مواطن مصري من حقي على هذه المؤسسة التي قدمت لها شبابي وخبراتي أن تحميني، أترككم في رعاية الله كما كنت أفعل دائماً، سدد الله خطاكم بـ'شرف'.
وبعد أن اقتنع المتظاهرون المطالبون بمحاكمته بكلامه وتنازلوا عن مطلبهم، خاصة الإخوان المسلمين والسلفيين بعد أن ذكرهم بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش عند فتح مكة، وبدأ الجميع في الانصراف فوجئوا بمن تطلب منهم العودة وتقول هذا نص شريط صوتي متخيل أرسله الرئيس السابق للبث ورفضت كل القنوات إذاعته خوفا من الغضب الشعبي'.

'الوفد': في انتظار 'محاكمة رأس الأفعى'

لكن حيلة مبارك لم تنفع مع المتظاهرين الذين قال عنهم في نفس اليوم في 'الوفد' عضو الهيئة العليا للحزب واستاذ القانون بجامعة القاهرة الدكتور محمود السقا:
'كان يوم الجمعة الماضي 8-7-2011 خير شاهد على عزيمة الشعب في مواصلة المشوار وكان نداؤهم 'محاكمة رأس الأفعى' في محاكمة علنية يراها الشعب وعليه أن يواجه مصيره وفي مصر قضاء وقضاة.
يوم الفصل آت وما هو بالهزل، سوف يفرح فيه شهداء الوطن في عليين أن تم الوفاء بالعهد في يوم 'القصاص' ويوم 'الثأر'.
لكن المشكلة في عدم محاكمة مبارك وسجنه أو إعدامه كما يطالب المتظاهرون هي في الضغوط الخارجية التي قال عنها يوم الأربعاء ايضا زميلنا في 'الجمهورية' محمد سالم: 'إذا كانت هناك ضغوط غربية وعربية وتهديدات أمريكية تتم في الخفاء لعدم محاكمة مبارك وأسرته، يجب أن نعلن للجميع ليتحمل المصريون تبعات هذه المحاكمات، وأظن ان الشعب سند قوي لا يمكن لأي قوى مهما كانت أن تتحداه أو تعمل ضد إرادته وحريته والإعلان عن هذه الضغوط سلاح فعال ينقذ مصر من شكوك شعبها تجاه القائمين على الحكم . اعتبر ان تجاوز هذه الضغوط والشفافية في طرح هذا الموضوع هو أول صنم من الضروري تحطيمه وإزالته كعقبة أمام المضي نحو التحول الديمقراطي الحقيقي'.

تاكسي يقوده بسرعة مجنونة
شيخ عمره 85 عاما

وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها من مجلة 'المصور' مع زميلنا عادل سعد، وقوله عن صديقنا يحيى الجمل: 'عندما يبيض الخروف، ويمشي الحمار على الماء ينصلح حال د. يحيى الجمل وتنفك عقدة مجلس الوزراء، زمان وصف عصمت السادات مصر تحت حكم مبارك قائلا: 'تخيل أنك راكب تاكسي يقوده بسرعة مجنونة شيخ عمره 85 عاما وهو يضع ابنه على حجره 'والمحزن أن مصر الآن تتشعبط - بعد ثورة الشباب - خلف جمل، عمره 82 عاما يقود 'موتوسيكل خربان'.
منذ أيام أضحكنا د. يحيى الجمل عندما قال عن نفسه مع عمرو الليثي وهو بالكاد يجر قدميه: 'أنا كالطور الراسخ' وكان منذ اسبوع قد أوقع قلوبنا جميعا بأن أعلن - هو - أنه استقال وأنه - هو ايضاً - تراجع عن الاستقالة بناء على رغبة المشير، وبات واضحاً أن الجمل العجوز يستقوي بالمجلس العسكري على مجلس الوزراء'.

تصريحات الأمير ترك بن عبد العزيز
عن ثورة مصر

أما زميله محمد حبيب فخاض عدة معارك كل واحدة وضعها في فقرة، ومنها:
'تصريحات الأمير ترك بن عبد العزيز للـ'بي بي سي' لا يجب أن تمر مرور الكرام. الأمير السعودي لا يوافق على تسمية ما حدث في مصر بالثورة، ويرى انها تغيير فقط، يجب ان يعلم رئيس الاستخبارات العسكرية السعودية السابق ان ما قام به المصريون في 25 يناير هو ثورة بل أعظم ثورة شعبية عرفتها المنطقة العربية وربما العالم أجمع.
- 'النبي قبل الهدية' لكن المستشار حسام الغرياني رئيس محكمة النقض رئيس مجلس القضاء الأعلى رفض باقات الورود للتهنئة بتوليه المنصب الجديد وقام برد هذه البطاقات الى اصحابها، كما رفض قيام بعض أصدقائه وأقاربه بنشر تهنئة في الصحف، الغرياني الذي قاد حركة استقلال القضاء لا يخشى في الحق لومة لائم'.
ولو نحن توجهنا إلى أخبار الخميس في جولة سريعة لنتفقد ما فيها من معارك سريعة، سنجد خفيف الظل زميلنا عبد القادر محمد علي يهاجم شعب مصر هي أمي بقوله عن تبدل أحواله من أحسن حال الى أسوئه: 'بعد الثورة رجعنا زي زمان، تفاؤل ونكتة وضحكة صافية وكلام بينقط عسل، وسمعنا كلمات متشكر وآسف واتفضل بعد أن كادت تختفي من قاموس لغتنا.
وتخلى الشباب عن مقاعدهم في المترو للكبار، وتوقف التحرش بالبنات والستات، ثم مرت الأيام والشهور، وبالتدريج عاد الناس الى ما كانوا عليه قبل 25 يناير، ظهرت السحنة الهباب، والتكشيرة، والشتيمة البذيئة، والسلوكيات الوطنية، واستأنفوا الخناق في الشوارع والمواصلات لأتفه الأسباب، واكتشفنا ان الصورة الجميلة كانت تمثيل في تمثيل، وان التصوير انتهى'.
أما زميله أيمن الشندويلي فكانت له ست معارك، ثلاث منها قال فيها: 'موقف شجاع من وزير الداخلية منصور عيسوي برفض قرار رئيس الوزراء بالفصل التعسفي للضباط المتهمين بقتل الثوار لأنه لا يستند على أي شيء قانوني هو رئيس الوزراء عايزها دولة فوضى خلاقة أم دولة قانون؟!
- الذي طالبوا بوقف الملاحة في قناة السويس من الثوار يجب محاكمتهم بتهمة الإضرار بمصلحة مصر العليا والأمن القومي والتحريض على التدخل الأجنبي في شؤون مصر.
- الإخوة الإعلاميين اللي بيقطعوا في فروة الشرطة بيرضوا مين؟ ولمصلحة مين؟ وهما عايزين إيه؟ 'روحوا منكم لله'!'.



18/7/2011
القدس العربى

Post: #5
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: jini
Date: 07-18-2011, 07:01 AM
Parent: #4

وحات الله متابعين
جنى

Post: #6
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-19-2011, 04:28 AM
Parent: #5

وثيقة إعلان مبادئ الدستور المصري القادم بعد ثورة 25 يناير سنة 2011



أثناء التحضير لمؤتمر (مصر الأول) الذى عقد يوم 7 مايو 2011 تحت شعار "الشعب يحمى ثورته" بمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات بمدينة نصر بحضور خمسة آلاف يمثلون جغرافياً كل مصر وكافة أطيافها السياسية والاجتماعية والثقافية.

قدمت مجموعة العمل الوطنية لنهضة مصر الدستورية والقانونية التى تمثل خبرات رفيعة المستوى من الفقهاء الدستوريين وكبار القضاة والمحامين والقانونيين، مشروع وثيقة لإعلان مبادئ الدستور المصرى القادمة بعد ثورة 25 يناير 2011.

سُميَّت الوثيقة (1)، تم طرحها للحوار الوطنى عبر موقع المؤتمر "المجلس الوطنى" www.almaglesalwatany.org لمدة ثلاثة أسابيع.

وهذه الحصيلة ثروة وطنية من أفكار وآراء قيمة من جموع أبناء الشعب المصرى العظيم بكافة أطيافه.

تم إدراج هذه الأفكار فى الوثيقة (2) التى عرضت فر الجلسة الأولى لمؤتمر مصر الأول وقد شارك فى مناقشتها عشرات من المشاركين من كل التيارات والأحزاب السياسية والفكرية والدينية والثقافية والشباب والمثقفين ومنظمات المجتمع المدنى والمرأة وقدمت مئات من المقترحات البناءة حول ما ورد فيها ، وقد تم إضافة العديد من هذه الأفكار القيمة والمبادئ الهامة فكانت الوثيقة (3) التى نقدمها فى هذا الكتيب لجماهير شعب مصر العظيم، ليتواصل الحوار الوطنى واسعاً حول ما تضمنته من مبادئ وأفكار دستورية لرسم معالم شرعيتنا الدستورية القادمة، وأملنا أن نحقق أوسع وأعلى توفق وطنى عليها باعتبارها إعلان مبادئ نلتزم بها أنفسنا ونطالب المؤسسين لدستورنا القادم بالالتزام بها فى صياغة الدستور باعتباره عقدنا الاجتماعى لمستقبل شعبنا ووطننا.

وعاشت مصر وطناً للحرية والعدالة والمساواه

المجلس الوطنى المصرى



نحن جماهير شعب مصر الحر، على هذه الأرض المجيدة منذ فجر التاريخ والحضارة في قرى مصر وحقولها ومدنها، المؤمنين بتراثها وتقاليدها، والمعتزين بنضال وشرف الإنسانية التى خاضت المعارك وبذلت التضحيات من أجل سلام البشرية القائم على الحق والعدل والمساواة والحرية والإرادة المستقلة للشعوب وتفاعلها الحضاري، وبتاريخنا الممتد بكل خبراته في مواجهة التحديات لتحقيق حلم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة بمقوماتها الأساسية في بناء الوطن والفرد، مؤمنين بقيمة المواطن وصيانة كرامته وإنسانيته وضمان حقوقه، ووعيه بواجباته التي تمكنه من بناء الوطن وتحقيق مكانته وهيبته وتنميته من أجل جموع الشعب في ظل عدالة اجتماعية ومساواة وحرية وكرامة إنسانية.

وإيمانًا منا بثورة الشعب المصرى المجيدة فى 25 يناير 2011، واحترامًا لأرواح شهداء الحرية، وبالتواصل مع نضال الشعب المصرى التاريخى فى ثوراته المتعاقبة ونضال أحراره.
نعلن التزامنا ببناء دستورنا القادم تحت شعار الثورة (كرامة ـ حرية ـ عدالة اجتماعية) ونؤسسه على المبادئ التالية:

تأمين الحق أو المبدأ الدستورى بوضع الضمانات الدستورية التى تحميه فى الصياغة ذاتها وتقديم دستورنا القادم على المبادئ والحقوق الأساسية التالي:

1 - مصر دولة مدنية موحدة- نظامها جمهوري ديمقراطي يقوم على أساس المواطنة تهدف لتحقيق (الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية) لمواطنيها- وتحترم التعددية، والتنوع وتكافؤ الفرص وتكفل المساواة أمام القانون لهم جميعًا دون تميز على أساس الأصل أو العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين أو العقيدة، وهي جزء من الأمة العربية تسعى لوحدتها الشاملة.

2 - الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع مع تحصين هذا المبدأ بالضمانات الدستورية التي تكفل:

( أ ) حق غير المسلمين في الاستناد لمبادئ شرائعهم الخاصة كمصدر لتشريعات الأحوال الشخصية لهم.

(ب) تأكيد أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المبادئ الكلية الغير مختلف عليها قطعية الثبوت قطعية الدلالة.

(ج) أنها خطاب للمشرع وليس لغيره، وتبيح له الانتقاء من الفقه دون إسباغ القدسية على أقوال الفقهاء، وحقه في الاجتهاد لتحقيق المصالح المرسلة التي يتوخاها في إطار أهداف التشريع على هدي من رقابة المحكمة الدستورية العليا دون غيرها على مقاصد المشرع ومراقبة الانحراف التشريعي.

( د ) أن الولاية في المجتمع هي لسلطات الدولة دون الأفراد أو الجماعات. (1)

(1) أثناء مناقشات مؤتمر مصر الأول أعلن مفتى مصر السابق أ.د. نصر فريد واصل موافقته الكاملة على نص المادة الثانية وفقاً لهذه الصياغة التى تضمنت الضماانات الدستورية التى أقرتها المحكمة الدستورية العليا عبر تطبيقها لمدة 27 عاماً لهذا النص وفقاً للمبادئ الثانية بأحكامها.

3 - تقرير السيادة للشعب وحده باعتباره مصدر السلطات.

4 ـ تحديد الآليات الضامنة لحماية الدولة المدنية بما في ذلك:

( أ ) النص على عدم جواز تعديل المواد الدستورية المتعلقة بمقومات الدولة وهويتها ونظامها الجمهورى الديمقراطي والحقوق والحريات الأساسية للمواطنين التي كفلها الدستور.

(ب) كفالة حق الأحزاب والهيئات ومنظمات المجتمع المدني والنقابات في اللجوء للمحكمة الدستورية العليا لمواجهة أي انتهاك بما في ذلك الانتهاك العملي أو التطبيقي الذي يهدد مقومات الدولة في مدنيتها أو ديمقراطيتها أو وحدتها الوطنية أو الجغرافية أو الحقوق والحريات الجماعية للمواطنين.

(ج) التزام القوات المسلحة المصرية- بجوار دورها في حماية البلاد وسلامة أراضيها وأمنها القومي- بحماية النظام الجمهوري المدني الديمقراطي للدولة المصرية ووحدتها الوطنية والجغرافية من أي انتهاك يهددها بعد عرض الأمر على المحكمة الدستورية العليا وضمان تنفيذ واحترام ما تصدره في هذا الشأن من أحكام أو قرارات.

5 - كفالة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطنين ووضع الضمانات الدستورية للتوزيع العادل للثروة الوطنية وتحقيق الحماية الدستورية للعدالة الاجتماعية والتأكيد على أن الاقتصاد الوطني يقوم على التنمية الشاملة وفتح آفاق الاستثمار المصري والعربي والأجنبي وحماية المنافسة الحرة ومكافحة الاحتكار، وعدالة توزيع الناتج القومي، وكفالة القضاء على البطالة وتأمين فرص العمل، وضمان الحد الأدنى للمعيشة، وتنظيم الحد الأقصى والأدنى للأجور بقانون، ووضع تنظيم عصري وعادل للتأمين الاجتماعي بما في ذلك التأمين ضد البطالة والتأمين الصحي، وكفالة قيام دولة بدورها في ضمان ذلك.

6 ـ النص على حماية حق الملكية بصورها الثلاث (العامة- التعاونية- الخاصة).

7 ـ إصباغ الحماية الدستورية على المرافق الدستورية والاستراتيجية وعدم جواز خصخصتها ومنها (قناة السويس والجامعات ومراكز البحث العلمى ومصادر المياه والترع والبحيرات والشواطئ والبترول والغاز الطبيعى والمناجم والمحاجر والموانى والمطارات).

8 ـ الحماية الدستورية لاستغلال الثروات الطبيعية عن طريق عقود الانتفاع والالتزام مع احتفاظ الدولة بحق الملكية وضمان حقوق الأجيال القادمة فيها.

9 ـ وضع النظام الديمقراطى وفق آليات ومؤسسات دستورية لضمان ديمقراطية نظام الحكم سواء كان برلمانيًا أو رئاسيًا أو مختلطًا.

والتأكيد على مؤسسية اتخاذ القرار وإعمال مبدأ الرقابة المتبادلة لسلطات الدولة والمحاسبة لصانع القرار.

10- يقوم النظام السياسي فى جمهورية مصر العربية على أساس تعدد الأحزاب وذلك فى إطار المقومات والمبادى الأساسية للمجتمع المصرى المنصوص عليها فى الدستور .
وينظم القانون الأحزاب السياسية .
وللمواطنين حق تكوين الأحزاب السياسية وفقا للقانون . ولا تجوز مباشرة أى نشاط سياسى أو قيام أحزاب سياسية على أية مرجعية دينية أو أساس دينى ، أو بناء على التفرقة بسبب الجنس أو الأصل . .

11- تضمين الدستور لمبدأ سيادة القانون وخضوع الدولة للدستور والقانون، وتعزيز استقلال القضاء والرقابة الدستورية عبر القضاء الدستورى .

12- تضمين الدستور مجموعة من النصوص التى تحدد المركز القانونى لرئيس الجمهورية والتى تتضمن (شروط الترشيح دون استبعاد أو إقصاء لأى من المصريين مع الفصل بين رئاسة الدولة ورئاسة الأحزاب، ومنع رئيس الجمهورية من التعامل المالى هو وأسرته مع الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر، وإعمال مبدأ الشفافية فى بيان عناصر ذمته المالية، وكذلك نوابه والوزراء.

مع التأكيد على مسئولية رئيس الجمهورية سياسيًا وقانونيًا فيما يمارسه من سلطات فعلية أمام محكمة عدل عليا ذات تشكيل قضائي بحت، ووضع آليات محاكمته تشكيلاً واختصاصًا ومواد عقابه فى الدستور، وكذلك تنظيم آلية مساءلة الوزراء والنص على وجوب إصدار القانون اللازم لتنظيم محاكمتهم.

13- تحديد آلية تعديل الدستور مع وضـع الضمانات للمبادئ فوق الدستورية (النظام الجمهورى ـ مدنية الدولة ـ تداول السلطة ـ المحاسبة والشفافية ـ الحقوق والحريات العامة ـ مبدأ سيادة الشعب) باعتبارها مما لا يجوز تعديله لاحقًا.

ومنح الاختصاص للمحكمة الدستورية العليا فى مراقبة الوحدة العضوية للدستور فى حال تعديل بعض بنوده قبل طرحه للاستفتاء الشعبى، وإقرار مبدأ تجزئة الاستفتاء على النصوص المعدلة.

14- فى حالة الأخذ بنظام الانتخابات بالقوائم النسبية غير المشروطة أو الجمع بينه وبين الانتخاب الفردى، والتوافق الوطنى يمكن إعادة النظر فى جميع صور التمثيل الفئوى وبما يضمن تمثيلاً حقيقيًا وعادلاً لجميع فئات وشرائح الشعب المصرى فى المجالس النيابية المنتخبة عبر النظام الانتخابى ذاته.

- النص على ضمانات نزاهة الانتخابات العامة والمحلية وضمان الإشراف القضائي على مجرياتها بجانب دور المجتمع في مراقبتها وانعقاد الاختصاص للقضاء في الفصل في الطعون الانتخابية دون غيره وتكوين المفوضية العليا للانتخابات وفقاً للمعايير الدولية للإشراف على نزاهة الانتخابات.

15- حرية تكوين الأحزاب وكفالة إنشائها على أساس طبقي أو فئوي في حال إلغاء نسبة التمثيل وحظر قيامها على أساس ديني أو جغرافي أو مرجعية دينية أو قيامها بأي نشاط ذو طابع عسكري أو مخالف لمبدأ المساواة وعدم التمييز بين المواطنين.

16- تعزيز وتأكيد استقلال القضاء والمحاماه وتحديد مكونات السلطة القضائية (وضمان استقلالها التام عن باقى سلطات الدولة)ـ ومنع تدخل السلطة التنفيذية فى شئون القضاءـ تحديد ولاية القضاء العسكرى بمحاكمة العسكريين عن الجرائم العسكرية وعدم امتداد هذه الولاية إلى غيرهم ـ واحترام الأحكام القضائية وتنفيذها، واعتبار عدم التنفيذ جريمة جنائية تستوجب المساءلة والتعويض من المال الخاص لمرتكب الفعل.

17- التأكيد على اللامركزية الإدارية بما يمكن المحليات من قيامها بدورها في قضايا التنمية ودفع الإمكانيات للوصول إلى الريف والمناطق الجديدة وعلى أسس ديمقراطية.

18- النص على الحق في التعليم ومجانيته وإلزاميته في مؤسسات الدولة التعليمية العامة لكل المواطنين وإعادة تنظيمه بما يساهم في تطويره وربطه بقضايا التنمية واحتياجات سوق العمل.

19 - الحصر الدقيق للقوانين المكملة للدستور والنص على الرقابة المسبقة عليها من قِبَل المحكمة الدستورية العليا.

20- تحقيق الحماية الدستورية للحريات النقابية والعمل الأهلى بالنص على :

ـ كفالة حق إنشاء النقابات والاتحادات المستقلة لكافة فئات الشعب وتمتعها بالشخصية الاعتبارية المصونة، واستقلالها المالى والإدارى، وحظر تدخل الدولة فى شئونها.

ـ كفالة الدولة لحماية النقابات من التأثيرات السياسية والدينية والطائفية وتنظيم شئونها بما يحمى ديمقراطية التشكيل النقابى.

21- أن يشمل الدستور القادم الحقوق والحريات الخاصة والعامة الواردة فى الدستور السابق وإضافة :

1 ـ الحق في احترام كرامة المواطن (الكرامة الإنسانية) وحظر التعذيب أو استخدام أي صورة من صور الإكراه المادي أو المعنوي معه.

2 ـ ضمان حرية العقيدة وحق ممارسة الشعائر الدينية لكافة المواطنين على اختلاف دياناتهم وطوائفهم.

3 – ضمان حقوق المرأة والأسرة والطفل.

4ـ حرية تداول المعلومات.

5 ـ حرية البحث العلمى وحرية التعبير والإبداع وحرية الصحافة.

6 ـ حق حماية التراث الوطنى وحمايته ببعديه المادى والمعنوى.

7 ـ حق الإضراب والتظاهر السلمى.

8 ـ حق التقاضى أمام القاضى الطبيعى وضمانات المحاكمة العادلة.

9 ـ حماية الحريات والحقوق الاقتصادية والاجتماعية مع ربطها بالحق فى الحد الأدنى للمعيشة الذى يحفظ للإنسان كرامته فى المأكل والمأوى والصحة والتعليم.

10 ـ الحقوق البيئية مع إفراد نص خاص لحماية نهر النيل العظيم.

11ـ الحق فى إعانة البطالة ومعاش التقاعد وغيرها.

22- ضرورة النص أنه فى الحالات التى يجيز فيها الدستور للمشرع تنظيم الحق الوارد فيه بالقانون لا يجوز أن يترتب على ذلك المساس بأصل الحق أو تعطيل نفاذه.

23- تنظيم الدستور لمبدأ المراقبة لسلوك السلطة التشريعية والتنفيذية حال قيامها بوضع القانون وتنفيذه وربط ذلك بمبدأ التجريم والمحاسبة للانتهاك السلبى أو الإيجابى لحقوق المواطنة والمساواة أمام القانون وحرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية والحفاظ على مدنية الدولة.

24- حماية أمن مصر القومى وإدارة العلاقات الخارجية المصرية على أسس حماية وتنظيم المصالح المتبادلة فى إطار من الاستقلال الوطنى والتفاعل الإيجابى لدعم قضايا السلم والأمن الدوليين وحق الشعوب في الحرية والتنمية المستدامة والعلاقات المتوازنة.

25- إنشاء المجالس العليا للدفاع والأمن القومي والعلاقات الخارجية باعتبارها آليات مؤسسية لضمان وديمقراطية إتخاذ القرار مع رئيس الجمهورية في المسائل المتصلة بكل منها على أن يتم تشكيلها من شخصيات بحكم المناصب وليس بالاختيار الشخصي.

26- تقوية العمل العربى المشترك وتعزيز أواصل الوحدة الأفريقية والسعى للأهداف الكبرى فى بناء كيانات سياسية واقتصادية تساهم فى الوصول للوحدة العربية على أسس سياسية واقتصادية راسخة تحقق طموح الشعوب العربية فى الوصول لمكانتها اللائقة تحت الشمس وحماية حقوقها ومصالحها المشتركة وكذلك مع الشعوب الأفريقية، والتفاعل العالمى القائم على القوة السياسية والاقتصادية للوصول إلى الندية مع الكيانات العملاقة في عصر العولمة.

إن حشد الطاقات لبناء دولتنا فى المرحلة المقبلة على أسس الدولة المدنية الحديثة والعصرية القائمة على الديمقراطية وسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان رهنًا بمشروعنا النهضوى الشامل المحصن دستوريًا وهو ما يمثل تحدى بناء الشرعية الدستورية الجديدة في مصر بما يليق بتجربتها النضالية الدستورية وبوجهها الحضارى ودورها المركزى فى صنع تاريخ المنطقة والعالم.

هذا هو أملنا والتزامنا ـ وبالله التوفيق

Post: #7
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-20-2011, 04:59 AM
Parent: #6

المرشح الرئاسى عبدالمنعم أبوالفتوح فى (ندوة الشروق): (1-2)
أزمة مصر ليست البرامج.. بل الإرادة السياسية
الثلاثاء 19 يوليو 2011 10:01 ص -


عبد المنعم ابو الفتوح


S بكل مصداقية وإخلاص، لم نكن نفكر أن يكون لنا مرشح للرئاسة أو الحكومة أو حتى البرلمان»، هكذا تحدث المرشح الرئاسى، عبدالمنعم أبوالفتوح، عن موقف جماعة الإخوان المسلمين أثناء الثورة.

«كان كل هدفنا أن تنجح الثورة» - يكمل أبوالفتوح - خلال ندوة عقدتها معه «الشروق».
لم يتغير موقف الجماعة «المعلن» من مسألة الترشح للرئاسة بعد نجاح الثورة، لكن تغير موقف أبوالفتوح، فالجماعة جددت تعهداتها بعدم ترشح أحد أعضائها للمعركة، بينما أعلن أبوالفتوح ترشحه لها، وإصراره على خوضها، وهو ما يبرره بقوله: «بعد سقوط النظام وبداية نجاح الثورة أصبحنا فى موقف جديد، شعرت أن البلد فى حاجة لأن يتقدم أحد»، ويضيف: «لم أكن أفكر فى هذه المسألة من باب الطموح الشخصى، ولكن من باب الخدمة الوطنية».

يرهن أبوالفتوح هذا «التحول» زمنيا بما شهدته التعديلات الدستورية، وعملية الاستقطاب التى حدثت، «لا أخفى عليكم أننى فوجئت بهذا الزخم الكبير من التيارات السلفية»، بنص تعبيره.

يتحدث أبوالفتوح عن هذه اللحظات التى بلور خلالها قراره بالترشح: «يشعر الإنسان أن لديه ما يمكن القيام به، بما يمثله من تاريخ أو من علاقات، وظللت لفترة أفكر وأسأل أهل الرأى والخبرة، وأتحسس إيجابيات وسلبيات وطرح شخصية مثلى عنوانها الرئيسى إسلامى، وأثر ذلك على المستويين المحلى والدولى، إلى أن استقر فى وجدانى أن أعلن ترشحى».


خشيته «على المشروع الوطنى» كانت أحد دوافع أبوالفتوح للترشح رئيسا، وكذلك خشيته «من تشويه المشروع الإسلامى، خاصة بعد الاستفتاء وما شهده من استقطاب».

أبوالفتوح الذى يشدد على احترامه لكل الأسماء المطروحة للرئاسة، يؤكد أيضا أنه لو وجد مرشحا يثق «أنه سيقوم بهذا الواجب (يقصد الحفاظ على المشروعين الوطنى والإسلامى)، سأكون أول الداعمين له، ولكنى مستمر فى المنافسة إلى آخر الشوط لأننى لم أجد حتى الآن من أرى أنه يمكنه القيام بهذا الواجب».

حين اتخذ أبوالفتوح قراره بالترشح للرئاسة لم يكن غافلا عن توابع هذا القرار على مستوى الجماعة التى يشغل فيها منصبا قياديا: «كنت أعلم من أول يوم أن الجماعة كحركة إسلامية لا تستطيع أن تتحمل تبعات هذا لا على المستوى النفسى أو الإدارى وبالتالى أعلنت منذ اليوم الأول أننى سأستقيل منها»، مبررا هذا بأن «مصلحة الوطن أهم عندى من مصلحتى الشخصية ومن مصلحة الجماعة».

بالتزامن مع إعلان أبوالفتوح ترشحه للرئاسة، أسست الجماعة حزبها «الحرية والعدالة» وأعلنت استقلاله عنها، فى ممارسة يصفها المرشح الرئاسى بـ«المرتبكة»، ثم أصدر «بعض ضيقى الأفق فى الجماعة»، كما يصفهم أبوالفتوح قرارا بفصله من عضوية الجماعة «وأطلقوا عليه إزالة عضويتى، مثل قرار الإزالة بتاع البلدية».

أبوالفتوح، المرتبط بـ«قواعد الإخوان ارتباطا عاطفيا شديدا»، يبدو سعيدا بقرار فصله، فقد كان ينوى تقديم استقالته حتى لا يتسبب فى إحراج للجماعة على خلفية قراره بالترشح للرئاسة، ويعتبره «حقق ما كنت أسعى إليه ولكنى لم أتخذه حتى لا أتسبب فى إيذاء مشاعر قواعد الجماعة».

نظام الحكم المحتمل كما يراه أبوالفتوح الذى يستند إلى الإعلان الدستورى فى هذا «رئاسى حتى هذه اللحظة»، وبالتالى فهو يخوض معركة الرئاسة فى نظام رئاسى، «ولو أصبح النظام برلمانيا لن أستمر فى هذا، وأقصد هنا أنى لن أستمر فى المشروع الرئاسى، لكنى لن أجلس فى بيتى».

هذا على المستوى العملى. لكن نظريا، فأبوالفتوح يرى أن «النظام المختلط أفضل لمصر فى ظل عدم استقرار القوى السياسية وغياب أحزاب قوية، وبالتالى إذا كان النظام رئاسيا فقط فنحن وقتها سنكون عرضة لمجىء فرعون جديد سواء كان إسلاميا أو يساريا، وإذا قلت نظاما برلمانيا فى هذه اللحظة الحالية فأنت عرضة لاستبداد الأغلبية، وبالتالى النظام المختلط ميزته أنه يؤدى إلى توزيع السلطة التنفيذية، ولو وزعت على مؤسسة الرئاسة والحكومة الممثلة للأغلبية البرلمانية يقلل من الاستبداد إلى أن تستقر الأوضاع فى مصر وتصبح هناك قوى وأحزاب حقيقية، وفى هذه الحالة لو أسست نظاما برلمانيا وقتها تكون عجلة السلطة دارت وهناك قوى تستطيع أن تتداول السلطة، ويقل الخوف من سيطرة الأغلبية، وبالتالى أنا ممن يميلون إلى النظام المختلط.
والى نص الحوار:

●ألن تنضم لحزب أو تؤسس حزبا فى الفترة المقبلة؟
ــ منذ أعلنت ترشحى، وقرارى أن أخوض المعركة مستقلا، وأنا أعلم أن الحالة المصرية تحب أن يكون رمزها مستقلا، لكن طاقم حملتى الانتخابية يضم أقباطا ومسلمين وإخوانا وليبراليين، وسواء نجحت فى الانتخابات أم غير ذلك، سيكون هؤلاء الشباب نواة لتجمع يمثل تحالف التيار الوطنى، وساعتها سنحدد شكله سواء فى صورة تحالف أم حزب. ولكن أؤكد أن مشروعنا لن ينتهى بالانتخابات الرئاسية. ونهدف إلى تقوية التيار الوطنى الذى يمثل جميع المواطنين.

●`فى البرامج الانتخابية، الكل يتكلم عن عناوين عريضة دون أن يطرح حلولا عملية، وهنا نريد أن تخبرنا إلى أين وصل برنامجك؟
ــ البرنامج سوف ينتهى فى وقت قريب، وربما يصدر خلال أسبوع أو اثنين على الأكثر، ما تسبب فى تعطيله هو استطلاع آراء مختلفة يهمها مصلحة البلد، وأنا أتصور أن مصر ــ مثلما كان يقول المستشار طارق البشرى ــ ليست أزمتها أزمة برامج ولا أفكار، بل أزمتها الحقيقية هى إرادة سياسية لتنفيذ هذه الأفكار.

وأنا مثلا بحكم تخصصى فى الصحة عندما أعود إلى ما وضعته المجالس القومية المتخصصة فى حل مشاكل الرعاية الصحية والطب والتعليم أجدها فى منتهى الرقى، ولا ينقصها إلا إرادة سياسية لتنفيذ هذه الأفكار، لأن هذه المجالس جمعت نخبة من خيرة علماء مصر سواء على المستوى الأكاديمى أو التطبيقى، بحثوا على مدار سنوات لا يشغلهم شىء إلا البحث ومصلحة مصر ولكن هذه الملفات وضعت فى الأدراج لغياب الإرادة السياسية لتحويل هذه الأفكار إلى واقع. هذا ما تحتاجه مصر فى المرحلة المقبلة، كما أن مشاكلنا ليست معضلات، بل من السهل حلها إذا توافرت الإرادة السياسية التى لن يمثلها فى هذه المرحلة رئيس الدولة بمفرده، ولكن نظاما سياسيا متكاملا. ومعنى دولة العدالة التى أعنيها هى الدولة التى تقوم على القانون فى ظل استقلال حقيقى للقضاء لا يتم فيه الاعتداء على القضاء المدنى بالمحاكم العسكرية للمدنيين.

●أهم ملامح ورؤية برنامجك عن التعليم والصحة؟ وما يهم المواطن العادى وهمومه الحقيقية؟
ــ أنا أتصور أن الديمقراطية ودولة القانون هما الساقان اللتان لا يمكن تحقيق تعليم وبحث علمى ورعاية صحية سلمية ومستوى دخل سليم إلا بهما، فلا تنمية إلا فى ظل حريات وقضاء مستقل، وفى ظل غياب هذه القيم ضع ما شئت من برامج للتنمية وللإصلاح الاقتصادى، لن تتحقق.

رؤيتى أن الإصلاح السياسى هو القاطرة التى تؤدى إلى الإصلاحين الاقتصادى والاجتماعى وغير ذلك، لأن الناس لن تأكل «ساندوتشات حرية وديمقراطية» وهنا لا أقلل من أهمية الحرية ولكنها مهمة كوسيلة للوصول إلى الكفاية الاجتماعية وزيادة الاستثمار فى مصر، خاصة فى ظل فساد وانعدام قضاء عادل وإجراءات قانونية للمستثمر تحافظ على أمواله، فمن الصعب أن يأتى مستثمر ليجد نصف الأموال التى حددها للاستثمار فى مشروع معين تضيع بسبب الفساد والنصف الآخر فى انحراف بيروقراطى، ونحن سنظل نتخبط حتى يستقر النظام السياسى.

الحرية والديمقراطية موضوعان أساسيان، وهما الوسيلة للوصول إلى الحاجات الملحة للمصريين من تعليم وصحة وغذاء، ونحن لن نحقق هذه الكفاية دون تحقق هاتين الدعامتين، ولذلك أنا ممن يؤيدون فكرة الانتهاء من وضع النظام السياسى فى أسرع وقت، لأن استمرار اللادولة يهدد أمننا القومى.

●وما تصورك لشكل الحرية وتفصيلاتها؟
ــ لا يصح الحديث عن قضية الحريات فى المطلق، بل لابد من ترجمتها إلى آليات وضمانات دستورية أو قانونية أو لائحية لتحقيقها، وأنا لا تصور أن تغيب حرية الاعتقاد عن مصر ونقول إننا بلد حرية، فلابد من إطلاق حرية الاعتقاد دون قيود سواء تحول مسلم إلى المسيحية، أو العكس، وحين أقول هذا أنا لا أبحث عن رضا أحد من أجل الأصوات الانتخابية، بل ابحث عن مصلحة البلد، ولا أتصور أن الإسلام يصادر على الإنسان فى اختيار عقيدته، فأن يقول الله «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، ثم يأتى بعد ذلك من يقول إن أى مسلم يترك عقيدته يطبق عليه حد الردة، فهذا خلل، فأنا لا أتكلم عن شاب مسلم أحب مسيحية فـ«عمل نفسه مسيحى»، بل أتكلم عما هو أكبر، عن أحد هداه عقله لترك الإسلام وذهب للمسيحية، فكيف تفرض عليه عقيدة، وتجعل منه منافقا، لأنه لن يكون مسلما باقتناع، بل لأنه يخاف من قطع رقبته إذا ترك الإسلام. وهل يتصور أحد أن الله يريد مجتمعا من المنافقين؟.

كذلك يجب التأكيد على حرية التعبير والإبداع، لأنه لا وجود لمجتمع مبدع فى ظل غياب الحريات، وكيف تطلب من إنسان تحت السياط أن يبدع، فالمجتمع هو الذى يقيم نفسه، وهناك آداب عامة للمجتمع لا يجب ترجمتها إلى سياط على رقاب الناس، فمن يريد مواجهة المجتمع بآراء تغضب منه الناس وتهيج المجتمع عليه دعه يفعل ذلك. بل على العكس أنا اعتبر من يواجه المجتمع بآراء تغضبه بطلا، فأحيانا بعض الحماقات كانت تعلى رصيد هؤلاء الناس، كأن يصدر أحد رواية، فيخرج أحمق ويتسبب فى مشكلة بسببها، فيتحول صاحب الرواية إلى بطل، والرواية التى لم تكن تباع يتهافت عليها الناشرون. دع المجتمع هو الذى يسقط المخالف.

●ذكرت حرية العقيدة والتعبير، هل هناك أنواع أخرى من الحريات ترى أنه يجب التأكيد عليها؟
ــ كل أنواع الحريات، ففى ظل الوضع الذى نعيشه يجب أن يستقر فى وجداننا جميعا أن المواطنة هى أساس الحقوق والواجبات ولا نقبل بأى تمييز بين المواطنين على أساس الدين أو العرق أو اللون أو الجنس، وعندما أفتى الأزهر للإخوان بأنه لا يجوز ترشح المرأة والقبطى لرئاسة الجمهورية، كنت أحد المسئولين داخل الإخوان فى ذلك الوقت، ورغم هذا تصديت لهذه الفتوى وقلت إنها تخالف مفاهيم الإسلام، ولعلها كانت تصلح منذ 7 قرون، فكيف تريد أن تلزمنى الآن بآراء الفقهاء القديمة، مع احترامنا وتقديرنا لها.

وأعتقد أنه من الممكن أن تكون الأزمة التى نعيشها الآن وتعيشها الحركات الإسلامية ترجع إلى عدم وجود اجتهاد، فالشيعة اجتهدوا فى نظامهم السياسى أما السنة فقد توقفوا، للدرجة التى جعلت انه عندما تسأل عالما أزهريا يفتح كتب الفقه القديمة منذ 7 قرون ويقول مثلا إن هناك إجماعا على عدم ترشح القبطى والمرأة لمنصب الرئاسة، وعندما تسأل هل كان هناك منصب رئيس جمهورية بهذا الشكل من 7 قرون فيقول لك إنها الإمامة العظمى، فهل هناك شىء الآن اسمه الإمامة العظمى؟، وهل كان عندهم قديما شىء اسمه دولة حديثة موزعة فيها السلطات؟ كما أن الرئيس فى العصر الحديث لا يعتبر ولى أمر ولكن نظام الحكم للدولة هو ولى الأمر، فولى الأمر فى الدول الحديثة هو مؤسسة الحكم المتمثلة فى السلطة القضائية والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، فكيف نأتى بالفتوى القديمة ونطبقها الآن؟ فنحن هكذا نقدس غير المقدس.

●وماذا تعنى مدنية الدولة بالنسبة لأبوالفتوح؟
ــ مدنية الدولة هو مصطلح ليس له معنى، فالذى يقول مدنية الدولة هو شخص خائف يقول علمانية جزئية، مثلما كان الدكتور عبدالوهاب المسيرى يفعل، لأن معنى كلمة علمانية فى المجتمع المصرى معناها كفر، ولكن نقول مدنية، ونعنى غير العسكرية، ولفظ مدنية نحته بعض الإسلاميين، وأنا شاركت فى نحته للأمانة وكنا نعرف أن ذلك بديلا عن كلمة العلمانية الجزئية.

●أنت والدكتور العوا أكثر المرشحين تقاربا وتشابها.. ما صحة ما تردد عن انك كنت احد الرموز التى حاولت إقناعه قبل الاستفتاء بخوض انتخابات الرئاسة؟
ــ ليس صحيحا أننى كنت من الرموز التى جلست مع العوا لإقناعه وهذا ليس معناه إنى ضد ترشحه ولكنى لم أسع لإقناعه.. ولقائى به كان متكررا ولكن تناقشنا فى الموضوع، وهو كان مترددا وقلت أنا سأعلن.

●لماذا لا تتفق مع العوا، وتكتفيان بترشح أحدكما؟
ــ فى رأيى أن الدكتور العوا قيمة ومرجعية فكرية كبيرة، والدولة تحتاج مثله، والأهم أنه بعد مرض الشيخ يوسف القرضاوى الذى نطلب له الشفاء والعافية، أصبح ملحا جدا أن يظل العوا يؤدى نفس الدور مثل المستشار طارق البشرى. ولا أقصد بهذا أن يترك سباق الرئاسة، ومن يعرفنى يعلم جيدا أن هذا ليس أسلوبى.

●وما أهمية دور العوا فى هذا السباق؟
ــ فى مرحلة الحريات وفى ظل انفتاح وإقبال تيار ــ دون تسميته ــ به قدر من التشدد، يحتاج إلى من يرشده أو يساعده على ترشيد نفسه، فإذا كان هذا الشخص فى موقع المنافسة فلن يستطيع أن يقوم بهذا الدور.

هذا الدور بالطبع قد يقوم به الأزهر، ولكن سيستغرق وقتا، لأن الأزهر، تم إضعافه، لكن قد يقوم به مستقلون مثل العوا وغيره، وقد يقوم به الإخوان المسلمون، عندما تبتعد عن المنافسة السياسية، لأننا، وبعد 30 عاما من الجمود السياسى، جاء هذا التيار والذى أرفض تسميته بالسلفيين، ويحمل قدرا كبيرا من التشدد، ووصل الأمر إلى أن الإخوان المسلمين أصبح بهم قدر من التشدد، وهو ما يحتاج إلى ترشيد وتقويم وإصلاح، وهذا لن يقوم به مثلى، الذى له نشاط سياسى طوال الوقت.

●وكيف يمكننى كناخب أن افصل بين الدعوى والسياسى بالشكل الذى يمكننى من أن أقول إن المرشح الفلانى له خلفية إسلامية؟
ــ المثقف يستطيع أن يفعل ذلك ولكن الناخب العادى لن يستطيع.

أنا ذهبت لمحاضرة فى قاعة مسجد الحصرى، وتجمع بعض الشباب من الإخوان رافعين لافتات ومعترضين على ترشحى للرئاسة، وكانوا ينتظرون خروجى لأراها، لكن خرج لهم أحد الناس، وقال لهم إن ذلك لا يصح، فقلت أنا: كيف تمنعوهم من أن يعبروا عن رأيهم طالما بشكل حضارى؟، وكان كل ما يهمنى فى الأمر ألا يكونوا مدفوعين من أحد.

مسألة الفصل فى الحديث أو فى الرؤى من الناحية العملية صعبة، وما أخشاه هو استغلال للمشاعر والعواطف الدينية للمسلمين وللأقباط، وهذا ما حدث فى وقائع الفتنة الطائفية، وأن يستغل هذا لتحقيق قيمة للمرشح ليس هو أهل لها، ودون أن يقدم كلاما عمليا يعبر عن مرجعيته الإسلامية.

وفى النهاية يجب أن نؤكد أن الدعوة لها مكانها، والعمل الحزبى له مكانه، وهذا ما قلته منذ 4 سنوات، وتسبب فى غضب بعض الإخوان حيث طالبت بفصل الحزبى عن الدعوى وليس الدعوى عن السياسى.

ونحن فى ظل الدولة الحديثة، فى حاجة إلى أن يجلس علماء، لأن الفقهاء انفردوا بالدولة طويلا، ففى ظل المستحدثات نحن فى حاجة إلى أن يجلس علماء الفقه مع علماء السياسة والاقتصاد والاجتماع حتى يتفاهموا سويا.

وهنا يحضرنى موقف أن الإخوان عندما أرادوا فى عام 1994 أن يصدروا وثيقة حول حق المرأة فى العملين السياسى والحزبى، كان من فضائل مرشد الإخوان وقتها مأمون الهضيبى أنه قال لا يصح أن نتكلم نحن فقط وطلب حضور علماء الشريعة فجاء علماء من الأزهر وعرضنا عليهم الأمر، فقالوا إن علماء الدين السعوديين يرون منع المرأة عن العمل السياسى، وعلى هذا اعتبروه حراما، فحاولنا الحوار معهم، فقالوا «عاوزين الست تدخل مجلس الشعب وتقعد مع راجل من هنا وراجل من هنا»، وظللنا نناقشهم بالشريعة وبالقانون حتى قالوا «تنفع».

نحن نحتاج فى الفكر الإسلامى أن يأتى علماء الشريعة مع علماء السياسة والاقتصاد، فهل تفرض العبادات فى الإسلام بقوة الدولة، وهل لو قمت بالعبادة بقوة القانون فهل تعتبر عبادة؟ وهل من يؤدى الصلاة خوفا من الجلد تكون صلاته مقبولة؟ هذا يحتاج لدراسة من العلماء.



------------------






محمد حبيب: يجب على الاخوان المسلمين تطوير افكارهم وارائهم
الفجر
7/20/2011 2:37 AM







قال الدكتور محمد حبيب النائب الاول السابق لمرشد جماعة الاخوان المسلمين وأحد وكيلى مؤسسى حزب النهضة، انه يجب على قيادات واعضاء جماعة الاخوان المسلمين تطوير افكارهم وارائهم.
واشار حبيب الى ان محاولات اقصائه من الجماعة كانت بسبب آرائه التى نادى بها لتطوير وتحديث الجماعة، قائلا ان ذلك كان يتسبب فى حدوث صراعات وخلافات كبيرة بينه وبين الكثيرين من اعضاء الجماعة.
وقال حبيب - خلال لقاءه ببرنامج ناس بوك على قناة روتانا مصرية مساء الثلاثاء - انه لايستطيع ان يجحد او ينكر فضل الجماعة فى تكوين شخصيته وفكره ووجدانه حيث تتلمذ على يد اساتذة الجماعة الكبار امثال الشيخين الهضيبى والتلمسانى.
وألمح انه رفض تقديم البيعة للمرشد محمد بديع بسبب وجود تجاوزات كبيرة كانت تحدث داخل الجماعة رافضا الدخول فى تفاصيل هذه التجاوزات، وأصر آنذاك على تشكيل لجنة تقصى حقائق للتحقيق فى هذه التجاوزات مشترطا ان تكون هذه اللجنة غير تابعة لمجلس شورى الجماعة لضمان حيادتها ولكن للاسف شكلت لجنة ليس لها صلاحيات التحقيق ولم تقم بدورها كما ينبغى فقام بتقديم استقالته من الجماعة فى ديسمبر 2009 وذلك بعد ثلاثة واربعين عاما كان فيها عضوا بجماعة الاخوان المسلمين.
ونوه حبيب أن ثقافة "السمع والطاعة" يجب ان تتغير وهذا ما يمارسه كثيرا من شباب الاخوان حاليا فهذه الثقافة كانت تتسق فى زمن الامام حسن البنا ايام الدولة البوليسية عندما كان البنا ينظم مجموعات جهادية مسلحة شاركت فى حرب 48.
واكد الدكتور حبيب انه كان يتوقع سقوط النظام السابق مستشهدا يقول شيخ الاسلام الامام بن تيمية عندما قال "الدولة العادلة تبقى وان كانت كافرة والدولة الظالمة تفنى وان كانت مسلمة"، وهذا معناه ان الله تعالى يريد اقامة العدل بين الناس ولايريد اسلاما شكليا.
وقال ان التيار الاسلامى بأكمله لن يحصل على نسبة اكثر من 30 إلي 35% من مقاعد البرلمان القادم موضحا ان انخراط التيارات الاسلامية فى العمل السياسى ليس بسبب الصراع على السلطة ولكن للعمل الخدمى والنهضوى والتنموى وهذا من مبادىء حزب النهضة.
وأوضح حبيب ان حزب الحرية والعدالة تعبيرا عن اراء وفكر جماعة الاخوان المسلمين فهما "وجهان لعملة واحدة" على حد قوله.
وردا على سؤال حول وجهة نظره فيما يحدث من محاكمات للرئيس المخلوع ورجال نظامه البائد؟ أجاب حبيب بأنه يرفع صوته عاليا مطالبا باعدام مبارك ورجاله بسبب الجرائم التى ارتكبوها طيلة الثلاثين عاما الماضية مشددا على ضرورة محاكمة مبارك بقانون ثورى وليس بالقانون الحالى المملؤ بالثغرات الذى لو حوكم به فمن الوارد جدا أن يحصل على براءة.

Post: #8
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-20-2011, 05:29 AM
Parent: #7

الثلاثاء - 19 يوليو - 2011 7:58:44 مساء

ائتلاف القوي الاسلامية ينظم مليونية 29 يوليو للحفاظ علي مكتسبات الثورة



الأسبوع أونلاين

أعلن ائتلاف القوي الاسلامية الثلاثاء تنظيم مليونية يوم "الجمعة" الموافق 29 يوليو 2011 بميدان التحرير بوسط القاهرة للدفاع عما وصفوه بـ"الشرعية والهوية"، ومكتسبات "الثورة المصرية"، فيما أعلنت جمعية الدعوة السلفية تأجيل دعوتها لمظاهرة مليونية يوم الجمعة المقبل.
ودعت "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" مختلف القوي والتيارات الإسلامية للتباحث حول الظروف التي تمر بها الأمة هذه الأيام والتحديات التي تواجه الشعب المصري، وبعد جلسة مطولة; انتهت هذه الجهات والهيئات لتوجيه بيان رفضت فيه مجددا وضع "وثيقة مبادئ حاكمة" و"فوق دستورية"، وذلك لما تتضمنه من فرض إرادة ووصاية علي إرادة الشعب المصري.

واستنكر البيان الذي وقعته"الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"، و"الدعوة السلفية"، و"الإخوان المسلمون"، و"الجماعة الإسلامية"، و جبهة الإرادة الشعبية" ما أعلن عنه من حركة المحافظين والتشكيل الوزاري القادم، والذي ضمنت خلاله الحكومة لليبراليين واليساريين وفلول "الحزب الوطني"مقاعد في الحكم بينما تم استبعاد غيرهم من فئات الشعب المصري.
وطالب بيان ائتلاف القوي الاسلامية الثلاثاء بإنجاز مطالب الجماهير من المحاكمات العادلة، وسرعة إنهاء التحقيقات مع قتلة الثوار ورموز الفساد في النظام البائد، داعيا "الدولة" و"المجلس العسكري الحاكم" إلي تعديل ما وصفه ب"الأوضاع المعكوسة"، وتقدير الاتجاهات الإسلامية والوطنية كافة بما يتناسب مع حجمها ودورها في الشارع المصري.

واعتبر الموقعون علي هذا البيان عدم الإستجابة لمطالبهم العادلة سببا كافيا في دعوة جموع المصريين إلي "مليونية حقيقية" ومفتوحة يوم "الجمعة" الموافق 29 يوليو 2011 بميدان التحرير بوسط القاهرة للدفاع عن الشرعية والهوية، ومكتسبات "الثورة المصرية".

علي صعيد متصل ، قال بيان لجمعية الدعوة السلفية بالاسكندرية اليوم إن "الشعب المصري" بجميع طوائفه ينتظر أن يتم تطهير الحياة السياسية والجهاز الإداري والأمني للدولة من جميع الذين أفسدوا حياة "الشعب المصري" وتلاعبوا بمصيره، وان"الدعوة السلفية" تضم صوتها إلي كل غيور يطالب بهذه المطالب المشروعة.
وأضاف البيان أن البعض يستثمر هذه المطالب المشروعة; ليضم إليها مطالب تمثل التفافا علي "إرادة الشعب المصري" مثل المطالبة بـ"وضع دستور" من خلال "هيئة تأسيسية" معينة، أو وضع أهم جزء من "الدستور" بنفس الطريقة تحت عنوان "المبادئ الحاكمة للدستور" فضلا عن التصرفات التي لا تمت لأخلاق "الثورة المصرية" السلمية بصلة.

وأوضح ان من بين تلك التصرفات التي وصفها بأنها تهدد حياة "الشعب المصري" مثل قطع الملاحة في "قناة السويس" أو إغلاق "مجمع التحرير" فإن هذا أمر لا تقبله غالبية "الشعب المصري" الذي حافظ علي المصالح العليا للبلاد في أوج اعتراضهم الغاضب علي النظام البائد، مما جعل ثورتهم مضرب الأمثال في الثورات السلمية النظيفة.

ومن هذا المنطلق، وفقا للبيان، دعت "الدعوة السلفية"- التي تمثل عموم التيار السلفي في مصر- إلي فعاليات تعبر فيها جموع "الشعب المصري" عن حرصها علي الدفاع عن إرادتها يوم الجمعة القادمة،ولكن بعد التنسيق مع كافة التيارات الإسلامية والوطنية المتوافقة مع نفس المطالب، فقد تم الاتفاق علي الاشتراك في فعاليات مشتركة يوم "الجمعة" بعد القادمة 29 يوليو 2011، علي أن تقوم "الدعوة السلفية" بتأجيل وقفتها التي دعت إليها من قبل.

-----------------

مدنية‏..‏ مدنية‏..‏ مدنية‏!‏
بقلم: أحمد عبد المعطي حجازي


أود في هذه المقالة الأخيرة التي أكتبها عن وثيقة الأزهر أن أجيب علي أكثر من سؤال طرحته علينا الوثيقة أو طرحناه عليها‏,‏ والسؤال الأول يتعلق بطبيعة الدولة التي نريد أن نبنيها‏.‏

لقد حدد الثوار المصريون طبيعة هذه الدولة في شعاراتهم فقالوا مدنية.. مدنية وقد فهم المصريون من هذا الشعار أن الدولة القادمة لن تكون عسكرية, أي لن تكون استمرارا للدولة التي قامت بعد انقلاب يوليو, ومازالت قائمة حتي الان, وإن سقط اخر رئيس لها بقيام الثورة.
كما فهموا من هذا الشعار انها لن تكون دولة دينية, وإنما ستكون دولة مدنية تحتكم لمبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان كما حددتها وأقرتها المواثيق الدولية, فهي دولة وطنية لأنها تمثل جماعة وطنية ربطت بين أفرادها المصالح والغايات المشتركة, وهي دولة ديمقراطية لأن الأمة فيها هي مصدر السلطات, وهي المرجع الوحيد في التشريع والتنفيذ.
غير أن وثيقة الأزهر تتحدث عن الدولة القادمة فتصفها بأنها الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة وتتجنب الصفة الأولي التي نادي بها الثوار في شعاراتهم وتبنتها جماهير المصريين وهي المدنية. وقد فسر ذلك بعض المعلقين فقالوا إن الذين أصدروا الوثيقة تخوفوا من أن تفهم المدنية باعتبارها نقيضا للدينية, فهل تتناقض الدولة المدنية مع الدولة الدينية؟

طبعا! الدولة المدنية لابد أن تتناقض مع الدولة الدينية, لأنها دولة الشعب بكافة دياناته ومذاهبه وطبقاته ومصالحه, وليست دولة دين بالذات أو طبقة أو فئة. لكن الدولة المدنية لا يمكن ان تتناقض مع الدين الذي ينظم علاقة المؤمن بربه, بينما تنظم الدولة علاقة المواطن بالمواطن وتضمن للجميع حرية الاعتقاد.


والحقيقة أن أوصاف الدولة كما جاءت في وثيقة الأزهر كافية في تحديد الطبيعة المدنية للدولة دون ذكر لكلمة المدنية التي ترد في نصوص الفكر السياسي الأوروبي بصيغ مختلفة, الفلاسفة اليونانيون القدماء يتحدثون عن دولة المدينة والمعاصرون يتحدثون عن المجتمع المدني والفيلسوف الفرنسي ارنست رينان يتحدث عن الأمة المدنية, والمعني الجوهري في هذه التعبيرات كلها هو أن السلطة مصدرها الأمة أو الجماعة الوطنية, أو المجتمع, وهكذا كنا نستطيع أن نكتفي بما ذكرته الوثيقة عن الدولة التي نريد أن نبنيها ونعتبره ضمانا لمدنيتها, لولا أن الذين أسقطوا كلمة المدنية في وثيقة الأزهر أثبتوا عكسها, فاشترطوا ان يكون الاسلام هو مرجعية الدولة, وأن تكون الشريعة الاسلامية مصدر القوانين, وهو شرط يقيد السلطة التشريعية, ويعطل حق المصريين في أن يضعوا قوانينهم بأنفسهم, ويعدلوها ويغيروها كلما دعتهم الي ذلك حاجاتهم التي تتغير وتتطور علي الدوام, أي أنه يتعارض مع وطنية الدولة وديمقراطيتها, ويحولها الي دولة دينية, ومن هنا أصبح محتما ان نتمسك بالشعار الذي رفعه الثورار مدنية.. مدنية.. مدنية!


لكن الذين صاغوا وثيقة الأزهر يقولون ان المرجعية الاسلامية لا تتعارض مع مدنية الدولة ولا تحولها الي دولة دينية, لأن الدولة الدينية في اعتقادهم هي التي يحكمها رجال الدين, وبما أن الاسلام لا يعرف رجال الدين ولا يعرف السطة الدينية أو الكهنوتية التي عرفتها الديانات الأخري, فالدولة الاسلامية التي تستمد قوانينها من الشريعة الاسلامية دولة مدنية!
ولقد تعرضت من قبل للفقرة الأولي من هذا الكلام وفندت ما جاء فيها, لأن الدولة الدينية هي التي تحتكم للقوانين الدينية وتصادر حق مواطنيها في التشريع لانفسهم سواء حكمها رجال الدين أو حكمها غيرهم, الاباطرة, والملوك, والنبلاء والفرسان الذين حكموا الدول المسيحية في أوروبا, لم يكونوا رجال دين, بل كانوا في كثير من الأحيان يناوئون رجال الدين الذين كانوا يمثلون السلطة الروحية ويتجاوزونها الي السلطة السياسية, كما كا رجال الدولة يتجاوزون سلطتهم ويجمعون بين الرئاسة السياسية والرئاسة الدينية كما فعل ملوك انجلترا الذين انفصلوا عن كنيسة روما في القرن السادس عشر وجمعوا بين العرش والرئاسة العليا للكنيسة الانجليزية, والحكام السعوديون ليسوا رجال دين, لكن السعودية دولة دينية, وهي من هذه الناحية شبيهة بدولة الفاتيكان التي يحكمها البابا.


فإذا انتقلنا الي الفقرة الأخري من كلام الذين صاغوا الوثيقة, وهي قولهم ان الاسلام لم يعرف السلطة الدينية ولهذا لم يعرف الدولة الدينية, وجدنا انفسنا أمام مسألتين, الأولي تتعلق بعدم وجود سلطة دينية في الاسلام, والأخري تتعلق بعدم وجود دولة دينية فيه.
ولا شك في أن الاسلام لم يعرف السلطة الدينية علي النحو الذي نجده في اليهودية والمسيحية, لكن عدم وجود هذه السلطة لم يكن رفضا لها أو استغناء عنها, وإنما كان نتيجة طبيعية لظهور الاسلام في بيئة لم تعرف قبل الاسلام أي نوع من أنواع السلطة, لا الدينية ولا السياسية, فلكي تظهر السلطة لابد من جماعة مستقرة تحتاج لحراس وحكام يضمنون لها حياتها وأمنها, ويديرون شئونها, ويضعون لذلك السياسات, ويسنون القوانين وينفذونها.


اليهود لم يعرفوا السلطة الدينية الا بعد أن خرجوا من التيه واستقروا في فلسطين, وخالطوا المصريين, والبابليين, والفينيقيين, وأخذوا عنهم تنظيم الحياة الدينية.
ومن الطبيعي أن تكون للمسيحية سلطة دينية تعادل سلطة القيصر الزمنية, واذا كان القياصرة الرومان أباطرة علي الأرض فرؤساء الكنائس أباطرة روحيون يجلسون علي العرش ويضعون التاج.
والأمر لم يكن كذلك بالنسبة للإسلام, فقد ظهر الدين الحنيف في الجزيرة العربية التي لم تكن طبيعتها تسمح لأهلها بالاستقرار, لأن الاستقرار يحتاج الي شروط وموارد لم تكن متوافرة في مكان بالذات, بل كانت تتوافر اليوم هنا, وغدا هناك, فلابد من الارتحال الدائم خلف الماء والعشب.


ومن هنا غلبت البداوة علي العرب, فلم يعرف الاستقرار منهم إلا جماعات قليلة سكنت الحواضر القليلة التي ظهرت في الحجاز, ومنها مكة التي كانت محطة في طريق القوافل التجارية المتنقلة بين فلسطين واليمن, بالاضافة الي المدينة والطائف الواقعتين في مناطق صالحة للزراعة, ومع هذا فلم تعرف هذه المدن الثلاث من السلطة الا اشكالها الأولي, حتي ظهر الاسلام وساعد علي توحيد القبائل في جماعة دينية وأقام دولة لم تلبث عاصمتها ان انتقلت الي خارج الجزيرة مع الفاتحين العرب الذين وجدوا انفسهم في بيئات جديدة ومجتمعات مستقرة امتزجت فيها العقيدة الوافدة بالعقائد التي كانت موجودة من قبل, فنشأت من ذلك مذاهب مختلفة, وظهرت فرق متعددة كان لكل منها موقعه الخاص من السلطة المدنية والسلطة السياسية معا.


لقد ظل الاسلام الني علي موقفه الأول من السلطة الدينية, وحسنا فعل, فهو لا يعترف برجل دين يقوم وسيطا بين المؤمن وربه, وإنما يحتاج المسلمون فقط الي العالم الفقيه الذي يفتي ويفسر دون أن يتوسط.
لكن علماء الدين تحولوا في الإسلام الشيعي الي نواب عن الإمام الغائب المعصوم وأصبحوا سلطة تجتهد في الدين, وتقوم بتسيير حياة الناس, وتشارك في الحياة السياسية كما فعل الخوميني وخلفاؤه الذين أقاموا دولة دينية في ايران جمعوا فيها بين السلطتين الدينية والدنيوية علي نحو ما كان يحدث في العصور الوسطي.
أما الخوارج وكان معظمهم في العصور الاسلامية الأولي من البدو الرحل, فقد عبروا عن عدم احتياجهم لأي سلطة, لأن الحكم لله, والحلال بين والحرام بين, وقد تغير موقف الخوارج من السلطة بعد ان عرفوا الاستقرار وانشأوا لانفسهم دولا في المشرق والمغرب.


أريد أن أقول ان عدم وجود سلطة دينية في الاسلام لم يكن اختيارا, وإنما كان استجابة لظروف تغيرت, فظهرت السلطة الدينية في المجتمعات الإسلامية بصور مختلفة بعضها صريح مستقل كما لدي الشيعة, وبعضها ضمني مرتبط بالسلطة السياسية كما لدي أهل السنة.
فهل صحيح أن الإسلام لم يعرف الدولة الدينية؟
ليس أمامنا إلا أن ننظر في الدولة التي أقامها الأمويون والعباسيون والعثمانيون لنعرف الجواب, والجواب هو بكل تأكيد أن هذه الدول كلها كانت دولا دينية!



Post: #9
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-21-2011, 04:51 AM
Parent: #8



المرشح الرئاسى عبدالمنعم أبوالفتوح فى ندوة «الشروق»: (2 ــ 2)

إذا فزتُ بالرئاسة سأختار حمدين صباحى نائبًا

الاربعاء 20 يوليو 2011 9 -




فى الجزء الأول من حواره مع «الشروق» أكد المرشح الرئاسى المحتمل عبدالمنعم أبوالفتوح أن أزمة مصر ليس فى البرامج بل تكمن فى الإرادة السياسية، التى ستنفذ تلك البرامج، مشيرا إلى أن الحرية وسيلة مهمة للوصول إلى الكفاية الاجتماعية وزيادة الاستثمار، «لا تنمية إلا فى ظل حريات وقضاء مستقل، والإصلاح السياسى هو القاطرة التى تؤدى إلى الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى».

وقال أبوالفتوح إن حملته الانتخابية تضم أقباطا ومسلمين إخوانا وليبراليين، مشيرا إلى أنه سيعلن عن برنامجه الانتخابى خلال أسبوع أو اثنين.

وفى الجزء الثانى من الحوار اقترح أبوالفتوح أن يكون وزيرا الداخلية والدفاع مدنيين، كما يحدث فى معظم الدول المتقدمة، ويرى أن عقيدة الشرطة المصرية يجب أن يعاد تأسيسها لحماية الوطن لا الحاكم.

وعن مشاعر أبوالفتوح الذى أطلق عليه البعض «البناء الثانى» لجماعة الإخوان المسلمين، بعد علمه بقرار فصله من الجماعة، التى شارك فى إعادة تأسيسها وإعادتها إلى الحياة فى سبعينيات القرن الماضى، قال: «كنت فى قمة السعادة».


• ماذا عن توصيف المرشحين على نسق إسلامى وليبرالى ويسارى، وغير ذلك؟


ــ أنا أرى أن مصر ستتمحور حول محاور ثلاثة: يسارى ومحافظ وليبرالى، ولم أذكر محورا إسلاميا لأن الحضارة الإسلامية هى عنوان كل المصريين المسلمين والمسيحيين، فلماذا نريد أن يأخذ من يقول على نفسه إنه إسلامى حق الدعوة باسم الإسلام؟، وأعتقد أنه من الأخطاء، التى ارتكبتها النخبة أنها سمحت لبعض الجماعات أن تنفرد بالإسلام، بحيث لا يتكلم فى الإسلام إلا أحمد الطيب أو محمد بديع.

• وأين أنت فى المحاور الثلاثة؟
ــ أنا محافظ ليبرالى أميل إلى اليسار قليلا.

• مصر فيها 9 ملايين عاطل ومعظم المرشحين يتكلمون عن الحريات والعدالة فقط، ولا أحد يتكلم عن إعادة هيكلة البلد والشرطة ومسألة البطالة؟
ــ من الطبيعى أنك لن تجد من المرشحين من يتكلم عن كل شىء، ولكن هناك قضايا ملحة، كقضية الأمن، وأعتقد أن الشرطة تحتاج إلى تغيير عقيدتها، حيث كان يتم تدريس الطلاب فى الكليات «لما تسمع مواطن بيزعق هاتوا واضربوا وبس»، وهذا كله دون أن يسمع لماذا هو غاضب، وهل يشكو من الجوع أو من الظلم أو لا يجد فرصة عمل. نحن أصبحنا فى حاجة لمنهج شرطى جديد، فضابط الشرطة قد لا يكون مخطئا، لكنه تربى على ذلك، وعلى هذا فعقيدة الشرطة يجب أن يُعاد تأسيسها على حماية الوطن وليس الحاكم، وحماية الحاكم جزء من الوطن.

• هل تؤيد أن يكون وزير الداخلية مدنيا؟
ــ وزير الداخلية يجب أن يكون مدنيا، ووزير الدفاع يجب أن يكون مدنيا. لأننا فى حاجة إلى تغيير المفهوم بالكامل، فمثلا حالة الانفلات وغياب الشرطة سببها أنه كان مطلوبا من الضباط أن يعملوا فى ظل قواعد جديدة تقوم على احترام الناس، بينما الواحد منهم لم يتعلم ذلك فى الكلية، ولا يتخيل أن يدخل مواطن قسم الشرطة إلا وهو مطأطئ رأسه، وعندما ضغطت عليه قياداته ليتعامل مع الواقع الجديد قال: «خلاص مش شغال»، فهؤلاء الضباط فى حاجة إلى تربية جديدة.

• قلت إن هناك حالة انفلات والشرطة غائبة، كيف تجرى الانتخابات فى هذا الوضع، وأنت مع فكرة الانتخابات أولا؟
ــ أنا مع احترام نتيجة الاستفتاء، لأن المواد التى تم تعديلها أخذت موافقة شعبية ويجب أن تُحتَرم، وهنا لا أتكلم عن دستور 71 ولا عن إعلان دستورى، ولكن المواد التى استفتينا عليها وضعت خارطة طريق لقيام النظام السياسى، ونالت أغلبية، ولابد أن تُحترَم.

• إحدى هذه المواد قالت ما هو نصه أن يجتمع رئيس الدولة ورئيس مجلس الشعب ويدعون للجنة تأسيسية لوضع دستور جديد، أين رئيس الجمهورية فى ظل مجلس عسكرى؟
ــ كلمة رئيس الجمهورية فى إحدى المواد استبدلت بالمجلس العسكـــــــــــرى، وطبقــــــــا للتعديلات التى تمت، يمكن أن يأتى الرئيس بعد انتخابات مجلس الشعب. أنا أرى أن المطالبة بالدستور أولا خروج عن الجزء الذى تم الاستفتاء عليه.

• ما الخطوات العملية التى تراها لإنهاء خدمة المجلس العسكرى وإعادته إلى ثكناته؟
ــ أن يتم إجراء الانتخابات فى سبتمبر، وأرى فى هذا السياق أن الانفلات الأمنى عملية مصطنعة، وصعب أن دولة مثل مصر يكون من الصعب فيها تحقيق الأمن، وأظن أن هناك فرقا داخل وزارة الداخلية وأطرافا من بقايا الحكم السابق ما زالوا يتلاعبون بالأمن المصرى، وهناك مؤامرة واضحة لتضخيم حالة الانفلات الأمنى حتى يتم ضرب قطاع السياحة.

الأمن فى أى بلد ديمقراطية يقوم على 90% من المنظومة القيمية لدى الشعب، ونحن شعب عنده شهامة ومروءة، وأنا تقدمت باقتراح لرئيس الوزراء، عصام شرف لمسألة غياب الشرطة، بأن نكرر ما فعلناه فى 1956، بأن يتم تدريس العلوم الشرطية لخريجى كليات الحقوق لمدة شهرين أو ثلاثة، يتخرجون بعدها ضباطا حتى نستوفى نقص الضباط، وكذلك نقوم بإلحاق شبابا من حائزى الثانوية العامة والثانوية المتوسطة بمعاهد شرطية، ويتلقى الجميع تدريسا حقيقيا لحقوق الإنسان.

أما فيما يخص تحقيق الأمن اللازم لممارسة النشاط السياسى، فأرى أنه يجب أن يحاسب كل مسئول عن هذا الانفلات وأولهم منصور العيسوى.

الانتخابات البرلمانية تتم فى سبتمبر ونختار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور يتم بعدها الرئاسة أو بالتوازى والأفضل أن تكون بعدها، وهكذا نكون أقمنا نظامنا السياسى حتى تعود الدولة ويعود الجيش إلى ثكناته العسكرية.

• وأين الشرعية الآن؟
ــ الشرعية هى الشرعية ثورية، لكن المرحلة الانتقالية لا يجب أن تطول.

• أنت كنت منتميا لفصيل كل أدبياته وكتاباته تقريبا على مدى نصف قرن ضد الشرعية الثورية لثورة يوليو، ما الذى تغير حتى تقول بشرعية ثورية؟
ــ لأن الشرعية الثورية الحقيقية هى شرعية ثورة شعب وليست ثورة العسكر، ففى يناير جاءت الشرعية الثورية من 18 مليون مواطن نزلوا إلى الشارع، وهؤلاء أعطوا الشرعية للمجلس العسكرى يدير البلاد ولا يحكم، لمرحلة مؤقتة وليس 30 سنة، وبالتالى يجب أن تنتهى هذه المرحلة فى أقرب وقت، ولتأتِ الانتخابات بمن تأتى به، حتى لو جاءت بالإسلاميين. وأرى أن مسألة التخويف من مجىء أغلبية إسلامية ضد الأمن القومى المصرى، وليس عندى مانع أن نخرج بأغلبية يسارية أو ناصرية المهم يكونون مصريين.

• هل عندك تخوف من أن المجلس العسكرى يطمع فى الاستمرار فى السلطة فى ظل غياب التوافق؟
ــ ليس فقط فكرة الطمع ولكن أخطر من ذلك أن العسكريين لا يجيدون إدارة الأمور السياسية فهذه ليست وظيفتهم، فمثلا لا ليس من الممكن أن أتى بمهندس، وأقول له قم بعملية جراحية، فالعسكريون يكفيهم 6 أو 7 شهور، وبعدها يرجعون لوظيفتهم السامية فى حماية حدود الوطن.

• تدعو لاحترام نتيجة الاستفتاء، رغم أنك تخالف قرارا اتخذه مجلس شورى الإخوان، وكنت وقتها أحد أعضائه، بعدم الترشح للرئاسة؟
ــ هذا لم يحدث، أنا شاركت فى الاجتماع فعلا، ولكن لم يُصدر مجلس شورى الإخوان قرارا بهذا الشكل، ولم يناقش الموضوع أصلا، لأن مبارك كان وقتها لا يزال فى السلطة، كما أن هذا لا يتناقض مع ترشحى للرئاسة، فقبل الثورة كنا بكل توجهاتنا لا نبحث عن رئاسة ولا مجلس شعب، كان أهم شيء وقتها نجاح الثورة. وغير صادق بالمرة أنه كان هناك قرار فى 10 فبراير بعدم ترشيح أحد من الإخوان للرئاسة.

• كيف كانت مشاعر أبوالفتوح «صاحب التأسيس الثانى للجماعة» عقب علمه بقرار «زوال عضويته» من الجماعة، التى شارك فى إعادتها للحياة فى سبعينيات القرن الماضى؟
ــ أنا علمت بزوال عضويتى عند عودتى من لندن، وكنت فى قمة السعادة لأن الزيارة كانت بفضل الله موفقة ثم نزلت المطار ووجدت الشباب، الذى استقبلنى بهذه الفرحة.. لنعلم جميعا أنه لا يوجد فى الجماعة نص اسمه زوال أو الفصل، وذلك بمنتهى البساطة لأنه لا توجد لائحة، فمثل هذه الأمور «ماشية بالعافية».

• فى حال نجاح أبوالفتوح فى انتخابات الرئاسة كيف سيكون شكل العلاقة بينه وبين الإخوان كتنظيم.. وهل ستطالبهم بتقنين الجماعة ووضع ميزانيتها تحت تصرف الجهات الرقابية؟
ــ سواء وصلت للرئاسة أو لم أصل، ستكون علاقتى بالجماعة علاقة حب ومودة وتقدير وتواصل، وأنا أفرق بين الإدارة وبين المؤسسة الكبيرة التى أعتز بها، وبالنسبة للإدارة فمنذ انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، وهناك خلل فى إدارة الجماعة.

• فى حالة فوزك بمنصب الرئيس، هل ستتعامل مع الجماعة على وضعها الحالى غير المقنن؟
ــ حالة السيولة الموجودة فى الحياة المصرية الآن فى الجماعات والحركات السياسية لابد أن تقنن، ولا يجوز أن تسمح الدولة بها لأن هذا عبث، وهذا متعلق بالجميع سواء السلفيين والاشتراكيين والإخوان واليسار واليمين. بعد الثورة لا يجوز أن نسمح بأى تجمع دعوى أو سياسى أو اجتماعى إلا أن يكون مقننا، حتى لا نسمح لأى مستثمر أن يشترى الناس، عندما يغيب القانون والشفافية فى إدارة الأموال والمؤسسات، لأنه فى هذه الحالة معناه أنك تبيع الدولة سواء لتمويل خليجى أو أمريكى والتمويل الأمريكى أخطر أو الغربى. فبعض نظم الخليج استخدمت المال لتحقيق بعض المصالح لصالح أطراف أخرى، ولكن الجديد الخوف من المال.

وأنا من خلال مشاركتى للإخوان كجماعة لم تتلق الجماعة من أى حكومة مصرية أو خليجية أى أموال.

• ذكرت أن هناك خللا فى إدارة الجماعة، هل هذا هو الذى دفع الناس إلى اتهام الإخوان بأنهم يبطنون أشياء ويظهرون أخرى خلافها؟، كذلك اتهم المتابعون الجماعة بالمراوغة وعدم الوضوح بعد رفع نسبة المشاركة فى انتخابات الشعب المقبلة إلى 50% بعد أن قالت إنها لن تتجاوز الـ 30% ما رأيك فى هذا الكلام؟
ــ لا أرى عيبا فى أن يرى الإخوان رأيا فى وقت ما، ثم يغيرونه، المهم هو أن يقدم لنا ما أسباب تقديم الرأى وأسباب تغييره، أما فيما يخص أن الإخوان يظهرون شيئا ويخفون أشياء أخرى فهذا على عموم الإخوان غير صحيح ولكن قد يكون صحيحا لدى بعض الأفراد عند الإخوان. وأنا أريد أن أقول إنه على صعيد الإدارة السياسية للجماعة فى الثورة كانت مرتبكة ولكن لم تكن تظهر شيئا وتخفى آخر.

فعلى سبيل المثال، يوم 25 يناير الجماعة أعلنت أنها لن تشارك، وأعلن قرارها عصام العريان بدعوى أن هذا اليوم احتفال للشرطة، ولكنهم قالوا سيتركون الحرية لمن أراد أن يشارك، ولذلك أقول إن الشباب تمرد على قياداته سواء فى الإخوان أو فى الحركات الأخرى، وعندما خرج هؤلاء الشباب قرروا، وهم فى الشارع بمساندة بعض الرموز الكبيرة ألا يعودوا، ولم يكن أحد من قيادات هذه الحركات يدرك أننا أمام ثورة، وهنا يجب أن نرجع الفضل لتمرد الشباب المصرى على قيادته فى نجاح الثورة.

• فكرة تمرد الشباب قد تكون مقبولة لدى أى فصيل سياسى غير الإخوان لأن ذلك يضرب مبدأ السمع والطاعة، التى يقوم عليهما نظام الجماعة؟
ــ أنا ضد أن جماعة الإخوان أو أى جماعة إسلامية أو غير إسلامية تقوم على السمع والطاعة لأنهما مكونان لأى تنظيم عسكرى، وسأشرح مبرر قولى هذا، لأن الإخوان المسلمين عندما عادت فى أوائل السبعينيات عانت من تداخل أدبيات وآليات التنظيم العسكرى الخاص بالإخوان مع آليات وأدبيات التنظيم المدنى للجماعة حسن البنا. عندما أسس الجماعة عام 1928 كانت جماعة مدنية فى ممارستها وأدبيتها جماعة مدنية، وعندما جاءت قضية فلسطين وأسس الإمام البنا تنظيما خاصا، أخذة على جانب، ولم يعسكر البنا الجماعة بالكامل، وكان لهم رئيس حتى تم حله، وقيل لهم ارجعوا إلى طبيعتكم، وعندما خرج الإخوان من السجون فى السبعينيات هناك أزمة نعيشها حتى الآن وهى إن أدبيات وآليات التنظيم الخاص تداخلت مع أدبيات الجماعة المدنية ومنها مصطلح السمع والطاعة، الذى كان لا يذكر إلا فى التنظيم الخاص، وأنا أذكر وقائع محددة عشتها، حيث إن حامد أبوالنصر المرشد الرابع، وهو رجل كان فى التنظيم الخاص، وكان يرفض مصطلح السمع والطاعة، وكان يقول: هذا ليس مصطلح الجماعة فهذا مصطلح خاص بالتنظيم الخاص، وأنا سألته فى مرة عن هذا، وقلت له: ما مسمى الانضباط فى الجماعة فقال لى اسمه الالتزام وحسن البنا ندم على التنظيم الخاص، وأنا أسجل هذا الكلام الآن، وقال: لو استقبلت من أمرى ما استدبرت لعدت بالإخوان إلى أيام المأثورات لأن الراجل كانت نيته حسنة فلا يجوز بأى حال من الأحوال أن يكون لأى تنظيم مدنى جناح عسكرى، فمقاومة الاحتلال تكون واجبة على الشعب كله.. وللعلم كل التنظيمات السياسية وقتها كانت لها أجنحة عسكرية الوفد، مصر الفتاة حتى القصر كان له تنظيم عسكرى.

• فى ظل حالة الاستقطاب الخطير التى تحدث ألا تشعر بالخطر على المجتمع المصرى من التطرف الدينى سواء دوليا أو محليا؟
ــ نعم أخشى من هذا التطرف ولكن ليس دوليا، وحل هذه الحالة ليس بالمصادرة بل بالحرية، لأن المصادرة تضاعف جرعات التطرف.

دع من يريد أن ينادى بأفكار متطرفة يساريا أو إسلاميا يقل ما يشاء، لكن أهم شىء عدم استخدام العنف، وهذا الطرح المتطرف سيقومه المجتمع نفسه من خلال آليات الحرية.

• كيف ترى مستقبل الإخوان فى ظل توقعات بأن ينفرط عقد الجماعة، وتتحول إلى كيانات «جمعيات وأحزاب»، خاصة أنه تم إعلان تأسيس حوالى 5 أحزاب تابعة للإخوان، بخلاف حملة التحقيقات مع الكثير من شبابها؟
ــ لا أتوقع انفراط عقد الجماعة، لن يحدث ذلك أما حملة التحقيقات فهذه خطأ، ولا يوجد مخاطر على الجماعة من العلنية فمنذ عام 1928 حتى 1954 وفرض عليها المحظورية، فالسرية هى التى تمثل خطرا على الجماعة والعلنية وضع طبيعى، فالجماعة لديها فكر وعقيدة ومبادئ وقيم، فهى قائمة كى تنشرها.

•وكيف ترى خروج مجموعة من الأحزاب من رحم الجماعة؟
ــ أنا أشجع التعددية الحزبية، وممكن يعملون 10 أحزاب، الأزمة الرئيسية والإشكالية هى فصل العمل الحزبى عن الدعوى، بحيث إن يكون أفراد الإخوان فى الجماعة كتنظيم وتجمع دعوى وتربوى واجتماعى يمارس كل أنشطته التى كان يمارسها قبل عام 54 الإخوان كان فى أفراد منهم أعضاء فى الوفد وفى الوطنى، وكان البنا ليس له أى علاقة بذلك، وقال إنه خطأ أن الجماعة تتدخل فى أمور الإخوان أو تشترط أنه إذا فضل أحدهم العمل فى السياسة أن يدخل حزبا معينا، وفى رأسه الأفكار الإسلامية، التى تربى عليها فى الإخوان، فوظيفة الجماعة وظيفة تربوية دعوية إصلاحية.

•وما شكل خطابك الذى سيكون موجها للإخوان؟
ــ لن يكون خطابا خاصا بالإخوان، ولماذا تريدون أن أختصهم بخطاب مستقل.

•مرشد الإخوان محمد بديع قال فى تصريحات مؤخرا أنه: «لم يكن من السهل على الإخوان، وعلىّ شخصيا اتخاذ قرار فصل أبو الفتوح وقلت لإخوانى يومها إننى كمن قطع أحد أصابعه لكن قطع إصبعى أهون على من نقض العهد مع الله.. ما تعليقك؟
ــ ما علاقة قرار الجماعة بعهدى مع الله؟، ما قاله الدكتور بديع يخالف المفاهيم التأسيسية للإخوان فكيف يحول الالتزام الإدارى إلى عهد مع الله.. ويضفى عليه قدسية تخرج من يفعل هذا من العهد مع الله.. ماذا نقول فى الشيخ الغزالى وسيد سابق مثلا هل توفوا، وهم ناقضو العهد مع الله.. ماذا نقول عن الشيخ القرضاوى مرجع الأمة.. هل هو ناقض العهد مع الله.. هذا التوصيف خطير خطورة بالغة.. فقرار مجلس الشورى خارج عن اختصاصه، وأنا لا أعبأ به وخاطئ ولا محل له فما تحدث عنه الدكتور بديع فكر لا علاقة لجماعة الإخوان التى أسسها الإمام البنا به. وعموما الدكتور بديع رجل طيب وصالح وأنا بعزه وأحبه.

•ما الميزة التى تتسم بها أنت من وجهة نظرك عن باقى المرشحين؟
ــ انا أعتبر السن ميزة، كما أنى أجتهد لخدمة وطنى والأزمة التى عاشتها مصر على مدى 30 سنة هو إن قرارها الاستراتيجى الوطنى كان مرهونا بمصالح غير مصرية «أمريكية»، ونحن نريد نظام حكم يسترد استقلال القرار الوطنى لمصر سواء كان الحاكم إسلاميا أو يساريا، المهم أنه يكون حاكما وطنيا يحافظ على استقلال الوطن، وأقصد بالحاكم النظام الحاكم.

•هل أبوالفتوح على استعداد للتعاون مع أى مرشح آخر فى حال إخفاقه فى سباق الرئاسة؟
ــ فى حالة عدم توفيقى سأتعاون مع من يختاره الشعب المصرى، أى شخص سينجح بانتخابات سليمة، سأقف بجانبه وأفضل أن النائب يترشح مع رئيس الجمهورية على ورقة واحدة، ولم أفكر فى من يكون نائبا لى فى حالة نجاحى وإذا أصبح النظام برلمانيا، سأكون أول المعتذرين عن المنصب، وسوف أكون معاونا دون مناصب، وبحكم النضال والقرب سأفكر فى حمدين صباحى كنائب فى حال نجاحى.

•ألا ترى إعلان المرشحين للرئاسة عن أنفسهم فقط وبمفردهم بدون الإعلان عن فريق الخبراء المعاون لهم تكريس لفكرة الرئيس «السوبر مان» فلم يعلن أحد من المرشحين حتى الآن عن فريق عمل بمعنى من سيختار الرئيس يختار معه هذا الفريق؟
ــ لهذا السبب نفضل اختيار الرئيس ونائبه فى تذكرة واحدة، وأنا معى مجموعة من الخبراء وسنعلن أسماءهم فى وقت قريب
----------
الإخوان..يريدون تقليد السودان
د.حيدر ابراهيم علي

تتخذ الحركات الإسلامية في المنطقة العربية-بالذات الإخوان المسلمين
في مصر والخليج والاردن وحزب النهضة في تونس-من تجربة الجبهة الإسلامية القومية،نموذجا للنجاح.فهي شديدة الإعجاب بالتنظيم وزعيمه الشيخ حسن الترابي الذي يفترض أن يزور مصر هذه الأيام مهنئا رفاقه وناصحا لهم.والإخوان العرب وعلي رأسهم المصريون يرونه التجربة السودانية وليس النموذج التركي،قدوة وهدفا.لأنهم يدركون اختلاف تطور تركيا التاريخي وجغرافيتها،والأهم من ذلك كونها تحت دستور علماني.فقد
نجحت جبهة الترابي الإسلامية في الوصول الي السلطة-بغض النظر عن الوسيلة-كأول حزب عربي إسلامي سني،وفي بلد مثل السودان ليس من المبكرين في الدعوة للإسلام.وقد ابتهج الاسلاميون،وفي مصر أطلق بعض دعاة الديمقراطية الحالييين من الإسلاميين،علي مجلس الثورة العسكري،صفة:مجلس الصحابة الذي يحكم في السودان.ولم نسمع أي إدانة من الإسلاميين لإنقلاب زملائهم علي نظام ديمقراطي وبرلمان منتخب كان للإسلاميين فيه51 نائبا ويعتبرون الكتلة البرلمانية الثالثة.وهذا يفضح موقفهم الحقيقي من الانتخابات والبرلمان والديمقراطية عموما.
نظر الإخوان المسلمون والإسلامويون والاسلاميون العرب،منذ زمن،بإعجاب شديد للترابي كمفكر وحركي ومنظّم وسياسي.وقد كان راشد الغنوشي يراه مثلا أعلي،واشترك معه في تأليف الكتب وعقد الندوات في الخرطوم.وعند ما راجت شائعات
عن دورهما المشترك في احداث الجزائر مطلع تسعينيات القرن الماضي،سئل عن هذه العلاقة الخاصة،فجاء رده:"أنا لا أنكر هذا التوافق في الكثير من الأفكار والآراء.ولست أبرأ نفسي من هذه العلاقة بل أفخر بها؛أفخر بالعلاقة مع كل انسان شريف مع كل مفكر مناضل فضلا عن رجل في مستوى الترابي علما وتجربة وذكاءا وبلاءا في الإسلام.ولكن المشكل أن تفهم هذه العلاقة علي أنها علاقة تآمرية".ويضيف:-"أما
كوني احترم الترابي وأقدّره فليس معنى ذلك أنني اتآمر معه علي العرب والمسلمين
لأننا لسنا لفيفا أجنبيا(...)ولماذا يستكثر علي الإسلاميين أي لقاء بينما المؤسسات
الأمنية والسياسية العربية المعادية للخيار الإسلامي تكثف لقاءاتها."(حوارات قصى صالح الدرويش:راشد الغنوشي.الدار البيضاء،منشورات دار الفرقان،1993:168)
أصدرت مجموعة من الإسلاميين كتابا هاما في النقد الذاتي،تحت عنوان:
"الحركة الإسمية:رؤية مستقبلية"،تحرير وتقديم الكاتب الكويتي عبدالله النفيسي.وفي
ورقته الرئيسية قدم مقارنة بين الحركة الإسلامية في السودان ممثلةب(الجبهة الإسلامية
القومية)بزعامة الترابي،وبين الحركة الإسلامية في مصر ممثلة ب(الإخوان الملسمون)
بزعامة أبوالنصر.وقد انتهي إلي تفوق وتميز الجبهة الإسلامية وتمني أن يستفيد الإخوان
المصريون من تجربة الإسلامويين السودانيين.ومن أهم الايجابيات:-
1-: استطاعت الحركة في السودان الانتقال من حركة صفوية تنظيمية مغلقة إلي حركة جماهيرية جبهوية مفتوحة.في المقابل لم تزل جماعة(الإخوان المسلمون)في مصر
بالصيغة الصفوية الحزبية المغلقة.(1989:254)
2:- لهجة الخطاب السياسي والاجتماعي في السودان لايقف عند حد البث العقائدي أو الديني المحض بل يوظف ذلك في القضية السياسية والاجتماعية.ويتجلي ذلك في خطابات الترابي-حسب قوله-بينما تقف خطابات المرشد أبوالنصر عند حدود البث الديني المحض ولا تخاطب الا من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين،(ص255).
3:- تأسيس شبكة واسعة من العلاقات داخلية وخارجية.
4:-الاستفادة من خبرات اتباعها ومشايعيها وأن تصقل مواهبهم الادارية والتجارية
والاعلامية والسياسية.وظهر هذا جليا في البنوك والاقتصاد والاعلام.
5:-تمكنت الجبهة من تأسيس حركة نسائية منظمة ومستقلة.
6:-واخيرا:-" التركيب القيادي في الجبهة السودانية يحسن التواصل مع التطورات في الساحة ويدرك أهمية التفاصيل في تلك التطورات وضرورة متابعتها،بينما يلاحظ أن قيادة جماعة الإخوان في مصر لا تحسن ذلك ولا تهتم بتفاصيل الموقف وتطوراته في
ساحة مصر ودائما تنطلق من عموميات غير مبنية اساسا علي نظرة موضوعية وواقعية".(ص6-257)
وقد استوعب الإخوان المسلمون المصريون وصية (النفيسي)جيدا،وتابعوا تجربة
الجبهة الإسلامية السودانية،وقع الحافر في التنظيم والتفكير،خاصة بعد انتفاضة25يناير الشعبية.فالمسار الحالي الإخوان المسلمين لا يختلف في توجهاته وحتي احيانا تفاصيله
عن مخطط الجبهة الاسلامية بعد انتفاضة ابريل1985 الشعبية في السودان.بدءا من تغيير بطاقة الاسم أو التسمية:الجبهة الإسلامية القومية في السودان رغم التناقض الضمني بين اممية الإسلام وفكرة القومية.ولكن كلمة:قومية ،في السودان المتنوع الثقافات لها أثر عاطفي كبير.وفي مصر صار الاسم:حزب الحرية والعدالة،وهو إسم لأي حزب يميني محافظ في الكاريبي مثلا.وتخلوا من اسم :الإخوان المسلمون بكل ما حمله من رمزية وايحاءات وتاريخية امتدت أكثر من 80عاما.والتسمية في هذه الحالة
ليست مسألة شكلانية ولكنها دليل ناصع علي البراقماتية إن لم تكن الانتهازية السياسية
ومجاراة العولمة والليبرالية الجديدة.
يقلد الإخوان المسلمون المصريون رصفاءهم الاسلامويين السودانيين في التعامل مع المؤسسة العسكرية أو الجيش.ففي السودان عملوا منذ اليوم علي استلام الجيش
علي السلطة الانتقالية علي هدفين:الاحتواء،وبيع فكرة أنهم السند الوحيد للقوات المسلحة.فقد عبرت الجبهة الاسلامية عن هذا الموقف بلا غموض في برنامجها السياسي بعد الانتفاضة،تقول:-"دعم القوات المسلحة في حربها مع الحركة الشعبية
لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق،ثم رفض ممالأة الأحزاب،لا سيّما قوى
اليسار لها،(...)وقد بلغت الجبهة الإسلامية ذروة ذلك الموقف بتسييرها لموكب:أمان
السودان".(المحبوب عبد السلام،الحركة الإسلامية السودانية،2010:65) .وهنا تصيب الجبهة هدفين:تؤكد مساندتها ثم تشكك في القوى السياسية الاخري.وهذا الوضع يتكرر الآن في مصر إذ يقف الإخوان بلا تحفظ.ولأنهم-عادة-لا يميلون الي التعبير صراحة عن مواقفهم،يقوم بذلك بعض المتعاطفين.نقرأ:-"لاتزال ثقتنا كبيرة في مواقف المجلس العسكري ونزاهته السياسية.وهذه الثقة هي التي تدفعنا الي التحذير من ابتزاز بعض
المثقفين ممن يتمتعون بكثير من المعرفة وقليل من البراءة".(فهمي هويدي،الشروق
7/4/2011).يكمن الاختلاف في حرفية المؤسسة العسكرية المصرية بينما كان الجيش
السوداني مخترقا تماما لذلك قام بانقلاب لصالح الجبهة فيه بعض من رد الجميل.
يقلد الإخوان المسلمون المصريون الاسلاميين السودانيين،وقد تكون سمة عامة لدي الاسلاميين،في الميل إلي العموميات في القضايا الحرجة والحساسة مثل وضعية المرأة وأوضاع غير المسلمين،وحريات العقيدة والتفكير والرأي.ويتفق الاثنان في عدم الاجتهاد والاكتفاء بالاستعراضات السياسية،مثال ذلك تعيين مسيحي:رفيق حبيب في
القيادة الجديدة للحزب.وللمفارقة،قامت الجبهة الإسلامية السودانية بحشد عدد من الجنوبيين في مكاتبها الحزبية.ولكن هذا لم يمنع من أن يفصل نظامهم الإسلامي الجنوب عن الشمال.وهذا هو الضعف الفكري الذي تعاني الحركات الإسلامية بسبب
غلبة السياسوي والحركي علي عقلها.فنحن نفتقد الادبيات والكتب الاسلامية التي
اهتمت بوضعية غير المسلمين في الدولة الإسلامية المعاصرة في القرن الحادي والعشرين وليس العودة دوما الي مثال مجتمع المدينة رغم قيمته الدينية والتاريخية.
يشترك الاثنان في العنف اللفظي لردع الخصوم واسكاتهم كرمز قوة للمسلم.فهم
يظنون أن العنف باشكاله هو عين القوة،ولذلك يغلظون علي الخصوم.ففي السودان كان للإسلاميين سبق وريادة إدخال صحف السب المجاني الذي يذكر ببعض سائقي التاكسي الذي يمكن أن يسب أمك واجدادك دون أن تكون لديك معه أي علاقة في حجم
عدوانه اللفظي.فقد أسس الإسلامويون السودانيون صحفا مثل"ألوان" و"الراية" أدخلت معها الي السودان لغة وسلوكا غريبين علي أخلاق المسلم والسوداني معا.واستمرت هذه المدرسة تنفث سمومها حتي اليوم حيث كبر صبيانها واحتلوا رئاسة تحرير عدد من الصحف.وجاءت الي ذهني مباشرة تلك اللغة:التكفير والتخوين والقذف،عندما قرأت في الصحف:-"قال الدكتور محمد مرسي،رئيس حزب الحرية والعدالة،التابع لجماعة الإخوان
المسلمين،إن المطالبين بتأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة يسعون لتحقيق مصالح إسرائيلية وأمريكية،وضرب الاستقرار في البلاد".(الصحف5/7/2011)واتمني أن يكون هذا التصريح موضوعا.
تذكرت مواقف الجبهة الاسلامية المعطلة للفترة الانتقالية.فقد رفضت التوقيع علي ميثاق الدفاع عن الديمقراطية،والذي يضمن عدم اللجؤ الي الإنقلاب العسكري.فقد قاطع الإخوان المسلمون مؤتمر الوفاق الوطني بدعوى أنه بديل اللجنة التأسيسية لوضع
الدستور.ولكنه في الحقيقة خروج عن المواقف القومية.ويفضل الاخوان المسلمون مثل
الجبهة الاسلامية،الاستقطاب والمواجهة لتأكيد اختلافهم وخصوصيتهم.
رغم أن مصر ليست السودان ولكن الاسلاميون هم الاسلاميون أو الإسلامويون.
أتمني أن تتعلم مصر درس السودان.ألا هل بلغت؟اللهم فأشهد.



Post: #10
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-24-2011, 04:45 AM
Parent: #9

ثورة 25 يناير بين فتنتين.. طائفية مذهبية واخرى امريكية!!
محمد عبد الحكم دياب
2011-07-22




عندما وصفنا ثورة 25 يناير منذ إنطلاقتها الأولى بأنها فتح جديد في عالم الثورات؛ ذلك لأنها كانت عابرة للأيديولوجيات ومتجاوزة للأحزاب وفوق الخلافات الدينية، ثم وجدناها بعد ذلك متجاوزة للأجيال.. حيث شارك فيها المواطنون من مختلف الأجيال والأعمار.. كان الهدف من هذا التوصيف هو عدم النظر إليها بمنظور تقليدي اعتدناه ونحن نرصد ونتابع التحولات والثورات، وتنبيه قواها إلى حاجتها إلى الابتكار والاجتهاد لاستنباط مضامين وآليات ونظم مناسبة لها كحالة لم تمر بها الثورات من قبل.


واعتقد أن أحد أهم معضلات الثورة المصرية وأزمتها هو ضغط هذا الفهم، حتى أن هناك من تصورها ثورة بلا صاحب، من هنا عجزت السلطات عن سبر أغوارها، وبدت مهمتها نقل السلطة والحكم إلى نفس القوى التي التفت وعبر عنها الحكم السابق، ونقل السلطة أو ترميمها واستنساخها غير إسقاط الحكم واستبداله بنظام جديد. ونريد أن نذكر أن إسقاط النظام كان وما زال مطلب الثورة، لا ينفع فيه نقل السلطة من اليد اليمنى إلى اليسرى، ولا يفيده الحفاظ على جسد مهترئ قام بنيانه على الاستبداد والفساد والتبعية والإفقار، ولولا اليقظة وحالة الفوران والزخم الواسع لتمكن حسني مبارك من العودة إلى الحكم مجددا بشحمه ولحمه، أو بصورة محسنة وهي المحاولات الجارية الآن.


سياق فريد وشاذ على الثورات؛ ساعد على استمراره نشاط محموم تمارسه قوى وعناصر عدة؛ يتقدمهم الليبراليون الجدد، ممن احتلوا مساحة واسعة من المشهد السياسي الحالي، وراهنوا على القوى الخارجية، وتأكد ذلك من وثيقة الأحكام الأساسية المقترحة في الدستور القادم؛ الموضوعة من جانبهم. ودلت التسمية التي أطلقوها على الوثيقة ما تتضمن من نزوع انعزالي استشراقي لا علاقة له بالوطن أو الثورة، واختاروا لها تسمية ليست مثل تسميات بقية خلق الله من الوطنيين والثوريين؛ لقد قالوا عنها 'بردية'؛ انتسابا إلى نبات البردي القديم، وكانت أوراقه تستخدم في الكتابة قبل ظهور صناعة الورق. ووقعت هذه 'البردية' من 27 منظمة مدنية وحقوقية وطائفية تنضح استشراقا وانعزالية وعنصرية. ومعنى مصر بنص 'البردية' الليبرالية الاستشراقية الانعزالية أنها 'أمة متعددة الأديان والمذاهب والطوائف والأعراق والثقافات'. وفجأة وجدنا مصر الوطن الموحد الواحد من آلاف فسيفساء تفتقد الثقافة والهوية والشخصية الجامعة. ونسوا أن مصر اخترعت الوحدة الجغرافية والسياسية منذ الملك مينا (نارمر) حوالي عام 3200 ق م.


وهذه الفسيفساء المفترضة التي نصت عليها 'برديتهم' يتم التعامل معها وكأنها حقيقة واقعة قامت على أشلاء ثقافة الاندماج والانصهار والتوحيد، التي صاغت حالة وطنية فريدة متميزة وجامعة. وأريد لهذه الثقافة أن تهتز وتتلاشى بدءا بـ'الفتح الصهيوني' لمصر بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد 1979، وهذا 'الفتح الأسود' منح هؤلاء الانعزاليين والمستشرقين إمكانية السيطرة على مفاصل الحكم وأجهزة الإعلام والصحافة، وعلى كل ما له علاقة بغسيل المخ وتشويه الرأي العام؛ وصور لهم شيطانهم أن مصر أصبحت أمصارا، والوطن صار أوطانا، والبلد أضحت بلدانا، والشعب إنتهى شعوبا، والشخصية توزعت شخصيات، والهوية تفتتت هويات، ومن يطلع على أدبيات ومفردات هذه المخلوقات الليبرالية الجديدة يجد أنها منقولة ومترجمة مباشرة من أصولها الاستعمارية الصهيونية؛ الساعية لتقسيم الموحد وتفكيك المركب في المنطقة العربية وما حولها.


وغالبية هؤلاء الكاسحة؛ إن لم يكن كلهم يتهافتون على التمويل الأجنبي بروافده الأوروبية والأمريكية والصهيونية. ولم تتوان جهات التمويل عن الإعلان عما تضخه في قنوات الجماعات الحقوقية والسياسية المصرية، وقد صرفت الإدارة الأمريكية مبالغ طائلة في فترة ما بعد 25 يناير وحتى الآن، ومنها ما هو معلن وسبق نشره على هذه الصفحة من أسبوعين، وهو 40 مليون دولار أمريكي، غير اعتمادات أخرى مقررة؛ أسالت لعاب 600 شخص وجهة تقدموا للسفارة الأمريكية بطلبات للحصول على نصيب من هذه الأموال الحرام. وهذه جزرة تعطى للمنظمات الليبرالية الجديدة، حتى صارت رديفا للضغوط الخارجية الساعية لإجهاض الثورة وحرفها عن مسارها السليم. وإذا كان هذا حدث بفعل التمويل المعلن والمعروف، وهو لا يتعدى في تقديري واحد في المئة مما هو غير معروف تم ضخه خلال الشهور الستة الأخيرة. وبجانب التمويل الغربي الصهيوني هناك تمويل من نوع آخر. وهو التمويل العربي الطائفي والمذهبي؛ الذي التقت مصلحته مع التمويل الغربي، وينتهزون فرصة ضعف المناعة السياسية التي تعاني منها مصر في تعطيل ووقف المد الثوري الضروري لمعالجة مشاكل الحاضر وصناعة المستقبل.


واعتقد أن الرجوع لمنابع الخطاب الليبرالي الجديد ييسر علينا الفهم، ويزيد من مستوى الاستيعاب. وعبرت عنه صحيفة هارتس الصهيونية في 25 آذار/مارس الماضي. من خلال تقرير لها عن الدول العربية الجديدة التي ستظهر في المستقبل، وقالت أن الغرب مثل الدولة الصهيونية يعمل على شرق أوسط منقسم ومتنازع ومتصارع في جبهات عدة ضد القومية العربية والوحدة الإسلامية، وعليه يمكن التقدير بأن القوى العظمى لن تحاول إحباط عملية الانشقاق لدول المنطقة بل ستساهم فيها، وسوف يكون للدولة الصهيونية دور مزدوج في العملية؛ فهي ضالعة مباشرة في النزاع وفي إقامة فلسطين المستقلة(!!) وتصميم حدودها، وستؤثر بقدر كبير من تفتيت الدول المجاورة، وعلى رأسها الأردن وسورية والسعودية. ويرى التقرير أنها سياسة صهيونية صحيحة تستغل الفرص التي ينطوي عليها ظهور دول جديدة وتعرف كيف تستغلها؛ بشكل يمكنها من توجه المسيرة المحتمة نحو زيادة قوة الدولة الصهيونية وتوسيع نفوذها في المنطقة، ولن تكون مصر بمنأى عن هذا التفتيت. ودليلنا هو ما يتم من ترسيخ البنية الثقافية والأيديولوجية الخادمة للتفتيت والتقسيم والتشظي وجاء 'بردية' الليبراليين الجدد معبرة عن ذلك بشكل واضح. ووفقا للتقدير الصهيوني أن السنوات القليلة القادمة ستشهد ظهور أعلام جديدة على خريطة المنطقة؛ بدأت بجنوب السودان، وسيليها كردستان فور انسحاب القوات الأمريكية من العراق، فضلا عما يعد لفلسطين.

أما ليبيا فيجري الفصل بين شرقها وغربها واستغلال تحول الثورة إلى حرب أهلية، وبدلا من أن يحمي الجيش المنشق على حكم معمر طرابلس الثورة ويحافظ على سلميتها، كما حدث في مصر وتونس قام بتسليحها وفتح أمامها باب العنف والحرب، وهذا أعطى المبرر للتدخل الأجنبي بغطاء رسمي عربي وفره عمرو موسى قبل أن رحيله من جامعة الدول العربية. يلي ذلك فصل الصحراء عن المغرب، وعودة اليمن إلى يمنين وفصل جنوبه عن شماله، وتفكيك إمارات الخليج، وشق مملكة شبه الجزيرة العربية (السعودية) بإقامة دولة للأماكن المقدسة في الحجاز وأخرى للنفط في الشرق، وتفتيت سورية إلى دويلات مذهبية وطائفية؛ سنية وعلوية ودرزية، وتعمل القوى الغربية والصهيونية على هو ترسيخ مبدأ الإنشقاقات كأساس لحق تقرير المصير في البلاد المستهدفة بالتقسيم، وتتطلع الدولة الصهيونية إلى أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات جديدة مع دول المنطقة الجديدة، والسياسة الخارجية للدولة الصهيونية كطبيعتها تؤجج الصراعات بين جيرانها العرب والمسلمين، وتفضل التعامل مع المكونات الانعزالية والطائفية والمذهبية، وكلما تكاثرت هذه الكيانات الهزيلة كلما تمكنت الدولة الصهيونية من تسيير شئون المنطقة والسيطرة عليها.. لكن هل هذا ممكن في ظروف الفوران الثوري العارم؟ أشك في ذلك كثيرا!
يختزل الطائفيون والمذهبيون الوطن في طائفة لها السيادة على باقي المواطنين، ويختصرون الدين في مذهب يجعلون له الغلبة على المذاهب الأخرى، ويحولون أئمتهم وسادتهم لملوك طوائف وأمراء مذاهب. وهنا تلتقي مصلحة التمويل الغربي الصهيوني مع التمويل السعودي الخليجي من أجل تطبيق الخريطة الجديدة للمنطقة، ويعملون مجتمعين على تحطيم البنية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، ونجحوا بذلك في توليد الثورة المضادة من رحم الثورة الوليدة بسرعة غير مسبوقة. ويرفع هؤلاء أولئك عقيرتهم باتهام شرفاء الوطن ورموز القوى الفاعلة في الثورة بالحصول على أموال خارجية، مع أن من يتلقون تمويلا خارجيا معروفون؛ إن لم يكن عن طريق ما ينشر في وسائل الإعلام والصحافة الغربية عنهم بالأسماء والأوصاف، فعن طريق الخطاب الذي يتبنونه ويعملون على بثه في أوساط الرأي العام، وهو ما عنيناه بالخطاب الاستشراقي الانعزالي أو بالآخر الطائفي والمذهبي، أو ذلك الخطاب الثالث المتكفل بشن حرب نفسية تعيد الإحباط واليأس على أمل عودة مصر إلى ما قبل 25 يناير الماضي.


وتلك القوى تمارس نشاطها وفي حسبانها استمرار تدني الوعي وعدم تطوره وارتفاعه لدى المواطنين، وهو شئ غير دقيق، بعد أن حقنت الثورة المواطنين بجرعة مكثفة للغاية من الوعي والمعرفة والمتابعة؛ في فترة الأيام الثمانية عشر المجيدة التي صنعت الثورة؛ أي في الفترة ما بين 25 كانون الثاني/يناير و11 شباط/فبراير الماضي، وهي جرعة كانت كافية لتغيير اهتمامات المواطن؛ نقلته من السلبية إلى الإيجابية، وارتقت بسلوكه ووعيه وزادت من قدرته على التضحية ورغبته في المشاركة. لذا وجدناه دوما ملبيا لنداء الثورة.. ساعيا إلى الخروج من أجلها.. عاملا على حمايتها، وما زال يدفع من ماله ووقته وحياته لتستمر شعلتها متقدة ومنيرة.
ويعلم حجم القوى المتربصة بها وإمكانياتها، ولا يرهبه ذلك، ويتمسك بشعاراتها في الحرية والكرامة والعدل الاجتماعي، ويعلم أن ذلك يتحقق بتأكيد المساواة وترسيخ معنى المواطنة وتطبيق الديمقراطة وبث الثقافة الجامعة، وكل هذا يوحد ولا يفرق ويقوي ولا يضعف، ويزيد من التماسك الوطني ولا يقلله، ويحمي الوطن ولا يهدده لذا فعلى شباب الثورة وقواها في هذه المرحلة المفصلية الإعلان عن مصادر التمويل وأوجه الصرف وتفاصيله بوضوح ونزاهة، ومن يفعل غير ذلك يضع نفسه دوائر الشك والارتياب.

' كاتب من مصر يقيم في لندن


-----------------

الذين يتبنون الثورة .. مع أن التبني حرام!
سليم عزوز
2011-07-22




أشعر بالفراغ الاستراتيجي منذ أن صدر حكم محكمة القضاء الإداري بوقف بث 22 محطة ليبية تهاجم الثوار على القمر المصري 'نايل سات'، فبهذا لم أعد أشاهد المذيعة المبدعة التي تتحدث عن معجزات الأخ القائد، وكيف أن الله أجري الماء بين يديه، وكيف ان مجلس الأمن قد (تبني) عملية قصف الجماهيرية، مع أن (التبني) حرام في الإسلام!.
وقد راعني أن هذا الغياب لهذه المذيعة الفتاكة، تسبب في شيوع حالة التبني، الي درجة أننا نشاهد من كانوا ضد الثورة المصرية عياناً بياناً يتحدثون باسمها، ويعلنون أنهم كانوا في 'ميدان التحرير'، ويسرفون في الحديث عن (أبنائهم) الثوار، وقد شاهدت عبر احدي الفضائيات أحد رجالات أمن الدولة وهو يسرف في الحديث عن أبنائه الثوار، فقد (تبني) في غيبة من مذيعة التلفزيون الليبي الثوار، وعليه ذهب يطالب أبناءه بالتبني إلي عدم الاستمرار في الاعتصام، لكي تتحرك عجلة الإنتاج!
أهل الحكم في مصر يعتبرون ان استمرار الاعتصام في الميدان، أوقف حركة الكون، وبفضل الدعاية المكثفة سمعنا من يردد هذا الكلام ويحمل المعتصمين في التحرير كل مشاكل الكون، بما في ذلك مشكلة ثقب الاوزون، وحالة الاعتلال المناخي التي جعلت من القاهرة كما لو كانت صحراء نجد.


واحد بلدياتي اتصل بي من آخر الدنيا ليسألني باعتباري خبيراً: وأخرتها ايه في ميدان التحرير؟.. وسألته ان كان الميدان قد 'داس له على طرف'، أو ان كان المعتصمون قد عطلوا حركة ملاحة الأسماك في بحيرة ناصر، حيث يعمل صياداً بها، وفاجأني بقوله ان حاله قد وقف منذ الاعتصام الذي بدأ في 8 تموز/يوليو الجاري، ولم أقل له إن هذا الاعتصام هو رد فعل على عملية التباطؤ في محاكمة قتلة الثوار، وفي الالتفاف على مطالب الثورة، وفي التواطؤ مع منفذي سياسة الانفلات الأمني!. فقد قلت لصاحبنا أن معلوماتي في هذا الشأن ان حاله واقف منذ مولده.
اعلم حجم الدعاية الإعلامية وغسيل الدماغ الذي يتعرض له هؤلاء، من أناس يبدأ حديثهم بأنهم وباعتبارهم كانوا في ميدان التحرير، ثم يتبنوا الثوار في غيبة من مذيعة التلفزيون الليبي، ثم يعرجوا للحديث عن رفضهم للاعتصامات التي أوقفت حال البلد، ومنعت نهر الإنجاز الحكومي من أن يشق طريقه الي محدودي الدخل!.
في بداية الثورة، كانت الأمور واضحة، فالتلفزيون المصري الرسمي يقاد بواسطة فلول النظام، وكذلك المحطات الفضائيات الخاصة، فهي عطاء حكومي خاص لأصحاب هذه القنوات، وهم من رجال حسني مبارك ونجله 'المحروس' جمال، وان كان التضليل حينها يكون بالطلب من كبار السن من أمثالي ترك الشباب وعدم استغلاله في معارك تصفية الحسابات، كما لو كانت مشاكل الكبار مع أهل الحكم على واحدة، ولا مؤاخذة، ست.. وكان التضليل هنا مكشوفا من حيث مكان البث، لكن الأمور ليست على هذا الوضوح الان.
في المقابل فقد سمعت في هذا الأسبوع سائق لحافلة يقول لصاحبه، انه لولا (الولاد بتوع التحرير) لتم الإفراج عن كل المحبوسين الآن في سجن طره، من عناصر الحكم السابق!
يبدو أنه لم يتعرض لعملية غسيل مخ من قبل الإعلام الرسمي، الذي يدار بواسطة الذين تحولوا، وانتقلوا من العداء للثورة، إلي حالة التبني في غياب فتاة ليبيا، وهي ظاهرة 'المتحولون'، وهي ظاهرة لابد وان تفتح شهية طلاب الدراسات العليا في كليات الإعلام لدراستها وتحليلها، وأظن ان دراسة لنيل درجة الدكتوراة حول هذه الظاهرة ستكون مثيرة للغاية!

مفجر الثورة
قبل أيام كان احدهم يجلس وسط لفيف من الثوار على مقهى قريب من ميدان التحرير، وكان يخطب فيهم، باعتباره مفجر الثورة، ويطالبهم برفع سقف المطالب، وعلى بعد خطوات كانت صورته ضمن صور القيادات الإعلامية التي رفعها الثوار وطالبوا بعزلهم باعتبارهم فلول!
ومع أنه كذلك فقد جاء (يتبنى) الثورة باعتباره من فجرها، ولا تضحك فمحامي الرئيس المخلوع أطل علينا من قناة 'الحرة' وقال ان موكله هو أول من أيد الثورة، ولولا بقايا خجل لقال ان سيادة الرئيس كان في ميدان التحرير وفي يوم موقعة الجمل، وتصدى لبلطجية النظام البائد الذين قدموا ليقتحموا الميدان بالخيل والليل والبيداء تعرفني، من اجل إخراج الثوار بالقوة!


انظر إلي الفضيحة التي هي (بجلاجل) التي فجرتها جهات التحقيق التي تتمثل في ان الرائد متقاعد صفوت الشريف هو زعيم هذه الموقعة، ولنا ان نعلم ان هذا معلوم للكافة وقبل اجراء التحقيق، لكنه ظل بعيداً عن الهجوم عليه لأن الذين يتصدرون المشهد الإعلامي هم رجاله، سواء في الصحف القومية، أو الحزبية، أو الخاصة، وكان يستخدمهم في أيام مجده من اجل تصفية حساباته مع زملاء له في السلطة والحزب الحاكم، وتقرأ لهؤلاء فتظن أنهم مناضلون بالوراثة، مع أن الكفيل (وهو اصطلاح خليجي) هو الذي يقف وراءهم ويحمي ظهورهم!
فضيحة تليق بصاحبها، والذي قال في أيام الثورة الأولى وعبر تلفزيون الريادة الإعلامية بأنهم (باقون وشامخون)، وفي اليوم التالي تم حمله على المغادرة، ولولا تفجر هذه الفضيحة لوجدنا من يقدمه على أنه كان كتفاً بكتف مع حسني مبارك في ميدان التحرير!
ولكانت فرصة لا تعوض لسيادته في (تبني) الثورة وقد يساعده على ذلك غياب مذيعة التلفزيون الليبي بسبب حكم محكمة القضاء في مصر بحرماننا من طلتها المباركة.. بالمناسبة فقد أنساني الشيطان اسم هذه الحسناء، ولن أتوقف عن الدعاء لمن يبادر بذكر اسمها!
منذ نجاح الثورة، والأحزاب الصغيرة صنيعة جهاز مباحث أمن الدولة تتعامل على أنها من قامت بالثورة، وتهاجم الرئيس المخلوع، مع أنها كانت معه وضد الثورة إلى أن تنحى، وتولت بالنيابة عن الحزب الحاكم الهجوم على الدكتور محمد البرادعي الذي دمر العراق، مع ان مبارك نفسه هو الذي شارك في عملية التدمير وليس البرادعي.

حنان الأب
أحد الذين (يتبنون) الثورة الآن، مع ان (التبني حرام) كنت قد علمت بأنه من الذين دعوا لحضور حفل زواج جمال مبارك من ربة الصون والعفاف الآنسة خديجة الجمال، التي دخلت على عائلة مبارك (بالحنجل والمنجل) فتبدد شملها، وصارت أغنية المطرب الكويتي الذي لا يحضرني اسمه الآن: 'أنا في وادي يا ربي وولدي في وادي' معبرة عن الحالة.
ولأني كنت حينها أحصر كل طموحي في تدخل جراحي من عزرائيل، فالحل في موت أهل الحكم ولو في حادث 'توك توك' فقد ذهبت اسأل المدعو عن إحساسه وهو يصافح الرئيس، وينظر إليه من قريب!
انتظرت ان يقول لي أنه مريض ويأخذ نفسه بصعوبة.. أو ان وجهه أصفر بما يوحي أن ساعته قد حانته، أو أنه أحس بأننا عما قريب سنسمع أغنية 'بودعك'، لكن صاحبنا لم يكن على مستوي المسؤولية الوطنية، فجاءت إجابته نصاً ورب الكعبة وبجدية مؤلمة: 'حسيت بحنان الأب'.. خيبك الله إخدعني وقل لي أن عينيه جاحظتان، وان يده مهزوزة، وان شفتيه ترتعشان، وأنك حسيت انه مات في العام الماضي!
هذا الذي أحس بحنان الأب عندما اقترب من مبارك، ووضع يده في يده، وتلاقت الأعين.. مشتاق ينظر إلي مشتاق، (يتبنى) الآن الهجوم عليه باعتباره مفجر ثورة 25 يناير وما قبلها وثورة 1919 أيضا.
ومنذ نجاح الثورة وأحد هؤلاء لا يكف عن تبنيه للثوار بالحديث عن (أولادنا الثوار) .. (أبناؤنا شباب الثورة).. وأحياناً يقول: (ولادي) ليذكرنا بالرئيس خالد الذكر أنور السادات وهو يتحدث عن (ولادي) شباب الجماعات الدينية المتطرفة.. وأنا باقول (يا ولادي) انتم مضحوك عليكم.. وكلكم أولادي.. وقد كان هذا يليق بدور العمدة الذي كان يعشق القيام به، أو كبير العائلة المصرية، على حد قوله.
برنامج يسري فودة على قناة 'اون تي في' استضاف صاحب لازمة أولادنا الثوار، والذي ذهب مهرولاً لأنه سيظهر في أهم برنامج على المحطات المصرية ما ظهر منها وما بطن، وفي حضرة مذيع مرموق كيسري المذكور، فبدا مبتهجاً، ربما ظن انه سيقدمه باعتباره الأب الروحي لكل ثوار التحرير، لكن بعد لحظات كان يسري يعرض لقطات من فوق كوبري السادس من أكتوبر، الذي كان مخصصاً لبلطجية النظام ومن فوقه كانوا يقذفون الثوار بالطوب والحجارة، وكان مكانهم الاستراتيجي في يوم موقعة الجمل.
اقتربت الكاميرا من الواقف على الكوبري، فارتج على الضيف المبتهج، فإذا به هو يتحدث مع أحد البلطجية.
يسأله يسري ماذا كنت تفعل هناك.. فيقول ان مكتبه قريب من الكوبري!! وللعلم فانه ليس كوبري للمشاة.
ولم يكن صاحبنا يتحرك، فقد كان واقفاً يدير أمراً ما، ويسأله يسري بهدوئه المبدع: ولماذا تقف هنا؟ فيقول: انه كان يتابع موقف ( أولادنا الثوار).. ساعتها شعرت بمعني حنان الأب الذي يضحي بنفسه من اجل أبناءه!.
في أيام الثورة كان مجرد الاقتراب من هذا الكوبري خطرا عظيما، يمكن ان يكون ثمنه حياة الإنسان، ليس لأنه كان محتلاً من قبل بلطجية النظام، ولكنه كان أيضاً قريباً من مكان وجود القناصة، الذين أصابوا وقتلوا أكثر من ألف من الثوار، لكن صاحبنا كان يقف معرضاً نفسه للخطر من اجل أن يطمئن على أبنائه، مع أننا لم نكن نشاهده في الصورة يحاول رؤيتهم، ومع ان الاطمئنان عليهم كان يستدعي النزول من فوق الكوبري والمشي خطوات ليكون بين من يريد الاطمئنان عليهم.
جبار يسري فودة في برنامجه على 'اون تي في' كما كان جباراً في برنامجه على 'الجزيرة'.. 'سري للغاية'، وهو محقق صحافي من طراز رفيع، وتمنيت ان يكلف بالتحقيق مع الرئيس المخلوع، فمؤكد انه سيعرف في نهاية التحقيق أين يخبئ أموالنا المسروقة، في الخارج أم في مصر بحفرة داخل خرابة قريبة من القصر الجمهوري؟!
ان ما جرى للواقف فوق الكوبري هو نهاية طبيعية لمن يرتكب خطيئة التبني ولو في غيبة مذيعة التلفزيون الليبي.
صحافي من مصر
azouz1966

------------------

مصر: اتهامات للمجلس العسكري باعتقال الاف الشبان واخضاعهم للمحاكمات العسكرية لترهيب المحتجين

\22q-7.htm



القاهرة - من دينا زايد: لم تتجاوز المحاكمة العسكرية للممثل المصري علي صبحي 20 دقيقة بعد ساعات من إلقاء القبض عليه في آذار/مارس مع أكثر من 160 محتجا آخرين في وسط القاهرة.
كان صبحي من بين محظوظين تمت تبرئتهم من اتهامات 'بالبلطجة' بعد حملة للإفراج عنهم لكنه قضى أربعة أيام في السجن وأصبح يشكك الآن في نوايا المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد.
وقال لرويترز إن هناك آلاف الشبان محتجزون في سجون عسكرية لسبب بسيط هو أنهم كانوا في الشارع في الوقت الخطأ. وأضاف أنها خطة لتفتيت الثورة لأنهم إذا اعتقلوا البعض فإن الآخرين سيخافون من الخروج في احتجاجات.
ويتنامى الغضب من إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لعملية الانتقال إلى الحكم المدني في مصر. ويقول متظاهرون معتصمون في ميدان التحرير بوسط القاهرة إن الجيش يتباطأ في تطهير النظام وإنهاء ممارسات فساد تعود لأيام الرئيس السابق حسني مبارك.
ويشير المتظاهرون إلى محاكمة الكثير من المدنيين عسكريا وهو إجراء كان سائدا في عهد مبارك ويمارسه الان المجلس العسكري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي الذي يتولى منصب وزير الدفاع منذ 20 عاما في حكومة مبارك.
لكن حتى في عهد مبارك كانت المحاكمات العسكرية للمدنيين تقتصر على المشتبه بهم في قضايا أمنية خاصة أيام نشاط الجماعات الاسلامية المسلحة في التسعينيات وليس المدنيين العاديين.
ويقول نشطاء وجماعات معنية بالحقوق إن المحاكمات العسكرية التي جرت بالجملة في الشهور القليلة الماضية تثير تساؤلا حول رغبة المجلس العسكري في تحويل مصر إلى بلد ديمقراطي.
ويقول المجلس إن هذه المحاكمات مقتصرة على الجرائم الخطيرة وليس الهدف منها قمع حرية الرأي لكن نشطاء وجماعات معنية بالحقوق يشيرون إلى ست حالات على الاقل من الاعتقالات العشوائية لتفريق مظاهرات خلال الشهور القليلة المنصرمة.
وقال شادي حامد مدير الأبحاث في مركز بروكينجز بالدوحة إن الجيش أثبت انه يرتكب نفس الممارسات التي كانت تستخدم أيام نظام مبارك.
وأضاف أن السجن بسبب التظاهر هو نقيض ما كان الناس ينادون به في ميدان التحرير.
وترى جماعات للحقوق أن المحاكمات العسكرية للمدنيين تقوض سيادة القانون وتعوق التحول المنظم وتقول إنه كان من الأفضل استخدام النظام القضائي المدني رغم عيوبه ووتيرته البطيئة.
وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية وجماعات أخرى معنية بالحقوق إن عشرة آلاف مدني على الأقل مثلوا أمام محاكم عسكرية منذ تخلي مبارك عن منصبه في 11 شباط/فبراير بعد الثورة المصرية.
وتتراوح الاتهامات التي وجهت لهؤلاء من سرقات صغيرة إلى جرائم عنف ويمكن أن تكون العقوبات صارمة. وحكم على صاحب محل بالسجن سبع سنوات بعدما أدانته محكمة بسرقة أربعة أحذية وبطاقة للهاتف المحمول. ونفى صاحب المحل الاتهام الموجه له.
وقال اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة للصحفيين إنه يجب ألا يحاكم أي مدني عسكريا لكن الوضع الطارئ الذي تعيشه البلاد جعل المحاكمات العسكرية تحل محل المحاكمات المدنية الى ان تصبح المحاكم المدنية قادرة على العمل.
وردا على الانتقادات أعلن المجلس رقما للفاكس في حالة وجود أي شكاوى أو استفسارات بشأن محاكمات عسكرية سابقة للمدنيين. وكان هذا غير كاف بالنسبة لصبحي وآخرين.
وقال عادل رمضان وهو محام معني بحقوق الانسان ويعمل مع المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إن إصرار الجيش على الدفاع عن القضاء العسكري هو مشكلة في حد ذاته. وأضاف أن هذه سياسة تبنتها القوات المسلحة ولا ترغب في التخلي عنها.
ويمثل أمام المحاكم العسكرية من خمسة إلى 30 متهما في القضية الواحدة التي تستمر مداولاتها بين 20 و40 دقيقة لاتهامات بانتهاك حظر التجول أو حيازة أسلحة غير مرخصة أو تدمير الممتلكات أو السرقة أو الاعتداء. وتراوحت أحكام السجن بين ستة أشهر و25 عاما.
وعادة لا يسمح للمتهمين في القضايا العسكرية التي لا تكون علنية باختيار محامين يمثلونهم إلا في القضايا التي تسلط عليها الاضواء مثل قضية المدون مايكل نبيل البالغ من العمر 26 عاما والذي حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة إهانة المؤسسة العسكرية.
وقال مارك نبيل شقيق مايكل إن شقيقه اتصل به وأبلغه بأن محاكمته ستبدأ في غضون 30 دقيقة وتساءل أين العدل في ذلك. وابلغ مارك جماعات للحقوق ووسائل الاعلام وأحضر محاميا للدفاع عن شقيقه.
وقال القاضي العسكري لمحامي مايكل إن الحكم تأجل بناء على طلبهم وطلب منهم مغادرة قاعة المحكمة. واكتشف المحامون فيما بعد أن القاضي أصدر حكمه بإدانة موكلهم في غيابهم.
وذكر مارك أن المجلس العسكري يعتقل أي شخص يحب أن يعتقله ويتهمه بالبلطجة وفي خلال 10 ساعات يدينه ويمكن أن يحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.
وتقول جماعات معنية بالحقوق إن المحاكمات العسكرية تقوض النظام القضائي المدني خلال الفترة الانتقالية التي يدير المجلس العسكري شؤون البلاد خلالها.
وقالت هبة مورايف من منظمة هيومان رايتس ووتش إنها تأسف لأنه لا يوجد المزيد من التركيز على مضمون الانتقال. وأضافت أن المصريين يواجهون إرثا ثقيلا وتحديا لحكم القانون واستقلال القضاء.
وكان قانون الطوارئ الذي أعطى وزارة الداخلية في عهد مبارك سلطات مطلقة في الاعتقال قد أسفر عن سجن ما بين عشرة آلاف و14 ألفا بدون محاكمة عادلة. وتشعر جماعات معنية بالحقوق أن القانون مازال يستخدم لاعتقال أشخاص بدون وجه حق.
وقالت هبة مورايف إن ما حدث يمكن ان يكون استبدال وزارة الداخلية بالجيش.
ويقول نشطاء حقوقيون إن الفراغ الأمني الذي أعقب الاطاحة بمبارك كان معناه أن تلعب المحاكمات العسكرية دورا في إعادة فرض الأمن لكن السؤال هو لماذا اتسع نطاقها منذ ذلك الحين؟
ويقول محتجون إن الجيش كان يجب أن يدفع باتجاه محاكمة أسرع لمبارك القائد الأعلى السابق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وأركان نظامه المتهمين حاليا بالفساد واستغلال السلطة.
وفي محاولة لتهدئة الغضب قال الجيش في صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي إن المحاكمات العسكرية ستقتصر على 'أعمال البلطجة المصحوبة باستخدام الأسلحة النارية أو الأسلحة البيضاء والتي تؤدي إلى ترويع المواطنين وجرائم الاغتصاب وجرائم التعدي العمد على رجال الأمن أثناء تأدية مهام وظيفتهم'.
وتقول منى سيف من مجموعة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين إن تهمة البلطجة الفضفاضة استخدمت كثيرا.
وأضافت أنه طالما استمرت المحاكمات العسكرية للمدنيين فإن السلطات ستجد فرصة لقمع الاحتجاجات وتهديد الحريات المدنية. وقالت إن ذلك كله لا يحدث فرقا لأن معظم الاتهامات مفبركة.
وينفي المجلس العسكري احتجازه لأي متظاهرين ويقول إنه لا يحتجز إلا 'بلطجية' يسعون لإحداث شقاق بين الجيش والشعب لكن نشطاء يقولون إن المحاكمات العسكرية للمدنيين تؤجج انعدام الثقة في لواءات الجيش وإحساسا دائما بالظلم.
وقال مارك إن الجيش يجب أن يوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين سواء أراد هذا أم لا.
وأضاف أن المتظاهرين الذين ظلوا في ميدان التحرير 18 يوما من أجل الاطاحة بمبارك سيظلون لهذه الفترة وأكثر منها لإجبار المشير أو أي شخص يريد فرض رؤيته على المسار الصحيح. (رويترز)


-----------------

الكشف عن تفاصيل مؤامرة مبارك على أبو غزالة.. تحذير من انتشار السلفيين.. والثوار ينددون بالحكومة الجديدة
حسام عبد البصير
2011-07-22




القاهرة ـ 'القدس العربي' : كما أنه ليس بين الخيرين حساب فإنه ليس بين اللصوص عتاب خاصة إذا كانوا تربوا على يد نشال خفيف اليد ثقيل الظل كالرئيس المخلوع مبارك الذي نجح بمهارة فائقة في نشل بلد بحجم مصر واستحوذ هو وأسرته وأعوانه على ثرواتها تاركاً شعبه صفر اليدين.. ومن أبرز التلاميذ المهرة لمبارك عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق الذي باع شركات القطاع العام بتراب الفلوس والذي حل أخيراً على سجن طرة. عبيد إستقبل هناك استقبال الفاتحين بين أعوانه وأصدقائه من مشاهير اللصوص. واللافت أن الرجل إستقبل عدسات المصورين عند نزوله من سيارة الترحيلات بابتسامته الشهيرة التي احتفظ بها على مدار عقدين من الزمان تبوأ خلالهما مناصب رفيعة.. تلك الابتسامة التي كان يلاحق بها مبارك أينما حل ويستقبل بها رجال النيابة الذين فشلوا طوال السنوات الماضية في الايقاع به حيث كان على يقين بأنه لن يلاحق قضائياً لكونه تحت حماية المخلوع حتى جاء اليوم الذي لاريب فيه .. بين زنزانة عبيد في طرة وزنزانة أحمد نظيف رئيس الوزراء السابق عدة زنازين وبينما يقضي عبيد وقته بالنظر شارداً لسقف زنزانته فإن نظيف ووفقاً لروايات مجاورين له في السجن لايكف عن البكاء بسبب الحادث السعيد الذي صادفه قبل شهر حيث أصبح أباً لطفل قدم للدنيا وهو في ال######شات ولم ينجح خفيفو الظل من النزلاء الذين اقترحوا عليه أن يسمي ابنه (######ش) في الترويح عنه. أما يوسف والي وزير الزراعة الأسبق والذي حل على السجن منذ أيام فقد داعبه أحد المساجين بأن قدم له تفاحة قائلاً له (أتفضل بالسم الهاري) قاصداً بذلك المبيدات الفتاكة التي حصدت أجساد ملايين المصريين فأصابتهم بالأمراض المزمنة.. وما بين زنزانة عبيد ووالي توجد عشرات الزنازين لمشاهير الحكم في زمن مبارك أهلها في انتظار فرج السماء إما بالبراءة أو بالموت الرحيم.. ومن موضوعات صحف أمس الحديث عن المصاعب الكبرى التي تواجهها الحكومة الجديدة التي ولدت بعد جراحة قيصرية وترتيبات الاخوان والسلفيين لجمعة الشريعة وهواجس المصريين من عدم لحاق أبنائهم الناجحين في الثانوية العامة بكليات القمة، كما تعرضت الصحف للقاء شيخ الأزهر بحسن الترابي الذي يزور مصر يعد غياب دام لاكثر من عقدين.. ومن هنا نبدأ:

الترابي يهنئ المصريين بالثورة

اشاد الدكتور حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي بالسودان خلال لقائه بشيخ الأزهرأحمد الطيب بالثورة المصرية ودور الأزهر الشريف في نشر الاسلام واللغة العربية، مشيرا إلى أنه استهل زيارته لمصر بمقابلة شيخ الازهر تقديرا لمكانة الأزهر الشريف في قلوب الامة الاسلامية. وأوضح الترابي انه سيلتقي رموز جميع القوى السياسية والحركات الاسلامية والثورية للتعرف على الواقع السياسي الجديد في مصر.وتناول اللقاء العلاقات المصرية السودانية بعد ثورة25 يناير والاوضاع في السودان بعد استقلال الجنوب وبروز التيارات الاسلامية على المشهد السياسي بمصر والدول العربية التي شهدت ثورات شعبية بالاضافة الى الدور العالمي للأزهر في افريقيا. أكد الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر، خلال لقائه الدكتور حسن الترابي الذي يزور مصر بعد 32 عاما من منعه دخولها، أن التظاهر وحده لا يكفي لانجاح الثورات وان الفكر والتنظيم للمستقبل والنظرة الواسعة لما حولنا هو الكفيل بنجاح الثورة وتحقيق اهدافها، مشيدا بالثورات التي شهدتها مصر وعدد من الدول العربية. واوضح الامام الاكبر حرص الازهر الشريف على نشر الاسلام واللغة العربية في افريقيا مطالبا بضرورة ان يتعامل علماء الاسلام مع التراث بعقول متفتحة لانتاج فكر يتعاطاه الانسان المعاصر ويواجه مشكلات الأمة الاسلامية.

عيش وحلاوة في جمعة توحيد الميدان

شهد ميدان التحرير أمس نشاطاً مكثفاً للجان الشعبية المسؤولة عن أمن الميدان ولجان الإعاشة استعداداً للجمعة التي أطلق عليها المعتصمون 'جمعة توحيد الميدان' من أجل دعوة جميع القوى السياسية والحركات الثورية الى التوحد حول المطالب الأساسية للثورة، في مقدمتها المحاكمات العلنية للرئيس المخلوع حسني مبارك وأبنائه وزوجته سوزان ثابت وحبيب العادلي وتنفيذ حكم المحكمة الادارية العليا بوضع حد أدنى للأجور 1200 جنيه وتحديد حد أقصى يطبق على كل القطاعات وصرف إعانة بطالة 500 جنيه، وصون حق الشهداء في القصاص من القتلة وتعويض أسرهم وتكريمهم والافراج الفوري عن المعتقلين وإلغاء المحاكمات العسكرية.
بدأت لجان الميدان الاساسية بالتحضير لمليونية اليوم بطرد جميع الباعة الجائلين من الميدان وانشاء لجنة جديدة، وهي لجنة تنظيف الميدان لإعطاء صورة جيدة للاعتصام مع استمرار عمل لجنة أمن الميدان ولجنة الاعاشة والمنبثق منها ثلاث مجموعات تغطي احتياجات الافطار والغداء والعشاء، واشترى الثوار كميات كبيرة من الخبز والجبن والحلوى والمعلبات وشكلت لجنة التوعية السياسية والتي تشارك فيها القوى السياسية وبعض الشخصيات العامة.

الأحزاب خائفة من عودة فلول الوطني

رفضت معظم القوى السياسية والأحزاب أمس قوانين مجلسي الشعب والشورى، ومباشرة الحقوق السياسية، التي أصدرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة بدعوى أنها تفتح الباب أمام عودة فلول الحزب الوطني، وسيطرة رأس المال، وسطوة العصبيات والقبليات على المجلس. وأكد سامح عاشور زعيم الحزب الناصري أن الانتخابات الفردية مكنت النظام السابق من التنكيل بالشعب المصري، وتزوير الانتخابات. وأعلن أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط رفضه التام للقوانين، وقال إن هذا يكرس فكرة أعمال البلطجة والمال والعصبيات.
وفي المقابل وصف عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية هذه القوانين بعد تعديلها بأنها خطوة جيدة، وحركة سليمة باتجاه الممارسة الديمقراطية، وأشار إلى أن التعديلات تتضمن عدة نقاط إيجابية أبرزها إدخال نظام القوائم في العملية الانتخابية، والنص على تمثيل المرأة في كل القوائم فيما أطلق شباب الثورة المعتصمون بميدان التحرير أمس 3 دعوات بأسماء مختلفة للتظاهر بالميدان وبقية الميادين الرئيسية بالمحافظات، بالتوازي مع استمرار الاعتصام.

الكونغرس سيقطع المعونة
إذا وصل الأسلاميون للحكم

قالت 'الأهرام' أمس ان لجنة في الكونغرس الأمريكي قدمت مشروع قانون يتضمن اقتراحا بوقف المساعدات الخارجية الأمريكية لعدد من دول منطقة الشرق الأوسط بينها مصر إذا لم تستجب لعدد من المعايير الصارمة التي تتضمن الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي. وكشفت شبكة فوكس نيوز الأمريكية النقاب عن أن مشروع القانون ركز على ضرورة حصول واشنطن على ضمانات عدم وقوع السلطة، في مصر وباكستان واليمن والسلطة الفلسطينية، في يد مجموعات معادية للولايات المتحدة .وتحدث مشروع القانون بحذر حول مستقبل علاقات الولايات المتحدة مع مصر، حيث أشار إلى أن مستقبل المساعدات سيكون مرتبطا بمدى استعداد الحكومة المصرية القادمة لأن تكون خالية من أشخاص ينتمون إلى جماعات متطرفة'.

جزمة الناس اللي في التحرير تتسبب في أزمة

قام أسامة هيكل وزير الإعلام بتحويل أسرة برنامج (صوت مصر) الذي يبث على الفضائية المصرية في سهرة الجمعة أسبوعيا للتحقيق وذلك بعد أن طلب مشاهدة شريط الحلقة الماضية.. وتقول ميرفت إمام مخرجة البرنامج: كان ضيف الحلقة الماضية جورج إسحاق وقال على الهواء (جزمة الناس اللي في التحرير أفضل ممن في روكسي) وردت عليه المذيعة سميحة أبو زيد فورا، ثم طلب أن يشرب فأعطيته زجاجة ليشرب منها بعد أن إنتزعت ما هو مكتوب عليها حتى لا يكون إعلانا وهو ما اعترض عليه الوزير حيث اعتبر هذا غير لائق وحولنا للتحقيق. وتتساءل المخرجة: كيف يطالبوننا بتقديم إعلام حر ويطلبون منا تكميم أفواه الضيوف؟'.

الوزير الافتراضي ينفي لقاء إسرائيليين

نفى الدكتور حازم عبد العظيم الذي استبعد من منصب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ما تردد حول لقائه بممثلين إسرائيليين عن شركة اتصالات إسرائيلية، والذي قيل إنه التقاهم بطابا في 12 يونيو 2009 . وقال عبد العظيم أنا لست رجل أعمال ولست رئيسا لمجلس إدارة شركة CIT. وأوضح عبد العظيم أن حصته في هذه الشركة 5 ' تقريبا وهذا موثق وهي حصة رمزية لا تمكن صاحبها من أي شيء لا الإدارة ولا اتخاذ القرارات، وانه على استعداد لبيع تلك الحصة فورا.
وأشار عبد العظيم أنه في مايو 2007 تم تعيينه مستشارا لوزير الاتصالات ومنذ هذا الوقت انقطعت صلته بالشركة تماما حيث كان يعمل كل الوقت في المنصب الحكومي ، مبينا أنه منذ هذا الوقت والشركة لها مجلس إدارة له سلطة اتخاذ القرار والإدارة كاملة وله الحق في التعامل مع من يرغب.
وحول أسباب تأييده للدكتور محمد البرادعي كمرشح لرئاسة الجمهورية قال عبد العظيم لست عضوا في حملة تأييد البرادعي ولكن من حقي كمواطن أن أرشح الشخص الذي أراه مناسبا وأرى أن البرادعي مرشح مناسب من وجهة نظري وهو الأصلح في هذه الفترة.

التجمع يحذر الأحزاب من التعاون مع السلفيين

كعهده دائماً في استخدام فزاعة التيار الاسلامي حذر حزب التجمع على لسان رئيسه رفعت السعيد من تنامي نفوذ الاسلاميين خلال المرحلة القادمة. واتهم حزب التجمع القوى السياسية الدينية بالتحريض على المعتصمين في ميدان التحرير باعتبارهم مسؤولين عن تعطيل المرور والعمل والإنتاج، في إشارة لما جاء في الرسالة الأسبوعية الصادرة عن مكتب الإرشاد الخميس الماضي منتقدا موقفها من رفض قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإصدار إعلان دستوري يحدد مبادئ وأسس تكوين الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور. وحذر التجمع في بيان له أمس حزب الوفد من الاستمرار في أي تحالف انتخابي مع تلك القوى التي كشفت عن رفضها للدولة المدنية وأي قرار ضد المشروع الإخواني والسلفي والجهادي ومطالبته بالإسراع لإدراك خطورة هذا التحالف مؤكدا أن موقف الإخوان والجماعة الإسلامية والسلفيين والجهاد يكشف أنهم ضمن القوى السياسية التي تقاوم الإجماع الوطني وترسخ للاستبداد.

طنطاوي يطالب الحكومة
الجديدة بملاحقة الفاسدين

فوراء آدائها اليمين طالب المشير طنطاوي الحكومة الجديدة بضرورة التخطيط العلمي المدروس لتحقيق أهداف الثورة ومطالبها والتعبير عن طموحات أبناء الوطن واستعادة الامن والاستقرار ومواجهة اي محاولة للعبث بأمن البلاد ومصالحها العليا أو الاضرار بالاقتصاد، وتهيئة المناخ الملائم لاجراء انتخابات ديمقراطية واعداد دستور جديد للبلاد وانتخاب رئيس للجمهورية. واكد على ضرورة التصدي بكل حزم لجميع اشكال الفساد والمفسدين ودعم جميع الاجهزة الرقابية المختصة لتنفيذ ذلك، وتنفيذ حكم محكمة القضاء الاداري بشأن حل المجالس المحلية ، ومساندة الاجهزة القضائية المختصة لتمكينها من اداء مهامها بما يضمن حصول الدولة على حقوقها وفقاً لما تتطلبه التشريعات الوطنية والدولية.
وطالب طنطاوي الحكومة الجديدة بتفعيل دور صندوق الرعاية الصحية والاجتماعية لضحايا ثورة 25 يناير واسرهم، وسرعة صرف التعويضات لأسر الشهداء خلال مدة أقصاها شهر وتقديم جميع اوجه الرعاية الصحية والاجتماعية للمصابين واسرهم، مع استمرار سياسة الحوار مع جميع اطياف الشعب والقوى السياسية للوصول الى الصيغ التي تخدم المصلحة العليا للبلاد، وتقديم الدعم الكامل للشباب.

تفاصيل مؤامرة مبارك على أبوغزالة

وإلى الآراء التي حفلت بها صحف الجمعة حيث تعرض عمرو الليثي في عموده بـ'المصري اليوم' للحديث عن مؤامرة مبارك للتخلص من أحد ابرز قادة القوات المسلحة السابقين وهو المشير أبوغزالة، يقول الليثي: المشير 'أبوغزالة' تعرض لخديعة كبرى، بدأت بمكالمة تليفونية من الرئيس السابق مبارك يخبره فيها بأنه قرر تعيينه نائباً لرئيس الجمهورية، وجاءه استدعاء فوري ليذهب إلى القصر الجمهوري لحلف اليمين، وعندما وصل أدخلوه إلى غرفة وأغلقوا عليه الأبواب لمدة تجاوزت الساعات الثلاث.. في تلك الفترة كان المشير 'أبوغزالة' منفصلاً تماماً عن العالم الخارجي، ولا يعرف ماذا يحاك له.. في تلك الفترة كان مبارك قد استدعى الفريق يوسف صبري أبوطالب من خارج الخدمة، وعينه وزيراً للدفاع، وبعد أن أقسم 'أبوطالب' اليمين أمام مبارك فتحوا الباب لـ'أبوغزالة'، وأبلغوه بأنه سوف يقسم اليمين كمساعد لرئيس الجمهورية، وليس كنائب رئيس كما أبلغه مبارك.. وكانت هذه خديعة أشبه بخديعة أبي موسى الأشعري. وتعددت الآراء لماذا أعطى مبارك 'أبوغزالة' هذا (الشلوت الاعلى)، كما قيل في ذلك الوقت.. هل يعود ذلك إلى ارتفاع شعبية المشير 'أبوغزالة' في داخل القوات المسلحة؟ أم أن ذلك لرغبة أمريكية في الإطاحة بالمشير 'أبوغزالة' لمواقفه المتشددة في ذلك الوقت حيال بعض قضايا التسليح وغيرها'.

تعددت الأسباب والثورة واحدة

ليس من أجل الحرية فقط يتظاهر المصريون كما تشير سحر جعارة في زاويتها بـ'المصري اليوم' حيث تقول: 'يبدو أن المواطن البسيط قد وضع أجندة مختلفة لإنجازات الثورة، فمقياس نجاحها من عدمه ليس في تطهير مؤسسات الدولة ولا الانتخابات النيابية والرئاسية، ولا الدستور وما فوقه وما خلفه.. لقد توقف فصيل كبير عند المطلب الأول الذي خرجت الجماهير من أجله: 'لقمة العيش' أو بلغة التحرير 'العدالة الاجتماعية'. وفي مشهد غريب تظاهر ثلاثة أشخاص بخلع ملابسهم أمام مجلس الوزراء لمطالبة الحكومة بالتدخل لإنقاذهم. معاناة الأول تتلخص في سرقة التاكسي الذي لايزال يسدد أقساطه، والثاني تمت سرقة سيارته الملاكي، أما الثالث فرجل 'أرزقي' كل يوم بوظيفة لم يسدد فواتير الكهرباء والمياه منذ عام ومدين لجيرانه بستة آلاف جنيه(!!). قد يقول أحدكم إن هذا حال ملايين المصريين، وإن لقمة العيش لن تأتي إلا بديمقراطية فاعلة تقضي على الفساد والمحسوبية.. صحيح تماما، لكن بعض بسطاء هذا البلد تصوروا أن الثورة قادرة على استعادة ما تم نهبه من ثروة مصر، وأن المواطن سيقبض - مع الحرية - أموالا (كاش) مكافأة له على صبره على عهد القهر والفساد.

وما زال البحث جارياً
عن مكان آمن لمحاكمة مبارك

أكد المستشار السيد عبد العزيز عمر رئيس محكمة استئناف القاهرة لـ'الأخبار ' انه لم يتحدد حتى أمس مكان المحكمة التي ستشهد محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال وصديقه حسين سالم بجلسة 3آب/ أغسطس القادم . وقال ان البحث مازال مستمراً عن قاعة متسعة للمحاكمة ويتوفر لها التأمين الكافي . وستعقد الجلسة برئاسة المستشار أحمد رفعت حيث يواجه مبارك اتهاما بقتل الثوار . كما يواجه ونجلاه وصديقه اتهامات بالرشوة وإهدار المال العام والتربح .
وقال رئيس الاستئناف انه تسلم أمس اعتذار دائرة المستشار عادل عبدالسلام جمعة عن محاكمة 52 متهما في موقعة الجمل وسيتم تحديد الدائرة الجديدة التي ستحاكمهم الأسبوع القادم . وقد أكد المستشار جمعة في اعتذاره ان قضية موقعة الجمل وقضايا قتل المتظاهرين المتهم فيها مبارك والعادلي ومساعدوه وكل ضباط الشرطة في كل المحافظات يجب جمعها معا في قضية واحدة . واكد جمعة لـ'الاخبار ' انه سيتنحى عن محاكمة العادلي ومساعديه الستة في جلسة الاثنين القادم.

وزير الصحة: أقسم بالله لن أتخلى عن المرضى

في أول لقاء تفاعلي له مع الجــــماهير بعد أداء اليمين الدستورية، قال الدكتور عمرو حلمي، وزير الصحة الجديد 'أقسم بالله العظــــيم كما أقســمت اليمين الدستوري، بأنني سأحافظ على هذا الوطن، وعلى نظامه الجمهوري، وأنني سأكتب كافة المطالب التي ما زلنا نرددها ونطالب بها وأتقدم بها لرئيس مجلس الوزراء ليرفعها للمشير'.
وأشار د.عمرو حلمي الذي حرص على حضور الندوة الأسبوعية لصالون الروائي الدكتور علاء الأسواني، كما هو معتاد، بمقر مركز إعداد القادة، إلى أن المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة طالب الوزراء الجدد خلال لقائه بهم، عقب أداء اليمين الدستوري، أن يكتبوا آراءهم ووجهات نظرهم ويرفعوها للدكتور عصام شرف، ومن ثم يرفعها رئيس مجلس الوزراء إليه، كما قال المشير لهم بأنه يحترم القضاء واستقلاليته، ولا يجب أن نعتقد بأننا إذا قلنا للقضاء افعل فيفعل؛ لأن القضاء هو صاحب القرار وتعهد بعدم التخلي عن المرضى وحقهم في العلاج على نفقة الدولة'.
شرف يتعهد بتفعيل قانون الغدر

تعهد رئيس الوزراء عصام شرف بان يخرج قانون الغدر غير المفعل وشبه المجمد من الثلاجة. وينص القانون على عدد من العقوبات في حق كل من ثبتت إدانته بتهمة الغدر، مثل العزل من الوظائف العامة، وسقوط العضوية في مجلسي البرلمان أو المجالس البلدية أو القروية أو مجالس المديريات، والحرمان من حق الانتخاب أو الترشيح لأي مجلس من المجالس سالفة الذكر لمدة أقلها خمس سنوات من تاريخ الحكم، والحرمان من تولي الوظائف العامة لمدة أقلها خمس سنوات من تاريخ الحكم، والحرمان من الانتماء إلى أي حزب سياسي مدة أقلها خمس سنوات من تاريخ الحكم، بالإضافة إلى الحرمان من عضوية مجالس إدارة الهيئات أو الشركات أو المؤسسات التي تخضع لإشراف السلطات العامة، ومن أية وظيفة بهذه الهيئات لمدة أقلها خمس سنوات من تاريخ الحكم، كما ويجوز الحكم أيضا بإسقاط الجنسية المصرية عن الغادر أو الحكم برد ما أفاده من غدره وتقدر المحكمة مقدار ما يرد. وتتشكل محاكم الغدر وفقا للقانون برئاسة مستشار من محكمة النقض، وعضوية مستشارين من محكمة استئناف القاهرة يعينهم وزير العدل، وأربعة ضباط يعينهم القائد العام للقوات المسلحة'.

6 أبريل: التعديل
الوزاري لا يسر أحداً

أكدت حركة شباب 6 أبريل'الجبهة الديمقراطية' أن التعديل الوزاري الجديد إستمرار لمعاناة الوطن من النظام السابق، وذلك لاستبدال وزراء متقاعسين بآخرين من لجنة سياسات الحزب الوطني المنحل. وأضافت الحركة في بيان لها ' مما زاد في معاناة الوطن أكثر وأكثر، ما يطلق عليه قانون مجلسي الشعب والشورى، وما يحتويه من مواد تنص على نسبة الـ 50 ' عمال وفلاحين، ليؤكد استمرار المسلسل الهزلي من تمثيل الفلاحين والعمال بمن لا يمثلهم ولا يهتم لأمورهم، وكذلك ما احتواه قانونا مجلسي الشعب والشورى على ما يعرف بالترشح بنظام القائمة والفردي، وما يتيحه ذلك من فرصة ذهبية لفلول الحزب الوطني للعودة إلى الساحة السياسية، خصوصاً بعد اندساس عناصره بين الأحزاب الجديدة و الأحزاب الكرتونية التي كانت قبل الثورة وطالبت الحركة بضرورة إلغاء المحاكمات السياسية، وإقالة النائب العام، وكذلك نقل مبارك من مستشفى شرم الشيخ إلى محبسه الطبيعي'.

تنديد واسع بسبب قانون مجلسي الشعب والشورى

تسبب مرسوم المجلس العسكري لقانون مجلسي الشعب والشورى بـ 'حالة انقسام جديدة'، ولا سيما بين القوى السياسية والأحزاب المعارضة للقانون من جهة، وبين التيارات الإسلامية المؤيدة له من جهة أخرى، واندفع البعض إلى القول بأن 'اعتصام التحرير قد يمتد شهورا'، فيما أعلنت أحزاب أخرى نيتها 'مقاطعة الانتخابات' المقبلة. وفي ميدان التحرير كما تشير صحيفة 'الشروق' بلغ الغضب ذروته، وطافت مسيرات الميدان تحتج على القانون وتصفه بأنه 'بوابة لدخول رموز الوطني المنحل'، وهو ما جاء على لسان أحد المعتصمين، فيما وصفه آخر بأنه 'أعاد الثورة إلى نقطة الصفر'، وقال عنه البعض بأنه 'محاولة من المجلس العسكري لتفتيت القوى الثورية'، وعدم الرغبة في تحقيق مطالب الثورة.
الانتقادات العديدة تبلورت في عدم الأخذ باقتراحات 28 حزبا أو ما يسمى بـ'التحالف الديمقراطي' التي أجمعت على نظام القوائم النسبية'.

الإخوان منقسمون حول الوزارة الجديدة

تضاربت تصريحات قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزبها 'الحرية والعدالة'، بشأن تلقيهم عرضا بترشيح أعضاء بالجماعة لحقائب في التشكيل الوزاري، ففي الوقت الذي أعلن فيه القيادي في الحزب أحمد أبو بركة أن رئيس الوزراء عصام شرف عرض عليهم تولي 5 حقائب وزارية من بينها حقائب عرضت على شخصيات لم يكن شرف يعلم أنهم من الإخوان، أكد سعد الكتاتني أمين عام الحرية والعدالة، أن الحزب ملتزم بالقرار الذي اتخذه من قبل بعدم المشاركة في الحكومة الانتقالية، مشددا على أن مجلس الوزراء لم يعرض عددا من الحقائب الوزارية على الحزب، كي نرفضها كما تردد. وكان نائب رئيس الحزب عصام العريان قد قال في تصريحات لـ'الشروق': إن شرف طلب منهم ترشيح عدد من القيادات لتولي حقائب وزارية، إلا أنهم رشحوا شخصيات من خارج الإخوان، مؤكدا أن الجماعة لن تشارك إلا في حكومة تأتي عن طريق الانتخاب.

كمال زاخر: الكنيسة لاعلاقة لها بالزواج المدني

انتقد المفكر العلماني كمال زاخر مطالبة بعض الاقباط للكنيسة القبطية باعطائهم حق الزواج والطلاق المدني قائلا : 'ليس في الكنيسة زواج مدني، لانها مؤسسة دينية، الزواج بها لا يمكن ان يكون غير ديني كنسي، أما الزواج المدني فهو نسق اخر وليس بديلاً وتقرره قوانين الدولة المدنية، ولا شأن للمؤسسات الدينية اسلامية أومسيحية به، وعليه لا يجب ان تتوجه المطالبة بالزواج المدني للكنيسة بل للدولة ولوزارة العدل والبرلمان. وبالنسبة لاعتصام بعض الاقباط في الكاتدرائية صرح زاخر أن الاعتصام امام الكاتدرائية، يطالبها باعادة النظر في القواعد الحاكمة للطلاق وفق النصوص الانجيلية والعودة للرؤية الاكثر اتساعاً للنصوص وهو أمر وارد في اللاهوت المسيحي باعتبار أن المسيحية تسعى ليكون للانسان حياة افضل، وظني ان الكنيسة مطالبة بفتح حوار حول هذا الامر بغير تعنت أو تعسف وصولا إلى حلول موضوعية تراعي روح النصوص دون الخروج عليها .. يذكر ان الكاتدرائية المرقسية شهدت يوم الاربعاء الماضي مشادات بين المطالبين بالزواج والطلاق المدني وبين الانبا بولا رئيس المجلس الأكليريكي المسؤول عن الاحوال الشخصية مما أدى إلى تصاعد الازمة، و توعد اتحاد 'رافضو المجلس الإكليريكي' بمعاودة الاعتصام في الكاتدرائية الاسبوع القادم ما لم تتحقق مطالبهم، وتنفذ الأحكام القضائية بمنحهم تراخيص بالطلاق وبالزواج الثاني.

صواريخ القذافي للبيع في القاهرة

ضبطت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات إثنين من كبار مهربي المخدرات بحوزتهما كمية كبيرة من الأسلحة وقذائف الـ ' آر بي جي ' قاما بتهريبها من ليبيا .. ووردت معلومات الى اللواء طارق اسماعيل مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات ان بعض تجار المخدرات حولوا نشاطهم الى تهريب السلاح . تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواءين مصطفى بدر وسامح الكيلاني وكيلي الادارة واشرف العميد مجدي السمري رئيس قسم النشاط الخارجي على فريق بحث . تم إعداد عدة أكمنة شارك فيها العميدان طارق غازي واحمد عمر والعقداء شريف ابو المعالي وباسم الشعراوي وخالد البروي والمقدم محمد صفارأسفرت عن ضبطهما وبحوزتهما 6 قذائف صاروخية ' أر . بي . جي '. و38 قذيفة وكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر' .

ثورة المصريين وراء انتفاضة الليبيين

أكد السفير عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا السابق بالجامعة العربية وممثل المجلس الانتقالي في مصر والذي قدم استقالته احتجاجا على الممارسات القمعية من العقيد معمر القذافي أن ثورة 25 يناير شجعت الشباب الليبي على القيام بالثورة، متوقعا من مصر دعمها للثورة الليبية للحصول على حقوقها الشرعية والدولية ، كاشفا في حوار اختص به 'روزاليوسف' عن تفاصيل محاولات القذافي اغتيال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز نافيا وجود تنظيم للقاعدة بليبيا، معتبرا اعتراف 30 دولة بشرعية المجلس الوطني يتيح له استراداد 130 مليار دولار من الاموال المجمدة. وانتقد موقف الجامعة العربية من الثورة الليبية قائلاً: موقفها سيئ خاصة في أواخر ايام عمرو موسى الذي لم ينفذ توصية مجلس وزراء العرب الذي اوصى بالتواصل مع المجلس الانتقالي.

عدد شباب الإخوان 400 ألف

هددت جماعة الإخوان بالنزول إلى الشارع وعمل مليونية في حالة استمرار الدعوات إلى وضع مبادئ فوق دستورية.. ورفض الإخوان إصدار المجلس العسكري إعلان دستوري بمواد فوق دستورية حاكمة لوضع الدستور الجديد. وقالوا الدستور وثيقة يمنحها الشعب لنفسه أي أنها تصدر منه وتعود إليه ليبدي رأيه فيها في استفتاء شعبي عام ولا يجوز أن تهبط ممن يطلقون على أنفسهم النخبة. وقال د.محمود غزلان المتحدث الرسمي للجماعة إنهم لن يشاركوا في مليونية اليوم التي تمت الدعوة لها من قبل بعض القوى السياسية قائلاً: نحن نحتاج للاستقرار. ونفى غزلان مشاركة شباب الإخوان قائلاً: عدد شباب الإخوان تقريبا 400 ألف ومن يشاركون لا يتجاوز عددهم 10 منهم عدد مفصول والباقي يشارك بصفته الشخصية. فيما شكك الإخوان في تصريحات القوى السياسية التي تعكف الآن على وضع وثيقة لمبادئ فوق دستورية بدعوة أن المجلس العسكري كلفهم بهذا وقالوا: إن ذلك يخالف خريطة الطريق التي حددها الشعب المصري في استفتاء مارس الماضي، معتبرين أن إصدار الوثيقة تقليص لصلاحيات الشعب.

تامر حسني يستغيث
بالفيس بوك لانقاذه من الفشل

اتفق تامر حسني مع منتج البومه 'اللي جاي أحلى' محسن جابر على تكثيف دعاية الألبوم خلال الأسبوع المقبل، حتى يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه، بعد الفشل الذريع الذي لاقاه الألبوم في الأسواق حيث أنه لم يتبق على انتهاء الموسم الصيفي ألا عشرة أيام فقط ولم يحقق البومه منذ أن تم طرحه من أربعة أسابيع أكثر من 5 آلاف نسخة على الرغم من قيامه بتوزيع CD خاص بأحدث أفلامه 'نور عيني' مجاناً على الألبوم. تامر اجتمع مع فريق عمل خاص، بتنشيط بيع البومه ولتغيير شكل الدعاية الجديدة التي اتفقا على أن تكون على ثلاثة محاور الأول عن طريق الاتصالات حيث أتفق محسن جابر مع شركات الدنج تونز على تكثيف دعاياها للألبوم خلال الفترة المقبلة إلى الضعف كما أتفق مع شركات المحمول الثلاث على بدء حملة أرسال رسائل دعائية للجمهور عبر الموبايل وركز على شريحة المصطفين سواء في الساحل الشمالي أو مارينا والإسكندرية حيث تزيد القوى الشرائية لدى المصطفين. أما المحور الثاني للدعاية فهو من خلال استخدام الشباب من جمهور تامر بالترويج له على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك واختلاق ارقام مبيعات وهمية وادعوا أن تامر باع أكثر من مليون نسخة، كما طلب منهم تكثيف استخدام شريط المحادثات اسفل قناة مزيكا في ارسال تهاني لتامر لنجاح البومه ودعوة محبيه لشرائه وتحفيز الجمهور على عدم تنزيل الألبوم من الانترنت، والعهدة على 'روزاليوسف' اليومية.

دياب يخفض أجره بعد الثورة

في محاولة لمقاومة الكساد والتراجع الذي يشهده قرر النجم عمرو دياب تخفيض أجره عن أي حفل زفاف سيحييه خلال الفترة القادمة من مبلغ 400 ألف جنيه إلى 140 ألف جنيه فقط، البعض أكد أن أسهم عمرو قد تراجعت بعد الثورة وهو ما دفعه إلى تقليل أجره لأكثر من النصف، والآخرون أكدوا انه يحاول الاستحواذ بقرار على جزء أكبر من سوق حفلات الزفاف في مصر بعدما قلت نسب مشاركته خلال السنوات الماضية بسبب ارتفاع أجره.

الإخوان يقتحمون عالم السينما

تعتزم جماعة الإخوان المسلمين إنتاج فيلم سينمائي عن ثورة 25 يناير، ضمن سلسلة مشاريع فنية تنوي الجماعة تنفيذها وسط تحديات حول إمكانية نجاح ما يسمى بالفن الملتزم، الذي تقول التيارات الإسلامية إنه يتوافق مع ضوابط الشريعة. وقال القيادي الإخواني محسن راضي مدير شركة للإنتاج الفني والإعلامي، إن الجماعة تستبشر بأجواء ما بعد الثورة في عودة الفن الراقي والهادف ولا أقول الفن الإسلامي، ونسعى للإسهام في عملية توثيق هذا الحدث العظيم (الثورة) بفيلم سينما. أكد راضي أن الفيلم لن يكون عملا دينيا بل اجتماعيا وإنسانيا بامتياز، وأنه سيجتهد في تقديم قصة الثورة، بدءا من إرهاصات الحراك السياسي في مصر منذ العام 2004 وتطوره، وصولا إلى ثورة 25 يناير. ونفى أن يكون الفيلم محاولة لتلميع صورة الإخوان أو تبديد أي مزاعم قيلت عن دور الجماعة في الثورة والتظاهرات المليونية، وقال: 'دور الإخوان في الثورة معروف للجميع أما من يحاولون تزييف الحقيقة فلا يستحقون حتى النقاش'.

رمضان بطعم الثورة في الإذاعة

إنتهت الإذاعة المصرية من خطة متكاملة لشهر رمضان المعظم، وصرح اسماعيل الششتاوي رئيس الإذاعة بأن الخطة ركزت على إبراز خصوصية الشهر الكريم، وكيف أنه شهر النصر وخصوصية الاحتفاء برمضــــان لدى المصريين ومظـــاهر الاحتفاء به والروح والقيم المصرية الأصيلة التي تتجلى في مظاهر التكافل والعطاء بكل صوره.
قال: سيتم تقديم باقات متنوعة من البرامج الثقافية والدينية والبرامج النقدية السريعة والجريئة وبرامج المنوعات والفترات المفتوحة التي تناقش أهم قضايا المجتمع ومشكلات وآمال وطموحات المواطنين وتقدم مختلف الآراء حولها. برامج تجسد أهداف ثورة 25 يناير وبناء مستقبل مصر وأدب وفن الثورة.
كما تقدم قراءات لنجوم تلاوة القرآن الكريم ونقل صلاة العشاء والتراويح من المساجد الكبرى وصلاة التهجد لليالي العشر الأواخر من رمضان من الحرمين الشريفين. وتقديم مختارات من روائع الإنتاج الإذاعي من صور غنائية ومواد تراثية.

90 مليون جنيه لتطوير المتحف الإسلامي

أكد اللواء صلاح عبد المعز، رئيس حي وسط القاهرة استعداد محافظة القاهرة لافتتاح المتحف الإسلامي الذي تم تطويره ليصبح أكبر متحف إسلامي في العالم قبل شهر رمضان. وأضاف أن المتحف به 25 قاعة تضم مقتنيات وآثار إسلامية يرجع عمرها إلى عهد الرسول صلى الله علية وسلم حتى القرن الثامن عشر الميلادي. وأكد عبد المعز لـ 'الشروق' أن تكلفة تطوير المتحف بلغت 90 مليون جنيه تحملتها وزارة الثقافة، وساهمت فيها 14 دولة كان لها أثـــر أو دور على مــــدار العصــــور الإسلامية، مضيفا أن المتحف يضم مخزنا يحتوي على العديد من المقتنـــيات الهامة والثمينة في التأريخ.. وأشار عبد المعز إلى أن عبد العظيم وزير، محافظ القاهرة، أصدر قرارا بتأسيس جراج خاص لرواد المتحف أمام دار الكتب، إلى جانب إزالة كل الأعمدة الكهربائية بالمنطقة التي سيقام فيها المتحف لاستبدالها بأخرى تتماشى مع الطراز الإسلامي للمتحف.


القدس العربى
23/7/2011

Post: #11
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-25-2011, 09:05 AM
Parent: #10

الفتنة وقعت بين المجلس العسكري والثوار.. والاخوان ينددون بالجماعة الإسلامية

حسام عبد البصير

القاهرة - 'القدس العربي' :


من يعيد الحكمة لأصدقاء الأمس الذين صنعوا واحدة من أهم ثورات القرن العشرين على الإطلاق، فقد ضاقت على الثوار مصر بما رحبت وبلغت القلوب الحناجر بين قيادات المجلس العسكري واختلت البورصة بين سائر القوى، ولم يعد ميدان التحرير قادراً على الجمع بين عاشق وثائر ولا بين سلفي وماركسي ولا بين ولد وبنت قادهما حظهما العاثر لقصة حب كانا يربيانها على أمل أن تكلل بالنجاح حين عودة الأموال الهاربة وهو الميدان الذي كان أيام الثورة مرفأ لجميع الحالمين بمصر جديدة لا رائحة فيها لطاغية اسمه مبارك ولا لأي من نسله الذين سعوا في الأرض فساداً..هل تصدق نبوءة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي التي أطلقها في آخر قصائده حينما توقع ان يقتل الليبرالي على يد الاخواني ويختطف فصيل السلطة وينفي ماعداه من قوى أم سيعود الرشد للمصريين مجدداً ويستيقظون ولو في الوقت الضائع ليدافعوا عن أجمل لوحة رسموها خلال ثمانية عشر يوماً من تاريخهم هي عمر الثورة ..على مدار يومي السبت والأحد خيمت على صحف مصر أخبار وتقارير مؤلمة حول الفتنة التي جرت بين الشعب وقواته المسلحة في عدة بؤر أبرزها ميدان العباسية والتحرير والاسكندرية والسويس وتصدرت بعض الصحف صور غاضبة لقيادات من القوات المسلحة وقد أخذ بها الغضب مأخذه وهم يطلقون الاتهامات على قوى ثورية أبرزها حركة أبريل التي أتهمهما لواء في الجيش بالعمالة لأمريكا والحصول على الأموال والتدريب على حمل السلاح في صربيا، كما أهتمت الصحف بالاحتفال بذكرى ثورة يوليو وكلمة المشير طنطاوي بهذه المناسبة والخلاف المتنامي بين القوى الوطنية وخاصة التيار الاسلامي وماعداه من قوى. وتعرضت الصحف للمتاعب التي تواجهها حكومة شرف.. وإلى التفاصيل:

الرويني: 6 أبريل تدربت على السلاح في صربيا وحصلت على المال من أمريكا

اتهم اللواء أركان حرب حسن الروينى، عضو المجلس العسكري، حركة 6 أبريل بأنها تتلقى أموالاً من الخارج لتقويض الدولة، وأن أعضاءها يتلقون تدريباً في صربيا، منوها بأن شعار الحركة 'اليد المقلوبة' يشير إلى شعار الثورة الصربية. وقال الرويني، في تصريحات تصدرت جميع الصحف الصادرة أمس إن المجلس العسكري رصد أعضاء'الحركة الذين تدربوا في صربيا، مؤكدا أن المجلس لديه معلومات تفصيلية عنهم، وعلى دراية بجهات التمويل، وسيتم إعلان ذلك في الوقت المناسب.
واتهم الرويني، بشكل غير مباشر، أحمد إبراهيم، أحد أعضاء الحركة بأنه قد يكون أحد المتدربين في صربيا. وأعلن المجلس العسكري في وقت سابق أن الحركة تحاول الوقيعة بين الشعب والجيش، وذلك بعد مواصلة الحركة اعتصامها في ميدان التحرير.اضاف الرويني هناك أشخاص يحاولون الوقيعة بين الجيش والمتظاهرين، وأطلقوا إشاعة بتعرض المتظاهرين بالسويس والإسماعيلية للرصاص الحي، فأثار ذلك غضب المتظاهرين الشرفاء في التحرير، مما أدى إلى خروجهم في مسيرة إلى المجلس العسكري وتعاملنا مع الناس في العباسية أمام مسجد النور، واتكلمنا معاهم وفهمناهم أن هذا الكلام غير صحيح، لكن هناك أشخاصاً مندسين وسطهم، حاولوا زرع الفوضى، مؤكدا أن هدف المجلس نقل مصر إلى دولة ديمقراطية. وقال لدينا معلومات بأن مجموعات من الشباب والبلطجية سيتوجهون الساعة الرابعة - مساء أمس السبت - إلى وزارة الدفاع ومعهم قنابل مولوتوف. وحول تلقي جهات أخرى غير' 6 أبريل' تمويلاً، قال: 'حركة كفاية غير مصرية وهي موجودة في شمال السودان وتونس'.

6 أبريل تدين الرويني وتطالبه بالأدلة

ورداً على ما أعلنه اللواء حسن الرويني، واتهاماته لحركة 6 أبريل بتلقي تمويل من الخارج، قال أحمد ماهر، منسق الحركة، في تصريحات خاصة لـ'المصري اليوم'، إن على اللواء الرويني تقديم تلك المستندات للهيئات القضائية للتحقيق في الأمر، وأن يتخذ إجراءات في هذا الاتجاه، وأن الحركة بصدد تقديم بلاغ ضد اللواء الرويني فيما يخص تلك الاتهامات إذا لم يقدم ما يثبت تلقيها تمويلاً من الخارج.

المجلس العسكري: لم نستخدم العنف في الميادين

دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة كافة فئات الشعب إلى الحذر وعدم الانقياد وراء المخطط المشبوه الذي يسعى الى تقويض استقرار مصر والعمل على التصدي له بكل قوة. أعلن المجلس في رسالة حاسمة له الليلة الماضية عبر 'الفيس بوك' أن الفتنة التي تسعى إليها حركة شباب 6 أبريل للوقيعة بين الجيش والشعب ماهي إلا هدف من الأهداف التي تسعى إليها منذ فترة وقد فشلت بسبب الخطوات التي اتخذت أخيراً.
نفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة عبر رسالته صحة ما تردد عن قيام القوات المسلحة باستخدام العنف ضد المتظاهرين في الإسماعيلية أو السويس أو أي مدينة أخرى.

الجماعة الإسلامية تهاجم الماركسيين والليبراليين

شنت الجماعة الإسلامية هجوما حادا على الليبراليين والماركسيين، وانتقد المهندس عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة، المهندس ممدوح حمزة، ونجيب ساويرس، واتهم عاصم العلمانيين، في مؤتمر صحافي بمسجد الفتح، بأنهم وراء إثارة الفوضى، ووزعت الجماعة بيانا حمل عنوان لا لتأجيل الانتخابات.. معا لتحقيق مطالب الثورة.
وفي ميدان روكسي، طالب المعتصمون بفض الاعتصامات، وتأييد المجلس العسكري، ونظموا وقفة لإنقاذ مصر، مطالبين بضرورة فتح تحقيق عن تلقي أموال من الخارج لبعض المنظمات.

والاخوان والأحزاب السلفية ينددون بالجماعة

تسببت اتهامات الناطق بلسان الجماعة الاسلامية عاصم عبد الماجد للمعتصمين في ميدان التحرير بأنهم بلطجية، ويتعاطون مخدرات بتنديد واسع من احزاب: الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، والجبهة السلفية، وحزب النور السلفي، وائتلاف المسلمين الجدد، وحزب التيار المصري، واعتبروها لا تعبر عن رأي التيار الإسلامي
وقال عزب مصطفى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة: 'إن تصريحات عبد الماجد متناقضة '.وتساءل: كيف يقول نريد تحقيق الاستقرار ويطالب بإخلاء الميدان ويتهم الموجودين بالخونة؟ وقال لـ'المصري اليوم': 'أنا ضد اتهام أبناء التحرير بالبلطجية وعلى من يلقي عليهم الاتهامات أن يقدم الدليل على ما يقول. وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمي عن الجبهة السلفية إن تصريحات عبد الماجد، تعبر عن رأيه فقط وليس التيارات الإسلامية'. وأضاف: 'معتصمو التحرير محترمون وينادون بمطالب مشروعة باستثناء بعض المندسين بينهم.
وقال الدكتور حسام أبو البخاري، المتحدث الرسمي عن ائتلاف المسلمين الجدد، إنه من المعتصمين في ميدان التحرير ويرفض ما قاله عبد الماجد، وإن المعتصمين في التحرير شرفاء ومطالبهم مشروعة، ومنهم الإخوان والسلفيون ولهم مخيمات داخل الميدان منذ اليوم الأول للاعتصام، وليس من اللائق أن نلقي عليهم التهم. وقال إسلام لطفي، وكيل مؤسسي حزب التيار المصري: 'ما قال عبد الماجد به مخالفة شرعية لكونه يتحدث دون بينة، ويقذف الناس ولم يشهد بعينه، وهذا، شرعاً، لا يجوز ونهى عنه الرسول'.

السلفيون يواصلون الاستعداد لمليونية الشريعة

كثف التيار السلفي من جهوده لحشد أتباعه لمليونية الدفاع عن الهوية والاستقرار والإرادة الشعبية الجمعة المقبلة، حيث ركزت خطبة الجمعة في معظم المساجد التابعة للسلفيين،على ضرورة المشاركة، رافضين المبادئ فوق الدستورية، ومعتبرين العلمانية طريقا للتخلف والتبعية، وأن تحقيق الازدهار يكمن في أن تسود الشريعة السمحة.

وعلى جانب آخر دعا 55 كيانا سياسيا إلى عقد اجتماع موحد الأحد، لمناقشة صيغة'توافقية للمتظاهرين، وتوجيه رسالة للمجلس العسكري والرأي العام، توضح مطالبهم المتفق عليها، والجدول الزمني المقترح لتنفيذها.
وأصدرت حركة ثوار يناير للحرية والمقاومة مبادرة تهدف إلى تنظيم الاعتصام بميدان التحرير تحت شعار الاعتصام وسيلة وليس غاية. وطالبت الحركة بالاتفاق على كلمة شرف ومنع الحركات المختلفة من التفاوض بشكل فردي أو في الخفاء.

لواء يتهم 2 من مرشحي الرئاسة بالعمالة لأمريكا

قال اللواء عبد المنعم كاطو، المستشار بإدارة الشؤون المعنوية، إن القوات المسلحة جمعت معلومات عن كل الحركات الاحتجاجية الموجودة في ميدان التحرير، وتبين أن عددا منها يعمل على 'إحداث وقيعة بين الجيش والشعب'، مجددا الاتهام لحركة شباب 6 أبريل وقياداتها بأنهم 'مجموعة من المخربين'. وأضاف: ثبت وجود تنظيم عميل يحاول هدم الثورة، ويتلقى تعليمات وأموالا من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشجع على الفوضى الخلاقة عبر مجموعات تبحث عن مكان لها على سطح الأحداث. أضاف كاطوهناك مجموعات أخرى تحاول أن تفرض آراءها على الحكومة والنظام بالكامل، من بينهم على الأقل اثنان من مرشحي الرئاسة وبعض الشخصيات العامة التي تحاول أن تجد لنفسها مكانا على الخريطة السياسية لمصر، وثبت تلقيهم 40 مليون دولار من أمريكا، يتم دفعها لأنصارهم لأجل الاعتصام في ميدان التحرير'، وأوضح أن القوات المسلحة تتبع سياسة'ضبط النفس لآخر لحظة، وأنها مستعدة للتدخل بقوة عندما يشكل ذلك تهديدا للأمن القومي المصري.

طنطاوي ينحاز في خطبه للقيم النبيلة أما مبارك فالملكية تجري في عروقه

قال المشير طنطاوي في كلمة بمناسبة ذكرى ثورة يوليو تصدرت معظم الصحف 'ابناء شعب مصر العظيم، تمر هذه الأيام تسعة وخمسون عاما على قيام ثورة يوليو المجيدة، التي توجت بها القوات المسلحة كفاح ونضال شعب مصر عبر العصور، في سبيل'الحرية والإستقلال والقضاء على الإستغلال والإقطاع، وتحكم رأس المال في الحكم'.
حرصت صحيفة 'الشروق' على عقد مقارنة بين طنطاوي ومبارك في خطبهما بمناسبة الثورة ،قالت:كلمة المشير المسجلة التي بثت صباح السبت جاءت في 873 كلمة اي أقصر بـ 16 كلمة من كلمة مبارك في عيد الثورة العام الماضي التي جاءت في 889 كلمة، والتزم طنطاوي بالقاء كلمتة في نفس يوم 32 يوليو بينما القاها مبارك للمرة الاخيرة في 22 يوليو لارتباطة بالسفر في عيد الثورة ما وضعه تحت انتقاد شديد من القوى السياسية آنذاك..ابتعد المشير في كلمتة عن استهلال مبارك المعناد بجملة: ايها الأخوة المواطنون واستبدل بها جملة : ابناء شعب مصر العظيم ، وعلى عكس كلمة مبارك الأخيرة التي ظهر فيها عدم اهتمامة كثيرا بمعاني قديمة حرصت عليها المؤسسة العسكرية في تقديم الثورة علي العكس جاءت كلمة طنطاوي تجسم قيمة الثورة ورجالها العسكريين في البداية في 170 كلمة لخص فيها دور القوات المسلحة في الوصول للحرية والإستقلال ..طنطاوي ختم خطابة بدعاء: 'حمى الله مصر ووقاها شر الفتن، ورعى شعبها العريق، وأيده دوما بنصره.. يبقى ان المشير لم يفرج عن المساجين في مناسبة عيد الثورة مثل مبارك الذي استبق خطابة الاخير بالعفو عن 3525 مسجونا تماما مثلما كان الملك فاروق يفعل في عيد جلوس الملك.

الشطب لمن يستخدم شعارات دينية في الدعاية الانتخابية

اكد المستشار عبد المعز ابراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات انه لن يتم السماح على الاطلاق باستخدام شعارات دينية في الدعاية او العملية الانتخابية تحت اي مسمى وحذر في حالة ثبوت استخدام اي مرشح للشعارات والرموز الدينية فان اللجنة العليا ستطلب من المحكمة الادارية العليا شطب اسم المرشح الذي يستخدم هذه الشعارات . وحول ادلاء المصريين بالخارج بأصواتهم في الانتخابات القادمة قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات ان اللجنة تقوم حاليا ببحث ودراسة امكانية منح المصريين بالخارج حق التصويت . واضاف انه يتم بحث امكانية ارسال قضاة الى كل دول العالم التي يوجد بها مصريون لضمان الاشراف القضائي . واشار الى انه من المتوقع ان تجري انتخابات الشعب والشورى في النصف الثاني من شهر نوفمبر القادم، حيث سيصدر المجلس الاعلى للقوات المسلحة قرارا جمهوريا بتحديد موعد الانتخابات .

عمر سليمان يتصدر مرشحي الرئاسة في أول استطلاع ميداني

في أول استطلاع مباشر لرأي المواطنين حول المرشحين المحتملين في الانتخابات الرئاسية المقبلة اجرته الجمعية المصرية لحقوق الانسان تقدم اللواء عمر سليمان بحصوله على المرتبة الأولى بنسبة 33 ' من الأصوات المشاركة وذلك في ثاني مفاجأة من العيار الثقيل يفجرها بعد المفاجأة الأولى التي فجرها في الاستطلاع الذي قامت به الصفحة الرسمية للقوات المسلحة علي الفيس بوك، حيث قفز في الساعات الأخيرة من المركز التاسع إلى المركز الرابع متخطيا السيد عمرو موسي والفريق أحمد شفيق والدكتور عبد المنعم ابوالفتوح. وشهد استطلاع الرأي المباشر الذي أجرته الجمعية المصرية لحقوق الإنسان، بنماذج تماثل البطاقة الانتخابية في أول محاكاة حقيقية للانتخابات الرئاسية المقبلة، مفاجآت عديدة، حيث جاء السيد عمرو موسى في المرتبة الثانية بنسبة تصويت25'، والفريق أحمد شفيق ثالثا بنسبة 15'، والدكتور محمد البرادعي رابعا بنسبة6.5'، والدكتور كمال الجنزوري في المركز الخامس بنسبة6'، والسادس المستشار هشام البسطويسي بنسبة 4.5'، والسابع الدكتور محمد العوا بنسبة 3.5'، والسيد حمدين صباحي في المركز الثامن بنسبة 2.5'، وتقاسم الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، واللواء محمد بلال المركز التاسع بنسبة 2' لكل منهما، بينما لم يحصل باقي المرشحين وعددهم 8 على أية أصوات وأبرزهم الدكتور أيمن نور، والفريق مجدي حتاتة.

نيابة السلوم العسكرية تقرر حبس 17 شخصا بينهم 6 أجانب

قررت نيابة السلوم العسكرية، حبس 17 متهما بينهم 6 أجانب لوجودهم في منطقة عسكرية، وتسللهم الحدود من الشرق إلى الغرب بين مصر وليبيا. وكان قسم شرطة براني قد تلقى إخطارا بالقبض عليهم وقررت النيابة حبس المتهمين سبعة أيام على ذمة التحقيق في القضية رقم 122 لسنة 2011 جنح عسكرية السلوم، لحين إعادة عرضهم على النيابة العسكرية الكلية بمطروح.

سوزان مبارك تتنقل بسيارة الرئاسة

هدد الدكتور أيمن أبو زيد المضرب عن الطعام بمستشفى شرم الشيخ والذي تم نقله للعلاج بها بناء على طلبه قبل أسبوع بالاضراب عن العلاج، لعدم تخصيص جناح له مثل الجناح الذي يقيم به الرئيس المخلوع حسني مبارك باعتباره مواطنا عاديا وليس رئيسا للجمهورية.وحدد أيمن ثلاثة مطالب عاجلة لإنهاء اضرابه، المطلب الأول نقل مبارك من شرم الشيخ الى القاهرة وإجراء محاكمة علنية له ولأسرته بتهمة قتل الثوار على أن يشرف على القضية من جانبه أكد شريف شقيق أيمن انه يتعرض لمضايقات في تحركاته بالمستشفى وخارجها.
وصرح لـ'الأهرام' بأنه علم من مصادر داخل المستشفى بأن مبارك لا يعاني من أيه أمراض سوى الاكتئاب وأن زوجته سوزان تتحرك بسيارة الرئاسة المرسيدس سوداء اللون، وانهم يسمعون من حين الى آخر عن نقلهم بطائرة خاصة، مشيرا الى أن غرفة شقيقة تقع خلف مهبط الطيران الخاص بالمستشفى وأنه في حالة وجود أي تحرك مريب سوف يكون قريبا منه.

ثائر يضرب عن الطعام بالقرب من مبارك

وصل ثاني معتصم من ميدان التحرير الى مدينة شرم الشيخ وهو الناشط السياسي عبد الحميد محمد محمود علي ' 24 سنة ' من ادفو بمحافظة اسوان ، وذلك بعد وصول د. ايمن ابو زيد الراقد بالغرفة 103 بمستشفى شرم الشيخ منذ اسبوع .
' الأخبار ' التقت الناشط الذي أعلن اضرابه عن الطعام أمام مقر اعتصامه في الرصيف المواجه للبوابة الرئيسية لمستشفى شرم الشيخ مقر محبس الرئيس السابق مبارك .
أكد عبد الحميد او ' النوبي ' كما يطلق عليه اصدقاؤه انه يعمل مرشد غطس بمدينة شرم الشيخ منذ 5 سنوات إلا انه ترك عمله واتجه الى ميدان التحرير منذ اول يوم للثورة وكان ضمن المجموعة المسؤولة عن تأمين مداخل ومخارج ميدان طلعت حرب أثناء الثورة .
وقال انه قرر مع 3 من الثوار تعرف عليهم منذ اسبوع في الميدان التوجه الى شرم الشيخ للاعتصام هناك وبدء اضراب عن الطعام للمطالبة بتخصيص دائرة قضائية مخصصة فقط لمحاكمة مبارك على ان تكون المحاكمة علنية ووفقا للقانون دون اي ظلم.

خطيب الثورة يحذر الجيش من نفاد غضب المصريين

طالب الشيخ مظهر شاهين خطيب الثورة في خطبة الجمعة أمس بميدان التحرير الحكومة بتنفيذ مطالب الثوار، وعدم التسويف، وعلى رأسها المحاكمات العاجلة لرموز النظام السابق، واستبعاد أتباعه من الحكومة الجديدة..وحذرت شاهين من نفاد صبر الشعب بسبب عدم تحقيق أهداف الثورة، وأن الكيل طفح ولا يزال المعتصمون يمسكون بزمام أنفسهم حرصا على سلميتها. وقال شاهين: كنا على أمل في يوم الجمعة الماضي أن تكون الحكومة قد لبت مطالب الثوار، فلماذا يفرضون علينا أشخاصا ينتمون للنظام السابق ولجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل ؟!
واستنكر خطيب الثورة ما سماه بالإصرار على الدفع بشخصيات تابعة للجنة السياسات في الحكومة الجديدة، وقال ساخرا، هل حصل هؤلاء على دورات في السماء فاستحقوا أن يكونوا جزءا من الحكومة، وكأن مصر بمكانتها عجزت عن أن تمد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بأمناء يشكلون حكومة وطنية.. وناشد مظهر المجلس العسكري الإسراع في المحاكمات لكل من ثبت ضده دليل بإجهاض الثورة أو قتل الشهداء وعلى رأسهم رموز النظام السابق، مشيرا إلى أن لجنة السياسات والحزب الوطني المنحل لعنة مصر'.

ابو الفتوح يتهم وزير الداخلية بالفشل

اتهم الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية، المجلس العسكري بالتباطؤ في اتخاذ القرارات، وعدم إعطاء الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، الصلاحيات اللازمة لتشكيل الوزارة، مشيراً إلى أنه ضد المناداة بإقالته،'لأن ذلك يعني انتشار الفوضى وضياع البلاد بما يخدم مصالح أعداء الوطن داخلياً وخارجياً.. وحذر 'أبوالفتوح'، خلال مؤتمر جماهيري بمدينة بنها من أن إعاقة إنهاء الفترة الانتقالية وتأخر إجراء الانتخابات يمثلان خطراً على الأمن القومي، واتهم منصور عيسوي، وزير الداخلية، بالفشل في أداء وظيفته، وطالبه بالاستقالة، وحمله مسؤولية الانفلات الأمني المصطنع، الذي تشهده مصر، بسبب استمرار تقاعس رجال الشرطة عن العودة بجدية لأداء عملهم. ودعا الشعب للخروج في مظاهرات واعتصامات في كل ميادين مصر بشكل سلمي، وفي مليونيات حقيقية، على حد تعبيره، يشترك فيها جميع الأطياف والقوى السياسية.

الكلام عن إعدام مبارك سابق لأوانه

اكد مصدر قضائي انه لا يمكن تحديد المسؤولية الجنائية للرئيس السابق حسني مبارك ولا حبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق في قضية قتل المتظاهرين الا بعد التحقق من المسؤولية الجنائية للفاعلين الاصليين وهم المتهمون من رجال الشرطة في مختلف المحافظات . واشار المصدر الى ان الحديث عن عقوبة الاعدام للعادلي ومبارك امر سابق لأوانه حيث يجب ضم كل قضايا قتل واصابة المتظاهرين في دائرة واحدة حتى يصدر حكم واقعي ليس فيه مواءمة للتهم المنسوبة للمتهمين حتى يتاح للمحكمة تقدير عناصر الاثبات المشتركة والفصل فيها بحكم لا تتناقض اجزاؤه .

كليب غنائي لشباب 'الإخوان' ينتقد قيادات الجماعة

إنتقد 3200 من شباب جماعة الإخوان المسلمين، من مؤسسي صفحة 'لا تجادل ولا تناقش أنت إخوانجي' على موقع 'فيس بوك' بعض المواقف السياسية للجماعة على موسيقى أغنية 'الوشوش' للفنان حمزة نمرة، التي يقول مقطعها 'كترت بينا الوشوش قلت بينا الأمانة.. ياه عالبراءة حوش ما بقاش ياكل معانا.. حافظين الدمعتين فمتعملوش حزانى.. طب إيه ما بتختشوش.. باردين أوي بأمانة'. استغل أعضاء الصفحة كلمات الأغنية في فيديو، وضعوا به بعض الصور التي تعكس مواقف قيادات الإخوان المتناقضة، مثل مطالبة الدكتور صفوت حجازي، الداعية الإسلامي، للشباب المعتصمين في ميدان التحرير بإخلال الميدان، لتفويت الفرص على البلطجية، ثم بكائه بعد طرده من الميدان. واستنكر أعضاء الصفحة عدم مشاركة الإخوان في جمعة 'إنقاذ الثورة'، وترك جميع القوى السياسية وتفضيلهم إقامة حفل في الإسكندرية للفنان حمادة هلال،'وإطلاق موقع الجماعة الرسمي على 'جمعة الغضب الثانية' جمعة الوقيعة، ووصف المشاركين فيها بالعلمانيين والشيوعيين، ثم انسحاب الإخوان من اعتصام الإسكندرية، بزعم أن المشاركين معهم بلطجية..وعرض الفيديو لقطات من تصريحات الإخوان المتناقضة بإعلان الترشح في الانتخابات البرلمانية على 30 '، ثم ارتفاعها إلى 50 ' على المقاعد، وتصريحات للدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وهو يقول إن الإخوان لن يشاركوا يوم 25 يناير، ثم تصريحات مناقضة له وهو يقول إن وائل غنيم وعبد الرحمن منصور، أدمنا صفحة 'خالد سعيد' إخوان.

شرف حائر بين نار الشباب والمجلس العسكري

وتتوالى التحذيرات من نفاد غضب المصريين، فقد كتب سلامة أحمد سلامة في زاويته بـ'الشروق' يقول 'معظم الذين شنوا هجوما حادا ضد عصام شرف أخيرا، باعتباره مسؤولا عن تعثر مسيرة الثورة، وعن التباطؤ في حل المشكلة الأمنية، ومحاكمات الوزراء السابقين، وفي عدم تطبيق العدالة الاجتماعية، وتخبط السياسات الاقتصادية وغموض أرقامها لم يدركوا تعقيد الموقف وصعوبة الوضع الذي وجد نفسه فيه بين نارين: نار المجلس العسكري الذي يملك السلطة السياسية والعسكرية، ونار الثورة الشبابية التي أصبحت تحركها قوى أخرى غير القوى التي عرفناها في الأيام الأولى للثورة ونجحت في إسقاط الرئيس السابق وأركان نظامه'.

البدوي يغير جلده من فلول إلى ثائر

ومن معارك الأمس الصحافية ما كتبه في 'الشروق' وائل قنديل موجهاً سهام قلمه لرئيس حزب الوفد يقول: إن التاريخ القريب لن ينسى للسيد البدوي شحاتة أنه قاد عملية شق صف القوى الوطنية التي طالبت بمقاطعة الانتخابات الأخيرة في نظام مبارك بعد أن رأى الجميع أنها مزورة وفاسدة قبل أن تبدأ، فكان أن نشط رجال صفوت الشريف في أحزاب حديقته الخلفية في إفشال دعوة المقاطعة النبيلة. كما أن الذاكرة لا تزال تحتفظ بما أسميتها في ذلك الوقت 'عملية السيد البدوي الانتحارية' لانتزاع صحيفة 'الدستور الأصلية' من أصحابها وإجلاء سكانها الأصليين عنها، لتتحول فيما بعد إلى بوق لنظام مبارك، وناطقة بلسان عمر سليمان، في واحدة من أشهر عمليات اغتيال الصحف في التاريخ. ويلفت النظر أن هجوم السيد البدوي على المعتصمين في ميادين الثورة يتزامن مع حملة مسعورة في الإعلام الرسمي تهيل التراب على ميدان التحرير'.

الفرق بين ثورة يوليو وثورة يناير

في زاويته بـ'الأخبار' ورقة وقلم كتب رئيس التحرير ياسر رزق عاقداً مقارنة بين ثورتي يوليو ويناير يقول: احتاجت ثورة يوليو ثلاثة أيام كي تطرد الملك فاروق من الحكم ومن البلاد، و561 يوما كي تعلن الإصلاح الزراعي، وعشرة شهور كي تضع قانون الغدر، وأحد عشر شهرا كي تلغي النظام الملكي وتعلن الجمهورية، وثلاث سنوات كي تبدأ أولى مراحل بناء جيش وطني قوي، واحتاجت ثماني سنوات كي تدشن أهم مشروعاتها السد العالي، وتسع سنوات لتعلن التحول إلى النظام الاشتراكي، بينما احتاجت ثورة 52 يناير ثمانية عشر يوما لتطيح برأس النظام، وفي غضون 160 يوما تلتها، تم حل مجلسي الشعب والشورى وحل الحزب الوطني، وحل المجالس المحلية وجرت التحقيقات مع رموز النظام واركان الحكم السابق في جرائم التربح والإثراء الحرام واهدار المال العام وقتل الثوار والتحريض على قتلهم، وأمرت جهات التحقيق بحبس الرئيس السابق وأعوانه، وجرى إيداع ابنيه في سجن مزرعة طرة مع رئيس الوزراء ورئيسي مجلسي الشعب والشورى وعدد من أقطاب الحزب الحاكم المنحل ووزراء الحكومة على ذمة قضايا مختلفة.

حزب النهضة: دور الجيش في ثورة يناير أهم من يوليو

أعلن ممدوح اسماعيل وكيل مؤسسي حزب النهضة المصري تحت التأسيس ان دور القوات المسلحة في25 ثورة اعظم مما حدث في 32 يوليو وهو انجاز لا نظير له. كما ان ثوار التحرير بصوتهم العالي القوي كانوا سببا في تغيرات سياسية كثيرة ولكن لا ننكر وجود غرباء في التحرير احدثوا لغطا واضحا ان ثورة يوليو جاءت بتغيير من الجيش في مصر منذ 95 عاما ولكنه تأسيس استبداد جديد ظلت مصر تعاني منه حتى جاءت ثورة 52 يناير وحررت الشعب من كل قيد.. ونؤكد على الدور الجديد للقوات المسلحة في حماية مصر ضد أي عدوان وحماية ثورة يناير ويعتبر الحزب ورفض الحزب تعميم اتهام ثوار التحرير بالخيانة. وحذر الحزب من دخول اجندات غريبة وشاذة داخل اجندات ثوار التحرير'.

28 مضربا عن الطعام يرفضون الانتقال للمستشفى

رفض 28 مضربا عن الطعام في ميدان التحرير من أصل نحو 80 شخصا، نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، رغم أنهم يعانون هبوطا في ضغط الدم وانخفاض نسبة السكر وضعفا عاما، وقد تتسبب هذه الأعراض في إصابتهم بمضاعفات، حسب مدير مستشفى المنيرة العام د. محمد شوقي.
وقال شوقي لـ'الشروق' إن فريقا طبيا من المستشفى كشف عليهم، وحالة معظمهم مستقرة باستثناء الـ28 حالة سالفة الذكر، وأوصى الفريق بنقلهم إلى المستشفى، خاصة أنه يصعب علاجهم في الميدان، وتحتاج حالتهم الصحية إلى تجهيزات داخل المستشفى، وإجراء العديد من الفحوصات.
وأشار إلى أن عدد الحالات المحتجزة حاليا بالمستشفى من بين المصابين والمضربين عن الطعام من ميدان التحرير يبلغ نحو 4 حالات، من بينها حالة عبد الرحمن مبروك الذي تم إقناعه بإنهاء إضرابه أمس الأول، وقام الفريق الطبي بعمل التحاليل والفحوص اللازمة له ومتابعة حالته الصحية حتى استقرت.

أزهريون يطالبون بانتخاب المفتي والإمام الأكبر

نظم ائتلاف النهوض بالأزهر الشريف مسيرة ضمت 150 من علماء الأزهر من مسجد الفتح بميدان رمسيس إلى ميدان التحرير للتضامن مع طلبات الثوار وأعلنوا دخولهم في اعتصام مفتوح حتى تتم الاستجابة إلى مطالبهم، وردد المتظاهرون هتافات: 'يا أزهرنا فينك فينك.. إنت شايف الظلم بعينك'، 'الاستقلال هو الحل.. شرع الله عز وجل'. طالب المتظاهرون باستقلال الأزهر من هيمنة أجهزة الدولة، وجعل منصب شيخ الأزهر والمفتي بالانتخاب وعودة هيئة كبار العلماء ودمج وزارة الأوقاف ودار الإفتاء بمشيخة الأزهر وإعادة أوقاف الأزهر وإعادة صياغة قانون الأزهر بما يتفق مع استقلاله. وقال الشيخ مختار سالم إن المتظاهرين يطالبون باستقلال الأزهر عن الدولة وانتخاب شيخ الأزهر والمفتي من خلال الاتحاد العام لعلماء المسلمين، رافضين أن يعين شيخ الأزهر والمفتي أو يتلقيا راتبيهما من جانب الدولة، كما طالب بأن يؤدي أي وزير اليمين الدستورية أمام شيخ الأزهر بدلا من رئيس الوزراء ليكون شيخ الأزهر أعلى مكانة من رئيس الدولة.
وطالبت حركة ثورة رجال مصر، التي شاركت في المسيرة، بإقالة شيخ الأزهر والمفتي بوصفهما معينين من قبل النظام السابق وعدم تصديهما للفساد التشريعي المتمثل في التعديلات التي أدخلت على قانون الرؤية، وأدت إلى رفع سن الحضانة، مؤكدين أن الحركة لا تعترف بهما وتطالب بجعل منصبيهما بالانتخاب'.

العربي يرحب بانضمام جنوب السودان للجامعة

إعتبر الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، المفاوضات مع إسرائيل مضيعة للوقت، وقال إن هناك إصرارا على التوجه للأمم المتحدة للحصول على قرار دولي بإقامة الدولة الفلسطينية، مؤكدا في الوقت نفسه أن الوحدة العربية أكبر هدف يجب أن تسعى إليه الدول العربية لتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي، معربا عن ترحيبه بانضمام دولة جنوب السودان إليها، غير أنها تنتظر موقفها وردها النهائي حول هذا الموضوع. جاء ذلك خلال لقاء العربي مع ائتلاف شباب الوحدة العربية، بمقر الجامعة العربية، أمس. وذكر بيان صادر عن الائتلاف أنهم ناقشوا مع العربي مستجدات المرحلة الراهنة في المنطقة ودور الجامعة خلال المرحلة المقبلة، والموقف من القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وما يحدث في سورية وليبيا واليمن.

البابا شنودة لن يسمح للزناة بالزواج الثاني

أكدت مصادر كنسية أن البابا شنودة الثالث لن يقبل أي ضغوط لقبول لائحة 1938 التي تبيح الطلاق لتسعة أسباب، في الوقت الذي يرفض البابا إعطاء رخصة للزواج لعلة 'الزنى' إلا للطرف البريء من الزوجين فقط، منوهة بأن البابا أجرى عدة اتصالات في الساعات الماضية بمسؤولين بالدولة للمطالبة بإقرار قانون الأحوال الشخصية الذي تم الانتهاء منه في عام 1930، ويوحد الأحكام القضائية مع الكنيسة، ولا يتيح الطلاق إلا لعلة الزنى.. وكشفت نفس المصادر أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تسعى لتمرير قانون الأحوال الشخصية الموحد لغير المسلمين في أسرع وقت ممكن حتى تتمكن من نزع فتيل الأزمة بين الكنيسة والقضاء، ولحل مشاكل طالبي الطلاق الذين اعتصموا أمام المجلس الإكليريكي الأسبوع الماضي.

نور يعرض على شرف بنت الجيران

حمل الدكتور أيمن نور، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، المجلس العسكري مسؤولية عودة المعتصمين إلى ميدان التحرير بسبب فشل الحوار الوطني، مشيرا إلى ضرورة وجود جدول زمني واضح للحوار، واصفا حكومة شرف بـ'الضعيفة' وأن الحكومة الجديدة ليست 'أحسن حالا من السابقة'. وأكد في لقاء جماهيري نظمه حزب الغد بالفيوم بالتنسيق مع فرع ثقافة الفيوم، مساء أمس الأول، ضمن برنامج ثقافي لاستضافة المرشحين لرئاسة الجمهورية، قانون الانتخابات الجديد الذي أصدره المجلس العسكري بأنه 'قانون هزلي'. وشن نور هجوما حادا على حكومة الدكتور عصام شرف، وقال: 'رئيس الوزراء لطيف وخجول، وممكن أخطب له بنت الجيران، لكن أديله رئاسة وزراء مصر لأ '. واعتبر ان الانجاز الوحيد لحكومة شرف هو إلغاء التوقيت الصيفي.

خالد النبوي ينتهي من تصوير الفيلم الأمريكي 'المواطن'

انتهى الفنان خالد النبوي من تصوير الفيلم الأمريكي' المواطن' قبل أيام، بين ولايتي نيويورك وميتشغان، ويعتبر البطولة المطلقة الأولى له في السينما الأمريكية. وقال النبوي: إن الفيلم يتناول قصة مواطن عربي يصل إلى الولايات المتحدة قبل يوم واحد من تفجيرات 11 سبتمبر، ويتناول تلك الأحداث وتداعياتها على معيشة المواطن العربي هناك من خلال وجهة نظر مغايرة لوجهة النظر الأمريكية التقليدية، التي تجني دوما على العرب حينما يكون هناك حديث عن ضحايا برجي التجارة..وسيعرض الفيلم عام 2012، ويشارك خالد النبوي في بطولته، كاري إيلويس، ووليام أثرتون، وأجنيس بروكنر، ويخرجه سام كابي، ومدير التصوير جوزيف وايت، وقد استغرق تصويره 6 أسابيع.

------------------

اكثر من 300 جريح بالاشتباكات.. وتحالف الثوار يدعو لمظاهرة جديدة امام وزارة الدفاع
مصر: 'موقعة العباسية' تنذر باتساع اعمال العنف وحركة '6 ابريل' تطالب المجلس العسكري بالاعتذار

2011-07-24




القاهرة ـ لندن ـ 'القدس العربي': تصاعدت المخاوف في مصر امس من وقوع المزيد من اعمال العنف، غداة ما اصبح يعرف بـ'موقعة العباسية' في القاهرة، حين نظم نحو ألفي متظاهر مساء السبت مسيرة سلمية انطلقت من ميدان التحرير إلى مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمطالبة بتنفيذ باقي مطالب الثورة المصرية، فتصدت لهم مجموعات من البلطجية والخارجين على القانون بميدان العباسية واستخدمت ضدهم الأسلحة البيضاء ورشقوهم بالحجارة وبزجاجات المولوتوف الحارقة فوقع ما يزيد على ثلاثمائة جريح ومصاب من بينهم 12 اصيبوا بارتجاج في المخ.
وأعلن 'تحالف الثوّار المستقلين' أمس توجيه دعوات لرموز السياسة والفكر والفن والأدب في مصر للمشاركة بمسيرة سلمية تتوجه اليوم الاثنين إلى مبنى وزارة الدفاع مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية.
وأكد علاء سعيد، المنسق الإعلامي، أن المسيرة تهدف إلى تقديم مطالب محدّدة وواضحة للمجلس يأتي في مقدمتها تحديد مدى زمني لتسليم السلطة إلى المدنيين كما وعد المجلس بمناسبات عديدة، والتأكيد على الإسراع بنقل الرئيس المصري السابق حسني مبارك إلى مستشفى سجن مزرعة طرة باعتباره متهماً جنائياً لا يجب تمييزه عن باقي المتهمين بأي قضية جنائية.
وأوضح سعيد أن المواطنين الذين اشتركوا بالثورة المصرية منذ اندلاعها في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي لا يرغبون سوى بمحاكمات علنية شفافة لرموز النظام السابق الذين أفسدوا الحياة السياسية ونهبوا المال العام، وبتطهير جميع مؤسسات الدولة من الفاسدين المنتمين لنظام مبارك، مؤكداً أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة مطالب بتنفيذ تلك الأهداف باعتباره المؤسسة التي تدير شؤون البلاد.
وطالبت حركة شباب 6 أبريل، المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بتقديم اعتذار رسمي عن الاتهامات الباطلة التي ألصقها المجلس بها.
وشدّدت الحركة، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك ) امس الأحد، على ضروة أن يقدّم المجلس اعتذاراً عن تلك الاتهامات الواردة برسالته رقم 69 على (فيسبوك) وتصريحات اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية العسكرية عضو المجلس بتلقي الحركة تمويلات خارجية للعمل بأجندات ممولة من أمريكا.
وأضافت الحركة أن المجلس يعلم جيداً من يتعامل مع أمريكا وإسرائيل، و'نطالبه بأن يقدّم الأدلة والمستندات التي بحوزته إلى النائب العام ويعلنها للشعب المصري (إن كانت لديه أدلة) وإما أن يتقدم باعتذار رسمي لتبرئة ساحة حركة شباب 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية) من هذه الادعاءات الكاذبة'.
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد اتهم الحركة برسالته رقم 69 على (فيسبوك) بمحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب، كما اتهم الرويني الحركة، خلال مداخلة هاتفية السبت مع قناة الجزيرة مباشر، حركة شباب 6 أبريل بتلقي أموال من الخارج 'لتقويض الدولة وأن أعضاءها يتلقون تدريباً في صربيا'، معتبراً أن شعار الحركة 'اليد المقلوبة' يشير إلى شعار الثورة الصربية'.
وقال الرويني خلال المداخلة نفسها 'إن المجلس العسكري رصد أعضاء الحركة الذين تدربوا في صربيا وإن المجلس لديه معلومات مفصلة عنهم، كما أن المجلس لديه دراية عن جهات التمويل وسيتم إعلان ذلك في الوقت المناسب'.
ويذكر أن حركة شباب 6 أبريل نشأت عام 2008 بالتزامن مع بداية الإضراب العام الذي شهدته مصر بدعوة من عمال الغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبرى (140 كيلومتراً شمال غرب القاهرة)، وتطور ذلك الإضراب كإضراب عام للشعب احتجاجاً على سياسات النظام السابق الذي أطاحت به الثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي.
وقتل رجل مصري الاحد في تبادل اطلاق نار بين قوات من الشرطة والجيش ومسلحين هاجموا مركزا للشرطة في مدينة الاسماعيلية الواقعة على قناة السويس بهدف تحرير احد المحتجزين، حسبما قال مسؤولون امنيون.
واضاف المسؤولون ان ما لا يقل عن خمسين شخصا هاجموا قسم الشرطة بهدف تحرير رجل محتجز للاشتباه بضلوعه في عملية سرقة.
واضافت المصادر ان الجنود تعرضوا لاطلاق نار فردوا على الحشد باطلاق النار بدورهم ، ما اسفر عن مقتل رجل واصابة اربعة اخرين.
يذكر ان حشودا هاجمت اقسام الشرطة في القاهرة وانحاء اخرى من مصر خلال الاشهر الماضية بهدف اطلاق معتقلين.
وجرى اضرام النار في العشرات من اقسام الشرطة خلال الثورة التي انطلقت في 25 كانون الثاني/يناير واطاحت بالرئيس حسني مبارك في شباط/فبراير ليتسلم المجلس العسكري زمام السلطة في الوقت الراهن.

اقالة المذيعة دينا عبد الرحمن من قناة 'دريم' ضربة جديدة لحرية الاعلام من المجلس العسكري

لندن ـ 'القدس العربي': فيما اعتبر ضربة جديدة لحرية الاعلام من المجلس العسكري الحاكم في مصر، أكدت مصادر في قناة دريم الفضائية المصرية أنه صدر امس قرار بإقصاء الإعلامية دينا عبد الرحمن من القناة ووقف برنامجها اليومي 'صباح دريم'.
وقالت المصادر إن القرار جاء تعسفيا ومفاجئا وبدا أنه تنفيذ لأوامر 'عليا' أكثر منه قرار مهني أو إداري على حد قولها.
واستضافت عبد الرحمن في حلقة امس الصحافيين نجلاء بدير وخالد البلشي ووجهت الحلقة انتقادات واسعة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم حاليا في مصر ردا على بيان له مساء الجمعة الذي اتهم فيه حركة شباب 6 أبريل بالوقيعة بين الجيش والشعب وتلقي تمويل من الخارج.
وشهدت الحلقة سجالا بين الصحافية نجلاء بدير ومقدمته دينا عبد الرحمن واللواء عبد المنعم كاطو مستشار إدارة الشؤون المعنوية بالجيش المصري حول الاتهامات للحركة الشبابية المعارضة واتهام كاطو لإثنين من مرشحي الرئاسة المحتملين لم يسمهما بالعمالة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
كما شهدت الحلقة شهادة من الصحافي خالد البلشي على أحداث العباسية قال فيها إن قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي التابع للداخلية تواطأت مع البلطجية لضرب المتظاهرين السلميين، وانه شاهد بعينه البلطجية يقذفون المتظاهرين بزجاجات المولوتوف والحجارة من داخل تجمعات لعناصر عسكرية تحميهم.
وأعلن فريق إعداد برنامج 'صباح دريم' رسميا في بيان وزعه امس الامتناع عن العمل في قناة دريم تضامنا مع الإعلامية دينا عبد الرحمن ورفضا لما اعتبروه تواطئا إعلاميا من القناة ومالكها رجل الأعمال أحمد بهجت مع من وصفوهم بـ'حماة الثورة المضادة


القدس العربى
25/7/2011

--------------

الثورة المصرية الجديدة وتلك التي سبقتها
صحف عبرية
2011-07-24




تحل ذكرى الثورة المصرية الاولى بعد أن أسقطت الثورة مبارك. الثورة في 23 تموز 1952 وقعت بعد 30 سنة من نيل مصر استقلالها. 30 سنة كانت فيها مصر ديمقراطية، أُقيمت الاحزاب وتنافست فيما بينها. وبشكل غير علمي يمكن القول ان مصر كانت تشبه في حينه الاردن في السنوات الاخيرة: ملك مسيطر، برلمان ذو صلاحيات محدودة منتخب من الشعب، حكومة معينة من الملك واعلام ذو قدر مكبوح من الحرية.
عدم الرضى العام نبع من أن الحكم كان يعتبر غير ناجع وفاسد، وقد اختُبر الامر في المواجهة مع اسرائيل في 1948، حين تراجع الجيش المصري أمام الجيش الاسرائيلي الجديد. انعدام الراحة من العلاقات مع بريطانيا تعاظم في العام 1952 على خلفية المواجهة الكبيرة في الاسماعيلية، التي قُتل فيها خمسين شرطيا مصريا على أيدي جنود بريطانيين. العزة المصرية تضررت بشدة.
جمال عبد الناصر، الروح الحية في عصبة 'الضباط الأحرار'، عقيد ابن 34، الى جانبه عناصر اخرى من خريجي حرب 1948، مثل أنور السادات، سيطروا بسهولة نسبية على مراكز الاعلام والقوة في مصر وتوجوا الجنرال محمد نجيب، ابن 51، 'الراشد المسؤول'، في العصبة، رئيسا لهم.
ناصر غير مصر، وأقام فيها دكتاتورية عسكرية مع عبادة شخصية. ولكن بعد فساد الأسرة المالكة كان حكمه مثابة نسمة منعشة للكثير من الشباب الذين تماثلوا مع أفكاره الاجتماعية (الاصلاح الزراعي)، مع المشاريع الدراماتيكية التي قادها (وعلى رأسها سد أسوان)، مع أحلامه عن الوحدة العربية ومع رؤيا التأثير في افريقيا. اخفاقاته العسكرية المدوية سواء في حملة السويس أم في الايام الستة لم تنجح في أن تنزع عنه الهالة القيادية واعجاب الجماهير به.
ثمن الهالة كان عدد هائل من الضحايا. ناصر لم ينقذ مصر من الفقر ومن الفوارق الاجتماعية العميقة، لم ينجح في خلق ثورة تعليمية، لم يجلب الى بلاده حلا سياسيا، ولكن موته المفاجيء ترك فراغا كبيرا وحنينا من الصعب تفسيره.
بالنسبة لنا، أبناء جيل الدولة، كان ناصر العدو الأكبر. وقد تنافس فقط مع هتلر في شتائمنا. موته في 1970 كان مفرحا جدا لدرجة أن المقال الافتتاحي في صحيفة 'دافار' دعا الى عدم الفرح لسقوط عدونا. ومع الايام، عندما زرت منازل اصدقاء عرب، من محبي السلام، ورأيت عندهم صورة ناصر، كان دوما شيئا في ظهري يقشعر. فهمت بأنه بالنسبة لهم كان هذا الرجل يرمز الى شيء مغاير تماما.
ولكن ما الذي يرمز له هو وثورة ضباطه الأحرار بالنسبة لمتظاهري ميدان التحرير؟ فهل يتضامنون مع الرجل الذي منع الاحزاب، منع كل بارقة حرية صحافة، قاد شعبه الى حروب زائدة، وأنفق ميزانيات طائلة على الامن بدلا من الاستثمار في شعبه؟ هل ناصر هو بطلهم؟.
الجواب سنراه غدا. يحتمل أن تكون هناك اصوات لاستبدال يوم ثورة الضباط بيوم ثورة الجماهير. يحتمل ان تكون حرية الصحافة وحرية تشكيل الاحزاب فرضية مضادة لدولة الشرطة التي أقامها ناصر.
ولكن من المعقول أكثر الافتراض بأن ناصر، مثل نابليون، سيخرج، تاريخيا، من حقيقته البشعة ويُعرض من قبل الثوريين كمقاتل حرية مثلهم. ناصر، كاريزماتي في موته وفي حياته، كفيل بأن يُستخدم من المتظاهرين، الذين يحتاجون على نحو يائس لرمز ولزعيم. وهم سيصممونه على صورتهم وسيستخدمونه كي يصمموا مصر موديل 2011.

اسرائيل اليوم 22/7/2011


Post: #12
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-26-2011, 04:26 AM
Parent: #11

معلومات متضاربة حول اعتداء البلطجية على المتظاهرين بالعباسية..
وهجمات عنيفة ضد المجلس العسكري
حسنين كروم
2011-07-25




القاهرة - 'القدس العربي':

اجتذبت احداث العباسية الدامية التي سقط فيها اكثر من ثلاثمائة جريح اهتمامات الصحف الصادرة امس الاثنين، وكذلك المعارك والمعلومات المتضاربة بين المجلس العسكري وحركة السادس من ابريل حول ما حدث، واستمرار الدعوة من جانب الجماعة الاسلامية والسلفيين للتظاهر يوم الجمعة في ميدان التحرير لتطهيره، ولكن الجماعة الاسلامية عادت واعلنت انها اذا شاركت فسيكون للاتفاق لا للتصارع، كما ان المعتصمين في السويس تركوها وجاءوا الى ميدان التحرير بالقاهرة للتضامن مع زملائهم، وتشكيل لجنة للتحقيق فيما حدث وعدم موافقة الاخوان على الاشتراك في عمل موحد مع السلفيين، وازدياد الشكوك من الجميع في حقيقة اهدافهم. وكان لافتا نشر جريدة 'روز اليوسف' خبرا لزميلينا ناهد سعد واسامة رمضان جاء فيه: 'اللافت كان انضمام عدد من شباب السلفيين والجماعات الاسلامية الى معتصمي الميدان احتجاجا على احداث العباسية رافضين الموقف الرسمي لقيادات السلفية، وقال اسامة السيد احد الاطباء السلفيين، ان قيادات السلفية والاخوان عقدوا صفقات سياسية تحقق مصالحهم على حساب اهداف الثورة.
فيما رأى الشيخ صالح الشواف احد دعاة السلفيين المعتصمين ان جمعة الحسم المقبلة ستكون للتضامن مع معتصمي التحرير وليس لفض الاعتصام كما يتصور البعض، لافتا الى ان من اهدافها الغاء وثيقة المبادئ الحاكمة حتى لا تكون التفافا على التعديلات الدستورية التي جرى الاستفتاء عليها'.
كما كان كاريكاتير زميلنا انور عنوانه قوى اسلامية تصف المعتصمين في التحرير بالبلطجية، وسلفي يصيح بلطجية بلطجية واشباح لاجانب يقول احدهم: صدقني مبيكلفناش كتير هما يدوبك بطاريتين قلم.
ونشرت الصحف عن المطالبة بحذف مشاهد جنسية من عدد من المسلسلات التي سيتم تقديمها ولا اعرف لماذا الاعتراض رغم اننا سنشاهدها بعد الافطار، وكل عام والجميع مسلمين ومسيحين عربا بالخير والبركات.


سكينة السادات تقارن بين السادات وعبد الناصر ومبارك

سبحان من له الدوام، والملك له، يعطيه لمن يشاء وينزعه عن من يشاء، بيده الامر، يعز من يشاء ويذل من يشاء، ليجعله عظة وعبرة لعباده، ليعلموا ان هناك حسابا في الدنيا لا الاخرة فقط، وعذابا فيها مثلما هو في القبر والاخرة، لكل من يتجبر على عباده من الرؤساء، اي الرعاة، لان كل راعي مسؤول عن رعيته.
فهل ما يتعرض له مبارك الان هو واسرته ورجال نظامه، عقاب من خالق الخلق، وجعلهم عظة وعبرة لمن يتعظ ويعتبر؟
هو الاعلم، لكن ما نشاهده ونقرأه يحمل هذه المعاني، فمن كان يتصور ان مبارك الذي قال باستهانة ######رية من معارضيه، 'خليهم يتسلوا'، يصبح اهم مادة للتسلية والسخرية والتلاعب به، وهدفا لموجات متتالية من الكراهية والاشمئزاز والتشفي لا مثيل لها في تاريخ مصر، فكيف تدهور حاله الى هذا الحد؟
زميلتنا بمجلة 'المصور' سكينة السادات وهي شقيقة الرئيس الراحل انور السادات قالت يوم الاربعاء في 'الوفد' لزميلنا ممدوح دسوقي: 'الرئيس مبارك للامانة بدأ حكمه وعليه اجماع من كل القوى السياسية وتأييد شعبي واستمر هكذا فترة الى ان التف حوله مستشارو السوء وزينوا له الفساد والاستبداد، فأنكر من قبله واختزلوا مصر في شخص مبارك وان كانت هذه طبيعة خدم السلطان، الا ان عبد الناصر كان حوله شخصيات مؤثرة ولها دورها السياسي، والسادات التف حوله كثير من السياسيين والمثقفين ورجال حكم على اعلى مستوى، لكن مبارك التف حوله كثير من الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية، فأضاعوا منه الفرصة لتنمية مصر وجعلها من الدول المتقدمة اقتصاديا مثل ماليزيا التي بدأت معه الحكم 'مهاتير محمد'، ولكنه استطاع في خلال عشر سنوات ان يجعلها دولة متقدمة لانه اهتم بالتعليم والعدالة والقضاء على الفساد، لكن خريج الجامعة في عصر مبارك لا يعرف ان يقول ثلاث كلمات انكليزي والتعليم المتوسط لا يعرف يقرأ اي جريدة فسرقت الاموال واهدرت الكرامات وفوجئنا اننا كنا نعيش في عصر فاسد لأبعد الحدود'.

'الوفد': 'ابني بيساعدني' هل تذكرون هذه الجملة؟

ومن 'الوفد'الى 'اليوم السابع'، حيث وجدنا صاحبنا كريم عبد السلام يعبر عن محبته لمبارك بطريقته الخاصة بان قال عنه معجبا به: 'امامنا طرق السير فيها يستوجب التفكير والعمل بطريقة غير تقليدية اولها البدء من الجملة الشهيرة للرئيس السابق نفسه 'ابني بيساعدني' هل تذكرون هذه الجملة؟
اذن لا بد من الحصول على المعلومات الكاملة من الاستاذ جمال مبارك حول ثروات مصر التي استولت عليها العائلة بأي شكل من الاشكال وحتى الان اثبتنا فشلا ذريعا في التعامل مع الابن المساعد حتى بدأ هو في التلاعب بنا، وثانيا التحرك في دائرتنا الاولى، الدائرة العربية للبحث في اضابير الاجهزة والبنوك والدواوين الملكية والاميرية هناك عن الدماء المصرية التي تم سفكها وتحويلها الى ارصدة وشراكات، فلا يجب ان تترك لينهبها الشركاء بعد موت الزعيم، وثالثا لماذا لا تتحرك لجان استرداد اموال مصر والاجهزة الموقرة في هوامش العالم بحثا عن ثرواتنا المنهوبة، التحرك في امريكا اللاتينية او جزر غسل ودفن الاموال له خبراؤه ومفاتيحه وعمولاته ونتائجه مضمونة اكثر من بعثات طرق ابواب لندن ونيويورك وباريس، هذه العواصم تحديدا هي من وضع منهج تحويل بلدان العالم الثالث الى مزارع وعزب محكومة دائما بواسطة لص دموي او عميل يقمع شعبه ويهرب امواله اليها لتحفظها له.
ماذا سنفعل نحن بعد وفاة مبارك المتوقعة؟ اتوقع ان تخرج مليونية من ميدان التحرير او روكسي او مصطفى محمود سيان، وان تذاع الجنازة على الهواء مباشرة وان تبكي البنات الابكار والنساء الثيبات بدموع غزيرة ومن وراءهن الرجال المسحوبون من انوفهم الى حائط 'المسامح كريم' والراجل خرج من الدنيا بايه غير قطنة واهو الكفن مالوش جيوب ولا تجوز عليه الا الرحمة، والمهم اللي جاي مايكونش حرامي ولا عنده عيال عايز يورثها، يلا يا جماعة شوفوا فيلم تاني نتفرج عليه'.

'الاخبار': منذ شهور قليلة كانت اخباره تسد عين الشمس

وشهد يوم الخميس هجمات متميزة وشديدة العنف بدأها زميلنا في 'الاخبار' الدكتور محمود عطية بالقول: 'منذ شهور تعد على الاصابع كانت اخباره تسد عين الشمس نسمعها ونقرأها ونشاهدها رغما عنا والان اخباره ضرب عليها حصار اقوى من حصار لشبونة القديمة وتسرب الينا اخباره بطريق يراد بها التأثير ويتم استثمارها لاستدرار عواطف بعض فئات الشعب ويحاول ان يجني ارباحه غليظ القلب منعدم الوطنية من لم يرق قلبه يوما الا للجواسيس وسارقي اموال الشعب، واخبار المخفي المبتسرة لم يفلح استثمارها وزادت من غيظ من ضاعت اعمارهم خلال ثلاثين عاما، لكن هل يعلم الرئيس المخفي لماذا لم تتعاطف غالبية المصريين مع اخبار مرضه المتضاربة ولا حتى مع شائعة وفاته، لانهم - ولا شماتة - ابناء شهداء العبارة السلام، واهالي شهداء البحر المتوسط من شباب سد امامهم باب الرزق في بلادهم ففضلوا رحلات الموت الجماعي للهروب الى اوروبا، وان نجوا من البحر المتوسط عاشوا مهانين غير مكرمين في بلاد الغرباء حتى يوفروا لقمة العيش ويعولوا اسرهم التي باعت كل شيء لترحيل ابنائها عبر المتوسط.
يا ايها الرئيس المخفي، اللهم يشفيك من مرضك ويعطيك العافية كما كنت وحاولت ان تبدو امامنا، حتى تحاكم بالعدل عن نهب مصر وتدمير ابنائها، واختصار الوطن وهمومه في توريث النجل الاسير'.
وغليظ القلب الذي يقصده محمود هو محامي مبارك فريد الديب، الا ان وصف المختفي الذي استخدمه كان مبتكرا، ولم اكن اعلم يا اخواني انه اثناء تجوالي في الصفحة الثالثة عشرة من 'وفد' نفس اليوم عثرت على تحقيق فكرته مبتكرة مثل المخفي وهو عن مصير مبارك اذا مات في الواحد والعشرين من الشهر الفضيل، هل سيتعاطف معه الشعب ويعتبره رجلا مبروكا، وهل سيغفر الله له ما تقدم وتأخر ايضا من ذنوبه؟

ماذا لو مات مبارك في رمضان؟

صاحب التحقيق كان زميلنا احمد ابو حجر وجاء فيه: 'لو مات مبارك خلال شهر رمضان ليلة جمعة وكلها ايام معظمة وذات فضل عند الله هل سيكون مصيره الجنة ام النار؟، وفاة مبارك اذا حدثت في هذه التقيت بالتحديد ستثير العديد من الاشكاليات خاصة فيما يدور من العواطف والمشاعر الانسانية خاصة لدى الشعب المصري المعروف عنه انه عاطفي بطبعه، الشيخ فرحات المنجي احد علماء الازهر يقول: ان الموت في رمضان وفي ليلة الجمعة التي قد تصادف ليلة وترية لتصبح ليلة القدر ليس دليلا على حسن الخاتمة، وانما هناك العديد من العصاة والقتلة والمجرمين وبائعي المخدرات ماتوا في رمضان او في يوم عرفة، او في احدى ليالي العيدين، هل ذلك سيكون سببا في الغفران، لا ليست سببا في الغفران وانما سيحاسبون على ما اقترفوه من اثام ومعاص، ان امر الرئيس السابق مفوض لله لان الاختلاف حوله كثير، فربما يكون ما فعله باجتهاد منه قد يكون اخطأ فيه دون عمد، وربما يكون تعمد اذلال شعبه وتركيعه لتنفيذ افكاره، لكن الموت في رمضان ليس سببا في الغفران ودخوله الجنة الا بعد رحمة الله وعدله، ان الله اذا احب عبدا جعل من ينادي باسمه يلقى في قلوب الناس الطمانينة والحب لهذا الرجل وهو ما لم يتوفر لمبارك لكنه خزي على رؤوس الاشهاد.
اما الدكتور محمد وهدان الاستاذ بجامعة الازهر فيقول: ان الانسان الصالح اذا مات في شهر رمضان فانه يكون عتيق الشهر الكريم لبركته وتفضيله عند الله وان قبول العمل الصالح مرتبط بالايمان والانسان غير المسلم صاحب العمل الصالح فانه يثاب على تلك الاعمال بالمدح في الدنيا، ان الله له ما يشاء في ان يغفر ويعفو في ما يتعلق بحقه لدى مبارك، اما ما للبشر والمجتمع من حقوق عنده فسوف يحاسب عليه مبارك لمسؤوليته عن الاساءة والظلم والقهر الذي تعرضت له الامة في عهده'.
ولكن لنفترض انه مات فعلا فماذا ستكون عليه جنازته؟

وماذا لو مات دون محاكمة؟

هذه كانت فكرة تحقيق اخر مثير نشرته 'الفجر' لزميلينا احمد عبد الجليل وشيماء جلال وجاء فيه: 'الكارثة ان يأتي القدر بما لا يشتهي الشعب فالرئيس تم خلعه من الحكم لكنه يحتفظ بمجموعة من النياشين تؤكد احنفاظه بمكانته لدى المؤسسة العسكرية، يواجه تهما سياسية وجنائية لكنه لا يزال بريئا الى ان تثبت ادانته، كان من المفترض ان يتم ايداعه في السجن لكنه لا يزال يقيم في مكان اقرب الى المنتجعات التي يستجم فيها الرؤساء، هذه يدفعنا الى طرح السؤال الذي نتمنى ان يدركه الجميع اننا لا نبتغي من وراء الاجابة عنه سوى مصلحة الوطن.
اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري استبعد ان بتم التعامل مع الجنازة عسكريا مراعاة لحالة الغضب الموجهة من جموع الشعب المصري تجاهه، في حالة وفاة المخلوع محمد حسني مبارك فانه من المفترض التعامل مع جنازته بشكل عسكري نظرا لرتبته العسكرية خاصة انه كان قائد القوات الجوية اسوة بما حدث في جنازة الفريق سعد الدين الشاذلي والفريق محمد عبد الحليم ابو غزالة، انه جرت العادة في الجنازات العسكرية ان يتم ابلاغ وزارة الدفاع وهيئة المراسم، وذلك للاهتمام بالتفاصيل البروتوكولية وخروجه على عربة مدفع يجرها ستة من الخيول يتقدمها حملة الاوسمة والنياشين التي حصل عليها خلال خدمته، الجنازة العسكرية لتكريم الشخص العسكري والاحتفاء ببطولاته وتقديرا لدوره في حماية امن البلاد وهو ما لا يجوز مع مبارك خاصة مع المطالبات المستمرة باعدامه باعتباره مسؤولا عن الفساد الذي كان في عصره، ووصلت الى حد اتهام البعض له بالخيانة العظمى وهو ما يتنافى مع فكرة التكريم العسكري بالاضافة الى ان ذلك سيعتبر استفزازا للمشاعر الشعبية.
يذهب د. عبد الله الاشعل استاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية الاسبق الى ان هناك احتمالا اكيدا ان تكون هناك جنازة عسكرية لمبارك اذا ما وافته المنية الان خاصة انه احد ابناء المؤسسة العسكرية ولم يصدر ضده حكم حتى الان فهو مجرد متهم ولا يزال بريئا حتى تثبت ادانته، حالة مبارك تعد فريدة حيث انه لا يوجد في التاريخ وتاريخ الثورات حالة مماثلة لحالة الثورة المصرية، فلأول مرة يكون هناك رئيس يدافع عن مصالح اسرائيل وامريكا ضد الشعب المصري، واول مرة تقوم ثورة لكل المصريين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وتطالب في نفس واحد باسقاط النظام، ولاول مرة يكون هناك رئيس حي وينزع اسمه من صفحات التاريخ وستكون اول مرة لرئيس تطارده اللعنات والقضايا ويموت.
د . عمار علي حسن المحلل السياسي قال: لكن اذا اقيمت جنازة عسكرية سيستفز مشاعر المصريين، نعم مبارك حارب في اكتوبر لكنه رهن الارادة المصرية لصالح الخارج وتصرف تصرفات اقرب الى الخيانة الوطنية واهمل المجدتمع المصري واضعفه لصالح اسرائيل التي اعتبرته كنزا استراتيجيا وحليفا كبيرا وصديقا حميما، كما ان مبارك ثبت انه نهب المال العام وانه امر باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في ميدان التحرير بشهادة نائبه عمر سليمان، وبالتالي لا بد الا تقام له اي جنازة رسمية'.

موقعة العباسية واشتباك الاهالي

والى المعركة التي دارت في ميدان العباسية وتعرض فيها مئات المتظاهرين الذين كانوا في طريقهم الى مقر وزارة الدفاع الى الاصابة بجروح متنوعة بسبب المعارك التي قال المجلس العسكري انها نشبت بينهم وبين اهالي المنطقة الذين خافوا على ممتلكاتهم ومساكنهم وادى الاشتباك الى حرق سيارات. ونتيجة لتضارب الشهادات فسوف نشير الى التحقيق الذي نشرته 'المساء' امس لزميلتنا سميرة الديب عن شهادات سكان المنطقة وجاء فيه: 'يؤكد احمد حسين ودميانة سيد من اهالي العباسية ومحمد عادل صاحب محل ومن شهود العيان ان احداث الشغب لم تكن مفاجئة لنا حيث نتوقعها لان بدايتها كانت في العاشرة من مساء الجمعة عندما فوجئنا ببعض البلطجية الذين حضروا من منطقة الوايلي وهم يحملون زجاجات المولوتوف والسيوف وبدأوا يتحرشون بالمارة الذين لم يعطوهم الفرصة وفروا هاربين منهم مما جعلهم يرتدون الى منطقتهم مرة اخرى ولكن عادوا من جديد اثناء مسيرة معتصمي التحرير المتجهة الى وزارة الدفاع، وكانت الاحداث المؤسفة التي ارعبتنا جميعا.
اما مجدي حنا صاحب محل ومنى اسماعيل وصابرين شاكر موظفات فيقولون: فوجئنا ببعض البلطجية يقومون بتكسير واجهات المحلات الزجاجية واشعال الحرائق في كل مكان وتحطيم السيارات المتواجدة في الشوارع وقد تأكد لنا انهم بلطجية من ملابسهم ومن الفاظهم البذيئة التي كانوا يرددونها وهم يشعلون الفتنة.
ويؤكد عربي محمد وعبد الفتاح متولي من سكان العباسية ان هناك شخصيات من اعضاء الحزب الوطني المنحل ظهروا قبل المسيرة بساعتين وظلوا يشعلون الفتنة بين المتظاهرين وسكان العباسية وحاولوا اقناعهم بان هؤلاء الثوار سوف يقتلونهم ويشعلون الحرائق في منازلهم، ولم تمر ساعة الا وحدث ما حدث، مما يؤكد ان فلول النظام السابق والوزراء المساجين هم الذين يدفعون لهؤلاء من اجل اثارة الفتنة والوقيعة بين افراد الشعب بعضهم البعض. وتؤكد امينة محمد ـ صيدلانية ـ ومحمد جمعة ـ موظف ـ انهم شاهدوا بعض الشباب من البلطجية مجتمعين في منطقة الحدث وهم يجمعون زجاجات المياه الغازية الفارغة وتوجد معهم جراكن بنزين وقاموا بتفريغ هذا البنزين في الزجاجات وكان معهم ايضا اسلحة بيضاء من السنج والسيوف والمطاوي بالاضافة الى الشوم والجنازير التي هجموا بها على المتظاهرين فور اقترابهم من ميدان العباسية.
اما محمد البطل طالب بكلية الطب وخميس محمد خميس تاجر فقالا: تجمع البلطجية في شارع غرب القشلاق وهو الشارع الذي نقيم فيه وقاموا بالاعتداء على السيارات المتواجدة بجوار الرصيف وحرقها وهم يستخدمون درجاتهم البخارية وكانوا يرددون هتافات ضد المجلس العسكري'.

هجمات عنيفة ضد المجلس العسكري

هذاعن الوصف لما حدث في 'المساء' الحكومية. اما التعليقات فقد شنت 'التحرير' هجمات ضد المجلس العسكري خاصة تصريحات اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية العسكرية وبيان المجلس باتهام حركة السادس من ابريل بتلقي تمويلات خارجية والخيانة دون ان يقدم دليلا، ايضا بمداخلة في قناة دريم مع مقدمة برنامج صباح دريم الذي تقدمه الاعلامية دينا عبد الرحمن وفيها هاجم اللواء عبد المنعم كاطو المستشار في ادارة التوجيه المعنوي دينا لانها في برنامجها اشارت الى ما كتبته في 'التحرير' زميلتنا نجلاء بدير ضد تصريحات اللواء الرويني وامر صاحب القناة رجل الاعمال احمد بهجت بقطع البرنامج، واخبر دينا بانه تم انهاء عملها في القناة ثم عادت القناة واكدت انها مستمرة، وهو ما اثار الهواجس من عودة المجلس العسكري لممارسة نفس السياسة السابقة. ونبدأ بالذين هاجموا حركة السادس من ابريل، واولهم زميلنا في 'الاهرام' عبد الناصر سلامة وقوله: 'الخطير في الامر هو ذلك السباق المحموم نحو تشكيل ائتلافات واحزاب وجمعيات تسعى بالاساس الى الحصول على مثل هذا الدعم الذي لن تستطيع الاستمرار على الساحة بدونه في ظل ضعف العضوية فيها والذي هو السمة العامة حاليا لمثل هذه التجمعات التي لا تنشد اكثر من جمع بطاقات شخصية لاستكمال النصاب القانوني لاشهارها..ما تم انفاقه من عملات عربية واجنبية في قلب ميدان التحرير واخواته فقط منذ يناير وحتى الان يمكن ان يكشف لنا حجم المأساة التي عاشتها وتعيشها مصر'.

التسخين لرمضان بهتافات تطالب بإسقاط المجلس العسكري

والى 'الاخبار' واستخدام زميلنا عبد القادر محمد علي خفة ظله للهجوم على المتظاهرين بقوله: 'جدول فعاليات اول رمضان للحركة اياها بميدان التحرير التسخين للافطار بهتافات تطالب باسقاط المجلس العسكري ثم الافطار بوفيه مفتوح جمبري وكابوريا واستاكوزا ثم يحيي الثوار بكنافة وقطايف وام علي وكله بالقشطة ثم نصف ساعة لحفظ هتافات الغد بعدها تسالي وفرفشة حتى منتصف الليل ثم هتافات بسقوط حكومة شرف والفلول حتى موعد السحور الذي يتكون من البط والحمام والرومي ثم هتافات حتى اذان الفجر ضد المجلس العسكري يعقبها النوم حتى موعد هتافات قبل الافطار والسحور لمدة شهر مقدما ومصروف جيب لكل ثائر ومكافأة اجادة لاصحاب اكثر الهتافات وقاحة'.

لا احد فوق النقد ولا بأس من ممارسة النقد الثوري

وشاركه في الهجوم زميله علاء عبد الوهاب، ولكن بعيدا عن معلومات عبد القادر عن اصناف موائد الافطار والسحور بان قال: 'السلوك الذي يهدد جبهتنا الداخلية ويؤثر على وحدة الشعب والجيش او يدفع باتجاه الخصم من رصيد القوات المسلحة او يهدف لاغراق مصر في الفوضى وزعزعة استقرارها وامن ثورتها، اي من هذه التصرفات التي لا تصب الا في خدمة اعداء مصر الذين لا يتمنون لها خيرا، لا يندرج بالتأكيد تحت وصف الزحف المقدس، لا احد فوق النقد ولا بأس من ممارسة النقد الثوري لكن دون المساس بالتلاحم بين الشعب والجيش خط الدفاع الاخير عن كيان الدولة المصرية، واذا تصور احد ان الزحف نحو الجيش عمل مقدس فان حاله يشبه ما يصيب الجهاز المناعي للانسان من خلل يؤدي لتدمير هذا الجهاز لنفسه ولخلايا الجسد بدلا من ان يحميه من اي هجوم خارجي'.

هتافات مدوية ضد المتظاهرين

ونغادر 'الاخبار'الى 'جمهورية' امس ايضا، حيث سمعت هتافات مدوية ضد المتظاهرين وبصعوبة تعرفت على صوت زميلنا فراج اسماعيل وهو يصرخ قائلا:
'جاءت مظاهرات العباسية فرصة مهمة لكشف الاقنعة عن بعض الحركات وينبغي ان يتزامن ذلك مع قيام الدولة بواجبها المفترض والمنتظر في تتبع دخول الاموال الغامضة التي تصب بالملايين في جيوب جمعيات وائتلافات. وقد اكدت السفيرة الامريكية بالفعل وصول حوالى ربع مليار جنيه مصري من واشنطن الى بعضها تحت يافطة دعم عملية التحول الديمقراطي'.
كما رأيت زميله السيد نعيم يهتف قائلا: ' لقواتنا المسلحة والمجلس العسكري نقول لهم: نحن معكم ونشد على ايديكم ونطالبكم بتطبيق اشد القوانين والعقوبات سواء قانون الطوارئ او الاحكام العرفية وتحويل الذين يحاولون هدم مصر الى المحاكم العسكرية فورا واجراء المحاكمات العاجلة والاحكام الرادعة حتى تنضبط الامور وايقاع البلاد وحتى لا يفلت العيار بسبب القلة المندسة. الردع مطلوب والشدة مطلوبة في هذه الاوقات الحرجة، فلم يعد هناك صبر او طول بال او انتظار بعد ان تجاوز الاوغاد كل الحدود، فلتكن لقواتنا المسلحة وقفة قوية لحماية الوطن من هؤلاء المندسين'.
واما زميلنا الثالث عبد الجواد حربي فقد فضل اتباع اسلوب النصيحة بقوله:
'يا ثوار التحرير اهداوا، التقطوا انفاسكم وابدأوا حوارا هادئا اذا كنا قد اتفقنا جميعا على مطالب عادلة ومشروعة، من اجلها قامت الثورة وفي سبيلها سالت الدماء الذكية البريئة، الحقوا مصر قبل ان تضيع منا جميعا بعد ان عادت لنا وعدنا لها، تمسكوا بالمؤسسة العسكرية، فهي خير ضامن، اشم رائحة حرب اهلية وفوضى بلا نهاية قادمة، الوقت لم يعد يسمح ورصيدنا يتآكل يوما بعد يوم'.

من هم المدنيون الذين هاجموا الثوار الذين خرجوا من التحرير؟

لكن كل ذلك لم يؤثر في اراء اخرين لم يتقبلوا بيانات المجلس العسكري وكان منهم زميلنا وصديقنا والاديب بجريدة 'روز اليوسف' القومية محمد بغدادي الذي قال:
'لا احد حتى الان يعلم من هم المدنيون الذين هاجموا الثوار الذين خرجوا من التحرير يهتفون سلمية سلمية، هل هم سكان مدينة العباسية الذين خرجوا لحماية متاجرهم ومساكنهم من الفوضى ام انهم فلول النظام وبلطجية الحزب الوطني، ام انهم من رجال مباحث امن الدولة وعناصر الشرطة المسرحين من الخدمة؟، لا احد يعلم حتى الان، وان كانت البصمات تشير الى انها نفس الايدي التي شاركت في موقعة الجمل.
هذا وما زالت حرب الميادين دائرة، ولم تحسم النتائج النهائية الان لصالح احد وان كانت النتيجة (2 - صفر) لصالح البلطجية واعمال العنف'.

ابراهيم عيسى يسخر من حكاية التخوين

اما جريدة 'التحرير' اليومية المستقلة فقادت حملة عنيفة ضد المجلس قادها بطبيعة الحال رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا ابراهيم عيسى الذي سخر من حكاية التخوين بقوله: 'ساعتها لو ثبت ذلك سنطلب من المجلس العسكري اعادة حسني مبارك فورا من شرم الشيخ ليحكمنا وبالمرة يجيب ابنه ما دام الجنرالات يقولون نفس كلام الديكتاتور واجهزته ويعتقدون في صحته وسلامته يبقى بلاها ثورة وحماية ثورة وعد كما كنت، وبالمرة نتأسف جدا للريس جميعا يعني جميعا شعبا، وجيشا؟
اتصور ان المجلس العسكري عليه ان يعيد النظر في المداخلات التليفونية لبعض جنرالاته، فمن الواضح ان المجلس لم ينجح في بناء علاقة قوية مع قوى شباب الثورة واشهد انه حاول لكن العلاقــة طول الوقت يشوبها توتر وسوء تفاهم، وهذا مفهموم، ليه مفهموم، لان الجنرالات ينتمون الى جيل اعمار وثقافة مختلفة تماما عن الشباب، الجنرالات محافظون وتقليديون والشباب ثائر ومتمرد، الحقيقة ان تناقضا يثير الدهشة بين ما قاله المشير محمد حسين طنطاوي لوزراء حكومة شرف في اجتماعها الاخير لحلف اليمين وما يتطوع جنرالات ويقولونه في فضائيات'.

اين كان اللواء الرويني حينما كانت كفاية و6 ابريل؟

ثم طلب عيسى من متعدد المواهب زميلنا وصديقنا بلال فضل ان يلقي كلمة قال فيها عن اللواء حسن الرويني: 'عندما كان قادة وانصار حركة كفاية وحركة ستة ابريل، وغيرها من الحركات الوطنية يتعرضون للاعتقال والاضطهاد والسحل في الشوارع لانهم يرفضون ما كان يجري في مصر من فساد وظلم وتقزيم لدورها واهانة لشعبها وفتح البلاد على مصراعيها لاعداء مصر؟.
اين كنت يا سيادة اللواء، هل كنت راضيا وسعيدا ومرتاح الضمير وانت تشاهد كل ما كان يحدث من اهانات للمعاني التي ضحى من اجلها شهداء السادس من اكتوبر، الا يستحق اذن الاحترام والتقدير كل من شارك في هذه الثورة وضحى بروحه من اجل ان تنزاح الطغمة الحاكمة التي كانت تستبد بمصر وتتعامل معها كأنها عزبة، بدلا من ان يتم تشويه سمعة الاف من شباب الثورة بكلام مرسل يمكن ان يدمر مستقبلهم ويهدد حياتهم، من يتحمل الان مسؤولية الشباب الذين اريقت دماؤهم في الشوارع وهم يسيرون في مظــــاهرات سلـــمية كان يجب ان يتم توفير اقصى درجات الحماية لها بدلا من توفير غطاء سياسي للاعتداء عليها بالحديث عمن يشارك فيها بوصفهم متآمرين وعملاء، مع ان لدينا اجهزة امن نصرف عليها الملايين المفروض انها تعـــرف دبة النــــملة وتستطيع تقديم المتآمرين للعدالة بأدلة موثقة، نعم انا اختلف مع بعض ما يقـــوله هؤلاء الشباب ومع منهجهم انهم لم يكونوا - على سبيل المثال لا الحصر - الذين سمحوا لشخص مثل حسين سالم ان يكون الذراع اليمنى لرئيس مصر وهو يحمل الجنسية الاسرائيلية ولم يكونوا سبب تخلف مصر وهوانها على الناس ولذلك فهم يستحقون من الذين سكتوا على ذلك وسمحوا بحدوثه ان يتحدثوا معهم بلغة الحوار لا بلغة القمع'.

اين تدربت هذه الكاتبة على تصنيع قنابل المولوتوف؟

وغدا سنشيرالى باقي من شارك في الهجوم على المجلس العسكري في هذا العدد حتى نتيح الفرصة لزملاء لنا في 'الشروق' مثل احد مديري تحريرها زميلنا وائل قنديل وقوله الذي سننهي به تقرير اليوم: ' لا اعلم اين تدربت الروائية المرموقة اهداف سويف استاذة الادب وابنة استاذ علم النفس الاشهر الدكتور مصطفى سويف، واستاذة الادب الدكتورة فاطمة موسى، لا اعلم اين تدربت هذه الاديبة الرقيقة على تصنيع قنابل المولوتوف، والتوجه بها الى ميدان العباسية واحراق سكانه الطيبين الشرفاء، ولا ادري من اين اكتسبت شقيقتها الاكبر الدكتورة ليلى سويف استاذة الرياضيات بعلوم القاهرة مهارات استخدام السيوف والسنج لمهاجمة السكان الامنين في العباسية؟.


اهداف وليلى سويف مجرد عينة من هؤلاء الاشرار الذين يقول عنهم المجلس العسكري انهم بلطجية ومخربون ومعهم الاف من الشبان والشابات بينهم صحافيون واطباء وطلبة جامعات تجاسروا وخرجوا في مسيرة سلمية لا يحملون الا حناجر محترمة تهتف بمطالب ثورة بيضاء وتطالب بالعدالة.
وما جرى مع الزميلة دينا عبد الرحمن امس هو تطور خطير في عملية احراق الثورة، وكما استخدموا اسم اهالي العباسية في الاعتداء على الثور ة ها هم يستخدمون مالك قنوات دريم في اغتيال مذيعة محترمة وخنق نافذة اعلامية راقية هي برنامج 'صباح دريم'، فالسيد احمد بهجت استدعى الزميلة دينا من لواء عسكري متقاعد ليبلغها بانها ليس لها مكان في امارته التلفزيونية بحجة الخروح عن النص.هل تلوم الجنرال احمد بهجت على تطوعه بتخليص الوطن من بلطجة دينا، ام نلوم السادة واضعي النص الجديد'؟.
لقد سالت دماء امس في موقعة الجمل الثانية بالعباسية وجرت انهار من الاكاذيب في وصف ما جرى وعاد اعلام طلعت زكريا يتسيد الساحة، ورجعت الجوقة تعزف لحن الانحطاط وتلوث الهواء بساقط القول عن الاجندات والتمويل والعمالة والحشيش والجنس الجماعي'.


----------------

حزب 'الإخوان' في مصر يستنكر الضغوط التي يتعرض لها المجلس العسكري

2011-07-25




القاهرة - د ب أ:

استنكر حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين في مصر الضغوط التي يتعرض لها المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أي فئة ترفض الإرادة الشعبية الحرة.
وطالب الحزب امس الاثنين 'المجلس العسكري بالالتزام بما عاهد الشعب عليه، وبالشرعية التي منحه الشعب إياها، وألا يستجيب لتلك الضغوط التي لا تحقق رغبة الأمة ولا مصلحة الشعب' .
وحمل الحزب أياد في الخارج بمحاولة عرقلة الثورة المصرية قائلا 'تمر مصر اليوم بمرحلة مهمة من تاريخ ثورتها السلمية، حيث يعترض طريقها العديد من العقبات، بعضها يأتي من الداخل، وبعضها تحركه أيادٍ في الخارج لها مصالح خاصة'. واعترف الحزب بان 'مصر الثورة - وهي تتجه إلى التحول الديمقراطي وبناء دولة الحرية والعدل- تواجه عقبات تعرقل خطواتها وتحاول أن تعوق مسيرتها نحو البناء'.


وأكد حزب الحرية والعدالة على أن الشرعية الشعبية - التي مارسها الشعب في ثورته والتي توجت بالاستفتاء على التعديلات الدستورية- هي الشرعية الوحيدة الحاكمة، وهي التي أعطت شرعية شعبية للقوات المسلحة لتقود المرحلة الانتقالية حتى تسلم السلطة إلى سلطة منتخبة مدنية.
وقال إن أي محاولة للالتفاف على الإرادة الشعبية الحرة- هي محاولة مرفوضة- ولن تتحقق على أرض الواقع، فلا يستطيع أحد مصادرة الإرادة الشعبية الحرة للشعب المصري بعد ثورته المباركة.
وأكد الحزب أنه يرفض أي قيود توضع على المجلس التشريعي المنتخب أو اللجنة التأسيسية التي سوف يختارها هذا المجلس لوضع الدستور، كما يرفض الحزب فكرة عمل إعلان دستوري جديد لأنه سيكون خروجًا على الشرعية الشعبية، مشددا على أهمية استكمال المسار الذي اختاره الشعب.


وقرر الحزب المشاركة في فعاليات جمعة يوم 29 تموز/يوليو، وكله أمل في أن تكون استمرارا لروح الثورة، وروح التوافق الوطني، وأن تجتمع كل القوى على ما هو متفق عليه، وأن يعلي الجميع من الإرادة الشعبية الحرة، وما ينبثق عنها من شرعية. وأعرب الحزب عن أمله أن تكون هذه الفعاليات دافعه من أجل استمرار المسيرة، وتحقيق مطالب الثورة، ودافعة نحو البدء في العمل والبناء، لتحقيق التحول الديمقراطي في مصر.
من جانب أخر أعلن الدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، عن رفضه التام لما أعلنته السفارة الأمريكية عبر موقعها على شبكه الإنترنت، عن فتح الباب للراغبين من منظمات المجتمع المدني في مصر وتونس، وبقية دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للحصول على منح بموجب برنامج مبادرة الشراكة في الشرق الأوسط (مابي). وقال حبيب في تصريح لموقع 'حرية دوت كوم': 'الأصل أن تكون الأنشطة السياسة والقضايا الخاصة بعملية التحول الديمقراطي خالية من أي تمويل أجنبي لضمان عدم انحياز الجهة الممولة لأي ضغوط أجنبية'.

-----------------------


رحلة فى عقل (الببلاوى) مهندس السياسات الاقتصادية فى حكومة (شرف)
آخر تحديث: الاثنين 25 يوليو 2011 1:53 م بتوقيت القاهرةتعليقات: 6
شارك بتعليقك
محمد جاد -

حازم الببلاوي


تصوير: مجدي إبراهيم
Share33 اطبع الصفحة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، انشغل الاقتصادى المصرى الشهير حازم الببلاوى، بمستقبل النظام الاقتصادى المصرى فى ظل المتغيرات التى طرحت نفسها مع هذا الحراك الشعبى الهائل، وربما لم يدر فى خلده وهو يحاول الاجابة عن هذا السؤال فى مقدمة كتابه «النظام الرأسمالى ومستقبله» التى كتبها فى مايو الماضى، أنه سيتولى هندسة الملف الاقتصادى فى الحكومة، ووزارة المالية ايضا، بعد شهرين. وفى ضوء منصبه الجديد يقدم لنا هذا الكتاب، الصادر مؤخرا عن دار الشروق، اشارات مهمة عن الفكر الاقتصادى لحكومة عصام شرف الثانية.


ربما يكون السؤال الابرز الذى واجه الببلاوى وهو يحاول البحث فى مسألة مستقبل النظام الرأسمالى هو العلاقة بين السوق والدولة، والذى يطرح نفسه بقوة ايضا بين انتقادات تيارات اليسار لانسحاب الدولة القوى من الحياة الاقتصادية فى العهد السابق من جهة، وتمسك التيارات اليمينية باقتصاد السوق الحر مع الزامه بالمزيد من التوجهات الاجتماعية، من جهة اخرى.

وفى محاولة للاجابة عن هذا السؤال الشائك، حاول الببلاوى أن يقدم قراءة تاريخية لنشأة الرأسمالية، وآلية عملها، وفى هذا السياق قدم الببلاوى رؤية تعتبر أن النظام الرأسمالى «ظاهرة اجتماعية اقتصادية تكنولوجية» وليست وليدة نظرية علمية، لذا فهى لم تفرض بقوة خارجية وانما هى «حصيلة تفاعل اجتماعى»، وهى رؤية اقصائية للمذهب الاشتراكى، الذى اعتبره الببلاوى لم ينشأ بنفس الطريقة التلقائية ولكن من خلال نظرية «الاشتراكية العلمية»، بل وصفها بأنها اقرب إلى المذاهب الدينية. وبينما عد الببلاوى كتابات الفيلسوف الالمانى اليسارى كارل ماركس بمثابة «الكتاب المقدس» للاشتراكيين، اعتبر كل منظرى الرأسمالية، كآدم سميث، مجرد مفسرين لهذا النظام التلقائى يحاولون ضبطه.

إلا أن الببلاوى فى سرده لتطور العلاقة بين اقتصاد السوق والدولة ساق العديد من الامثلة على دور اليسار فى تعظيم دور الدولة الاجتماعى لتحسين حياة المواطنين، حيث اشار إلى أن قيام الاتحاد السوفييتى وبروز نفوذ الاحزاب العمالية فى الدول الصناعية الغربية، ساهما فى توسيع مفهوم المساواة بحيث لا تقتصر على المساواة فى الفرص، بمعنى المساواة امام القانون فى الحقوق والواجبات، إلى المساواة فى نتائج العملية الاقتصادية ذاتها، من خلال الانظمة الاجتماعية الغربية التى ضمنت الحدود الدنيا فى الاجور وتزايد تدخل الدولة لتوفير الضمان الاجتماعى، كما ساهم وصول الاحزاب العمالية للحكم فى عدد من الدول الرأسمالية فى خلق دور اجتماعى للسياسات المالية، من خلال بنائها على اساس توزيع الموارد فى المجتمع بما يحقق العدالة الاجتماعية، وهو الطابع الاجتماعى للرأسمالية الذى شدد الببلاوى على ضرورة ملازمته للرأسمالية «فاقتصاد السوق دون دولة قوية وقادرة وكفء هو كسيارة تسير بلا كوابح فى طريق بلا علامات أو اشارات للمرور».

وبالرغم من أن الببلاوى اعتبر أن تخطيط الاقتصاد وتدخل الدولة فى توزيع الموارد واستخداماتها من ابرز سمات الاقتصاد الاشتراكى، إلا انه يشير فى موضع اخر من الكتاب إلى أن تجارب الدول النامية تظهر اهمية التدخل الحكومى فى النشاط الاقتصادى، نظرا إلى أن القطاع الخاص بها يكون محدود الافق وأن اهتماماته عادة تنحصر فى التنمية العقارية إن لم يكن المضاربات مع اشكال من المشروعات سريعة الارباح والعوائد المالية، «وهكذا فإنه لا يمكن الاعتماد على هذا القطاع وحده لتحقيق التنمية».

وبناء على تلك العلاقة الجدلية بين اليمين واليسار تطورت العلاقة بين السوق والدولة، بحيث يكون للسوق الحرة دور هام فى تقديم الحوافز للانتاج والربح، وفى المقابل تتكفل الدولة بحماية المنافسة، كما تقدم الخدمات والسلع العامة والصناعات الاستراتيجية التى لا تقدر المنشآت الخاصة على توفيرها.

الا أن رؤية الببلاوى التى تحاول أن تقدم صورة متوازنة بين اطلاق قوى السوق والثقة فى مفهوم ادم سميث الشهير عن «اليد الخفية» التى تضبط الوضع من خلال آليات العرض والطلب، وبين تدخل الدولة لتوفير الدعم والخدمات العامة وتحقيق التنمية التى لا يقدر القطاع الخاص على تحقيقها، لم تقدم تصورا واضحا عن كيفية اعادة هيكلة العلاقة بين القوى الاجتماعية المختلفة فى مجتمعات تعيش ظروف التحول الديمقراطى مثل مصر، وما هى الحقوق والواجبات العادلة التى يجب أن يلتزم بها المواطنون ورجال الاعمال بعد الثورة، وذلك بالرغم من اعترافه بأن الديمقراطية ينشأ عنها نوع من التوتر بين ما تقتضيه من المساواة السياسية وبين رغبة الرأسمالية فى «التفاوت فى الحظوظ الاقتصادية»، وهو التناقض الذى يخلق «خطر سيطرة الرأسماليين على الديمقراطية».

والملفت للنظر أن الببلاوى اكد فى كتابه على «ضرورة الانفصال والاستقلال التام بين رجال المال من ناحية ورجال السلطة من ناحية اخرى، حيث إن مثل هذا التحالف أو التواطؤ سيكون مخربا لكل من السياسة والاقتصاد وعبئا عليهما معا»، ولكنه بعد توليه منصب نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية، وخلال فترة ترشيح وزراء حكومة شرف الثانية، تم ترشيح رجل الاعمال احمد فكرى لوزارة الصناعة والتجارة الخارجية، وهو الترشيح الذى تم التراجع عنه لاحقا.


------------------

الأثنين - 25 يوليو - 2011 12:22:52 مساء

سمير صبري يكشف تورط نادية يسري في مقتل السندريلا



الأسبوع أونلاين
أكد الفنان سمير صبري أن نادية يسري صديقة الممثلة الراحلة سعاد حسني، متورطة في مقتل سعاد، معتبراً في الوقت ذاته أن وفاة السندريلا بهذا الشكل المأساوي ساهم في تخليد مسيرتها الفنية وجعلها بطلة بعد الممات كما كانت بطلة في جميع أعمالها.
وقال صبري في مقابلة مع برنامج 'استديو مصر' علي قناة 'نايل سينما' "سعاد قُتلت داخل الشقة، ثم تم رميها من البلكونة ولم تنتحر؛ لأنها كانت متعلقة بالحياة، وكان لديها إيمان كبير بالله سبحانه وتعالي، ولا يُمكن أن تُقبل علي هذه المعصية مهما كان الأمر، أو الظروف التي تعرضت لها".
وتابع: "سعاد أجرت عمليات عديدة لإنقاص وزنها، وبالفعل فقدت 18 كيلو جراما، كما أنها أجرت عملية تجميل في أسنانها، وعملية أخري لشد الرقبة، وكانت حالتها المعنوية مرتفعة للغاية، الأمر الذي لا يدفعها إلي الانتحار علي الإطلاق".
وأضاف: "وأنا أتهم نادية يسري بالاشتراك في قتلها، ومعرفة تفاصيل واقعة القتل كاملة، لأن تصريحاتها عن القتل كانت متضاربة؛ حيث قالت في البداية إنها ماتت علي يدها، ثم عادت وقالت إنها رأتها من أسفل المبني، وسلمت عليها وهي في البلكونة، وعندما صعدت لها ودخلت الشقة وجدتها رمت نفسها من البلكونة".
وفجر سمير صبري مفاجأة، قائلاً: "سعاد كانت تستعد للعودة إلي التمثيل مرة ثانية، وكانت في هذه الفترة تقرأ عملين كتبهما لها زوجها الأخير السيناريست ماهر عواد، وكانت تستعد للعودة إلي مصر حيث أرسلت قبل وفاتها 16 شنطة خاصة بها من لندن، ولكن القدر لم يمهلها".
جدير بالذكر ان تحقيقات الشرطة البريطانية "سكوتلانديارد" كشفت عن احتمالية تورط نادية يسري في مقتل السندريلا، بعد أن استطاعت الشرطة أن تتوصل إلي ثلاثة تسجيلات من جهاز "الآنسر ماشين" الخاص بسعاد تثبت أنها حاولت أن تبلغ نادية بخروجها من المستشفي في ثلاث مكالمات فصل بينها من 7 إلي 10 دقائق، وذلك يوم الحادث، وهو عكس ما أفادته نادية خلال التحقيقات بأنها لم تكن تعلم أنها غادرت المستشفي.
كذلك توصلت التحقيقات إلي وجود نسخة من مفتاح شقة نادية لدي صديقها اللبناني الذي كان يعمل ########اً وتاجراً للمخدرات، الغريب في الأمر أن التحقيقات أثبتت أن هذا الرجل قطع علاقته بنادية بعد الحادث مباشرة واختفي ولم يستدل علي موقعه حتي الآن، ونتيجة لهذه الأدلة أصدرت سكوتلانديارد أمرا بعدم مغادرة نادية يسري لندن لحين انتهاء التحقيقات، بعدما ظهرت أدلة جديدة تفيد احتمالية تورطها في مقتل سعاد حسني.







Post: #13
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-27-2011, 04:28 AM
Parent: #12

اتهام من حاصروا وزارة الدفاع بالعمل لحساب اسرائيل.. والحكومة تصفي نظام مبارك من المؤسسات
حسنين كروم
2011-07-26




القاهرة - 'القس العربي' : اهم الاخبار والموضوعات في صحف مصر امس الثلاثاء، كان القرارات التي اتخذتها لجنة ادارة الازمات بمجلس الوزراء برئاسة الدكتور عصام شرف وابرزها: 'ابعاد جميع اركان النظام السابق من مواقع المسؤولية في جميع اجهزة الدولة في اقرب وقت ممكن، اتخاذ الاجراءات القانونية ضد الضباط المتهمين بابتزاز اهالي الشهداء للتنازل عن القضايا، ومنعهم من التأثير على اسر الشهداء، التزام الحكومة بتحديد حد اقصى للاجور خلال شهر لجميع موظفي الحكومة والقطاع العام المملوك للدولة، واعادة النظر في الصناديق الخاصة، اتخاذ الاجراءات الخاصة بتفعيل قانون الغدر، تأكيد مبدأ علانية محاكمة رموز النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس السابق، وناشدت اللجنة المحكمة المختصة اعلان ترتيبات محاكمته، ومكان انعقادها، وبيان حالته الصحية، اعلان نتائج التحقيقات في تلقي جمعيات اهلية مصرية غير مسجلة اموالا من الخارج بالمخالفة للقانون'.
كما شهدت الصحف استنكارا جماعيا للاتهامات الموجهة لحركتي السادس من ابريل وكفاية بالخيانة، ومطالبة المجلس العسكري بتقديم الادلة، وبدء التقدم ببلاغات للنيابة ضد تصريحات قائد المنطقة المركزية اللواء حسن الرويني، وشارك في رفض اتهامات التخوين شيخ الازهر والاخوان، كما بدأت مفاوضات مكثفة بين جميع القوى السياسية والدينية لمنع اي احتكاك بينهما يوم الجمعة في ميدان التحرير. وبسبب سيطرة الاهتمام على ما حدث في ميدان العباسية فسوف نخصص تقرير اليوم لمحاولة الاشارة الى وجهات النظر المختلفة فيما حدث. كما ابرزت الصحف ظهور محاكمة العادلي وستة من معاونيه في التلفزيون امام الناس. وقرار رئيس المحكمة المستشار عادل عبد السلام جمعة ضمها الى قضية محاكمة مبارك وعلاء وجمال والتخلي عن نظرها.

موقعة العباسية ومعركة الجمل الثانية

ونبدأ تقرير اليوم بتوالي ردود الافعال على موقعة العباسية التي وصفها البعض بموقعة الجمل الثانية، والمعارك الكلامية التي زادت من عنف الخلافات حولها، وقول زميلنا في 'الشروق' احمد الصاوي يوم الاثنين: 'لا اعرف اذا كان اللواء عبد المنعم كاطو يعبر في تصريحاته وتخميناته عن المجلس العسكري ام يعبر عن نفسه فقط، لكن المؤكد ان حديثه في جميع الاحوال لا ينفصل كثيرا عن رؤية العسكري وطريقة فهمه للامور وادارته لشؤون البلاد.
والمؤكد ايضا على الاقل بالنسبة لي ان كل من يحب المجلس العسكري ويحتفظ له بولاء وتقدير وانتماء عليه ان يقنع الجنرالات من اعضاء المجلس بان يقللوا ظهورهم التلفزيوني ومداخلاتهم وحضورهم الاعلامي المكثف، ما دام هذا الحضور مرهونا بخطاب يميل الى الحدة والتخوين والاتهامات المرسلة وضيق الصدر، واعتبار كل مخالف في الرأي يملك رؤية نقدية لأداء المجلس العسكري 'مخربا 'بالضرورة.
نعرف ان العسكر يواصلون اتهامهم لستة ابريل بالعمالة والتخريب، وما زلنا ننتظر من المجلس ان يدعم اتهامه بوثيقة واحدة او يقدم ما لديه من دلائل لجهات تحقيق محايدة، لكن السيد كاطو اضاف بالامس الكاتبة الكبيرة نجلاء بدير الى قائمة المخربين، ليس لانها كانت تجهز زجاجات المولوتوف للبلطجية في ميدان العباسية مثلا، او اصدرت اوامر بحماية البلطجية الذين يشهرون السيوف في وجه الثوار بينما يحوطهم جنود الامن المركزي، لكن نجلاء فعلت ما هو ابشع من ذلك في نظر اللواء كاطو، كتبت رأيها في جريدة 'التحرير'،علقت بكل احترام وصدق وموهبة على خطاب اللواء الرويني فتحولت في نظر كاطو الى مخربة، ولم يدرك ان الثورة لم تقم الا للقضاء على هذا النمط من التفكير التآمري والتخويني والمستبد والاقصائي والرافض للرأي الآخر، لكن الخطورة ان هذا الحديث 'الكاطواوي 'يعبر عن نمط التفكير ذاته، وبالتالي سأنضم انا بعد هذه العمود الى قائمة المخربين الذين يحملهم اللواء كاطو في جيبه ويطلق نيران تخوينه نحوهم في كل طلة تلفزيونية'.
والحقيقة انني لم اشاهد هذه الحلقة لكن من مدة كنت استمع الى برنامج 'اجندة مفتوحة' في الاذاعة البريطانية عن مطالب المعتصمين في ميدان التحرير وكان من بينهم الفنان خالد ابوالنجا الذي طالب بتنفيذ مطالب الثوار وكان المتدخل هو اللواء عبد المنعم الذي نصح خالد بان يهتم بالتمثيل فقط، ورد عليه خالد بحدة وكانت النتيجة انسحاب كاطو من المناقشة.

محاولات الوقيعة بين الشعب والجيش ستتواصل

لكن في نفس العدد كان لزميلنا عماد الغزالي مسؤول الديسك في الصحيفة رأي اخر عبر عنه بالقول:'لن تتوقف محاولات الوقيعة بين الشعب والجيش وستتواصل عمليات انهاك المجلس العسكري واستدراج الشرطة العسكرية لمواجهات مع المتظاهرين عبر استفزازات ممنهجة وشعارات صاخبة تطالب بعزل المجلس العسكري المتواطئ ضد الثورة، لست من انصار نظرية المؤامرة لكن بوسع كل ذي عينين ان يرى المخطط بوضوح، مسيرة المعتصمين الى مقر وزارة الدفاع بالعباسية جاءت بعد ساعات من تكليفات المشير الثمانية عشر لحكومة شرف الجديدة والتي تضمنت اولوية استعادة الهدوء والامن والاعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسة وتحقيق العدالة الاجتماعية وتعديل نظام الضرائب بما يضمن عدالة توزيع الثروة، وايضا سرعة اتخاذ جميع الاجراءات القانونية ضد من افسدوا الحياة السياسية خلال الفترة الماضية او شاركوا في ذلك.
أليس هذا هو ما يطالب به المعتصمون، بات التحرير مخترقا ومستبدا، والرافضون لاستبداده يتعرضون لحملات شرسة من التخوين والاقصاء.
الميدان الان يدار من الخلف ويمتثل لمقولة الرئيس المخلوع حين حذر معارضيه
'انا او الفوضى'، نظفوا الميدان من الخونة والمرتزقة وفلول النظام السابق، اعيدوا له نضارته كي يصبح عونا للثورة لا عبئا عليها، فالميدان ليس صنما ونحن لسنا عبيدا'.

تحالف بين الاحزاب لدعم الثورة

ونغادر 'الشروق' الى التحرير وما تبقى فيها من عدد الاثنين، وكان لرئيس تحريرها التنفيذي ابراهيم منصور وقوله: 'جرت تحالفات كثيرة من اجل تبرير الثورة مع قوى كانت تحرم الخروج على الحاكم واتخذت مع قوى اخرى مواقف مترددة من الثورة في ايامها الاولى التي سقط فيها الاف الشهداء والمصابين ولم تخرج في الثورة الا بعد التأكد من سقوط النظام الامني الذي كان يتحكم فيهم ويحركهم كأنهم دمى، فإذا بهم الان يسلمون انفسهم لقوى اخرى تحركهم ضد الثورة والثوار، فهؤلاء هم الذين حصلوا على المكسب السريع من الثورة وجنوا الثورة مبكرا، وذهبوا، فهم مستعدون للتحالف والعمل مع اي نظام، وللاسف الشديد كان على رأس من من يريد عملية تبريد الثورة المجلس الاعلى للقوات المسلحة بمساعدة الحكومة التي اصبحت تابعة.
ايضا حالة الاعلام واعادة السيطرة عليه، وقد عادت التعليمات مرة اخرى وكأننا نعود الى العصر السابق، بل ان عودة وزارة الاعلام هي ايضا من اعمال تبريد الثورة، واما فشل تلك المحاولات لتبريد الثورة وخروج الثوار الحقيقيين مرة اخرى في 8 يوليو والاعتصام في ميدان التحرير وميادين مصر التي شهدت الثورة لاستعادة الثورة وتأكيد ان الثورة رفعت شعار الشعب يريد اسقاط النظام الذي ما زال قائما يعبث في مقدرات الثورة، فلم يجد الا العمل على تقزيم الثورة والقاء التهم جزافا على الثوار، هو امر غريب وعجيب من المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي حرص في بياناته على تعظيم الثورة والثوار وشباب وشعب مصر العظيم ليأتي البيان رقم 69 ليتهم فصيلا مهما بالعمالة والخيانة والعمل على تقويض مصالح البلاد, ان اللواء الرويني ومن معه على رأي المصريين 'يحج والناس راجعة 'لن تستطيعوا تقزيم الثورة، فالثورة قائمة'.

المتحدثون باسم المجلس العسكري والثورة يقعون بالخطأ نفسه

اما زميله عمر طاهر فحاول ان يتفهم الامور من جميع جوانبها بقوله: 'لماذا يقع المجلس والثوار في الخطأ نفسه بالنسبة الى اختيار من يتحدث للاعلام، فإذا كان المجلس يختار من يصنع بكلامه فجوة بين الثورة والجيش فالثوار يختارون احيانا من يصنع بانفعالهم المبالغ فيه فجوة بين الثورة والشعب، من المسؤول عن ان معظم الشعب المصري لا يعرفون لماذا قامت الثورة، ومن الذي سيستفيد عندما تخسر الثورة شعبيتها في الشارع، ومن المسؤول عن الايحاء المتكرر للناس ان تردي الاحوال الاقتصادية مسؤولية الثوار، من الذي يتورط في تنويمهم مغناطيسيا والهائهم عن حقيقة التقصير في ادارة شؤون البلاد؟'.

ما الذي يخطط له المجلس العسكري؟

اما زميلهما الثالث وائل عبد الفتاح فكان مهتما بالاجابة عن سؤال داهمه، وهو هل المجلس العسكري يخطط لشيء ما ؟ قال: 'المدهش انها خطة قديمة.
1 - بيان من المجلس العسكري يستهدف حركة من الحركات المشاركة في الثورة ويتهمها بالخيانة والعمالة.
2 - البيان يحرض الشعب على انقاذ الجيش من المؤامرة المدفوعة الاجر.
3 - اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية ياخذ دوره في الاعلام ويشرح ما لم يستطع شرحه بيان المجلس، ويقول بالنص ان الثوار تدربوا على الثورة في كرواتيا 'يقصد صربيا '، وان حركة كفاية ليست مصرية.
4 - فرق الشائعات تنشر في العباسية ان الثوار قادمون لاحتلال العباسية واحتلال بيوتها بالسيوف والمولوتوف.
5 - الشرطة العسكرية تضع حاجزها عند مسجد النور ليبدأ حصار الثوار بكماشة بين الحاجز، الشرطة العسكرية، وفرق بلطجية منتشرة وسط الاهالي تتحرك بدوافع الخوف والرعب من 'الشياطين القادمين من التحرير'.

اللواء حسن الرويني بطل موقعة الكماشة بامتياز

وهذا يعني ببساطة ان المجلس استعان بكل اسلحة مبارك المحرمة سياسيا لضرب الثوار باسم 'الثورة 'هذه المرة، اللواء حسن الرويني بطل موقعة الكماشة بامتياز، فيها لعب دور عمره، وكان ظهوره التلفزيوني المتكرر كلمة السر الى من يفهم بان هناك قرارا بتصفية قوى الثورة'.
وسمعت اتهامات بأنني اجامل هذه الجريدة لاسباب في نفس يعقوب على حساب غيرها، والدليل انني تجاهلت ما جاء في 'المصري اليوم' من قول زميلنا محمد سعيد محفوظ عن بعض اعضاء المجلس العسكري الذين يظهرون في البرامج التلفزيونية: 'ظهر بعضهم في برامج خلت من المواجهة والمحاججة وبدت كما لو كانت نافذة لالقاء بيانات اخرى معدة سلفا تثني كالعادة على تواصل من طرف واحد بين الجيش والشعب وتردد عبارات غامضة ومطلقة بلا دليل، وتلقي باللائمة على شباب الثورة وبعض القنوات الفضائية، وتصر على ان كل ما يتخذه المجلس العسكري من قرارات هو لب الحقيقة وعين الصواب.
كيف صار الحال اسوأ مما كان، كيف جرى صنع طبقة حاكمة من تيارات سياسية دون اخرى، وتم منحها جميع الصلاحيات في الشارع وداخل مؤسسات الدولة؟.
لماذا يعتقد ويردد البعض ان هناك صفقة بين مبارك والجيش، لماذا تأخرت محاكمة رموز الفساد حتى تمكنوا من تهريب اموالهم للخارج لنتوه بعدئذ في دهاليز البحث عن هذه الاموال، لماذا يشعر المصريون بأنهم لن يستردوا مليما واحدا من تلك الاموال المنهوبة؟.
كيف تحولت بيانات المجلس العسكري التي كانت كالبلسم في الايام الاولى للثورة، الى قوائم سوداء تصف تيارات وطنية بالخيانة دون دليل، كيف ينادي المجلس بالاستقرار ثم يحرض فئة على اخرى؟ كيف يدعو الشعب الى التصدي بكل قوة لما يصفه بالمخطط المشبوه لتقويض استقرار مصر على يد حركة 6 ابريل؟
ايضا كان رأي استاذ العلوم السياسية الدكتور حسن نافعة هو: 'ما كنت اتصور ابدا ما اقدم عليه المجلس العسكري لاسباب عديدة اهمها: السبب الاول: ان هذا المجلس يمثل القيادة العليا للجيش، وبالتالي كان عليه ان يتصرف بشموخ يليق بمقامه الرفيع، غير ان اصدار مثل هذا البيان ضاءل من حجم المجلس كثيرا حين قبل ان يضع نفسه في مواجهة مباشرة مع حركة سياسية منافسة، وهذا وضع لا يليق بمؤسسة تعد مصدر فخار لكل مصري، وكان يجب من ثم ان تبقى منزهة وبعيدة عن هذه الصغائر.
السبب الثاني: انه يمسك بزمام ومقاليد السلطة، وليس من حق الجالسين على كراسي الحكم ان يوجهوا الاتهامات جزافا الى اي جهة، وانما من حقهم ان يحيلوا الى القضاء وان يحاكموا حين تتوفر لديهم ادلة كافية على توجيه الاتهام.
لا يخالجني شك في ان كل من فكر في توجيه وترتيب مظاهرة الى وزارة الدفاع، سواء كانت حركة 6 ابريل او غيرها ارتكب خطأ سياسيا جسيما.
لماذا لا يقوم المجلس الاعلى للقوات المسلحة بنشر قائمة بالمنظمات والشخصيات التي تلقت او تتلقى اموالا من الخارج او تطلب من الجهة التي لديها هذه المعلومات ان تنشرها وان ترفق بها كشفا بأوجه النشاط التي انفقت فيها والمنفذين لهذا النشاط، بدلا من القاء الاتهامات جزافا هكذا.
اما اذا كان المجلس لا يعلم من اين اتت ولا كيف انفقت هذه الاموال، فالمصيبة اعظم'.

كاتب خطابات المشير وبيانات المجلس العسكري

واخر من سنشير اليه في هذا العدد سيكون الطبيب خالد منتصر الذي يسميه بعض الاسلاميين خالد منتصب بسبب مطالبته المستمرة بتدريس الجنس في المدارس - منتصب قال - اسف جدا، اقصد منتصر قال: 'نحن لم نعرف حتى الان من هو الاديب او الصحافي او السياسي، كاتب خطابات المشير وبيانات المجلس العسكري، خاصة البيان رقم 69 الاخير الذي اتهم حركة 6 ابريل بالوقيعة بين الجيش والشعب، وجاء بعدها عضو المجلس العسكري ليؤكد هذا الاتهام ويشير الى ادلة موجودة لديه تدين هذه الحركة التي تلقى بعض اعضائها تدريباتهم في صربيا بدليل شعار اليد المقلوبة.
وما دمنا في زمن الشفافية وسيادة القانون فلا بد ان تعلن هذه الادلة على الملأ بدلا من اتهامات التخوين الشفوية وتهديدات الايادي المقلوبة ، واعتقد ان اول من نادى باعلان هذه الادلة هم شباب الحركة انفسهم، اذن لا بد ان نتحدث بالاوراق والادلة والبراهين حتى نثبت اننا قد دخلنا بالفعل عصرا جديدا'.

الجيش ليس مجرد خط احمر بل هو كل الخطوط الحمراء

ونغادر 'المصري' الى 'الاسبوع' التي قالت في كلمة لها: 'الجيش ليس مجرد خط احمر، بل هو كل الخطوط الحمراء، ان الاقتراب من قواتنا المسلحة ومحاولة المساس بها والتعريض بقيادتها الوطنية، حدث جلل، وتصرف خطير، الرابح الوحيد من ورائه اعداء الوطن، والمتربصون بأمنه واستقراره والنافخون في لهيب الفتن، وفلول النظام البائد، التهجم على القادة الكبار الذين ارتفعوا لمستوى المسؤولية وانحازوا لصف الثورة والشعب واسهموا في ازاحة طاغوت الفساد والاستبداد، لا يجب ابدا ان يكون التشهير بهم، والزحف الى مواقعهم واطلاق الاوهام العابثة لتحقيق اهداف خربة تعشش في رؤوس اصحابها وحدهم.
سوف يتوقف التاريخ كثيرا، وستكشف الايام والازمنة ان من حاولوا المس بقواتنا المسلحة، سواء هؤلاء الذين تجمهروا امام المنطقة العسكرية الشمالية، او الذين اعادوا الكرة لبلوغ مقر قيادة المجلس الاعلى للقوات المسلحة، لم يقدموا على ذلك من فراغ، ولم يأتوا ما فعلوه بدافع حسن النية او احتجاجا على اوضاع معوجة بل كان تدبيرا بليل، قادته عناصر من خلف ستار لتدفع بالوطن بعيدا عن مجرى الثورة. ان الايام المقبلة سوف تكشف عن اسرار خطيرة توضح كيف تحمل الجيش مسؤوليته وكيف واجه المشير حسين طنطاوي ورئيس الاركان سامي عنان بكل شجاعة الرئيس السابق ورفضا اوامره بضرب المتظاهرين او الانقلاب على الثورة'.

مجلس الوزراء بلا سلطات حقيقية والثوار غير ممثلين

ومن 'الاسبوع' الى 'وفد' الاثنين والحديث الذي نشرته مع زميلنا وصديقنا الاديب الكبير يوسف القعيد، واجراه معه زميلنا طلعت المغربي وقال فيه يوسف: 'المشكلة ان ثوار 25 يناير اسقطوا نظام مبارك وسلموا او فوضوا السلطة الى المجلس العسكري، وكان يجب ان يكون لهم وجود ما عند تشكيل مجلس الوزراء او عند اتخاذ قرارات مهمة تمس الوطن ككل، وكان يجب ايضا على المجلس العسكري ان يوضح لنا الفارق بين ان يدير البلاد او يحكمها، لانه اعلن انه يدير البلاد فترة انتقالية، ولكن الواقع الحقيقي يؤكد انه يحكم فعلا، وبالتالي حدث التباس لدى الكثيرين حول سلطات المجلس العسكري الحقيقية.
اما مجلس الوزراء فهو بلا سلطات حقيقية ولا يستطيع اتخاذ قرارات بمفرده دون الرجوع الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة، ولكن ائتلاف الثورة يتكون من مائة وخمسين فصيلا ويجب اختصاره في جهة واحدة للتعامل معها بشكل واضح ومحدد هي 'مجلس قيادة الثورة' ويجب ان يثق الثوار في المجلس العسكري في المقابل، لانه اعلن انه لا يطمح الى حكم مصر، بل باق في موقعه لحين اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية واقرار دستور جديد لمصر، وانا سبق ان قلت انه حين يسلم المجلس العسكري السلطة الى المدنيين ويتخلى عن الحكم يجب ان نقيم له تمثالا ونصبا تذكاريا في ميدان التحرير الى جانب نصب شهداء الثورة.
هناك خطر على الثورة، الثورة تريد من يحرسها وهذا لن يتحقق الا من الثوا ر انفسهم ويجب ان يكون حراس الثورة اقل من 35 سنة، وان يسأل الثوار انفسهم عند اتخاذ موقف ما او اتجاه، الى اين يؤدي هذا الموقف، لقد فوجئت كما فوجئ الكثيرون بمحاولة البعض اغلاق قناة السويس رغم انها ممر ملاحة عالمي واغلاقها هو الحماقة بعينها، كما شاهدنا اغلاق مجمع التحرير لمدة اربعة ايام، ولم يسأل الثوار انفسهم ما ذنب المواطن البسيط الذي يفد الى القاهرة من الصعيد او من بحري لاستكمال اوراقه في مجمع التحرير ويأتي ثم يجده مغلقا، الم يسأل احدهم نفسه، كيف يمكن ان نساعد هذا المواطن كي يكمل اوراقه في محافظته بدلا من السفر الى القاهرة ونوفر عليه المال والجهد والوقت؟ باختصار: يجب ان يحمي شباب الثورة الثورة ذاتها من شطحات وجنوح الاخرين'.

من وراء الفوضى: السعودية.. امريكا ام اسرائيل؟

والى ابرز ردود الافعال في صحف امس، والى قول زميلنا في 'الاخبار' عزت القمحاوي في 'المصري اليوم': 'سنسأل عن القوى الخارجية صاحبة المصلحة في تمويل هذه الفوضى، السعودية، امريكا، اسرائيل؟
من بين الحلفاء او الاخوة الاعداء او الاعداء دون اخوة من لديه مصلحة في الفوضى، العكس هو الصحيح، فكل الاطراف الخارجية التي يمكن ان توزع دولارات واجندات وكنتاكي و'بغاشة' من مصلحتها اعادة النظام القديم مخصوما منه مبارك وولده، وهو حذف على مضض من اجل ان يشعر المصريون ببعض التغيير، وليس كرها في مبارك الاب او الابن، وتشترك القوى الاقليمية مع الامريكيين في اجندة الخوف من مصر العفية وتتفوق عليهم بأجندة خاصة ضد محاكمة مبارك، لان المحاكمة ستصنع سابقة خطيرة في المنطقة.
هذه هي الاجندات الموجودة والحديث عنها لن يكون ضد الثوار ابدا، فعلى من توسوس له نفسه بهذه الحماقة ان يتعقل قليلا لان المستمعين عقلاء، وعلى كل من له عين ترى ان يجيبنا عن الاسئلة حول المليارات الحرام في الخزائن الاجنبية قبل ان ينظر الى الفكة الحلال في التحرير'.

الغيطاني يتهم اسرائيل بتحريك المظاهرة لمحاصرة وزارة الدفاع

والملفت للانتباه وقد تكون هناك اجندة مشتركة انه في نفس اليوم كان رسم زميلنا وصديقنا الموهوب عمرو سليم في 'الشروق' عن اربعة يغنون اغنية' الجيش والشعب مش ايد واحدة'، وهم ممثل لامريكا والثاني لاسرائيل والثالث مبارك والرابع ممثل للخليج، وقد اضاف للاغنية عبارة والله ما قصرت.
لكن زميلنا وصديقنا بـ'الاخبار' والاديب الكبير جمال الغيطاني، اختار اسرائيل من بين الاربعة ليتهمها بتحريك المظاهرة لمحاصرة وزارة الدفاع بقوله: 'لم اعرف الا جهة واحدة في العالم يمكنها مهاجمة هذا المبنى الرمز، اسرائيل، حتى اسرائيل لم تقدر على الاقتراب منه في حربي الاستنزاف واكتوبر لقوة الدفاعات المحيطة به، هذا المبنى الرمز يقدر لجيلنا التعس ان يعيش حتى يشهد بعض المصريين يحاولون الوصول اليه لاهانته، من يقول ان هذه المسيرة كات سلمية مخطئ، لان من يريد ابلاغ رسالة الى المجلس الاعلى يمكنه اعلانها من ميدان التحرير بكل الوسائل، اما التحرك لمواجهة وزارة الدفاع فهو مشروع عدوان مدبر على الجيش، الوعي الشعبي عند اهالي العباسية اوقف المتطرفين عند حدهم، وينطبق عليهم ما عرفناه في ادبيات السياسة بمرض الطفولة اليساري، وللاسف بعض الفضائيات ووسائل الاعلام تتوسع في اطلاق صفة البلطجة على اهالي العباسية الذين تحطمت ممتلكاتهم واضيرت ارزاقهم، وادركوا خطورة الصدام المتوقع. ان حس الشعب المصري وادراكه التلقائي اكثر وعيا من بعض ثواره ومثقفيه، في المقابل ثمة ما يجب مصارحة المجلس الاعلى به، اعني الاسباب التي ادت الى فقدان الثقة وشيوع الريبة '.

المصادمات الدامية تعكس رأي الاغلبية الصامتة التي تعاني من وقف الحال

طبعا، طبعا، وهو ما وافقته عليه في نفس العدد زميلته الهام ابو الفتح بقولها: 'انا في رأيي ان ما حدث من مصادمات دامية يعكس رأي الاغلبية الصامتة التي تعاني من كثرة الاعتصامات ووقف الحال، فمنطقة العباسية هي منطقة تجارية وصناعية وتحويلها الى ميدان تحرير اخر سيوقف حال الناس ويغلق ابواب الرزق. اما البسطاء من العاملين في الورش والمحال فكان من الطبيعي ان يتصدى المواطنون لهذه المسيرة وخاصة انهم غير مقتنعين بأسبابها.
لا بد ان تعلن المخابرات العامة ما لديها من معلومات حول تلقي بعض الحركات لتدريبات خارجية. لابد ان نعرف اين ذهبت عشرات الملايين من الدولارات الامريكية والاوروبية والتي تم رصدها تحت شعار 'دعم الديمقراطية'، كلنا ضد الفساد والذي كتم على نفسنا خلال السنوات الماضية، كلنا ضد اساءة استخدام السلطة وضد التوريث وفساد الابن ورموز الحكم السابق، ولكننا نريد لمصر الخير ولاهلنا السلامة، نريد ان نتوقف عن النظر الى الماضي والى الخلف، نريد ان ننظر الى الامام نعمل حتى نبني بلدنا'.

اهالي العباسية يتوجهون لميدان
التحرير لتقديم اعتذار للثوار

لكن جاءت المفاجأة لجمال والهام في الصفحة الثامنة في تحقيق لزملائنا حسام عبد العليم ومصطفى يونس وحسام صالح واحمد خليل ودعاء سامي وياسمين الطيار، جاء فيه: 'نظم ما يقرب من اربعة الاف من اهالي منطقة العباسية صباح امس مسيرة الى ميدان التحرير لتقديم اعتذار للثوار بالميدان على خلفية الاعتداءات التي تعرضوا لها مساء السبت الماضي على ايدي مجموعة من البلطجية اثناء مسيرة المتظاهرين بالتحرير الى المجلس العسكري. اكدت المسيرة على ان اهالي العباسية ليسوا بلطجية لكنهم جزء من نسيج شباب الثورة ومن الوطن. كان عدد من النشطاء والثوار قد اطلقوا دعوة على الصفحات الالكترونية بمواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم مسيرة حاشدة من اهالي العباسية تنطلق من امام مسجد النور الى ميدان التحرير امس للتعبير عن اعتذار اهالي العباسية لمعتصمي التحرير عقب المصادمات الحادة التي شهدتها المنطقة بعد منع الشرطة العسكرية لمسيرة المعتصمين الى مقر المجلس العسكري'.

شباب واهالي العباسية وطنيون
وليس بينهم بلطجية

لكن 'المساء' نشرت تحقيقا مخالفا لزميلنا محمد مجاهد جاء فيه: 'قال الاهالي لـ'المساء' انهم علقوا اكثر من خمسين لافتة امام مسجد النور وفي ميدان العباسية وشارع رمسيس استنكروا من خلالها الاتهامات التي وجهت اليهم وكتبوا عليها 'شباب واهالي العباسية وطنيون وشرفاء وليس بينهم بلطجية '،وفي لافتة اخرى 'شباب واهالي العباسية خط احمر للدفاع عن جيش مصر ورجاله الشرفاء '، ولافتات كثيرة كانت ضد بعض الاعلاميين منهم معتز الدمرداش وهالة سرحان.
قال صلاح السخاوي احد ابناء العباسية ان حي العباسية هو مصدر الثورات خاصة شارع غرب القشلاء، قامت منه ثورة 23 يوليو حيث جرت فيه الاجتماعات التحضيرية للثورة وكان يقطن المشير عبد الحكيم عامر بالعقار رقم 76، وان الزعيم جمال عبد الناصر كان في ذلك الوقت يسكن في شارع الجلالي خلف نجف وانه عاصر كفاح الضباط الاحرار وشباب المنطقة، مشيرا الى ان اهالي المنطقة ساندوا ثورة 25 يناير بكل قوة واستشهد من ابنائها محمود مرغني في يوم 28 يناير، وانهم اعتصموا بميدان التحرير حتى تنحي مبارك ولا توجد خلافات بيننا وبين معتصمي ميدان التحرير.
ان ما حدث في العباسية كان بسبب انفعالات زائدة من الطرفين من اجل حب الوطن لاننا ابناء شعب واحد، كما اننا نستنكر ما تناولته وسائل الاعلام المرئية والمقروءة التي اتهمتنا بالبلطجة'.


----------------------








استطلاعات الرأي
يرجى الانتظار قليلا...
هل تتوقع نجاح مليونية الاستقرار بالتحرير الجمعة القادمة ؟
نعم
لا
غير مهتم





البدوي: مخطط صهيوأمريكي لإجهاض الثورة‮

السبت, 23 يوليو 2011 11:13




بوابة الوفد- صحف:




حذر د.السيد البدوي رئيس حزب الوفد من مخطط أمريكي صهيوني لإجهاض الثورة.. مشيرا إلى أن اللوبي الصهيوني يقف وراء رصد مبالغ مالية ضخمة لجمعيات المجتمع المدني في مصر من أجل إحداث الفتنة بين صفوف المصريين.

وطالب د.البدوي، في حواره له مع صحيفة "أخبار اليوم"، الجميع بالتكاتف في المرحلة الانتقالية لردء أي شائعات أو اتهامات من شأنها الابتعاد بالثورة عن مسارها الصحيح.

وأكد د.البدوي أن اختيار الوزراء من سلطة رئيس الوزراء وحده ولا يصح أن يتدخل الشعب أو المجلس العسكري في هذا الشأن.

وكشف د. البدوي في الحوار التالي أسرار غضب النظام السابق من حزب الوفد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وإلى نص الحوار:

< هناك سؤال يتردد في الشارع بقوة .. إلي أين نحن ذاهبون؟

<< بداية انا متفائل.. فمصر امامها فرصة تاريخية بأن تتحول لدولة كبري في غضون سنوات قليلة.. إذا ما حدث التحول الديمقراطي بشكل سلس وتوحدت جميع القوي.. فالشعب الذي اشعل ثورة 25 يناير قادر علي تحقيق اهدافها والوصول بها إلي ما يحقق العدل والحرية.. إلا أن التحدي الاكبر الذي نواجهه هو مدة الفترة الانتقالية التي سيستغرقها التحول الديمقراطي والمعروفة بمدة الحراك الثوري.. تلك المدة استمرت في العديد من الثورات لسنوات طويلة.. إلا اننا نسعي ان تكون بضعة اشهر في مصر.. لان هذه المدة تنتشر فيها الشائعات واتهامات التخوين والفوضي الهدامة، بدليل ظهور من يسمون انفسهم قادة الرأي العام الجدد وهم معرفون بالاسم، وهؤلاء يسعون لهدم ما يتم إنجازه وتشويه صورة الرموز الوطنية، كما انه خلال هذه المدة تكون الارض خصبة لأعداء ثورة 25 يناير سواء في الداخل أو في الخارج بهدف خلق الفوضي التي تسيء لما حققته الثورة من إنجازات، ويجب ان ننتبه إلي ان هناك محاولات داخلية وخارجية لإحداث الفتنة والوقيعة داخل مصر.
< ومن هم أعداء الثورة الذين تقصدهم ؟

<< اعداء الثورة في الداخل هم اصحاب المصالح الذين تضرروا من الثورة وتأثرت مصالحهم بسببها، ويتمنون الفشل لها، وهؤلاء متغلغلون في جميع المؤسسات السياسية والاقتصادية والحكومية، اما اعداء الثورة في الخارج فهما إسرائيل وأمريكا، ولا اقصد الشعب الامريكي لانه من الشعوب العظيمة التي تتمسك بالحرية وتحترم حقوق الانسان.. إنما أقصد مؤسسة الحكم الأمريكية سواء الكونجرس او غيرها من المؤسسات والتي تخضع للوبي الصهيوني في امريكا ، فهذا اللوبي مسيطر علي مؤسسات التمويل والإعلان و »يصنع« النواب الذين يسعون دائما للحفاظ علي مصالحهم من خلال الانحياز للكيان الصهيوني، وهؤلاء لا يرغبون في ان تحقق الثورة اهدافها لأن نجاحها يعني ان مصر ستصبح اكبر دولة ديمقراطية وسياسية واقتصادية وعسكرية في المنطقة، بعد أن استرد الشعب إرادته واصبح صاحب قرار.. وهو ما تخشي منه امريكا وإسرائيل، خاصة بعد أن كان القرار المصري في النظام السابق يصنع في أمريكا ويوجه من خلال فرد واحد، كان من السهل الضغط عليه وتوجيهه وفقا لمصالح امريكا واسرائيل .
< وما المخطط الذي تنفذه الولايات المتحدة الأمريكية لإجهاض الثورة ؟

<< أمريكا تستخدم عدداً من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في مصر والتي يجري تمويلها من »اليهود« الأمريكيين من خلال سفارة أمريكا بالقاهرة، وذلك بغرض بث الفوضي والفرقه والفتنة بين المصريين، ولقد قام بعض الاشخاص بإنفاق ملايين الدولارات في فترة ما بعد الثورة لإحداث تلك الفتنة، ولقد اندهشت من تصريح السفيرة الامريكية الجديدة »آن باترسون« علي احدي المواقع الاخبارية الإلكترونية بأن واشنطن تصر علي تقديم الدعم المادي للجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في مصر من اجل نشر الديمقراطية، فبأي حق تصر واشنطن علي التدخل في شأن داخلي لدولة مستقرة ذات سيادة بحجم مصر، وتتدخل في امور شعب له من التاريخ ما سبق امريكا بآلاف السنين، وهذا الاصرار الامريكي بالتأكيد يهدف لأشياء اخري غير مصلحة المصريين، ونحن لسنا في حاجة لأن تعلمنا أمريكا الديمقراطية، فمصر لها تاريخ في الممارسة الديمقراطية تجعلنا نعلمها للآخرين، وسيظل حزب الوفد يدافع عن استقلال القرار والإرادة الوطنية، ولن نسمح للسفيرة الامريكية بالتدخل في شئون مصر بأي شكل من الاشكال.
< هذا يأخذنا لمعركة سابقة خضتها ضد جمعيات أهلية ومنظمات مجتمع مدني انتشرت داخل حزب الوفد وتمول من أمريكا، وهناك اتهامات بأنها مازالت تمارس عملها بهذا التمويل .. فما تعليقك ؟

<< منذ شغلت منصب سكرتير عام حزب الوفد كنت ضد تلك الجمعيات، وحاولت مع عدد كبير منها التخلي عن التمويل الاجنبي والسعي للتمويل الوطني، إلا ان التمويل الاجنبي كان يصل لعشرات الملايين من الدولارات ولا يمكن لأي شخص تمويل تلك الجمعيات بمثل هذه المبالغ الضخمة، ولا أخفي ان هناك جمعيات منها مازالت موجودة برئاسة أعضاء في الحزب.. ولكن هناك قرار من الهيئة العليا للحزب بفصل اي شخص يثبت تلقيه تمويلا اجنبيا ايا كان موقعه، ولقد تم فصل أحد اعضاء الحزب بعد أن أعلن تلقيه 10 ملايين دولار من احدي الدول الاجنبية .
< ولكن هناك أعضاء في الهيئة العليا للحزب رؤساء لجمعيات تتلقي تمويلا أجنبيا ؟

<< بالنسبة لهذا الامر نحن ننتظر الحصول علي المستندات التي تؤكد ذلك وفي حالة ثبوت صحته سوف يطبق عليه قرار الهيئة العليا بالفصل من الحزب .
< هل حصلت الجمعيات التي يرأسها أعضاء بالوفد علي الدعم المالي الذي أعلنت عنه أمريكا؟

<< ليس لدي معلومات، ولقد علمت أن هناك 40 مليون دولار قدمتها امريكا لبعض الجمعيات والمنظمات وهى جزء من 160 مليون دولار سوف يتم انفاقها في الاسابيع القليلة القادمة، كما اعلن الاتحاد الاوروبي ايضا عن تقديم 20 مليون يورو لتلك المنظمات، وحقيقة لا أعلم إن كان اي من الجمعيات التي يرأسها وفديين قد حصل علي هذا التمويل ام لا، ولكنني اؤكد ان الحزب لديه اصرار علي اتخاذ موقف صارم ضد اي جمعية يثبت انها تتلقي تمويلا اجنبيا .
< ما توصيفك للوضع السياسي الحالي في ظل الانقسامات في الرأي وتعدد الائتلافات والتحالفات ؟

<< من الطبيعي في بداية اي انفتاح سياسي واقتصادي ان يصاحبه نوع من عدم التنظيم.. فمثلا يوجد حتي الآن 186 ائتلافا لشباب الثورة واعتقد ان هذا الكم من الائتلافات جاء بسبب عدم قدرة هؤلاء الشباب علي إنشاء احزاب سياسية في ظل القيود التي فرضها القانون علي إنشاء الأحزاب السياسية، اما بالنسبة لظهور عدد كبير من الاحزاب فهذا يخدم ترسيخ مبدأ التعددية الحزبية التي كنا ننادي بها ، وأيا كان عدد الأحزاب ففي النهاية سيحدد الشعب الأحزاب التي ستبقي في المشهد السياسي.
< يأخذنا هذا للحديث عن التحالفات التي اقامتها العديد من الأحزاب لتصبح هناك مواجهات بين تحالفات القوي الليبرالية ضد تحالفات اخري اشتراكية وإسلامية، خاصة أن حزب الوفد قد دعا للتحالف الديمقراطي وانضم إليه مايقرب من 30 حزبا منها القديم والجديد ؟

<< كنت أتمني ان يكون هناك تحالف موحد بين جميع القوي السياسة لمواجهة بقايا الحزب الوطني المنحل والمنتشرين في جميع المحافظات، وهؤلاء يحاولون تجميع انفسهم داخل أحزاب جديدة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة وهم يمتلكون من الامكانات المادية ما لا تملكة الاحزاب الجديدة التي تم تأسيسها مؤخرا ، وإذا تركنا لهم الساحة سيكون برلمان 2011 نسخة من برلمان 2005 وكأن الثورة لم تقم وكأن ميدان التحرير غير موجود، وبالتالي كان من الضروري مواجهه بقايا الوطني بقوة من خلال تحالف قوي يضم أغلب القوي السياسية، اما الهدف الرئيسي من دعوتنا للتحالف الديمقراطي هو ضمان وجود تمثيل لمختلف القوي الوطنية في البرلمان القادم، فهذا البرلمان منوط به اختيار اعضاء اللجنة التي ستضع الدستور الجديد، والذي لا يمكن ان ينفرد بصياغته تيار سياسي دون بقية القوي الوطنية، وبالتالي لابد ان يضم البرلمان القادم جميع الاطياف السياسية، ولقد اتفقت الاحزاب المشاركة في التحالف علي إصدار وثيقة تتضمن وضع مبادئ اساسية للدستور الجديد، كما تم وضع معايير لاختيار لجنة الـ 100 التي ستضع الدستور.. بحيث يمثل فيها الازهر والكنيسة والنقابات المهنية والمرأة، وهذه الوثيقة ملتزم بتنفيذها احزاب التحالف ونوابهم في البرلمان القادم حيث إننا اتفقنا علي ان يكون هذا التحالف انتخابيا من خلال الترشح بقوائم مشتركة سعيا لتشكيل حكومة وحدة وطنية.. اما بالنسبة للاختلاف الفكري بين الاحزاب المشاركة في التحالف فهو امر لن يؤثر سلبا علي نجاحه فلقد تناسينا اختلافاتنا الايدلوجية واتفقنا علي إعادة بناء الدولة سياسيا.
< ومن يضمن التزام أحزاب التحالف بتنفيذ ماجاء بالوثيقة ؟

<< في حالة عدم التزام حزب من الاحزاب المشاركة في التحالف بما جاء بالوثيقة سوف يتم إقصاؤه، وسنكمل مسيرتنا بدونه .
< معظم التحالفات الانتخابية بين الأحزاب كان مصيرها الفشل فهل تتوقع النجاح لهذا التحالف؟

<< كان لحزب الوفد تحالفان انتخابيان ناجحان.. الاول عام 1984 عندما تحالف مع جماعة الاخوان، وخلال تلك الانتخابات تمكن الوفد من الفوز بـ 60 مقعدا منهم 9 مقاعد للإخوان .. اما التحالف الثاني فكان من خلال الجبهة الوطنية للتغيير عام 2005 وتمكن مرشحو الجبهة من الحصول علي 123 مقعدا، ومن هذا المنطلق فأنا علي يقين من ان التحالف الديمقراطي سينضم إليه جميع القوي السياسية وسيحقق مرشحوه اغلبية ستحدث عزلا سياسيا طبيعيا لبقايا الحزب الوطني وستمنعهم من القفز علي البرلمان مرة أخري .
< هناك تخوف من عدم نجاح التحالف في ظل اعتراض عدد من اعضائه علي وجود أحزاب إسلامية مثل الحرية والعدالة ؟

<< من خلال التعامل في الفترة الماضية مع اعضاء حزب الحرية والعدالة وجدناهم منفتحين جدا.. فضلا عن ان الليبرالية والإسلام ليسا علي طرفي نقيض، فالليبرالية تعني الحرية والاسلام دين الحريات، ويجب ان نفرق بين مايدعو إليه الاسلام الصحيح وبين الممارسات المغلوطة لبعض المسلمين.
< ولماذا جاءت دعوة حزب التجمع لأعضاء التحالف وخاصة حزب الوفد بالخروج من التحالف بسبب ممارسات حزب الحرية والعدالة؟

<< حزب التجمع شارك منذ البداية في صياغة وثيقة التحالف، وقام بالتوقيع عليها.. ويمكن تفسير مادعا إليه د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بالانسحاب من التحالف علي أنه ناتج عن الخلافات التاريخية بين التجمع والإخوان.. لكن في هذه الفترة يجب علي الجميع نسيان خلافات الماضي، وان نبدأ من جديد .. فحزب الحرية والعدالة تم تأسيسه وفقا لقانون الاحزاب والدستور، والتحالف الديمقراطي يسعي لضم جميع الاحزاب مهما كانت مرجعيتها.
< ولكن هناك تخوف من ان تستغل القوي السياسية الإسلامية مفهوم الديمقراطيه ثم تنقلب عليها ؟

<< لابد من وضع ضوابط تضمن عدم استغلال اي قوة سياسية للديمقراطية بهدف الوصول للحكم ثم الانقلاب عليها، والغرض من التحالف درء لأي محاولة لتقسيم مصر إلي دويلات اسلامية واخري غير اسلامية، ولقد تعهد حزب الحرية والعدالة بعدم رفع اي شعار اسلامي في حملاته الانتخابية، وإذا حدث وقام الإخوان بمخالفة هذا التعهد سيتم إبعادهم عن التحالف .
< وفي ظل كثرة القوي السياسية واختلافها .. كيف تتوقع شكل البرلمان القادم؟

<< لن تكون هناك اغلبية في البرلمان القادم لتيار سياسي معين، بل سيكون تمثيلا متقاربا لعديد من القوي السياسية .. وبالتالي فلن تكون هناك حكومة اغلبية ولكن اتوقع ان تكون حكومة ائتلافية وهذا افضل لمصر في السنوات الخمس القادمة.
< وما ردك علي الاتهامات الموجهة للأحزاب القديمة بأنها كانت موالية للنظام؟

<< هذه الاتهامات لا يقصد بها حزب الوفد، والدليل علي ذلك ان الاحزاب الجديدة المشاركة في التحالف والتي وجهت هذه الاتهامات حضرت جميع اجتماعات التحالف التي عقدت في حزب الوفد، وغابت عن بعض الاجتماعات التي عقدت خارجه . وحزب الوفد كان معارضا شرسا للنظام السابق، وكان انسحاب الحزب من الانتخابات الأخيرة بمثابة شرارة اندلاع الثورة لأنه كشف الوجه القبيح للنظام بسيطرة الوطني علي 97 ٪ من مقاعد البرلمان.
< ولكن يتردد أن هذا الانسحاب جاء بعد عدم التزام الحزب الوطني بالصفقة التي كانت بينه وبين الوفد ؟

<< لم تكن هناك صفقات انتخابية بين الوفد والوطني.. والدليل علي ذلك أن منير فخري عبد النور عندما كان سكرتيرا عاما للحزب أبلغني قبل إجراء الانتخابات الماضية أن صفوت الشريف الأمين العام السابق للحزب الوطني »زعلان مني« لأنني لم أجلس معه لتقسيم مقاعد مجلس الشعب قبل الانتخابات.. فأبلغت منير أنني أذكي من أن أنتحر بالوفد سياسيا واتفق معي منير في هذا.. ولكن المغريات التي قدمت لأعضاء الوفد بعد قرار الانسحاب كانت كثيرة ومتنوعة .. حيث تلقي د.علي السلمي وعدا بالتعيين رئيسا لجامعة النهضة إذا رفض قرار الانسحاب.. فما كان من السلمي إلا ان تقدم باستقالته من الجامعة .. كما تلقي الحزب وعدا بنجاح مرشحيه الـ 11 الذين كانوا في جولة الإعادة.. بالإضافة لضم 40 نائبا من المستقلين للوفد لتكون هيئته البرلمانية مكونة من 53 نائبا .. وهو ما رفضه الحزب وأصر علي انسحابه من الانتخابات بعد التأكد من وجود تزوير كبير في كل الدوائر .
< حزب الوفد لم يعارض المجلس العسكري .. هل معني هذا انه راض عن أدائه في إدارة شئون البلاد ؟

<< لسنا في خصومة مع المجلس الأعلي.. ويجب أن نكون واقعيين فالمجلس العسكري جزء أصيل من نجاح الثورة .. حيث أصدر بيانه الأول في اجتماع عقده بكامل هيئته .. وكان مبارك لايزال في الحكم.. ومعني اصدار البيان أن الجيش قرر الإطاحة برئيس الجمهورية .. ولو كان مبارك استمر في الحكم كان سيعدم المجلس العسكري بالكامل.. وهذا ما قيل علي لسان الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة.. والمجلس العسكري لا يمثل الدولة ولن يكون.. وبالتالي فنحن لسنا في خصومة معه.. كما انه أكد أكثر من مرة حرصه علي إجراء انتخابات برلمانية، ووضع دستور جديد، وانتخاب رئيس جديد للبلاد، وأنا أثق في أن المجلس العسكري سيفي بوعوده .. ومع هذا كان لنا انتقادات كثيرة لأداء المجلس السياسي وأكدنا رفضنا أن تسير القوات المسلحة في دروب السياسة الملتوية.
< وهل تلك الانتقادات التي وجهها الحزب لأداء المجلس العسكري كانت سببا في مشاركته في جمعة الغضب الثانية؟

<< يوم 8 يوليو كان تجديدا لثورة 25 يناير وقوة دافعة لتحقيق باقي مطالب الثورة، حيث تم الاعلان عن إجراء حركة محافظين واصبح هناك علنية لمحاكمات رموز النظام السابق وتمت الاستجابة لجميع مطالب الثوار.. ونحن مع حق الاعتصام والتظاهر وحرية التعبير والنقد ولكن بأسلوب حضاري فهذه هي الديمقراطية، وحزب الوفد في جمعة الغضب الثانية ظل معتصماً بميدان التحرير حتي يوم الاربعاء وانسحب بعدها لسببين.. الاول حدوث صراعات بين »منصات« بعض القوي السياسية والتيارات واصبحت تلك المنصات وسيلة للصراع والنزاع المتبادل فيما بينها .. والثاني قيام السلفيين بالدعوة بمظاهرة إسلامية وكان هناك تخوف من ان يحدث صدام بين المعتصمين.
< وما رأيك في اتهام بعض القوي السياسية للمجلس العسكري بالانفراد بإصدار القوانين دون التشاور مع القوي السياسية؟

<< هذا خطأ الحكومة وليس المجلس العسكري، فالحكومة هي التي كانت تناقش مشروعات القوانين ثم ترسلها للمجلس العسكري ليصدرها، والحكومة ناقشت مشروعي قانوني مباشرة الحقوق السياسية والأحزاب دون طرحهما في حوار مجتمعي، ولم تأخذ برأي الاحزاب التي ستخضع لتلك القوانين، وهذه كانت سلبية من سلبيات التشكيل الوزاري السابق، وحتي إذا افترضنا ان المجلس العسكري فرض رأيه علي الحكومة في تلك القوانين.. فكان عليها ان تعترض وترفض هذا الفرض، فلقد انتهي عصر خوف الوزراء من الاعتراض، واعتقد ان الحكومة الجديدة سيكون اداؤها افضل وسيكون ذلك من ثمار جمعة الغضب الثانية.
< بمناسبة الحديث عن تشكيل الحكومة .. ما رأيك في اعتراض عدد من معتصمي التحرير علي عدم اختيار د. عصام شرف رئيس الوزراء للاسماء التي اقترحوها لبعض الوزارات في التشكيل الجديد؟

<< اختيار الوزراء ليس مسئولية ثوار التحرير أو الشعب أو حتي المجلس الاعلي للقوات المسلحة.. وإنما هي مسئولية رئيس الوزراء الذي يختار من يعاونه بنفسه ودون تدخل من احد بما يكفل له النجاح، اما فرض وزراء عليه يعد سلبا لاختصاصاته، فمن غير المعقول ان تقوم مجموعة باختيار الوزراء وتعترض عليها مجموعة اخري، وبهذه الطريقة لن تشكل حكومة مطلقا.
< هل يمثل وجود ثلاثة وفديين في الحكومة الجديدة حائلا دون انتقاد الوفد لأداء الحكومة؟

<< لن يمنعنا ذلك عن انتقاد الحكومة الجديدة بل سننتقد اداء الوفديين اكثر من غيرهم من الوزراء، وسيقدم الحزب دعما للحكومة لاتمام عملها في المرحلة الانتقالية الصعبة التي اشفق فيها علي د.عصام شرف وأتمني ان يستمر رئيسا للوزراء فلقد تحمل فوق طاقته، ولكن الحكومة السابقة كان اداؤها في فترتها الاولي غير مرض لكنني اتوقع ان الحكومة الجديدة سيكون اداؤها افضل خاصة بعد ان منحها المجلس العسكري سلطات مطلقة.
< ذكرت أكثر من مرة أن رئيس مصر لم يظهر حتي الآن .. ومع هذا طلب أعضاء الهيئة العليا بالحزب من عمرو موسي الترشح للرئاسة باسم الحزب ؟

<< مازلت أؤكد أن رئيس مصر الفعلي لم يظهر حتي الآن رغم كثرة عدد المرشحين المطروحين علي الساحة.. وإن كان من بينهم من يتمتع بمميزات جيدة .. لكنهم يفتقدون لكثير من القدرات التي يجب أن تتوافر في الرئيس القادم .. ومن بينها الرؤية الواضحة للمستقبل، والرغبة في إحداث نهضة لمصر.. وفيما يتعلق بطلب أعضاء الهيئة العليا من عمرو موسي الترشح باسم الوفد في انتخابات الرئاسة .. فهذا غير حقيقي، وإن كان موسي ينتمي لأسرة وفدية ونعتز بوجوده ضمن أعضاء الحزب .. لكن المؤكد أن حزب الوفد سيكون له مرشح في انتخابات الرئاسة القادمة.
< وهل تفكر في خوض انتخابات الرئاسة ؟

<< لن أخوض انتخابات الرئاسة أو الانتخابات البرلمانية .. ولن أكون إلا رئيس حزب الوفد .. وهذا قراري الشخصي.. ولا أعرف ما قد يحدث في المستقبل .. ومرشح الوفد في الرئاسة سيتم اختياره من أعضاء الهيئة الوفدية.. والفترة القادمة تتطلب انكار الذات .. لكن للأسف مايحدث الآن من صراع في الإعلام يعكس وجود »خناقة« من القوي السياسية التي صنعت الثورة علي غنيمة غير موجودة.






البدوى: مصر ستصبح اكبر دولة ديمقراطية رغم انف اعداءها
الفجر
7/27/2011 4:07 AM


قال الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد ان مصر ستصبح دولة ديمقراطية كبرى رغم انف اعداء في الداخل والخارج لان الشعب المصرى استرد وعيه واصبح صاحب قراره، مشيرا إلي رغبة المصريين فى تاكيد الوحدة بين مصر و السودان.
وأشار البدوى خلال - لقائه بالدكتور حسن الترابى الامين العام لحزب المؤتمر الشعبى السودانى الثلاثاء - ان ثورة مصر بخير و هناك اجماع وطنى من خلال تحالف ديمقراطى من اجل مصر اسسه الوفد وحزب الحرية و العدالة وهناك اصرار على الانتقال السلمى إلى الديمقراطية الحقيقية التى تستحقها مصر.
ومن جانبه، اشاد الترابى بثورة 25 يناير فى مصر التى لقيت ترحيباً كبيراً فى السودان مؤكداً ان الشعب السودانى يتابع ما يحدث فى مصر بإهتمام شديد و يتمنى للشعب المصرى كل تقدم مؤكدا على وحدة تاريخ مصر والسودان مطالبا باهمية ان تقود الشعوب عملية الوحدة فى وادى النيل.


وأشار ان الوفد هو حزب عميق وعريق ويتجدد دائماً وتتجدد برامجه فقد كان شغله الاساسى فى عهد الزعيم سعد زغلول هو قضية الاستقلال والتى تصدى لها الوفد بقوة والآن هناك اجيال جديدة و برامج متجددة.
وأضاف رئيس الوفد ان السودان هى الشقيق العزيز وتربطنا بالسودان اواصر دم ومصاهرة ونسب فالسودان هى امتداد طبيعى لمصر كما ان مصر هى امتداد طبيعى للسودان، واضاف اننا مازلنا نذكر مقولة زعيم الوفد الراحل مصطفى النحاس عندما قال "تقطع يدى و لا اوقع على اتفاقية تفصل السودان عن مصر".
كما اكد اهتمام الوفد بالسودان مشيراً إلى رحلة الدبلوماسية العامة لحزب الوفد التى زارت السودان وجنوب السودان مؤخراً وتم الاتفاق على انشاء جامعة مصرية فى جنوب السودان وتقديم 400 منحه دراسية للطلبة ابناء شمال وجنوب السودان كما تم ارسال شحنات ادوية إلى جنوب السودان

----------------


قانون الانتخابات الجديد .. والفرصة الضائعة


اياد بهاء الدين
الشروق


أعترف أننى ممن قبلوا على مضض أن تجرى الانتخابات أولا ثم الدستور ثانيا، برغم عدم اقتناعى بصحة هذا الترتيب، ولكننى قبلته احتراما لنتيجة الاستفتاء، ولاقتناعى بأن كل ما يقرب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية ويختصر المرحلة الانتقالية التى نمر بها، يقربنا من بر الأمان.

وقد أكدت أحداث العباسية ألا أمل فى الخروج من الاضطراب الذى تعيشه البلاد سوى بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فى أقرب وقت ممكن، واختيار حكومة تعبر عن إرادة الشعب وتملك الصلاحيات اللازمة لاتخاذ القرار. نتيجة هذه الانتخابات لا تهم مادامت تعبر بصدق وأمانة عما يرتضيه الشعب. لذلك، فعلينا واجب تنحية المناورات والحسابات السياسية جانبا لكى تتحقق المصلحة العامة فى إجراء انتخابات نزيهة وسريعة.

ولكن للأسف، إن القانون الذى صدر منذ أيام قليلة لتنظيم الانتخابات جاء مخيبا للتوقعات، واستمراره على هذا النحو يضيع فرصة لفتح باب جديد لتنظيم الانتخابات فى مصر على أسس أكثر نزاهة وعدالة. واعتراضى عليه للأسباب الآتية:

أولا ــ بدلا من أن يختار القانون بين نظامى الانتخاب بالقائمة والانتخاب الفردى، أخذ بنظام مختلط (نصف قائمة ونصف فردى)، وهو فى تقديرى أسوأ البدائل. نظام القائمة يشجع العمل الحزبى، ويؤدى إلى تمثيل نسبى متكافئ، وعدم ضياع أصوات الأقلية، ولكن يعيبه أن الأحزاب ليست مستعدة له بعد.

والنظام الفردى يعتمد على شخصية المرشح وعزوته ومعرفة الدائرة له، ولكنه يأتى على حساب عملية بناء الأحزاب. لكل من النظامين إذن عيوبه ومزاياه. أما النظام المختلط فلا يحقق هذا ولا ذاك، ويفتح باب المساومة بين المرشحين وأحزابهم، ويجعل الدوائر الفردية أكبر من أن تعتمد على العامل الفردى، كما يجعل القوائم أصغر من أن تؤدى إلى تنافس حزبى حقيقى.

النتيجة أنه خليط يحمل كل عيوب حلول الوسط فى موضوع لا يحتمل ذلك، ولذلك أكرر أنه أسوأ البدائل، ولا يحقق أى ميزة سوى الوقوف فى منتصف الطريق.
ثانيا ــ إن نص الإعلان الدستورى بألا يقل تمثيل العمال والفلاحين عن خمسين فى المائة من أعضاء البرلمان كان محل جدل، لأنه لم يرد فى الاستفتاء، وبالتالى لم تكن له مرجعية سوى نظام قديم كانت له مساوئ عديدة. ومع ذلك، فوجوده فى الإعلان الدستورى يجعله ملزما فى الوقت الحالى.

ولكن الغريب أن قانون الانتخابات قد جاء بحكم إضافى غير مطلوب على الإطلاق، وهو الإلزام بأن يتصدر كل قائمة انتخابية مرشح من العمال أو الفلاحين، الأمر الذى يجعل تمثيل الفئات فى النتيجة النهائية لابد وأن يقل كثيرا عن النصف، وبالتالى فإن القانون ينحاز ضد الفئات بلا سبب. هذا عيب كبير فى القانون، ولو كان الغرض منه ضمان ألا يقل تمثيل العمال والفلاحين عن النصف لأمكن تحقيق ذلك بوسائل أخرى دون المبالغة فى الانحياز ضد الفئات ودون التدخل فى قرار كل حزب فى ترتيب قوائمه. الحزب الذى يجد مصلحته فى أن يكون على رأس قائمته مرشح من الفلاحين أو العمال لن يتردد فى القيام بذلك. ولكن الإلزام بأن يكون رأس القائمة عاملا أو فلاحا حتى فى دوائر ليست لا عمالية ولا ريفية أمر غير مفهوم على الإطلاق ولا يحقق سوى استمرار سيطرة العائلات والعصبيات والتكتلات النقابية القديمة والمشبوهة على الانتخابات المقبلة.

ثالثا ــ لم يتعرض القانون ــ برغم مطالبة المجتمع والقوى السياسية ــ لتنظيم التمويل مع كل ما فى ذلك من خطورة، بأن تعود الرشوة للسيطرة على الانتخابات، وتعود معها ظواهر قبيحة مثل شراء الأصوات وتجميعها بواسطة مقاولين متخصصين. ولا يوجد بلد فى العالم لديه نظام انتخابى حديث دون ضوابط صارمة بشأن تمويل الانتخابات. نحن كمن يحاول تنظيم المرور فى الطرق السريعة، فيضع علامات وإشارات، ولكنه لا يحدد قواعد القيادة ولا السرعة القصوى التى يحظر تجاوزها. كذلك لا توجد انتخابات نزيهة إذا ترك التمويل بلا ضوابط وبلا إفصاح وبلا حد أقصى. ومن حق المواطن يوم الإدلاء بصوته أن يعرف على الأقل من الذى يمول المرشح الذى يختاره ولمن قدم وعودا ولمن يكون ولاؤه بعد الفوز.

رابعا ــ لم ينظم القانون حق المصريين فى الخارج فى الإدلاء بأصواتهم، مستمرا بذلك فى نهج النظام المعمول به من قبل، ومهدرا أصوات الملايين من المصريين ممن لهم الحق فى المشاركة فى صنع مستقبل بلادهم. فإذا كان المانع فنيا أو تقنيا أو عمليا، فلا بأس من توضيح ذلك. ولكن أن يهمل القانون حق المصرى والمصرية فى الخارج فى التصويت من حيث المبدأ، فهذا هو الأمر غير المفهوم.

خامسا ــ القانون جاء ليزيد الغموض بدلا من أن يزيله. فلا تاريخ الانتخابات تم حسمه، ولا الدوائر تحددت، ولا المراحل التى يتم عليها الانتخاب تم توضيحها.

هذه أمور يجب ألا تكون سرية فى مجتمع يسعى لانتخابات نزيهة وأمينة، بل الغموض هو ما يجعلها عرضة للتلاعب والشائعات. الناس لن يهدأ بالها، كما أن الشعور بقرب انتهاء المرحلة الانتقالية لن يتحقق إلا متى تم الإعلان عن موعد واضح وقاطع لإجراء الانتخابات وعن كل تفاصيلها.

هذه ملاحظات تم تداولها بين مختلف المعلقين والأحزاب والتيارات خلال الأسابيع الماضية، ولكن للأسف لم تجد صدى فى القانون الجديد، برغم أنها ليست ملاحظات تصب فى مصلحة تيار دون الآخر، ولا تعبر عن أى انحياز فكرى أو عقائدى، بل تعبر عن مصلحة الوطن فى أن تجرى به انتخابات برلمانية حرة ونزيهة ومعبرة عن اختيارات الناس بشكل سليم. لذلك أرجو ألا يكون الوقت قد فات، وألا يكون للحفاظ على ماء الوجه اعتبار أكبر من تحقيق الصالح العام، وألا يتحول الموقف من قانون الانتخابات إلى اختبار للقوى السياسية ولشعبيتها.

الموضوع أبسط من ذلك، لأنه يتعلق بتعديلات ضرورية ومحددة فى القانون، وهو أيضا أخطر من ذلك، لأنه يتعلق بمستقبل البلاد، ومصداقية أهم برلمان يتم انتخابه. فلا تتركوا الفرصة تضيع فى أن نتعاون معا ونجتهد، وأن نضع الخلافات الحزبية جانبا فى سبيل أن يصدر القانون سليما ومحققا للغرض منه. مصر تستحق قانونا للانتخابات، ونظاما انتخابيا أفضل من ذلك بكثير.



Post: #14
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: عامر باضاوي
Date: 07-29-2011, 08:54 PM
Parent: #13

بروفة الإنقلاب الإسلامي في مصر


ماحدث في ميدان التحرير اليوم دفع كل التيارات السياسية الي اليقين ألا أمان للتيارات الإسلامية . وإنها سوف تنقلب علي أي عهد أو إتفاق . وإن هدفها الرئيسي ضرب القوي الأخري ، والإنفراد بالشارع وبالمصريين والدولة ..

هكذا فعلت حماس . فعل نظام البشير . وفعل النظام الإيراني . إستخدام الوسائيل الديموقراطية للوصول الي السلطة . ثم الإنفراد بالسلطة . وفرض نظام ديكتاتوري فظيع كما هو حادث في الدول الثلاث : إيران وغزة والسودان ..

ماحدث في ميدان التحرير اليوم مفزع . وهذا مايتحدث عنه عاطف المغاوري المسؤول عن حزب التجمع في ميدان التحرير . أن يقول لا تأمنوا لهم ، إن مايقومون به يتفق تماما مع أجندات أجنبية تحاك ضد مصر ..

وتساءل المغاوري : من أين جاءت التيارات الإسلامية للإنفاق علي مئات الأتوبيسات التي نقلت المواطنين من المحافظات الأخري . من أين جاءوا بالتمويلات اللازمة للمعيشة لملايين المواطنين الذين يتجمعون في التحرير الآن ..

إنها أسئلة مشروعة ، علي التيارات الإسلامية أن تجيب عليها قبل أن تتحدث بكلمة واحدة عن التمويلات الأجنبية



المصدر


http://www.elbashayer.com/news-148343.html

Post: #15
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 07-31-2011, 04:17 AM
Parent: #14

'جمعة لمّ الشمل' كرّست الانقسامات بعد انسحاب العلمانيين احتجاجا على الشعارات الدينية
مصر: الاسلاميون يستعرضون قوتهم بأكبر مظاهرة منذ سقوط مبارك

2011-07-29


القاهرة ـ 'القدس العربي' من أحمد القاعود وحسام عبد البصير:




نظم أكثر من مليون ونصف مليون من المنتمين للتيار الاسلامي مليونية 'جمعة لمّ الشمل' في القاهرة والاسكندرية ومحافظات أخري ، وحشدت القوى السياسية الاسلامية أنصارها من الأقاليم لايصال رسالة واضحة الى المجلس العسكري الحاكم للبلاد بعدم تغيير المسار المحدد للمرحلة الانتقالية والمستند الى التعديلات الدستورية التي أجريت في آذار/ مارس الماضي.
وبدت قوة التيار الاسلامي في مليونية الجمعة واضحة للعيان. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بدولة اسلامية تطبق الشريعة، منها 'اسلامية اسلامية لا شرقية ولا غربية' و'الشعب يريد تطبيق شرع الله' و'يا نصراني يا نصراني النبي عليك وصاني'. وطالب المتظاهرون بسرعة محاكمة رموز النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس المخلوع حسني مبارك وأفراد عائلته، وتطهير مؤسسات الدولة، وو قف المحاكمات العسكرية للمدنيين.


وأعلنت أكثر من 34 حركة وحزبا سياسيا انسحابها من مظاهرات جمعة لمّ الشمل، بدعوى أن الاسلاميين لم يلتزموا بالامتناع عن استخدام شعارات دينية. وقالت الحركات في بيان وقعوا عليه 'انه في الوقت الذي التزمت فيه كافة القوى السياسية المدنية والمجموعات الثورية والائتلافات الشبابية المختلفة بالاتفاق الذي تم عقده مع القوى والتيارات الإسلامية بهدف إفشال محاولات المجلس العسكري تفتيت قوى الثورة، وتشويه صورتها عن طريق وضع هذه القوى في مواجهة بعضها البعض، والذي كان مفاده التزام البعد بالنقاط الخلافية الجوهرية، والتأكيد على النقاط التوافقية، ووحدة الصف الثوري، فوجئ المعتصمون بالميدان بانتهاك صارخ لكافة الاتفاقات من جانب بعض القوى الإسلامية، وذلك من خلال ترديد هتافات وتعليق لافتات وتوزيع بيانات تستهدف النقاط الخلافية. وحرصاً منا نحن ـ المعتصمين - في ميدان التحرير على مبدأ السلمية الذي لا حياد عنه، وحفاظاً على أن يظل ميدان التحرير رمزاً مبهراً لعيون الثوار في مختلف بقاع الأرض، فقد قررت القوى والمجموعات الموقعة أدناه عدم استكمال المشاركة في فعاليات مليونية الجمعة 29 تموز/ يوليو 2011 مع تأكيدها على استمرار الاعتصام السلمي بالميدان، رافعين المطالب والتي يأتي على رأسها حقوق أهالي وأسر الشهداء في القصاص العادل من قتلة الثوار، وإقرار الحد الأدنى والأقصى للأجور، وإقالة النائب العام، وتحديد جدول زمني لخروج المجلس العسكري من السلطة وتسليمها لرئيس وبرلمان منتخبين، والوقف الفوري لكافة المحاكمات العسكرية للمدنيين، وإحالة كل من تمت محاكمتهم أمام القضاء العسكري لقاضيهم الطبيعي'.
وبدأت المليونية بالحشد منذ مساء الخميس، وشكلت لجانا شعبية من التيار السلفي والاخوان المسلمين للتحقق من هويات المتظاهرين ومنع الاحتكاكات أو اندساس بلطجية داخل ميدان التحرير. ونصبت عدة منصات خاصة بالتيار السلفي وجماعة الاخوان المسلمين، ورفعت لافتات تطالب بدولة اسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية، ورفعوا أعلاما متنوعة كتبت عليها عبارة الشهادة 'لا إله الا الله، محمد رسول الله'.
في خطبته أكد الدكتور مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم وخطيب التحرير، 'أن الجمعة اليوم كشفت عن وحدة الصف في الميدان'، وأكد أن الشعب المصري بمفرده هو من يقرر مصيره.
أضاف: ان التحرير كان وما زال ملكا لكل المصريين، ولا يستطيع أحد أن يقصي أي أحد، وأي محاولات لفرقة هذا الشعب ستبوء بالفشل، مشيرا إلى أن هذه الوحدة ستكون نواة لتحرير بيت المقدس.


وأضاف: 'أقول لأي عدو للثورة:ها هم أبناء مصر جاءوا نحو ميدان الحرية والكرامة؛ ليعلنوا أنهم دائما ما زالوا وسيظلون يدا واحدة لمصلحة الوطن والشعب، وأن المؤامرات لن تنال من المصريين أبدا.. ولم ينس شاهين في خضم عرضه لمطالب الثورة ان يوجه التحية للفلسطينيين قائلاً: 'يا أهل فلسطين، سنتجه إليكم يوما متحدين لنحرر مسجد الأقصى، بعد أن نكون قد أزلنا كل الخلافات'.فيما استضافت المنصة التي أقامها الإخوان في الميدان في جمعة 'وحدة الصف والإرادة الشعبية' ترانيم قداس للأقباط، في تمام الحادية عشرة صباحاً.


وأعلن متظاهرون في الميدان ضرورة دعم الثورات العربية في سورية وليبيا واليمن في مواجهة الأنظمة المستبدة؛ لينالوا حريتهم المسلوبة ويبدأوا خطوات جديدة نحو نهضة بلادهم.
من جانبه أكد المهندس سعد الحسيني، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، أن ميدان التحرير خاصةً يسع الجميع بكل أفكارهم وآرائهم، مشيرا إلى ضرورة احترام كل الآراء والأفكار والاتجاهات.وقال إن شعب مصر يد واحدة، مشيرا إلى أن كل محاولات تفتيت الصف من أعداء الثورة لن تفلح.
وأكد الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في السويس، أن الأمة توحدت كلمتها في ميدان التحرير لتحقيق الريادة وإنجاز طموحات الجماهير والسيادة لمصر.
وأضاف أن شريعة الأسلام تعطي لكل ذي حق حقه، وتؤدي إلى تطبيق القصاص من قتلة الثوار. وشدد على أن الخير كل الخيرفي كتاب الله وسنة رسوله.


وكانت القوى السياسية قد اتفقت على المطالب التالية: وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، أما من تمت إدانتهم فإعادة محاكمتهم أمام المحاكم المدنية المختصة، والإسراع في محاكمة قتلة الثوار، وإنهاء كل محاولات إهدار حق أسر الشهداء في القصاص العادل والتعويض الملائم والتكريم اللائق لشهداء مصر، وتفريغ دوائر قضائية لضمان المحاكمة العاجلة والعادلة لرموز النظام السابق، وإنجاز كافة الإجراءات التي تحقق رفع مستوى المعيشة للمواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق وضع حد أدنى وأقصى للأجور، والإسراع في تفعيل قانون الغدر لمنع كل من أفسد الحياة السياسية من المشاركة في صياغة مستقبل مصر.


------------------

40 فصيلا شارك في مليونية الجمعة.. واليساريون تحت حماية الإسلاميين
حسام عبد البصير
2011-07-29




القاهرة - 'القدس العربي' :


وجه الشبة بين إبليس ومبارك أن الأول طلب من الله أن ينظره إلى يوم يبعثون وقد كان، أما مبارك فقد طلب وساطة خليجية لتحرير رقبته من حكم القدر المنتظر وفك قيده ومنحه نهاية عادية وجنازة عسكرية في المستقبل إن أمكن، وإذا كان الشياطين قيد الأقامة الجبرية في رمضان فرموز حكم مبارك وبنوه قيد الاقامة في سجن مزرعة طرة. ومما لاخلاف عليه أن الشهر الكريم سيكون مختلفاً عن ثلاثين عاماً للوراء ظلت فيها سحنة مبارك تؤرق مضاجع المصريين فشبح صوته وهو يتحدث عن الفقر وضيق ذات اليد والكفن الذي ليس له جيوب ما زال ماثلاً في الأذهان.
رمضان بدون مبارك هذا العام لا بد أنه سيكون مختلفاً بالتأكيد، ففي الثالث من رمضان سيكون وفق ماهو مقرر داخل القفص في انتظار محاكمة يتوق إليها الملايين. ومن المتوقع أن تلقى المحاكمة إقبالاً يفوق مسلسلات رمضان التي بلغت تكاليفها نصف مليار جنيه..مبارك لن يطل بوجهه في السابع والعشرين من رمضان حيث احتفالات ليلة القدر ليتوضأ من ذنوب بالجملة إرتكبها في حق شعبه والتي تعج بها الصحف منذ تنحيه، وقد تصدرت جرائد الأمس صوره مجدداً في الصفحات الأول وتنازع خبر محاكمته في أرض المعارض أخبار مليونية الجمعة التي حفلت بتغطية خاصة بسبب مشاركة اربعين فصيلاً فيها. ومن أخبار الصحف أيضاً البدء في أكبر حملة تطهير لأذناب النظام البائد وتهديد رموز المليونية بالوقوف بالمرصاد للبلطجية واستعداد وزارة الصحة لأي مفاجآت قد تقع وجهود الحكومة لخفض أسعار السلع الغذائية. وإلى التفاصيل.
شرف يعرض على المشير حملة التطهير

عرض الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أمس على المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى العسكري حركة التطهير الأولى، التي من المتوقع إعلانها خلال ساعات وتشمل عددا كبيرا من القيادات التي تشغل مناصب قيادية. كما عرض رئيس مجلس الوزراء التصور النهائي لحركة المحافظين.
وقد أعلن الدكتور أحمد السمان المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء أن حركة التطهير التي سيتم الإعلان عنها خلال أيام ستضم آلاف المستبعدين ممن أفسدوا الحياة السياسية نتيجة انتمائهم للحزب الوطني، ووجودهم في المواقع القيادية بالدولة.
وأكد السمان أن حركة التطهير سوف تشمل شخصيات من جميع المؤسسات الصحافية، وأغلبهم من مديري التحرير في تلك المؤسسات، وأيضا في الإذاعة والتليفزيون، ممن وصلوا إلى هذه المناصب بسبب انتمائهم للحزب الوطني. وأوضح أنه ستكون هناك أربعة معايير للاستبعاد، على رأسها الانتماء للحزب الوطني بدءا من لجنة السياسات وانتهاء بالأمانة العامة للحزب بالمحافظات، ووجود شبهات بالفساد المالي أو الإداري، بالإضافة إلى من ستنطبق عليهم معايير قانون الغدر، وقيادات المجالس المحلية.. ووفقاً لـ'الأهرام' قال السمان: إنه لا يمكن استبعاد 3 ملايين شخص كانوا ينتمون لذلك الحزب، لكن سيتم استبعاد من يثبت استغلاله لموقعه، أو تربحه، أو حصوله على أي مزايا نتيجة لهذا الانتماء.

إقامة مشروعات قومية بأموال الزكاة جائز

أفتى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، بجواز إقامة مشروعات استثمارية وإنتاجية بأموال الزكاة والهبات والصدقات لدعم الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل للشباب، وتجهيز الجيوش، ومعالجة الأزمات. وقال المفتي، في رده على سؤال لـ'الأهرام': إنه يمكن توجيه أموال الزكاة للمستشفيات الخيرية، لتزويدها بالمعدات والأدوية التي تسهم في علاج المرضى الفقراء، محذرا من التوسع في صرفها على بناء المساجد، ودور العباد.

شيخ الأزهر يطالب الغرب
بعدم التدخل في شؤون مصر

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الأغلبية الصامتة من الشعب المصري المسالم هي التي تحدد مستقبل مصر السياسي، مشيرا إلى أن الشعب المصري عرف طوال تاريخه بالسلمية والتسامح والتناسق والوعي بمصالح الوطن والحرص عليها.وطالب الإمام الأكبر الدول الغربية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وترك الحرية للشعب المصري في اختيار قيادته الجديدة، كما أشاد الدكتور أحمد الطيب بتماسك المصريين مسلمين وأقباطا ومن مختلف القوى والتوجهات السياسية خلال ثورة يناير.
جاء ذلك خلال لقائه أمس بالسيد ليستر بورد وزير بريطانيا لشؤون افريقيا والشرق الأوسط، وأكد بورد تقدير المملكة المتحدة لدور الأزهر في نشر الوسطية والاعتدال.

مكبرات صوت لحشد الجماهير نحو الميدان

قام حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين والسلفيين بتسيير سيارات تحمل مكبرات الصوت بكل مدن وقرى محافظة كفر الشيخ لمناشدة المواطنين والشباب التوجه والسفر إلى القاهرة للتظاهر بميدان التحريروأداء صلاة الجمعة بالميدان للحفاظ على مكاسب الثورة والاستقرار والتمسك بالمطالب الداعية للحفاظ على وحدة الوطن والثورة من فلول النظام السابق مع رفض العنف والتمسك بسلمية المظاهرات ورفض أي محاولات لوضع مواد أو قوانين فوق الدستورية والتمسك بإجراء انتخابات مجلسي الشعب والشورى أولا وبعد ذلك إعداد دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية خلال العام المقبل.

الزمر حذر من ذبح الجمل في التحرير

حذر طارق الزمر المتحدث باسم الجماعة الإسلامية من وصفهم بفلول الحزب الوطني المنحل، وضباط أمن الدولة السابقين من محاولة تكرار موقعة الجمل. وقال: سنذبح الجمل في الميدان هذه المرة.
وألمح الزمر إلى احتمال اعتصام ممثلي التيارات الإسلامية في الميدان خلال شهر رمضان، مع احتمال الدعوة إلى مليونية أخرى في صلاة عيد الفطر. وأوضح أن هذا الاعتصام يهدف إلى الضغط لتحقيق مطالب الثورة والحفاظ على كرامة الشعب المصري. وأكد مجددا رفض الجماعة الإسلامية فكرة وضع قواعد حاكمة للدستور أو ما يعرف بالمبادئ فوق الدستورية. واعتبر هذه المبادئ نوعا من الاحتقار للشعب المصري.
وأعد معتصمو الميدان عددا كبيرا من المنصات الفرعية، بينما تحددت منصة رئيسية واحدة لإلقاء الكلمات تباعا لتمثيل مختلف الأطياف السياسية وفقا للنسق الحضاري الذي ساد الأيام الأولى للثورة قبل سقوط النظام.

الإخوان تولوا تأمين الميدان

تم اسناد مهمة تأمين مداخل ميدان التحرير إلى جماعة الإخوان المسلمين لما لهم من خبرة كبيرة في موضوع التأمين، حيث قام شباب الإخوان بتشكيل لجان للتأمين وأخرى للتفتيش بحيث لا يسمح لأحد بدخول الميدان إلا بعد التأكد من هويته وتفتيشه للتأكد من عدم وجود آلات حادة، أو أي شيء قد يعكر صفو المليونية.
وتتولى باقي التيارات الإسلامية تأمين الميدان من الداخل، كما تم عمل مستشفى ميداني يضم العديد من الأطباء والصيادلة إضافة إلى وجود لجان متنقلة وسيارات إسعاف لعلاج الإصابات الطارئة.
كما تم عمل لجان لخدمة المتظاهرين ولتوزيع المياه وخدمة الحالات الطارئة، وتم عمل لجان لحفظ النظام وخروج المليونية بشكل حضاري، وتم عمل منصة رئيسية أمام محل هارديز وهي المنصة التي سيلقي الشيخ مظهر شاهين خطبة الجمعة عليها وستكون اللجنة التنسيقية وعدد من مجلس أمناء الثورة مسؤولة عن ترتيب الكلمات وتأمين المنصة.

أخيراً القرار الذي تم انتظاره: مبارك في القفص

أخيرا أسدل الستار على مكان محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك. فقد أعلن المستشار محمد منيع مساعد وزير العدل لشؤون المحاكم أن محاكمة الرئيس السابق مبارك ونجليه جمال وعلاء ورجل الأعمال حسين سالم، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، و 6 من كبار معاونيه ومساعديه، تقرر أن تتم داخل مبنى الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بأرض المعارض بمدينة نصر يوم 3 آب/أغسطس المقبل. وكشف منيع عن أن القرار تم اتخاذه خلال الاجتماع الذي جرى أمس وضم وزير الصناعة والتجارة، وكبار القيادات الأمنية بالداخلية، ووزارتي الدفاع والعدل.
ومن المقرر أن تنتهي قاعة الاستثمار بأرض المعارض الإثنين القادم من استعداداتها لمحاكمة مبارك يوم الأربعاء المقبل، فقد بدأت في إعداد القفص الحديدي (مساحته 90 مترا)، كما أن هذه القاعة سوف تستوعب ألف شخص، كما سيتم تجهيز حجرة حجز(سجن) تستوعب جميع المتهمين، بمن فيهم مبارك، وجمال وعلاء، والعادلي ومساعدوه، وتدرس حاليا أجهزة الأمن المداخل التي سوف يسمح بالدخول والخروج لأرض المعارض منها، وقد تفقد المكان وزير الصناعة والتجارة، ومساعد وزير العدل المستشار محمد منيع، وعدد من قادة وزارة الدفاع، ومدير أمن القاهرة، وقيادات الداخلية، وإبراهيم محلب رئيس 'المقاولون العرب'.

شاشات ضخمة لمشاهدة المحاكمة

التليفزيون المصري سينقل وقائع محاكمة مبارك على الهواء حيث يجري تجهيز شاشات عرض سيتم وضعها في ميادين القاهرة الرئيسية' وفقاً لصحيفة 'المصري اليوم'، التي أشارت لوجود خطة أمنية مشددة لتأمين المحاكمة بالتنسيق بين القوات المسلحة ووزارة الداخلية.وكشفت مصادر أمنية مطلعة، عن أن اللجنة القضائية أجرت أمس معاينة نهائية لقاعة الاستثمار، موضحة أن المعاينة استمرت أكثر من ساعة، وتم إعداد تقرير متكامل عنها، رفعته إلى وزير العدل. فيما أكدت مصادر أخرى أن اللواء منصور عيسوي، وزير الداخلية، أجرى هو الآخر معاينة للقاعة ومحيطها..من جانبها، بدأت شركة المقاولون العرب، أمس، أعمالاً إنشائية داخل القاعة وخارجها، وذلك لتجهيز قفص الاتهام الذي سيمثل فيه الرئيس السابق والمتهمون معه بقتل المتظاهرين ، فيما كشفت مصادر قضائية عن أن الرئيس السابق لن يحضر جلسة محاكمته الأولى لظروفه الصحية، مؤكدة أن المستشار أحمد رفعت، رئيس المحكمة، سيأمر في هذه الحالة بندب أحد أعضاء الدائرة للانتقال إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي لمواجهة 'مبارك' بالاتهامات المنسوبة إليه.

الحكومة تتوقع انتعاش
السياحة بسبب محاكمة المخلوع

قال منير فخري عبد النور، وزير السياحة، إن محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ورموز نظامه في القاهرة، لن تؤثر على السياحة سلبيا مثلما لو جرت المحاكمة في شرم الشيخ، متوقعا أن ترتفع نسبة الإشغالات في فنادق العاصمة نتيجة إقبال الإعلام الأجنبي على حضور المحاكمة و'هو ما يفيد السياحة'، بحسب تعبيره..أضاف عبد النور، في تصريحات له، أمس، أن التأثير السلبي على شرم الشيخ نتيجة وجود الرئيس السابق أو إجراء محاكمته هناك كان سيئا للغاية، خاصة أن شرم الشيخ لها طبيعة خاصة، لا تتفق مع إقامة مثل تلك المحاكمات، خاصة في ظل الحاجة لتنشيط السياحة في المنطقة. من جانبه أكد سامي محمود، رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة، في تصريح خاص لـ'المصري اليوم' أن محاكمة مبارك في القاهرة تحافظ على سمعة شرم الشيخ كمنتجع سياحي عالمي، مشيرا إلى أن ذلك الأمر سوف يكون واضحا عقب ارتفاع حجم تعاقدات الشتاء المقبل، إلى جانب أن انطباع منظمي الرحلات سيكون أكثر إيجابية عنها، خاصة بعد خروج الرئيس السابق منها، لكنه اعتبر أن محاكمة مبارك في القاهرة 'سلاح ذو حدين'، منوها بأن وجود عدد كبير من الصحافيين ومراسلي محطات التليفزيون العالمية لمتابعة المحاكمة سوف تؤثر على الأمن.

من خطايا الثورة المحاكمات العسكرية للمدنيين

الكاتبة أهداف سويف خائفة على مستقبل الثورة وانها تتعرض لبعض الأخطار وفي مقدمتها المحاكمات العسكرية للمدنيين، تضيف عندنا في مصر الآن نحو ألف شهيد، وأربعة آلاف مصاب، وأحد عشر ألف محكوم عسكريا، وألف مفقود. هؤلاء هم العنصر الأهم في حراكنا اليوم.
كثيرا ما يطالب المشتغلون بالشأن العام أنفسهم بالابتعاد عن التفاصيل ليتمكنوا من رؤية الصورة الكلية كاملة. لكننا هنا مطالبون، في الحقيقة، بما هو أعقد: علينا في نفس اللحظة، وباستمرار، أن تكون أذهاننا منتبهة للصورة الكبيرة، وقلوبنا منتبهة للتفاصيل، وأن ندرك العلاقة بين هذه وتلك.. تضيف أهداف: يلح علي اليوم، ونحن متجهون إلى هذه الجمعة، جمعة لم الشمل، جمعة وحدة الصف، جمعة روح الثورة.. فأبناؤنا، شبابنا، هم روح الثورة.
تتحرك القوى السياسية بما تراه في مساراتها المختلفة، ويعمل الخيِّرون والوطنيون على تجميعها، وإصلاح ما صدعته الخلافات في بنيان الثورة. وهذا أساسي وضروري، لكنه ليس كافيا. وتشير الى ما تصفه بالشيء البديهي، وهو 'أنه في النهاية، كل الدساتير والقوانين والمجالس والهيئات التشريعية والأحزاب والتكتلات موجودة علشان تنظم إزاي الناس تعيش مع بعض'.

في الميدان متسع للجميع

ما زال نفر من الكتاب يرون في اعتصام بضعة مئات بميدان التحرير وتعطيل الحياة وإغلاق الشوارع إنجازاً ينبغي الدفاع عنه ومن هؤلاء وائل قنديل في 'الشروق' الذي كتب يقول: تذكروا جيدا أن هذا الميدان تعرض لقصف عنيف من مختلف الجبهات طوال الفترة الماضية، وتلقى ضربات شديدة القسوة، من خارجه ومن داخله ورغم ذلك بقي صامدا وسيبقى عنوانا وحيدا للثورة، وقبلة وحيدة للبحث عن التغيير والتطهير..أضاف ان العودة إلى التحرير بهذه الكثافة المتوقعة اليوم تعني في أحد جوانبها أن الجميع استوعبوا درسا مهما للغاية، وهو أن أحدا لا يستطيع العبث بالتاريخ والجغرافيا، مهما حاول، وأن القيمة الرمزية والدلالة الروحية للميدان لدى المصريين لم تهتز، ولم تتأثر بكل تلك الألاعيب التي حاولت محاكاة الثورة، أو اختراع عبوات مقلدة لها، في روكسي أو غيره، طوال الفترة الماضية، وتحمل هذه العودة الكثيفة ضمن ما تحمل اعتذارا ضمنيا لميدان التحرير عن كل ما طاله من شتائم ######ائم وافتراءات وأكاذيب ومحاولات تدنيسه وتلويث تربته النظيفة بالبذور السامة، والتصرفات المسرطنة. ويختتم مقالته بتوجيه التحية لـ'نفر من المعتصمين المحترمين الرائعين صدقوا ما عاهدوا الله ومصر عليه، بالبقاء في المكان دفاعا عن استمرار هذه الثورة، واستكمال باقي مطالبها العادلة'.

درويش ينفي التخطيط لأسلمة الغناء

تعهد الفنان إيمان البحر درويش عقب فوزه بمنصب نقيب الموسيقيين، بالعمل على مصالحة الجماهير مع الفنانين الذين وضعوا في قوائم سوداء، بسبب مواقفهم المعادية للثورة.
كما نفى ما أشيع عن عزمه التدخل لوضع ضوابط أخلاقية لعمل الفنانين، أو نيته إغلاق الملاهي الليلية بدعوى خروج عملها عن الآداب العامة.وقال درويش: إن الثورة أعادت للفنانين فرصتهم في أن يكونوا قادة رأي للمجتمع، ومهدت أرضية مناسبة لعودة الفن الراقي مع ارتفاع وعي الناس وارتقاء أذواقهم، مطالبا بدعم مشروعه لعمل قناة للموسيقى المصرية، تكون مهمتها الأولى اكتشاف ودعم المواهب المصرية الصاعدة. وحذر من إسقاط الأحكام الدينية على المواقف السياسية وحتى الرؤى الفنية، التي تحمل خلافا فقهيا بين علماء الدين أنفسهم. وقال درويش، بشأن خطته للعمل مستقبلا: 'هي مسألة يحكمها تقسيم المهام والمسؤوليات، المجموعة الجديدة فيها بعض الانسجام وبعض الاختلاف، مبدئيا أنا رفعت شعار علنية الاجتماعات منذ إعلاني الترشح لمنصب النقيب، وستكون اجتماعات المجلس كلها مسجلة بالصوت والصورة ومتاحة على الإنترنت لجميع الأعضاء لتحقيق أولا الشفافية وثانيا لإتاحة الفرصة لأعضاء النقابة الذين لا يحضرون الاجتماعات، وخاصة في الأقاليم، أن يتفاعلوا ويشاركوا بالأفكار والمقترحات'.

من وراء تهريب المدافع الليبية لمصر

يحاول إبراهيم حجازي في زاويته 'خارج دائرة الضوء' بـ'الأهرام' الإجابة على هذا السؤال فيقول: عندما نفاجأ بأحدث أجيال الـ R.B.J التي تستخدم الليزر في التصويب قد تم تهريبها من ليبيا إلى مصر. وعندما يرسلون منصات صواريخ متنقلة بصواريخها تستخدم من على ظهر أي عربة نقل صغيرة (5 شنكل). عندما يرسل المهربون من ليبيا إلى مصر أسلحة مضادة للدبابات فالسؤال المنطقي هنا لمن أرسلت وفي أي مجال تستخدم؟
يضيف حجازي أن ما يحدث مستحيل اعتباره عملية تهريب سلاح عادية إنما هي خطة منظمة وضعتها وتنفذها أجهزة مخابراتية أجنية وعملاؤها في ليبيا ومصر لأجل إدخال هذه النوعية من الأسلحة إلى مصر وإيجادها في الشارع المصري لأجل أن تكون في المتناول وقت أن يحدث ،لا قدر الله، الصدام الذي يتمنونه بين الجيش والشعب.

السلطة في العالم العربي
لم تنتج مثقفين بل كلاب حراسة

أجرت 'الشروق' حواراً مع الأديب الليبي إدريس المسماري الذي نجح في الهروب من سجون القذفي والذي فتح النار على أنظمة الحكم في عالمنا العربي، مشدداً على أنها لم تنتج مثقفين بل كلاب حراسة. يقول: دعنا نصنف المثقفين لمثقف مقاوم ومثقف مسالم ومثقف صامت ونوع رابع هو مثقف السلطة، وهو نوع لم ينتج مثقفين بل أنتج كلاب حراسة تعيد خطاب السلطة فقط وهذا النوع ليس مثقفا من وجهة نظري..ولو عدنا لتصنيفنا فالمثقف المحارب والمقاوم دوما له موقف ضد النظام والمثقف المساير أو المسالم هو من رأيتموه في مصر مثلا في صحافي ومثقف معروف بولائه لمبارك خرج بعد ساعة من سقوطه ليهاجم النظام وهو نوع نطالبه بالاختفاء بعيدا، وهو نفسه الوضع في ليبيا حيث لدينا مقاومون كإدريس الطيب والفيتوري وأنا خاب أملي فقط في عدد قليل من المثقفين لن أتحدث عن أسمائهم لأنه تربطني بهم علاقات إنسانية، وعموما موقف المثقفين الليبيين مشرف في عمومه.. وحول رأيه في الربيع العربي قال: عندما نرجع للتاريخ فالنتيجة المؤكدة بالنسبة لي الثورة الوحيدة الحقيقية بالمنطقة كانت ثورة 1919 وبعدها ثورة 25 يناير وثورة ليبيا وتونس وثورات بقية الشعوب العربية وهو نموذج لا يماثله في التاريخ سوى الثورة الفرنسية، وهو مخاض يحتاج عدة سنوات للولادة والثورات الحالية أنا اسميتها بالزلزال ويوم القيامة والزلزال هو الذي ينهي كل الماضي الزائل بكل آلامه ويوم القيامة نتيجة للخيارات المطروحة التي قد تفرق بين المرء وزوجه وأمك وأبيك، وللعلم الوضع العربي وضع غير مسبوق في العالم كله، فالديكتاتوريات العربية ربطت بينها وبين بعضها البعض برباط من الفساد، وللعلم نجاح الثورة الليبية سيكون له مردوده على الثورتين المصرية والتونسية وهو شيء مهم، لأن ثورات الشعوب ربطت بيننا برباط لا يمكن فصمه.

هل يغزو الشيعة العواصم السنية بالحسن والحسين

تسود الكثير من المخاوف في أوساط عواصم العالم العربي من غزو شيعي عبر مسلسل 'الحسن والحسين' المقرر عرضه في شهر رمضان، والذي أثار قبل عرضه جدلاً واسعاً دفع بمؤسسة الأزهر لطلب حظر عرضه. منتج العمل العنزي ينفي كل هذه المزاعم مؤكدا أن العمل لم ينتصر لجانب ضد آخر أو يتبنى وجهة النظر الشيعية على حساب السنة، فالعمل راعى التوازن التام بين الجبهتين ورصد الوقائع التاريخية كما حدثت تماما بدون زيادة أو نقصان، وكل ما كنت أتمناه أن ينتظر من يهاجمون العمل ليروه ثم يحكموا على العمل تاريخيا ودينيا، كما أن أهمية المسلسل ترجع لأنه يخوض في تفاصيل مرحلة تاريخية شديدة الصعوبة في التاريخ الإسلامي. ويبدو أن الخلاف حول المسلسل لم ولن يتوقف عند القنوات التي ستعرضه، والشركة المنتجة للعمل من جانب، ومجمع البحوث والأزهر ونقابة الأشراف من جانب اخر، بل وصل الأمر إلى صفحات الفيس بوك والتي أطلقت عليها العديد من الصفحات التي تؤيد عرض العمل وأخرى مع ضرورة منعه وثالثة تطالب المسلمين بعدم مشاهدة مسلسل الحسن والحسين ومعاوية في حالة عرضه على أي قناة إكراما لسيدنا محمد.

عبد العظيم: إستبعادي
من الوزارة ليس بسبب إسرائيل

وإلى معارك الأمس الصحافية وأحدثها التي نشبت بين الدكتور حازم عبد العظيم، المستبعد من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء الذي اتهم حازم بان استبعاده من المنصب قبيل حلف اليمين بساعات تم بسبب وجود علاقات بينه وبين إسرائيل. قال السلمي 'إنني أعترف بوجود علاقة تربطني بإحدى الشركات الإسرائيلية، وهذا لم يحدث، وكيف يعطي لنفسه الحق في اتهامي بهذا الشكل دون وجود أي سند قانوني. وأضاف: 'السلمي استند على معلومات غير صحيحة متداولة في وسائل الإعلام، بدليل أن منصور عيسوي، وزير الداخلية، أكد 'أن ملفي الأمني خال تماماً من أي شبهات تتعلق بإسرائيل أو بغيرها'.. كان الدكتور علي السلمي، نائب رئيس الوزراء، علق على أسباب استبعاد عبد العظيم بقوله: 'الإعلامي يسري فودة أذاع أن حازم عبد العظيم شوهد وهو يلتقي أحد ممثلي شركة (أرون) الإسرائيلية، وأنه يمتلك نسبة في شركة اتصالات لها تعاون مع شركات إسرائيلية، وحازم نفسه قال إنه يمتلك نسبة صغيرة في هذه الشركة'.

العوا: مصر تشبه سفينة شاردة في بحرهائج

طالب الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية، بإجراء الانتخابات البرلمانية قبل موعدها المحدد سلفاً، طبقاً للإعلان الدستوري، لتحقيق الاستقرار في البلاد. وقال 'العوا' خلال مؤتمر جماهيري نظمته جمعية النهضة النوبية في الإسكندرية، مساء أمس الأول، إن 'مصر أشبه بسفينة شاردة في بحر هائج، ولا تجد لها ربانا'، مشددا على أن نجاة السفينة في الإسراع بإجراء انتخابات برلمانية صحيحة، تليها انتخابات رئاسية، ثم وضع دستور حقيقي للبلاد.
وأشاد بالمجلس العسكري لأنه عمل على إنقاذ البلاد وحماية الثورة وإنجاحها، وأدار الشؤون المصرية بكفاءة واقتدار،واصفاً الانتقادات الموجهة للمجلس العسكري بأنها 'كلام فارغ'. وكشف العوا عن أن لجنة مكونة من 12 متخصصاً في البرامج الانتخابية تعكف على إعداد برنامجه الانتخابي، والانتهاء منه قبل منتصف آب/ أغسطس.

وأبو الفتوح يدعو العوا للتراجع عن خوض الانتخابات

نفى المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة عبد المنعم أبوالفتوح ما تردد عن أن رفضه الترشح باسم الإخوان مجرد 'تمثيلية' وأكد على أنه كلام عار عن الصحة. ودعا ابو الفتوح المفكر الدكتور سليم العوا إلى التخلي عن فكرة الترشح للرئاسة والبقاء بعيداً عن معترك السياسة، مشدداً على أن 'العوا' قيمته كمفكر سياسي أكبر كثيراً من أي دور آخر يمكن له أن يلعبه. ونفى أبو الفتوح صحة ما يردده كثيرون عن وجود انفلات أمني، وقال إن ما يحدث مجرد 'تمثيلية' من النظام السابق لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار داخلياً وخارجياً، وأضاف: 'طلبت من وزير الداخلية تقديم استقالته بسبب مساهمته في نشر هذه الشائعات. وتابع أن الرئيس المقبل لابد أن يكون خادماً للشعب وليس مندوباً لأمريكا أو إسرائيل، وأنه مع النظام المختلط الذي يجمع بين الرئاسي والبرلماني.. وأكد أبو الفتوح احترامه لجميع التيارات الموجودة في الساحة، مؤكداً وجود كثيرين يصلحون للحكم أفضل من الإسلاميين. وأوضح أنه يكن كل تقدير واحترام لشخص نبيل الهلالي، الذي وصفه بـ'قديس اليسار المصري'.

الكنيسة لم تمنع الأقباط من المشاركة في المليونية

عبرت الكنائس الثلاث 'الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية' عن أملها في مرور جمعة 'لم الشمل' بسلام ودون حدوث اشتباكات بين الفصائل السياسية المختلفة، وذكرت أنها ستقيم صلوات قداس الجمعة من أجل الوحدة والاستقرار في ظل الأيام الروحية المقبلة بالنسبة للمسلمين بحلول شهر رمضان وصوم السيدة العذراء للأقباط..ودعا القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملي العام، الأقباط والمسلمين، إلى رفع شعار 'مصر فوق الجميع' وعدم الالتفاف حول المطالب الخاصة. وقال 'ساويرس' إن الكنيسة لن تدعو الشباب القبطي للاشتراك أو الغياب عن مظاهرات اليوم، مشيراً إلى أنها تهتم بالأمور الروحية وليس السياسية. من جانبه، أكد الدكتور أندريه زكي، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، أن مصر سوف تشهد، خلال المرحلة المقبلة، حراكاً سياسياً لم تعرف له مثيلاً في تاريخها الطويل، ولا يمكن التنبؤ بنتائجه التي على أساسها سيتحدد مستقبل الوطن لمراحل طويلة مقبلة. و عبر عن أمنيته أن تمر المظاهرة بسلام وبشكل حضاري 'يعبر عن أخلاق ميدان التحرير والوحدة بين المصريين'.

الترابي: السودان على أبواب ثورة سلمية

كشف حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض عن تحركات تقوم بها القوى السياسية في السودان للقيام بثورة على غرار الثورة المصرية، جاء ذلك على هامش زيارته لعمرو موسى المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية بمقر حملته الانتخابية.
وأضاف: الأحزاب تسعى لذلك عقب أن فشلت محاولاتها لمنع انفصال السودان، ونخشى أن تلقى دارفور نفس المصير.. ونلجأ للثورة نظراً لاستمرار الديكتاتورية التي تتطلب هذا الإجراء. وشدد على أن الأحزاب تركز على فكرة التغيير السلمي وليس الذي يستخدم العنف. واستطرد: 'لا نريد المشاركة في أي تشكيل حكومي أو رسمي، فلا يصح أن نكون جزءاً من نظام يعرف بفساده من القاعدة للقمة'. وحول العلاقة بين الشمال والجنوب السوداني بعد الانفصال قال وفقاً لصحيفة 'روز اليوسف': 'العلاقات الرسمية سيئة والشعبية تدرك أن التوحد ضرورة في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد خاصة أن الضعف والتشرذم يفتح الباب أمام تدخل اليد الأجنبية'.

رئيس البرتغال فخور بالثورة المصرية

قال جورج سامبايو رئيس جمهورية البرتغال الأسبق والممثل الأعلى لمبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات' في ثورة البرتغال تم الاتفاق على المبادئ الحاكمة للدستور، ثم إجراء الانتخابات، حيث أن مرحلة التطور الديمقراطي بعد الثورات يجب أن تأخذ وقتها للبناء على قواعد سليمة، وان المراحل الانتقالية تؤثر كثيراً على مستقبل البلاد، لأن معظم الثورات لم تنجح بسبب عدم اتخاذها بالمراحل الانتقالية، ومن الطبيعي كذلك أننا مررنا بفترات عصيبة خلال المراحل الانتقالية وصولاً إلى التحول الديمقراطي الكامل، مؤكدا أن الاستقرار لم يتحقق في البرتغال إلا بعد قيام الثورة بعامين.وصرح سامبايو أنه يشعر بالفخر تجاه شعب مصر، وفي حال استطاعت مصر أن تستغل قدرتها وإمكانيتها فستصل إلى إطار من الحرية والكرامة والمشاركة الحزبية في الحياة السياسية.
وناشد سامبايو في لقائه مع برنامج 'الحياة اليوم' على تلفزيون الحياة ونقلته صحيفة 'الشروق' المصريين بالتحلي بالصبر، لأنهم يقومون ببناء مصر من جديد، مشيرا إلى أن المطلب الديمقراطي هو مطلب لمعظم الدول في المنطقة، وأنه يأمل أن تمر هذه المرحلة الانتقالية سريعا لتحقيق مكاسب الثورة. كما شدد أيضا على أنه لا بد من مساعدة القوات المسلحة في تأدية دورها.

البابا للعصاة: الشيطان مظلوم معاكم

تجاهل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مساء أمس الأول، مظاهرات الأقباط من طالبي الطلاق أمام الكاتدرائية، وتحدث عن الإخلاص للأسرة والخيانة الزوجية.ركز البابا كما تشير 'المصري اليوم' على الإخلاص للأسرة وللوطن وللقريب، وتوقف طويلاً عند الخيانة والانقلاب على من يحبه الإنسان دون مبررات، وقال إن الخيانة الزوجية هي 'إعطاء الجسد لآخر وهي خيانة مؤلمة، ومن الصعب التعامل معها بالتسامح، وهذا هو الزنا، الذي يعتبر من أكثر الذنوب التي يرتكبها الإنسان ويعاقب الله عليها عقوبة شديدة'.. ورداً على سؤال لأحد الحضور يقول: 'إن الشيطان يزين له العلاقات المحرمة'، قال البابا: 'الشيطان مظلوم معكم في أمور كثيرة، ويجب أن تراجعوا أنفسكم قبل أن تتهموا الشيطان بالغواية'. كان لافتاً أن البابا لم يعلق على مظاهرات طالبي الزواج الثاني الذين نظموا، أمس الأول، وقفة أمام الكاتدرائية، مطالبين بإقالة الأنبا بولا، رئيس المجلس الإكليريكي بالإنابة، وعودة العمل بلائحة 193.

أصالة حامل في توأم

تلقت المطربة السورية أصالة العديد من رسائل sms طوال أيام الاسبوع الماضي من اصدقائها والمعجبين من رابطة 'محبي أصالة' على موقع 'الفيس بوك 'وذلك لتهنئتها بمناسبتين: الاولى هي حملها في توأم من زوجها المخرج الفلسطيني طارق العريان، أما الحدث الثاني فهو احتفالها مؤخرا بزفاف شقيقتها أماني الى رجل الأعمال المصري د. شريف صبري. واقتصر الحفل على الأهل والأصدقاء المقربين. أصالة بدت عليها علامات الحمل بوضوح خاصة أنها في الشهور الأخيرة وحرص على حضور الحفل المطرب هشام عباس الذي تربطه علاقة صداقة قوية بأصالة والعريان، كما قام بتقديم بعض أغانيه مجاملة للعروسين.. كان أيمن الذهبي طليق أصالة قوبل بعاصفة من النقد والهجوم عقب سخريته من حمل أصالة في برنامج 'للنشر' الذي يقدمه طوني خليفة، حيث استقبل خبر حملها بسخرية قائلا: 'إن أصالة تريد أن تبني مخيما للفلسطينيين بمصر'،ملمحا للجنسية الفلسطينية التي يحملها العريان، وقد قام الذهبي بالاعتذار فيما بعد، معلنا أنه لم يقصد إهانة الفلسطينيين.

أما منى زكي فنفت أنها حامل

حرصت الفنانة منى زكي على نفي شائعة حملها التي ترددت مؤخرا بحضورها للحفل الذي اقامته احدى الشركات الأمريكية الشهيرة بانتاج 'هجن داس'وهو الايس كريم المفضل لدى الطبقة الراقية ممن يطلق عليهم صفوة المجتمع.
اقيم الحفل داخل أحد المطاعم .. منى حرصت على الحضور بصحبة زوجها الفنان احمد حلمي كما تواجد عدد كبير من نجوم الفن والمشاهير منهم رجل الاعمال فرج اباظة وفايز اباظة. ومن نجوم الفـــــن خالد ابوالنــــجا ودرة التونسية وميس حمدان وكندة علوش والسيناريست تامر حبيب والمطرب حكيم وخالد سليم ومصمم الازياء العالمي هاني البحيري ومريهان حسين وعباس ابوالحسن ودنيا حامد ملكة جمال مصر 2011 والملكة سارة الخولي المرشحة لمسابقة ميس وورلد.

أم مصارع الأسود تتهم إسرائيل بخطفه

سيد مصارع الأسود الذي قام بمصارعة أسد داخل قفص حديدي في الدقهلية، وشغل الإعلام عندما وقف فوق العلم الإسرائيلي أثناء المصارعة، ثم قام بإحراقه وسط عاصفة من تأييد المشاهدين، كان ذلك يوم 25 يونيو الماضي . سيد اختفى منذ يوم الاحد الماضي، الأمر الذي دفع والدته إلى الذهاب لقسم أول المنصورة وحررت محضرا باختفائه، وذكرت انه خرج بعد وداعها ثم اتصل بها تليفونياً وأخبرها أنه على وشك العودة ثم انقطعت أخباره، ولا تداري الأم ،كما تشير صحيفة 'الأخبار'، اتهامها لإسرائيل، معللة ذلك بإحراقه العلم الإسرائيلي، وطالبت بكشف غموض اختفائه .



--------------------------------------------------------------------------------

مصر: أثر الإدارة الاقتصادية التقليدية على مستقبل الثورة
محمد عبد الحكم دياب
2011-07-29




قوى داخلية وإقليمية وخارجية عديدة تسعى جاهدة لإجهاض ثورة 25 يناير. وتتحرك على المستويات كافة، في داخل مصر وخارجها، وعلى مستويات السياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام والرأي العام؛ قوى ليست قاصرة على الفلول وملحقاتها من رجال أعمال وبلطجية وخارجين على القانون. وقد تمكنت من اختراق الثورة، والعمل على كشف العلاقة التي تربط تدخلات وضغوط القوى الداخلية والإقليمية والخارجية ضرورة لاستكمال جوانب المعرفة الناقصة بأطراف معادلة العداء السافر للثورة.
على هذا الصعيد تعمدت الإدارة الأمريكية الإعلان عن تدخلها المالي والتقني بلا مواربة، وجاء ذلك على لسان السفيرة الأمريكية آن باترسون؛ المرشحة للعمل في القاهرة.


وكشفت الخيط الذي يربط الأموال العربية؛ سعودية وخليجية، التي أغرقت البلاد، بالتمويل الأمريكي. ومن يرصد المشهد المصري يرى ثراء مفاجئا وفاحشا لشخصيات وجماعات كانت تتوسل عونا بسيطا ومساعدة تكفي بالكاد أعمال البر والوعظ التي تقوم بها، وكان العمل السياسي والحزبي بالنسبة لها من المحرمات؛ تركت كل هذا واتجهت مشدودة نحو الإعلام والسياسة والصحافة.. كل يوم تظهر فضائية، وكل ساعة تولد مطبوعة، وفي كل دقيقة يتأسس حزب.


وما يجري على صعيد العمل الأهلي والحقوقي من اختراق امتد إلى العمل الرسمي والحكومي، ليترك انطباعا بخضوعه لابتزاز وضغوط ضخمة؛ يعرفها المواطنون ولا تفصح عنها السلطات الرسمية والحكومية؛ من أجل منع محاكمة حسني مبارك وعائلته وأركان حكمه، مع رد الاعتبار لمنظومة الاستبداد والفساد والتبعية والإفقار، التي ما زالت تعشش في أنحاء مصر.
وتكشفت علاقة ما أعلنته السفيرة الأمريكية آن باترسون، المرشحة للعمل في القاهرة في جلسة عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي من أسابيع قليلة لاعتمادها خلفا لمارغريت سكوبي وهي تلملم أوراقها استعدادا لمغادرة مصر؛ كشفت أن هذه العلاقة تأتي ضمن عملية توزيع الأدوار في حصار الثورة. وتمثل الأموال التي صرفتها الإدارة الأمريكية في الفترة من 25 كانون الثاني/يناير (تاريخ ندلاع الثورة) قمة جبل الثلج العائم،

وتقدر بأربعين مليون دولار، وهو ما يقرب من 240 مليون جنيه مصري، ومعها تم تخصيص 65 مليون دولار تحت مسمى مساعدات 'دعم الديمقراطية في مصر'، ويقترب هو الآخر من 400 مليون جنيه مصري.. يضاف إليه مبلغ 150 مليون دولار وهو حوالي 900 مليون جنيه مصري، تحت مسمى تشجيع النمو الاقتصادي، وموجه لأفراد وشركات خاصة تعمل لحساب المصالح الأمريكية والصهيونية في مصر، وإجمالي المبالغ (المعلنة) لتغطية هذا 'التدخل الناعم'، إذا جاز التعبير، بأكثر من مليار و500 مليون جنيه مصري، وهو مبلغ كبير بكل المعايير.. وقمة جبل الثلج العائم تخفي أكثر مما تُظهر، وهو ما أغرى 600 منظمة 'حقوقية وإنسانية'، وجعلها تتقدم بطلبات للحصول على نصيبها من هذه الأموال المسمومة.


سياسة سافرة هدفها ضرب أكثر من عصفور بحجر.. الأول يصور مصر لدى الرأي العام الدولي كمجرد جمهورية موز لاتينية؛ تعيش عالة على ما يقدم لها من مساعدات وعون مالي وعيني. والثاني تأكيد انطباع بأن مصر دولة فاشلة تعتمد على 'سادة' البيت الأبيض، الذين يتعجلون تقسيمها وتفكيكها، ولا تملك حيال ذلك غير التسليم وتوقع الأسوأ. والعصفور الثالث هو توظيف شعار الديمقراطية لتأجيج الصراعات وزرع الشقاقات. ومن يطلع على أدبيات المنظمات التي تحصل على الأموال الأمريكية داخل مصر يجدها تتعامل مع مصر كفسيفساء متناقضة الألوان والأشكال؛ لا رابط بينها، وإذا ما اعتاد المواطنون لغتها فستكون أساسا لثقافة دخيلة تعادي الاندماج وترفض الانصهار وتقوض أسس الوحدة الجغرافية والسياسية والمجتمعية الراسخة في مصر من آلاف السنين.
ودعوى اعتماد تمويل 'دعم الديمقراطية' أكذوبة كبرى؛ يشهد عليها ما فعلته بالعراق؛ فككته وباعدت بين مكوناته، وحولت البلد الأغنى في الدنيا إلى الأفقر بين أقرانه، ومكن نهج 'دعم الديمقراطية' القوى الأكثر طغيانا وفسادا وعنصرية من التحكم في الأرزاق والأعناق، وعلى هذه 'الديمقراطية' عبرت قوات الغزو أرض الرافدين، والنموذج العراقي قام ليبقى وفق المنظور الأمريكي من أجل تعميمه على دول عربية كبرى؛ مثل مصر والسعودية والجزائر والمغرب، وقد بدأ بالسودان ولم يتوقف عنده.
وهذا يحدث في لحظة تبلور فيها تصور أمريكي صهيوني يرى أن لحظة التقسيم حانت والتعجيل بها يقتضي استغلال المرحلة الانتقالية الحالية، واستثمار ما فيها من سيولة وخلط وتعقيدات وتناقضات وضيق أفق قوى محسوبة على الثورة، وترسيخ الثقافة الانعزالية، والرهان على نشر مشاعر 'الغيتو'. وبدلا من نقل مصر من الثورة إلى الدولة يتم العمل على نقلها من الوحدة إلى التقسيم. وأخذ الدور الأمريكي على عاتقه تشجيع ما تقوم به المنظمات العنصرية واليمينية في الاتحاد الأوروبي والمنظومة الغربية وكافة المنظمات الصهيونية من أجل هذا الهدف؛ وتلعب السفارة الصهيونية ومركزها الأكاديمي وشركات 'الكويز' وملاكها من رجال أعمال وجواسيس؛ دورا خطيرا في استغلال هذه الظروف لإشعال الفتن والصراعات.


وما يجري في صمت على الجبهة الاقتصادية الاجتماعية لا يقل خطرا. فما زال هدف تحقيق العدالة الاجتماعية بعيد المنال، ويجد حكومه تناور حول ما يخص الحد الأدنى للأجور وتلتف حول حكم المحكمة الإدارية العليا، الذي حدده بألف ومئتي جنيه مصري، وتطبقه مجزأ على خمس سنوات، وغير قادرة على وضع حد أقصى للأجور التي يتقاضاها العاملون في المراتب العليا؛ مثل كبار رجال الشرطة وقادة القوات المسلحة والأجهزة والإدارات السيادية، وتصل مرتباتهم إلى مئات الألوف إن لم تكن بالملايين.
والعدالة الاجتماعية تقتضي ألا يزيد الحد الأعلى للأجور عن عشرين ضعفا أي 24 ألف جنيه، كي يستقيم ميزان العدل نسبيا. مع تدخل السلطات الرقابية لكبح جماح الأسعار الذي استعرت بعد الثورة بشكل قد يفجر ثورة جديدة قد تنحو نحو العنف وتقفز على الطابع السلمي للثورة.

وهذا ناتج رؤية قاصرة لدى من يديرون الاقتصاد المصري؛ تحمل القطاع الخاص وحده مسؤولية التنمية، وكأن مصر لم تتعلم من تجربة أربعين عاما أثبتت أن القطاع الخاص غير مؤهل لهذا الدور. فما زال رهانه على الاستثمار الأجنبي واعتماد الاقتصاد الريعي من دخل قناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج وعوائد النفط والسياحة، وبسبب ذلك تم الطلاق البائن بين الاقتصاد الانتاجي والخدمي والاستراتيجي، والاكتفاء بتوكيلات 'الفرانشايز'؛ لشرائح البطاطس المحمصة والأكلات السريعة والمشروبات والمقاهي، وسمسرة البورصة ومضاربات الأراضي والمساكن والمنتجعات وقصور وقلاع أباطرة المال ولصوص الخصخصة، واختفت مصر المنتجة المبدعة المكتفية ذاتيا، وتوقفت الدولة عن التدخل وتركت النشاط الاقتصادي لعشوائية السوق ولرجال أعمال ومستثمرين؛ عوملوا كأنبياء للعصر الأمريكي الصهيوني، وهم في الحقيقة شياطينه. وأضحت مصر تستهلك ما لا تنتج وتنتج ما لا ينفع، فزادت طبقاتها المعدمة والمحرومة اتساعا.


عاد المصرف الدولي للانشاء والتعمير يطل برأسه، وبدأت أصابع صندوق النقد الدولي تستعد للعبث مرة أخرى بالإغراءات المدمرة وإبقاء الحال على ما هو عليه. ومن المفاجآت أن الصندوق مندهش من حجم الفساد الذي كان عليه حكم حسني مبارك، وهي نكتة سوداء؛ ينطبق عليها مبدأ شر البلية ما يضحك. ومن طالع 'الأأهرام' في الثالث من هذا الشهر يجد تصريحات عبد الشكور شعلان ممثل مصر ومجموعة الدول العربية في صندوق النقد الدولي، وهو يعرض تقرير الصندوق عن نتائج زيارة وفده الأخيرة لمصر. ويتصنع التقرير البراءة، وكأنه ليس صانعا للفساد وناشرا للفقر وحاميا للنشاط الطفيلي وهادما للمؤسسات الانتاجية الصناعية والزراعية والاستراتيجية، بدعوى إعادة الهيكلة والخصخصة ودعم رجال الأعمال ووكلاء الاحتكارات والشركات الأجنبية على حساب دور الدولة والقطاعين العام والتعاوني.


بهذه البراءة الكاذبة أشاد التقرير بقدرة الاقتصاد المصري على الصمود في مواجهة الأزمات التي يواجهها!!، واطمئنانه إلى استمرار النهج القديم الذي خطه لمصر والإبقاء عليه 'بصورة أسرع مما كان متوقعا، وتحقيق معدلات نمو سريعة في القريب العاجل' وعلق شعلان عما تردد عن رغبة صندوق النقد في إلغاء الدعم (وهي رغبة صحيحة). ونجاحه في إقناع المسؤولين في المصرف الدولي وفي الصندوق بعدم مطالبة الحكومة المصرية من الاقتراب من الدعم في الوقت الحالي!! وعلينا وضع ألف خط تحت عبارة الوقت الحالي، فهذه المؤسسات الاستعمارية تنتظر فرصة مواتية، ولا تقبل بالخراب بديلا، والدول التي تحررت منه نجحت وتقدمت واحتلت مكانة مرموقة. وأعرب عن أمله في أن تجد السلطات المصرية طريقة مثالية (طبعا من وجهة نظره) لتطبيق نظام دعم يضمن وصوله لمستحيقه!!. ومستحقيه كانوا وما زالوا على شاكلة هشام طلعت مصطفى وسميح ساويرس اللذين حصلا على ملايين الأمتار المربعة للإسكان الفاخر بما يشبه المجان بينما الغالبية العظمى تعيش في مساكن لا تليق بالحياة الآدمية؛ وتتوزع على أحياء فقيرة وعشوائيات وتزاحم الموتى 'حياتهم' في المقابر والمدافن.


ويسترسل شعلان في المغريات فيقول: 'أنه على الرغم من أن الحكومة المصرية لم تقبل القرض الذي وافق عليه الصندوق فإن قيمة هذا القرض وهي ثلاثة مليارات دولار موضوعة تحت تصرف مصر للتصرف فيها في أي وقت تشاء' ويراهن شعلان أن تعود معدلات الاستثمار إلى ما كانت عليه مع زوال هذه الحالة (يعني حالة الثورة) وقال من المتوقع أن تتعداها' هل لهذا تم تسليم إدارة اقتصاد الثورة لأصدقاء المصرف الدولي وصندوق النقد الدولى، وأنصار قطع الدعم عن مستحقيه الفقراء؟، ولتبقى المعالجة الجذرية لقضايا العدالة الاجتماعية ليست في وارد من يديرون اقتصاد الثورة.
وبين نار التمويل الخارجي؛ العربي والغربي، واستمرار القبول بضغوط المؤسسات المالية الأمريكية يتم العمل على حصار الثورة وخنقها وإجهاضها واستغلال المناخ الحالي لنشر ثقافة التقسيم والتفتيت، وهو ما يجب مقاومته بكل ما يملك الشعب من قوة وقدرة على التصدي والتماسك والوحدة!!

' كاتب من مصر يقيم في لندن




-----------------------

الجيش المصري في مأزق بسبب محاكمة مبارك وسط شكوك شعبية في امكانية تنفيذ العقوبات بحقه

2011-07-29




السويس من ادموند بلير:


تتدلى دمية من عامود للإنارة تعبر عن المصير الذي يتمناه بعض المحتجين في مدينة السويس المصرية للرئيس السابق حسني مبارك لكنهم لا يصدقون أن الجيش سيسمح بحدوث هذا لقائده السابق.
يقول محمد محمود (33 عاما) وهو منسق لإحدى الحركات الشبابية في السويس والتي كانت واحدة من النقاط الاكثر عنفا في الثورة التي أطاحت بمبارك 'انطباعنا الآن هو أنه لايزال هناك من يحمي مبارك ربما المجلس الأعلى للقوات المسلحة او جهة خارجية. بعض الدول مازالت تحميه.'


بعد أن تحدث بقليل خرج عشرات المحتجين في مسيرة مرت من أمام مقر الشرطة المحترق بالسويس واتجهوا الى ثكنات عسكرية وهم يرددون شعارات مناهضة للجيش تتهمه بالتباطؤ. وأغلقت الأسلاك الشائكة ومركبات الجيش الطريق المؤدي اليها.
ومن المقرر ان تبدأ محاكمة مبارك في الثالث من اغسطس آب مما يضع الجيش في موقف حرج. ويرى محللون أن المجلس العسكري يقع تحت ضغط من المحتجين الذين يطالبون بمحاسبة الرئيس السابق ومن ناحية أخرى يتعرض لضغوط من دول خليجية محافظة تحث مصر سرا على الا تهين حليفا سابقا لأن هذا قد يمثل سابقة خطيرة لحكام تلك الدول.
ويعترف ضباط في أحاديث خاصة بأن الجيش ليست لديه رغبة في محاكمة القائد العسكري السابق الذي تقلد الأوسمة والنياشين وقاد القوات الجوية المصرية في حرب عام 1973 ضد اسرائيل. غير أن العسكريين يؤكدون في تصريحاتهم العلنية أنهم لا ينحازون الى جانب على حساب الآخر وان الأمر في أيدي القضاء.


وبغض النظر عن عدم ارتياح الجيش فإن مصير مبارك سيأتي في مرتبة تالية لهدف حماية سمعة الجيش وتأمين دوره المستقبلي والذي ربما ينطوي على حضور له على هامش الحياة السياسية مثلما فعل الجيش في تركيا لسنوات.
وقال شادي حامد من مركز بروكينجز الدوحة ان الجيش 'لن يحمي مبارك لأن الحفاظ على كيان ومؤسسة الجيش أهم. أعتقد أنه اذا كان هذا يعني إلقاء مبارك تحت حافلة فإنه لن يتردد في هذا.'
وأضاف 'السؤال هو: هل هذا شيء هو مضطر للقيام به او يشعر بالحاجة الى القيام به في هذه المرحلة؟ أعتقد أن هذا الأمر لم يحسم بعد.'
وربما تكون هناك سبل لتقليل حجم الإهانة امام الجماهير مع السماح باستمرار العملية القضائية.
ويقيم مبارك (83 عاما) في مستشفى شرم الشيخ الدولي منذ نيسان/ابريل حين تم استجوابه للمرة الأولى. ولم ينقل الى سجن بالقاهرة حيث يحتجز ابناه ومسؤولون سابقون آخرون لأسباب صحية.
ومن الممكن استغلال مرضه حتى يتجنب المثول امام المحكمة. ويعتبر الكثير من المصريين أن مرضه حيلة تستخدم لحمايته.
ويقول محمود المحتج من السويس إن الجيش ربما تكون لديه خطة أخرى. وأضاف 'إنهم يريدون أن يضيعوا الوقت الى أن يموت. هذه هي اللعبة.'


واذا أدين بالضلوع في قتل المحتجين وهي أخطر تهمة يواجهها مبارك فقد يصدر حكم بإعدامه.
وعلى الرغم من أن محتجين في ميدان التحرير بالقاهرة او ميدان الأربعين في وسط السويس قد ينادون بإعدامه في هتافاتهم فإنه ليس بالضرورة أن يكون هناك إجماع بين المصريين على هذه الرغبة.
لكن حتى اذا كان هناك كثيرون لا يريدون له الموت فإنهم يريدونه أن يتحمل مسؤولية ما يعتبرونه إساءة لاستغلال السلطة خلال حكمه الذي استمر 30 عاما. وهم يتهمونه بسحق المعارضين والسماح لحلفائه ونخبة تتمتع بالحظوة بالتصرف وكأنهم فوق القانون.
ويتبنى هذه الآراء كثيرون ممن يعيشون في البلدة التي ينتمي لها مبارك بدلتا النيل.
يقول فتحي راضي (52 عاما) وهو إداري بمدرسة بينما كان يرعى زراعات في بلدة كفر المصيلحة 'سيحاكمونه كأي أحد آخر لأن الثوار يقولون إنه اذا لم تتم محاكمته فإنهم سيطيحون بالجيش. لابد من العدالة.'


لكن هناك البعض في بلدته وأجزاء أخرى من مصر ممن يشككون في الحاجة الى محاكمته. ويقولون إن الجيش يرضخ لضغوط من المحتجين في ميدان التحرير بالقاهرة الذين يتسببون في استمرار الاضطراب الاقتصادي الذي يضر بالمصريين.
وقال سعيد عبد العزيز (36 عاما) الذي يعمل في إدارة المحافظة لكنه يكوي الملابس كعمل إضافي في الشارع الذي كان مبارك يعيش فيه ذات يوم 'اذا طلب الناس هذا فإنهم سيحاكمونه. لكن هؤلاء (المحتجين) لا يفهمون. يجب أن يعمل الناس. إنهم يسببون المشاكل للبلاد.'


وفي حين يضغط المحتجون على الجيش لمحاكمة مبارك فإن دولا عربية وخاصة دول الخليج التي تعهدت بتقديم مليارات الدولارات من المساعدات لمصر تحث المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الا يحدث سابقة تسبب حالة من عدم الارتياح في المنطقة.
يقول كمران بخاري المحلل في مؤسسة ستراتفور لتحليل معلومات المخابرات العالمية 'ما يحدث في مصر تكون له أصداء في أنحاء المنطقة... دول الخليج تعلم هذا وهي تريد أن تتمكن من السيطرة على هذه النزعات.'
وقال مسؤول مصري طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع إن دول الخليج أوضحت أنها ترفض محاكمة مبارك.
وأشار الى ضغوط من السعودية التي قدمت مساعدات مالية سخية لإسكات اي شكاوى بين مواطنيها وأرسلت قوات في إطار قوة خليجية الى البحرين حين تحدى محتجون الملكية هناك.


ورفض سفير الكويت بالقاهرة رشيد حمد الحمد فكرة وجود اي سياسية خليجية رسمية لمنع محاكمة مبارك. لكنه قال إن هناك مواطنين في الخليج لا يريدون أن يروا اي رئيس في وضع كهذا.
وكان مبارك ثاني رئيس عربي يسقط بعد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. لكنه الأول الذي سيحاكم في وطنه. وفر بن علي الى السعودية وتمت محاكمته غيابيا.
وفي حين أن دول الخليج تمارس نفوذا من خلال خزائنها الممتلئة فإن من غير المرجح أن تمارس هذا النوع من الضغط لمنع محاكمة مبارك اذا كان سيغرق مصر في مزيد من الاضطراب السياسي في الوقت الذي تكافح فيه في مواجهة اقتصادها المتعثر.
وقال بخاري 'سيضغطون ويواصلون الضغط ولكن بقدر.'


القدس العربى

30/7/2011

Post: #16
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-01-2011, 06:32 AM
Parent: #15

ضد التمويل الأجنبي
عبد الحليم قنديل
2011-07-31



لاحظ المراقبون حدة رد حركة 'كفاية' على ادعاءات اللواء حسن الرويني عضو المجلس العسكري الحاكم في مصر، قال الرويني: أن كلمة 'كفاية' تعني Enough باللغة الإنجليزية، وهو ما يعني ـ حسب كلام الرويني ـ أن حركة كفاية غير مصرية، وردت كفاية باتهام كلام الرويني بالبلاهة والسخافة، وبادرت بتقديم بلاغ ضده إلى النائب العام حمل رقم 9244/2011، وجرى تحويل البلاغ إلى النيابة العسكرية للتحقيق مع الرويني بوصفه عسكريا، وإعادة التحقيق إلى مكتب النائب العام تمهيدا لإحالته إلى محاكم الجنايات بتهمة السب والقذف بلا دليل ولا شبه دليل، وبلا قرينة ولا شبهة قرينة.


حزم حركة كفاية في الرد على الرويني له أسباب مفهومة، فسقطة الرويني تسيء إلى حركة كفاية التي هي قطعة من شرف الشعب المصري، وطريقته في التدليل بدت غاية في السذاجة، فليس لديه من دليل سوى أن كلمة كفاية تساوي كلمة Enough، وياله من دليل، ينافس به الرويني أطفال مدارس الروضة في مدى المعرفة البدائية باللغة الإنجليزية، فقد لايعرف الرويني أن كلمة جيش تساوي كلمة Army في اللغة الإنجليزية، وهذا لايعني ـ لاسمح الله ـ أن الجيش المصري غير مصري، فهذا كله عبث طفولي، ولا يليق بجنرال يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية المركزية، عينه المخلوع مبارك في منصبه، وكان مشغولا بأداء التحية العسكرية لمبارك ومن يليه، في الوقت الذي كانت 'كفاية' فيه تخوض حربها الطويلة ضد نظام الديكتاتور، وتضم إلى عملها آلاف القادة الوطنيين من كافة الاتجاهات والمدارس الفكرية والسياسية، والذين تعرضوا لصنوف شتى من التنكيل والترويع والتجويع والسجن بأحكام عسكرية.


ومبعث غضب كفاية ليس ـ فقط ـ كلام الرويني المستخف المثير للسخرية، بل لأن الرويني ذكره في سياق حديث تليفزيوني عن التمويل الأجنبي، واتهام لبعض شباب حركة 6 إبريل، ثم ذكر العبارة إياها عن حركة كفــــاية، وهو ما قد يوحي للمشاهد أو السامع بامتداد الاتهام إلى حركة كفاية، وهنا موضع الخطأ ـ بل الخطيئة ـ في كلام الجنرال، والسبب في وصف هذا الكلام بالخطيئة معروف جدا، فالقــــاصي والداني يعلم موقف حركة كفاية من التمويل الأجنبي، فهي أكـــثر الجماعات الوطنية المصرية حزما وتشددا في رفض التمويل الأجنبـــي، وتحت أي عنوان، ومن وراء أي لافتة، وإلى حد أن جعلت رفض التـــمويل الأجنبي من جملة مبادئها الأساسية الكبرى، ورسمت على أساس الرفض الثابت خطط بنائها التنظيمي، وعلاقـــاتها مع الغــــير، وسلاسل بياناتها الموجهة إلى الرأي العام، وأقامت بينها وبين الجهات الممولة أجنبيا ـ أو المتسامحة مع التمويل ـ سورا صينيا فاصلا.


وموقف كفاية ضد التمويل الأجنبي غاية في المبدئية، وليس انتقائيا بحسب الظروف والأحوال، وقد شرفت بالمشاركة في تأسيس حركة كفاية، وشغل مواقع قيادية وأمامية فيها حتى الآن، وبدأت ـ قبل تأسيس كفاية ـ أوسع حملة إبادة صحفية ضد مبارك ونظامه وعائلته، بدأت الحملة المتصلة منذ أواسط العام 2000، قبلها كانت حملتي الصحفية ضد وباء التمويل الأجنبي، وهي ظاهرة ملازمة لعصر مبارك، والذي تفككت فيه حصانة الاستقلال الوطني، وتحول الاقتصاد إلى اقتصاد ريع أو اقتصاد تسول، ولعبت فيه المعونة الأمريكية الرسمية أخطر الأدوار، وبالتوازي مع تجريف الأساس الانتاجي للاقتصاد.


وتنفيذ روشتة صندوق النقد والبنك الدوليين في 'التكييف الهيكلي'، كان التمويل الرسمي ـ بالمعونة الأمريكية ومعونات الاتحاد الأوروبي ـ يعيد رسم صورة الاقتصاد، ويخلق طائفة من مليارديرات المعونة، تداخلت أدوارها مع مليارديرات الفساد البيروقراطي، وخلقت حكومة لصوص من حول عائلة الحكم، وهي العائلة التي درجت هي الأخرى على عادة التسول من عائلات الخليج، وفي السياق الموازي، كانت تدفقات التمويل الأجنبي غير الرسمي تؤثر بشدة، وتسحب من رصيد الحركة الوطنية المصرية إلى خانة التكيف مع الأمريكيين والسياسة الغربية عموما، وتكاثرت الجهات الممولة أجنبيا كالفطر على سطح المجتمع المصري، وتحولت السفارة الأمريكية بالقاهرة إلى مهبط الوحي التمويلي، وتضخمت أجهزة المعونة الأمريكية، وتشعب عملها، فضلا عن مؤسسات تمويل غير حكومية في ظاهرها كمؤسسة فورد وغيرها، كذا عملت سفارات أوروبية عديدة، ومؤسسات تمويل مرتبطة بأجهزة مخابرات، وكلها صنعت في مصر ما أسميته ذات مرة ب 'الرأسمالية الحقوقية'، فقد هجر كثير من النشطاء اليساريين أحزابهم العلنية والسرية إلى خانة منظمات حقوق الإنسان، تركوا حلم تغيير أحوال العالم إلى حلم تغيير أحوالهم الشخصية، بدت الهجرة مغرية، فهي تتم من وراء واجهات براقة، ثم أنها تنتهي ـ في غضون شهور ـ إلى ترقيات طبقية مفاجئة، تحولهم من سكان عشش إلى سكان قصور، وسرعان ما تحولت الحكاية إلى حرفة، فيها المعلمون وفيها الصبيان، وفيها عائلات احتكارية على طريقة أحمد عز، وفيها تفاهم موصول مع أجهزة الأمن، وفيها حسبة مصالح قائمة على تبادل المنافع والخيرات الآثمة، وفي المحصلة: جرى تجنـــيد طبقة واسعة من المثقفين والأكاديميين، بعضهم عمل مع نظام الرئيس المخـــــلوع، وآخرون بالقرب منه، وطائفة ثالثة على مسافة ابتعاد، وإن كان الكل على صلة اقتراب ملحوظ من أولويات 'القيم' الأمريكية، وبأثر من ' التكييف الهيكلي ' للعقل والسياسة على طريقة التمـــــويل الأجنبي، وهذا يفسر ما جـــرى في رحلة كفاح السنوات الطويلة ضد نظام مــــبارك، فلم يشارك هؤلاء أبدا في مظاهرات كفاية وأخـــواتها، ولا في مظاهرات جمــــاعات الشباب بعد انتفاضة 6 إبريل 2008، وظلوا دائما في المناطق الآمنة،

وباستثناءات محدودة جدا تؤكد القاعدة ولا تنفيها.
وإلى أن اشتعلت وانتصرت الثورة الشعبية المصرية، فلم يكن للجماعات الممولة أجنبيا من دور في ثورة ذات طبيعة وطنية خالصة، وفوجئت بها واشنطن التي أنفقت 60 مليار دولار معونة على نظام سقط، وأنفقت مليارات أخرى في التمويل الأجنبي غير الرسمي، ثم هاهي تتذكر الآن أصدقاءها وتستدعيهم، تزيد لهم في تدفقات التمويل، وتتعمد إعلانها رسميا، وتستنفر أصدقائها المحميين إلى الآن من داخل النظام القديم نفسه، وتعيد تجميع قواتها في خطة احتواء شاملة للثورة، تريد التأثير بالخض والرج والتخويف في صفوف المجلس العسكري الحاكم، وتريد تنمية اتجاهات 'ليبرالية ' متأمركة، وتستعين بتدفقات المال السعودي والخليجي في ترويض القوى الإسلامية، وتعلن عن حوار سياسي مع جماعة الإخوان المسلمين، والهدف معروف، والعنوان مزدوج، طرفاه حرية السوق وثقـــــافة السلام، وتحويل شريعة الإسلام إلى شريعة سوق، والأولوية ـ بالطــــبع ـ لتقديس ما يسمى معاهدة السلام مع إسرائيل، وتحريم الاقتراب منها بالجرح أو بالتعديل، وبأثر من التدفق المحموم للمال السياسي، ومن وراء أقنعة داخلية، في صورة صحف وفضائيات وأحزاب ومرشحين محتملين للرئاسة، وبهدف احتواء الثورة وتدجينها وحجز تطورها الوطني والاجتماعي والديمقراطي المهدد للمصالح الأمريكية والإسرائيلية.

' كاتب مصري


-----------------

حملة من ثلاث نساء ضد مبارك.. ومريم فخر الدين تحمله مسؤولية اغتيال السادات وتحية كاريوكا رفضت ترك مكانها للسلام عليه
حسنين كروم
2011-07-31




القاهرة - 'القدس العربي'

اختار إيه، ولا إيه، لأشير إليه في مقدمة التقرير عن أبرز الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، لأنها ازدحمت بالكثير والكثير، من الهام والخطير، مثل الخلافات والمعارك التي اندلعت بسبب الوجود الكثيف للجماعات السلفية والجهادية يوم الجمعة في ميدان التحرير، وعدم التزامهم بالاتفاق الذي وقعوه مع كل القوى الأخرى بمن فيهم الإخوان، ورفع بعضهم علم المملكة العربية السعودية، وعلم القاعدة الأسود، وقالت عنه 'الدستور' أمس في تحقيق لزميلتينا منة شرف الدين، وريا نور الدين: 'اللافتات كبيرة الحجم وأعلام المملكة السعودية، والرايات السوداء الموحدة التي حملها السلفيون، لم تظهر بعفوية في الميدان، كل ذلك يحتاج بطبيعة الحال إلى 'جيوب تنفق' حتى يتهيأ الميدان لحناجر تهتف 'إسلامية إسلامية'، ليس تشكيكاً تطوعيا، بقدر ما هو محاولة للفهم، بإعادة انتاج أسئلتهم 'التشكيكية' لباقي القوى والحركات السياسية، من أين لكم هذا؟ كانت إجاباتهم حاضرة عن سؤالهم نفسه: الليبراليون 'يمولون من أمريكا' فهل يقبلون إجابة البعض عن السؤال ذاته: 'السلفيون يمولون من السعودية'، أعداد كبيرة من الاتوبيسات التي أقلت السلفيين من مختلف محافظات الجمهورية، قدرها البعض بأكثر من 1200 أتوبيس، احتلت المساحة من 'غاردن سيتي وحتى بولاق أبو العلا'، ربما تفسرها تلك اللافتات التي انتشرت في عدد من المحافظات في مقدمتها الإسكندرية، تروج الى تنظيم ما وصفوها بـ'رحلات مجانبة' إلى ميدان التحرير، وبتقدير مبدئي لتكلفة النقل فقط، ليس بند النقل وحده، لكن زجاجات مياه معدنية باردة، كانت تلقى على ضيوف الميدان من السلفيين، بلا عدد'.


وتبرأ الإخوان المسلمون من عدم التزام السلفيين بالاتفاق على توحيد الشعارات والمطالب، وقد أثار مشهد السلفيين الرعب في قلوب الكثيرين، ولكنني اعتقد ان النظر الى الناحية الايجابية للمشهد ضروري، فهذا حق للسلفيين، بالإضافة إلى انهم انصرفوا دون ان يحدث أي احتكاك أو اعتداء منهم على الآخرين، وتقديري ايضا انهم سوف يخسرون كثيرا مثلما خسروا بسبب قطع أذن المواطن القبطي، وغزوة الصناديق للشيخ حسين يعقوب ونصيحة الشيخ الحويني بالتغلب على الأزمة الاقتصادية بالجهاد والغزو وسبي نساء العدو وبيعهن، خاصة وأن سوء حظهم انه في نفس اليوم الجمعة ـ تعرضت العريش الى هجمات إرهابية من تنظيم ديني يضم مصريين وفلسطينيين ورفعوا شعار لا إله إلا الله مصر إسلامية، واستشهاد خمسة من بينهم ضابط جيش وضابط شرطة. ومن الأخبار الهامة إعلان بدء شهر رمضان اليوم - الاثنين - والإعلان عن إعداد قاعة في أكاديمية الشرطة لمحاكمة مبارك وولديه، والارتباط بين ياميش رمضان ومحاكمة مبارك التقطها زميلنا الخبيث بـ'أخبار اليوم' الرسام هاني شمس، فكان رسمه عن بائع ياميش، وفي محله أجولة بلح من نوع الثورة، والفلول وطرة، وبجانبهم قفص فيه بلح مبارك، وأمامه زوج وزوجته يضحكان وهو يقول لهما مشيرا الى بلح مبارك: - حطينا كل نوع في شوال لوحده، ماعدا النوع ده، حطيناه في القفص.


أما زميلنا بـ'الأخبار' خفيف الظل هشام مبارك فقد واصل محاولاته لينفي عن نفسه شبهة التحيز لمبارك بسبب تشابه الأسماء فقال أمس: 'كان أحد الأمراء بدون ملابس ومع ذلك أوهمته بطانته أنه يرتدي أحلى الثياب فصدق الرجل انه كذلك، وصدق الناس ان أميرهم هو أشيك رجل في العالم ثم فجأة شق طفل صغير الصفوف من ميدان التحرير ليصيح : أميرنا عريان! فبدأ الكل ينتبه للحقيقة المرة أن الأمير بلبوص كما ولدته أمه وأفاق الرجل بعد فوات الأوان ليجد نفسه في قفص المحكمة بتهمة فعل فاضح في الطريق العام! ليت أمير مصر القادم لا يصدق بطانته ولا صحافته!'.
ونشرت الصحف عن زيارة وفد من منظمات المجتمع المدني سجن طرة للتأكد من عدم تمتع مساجين قادة النظام السابق بأي امتيازات.
وإلى بعض ما لدينا، وبسبب بدء شهر الصيام ننحاز لإخواننا السلفيين بالبدء بهم، وغدا سنخصص مساحات لا بأس بها للمعركة المشتعلة مع المجلس العسكري، وأشياء أخرى عن مبارك:

معارك السلفيين: 'السلفي
ده اللي ماشي مع الصحابة'!

ونبدأ بإخواننا السلفيين، ومعاركهم وهي عديدة ومتنوعة، فمثلا جريدة 'الأحرار' نشرت يوم الاثنين الماضي حديثا مع الشيخ فوزي السعيد الذي أمضى في السجن ثلاث سنوات في قضية تنظيم الوعد، أجراه معه زميلنا عبده امبابي، وقال فيه عن السلفيين: 'التيارات السلفية هذه كثيرة جداً وكلهم يزعم السلفية السلفي ده اللي ماشي مع الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أو كما قال 'كل ما سلف' من الحق، فهل التيار السلفي واحد؟
لا فقد كان يحاربنا شيء من هؤلاء المزعومين الذين يسمون أنفسهم سلفيين، كانوا هم المحاربين لنا بالدرجة الأولى مع أمن الدولة وهم جنود أمن الدولة وأول جنود أمن الدولة كانوا أناسا يلتحون ويسمون أنفسهم بالسلفيين، ويعتبرون أنفسهم أنهم هم السلفيون ويحفظون من الآيات والأحاديث والناس يظنونهم سلفيين وما هي بسلفيين وهؤلاء هم الذين حزنوا جدا وقالوا إن الثورة هذه بنت زنى يعني لم تكن شرعية قالوا كيف الخروج على الحاكم، دول عايشين في ضلالات كثيرة جدا، نحن نعلم أن هذا الرجل طاغوت ليه؟ أحل الحرام وحرم الحلال وغيب شرائع الله عز وجل وقهر المسلمين وحكم شرائع الكفر في أعراضهم وأبضاعهم في كل شيء لماذا تريد من رجل فعل هذا؟
يبقى تيار آخر اسمه السلفي، لكنه ضدنا تماماً والأسماء معروفة والأشكال معروفة، جنود أمن الدولة حريفة في اصطياد مثل هؤلاء الجنود من المشايخ، يجدونه يسيل لعابه على شيء من الدنيا مثل السلطة والمال إن استطاع فهؤلاء يوظفونه توظيفاً إبليسياً في خدمة مصالحهم فيتكلم بالدين لأنه من جلدتنا، ويتكلم بألسنتنا.
وهو ده اللي كان بيطلع ويحاربنا ويسمى تيار سلفي وده اللي عمل لنا الفضيحة في الفترة الأخيرة والناس لا تعرف، والناس عموما، وحتى الصحافيون لا يعرفون أن التيار السلفي ليس تياراً واحدا حتى التيار المحترم برضه مش درجة واحدة يعني ذكر الأسماء مهم جدا، ولكنني لن أستطيع فذكر الأسماء أحسن بيان يبين ولكن لن استطيع. أن واحدا من التيار السلفي ومن الدكاترة وهو رجل عابد وزاهد ثم يصنف الكتب في تحريم هذه الثورة ما هذا؟
فالبلاد سرقت ونهبت والشريعة مغيبة والعباد طردت وقطعت أرزاق الناس وسجن عباد الله الصالحون وكل ده لسه هاتقول خروج؟ ويسمي نفسه سلفي!'.
صحيح، كله كوم، ووصف الثورة بأنها بنت زنى، كوم آخر، والزاني - اي من مارسوا الثورة وأنجبوا منها لابد من رجمهم،. أو جلدهم حسب الحالة، هذا، والله أعلم.

السلفيون يفاوضون اسر الشهداء

وفي 'المصور' أخذنا زميلنا محمد رسلان إلى الإسكندرية وتحقيقه المثير عن الاعيب بعض السلفيين، لإقناع أسر الشهداء بقبول الدية، فقال: 'أحمد رمضان والد الشهيد 'محمد' يكشف أن شيخاً سلفياً يدعى 'خميس' عرض عليه التنازل عن دم ابنه والقضية مقابل أموال، يقول رمضان إن الشيخ ادعى أنه أحد أعضاء اللجان الشعبية بالإسكندرية وأن الجيش كلفهم بعودة الأمن للبلد وعرض عليه التنازل مقابل 'شقة وخمسين ألف جنيه' فكان ردي إننا لا نبحث عن المال، ولكن نريد حق ابني، فقال سيتصل بك لواء من الجيش وأخذ رقم التليفون وانصرف. وبعد يومين اتصل بي الشيخ السلفي عطية عبدالسلام إمام وخطيب مسجد المعمورة لذات الموضوع فقلت له كيف ترسل لي واحدا يساومني على دم ابني قال ستأخذ ربع مليون جنيه لشراء شقة وتتنازل عن الحق المدني والجنائي ليس لنا علاقة به فرفضت.
كما عقد الشيخ ياسر برهامي لقاء في مسجد التقوى وجمع أهالي الشهداء في منطقة الرمل وقال لهم الدية خمسمائة ألف جنيه وممكن يصل المبلغ إلى مليون جنيه ستشارك فيه الداخلية بمبلغ خمسين ألف جنيه ورجال الأعمال بخمسين ألف جنيه ولكن لم يصل اللقاء إلى شيء.
وأضاف أن رجال الأعمال قسموا أهالي الشهداء إلى مجموعتين وأهدوهم رحلة عمرة وبالفعل توجهوا لأدائها وبرفقتهم الشيخ خالد عبد العزيز من دار الافتاء بالمنطقة الأزهرية بسموحة والذي أكد لنا أن مرافقته لنا لتعريفنا بمناسك العمرة إلا أنه بدأ ينفرد بكل والد شهيد على حدة لمعرفة ظروفه ومدى احتياجه للمال وقابليته للتنازل، وأحضر طبيبا يعمل بالسعودية بدعوى أنه شقيقه وأعطى كل أسرة شهيد مبلغا يتراوح ما بين ألف ريال وألف وخمسمائة ريال حسب علامة وضعها الشيخ خالد امام اسم كل شهيد حيث اعتمد علامة 'x' واحدة بألف ريال وعلامتي 'xx' بألف وخمسمائة ريال وتعني أنه على استعداد للتنازل.

أسر الشهداء تتعرض لضغوط

وتقول والدة الشهيد أحمد عادل إن الشيخ خالد عبد العزيز اتصل بنا لإبعادنا عن أهالي الشهداء حتى يتمكن من السيطرة عليهم وإقناعهم بالتنازل، وقال لوالد الشهيد أنت غير محتاج فأترك الغلابة يسترزقون لكن والد الشهيد رفض ذلك مؤكدا أنهم يريدون القصاص العادل، فقال الشيخ خالد الفدية حلال فرد عليه لكن القتل العمد بقرار حرام لأنه تنفيذ حكم الإعدام في الأطفال بدون ذنب.
الأكثر من ذلك كما تقول والدة الشهيد أحمد عادل إن المحامي محمد نصرت والعميد خالد شلبي بمديرية أمن الإسكندرية والشيخ خالد عبد العزيز يقومون بالتفاوض مع أهالي الشهداء من أجل التنازل مركزين على ضرورة تغيير الأقوال.
ومن طرائف الضغوط أن والدة الشهيد أيمن عادل حسين حصلت على شقة من أحد المقاولين وتم إعطاؤها خمسين ألف جنيه كما حصل كل منهما على تليفزيون وأجهزة كهربائية.
الضغوط ليست فقط بالمال وإنما بالبلطجية، فكما تقول والدة الشهيد محمد مصطفى عبده وبعد رفضنا للتنازل قام بلطجية بالاعتداء على ورشة والد الشهيد وقاموا بتكسيرها والاستيلاء على محتوياتها لكنني تحملت ويكفي أن ابني كان طالبا بكلية التجارة في الفرقة الثانية وأطلق عميد الكلية الدكتور سعيد عبد العزيز اسمه على ملاعب الكلية وأحد المدرجات.
ويقول والد الشهيد أحمد عبد اللطيف إن الشيخ ياسر برهامي عرض علينا التنازل مقابل خمسمائة وخمسين ألف جنيه عن الحق المدني بدعوى أنه مكلف من الجيش واللواء نبيل فهمي قائد المنطقة الشمالية العسكرية.
من جانبه نفى الدكتور ياسر برهامي القطب السلفي بالإسكندرية أن يكون العرض الذي تقدم به لأهالي الشهداء موجها لصالح أي جهة وأنه قام متطوعا بذلك بناء على دعوة بعض العقلاء الذين رغبوا في إنهاء هذه القضية عن طريق الشرع إذا ما قبل أهالي الشهداء بغية الاستقرار وما ينتج عنها من جرائم للثأر حيث توجد خبرة سابقة لدينا في حل مثل هذه المشاكل بين القبائل والعائلات، وأن الأصل إلى الحكم الشرعي إذا ثبت بالبينة على أحد أنه قتل فأهل القتيل مخيرون إما بالقصاص أو بقبول الدية والتي تتراوح ما بين خمسمائة وخمسين ألفا وستمائة ألف جنيه وهي ما يوازي مائة ناقة أو ألف دينار ذهبا أي أربعة وربع كيلو ذهب'.
المهم في الأمر، أن مجلس الوزراء قرر التصدي لمحاولات دفع أسر الشهداء للتنازل عن القضايا، ولا نعرف كيف سيتم التصرف مع هؤلاء السلفيين.

الإخوان: خلافات
محمد حبيب ومحمد بديع

ومن معارك السلفيين بعضهم مع البعض، إلى معارك الإخوان، حيث نشرت 'الأخبار' يوم الاثنين الماضي حديثا مع صديقنا النائب الأول السابق لمرشد الإخوان الدكتور محمد السيد حبيب أجراه معه زميلنا محمد مصطفى، قال فيه عن خلافاته مع المرشد الحالي الدكتور محمد بديع:'أولا أنا لم أخضع للتحقيق في الجماعة على الإطلاق، والحقيقة أن أعضاء لجنة التحقيق اتصلوا بي، وطلبوا لقائي، لكنني رفضت تماما، وقلت لهم: أنا لا ألتقي بلجان فاقدة للصلاحية وفاقدة للسلطات، وهذا ليس معناه انني فوق المساءلة أو النقد، بل على العكس، فأنا طالما طالبت بتشكيل لجنة قانونية مستقلة استقلالا كاملا عن المنظومة الإدارية والشورية في الجماعة، يكون دورها التحقيق في المسائل الخلافية في عمل الإخوان، فماذا لو نشأت مشكلة بين أخ في الصف مع عضو مكتب إرشاد، فمن سيحكم فيها؟
وكيف تفصل في النزاع لجنة تتبع مكتب الإرشاد؟ وماذا لو كان الخلاف مع المرشد العام نفسه؟ فمن سيحاسب من؟
وكنت دائما أتساءل: هل هناك هيئة تضع المرشد نفسه تحت المساءلة؟
خلاصة الأمر، أنه عندما اتصل بي أعضاء اللجنة، رفضت الخضوع للتحقيق نهائيا، فقالوا لي: بلاش تحقيق، احنا جايين نشرت شاي فرحبت بهم، وفي هذا اللقاء طلبوا مني مبايعة الدكتور محمد بديع.قلت لهم إن مسألة البيعة مرهونة عندي بلجنة تقصي الحقائق التي طالبت بتشكيلها عام 2009 حول ملابسات انتخاب المرشد العام من حيث توقيت انتخابات المرشد وكيفية إجرائها، فقد كان لي اجتهادي في تفسير اللائحة بينما كان هناك فريق آخر له اجتهاد آخر، ووقتها طالبت بتشكيل لجنة قانونية مستقلة تجتمع لتفسير اللائحة بحيث يكون تفسيرها ملزما للجميع، واقترحت أن يتم تشكيل تلك اللجنة من المستشار طارق البشري والمستشار كمال عبد العزيز والمستشار فتحي لاشين، لكن ذلك لم يحدث وأصدر لهم المستشار فتحي لاشين فتوى بصحة انعقاد الانتخابات حينها، ورغم عوار هذه الفتوى من وجهة نظري لم اثر أية مشكلة، وكان ذلك آخر عهدي بهم.
والحقيقة أن هذه اللجنة جاءتني بعرض محدد، وهو أن أعلن البيعة للدكتور محمد بديع مرشدا عاما للإخوان - بموجب الانتخابات التي أعتقد انها غير صحيحة - وفي المقابل يتم تصعيدي لعضوية مكتب الإرشاد على أحد المقاعد التي ستخلو بخروج د. محمد مرسي ود. عصام العريان ود. محمد الكتاتني الذين انتقلوا لقيادة حزب 'الحرية والعدالة'، باعتباري حصلت في الانتخابات الماضية على أعلى الأصوات من بين غير الناجحين، وبنسبة تتعدى 40 % من الأصوات، أي أن العرض بوضوح هو: إعلان البيعة، مقابل عضوية مكتب الإرشاد، وأنا رفضت ذلك.

مبادئ الحزب
التي تجذب الاعضاء

عند هذا الحد قالوا لي: نحن نحتاج لاتخاذ قرار، فقلت لهم: اكتبوا أنني غير راغب في تولي اي موقع قيادي داخل الجماعة، واعتذر عن عضوية مجلس شورى الجماعة، ومجلس الشورى العالمي، واكتفي بأن أكون فردا عادياً داخل الجماعة، فأنا الذي أمليت هذه الصيغة التي خرج بها القرار، وبالتالي لست غاضبا منها.
مبدئيا، هناك قيادة للجماعة الآن علينا احترامها، سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، ويجمعنا بالجميع، رفقاء درب وإخوة وتلاميذ ومحبين، مشاعر الود والمحبة والتقدير، لكن بالتأكيد قيادات الجماعة في الماضي كانوا أكثر انفتاحا ومرونة وعلما وفقها ورؤية من القيادات الحالية، والأستاذ البنا نفسه كان قائدا ملهماً متطورا فذا وكان سابقا لعصره بنصف قرن على الأقل، حتى محبيه ومريديه وتلامذته لن يتكرروا.
وسئل، لماذا اخترت الانضمام لحزب النهضة تحديدا؟
فقال: ما حفزني للانضمام للحزب مجموعة أمور أبرزها أن الحزب يضع على رأس أولوياته مسألة العلم، وأن تعتمد مصر على العلم في طريقها للنهضة، والأخذ بالمنهج العلمي في كافة مجالات الحياة، سواء في التخطيط والإدارة والتنظيم والزراعة والطاقة والثقافة والإعلام وغيرها، فما أغرق مصر خلال النظام السابق عاملان متصلان ببعضهما البعض هما الاستبداد والتخلف، وعليه، فالحزب لاقى قبولا لما أؤمن به من ضرورة الأخذ بالعلم والبحث وتوطين التكنولوجيا.
والشق الثاني الذي جذبني لحزب النهضة هو الاهتمام بمسألة الروح المصرية التي ظهرت في 25 يناير، التي انتجت هذه الثورة والتي أسبغتها بإنسانيتها الرفيعة وقيمتها العظيمة والتي جعلت الشعب المصري سبيكة واحدة، تطبيقاً حقيقيا لمبدأ المواطنة بصرف النظر عن الأيديولوجيات والسن والدين، ويعتمد الحزب على هذه الروح المصرية المستمدة من قيمنا الأصيلة كشعب عريق متدين تتحدد هويته وفقاً للمادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الإسلام دين الدولة الرسمي وأن مبادىء الشريعة الإسلامية المرجع الرئيسي للتشريع، وأخيرا أعجبني أيضا في حزب النهضة التزامه بالنهج الديمقراطي داخل هياكل الحزب'.

معارك
الإسلاميين والعلمانيين

وإلى بعض المناوشات الخاصة بالإسلاميين وقام اثنان، كان أولهما متخصص في هذا الجانب وهو الطبيب خالد منتصر الذي قال يوم الثلاثاء في 'المصري اليوم': 'قام المناضل الداعية، زعيم الجماعة الإسلامية، عاصم عبد الماجد، بوعظنا وإعطائنا دروسا في الوطنية، ونصحنا بعدم تخريب البلد، وهدد كل من يريد بإحراق الوطن وإحداث فوضى سياسية وأمنية من العلمانيين بأنه لن يتركه أو يسمح له بالاستمرار! فمن الممكن ان يقول أي فرد في مصر هذا الكلام، ومن المسموح والطبيعي والشرعي أن يستنكر أي عابر سبيل إلا المهندس عاصم عبد الماجد، خطيب الجماعة الإسلامية المفوه، وذلك لسبب بسيط ######## جدا، وهو أن يده التي كانت تهدد وتتوعد ملوثة بدم مائة وثمانية عشر فردا مسلما، من بينهم ضباط شرطة وعساكر غلابة وفقراء كانوا يصلون صلاة عيد الأضحى بعد اغتيال الرئيس السادات بيومين فقط! والسؤال: من الذي كان يريد إحراق الوطن يا زعيم الجماعة؟ من الذي كان يريد إحداث الفوضى السياسية والأمنية؟ هل أنت من يتحدث الآن عن الفوضى الأمنية؟ من الذي كان يريد إحراق الوطن يا مناضلنا الفاضل؟ من يمشي في مظاهرة سلمية أم من كان معه 18 بندقية آلية وأربعون ألف جنيه؟! هل يعرف الجيل الجديد مصدر هذه الآلاف؟ إنها نتيجة فتوى باستحلال سرقة تجار الذهب المسيحيين، التي أصدرها مفتي الجماعة الذي تطالبون بالإفراج عنه حتى يعود لإنقاذ مصر من بلاد العم سام، ويستمر في مسلسل فتواه الدموية الرائعة؟

رسائل تكفيرية عبر التلفون

والثاني، كان زميلنا خفيف الظل ومتعدد القدرات جلال عامر الذي قال عنهم في 'الأهالي' يوم الأربعاء: 'الشيخ 'زغلول' واقف في البلكونة يكفر اللي رايح واللي جاي حتى الباعة الجائلين وبعد أن انتهى من تكفير جيرانه ومعارفه بدأ الرجل يرسل من تليفونه المحمول رسائل تكفير عشوائية للمصريين المقيمين في الداخل والخارج على ان يراعوا فروق التوقيت يقول فيها 'ابشر لقد وقع عليك الاختيار لتكون كافرا اعتبارا من صباح اليوم'، وأصبح الرجل مرشحا لقيادة عنبر الخطرين في مستشفى الأمراض العقلية، فمعظم المكفرين يعانون من متاعب جنسية تتحول الى كراهية تجاه المجتمع الذي نجح في انجابهم، يتحدثون عن النساء بأكثر من أطباء النساء وعن ملابسهن بأكثر من مصممي الموضة.
وقد حضر 'الضاني' إلينا في أحد أيام 'التشريق' وقدم لنا نفسه على انه رئيس جمعية تكفير المجتمع ومعه كشف بأسماء الكفار وطلب لهم 'إعانة كفر' فرفض أبي وأخبره أن الميزانية لا تسمح فاقترح 'الضاني' أن يبيع أمي كجارية وأختي كملك يمين على أساس انها مازالت مخطوبة وتضع الدبلة في يدها اليمين لكن أبي اعترض بشدة فاقترح 'الضاني' ان يفجر العمارة بعد أن ينام السكان فوعده ابي خيرا فهدأ 'الضاني'..'.

مبارك وأسرته ورجال نظامه: كل جيوب
العالم لم تكن تكفي شهوة المال والسلطة

وإلى مبارك وأسرته ورجال نظامه حيث سارعت زميلتنا بمجلة 'آخر ساعة'، وفاء الشيشيني بالإشادة به وبأعماله، خاصة انه ورث لمصر هي أمي نعمة الاستقرار، فقالت عنه وعن استقراره: 'ربما كان خطؤنا في البداية، اننا آثرنا الذي نعرفه - بعد مقتل السادات - على الذي لا نعرفه، اختيار الشعب، ربما هذا تحليل وليس تبريرا، كانت البداية على الشعب وليس على السياسيين العالمين ببواطن الأمور، والنفس البشرية، كانت البداية، مطمئنة، إخراج المعارضة من السجون وبداية عهد جديد ومقوله الكفن ما فيهوش جيوب.
وعرفنا بعدها ان كل جيوب العالم لم تكن تكفي شهوة المال والسلطة، كان غباء منا ..ان مصر تتراجع في كل شيء وأن حالة من 'البله' قد أصابتنا جميعا من رتابة الحياة أو روتينها في العودة الى الوراء، لماذا لم تصلنا إشارات التعالي والعناد وسوء اختيار النديم والشريك والسياسي.
كيف عمينا جميعاً عندما أقصيت الكفاءات ونكل بمن تجرأ على سياسة الاستقرار الفجة والفاجرة.
عرفنا أن هناك تعذيباً منهجياً وأدرنا وجهنا، خوفا منه وخوفاً من فزاعة الإرهاب وانهيار الاستقرار، عرفنا أن نورث وصرح بعضنا وتحمل الثمن وقبعنا في منازلنا خائفين مرعوبين من اذى سيأتي فربما سيكون أشرس مما نعيش فيه.
سرقونا، جهارا، نهارا وسكتنا وانكفأنا على اكل عيشنا الذي غمس بالسرطان والكبد الوبائي والفشل الكلوي، وسكتنا خوفا من التغيير، رئيس كنا نطلق عليه وهو نائب البقرة الضاحكة الذي جاء في غفلة من زمن من رئيس سابق ما كان يتوقع ان يغتال سريعا ليأتي من لا يستحق يمارس علينا جهله وقلة إمكاناته، جاء لنا من تجرأ على أكرم شعب وقالها جهارا في التلفاز الرسمي إن رئاسة 'مصر المحروسة مصر المذكورة في القرآن، مصر الحضارة' جاءته الرئاسة كوظيفة وتقبلها مع أنه كان يطمع في أن يكون سفيرا في بلاد الانجليز الإكسلانسات ونسي أنها استعمرتنا ثمانين عاما، رئاسة مصر وظيفة سقطت في حجره، ثم سقطت في جيبه ثم سقطت في مكر الوريث وشهوته للسلطة ساعيا إليها بالأمر المباشر ولم لا؟ أليس والده - البقرة الضاحكة - حكمنا ثلاثين عاما'.

الانحطاط التنموي
والاجتماعي والتعليمي والصحي

ويبدو أن باب هجمات النساء على مبارك انفتح على مصراعيه، ففي نفس العدد قالت عنه زميلتها أمل فؤاد: 'الاستقرار الذي استعيده لأمقته هو المعنى المتحجر المتجمد الذي داوم الرئيس الغابر مبارك على ضخه في آذان الشعب المطحون ليؤبد نفسه على أرواح المقهورين بالفســــاد والبطـــش في عهده المشــبوه، ذلك هو بعينه الاستقرار الذي تحاول فئات مغيبة أن تروج له ضد اعتصامات الثوار المنفذين للثورة من الضياع، زاعمين ان ما تطرحه الحكومة خير وبركة 'علشان الاستقرار يرجع'!هكذا يرددون نشيد الاستقرار المباركي الكذوب!
أي استقرار كان في زمن الانحطاط التنموي والاجتماعي والتعليمي والصحي والسياسي والاقتصادي والمالي؟! إن كل عثرات الحكومات التالية بعد الثورة هي نتائج مباشرة للانحلال العام في زمـــن الرجـــل الذي خان شعبه وخان دوره الرئاسي والعسكري، إن أطنانا من الأوراق ضد مبارك وأولاده وزوجته ترقد امام النائب العام، ففي كل قضــايا الفساد شراكة مع آل مبارك وعمولات وسمسرة وانحطاط الضمير! ولجمال مبارك أكبر نصيب، ففي حوار سابق بجريدة 'المصري اليوم' ذكر د. خالد أبو الفضل عضو لجنة الحريات الدينية الأمريكية السابق أن واشنطن واجهت جمال مبارك بأنه مكروه من الشعب فقال: 'المهم رضا أوباما وإسرائيل، أما المصريون فتحت السيطرة! ولا حول ولا قوة إلا بالله!'.

هل كان مبارك من سلط
عبود الزمر على اغتيال السادات؟

وجاءت تمشي ببطء بسبب السن الفنانة مريم فخر الدين، لتساهم في هجوم النساء على مبارك، تعصبا لبني جنسها، فقالت عنه في حديث نشرته لها مجلة 'الكواكب' وأجراه معها زميلنا خالد فرج: 'هناك شك مريب يتملكني بأن مبارك هو من سلط عبود الزمر على اغتيال السادات لأننا لو فكرنا قليلا سنجد أن مبارك هو الوحيد الذي له مصلحة في اغتيال السادات بعد أن جعله الأخير نائبا له وهو القرار الذي أراه الأسوأ للسادات على مدار حكمه لمصر.
اتذكر ذات مرة اثناء تواجدي بمبنى التليفزيون بصحبة تحية كاريوكا فوجئنا بأحد المسؤولين يأتي إلينا ويقول لكاريوكا 'قومي سلمي على الريس وهنا رفضت كاريوكا وقالت له بعند شديد خلي الريس يجي يسلم عليا ده أنا تحية كاريوكا'، ووسط هذا الحديث قمت بمغادرة المكان لأنني لم أكن أحب أن التقي به نظرا لكرهي الشديد له.
أكره زوجته كرها شديدا لأنها كانت كاذبة في كل ما تقوله حيث كنت حينما أشاهدها في التليفزيون أراها تقــول 'أنا هفتح 42 مدرسة الأيام الجاية' وكأن هذه البلد بلا مدارس والأطفال بلا تعليم، وفي النهاية تجدها افتتحت مدرسة أو اثنين على الاكثر وتأخذ باقي الفلوس المخصصة لتأسيس مدارس أخرى لحسابها'.

ارتياح لارتداء
حبيب العادلي بدلة السجناء

ووزير الداخلية الاسبق الذي تتم محاكمته، وتم ضم قضيته في قتل المتظاهرين مع مبارك مما حرك مشاعر غريبة في قلب زميلنا بـ'الأخبار' محمد عبد الحافظ فصاح يوم الثلاثاء قائلا: 'ارتحت عندما رأيت حبيب العادلي وزير داخلية مبارك وهو في القفص يرتدي البدلة الزرقاء خلال جلسة محاكمته في قضية قتل المتظاهرين امس، وستكتمل راحتي وفرحتي أنا وكل المصريين عندما نراه معلقا في حبل المشنقة إن شاء الله، العادلي يستحق الشنق ألف مرة لقتله المتظاهرين الذين خرجوا ليقولوا لا للظلم والقهر والمحسوبية والواسطة، والفساد، ولم يستطع النظام تحمل كلمة لا فقتلهم ليسكتهم ولأنه وراء هرب المساجين من السجون لترويع الآمنين، وبث الرعب في قلوب المصريين، ولأنه تآمر مع سيده مبارك المخلوع ليخربوا البلد،أعدموه شنقا كالمجرمين'.

تحذير من محاكمة
مبارك او اعدامه

لكن بعد ثمان وأربعين ساعة، أي يوم الخميس، صرخ في 'الجمهورية' زميلنا وصديقنا محمد أبو الحديد، رئيس مجلس إدارتها الاسبق، محذرا من محاكمة مبارك، ومن محاولة البعض إصدار حكم بإعدامه وألا ستصبح مصر كالعراق، ويتم إعدام مبارك كما تم إعدام صدام حسين في عيد الأضحى، قال: 'البعض يريد أن يرى مصر مثل العراق، البعض ينتظر يوم الأربعاء القادم بلهفة شديدة، حتى يرى الرئيس السابق 'مبارك' في القفص مثل صدام حسين.
البعض يحلم للرئيس السابق بنفس مصير صدام وهو الإعدام، خاصة وانه بيننا وبين عيد الأضحى بضعة شهور.
وهذا البعض ليس بالداخل فقــــط، بل في الخارج أيضا، ربما ليس نكاية في شخص الرئيس السابق، فقد يكونون بعــــض أصدقائـــه أو حلفــائه السابقين، ولكن لأنهم يريدون أن يروا مصر تهتز،بعد رأس زعيم ثاني أكبر الدول العربية، العراق، ولا أظن أن مصر الدولة، أو مصر الشعب، أو مصر الثورة، ستستفيد كثيرا من محاكمة الرئيس السابق الآن، أياً كانت نتيجة هذه المحاكمة، له أم عليه.
إذا كانت المسألة أن يكون الرئيس السابق عبرة لمن يأتي بعده، حتى لا يتكرر الفساد والإفساد، فالعبرة تحققت بالفعل والدرس انتهى.
فالرجل يعيش أيامه الأخيرة شبحاً بين الحياة والموت، وما فعله الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع، إضافة إلى المتظاهرين، يفوق ربما مئات المرات ما قد يفعله به القضاء العادل، ولم تقدم الثورة للمواطن العادي حتى الآن إنجازا واحدا ملموساً على الأرض يشعره بأن واقعه بعد الإطاحة بالرئيس السابق قد أصبح أفضل أو يعطيه أملاً في المستقبل، ولذلك فإن المناخ العام لم يتهيأ بعد لمحاكمة الرئيس السابق بأقل قدر من التعاطف الشعبي معه'.
لكن أبو الحديد، تلقى بعد ساعات فقط من نشر المقال أنباء مزعجة، فقد تم الإعلان عن أن مبارك ونجليه وحبيب العادلي وستة من معاونيه وحسين سالم الهارب ستتم محاكمتهم في قاعة الاستثمار بأرض المعارض بالقاهرة ويتم تجهيزها، وسيتم نقل المحاكمة علنا بواسطة التليفزيون المصري، وتم تغيير المكان لأسباب أمنية، وتم نقلها إلى أكاديمية الشرطة في منطقة التجمع الخامس حتى تسهل السيطرة الأمنية.



Post: #17
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-02-2011, 05:49 AM
Parent: #16

السفير السعودي ينفي تدخل بلاده لصالح مبارك وتمويل السلفيين..

واستنكار رفع الاعلام السعودية بالقاهرة
حسنين كروم
2011-08-01




القاهرة - 'القدس العربي' :


ماذا اختار وإلى أي موضوعات او اخبار اشير في مقدمة التقرير من صحف الاثنين الأول من رمضان، أعاده الله علينا جميعا مسلمين ومسيحيين عربا بالخير واليمن والبركات، هل نبدأ بمطالبة النائب العام وزير الداخلية بإحضار مبارك من شرم الشيخ إلى القاهرة لمحاكمته يوم الأربعاء، والإعلان عن إذاعتها علنا، أم عن الحملة التي بدأها السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان لنفي الاتهامات الموجهة لبلاده بدعم مبارك والسلفيين. وتداعيات رفع السلفيين اعلام السعودية في ميدان التحرير. وإذا كان اللواء حسن الرويني، عضو المجلس العسكري، قد اتهم في الاسبوع الماضي حركة كفاية بأنها غير مصرية، فبماذا يمكن ان يصف اليوم من يرفعون أعلام السعودية؟ وإذا كانت اتهاماته قد طالت ايضا حركة 6 أبريل بدعوى أنها تمويل من الخارج، وأن أعضاءها تلقوا تدريبا في صربيا، وأن شعارها 'اليد المقلوبة'هو نفس شعار الحركة الصربية فهل يسكت اليوم على أولئك الذين يتخذون من علم السعودية شعاراً لهم ويرفعونه في ميادين التظاهر؟.
وبدء احتفالات رمضان وشكوى من ارتفاع الأسعار، والإعلان عن القبول بالمرحلة الأولى من عمل مكتب تنسيق الجامعات. وإلى بعض مما عندنا:


السفير السعودي: تصريحات الأمير تركي الفيصل حول مبارك موقف انساني فقط

ونبدأ مع السفير السعودي وحديث في 'الأخبار' مع زميلينا أسامة عجاج ووليد دياب وقال عنه: 'تصريحات الأمير تركي الفيصل التي كانت تتعلق بالرئيس السابق كانت من منظور انساني بحت ولكن موقف السعودية الرسمي يوم 11 فبراير 2011 كان واضحا حيث انتهت علاقة السعودية بالرئيس السابق وبدأت علاقة جديدة بين الحكومة السعودية والقيادة الجديدة برئاسة المشير طنطاوي، ومسألة محاكمة الرئيس السابق مبارك أو عدم محاكمته أمر لا علاقة للسعودية به من قريب أو بعيد فهو اصبح الآن مواطنا مصريا عاديا بعد ان تنحى وللحكومة المصرية ان تفعل ما تشاء به، ونحن لا نتدخل في هذا الأمر ولا نهدد كما يشاع من ان المملكة ستسحب استثماراتها من مصر أو ستعيد العمالة المصرية المتواجدة هناك، وكل هذه أخبار كاذبة لأن المملكة لن تفعل ذلك وأنها لو فعلت ذلك ستشيع الفوضى والقلق في مصر وهذا بالتالي يضرنا. وكما اوضحت ان المملكة تسعى الى استقرار وأمن مصر لأنه سيعود عليها بالاستقرار ايضا.
وموضوع ان المملكة تقف ضد الثورة في مصر غير صحيح لأنه لا يعرف عنها انها وقفت ضد إرادة الشعب المصري، فشعب مصر هو الذي يقرر من الذي يحكمه. وأود طرح أمر في غاية الأهمية وهو ان الدعم الاقتصادي الذي قدمته المملكة لمصر كان تاريخيا 11 مايو والثورة كانت يوم 25 يناير وتنحى الرئيس السابق يوم 11 فبراير، ففي تلك الفترة تحركت المملكة ولا يمكن أن يصدق عاقل ان المملكة تتقدم بهذا الدعم الاقتصادي قبلها بأيام ولكن لا بد ان تسبقه فترة من التحضير والتخطيط وهذا يظهر نوايا المملكة الطيبة من ضرورة الوقوف بجانب مصر فورا بغض النظر من سيكون رئيس مصر القادم ولم تنتظر المملكة كغيرها من الدول حتى يتشكل الهيكل الكامل لمصر، فوقفنا وبادرنا في الوقت الذي لم يبادر فيه احد لدعم مصر'.

حمدي قنديل يطالب بكشف الضغوط السعودية

ولكن قطان لم يكن يدري، وهو يقول هذا الكلام، في الصفحة العاشرة، ان صديقنا الإعلامي الكبير حمدي قنديل ينتظره في نفس اليوم وفي الصفحة العاشرة ايضا من 'المصري اليوم' ليقول: 'الذي صدم مصر كلها يومها هو رفع الأعلام السعودية في الميدان، في الوقت الذي لاحظ فيه الناس جميعا ان هذه أول جمعة يرفع فيها أقل عدد من الأعلام المصرية منذ اندلاع الثورة، أثار هذا المشهد الريبة حول الصلة بين تلك الفئة التي رفعت الأعلام الخضراء وبين المملكة وحول مدى تغلغل النفوذ الوهابي في التيار الديني في مصر، وحول علاقة شيوخ السعودية بغلاة المتطرفين لدينا، بل حول الضغوط التي تمارسها السعودية منذ خرجت مصر على نظام مبارك، كل هذه أمور أقلقت المصريين في الفترة الأخيرة.
رسالة مبارك من خلال قناة 'العربية' السعودية التي توعد فيها خصومه، ومن حقائب حسين سالم التي ضبطت في مطار القاهرة وهي مهربة تحت اسم ابنة رئيس المخابرات السعودية ومن ظنون حول تورط السعودية في إخفاء جانب من ثروة مبارك وأسرته وأتباعه في بنوكها.
اليوم لا بد أن يفتح هذا الملف بالشفافية الواجبة خاصة ونحن مقبلون على محاكمة الطاغية. تأييد السعودية لمبارك لم يكن خافياً طوال أيام الثورة، وقتها كان هناك اكثر من تصريح لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عبر فيها عن استهجانه الشديد واستنكاره البالغ للتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي المصري، وفي 9 فبراير بثت وكالات الأنباء خبر مطالبة السعودية والإمارات والأردن للولايات المتحدة بألا تضغط على مبارك حتى يتنازل عن السلطة، وفي اتصال بين ملك السعودية وأوباما يوم 11 فبراير، آخر أيام الطاغية في الحكم، عاد الملك يحذر الرئيس الأمريكي من مواصلة الضغط على مبارك.

مبارك واولى جلسات محاكمته

ونبدأ تقريرنا اليوم بتسارع ردود الأفعال على مبارك، ومحاكمته مع اقتراب موعد أولى جلساتها في الثالث من الشهر القادم كما هو محدد لها، مع تزايد حدة الهجوم عليه والرغبة في الثأر منه، ورؤيته داخل القفص وقد تسبب الرئيس الليبي معمر القذافي، في زيادة الهجوم على مبارك عندما دافع عنه وقال انه كان يشحت للمصريين، مما اطار صواب زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي فقال في 'التحرير' يوم الخميس:
'الهارب من وجه عدالة ستظل تلاحقه بتهمة إبادة شعبه، آخر انتاج العقيد من الجنون وقلة الأدب ظهرت قبل أيام عندما دافع بحرارة عن الأستاذ المخلوع حسني مبارك، زميله في نادي قادة عصابات الحكم المنتشرة والمتفشية كالمرض الخبيث في أقطار أمتنا العربية.
لم يكتف بالدفاع عن صديقه الساقط إنما تجاوز في السفالة والجنون، وتجرأ على شتم وإهانة المصريين جميعاً، مدعيا أن المخلوع تعود أن يذهب إليه في ليبيا 'وإلى السعودية ليشحت على الشعب المصري'!
السؤال الحقيقي سؤال مزدوج أولا: عمن كانت تذهب إليه حصيلة الشحاتة؟ وثانيا: من أين غرف القذافي المليارات التي ظل عقودا طويلة يبددها على قطعان أتباعه الصيع والنصابين المنحدرين من كل جنس ولون؟'.

شهادة القذافي بالفقير مبارك

وكان القذافي قد أثار أعصاب زميلنا بـ'الجمهورية' هشام البسيوني قبل ذلك بيوم، أي الأربعاء، فقال عنه: 'العقيد معمر القذافي كشف سر الملايين التي جمعها المخلوع ووضعها في بنوك الداخل والخارج عندما فجر قنبلة وقال إنه رجل فقير وكان 'بيشحت' من أجل توفير الحياة الكريمة للشعب المصري، أعتقد أن الرئيس السابق سيخرج علينا بتسجيل صوتي بعد هذه الشهادة القيمة من شقيقه معمر 'أنا دافع ثمن بقائي في شرم الشيخ ولا أحتكم سوى على كام مليار ودول يعملوا إيه في الزمن الأغبر دا يايايا جرذان'.
- إذا كان المخلوع يمتلك هو وأسرته كل هذه القصور والشاليهات والمليارات وفقير وشحات، ياريت كلنا نبقى زيه، ماكناش احتاجنا للي يسوا واللي ما يسواش'.

التسول بالمرض كان قصرا على النصابين والان الرؤساء

وما دامت القضية قد تحولت إلى شحاتة وتسول، فقد أراد الاستاذ بجامعة الأزهر الدكتور عبد الله النجار، معالجتها من زاوية أخرى وهي إدعاء المتسولين المرض في الشوارع، وهو ما يمارسه مبارك، بادعاء المرض، فقال النجار في 'اللواء الإسلامي'، وهو يطلق نظرات يتطاير منها شرر أجد صعوبة في تصديقه لأنه كان من قبل من رجال النظام: 'كان التسول بالمرض فيما مضى قصرا على النصابين في الإشارات وعلى النواصي وفي الحارات واليوم تغير الوضع وأصبح التسول بالمرض أسلوباً لعلية القوم الذين نهبوا مصر وسرقوا خيراتها فيما مضى، فلما أصابهم سيف المحاكمة أعيتهم الحجة ولزمهم الدليل وأمسكت الجرائم بتلابيبهم، فلم يجدوا بدا من استدرار عطف القضاة والمحققين، حتى يؤجلوا التحقيق أو يفلتوا من قبضته أو حتى يقوم بعض صغار اللصوص الذين استفادوا من جرائم الكبار بالتظاهر لهم والهتاف لأجل اعتاق رقابهم من المحاكمة بمقولة إنهم رموز أو أنهم كانوا قادتنا، أو كما قالوا: كبيرنا لا يهان، وكبيرهم هذا قاتل لص ########.
وحق الدفاع لا يسمح للمحامي أياً كان وضعه ومهما كانت سمعته أن يتسول بمرض موكله لأنه - من جهة - متهم ومجروح فيما يتحدث به عن مرض موكله، ومن جهة أخرى فإنه سيكون كمن فقد الدليل على براءته من التهم المنسوبة له، عن إنسان قتل ونهب وأذل شعبه عقوداً من الزمان، بعد أن خان القسم وتعامل مع أبناء الشعب بالقسوة والذل والازدراء الذي لا يفعله عدو بعدوه. إن الحديث عن مرض الرئيس السابق وزوجته حديث ذليل ######، غايته إفلات متهم من التحقيق، وتعطيل القانون، وتحطيم مبدأ المساواة بين الناس وذلك من أجل رجل قامت الدلائل المادية امام الناس ورأوها رؤى العين بأنه قد سرق ونهب وقتل، ومن أقل حقوقهم ان يعرفوا الحقيقة، والحقيقة لن تظهر إلا من خلال تحقيقات القضاء والنيابة، فلماذا يتم حرمان الناس من معرفة الحقيقة بتلك الأحاديث المستفزة التي لا يبدو لها من غاية سوى إفلات متهم من أن يعامل كغيره من المتهمين وفقاً لما ينص عليه الدستور الذي اقسم ذلك المتهم بالله على حمايته واحترامه؟.
لقد كشف التسول بالمرض في سراي النيابات، وفي جهات التحقيق والمحاكمات، أننا أمام مجرمين عتاة لديهم من الحيل والألاعيب التي تمكنهم من الهرب أكثر مما لدى المتسولين من الحيل المرضية التي يستولون بها على أموال السذج والبسطاء ويوجهونها لإشباع غرائزهم القبيحة ونزواتهم ############ة، إن الحديث عن مرض العظماء والمخلوعين لا يصح أن يزيدنا إلا كرهاً لهم وحنقاً عليهم، وإصرارا على خضوعهم لسطوة التحقيقات مهما كانت التبعات فهم ليسوا أعز عند الله من فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، التي قال أبوها في حقها: 'لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها' ومن الواجب أن يعاقب هؤلاء اللصوص، وفاء لحق الله، وحق الله أولى بالقضاء'.

ليس مريضا ولا رئيسا

و عن حكاية ادعاء مبارك المرض ليفلت من المحاكمة، قال استاذ القانون بكلية الحقوق بجامعة القاهرة وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، الدكتور محمود السقا، والذي يواصل من مدة المرافعات التي يطالب فيها بإعدام مبارك شنقاً في ميدان التحرير، قال يوم الأربعاء في 'الوفد' مخاطبا مبارك وهو يبذل مجهودا فوق طاقة البشر ليخفي كراهيته له وشماتته فيه: 'أنت الآن موجود على فراش وثير في بقعة هي من أجمل منتجعات مصر، حيث الراحة والأطباء المحليون والمستوردون والممرضون والممرضات، وأنت - علم الله - تدعي المرض وأنت بتقرير وزارة الصحة ونفس الأطباء الصادقين أنك لست مريضاً وأنك يا رئيس الأمس ومخلوع اليوم تدعي المرض، وأنك بكل حديث الأطباء لست مريضاً، كذاب أشر كعادتك وكما عهدك أبناء مصر الذين نكبوا فيك.
إن ادعاءك المرض على نحو ليس حقيقياً هو جزء لا يتجزأ من أكاذيبك وتضليلك وطمس الحقائق، منذ اليوم الأسود الأول حينما شاء قدرك وقدر مصر أن تكون رئيسها في غفلة من الزمن.
وكانت كذبتك الأولى حينما واجهت الشعب في غير ما استحياء لتقول له خلاف ما تضمره في نفسك: أنك زاهد في أمر الرئاسة، وإن كان لابد فلتكن لمدة واحدة، وكانت هذه صورة تضليلك للشعب منذ عهدك الاول وأنك يا رئيس الأمس وطريد اليوم، كنت تمني الشعب أنها مدة واحدة ولا ثانية لها، ألست القائل بلسانك وبيانك حينما كان الكتاب الأحرار يطالبون بنائب للرئيس تقول قولتك 'التي تكشف عشقك واستمساكك بالسلطة وعضضت عليها بالنواجذ': إنك لا تجد من هو كفء لتولي منصب نائب الرئيس، وها أنت الآن على فراش المرض المزعوم، هل لك عين ترى أو أذن تسمع عن موكب المرشحين للرئاسة وكل يحمل برنامجه في يمينه ويعرضه عنواناً لاختياره في الانتخابات الرئاسية القادمة، تلك التي تنسج نسيجها إرادة شعب ويباركها رب السماء، إنك في محبسك تقرأه - باليقين - أن كلا منهم قادر على قيادة سفينة البلاد والنجاة إثر الإرث شديد القسوة وكل منهم مؤهل لهذه الرئاسة عن جدارة، والآن ووثيقة اتهام كاملة متكاملة عن 'عهدك الأسود' يتم صياغتها 'بدم الشهداء' وسيكون لك لقاء في حضرة شعب مصر شاهد الإثبات الوحيد، يوم المحاكمة الكبرى، ومعها عليك - أنت - أن تجيبنا عن سؤالنا المطروح:
أولا: هل أنت مريض فعلاً أم أنك حسب تقرير الأطباء الصادقين 'تدعي المرض' وتشكو كل يوم بمرض جديد في الصدر تارة وفي القلب تارة أخرى وفي أوجاع عدة في جسدك المكدود، أيها الرئيس السابق الذي انخدع فيك الشعب كله، هل عندك الجرأة - إن كنت كما تدعي في خداعك للشعب - بطلا 'ومن ورق' وبرهان ذلك: ادعاؤك المرض ولست مريضاً وتدمن العويل والبكاء وليست لك دموع.
نعم فقد تفرقت منك الجموع وأطفئت في وجهك الشموع، قلها يا مخلوع، حبال أعواد المشانق في شوق إليك'.
ما هذا التعبير؟ قلها يا مخلوع؟ هذا تحوير في أغنية عبد الحليم حافظ، قولي حاجة، أي حاجة، قول باحبك، قول كرهتك، قول، قول، لكنه لم يذكر اشتياق المشانق أبدا.
ويوم السبت تعرض مبارك في 'أخبار اليوم' الى هجومين ساخرين، في ملحق النهاردة اجازة:
الأول من الزجال خفيف الظل المهندس ياسر قطامش المشرف على صفحة كان ياما كان، إذ قال في فقرة نشرة الأخبار ان مراسلـــها اللهــو الخفي ارسل خبرا كان سبقاً صحفيا على باقي الصحف ووكــــالات الأنباء، وهو: 'اتجهت مظاهرة كبيرة إلى شرم الشيخ لتهنئة الرئيس السابق بشهر رمضان وهي تغني وتقول: لولا مبارك لولا جينا، يللا الغفار، ولا شحتنا ومدينا، ايدينا للجار ثلاثين سنة وما شفناش، إلا مبارك، دلوقت بتسيبنا وماضـــي، إيه أخبارك؟ ياما نفسنا ترجع تاني، وتحكم فينا، علشان تطلع من تاني، عين أهالينا، فخرج مبارك لتحيتهم وقال: أيها الأخوة والأخوات يجب تعديل الدستـــور ولن أطمع في حكـــمكم سوى مدة واحدة فقط لا تزيد على ثلاثين سنة أخـــرى وربنا يعطيـــنا ويعطيكم طول العمر'.

المقامات الكندوز لابن عزوز

والثاني كان الأديب الجزار محمود رضوان عزوز وبابه - من المقامات الكندوز لابن عزوز، وقوله: 'وما زال الحديث - للذي كان فخامة الرئيس - واليوم أصبح سابقا، ومن أرباب السوابق، قال: وبدأ عدد الثائرين يزداد، وأقسموا برؤوس الأجداد، بأن لا يعودوا الى المنازل إلا بعد أن يكيدوا العواذل، فأمرت الحاشية، التي لم تكن تعلم انها ماشية، وذاهة في داهية، أن ترسل الى الأولاد مصاصات، وإلى البنات حفاضات، وبعض اللبان، لتطرقع النسوان، وبعضا من البسكوت ليلتزموا بالسكوت، ويعودوا الى البيوت، وهنا قال: هامان، وهو متوتر وزعلان، غريب أمر هؤلاء الناس، نلقي لهم الخيار فيطلبوا أناناس، وإذا ألقينا لهم ارنبيط، طمعوا في الأسماك والقراميط، وإذا ألقينا لهم الأسماك طمعوا فيما يقول كاك، وإذا ألقينا لهم ما يكاكي، من المشوي والكنتاكي، طمعوا في الكفتة والكباب، لأنهم يامولاي كلاب، فدعك من مطالبهم، وسنرسل من يؤدبهم، فقلت ياهامان مهلا، فهذا ليس أمرا سهلا، فإننا سادتهم وبإمكاننا إبادتهم، ولكن لن تجد من ننهبه، ومن نحكمه ونضربه، وهنا دخل سرور، متجهم الوجه غير مسرور، وقال ان عدد الثوار، اقترب من المليار وليس أمامك خيار إلا الهروب على ظهر حمار'.

معارك المجلس العسكري التي تسبب فيها اللواء الرويني

لم يعد خافياً وجود أزمة بين الصحافيين وبين المجلس العسكري، ومظاهرها واضحة جدا، لأنها تتم على صفحات الصحف، وشاشات التليفزيونات، وتسبب فيها اثنان هما اللواء حسن الرويني، قائد المنطقة العسكرية واللواء عبد المنعم كاطو، بسبب الاتهامات الموجهة منهما لحركات سياسية وصحافيين بتلقي تمويلات أجنبية، وتوجيه الاتهامات لها، وزاد الأمر سوءا قيام رجل الأعمال وصاحب قناة دريم أحمد بهجت بفصل الإعلامية دينا عبد الرحمن، بعد مداخلة مع الرويني وكاطو، مما أعاد المخاوف من تدخل النظام في الإعلام، وهو موقف رفضه الجميع وأعلنوا ذلك، لكن اختلفت حدة مواقفهم وآرائهم من واحد لآخر، وقد عاد اللواء كاطو لإشعال الأزمة مرة أخرى بحديثه يوم الأحد في اليوم السابع الذي أجرته معه زميلتنا عبير عبد المجيد، وقوله فيه: 'لا يوجد إطلاقاً أي نوع من التصادم بين الإعلام والقوات المسلحة، ولكننا كما اكتشفنا مؤخرا وجود بعض العناصر وأصحاب الأجندات الأجنبية التي حاولت الوقيعة بين القوات المسلحة والشعب، واكتشفنا ايضا وجود عناصر إعلامية لديها أجندات أجنبية وممولة من الخارج.
وهم ضمن منظومة من الإعلام التي تعمل في مصر، بشكل عام، أقول انه بعد الثورة انقسم الإعلاميون الى ثلاث فئات، الأولى هم المعارضون والمضطهدون في نظام مبارك ويحاولون الان تصفية حساباتهم مع المجلس العسكري مثل صحف المعارضة، والفئة الثانية من الصحافيين الشباب القافزين على مباديى الثورة ويحدثون صداما مع المجلس الأعلى نتيجة ثقافة معدومة، أما الطائفة الثالثة فهم من يعملون لحسابات أخرى أجنبية أو داخلية، ويكفي ان أحد المسؤولين الأمريكيين صرح بأن ميدان التحرير مليء بأنظمة المخابرات، كان من الممكن ان تتعامل مع حركة '6 ابريل' بالحزم بعد ما ثبت انهم يتقاضون مبالغ مالية خارجية، وتم تصويرهم، ويمكن أن يتم القبض عليهم لكن القوات المسلحة تأخذ وقتها في التدقيق والتأكيد.
هناك أدلة ووثائق ولكن القوات المسلحة لن تضر مواطنا مصرياً إلا بعد التأكد من إدانته ويمكن أن ترجىء الحساب معهم لمرحلة مقبلة.
- للأسف أنا أتعجب من بعض النماذج المعروفة مثل الدكتور ممدوح حمزة فبدلا من أن يسخر مكتبه الهندسي في بناء مصر ويساعدها، راح عمل خيمة في التحرير، فالإيمان بمبادىء الثورة أن تساعد الثورة ولا يكون بالقفز فوق الثورة.
- ممدوح حمزة أحد القافزين فوق الثورة والحوار الوطني الذي يدعو إليه لا يعرف أحد لصالح من، وليس دوره سوى مجرد إقامة مؤتمر عبارة عن مكلمة، وأنا قديما حزنت عليه عندما ورطه إبراهيم سليمان في مشكلة في انكلترا وكان مظلوما فيما حدث ولكنه ظلمه كان يجب أن يحوله إلى ثائر حقيقي لتحقيق أهداف الثورة مثل أحمد زويل، لإنهاء عقد دينا عبد الرحمن مع دريم.
- لم أتدخل ولا أعرف أحمد بهجت أصلا وأنا أحترم دينا لأنها مذيعة محترمة ومجتهدة وإعلامية سيكون لها مستقبل، وقد أسفت جدا لما حدث معها، وما قيل عن مكالمتي معها أنها السبب في انتهاء برنامجها غير صحيح، وعلمت أنهم أنذروها أكثر من مرة لتطاولها على الضيوف وأنا أتمنى ان تعود لمكانها وأن تكون موضوعية، ولكن بلال فضل، انسحب من دريم تضامنا مع دينا، أفضل لدريم، وإسرائيل سعيدة بالحالة التي وصلت إليها مصر، لأن القوة في اتفاق قوى الشعب وإسرائيل تعمل بقوة الآن على تغذية حالة التفرقة في صفوف الشعب المصري وتغذيتها عن طريق عملاء، بالتمويل المادي، عن طريق مؤسسات أمريكية، وهناك رجال أعمال وإعلاميون ونشطاء يتعاملون مع إسرائيل وهناك قضايا غسيل الأموال تتم متابعتها الآن، وقد يتساءل البعض عن: لماذا لم يتم القبض على هؤلاء؟ والرد أن الأجهزة الأمنية بعدما كان هدفها الحفاظ على الأمن الخارجي والأمن القومي، أصبح هدفها الحفاظ على ميدان التحرير والتعامل مع البلطجية وحل مشكلات فأصبحت منشغلة عن عملها الأساسي'.

التحالف بين سلطة رأس المال ورأس القوة

ولم يكن اللواء كاطو يدري بالعاصفة التي ستهب عليه من أماكن كثيرة، ففي 'وطني' يوم الأحد قال زميلنا سليمان شفيق: 'التحالف بين سلطة رأس المال ورأس القوة في السلطة السياسية، تحالف مقدس ضد حرية الإعلام والصحافة، الأمر الذي يجعل الصحافي أو الإعلامي، أما أن يتكون داخله رقيب ذاتي يحسب أدق الحساب للسلطتين أو يحاول الاستقلال فلا يجد مكانا له أو مكانة، أو يغامر ويواجه السلطتين الفاتحتين، فيلقى مصيره ما بين البطالة، أو تقييد حريته الشخصية، أو حرية قلمه حيث شاهدنا سلطة رأس المال تفصل دينا عبد الرحمن، وسلطة العسكر متمثلة في الجنرال كاطو او الجنرال الرويني، يخونون من يشاؤون دون أن يغمض لهم رمش، ويستحوذون على المنابر الإعلامية بشهوة الحكم، أو أوهام القوة'.

'يا بايع الفشة والممبار خلي بالك من الخاين الغدار'

وكان زميلنا بجريدة 'روزاليوسف' القومية محمد الرفاعي خفيف الظل يقف في نفس اليوم - الأحد - في صفحتها الأخيرة - وهو يتعجل انتهاء سليمان من كلامه ليقول عن اللواء كاطو: 'على طريقة الفيلسوف عبده الحلوف، بتاع يابايع الفشة والممبار، خلي بالك من الخاين الغدار، والحلة فوق النار وعلى رأي الحاج متقال، الخيانة بتاع الخيانة، يا حلاولة، خرج علين سيادة الجنرال عبدالمنعم كاطو ليضرب الثورة على قفاها لحد ما تتكوم على الرصيف، ثم بدأ وصلة بالمدفعية الثقيلة، فوق دماغ العيال الصيع اللي لا عندها دم ولا ضمير، ولا تحترم النجوم والسيوف التي يحملها على كتفه، لا بتضربله تعظيم سلام بفرقة حسب الله، ولا حتى بالتنورة، لكنها، بتيجي لغاية سيادته وتتحول، لا بتشوف نسر ولا بومة حتى، لذلك، قرر سيادته ان يفضحهم على الهواء، ولا فضيحة الحاج صفوت الشريف، بتاع أدلي يامزة، ده شغل كله لذة، وتعالي لحمو ياوليه، أحسن ألبسك قضية، ولا أحد يعرف حتى هذه الساعة الهباب، هل سيادة الجنرال مازال في الخدمة، فقرر أن يساند زميله الجنرال الرويني، على اعتبار ان الجنرال للجنرال مثل الشاكوش والمسمار، ولابد من الدق المستمر على دماغ الشعب الحمار، لحد ما يخرموا نافوخه، وبدل ما يطلع على التحرير، يطلع على المجاورين.
كان على سيادته أنن يمتشق سيف القصاص، ويطيح في الجبلات الأندال الخونة وهو يهتف على طريقة الحجاج بن يوسف الثقفي، مالي أرى رؤساء قد أينعت، وإني لقاطفها بإذن الله، بس عاوز اتنين رجالة معايا، عشان دراعي بيوجعني.
يؤمن سيادة الجنرال، أننا إما خونة، وأما لسه بنشاور عقلنا وبنفكر في الخيانة، فخرج في برنامج صباح دريم، وأعلن بالفم المليان، أن اثنين من المرشحين للرئاسة خونة، لمين يا سيادة اللواء؟! مش ها أقول دلوقت عشان ما يعرفوش يهربوا قبل المخبرين ما تجرهم على عربيات الكارو وتلف بهم الشوارع، وهم يغنون، اتفرج على الخيانة خيانة، دي بلدي ونقاوة نقاوة، وليس معقولا ان يكون سيادته بيهزر معانا، أو بيضحك علينا ولكن أكيد سيادته عنده معلومات أكيدة، ثم فجأة، بدأ يتهم كاتبة شريفة ومحترمة على الهواء مباشرة بأنها خائنة، مخربة دون أن يظهر سيادته دليلا واحدا على هذه الاتهامات التي تدفع به الى السجن، لكن لأن سيادته يختبىء وراء رتبة الجنرال، فما زال يعتقد انه سيد الناس وأننا جميعا عساكر عند معاليه يفعل بهم ما يشاء، وعلى رأي أحمد شوقي، كاطو ابن عمي عندنا، يا مرحبا يا مرحبا، هل جئت تطلب نارا، أم جئت تشعل البيت نارا'.
والملاحظ هنا، استعانة الرفاعي بأغاني المطرب الشعبي متقال مع تحويرها لتخدم هجومه على اللواء كاطو، فعبارة الخيانة بتاع الخيانة، تحوير لأغنية، الفراولة بتاع الفراولة، آه.
وأما كاطو ابن عمي عندنا فتحوير لأغنية الفنانة اسمهان، وهي تناجي عبد الوهاب، ابن عمها، في الفيلم السينمائي، قيس ابن عمي عندنا يا مرحبا، يا مرحبا، وفاجأه والدها في الفيلم الفنان عباس فارس، بالقول، جئت تطلب نارا.

الرويني في البرنامج التلفزيوني: كان فاقدا لأعصابه يهاجم الجميع

ولم يكد كاطو يستريح من هجوم الرفاعي الساخر، حتى داهمه في نفس اليوم هجوم الدكتور محمد أبو الغار في 'المصري اليوم' بالقول عنه وعن اللواء الرويني: 'تحدث اللواء 'الرويني' في برنامج صباح دريم الذي تقدمه المذيعة المثقفة واللامعة دينا عبد الرحمن لمدة قاربت من الساعة، وقد استغربت لأن اللواء 'الرويني' في هذا البرنامج كان فاقدا لأعصابه يهاجم الجميع ويتهمهم بدون دليل، بدءا من 'شباب 6 ابريل' وهم مجموعة من أروع شباب مصر، قاموا بأدوار عظيمة في السنوات السابقة للثورة، وشاركوا بكل قوة اثناء الثورة واتهامهم بالعمالة والرشوة أمر غريب، أما اتهام حركة 'كفاية' فهي نكتة كبيرة لأنها حركة وطنية صميمة من أنبل رجال ونساء مصر، وكان لها دور كبير في التمهيد لثورة 25 يناير عبر عدة سنوات، ولم يكتف اللواء 'الرويني' بذلك بل قام بالهجوم بدون مبرر أو سبب على جميع فئات المجتمع بدءا من القضاة وبعد أن انتهيت من سماع اللواء 'الرويني' استمعت الى اللواء 'كاطو' الذي اعترض على قراءة دينا عبد الرحمن لمقالة الكاتبة المحترمة جدا نجلاء بدير، طالبا منها قراءة مقالات كتاب محترمين فقط، وبالطبع ردت عليه 'دينا' وتلا ذلك أن استدعيت 'دينا' لمقابلة صاحب القناة الذي قرر إعفاءها من تقديم البرنامج ولا نعرف على وجه الدقة هل أخذ صاحب القناة هذا القرار من نفسه خوفاً على علاقته مع المجلس العسكري أم أنه تلقى أمرا بذلك، وفي جميع الأحوال يبدو شبح المجلس العسكري في خلفية المشهد وشبح المذيعة الشجاعة التي تمثل مصر بعد الثورة شامخة واعدة كعهدنا بها دائما، واعتقد ان المجلس العسكري، وهو الأكبر عمرا والأكثر خبرة لا يجب أن يدخل نفسه في متاهات السياسة هو القائم بأعمال الرئيس فلا بد ان يكون له رأي سياسي ولكن يجب عليه ان يترك الحرية لمجلس الوزراء للتصرف'.

المجلس العسكري يستخف بالقوى الوطنية

اما زميلنا عبد الفتاح علي، أحد مديري تحرير 'الفجر'، فقد ترك اللواءين، كاطو والرويني، واتجه بهجومه ضد المجلس العسكري كله بالقول عنه: 'المجلس يتعامل مع أغلب القوى الوطنية على اعتبار أنها إما غير قادرة على تحمل المسؤولية وأنها تعاني من مرض تخلف عقلي وبالتالي فمن حقه أن يحجر على آرائها ويصادر أفكارها، وينصف مبادراتها، وإما أنها قوى عميلة تتدرب في صربيا أو تمول من أمريكا، وفي أحسن الأحوال هي قوى مدنية، وفي حكم العسكر تعتبر درجة ثانية لا ترقى لأن ينظر إليها أو يتعامل معها بندية، وبعيدا عن الخلفية العسكرية، الاستعلائية على ما هو دونها، تجد من قوى الإسلام السياسي سمعا وطاعة، لهذا يجري دائما حوارا مباشرا مع الإخوان المسلمين بعيدا عن أعين بقية القوى التي تقبل بأنصاف الحلول، على النقيض تماما تجد أداء المجلس العسكري مع قوى الثورة 'غير الإسلامية' بمختلف اعمارها وأطيافها تارة بالاكتفاء والتفرج على سحلها وضربها وحرقها وقتلها وقنصها على مدار 24 ساعة يوم الثاني من فبراير، وتارة بأن قام بنفسه بالسحل والضرب والتعذيب وكشف العذرية في يوم التاسع من مارس لكنه هذه المرة لم يخرج ويعتد، الطريقة العنيفة التي مارسها الجيش مع الثوار انتقلت من المواجهات المباشرة الى غير المباشرة عن طريق مرؤوسيه في وزارة الداخلية، الثوار يريدون ثورة في كل شيء والمجلس العسكري يريد بعض الإصلاحات التي تؤدي الى الاستقرار الذي يحفظ لهم مكاسبهم ويبعدهم عن كل انتقاد او مساءلة أو محاسبة، المجلس العسكري لا يريد أن يتعلم من أخطاء سابقة ورئيسه الأعلى لثلاثة عقود الذي كان حتى 11 فبراير يدين له بالفضل والولاء'.

الفريق سامي عنان رئيس الأركان يرد على الحملة ضد المجلس العسكري

كما شارك في نفس اليوم - الأحد - زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في الهجوم على المجلس العسكري، برسم في 'الشروق'، عن جندي يستعرض عضلاته الكبيرة، وكانت العضلة على شكل سلفي.
وقد رد الفريق سامي عنان رئيس الأركان بطريقة غير مباشرة على الحملة التي يتعرض لها المجلس بقوله في لقاء له مع عدد المثقفين - نقلا عن 'المساء' أمس :
'هناك بعض وسائل الإعلام تهدف الى الإثارة وبث الفتنة بين المواطنين وهدم ثوابت المجتمع، وطالب الإعلام بتوخي الحذر حماية للبلاد واستقرارها، إعلام الإثارة والسطحية يتعمد الإفساد لأنه يبعث برسالة مؤداها ان الجدية والأمانة لا قيمة لها على أرض هذا الوطن، وأن التزييف والسطحية هما الأساس في كل شيء والمشكلة ليست في النقد، فنحن مع النقد ولكن هناك بعض الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى التي تتعمد الهدم والإساءة الى كل شيء على أرض الوطن. ان الفتنة الطائفية هي واحدة من التحديات الخطيرة التي تواجه البلاد وأن الوطن تميز بالتسامح والسلاح رافضا ما يردده الإعلام حول الفتنة، وإذا لم نسيطر على هذه المحاولات فإن ذلك من شأنه ان يقود البلاد الى كوارث خطيرة وهناك جهات مغرضة تسعى إلى إثارة الفتنة وهي لها مصالحها في ذلك'.


مبارك يقف متهما امام محكمة الجنايات بعدما حكم مصر ثلاثة عقود بدون منازع

2011-08-01




القاهرة ـ ا ف ب: حكم الرئيس المصري حسني مبارك، الذي تبدأ محاكمته الاربعاء امام محكمة جنايات القاهرة، مصر من دون منازع طوال ثلاثة عقود قبل ان يسقط في 11 شباط/فبراير اثر انتفاضة شعبية استمرت 18 يوما.
ولم يعرف بعد بشكل نهائي ان كان مبارك سيمثل امام المحكمة ام ان حالته الصحية لن تسمح بنقله.
وطلب النائب العام المصري عبد المجيد محمود رسميا من وزارة الداخلية نقل مبارك من شرم الشيخ الى المحكمة، لكن الصحف المصرية قالت الاثنين ان محاميه فريد الديب يحاول الحصول على تقارير طبية تفيد بأن حالته لا تسمح بنقله.
وفي حزيران/يونيو الماضي، قال فريد الديب ان مبارك يعاني من سرطان في المعدة يؤدي الى اصابته بحالات غيبوبة.
ولكن وزارة الصحة المصرية نفت هذه المعلومات.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية السبت عن مصدر طبي مسؤول في مستشفى شرم الشيخ ان مبارك يعاني من 'اكتئاب حاد' ادى الى امتناعه عن تناول الطعام غير ان حالته الصحية 'مستقرة نسبيا'.
وتم انتزاع صور مبارك من مكاتب المؤسسات الحكومية الرسمية واليوم ينتشر في ميدان التحرير باعة يعرضون صورا كاريكاتورية للرئيس السابق.
لم يظهر مبارك (83 عاما) علنا منذ اطاحته سواء عندما كان يقيم في قصره في منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر او بعد نقله الى مستشفى هذه المدينة وايداعه الحبس الاحتياطي فيه في نيسان/ابريل.
ويواجه مبارك، الذي حكم الدولة العربية الاكبر من حيث عدد السكان، اتهامات بالفساد وب 'القتل العمد' وهي جريمة ان ثبتت تصل عقوبتها الى الاعدام.
وعند اغتيال الرئيس الاسبق انور السادات على يد اسلاميين في العام 1981 فتح الباب امام مبارك، الذي كان قائدا للقوات الجوية ثم اصبح نائبا للرئيس، لكي يترأس البلاد في وقت لم يكن احد يتوقع مستقبلا كبيرا لهذا الرجل الذي يفتقد الى الكاريزما.
عرف عن مبارك انه رجل براغماتي غير انه فقد شيئا فشيئا صلته بالشعب واصبح عنيدا ومتكبرا وقد اعتمد على جهاز امني مخيف وحزب يأتمر بأوامره ليحكم البلاد بشكل فردي طوال ثلاثين عاما.
وكان التزامه رغم كل الانواء والاحتجاجات بمعاهدة السلام التي ابرمها سلفه مع اسرائيل عام 1979 وحرصه على ان يظل ضمن ما عرف بمعسكر الاعتدال في العالم العربي سببين رئيسيين لتأييد الغرب لنظامه، وخصوصا الولايات المتحدة التي ظل حليفا لها على الدوام.
وظل مبارك بشعره الداكن على الدوام رغم مرور الزمن وبنظرته التي يخفيها في غالب الاحيان خلف نظارات سوداء، وجها مألوفا في الاجتماعات الدولية على مدى سنين حكمه.
ورغم تصديه بقوة للجماعات الاسلامية المتطرفة، لم يتمكن مبارك من وقف تصاعد الاسلام الاصولي الذي تجسده جماعة الاخوان المسلمين وهي تعد اليوم اكثر الحركات السياسية تنظيما على الساحة السياسية.
ولد محمد حسني مبارك في الرابع من ايار/مايو 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر. وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش الى ان اصبح قائدا للقوات الجوية ثم نائبا للرئيس في نيسان/ابريل 1975.
وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لست محاولات اغتيال ما جعله يرفض رفع حالة الطوارىء السارية في البلاد منذ توليه الحكم.
وقد غذى صعود نجم نجله الاصغر جمال القريب من اوساط رجال الاعمال، الشكوك بشأن عملية 'توريث' للحكم خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في ايلول/سبتمبر 2011 ما ادى الى احتجاج المعارضة.
في المقابل فان الانفتاح الاقتصادي الذي تسارعت وتيرته في السنوات الاخيرة اتاح تحقيق طفرة اقتصادية وظهور 'ابطال' مصريين في مجال الاتصالات او الانشاءات.
الا ان نحو اربعين بالمئة من 80 مليون مصري لا يزالون يعيشون باقل من دولارين في اليوم وفقا للتقارير الدولية، في وقت تتهم البلاد بانتظام في قضايا فساد.
ولمبارك الذي خضع في اذار/مارس 2010 لجراحة لاستئصال الحوصلة المرارية في المانيا، ابن اخر هو علاء نجله البكر من زوجته سوزان ثابت 'سيدة مصر الاولى' التي يقال ان لها تاثيرا كبيرا على زوجها.
وسيحاكم جمال وعلاء مع والدهما في نفس القضية.


جمال وعلاء مبارك: من الثراء والنفوذ الى المحاكمة الجنائية

2011-08-01




القاهرة ـ ا ف ب: كان جمال يحلم بان يخلف والده على رأس اكبر دولة عربية، اما علاء رجل الاعمال فكان يعتقد ان سيستمر في مراكمة الثروة.
نجلا الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مودعان الان في سجن مزرعة طرة بجنوب القاهرة ينتظران مثله بدء محاكمتهم الاربعاء.
ومثل والدهما، المحبوس احتياطيا في مستشفى شرم الشيخ منذ نيسان/ابريل الماضي، لم يظهر جمال وعلاء علنا منذ اطاحة الرئيس السابق في الحادي عشر من شباط/فبراير بعد ان تخلى الجيش عنه اثر انتفاضة شعبية استمرت 18 يوما تطالب بسقوطه.
وبحسب تقارير صحافية، تشاجر جمال وعلاء بحدة عشية الاطاحة بوالدهما اذ لام علاء شقيقه الاصغر جمال لدفعه والده الى تبني طموحاته في توريثه الحكم وهو ما ادى الى الاسراع بسقوطه.
تربي علاء وجمال، وكلاهما في نهاية عقدهما الخامس، في قصور مصر الجديدة في ظل سلطة والدهما ولكن لكل منهما مزاج مختلف عن الاخر.
فجمال الذي عمل مصرفيا في بداية حياته كان يمثل 'الحرس الجديد' الذي ازاح 'الحرس القديم' من نظام والده.
تولى جمال منصبا قياديا في الحزب الوطني الديموقراطي الذي كان والده يترأسه واراد ان يجعل منه ماكينة للوصول ذات يوم الى الرئاسة.
وفي محيط الاسرة، كانت والدته سوزان تساند بقوة طموحاته لخلافة الرئيس المسن الذي تولى السلطة في العام 1981.
ولكن الطريق الى الرئاسة كان محفوفا بالمخاطر فالمصريون كانوا ينظرون الى جمال مبارك ودائرته المقربة من رجال الاعمال الاثرياء باعتبارهم فاسدين وكانوا مكروهين للغاية في الشارع.
كما ان جزءا كبيرا من الجيش، الذي خرج منه كل رؤساء مصر منذ العام 1952، لم يكن يؤيد سيناريو توريث الحكم.
تخرج جمال مبارك من الجامعة الاميركية في القاهرة ثم عمل في مصرف بنك اوف امريكا في لندن ما بين عامي 1988 و1994 قبل ان يعود الى مصر في العام 1995 اثر محاولة اغتيال مبارك في اديس ابابا.
واعتبارا من العام 1999، بدأ جمال مبارك في تسلق المناصب الحزبية ووضع رجاله ومعظمهم من رجال الاعمال في البرلمان والحكومة حيث عملوا على خصخصة الاقتصاد المصري بشكل متسارع.
وكانت الانتخابات البرلمانية الاخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر الماضيين، التي انتهت باستبعاد كل المعارضين تقريبا من مجلس الشعب، في خطوة جديدة في اتجاه الفوز بالحكم.
ولكن هذه الانتخابات، التي شابتها اتهامات غير مسبوقة بالتزوير، عززت شعور المصريين بانسداد الافق السياسي في البلاد، وخرجوا الى الشارع بعد بضعة اسابيع للمطالبة برحيل مبارك.
علاء مبارك ترك لشقيقه المعترك السياسي وصب اهتمامه على عمله كرجل اعمال وقد حقق ثروة كبيرة من خلال مشاركته في شركات عدة خصوصا في مجال العقارات.
ويتردد اسم علاء بكثرة في القضايا المتعلقة بالفساد المالي التي بدأت التحقيقات فيها بعد 'ثورة 25 يناير'.
وفقد علاء احد ولديه محمد (12 عاما) في حادث عام 2009 وهو ما احزن كثيرا حسني مبارك.
ولجمال ابنة تدعى فريدة من زوجته خديجة الجمال.



2/8/2011

Post: #18
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-03-2011, 05:26 AM
Parent: #17

مبارك ولحظة الحساب
عبد الباري عطوان
2011-08-02




بمثول الرئيس المصري 'المخلوع' حسني مبارك في قفص الاتهام امام القضاء للرد على اتهامات بالقتل والفساد، ونهب المال العام، تقف مصر والامة العربية بأسرها امام سابقة تاريخية، قد تكون الاهم منذ عقود، بل ربما منذ قرون، فقد جرت العادة، وما زالت، ان يقتل الحكام العرب، وينهبون ويتجبرون دون اي حساب او مساءلة.
إنها أرادة الشعب.. انها الشجاعة في كسر كل حواجز الخوف والرعب من الطغاة.. من اجهزتهم القمعية، من الموت نفسه دفاعا عن الكرامة.. او بالاحرى من اجل استعادتها.. او انتزاعها من براثن اناس ولغوا في اهانة شعوبهم وسحق كرامتهم وتحطيم عزة أنفسهم.


ان يدخل الرئيس 'المخلوع'.. ونصرّ بقوة على كلمة 'المخلوع'، الى قاعة المحكمة، على كرسي متحرك او على سرير الموت، سيان، المهم ان يمثل امام القضاء، كشخص مجرم مدان، وسط بطانته السيئة، وادوات القتل والتدمير، مع ابنيه اللذين عاثا في الارض فسادا، وراكما المليارات من عرق الفقراء والمطحونين.
لا تعاطف مع الطغاة.. ولا شفقة مع من تعاطى مع شعبه كما لو انه قطيع من الاغنام، ومع بلاده كما لو انها مزرعة له ولنسله غير المقدس، يورثها لهم من بعده، ويجد الكثير من وعاظ السلاطين الجاهزين لإصدار الفتاوى التي تبرر، بل تحتم هذا التوريث.


جريمة الرئيس المخلوع الكبرى ليست في نهب المال وقتل خمسمئة متظاهر كانوا يطالبون بإسقاط حكمه فقط، وانما في قتله لمصر ومكانتها وهيبتها وكرامتها، وتشويهه لهويتها، وتحويلها من دولة عزيزة، كريمة، الى دولة ذيلية، متسولة، تتعيش على الفتات.
مصر التي كان ينتظر السعوديون محملها السنوي قبيل موسم الحج وكسوة كعبتها، والليبيون مساعداتها المالية والغذائية، والخليجيون اطباءها ومدرسيها، والمغاربة ثوارها واسلحتها، والعرب جميعا فنونها وآدابها وابداعاتها، مصر تحولت، وبفضل الرئيس مبارك وامثاله الى اضحوكة، 'حيطة واطية'، يتزاحم الكثيرون على إهانتها والتطاول عليها.
' ' '
اكثر من ثلاثين عاما من النهب والسرقات وتكديس المليارات في البنوك الغربية،هي عناوين حكم الرئيس المخلوع الابرز.. اتمنى ان يكون اول سؤال يوجهه القاضي اليه هو ليس عن مكان هذه المليارات، وانما عن الفائدة التي جناها من وراء سرقتها من عرق ابناء شعبه، وماذا ستفيده وهو الآن في ارذل العمر، ويقف خلف القضبان مثل كل اللصوص، كبارا كانوا ام صغارا.
سؤال آخر اتمنى ان يوجهه القاضي اليه ايضا، عن اسباب حقده على مصر وتراثها ومكانتها ودورها، بحيث ينحدر بها، وعن اصرار وتصميم، الى هذا الحضيض، من اجل البقاء على كرسي العرش، وأسرته المالكة، ووسط بذخ وفساد وإفساد يتواضع امامها بذخ وفساد أسرة محمد علي، ابتداء بزعيمها المؤسس، وانتهاء بالملك فاروق.
ثمانون مليونا من ابناء مصر الطيبة الصابرة سيتسمرون امام شاشات التلفزة يتابعون هذه اللحظة التاريخية، ليشاهدوا 'خديويهم' السابق، في مشهد لم يحلم او يحلموا به، ومعهم اسر ضحايا نظامه، الذين سقط فلذات اكبادهم برصاص الغدر، دفاعا عن نظام فاسد، هؤلاء الرجال الذين سطّروا بدمائهم الصفحة الاهم والاشرف في تاريخ مصر الحديث.
الطغاة العرب الآخرون، شركاء مبارك وحلفاؤه في ذبح كرامة هذه الامة، واذلال عقيدتها، وتقديمها قربانا لكاهنهم الامريكي وحاخامته الاسرائيليين، هؤلاء الطغاة سيتابعون المحكمة وهم يرتعدون خوفا ورعبا، من مواجهة المصير نفسه، فكم سفكوا من دماء شعبهم، وكم من المليارات نهبوها وما زالوا، في غفلة من الزمن.
الرئيس مبارك كان يتربع على قمة المؤسسة البوليسية الاضخم في العالم العربي، بل وفي العالم الثالث ايضا، ومع ذلك فإن هذه المؤسسة التي يزيد تعداد افرادها عن مليوني جندي، وميزانية ثلثهم تعادل ثلث ميزانية الدولة على الاقل، لم تمنع سقوطه المريع، بفضل حناجر شباب الثورة وصدورهم العامرة بالايمان والتصميم على التغيير.
' ' '
المجلس العسكري الحاكم اضطر للرضوخ لمطالب الثوار، والتسريع بمحاكمة العهد البائد الفاسد ورموزه، بعد تلكؤ طال امده، نتيجة لضغوط حلفاء مبارك في دول القمع والاضطهاد العربية، الذين لا يريدون تسجيل هذه السابقة حتى لا يواجهوا المصير نفسه، وهذا الرضوخ كان الطريق الاقصر لانهاء اعتصامات ميدان التحرير، وانقاذ البلاد من الثورة الثانية الزاحفة، وهي ثورة الجيّاع.


فرحتنا الكبرى كانت بتنحي الديكتاتور مرغما، ومعترفا بالهزيمة، وفرحتنا الأكبر بمشاهدته ذليلا خانعا خلف القضبان، لا نقول ذلك شماتة او تشفيا، وانما نقوله انتصارا للعدالة والمساواة، واحقاقا للحق، وعبرة لكل من تغولوا في سفك دماء الابرياء واعتقدوا انهم محصّنون من اي محاسبة او مساءلة.
انها الهدية الاجمل والادسم للشعب المصري، وكل الشعوب العربية بمناسبة شهر رمضان الفضيل، بل هو المسلسل الاكثر اثارة وتشويقا تتواضع امامه كل مسلسلات الدراما الاخرى.
الرئيس المخلوع لم يشعر مطلقا ولم يتعاطف، بل لم يتحسس معاناة عشرات الملايين من شعبه، ويستخلص معاني هذا الشهر الفضيل في هذا الاطار، بل لم يكن ونسله على تماس مع هذه الملايين، او حتى معرفة بوجودها، كانوا يعيشون في مملكتهم الخاصة وبطانتهم الفاسدة، وجاء الوقت لكي تنعكس الآية، وينقلب السحر على الساحر، وهو سحر رديء، من ساحر أردأ.
ننحني امام ثوار مصر، شبابها الطاهر الشجاع بمختلف اطيافه السياسية والعقائدية، الذي حقق لنا هذه المعجزة، واعاد الينا الامل والبسمة والشعور بالانتصار بعد ثلاثين عاما من القهر والهزائم.
مصر كانت دائما، وستظل رائدة وسباقة في تسجيل السوابق التاريخية، وما نأمل ان نشاهده اليوم في كلية الشرطة هو ابرزها.. فشكرا لها، ونأمل ان نرى عشرين طاغية آخرين في القفص نفسه، وقريبا جدا بإذن الله.

-------------------


المصريون يتساءلون: هل سيحضر مبارك المحكمة وماذا سيقول لنجليه وخاصة جمال؟
وقفات احتجاجية أثناء نظر القضية ومنظمة تحذر من ممارسات مريبة لوزارة العدل

2011-08-02




القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من أحمد القاعود:


قد يمثل الرئيس المخلوع حسني مبارك أمام المحكمة اليوم أو لا يمثل، لكن المصريين الذين أطاحوا به بعد 30 عاما من الحكم، سيشعرون شعوار مختلفا، فالفرح الهستيري الذي عم الملايين بعد خلع مبارك يو 11 شباط فبراير الماضي ربما قد لا يتواجد اليوم عندما يمثل مبارك ونجليه علاء وجمال ومعهم وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي والمحكوم بالسجن 12 عاما في قضية فساد مالي واستغلال نفوذ، اضافة الى رجل الأعمال الهارب في |أسبانيا حسين سالم صديق مبارك، لكن بالتأكيد سيكون احساسا مختلفا.
ربما سيعتبر الغالبية التي قامت بالثورة ضد الظلم والنهب والاعتداء على الكرامة، أن الثورة أثمرت اليوم فقط، بينما سينظر كثيرون أيضا بعين العطف الى الرئيس ذي ال 83 عاما، فكيف يقف قائد القوات الجوية في حرب أكتوبر 1973 والحاكم ثلاثة عقود خلف القضبان؟.


الحديث بين المصريين حاليا يدور حول تصديق الحدث، فهل لك أن تتخيل أن الرئيس سيقف مع نجليه خلف القضبان؟ انها لحظة تاريخية لم يشهدها الملايين من قبل، وقد لا يشهدوها خلال فترة طويلة مقبلة .
هناك تساؤلات من نوعية: كيف سيلتقي الأب بنجليه وماذا سيقول كل منهم للآخر، هل يلوم الأب ابنه جمال على التسبب فيما وصلت اليه الحال؟ هل سيبكي الثلاثة سويا؟ ماذا سيقول الرئيس المرتدي للزي الأبيض لوزير داخليته المرتدي لزي السجناء الأزرق؟ هل سيجلس الرئيس على كرسي؟ أم على سرير مجهز؟ هل سيوجه أهالي الشهداء له سبابا وهو خلف القفص؟ انها حقا لحظة فارقة في تاريخ المصريين الحديث.
من المقرر ان يظهر مبارك المحبوس احتياطيا على ذمة القضية 3642 جنايات لسنة 2011 أمام الدائرة الخامسة بمحكمة الجنايات في كلية الشرطة التي ألقي منها أخر خطاب له قبل الثورة حيث الاحتفال بعيد الشرطة.
واتخذت اجراءات أمنية مشددة لحماية محاكمته، وستتم بقاعة المحاضرات بالكلية التي كان يطلق عليها قبل وقت قصير أكاديمية 'مبارك للأمن'.
قوات من الجيش والشرطة ستقوم بتنفيذ الخطة الأمنية وسيشرف عليها مدير أمن العاصمة. القفص الذي سيقف خلفه الرئيس ونجليه أعدته شركة 'المقاولون العرب'.
ومثلها كغيرها من محاكمات رموز النظام السابق، صاحب المحاكمة حالة انفلات أمني ملحوظ في القاهرة والمحافظات ومشاجرات عنيفة بين مواطنين وبلطجية.
وفي ذات السياق أعلنت 22 حركة وحزب وائتلاف سياسي تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر النائب العام الجلسة الأولى لمحاكمة مبارك.
وكان وزير الداخلية منصور العيسوي تفقد أمس الأول الاثنين قاعة محاكمة مبارك وبحث الاستعدادات الأمنية مع مساعديه ووقع الرئيس المخلوع على طلب استدعائه للمحاكمة، ويفترض أن يتم نقله من شرم الشيخ الى القاهرة بطائرة عسكرية سيرافقه فيها أطباء.
ويتوقع أن تشهد المحاكمة حشدا جماهيريا كبيرا من المواطنين وأهالي الشهداء، وحدد عد الحضور بنحو 600 فرد فقط.
من جهتها قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في بيان لها أن 'ممارسات مريبة ومعدومة الشفافية، تجري الآن في محكمة استئناف القاهرة، المنوط بها وضع الترتيبات الخاصة بمحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وأبناءه ووزير داخليته حبيب العادلي وأخرين، قد تسفر عن حرمان أهالي الشهداء ومحاميهم من حضور المحاكمة، لتتحول إلى محاكمة صورية غير جادة، تتم في غياب أصحاب المصلحة وأهم أطرافها وهم اسر الضحايا ومحاميهم.
وأشارت الى أن محامي الشبكة العربية الذين يمثلون 16 أسرة من أسر الشهداء، عبر توكيلات قانونية، قد التزموا بالقواعد التي اعلنتها محكمة الاستئناف، وهي تقديم التوكيلات والصفة الرسمية، لمنحهم تصاريح حضور المحاكمة غدا، كمدعين مدنيا عن أسر الشهداء والضحايا، وقاموا بتقديم كل الأوراق اللازمة، مع العديد من المحامين الآخرين واسر الشهداء والضحايا، إلا ان محكمة الاستئناف، قامت بإغلاق الابواب وترفض حتى الان منح محاميي الشبكة والعديد من المحامين الآخرين تصاريح حضور المحاكمة، رغم أحقيتهم في هذا.


ونظرا لأن إجراءات المحاكمة سوف تتم في ظل تشديدات امنية يشرف عليها الجيش المصري، فسوف يكون من الصعب إن لم يكن مستحيلا دخول قاعة المحاكمة، أو حتى الوصول لأكاديمية الشرطة دون هذه التصريحات. وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان حرمان المحامين الموكلين عن أصحاب الصفة والمصلحة في حضور المحاكمة، يبطل المحاكمة، حتى لو تم اختيار بعض المحامين الذين تم انتقائهم، واستكمالهم بشخصيات أو كومبارس لا لهم صلة لها بالقضية سوف يعضد التخوفات التي تدور في أذهان الملايين من المواطنين المصريين حول جدية هذه المحاكمة وعدالتها، لدينا 16أسرة نتولى الدفاع القانوني عنهم، فمن يمثلهم بالمحاكمة؟.
وأضاف عيد 'نرى أن ما يحدث يتجاوز مرحلة انعدام الشفافية للمراوغة والتسويف! وليس من حق أي جهة، أيا كانت، أن تحرم أسر الشهداء ومحاميهم من حضور المحاكمة، لان هذا يصمها بالصورية ويبطلها، ولن نتوقف عن وصف هذا بالتخبط إن لم يكن تعمد لجعلها محاكمة تليفزيونية صورية، وسوف نذهب لندافع عن حقوق من نمثلهم قانونا، ونكشف للرأي العام اي تجاوز أو تواطؤ نراه'.

------------------

معركة مبارك الاخيرة.. جريمة عقوبتها الموت
صحف عبرية
2011-08-02




صباح غد، بعد ستة اشهر من مغادرته قصره، سيعود حسني مبارك الى القاهرة. وسيكون هذا ظهوره العلني الاول منذ أُطيح به عن كرسيه، في 10 شباط/فبراير.
ولكن الصور الاولى للرئيس المخلوع، الذي كان يعتبر زعيم العالم العربي، ستعرضه مرضوضا ومنهكا، في داخل قفص حديدي، مثل آخر المجرمين. إن لم تقتله المهانة، فمن شأن مبارك أن يكتشف بأن المحكمة، التي ستحاكمه على القتل المتعمد للمتظاهرين، ستحكم عليه بعقوبة الموت. بعد اسابيع طويلة من الترددات وانعدام اليقين حلت لحظة الحقيقة، المعركة الاخيرة لحسني مبارك.
'محاكمة تاريخية'، وصفت وسائل الاعلام المصرية الحدث الدراماتيكي الذي سيبدأ غدا.

تبدد الأمل

مئات عديدة من المصريين محامين، نشطاء حقوق انسان، عائلات المتظاهرين القتلى ومجرد الفضوليين أموا أمس المكتب الذي يصدر تصاريح الدخول الى محاكمة مبارك. غير أن 600 شخص فقط سيتمكنون من الدخول الى قاعة المداولات، التي ستبث بالبث الحي والمباشر على التلفزيون المصري.
الجمهور المصري، وعلى رأسه حركات الاحتجاج، متعطش لدم مبارك ودم نجليه وباقي قادة الحكم. من اللحظة التي سقط فيها مبارك، وخرج الى المنفى الطوعي في شرم الشيخ، بدأت الحملة لمحاكمته. الى جانب سلسلة من اتهامات الفساد طالب المصريون بمحاكمة مبارك على قتل المدنيين ايضا، وهي الجريمة التي تكمن فيها عقوبة الموت.
هذه الحملة والمظاهرات العنيفة التي رافقتها خلقت انجرافا سريعا، ولد تحقيقا جنائيا، لائحة اتهام والآن محاكمة. اذا كان مبارك أمل بأن يسمح له الانصراف الهاديء بالاختفاء بكرامة، فقد تبدد أمله تماما.
هذه المعاملة والكراهية التي لا تدرك الموجهة له أدت الى تدهور حاد في حالته الصحية. ويدعي كارهوه بأن التقارير عن حالته الصحية مضخمة ومبالغ فيها وترمي الى انقاذه من حبل المشنقة. ولكن الاطباء الذين فحصوه يدعون، في تقارير رسمية، بأن مبارك يعاني من اكتئاب شديد ويُقل في تناول الطعام. من الصعب أن نتصور كيف سيشعر عندما يُقاد غدا الى قاعة المحكمة ويشهد عن كثب حملة الاهانة وشطب إرثه.
أمل مبارك وفريق دفاعه في أن تملي 'اعتبارات الامن' محاكمة أكثر راحة، تبدد هو ايضا. بعد أن فحصت امكانية اقامة المحاكمة في شرم الشيخ، بل وربما دون حضور مبارك، تقرر اجراء الحدث في القاهرة بشفافية كاملة لارضاء الرأي العام.
في الآونة الاخيرة عمل عمال بناء على اعداد القاعة في كلية الشرطة لجعلها مهيأة للمداولات. ولشدة المفارقة، فان احدى المهام كانت الازالة عن لوحة شرف الكلية صورة حبيب العدلي، وزير الداخلية المخلوع، الذي سيحاكم هو ايضا مع مبارك.

حراسة مشددة

قُبيل المحاكمة أوضحت محافل الامن المصرية بأنه رغم التحدي الامني فان بوسعها أن تحمي محاكمة مبارك.
السيناريو الذي يهجم فيه عشرات الآلاف على القاعة في محاولة للفتك بمبارك وبنجليه بعيد عن أن يكون خياليا.
ولهذا فقد أُشركت كل المحافل ذات الصلة، بما فيها الجيش، في اعداد خطة الحراسة المشددة.
ورفعت محافل الامن في سيناء مستوى التأهب الى أعلى درجة قبل نقل مبارك من شرم الشيخ الى القاهرة.
وغدا سيؤخذ مبارك من مستشفى المطار في شرم الشيخ ومن هناك سينقل جوا الى القاهرة في مروحية عسكرية. سيارة محصنة ستنقله الى كلية الشرطة، وعندها سيدخل مباشرة الى قفص الاتهام في قاعة المحكمة. وسيرابط جنود داخل القاعة، حول القفص وبمحاذاة منصة القضاة.
ولكن كل هذا لا يمكنه أن يحمي مبارك، اذا ما أُدين فعلا بالاتهامات الموجهة له.

معاريف 2/8/2011


------------------------

اتفاق الإخوان مع الجماعات السلفية على تطبيق الحدود وفق الشريعة الاسلامية بعد الفوز في الانتخابات
حسنين كروم
2011-08-02




على ماذا أشير من أبرز الأخبار والموضوعات في صحف امس الثلاثاء؟.. الى قيام قوات من الجيش والشرطة بإخلاء ميدان التحرير وفتحه للمرور منعاً لحدوث كارثة في القاهرة قبل مدفع الإفطار بتوقف حركة المرور فيها، ولأن الناس ضاقت فعلا بغلق الميدان، أم الى الاستعدادات لبدء محاكمة مبارك وابنيه والعادلي وستة من مساعديه اليوم؟ أم الى كاريكاتير زميلنا وصديقنا الرسام الكبير جمعة فرحات في 'الأهرام'، وكان عن شاب يقف أمام التليفزيون ويقول لوالده: مسلسلات إيه، وهيافة إيه اللي حتتفرج عليها، احنا أهم مسلسل عندنا السنادي مسلسل محاكمة مبارك.
وإلى قليل من كثير عندنا:

معارك السلفيين وائتلافهم الاسلامي

ونبدأ بإخواننا السلفيين ومعاركهم، ولا بد أن نتيح لهم مساحة واسعة لعرض أفكارهم وخططهم، وقد أفاض في شرحها في 'الأخبار' يوم الجمعة، الشيخ الدكتور محمد يسري الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وأجراه معه زميلانا أمير لاشين ومصطفى عبد الحي، وقال فيه: 'في ثاني أيام التنحي تأسست الهيئة بهيئة تأسيسية شملت أكثر من ستين عالما وداعية وتضم عددا كبيرا من رموز الدعوة والعلم الشرعي، فمن الأزهر الشريف كان الدكتور نصر فريد واصل والدكتور محمود مزروعة عميد كلية أصول الدين الأسبق ود. طلعت عفيفي عميد كلية الدعوة الأسبق ود. الخشوعي وكيل كلية أصول الدين وغيرهم، بالإضافة إلى مشايخ الدعوة السلفية وعلى رأسهم الشيخ محمد حسان ود. محمد عبد المقصود ود. أحمد إسماعيل ود. سعيد عبد العظيم ود. ياسر برهامي، ومن التبليغ والدعوة انضم للهيئة د. محمد هشام راغب ود. عبد الرحمن فودة ود. مازن السرساوي وتضم من الإخوان أيضاً د. محمد عبد الستار فتح الله سعيد ود. صفوت حجازي ود. جمال عبد الهادي والشيخ أحمد هليل، وهذا يعني أن جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في الهيئة وتضم أيضا الجماعة الإسلامية وأنصار السنة والجمعية الشرعية وغيرهم من الشخصيات المستقلة في مجال الدعوة والعلم الشرعي.

مرجعية راشدة تحيي
وظيفة العلماء والحكماء في الأمة

جميع الأسماء الموجودة بالهيئة الشرعية يعبرون عن آراء تياراتهم ويمثلون التيارات الإسلامية التي ينتمون إليها مما يعني أن ذلك يعتبر بمثابة ائتلاف إسلامي يجمع كل الحركات الإسلامية تحت مظلة فكرية واحدة ،أهم أهدافها هي البحث في القضايا والمستجدات المعاصرة بما يساعد على حماية الحريات والحقوق المشروعة وتحقيق العدالة الاجتماعية وايجاد مرجعية راشدة تحيي وظيفة العلماء والحكماء في الأمة للمعاونة في تدعيم الحريات وتحقيق الإصلاح، كما تهدف الهيئة إلى العمل على وحدة الصف وجمع الكلمة وتقديم الحلول للمشكلات المعاصرة وفقا لمنهج الوسطية النابع من عقيدة أهل السنة والجماعة بالإضافة الى حماية الحريات الإنسانية والحقوق الشرعية والتنسيق مع مختلف القوى والمؤسسات الإسلامية والشعبية لتحقيق الأهداف المشتركة وترسيخ القيم الإسلامية في الحياة المعاصرة. قمنا بتشكيل 7 لجان لجنة الحقوق والحريات واللجنة العلمية والبحثية ولجنة الدعوة والإصلاح واللجنة الإعلامية ولجنة التقنية ولجنة الشباب وخدمة المجتمع واللجنة الإدارية والمالية، وتم عقد عدة اجتماعات لمجلس الأمناء المكون من عشرة أشخاص وتضم الهيئة العليا د. نصر فريد واصل ولكنه اعتذر بعد ذلك عن رئاسة الهيئة ونائبه الأول طلعت عفيفي والثاني محمد عبد المقصود والثالث الشيخ محمد حسان وتم مناقشة ما يجري من أحداث وتطورات الأوضاع على الأراضي المصرية.
- اعتذر الدكتور لعمله بمجمع البحوث الإسلامية والعمل داخل الهيئة الشرعية، لذلك فضل الاعتذار عن عدم رئاسة الهيئة.
- الحديث عن تطبيق الشريعة أمر سابق لأوانه ونحن في المرحلة الأولى لها وهي مرحلة التمهيد لأن القضية في البداية ترتبط بقول 'لا إله إلا الله محمد رسول الله' وارتضاء الله ربا والإسلام دينا ومحمد رسولا، وما دمنا ارتضينا أن القرآن هو الكتاب الخاتم لا بد أن نرتضي انه الحاكم، ولكي نصبح مسلمين وفوق الإسلام الصحيح لا بد أن نحتكم إلى الشريعة والقرآن.

سعي لإشعار المواطن أن تطبيق
الشريعة يحمل له الخير والبركة

المرحلة الثانية: هي أن يشعر المواطن أن تطبيق الشريعة يحمل له الخير والبركة وذلك بشكل عملي لذلك نحرص كتيار إسلامي على القيام بخدمات اجتماعية تعود تعود بالنفع على الناس، وهذا واضح بشكل كبير خلال الفترة الماضية فالإسلاميون هم من يتحركون في الشارع ويتواصلون مع الناس ويقدمون لهم العون سواء من خلال القوافل الطبية وتوفير السلع والمواد الغذائية بأسعار مناسبة.

المشاركة في الانتخابات البرلمانية

أما المرحلة الثالثة فهي المشاركة في الانتخابات البرلمانية ومحاولة الحصول على ثقة جماهير الشعب وتحقيق أغلبية تمكننا من وضع الشريعة الإسلامية على مائدة البحث من خلال الدستور الإسلامي ونحن لدينا أكثر من دستور إسلامي كلها تم تجهيزها وإعدادها، ولدينا دستور إسلامي تم وضعه عام 1978 وقصة هذا الدستور انه خلال فعاليات المؤتمر الثامن لمجمع البحوث الإسلامية عام 1977 تمت توصية بأن يقوم الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية بوضع دستور إسلامي ليكون تحت طلب أية دولة تريد أن تأخذ الشريعة الإسلامية كمنهج حياة، وتنفيذا لهذه التوصية قام فضيلة الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر بتأليف لجنة عليا من كبار الشخصيات المشتغلين بالقانون والدستور والفقه الإسلامي لتتولى مهمة وضع دستور إسلامي وبالفعل تم وضع الدستور وهو عبارة عن 9 أبواب و93 مادة ثم أصبح 9 أبواب و14 مادة.
يكون للدولة إمام وتجب الطاعة له وان خولف في الرأي ويشترط للمرشح للرئاسة البلوغ والذكورة والعقل والصلاح والعلم بأحكام الشريعة ويتم تعيين الإمام ببيعة عامة يحددها القانون ولأصحاب البيعة عزل الإمام، والإمام مسؤول عن قيادة جيشه لجهاد العدو وحفظ تراب الوطن وإقامة الحدود وعقد المعاهدات وله الحق في اتخاذ تدابير استثنائية بينها القانون إذا قامت قلاقل على أن يعرضها على المجلس النيابي للدولة.
وبالنسبة للقضاء فهو يحكم بين الناس وفقا للشريعة الإسلامية وتكفل الدولة استقلاله وتوقع عقوبات الحدود الشرعية في جرائم الزنا والقذف والسرقة والحرابة وشرب الخمر والردة وتصدر الأحكام وتنفذ باسم الله الرحمن الرحيم ولا يخضع القاضي في قضائه لغير الشريعة.
وافقت كافة التيارات الإسلامية على الدستور الإسلامي بما في ذلك الإخوان والسلفيون والتبليغ وغيرهم، وهذا الدستور قابل للإضافة والحذف والتعديل'.
أي أن الإخوان المسلمين الذين اتفقوا مع الأحزاب السياسية على أن الدولة مدنية، اتفقوا مع الجماعات الأخرى على قطع يد السارق وجلد شارب الخمر، واستتابة المرتد ثلاث ثم قتله إذا لم يتراجع عن ردته، أي أن إخواننا الأقباط الذين تركوا المسيحية إلى الإسلام ليتمكنوا من الطلاق لغير علة الزنا، ويطالبون بالعودة للمسيحية الآن وهناك قضايا رفعوها وحصلوا على أحكام لصالحهم سيتم قتلهم، وكلام الشيخ يسري واضح.

يهينون الإسلام ويتخذونه
مطية في صفقات سياسية مريبة

وقد أثار السلفيون خلافات ومناقشات حامية بسبب ما حدث منهم في الجمعة الماضية بميدان التحرير، وشن ضدهم زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير 'صوت الأمة' عبد الحليم قنديل هجوما قال فيه: 'سيطرت جماعات سلفية لم يلحظ أحد دورا لها في الكفاح الطويل ضد نظام مبارك، بل كان بعضها يؤدي 'خدمته الدينية' في معية جهاز مباحث أمن الدولة، وتحرص الآن على افتعال معارك في غير موضع، وعلى طريقة حرب طواحين الهواء، فليس من أحد يعارض شرع الله ولا التأكيد على هوية مصر الجديدة العربية الديمقراطية الإسلامية وبلا تناقض، والذين يفتعلون معارك زائفة يهينون الإسلام ويتخذونه مطية في صفقات سياسية مريبة، ليس لها من هدف سوى خدمة جنرالات التباطؤ والتواطؤ والحيلولة دون بلوغ الثورة أهدافها، وإنفاذ المطلب الأمريكي الإسرائيلي السعودي بعدم محاكمة مبارك فعليا.
وأخشى أن جمعة التحرير الأخيرة - بالصورة التي سادتها - تزور معنى ميدان الثورة وتدعم - بالقصد أو بدونه - تجمعات أرامل مبارك في ميدان روكسي وميدان مصطفى محمود، بل تدعم وتحمي مبارك نفسه، وتتواطأ مع من تبقى من جنرالاته'.

الجماعات التي تتستر بالدين

وفي نفس اليوم - الأحد - شن زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' صلاح منتصر هجوما آخر محذراً من خطورة المحظورة ـ آسف ـ أقصد الإخوان المسلمين والسلفيين، بقوله، انه لا داعي لدهشة البعض من عدم التزامهم بالاتفاق مع الآخرين: 'بل كان هو المتوقع لعدة أسباب أولها شعور الإسلاميين سواء كانوا سلفيين أو غيرهم، أنهم يقودون لا يقادون، وثانيا إحساس القوة الذي يجعلهم ينظرون إلى الحركات الائتلافية الجديدة على أنهم ما زالوا سنة أولى سياسة بينما هم أصحاب خبرة ونضال بدرجة الدكتوراة، وثالثا أنهم كما يقول التعبير الدارج 'ما صدقوا' فهم منذ عام 54 حتى اليوم، باستثناء بضع سنوات خلال فترة السادات، وهم في 'العتمة' واليوم يذهب كبار البلد - ومنهم وزير الداخلية نفسه - لتهنئتهم في مقار أحزابهم الجديدة، ويريدون أن يتكلموا بكل ما اختزنوه، والسبب الرابع أن البلاد مقبلة على انتخابات برلمانية، وهم بينهم وبين أنفسهم يرون أنهم ليسوا في حاجة إلى الآخرين، وأن الآخرين هم الذين في حاجة للتقرب لهم بحسب شروطهم هم، صحيح أنهم يقولون عذب الكلام المؤيد بما قال الحق والرسول، ولكن في السياسة فقد رفع جيش معاوية في حربه مع علي رضي الله عنه المصاحف فوق أسنة الرماح!'.

قوى اسلامية جديدة
في المجتمع تترصد بالثورة

وإلى صلاح آخر، ولكن في 'وفد' نفس اليوم، هو السفير السابق بوزارة الخارجية وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد صلاح الدين إبراهيم وقوله عن السلفيين: 'هناك قوى جديدة في المجتمع أصبحت تترصد بالثورة وتحاول التسلط عليها أو الاستيلاء عليها تلك القوى التي أتاحت لها الحريات الجديدة تكوين أحزاب متعددة سواء كانت دينية أو سلفية أو غيرها من القوى التي تبذل جهودا واضحة للوصول إلى السلطة سواء عن طريق استخدام آليات الحرية الجديدة من انتخابات أو استفتاءات أو غيرها باعتبارها القوى الأكثر تنظيماً وتحويلا في المجتمع.
وسيؤكد المستقبل أن الثورات التي تحرص على حقــــوقها وتبذل جهودا جادة لتحقيق أهدافها قادرة على التغلب على هذه القوى المضادة وعلى فلول النظام السابق وعلى العناصر الهدامة من قوى الأمن ومـــن العناصر التي هربت من المعتقلات ومن السجون، فالثورات بمبادئها النبيلة، وأهـــدافها السامــية أكثر قدرة على اجتذاب تأييد المجتمع من القوى الهدامة أو الداعية إلى العودة إلى الوراء'.

والسلفيون والإخوان
يأكلون الثورة

وانتقل الهجوم إلى 'الأخبار' على يد زميلنا حازم الحديدي وقوله في نفس اليوم: 'الأسد نهش محمد الحلو وأكل لحمه، مع أن الحلو هو الذي درب الأسد ورباه وعلمه وأطعمه، والسلفيون والإخوان يريدون أن يمشوا على درب الأسد، ويأكلوا الثورة وبالمرة يأكلوننا معها، مع أن الثورة هي التي حررتهم وأعادت الكهرباء إلى حناجرهم وأجسادهم، وإذا كان الأسد قد أكل اليد التي امتدت إليه، فهو معذور لأنه حيوان لا يعقل، لكن أهل الدين والموعظة الحسنة لا يجوز لهم أن يأكلوا اليد التي أخرجتهم من جحورهم، ولا يصح أن يزأروا في وجوه عباد الله ويرهبوهم باستعراض العضلات والعنجهية، وكأنهم احتلوا مصر بعد غزوة ميدان التحرير، ونصبوا أنفسهم أولياء عليها وأوصياء علينا لننام بإذنهم ونصحوا بأمرهم ونعبد الله كيفما يتراءى لهم، وهكذا ومع الأسف الشديد نخرج من قفص الأسد المفترس لندخل قفص الأسد الجديد'.

أيهما اصلح لمصر
الديمقراطية ام الشورى؟

ولكن كان في انتظار حازم زميله وصديقه عصام حشيش ينظر إليه وإلى غيره شزرا وصاح مدافعا عن الإسلاميين: 'كلمة الديمقراطية التي يتشدقون بها هي حكم الشعب أو من يختاره الشعب لينوب عنه في الحكم، وهو معنى نبيل ولكنه يعكس وجها آخر قبيحاً يعني أن الشعب هو سيد السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، فالسلطة التشريعية تشرع للشعب ما يريد ولو خالف حكم الله، والقضائية تقضي للشعب بما شرعه من أحكام ولو خالفت حكم الله والتنفيذية تنفذ للشعب ما قضى به، فأين إذن حكم الله في هذه الأحكام، وأين العمل بنص الآية التي تقول 'إن الحكم إلا الله'، ويضاف إلى ذلك ان كل إنسان في النظام الديمقراطي حر، ففي النظام الديمقراطي لا دين ولا رجولة ولا أنوثة ولا مسلم ولا مسيحي ولا كافر ولا بوذي، كل الناس سواسية، فالديمقراطية ان يتم الاحتكام الى الشعب ننفذ ما يريده ولو خالفت شريعته شريعة ربنا.
أما نحن المسلمين فقد أبدلنا الله عنها 'الشورى'، والشورى في الإسلام تأتي في الأمور التي لا يوجد فيها نص قطعي، عندئذ نجتمع ونأخذ الرأي من أهله إذا كانت مشكلة أو أزمة فتتحد الكلمة في مواجهتها، أما في الديمقراطية فكل شيء يقبل الأخذ والرد حتى ولو كان محرما'.

مظاهرات ميدان التحرير
رسالة للمجلس العسكري

وشارك في الدفاع عن الحشود السلفية في 'الدستور' يوم الأحد أيضا، زميلنا وصديقنا والأمين العام لحزب العمل مجدي أحمد حسين بقوله: 'الملايين التي تجمعت في ميدان التحرير وميادين المحافظات يوم الجمعة الماضي 29 يوليو وجهت رسائل متعددة لأطراف مختلفة: أهم رسالة هي للمجلس العسكري تقول له لسنا ضدك او في مواجهتك، ولكن يتعين عليك الالتزام الدقيق بما تعهدت به من إجراءات لتسليم السلطة للمدنيين عبر صناديق الاقتراع، إن القلق بدأ يساورنا بعد انزلاق موعد الانتخابات التشريعية المحدد في الإعلان الدستوري من سبتمبر إلى نوفمبر بدون أي مبرر مقبول، أن يلتزم الحيدة بين التيارات السياسية المختلفة، وأنه إذا ظهر عليه الانحياز الى تيار معين، فإن التيار الآخر سيجمع قواه ويستعرضها ليدفع المجلس العســـكري إلى التوازن، ليس المطــــلوب أن يدخل المجلس العسكري لعبة السياسة بل المطلوب منه شيء واحد هو تسليم السلطة للمدنيين المنتخبين في أقرب فرصة، ويجب أن يكون التزامه واضحا بعدم توجيه أي إشارة تشير إلى انحيازه لطرف دون آخر، كأن يتحدث عن مبادىء حاكمة للدستور.
أما الرسالة الأخيرة فلا أقول للعلمانيين جميعا لأنني أفرق بين العلمانيين الوطنيين من مختلف التيارات الليبرالية واليسارية والقومية والعلمانيين التابعين للغرب والكارهين للإسلام الى حد تفضيل حكم مبارك أو حكم العسكر على الحكم الديمقراطي إذا كان سيأتي بالإسلاميين، أقول للعلمانيين الوطنيين إن الديمقراطية هي الخيار الأول ويجب التمسك بها مهما كانت النتائج، وأيضا الاستقلال الوطني هدف أول، وإذا نجح الإسلاميون في الانتخابات فهذا يأتي في إطار استقلال الأمة وإذا كان بعضهم يحتاج الى تثقيف وتدريب سياسي فهذا سهل ومقدور عليه، أما الخونة فمن الصعب أن نعطيهم دروساً في الوطنية!'.

الذين شقوا الصف هم جرذان الفضائيات

وآخر المدافعين عن السلفيين وما حدث منهم رغم انه ليس منهم كان زميلنا عماد الغزالي مدير الديسك بجريدة 'الشروق' وقوله يوم الاثنين: 'الذين شقوا الصف هم جرذان الفضائيات من دعاة 'الحوار الرشيد البناء' الذين صدعوا رؤوسنا بالكلام عن الديمقراطية وحق الشعب في الاختيار ثم ناقضوا كل ما قالوا لأن نتائج الاستفتاء لم تأت على هواهم.
الذين شقوا الصف هم من ادعوا احتكار الوطنية ونزعوها عن كل من خالفهم حتى إن أحدهم قال في واحدة من إطلالاته الفضائية، 'إن جزمة أي واحد في التحرير أحسن من كل اللي في روكسي' مع أن متظاهري روكسي مصريون مثله، يناصرون الثورة وإن اختلفوا معه في كيفية بلوغها أهدافها.
الذين شقوا الصف هم من ناصروا إغلاق مجمع التحرير وقطع الطرق واقتحام مجلس الوزراء وتعطيل البورصة وتهديد الملاحة في قناة السويس وإلقاء زجاجات المولوتوف على مبنى الداخلية واعتبروا هذه الجرائم من إنجازات الثورة.
الذين شقوا الصف هم من تآمروا بليل لمحاصرة وزارة الدفاع وطالبوا بعزل المجلس العسكري وإقالة المشير، وخططوا للوقيعة بين الشعب والجيش في القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية، الذين شقوا الصف هم من انتشرت بذاءاتهم على الفيس بوك تردد 'تعالوا نضرب الجيش على قفاه في 23 يوليو زي ما ضربنا الشرطة على قفاها في 25 يناير'.. الذين شقوا الصف هم من كتبوا في صحفهم عن مواجهة مرتقبة بين الثوار والإسلاميين في التحرير، فأخرجوا الإسلاميين من زمرة الثوار، ومن المعادلة السياسية كلها، متجاهلين أن آلافا منهم عذبوا وقضوا أجمل سنوات عمرهم في سجون النظام السابق، ويحق لهم الآن - كما يحق لأي تيار - أن يعبروا عن أنفسهم وأن يكون لهم نواب في البرلمان بل وأن يطمحوا للحكم'. هذا، وعندنا الكثير عن السلفيين، سنوالي نشره تباعاً.

مبارك وأسرته ورجال نظامه: فساد سياسي
واقتصادي وفساد أخلاقي وأمني

وإلى توالي ردود الأفعال على مبارك وأسرته ومحاكمته التي ستبدأ اليوم - الأربعاء - وقال عنه اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير في إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة يوم الأحد في حديث نشرته له 'اليوم السابع' وأجرته معه زميلتنا عبير عبد المجيد: '- فساد سياسي واقتصادي وفساد أخلاقي وأمني ورجال أعمال، والمجلس العسكري لن يصمت على فساد، ولابد أن تظهر الحقيقة كل هذا سيظهر في يوم ما، وسيتم فتح السجلات بعد استقرار الأمور والقوات المسلحة لا تريد أن تقوم بدور دعائي أو ترويجي لنفسها ولكنها تريد أن تلعب دورا تاريخيا، وعندما يتم تسليم الدولة للحكم المدني ستظهر كل التفاصيل.
- الرئيس السابق وأولاده يضعون أموالهم في دول عن طريق شركات خاصة بإخفاء الأموال ويصعب الوصول اليها، ومصر تقوم الآن بالتعامل مع شركات مضادة تحاول فتح مفاتيح هذه الشركات، فالرئيس السابق وأولاده يعلمون أنهم سيظلون في السجن بقية عمرهم، ومع ذلك مصرون على كذبهم وأنهم لم يهربوا ثروات مصر الى الخارج، ولكننا لن نجعلهم يتمتعون بهذه الثروات ولن يحصدها أولادهم ولا أحفادهم.
- والرئيس السابق اعتاد على الكذب على الشعب لمدة ثلاثين سنة، ونحن للأسف كنا نصدق لأن المصريين طيبون ولولا موقعة الجمل لكان مبارك استمر، إلا أن الشعب كشفه'.

امكانية موت مبارك في رمضان

والآن، إلى الشهر الفضيل ومحاكمة مبارك، حيث تساءل يوم الأحد زميلنا وصديقنا الإخواني وعضو مجلس نقابة الصحافيين محمد عبد القدوس بالقول في جريدة 'روزاليوسف': 'أتساءل: هل سيكون الثالث من رمضان أو أغسطس أعظم يوم في تاريخ مصر كلها منذ أيام الفراعنة؟ هذا الموعد ينتظره الملايين من الناس حيث يقع حدث لم يسبق له مثيل منذ نشأة الدولة المصرية قبل آلاف السنين - أقصد دخول الرئيس المخلوع إلى قفص المحكمة وبدء محاكمته على جرائمه في حق بلادنا وأولها أنه المتهم الرئيسي في جرائم قتل شهداء ثورتنا وهناك العديد من القوى لا تريد رؤية هذا اليوم، ولذلك أخشى من الادعاء بأنه دخل في كومة، يعني غيبوبة! أو أنه مريض جدا، ومين عارف، يمكن يموت موتة ربنا قبل الموعد المحدد فيذهب إلى مكان الحساب فيه أشد من الدنيا'.

رمضان كريم؟ أم رمضان مبارك؟

وفي 'أخبار' الاثنين أول ايام رمضان كانت المشكلة التي تثير حيرة زميلنا خالد جبر هي هل نهنىء بعضنا بالقول، رمضان كريم؟ أم رمضان مبارك؟ قال: 'كنا نقول لبعضنا دائماً في هذه المناسبة: رمضان كريم، فيرد بعضنا على الآخر: الله أكرم، أي أن الكرم هو شعار هذا الشهر، كرم منا على أنفسنا واخوتنا وجيراننا، ثم كرم من الله سبحانه وتعالى علينا وعلى كل المسلمين بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.
رمضان كريم كان شعارنا - إلى أن تحول إلى رمضان مبارك، لا نعرف من هو صاحب تلك الفكرة الجهنمية - من جهنم طبعا - خالتي لصقت اسم رمضان مع اسم مبارك.
اعتقد ان أحدا الآن لا يستطيع أن يكتب أو يقول رمضان مبارك، لأننا ننتظر بعد يومين محاكمة مبارك، الذي أوصلنا إلى حالة من اليأس، بينما رمضان يوصلنا دائما الى حالة من الرضا والراحة والقناعة. اللهم بلغنا رمضان، وارحمنا في رمضان، وأهدنا واغفر لنا واعتقنا من النار، ولا تجعل مصيرنا في الدنيا كمصير مبارك، ولا في الآخرة كمصير حبيب العادلي وأعوانه'.
وهذا دعاء مقبول إن شاء الله لأنه صادر من قلب عامر بالايمان وتقوى الله.

هل يرضيك هذا يا رمضان؟

لكن ما لم استطع فهمه وتقبله، ان يقف في نفس اليوم في 'المصري اليوم' الدكتور عادل عفيفي عبد المقصود رئيس حزب الأصالة السلفي تحت التأسيس، يناشد رمضان قائلا له، وهو يبكي بحرقة رغم صيامه: 'هل يرضيك هذا يا رمضان؟ لقد انقضت سبعة شهور كاملة على جرائم قتل عمدي وجرائم ضد الإنسانية ارتكبها النظام السابق ومع هذا لم تتم إقامة أي عدل ولا اي قصاص.
إن عشماوي على أهبة الاستعداد في انتظار حسني مبارك وصفوت الشريف وفتحي سرور وقتلة الشعب وهم يرتدون البدلة الحمراء، فهل يطول الانتظار؟
ولو حدث ان مر عام دون محاكمة هؤلاء فلا تأت إلى مصر بعد ذلك يا رمضان، فهم حينئذ لا يستحقون مجيئك الميمون، لا تأتي يا رمضان إلا بعد تطهير جميع المؤسسات.
لا تأت يا رمضان وشيخ الأزهر العضو السابق في لجنة سياسات الحزب الوطني المنحل في مكانه، لا تعد يا رمضان طالما ظل علي جمعة مفتي الجمهورية في منصبه، أحد أشد المعارضين للثورة في مهدها'.
وفي الحقيقة، فلا استطيع ان اتفق مع عادل عفيفي في موافقة رمضان على عدم المجيء إذا استمر المفتي في منصبه لأن الشيخ علي جمعة هو الذي أعلن عن مقدمه أي أن بينهما علاقة خاصة أما شيخ الأزهر، فجائز،لأنه عندما عين شيخاً له كان عضوا في المكتب السياسي للحزب الوطني ولم يتركه إلا بعد استئذان مبارك، كما انه اتهم نظام خالد الذكر بالكفر، ولذلك نناشد رمضان عزله، قبل غيره، وسمعت صوت هرج، وخرج في نفس اليوم واتضح انها صادرة من 'الجمهورية' في احتفال زميلنا فراج إسماعيل بمحاكمة مبارك وقوله: 'منذ الإعلان عن بدء محاكمة مبارك ونجليه في القاهرة يوم الأربعاء القادم والقلوب تخفق بشدة والأحلام تداعب الملايين والأماني تطوف بنا حول اللحظة التي لم تمر بمصر طوال تاريخها العريق، ان يدخل 'الفرعون' القفص الحديدي ويطل على الناس منه لا يملك من أمره شيئا، يملأ وجهه القلق والخوف مستمعا الى الاتهامات الموجهة ضده والتي تصل عقوبتها مجتمعة لو أدين فيها السجن قرنين من الزمان أو الإعدام في حالة إدانته بقتل المتظاهرين.
لم نقرأ في التاريخ من قبل ان شعب مصر شهد فرعونه في قفص الاتهام، نعم شهده يموت غريقا في عهد فرعون موسى ورميا بالرصاص فوق المنصة في عهد السادات، لكن شاء القدر أن يكون حسني مبارك صاحب اللحظة الفارقة والحدث التاريخي غير المسبوق بدخوله القفص ونقل محاكمته عبر القنوات الفضائية وربما يخصص بعضها 'استديو تحليلي' على نمط مباريات كرة القدم.
الناس تتابع الأخبار المتداولة عن اللحظة التاريخية لظهور الديكتاتور الذي غاب عنهم منذ 11 فبراير الماضي بعد أن قبع في السلطة 30 عاما محاطا بحراس يسدون عين الشمس وبترزية قوانين يفصلون له جلباب الحكم على المقاس الذي يطلبه وبإعلام وصل به مرتبة التقديس.
هناك شكوك كبيرة في أن تلك اللحظة ستأتي، ففي آخر ساعة قد يتم اغتيال الحلم بتأجيل المحاكمة لسوء حالة الرئيس السابق وإصابته بنوبات إغماء متكررة أو غيابه عن الوعي كما قرأنا خلال الأسابيع الماضية نسبة إلى محاميه فريد الديب الذي تحول إلى طبيب يذيع بين الحين والآخر تقارير صحية جعلت الجميع يترقب خبر الوفاة'.
يا ألطاف الله، ثلاثون عاما من التطبيل والتزمير الإعلامي، وهذه هي النتيجة؟ كراهية واحتقار لا مثيل لهما في التاريخ المصري؟
من الذي قال ان المصريين شعب يسهل الضحك عليه؟ ومن الذي قال ايضا تجمعهم صفارة وتفرقهم عصاية؟
خسيء من قال هذا وذاك، لكن السؤال هو، هل تجوز المحاكمة في رمضان خاصة إذا أعلن مبارك انه صائم؟

هل تسمح حالة مبارك بالصيام؟

لكن السؤال هو: وهل تسمح حالته بالصيام؟ الإجابة في التقرير الطبي الذي نشرته 'الأخبار' من شرم الشيخ لزميلنا أحمد مجدي ومحمود كامل، وجاء فيه: 'أكد مصدر طبي رفيع المستوى لـ'الأخبار' بمستشفى شرم الشيخ الدولي، أن الحالة العضوية لمبارك تشهد استقرارا نسبيا منذ نجاح الفريق الطبي المعالج في السيطرة على مشكلة ارتفاع ضغط الدم التي لازمته لمدة 48 ساعة يومي الجمعة والسبت الماضيين، ان الحالة الصحية للرئيس السابق لا تسمح بأن يؤدي فريضة الصيام خلال شهر رمضان المبارك وذلك لاعتبارات طبية كثيرة أبرزها تقدمه في العمر، وحالة الوهن والضعف العام التي يعاني منها بسبب عزوفه عن تناول الطعام منذ اصابته بحالة الاكتئاب التي تسيطر عليه منذ تلقيه نبأ إحالته ونجليه علاء وجمال لمحكمة الجنايات. ان صيام مبارك يعرضه لمخاطر شديدة وعلى الرغم من انه لا يعتمد حاليا في تغذيته سوى على السوائل فقط ورفضه شبه التام للطعام خلال الاسبوعين الماضيين إلا ان هذه الكميات كفيلة بالحفاظ على وضعه مستقرا، وأشار المصدر الى ان الرئيس السابق تلقى مساء امس الأول الاحد جلسة تمرينات سلبية على يد اخصائية العلاج الطبي الطبيعي المتواجدة بالمستشفى، وذلك بناء على توصية مباشرة من الفريق المعالج بهدف تنشيط عضلات جسده التي يسيطر عليها الوهن التام ولتلافي إصابته بقرحة الفراش، وبالنسبة لحالته النفسية أوضح المصدر الطبي ان مبارك ما زال في حالة انهيار نفسي كامل ولم ترصد التقارير الطبية الصادرة عن أطبائه أي بوادر تحسن في وضعه النفسي، وما زالت أعراض الاكتئاب تسيطر عليه تماما'.

مبارك الضحية الأكبر
لهذا النفاق الإعلامي والسياسي

هذا وقد تأثر لذلك زميلنا بـ'الجمهورية' زياد السمار، وقال حزنا على مبارك:
'كان مبارك الضحية الأكبر لهذا النفاق الإعلامي والسياسي على مدى ثلاثين عاما، فكم وصفه الصحافيون بأنه صمام الأمان، وكم صالوا وجالوا بأن المشاكل تترك وتهمل ويعجز المسؤولون عن مواجهتها ولا تجد لها حلا إلا لدى القائد والزعيم نصير الفقراء وأبو الديمقراطية والمنحاز دائما للشعب؟.
مبارك تتنبأ الآن معظم مانشيتات الصحف بإمكانية نقله بسريره امام المحكمة، ولا عجب ولا حياء من هؤلاء الشعراء صحافيي هذا الزمان الذين يتبعهم الغاوون!
ليس هذا دفاعا عن مبارك ولكنه اشفاق عليه من شركاء في الجريمة دائما يساهمون في صنع الفرعون الى حد التقديس ولا يستحون بعد ذلك إذا ما شاركوا في أكبر عملية تجريس لنفس الفرعون الإله!!'.

مبارك: كان بارعا في العناد
يعادي شعبه ويركب رأسه

لكن زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' أشرف العشري رفض هذه المشاعر لزياد وقال غاضبا: 'كان بارعا في العناد، يعادي شعبه، يركب رأسه ويذهب لاستجمام شيخوخته في شرم الشيخ، 16 عاما هناك ينعم بصحبة الأفاقين والفاسدين، أنجاله كانوا صيادين ماهرين في عالم الفساد، نهبوا بلدا بحجم مصر، سكرتاريته وسدنة حكمه ووزراؤه بلا استثناء كانوا لا يجيدون فقط التنقل فوق مربعات رقعة الشطرنج بل كانوا دوما قادرين على الرقص فوق جثث ومعاناة الملايين الذين حولوهم الى شراذم من الجياع والمحرومين والمعذبين، صار بلد يأكل نصف شعبه من مكبات القمامة، والزعيم وأنجاله وعصابته يتحصلون وحدهم على أكثر من نصف ثروات مصر. غدا ربما تختلط مشاعر بعض المصريين، البعض سيبكي والبعض سيذرف الدمع على رئيس أحبه دون أن يدري كوارثه، البعض سيصيبه الدوار، البعض سيرقص فرحا من أسر الشهداء والمعذبين والمقهورين 30 عاما في فلك السلطة والفساد المتوحش.
ولكل هؤلاء نقول لا تنسوا في المقابل خراب بلد بحجم مصر عطلت وضربت أدواته وأدواره، نهبت ثرواته وغرق في أزمات وطوابير الخبز، باع تضحيات أبطاله وغازه لعدوه اللدود، إسرائيل، بلد صار كل من هب ودب يتطاول عليه ويضرب به مقصد الأمثال السيئة'.

مبارك سيستعطف ويستدر
عواطف الشعب المصري

ومن شأن كلام أشرف وملايين مثله، ان يؤثر في الحالة النفسية لمبارك، وهو ما كان موضوع تحقيق نشرته 'الشروق' امس لزميلنا احمد عبد الحليم وجاء فيه: 'توقع الدكتور وائل أبو هندي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق ان مبارك سيحاول ان يستعطف ويستدر عواطف الشعب المصري، بتكرار أقوال مطاطية عن دوره في مصر خلال الـ30 عاما المنقضية، وسيركز على حصر أقواله في 'شعارات' ضيقة كحديثه عن المسؤولية الصعبة وديون مصر، في محاولة منه لاستدرار عواطف المصريين للبكاء عليه.
ان التركيبة الداخلية لنفسية مبارك، ستجعله يمثل الانكسار، مع قناعته الداخلية باحتقار محاكمته، واعتبارها امرا سخيفا من شعب جاحد لم يقدر حجم تضحياته خلال فترة حكمه.
من جانبه الدكتور محمد المهدي استشاري الطب النفسي بجامعة الأزهر اشار الى عدم توقعه ظهور أي من عائلة مبارك بالحالة الجسورة التي ظهر عليها صدام حسين الذي كان ينظر لنفسه باعتباره بطلا يحمي العراق من الغزو الأمريكي، أما عائلة مبارك، فهي عائلة لفظها الشعب ورفضها وخرجت الجماهير في طول البلاد وعرضها لخلعهم من الحكم'.



3/8/2011
القدس العربى

Post: #19
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-04-2011, 05:35 AM
Parent: #18

مبارك وجمال وعلاء ينكرون الاتهامات.. واحتفالات بميلاد 'مصر جديدة'
القاضي قرر ايداعه بمستشفى فخم قرب القاهرة مع رعاية طبية كاملة
2011-08-03




القاهرة ـ 'القدس العربي' من حسام عبد البصير:


لم يصدق المصريون أعينهم وهم يشاهدون فرعونهم الأخير حسني مبارك يدفع به عبرسرير متحرك نحو قفص كبير أعد خصيصاً لمحاكمته ونجليه، في قاعة بأكاديمية الشرطة، وهي نفس القاعة التي كان يخطب فيها أمام كبار قيادات وزارة الداخلية كل عام في عيد الشرطة.


وتوقفت الحياة في مختلف أحياء وشوارع القاهرة ومختلف مدن وقرى مصر لمتابعة محاكمة القرن التي تابعتها العواصم العربية باهتمام بالغ أيضاً، حيث نادى المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة الجنايات، المتهم محمد حسني السيد مبارك فأجاب نعم أنا موجود ليواجهه بثلاثة اتهامات هي قتل المتظاهرين وتبديد المال العام وتصدير الغاز لاسرائيل بأسعار تقل كثير عن سعرها الحقيقي.
وقرَّر المستشار أحمد رفعت رئيس الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات القاهرة، استمرار النظر بالقضية رقم 1227 جنايات، المتهم فيها وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار معاونيه بجلسة تعقد اليوم الخميس مع فض الأحراز (الأدلة).


كما قرّر رفعت تأجيل النظر بالقضية رقم 3642 المتهم فيها الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك السيد ونجلاه علاء وجمال، إلى جلسة تعقد في 15 آب/اغسطس، وأمر بإيداع مبارك مستشفى 'المركز الطبي العالمي' على طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي مع استمرار مرافقة الفريق الطبي المعالج له.
وكان فريد الديب محامي المتهم حبيب العادلي طلب إعادة الدعوى إلى هيئة المحكمة الأولى التي كانت تنظر القضية قبل ضمها إلى القضية الثانية.
وعلّل الديب طلبه بإلغاء ضم قضية العادلي الى قضية الرئيس السابق حسني مبارك بانه يرجع لكون القضاة الذين قرروا ضمهما 'مردودين'، وقدَّم للمحكمة مذكرة مكتوبة تُبطل هذا الضم.
وطلب محام آخر للعادلي، من هيئة المحكمة، الانتقال للمعاينة لمقر المتحف المصري والجامعة الأمريكية، ووزارة الداخلية، ومبنى مصلحة الأدلة الجنائية، وسنترال باب اللوق، وفندق رمسيس هيلتون وذلك 'لإثبات نفي حدوث الفعل المكون للجريمة واستحالة حدوث الواقعة كما رواها شهود الإثبات'.
من جهته طالب الدفاع عن أسر الشهداء باستدعاء المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ونائبه رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة الفريق سامي عنان، وعمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، وعبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار ورئيس القناة الأولى بالتلفزيون المصري سابقاً لسماع شهادتهم بالقضية.
وطالب المدعون بالحق المدني بأقصى عقوبة للمتهمين لاستخدامهم العنف ضد متظاهرين سلميين، وبضم جميع قضايا قتل وإصابة المتظاهرين بجميع أنحاء الجمهورية إلى نفس دائرة المحاكمة.
كما طالبوا بنقل مبارك إلى مستشفى سجن طرة متهمينه بالإشتراك مع العادلي بارتكاب جرائم قتل المتظاهرين عمداً مع سبق الإصرار وعقد العزم وتبييت النية لفعل ذلك.


واستمرت أولى جلسات محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال الموقوف باسبانيا حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار معاونيه، نحو ثلاث ساعات ونصف تخللتها استراحة قصيرة عقب ساعة من بدايتها قبل أن ترفع للتداول لمدة 40 دقيقة تقريباً.
ويواجه مبارك (83 عاماً) ثلاث تهم هي قتل المتظاهرين خلال أحداث الثورة المصرية التي اندلعت في 25 كانون الثاني/يناير الماضي، والتربّح من خلال استغلال وظيفته الرسمية، والإهدار العمدي للمال العام من خلال بيع الغاز الطبيعي المصري لإسرائيل بأسعار تفضيلية تقل عن الأسعار العالمية.
كما يواجه العادلي ومعاونوه الستة تهم القتل وإصدار أوامر بقتل والتحريض على قتل المتظاهرين، وهي تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام وفقاً لقانون الجنايات المصري.
وتوافد آلاف المصريين من أسر الشهداء وإعلاميين نحو مقر المحكمة بأكاديمية الشرطة وزحفوا لهناك عقب صلاة الفجر على امل ان يشاهدوا عن كثب رئيسهم المخلوع الذي كانت إشارات المرور تغلق لأجله ساعات عدة حتى يعبر موكبه في مشهد النهاية وهو داخل القفص.


ورحبت معظم القوى الوطنية بالمحاكمة معتبرة حضورمبارك ووضعه في القفص إيذاناً بدخول مصر مرحلة جديدة من تاريخها تقوم على دولة القانون والمؤسسات وانتهاء دولة الفرد.
واشار العديد من رموز الأحزاب والقوى الوطنية إلى أن الثورة حققت بالامس أهم انجازاتها على الاطلاق، فيما وجه الكثير من رموز جماعة الأخوان المسلمين والقوى السلفية وقادة في بعض الأحزاب التحية للمجلس العسكري. وأشار محمد بديع مرشد الاخوان الى ان المحاكمة تكشف عن ان مصر جديدة ولدت بالفعل ابرز ملامحها أن لا أحد فوق المساءلة. وأشار جورج إسحاق الناشط السياسي بأن ما شاهدناه أمس حينما عبر مبارك ونجلاه داخل القفص هو مشهد تاريخي ولا ينسى ويعد درسا واضحا لكل الحكام المستبدين في العالم أجمع ممن قتلوا شعوبهم بدم بارد بأنهم سوف يلحقون بمبارك ورجاله

-----------------

نهاية مبارك و'الخدعة الاخيرة':
التسويف واستدرار العطف للإفلات من الإدانة
خالد الشامي
2011-08-03




لندن ـ 'القدس العربي':


في محاولة واضحة لاستدرار العطف، ظهر الرئيس المصري المخلوع على فراش متحرك داخل قفص الاتهام في محاكمته التاريخية التي بدأت امس بتهم الاشتراك، عبر الاتفاق مع وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي، في القتل العمد للمتظاهرين.
وحسب تصريحات وزير الصحة التي اكدت استقرار صحته، فلا يبدو وجود مبرر لعدم حضوره على مقعد متحرك، خاصة انه لا يعاني من اي مرض يمنعه من الجلوس.
ويمثل ظهور مبارك بهذه الهيئة جزءا من استراتيجية الدفاع التي اتضحت معالمها منذ تولي المحامي المخضرم فريد الديب للقضية، وبدت بوادرها واضحة عبر تصريحاته التي زعمت اصابة مبارك بسرطان المعدة، والغيبوبة، وهو ما نفاه مدير المستشفى الذي اكد ان نتائج تحاليل الدم والفحوص الشاملة التي خضع لها قبل يومين جاءت 'عادية بالنسبة الى مريض في هذا السن'، وهو ما يجب ان يثير اسئلة حول اسباب بقائه في شرم الشيخ طوال الشهور الماضية ان كان قادرا على الحضور للقاهرة.


وباستثناء الصعوبة في السمع وهي المشكلة التي يعاني منها منذ سنوات عديدة بسبب التهاب مزمن في الاذن الوسطى اليمنى، والصوت المشروخ الذي طالما اصابه في الشهور الاخيرة، والتأثر النفسي البالغ الذي جعل المصريين يرونه وقد اغرورقت عيناه بالدموع للمرة الاولى، فقد بدا مبارك في لياقة ذهنية عالية، وحالة مزاجية متحدية، كما ظهر من رده الشفوي على اتهامات النيابة، وكذلك من تحليل ما يعرف بلغة الجسد، اذ استخدم اصبعه في اشارة التحذير التي اشتهر بها، بينما كان يوجه كلامه الى رئيس المحكمة، في علامة اعتبرت انها تفتقد للاحترام الواجب للمحكمة.
وحاول الديب ان يحقق اكبر قدر من 'المكاسب العاطفية' عندما طالب المحكمة بضم استاذ معالجة الاورام في جامعة القاهرة الى الفريق الطبي المعالج لمبارك، رغم انه كان يتلقى بالفعل رعاية طبية رفيعة المستوى في مستشفى شرم الشيخ.
كما ساهم جمال وعلاء في اظهار 'صورة عائلية' بوقوفهما الى جانب والدهما، ومحاولتهما حجب الكاميرات عنه، والهمس في اذنه، بينما كان مضطرا للانتظار نحو ساعتين داخل القفص حتى ينادي عليه القاضي، بعد ان انتهى من التعامل من القضية الاولى.
وربما بدا حمل علاء للمصحف في يده متسقا مع ما عرف عنه من اتجاه للتدين بعد وفاة طفله محمد قبل عامين، الا ان جمال الذي بدا شاحبا ومهزوما وهو يتحرك في توتر وبيدين مضمومتين، كما لم يره المصريون من قبل، فكان اقرب الى الانهيار النفسي من والده وشقيقه، بعد ان انتهى الى سجن طرة بدلا من سدة الرئاسة التي كان يظن انه على قاب قوسين منها.
وتراهن استراتيجية 'استدرار العطف' على ما يعرف به المصريون من انهم 'عاطفيون'، وسريعو التأثر بالمواقف الانسانية، الا ان الاعتماد على هذه الاستراتيجية ربما ينم عن ادراك الديب، وهو الخبير في القضايا الجنائية الصعبة، لضعف موقف موكله في القضية، اذ انه يبذل جهدا كبيرا من الان للتمهيد لطلب الرأفة لمبارك بسبب عمره.
وقد يذهب البعض الى اتهام المحامي بعدم الفهم لطبيعة ومعطيات الواقع الجديد الذي افرزته الثورة في مصر، حيث سيشكل اصدار عفو عن مبارك انتحارا سياسيا في مواجهة مجتمع قد يقبل الصبر او التفاوض في بعض مطالب الثورة، الا انه يتشبث باجماع وطني وسياسي صلب ونادر على ضرورة معاقبة المسؤول عن قتل الشهداء ايا كان اسمه او منصبه.
بل ان الهجمات التي شنها عدد من البلطجية على اهالي الشهداء خارج المحكمة امس تذكر بممارسات نظام مبارك، وبأن فلوله ما زالت فاعلة رغم مرور نحو ستة شهور على خلعه.
وسرعان ما سيدرك المجلس العسكري ان محاكمة شفافة وسريعة لمبارك قد تكون الاجابة الوحيدة الممكنة عن اسئلة الفجوة والاستقطاب والتخوين والتوتر التي اصبحت تحكم علاقته الصعبة مع الشارع والقوى الثورية. كما ان المحاكمة قد تمكنه من الاستقواء مجددا بدعم شعبي ضروري في مواجهة ضغوط قوية من بعض دول الخليج واسرائيل للعفو عن مبارك.
بل ان جلسة واحدة من محاكمة مبارك امس نجحت في ازالة قدر كبير من مشاعر الاحتقان الشعبي والاحباط والغضب التي هيمنت على الساحة المصرية في الاونة الاخيرة.
وربما لا يكون من المبالغة القول ان المصريين نجحوا امس في طي عصر بأكمله تميز بسطوة الثقافة الفرعونية على النظم الحاكمة لهم منذ الاف السنين، رغم التنوع الشديد في اشكالها وهوياتها، واصبح 'الفرعون' للمرة الاولى 'موظفا عاما' دونما هالات مقدسة، ما يعني انه قابل للمحاسبة والعقاب ان قرر الشعب ذلك.
اما الجزء الثاني من استراتيجية الدفاع عن مبارك التي ظهرت ملامحها امس، فتمثل بطلب محاميه استجواب كافة شهود الاثبات في القضية، والبالغ عددهم اكثر من الف وستمائة شخص، ما يتطلب شهورا ان لم يكن سنوات حتى تتمكن المحكمة والمحامون من مناقشتهم.
ومرة اخرى فإن هذه التكتيكات يستخدمها المحامون لشراء الوقت او التسويف في المحاكمات بقدر الامكان، ربما لتبريد الرأي العام، كما فعل الديب في قضية مقتل سوزان تميم، التي استغرقت اكثر من عامين في المحاكم حتى صدر حكم نهائي العام الماضي.
اما ما يراهن الدفاع عليه في هذه القضية فهو وفاة مبارك قبل ان يدان، ما سيمثل' نهاية مريحة' لاطراف عديدة، قد يكون مبارك نفسه واحدا منها، كما يقول بعض التقارير.
ومن غير المتوقع ان تنجح هذه الخدعة ايضا، حيث ان الاطراف الاقوى في المعادلة تتفق على ان انتظار ستة شهور كان اكثر من كاف لتبدأ المحاكمة، وان تكلفة التسويف ستكون باهظة في ظل المعطيات الحالية.
وهكذا فإن مبارك الذي طالما نجا بأعجوبة من نهايته، سواء على المستوى السياسي او الشخصي، ومع التوقعات بفشل 'خدعته الاخيرة' للمصريين، ربما قد وصل اخيرا الى نهاية الطريق.. نهاية سيكتبها الد اعدائه واقرب اصدقائه في آن: شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير، حسين سالم واسرائيل.
وعلى المستوى السياسي فقد تكون محاكمة مبارك نقطة الانطلاق الحقيقية للتحول الديمقراطي المتعثر، خاصة اذا تواصل ما بدا من اسلوب شفاف وحضاري في تناول القضية امس.


----------------------

محاكمة ام تشييع مرحلة؟
عبد الباري عطوان
2011-08-03




كانت محاكمة تاريخية..لا شك في ذلك.. ولكنها كانت جنازة.. بالأحرى عملية تشييع لمرحلة هي الاكثر فساداً.. الاكثر اذلالاً ومهانة.. للدولة العربية الاعظم.. كنت اتأمل جمال وعلاء وهما يتحلقان حول سرير والدهما بقفص الاتهام وانا افرك عيني غير مصدق ما أراه.

احصّن نفسي، من اي تعاطف، بتقمص شخصيات الضحايا الذين سقطوا برصاص رجال الحبيب العادلي وزير داخلية العهد الديكتاتوري في حلقته الدموية الاخيرة، وذويهم الذين يطلبون العدالة من الجلادين حتى يطمئنوا الى ان ارواح ضحاياهم، فلذة اكبادهم لم تذهب سدى.
اللحظة التاريخية توثقت، ورموز الطغيـــان وقفوا في قفــــص الاتــهام على مرأى من العالم بأســـره، فالمهم الآن هو المحــكمة، اما الاحــكام فتــأتي لاحقا، واجراءات الوصول الى هذا الهــدف هي تفاصيل، ولذلك لن نتوقف مطلقا عند بعض الهنات، صغيرة كانت او كبيرة، مثل بعض الفوضى او التجاوزات او الاستعراضات، فضخامة الحدث تغفر للكثير من اعراضه الجانبية.


الشعب المصري هو البطل وهو الذي صنع هذه المعجزة، ولذلك يجب رد الفضل اليه وحده، فثورته المباركة هي التي اعادت تصحيح التاريخ، بل فصوله الأهم، وسجلت هذه السابقة التي يقف امامها الجميع مذهولين، ليس في مصر وحدها، وانما في كل دول العالم.
' ' '
هذه النهاية المهينة المذلة يستحقها الرئيس المخلوع، وابناؤه، وكل بطانته الفاسدة، بل يستحق ما هو اسوأ منها، لانه اذل شعبا كريما عزيزا، اذل امة، اذل عقيدة، عندما احتقر الجميع، وتصرف كما لو انه إله متغطرس، يرفض ان يعترف بوجود شعب، او بكرامة أمة، او طهارة عقيدة.
يكفيه عارا انه في الوقت الذي يحاكمه شعبه بتهم القتل وسفك الدماء وسرقة المال العام، يكرمه الاعداء الاسرائيليون ويسردون مآثره العديدة في خدمتهم ومجازرهم في حق هذه الامة ومقدساتها وجزء عزيز من خيرة ابنائها.
يكفيه عارا ان صديقه بنيامين نتنياهو ومجموعة مجرمي الحرب المحيطين به، يريدون تسمية شوارع وميادين تخليداً لذكراه، وتقديراً لخدماته الجليلة التي قدمها لدولتهم الغاصبة، بالتواطؤ معهم في العدوان على قطاع غزة، وجنوب لبنان، وبيعهم لغاز الشعب المصري رخيصا لكي تمتلئ جيوب نجليه الجشعين وسماسرتهم بالمليارات، بينما هناك خمسون مليونا من ابناء شعبهم البسطاء الطيبين الذين لم يتعرفوا عليهم، ولم يعترفوا بوجودهم اساسا.
ليته تجاوب، اي الرئيس المخلوع، مع عرض صديقه الآخر بنيامين بن اليعازر، الوزير الاسرائيلي السابق، ولجأ سياسياً الى تل ابيب، فهناك مكانه الانسب، ووسط مريديه الحقيقيين، ولكنه للأسف رفض هذا العرض اعتقاداً منه، خاطئاً، بأنه لن يقف في قفص الاتهام مثلما رأيناه اليوم، معتمداً على 'إنجازاته' كقائد لسلاح الطيران اثناء حرب العاشر من رمضان اكتوبر عام 1973.
نعم، هناك انجازات ولكنها تبخرت وبسرعة بفعل ما تلتها من سيئات، فالسيئات تجبّ ما قبلها، خاصة اذا كانت خطايا يصعب غفرانها، وعلى رأسها سرقة عرق الشعب، والتفريط بأمنه القومي، والتحالف مع اعداء دينه وامته وعقيدته. ثم ان الانجاز ومهما طالت قامته، لا يعطي صاحبه تفويضا مفتوحا بقتل الابرياء وتكوين امبراطورية فساد هي الاضخم في البلد الافقر عربيا.
هذه المحاكمة ليست نهاية المطاف.. بل بدايته.. انها خطوة اولى لتلبية مطالب الشعب، فرضها بعناده الثوري، واعتصاماته المتواصلة، وهناك مطالب عديدة، قطعا ستتحقق الواحد تلو الاخر، طالما ان هناك من يرفض التنازل عنها مجتمعة او منفردة. فالشعب فوق الجميع، فما ادراك اذا كان شعبا مفجر ثورة وصانع تاريخ؟
' ' '
زعيمان عربيان وقفا في قفص الاتهام في السنوات العشر الاخيرة، الاول حسني مبارك الذي خلعه، ثم حاكمه شعبه في محكمة عادلة، والثاني صدام حسين الذي اطاح به عدوان امريكا، الدولة الاعظم والاقوى في التاريخ، وجرى تقديمه الى محكمة مزورة تفتقر الى الحد الادنى من العدالة، ومنبثقة من رحم الاحتلال ومنفذة لأجنداته المعادية للعروبة والاسلام.
كان الراحل صدام حسين يقف في قفص الاتهام متأبطاً قرآنه، ومدافعاً شرساً عن كرامة امته وعقيدته، محاطاً بصقور حكمه، غير عابئ بالموت، او خائف من جلاديه الجدد واسيادهم، بينما يرقد نظيره مبارك ذليلاً على سريره منبوذاً من شعبه ومن امته.
الاول حظي بتعاطف الغالبية الساحقة من ابناء امتيه العربية والاسلامية، ونسبة كبيرة من ابناء شعبه، بينما يحظى الثاني بشماتة هؤلاء جميعاً، والمعيار كان وسيظل وطنياً صرفاً.
ذهب الرئيس الراحل صدام حسين الى المقصلة مرفوع الرأس، ثابتاً كالجبل، صلباً كالرمح، مردداً نشيد العروبة، مذكراً بوحدتها وقداسة ارضها، وعدالة قضاياها، وفلسطين على رأسها، بينما يذهب حسني مبارك الى زنزانته في مستشفاه ذليلاً كسيراً مع الحد الادنى من التعاطف.. تعاطف الفاسدين من بقايا دولته.
إنهار حكم الرئيس مبارك، وانهارت معه امبراطورية شرم الشيخ، ومعهما كل احلام الاسرائيليين في موضع قدم في قاهرة المعز، لن يتسللوا بعد اليوم الى هذا المنتجع الذي تحول الى وكر للمؤامرات على هذه الامة، وكل طلائعها الوطنية التي تريد استعادة كرامتها وحريتها، وتحريرها من الهيمنتين الامريكية والاسرائيلية.
مثول الرئيس المخلوع في قفص الاتهام رغم الضغوط العربية والخليجية المتعاطفة للحيلولة دون ذلك، يؤكد ان مصر استعادت واكدت قرارها المستقل، واعادت التأكيد مجدداً بأن سيادتها ليست للبيع أو الارتهان مثلما حصل طوال السنوات الاربعين الماضية.
هنيئاً لشعب مصر هذا الانجاز العظيم، وهنيئاً لثورته هذا الانتصار، ولضحاياها هذا القصاص الحضاري العادل من طاغية تصور انه ونسله فوق كل القوانين، والاعراف فاستحق ما لحق به من إهانات وإذلال.


----------------------

تفاقم خسائر البورصة المصرية في أول يوم لمحاكمة مبارك ونجليه وأركان نظامه الأمني
وصلت في اخر أربع جلسات إلى نحو سبعة مليارات جنيه..
وهبوط معظم أسواق الخليج

2011-08-03




القاهرة ـ دبي ـ من إيهاب فاروق وباتريك ور ونادية سليم


استمر هبوط البورصة المصرية في اليوم الأول لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك الأربعاء لتصل خسائرها الاجمالية في اخر أربع جلسات إلى نحو سبعة مليارات جنيه، كما تراجعت الأسهم المصرية مقتربة من أدنى مستوى لها في 13 أسبوعا حيث أدت محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك إلى تنامي الغموض السياسي في البلاد الأربعاء بينما دفع سهم بنك أبوظبي التجاري مؤشر الإمارة للصعود بعد عودة البنك لتحقيق أرباح.
وهبط المؤشر الرئيسي امس بنسبة 0.88 بالمئة إلى 4923.29 نقطة وانخفض المؤشر الثانوي 0.33 بالمئة ليصل إلى 628.94 نقطة وسط تداولات هي الاضعف منذ استئناف التداول في البورصة في 23 اذار (مارس) الماضي بعد توقفه نحو شهرين بسبب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك.


وقال عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الاوراق المالية 'لا أظن أنه كانت هناك جلسة تداولات اليوم بإستثناء النصف ساعة الأخيرة. يبدو أن الجميع ترك الجلسة وكان يتابع بشغف محاكمة الرئيس مبارك'.
وقال ابراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الاوراق المالية 'السوق كان يختبر اليوم مستوى دعم هاما عند 4940 نقطة. في حالة كسره سنتجه إلى 4800 نقطة. وكسر هذا المستوى اشارة غير جيدة للسوق'.
واستحوذ مشهد محاكمة الرئيس المصري السابق على اهتمام المصريين فبعد أن كان زعيما للعالم العربي لثلاثة عقود بات الآن اول رئيس يحاكم منذ بدء الانتفاضات التي عرفت إعلاميا باسم الربيع العربي ودخل الى قفص الاتهام على سرير طبي متحرك لحضور الجلسة الاولى في محاكمته.
وتكدس المصريون في المقاهي وعند الأكشاك وفي اي مكان به جهاز تلفزيون لمتابعة المحاكمة وفي دول عربية أخرى ايضا لايزال الكثير منها يعاني من اضطرابات تابع الناس المحاكمة في انبهار.
ويحاكم مع مبارك (83 عاما) ولداه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار ضباط الشرطة. كما يحاكم غيابيا رجل الأعمال حسين سالم الذي كان مقربا من مبارك والمحتجز في إسبانيا منذ أسابيع بتهمة غسل أموال.
ويواجه مبارك والعادلي والضباط الستة تهم قتل المتظاهرين بينما يواجه باقي المتهمين تهم استغلال النفوذ والرشوة. والتهم الأخيرة يواجهها مبارك أيضا.
وقال العضو المنتدب لسوليدير إن قيم التداولات امس هي الأضعف منذ عدة سنوات.


وبلغت قيم التداولات نحو 239.319 مليون جنيه (40.22 مليون دولار) من خلال تداول 63.757 مليون سهم.
وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار 'السوق واجه اليوم حالة شح في السيولة نتيجة تخوف المستثمرين من الحالة السياسية بمصر. شهية المستثمرين انخفضت نحو المخاطرة بالسوق'.
وقال فتحي 'مشاهدة الجميع لمبارك داخل المحكمة اليوم وتأجيل المحاكمة سيعطي فرصة للسوق لالتقاط أنفاسه والارتفاع. أتوقع ان نشهد بداية من جلسة الغد ارتفاعا بالسوق'.
وقال النمر 'من الممكن الصعود جلسة أو جلستين ولكن أتوقع الهبوط لمستوى 4800 نقطة خلال الفترة المقبلة'.
وأغلقت معظم أسواق الأسهم في الخليج على انخفاض بينما كان التداول ضعيفا في القاهرة حيث كان معظم المتعاملين يتابعون جلسة المحاكمة عبر شاشات التليفزيون.
وقال أكرم عنوس الخبير لدى المال كابيتال في دبي 'بالنسبة لأمثالنا في السوق فإن الغموض يعد دائما مبررا للبيع سواء كان هناك سبب أم لا.
'تريد الأسواق محاكمة سلسة ونتائج غير خلافية ولكن حتى يحدث ذلك فمن المرجح ان تظل قلقة في ظل استمرار هذا الوضع'.
وانخفض سهم موبينيل 2.1 في المئة. وطالب أحد المحامين في محاكمة مبارك بحضور ممثلين عن شركات الاتصالات الثلاث الرئيسية للمحكمة للتحدث عن انقطاع الاتصالات خلال الثورة التي أطاحت بمبارك.
وتعرضت الأسهم المصرية أيضا لضغوط بعد هبوط الأسهم العالمية صوب أدنى المستويات في خمسة أشهر اليوم مع تنامي المخاوف من أن خفض الإنفاق وركود الإنتاج سيطيلان امد التباطؤ الاقتصادي العالمي ويفاقمان أزمة ديون أوروبا.
وفي الامارات ساعد سهم بنك أبوظبي التجاري المؤشر العام لسوق أبوظبي على الصعود 0.2 في المئة محققا مكاسب لليوم الثالث.
وارتفع سهم البنك 0.3 بالمئة لتبلغ مكاسبه 49 بالمئة منذ بداية العام حتى الآن. وحقق البنك 357 مليون دولار ربحا من بيع حصة في بنك ار.اتش.بي كابيتال الماليزي واعلن عن تحقيق أرباح فصلية قدرها 364.9 مليون دولار.
وهبطت معظم أسواق الخليج بفعل مخاوف عالمية.
وقال يوسف قسنطيني المحلل المالي المقيم في السعودية 'التداولات منخفضة لكن السبب الرئيسي وراء الضغوط في السوق يتمثل في إدراك أن النمو الاقتصادي العالمي سيواجه صعوبات.'
وتراجع المؤشر السعودي الرئيسي 0.3 في المئة لتزداد خسائره في عام 2011 إلى ثلاثة في المئة.
وأضاف قسنطيني أنه من المرجح أن يستمر المؤشر السعودي في الاتجاه النزولي في الأسبوعين القادمين لكنه سيظل يتحرك في نطاق ضيق نسبيا.
وانخفضت الأسهم بشكل عام وتصدر سهم زين السعودية الأسهم الهابطة وخسر 0.8 في المئة.
وهبط سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) 0.2 في المئة ليدفع مؤشر قطاع البتروكيماويات للانخفاض 0.5 في المئة.
وانخفض مؤشر سوق دبي 0.6 في المئة مع تراجع سهم شركة الامارات للاتصالات المتكاملة (دو) 0.3 في المئة رغم إعلان الشركة عن صافي أرباح فصلية تجاوز التوقعات.
وقال ساشين موهيندرا النائب الأول للرئيس ومدير المحافظ في شركة أبوظبي للاستثمار 'نحتاج أن نرى عمليات شراء من الاجانب وهي ضعيفة في الوقت الحالي.'
وأضاف 'الاثرياء لديهم حساسية شديدة تجاه التطورات العالمية. نحتاج لتواصل عمليات الشراء حتى تتعزز السوق.'
وهبط مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية بنسبة 0.9 في المئة ومؤشر بورصة قطر بنسبة 0.4 في المئة.
وفيما يلي إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم في الشرق الأوسط:
مصر.. تراجع المؤشر 0.8 في المئة إلى 4923 نقطة.
أبوظبي.. ارتفع المؤشر 0.2 في المئة إلى 2650 نقطة.
السعودية.. هبط المؤشر 0.3 في المئة إلى 6424 نقطة.
دبي.. انخفض المؤشر 0.6 في المئة إلى 1527 نقطة.
سلطنة عمان.. تراجع المؤشر 0.9 في المئة إلى 5758 نقطة.
قطر.. هبط المؤشر 0.4 في المئة إلى 8398 نقطة.
الكويت.. انخفض المؤشر 0.1 في المئة إلى 6068 نقطة.
البحرين..تراجع المؤشر 0.02 في المئة إلى 1284 نقطة. (رويترز)



-------------------

محاكمة مبارك: صمت أوروبي رسمي واهتمام إعلامي كبير وتساؤل عن من هو الزعيم العربي المقبل
حسين مجدوبي
2011-08-03




مدريد ـ 'القدس العربي': التزمت الحكومات الأوروبية الصمت بشأن محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك التي يعتبرها البعض بمحاكمة القرن، في حين ركزت الصحافة الأوروبية بشكل كبير على ردود الشارع العربي وأساسا المصري، بينما تساءل القراء في تعاليقهم الرقمية عن الزعيم العربي المقبل الذي سيمثل أمام قضاء بلاده بتهم خرق حقو الإنسان ونهب المال العام.
واتصلت 'القدس العربي' عبر البريد الالكتروني بأكثر من ديوان إعلامي تابع لوزارات الخارجية الأوروبية في محاولة لمعرفة مدى ردود الفعل وهل ستكون هذه المحاكمة محل صدور بيان ما، ولم تتوصل بأي رد نهائيا بما في ذلك بيان يؤكد على التنصيص على محاكمة عادلة.
وكان مبارك يعتبر الحليف الرئيسي للغرب والاتحاد الأوروبي ولاسيما فرنسا في الشرق الأوسط، ولكن باريس التي اختارته كرئيس للاتحاد من أجل المتوسط تلتزم الصمت. ويجري الأمر نفسه في اسبانيا، ويتساءل المراقبون في مدريد كيف ستمس هذه المحاكمة اسبانيا، ذلك أن أحد الشهود الرئيسيين في محاكمة مبارك ونجله جمال هو 'رجل الأعمال' حسين سالم يوجد رهن الاعتقال في هذا البلد الأوروبي بتهمة تبييض الأموال كما يحمل الجنسية اسبانية وترفض مدريد تسليمه للقضاء المصري. وكان حسين سالم يعتبر الذراع الاقتصادي لحسني مبارك وأفراد عائلته.
واعتبر دبلوماسي من أصل مغاربي يعمل في المفوضية الأوروبية أن الأوروبيين وخاصة الاتحاد الأوروبي يحاول تجاوز العلاقات التي كانت تجمعه بالقادة العرب في الماضي لاسيما الذين انتهوا سياسيا مثل الرئيس المصري المخلوع مبارك ونظيره التونسي زين العابدين بنعلي علاوة على آخرين مثل الذين يستمرون مؤقتا في الحكم كما هو الشأن في ليبيا واليمن وسوريا. ويؤكد المصدر أن هذه العلاقات في الماضي لم تكن مشرفة نهائيا لدول ديمقراطية مثل الأوروبية بسبب دعمها لأنظمة ديكتاتورية، حيث شاءت المفارقة والسخرية أن يتزعم أبرز مشروع أوروبي نحو العالم العربي وهو الاتحاد من أجل المتوسط كل من حسني مبارك وزين العابدين بن علي.
وعمليا، فأجندة المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي للربيع العربي، بيرناردينو ليون تتضمن أساسا العمل على تحسين العلاقات وصورة أوروبا وتقديم المساعدات للدول خلال انتقالها الديمقراطي وتقديم المساعدة للحركات الديمقراطية وليس معالجة ملفات الماضي.
ومقابل الصمت الرسمي الأوروبي، فقد أولت الصحافة الأوروبية ومن ضمنها الإيطالية والفرنسية والإسبانية حيزا مهما لحدث المحاكمة في طبعاتها الالكترونية، واحتلت المحاكمة الصفحة الأولى لجريدة لوموند في طبعتها المسائية، حيث تبدو صورة مبارك وراء القضبان كمجرم خطير.
واشتركت الصحف الكبرى مثل الباييس ولوفيغارو وستامبا وليبراسيون والموندو وكوريي ديلسييرا في عناوين تبرز أهمية هذه المحاكمة على نفسية الحكام العرب الذين يتخوفون من مصير مشابه من جهة، ومن جهة أخرى على نفسية الشارع العربي، حيث ستشكل وقودا جديدا للتظاهرات من خلال منح الشباب أوكسيجينا إضافيا.
واشتركت التعليقات الرقمية للقراء في المواقع الالكترونية المذكورة على هذا الحدث في التساؤل عن من سيكون الحاكم العربي المقبل الذي سيمثل أمام قصاء بلاده بتهمة القتل ونهب المال العام ثم هل سيكون القادة الأوروبيين ضمن الشهود طالما أن الكثير منهم تورط سياسيا وماليا مع بعض هؤلاء القادة العرب.




------------------

مبارك فريسة للجماهير
صحف عبرية
2011-08-03




حسني مبارك لم يعرف كيف يحسب نهايته في نظرة الى الوراء. فلو قرأ على نحو سليم التيارات الدفينة التي تغلغلت في الجمهور المصري في السنوات الاخيرة، لاعتزل منصبه قبل وقت طويل من مطالبة الجماهير برأسه في ميدان التحرير. وحتى بعد أن طالبوا، كان لا يزال بوسعه أن ينقذ نفسه ويفر ناجيا بروحه، مثلما فعل، مثلا، الرئيس التونسي.
ولكن مبارك، الطيار لطائرات القصف في ماضيه، بطل حرب يوم الغفران، أصر على البقاء وعدم الهرب. 'ولدت في مصر وعلى أرض مصر أموت'، قال في بداية الانتفاضة. وفي هذا بالذات كان محقا. إذ هذا بالضبط ما سيحصل. سؤاء ادين في المحاكمة أم هزمه المرض قبل ذلك.
رجال المجلس العسكري، الذي يدير مصر الان الجنرالات، ومسؤولي النيابة العامة والجهاز القضائي، كل اولئك الذين عينهم مبارك في حينه، بذلوا كل جهد مستطاع كي يؤخروا بدء محاكمة مبارك والتأجيل قدر الامكان لدخول الرئيس المخلوع ابن الـ 83 الى قفص الاتهام. بل انهم ساعدوا على تعزيز الشائعات عن حالته الصحية الهزيلة.
ولكن عندما نفدت كل الحيل، وعندما عاد المتظاهرون الى ميدان التحرير، لم يتبقَ امامهم خيار. عندما اضطروا الى الاختيار بين بقائهم الشخصي وبين ادارة ظهر المجن للرجل الذي في ظله احتموا لسنوات طويلة اختاروا القاء مبارك فريسة للجماهير بل ووعدوا بتغطية كاملة للمحكمة في التلفزيون المصري، كي يتمكن الجميع من رؤية المشهد المهين. بالمناسبة، ليس مؤكدا ان هذا سيساعدهم. فبمرور نصف سنة على 'الربيع المصري' يتعاظم الغضب لدى المنظمات التي أحدثت الثورة، في أن جهاز السلطة لا يزال مشغولا بالموالين لمبارك، ويتعاظم الاشتباه بان الجيش، رغم وعوده، لن يسارع الى العودة الى ثكناته وينقل الحكم الى المدنيين. الثورة لا تزال لم تنتهي. رأس مبارك لن يكفي.
مصريون كثيرون، وعلى رأسهم ابناء عائلات القتلى في الثورة، يريدون أن يروا مبارك مقاد الى حبل المشنقة. ولكن يوجد غير قليل من المواطنين المصريين الذين يعتقدون بانه رغم كونه حاكما فردا حكم بلاده بيد من حديد، يجب التعامل معه بقدر من الرحمة، وبالاساس ضمان اجراء محاكمة عادلة.
جهاز القضاء المصري يحظى بشكل عام بثقة الجمهور المصري. المشكلة هي أن هناك صعوبة في الضمان بان المحاكمة التظاهرية المغطاة اعلاميا، المحاكمة التي تجرى تحت ضغط الجمهور العاصف، ستكون أيضا محاكمة عادلة. وبالاساس عندما يكون الجنرالات، المدعون العامون والقضاة قلقين من ان يكونوا هم التالين في الدور.

معاريف 3/8/2011




-------------------

هجمات ضد السعودية لتدخلها في شؤون مصر.. تحذير من سيطرة رجال اعمال مبارك على الاعلام
حسنين كروم
2011-08-03




القاهرة - 'القدس العربي': طبعا، كان الموضوع والأخبار الأهم في الصحف المصرية الصادرة امس الأربعاء عن بدء محاكمة مبارك وابنيه علاء وجمال ووزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وستة من مساعديه، من بينهم صديقنا مدير أمن القاهرة اللواء إسماعيل الشاعر، وغلبت أجواء الشماتة على مبارك، سواء في عناوين الصحف أو الرسوم الكاريكاتيرية، وكان أبرزها لزميلنا وصديقنا الموهوب عمرو سليم في 'الشروق' وعنوانه استفتاء على طريقة استفتاءات المخلوع، ورسمان لمبارك، واحد وهو يرتدي بدله زرقاء، وهي بدلة السجن، والثانية حمراء، أي بدلة الإعدام، وتحت كل منهما دائرة، وعبارة: عزيزي المواطن، ضع علامة صح - أي موافق - أمام اللون الذي تقرره المحكمة للمخلوع، لكن زميلنا في 'الأخبار' احمد جلال كان له رأي آخر، وهو أن محكمة واحدة لمبارك لا تكفي، وأراد إقناع القضاء المصري العادل بوجهة نظره، وهي: 'مبارك يجب ان يحاكم بعدد من قتل أو ظلم طوال ثلاثين عاما سادها الفساد، مبارك وعصابته حولوا مصر الى عزبة نهبوا خيراتها، سرقوا أبناءها، باعوا واشتروا وتاجروا في كل شيء، حتى صحة المصريين لم تسلم من دناءة تفكيرهم وخسة نواياهم، فتسببوا في اصابة الملايين بالأمراض ووفاة عدد كبير منهم، ساعدوا ممدوح اسماعيل صاحب العبارة السلام التي غرقت في البحر الأحمر وعليها اكثر من 1400 مواطن على الهرب وقبضوا الثمن، رغم قناعتي بأن المحاكمة ستكون عادلة، وتفتي ان كل المتهمين وعلى رأسهم حسني مبارك سينالون العقاب الذي يستحقونه'. وواصلت الصحف الاهتمام بإخلاء ميدان التحرير، وبدء أعمال المرحلة الثانية من مكاتب تنسيق القبول بالجامعات ومعارك بين أصحاب المحلات في السيدة زينب والباعة الجائلين الذين يفرشون بضاعتهم أمام محلاتهم، ورمضان والمسلسلات. وإلى بعض مما عندنا:
سخرية من شؤم اكاديمية مبارك التي سيحاكم فيها

ونشرت الصحف عن تفاصيل القاعة التي تم تجهيزها لمحاكمته في أكاديمية الشرطة، والتي كان اسمها، أكاديمية مبارك - مما تناولته بسخرية 'الأهرام' في تعليقها الذي قالت فيه: 'كان الرئيس السابق قد دخل هذه الأكاديمية - التي كانت تحمل اسمه - يوم الثالث والعشرين من يناير الماضي، قبل يومين فقط من ثورة 25 يناير وسط دقات الطبول ونغمات الموسيقى، لحضور احتفالات الشرطة بعيدها وإلقاء خطابه كالمعتاد كل عام، ولكن تشاء الأقدار أن يدخل مبارك الأكاديمية نفسها هذه المرة ليواجه بقرار الاتهام بقتل الثوار! إنها لحظة لم يكن أحد يتصور أن تحدث وبهذه السرعة المذهلة، لكن إرادة الشعب من إرادة الله، ولا راد لإرادته تعالى، ولا شك ان هذه المحاكمة حدث تاريخي يثلج صدور كل المصريين وأهالي الشهداء خصوصا، فالمصريون ظلوا يعانون طوال سنوات حكم مبارك القهر والاستبداد والفقر، وعندما فاض بهم الكيل، هبوا جميعا من أجل الخلاص والبحث عن نسمة الحرية والديمقراطية التي حرموا منها طويلا على أيدي رجال الحكم السابق، الذين انتشروا في جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها وعاثوا فيها فسادا وإفسادا، وهذه المحاكمة ستثبت كم الجرائم التي ارتكبها مبارك وأعوانه في حق هذا الشعب من فساد ونهب وسلب وإهدار للمال العام وقتل الأبرياء'.

'الاخبار': اليوم ينادى
على مبارك مسبوقا بلقب متهم

ونفس اللقطة اجتذبت أنظار زميلنا بـ'الأخبار' خالد جبر فقال عنها: 'اليوم ينادى على الرئيس السابق مسبوقا بلقب المتهم، سواء كان واقفا في القفص، أو متغيبا للمرض، اليوم يقف نظام كامل داخل قفص الاتهام، والقضاء يحاكم ويحكم، والشعب يتابع ويراقب ويحكم ايضا، اليوم تنفتح ملفات كثيرة كانت مغلقة، تتكلم ونستمع الى أمور كثيرة كان مسكوتا عنها، المحاكمة علنية، أي أن العالم كله سيشاهدها، في القاعة التي تحمل اسم الرئيس السابق، والتي كانت آخر مكان عام تواجد فيه قبل تنحيه احتفالا بعيد الشرطة، هذه القاعة الشؤم على مبارك، هل تكون وش السعد على الشعب؟'.
لكن شماتة 'الأهرام' وخالد في اعتبار الأكاديمية شؤما على مبارك، من الممكن ان تكون المكان الذي يجمع شمل الأسرة بعد طول تفرق، بل وقد لا يأتي مبارك أصلا وهو ما جاء في تحقيق زميلينا بـ'الأخبار' خديجة عفيفي وخالد ميري: 'أكدت مصادر 'مطلعة' انه في حالة حضور مبارك سيحضر ليكون اللقاء الأول الذي يجمعه مع نجليه منذ 13 إبريل الماضي، كما ينتظر أن تشهد قاعة المحاكمة حضور سوزان مبارك وهايدي راسخ زوجة علاء وخديجة الجمال زوجة جمال ليكون اول اجتماع لشمل العائلة منذ 13 ابريل ويجلس علاء وجمال والعادلي ومساعدوه الستة على المقاعد الخشبية بينما سيجلس مبارك على كرسيه في الجزء المتبقي المخصص له فارغاً داخل القفص. وأشارت المصادر الى ان الحالة الوحيدة التي لن يحضر فيها مبارك هي تعرضه لانتكاسة صحية أثناء نقله من مستشفى شرم الشيخ الى قاعة المحكمة، ووقتها من الممكن إعادته الى مستشفى شرم أو نقله لأحد مستشفيات القوات المسلحة القريبة'.

المصريون ينتظرون محاكمة
مبارك وأسرته كأن لهم معهم ثأرا

والى ردود الأفعال على مبارك ومحاكمته هو وابنيه علاء وجمال، وروح الشماتة الكاسحة فيهم، وكأن بينهم وبين الناس ثأرا حان أوان تسويته في المحاكمة والسجن، فقد نشرت 'الأخبار' يوم الثلاثاء - مقالا للطبيب يحيى عبد العظيم، قال فيه عن محاسن مستشفى سجن طرة ومزاياه وضرورة نقل مبارك إليه: 'مل المصريون من الحديث عن عدم إمكانية جلوس الرئيس المخلوع على بُرش سجن مزرعة طرة لا لسبب إلا لأن مستشفى طرة عاجز عن شرف استقباله، وهذا ما يجعلني أطرح سؤالين ملحين، وهما: أليس هذا المستشفى هو الذي كان يستقبل كل النزلاء بطرة أياً كانت أمراضهم، ومهما كانت خطورتها؟ أليس هذا المستشفى هو الذي مات على أسرته عدد من المصريين نتيجة هذا العجز في المعدات والأطباء على مدى ثلاثة عقود؟
الإجابة القاطعة: بلى هو هذا المستشفى الذي كان يقوم بكل ذلك، وما دامت الإجابة كذلك، فلماذا لا يأتي مبارك ليستمتع بهذا السجن وهذا المستشفى كما استمتع خصومه والرافضون لنظامه بهما طيلة حكمه، إذا كان القرآن يؤكد أن النفس بالنفس فإن الوضع الطبيعي أن يكون سجن مبارك في مزرعة طرة، وعلاجه في مستشفى طرة، واللا حتى في السجن بعد إزالة هذا النظام الفاسد خيار وفقوس'.

مصر لم تمت من غيرك يا مبارك

وفي نفس اليوم تعرض مبارك لهجمتين من اثنتين من زميلاتنا من الجنس اللطيف، أولهما مديحة عزب التي قالت في نفس عدد 'الأخبار': 'لعل أشد ما يشعر به الآن الرئيس السابق حسني مبارك هو الندم، على شعور ظل مسيطرا عليه عشرات السنين بأن مصر سوف تموت من غيره وأن المصريين لن يعرفوا طعم العيشة بدون مبارك، الندم على فكرة توريث الحكم لابنه وكأن مصر بلد أبوه ورثها أباً عن جد ولديه الحرية كاملة ليفعل بها ما يشاء، الندم على شراء رضا ماما أمريكا وطنط إسرائيل مقابل موافقتهما ومباركتهما تسلم جمال الابن للحكم، لعله يحدث نفسه الآن، كل ده كان ليه، كان فيها إيه لو كنت حكمت مدة واحدة أو مدتين أو حتى ثلاث مدد، ما كانش لازم أتمسك بالحكم ثلاثين سنة، ياريتني حتى ما كنت حكمت أصلا، استفدت إيه من الطمع، استفدت إيه من الملايين والمليارات، هل ستعفيك من المحاكمة، هل ستعفيك من العقوبة التي تنتظرك، عرفت الآن أن سلطانك قد هلك عنك للأبد، ولن ينفعك بعد الآن المنافقون الذين أحطت نفسك بهم طوال ثلاثين سنة، عرفت الآن أن وعد الله حق وأن عين الله ساهرة وأن الله إذا أمهل العبد العاصي فإنه لن يهمله وسوف يجازيه حتما بالعدل والقصاص.
عموما يا أيها العبد العاصي ليس لك الآن غير الامتثال لأمر الله، وانتظر عدل الله فيك واستقبله بالرضا عسى أن يكون تقبلك لحكم الله فيك شفاعة لك عند الله يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم'.

مبارك نجح بدفن ملياراته
بمساعدة دول عربية

والثانية زميلتها أمل فؤاد بمجلة 'آخر ساعة' التي تصدر عن نفس الدار وقولها عنه، والشرر يتطاير من عينيها، وقد رأيته بأم عيني، وهذه شهادة مؤمن صائم: 'نجح مبارك حتى الآن وبمعاونة أنظمة عربية مضادة للثورة الشعبية المصرية البديعة في دفن ملياراته الدولارية التي أعلنت عنها مرارا دول وجهات معنية، في خزائن حصينة كأمانة للشقيق مبارك في وقت الضيق 'يارب ياكلوهم عليه!'، لقد تنازل الملك فاروق عن العرش درءاًَ وحقنا للدماء، وترك مصر التي بالغت ثورتها في كيل الاتهامات له بينما أثبتت السنين أنه وأسرته كانوا يعيشون على نفقة البيت الملكي السعودي بدليل أن مقتنياتهم الثمينة ومجوهراتهم وتيجانهم مودعة في المتاحف والقصور، أما الرئيس الكارثي مبارك ابن المؤسسة العسكرية والبطل المفترض لحرب أكتوبر فقد ظل متمسكاً بالسلطة 18 يوما كاملة!! وشهد بنفسه مراسم قتل المتظاهرين في موقعة الجمل على الهواء مباشرة مع صفوت الشريف وحبيب العادلي وابنه البشع جمال وآخرين، أرجو أن ترسلوا اقتراحاتكم بشأن الجنازة المناسبة للرئيس المخلوع مبارك، بالنظر إلى إنجازاته الإجرائية المذكورة والموثقة بشهادة نائبه الأول والأخير عمر سليمان! '.

معركة صاحب قنوات دريم والمذيعة دينا

وإلى المعارك والردود المتنوعة، ونبدأها بالمعركة التي تسبب فيها رجل الأعمال وصاحب قنوات دريم، أحمد بهجت بإقالته المذيعة المتألقة دينا عبد الرحمن، بعد مداخلة بينها وبين اللواء عبد المنعم كاطو، وهو ما أدى إلى إثارة الجدل من جديد حول سيطرة رجال الأعمال على وسائل الإعلام وكذلك تدخل بعض أعضاء المجلس العسكري في هذا المجال مما أثار ريبة ورفض الغالبية الساحقة من الصحافيين على اختلاف ميولهم، وهي أزمة قال عنها زميلنا في 'الأهرام' جمال نافع يوم الأحد: 'إن ما حدث مع دينا عبد الرحمن وإدارة قناة دريم لم يكن الأول من نوعه، وبالتأكيد لن يكون الأخير، فقد سبق أن تعرض له الإعلامي معتز الدمرداش من إدارة قناة المحور، صحيح أنه من صاحب رأس المال ان يحدد السياسة التحريرية لوسيلته الإعلامية، ولكننا كنا نعيب على الإعلام الرسمي أو الحكومي بأنه يضع كثيرا من الخطوط الحمراء، وكان الأمل في الإعلام الخاص، ولكن يبدو أن الأمل قد خاب في الإعلام الخاص أيضاً'.

ما حصل مع دينا يهدد
حرية الرأي في مصر الحديثة

وهي قضية تناولها في نفس اليوم - الأحد - زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار'، أحمد طه النقر بقوله: 'ما حدث مع المذيعة المتألقة دينا عبد الرحمن من إدارة قنوات دريم نموذج فج ودليل حي على ما أقوله، وهو موقف فارق وفاصل وخطير يهدد حرية الرأي والتعبير ويتطلب ردا مساويا له من قبل كل المشتغلين والمتهمين بصناعة الصحافة والإعلام يبدأ من التضامن مع دينا وفريق الإعداد الخاص ببرنامجها، ولا ينتهي عند مقاطعة قنوات دريم على هذه الجريمة في حق حرية الرأي، درة تاج الحريات الإنسانية الأساسية، وأعتقد أن الثورة لن تكتمل إلا بسن قوانين واضحة تضمن حرية الصحافة والإعلام وتحضن العاملين في هذه الصناعة الخطيرة وتصون حقوقهم باعتماد ما يعرف عالمياً بـ'شرط الضمير'، أي عدم جواز إجبار الصحافي والإعلامي على كتابة أو إذاعة أو بث ما يخالف ضميره أو معتقداته السياسية'.
لكن مشكلة جمال وأحمد أنهما لم يتطرقا الى ما حدث من مداخلة اللواء عبد المنعم كاطو.

الإعلام الرسمي ما زال يلعب دور الغازية!

أما زميلنا الساخر بمجلة 'صباح الخير'، محمد الرفاعي فكان عنيفاً في هجومه إذ قال وهولا يخشى في قول الحق لومة لائم. 'إذا كان الإعلام الرسمي ما زال يلعب دور الغازية - الدور الوحيد الذي تعلمته - التي تتثنى وتتلوى وتتقصع على حجر حضرة العمدة، وحضرة شيخ الغفر، من أجل مزيد من النقوط، وعشوة حلوة ترد الروح، لأن بقيد المعازيم جبلات، يعني أكل وبحلقة ببلاش، فبعض الإعلام المستقل يحاول في بعض الأحيان أن يلعب دور الليمبي ليرضي السباكين والمكوجية والسمكرية، خاصة بعد أن أصبحت الغازية قد الجاموسة والناس زقوها في الترعة، وأحياناً أخرى، يلعب دور الشرشوحة التي تفرش الملاية للي رايح واللي جاي، وكل مذيع من دول مركب في زوره دعامة عشرة لنية، يعني ممكن يفضل يشتم أربعة وعشرين ساعة متواصلة وانطلق يا عم الحاج بدل ما أنط في كرشك، وأدب صوابعي في عينك أعملك فقي.
لكن يظل إعلام غولدستار حالة خاصة جدا، فهو في الوقت الذي يخرج فيه على الناس، وهو يغني، حالا بالا، سأصارع أصد إنما إيه متوحش، وحاخلي وجهه شوارع، تصقيفة ياناس ما يصحش، لكنه في الخفاء، يدفع قرشين في السر لذلك الأسد، اللي جايبه من دريم بارك، ويصرفله حمار بحاله، عشان ياخد العلقة ويمشي وحتى يبدو أعلام غولدستار شجيع السيما فعلا، وتظل الناس تصفق له، لكنه عند أول صدام حقيقي مع مصالحه، يتحول الى إعلام وأنا مالي يابوي وأنا مالي، والمذيع اللي يجيلك منه الريح، أرفده واستريح.
أن يوقف المذيعة المحترمة دينا عبد الرحمن لمجرد فقط أنها ردت بأدب على الجنرال كاطو اللي عاوز يعلمنا كي جي ديمقراطية، مع أن الحاج حسني هرانا ديمقراطية لحد ما النسوان سقطت ورجاله جالهم بواسير، فهل كان مطلوبا من المذيعة الرائعة أن تسكت أمام اتهامات سيادة الجنرال لكاتبة محترمة هي نجلاء بدير، ويا سيادة اللواء، العيال البلطجية اللي مش عاجبين سيادتك وبدل ما تعلمنا كي جي ديمقراطية عشان احنا لا مؤاخذة ما ينفعش معانا علام، علمها لصاحبك أحمد بهجت، ولو سقط، أصبر عليه شوية واعمله ملحق، أو هاتله بقى حسني مبارك، هو اللي بيعرف يتصرف معاه'.
وغولدستار هي منتجات أحمد بهجت من التليفزيونات ودريم بارك هي ملاهي المدينة، وأسد إنما إيه متوحش، أخذها الرفاعي من أوبريت الليلة الكبيرة للراحل صلاح جاهين والتي قدمت على مسرح العرائس.

ماذا يحدث للصحف القومية
لو انها بيعت لأصحاب المال؟

وسارع لدخول المعركة في نفس اليوم زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' محمد العزبي بقوله: 'ترى ماذا يحدث للصحف القومية لو انها بيعت لأصحاب المال 'الغاويين' إعلام؟
ما حدث مع الإعلامية المحترمة دينا عبد الرحمن يجدد المخاوف، فبمجرد أن أحس صاحب 'دريم' ان شيئا يمكن أن يصيبه من جراء ردها الواجب على مداخلة 'لواء' أسرع يعلن تبرؤه منها، أكيد لم يطلب منه مسؤول ذلك حتى انه لم يكن هناك وقت يسمح بالتدخل رسميا أو وديا وإنما اسرع أحمد بهجت يقدم القربان بما يشبه حمل الكفن، مع انه صاحب سمعة طيبة بين الناس لم يرد اسمه إلا قليلا في التحقيقات بيع أراضي الدولة ببلاش كده، غير التعاطف الإنساني معه منذ أجرى عملية قلب صعبة نادرة، ولكنه صاحب ديون ثقيلة لدى البنوك التي تحرك أوراقها عند اللزوم، وهو ما حدث من قبل على الأقل مع حمدي قنديل عندما اتفق معه على تقديم برنامجه الشهير على الفضائية التي يملكها ثم تعلثم فأعفاه حمدي من الحرج.
وما حكاية جريدة 'الدستور' ببعيدة بل انها صفحة في تاريخ إهانة الصحافة والسياسة ورجال أعمال ودسيسة حكام عندما تطوع رئيس حزب معارض لشرائها وجاء معه بشريك يرضى عنه وتلاعب بالكلمات والنوايا والأجور فأحدث انقلابا رأسا على عقب مما استحق الجائزة الكبرى لولا ان سقط النظام.
ويطل شبح صاحب عبارة الموت الهارب إلى لندن وأصابعه ما زالت تلعب من وراء صحيفة تخرج أنيابها في الوقت المناسب ومحطة تليفزيون جديدة تضم من يسمون بالفلول.
ويتربص رجال أعمال خرجوا بكفالة ضخمة دليل جدية الاتهامات الموجهة إليهم لعلهم يعيدون مشروعهم وأحلام انطلاق إعلامي مكثف، والذي أطلق سموما إعلامية ضد الثورة في صورة قضايا ملفقة واستضافة كل من يركب 'الجمل'!
أصبحت لا أطيق قراءة مقالات من كنت متابعا لهم ولم أعد أحرص على مشاهدة مقدمي برامج طالما اعجبني ذكاؤهم وحضورهم بعد ان فقدت الثقة فيما يكتبون ويقولون وهو عيب لا يجوز مع محترف صحف مثلي، ترى ماذا يحدث لو تخلصوا من الصحف القومية فاشتراها 'أي بهجت'؟!'.
ومحمد يقصد بصحيفة 'الدستور' رئيس حزب الوفد السيد البدوي، وهو صاحب مصانع أدوية وقنوات الحياة، وشريكه في عملية الدستور رجل الأعمال رضا إدوارد، هذا بالإضافة لمشكلة ديون أحمد بهجت، فهناك مشكلة تحوم فوقه خاصة بأملاك واستثمارات سكرتير مبارك جمال عبد العزيز وزوجته، معه، ومحمد يقصد ايضا قناة سي، بي، سي الفضائية.

التعدي على مهنة الاعلام

ونعود لـ'أخبار' الثلاثاء مع زميلتنا نهاد عرفة وقولها مخاطبة دينا وبلال فضل: 'دينا عبد الرحمن، لقد خسرت القناة مذيعة حرة متميزة جدا كما خسرت القناة الكثير من المشاهدين الذين شككوا في مصداقيتها ومصداقية مالكها، أما أنت فلم تخطىء بل تم التعدي عليك وعلى المهنة الإعلامية بشكل سافر ولم تخسري شيئاً بقدر مازادت شعبيتك وكسبت احترام المشاهدين أرجو أن تمري من هذه المحنة بسلام لتعود طلتك من جديد على الشاشة الصغيرة، فالعديد من القنوات الفضائية الحرة تتمنى انضمامك إليها.
- بلال فضل، افتقدنا منذ زمن الجدعنة المصرية المتفردة والتي عادت للظهور بعد ثورة 25 يناير أقول هذا بعد الموقف الرائع الذي اتخذته - ليس تضامنا مع دينا عبد الرحمن بقدر ما هو تأكيد وتضامن مع الكرامة والحريات الإعلامية ورفض الإملاءات'.
وهي تشير إلى تقديم زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال استقالته من العمل في دريم بتقديم برنامجه الجميل - عصير الكتب - احتجاجاً على ما حدث من صاحبها، وهو موقف نهنئه عليه.

مسرح الثورة امتلأ الآن بالممثلين

والآن الى بعض المعارك السريعة والخاطفة، نبدأها من يوم الخميس بـ'الجمهورية' مع زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق عبد القادر شهيب وقوله: 'مسرح الثورة امتلأ الآن بالممثلين!
طرد هؤلاء الثوار الحقيقيون واحتلوا هم صدارة المشهد على الأقل المشهد الإعلامي! إنها آفة الثورة - كل ثورة - وللأسف لم تنج منها ثورة 25، يحدث هذا رغم ان ما يقدمه هؤلاء من عروض الآن يفتقد الصدق، ويغلب عليه الكذب والادعاء، لأننا نعرفهم جيدا، ونعرف تاريخهم، ونعرف الأدوار التي كانوا يقومون بها، ونعرف أيضا المكاسب التي حققوها من وراء ما كانوا يفعلونه، أو بالأصح يقترفونه من جرائم كانت مغلفة بسوليفان معارض'.

بعض ما كانت تنشره مجلة 'الجيل'

وفي مجلة 'الشباب' التي تصدر كل شهر عن 'الأهرام' أراد زميلنا وليد فاروق غمز الكاتب الكبير وزميلنا انيس منصور، فأخذ يستعرض بعض ما كانت تنشره مجلة 'الجيل' التي صدرت عام 1951 عن مؤسسة 'اخبار اليوم' وتولى رئاسة تحريرها فترة أنيس، فقال عنه وليد: 'وفي العيد التاسع للثورة كتب أنيس منصور 'ألد أعداء جمال عبد الناصر فيما بعد: 'تحية إلى الرجل الذي ثار بنا وثرنا به، الى جمال عبد الناصر' وقبل زيارة رئيس الاتحاد السوفيتي خروتشوف لمصر، قال انيس منصور 'تحية الى هذا الزائر العظيم، خروتشوف بالسد العالي نتخلص من استبداد الطبيعة بالإنسان وفي لحظة واحدة عندما يتحول مجرى النيل يقف التاريخ يسجل هذه الصورة: أعظم الأبناء: عبد الناصر أعظم الأصدقاء: خروتشوف أعظم المشروعات: السد العالي '.والطريف أن أنيس منصور هاجم الثلاثة كثيرا فيما بعد'.

لماذا عاتب القذافي المصريين
لأنهم ثاروا على مبارك؟

وثاني خفيف ظل هو زميلنا وصديقنا محسن حسنين رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر'، وإعجابه بالقذافي الذي دفعه للقول عنه: 'الأخ العقيد معمر الطاسة بتاع زنجة، زنجة عاتب الشعب المصري عتابا مريرا، لأنه ثار على مبارك، فالقذافي يرى أن مبارك عمل كل ما في وسعه، واستلف من طوب الأرض، حتى من القذافي نفسه، علشان يأكل الشعب اللي ما يملاش عينه إلا التراب، أنا بصراحة مش عارف الناس عايزين إيه، فالرجل كان بيشحت علينا، فيه أكثر من كده انجاز؟'.
لا، لا، هذا الانجاز وحده يكفي للتسامح مع كل الأخطاء والجرائم التي تم ارتكابها.
أما زميله محمود عبد الشكور فقد خاض اثنتي عشرة معركة في عموده - فض فضة - اثارت انتباهنا منها أربع، هي: '- سؤال بسيط جدا، أين كان الأساتذة بتوع، الحقوا عجلة الانتاج، عندما كان الانتاج والعجلة يسرقان ويوزعان على اللصوص والمحاسيب.
- خبر غير مؤكد، فريق الإخوان الكروي يعلن انسحابه من الدوري القادم بسبب الإصرار على مشكلة الشياطين الحمر.
- إعلان تليفزيوني قادم، انتخب حزبا تحصل على الثاني مجانا.
- قال القذافي لشعبه، الى الأمام، ثم اختبأ تحت السرير.

اتهام السعودية بالضغط
على المجلس العسكري

والآن إلى المعارك الخاصة بالمملكة السعودية نتيجة اتهامها بأنها تضغط على المجلس العسكري نتيجة اتهامها بأنها تضغط على المجلس العسكري لعدم محاكمة مبارك، واتهامها بدعم السلفيين ثم جاء رفع علمها يوم الجمعة الماضي، في ميدان التحرير ليزيد الاتهامات حدة، وهي اتهامات نفاه سفيرها احمد القطان، وقال عنها يوم الثلاثاء زميلنا وصديقنا بـ'المساء' محمد غزلان: 'القطان فعل ما يجب عليه فعله كدبلوماسي وسفير مهمته الأساسية العمل على تقوية العلاقات بين الرياض والقاهرة وعلى من لديه أية أدلة او معلومات أخرى ان يظهرها وكفى الله المؤمنين شر القتال والاقتتال والفرقة التي لا تهدف إلا لزعزعة البقية الباقية من العلاقات العربية'.
ايضا قال زميله وصديقنا محمد فودة: 'استبعد تماما ان يكون للمملكة الشقيقة أي تدخلات في الشأن الداخلي المصري، لأن الشعب السعودي وقادته لديهم عقيدة ثابتة في العلاقات مع الشعوب الأخرى، فكما انهم يرفضون أي تدخل خارجي في شؤونهم الداخلية، فإنهم في الوقت نفسه لا يسمحون لأنفسهم ان يتدخلوا في شؤون الآخرين، وقيام بعض الأفراد في مصر برفع العلم السعودي بلونه الأخضر المميز في المظاهرات ليس دليلا على ان السعودية وراء هذه الظاهرة، وإنما هو - في رأيي - تصرف شخصي من بعض الأفراد، إن لم يكن محاولة من بعض الجهات للوقيعة بين البلدين'.

زمان كان الشنب أهم علامات الرجولة

وإلى وقفة مع المعارك السريعة لعدد من خفيفي الظل، مثل زميلنا بـ'الأخبار' عبدالقادر محمد علي وقوله يوم الاثنين: 'زمان كان الشنب أهم علامات الرجولة، وفي الشهور الستة الأخيرة ظهرت ثقافة جديدة مضمونها ان الرجولة هي الاعتصام والإضراب والوقفات الاحتجاجية، ومن الممكن ان نفاجأ بعد إعلان نتيجة تنسيق القبول بالجامعات باعتصام الطلاب لأن مطالبهم الفئوية لم تتحقق، فالحاصل على مجموع 51 ' في الثانوية العامة يرغب في الطب أو الصيدلة أو الهندسة، والراسب لن يرضى بأقل من كلية العلوم والحاصلون على 70 ' فأكثر رتبوا رغباتهم كالتالي: 1- وزير 2- محافظ 3- سفير، أما حملة الإعدادية الذين سيعتصمون تضامنا مع زملائهم طلاب الثانوية، فلن يفوتهم الاستفادة من كعكة التغيير ويرفعون شعار: كلية الإعلام، أو الموت الزؤام'.

المملكة تخشى من الدور
الذي قد تلعبه الثورة المصرية

لكن 'الدستور' امس في صفحتها الخامسة نشرت خبر استقبال احمد القطان المحامي نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان ونفى له تقديم بلاده أي دعم للسلفيين، أو اتخاذ موقف من الثورة وقد علق على الخبر زميلنا عمرو صلاح بقوله: 'المملكة تخشى من الدور الذي قد تلعبه الثورة المصرية في تعزيز حالة الحراك الثقافي والاجتماعي داخلها ونمو التيارات الليبرالية فيها، ولهذا وقفت المملكة ضد الثورة المصرية منذ البداية، حتى وإن ادعت العكس وهو ما تمت ترجمته في تقارير تحدثت عن مشكلات تواجه العمالة المصرية هناك، واشتراط السعودية عدم محاكمة مبارك في سبيل تقديم دعم مادي لمصر المتعثرة اقتصاديا.
اما مصر فقد نجحت بلعبها بالورقة الإيرانية في الضغط على الطرف السعودي لإجباره على تخفيف حدة رفضه الثورة ،بما يحول دون تأثر الاقتصاد المصري بهذا الرفض، ولم يبق أمام المملكة الآن سوى القبول بالأمر الواقع في مصر رسميا وإعلاميا حتى لا يكون ذلك لصالح التقارب المصري الإيراني، لكن المخاوف من وجود نظام ديمقراطي حقيقي تقوم المملكة بمواجهته من خلال دعم التيارات الأصولية المتشددة التي تمثل ذراعا سعودية في مصر وعنصرا مهماً في مواجهة القوى الليبرالية والمدنية التي سوف يحقق ازدياد نفوذها أو وصولها للحكم تراجعا للدور السعودي وتهديدا لاستقرار نظام حكم المملكة'.

أعلام تهدد بطائفية وانقسام ديني
ورايات تروج للانتماء لدولة أخرى

اما آخر من شارك في معركة السعودية، فكان الدكتور أسامة أبو طالب بقوله في 'وفد' الثلاثاء: 'خرج بعض التيارات الإسلامية عن ما اتفقوا عليه معا فهتفوا بشعارات دينية وعدوا بعدم ترديدها مثلما رفعت أعلام تهدد بطائفية وانقسام ديني ورايات تروج للانتماء لدولة أخرى، انتماء هو في حد ذاته خيانة للوطن حتى ولو كان انتماء لبلد عربي وإسلامي شقيق وكان اسمه المملكة العربية السعودية، التي نعلم جيدا كيف يمكنها ان تتعامل - أو تتعامل أي دولة أخرى - مع من يتجرأ فيرفع علما غير علمها سواء حدث ذلك في مظاهرة سمح بقيامها أو خرجت متمردة على السلطة'.

الظرفاء والعجلاتي ومرات المكوجي

وإلى الظرفاء ونبدأ مع زميلنا وصديقنا بـ'أخبار اليوم' محمد حلمي وقوله في فقرة - بطبيعة الحال: - العجلاتي يشتري قمر الدين باللفة.
- مرات المكوجي تهرس الفول بالمكوة.
- بتاع البلح كلامه ناشف.
- عسكري الأمن المركزي يشتري الفول في الخوزة.
- الراجل الندل، لما يتخانق يحط مراته في وش المدفع.
- الرقاصة تصحي عيالها على السحور بالصاجات.
أما فقرة اشمعنى، فكانت عن قافية رمضان في صفحة - كان ياما كان في الملحق - والتي يقدمها خفيف الظل الزجال المهندس ياسر قطامش، وفيها:
- هدوم سيارتك، اشمعنى، كنافة.
- عفش بيتك، اشمعنى، مكسرات.
- تصوم وتفطر، اشمعنى، على بصلة.
- ياخدوك من بيتكم، اشمعنى، ع المدفع.
- جيوبك عندها، اشمعنى، امساك.
- لما يطلبوا منك الياميش، اشمعنى، تضرب بالجوز.
- أغنيتك المفضلة، اشمعنى، بفطر في اللي ناسيني.
- وكلمة تضرب الجوز، فقال عن الحمار عندما يرفس، لأنه يضرب برجليه الخلفيتين، وبفطر في اللي ناسيني تحوير لأغنية، محمد عبدالوهاب، بفكر في اللي ناسيني، وبنسى اللي فاكرني.

من غرائب العهد البائد
اهتمامه الشديد بحقوق الحمار

وبمناسبة الحمار والضرب بالجوز قال زميلنا بـ'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب يوم الثلاثاء في بروازه المتألق: - نص كلمة - 'من غرائب العهد البائد اهتمامه الشديد بحقوق الحمار دون المواطن، فضمن الحمار أمنه الغذائي بزراعة ملايين الأفدنة بالبرسيم، بينما طعام المواطن مستورد، وصدر قرار من محافظ الجيزة بأن يرتفع أجر الحمار في منطقة الأهرامات الى 18 جنيها في الساعة، فتمنى العاطلون ان يسخطهم الله حميرا. ولأول مرة في العهد البائد تجري عمليات بواسير للحمير في مستشفى بروك بالإسكندرية مجانا، بينما العربجي صاحب الحمار إن وجد سرير المستشفى عليه ان يتكفل بثمن كل مستلزمات العملية، حتى القانون - والقانون أحيانا حمار - كان يعوض قتيل المقطم او السيول بـ200 جنيه، بنيما الحمار يباع في سوق إمبابة بـ2500 جنيه، عزيزي وزير الصحة: هل دالت دولة الحمير؟'.



Post: #20
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-04-2011, 06:06 AM
Parent: #19

جمال وعلاء مبارك: من الثراء والنفوذ الى المحاكمة الجنائية
أ. ف. ب.
GMT 11:57:00 2011 الأربعاء 3 أغسطس 4Share

القاهرة: مثل جمال النجل الاصغر للرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان يحلم بان يخلف والده على رأس اكبر دولة عربية، واخاه الاكبر علاء الذي كان يعتقد انه سيستمر في تجميع الثروات، الاربعاء امام محكمة الجنايات في القاهرة.
وقد ظهر نجلا الرئيس السابق اللذان يحاكمان معه بتهمة الفساد المالي، داخل قفص الاتهام في الملابس البيضاء التي يرتديها المحبوسون احتياطيا في السجون.

وعندما سأل القاضي جمال وعلاء تباعا، عن رأيهما في الاتهامات بالفساد الموجهة اليهما اجابا بالنفي.
وكانت هذه هي المرة الاولى التي يظهر فيها الاثنان علنا منذ اطاحة والدهما في 12 شباط/فبراير بعد ان تخلى الجيش عنه اثر انتفاضة شعبية استمرت 18 يوما تطالب بسقوطه.

وبحسب تقارير صحافية، تشاجر جمال وعلاء بحدة عشية الاطاحة بوالدهما اذ لام علاء شقيقه الاصغر جمال لدفعه والده الى تبني طموحاته في توريثه الحكم وهو ما ادى الى الاسراع بسقوطه.
تربي علاء وجمال، وكلاهما في نهاية عقدهما الخامس، في قصور مصر الجديدة في ظل سلطة والدهما ولكن لكل منهما مزاج مختلف عن الاخر.

فجمال الذي عمل مصرفيا في بداية حياته كان يمثل "الحرس الجديد" الذي ازاح "الحرس القديم" من نظام والده.
تولى جمال منصبا قياديا في الحزب الوطني الديموقراطي الذي كان والده يترأسه واراد ان يجعل منه ماكينة للوصول ذات يوم الى الرئاسة.

وفي محيط الاسرة، كانت والدته سوزان تساند بقوة طموحاته لخلافة الرئيس المسن الذي تولى السلطة في العام 1981.
لكن الطريق الى الرئاسة كان محفوفا بالمخاطر فالمصريون كانوا ينظرون الى جمال مبارك ودائرته المقربة من رجال الاعمال الاثرياء باعتبارهم فاسدين وكان مرفوضا بشدة في الشارع.

كما ان جزءا كبيرا من الجيش، الذي خرج منه كل رؤساء مصر منذ العام 1952، لم يكن يؤيد سيناريو توريث الحكم.
تخرج جمال مبارك من الجامعة الاميركية في القاهرة ثم عمل في مصرف بنك اوف اميركا في لندن ما بين عامي 1988 و1994 قبل ان يعود الى مصر في العام 1995 اثر محاولة اغتيال مبارك في اديس ابابا.

واعتبارا من العام 1999، بدأ جمال مبارك في تسلق المناصب الحزبية ووضع رجاله ومعظمهم من رجال الاعمال في البرلمان والحكومة حيث عملوا على خصخصة الاقتصاد المصري بشكل متسارع.
وكانت الانتخابات البرلمانية الاخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر الماضيين، التي انتهت باستبعاد كل المعارضين تقريبا من مجلس الشعب، خطوة جديدة في اتجاه الفوز بالحكم.

لكن هذه الانتخابات، التي شابتها اتهامات غير مسبوقة بالتزوير، عززت شعور المصريين بانسداد الافق السياسي في البلاد، وخرجوا الى الشارع بعد بضعة اسابيع للمطالبة برحيل مبارك.
علاء مبارك ترك لشقيقه المعترك السياسي وصب اهتمامه على عمله كرجل اعمال وقد حقق ثروة كبيرة من خلال مشاركته في شركات عدة خصوصا في مجال العقارات.

ويتردد اسم علاء بكثرة في القضايا المتعلقة بالفساد المالي التي بدأت التحقيقات فيها بعد "ثورة 25 يناير".
فقد علاء احد ولديه محمد (12 عاما) عام 2009 وهو ما احزن كثيرا حسني مبارك.

ولجمال ابنة تدعى فريدة من زوجته خديجة الجمال.

مبارك امام القضاء بعدما حكم مصر ثلاثة عقود بدون منازع
مثل الرئيس المصري حسني مبارك الذي حكم مصر بلا منازع طوال ثلاثة عقود قبل ان يسقط في 11 شباط/فبراير اثر انتفاضة شعبية صباح الاربعاء، امام محكمة جنايات القاهرة.
وبدأت جلسة المحاكمة التاريخية التي عقدت في اكاديمية الشرطة بمنطقة التجمع الخامس شرق العاصمة، قرابة الساعة العاشرة (08,00 تغ) في حضور مبارك الذي مثل في قفص الاتهام على سرير طبي نقال غير انه بدا في كامل وعيه.
كما مثل معه نجلاه علاء وجمال، اضافة الى وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وستة من معاونيه.

ووجه ممثل النيابة العامة لمبارك اتهامات ب"القتل العمد" و"الفساد". الا ان الرئيس السابق نفى هذه الاتهامات وقال "انكر كل الاتهامات تماما" وكذلك فعل نجلاه.
وقد ظهرت شكوك وتكهنات كثيرة في الايام الاخيرة حول امكان مثول مبارك فعلا امام المحكمة حيث ان الصحف المصرية قالت الاثنين ان محاميه فريد الديب يحاول الحصول على تقارير طبية تفيد بأن حالته لا تسمح بنقله.

وفي حزيران/يونيو الماضي، قال فريد الديب ان مبارك يعاني من سرطان في المعدة يؤدي الى اصابته بحالات غيبوبة.
لكن وزارة الصحة المصرية نفت هذه المعلومات.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية السبت عن مصدر طبي مسؤول في مستشفى شرم الشيخ ان مبارك يعاني من "اكتئاب حاد" ادى الى امتناعه عن تناول الطعام غير ان حالته الصحية "مستقرة نسبيا".
وتم انتزاع صور مبارك من مكاتب المؤسسات الحكومية الرسمية واليوم ينتشر في ميدان التحرير باعة يعرضون صورا كاريكاتورية للرئيس السابق.

واليوم كانت المرة الاولى التي يظهر فيها مبارك (83 عاما) علنا منذ اطاحته وتوجهه الى شرم الشيخ على البحر الاحمر ونقله بعد ذلك الى مستشفى هذه المدينة وايداعه الحبس الاحتياطي فيه في نيسان/ابريل.
ويواجه مبارك الذي حكم اكبر دولة عربية في عدد السكان، اتهامات بالفساد و"القتل العمد" وهي جريمة ان ثبتت تصل عقوبتها الى الاعدام.

وعند اغتيال الرئيس الاسبق انور السادات على يد اسلاميين في العام 1981 فتح الباب امام مبارك، الذي كان قائدا للقوات الجوية ثم اصبح نائبا للرئيس، لكي يترأس البلاد في وقت لم يكن احد يتوقع مستقبلا كبيرا لهذا الرجل الذي يفتقد الى الكاريزما.
عرف عن مبارك انه رجل براغماتي غير انه فقد شيئا فشيئا صلته بالشعب واصبح عنيدا ومتكبرا وقد اعتمد على جهاز امني مخيف وحزب يأتمر بأوامره ليحكم البلاد بشكل فردي طوال ثلاثين عاما.

وكان التزامه رغم كل الانواء والاحتجاجات بمعاهدة السلام التي ابرمها سلفه مع اسرائيل عام 1979 وحرصه على ان يظل ضمن ما عرف بمعسكر الاعتدال في العالم العربي سببين رئيسيين لتأييد الغرب لنظامه، وخصوصا الولايات المتحدة التي ظل حليفا لها على الدوام.
وظل مبارك بشعره الداكن على الدوام رغم مرور الزمن وبنظرته التي يخفيها في غالب الاحيان خلف نظارات سوداء، وجها مألوفا في الاجتماعات الدولية على مدى سنين حكمه.

ورغم تصديه بقوة للجماعات الاسلامية المتطرفة، لم يتمكن مبارك من وقف تصاعد الاسلام الاصولي الذي تجسده جماعة الاخوان المسلمين وهي تعد اليوم اكثر الحركات السياسية تنظيما على الساحة السياسية.
ولد محمد حسني مبارك في الرابع من ايار/مايو 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر. وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش الى ان اصبح قائدا للقوات الجوية ثم نائبا للرئيس في نيسان/ابريل 1975.

وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لست محاولات اغتيال ما جعله يرفض رفع حالة الطوارىء السارية في البلاد منذ توليه الحكم.
وقد غذى صعود نجم نجله الاصغر جمال القريب من اوساط رجال الاعمال، الشكوك بشأن عملية "توريث" للحكم خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في ايلول/سبتمبر 2011 ما ادى الى احتجاج المعارضة.

في المقابل فان الانفتاح الاقتصادي الذي تسارعت وتيرته في السنوات الاخيرة اتاح تحقيق طفرة اقتصادية وظهور "ابطال" مصريين في مجال الاتصالات او الانشاءات.
الا ان نحو اربعين بالمئة من 80 مليون مصري لا يزالون يعيشون باقل من دولارين في اليوم وفقا للتقارير الدولية، في وقت تتهم البلاد بانتظام في قضايا فساد.
ولمبارك الذي خضع في اذار/مارس 2010 لجراحة لاستئصال الحوصلة المرارية في المانيا، ابن اخر هو علاء نجله البكر من زوجته سوزان ثابت "سيدة مصر الاولى" التي يقال ان لها تاثيرا كبيرا على زوجها.

--------------

أهالي الضحايا فرحون ومؤيدو الرئيس السابق يعيشون الحزن
مشاعر المصريين تجاه محاكمة مبارك تنحصر بالسعادة والتعاطف
صبري حسنين
GMT 15:00:00 2011 الأربعاء 3 أغسطس 2Share


مبارك داخل قفص الاتهام
عمت مشاعر الفرح لدى الكثيرين في مصر، مع بدء محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، وعدد من رموز نظامه السابق، فيما ابدى آخرون استياءهم من المحاكمة ودعوا للعفو عن مبارك.


--------------------------------------------------------------------------------

تباينت ردود فعل المصريين تجاه الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحوا به في ثورة شعبية إندلعت بتاريخ 25 يناير، لاسيما بعد أن شاهدوه داخل قفص الإتهام على سرير المرض، وقد بدت صحته واهنة، فبينما أعرب المصابون وأسر الضحايا عن سعادتهم بمشاهدة من أصابوهم أو قتلوا أبناءهم في قفص الإتهام، وطالبوا بإنزال عقوبة الإعدام بشأنهم، جاءت مشاعر المصريين ممن لا خصومة مباشرة لهم مع مبارك ونجليه مختلطة، حيث أبدى البعض منهم تعاطفه مع مبارك، ودعا للعفو عنه، وعدم إهانته.

وقال وائل أحمد شقيق الشهيد كريم أحمد، ل"إيلاف": إني سعيد جداً بمشاهدة مبارك وابنيه علاء وجمال وحبيب العادلي وست من كبار قيادات وزارته، لكن يبدو أن المحاكمة سوف تستمر سنوات، إذا استمرت على هذه الوتيرة، حيث يطلب محامو المتهمين طلبات يصعب تحقيقها مثل استجواب جميع شهود النفي والإثبات والذين يقدر عددهم بأكثر من 1400 شاهد، مشيراً إلى أن ما يحدث لحظة فاصلة في تاريخ مصر، وتاريخ الوطن العربي كله، وأضاف أن روح شقيقه سوف ترتاح الآن، لافتاً إلى أنه وأسر الضحايا لن يتنازلوا عن القصاص من مبارك وابنيه وحبيب العادلي ومساعديه، وكل من قتل أو أصاب أي فرد من أبناء الشعب المصري.

وأشار مجدي إسكندر والد الشهيد مينا مجدي إلى أنه لم يكن يتوقع حدوث تلك اللحظة، لم يكن يتوقع دخول مبارك قفص الإتهام، وقال ل"إيلاف": كنت طوال الأشهر الماضية منذ جمعة الغضب 28 يناير وأنا في شك يصل إلى حد اليقين من أن القصاص سيكون بعيداً، ولكن الآن أنا سعيد جداً لأني عشت حتى أرى قتلة إبني في قفص الإتهام، وأنا في انتظار صدور حكم الإعدام، حتى أتلقى العزاء في ابني، فأنا لم أتلق عزاءه حتى الآن، فأنا صعيدي لا أتلقى العزاء في قتيلي حتى أحصل على ثأري، لكن الثأر سيكون هذه المرة بالقانون.

وأكد المصاب رمضان بكري أنه كان يشك في حضور مبارك لقاعة المحكمة حتى قبل دخوله قفص الإتهام بلحظات، ولكن الآن حصص الحق، وأوضح ل"إيلاف" أن المجلس العسكري أوفى بوعده، ولكن بسبب ضغوط المتظاهرين من أهالي الضحايا أو المصابين أو الثوار، ولولاهم ما شاهدنا تلك اللحظة التاريخية.

وفي المنازل، تخلى الملايين من المصريين عن عادتهم في الإستيقاظ متأخراً في رمضان، حيث إستيقظوا مبكراً لمتابعة المحاكمة التاريخية، وبدا واضحاً أن هناك تباينا في مشاعر المصريين تجاه الرئيس السابق، الذي ظهر في قفص الإتهام على سرير المرض، ما بين التعاطف والشماتة، وقالت علا سيد بدوي من مؤيدي مبارك، ل"إيلاف" إنها حزينة جداً لما تشاهده، مشيرةً إلى أن مبارك لا يستحق هذا الذل والإهانة، إنه خدم مصر لأكثر من 40 عاماً، وشارك في حرب أكتوبر المجيدة في العام1973، ولم يدخل مصر في أية حروب، ولم يغامر بالقوات المسلحة، أو بالشعب، في عهد مبارك حدث العديد من الإنجازات، وأوضحت بدوي أن من أهم تلك الإنجازات توافر جميع المواد الغذائية بوفرة بعكس السابق، حيث كان الحصول على رغيف الخبز مهمة صعبة، ولم يكن الدقيق متوافرا بكثرة، ولم تكن اللحوم متوافرة أيضاً، ولعل المصريين يذكرون أن الرئيس السادات أصدر قراراً بعدم أكل اللحمة في الماضي، كانت الإتصالات صعبة جداً، وكان من يريد الإتصال محلياً أو دولياً ينتظر لساعات أو أيام، الآن التليفونات والموبايل والإنترنت متوافر في كل بيت في أرض مصر، وتابعت بدوي: لم تشهد مصر قبل عهد مبارك حرية في التعبير أو الصحافة، حيث تضاعفت أعداد الصحف والقنوات الفضائية عشرات المرات، ولولا الحرية ما قامت الثورة وما نجحت، ولو كان مبارك مستبداً لتعامل مع الثورة مثل معاملة بشار الأسد مع شعبه في سوريا.

ويرى المهندس مصطفى أبو السعود من مؤيدي مبارك، أن محاكمة مبارك بهذا الشكل جحود من الشعب المصري بحق الرجل الذي قدم لمصر الكثير، على حد قوله، وأضاف ل"إيلاف" أن مبارك رجل مريض وطاعن في السن، وما كان يجب أن يعامل بتلك الطريقة المهينة، مشيراً إلى أنه يتوقع حصول مبارك على البراءة من تهمة قتل المتظاهرين، لأنه كان حريصا على حياة المصريين، ولم يصدر قراراً بقتل الناس، وتابع: أنا اطلعت على نص التحقيقات كما ورد في الصحف، ولم تتضمن إتهام حبيب العادلي وزير الداخلية السابق للرئيس السابق بإصدار قرار له بقتل المتظاهرين.

ومن جانب المتظاهرين، أعرب محمد آدم من المحتجين الذين كانوا يعتصمون في ميدان التحرير منذ 8 يوليو الماضي، عن سعادته بما يجري على أرض مصر، وأضاف أنه لولا المليونيات ما شاهد المصريون مبارك في قفص الإتهام، مشيراً إلى أن من حق كل مصري حر أن يفرح ويرقص، لأنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه، من أبواب الحرية والعدالة، إن المصريين أول شعب عربي يحاكم رئيسه السابق أمام القضاء الطبيعي وعلانية. فصدام حسين حكم أمام محاكم يسيطر عليها الإحتلال الأميركي.
وحول شعور الشماتة الذي ينتاب البعض تجاه مبارك وابنيه ورموز نظام حكمه، قال آدم، إن هذا الشعور طبيعي، لاسيما أنه عذب وقتل الآلاف من المصريين طوال سنوات حكمه التي امتدت لنحو 30 عاماً، وأضاف متسائلاً: ماذا تريدون من أناس تعرضوا للتعذيب والتنكيل بهم لعشرات السنين، هل يحزنون ويبكون ويلطمون الخدود حزناً على مبارك؟!

قانونياً، قال المستشار بهاء أبو شقة حضور مبارك المحاكمة هو صحيح القانون، وأضاف ل"إيلاف": لم تكن المحاكمة لتستقيم من دون حضور الرئيس السابق حسني مبارك بشخصه، هذا نص القانون، وهناك حالة واحدة تتم فيها المحاكمة من دون حضور المتهم، هي هروبه خارج البلاد، ولكن ليس من صحيح القانون أن تتم المحاكمة من دون حضور مبارك لاسيما أنه محبوس على ذمة القضية. ونوه أبوشقة بأن التهم التي يواجهها مبارك تصل العقوبة فيها إلى الإعدام شنقاً أو المؤبد، وهناك تخيير في العقوبة، لأنه ليس الفاعل الأصلي، بل مشترك بالتحريض على القتل العمد مع سبق الإصرار.

------------------

جمال وعلاء مبارك: من الثراء والنفوذ الى المحاكمة الجنائية
أ. ف. ب.
GMT 11:57:00 2011 الأربعاء 3 أغسطس 4Share

القاهرة: مثل جمال النجل الاصغر للرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان يحلم بان يخلف والده على رأس اكبر دولة عربية، واخاه الاكبر علاء الذي كان يعتقد انه سيستمر في تجميع الثروات، الاربعاء امام محكمة الجنايات في القاهرة.
وقد ظهر نجلا الرئيس السابق اللذان يحاكمان معه بتهمة الفساد المالي، داخل قفص الاتهام في الملابس البيضاء التي يرتديها المحبوسون احتياطيا في السجون.

وعندما سأل القاضي جمال وعلاء تباعا، عن رأيهما في الاتهامات بالفساد الموجهة اليهما اجابا بالنفي.
وكانت هذه هي المرة الاولى التي يظهر فيها الاثنان علنا منذ اطاحة والدهما في 12 شباط/فبراير بعد ان تخلى الجيش عنه اثر انتفاضة شعبية استمرت 18 يوما تطالب بسقوطه.

وبحسب تقارير صحافية، تشاجر جمال وعلاء بحدة عشية الاطاحة بوالدهما اذ لام علاء شقيقه الاصغر جمال لدفعه والده الى تبني طموحاته في توريثه الحكم وهو ما ادى الى الاسراع بسقوطه.
تربي علاء وجمال، وكلاهما في نهاية عقدهما الخامس، في قصور مصر الجديدة في ظل سلطة والدهما ولكن لكل منهما مزاج مختلف عن الاخر.

فجمال الذي عمل مصرفيا في بداية حياته كان يمثل "الحرس الجديد" الذي ازاح "الحرس القديم" من نظام والده.
تولى جمال منصبا قياديا في الحزب الوطني الديموقراطي الذي كان والده يترأسه واراد ان يجعل منه ماكينة للوصول ذات يوم الى الرئاسة.

وفي محيط الاسرة، كانت والدته سوزان تساند بقوة طموحاته لخلافة الرئيس المسن الذي تولى السلطة في العام 1981.
لكن الطريق الى الرئاسة كان محفوفا بالمخاطر فالمصريون كانوا ينظرون الى جمال مبارك ودائرته المقربة من رجال الاعمال الاثرياء باعتبارهم فاسدين وكان مرفوضا بشدة في الشارع.

كما ان جزءا كبيرا من الجيش، الذي خرج منه كل رؤساء مصر منذ العام 1952، لم يكن يؤيد سيناريو توريث الحكم.
تخرج جمال مبارك من الجامعة الاميركية في القاهرة ثم عمل في مصرف بنك اوف اميركا في لندن ما بين عامي 1988 و1994 قبل ان يعود الى مصر في العام 1995 اثر محاولة اغتيال مبارك في اديس ابابا.

واعتبارا من العام 1999، بدأ جمال مبارك في تسلق المناصب الحزبية ووضع رجاله ومعظمهم من رجال الاعمال في البرلمان والحكومة حيث عملوا على خصخصة الاقتصاد المصري بشكل متسارع.
وكانت الانتخابات البرلمانية الاخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر الماضيين، التي انتهت باستبعاد كل المعارضين تقريبا من مجلس الشعب، خطوة جديدة في اتجاه الفوز بالحكم.

لكن هذه الانتخابات، التي شابتها اتهامات غير مسبوقة بالتزوير، عززت شعور المصريين بانسداد الافق السياسي في البلاد، وخرجوا الى الشارع بعد بضعة اسابيع للمطالبة برحيل مبارك.
علاء مبارك ترك لشقيقه المعترك السياسي وصب اهتمامه على عمله كرجل اعمال وقد حقق ثروة كبيرة من خلال مشاركته في شركات عدة خصوصا في مجال العقارات.

ويتردد اسم علاء بكثرة في القضايا المتعلقة بالفساد المالي التي بدأت التحقيقات فيها بعد "ثورة 25 يناير".
فقد علاء احد ولديه محمد (12 عاما) عام 2009 وهو ما احزن كثيرا حسني مبارك.

ولجمال ابنة تدعى فريدة من زوجته خديجة الجمال.

مبارك امام القضاء بعدما حكم مصر ثلاثة عقود بدون منازع
مثل الرئيس المصري حسني مبارك الذي حكم مصر بلا منازع طوال ثلاثة عقود قبل ان يسقط في 11 شباط/فبراير اثر انتفاضة شعبية صباح الاربعاء، امام محكمة جنايات القاهرة.
وبدأت جلسة المحاكمة التاريخية التي عقدت في اكاديمية الشرطة بمنطقة التجمع الخامس شرق العاصمة، قرابة الساعة العاشرة (08,00 تغ) في حضور مبارك الذي مثل في قفص الاتهام على سرير طبي نقال غير انه بدا في كامل وعيه.
كما مثل معه نجلاه علاء وجمال، اضافة الى وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وستة من معاونيه.

ووجه ممثل النيابة العامة لمبارك اتهامات ب"القتل العمد" و"الفساد". الا ان الرئيس السابق نفى هذه الاتهامات وقال "انكر كل الاتهامات تماما" وكذلك فعل نجلاه.
وقد ظهرت شكوك وتكهنات كثيرة في الايام الاخيرة حول امكان مثول مبارك فعلا امام المحكمة حيث ان الصحف المصرية قالت الاثنين ان محاميه فريد الديب يحاول الحصول على تقارير طبية تفيد بأن حالته لا تسمح بنقله.

وفي حزيران/يونيو الماضي، قال فريد الديب ان مبارك يعاني من سرطان في المعدة يؤدي الى اصابته بحالات غيبوبة.
لكن وزارة الصحة المصرية نفت هذه المعلومات.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية السبت عن مصدر طبي مسؤول في مستشفى شرم الشيخ ان مبارك يعاني من "اكتئاب حاد" ادى الى امتناعه عن تناول الطعام غير ان حالته الصحية "مستقرة نسبيا".
وتم انتزاع صور مبارك من مكاتب المؤسسات الحكومية الرسمية واليوم ينتشر في ميدان التحرير باعة يعرضون صورا كاريكاتورية للرئيس السابق.

واليوم كانت المرة الاولى التي يظهر فيها مبارك (83 عاما) علنا منذ اطاحته وتوجهه الى شرم الشيخ على البحر الاحمر ونقله بعد ذلك الى مستشفى هذه المدينة وايداعه الحبس الاحتياطي فيه في نيسان/ابريل.
ويواجه مبارك الذي حكم اكبر دولة عربية في عدد السكان، اتهامات بالفساد و"القتل العمد" وهي جريمة ان ثبتت تصل عقوبتها الى الاعدام.

وعند اغتيال الرئيس الاسبق انور السادات على يد اسلاميين في العام 1981 فتح الباب امام مبارك، الذي كان قائدا للقوات الجوية ثم اصبح نائبا للرئيس، لكي يترأس البلاد في وقت لم يكن احد يتوقع مستقبلا كبيرا لهذا الرجل الذي يفتقد الى الكاريزما.
عرف عن مبارك انه رجل براغماتي غير انه فقد شيئا فشيئا صلته بالشعب واصبح عنيدا ومتكبرا وقد اعتمد على جهاز امني مخيف وحزب يأتمر بأوامره ليحكم البلاد بشكل فردي طوال ثلاثين عاما.

وكان التزامه رغم كل الانواء والاحتجاجات بمعاهدة السلام التي ابرمها سلفه مع اسرائيل عام 1979 وحرصه على ان يظل ضمن ما عرف بمعسكر الاعتدال في العالم العربي سببين رئيسيين لتأييد الغرب لنظامه، وخصوصا الولايات المتحدة التي ظل حليفا لها على الدوام.
وظل مبارك بشعره الداكن على الدوام رغم مرور الزمن وبنظرته التي يخفيها في غالب الاحيان خلف نظارات سوداء، وجها مألوفا في الاجتماعات الدولية على مدى سنين حكمه.

ورغم تصديه بقوة للجماعات الاسلامية المتطرفة، لم يتمكن مبارك من وقف تصاعد الاسلام الاصولي الذي تجسده جماعة الاخوان المسلمين وهي تعد اليوم اكثر الحركات السياسية تنظيما على الساحة السياسية.
ولد محمد حسني مبارك في الرابع من ايار/مايو 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر. وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش الى ان اصبح قائدا للقوات الجوية ثم نائبا للرئيس في نيسان/ابريل 1975.

وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لست محاولات اغتيال ما جعله يرفض رفع حالة الطوارىء السارية في البلاد منذ توليه الحكم.
وقد غذى صعود نجم نجله الاصغر جمال القريب من اوساط رجال الاعمال، الشكوك بشأن عملية "توريث" للحكم خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في ايلول/سبتمبر 2011 ما ادى الى احتجاج المعارضة.

في المقابل فان الانفتاح الاقتصادي الذي تسارعت وتيرته في السنوات الاخيرة اتاح تحقيق طفرة اقتصادية وظهور "ابطال" مصريين في مجال الاتصالات او الانشاءات.
الا ان نحو اربعين بالمئة من 80 مليون مصري لا يزالون يعيشون باقل من دولارين في اليوم وفقا للتقارير الدولية، في وقت تتهم البلاد بانتظام في قضايا فساد.
ولمبارك الذي خضع في اذار/مارس 2010 لجراحة لاستئصال الحوصلة المرارية في المانيا، ابن اخر هو علاء نجله البكر من زوجته سوزان ثابت "سيدة مصر الاولى" التي يقال ان لها تاثيرا كبيرا على زوجها.
---------------------

تأجيل محاكمة مبارك إلى 15 أغسطس بعد اتهامه بقتل المتظاهرين

وكالات GMT 8:00:00 2011 الأربعاء 3 أغسطس

مبارك في قفص الإتهام على سرير متنقل

بدأت أولى جلسات محاكمة الرئيس المصرى السابق حسني مبارك باتهامات تتعلق بالفساد وإصدار الأوامر بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير. ونقل التلفزيون المصري على الهواء وقائع وصول مبارك الى قاعة المحكمة داخل أكاديمية في شرق القاهرة.


-3: بدء محاكمة حسني مبارك بتهم الفساد وقتل المتظاهرين الى جانب نجليه علاء وجمال ووزير داخليته السابق حبيب العادلي وستة من كبار معاوني الاخير. ويحاكم رجل الاعمال حسين سالم الصديق المقرب لمبارك غيابيًا.

وقال القاضي رفعت إن القضية المتهم فيها وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وستة من معاونيه بقتل المتظاهرين ستستأنف (غدا) الخميس.

ويحاكم مع مبارك نجلاه جمال وعلاء المتهمان بالفساد.

كما يحاكم غيابيا في القضية نفسها رجل الاعمال المقرب جدا من مبارك حسين سالم الذي فرّ الى اسبانيا بعد اندلاع التظاهرات في 25 كانون الثاني/يناير الماضي حيث تم حبسه احتياطيا منذ 17 حزيران (يونيو) للاشتباه في ارتكابه جرائم "غسيل اموال واحتيال وفساد".

وانكر الرئيس السابق حسني مبارك أمام محكمة الجنايات التي يمثل أمامها الاربعاء "كل الاتهامات" الموجهة اليه بالقتل العمد للمتظاهرين السلميين اثناء الانتفاضة المصرية.

وبعد أن تلا ممثل النيابة العامة قرار الاتهام الذي يتضمن اتهامات بالقتل العمد والفساد المالي، نادى رئيس المحكمة القاضي احمد رفعت على "المتهم الاول محمد حسني مبارك" فأجاب "افندم انا موجود" وسأله رأيه في الاتهامات الموجهة اليه فقال "انا انكر كل هذه الاتهامات تماما".

وسأل القاضي نجلي مبارك، جمال وعلاء تباعا، عن رأيهما في الاتهامات بالفساد الموجهة اليهما فأجابا انهما ينفيان الاتهامات جميعا. ووجهت النيابة العامة الى مبارك تهمة الاتفاق مع وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي على "قتل عدد من المتظاهرين السلميين لدفع الاخرين الى التفرق" وانهاء التظاهرات السلمية المطالبة برحيله.

كما اتهمه بانه قبل "عطية" ممثلة في 5 فيلات قيمتها تزيد عن 39 مليون جنيه في مدينة شرم الشيخ من رجل الاعمال حسين سالم، الذي يحاكم غيابيا في القضية نفسها، مقابل منحه مساحة كبيرة من "الاراضي في اكثر المناطق تميزا في شرم الشيخ (..) واسناد أمر بيع وتصدير الغاز الطبيعي المصري لاسرائيل بسعر ادنى كثيرا من سعر السوق الى شركة البحر المتوسط التي يمثلها (حسين سالم) ويستحوذ على معظم أسهمها" ما أدى الى إهدار للاموال العامة.

واستؤنفت بعد ظهر الاربعاء محاكمة مبارك بعد ان كان قاضي محكمة جنايات القاهرة احمد رفعت اعلن قبل ذلك بنحو ربع ساعة رفع الجلسة الاولى. وكانت المحاكمة بدأت قرابة الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي.

وبدأت أولى جلسات المحاكمة في الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي فى اتهامات تتعلق بالفساد وإصدار الأوامر بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير. ودخل مبارك الى قفص الاتهام على سرير طبي قبل لحظات من إعلان القاضي أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة بدء الجلسة.

وعرض التلفزيون المصري الذي يبث وقائع المحاكمة على الهواء، صورة مبارك وهو داخل قفص الاتهام على سرير طبي ولا يظهر الا وجهه.

وبدأ رئيس المحكمة القاضي أحمد رفعت وقائع المحاكمة بالتحذير من اي خروج على النظام خلال الجلسات المحاكمة ثم اخذ في إثبات حضور المتهمين ومحاميهم. وتلا رئيس المحكمة اسماء وزير الداخلية الاسبق ومعاونيه لإثبات حضورهم ثم بدأت بعض المناقشات بينه وبين المحامين حول مسائل اجرائية.

واضافة الى المتهمين والمحامين والصحافيين سمح لبعض اسر الضحايا بحضور المحاكمة بصفتهم "مدعين بالحق المدني". ورغم السماح لأسر المتهمين بحضور المحاكمة الا أن زوجة مبارك سوزان وزوجتي جمال وعلاء، خديجة الجمال ومجدي راسخ، لم يظهرن في قاعة المحكمة.

وينتظر المصريون هذه المحاكمة منذ أشهر وخصوصا أسر قرابة 850 قتيلا وأكثر من ستة آلاف مصاب معظمهم من الشباب سقطوا خلال "ثورة 25 يناير".

ويواجه مبارك (83 عاما) وهو اول رئيس دولة عربي يحاكم حضوريا في بلده اثر تنحيه تحت ضغط الشارع، عقوبة الإعدام إذا ما أدين بالاتهام الموجه له وهو "اشتراكه بطريق الاتفاق مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وبعض قيادات الشرطة في ارتكاب القتل العمد مع سبق الإصرار".

وهبطت الطائرة التي أقلت مبارك من مدينة شرم الشيخ، على البحر الاحمر، الاربعاء في مطار الماظة العسكري شرق القاهرة، بحسب مصدر أمني.


ونقل مبارك بعد ذلك الى اكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس شرق العاصمة كذلك حيث ستبدأ محاكمته التاريخية بتهم القتل العمد والفساد المالي.

ووصل الى قاعة المحكمة صباح الاربعاء نجلا مبارك علاء وجمال اللذان يحاكمان معه. كما وصل وزير الداخلية السابق حبيب العادلي وستة من معاونيه متهمين كذلك بقتل المتظاهرين.

وقالت مصادر أمنية إن مبارك الذي وضع قيد الحبس الاحتياطي في مستشفى شرم الشيخ منذ نيسان/ابريل الماضي بعد اتهامه بـ "القتل العمد" والفساد، استقل سيارة الى مطار شرم الشيخ حيث صعد الى متن طائرة اقلعت به الى اكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس شرق القاهرة حيث تعقد المحاكمة.

وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الامن والجيش حول اكاديمية الشرطة لتأمين المحاكمة. وكان بضع عشرات من مؤيدي مبارك وعدد مماثل من معارضيه متواجدين امام اكاديمية الشرطة صباح الاربعاء وكادت تحصل اشتباكات بينهم الا ان الشرطة تدخلت وسيطرت على الموقف.

وكان مؤيدو مبارك يهتفون "يقولون ثورة وحرية ولكنهم ليسوا الا مجموعة من البلطجية". ولم يظهر مبارك، الذي حكم مصر بلا منازع لمدة ثلاثة عقود، علنا منذ اطاحته في 11 شباط/فبراير الماضي.

وفي وقت سابق، أعلن التلفزيون الحكومي المصري ليل الثلاثاء الاربعاء أن الطائرة التي من المقرر أن تنقل مبارك الى القاهرة هبطت في مدينة شرم الشيخ على البحر الاحمر. وذكرت القناة على شريطها الاخباري ان الطائرة التي ستنقل مبارك الى اكاديمية الشرطة هبطت في شرم الشيخ. ومن المقرر اجراء هذه المحاكمة في هذا المكان في القاهرة لاسباب امنية.

ويعالج الرئيس المصري السابق في مستشفى شرم الشيخ من مشاكل في القلب. ورغم التأكيدات الرسمية، يعلن الكثير من المصريين انهم لا يتوقعون مثول مبارك امام المحكمة في قفص الاتهام. ويتهم بعضهم العسكريين الذين يتولون الحكم منذ استقالة مبارك بالسعي الى تجنيبه المحاكمة.


ويؤكد وزير الصحة ان حالة مبارك الصحية تسمح له بالمثول امام المحكمة، فيما يصف أطباؤه حالته بانها "مستقرة نسبيا". وسيمثل نجلا مبارك علاء وجمال الى جانب الرئيس السابق اضافة الى الوزير السابق حبيب العادلي وستة مسؤولين كبار في الشرطة. وسيحاكم رجل الاعمال حسين سالم القريب من مبارك غيابيا.

وهؤلاء جميعا متهمون باختلاس ملايين الدولارات من المال العام وباصدار اوامر بقتل المتظاهرين المعارضين للنظام خلال الانتفاضة الشعبية بين كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2011 والتي ادت الى سقوط نحو 850 قتيلا وانتهت بالاطاحة بمبارك.

وسينتشر اكثر من الف شرطي وجندي لتأمين الامن في المبنى. وتم السماح لنحو 600 شخص -- محامون وعائلات ضحايا وصحافيون -- بحضور المحاكمة. وخلال اسابيع عدة، بدا ان الرئيس السابق سيحاكم في شرم الشيخ، الى ان اعلنت وزارة العدل الاسبوع الماضي انه سينقل الى القاهرة.

وسيؤكد فريد الديب محامي مبارك ان موكله مريض لدرجة لا تسمح بمحاكمته وانه لم يأمر بقتل المتظاهرين. واكد الديب ان مبارك يعاني السرطان ودخل قبل ايام في غيبوبة، وهو ما نفاه المستشفى.

وكان وزير الداخلية منصور العيسوي قد أكد ان مبارك سيحضر المحاكمة. واضاف "سننقل (مبارك) بطائرة عسكرية من مستشفى شرم الشيخ الى مقر المحكمة لحضور الجلسة الاولى (الاربعاء) والطائرة ستهبط داخل أكاديمية الشرطة" في ضاحية التجمع الخامس شرق القاهرة حيث تنعقد المحكمة وحيث يوجد مهبط للطائرات.

واوضح ان "هناك تنسيقا تاما مع القوات المسلحة لنقله وتم اعتماد الخطة النهائية لتأمين المحاكمة"، مشيراً إلى أنه "لا نريد احتقانا بين الناس في الشارع نتيجة عدم حضور مبارك" المحاكمة. كما أشار العيسوي إلى أن 8000 آلاف جندي وضابط سيشاركون في عملية تأمين الحماية للمحاكمة.

ومساء الثلاثاء، جرح ثلاثة اشخاص خلال مواجهات امام مستشفى شرم الشيخ جنوب سيناء حيث يحتجز الرئيس المصري.


مصري يجلس أمام صورة رسمت على الحائط في القاهرة تظهر مبارك على حبل المشنقة
وجرت المواجهات بين اشخاص من البدو وعمال من صعيد مصر، وقد سمع اطلاق نار امام المستشفى وجرح ثلاثة اشخاص، في حصيلة اكدها مدير المستشفى للتلفزيون الحكومي.

كما قطع المحتجون الطريق المؤدية الى المستشفى الذي فرضت الشرطة طوقا امنيا مشددا حوله. واكد مدير المستشفى للتلفزيون الى ان نقل مبارك امر مرجح جدا وفقا لحالته الصحية.

وقد اختلطت ردود الفعل والانطباعات الشعبية حول محاكمة مبارك كما يتضح من الآراء المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي. ففي حين يصر الكثيرون على ضرورة إجراء المحاكمة ومحاسبة حسني مبارك وباقي المتهمين، فإن احتمال مثول مبارك البالغ من العمر ثلاثة وثمانين عاماً داخل قفص حديدي لمحاكمته أثار تعاطفاً لدى البعض.

لكن الجانب الأكبر من الآراء يرى أن خطورة الاتهامات تمحو أي مبرر للتعاطف. وتقول الناشطة منى الطحاوي على موقع تويتر: "أريد أن أرى مبارك في المحكمة. يجب أن يحاسب على قتل الثوار وعلى الفساد".

وقد شهدت الأسابيع الماضية تصاعد حدة التوتر في العلاقة بين نشطاء سياسيين وجماعات تمثل أسر ضحايا الثورة من جهة والمجلس العسكري الذي يحكم مصر منذ تنحي مبارك، حيث اتهم هؤلاء النشطاء المجلس العسكري بالتباطؤ في محاكمة الرئيس السابق وفي تطبيق الإصلاحات التي قامت من أجلها الثورة.

وقد وصل هذا التوتر إلى ذروته قبل نحو أسبوع عندما حاول آلاف من المتظاهرين التوجه في مسيرة نحو وزارة الدفاع للتعبير عن سخطهم. لكن قوات الشرطة العسكرية وقوات مكافحة الشغب قطعت طريق المسيرة ووقعت مواجهات واشتباكات أسفرت عن إصابة واعتقال العشرات.

وكان مبارك قد قال في آخر كلمة له قبل تنحيه إنه لن يرحل من مصر التي وصفها "بأرض المحيا والممات"، لكنه بلا شك لم يكن يتصور أن ينتهي به الحال داخل قفص حديدي في أكاديمية الشرطة التي كانت تحمل اسم "أكاديمية مبارك" بحروف ضخمة على بوابتها الخرسانية التي هدمت بعد سقوطه.


Post: #21
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-04-2011, 07:00 AM
Parent: #20






مبارك في المحكمة على سرير طبي ينكر ونجلاه كل التهم ... ودفاعه يطلب شهادة طنطاوي
الخميس, 04 أغسطس 2011
القاهرة - أحمد رحيم وأحمد مصطفى
Related Nodes: القاضي أحمد رفعت خلال الجلسة أمس. (ا ب).jpg



أنكر الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجلاه علاء وجمال كل التهم التي وجهتها إليهم النيابة العامة في أولى جلسات محاكمتهم التي انعقدت بحضور الثلاثة ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه أمس في مقر أكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس في القاهرة، في محاكمة تستحق لقب «محاكمة القرن». وقررت محكمة جنايات القاهرة في ختام جلستها أمس برئاسة المستشار أحمد رفعت تأجيل محاكمة الرئيس السابق ونجليه، ورجل الأعمال (الهارب) حسين سالم إلى جلسة 15 آب (أغسطس) الجاري. كما أرجأت محاكمة العادلي ومساعديه إلى جلسة اليوم. وأمرت المحكمة إيداع مبارك مستشفى المركز الطبي العالمي على طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي التابع للقوات المسلحة مع توفير الرعاية الطبية التي تستلزمها حالته الصحية، والسماح للفريق الطبي المعالج له بمتابعة حالته.

وطلب الدفاع عن مبارك حضور رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ونائب الرئيس السابق عمر سليمان لسماع شهادتيهما في القضية.

وبدا رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت حازماً في إدارة الجلسة، وسعى إلى السيطرة على أي خلافات قد تنشب بين المحامين خصوصاً في ظل طلب المدعين بالحق المدني منحهم الحق في الحديث، لكن إزاء عددهم الزائد أصر القاضي على تحديد عدد المتحدثين.

واقتصرت الاتهامات المتعلقة بالاتفاق والتحريض على قتل المتظاهرين، والتي تمثل اشتراكاً في ارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار وإلحاق الضرر بأموال ومصالح جهة عملهم، على المتهمين حسني مبارك وحبيب العادلي ومساعد وزير الداخلية رئيس قوات الأمن المركزي السابق أحمد رمزي، ومساعد أول وزير الداخلية للأمن مدير مصلحة الأمن العام السابق عدلي فايد، ومساعد أول وزير الداخلية رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق حسن عبدالرحمن، ومدير أمن القاهرة السابق إسماعيل الشاعر، ومدير أمن الجيزة السابق وحالياً مساعد وزير الداخلية لشؤون التدريب أسامة المراسي الذي تحدث إلى القاضي طالباً منه استدعاء 4 شخصيات للشهادة، لكن القاضي أشار إلى أن المرافعات في الموضوع لم تبدأ بعد.

ويحاكم مبارك ونجلاه علاء وجمال وحسين سالم عن وقائع تتعلق بقبول وتقديم رشاوى وفساد مالي والإضرار العمدي بالمال العام واستغلال النفوذ الرئاسي بغية تربيح الغير (حسين سالم) من دون وجه حق في شأن صفقة تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل والحصول على مساحات شاسعة من الأراضي في المناطق الأكثر تميزاً في مدينة شرم الشيخ.

واستهل رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت وقائع الجلسة بتلاوة كلمة قصيرة، حذر فيها بإخراج كل من يتسبب في إحداث بلبلة في قاعة المحكمة، وحبس من يتمادى في ذلك لمدة 24 ساعة بتهمة الإخلال بنظام الجلسة. وجاء ذلك بعدما أقدم بعض الحضور على ترديد هتافات ضد مبارك لدى دخوله قفص الاتهام.

وطلب رئيس المحكمة من المحامين عن المتهمين أن يقدموا للمحكمة طلباتهم، والتي سيتم التعامل معها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من محضر الجلسة حتى يتسنى لهيئة المحكمة فحصها وإبداء الرأي فيها. ثم بدأ في مناداة المتهمين في القضية الأولى والمتهم الأول فيها وزير الداخلية الأسبق إلى جانب 6 من كبار مساعديه من القيادات السابقة بوزارة الداخلية، بشأن قتل المتظاهرين السلميين إبان أحداث ثورة 25 كانون الثاني (يناير)، على نحو يمثل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار.

وعقب ذلك طلب رئيس المحكمة من أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين لسجيل اسم من لم يكن سبق وسجل اسمه لدى المحكمة كعضو في هذه الهيئة عن المتهمين.

وتقدم رئيس هيئة الدفاع عن حبيب العادلي المحامي فريد الديب، بطلب إلى المحكمة لإعادة الدعوى إلى الدائرة الرابعة في محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عادل عبدالسلام جمعة، معتبراً أن قرار المحكمة الأولى بضم القضية إلى الدائرة الخامسة بمحكمة الجنايات، جاء مخالفاً لصحيح حكم القانون. وأوضح الديب أن هناك طلباً برد (تنحية) أعضاء الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات القاهرة من جانب بعض المحامين المدعين بالحقوق المدنية في القضية، وأن ذلك الطلب لم يتم الفصل فيه بعد من جانب الدائرة المدنية بمحكمة استئناف القاهرة التي تنظره، على نحو يشكل مخالفة للقانون.

وذكر الديب أنه بمجرد تقديم طلب الرد، يمتنع على محكمة الموضوع (الجنايات) أن تباشر أي عمل قانوني من أعمال الفصل والبت في القضية، إلا بعد الفصل في طلب الرد.

وأكد المحامي محمد عبدالفتاح، عن المتهمين حبيب العادلي وإسماعيل الشاعر، حرص هيئة الدفاع على سرعة الفصل في القضية، وطلب إلى المحكمة أن تنتقل بكامل هيئتها إلى مقار المتحف المصري والجامعة الأميركية ووزارة الداخلية ومبنى مصلحة الأدلة الجنائية وسنترال باب اللوق وفندق رمسيس هيلتون، لإجراء معاينة تلك الأماكن، التي ذكر الشهود في أقوالهم أنها كانت مكان إطلاق النيران تجاه المتظاهرين، موضحاً أن من شأن ذلك أن ينفي الفعل المكون لجريمة التحريض على قتل المتظاهرين، مشيراً إلى استحالة حدوث الواقعة بالشكل الذي صورته النيابة العامة. كما طلب مناقشة شهود الإثبات الواردة أسماؤهم في قائمة أدلة الثبوت المقدمة من النيابة العامة. كما طالب الدفاع سماع أقوال مجموعة من الضباط بجهاز مباحث أمن الدولة والمباحث والنجدة والاتصالات ومديرية أمن القاهرة لمناقشتهم في ما أوردوه من أقوال ضد موكليهم.

وبعد رفع الجلسة لاستراحة قصيرة، استؤنفت الجلسة بسماع طلبات المدعين للحق المدني، إذ طالب أحدهم بنقل الرئيس السابق إلى مستشفى سجن طرة.

ثم بدأ ممثل الادعاء بقراءة الاتهامات الموجهة إلى مبارك ونجليه وحسين سالم، ووجه إلى مبارك تهمة الاشتراك مع العادلي في قتل المتظاهرين عمداً مع سبق الإصرار، كما سرد على نجليه الاتهامات الموجهة إليهما.

واتهمت النيابة الرئيس السابق بصفته رئيساً للجمهورية بقبول عطية، عبارة عن 5 فيلات وملحقات لها بموجب عقود بيع صورية تم تسجيلها بالشهر العقاري من قبل رجل الأعمال الهارب حسين سالم. كما اتهمت النيابة مبارك أيضاً بالاتفاق مع سامح فهمي على إسناد أمر بيع الغاز المصري إلى إسرائيل عبر شركة حسين سالم. وبعد تلاوة النيابة قرارات الاتهام، رد مبارك بصوت متحشرج: «كل هذه الاتهامات أنكرها تماماً»، والأمر نفسه تكرر مع علاء وجمال مبارك.

وبعد فترة مداولة لهيئة المحكمة أعلن رئيسها أن المحكمة ستستأنف محاكمة العادلي ومساعديه اليوم (الخميس) واستئناف محاكمة مبارك ونجليه 15 آب الجاري وأمر بإيداع حسني مبارك مستشفى المركز الطبي العالمي على طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي مع توفير الرعاية الطبية التي تستلزمها حالته الصحية.

------------------

الشعب أراد مشاهدة المحاكمة ... وكان له ما أراد
الخميس, 04 أغسطس 2011
Related Nodes: العادلي لدى خروجه من قاعة المحكمة يصافح احد الضباط. (أ ف ب).jpg
قاطنو حلوان والمعادي أكدوا أنهم سمعوا صوت مدرعات فجراً. ساكنو ألماظة ومصر الجديدة جزموا بأن صوت الطائرة وهي تهبط صمّ آذانهم. مرتادو التحرير يشهدون بأنهم لم يروا الميدان مغطى أمنياً كما شاهدوه في تلك اللحظات. موظفو مبنى التلفزيون (ماسبيرو) يحكون عن الوجود الأمني العسكري المكثف في داخل المبنى وحوله. أما شوارع العاصمة المصرية، فبدت كأنها عطلة رسمية للجميع. حتى «البلطجية» الذين باتوا يجوبون الشوارع نهاراً جهاراً اختفوا من على الساحة.

ولولا أصوات المحامين المتناحرين على الإمساك بالميكروفون، والقاضي ذي الصدر الرحب والبال الطويل والصبر المديد وهو يبذل كل ما في وسعه، وربما خارجه أيضاً، لإعطاء حق الكلمة لأكبر عدد ممكن مع مراعاة ضيق الوقت من جهة وسعة مشاهدة محاكمة القرن من جهة أخرى من قبل شعوب الأرض كافة، لكان يوم الأربعاء الثالث من آب (أغسطس) كغيره من أيام مصر الثورية الرمضانية. هذه الأيام المتأرجحة بين مطالب الثوار وحنينهم المستمر للعودة الى الاعتصام من جهة، ومتاعب الصائمين وتشوقهم لرشفة ماء أو خروب أو حتى «عرقسوس» تبرد نيران الشهر الأكثر حرارة واليوم الأكثر انتظاراً منذ تنحي الرئيس السابق، إذ بات الجميع في عجلة من أمرهم لمعرفة ما سيسفر عنه حديث المحاكمات.

وفي هذا اليوم توقفت عجلة من نوع آخر، لكنها هذه المرة «عجلة العمل» التي طالما دعا أنصار حزب التهدئة الى العودة إليها وإنهاء فعاليات الاعتصام والإضراب، والتي دوماً أكد الثوار ومؤيدوهم أنه يمكن تأجيلها لحين تحقيق مطالب الثورة، وهي العجلة ذاتها التي شكك البعض في وجودها أصلاً في ظل نظام اقتصادي سابق حوّر تروسها لتصبح عجلة استهلاك وليست إنتاج. هذه العجلة توقفت تماماً، أو كادت، طيلة ساعات الجلسة الأولى من محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه ورجل الأعمال حسين سالم ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي وعدد من أعوانه. هدوء مشوب بالحذر والترقب وأصوات المحاكمة المنبعثة من دون مبالغة من كل حدب وصوب.

ولمن لم تسعفه وظيفة ثابتة ذات رصيد إجازات سنوي أو رفاهية إجازة «عارضة» لمتابعة المحاكمة التاريخية ووجد نفسه في الشارع لقضاء مصلحة أو عمل، كان المذياع المتنقل الملتصق بالأذن أو سماعة الهاتف المحمول المثبت على تردد إذاعي خير ملجأ ونعم رفيق.

وفي مشهد مستنسخ من متابعة المباراة الأخيرة المحتدمة في دوري كرة القدم بين الشياطين الحمر وأقرانهم البيض (الأهلي والزمالك) تجمع الكثيرون من المارة أمام واجهات محلات الأجهزة الكهربائية التي تعرض ما لديها من أحدث الموديلات من أجهزة التلفزيون ليتابعوا وقائع المحاكمة بالصورة فقط. البعض يضرب كفاً بكف وهو يمعن النظر في الجوقة التي حكمت مصر يوماً بقبضة من حديد، والبعض الآخر يتأمل في القضبان الحديد التي شيدت خصيصاً لاحتواء الرئيس السابق ونجليه ووزير داخليته ومعاونيه.

الشعور العام الذي يمكن وصفه في شوارع القاهرة أثناء المحاكمة أعاد إلى الأذهان تلك الأحاسيس الراقية الجميلة التي انتابت الجميع في أعقاب تنحي الرئيس السابق. تامر علي، موظف أمن، قال بصدق شديد: «ليس لي في السياسة ولا الثورة، وكنت على يقين بأن الحديث عن محاكمة مبارك مجرد هراء، لكن حين شاهدته ومن معه في داخل القفص شعرت أنني مصري متحضر وذو كرامة. لا أتذكر آخر مرة ضحكت فيها من قلبي بسبب ضغوط الحياة، لكنني اليوم ضحكت من قلبي لأنني بت متفائلاً بالمستقبل».

ولعلها المرة الأخيرة التي يشارك فيها الرئيس السابق مبارك شعبه في الضحك! فحين فاز أحد المحامين الحاضرين بالميكروفون أثناء وقائع الجلسة صرخ قائلاً إن مبارك مات في عام 2004، وأن الماثل على سرير طبي في قاعة المحكمة منتحل لصفة الرئيس السابق، فقد ابتسم مبارك على سريره وضجت مصر بالضحك. أراد المصريون مشاهدة المحاكمة، وكان لهم ما أرادوا.


-------------------

جمال الأقرب لوالده حتى في قفص الاتهام... والعادلي لم يعد «حبيباً»
الخميس, 04 أغسطس 2011
القاهرة – أحمد رحيم
Related Nodes: الرئيس مبارك محاطاً بنجلاه جمال (يمين) وعلاء أثناء جلسة المحاكمة (التلفزيون المصري).jpg
كان جمال، نجل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، المتهم الوحيد في «القضية الكبرى» الذي ظل واقفاً طوال جلسة المحاكمة التي مثل فيها أمس ووالده وشقيقه الأكبر علاء ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي وكبار مساعديه.

جمال الذي لقب طوال السنوات الماضية قبل اندلاع الثورة بـ “الوريث” كان الأقرب لوالده قبل الثورة وبعدها، وحتى في قفص الاتهام على رغم أنه، وفق مراقبين، يتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية عما آل إليه مصير والده ونظام حكمه.

ظهور جمال وعلاء مبارك أمس هو الأول منذ اندلاع الثورة في 25 كانون الثاني (يناير). ولقاؤهما والدهما هو الأول أيضاً منذ إيداعهما سجن مزرعة طره في شهر نيسان (أبريل) الماضي. ظهر أمس بجلاء في قفص الاتهام ما تحدثت عنه الصحافة على مدار سنوات عن قرب جمال من والده الذي لم يخف هذا القرب في سنوات حكمه عبر إطلاق يد جمال في إدارة شؤون البلاد الداخلية من خلال لجنة السياسات في الحزب الوطني المنحل التي ترأسها.

وفيما كان العادلي ومساعدوه مشغولين طوال الوقت بمتابعة وقائع المحاكمة والوجوم بادٍ على وجوههم كان هَم الشقيقين جمال وعلاء مواراة والدهما عن عدسات كاميرات التلفزيون الذي بث وقائع المحاكمة على الهواء مباشرة. كان جمال الأقرب إلى والده طوال 4 ساعات هي فترة عقد جلسة المحاكمة أمس تخللتها استراحتان. فهو من كان يحرك السرير الطبي الذي وضع عليه والده في قفص الاتهام. الرئيس السابق تحدث إلى علاء مرات عدة لكنه تحدث إلى جمال مرات أكثر. والابتسامة الوحيدة التي أبداها مبارك في قفص الاتهام كانت من نصيب جمال في حوار جانبي مع والده تخللته إشارات بأصابعه. وتولى جمال إعادة كلمات القاضي على مسامع والده الذي يعاني ضعفاً في السمع. فهو أعاد على والده سؤال القاضي عن رده على اتهامات النيابة له التي نفاها الرئيس السابق، وكذلك أعاد على مسامعه قرار المحكمة في نهاية الجلسة بعد أن بدا أن مبارك يستفسر منه عن القرار.

بدا جمال مهتماً بوالده أكثر من اهتمامه بمتابعة وقائع الجلسة. ومبارك بدا قريباً من نجله الأصغر على رغم تحمله جانباً كبيراً من مسؤولية ما جرى بإصراره على إدارة البلاد متسلحاً ببطانة يمقتها الشعب ويرفض قراراتها.

أما وزير الداخلية السابق فلم يعد كما كان «حبيباً» من أسرة الرئيس السابق. المكان الذي شهد تبادل عبارات الثناء بين مبارك والعادلي قبل اندلاع الثورة بأيام قليلة حين أعلن الأخير في حضور الأول في أكاديمية الشرطة خلال الاحتفال بعيد الشرطة توقيف التنظيم المسؤول عن مجزرة كنيسة القديسين هو ذاته الشاهد على الجفاء الذي طاول العلاقة بينهما بفعل الثورة ونفي كل منهما عن نفسه تهمة المسؤولية عن قتل الثوار أو إصدار أوامر باستهدافهم.

بدا أن عائلة الرئيس السابق مستاءة من العادلي الذي جلس معظم جلسة المحاكمة متصدراً مساعديه الذين تراصوا خلفه في أحد جوانب قفص الاتهام، وفي الجانب المقابل وقف نجلا مبارك أمام والدهما من دون أن يتحدثا مع العادلي، حتى حين اقترب علاء وجلس لمدة دقائق بجوار العادلي لم يحدثه ولم يلتفت إليه. وفي معظم الأوقات كان بادياً مدى سوء العلاقة بين عائلة الرئيس السابق والمسؤول الأول عن أمن نظامه طوال 14 سنة

-----------------------










لقطات من المحاكمة
الخميس, 04 أغسطس 2011
القاهرة - «الحياة»
وضع مبارك معظم الوقت ذراعه على جبينه حتى لا يظهر وجهه، بينما حاول نجلاه جمال وعلاء ان يقفا امامه لحجبه على ما يبدو عن الكاميرات، وكان الرئيس السابق يمسك مصحفاً في يديه.

- ظهر جمال واقفاً في ثبات في قفص الاتهام خلف السرير الذي يرقد عليه والده، وكان ينحني بين الحين والآخر ليتحدث معه بينما وقف بجواره شقيقه علاء الذي كان يتحرك كثيراً وينظر الى الامام تارة والخلف تارة اخرى ويجلس احياناً على مقعد داخل القفص.

- هذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها علاء وجمال مبارك والدهما منذ حبسهم جميعاً احتياطياً في نيسان (ابريل) الماضي، اذ اودع مبارك في مستشفى شرم الشيخ لأسباب صحية بينما نقل ولداه الى سجن مزرعة طره في القاهرة.

- ظهر علاء وجمال، اللذان يحاكمان مع والدهما في نفس القضية بتهمة الفساد المالي، داخل قفص الاتهام في الملابس البيضاء التي يرتديها المحبوسون احتياطياً في السجون. وقد أدار جمال وعلاء ظهرهما لكاميرات التلفزيون في أول ظهور لهما منذ اندلاع الثورة لدى دخولها قفص الاتهام.

- على رغم ان مبارك بدا في كامل وعيه، وفي لياقة ذهنية تسمح له بالمناقشة وتفهم الاتهامات المسندة إليه، إلا انه وجد صعوبة في سماع كلمات القاضي ما دعا نجله جمال لإعادة سؤال المحكمة على مسامع والده وكذلك قرار المحكمة.

- بعدما تلا ممثل النيابة العامة قرار الاتهام، الذي يتضمن اتهامات بالقتل العمد والفساد المالي، نادى رئيس المحكمة القاضي احمد رفعت على «المتهم الاول محمد حسني مبارك» فأجاب «افندم انا موجود». فسأله القاضي رأيه في الاتهامات الموجهة اليه فقال: «انا انكر كل هذه الاتهامات تماماً».

وسأل القاضي جمال وعلاء تباعاً عن رأيهما في الاتهامات بالفساد الموجهة اليهما فأجابا بالنفي.

- التزم الرئيس السابق الصمت الكامل طوال فترة المحاكمة ولم ينبس ببنت شفة ولم يعلق على أي من طلبات وأقوال المحامين سواء دفاعه أو المدعين بالحقوق المدنية.

- صدرت عن بعض أهالي الضحايا بعض الشتائم بصوت خافت أثناء دخول مبارك وباقي المتهمين قفص الاتهام، وهو ما دفع برئيس المحكمة الى إصدار تعليمات صارمة بضرورة التزام الجميع الهدوء أثناء المحاكمة وعدم الخروج على تقاليدها حرصاً على تحقيق العدالة.

- أبدى الحاضرون في المحكمة دهشتهم البالغة واستنكاراً ممزوجاً بالضحك، حينما ادعى أحد المحامين أن مبارك توفي «اكلينيكياً» منذ عام 2004 وأن الماثل في قفص الاتهام الآن هو شخص آخر ينتحل صفة الرئيس السابق.

- خرج المتهمون جميعاً من مقر المحاكمة إلى سيارات الترحيلات في طريقهم إلى محبسهم من دون أغلال.

- صافح علاء ضباط الجيش المسؤولين عن تأمين المحاكمة لدى مغادرته مقرها، وغطى كاميرا التلفزيون بيده اليمنى أثناء سيره في طريقه إلى سيارة الترحيلات في تعبير عن الاستياء من تصوير وقائع المحاكمة. كما صافح مساعدون للعادلي لدى توجههم إلى سيارة الترحيلات ضباطاً في الجيش.

- تتسع القاعة التي تجرى فيها المحاكمة، داخل اكاديمية الشرطة في ضاحية القاهرة الجديدة بشرق القاهرة، لـ600 شخص.

- سمح لبعض اسر الضحايا بحضور المحاكمة بصفتهم «مدعين بالحق المدني» اضافة الى المتهمين والمحامين والصحافيين.

- وعلى رغم السماح لأسر المتهمين بحضور المحاكمة الا ان زوجة مبارك سوزان وزوجتي جمال وعلاء، خديجة الجمال ومجدي راسخ، لم يظهرن في القاعة.


-------------------




الأربعاء - 3 أغسطس - 2011 10:18:01 مساء

واشنطن: محاكمة مبارك رسالة لكل الحكام العرب وواثقون من إجراء محاكمة شفافة



حسني مبارك
الأسبوع أونلاين
حظيت محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك باهتمام كبير في وسائل الإعلام الأمريكية التي أجمعت في نسخها الالكترونية وعلي شاشاتها علي تاريخية المحاكمة بالنسبة لمصر والمنطقة العربية ورأت فيها إهانة لمبارك الذي قضي في حكم مصر 30 عاما وإرضاء للثوار الذين أطاحوا به من السلطة.

وتحت عنوان "مبارك الراقد في سرير يدفع ببراءته" وصفت صحيفة واشنطن بوست المشهد الذي خرج فيه الرئيس السابق للعالم في أولي جلسات محاكمته.

وقالت الصحيفة إن مبارك بدا "شاحب اللون ومريضا في سريره وعيناه محمرتان إلا انه كان واعيا بما يدور حوله ولم يظهر إلا القليل من المشاعر حول ما يجري, شأنه في ذلك شأن نجليه اللذين بذلا جهدهما في الوقوف أمام سريره لمنع الصحافيين من التقاط أي صور له".

وتري الصحيفة أن الظهور الأول لمبارك للعلن منذ العاشر من فبراير الماضي عندما أعلن رفضه الاستقالة, ومثوله الآن لمحاكمة علنية تعتبر"أكبر إهانة " لمبارك منذ تخليه عن الحكم إلا أنها ترضي الثوار المصريين لأنها تعتبر المطلب الأساسي للثورة.

وتقول الصحيفة إن الاشتباكات التي وقعت خارج أكاديمية الشرطة حيث تعقد الجلسة بين مؤيدين ومعارضين لمبارك هي دليل علي مدي تأثر الشعب بهذه المحاكمة لرجل حكمهم ثلاثة عقود.

أما صحيفة نيويورك تايمز فقد نشرت صورا متعددة لمحاكمة مبارك علي نسختها الالكترونية ونشرت خبرا مطولا تحت عنوان "محاكمة مبارك تبدأ في القاهرة" قالت فيه إن المطالب الداعية لمحاكمة مبارك كانت موضع شك حتي الساعات الأخيرة من بدء المحاكمة.

وأضافت أن "الجدل كان محتدما حول ما إن كان مبارك سيقف في قفص اتهام حديث وعلي الموضة أم سيقف وراء قضبان شائكة كبقية المتهمين المصريين العاديين".

ولدي وصوله إلي قاعة المحكمة تقول الصحيفة إن أحد المحامين المصريين ويدعي ماجد وهبة استقبل الرئيس السابق بالهتاف "المجرم وصل.. المجرم وصل".

وتؤكد الصحيفة أن محاكمة مبارك علنا وبث المحاكمة بشكل مباشر علي التلفزيون الحكومي ومتابعتها من جانب ملايين المصريين جعلت من هذه المحاكمة واحدة من أكثر الفقرات التليفزيونية مشاهدة في العالم العربي بأكمله.

وتعلق الصحيفة علي الشكل الذي ظهر فيه مبارك خلال المحاكمة بالقول إن "الرئيس السابق الذي ظهر في العاشر من فبراير الماضي قويا وصلبا ورافضا للتنازل عن السلطة متحديا شعبه ظهر اليوم نائما في سريره ومغطي إلي صدره وأصبعه في أنفه".

وتنقل الصحيفة عن مسئولين عرب قولهم إن محاكمة نظام مبارك في هذا الوقت ستجعل من الحكام العرب الذين يواجهون مطالب بالتنحي مثل سوريا واليمن والبحرين وليبيا أكثر إصرارا وعندا وترددا في التنازل عن عروشهم حتي لا يواجهوا المصير نفسه الذي واجهه مبارك.

من ناحية أخري تنقل الصحيفة عن مواطنين مصريين قولهم إن هذه المحاكمة هي رسالة واضحة لكل الحكام العرب الذين يظلمون شعوبهم.

من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر: إن أمر المحاكمة يعود للمصريين أنفسهم، وأن الولايات المتحدة تتابعها عن كثب وتثق في قدرة المصريين علي أن يجعلوها شفافة وعادلة.

وقال تونر "هذه عملية تخص الشعب المصري، وإننا بالطبع نتابع المحاكمة كما رأينا صورها اليوم، وهمنا بالطبع هو مساندة محاكمة منضبطة تتسم بالشفافية, ولكن ماعدا ذلك فهذا أمر يخص الشعب المصري، وإنني أعتقد أنهم يجرون محاكمة تتفق والقوانين المصرية، ونحن بالطبع سنتابع المحاكمة عن كثب ولكن من المهم للغاية أن تكون محاكمة شفافة وعادلة، ونحن نثق في قدرة المصريين علي أن يجعلوها كذلك".

------------------------

الأربعاء - 3 أغسطس - 2011 8:23:43 مساء

مصريون بالخارج مستاؤون من محاميي ضحايا الثورة



جانب من أولي جلسات محاكمة مبارك
الأسبوع أونلاين
أعرب المصريون في بريطانيا الأربعاء، عن شعورهم بالتغيير الجدي في مصر، بعد أن شاهدوا عبر التلفاز الجلسة الأولي لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وعدد من مساعديه.

وتجمعت أعداد كبيرة من المصريين حول شاشات التلفاز وقت إذاعة المحاكمة، ومعهم عدد من البريطانيين وأصحاب الجنسيات الأخري الذين أبدوا اهتماما بمتابعة المحاكمة.

وقال الدكتور عصام عبد الصمد رئيس اتحاد المصريين في أوروبا إنه لم يذهب إلي عمله اليوم لكي يتابع المحاكمة مع عدد من أصدقائه الأجانب والمصريين من أعضاء الاتحاد.

وأضاف "اتفق الجميع علي سلامة إجراءات التأمين في قاعة المحاكمة وخارج مبني المحكمة، وهو الأمر والذي لفت انتباه الأجانب الذين شاهدوا الجلسة معنا، معتبرا أن التنظيم كان هو المشكلة في المحاكمة في مصر والتي تعتبر شكلا وموضوعا جديدة علي المصريين، وقال "يبدو أن المحامين المدعين بالحق المدني لم يكونوا مستعدين بشكل جيد حتي أن أحدهم ادعي أن الموجود في القفص ليس مبارك".

وانتقد عبد الصمد وقوف المحامين جميعا أمام القاضي بشكل غير منظم تماما وتجاذبهم الميكروفون متسائلا: "ألا يعلم القائمون علي الأمور في مصر أن هذه المحاكمة يتم متابعتها علي مستوي العالم وستعطي انطباعا عن التغيير في مصر إيجابا أو سلبا؟".

وقال "ما أتمناه ويتمناه جميع المصريين هو أن تتم المحاكمة بشكل محايد وعادل وأن تنتهي بشكل سلمي".

من جانبه، أكد مصطفي رجب مدير البيت المصري في لندن أن المحاكمة في حد ذاتها تحسب كإنجاز لثورة 25 يناير، وقال "وجود جميع المتهمين في القفص هي أحد الإنجازات التي تحسب للشعب المصري والمجلس العسكري والحكومة في مصر".

وأضاف رجب "ما أود الإشارة اليه هو أن العديد من الإجراءات التي تمت خلال الجلسة اليوم كان من الممكن أن تتم قبل بداية النقل التليفزيوني حتي لا نشاهد هذا الكم من الإجراءات الإدارية الذي كان يمكن أن يتم قبل ذلك".

وأعرب رجب عن أمنياته بأن تكون المحاكمة في المرحلة القادمة أكثر تنظيما وأن يبدأ محامو الضحايا في سرد الحقائق عن الممارسات التي أدت الي وصول رموز النظام الي قفص الاتهام، وقال "ليس مهما أن اتهم مبارك بالتسبب في إفساد البلاد ولكن علي أن أقدم الدلائل لإقناع المحكمة".

وأشار إلي أن العالم كله تابع المحاكمة مؤكدا أن غياب النظام داخل له تأثير سلبي، وقال "تخاطف محامو الضحايا الميكروفون من بعضهم حتي اضطر القاضي أن يطلب منهم أن يجلسوا في أماكنهم".

و قال الدكتور محمود سليم، وهو مصري مقيم في لندن، "لقد تابعت المحاكمة رغم تعطلي عن العمل إلا أن الحدث يعد تاريخيا وغير مسبوق"، وانتقد أيضا عدم التنظيم داخل القاعة.وأضاف "هناك طرق عديدة لتنظيم المحاكمة حيث يتم متابعتها علي مستوي العالم أجمع"، وضرب مثلا بالنظام في المحاكم البريطانية".

وأشار إلي أنه لمس مدي خبرة محامي مبارك من طلباته التي قدمها للمحكمة، وقال "أخشي أن يضيع حق الثوار الذين فقدوا أرواحهم، إذا ما استمر الوضع السيء من جانب محاميي الضحايا".

وطالب محاميي الضحايا بتوحيد صفوفهم وندب عدد محدد منهم للتعامل مع القضية ولتوحيد المطالب وقال "يجب أن تعمل نقابة المحامين علي تقديم المساعدة لأسر الضحايا عن طريق محامين لديهم من الكفاءة والخبرة ما يؤهلهم للوقوف في مثل هذه المحاكمة التاريخية".

وأجمع المصريون المقيمون في فرنسا علي أن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومعاونيه تعد بمثابة الانتصار بالنسبة للشعب المصري ورد الكرامة الانسانية للمصريين .

وحرص المصريون في فرنسا علي متابعة المحاكمة التي جرت بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة من خلال شاشات التليفزيون وأيضا علي شبكة الانترنت أو من خلال الهاتف المحمول ، مشيدين بنقل المحاكمة علي الهواء مباشرة مما سمح لجميع المصريين سواء في الداخل أو الخارج بمتابعة مجريات المحاكمة التي كان يترقبها الجميع ليس فقط في مصر بل في جميع أنحاء العالم.

وأكدوا أن حضور مبارك للمحاكمة اليوم ومحاكمته في قضايا قتل المتظاهرين وقضايا فساد تعد إشارة جديدة ودليل علي نجاح ثورة 25 يناير وتؤكد أن العملية الديمقراطية في مصر تتبع المسار الصحيح خاصة.

وقالوا إن المحاكمة تعد " يوما تاريخيا يتم إدراجه في سجل مصر ، حيث أنه ولأول مرة في مصر أو في العالم العربي يتم محاكمة رئيس سابق ".

من جانبه ، قال الدكتور باسم قمر أستاذ الاقتصاد بجامعة موناكو المتخصص في الاقتصاد المصري إن محاكمة الرئيس السابق تعد إنجازا كبيرا وحلما لم يكن نتوقعه قبل عدة أشهر أي قبل ثورة 25 يناير ، مشيرا إلي أن هذه المحاكمة تعد نوعا من استرداد كرامة المصريين.

وأوضح أن ظهور مبارك في قفص الاتهام بالرغم من تردي حالته الصحية بأنه أمر طبيعي ومتعارف عليه دوليا ، مشيرا إلي أن محاكمة الديكتاتور بينوشيه رئيس شيلي الأسبق بينما كان يعاني من المرض ومن التقدم في العمر.

وشدد الدكتور باسم قمر علي أن مبارك لا بد ألا يخضع لنوع من المعاملة التفضيلية أو الاجحافية..فالقضاء لابد وأن يتخذ مجراه .

من جهته ، رأي رشدي الشافعي - صحفي - أن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومعاونيه أمر طبيعي ، معربا عن أمله في أن تكون المحاكمة عادلة ليأخذ كل ذي حق حقه .

وقال الشافعي إن الوضع الصحي للرئيس السابق طبيعي بالرغم من محاولات محاميه عدة مرات إثبات أنه يعاني من أمراض عديدة وأن حالته الصحية متدهورة ولكن أمام الضغط الشعبي فلم يكن هناك مفر من عدم إجراء هذه المحاكمة.

أما زكي نقريش - رجل أعمال مصري - فأشار إلي أن القضاء هو الفاصل في جميع القضايا لأن القضاء فوق الجميع ومبارك فرد من أفراد الشعب المصري ولابد وأن يتم محاكمته بدون معاملة تفضيلية.

من جانبها، أكدت سوزان مرسي ربة منزل وعضو الجالية المصرية في مرسيليا - أن المحاكمة التي تابعها المصريون اليوم سواء في مصر أو خارج أراضيها تعد انتصارا للثورة وبداية جديدة علي طريق الديمقراطية.

وأشارت إلي أن محاكمة رئيس دولة في مصر أو في العالم العربي أمر غير مألوف، موضحة أنه سواء في داخل مصر أو خارج أراضيها ، فإن المصريين يحرصون علي متابعة تطورات الأوضاع في مصر خاصة بعد ثورة 25 يناير وماتشهده الساحة من أحداث جديدة خلقتها الثورة المصرية التي غيرت ولاتزال من وجه مصر لتعيد الكرامة والعدالة إلي المصريين.


-----------------


مبارك يرد على المحكمة: كل هذه الاتهامات لم أرتكبها


متابعة من المحكمة :
مـريد صبحـى ـ عصـام مليجـى- خـالد أبوالعـز ـ أيمـن فـاروق- سـميرة على عيـاد ـ أمـير هـزاع
2304

فى محاكمة تاريخية غير مسبوقة، مثل أمس الرئيس السابق محمد حسنى مبارك على سرير طبى داخل قفص الاتهام بالقاعة الكبرى بأكاديمية الشرطة بالتجمع (مبارك سابقا) حيث أدخل قفص الاتهام فوق سريره راقدا على ظهره وتحيط ذراعيه بعض الأربطة الطبية


وكذلك نجلاه علاء وجمال واللذان وقفا بجواره داخل القفص فى أول ظهور إعلامى لهم منذ قرار النائب العام بحبسهم فى أولى جلسات محاكماتهم عن جرائم قتل المتظاهرين والرشوة والاضرار بالمال العام والتربح.
كما مثل بجوارهم فى قفص الاتهام حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق وستة من كبار مساعديه فى جرائم قتل المتظاهرين بعد قرار ضم قضية العادلى إلى قضية مبارك، وقد واجهت المحكمة الرئيس السابق حسنى مبارك بالإتهام الموجه إليه، بعد أن نادى رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت عليه بصفته المتهم الأول فى القضية قائلا المتهم الأول محمد حسنى السيد مبارك فرد أفندم أنا موجود، كما سأله رئيس المحكمة عن الاتهام الموجه إليه، فأجاب من فوق سرير مرضه بصوت مخنوق: كل هذه الاتهامات لم أرتكبها كما نادى رئيس المحكمة علاء وجمال مبارك وواجهما بالاتهامات المنسوبة إليهما فأجاب علاء أنى أنكرها تماما، وقال جمال أنكرها تماما يا أفندم، كما طالب رئيس المحكمة علاء مبارك بالتقدم للتأكد من وجوده.


عقب ذلك سأل رئيس المحكمة عن الدفاع عن الحاضر عن المتهم الاول والثالث والرابع أى مبارك ونجليه، فتقدم فريد الديب وقال إنه محامى مبارك وولداه، وطالبته المحكمة بتسجيل طلباته بمحضر الجلسة، فقال إنه لدى سبعة طلبات، الأول تفريغ كارت الذاكرة المسجل عليه أوراق القضية والذى أجله المحقق المحامى العام أحمد حسنى من صفحة 108 الجزء الثانى من الملف المصور، وطبع المخزون وتسليم محامى مبارك نسخة منه.
ثانيا التصريح بتصوير استجوابات المتهم الرابع وعددها 43 صفحة لم ترد فى ملف القضية.
ثالثا سماع شهادة جميع شهود الإثبات الواردة أسماؤهم فى قائمة الشهود وعدهدم 1330 شاهداً.


رابعاً: سماع شهادة شاهد الواقعة الذى لم يسأل فى التحقيقات وهو المشير حسين طنطاوى بصفته رئيس المجلس العسكرى الأعلى الذى يدير شئون البلاد، وسماع شهادة اللواء حسن بشر سكرتير عام محافظة جنوب سيناء، والذى استدعاه المحقق عاشور فرج لسماع شهادته فى 24مايو الماضي، ولم يتم ذلك، واحالة ملف القضية إلى المحاكمة الجنائية فضلا عن سماع الشهود فى الواقعة كل من تقلدوا منصب محافظ جنوب سيناء منذ المحافظ مجدى أحمد سليمان وحتى محمد عبدالفضيل شوشة.


كما طالب محامى مبارك من المحكمة البدء فى الطلب المقدم للمحكمة بتاريخ 26 يوليو الماضى بالتصريح للطبيب المعالج بمتابعة حالته الصحية خاصة اصابته بورم سرطاني، بعدها رفعت الجلسة للمداولة ثم عادت للإنعقاد بإصدار قرارها بتأجيل محاكمة مبارك ونجليه وصديقه الهارب رجل الأعمال حسين سالم إلى جلسته 15 أغسطس الجارى مع استمرار حبس علاء وجمال، وايداع مبارك مستشفى المركز الطبى العالمى بطريق الاسماعيلية لمتابعة حالته الصحية مع استمرار حبسه داخل المستشفي.


وكان الرئيس السابق حضر إلى مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس فى الثامنة و 45 دقيقة صباحاً داخل طائرة طبية مجهزة أقلته من شرم الشيخ إلى مقر المحكمة ثم حملته سيارة اسعاف مجهزة بطاقم طبى تحوطها اجراءات أمنية غير مسبوقة من الشرطة العسكرية وضباط الشرطة المدنية، حيث تم وضعه على سرير طبى مجهز، وفى تمام العاشرة صباحا أدخل قفص الاتهام الذى أعد خصيصا لمحاكمة مبارك ونجليه وحبيب العادلى ومساعديه، وهو بعرض ثلاثة أمتار وطوله خمسة أمتار، حيث ظهر مبارك داخل القفص وهو يرقد على ظهره ويضع يده اليمنى على جبهته، وينظر بعينيين مفتوحتين إلى قضبان القفص، كما كان يحدث من باقى المتهمين من حوله وهو يراهم لأول مرة، خاصة حبيب العادلى وكبار مساعديه والذين لم يلتق بهم منذ 52 يناير الماضي، وسط تبادل الاتهامات فى التحقيقات السابقة مابين العادلى ومبارك حول المسئولية عن قتل شهداء الثورة، وقد بدامبارك الذى ظهر على شاشة التليفزيون المصرى الذى بث وقائع جلسة المحاكمة مباشرة متماسكا ومستقر صحيا ومدركا لما يدور حوله،

بل كان منصتا لسماع ما يدور من مساجلات أو مناقشات بين المحكمة والمحامين عن المتهمين والمدعين بالحق المدني، والذين طالب العديد منهم بالقصاص من مبارك وباقى المتهمين فى جرائم قتل المتظاهرين وشهداء الثورة، بل وصف بعض المدعين بالحق المدنى مبارك بالسـفاح والرئيس المخلوع وادعى العديد منهم مدنيا مبارك وباقى المتهمين بمبالغ مالية بدأت من خمسين ألف وواحد جنيه إلى مليار جنيه لعلاج مصابى الثورة، وإعانة أسر الشهداء، ودعم خزينة الدولة واصلاح ما تم تدميره واحراقه من منشآت عامة وخاصة قام بها فلول النظام السابق والبلطجية من الحزبين، وقد حرص جمال وعلاء مبارك بالوقوف بجوار والدهما الرئيس السابق فى الجانب الأيمن من قفص الاتهام، وقد حرص كل منهما على تقبيل جبهته والهمس فى أذنه بكلمات سريعة غير مسموعة، ربما كان يشرحان له ما يدور داخل قاعة المحكمة أو إعادة بعض الاتهامات على مسامعه والتى ربما لم يسمعها جيدا، بينما وقف العادلى وكبار مساعديه فى الجانب الايسر من قفص الاتهام ولم يتحدثون إلى مبارك ونجليه.


وكان المستشار مصطفى خاطر المحامى العام بالمكتب الفنى للنائب العام قد طرأ أمر الاحالة بالتهم المنسوبة إلى مبارك والذى تضمن المتهم الأول محمد حسنى مبارك (83 سنة) رئيس الجمهورية السابق (محبوس) وحسين كمال الذين إبراهيم سالم (78 سنة) مالك شركة فيكتوريا المتحدة للفنادق (هارب) وعلاء محمد حسنى مبارك (50 سة) عضو مجلس ادارة شركة بليون سابقا (محبوس) وجمال محمد حسنى مبارك (47 سنة) عضو مجلس ادارة شركة هيرمس للاستثمار (محبوس)، وتضمن قرار الإحالة اشتراك المتهم الأول حسنى مبارك بالاتصال مع حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق لفض المتظاهرين عمدا مع سبق الاصرار المقترنة بجنايات أخرى وذلك بمحافظات القاهرة، الجيزة، السويس، الاسكندرية، البحيرة، الغربية، القليوبية، الدقهلية، الشرقية، دمياط، وبنى سويف، بصفته رئيسا للجمهورية قبل وأخذ لنفسه ولنجليه المتهمين الثالث والرابع العطية، وهى عبارة عن خمس فيلات وملحقات لها بلغت قيمتها 39 مليون و 957 ألف جنيها بموجب عقود بيع صورية تم تسجيلها فى الشهر العقارى من المتهم الثانى حسين سالم مقابل استخدام نفوذ مبارك الحقيقى لدى محافظ جنوب سيناء للحصول على قرارات بتخصيص قطع الاراضى التى تصل إلى مساحة مليونى متر مربع بالمناطق المتميزة بشرم الشيخ لصالح شركة نعمة للجودة والاستثمار السياحى المملوكة لحسين سالم.


كما اشترك مبارك بصفته رئيسا للجمهورية مع المتهم سامح فهمى وزير البترول السابق على اسناد أو بيع وتصدير الغاز الطبيعى المصرى إلى دولة إسرائيل من خلال شركة شرق البحر المتوسط للغاز ، والتى يمثلها ويستحوذ على أسهمها المتهم الثانى حسين سالم، كما اشترك مبارك عن طريق الاتفاق والمساعدة مع موظف عمومى وهو وزير البترول السابق سامح فهمى بالاضرار بأموال ومصالح الجهة التى يعمل بها مما أضر بأموال قطاع البترول بمبلغ 714 مليون و89 ألف دولار أمريكى وهى قيمة فارق السعر بين كميات الغاز الطبيعى المباعة بموجب التعاقد وبين الأسعار العالمية السائدة فى ذلك الوقت.


كما تضمن قرار الإحالة اتهام رجل الاعمال الهارب حسين سالم بأنه قدم لموظف عمومى رشوة لاستخدام نفوذه الحقيقى للحصول له على قرارات من محافظة جنوب سيناء بتخصيص الاراضي، كما جاء فى قرار الاتهام اتهام جمال وعلاء مبارك بأنهما قبلا وأخذا رشوة لاستعمال سلطة والدهما كرئيس للجمهورية للحصول على قرارات لصالح المتهم الثانى حسين سالم مقابل تملكهما فيللتين بشرم الشيخ من الفيلات الأربع الخاصة بحسين سالم.
ونظرت المحكمة القضية الأولى المتهم فيها : حبيب العادلى و 6 من كبار معاونيه نادى عليهم فردا فردا وهم حبيب العادلى وأحمد محمد رمزى مساعد الوزير للأمن المركزى السابق وعدلى فايد وحسن عبدالرحمن واسماعيل الشاعر وأسامة المراسى وعمر الفرماوي.


وبدأ المستشار أحمد رفعت فى تسجيل طلبات الدفاع عن المتهمين حيث قام فريد الديب المحامى عن المتهم حبيب العادلى بتسجيل طلباته فى المذكرة التى تقدم بها لهيئة المحكمة كما طالب رئيس المحكمة بتسجيل كل الطلبات فى مذكرة ومن هذه الطلبات بطلان القرار الذى أصدرته الدائرة الرابعة جنايات جنوب القاهرة فى جلسة 25/7 بضم القضية 1227 لسنة 2011 جنايات قصر النيل إلى القضية رقم 3642 لسنة 2011 جنايات قصر النيل المنظورة بجلسة أمس 3/8 أمام الدائرة الخامسة محكمة جنايات شمال القاهرة وذلك لبطلان قرار الضم لانه صدر من محكمة قضاتها مردودون وامتنع عليهم أن يأخذوا أى قرار فى القضية والضم عللت المحكمة فى حكمها بأن هناك ارتباطا غير قابل للتجزئة، وانضم إليه باقى المحامين عن باقى المتهمين فى هذا المطلب.


وطلب محام آخر عن المتهم الأول حبيب العادلى والخامس بأنهم يؤيدون علانية الجلسات بأن تكون على مرأى ومسمع من الجميع حتى يعرف أن المتهم الأول حبيب العادلى والخامس ليس لهم صلة بقتل المتظاهرين، وطلبوا أيضا الانتقال لمعاينة مقر المتحف المصرى والجامعة الأمريكية ووزارة الداخلية ومبنى مصلحة الأدلة الجنائية وفندق رمسيس هيلتون وذلك لإثبات نفى حدوث الواقعة وإستحالة وقوعها كما رواها شهود الإثبات.


كما طلبوا الانتقال إلى معاينة مدرسة الفويرير وشارع محمد محمود وشارع منصور الفلكى وشارع ريحان ومأمورية ضرائب عابدين وذلك لاثبات نفى وقوع الفعل المكون من الجريمة وإستحالة حدوث الواقعة كما طالب بسماع شهادة فيما يخص جهاز أمن الدولة السابق كلا من اللواء طارق محمد إبراهيم واللواء شريف جلال واللواء عاطف أحمد أبو شادى واللواء أحمد سامى النادى والعميد محمد عبدالله والمدعو خالد عبدالله المصدر السرى لجهاز أمن الدولة السابق، وفيما يخص النجدة والأتصالات الاستماع لكل من اللواء نادر حافظ محمد واللواء مصطفى أحمد توفيق وفيما يخص مديرية أمن القاهرة وأمن مجلس الوزراء استدعاء كل من لواء حسن محمود عزت واللواء فؤاد محمد توفيق واللواء يحيى زكريا واللواء عبدالعزيز فهمى واستمر رئيس المحكمة فى تسجيل فى طلبات الدفاع عن المتهمين حيث طلب منح رئيس المحكمة كتابة هذه الطلبات وتقديمها إلى محضر الجلسة.
وبعد ذلك أخذ رئيس المحكمة يسجل طلبات المدعين بالحق المدنى الذين طلبوا الاستمرار فى نظر القضية، وعدم تأجيلها كا يريد الدفاع عن المتهمين والفصل فيها.


كما طالب الدكتور إبراهيم صالح الدفاع عن المتهم الثانى أحمد رمزى بتعديل وصف التهمة لأنه لاينطبق عليها وصف القتل العمد بل هى مجرد ضرب أفضى إلى الموت والدليل على ذلك أن الشهود الذين سئلوا بل المتهمين جميعا ورد فى التحقيقات بأنه لا يعرفون المجنى عليهم ولايعرفون الضباط الذين زعمت النيابة انهم اتفقوا مع هؤلاء الضباط للتحريض والمساعدة على قتل المتظاهرين وأن إطلاق للنار كان عشوائيا وليس مقصودا به أحد والمجنى عليهم لايعرفهم أحد. وقد سمحت المحكمة للمدعين بالحق المدنى وعددهم 40 محاميا فى تسجيل طلباتهم كل واحد على حدة واتفقوا جميعا على سرعة الفصل فى هذه القضية وعدم إرسالها مرة أخرى إلى محكمة الاستئناف كطلب محامى المتهم الأول فريد الديب وبعد الانتهاء من هذه الطلبات رفع رئيس المحكمة الجلسة للاستراحة وعاد مرة أخرى بعد أكثر من عشرين دقيقة للانعقاد ولنظر قضية الرئيس السابق مبارك.
----------------------

ارتياح واسع بين القوى السياسية



كتب ـ عبير المرسى وهبة سعيد وحازم أبو دومة :

ساد شعور كبير بالارتياح بين جميع القوى السياسيات ورموز التيارات المختلفة، وكان الاحساس العام إنها لحظة هبطت فيها العدالة على أرض مصر، وسوف يسجلها التاريخ لتكون درسا وعبرة لكل مستبد وطاغية.

وقد سادت روح التفاؤل بين الغالبية العظمى من السياسيين والمفكرين ورجال الأحزاب الذين رأوا أن علانية المحاكمة لرأس النظام السابق هى نقطة ضوء فى نهاية نفق مظلم طال لمدة 30 عاما كاملة.
ومن جانبه أكد الناشط السياسى جورج إسحاق أن محاكمة مبارك ورموز النظام السابق تمثل مشهدا تاريخيا وغير مسبوق وبمثابة عبرة لكل الحكام المستبدين فى العالم العربي، لكل من يقتل شعبه بدم بارد، وأضاف ان هذا المنظر لا يمكن أن ينسى فى التاريخ، وسيكون درسا لكل شعوب العالم ولكل الحكام عندما يستبد المستبدون لكنه اعترض على معاملة أبناء مبارك المتهمين معاملة خاصة، وكأنهم لم يزالوا فى السلطة.



بينما أكد الدكتور محمد السعيد إدريس نائب رئيس المجلس الوطنى المصرى ان مايحدث من محاكمات علنية لرموز الفساد ورأس النظام بادرة أمل فى تحقيق أول أهداف الثورة وهو اسقاط النظام والذى طالب به الثوار.
كما أكد ان وجود مبارك وأولاده فى محاكمة أمس هو أول مؤشرات نجاح هذه الثورة وتحقيق إرادة الشعب.
وقال إن مايؤسفه هو أداء المحامين، وأن هناك احتمالات أن تكون الملفات التى أعدتها النيابة غير مكتملة أو غير معبرة عن واقع حقيقى يدركه الكل بحجم الجرائم التى ارتكبت عبر سنوات طويلة فى حق المواطنين والوطن، وأكد على ان الشعب المصرى يقف على أصابع قدميه ولن يرتاح أو يغفل له جفن الا لو تمت محاكمة رموز النظام ورأسه وإلا فهناك ثورة جديدة فى الانتظار، وهى ثورة الجياع.
ويرى محمد عباس أمين عام مساعد مجلس قيادة الثورة المستقل بأن هذه المحاكمات أدت لشعور بالارتياح بأن المجلس الأعلى ورئيس الوزراء صدقوا وعدهم للمواطنين وللشباب وبداية لمحاكمة عادلة وناجزة وسيهدأ أمامها الكثيرون.


كما أكد أشرف عطا المتحدث الإعلامى باسم الجبهة الشعبية لائتلافات الثورة إن محاكمة مبارك وكل من اشترك فى قتل الشهداء أمر ايجابي، ووجود رموز النظام البائد فى قفص الاتهام يعطى مصداقية للدولة بأن هذه المحاكمات لن تكون صورية، كما أكد البعض ويعطينا أملا بأن الثورة تحقق مطالبها وفق المطالب المشروعة.
ومن جانبه، أوضح دكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب الديمقراطى الاجتماعى ان محاكمة الرئيس المخلوع ورموز الفساد سوف تدعم ثقة الشعب المصرى فى النظام الحالى وتدفع الى المزيد من الاستقرار والاطمئنان خلال المرحلة الانتقالية الحالية التى تمر بها مصر كما انها سوف تقطع الطريق أمام رؤساء قادمين قد يسيئون التصرف. وعلى جانب آخر أكد عصام شعبان عضو قيادى فى الحزب الشيوعى المصرى وباحث فى الحركة السياسية أن محاكمة الرئيس المخلوع ينتظرها كل الشعب المصرى خاصة ان هناك كانت شكوك فى أذهان الشعب ان مبارك لن يتم محاكمته أو انه لم يحضر المحاكمة، وذلك نتيجة ميراث كبير لممارسات السلطة السابقة فى حق الشعب المصرى والذى جعله لا يثق بأى نظام. وأوضح وائل توفيق عضو الهيئة العليا لحزب التحالف الوطنى الاشتراكى ان هناك حقيقة لا يمكن انكارها أن الضغوط الشعبية التى مورست لتقديم مبارك للمحاكمة من الأسباب الرئيسية التى جعلت مبارك فى قفص الاتهام، موضحا أن القوى الوطنية تطالب بضرورة ان يتم المحاكمة بشكل ناجز وعادل حتى يشعر أهالى الشهداء بالقصاص العادل من رموز النظام السابق.


كما أكد خالد تليمة أمين تنظيم الاتحاد التقدمى لحزب التجمع وعضو المكتب التنفيذى لشباب الثورة أن محاكمة رموز الفساد السابق وعلى رأسهم مبارك بداية متأخرة كثيرا لما كان يطالبه به الشعب والقوى الوطنية منذ 11 فبراير.
وعلى جانب آخر أكد الهامى الميرغنى رئيس الحزب الاشتراكى المصرى ان الشارع المصرى سوف ينتقل الى مرحلة جديدة من الثقة والاطمئنان بعد الانتهاء من محاكمة الرئيس المخلوع وسوف تنتج عنه مزيد من الاستقرار فى الشارع المصرى وحب المشاركة فى الحياة السياسية.
أكد حسين عبدالرازق القيادى بحزب التجمع أن هذه المحاكمة حدث تاريخى يحسب للشعب المصرى ولثورة 25 يناير فلأول مرة فى التاريخ المصرى يمثل رئيس الجمهورية أمام القضاء لمحاكمته على ما ارتكبه من جرائم فى حق الشعب المصري، وتتم هذه المحاكمة أمام القضاء العادى وبإجراءات قانونية عادية ودون تدخل من أى جهة فى الدولة ويتوافر للمتهم جميع الضمانات القانونية.


وقال عبدالرازق إن هذا الحدث سيكون له تأثير واسع على مستقبل الحياة فى مصر والمنطقة العربية. ومن جانبه، أكد المهندس أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط، إن اتمام المحاكمة دليل على أن هناك ثورة قد قامت، وأن وجود الرئيس المخلوع ونجليه ومساعديه فى القفص يؤكد وينفى الشكوك عن تراجع فى مسار الثورة. واتفق ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل فى الرأى مع القوى السياسية على أن هذه المحاكمة محاكمة تاريخية تحدث لأول مرة فى بلاد العرب والمسلمين، وهى محكمة عادية وليست استثنائية تؤكد سيادة القانون، وأنهت الى الأبد حكم الفرعون الذى فوق المساءلة والمحاسبة. وأضاف أنه على الجميع أن يرتضى بحكم القضاء، وأن رئيس المحكمة محل ثقة للجميع وأدار الجلسة الأولى بحيادية وموضوعية وأتاح الفرصة لمحامى المتهمين والمدعين بالحق المدنى فى عرض طلباتهم وابداء حقوقهم.





الاهرام 4/8/2011






Post: #22
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-07-2011, 06:55 AM
Parent: #21

تداعيات مليونية السلفيين وأول محاكمة وطنية لرئيس عربي
محمد عبد الحكم دياب
2011-08-05




المشهد المصري مزدحم بصور متداخلة ومتناقضة وغامضة.. منها ما بدا متوقعا ومألوفا، وفيها ما هو غير منطقي وغير معتاد، لكن هناك صورتين من المؤكد أن يكون لهما تأثيرهما البالغ لسنوات طويلة قادمة. وجاءتا بعد ما أعادت مليونية الجمعة 8/7 الاعتبار إلى الثورة وضخت في شرايينها دماء جديدة ومكنت الثوار من بلورة إجماع جديد كان شعاره 'الثورة أولا'.. .
الصورة الأولى جمعت السلفيين بتشكيلاتهم وأنصارهم وتياراتهم العديدة المنتشرة في طول البلاد وعرضها في قلب ميدان التحرير.
الصورة الثانية كانت لحسني مبارك ونجليه وهم يَمْثُلون في قفص الاتهام أمام محكمة جنايات قصر النيل بالقاهرة، والمنعقدة في مقر أكاديمية الشرطة، وهي الأكاديمية التي حملت اسم الرئيس المخلوع، وشهدت آخر احتفالاته بعيد الشرطة في 25 كانون الثاني/يناير الماضي؛ يوم اندلاع الثورة التي استمرت ثمانية عشر يوما.. سقط فيها مئات الشهداء وآلاف المصابين وانتهت بخلعه.
بدأت ملامح الصورة الأولى في التكوين عقب 'موقعة العباسية'، واشتبك فيها أهالي العباسية مع معتصمي التحرير، وهم في طريقهم إلى مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة القريب من المنطقة، وحاصروهم وتركوهم لقمة سائغة للبلطجية، وكان ذلك في 23 يوليو/ تموز الماضي.. وفي أعقابها بدأت الدعوة لحشد سلفي لجمعة 29/7، وأطلق عليها جمعة 'لم الشمل'. وكانت إسما على غير مسمى.


وقبل الدخول إلى صلب الموضوع علينا الإقرار بحق كل جماعة سياسية أو دينية في الخروج والتظاهر والإعلان عن موقفها والتعبير عن رأيها بحرية، واستخدام كل الوسائل السلمية في ممارسة ذلك الحق. دون إخلال بالثوابت الوطنية ولا الإساءة إلى ما استقر في الوجدان الجمعي العام بعد الثورة بخصوص تأكيد الحريات وإعلاء شأن القانون وعدم التمييز بين المواطنين. فالمواطنة أساس بناء الدولة الوطنية الحديثة. ولو تم الالتزام بشعار 'لم الشمل' لأحدث تحولا تاريخيا في تطور الإسلام السياسي، ولأثر على مستقبله ومستقبل البلاد، ولحال دون اضطرار أكثر من ثلاثين حزبا وائتلافا مشاركا للانسحاب من ميدان التحرير بعد نقض الاتفاق الذي تم على أساسه الحشد. وهذا شرخ الصورة وهشمها تماما.
معنى السلفية التبس على كثير من الناس والأتباع على حد سواء. إنه التأسي بالسلف، لكن المشكلة في أن كل جماعة تنظر إلى نفسها باعتبارها 'الفرقة الناجية' وما عداها في جهنم خالدين فيها أبدا. وعن وجودها التنظيمي والحركي فهو قديم في مصر نسبيا،


وإن كان بعيدا عن السياسة. وفي حدود ما أعلم أن التنظيم السلفي الأقدم هو 'الجمعية الشرعية لأنصار السنة'، ونشاطها هو محاربة البدع؛ عملا بحديث منسوب إلى رسول الله (ص) يقول: 'كل مُحْدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار'، وهذا الحديث دستور تنظيم المطوعين السعوديين؛ وهو أقرب إلى الشرطة الدينية من أي شيء آخر. كل جديد بدعة في نظرهم مهما كان مفيدا إنسانيا واجتماعيا وعلميا، وبعض من يظهرون منهم على الفضائيات يحرمون مشاهدة التليفزيون وسماع المذياع والأغاني والموسيقى، ويقولون عنها 'مزامير الشيطان'.
الغالبية العظمى من جماعات وأحزاب وفرق الإسلام السياسي تنتسب إلى السلفية بصورة أو بأخرى، فجماعة الإخوان المسلمين تحسب عليهم، والأحزاب التي خرجت من عباءتها تعد هي الأخرى سلفية، ونفس القول ينطبق على حزب العمل الإسلامي، وينضوي تحت لوائها ما يعرف بالتنظيمات والجماعات الجهادية، ومنها 'الجماعة الإسلامية' و'تنظيم الجهاد' و'تنظيم القاعدة'، وباقي النشطاء وغالبيتهم من المتدينين المعتدلين؛ يتوزعون على أحزاب وجماعات وطنية (قطرية) وقومية (عربية)، أو ينشطون كمستقلين. وشعار 'لم الشمل' الذي رُفع وتمت دعوة الناس إليه لم يجبرهم عليه أحد، ونقضه أظهرهم وكأنهم انقلبوا على أنفسهم. وفجر ما بينهم من خلاف وتباين، بجانب الفجوة التي اتسعت بينهم وبين القوى الوطنية، وليس في ذلك مصلحة لأحد.


جمع ميدان التحرير الإخوان المسلمين مع جماعات رفعت السلاح ضد المجتمع والدولة، وقتلت مسؤولين حكوميين ورجال أمن ومواطنين أبرياء، وتولت تصفية وملاحقة رجال دين وكتاب وأدباء ومفكرين، واستحلت أموال تجار مسيحيين، وانضم إليهم دعاة ووعاظ ومريدين، حتى أن الصورة بدت شديدة التباين؛ تجمع الأكثر دهاء وتشددا والأقل وعيا وتعصبا، وجمعت الأوفر حظا ومالا والأقل دخلا ورزقا، وغالبيتهم طوع بنان الشيخ أو الأمير. وفيهم من تم اختراقه، ويلعب دوره في تأجيج الصراعات الأهلية والفتن الطائفية وفي غرس روح الكراهية، في وقت أعلنت فيه جماعات مسلحة نيتها عن انتزاع سيناء وإقامة إمارة إسلامية عليها كمقدمة للتقسيم الذي حذرنا منه.


صرخ سلفيون بأعلى الصوت طلبا لتطبيق الحدود ورفعوا أعلام السعودية ورايات حزب التحرير. وغيروا من هيئة العلم الوطني، وأهانوا وسبوا رموزا دينية مقدسة لدى الطوائف المسيحية، ونادوا بالدولة الدينية بديلا للدولة المدنية، وشجبوا المبادئ الحاكمة للدستور الجديد، وتبنوا لغة التطرف والوعيد، وبدا منهم أناس وكأنهم أعاجم لا علاقة هم باللغة الوطنية الجامعة، حتى أن منهم من أعلن صراحة رفض الانضواء تحت لواء الجماعة الوطنية المصرية.
وصورة سلفيي ميدان التحرير رسمت أبعادا ثلاثة؛ البعد الأول.. استعراض قوة في غير وقته وتفاخر في غير محله. وليس هناك من يعترض على حق أي مواطن أو جماعة أو فصيل أن يستعرض حجمه وقوته، لكن ليس على حساب هدف 'لم الشمل'. وهناك من الكتاب الإسلاميين من برر ذلك بأن السلفيين قوى حديثة العهد بالشارع، وهذا غير صحيح بالمرة، فهم ينشطون من عقود، ويغطون أصقاع الدنيا،

وإن ادعوا غير ذلك، ومشكلتهم في دوائرهم المغلقة التي تحول بينهم وبين التزود بالثقافة الوطنية الجامعة، ومن بين شيوخهم من افتخر بأنه لم يقرأ كتابا من أربعين عاما غير القرآن!! ويكتفون بالتعامل مع من بايع على السمع والطاعة، وكثير منهم لا يفرق بين مجال الدين الثابت والمطلق، وحقول الفكر الإنساني المتغير والنسبي. وهذا أساس الفرق بين مجالي الدين والسياسة؛ لكل منهما مضمونه ومجاله وآلياته وأدواته.
وكان البعد الثاني هو زيادة حدة الاستقطاب في وقت توقع فيه الناس الحد منه، وأزمة الثورة كانت وما زالت حدة الاستقطاب، وكانت الجماعة الوطنية قد عملت على التخفيف منه، وعودة الاستقطاب أضاع أثر مليونية 'الثورة أولا'، وأغلق آفاق التعاون والعمل المشترك، وبدلا من خط التوافق الذي نجحت فيه جاءت جمعة 29/7 لتنسفه.
أما البعد الثالث كان عن المعنى الخاص بإرادة الشعب، واعتبره السلفيون حكرا عليهم وحدهم، ونصبوا أنفسهم ناطقين رسميين باسم هذه الإرادة ومجسدين لمطالب الغالبية الصامتة؛ متناسين أن الأغلبية الصامتة هي التي صنعت الثورة، في وقت كانوا منشغلين بإدانة الخروج على الحاكم الظالم الفاسد، وتكفير من يعصاه، والتحقوا بالثورة بعد أن لاح النصر في الأفق، ومنهم من نسي موقف القوى الوطنية الداعم لهم وتجاهل بعضهم الآخر فضل الثورة عليهم، وهي التي أطلقت سراح سجنائهم ومعتقليهم. ليس هناك تيار واحد أيا كان حجمه يمكنه أن يدعي احتكاره التعبير عن الإرادة الشعبية.


أما الصورة الثانية جسدتها محاكمة حسني مبارك؛ كأول رئيس عربي يقدم للمحاكمة الجنائية تحت ضغط شعبه وثورته، وإصراره على مبدأ القصاص العادل وتطبيق القانون والمحاكمة النزيهة له ولنجليه ووزير داخليته وكبار مساعديه المتهمين بقتل الثوار عمدا مع سبق الإصرار، وكذلك شريكه حسين سالم، المتهم بنهب وتهريب الأموال العامة والخاصة وبيع الغاز للدولة الصهيونية. كانت بحق محاكمة العصر تشككنا فيها إلى لحظة حدوثها، بسبب ما تردد عن عدم قبول القوات المسلحة ممثلة في المجلس الأعلى بتقديم قائدها الأعلى للمحاكمة، وسواء كان ما تردد صحيحا أو غير صحيح إلا أنه أثر كثيرا على الموقف من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، رغم دوره في إجبار مبارك على التخلي عن الحكم؛ لكن الغموض والتباطؤ، وما نشر وبث عن ضغوط سعودية وخليجية وصهيونية وكثير من الدول والمنظمات السياسية والمالية الغربية. كل هذا جعل أغلب الرأي العام يتشكك في إمكانية محاكمة مبارك، ولم تتغير المشاعر إلا حين رأى المواطنون المحاكمة رؤيا العين وتابعوها بالفعل، وإذا أضيفت مناورات ومراوغات محامي الدفاع واستغلاله للإعلام المرئي الذي ما زال في مجمله خاضعا لرجال أعمال جمال مبارك وجهاز أمن الدولة، وشهدت الفترة ما بين اندلاع الثورة في آخر كانون الثاني/ يناير الماضي ظهور 25 فضائية جديدة؛ كثير منها همه منع محاكمة مبارك، وبظهوره أمام المحكمة بدأت حملة أخرى هدفها الضغط من أجل تبرئته.
لكني شخصيا أقف أمام دلالة أراها الأهم، وهي أن المحاكمة خلصت المؤسسة العسكرية المصرية من عار ألحقه بها قائدها الأعلى وأحد المحسوبين عليها، فهو الذي طعنها وباعها بثمن بخس لأعدائها، واقترف أعمالا ارتقت إلى مستوى الخيانة العظمى، وإذا كان السادات هو من بدأ بتغيير العقيدة القتالية لصالح عدو مصر والعرب والإنسانية الحقيقي والتاريخي، فإن حسني مبارك هو من تمادى في إضعافها وأبعدها عن مهمتها الأساسية، وهي حماية مصر والدفاع عن حدودها وأمنها الوطني.

أكدت المحاكمة ما للقوات المسلحة من مكانة وتقدير في نفوس الشعب، وبها برأت ساحتها من أفعاله وتصرفاته وجبروته، وطوت بذلك صفحة سوداء عزلتها عن الشعب طويلا، وأضحى شعار 'الجيش والشعب يد واحدة' ليس فارغا من المضمون أو المعنى. وبذلك مثلت ميلادا جديدا للعسكرية المصرية. وحين قلنا في مقال سابق أن على المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبول الرأي المخالف والنقد الموضوعي، وقلنا إذا أحسن نقول له أحسنت وإذا أخطأ نقول له أخطأت، وقد أحسن واتخذ الموقف الصحيح من الرئيس المخلوع وعليه نقول له أحسنت، بعد أن استجبت لأهم مطالبه المشروعة وهي القصاص العادل لدم الشهداء ومعاناة المصابين والضحايا.
وتبقى كلمة عن المحكمة، فهي محكمة وطنية مئة في المئة. ليست مدولة ولا مؤمركة ولا مصهينة، إنها محكمة مصرية عربية باقتدار؛ تعطي درسا للمهرولين إلى أعدائهم طلبا لمحاكمة مسؤوليهم. فهل تستيقظ الجامعة العربية في عصر نبيل العربي وتعطي الأولوية لمشروع محكمة العدل العربية حبيس الأدراج لوقف نزيف الاختراقات والتدخلات في شؤوننا باسم الشرعية دولية مزيفة وعدالة منحازة وحقوق إنسان غائبة؟!

' كاتب من مصر يقيم في لندن


تزايد الغضب الشعبي على مبارك بعد ظهوره.. السعودية قطعت علاقتها به منذ تنحيه.. والكويت تبكيه
حسام عبد البصير
2011-08-05




القاهرة ـ 'القدس العربي' : فتح الرئيس المخلوع باباً أمام المتسولين المحترفين الذين يلجأون لخداع المارة في شوارع المدينة عن طريق ادعاء المرض أو العجز لابتكار حيل جديدة كالتسول عبر سرير متحرك، وليس مجرد مقعد يجره إبنه المتسول وفق الصورة الكلاسيكية للشحاذين في مصر، غير أنه كان من الممكن أن يحظى ببعض الدعم المعنوي من البسطاء لو أنه أطلق العنان لحصان خياله كأن يستعين بحرمه سوزان في أن تجر له السرير مع بعض التعديلات في وجهه كازالة حاجب أو ثقب عين مع إرتداء أسمال بالية لكي يتمكن في نهاية الأمر من الايقاع بهيئة المحكمة وإثبات صدق نظريته العلمية القديمة بأن الكفن ليس له جيوب.. غير أنه وللأسف الشديد ذهبت كل حيل الرئيس المخلوع سدى وجرت عليه الكثير من الهجوم بدلاً من أن تمنحه تعاطف المواطنين ولربما يندم الآن كثيراً لكونه لم يستعن بخبرة متسول قديم من المنتشرين في ميادين القاهرة الكبرى والمحترفين في أصول مهنة الايقاع بالمارة ليعطيه دروساً عملية في كيفية خداع الآخرين كأن يلجأ لأسلوب وضع قسطرة طبية بها عصير اصفر اللون في جنبه أوأن يدهن إحدى زراعيه بلون قرمزي للإيهام بانه تعرض لحادث حرق ثم يجأر بصوته من داخل القفص يا كريم.. حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة لكي يحظى بتعاطف أهل الأحسان من إعلاميين وأعضاء هيئة المحكمة المحكمة.
وما زالت صحف مصر بمختلف اتجاهاتها تتابع أصداء ظهور مبارك في القفص لأول مرة ذلك الظهور الذي ارتبطت فيه المأساة بالملهاة وتحول إلى حدث كوميدي على طريقة مسارح القطاع الخاص في ثمانينيات القرن المنصرم حينما انتشرت ظاهرة شخصية ذوي العاهات في الأعمال الفنية. وجنباً إلى جنب مع أخبار مبارك ومحاكمته تعرضت الصحف لحركة تغييرات واسعة في صفوف المحافظين ضمن عملية تطهير مؤسسات الدولة من فلول النظام البائد كما كان لأخبار الدراما والأعمال الفنية نصيب الأسد في الصحف/ وحفلت صفحات الحوادث بالكثير من الوقائع عن جرائم أغلبها بسبب استمرار حالة الانفلات الأمني.

مصر الجديدة ولدت بالفعل

تحت شعار محاكمة العصر قالت 'الأهرام' ان محاكمة مبارك هي تعبير ساطع عن مصر الجديدة الحضارية التي استطاعت أن تحاكم رئيسها السابق ولم تخضع لضغوط خارجية تزايدت خلال الفترة الأخيرة، معبرة عن امتعاضها من المحاكمة حتى ولو بشكل غير معلن..اضافت 'الأهرام' ان المحاكمة أيضا ترسي سابقة مصرية وعربية أيضا، وهي أن أي حاكم مهما طال أمد حكمه لن يفلت من أفعاله التي يجب أن يحاسبه الشعب عليها..هل أضرت بالناس أم نفعتهم؟
ومن أجل أن تترسخ مثل تلك المبادىء وتشع بنورها فإن من الضروري أن تسير المحاكمة بشكل شفاف ونظيف وتأتي أحكامها عادلة وناجزة.
وتوجه الصحيفة بعض الانتقادات لسير المحاكمة منها حالة الهرج والمرج التي حدثت في بعض الأوقات خاصة من جانب عدد من المحامين وتحديدا من المدعين بالحق المدني.

سوزان زارت المخلوع

حضرت سوزان ثابت من شرم الشيخ، مساء أمس الأول، داخل سيارة سوداء، لزيارة زوجها في مقر احتجازه الجديد، وأحضرت معها جميع المتعلقات الشخصية والطبية التي كانت موجودة في غرفة رعاية 'مبارك' بمستشفى شرم الشيخ الدولي. في الزيارة التي امتدت لنحو ساعتين، شهد المستشفى حالة من الاستنفار الأمني بعد أن وردت معلومات تفيد بأن عشرات من أنصار الرئيس السابق الذين تواجدوا أمام المحكمة في طريقهم للمستشفى للاطمئنان عليه وزيارته بعد أن شاهدوه داخل قفص الاتهام، إلا أن أحداً منهم لم يحضر إلى المستشفى، وحضر 3 فقط من المقربين إلى الرئيس السابق لزيارته، لكن لم يسمح لهم بالزيارة.
وقالت مصادر أمنية إن الرئيس السابق سيحضر الجلسات المقبلة طالما أن حالته الصحية مستقرة، مشيرة إلى أن المحكمة كانت ستأمر بإعادته إلى مستشفى شرم الشيخ لو لم يكن سيحضر.
وأفادت المصادر بأن عدداً كبيراً من الشهود سيمثلون أمام المحكمة في الجلسات المقبلة، وعلى رأسهم اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق. ولم تحدد المصادر ما إذا كان المشير حسين طنطاوي سيحضر إلى الجلسات أم لا، خاصة أن المحكمة لم تناقش طلبات الدفاع بشأن استدعاء الشهود.

تعليق المظاهرات لأجل غير مسمى

قررت مجموعة صفحة ثورة الغضب المصرية الثانية تعليق الحشد للفاعليات والتظاهرات، مع المشاركة الرمزية في بعض الفاعليات مع القوى السياسية بما لايؤدي الى توقف أو تعطيل الأعمال، منوهة باحتفاظها بحق العودة الى الحشد مع القوى السياسية الأخرى في حال التقاعس عن تنفيذ الوعود والقرارات السابق اتخاذها أو عدم اخذ خطوات جدية ملحوظة لتحقيق بقية المطالب التي رفعها الثوار في 8 يوليو الماضي ولم يتخذ قرار بشأنها، والتحاور الجاد مع القوى السياسية.
وارجعت في بيانها رقم 22 هذا القرار الى التقدم في تحقيق عدد من مطالب الثوار، وعلى رأسها حضور الرئيس المخلوع الى المحاكمة وعلانية محاكمته بما يحقق جزءا من مطالبهم ومطالب اهالي الشهداء، والإفراج عن المعتقلين من فض اعتصام الأول من رمضان وعرضهم على القضاء الطبيعي وليس العسكري.

ابحثوا مع الثوار عن شرف

تقدمت صفحة ثورة الغضب بالشكر للثوار معتصمي 8 يوليو، لما قدموه من تضحيات وما تحملوه من العناء والتشويه من اجل هذا اليوم، محاكمة مبارك التي ما كانت لتتحقق لولا اصرار هؤلاء وعزيمتهم.
وانتقدت وفقاً لـ'المصري اليوم' و'الأهرام' طريقة فض الاعتصام في أول أيام الشهر المعظم، التي وصفتها بالمهينة لآدمية المعتصمين.
ورصدت اختفاء رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف عن المشهد الرئيسي بدءا من يوم 29 يوليو الماضي، وتوقف الحديث عن استكمال تنفيذ بعض المطالب الاساسية للثوار والتي تم الإعلان عن اتخاذ قرار بتنفيذها، ابرزها تطهير الجهاز الإداري للدولة من فلول الحزب الوطني السابق ورموز النظام، وتحديد حد اقصى للأجور، وتفعيل قانون الغدر لاقصاء كل من أسهم في افساد الحياة السياسية عن المشاركة السياسية ومحاكمتهم بتهم الفساد السياسي.
وأعلنت عن استمرارها في العمل للتنسيق بين القوى السياسية لبحث سبل تحقيق مطالب الاجتماع التي رفعها الثوار يوم 8 يوليو الماضي، مشيرة الى تحقيق بعضها واستمرار تجاهل الكثير منها

ساونا وجمنايزيوم وغرف
فارهة في مقر مبارك الجديد

من جنة شرم الشيخ إنتقل مبارك إلى جنة أخرى تتكون من11غرفة، بينها ساونا وجيمنازيوم، وصالة رياضية وقاعة استقبال وصالون فاخر وغرفة اجتماعات، وأخرى مجهزة بسرير طبي وأنتريه فاخر وحمام بجاكوزي، هذه بعض من ملامح الجناح الرئاسي في المركز الطبي العالمي، حيث يقيم مبارك الآن، بعد قرار المحكمة بالتحفظ عليه هناك..الجناح الرئاسي يقع بالدور الخامس من المركز الطبي العالمي على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي، على مساحة 42 ألف متر مربع، وبـ4 مداخل كبرى، ومبني على هيئة أصابع اليد الخمسة، لم ينفذ منها حتى الآن سوى 3 فقط، ويعتبر مقصدا لمشاهير السياسة والاقتصاد والفن على مستوى مصر والعالم..المركز كما تشير صحيفة 'الشروق' تم تنفيذه عام 2004 على مساحة 45 فدانا، تبلغ مساحة المباني فيه 10 أفدنة فقط، بلغت تكلفتها 72 مليون جنيه، تحت إشراف إدارة المشروعات الكبرى بالقوات المسلحة..المبنى الأساسي تكلف 47 مليون جنيه، والعيادات الخارجية تكلفت 25 مليونا أخرى، ويعد الجناح الرئاسي الأهم والأشهر داخل المستشفى، فهو جناح 7 نجوم، وبالرغم من تنحي مبارك قبل أكثر من 6 أشهر فإن الجناح لم يستقبل غيره وتم فرش كل الغرف بالسجاجيد الفاخرة، إضافة إلى حمام سباحة مجهز لاستخدام الرئيس السابق حتى لو كان على كرسي متحرك.

ورحيله من شرم الشيخ دعاية للمدينة

قال سامي محمود، رئيس قطاع السياحة الدولية في هيئة تنشيط السياحة، إن خروج الرئيس السابق حسني مبارك من شرم الشيخ يعتبر دعاية قوية للمنتجع العالمي، خاصة بعد تأثر سمعته عالميا بتواجد مبارك فيه مؤخرا. وألمح إلى أن وجود مراسلين أجانب لتغطية المحاكمة يعتبر فرصة لتقديم صورة جيدة عن مصر ما بعد الثورة والترويج لها عالميا.
وقال محمود في تصريحات خاصة لـ'المصري اليوم' إن بداية المحاكمة وحضور مبارك يعطيان انطباعاً لدى العالم بأن مصر تسير في اتجاه تحقيق الاستقرار، وان الوضع الأمني يتجه نحو الهدوء، لأن الصورة التي سيتم نقلها مفادها أن مصر استطاعت تأمين محاكمة رأس النظام السابق مع وزير الداخلية وعدد من كبار مساعديه.وأضاف: 'محاكمة مبارك في القاهرة وخروجه من منتجع شرم الشيخ كان له تأثير إيجابي، ليس على السياحة الوافدة إلى شرم الشيخ فقط، لكن على المقصد السياحي المصري بشكل عام'، موضحاً أن تواجد هذا العدد الضخم من وسائل الإعلام العالمية لتغطية أحداث المحاكمة يقدم مصر في صورة مشرفة إلى العالم أجمع.

الديب: مبارك لا يعرف الندم

نفى فريد الديب محامي المخلوع شعور الرئيس السابق بأي حالة من الندم وقال: 'لقد سألته كموكل لي، واستفسرت منه عن سبب امتناعه عن استغلال الفرص التي كانت متاحة أمامه، فرد عليّ الرئيس (عمري ما أعمل كده)، وأكد لي أنه مستعد لمواجهة أي شيء والدفاع عن نفسه، لكنه أبى على نفسه بعد أن حمل رأسه على يده في حرب 56، و67 و73، وبعد أن تصدر مواجهة العدو بالسلاح ووراءه قوة كبيرة أبى أن يهرب من أولاده وشعبه ..وحول أسباب قبوله الدفاع عن مبارك قال: 'لقد دافعت عن الرئيس (مبارك) أولاً بحكم واجبي المهني، وعملي كمحام، أدافع عمن يلجأ إلىّ وأقتنع بقضيته، وثانياً لأنني أحب هذا الرجل'.
وأشار إلى أن حماس 'جمال مبارك' كشاب يرغب في القيام بدور من خلال الحزب، الذي لم يتول من خلاله أي منصب تنفيذي انقلب وبالاً على أبيه وعلى البلد كله.

قانون الغدر قنبلة ستنفجر في وجه مصر

حذر المستشار حسني السلاموني نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس هيئة مفوضي الدولة بالإسكندرية الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء من قانون الغدر الذي يتم عرضه الآن بتعديلاته للحوار المجتمعي، مؤكدا أنه سيكون بمثابة قنبلة موقوتة ستنفجر في وجه مصر وسيتم بمقتضاه عزل كبار رجال النيابة العامة وجميع القضاة من مناصبهم. وأوضح المستشار السلاموني أنه مساهمة منه في هذا الحوار فقد قام بالإطلاع على مرسوم القانون رقم 344 لسنة 1952 والمعدل برقم 1973 لسنة 1952 في شأن جريمة الغدر وتعديلاته المزمع إجراؤها بعد أن وافق عليها مجلس الوزراء تمهيدا لعرضها على المجلس العسكري لإقرارها.
وأكد السلاموني أنه يكاد يجزم بأنه لو اجتمعت شياطين الإنس والجن على اقتراح قنبلة تفجر المجتمع المصري في هذه الفترة الحرجة والدقيقة من تاريخ مصر بعد قيام ثورة 25 يناير 2011 فلن تجد قنبلة أشد فتكا بالمجتمع المصري من تفعيل قانون الغدر الذي وضعه العسكر.

قتيلان و100 مصاب
ضحايا البلطجة في 3 محافظات

ما زالت البلطجة عنوان حالة الانفلات الأمني التي تعيشها البلاد، فلقد كان أمس يوما داميا راح فيه ضحية المشاجرات قتيلان وأكثر من 100 مصاب، ففي الجيزة نشبت ثلاث مشاجرات استخدمت فيها الأسلحة النارية وزجاجات المولوتوف، ولقي شخص مصرعه وأصيب 59 آخرون.
وكانت المشاجرة الأولى في الدقي بين مجموعة من التجار واستمرت لمدة ساعة توقفت فيها حركة المرور. وفي الوراق وقعت مشاجرة بين تجار المخدرات. وفي بولاق الدكرور تجددت الاشتباكات بين عائلتين لليوم الرابع على التوالي.
وعلى طريق المنصورة دمياط وقعت معركة كبيرة بين قرية كفر ميت أبوغالب ومدينة ميت أبوغالب مركز كفر سعد بسبب خلافات بين أفراد من القرية والمدينة ولقي فيها شخص مصرعه، وأصيب ثلاثون آخرون، وتم إغلاق الطريق بين البلدتين لمنع الاحتكاك بين الجانبين.
وفي مشاجرة بين السائقين في موقف المنيا أصيب مأمور المنيا وضابطا شرطة و4 أمناء شرطة ومجندان في أثناء تدخل لرجال الأمن لفض المشاجرة بين أكثر من ألف مواطن، كما أصيب عدد من السائقين وتبين أن سبب المشاجرة هو اعتداء سائقي الميكروباصات على أحد سائقي التوك توك.

كويتي غاضب من محاكمة مبارك

عبر رئيس تحرير صحيفة 'السياسة' الكويتية أحمد الجارالله المعروف بعلاقته الوثيقة بالرئيس السابق حسني مبارك عن غضبه لما تعرض له أثناء المحاكمة، داعيا الى الابتعاد عن الانتقام في التعامل معه، وانتهاج سياسة الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا في التسامح.
ودعا الجارالله، الى تذكر أن مبارك فضل البقاء في وطنه..معتبرا أنه حين قرر ذلك كان يدرك الثمن الكبير الذي عليه دفعه جراء ذلك.

أما السعودية فعلاقتها به انتهت منذ تنحيه

نفى أحمد القطان سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة انزعاج الرياض من محاكمة الرئيس السابق، مشيرا الى أن اللقاءات التي عقدت بين ملوك السعودية والقيادات الحاكمة في مصر لم تتطرق من قريب أو بعيد الى العفو عن مبارك مطلقا.
وشدد القطان على أن مبارك لم يزر السعودية أبدا بعد أن تنحى عن الحكم، موضحا أن علاقة السعودية انتهت بمبارك منذ يوم11 فبراير وبدأت علاقة جديدة مع المجلس العسكري والحكومة المصرية الجديدة. وجدد التأكيد على أن المملكة العربية السعودية غير منزعجة تماما من الثورات في البلاد العربية لأن السعودية بلد مستقر ولا تخشى أي تهديدات، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية المصرية. وحول ما أثير عن استخدام العمالة المصرية في السعودية للتأثير على القرار السياسي المصري، أوضح القطان أن المملكة العربية السعودية لن تستخدم أبدا العمال المصريين لديها كورقة ضغط على الحكومة المصرية، مضيفا أن المملكة تسعى لاستقرار مصر لأن ذلك من شأنه استقرار المملكة، كما أن العرب بدون مصر كسفينة بدون ربان'.

اسبانيا تسلم صديق مبارك خلال ايام

انفردت 'روز اليوسف' بخبر مفاده ان السلطات الإسبانية قررت تسليم رجل الأعمال الهارب حسين سالم للقاهرة خلال الأيام المقبلة بعد إجراء مفاوضات ما بين السلطات القضائية في كل من مصر وإسبانيا، بخلاف الاتصالات التي جرت ما بين الخارجية المصرية والإسبانية تأتي هذه الخطوة بعد مرور يوم واحد على محاكمة الرئيس المخلوع مبارك بتهمة قتل المتظاهرين وبيع الغاز لإسرائيل وحصوله على 5 فيللات من حسين سالم مقابل حصوله على الأراضي المميزة في جنوب سيناء، وكان القاضي الإسباني 'بابلو روفائيل' الذي يحاكم رجل الأعمال حسين سالم قد أحال ملفه الى محكمة الهجرة والجنسية الإسبانية تمهيداً لإحالة هذه القضية للمحكمة الإسبانية الجنائية، لتحاكمه عن مجمل الاتهامات التي اتهم بها منها التلاعب في حصوله على الجنسية الإسبانية وقضية غسيل الأموال.

محاكمة المخلوع تصيب رشيد بالانهيار

ونبقى مع صحيفة 'روزاليوسف' التي أشارت إلى أن محاكمة مبارك تصيب وزير التجارة والصناعة الهارب محمد رشيد بانهيار عصبي، فقالت:تسببت محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك التي جرت أمس الأول في إصابة وزير الصناعة والتجارة الهارب في لندن بانهيار عصبي دخل إثره مستشفى خاصاً في لندن اشتبه الأطباء في البداية بأنها ذبحة صدرية، إلا أنهم اكتشفوا أنها بسبب القلق والتوتر وعدم النوم في أثناء متابعة محاكمة مبارك على مدار اليوم ومكوثه مستيقظًا طوال الليلة التي سبقت المحاكمة، ولم يكن يتوقع دخول مبارك قفص الاتهام ليحاكم..وقد عاد رشيد الى مقر إقامته بعد أن قضى 6 ساعات تحت الرعاية الطبية الدقيقة ولم يسمح له بالخروج إلا بعد التأكد من أن حالته قد استقرت.. وأوضح الأطباء في المستشفى في تقريرهم الطبي الذي تم تسليمه للداخلية البريطانية أن رشيد محمد رشيد يعاني من حالة نفسية سيئة وكان على وشك الانهيار العصبي عندما حضر الى المستشفى.

الاخوان يدعون لجمعة
التضامن مع السوريين

دعت جماعة الإخوان المسلمين كل أفراد الجماعة في مصر والعالم لاعتبار يوم امس الجمعة يوما للتضامن مع الشعوب العربية الشقيقة، خاصة الشعب السوري، الذي يعاني الظلم والإبادة علي يد النظام السوري..ودعا الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة الى التفاعل الإيجابي مع الأحداث، وإظهار رفضها لذلك، والتصدي لها، دعما للشعوب العربية الشقيقة، مؤكدا أنه قد آلمنا بشدة ما نشاهده ونراه من تجاوز مفرط للسلطات السورية في استخدامها الوحشي للقوة في قمع المتظاهرين المسالمين وكذلك الممارسات الرهيبة للسلطات الليبية واليمنية تجاه شعوبهم.
وأوضح حسين في تصريحات لــ'الأهرام' أن التضامن سيكون عبر مظاهرة للإخوان أمام السفارات السورية واليمنية والليبية، أما بالنسبة لجماعة الإخوان في الدول الأخرى، فسيتضامنون بأشكال أخرى.. كل حسب ظروفه..وفي الاسكندرية بدأت القوى السياسية تتجه الى مساندة اخوانهم في ثوراتهم ضد الظلم والفساد بدول سورية وليبيا واليمن.

السلفيون: محاكمة مبارك بداية لتحقيق العدالة

أكد الدكتور محمد عبد المقصود احد رموز التيار السلفي أن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي تعد مؤشرا على نجاح الثورة وسيرها على الطريق الصحيح لتحقيق اهدافها، كما أنها إعلان عن مولد مصر جديدة يطبق فيها العدل على الكبير قبل الصغير، وأن أي طاغية سيخطئ في حق بلده سيحاسب امام الشعب.. وأشار الى أن المحاكمة بداية لعودة الهدوء والاستقرار لمصر، ولكنه شكك في هدوء الثوار بالتحرير، معتبرا أن لديهم اجندة خاصة يعملون من أجلها، فهم يريدون احداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في مصر. وطالب الشباب بالتصدي لمن يريد إشاعة الفوضى في البلاد.. من جانبه اعتبر الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي أن محاكمة العادلي خطوة إيجابية في تنفيذ جزئي لمطالب ثورة 52 يناير، كما أنها تثلج قلوب المصريين، فلم يكن احد يحلم ان تتم محاكمة رئيس مصر والعادلي بصفته أكبر رأس في وزارة الداخلية والمسؤول عن تعذيب المصريين وإهدار كرامتهم.

البرادعي يصلي التراويح بمسجد الرفاعي

أدى د. محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية صلاة العشاء والتراويح أمس بمسجد الرفاعي.. وقد رحب الشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية بزيارة البرادعي، مؤكدًا أنه وجه الدعوة لجميع مرشحي الرئاسة من أجل الالتحام بالجماهير وعرض برامجهم.. البرادعي علق على محاكمة الرئيس مبارك قائلاً إنها محاكمة استثنائية في كل العالم العربي خاصة أنها جناية تحريض على القتل وهي المرة الأولى التي يحاكم فيها رئيس في العالم بهذه التهمة.. ونفى البرادعي التحالف مع أي تيار ضد تيار، رافضا مقولة التخوف من التيار الإسلامي وقال: تحالفي مع الشعب المصري ولا أنضم الى تحالف على حساب تحالف آخر فكلنا مصريون وكلنا يجب أن نعمل، ولا أعتقد أنه يجب أن تنزل مظاهرة فترد عليها مظاهرة أخرى. مؤكدا أن الجميع ليست لديه مشكلة في أن مصر قيمها إسلامية مؤكدًا رفضه وضع وثيقة فوق دستورية أو تحت دستورية لكن توجد وثيقة جزء من الدستور.

الإفراج عن 41 سجينا من أعضاء
الجماعة الإسلامية والجهاد

افرجت السلطات المصرية عن41 سجنيا سياسيا قضوا نصف المدة من بينهم 19 من أعضاء الجماعة الإسلامية والباقي من تنظيم الجهاد والسلفيين. وأوضح سيد فرج المتحدث باسم الائتلاف الإسلامي الحر ولجنة الدفاع عن حقوق السجناء السياسيين أنه بقي 12 شخصا محكوما عليهم بالإعدام، و23 من المحكوم عليهم سياسيا، من بينهم من قضى15 عاما ولم يتم الإفراج عنهم على رأسهم ابو العلا محمد عبد ربه (19عاما) من اعضاء الجماعة الإسلامية. وأشار الى أنه من بين المحكوم عليهم بالإعدام حسن خليفة عثمان ، مصاب بشلل نصفي ويعاني قرح الفراش، وقد صدر قرار من مكتب التعاون الدولي بالافرج عنه صحيا ولم يتم تنفيذ القرار حتى الآن. وأوضح أنه حكم عليه بالإعدام في قضية تفجير فندق طابا والتي تجري التحقيقات فيها الآن وتشير بعض الدلائل الى تورط علاء وجمال مبارك واتهامهما في هذه الأحداث.

مبارك ومصابو الثورة في مستشفى واحد

قررت لجنة رعاية مصابي ثورة 52 يناير بالسويس تأجيل سفر ستة من مصابي الثورة بالسويس الى المركز الطبي العالمي بطريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي إلى غد. وقال علي جنيدي ' أبوالشهداء بالسويس ' ان القدر جمع بين الثوار المصابين والرئيس السابق داخل مستشفى واحد . جدير بالذكر ان مجلس الوزراء في اجتماعه أتخذ امس قرارا يقضي بحل اتحاد نقابات عمال مصر وتشكيل لجنة ادارية لادارة الاتحاد لحين اجراء الانتخابات النقابية طبقا لتعديلات قانون النقابات العمالية الجديدة .
ويعتبر قرار حل اتحاد نقابات عمال مصر من اخطر القرارات التي نتجت عن ثورة 52 يناير لاقتلاع آخر حصون وقلاع النظام السابق الفاسد حيث كان اتحاد نقابات عمال مصر لا يمثل اكثر من فرع تابع للحزب الوطني الديمقراطي المنحل يأتمر بأمره .. وذلك في اطار سعي النظام السابق الى تكميم وتكبيل العمل النقابي العمالي ومصادرة وتحجيم قواه. ونجح النظام البائد طوال حكمه في السيطرة على حركة الاتحاد بفضل القيادات العمالية التي تبوأت المناصب العليا في النقابات العمالية وفي الحزب وفي مجلسي الشعب والشورى وامانة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي المنحل .

أسود يومين في تاريخ علاء وجمال

إهتمت 'الأخبار' بالحديث عن اسود يومين عاشهما كل من جمال وعلاء مبارك منذ خروج والدهما من القصر الرئاسي وصدور قرار حبسهما قبل ثلاثة شهور .. بدا الانهيار عليهما بعد ان قام العميد أحمد عبد الرازق مأمور سجن المزرعة بفتح زنزانتهما في الخامسة صباح أول أمس واصطحابهما الى سيارة مصفحة للتوجه الى أكاديمية الشرطة لحضور أولى جلسات محاكمتهما مع والدهما .. وطوال الطريق كانت توصيات كل منهما للآخر ان يظهرا أمام والدهما متماسكين حتى لا يتسببا في اصابته بالانهيار وهو ما ظهر عليهما بالفعل وان غلب عليهما التأثر الشديد عندما نادى رئيس المحكمة علي والدهما قائلا : ' المتهم محمد حسني مبارك ' وظل الاثنان طوال الجلسة وخلال فترات الاستراحة يخففان عن والدهما .. لكن ما ان تم وضعهما داخل السيارة المصفحة في طريق العودة الى سجن مزرعة طرة حتى انفجرا في البكاء وتولى الحراس مهمة تهدئتهما.
وفاة ضحية 'موقعة العباسية'

توفي الشاب محمد محسن أحمد، 23 عاماً، عضو ائتلاف شباب الثورة بأسوان، بعد معاناة استمرت 12 يوماً من نزيف في المخ وغيبوبة كاملة، إثر إصابته بحجر ضخم ألقي على رأسه أثناء وجوده بالمسيرة، التي نظمها عدد من النشطاء يوم 23 يوليو الماضي في العباسية، وقرر عدد من النشطاء تقديم بلاغ للنائب العام ضد اللواء حسن الرويني، قائد المنطقة المركزية العسكرية، عضو المجلس العسكري، يتهمه بالتحريض على قتل المتظاهرين، متهمين المجلس العسكري بالتسبب في مقتله بعد أن ترك المتظاهرين محاصرين من البلطجية ومنعهم من التوجه بالمصابين إلى المستشفيات المجاورة للمنطقة بعد تعرض العديد منهم لإصابات خطيرة، كما طالبوا بمعاينة الجثة وتشريحها.

إختيار صحافي محافظاً للشرقية

استقبل د . عصام شرف رئيس مجلس الوزراء امس المرشحين لتولي مناصب المحافظين في الحركة الجديدة والتي تشمل 11 محافظا جديدا، وثلاثة نواب محافظين ، ونقل ثلاثة محافظين الى محافظات اخرى . ضمت الحركة عودة اللواء عادل لبيب محافظا لقنا، اللواء طارق المهدي للوادي الجديد، ولأول مرة الصحافي د . عزازي علي عزازي ' رئيس تحرير الكرامة' محافظاً للشرقية ، والمستشار ماهر محمد الظاهر بيبرس لبني سويف، ود . اسامة الفولي للاسكندرية ، والمهندس محمد مختار الحملاوي للبحيرة ، وكان يشغل منصب نائب محافظ القاهرة، واللواء صلاح المعداوي محافظا للدقهلية ، وكان يشغل منصب نائب محافظ القاهرة . كما شملت الحركة المهندس احمد علي احمد محافظا للفيوم والسفير عزت محمد سعد للاقصر واللواء سيد البرعي لأسيوط.

طنطاوي وسليمان وعنان مستعدون للشهادة

قال مصدر أمني من جهة سيادية إن المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري، قد يدلي بشهادته أمام محكمة جنايات القاهرة في قضية قتل الثوار، إذا طلبت المحكمة منه ذلك..وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لـ'الشروق' أن المشير ورئيس الأركان، الفريق سامي عنان، ومدير المخابرات العامة السابق، اللواء عمر سليمان، حضروا اجتماع 28 يناير، يوم جمعة الغضب، برئاسة حسني مبارك، ولن يمانعوا في الإدلاء بشهادتهم احتراما للقضاء والعدالة.. وقال المستشار أبوبكر الهلالي، الرئيس الأسبق لمحكمتي استئناف الإسكندرية والمنصورة والعضو السابق بمجلس القضاء الأعلى، إن استمرار محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت في نظر قضية حبيب العادلي ومساعديه الستة يعتبر رفضا ضمنيا للدفع المبدى من فريد الديب ببطلان قرار المستشار عادل عبدىالسلام جمعة بإحالة القضية إلى دائرة رفعت بحجة عدم أحقيته في التصرف في القضية لعدم البت في طلب رده المقدم من المدعين بالحق المدني.

حملة أمنية لإزالة تعديات ابن عم سوزان مبارك

حملة أمنية قادها مدير أمن المنيا اللواء ممدوح مقلد وعدد من القيادات الأمنية لشمالي محافظة المنيا لإزالة تعديات لمصطفى ثابت ابن عم سوزان ثابت، حرم الرئيس السابق حسني مبارك، على مساحة 150 فدان أراضي زراعية من أملاك الدولة وذلك بناء على بلاغ تقدم به 'مجلس ثوار المنيا' للنيابة العامة..وأكد مظهر الخشتي، المتحدث الاعلامي لمجلس ثوار المنيا، أن مجلس الثوار بمركز مطاي تلقى بلاغا من حارس يفيد قيام مصطفى ثابت بالتعدي على مساحة 135 فدان أراضي زراعية من أملاك الدولة بالإضافة لمساحة أخرى كبيرة متاخمة لنفس المساحة يستغلها كمعلف أمام قرية البهنسا بمركز بني مزار بالطريق الصحراوي الغربي.

جمال مبارك كان يزور أسيوط للبحث عن الآثار

أكد الفنان الكبير أحمد راتب أن جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع، لم يقم بزيارة محافظات الصعيد وخاصة محافظة أسيوط لأهداف نبيلة تتعلق بتنمية الصعيد والنهوض بمحافظاته. ووفقا لـ'روزاليوسف' فقد كانت زياراته للبحث عن الاثار التي تمثل ثروة كبيرة اغتى منها الكثيرون من رجال النظام السابق. .وفي السياق نفسه أكد راتب أن جمال مبارك بدأ اهتمامه بمحافظات الصعيد منذ 4 سنوات، إلا أنه لم يقدم لها إلا جامعة أسيوط، وكان من الممكن استغلالها لإعادة بناء العشوائيات لكنه لم يفعل.

هل السلفيون من بلاد الواق واق

وإلى معارك الأمس ومنها نختار الهجوم الكثيف الذي شنه الكاتب محمد سلماوي على السلفيين ومرشح الرئاسة محمد سليم العوا في آن واحد. يتهم سلماوي السلفيين بأنه أصحاب فتوى قطع الأذن الشهيرة، وهي الفتوى التي ثبت أنهم بريئون منها، فليس هناك حد في الاسلام بهذا المسمى. يقول سلماوي لقد تصدى المجاهد الأكبر في سبيل مقعد الرئاسة للدفاع عن السلفيين .. وقد عجبت حقاً من أن الدكتور العوا لا يعرف أن هؤلاء الذين يقطعون الآذان ويقذفون ماء النار على غير المنتقبات لابد أن يكونوا قد جاءوا من بلاد الواق الواق وليس من دولة الحضارة التي هذبت إنسانيتها النفوس وارتقت مدنيتها بالعقول.. ويتساءل ألم ينظر مرشح الجهاد الأكبر في سبيل الرئاسة إلى لباسهم الذي لا يمت بصلة لأي زي مصري؟ ألم يسأل نفسه من أين جاءت تلك الجلاليب البيضاء القصيرة التي تبدو وكأنها 'كَشِّت' في الغسيل؟ ويختتم سلماوي هجومه بقوله لكن مصر لن تتحول يا دكتور إلى الواق الواق مهما اشتد جهادك الأكبر في سبيل الرئاسة أو جهاد من تسعى للحصول على تأييدهم ويسعون للديكتاتورية الدينية.

سمية تتهم مدير التصوير بالتسبب في سمنتها

وإلى مشاكل الدراما الفنية في رمضان، فقد تلقت الفنانة سمية الخشاب مع عرض الحلقة الأولى لمسلسلها العديد من ردود الأفعال العكسية بسبب أن الحلقات كشفت عن زيادة وزنها بشكل ملحوظ، فما كان من سمية إلا إلقاء اللوم على د. محمد عصر مدير تصوير المسلسل، لتتسبب في تعطيل تصوير المسلسل لمدة نصف ساعة كاملة، تفرغت خلالها للتشاجر معه، حيث اتهمته بأنه السبب في إظهار جسدها بشكل مخالف للحقيقة، ودخلت معه في مشادة كلامية شاهدها جميع العاملين في كواليس المسلسل، وأكدت مصادر أن المشادة بين سمية ومدير التصوير كادت أن تصل الى طريق مسدود لولا تدخل المخرج احمد صقر الذي قام بتهدئة الطرفين.

والمدرسون يقاضون مسيو رمضان

اما أول مسلسل يتعرض لدعوى قضائية هذا العام مع بداية الحلقات الاولى له فكان 'مسيو رمضان أبو العلمين' حيث رفعت نقابة المعلمين المصريين دعوى قضائية ضد القائمين على المسلسل تتهمهم فيها بالإساءة البالغة للمدرسين وتعمد إظهارهم بصورة غير لائقة. واكد المسؤولون عن النقابة ان محتوى المسلسل لا يليق بمكانة المعلمين الرفيعة والدور العظيم الذي يقومون به في تعليم وتربية النشء، مطالبين بوقف عرض المسلسل على القنوات الفضائية. وضمت الدعوى القضائية الفنان محمد هنيدي والمؤلف يوسف معاطي والشركة المنتجة للمسلسل.


البابا شنودة يرفض إنشاء نقابة للقساوسة وخصومه يتهمونه بمعاداة الثورة

2011-08-05




القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من حسام عبد البصير: نجح البابا شنودة، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية أمس في إحباط ماوصفه بعض معاونيه بانقلاب على سلطته حيث فوجئ بفريق م الرهبان والكهنة والمرتلين وفرق الأنشاد يعدون لأنشاء نقابة خاصبة بهم خارج شرعيته وفور علمه قام شنودة باستنفار واسع في أرجاء الكاتدرائية وعقد إجتماعاً مع مستشاريه لأحباط المخطط وقد رفض البابا شنودة الثالث، السماح بإنشاء نقابة للكهنة والمرتلين، مؤكدا أن الكهنة يخضعون لرعاية وإشراف المطران أو البطريرك، بعدما تقدم مجموعة من المرتلين والكهنة بإنشاء نقابة لرجال الدين المسيحى ليكون المطلب الأول لرجال الدين المسيحى بعد ثورة 25 يناير، حيث أوضح أصحاب فكرة أنشاء النقابة أن الدولة المدنية الحديثة توافق على هذه الأفكار وتسمح بإطلاق حرية أنشاء النقابات لخدمة العاملين في المجال الديني.
فيما عبر العديد من الكهنة والمرتلين عن غضبهم بسبب رفض البابا السماح لهم بأنشاء النقابة معتبرين أن ذلك الرفض لايتناسب مع رياح الحرية التي تخيم على مصر ولا بد لها من أن تجد لها متسعاً في الكنيسة فيما أكد مصدر كنسى أن البابا تلقى بالفعل طلبا من كهنة المحافظات والمرتلين وعمال الكنائس للسماح لهم بتدشين النقابة ووعدهم بدراسة الأمر لكنه تراجع في اللحظة الأخرة على السماح بخروج النقابة للنور فيما نقابة قساوسة وقمامصة من شتى الكنائس المصرية أن تكون النقابة المقرر أنشائها تمثل خروجاً على سلطة الكنيسةالأرثوذكسة لكنها تهدف في المقام الأول حماية أسرالقساوسة وتوفير إعانات لهم عند المرض.
وأكد المصدر أن عمل كادر للكهنة يشبه النقابات الأخرى هو أمر مستحيل لأننا نرفض أن نشابه العالم خاصة أن هذه الأفكار تحتاج مبالغ ضخمة يصعب تدبيرها فى هذا الوقت الحالى، مضيفا أن الكنيسة دورها روح.
وأشار المصدر إلى أن هذا المطلب قديم وسبق وقام بعرضه عدد من الكهنة منذ سنوات ولاقى رفضا من الكنيسة والبابا ومختلف الأساقفة ولكن هذه المرة طالبوا مقدمو الطلب وهم كهنة أقاليم بمساواتهم بقاسة وكهنة كنائس القاهرة الذين ترعاهم اللجنة البابوية التى شكلها البابا شنودة، وأضافوا أنهم يعانون فى المحافظات من عدم وجود مشروع للعلاج أو اهتمام كافٍ بهم وبأسرهم .
وأوضح المصدر أن كل كنيسة تقوم برعاية الكهنة التابعين لهم مادياً وروحياً كما أن كل مطرانية بها لجنة لرعاية الكنيسة وتقديم كافة الخدمات للأولاد الكهنة كما تخدم المرتلين وعمال الكنيسة.
وكشفت مصادر داخل الكاتدرائية أن البابا يشعر بالخوف من أن يسفر ظهور مثل تلك النقابات إلى تقويض سلطة الكنيسة وعدم قدرته هو ومن يخلفه في المستقبل من الهينة على مقاليد الأمور كما يعتقد البابا أن فكرة إنشاء هذه النقابات سوف تكرس في نهاية الأمر للعمل السياسى بالنسبة للقاساوسة والرهبان حيث ستؤدى إلى خلط بين دور رجل الدين بالنسبة لشعب الكنيسة ودخوله مجال السياسة.. في ياق متصل إتهم عدد من القساوسة والكهنة ابلابا شنودة ومستشاريه بعداء ثورة 25 يناير معتبرين رفضهم إنشاء نقابة عودة لنفس أسلوب رجال مبارك الذين ظلوتا على مدار سنوات يجرمون العمل النقابي ويعتبرون مزاوليه خطر على الرأي العام.


المصريون يواصلون الإحتفالات بدخول مبارك القفص.. والأنتعاش يعود لشرم الشيخ
المفتي السابق فريد واصل: كان أشد ظلماً من فرعون موسى

2011-08-05




القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من حسام عبد البصير: واصل المصريون أمس إحتفالاتهم بدخول الرئيس المخلوع القفص ومثوله ونجليه جمال وعلاء ووزير داخليته الجلاد حبيب العادلي أمام المحكمة.
وحفلت مساجد مصر على وجه الخصوص برياح الفرح حيث قام معظم الخطباء في صلاة التراويح بالحديث عن دخول مبارك القفص وظهوره بتلك الصورة المهينة باعتباره أية من آيات الله ودرساً للظالمين وحرص معظم خطباء المساجد في مختلف أحياء مصر والعديد من المدن والقرى على تهنئة المصلين بالمصير الذي آل إليه مبارك كعبرة لكل ظالم تسول له نفسه بأن يسير على خطا الرئيس المخلوع فيما وصف الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق محاكمة مبارك بأنها 'حكمة إلهية، وان :الله أراد أن يعاقبه هو وأعوانه في الدنيا على جرائمهم التي ارتكبوها في حق المصريين.
وقارن بين فرعون موسى وبين مبارك مشدداً على أن الرئيس المخلوع يعاقب بإذلال كبير يفوق ما حدث لفرعون وشدد على أن الكوارث التي أرتكبها المخلوع في حق شعبه كبيرة للغاية ولايمكن بأي حال من الأحوال أن تنسى بسهوله مشيراً إلى أن ضحايا مبارك بالملايين وبرهن واصل على جرائم المخلوع بملايين المرضى بأمراض مزمنة وملايين الفقراء الذين يقيمون في القبور أو الذين لايجدون مأوى قال لم يعد هناك سوى طبقتان الأثرياء وتعدادهم 5 ' من الشعب، والفقراء وهم الغالبية ويصل تعدادهم 95 ' من المصريين كما زاد معدل الإصابات بالفيروسات والأمراض السرطانية نتيجة استخدام المبيدات المسرطنة في الزراعة. وتابع: لذلك أراد الله أن ينقذ مصر وشعبها من أيدي الطغاة الذين عاثوا في الأرض فسادا وتجبروا على شعبها، لأن الله 'يمهل ولا يهمل' فالله يعطى العباد فرصة للتوبة والعودة إليه فإن أصروا على المعصية أنزل عليهم غضبه الشديد، وذلك ما رأيناه في محاكمة الرئيس المخلوع ونجليه.
فيما أكد الداعية السلفي محمد حسان أن محاكمة مبارك وخروجه على تلك الصورة هي آية العصر التي يرسلها الله عظة وإنذاراً لكل ظالم مشدداً على ضروروة أن نستلهم العبر مما جرى ويجري لمبارك وأعوانه وأسرته ولفت حسان لأهمية أن يتجه المصريين نحو معركة البناء منتقداً بشدة الذين يطالبون بالتغيير بين يوم وليلة وشدد على أن التدرج سنة كونية تعلمناها من رب الأرباب الذي اخبر بأنه أنشأ السموات والأرض ومابينهما في سته أيام وكان بوسعه أن يبنيها في لحظة واحدة واستهل العديد من أئمة مساجد القاهرة والجيزة ومختلف محافظات الجمهورية صلاة التراويح فى ثالث أيام شهر رمضان الكريم الآية بسورة إبراهيم التي من آياتها الكريمة (ولاتحسبن الله غافلاً عما يفعل الظالمون ) واستهل آخرون الصلاة بآية سورة آل عمران 'قُل اللهم مالك المُلك تُؤتى المُلك من تشاء وتنزع المُلك ممن تشاء وتُعز من تشاء وتُذلّ من تشاء بيدك الخيرُ إنك على كُل شئً قدير'.
وأولى جلسات محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال وافقت ثالث أيام الشهر الكريم الذى تلى فيه المسلمون القرآن الكريم أثناء صلاة القيام، وتأتى سورة 'آل عمران' بالجزء الثالث من القرآن الكريم، والآية السابق الإشارة إليها تحمل بها رقم (25) من سورة آل عمران.
وأمضى المصريون الليلة الأولى لظهور مبارك في الحديث عن فضل الله عليهم وحرصوا على أن يهنئون بعضهم البعض بتلك المناسبة التاريخية وكان ظهور المخلوع ونجليه هو فاكهة المجالس في بيوت الفقراء والأغنياء.
على حد سواء.. فقد إعتبر هؤلاء أن الله إقتص لهم أخيراً على سنوات الفقر والمرض والحرمان التي عاشوها طوال عهده الذي بلغ ثلاثين عاماً ومن اللافت أن معظم المواطنين فضلوا إعادة مشاهدة محاكمة مبارك على متابعة أحداث مسلسلات رمضان الدرامية فقد حققت تلك المحاكمة للفضائيات الأخبارية رواجاً مفقوداً في هذ الوقت من العام.
أما بالنسبة لأهالي مدينة شرم الشيخ فكان الوضع مختلفا فالمواطنون يعتبرون مبارك ضيفاً ثقيلاً وعبئاً على مصدر رزقهم الوحيد وهو صناعة السياحة لذا لم ينتظروا حتى ظهوره في المحكمة كي يحتفلوا بالحدث الكبير ففور إقلاع الطائرة به من شرم الشيخ تجمع الكثير من الأهالي وأخذوا يهنئون بعضهم البعض بذلك الحدث الكبير معتبرين مغادرته تمثل إنجازاً كانوا يتوقون إليه منذ أن حل عليهم فور تنحيه
وقد تجمع الكثير من المواطنين منذ الصباح لرؤية الطائرة الهليكوبتر وهي تهبط في شرم الشيخ لحمل مبارك بلاعودة إلى نهايته الموعودة.
وعلى وجه الخصوص عمت الأفراح بين العاملين بالفنادق وشركات السياحة بالمدينة معربين عن أملهم بأن يكون ذلك بداية لأنتعاش حركة السياحة بشرم الشيخ وفي إطار الأحتفالات برحيل مبارك من شرم الشيخ قام عدد من العاملين في السياحة بذبح العجول والماعز وقاموا بتفريقها على الفقراء قام الشيخ سند على حسن من أعيان قبيلة النفيعات بذبح عجل وتفريقه على الفقراء وعمل إفطار جماعي بالمجان بجمعية تنمية المجتمع بأبو زنيمة.
فيما إعتبر كبار رجال الأعمال العاملين في قطاع السياحة بأن وجودمبارك طيلة الشهور الماضية قد تسبب خسائر تقدر بثمانية مليارات.


القدس العربى

-------------------------

السبت - 6 أغسطس - 2011 9:44:39 مساء

الوفد يدعو كافة التيارات للتوافق علي مباديء الدستور الجديد



الدكتور السيد البدوي شحاته
الأسبوع أونلاين
دعا حزب الوفد، السبت، كافة الفصائل والقوي والأحزاب السياسية في مصر للتوافق حول المباديء الأساسية للدستور الجديد وقال الدكتور السيد البدوي شحاته: ''مرة أخري يمنح المصريون العالم درسا جديدا في صناعة التاريخ حيث جاء يوم الثالث من رمضان لتنهار أساطير الحاكم الفرعون التي
سادت وادي النيل منذ فجر الدولة المصرية.. ومن الآن فصاعدا سيكون حاكم هذا البلد خادما له أجيرا لدي الشعب وسيكون الشعب هو السيد الحقيقي''.

وأضاف شحاته، في بيان رسمي صادر عن الحزب، ''إن هذا الدرس الجديد الذي قدمه المصريون إنما هو بداية تاريخية فارقة في عمر هذا الوطن، فقد أصبحنا مسئولين أمام التاريخ وأمام الأجيال القادمة عن إيجاد صيغة جديدة تحقق للمواطن مكانته وتتحقق بها مكانة الوطن،ولا يجب أن يكون الحديث أمام الشاشات أو عبر مكبرات الصوت إلا عن توافق حقيقي يحافظ علي وحدة الوطن وتماسك نسيجه''.

وأضاف ان المصريين جميعا في ميادين التحرير خرجوا لإسقاط الظلم ثم وقفوا معا لإقرار العدل، وحان الوقت لأن يقفوا يدا بيد لبناء مجتمع جديد يتسع لكل أبنائه، ولن يتحقق ذلك بإقصاء أو إستبعاد أي من أبناء هذا الوطن، موضحا إن الثورة قامت لبناء دولة ديمقراطية حديثة وعادلة تحتوي كل مواطنيها علي قدم المساواة تأخذ من كل مصري ما عليه من واجب وجهد وتمنحه ما له من حقوق وأدركنا منذ اليوم الأول أن هذا الأمر لن يتحقق بإنفراد حزب أو تيار سياسي بفرض رؤيته وأفكاره مهما كان عدد مؤيديه أو مريديه.

وأوضح البدوي أن ذلك لن يتحقق أيضا إلا من خلال توافق سياسي وإجتماعي حقيقي، كما آمنا بأن الوطن يحتاج لنا جميعا من أجل إعادة بنائه سياسيا وإقتصاديا إجتماعيا.. وقال ''أدركنا أننا أمام فترة عصيبه تحتاج تحدياتها لعمل وطني جاد ومخلص، وأن هذا هو زمن الجماعة الوطنية الواسعة وليس زمن التشرزم والتجزيء والصراع''.

وشدد البدوي علي ان ميدان التحرير قام بأداء دوره وسيظل مستعدا لأن يؤديه ثانيا أمام كل حاكم أو سلطة تحيد عن الطريق ،فلقد وحدنا ميدان التحرير خلال أيام الثورة ولم ترفع راية إلا علم مصر ولم يردد أحد شعارا طائفيا أو فئويا أو حزبيا، ولم تكن دماء الشهداء الأبرار دماء حزبية أو طائفيه ولكنها كانت دماء مصرية.

وخلص البدوي للتأكيد علي ضرورة النأي بميدان التحرير عن أن ''يفرقنا الي مسلمين وأقباط أو الي سلفيين وصوفيين ، أو أن يكفر بعضنا بعضا .. ننأي بكل قوة سياسية أو إجتماعية أن تأخذ الميدان ساحة لبث ما يفرق بعد أن كان ميدان التحرير رمزا عضيما لوحدة هذا الشعب وتماسكه''، ''لقد كان الوفد طرفا في الدعوة الي تحالف ديمقراطي من أجل مصر ووقعنا جميعا علي مبادرة تمثل البنية الأساسية للنظام الديمقراطي الحر العادل الذي ناضلت من أجله أجيال متتالية''.


-----------------


السبت - 6 أغسطس - 2011 5:19:07 مساء

قيادي اخواني: الرئيس المخلوع كان متجول الخيانة في المنطقة كلها



الدقهلية - رامي محمود
أكد المهندس إبراهيم أبو عوف " أمين حزب الحرية والعدالة بالدقهلية" أن الرئيس المخلوع كان متجول الخيانة في المنطقة كلها ، حيث أنه في اجتماع البرلمانيين الإسلاميين في ماليزيا منذ أسبوعين أكد معظم الحضور أن النظام البائد كان يمنع أي اجتماع أو عمل إسلامي عالمي ، وأكد أن موعد هذا الملتقي كان في عام 2009 لكن النظام البائد ضغط علي كل دول العالم لعدم استضافته بعد نجاحه في جاكرتا 2007 م.

وأضاف أن البعض قد يتعاطف مع الرئيس المخلوع خلال محاكمته لكن عليهم أن يتذكروا الدماء التي سالت و المواطنين الذين سجنوا وسحلوا في عهده والفساد المستشري في عهده والخيانة التي فعلها في مصر .

جاء ذلك خلال افتتا ح مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة طلخا بحضور وعادل رزق "أمين مساعد الحزب بالمحافظة" و عبد الرحمن سالم "أمين التثقيف "و المهندس عبد المحسن قمحاوي "أمين الحزب بمركز طلخا "وعدد من القيادات الحزبية والتنفيذية وبمشاركة المهندس عبد الرحمن الشهاوي "رئيس مجلس مدينة طلخا" .

وأكد المهندس عبد المحسن قمحاوي "أمين الحزب بمركز طلخا " أن مصر بدأت مرحلة جديدة بمحاكمة الرئيس المخلوع وأن الشعب المصري سيسعي لاستكمال باقي مطالب ثورته وأي شخص أو فئة تقف في مواجهة الثورة ستضيع وأن الشعب المصري ما كان ليحصل علي ما حصل عليه إلا بسبب دماء الشهداء الذين قدموا دماءهم فداء للوطن ، مؤكدا أن دماءهم ستبقي في رقاب الجميع لحين أخذ حقوقهم كاملة غير منقوصة .

وأضاف أن النظام البائد أقام حربا علي الشباب نفسيا وفكريا وأخلاقيا حتي ظن أن الشباب ماتوا ، لكن الشباب أكدوا أنهم أقوي من كل هذه الحروب وكانوا الشرارة الأولي للثورة و التي التف حولهم شعب مصر بجميع أطيافه ليصنع الشعب المصري ثورته ، و الحزب سيضع الشباب دوما في المقدمة للنهوض بالمجتمع وأن مقر الحزب مفتوح لجميع أهل طلخا لتقديم مشكلاتهم واقتراحاتهم والمشاركة في نهضة المجتمع

وأعلن قمحاوي عن مشروع زراعة 1000 شجرة مثمرة داخل المركز كمرحلة أولي ، وتدشين مشروع للقضاء علي مشكلة القمامة بقرية دميرة وفي حال نجاحه بشكل كامل سيتم تعميمه علي مستوي المركز .

وأكد عادل رزق "أمين مساعد الحزب بالمحافظة" أن الحزب أنشأه الإخوان المسلمون لكنه استقل إداريا وتنظيميا وأن قيادات الحزب وأماناته تدير الحزب بشكل كامل لتقديم خدماتها ورؤيتها لمصر .
وأوضح أن هدف الحزب بناء المواطن المصري بناء كاملا عقليا وثقافيا وروحيا وعمليا وفي كل المجالات علي قيم الحق والحرية والمواطنة والتعددية واحترام حقوق الآخرين واحترام الدستور والقانون ، وبناء نهضة علمية واقتصادية هدفها القضاء علي البطالة والأمية والفقر والجهل .

وأكد عبد الرحمن سالم "أمين التثقيف بالحزب بالمحافظة" علي رفض الحزب لكل أشكال الوصاية الأمريكية علي الشعب المصري ، مؤكدا أن الحزب يعتبر المعونات الأمريكية التي أعلنت عنها السفيرة السابقة سكوبي تمثل المصالح الأمريكية في مصر ولا تخدم أهداف مصر الثورة .

وأوضح أن السفيرة الجديدة آن باتريوس تاريخها معروف بالعداء للمصالح الإسلامية بعد خدمتها في باكستان وعلاقاتها بالمخابرات الأمريكية وأكد أن دورها يقتصر علي إشاعة الفوضي الخلاقة في مصر وتفكيك المجتمع المصري كما حاولت في باكستان .
وشدد علي أنها سفيرة وليست مندوبة سامية لأمريكا في مصر وأن هذا الدور انتهي بسقوط النظام البائد كما انتهي الكنز الاستراتيجي لإسرائيل وأكد أن مصر كان دورها الإقليمي يقتصر علي كونها حارسا للمصالح الأمريكية والأمن الإسرائيلي في عهد النظام البائد .

وطالب بتوضيح مصير المعونات الأمريكية ومن تسلمها وفيم أنفقت ليعلم الشعب من يخدم المصالح الأمريكية في مصر ، مؤكدا أن هذه الأموال تخدم المصالح الأمريكية ولا تخدم الديمقراطية و أن الولايات المتحدة لم تعرف الديمقراطية والحرية إلا في عام 1964 م بإصدار أول قانون للحقوق المدنية للمساواة بين السود والبيض ، وأن الشعب المصري عرف المساواة والمدنية منذ آلاف السنين .

وأضاف أن هذه المحاكمة توجه رسالة للحكام في المستقبل أن أي حاكم يظلم شعبه سيلقي نفس المصير ، لهذا لابد من القصاص وأن يحدث في محاكمة عادلة بلا تباطؤ يستفز الناس أو تعجل يؤدي إلي ظلم



Post: #23
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-08-2011, 09:30 AM
Parent: #22

مبارك لم ينس تلوين شعره و'صحتو زي البومب'..
الشعب يثور لأن المدراء مصابون بدبكة 'سندروم'
زهرة مرعي
2011-08-07




في بدايات شهر رمضان المبارك كان دخول حسني مبارك إلى قفص الإتهام من أسوأ المسلسلات، وكان هو من أفشل الممثلين، كذلك لم يتمكن ولداه من لعب دور 'البارافان' كما هو مطلوب. فقد وصلتنا من مبارك صور بعضها مثير للإشمئزاز، وبعضها الآخر مثير للتعجب. هذا المخلوع الذي أراد السرير لإطلالته الأولى بعد طول غياب ليخبرنا أنه عجوز ومريض، لم يظهر لا في صوته ولا في حركته طوال ساعات المحاكمة على أنه رجل واهن.
وهكذا وعلى وجه السرعة إنكشفت لعبة السرير التي كان الهدف الوحيد منها استدرار العطف. فمن المؤكد أن هذا السيناريو غير الموفق لدخول مبارك على سرير إلى القفص تمّ بضغط من الخارج الأميركي. فالولايات المتحدة التي أجرت بنفسها أول محاكمة لرئيس عربي في بغداد، ووضعت صدام حسين في القفص، ومن ثم أصدرت بحقه حكم الإعدام، لم تكن راغبة مطلقاً في أن يكون رجلها الأول من بين الحكام العرب في نفس الموقع. كذلك كان ضغط عربي متعدد الإتجاهات لإبعاد شبح هذا المشهد عن مبارك وتالياً عن أترابه في الدول العربية. فكثر من الحكام إن لم يكن جميعهم يخشون أن يتحول الأمر إلى سابقة، أو أن تصبح الشعوب العربية مدمنة على محاكمة حاكميها الظالمين، بعد طول إنكسار.
لقد قُطع الشك باليقين وشاهدنا مبارك في القفص يقول بصوت مرتفع 'أفندم أنا موجود' وينفي التهم المنسوبة إليه. وفي هذه الواقعة كان لميزان القوى الشعبي الذي فرض نفسه في ميدان التحرير أن يفرض إرادته. وكان لميزان القوى الشعبي أن يفرض نفسه كذلك على المجلس العسكري الذي يبدو بعضه وكأنه يريد أن يُلبس التهم جميعها للعادلي، فيما الشعب يرى في مبارك المتهم الأول. وهذا الأخير أراد أن يضع إلى جانبه المشير طنطاوي فأشرّكه في العلم والخبر والمعرفة عن قتل المتظاهرين بإطلاق النار عليهم.
ما يثير الإستغراب في حضور مبارك إلى قفص الإتهام كثير. ومن الأسئلة التي طرحها هذا الشكل من الحضور إستعانة مبارك بولديه لسماع ما يتردد داخل قاعة المحكمة. فهذا الذي حكم مصر بكل ما أوتي من جبروت وقوة وبطش كيف كان يسمع على الضيوف الذين يلتقي بهم. كيف سمع بنيامين نتنياهو وهو الذي إستضافه على أفطار في رمضان الماضي؟ وكيف تآمر معه على خنق غزة؟
هذه المشاهدات التلفزيونية وردت على كافة الفضائيات وتابعها ملايين العرب، أما في اليوم التالي للمحاكمة في جلستها الأولى كان للبي بي سي ندوة خاصة من القاهرة أدارها الصحافي عز الدين العرب، وفيها تساءلت نوارة أحمد فؤاد نجم: كيف لرجل مريض أن يلون شعره؟ 'هو مش مريض ولا حاجة صحتو زي البومب'. فيما تساءل محام مشارك في الندوة عن عدد المرات التي رفع فيها مبارك رأسه متفقداً القاعدة؟ مما يظهر أن 'صحتو كويسة'. كما وأظهرت عينة عشوائية استفتتها البي بي سي في الشارع عدم التعاطف مع مبارك. إنما الكاتبة الدرامية لميس جابر وجدت في شكل محاكمة مبارك ضرباً لرأس الدولة. حضور الأستوديو استفزهم هذا القول ورفضوه. وردت نوارة بأن 60 مليون من الشعب المصري مع الثورة ومع محاكمة مبارك 'واللي مش عاجبو الشعب يفتشلو على شعب تاني'.

القاهرة في رمضان

أثارت مشاهد جموع الناس في أسواق القاهرة وغيرها من المدن المصرية في بدايات شهر رمضان المبارك حشرية عمر أديب، وجذب معه وإن بلهفة أقل زميله في تقديم برنامج القاهرة اليوم عزت أبو عوف. بفمه الملآن تساءل عمرو أديب 'الناس دول جم منين'؟ طبعاً في بال عمر أن الشعب المصري فقير فمن أين يأتي بالمال ليملأ الشوارع والمحال في الأيام الأولى من شهر رمضان؟ راح عمرو أديب يتلقى إتصالات الفقراء والمتوسطي الحال والمرتاحين وفي كل مرة كان يردد 'طب الناس دول جم منين'؟ ودائماً يعترف بأنه هو شخصياً يشتري فقط 'حاجتي' وليس أكثر منها. عندما قالت منى في إتصالها بعمرو أن راتب زوجها 300 جنيه ولديها ثلاثة عيال 'لا إحنا فاكرين رمضان ولا حاجات رمضان نسمع باللحمة والفراخ من شاشتك'. كان رده السريع 'أمال منين الناس اللي متليين الشوارع دول'؟
من إتصال إلى آخر واحد يعبر عن حريته في التسوق والفرح في الدوحة، وآخر لا يرى سبيلاً غير التسوق في السعودية، تقول هبة من مصر أنها تأتي فقط بما تحتاجه ويوماً بيوم. لكن عمرو يبقى مسكوناً بالسؤال الذي يتكرر في أكثر من إتجاه 'ما فيش فلوس وممعناش.. الناس دول جم منين؟ مصر دي عجيبة'! وعندما جاءت نيفين إلى الخط الهاتفي إنفرج عمرو لأنها قالت ربما ما يعجبه 'يبعدو عن التحرير.. يبعدو عن المشاكل لشهر رمضان عشان الناس تفوق'. نيفين عايزة 'الشعب يتلم.. زوجي كان بيشتغل لكن الثورة قضت عليه.. مصر ما بقتش تنفعنا'. وهنا لم ينبس عمرو ببنت شفة. لقد أصابه الخرس.
وإذا كان مقياس الشعب 'العايش' هو في شراهة الشراء في شهر رمضان كما قال عمرو 'المصريين شعب عايش'، فهو سأل داني: 'أنتو المسيحيين في أيو عيد بتشترو قوي'؟ والغريب في رد داني أنه يتسوق في عيدي Chrismas و Thanksgiving. نحن من لنا عيد الميلاد كشرقيين وهذا صحيح، لكن لماذا تبنى داني عيد الشكر الأميركي، ووجد تسليماً من عمرو أديب؟
في شهر رمضان المبارك نقول لعمرو أديب الذي يرى في مصر 'عجايب' أن العدد الأكبر من المصريين لم ينزلوا إلى الأسواق، ولو نزلوا جميعاً لكان هناك طوفان بشري. قلة من الشعب قادرة على الشراء بفعل سياسات التجويع التي كان يطبل لها بنفسه في العهد البائد. ومع ذلك نتمنى أن يبقى رمضان كريماً على الناس.


السلفيون ينزلون لميدان التحرير للرد على استفزازات العلمانيين.. وشكوك باقامة دولة مدنية
حسنين كروم
2011-08-07




القاهرة - 'القدس العربي' :


تركز معظم اهتمامات صحف السبت والأحد، على توابع أولى جلسات محاكمات مبارك ونجليه وسط موجات لا تنكر من الشماتة والكراهية، خاصة انها بدأت تأخذ تفسيرا دينيا، وتاريخيا ،باعتبار ما يحدث لمبارك آية من آيات الله سبحانه وتعالى، وتشبيهه بالفرعون ونهايته، وكان رسم زميلنا الرسام الموهوب مصطفى حسين، وفكرة زميلنا وإمام الساخرين أحمد رجب في 'أخبار اليوم'، عن تمثال ضخم لمبارك، على هيئة فرعون، وقد تشققت أجزاؤه وحيطان معبده الذي امتلأ بالثوار يهتفون ضده. ونشرت 'أخبار' امس تحقيقا لزميلتنا آمال عبد السلام عن حالته الصحية جاء فيه: 'أكد الفريق الطبي المصاحب له من شرم الشيخ ان حالته الصحية تحسنت واختلفت تماما عما كانت وهو في مستشفى شرم الشيخ، وقد برروا ذلك لتحسن حالته النفسية، لأنه كما يعلن الأطباء النفسيون من الشخصيات التي تخاف على نفسها وبالتالي فهو وفور عودته للقاهرة وتواجده بأحدث المراكز الطبية العالمية شعر بالأمان، فانتظم في علاجه، وعاد لتناول الطعام واهتم بمشاهدة التليفزيون ومتابعة الصحف.


وقد طلب الفريق الطبي المعالج له برئاسة د. ياسر عبد القادر بإجراء بعض الفحوصات الجديدة التي تخص الأورام من خلال أحدث وأدق أجهزة اكتشاف الاستدالات بالإضافة لبعض التحاليل، على ان تعرض عليهم قبل بداية متابعة حالته الصحية، حسب أوامر المحكمة. وستصل اليوم سوزان ثابت زوجة الرئيس السابق لزيارته، بعد أن وصلت من شرم الشيخ حيث كانت قد سافرت لجلب وإحضار جميع متعلقاتهما الشخصية، ولم تقرر بعد ان كانت ستظل مرافقة للرئيس السابق بالمستشفى، أم ستعود للمنزل وتقوم بزيارته يوميا، وعندما سئل الرئيس السابق ماذا ستفعل، قال اسألوها هي. وقد زاره منذ يوم الخميس الماضي حتى امس زوجتا نجليه وفاروق ثابت نجل منير ثابت ومحمود الجمال حما نجله جمال'.
وأشارت الصحف إلى السعي لتكوين هيئة جديدة من كبار المحامين للدفاع عن أسر الشهداء. وعلى الرغم من حبس الشياطين، فقد تواصلت المشاجرات والاعتداءات، ووقعت أول جريمة اختطاف أنثى والاعتداء عليها، في الهرم. وإلى بعض مما عندنا اليوم:

طبقة الطفيليين التي احاقت بالفرعون

ونبدأ بردود الأفعال على الجلسة الأولى لمحاكمة مبارك وولديه، وما حدث فيها وقال عنها يوم السبت زميلنا والمحلل السياسي الكبير سلامة أحمد سلامة رئيس مجلس تحرير 'الشروق': 'هناك للأسف طائفة من الكتاب والإعلاميين الذين التقوا بالرئيس المخلوع وأنجاله، وكانوا ضيوفا دائمين عليه يمجدونه ويدافعون عن أفعاله وسياساته ولا يهمهم مدى ما ألحقه بالشعب من إساءات، ولا حجم الفساد الذي نما وترعرع في أكنافه، وما تسبب فيه من اندحار لقيم الديمقراطية والعدالة، فأنشأ بذلك طبقة من الطفيليين الذين اكتنزوا الثروات على حسابات شعب فقير، كل ما يهمهم انه كان مع السلام وضد الحرب. والمافيات العسكرية والاقتصادية هؤلاء لا يختلفون كثيرا عن المتظاهرين الذين يهتفون دفاعا عنه في ميدان مصطفى محمود، وعن المتظاهرين الذين يهتفون دفاعا عنه في ميدان مصطفى محمود، وعلى ظهور الجمال والحمير، والذين رأيناهم يشتبكون مع أهالي الشهداء امام أكاديمية الشرطة'.


لكن لو ذهبنا بسرعة شديدة لـ'الأهرام' وقبل أن يجف حبر كلمات سلامة سنجد ان رئيس مجلس إدارتها السابق وعضو أمانة السياسات ومجلس الشورى السابق، ورئيس جمعية القاهرة للسلام التي تدعو إلى والعياذ بالله، التطبيع مع إسرائيل، الدكتور عبد المنعم سعيد يقول: 'الفرد المتهم كان على فراشه في قاعة المحكمة، وعندما قال، افندم لرئيس المحكمة، كان منهج الاستسلام لحكم الشعب العادل قد استقر، فالرجل لم يهرب، ولم يلجأ الى دولة أجنبية وقر في ذهنه أن القضاء الذي كان رئيسا لمجلسه الأعلى حتى شهور قليلة مضت، فيه من العدالة، والكرامة والنبل ما يكفل له ولأولاده محاكمة عادلة تضيف لتاريخ مصر صفحة ناصعة في الأيام القادمة'.

شجاعة مبارك وهروب بن علي

والثاني الذي دافع عن مبارك، ولكن بشكل أكثر وضوحا وشجاعة، كان زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار'، ورئيس تحرير مجلة 'آخر ساعة' السابق، وأمين الإعلام بالحزب الوطني بأمانة القاهرة، رفعت رشاد، الذي قال في نفس اليوم - السبت - في 'أخبار اليوم': 'ليس عيباً أن يحاكم الشعب رئيسه، وليس عيباً ولا مذمة لمبارك أن يحاكم، فهو الذي صمم على البقاء في مصر، ورفض المغادرة رغم وجوده لمدة ثمانية عشر يوما بعد اندلاع الثورة، ورغم سيطرته على الأجهزة والمؤسسات، وكان يمكن أن يغادر مصر بسهولة كما فعل بن علي التونسي، ولم يعد خافيا ان دولا عربية عديدة عرضت عليه الاستضافة، بل ومنحه الجنسية لحمايته والإغداق عليه بالأموال التي توفر له حياة كريمة، لكنه رفض كل ذلك، وكان طبيعيا ان يرفض عرض إسرائيل، لكن البعض من المهووسين ممن يطلقون رصاصاً محرماً من أقلامهم بالصحف، وممن يستولون على ميكروفونات الفضائيات، ما زالوا يركزون على التفاهات، فمن قائل ان مبارك كان يضع يده على عينه خجلا، وأنه يعبث في أنفه، كلام ########، لا علاقة له بالموضوعية، خاصة لو صدر ممن يعتبرون أسماء كبيرة من الكتاب، أو مدعي الكتابة، ووصل الحال ببعضهم ان استنكر وجوده على سرير في المحكمة مدعياً ان حالته الصحية عال العال ولا يوجد داع للسرير، تفاهات كان يجب أن نترفع عنها، على الأقل كبار السن ممن يكتبون في الصحف، فالشعب المصري لا يجب أن ينحدر بأخلاقه إلى هذا الحد، بجانب الشماتة. ان محاكمة مبارك، تضيف إلى مصر ولا تنقص من مبارك'.

صبغة الرئيس وساعته الفاخرة

ولم يكد رفعت ينتهي من كلامه، حتى جاءته ردود عنيفة، بالنسبة للساعة، والسرير، عن الساعة، قالت مجلة 'اكتوبر' في تغطيتها التي شارك فيها زملاؤنا إبراهيم عبد الغني وأحمد رشاد وسامح اللبودي وهبة محمد في فقرة عنوانها' ساعة الرئيس':
'مع أن الرئيس مبارك كان في قفص الاتهام، فقد حرص على صبغ شعره وحلق ذقنه، وكأنه في عز مجده، والطريف أن الرئيس السابق لبس ساعة فاخرة دون مراعاة لتقارير الفريق الطبي التي حذرت من اقتناء أي أجهزة، أو محتويات من شأنها التأثير على ضربات القلب. يذكر ان مبارك كان حريصا على صبغ شعره كل خمسة وأربعين يوما حتى يظهر اكثر شبابا وحيوية، متناسيا أن الشيب وقار، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول 'خيركم من طال أجله وحسن عمله' ولكن لله في خلقه شؤون'.

استهزاء استدرار مبارك العطف من سريره

أما السرير، فقد تكفل به زميلنا وصديقنا بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي الذي أبدى امتعاضه من مبارك لاستخدامه السرير لاستجلاب العطف عليه، فقال عن هكذا نومة بعد أن اختار لمقاله عنوانا هو - مولد وصاحبه نائم - 'كنت أتمنى لو أن حسني مبارك واجه المحكمة واقفاً على قدميه مرفوع الرأس كما المتهمين المحترمين، يواجه الحجة بالحجة، ويقارع الاتهام بالدفاع، ويتحدث عن نفسه وانجازاته، ويواجه بشجاعة قائمة الاتهامات التي توجهها له المحكمة، لكن الأستاذ فضل مواجهة المحكمة نائماً، بما يدل على انه خائب حتى في آخر مشهد له على الساحة السياسية والشعبية في التاريخ والجغرافيا، هناك عدد كبير من الرؤساء والزعماء والقادة، واجهوا المحاكمات الجنائية والسياسية برأس مرفوع، منهم صدام حسين الذي اغتال شعبه وحكمه بالحديد والنار، لكنه عند المواجهة في المحكمة وقف مرفوع الرأس يتحدث عن نفسه كزعيم للأمة، وخذ عندك الديكتاتور التشيلي 'بينوشيه' العجوز المريض بأمراض الدنيا، والذي يعاني العته والخرف، واجه المحكمة جالساً على كرسي متحرك، يجيب على الاتهامات بثبات لا يليق بسنه المتقدمة، ولا أعرف من أفتى بأن يدخل حسني مبارك القفص محمولا على سرير طبي' في سابقة لم تحدث في محاكمات التاريخ، وكأن مصر تحاكم متهماً عاجزاً مريضاً، وكان من الطبيعي ان يسمح له بالجلوس على كرسي متحرك، لكن استراتيجية الدفاع الذي أصر على السرير الطبي داخل القفص، كانت تخطط لاستدرار التعاطف الداخلي والخارجي، بتصوير المتهم بمظهر العاجز الذي لا يقوى على الوقوف. ارتضى حسني مبارك إذن أن يواجه المحكمة ذليلا مكسورا، تماما كحرامي الفراخ، وليس كرئيس للدولة حكمها ثلاثين عاما كاملا، والمفترض أن يكون دفاعه سياسيا بالدرجة الأولى، أن يقول فعلت كيت وكيت، ويثبت كذا وكذا، بدلا من رقاده على السرير مجيبا رئيس المحكمة بصوت مشروخ، افندم،! أين كرامتك يا أستاذ، أين الصلف والغرور، أين الدكتوراة في العند، كلها تبخرت وأنت تنفذ تعليمات المحامي، عندما ينادي على أسمك قل أفندم، وعندما يواجهك بالاتهامات انكرها جميعا، هكذا فعل، وهكذا فعل الانجال، صورة طبق الأصل، سبحان الله، يعز من يشاء، ويذل من يشاء'.

حكاية محاولة محامي مبارك
ادخاله بهذه الطريقة لجذب التعاطف

وتعبير مولد وصاحبه نائم الذي استخدمه عاصم، تحوير للمثل الشعبي، مولد وصاحبه غايب، وحكاية محاولة محامي مبارك ادخاله بهذه الطريقة لجذب التعاطف ستعيدنا لـ'الأهرام' مرة أخرى - لأن زميلنا محمود المناوي حكى لنا عن مشاعره بالنسبة لمشهد مبارك فوق السرير، قال: 'في الوقت الذي توقع فيه الخبراء أن يؤدي ظهور الرئيس السابق حسني مبارك في قفص الاتهام خاصة على نقالة إلى تعاطف الشعب معه، إلا أن نظرات مبارك الحادة والغاضبة قد أفقدته ذلك على ما يبدو حيث عبرت حركة يده وهو مستلق على السرير ويتكىء بيديه على خده ويتناوب التهامس مع نجليه عن غطرسة وتحد، كما أن ظهوره بهذه الصورة وقد أتم صباغة شعر رأسه '83 عاما' باللون الأسود، أعطت انطباعا سلبيا للغاية، وتكذيبا لأي ادعاءات حول حالته النفسية, الأكثر إيلاما أن يكون المدافعون عن الرئيس الساقط وحاشيته الفاسدة هم من كبار المحامين في مصر. وعلى الجانب الآخر مع احترامي لكل المحامين الذين حضروا مع أسر الشهداء بالرغم من ظهورهم المستمر على الفضائيات لشجب الفساد والهجوم على النظام الساقط بمن فيهم المحامون المرشحون لرئاسة الجمهورية وقيادات أحزاب المعارضة في وقت، كانت تحتاج فيه مصر إلى مرافعات يسجلها التاريخ للأجيال القادمة ولكي تكون المحاكمة درساً سيياسيا بالغا في بناء دولة القانون في المستقبل خصوصا فيما يتعلق بالاستبداد!'.

وضع مبارك بالسرير يشي بوضع مصر كلها

وفي نفس عدد 'الأهرام'، سخر منه زميلنا عبد الله عبد السلام بقوله: 'أمام قضاته، والعالم أجمع ظهر مبارك مستلقياً على سرير طبي - شفاه الله - لكن المشهد لم يكن معبرا فقط عن حالة رئيس مخلوع بلغ من العمر عتياً، يحاول استدرار عطف الناس عليه، بل كان الأصدق تعبيرا عن وضع البلد الذي تركه بعد ثلاثين عاما في الحكم، كان الرئيس السابق فاقدا للخيال وروح المغامرة، لذلك كان يلجأ لواقعية مريرة في تعليل اسباب عدم الإقدام على فعل شيء مختلف او اختيار شخص غير تقليدي في منصب، وكثير منا يتذكر الكلمات العامية التي كان يكررها على شاكلة، اجيب لكوا منين، وبلاش الكلام العنتري، ونتيجة لذلك التواضع في الرؤى والأهداف ضاعت على مصر فرص تاريخية كان يمكن أن تجعلها في مكان آخر ومكانة أخرى'.

حبل المشنقة ورقبة مبارك

لا، لا، ما دام الأمر كذلك، فإنه لا يستحق إلا الإعدام، أو كما اعترف زميلنا وصديقنا محسن حسنين رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر'، بالآتي: 'لا أخفيكم سراً أنني صاحب فكرة غلاف المجلة الذي ظهر فيه مبارك وحبل المشنقة يقترب من رقبته، وخلفية الغلاف كلها سوداء قاتمة ليس فيها إلا بقعة ضوء واحدة، هي حبل المشنقة ورقبة مبارك، وعلى الرغم من أن هذا الغلاف كان صادما للكثيرين، وهو بالمناسبة الغلاف الذي قام الثوار بتكبيره وتعليقه في ميدان التحرير في العديد من المليونيات، كما علقوه أمام باب القاعة التي يحاكم فيها مبارك بأكاديمية الشرطة إلا أنني أحسست أن دخول مبارك القفص وهو مسجى على سرير طبي، لا حول له ولا قوة، صورة صادمة أكثر، وهي لا تقل صدمة وترويعا عن صورة المشنقة ورقبة مبارك تقترب منها، فالواقع يؤكد أن في الساعة العاشرة صباح يوم الأربعاء الثالث من آب/ أغسطس تم تنفيذ حكم الإعدام في مبارك، معنويا، في نفس اللحظة التي دخل فيها قفص الاتهام، وعيناه حائرتان زائغتان تحاولان رصد أي ملمح من ملامح قضاته أو طالبي القصاص منه، وهو يعبث في أنفه بطريقة عصبية، وولدان يحاولان إخفاءه عن أعين الشعب وكأنهما طفقا يخصفان عليه من ورق التوت عل ذلك يواري سوءة أبيهم ويخفف من هول المشهد. لقد أصبح مبارك الآن أشبه بفرعون بعدما ابتلعه البحر هو وجنوده، جسدا بلا روح، وأصبح ينطبق عليه قول الله عز وجل، 'فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية'! إن هناك العديد من الرسائل المهمة التي خرجت من هذا المشهد كله أولها وأهمها انه لا يجب ان يستهين أحد بعزيمة وإصرار هذا الشعب صاحب حضارة السبعة آلاف سنة، وألا يراهن على صمته وصبره طويلا على الظلم والقهر والاستعباد، وهي رسالة لكل حاكم قادم في مصر وفي غير مصر، بأن مصيره سيكون نفس مصير مبارك، المحاكمة والقضبان، والإعدام معنويا، إذا ما استحل لنفسه أن يهين شعب مصر، وأن يستحل دماء أبنائه ومالهم ويصادر حاضرهم ومستقبلهم وأحلامهم في غد افضل'.

جمال الشاب الذي قتله طموحه

ولأنه أديب واسع الخيال، فقد أعجب زميلنا وصديقنا والأديب الكبير بمجلة 'المصور' يوسف القعيد بحكاية مبارك وولديه، وورق التوت، فأعمل خياله بأن قال امس في 'الأخبار': 'في كوارث العائلات الكبرى ثمة شخص يقود عائلته للكارثة، ولأن العائلة لا تتعلم من العبر والدروس، فجمال الشاب الذي قتله طموحه، مازال هو المايسترو الذي يقود الأب والأخ الأكبر، كيف نصدق إذن الفولكلور الذي قيل في اللحظات الأخيرة في قصر العروبة قبل الرحيل الى شرم الشيخ عندما سمعنا أن علاء اشتبك مع جمال في قصر العروبة واتهمه أنه كان السبب في كل ما جرى لهم.
في القفص كان جمال الآمر الناهي، وعندما فكر مبارك الأب في الاستطراد عندما رد على سؤال القاضي الثاني خطف جمال منه - وعلى الهواء مباشرة - الميكروفون ومنعه من الاسترسال ليس لأن الابن يعرف المصلحة أكثر من الأب، لكنها شهوة التسلط والرغبة في السيطرة، هذا على الرغم من النهاية التي تنتظر الجميع. طوال الساعات الخمس كانت المقارنة بين صدام حسين في قفص بغداد المحتلة بالأمريكان والمهددة بانقسام مذهبي رهيب، وبين قفص القاهرة الجديدة.
أما المقارنة بين الرجلين وسلوكهما وطريقة تصرفهما فتلك حكاية أخرى.
ما كان نجيب محفوظ يتصور عندما أطلق اسم القاهرة الجديدة على روايته التي كانت الصيحة الأخيرة في مصر الملكية قبل ثورة يوليو، أن المدينة التي اسمها القاهرة الجديدة ستنطلق منها صيحة نهاية عصر وبداية عصر جديد يهل على مصر'.

مطالب بسماع شهادة المشير طنطاوي بمبارك

وتسبب مبارك بواسطة محاميه فريد الديب وبأنصاره الذين احتشد عدد منهم أمام المحكمة واعتدوا على أهالي الشهداء، بزج المشير طنطاوي في المحكمة، ذلك ان الديب طالب بسماع شهادة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى في الاستئناف المقدم من مبارك ضد الحكم بتغريمه مائة وعشرين مليون جنيه، في قضية قطع الاتصالات أثناء الثورة، لأن مبارك أخبره ان المشير كان حاضرا الاجتماع الذي اتخذ فيه القرار، وهو ما نفاه مصدر عسكري، وقال عنه أمس - الأحد - رئيس تحرير 'الأخبار' زميلنا وصديقنا ياسر رزق: 'الزج المتعمد باسم المشير حسين طنطاوي في موضوع قطع اتصالات المحمول والانترنت خلال أيام الثورة هو أولى حلقات مسلسل الانتقام الذي يعده الرئيس السابق حسني مبارك، لتصفية حساباته مع القوات المسلحة وقياداتها عقابا لها على موقفها المنحاز للشعب والمساند لثورة يناير. مع توالي جلسات المحاكمة، علينا أن نتوقع مزيدا من ألاعيب الدفاع وادعاءات المخلوع تجاه المشير طنطاوي تحديدا، فلولا دور المشير في يومي العاشر والحادي عشر من فبراير ما تمت تنحية مبارك وتحييد الحرس الجمهوري، ولولا إصرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير على تنفيذ مطالب الثورة دون التفاف أو مناورة لما شاهدنا مبارك في قفص الاتهام يحاكم أمام القضاء يوم الثالث من أغسطس'.

محاولة مبارك
توريط طنطاوي

وأسرع بمساندته زميله خفيف الظل عبد القادر محمد علي بقوله عن هكذا ادعاء:
'رمضان شهر خير وبركة، ولكننا أحيانا نرصد فيه بعض الظواهر السلبية وخاصة إذا جاء الشهر الكريم في عز لهيب أغسطس المفتري، وأخطر هذه الظواهر سيحان المخ بسبب الحر الشديد، مما يؤدي الى التوهان والتخاريف والعياذ بالله، ومن هذه التخاريف النكتة التي تقول ان الرئيس المخلوع أبلغ دفاعه في ساعة صفا أن المشير طنطاوي، يتحمل جزءا من مسؤولية قطع الاتصالات أثناء الثورة وهي نكتة تفطس من الضحك لأن مضمونها مليان جنان، فكيف يقف الجيش ضد الثورة بإرسال دباباته لحمايتها؟! نناشدكم إطلاق المزيد من النكت لتسلية صيامنا في رمضان'.

المشير طنطاوي يتحمل
جزءا من مسؤولية الأوامر

وأما المعركة التي تسبب فيها أنصار مبارك باعتدائهم أمام المحكمة على أسر الشهداء، وهو ما استفز زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل فقال امس في 'التحرير' مهاجما المجلس العسكري: 'من الذي يصدر الأوامر لأفراد الشرطة العسكرية بضرب شباب الثورة في ميدان التحرير حتى تتفجر من رؤوسهم الدماء؟ هل هو نفس الشخص الذي يصدر الأوامر لبعض ضباط الشرطة العسكرية بالتعامل مع أفراد عصابة مبارك بمنتهى الحفاوة التي يحظى بها طاقم حكام أجنبي قادم لتأمين مباراة قمة؟ ما الذي يجعل ضابط شرطة عسكرية يسلم بكل الحفاوة والاحترام والتقدير على لص مال عام مثل حبيب العادلي فضلا عن كونه متهماً بسفك دماء مواطنين مصريين أبرياء؟ في حين يقوم زميل له باستخدام العصي الكهربية لضرب شباب أعزل لا يملك قوة سوى قوة ضميره ولا نفوذا سوى نفوذ إرادته؟
أريد أن أسأل السادة قادة البلاد في المجلس العسكري ومجلس الوزراء: هل شاهدوا تلك الصورة التي بثتها وكالات الأنباء لفتاة ممتلئة من أنصار المخلوع مبارك وهي تنهال بالضرب على أم شهيد امام أكاديمية الشرطة بينما يتفرج على المشهد أفراد الأمن المركزي كأنهم يشاهدون فقرة فكاهية؟ بماذا شعر قادة المجلس وهم يرون تلك الصورة القميئة؟ هل شاهدوا الصور التي ظهر فيها أبناء المبارك وهم يحملون الطوب ويقذفونه على أهالي الشهداء على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام؟
يا ترى لو كان شاب من شباب الثورة قد اعتدى بالضرب المبرح على لواء جيش وعاد الى بيته لكي يكتب تفاصيل ما فعله متحديا ومفاخرا هل كنتم ستتركونه دون اعتقال أو مساءلة؟'.

الليبراليون يطالبون بحمايتهم من الإسلاميين

والحديث الثاني كان مع الدكتور يسري حماد المتحدث باسم حزب النور، ومما قاله فيه: ' أحب أن أوضح أنه لم تكن لدينا نية لهذه المليونية، ومنذ بداية الثورة لم نحاول ان ننفرد بطرح رؤيتنا ولكننا وجدنا أن هناك استفزازا ليس له حدود من بعض رموز التيار الليبرالي للتيار السلفي، وقاموا بطرح فكر أحادي منذ بداية الثورة رغم أن معظمهم له علاقة بالحزب الوطني المنحل، ولكنهم طرحوا أنفسهم وكأن لديهم أفكارا توافقية وأنهم هم النخبة.
أسامة الغزالي حرب وعمرو حمزاوي وغيرهما ويكفي أن نجيب ساويرس أعلن في الكنيسة أنه يقوم بالانفاق على حزب أسامة الغزالي حرب، وهو حزب الجبهة، وذلك حتى يخرج علينا أسامة الغزالي حرب ليطالب بالدستور أولا، ثم بعدما شعر أنه شق الصف تنازل عن مطلبه ثم خرج علينا بأطروحة أخرى وهي مطالبته بمجلس رئاسي مدني رغم ان الإسلاميين لم يطالبوا بشيء عقب الثورة ورغم ان اعداد السلفيين هي الأعلى في مصر، إلا أنهم لم يطالبوا بشيء ولم نطالب بحمايتنا مثلما طالب الليبراليون بحمايتهم من الإسلاميين، وكذلك نزلنا مليونية الجمعة الماضية بعد ان اعلن ممدوح حمزة انه يقوم بالانفاق على حركة 6 ابريل وبعد ان تم عمل مسيرة للمجلس العسكري، وعندما ينزل الإسلاميون مرة من انفسهم للميدان ليقولوا ان رأي الشعب المصري ليس هو فقط ما يدعو له ممدوح حمزة وبعض الليبراليين.
نحن نريد تطبيق شريعة الله عز وجل بطريقة متدرجة والمادة الثانية من الدستور غير مفعلة في الاقتصاد والتعليم والسياسة، ونحن نريد أن نربط قوانين الأرض بالسماء وعدم الصدام مع الله عز وجل، ونريد ان يتم التوقف على استيراد قوانين من الخارج والغرب، ونريد ان يتم التوقف على الاستهزاء برجال الدين'.

هل يسيطر الاخوان والسلفيون
على مجلس الشعب؟

أما وجهات النظر الأخرى التي تحذر من خطورة التيار الإسلامي بشكل عام والسلفي على وجه الخصوص، فكان منها لزميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال حلمي النمنم، وقوله في مجلة 'المصور': 'لو أننا دخلنا الانتخابات البرلمانية على هذا النحو، فهذا يعني ان المنافسة سوف تكون بين الإخوان والسلفيين ومع قدر من التنسيق والتفاهمات بينهما، يمكن لهما السيطرة على البرلمان 'مجلس الشعب' القادم، أي يمكن أن نجد أنفسنا ان يكون النائب متدينا، الاعتراض ان يدخل الدين في السياسة بشكل مباشر، خاصة ان الشعارات التي رفعها السلفيون ومازالوا يرفعونها تقول ان الدين وفقا لفهمهم هم، أولاً وأخيراً، وأن تطبيق الشريعة القضية الوحيدة لديهم، ولنتذكر ان الانتخابات القادمة سوف تشهد حدثا جديدا وهو اختفاء مرشحي الوطني، بسبب اختفاء الحزب الوطني ذاته حيث صدر حكم قضائي بحله وإذا طبق قانون الغدر سوف يكون صعباً على معظم أعضائه دخول الانتخابات ومن ثم لن يكون هناك منافس حقيقي للإخوان أو للسلفيين.
نعرف أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يحرض ويدعم الشباب على ان يؤسسوا أحزابهم، وأن يكون لهم تواجدهم، وهناك تأكيدات مستمرة من المجلس أنه لن يسمح بأن يسيطر تيار بعينه أو أن يحتكر حزب المجال العام، لكن إذا أجريت الانتخابات ولم تتمكن معظم التيارات من تحقيق تواجد فعلي في البرلمان، فلن يكون هناك بديل آخر، وسوف نجد أنفسنا في نهاية الأمر امام برلمان سلفي - إخواني أو العكس.
البرلمان القادم سوف يكون الأهم، ففي ظله سوف يتم وضع دستور مصر الجديد، وسوف تتم صياغة شكل الحكم وقواعده، ومن ثم هوية الدولة المصرية، وهو أمر بالغ الخطورة، يجب ان يتم التعامل معه بالجدية اللائقة حتى لا نجد أنفسنا في وضع يقود البلد الى أزمات ونكون مضطرين الى الثورة من جديد'.

تاريخ الحركات الاسلامية مرتبط بالعنف

ومن 'المصور' الى 'الأهالي'، التي انتقل الانزعاج اليها، كما في قول رئيسة تحريرها زميلتنا فريدة النقاش، وهو: 'ارتبط تاريخ كل من الإخوان المسلمين والتيارات الجهادية الإسلامية والسلفيين بالعنف الذي تفاوتت أدواته من ميليشيات عسكرية الى هجوم على الكنائس وصولا الى قطع أذن مواطن مسيحي الى العنف المعنوي ضد النساء والمسيحيين، ورغم ان القيادات العليا في أوساطهم بالغة الثراء وهم تجار شطار إلا أنهم يعتمدون على قاعدة من الشرائح الدنيا الضائعة في المجتمع المنقسم بين الأغنياء والفقراء والفقراء المدقعين الذين أفرزهم القانون العام والمطلق للتراكم الرأسمالي وألقى بهم على هوامش المدن في الأحياء العشوائية وأوكار البؤس والمخدرات، وعادة ما استخدمتهم الطبقات المعادية للثورة لتشتيت صفوف الجماهير وإرهابهم، وهم عادة على استعداد لارتكاب الفظاعات لأنهم ضحايا الفقر الثقافي والروحي واليأس العميق من المستقبل، وهم يشكلون بهذا الفقر المركب أكثر الفئات استجابة للأوهام الجديدة التي يطلقها الإسلاميون بكل تجلياتهم، مستخدمين آليات جبارة لتثبيت هذه الأوهام على رأسها أعمال الخير لمكافحة الفقر دون برنامج جدي للقضاء على هذا الفقر، فوجود الفقراء ضروري لهم'.

معارك السلفيين حول مدنية الدولة

وإلى إخواننا السلفيين ومعاركهم، ونبدأ ببعضهم لعرض وجهات نظرهم، في توجهاتهم، وما حدث في يوم الجمعة قبل الماضية بميدان التحرير، ونعرض اليوم لوجهتي نظر مختلفتين تماما - لهم - جاءت في 'وفد' الخميس، في حديثين أجراهما زميلنا حسام السويفي، مع اثنين منهم، الأول هو الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية، الذي قال: '- قامت المليونية الإسلامية يوم 29 يوليو الماضي لرفض المبادىء الحاكمة للدستور فقط ولقد تم رفع شعارات إسلامية لأن الداعين للمليونية عقيدتهم إسلامية ولقد رأوا أن هناك تهديدا لإرادة الشعب وعقيدته.
- نصف المتظاهرين كانوا من التيارات الإسلامية الداعية للمليونية مثل الجماعة الإسلامية والتيار السلفي وجماعة الإخوان والنصف الآخر كان من الشعب المصري غير المنتمي لأي تيارات إسلامية.
- المطالبون بمدنية الدولة لا يفهمون معنى المصطلح الذين يريدون تطبيقه، فإذا كانوا يقصدون بمدنية الدولة أن تكون مصر دولة حضارية فإن الجبهة السلفية مع الدولة المدنية.
وإذا كانوا يقصدون بالدولة المدنية بأنهم يرفضون حكم العسكر ولا يريدون مصر دولة غير عسكرية ولا يحكمها العسكر، فإن الجبهة السلفية مع إقامة الدولة المدنية بهذا المفهوم أيضا، وإذا كانوا يقصدون بالدولة المدنية أن تكون مصر دولة عصرية فإننا نوافق أيضا على ان تكون مصر دولة مدنية.
كل دولة لها خصوصيتها وعاداتها وتقاليدها وما يصلح في الدول التي ذكرتها ربما لا يصلح تطبيقه في مصر، والنموذج التركي والسعودي والإندونيسي محترم ولكن اتحفظ على النموذج الإيراني الذي يعتمد على دولة الفقيه ويطبق الحكم الشيوقراطي الذي نرفضه، ولكننا نريد تطبيق نموذج لا يقهر اليهود ولا النصارى ولا يقصي التيارات الأخرى مثل الليبراليين والاشتراكيين وغيرهم.
الوضع الحالي يؤدي الى مزيد من الحرية والعدالة والشريعة الإسلامية لا تأتي بإجبار الناس، ووضع المادة الثانية حاليا معتدل وسيكون هناك زيادة تدريجيا، ولذلك نحن الآن مع التوقف عن المطالبة بالمزيد ولا نريد تعديلا في المادة الثانية في الوقت الحالي'.

استيلاء التيار الديني
على ميدان التحرير

لكن زميلها في 'الوفد' طارق تهامي، حاول التخفيف من خوفها هي وحلمي بالقول يوم الأربعاء أيضا. 'هل انزعجت من مشهد استيلاء التيار الديني على ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية؟ لا تنزعج، ما حدث كان مفيدا جدا لأنصار الدولة المدنية الديمقراطية، لأن الطريقة التي تمت بها طريقة الاستيلاء، كشفت سيناريوهات عديدة يمكن أن تتكرر، في مواقف أخرى، فقد تم الاتفاق بين كافة القوى السياسية على ان تكون المليونية، تحت عنوان 'لم الشمل' ولكن المنتمين للتيار الديني، رغم موافقتهم على الهدف، خدعوا الجميع، ورفعوا شعار إسلامية - إسلامية في قلب الميدان، وهذا الشعار لم يكن دينيا على الإطلاق لأننا لسنا في معركة 'خيبر' ولكن كنا في ملتقى وطني مصري ديمقراطي، وكان هذا اللقاء يتطلب شعاراً 'سياسياً' جامعاً لكافة الأطياف لأننا كنا في ساحة سياسية، ولم نكن في ميدان قتال ديني، لأن هذا الشعار، ينفي إسلام باقي التيارات السياسية، التي لا تنتمي للإخوان أو السلفيين وهذا ليس في صالح الثورة، التي دفع ثمن نجاحها شهداء لا ينتمي معظمهم للتيار الديني، وبالتالي نجد السؤال يفرض نفسه علينا: هل الثوار الذين فقدوا حياتهم في ميدان المعركة مع النظام السابق، دفاعا عن الديمقراطية والدولة المدنية، ولكنهم لم ينتموا للتيار الديني، هل هم شهداء عند ربهم يرزقون أم أنهم لا يرتقون الى هذه المكانة، لأنهم كانوا يقدمون أرواحهم فداء للوطن الديمقراطي العادل في دولة مدنية ديمقراطية حرة؟ نعود الى الحديث عن مكاسبنا مما حدث يوم الجمعة الماضية، أولا: تعلمنا أن من يرفعون الشعار الديني في ساحات السياسة يتفقون ومن الممكن أن ينقضوا عهدهم ويتحالفوا ويخلوا بعقودهم، ويجب أن ننظر إليهم باعتبارهم مدافعين عن مصالح أحزابهم وتياراتهم وليس عن الإسلام الذي يصف 'نقض العهد' بالنفاق'.





الحركات الإسلامية والتغيير: الإسلام هو الحل أم ماذا؟
د. لبيب قمحاوي
2011-08-07




'الإسلام هو الحل' شعار عام وفضفاض يربط السياسة بالدين ويتصدر كافة الشعارات الأخرى لمعظم التنظيمات السياسية الإسلامية. وهذا الشعار قد يكون مقبولاً بالنسبة للبعض، ومرفوضاً بالنسبة للبعض الآخر، وهو بذلك يبقى شعاراً خلافياً. وهذه الخلافية ليست على الإسلام كدين. فهذا موضوع يدخل في إطار المقدس وبالتالي المحظورات. والخلاف إنما هو على 'الحل' وماهيته وهذا يدخل في إطار اللامقدس أو المباح كون 'الحل' في أصوله موضوعاً سياسياً وليس دينياً. فالمشكلة إذن تكمن في الدمج بين المقدس واللامقدس، أي المحظور والمسموح. والشعار وهو في ظاهره إسلامي وفي باطنه سياسي أقرب في واقعه وحقيقته إلى الإسلام السياسي منه إلى الإسلام الديني. والإسلام السياسي هو ممارسة سياسية تستند إلى الدين، وهي بهذه الصفة، ممارسة قابلة للنقاش والأخذ والعطاء، والقبول والرفض، ومن هنا ننطلق.
لقد ارتبط شعار 'الإسلام هو الحل' بتنظيمات سياسية تستند إلى الإسلام كإطار عام ومُوَجـِّه للعقيدة السياسية التي تتبناها تلك التنظيمات. وقد استعملت تلك التنظيمات السياسية الإسلامية ذلك الشعار كمؤشر على تفكيرها العقائدي وكقطب جاذب للمواطن المسلم البسيط من جهة، وكحماية ضد البطش من قبل بعض الأنظمة الحاكمة المستبدة من جهة أخرى. وفي حين أن ذلك الموقف يشكل استغلالاً لقدسية الدين من أجل خدمة العقيدة السياسية وإسباغ نمط من الحماية الدينية عليها، فإنه يشكل، بالمقياس نفسه، تعدياً مبطناً على حرية الآخرين في معارضة ذلك التنظيم السياسي بل ومقاومته من خلال الإيحاء بأن تلك المعارضة تشكل اعتداء على الدين نفسه أو عَداءً له.
ومن هنا فإن معاداة البعض لشعار 'الإسلام هو الحل'، لا يعود إلى الإسلام بقدر ما يعود إلى 'الحل'. فهذا الشعار يبعث على الرضا والقبول لدى البعض كونه يدغدغ عواطفهم الدينية، في حين أنه يبعث، في المقابل، على القلق، بل والخوف، في أوساط البعض الآخر من المواطنين، بغض النظر عن دياناتهم سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، كونه يشكل خطراً على رؤيتهم المطالبة بالدولة المدنية. وغموض طبيعة 'الحل' وأهدافه يجعل من الشعار أحجية كونه عنوانٌ لشيء غير مُعَرَّف ولم يُطرح محتواه للنقاش العام ولا يوجد اتفاق معلن بين مختلف التنظيمات السياسية الإسلامية على محتواه وأهدافه النهائية. فإذا كان 'الحل' دينياً فلا أحد يملك وصاية تسمح له بفرض هذه الرؤيا العقائدية على الآخرين. أما إذا كان 'الحل' سياسياً فلا أحد يملك وصاية تسمح له بزج الدين ،وهو مقدس، في ذلك 'الحل' وهو غير مقدس ومن صنع الإنسان.
علينا أن نقر جميعاً أن هنالك تعددية إيمانية بين المسلمين من أبناء الوطن الواحد، تماماً كما أن هنالك تعددية دينية بين كافة أبناء نفس الوطن. وهذه الحقيقة تحتم على الجميع الابتعاد عن أي برنامج سياسي يصنف المواطنين على أساس دينهم أو درجة إيمانهم. فالتعددية الإيمانية، أو، الإيمان بدرجاته المتفاوتة، هو أمر يعترف به الدين وعالجه من خلال مبدأ الثواب والعقاب. والحق الذي يملكه الله لا يملكه عبد الله. إن محاولة احتكار الحقيقة والافتراض من قبل تنظيم ما أو مجموعة ما بامتلاكها وصاية على الدين وعلى كيفية ممارسته لهو أمر في غاية الخطورة. فهذا من شأنه أن يسحق مطالب الإصلاح والتغيير حيث تسعى الشعوب إلى الخروج من قمقم الاستبداد والبطش واحتكار الحقيقة إلى حياة كريمة تكون فيها الشعوب سيدة نفسها وتكون فيها الأنظمة تجسيداً لإرادة الشعب وليس العكس. ولكن، إذا ما تم استبدال نظام شمولي بنظام شمولي آخر والانتقال من نظام قهري إلى نظام قهري آخر، فإن حركة التغيير لا تكون قد توقفت فقط، بل تكون قد عادت إلى الوراء.
جميعنا يعلم بأن ثورات التغيير ابتدأت كموجات غضب جماهيري في تونس ثم مصر تحت شعارات عامة تعكس المزاج الوطني دون أن يكون لأي حزب أو تنظيم دوراً في نجاح تلك الثورتين. وربما كان لغياب البرنامج العقائدي والتدخل الحزبي الفضل الأكبر في رص الصفوف وتجنب الخلافات ونجاح تلك الثورتين. فالدولة التي تنشدها ثورة الإصلاح والتغيير هي دولة مدنية تعترف بالتعددية بأشكالها المختلفة ولا تحتكر الحقيقة أو الدين أو هوية الدولة. ولكن ما جرى يوم الجمعة الموافق 29/07/2011 في ميدان التحرير في القاهرة من مطالبة القوى الإسلامية (أو بعضها) في مصر بتطبيق الشريعة وطرح شعارات سياسية إسلامية مما أدى إلى انسحاب جماهير عريضة احتجاجاً على رفع تلك الشعارات وعلى ذلك الطرح، لهو أمر غير مقبول وفي غاية الخطورة. بل وأكثر من ذلك فهو إسفين في قلب الوحدة النضالية الجماهيرية في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى تعزيز تلك الوحدة، خصوصاً وأن مصر ما زالت تناضل للخروج من مستنقع حقبة القهر والاستبداد والفساد والولوج في حقبة النهوض. فمحاولة احتكار نتائج الثورة أو اغتصابها أمر سيؤدي إلى شق الصفوف وربما إلى الاقتتال الداخلي. لماذا هذا التوقيت من قبل الحركة الإسلامية في مصر وهل هو توقيت انفعالي أم قرار حزبي متفرد أم جزء من خطة مستقبلية لها ارتباطاتها الخارجية؟ هل ما جرى هو أمر مصري داخلي بحت أم جزء من دور جديد للحركة الإسلامية على مستوى الوطن العربي، شاملاً دول مثل تونس واليمن وليبيا وسورية؟ ما الذي نحن بصدده؟ أسئلة تدور في ذهن العديد من المواطنين دون إجابة من التنظيمات الإسلامية حتى الآن.
بالرغم من التجارب التاريخية ومراراتها، لا يستطيع أحد أن ينكر على الحركة السياسية الإسلامية دورها في النضال ضد بعض الأنظمة العربية الاستبدادية. وهذا النضال، وإن كان ضمن المنظور العقائدي السياسي للحركة الإسلامية، وهذا من حقها كتنظيم، إلا أن التضحية والمعاناة يبقيان جزءاً من المسيرة النضالية لأي تنظيم سياسي معارض وليس حكراً على تنظيم بعينه، وهذا أمر لا يمكن إنكاره. ولكن ما نحن بصدده الآن هو أمر مختلف. هو أمر مصيري يتطلب رص الصفوف والتعاضد والارتفاع فوق العقائدية الحزبية والابتعاد عن محاولة احتكار الحقيقة والدين لأن ذلك من شأنه أن يمزق الصفوف ويصب في مصلحة قوى الشد العكسي المعادية لثورات الإصلاح والتغيير، ويشمل ذلك ما يدور من لغط هامس عن لقاءات أمريكية- إسلامية تشمل قوى إسلامية في بعض الدول العربية التي تمر بمراحل تغيير، أو المرشحة لذلك، بهدف تعبئة الفراغ في السلطة في دول عانت الأمرين من أنظمة مستبدة فاسدة قضت على الحياة السياسية في الدول المعنية وخلقت فراغاً تسعى الشعوب إلى ملئه بقوى سياسية تعكس حقيقة تعددية المجتمع وليس الأحادية السياسية مهما كان شكلها أو جوهرها.
إن الحركات السياسية الإسلامية هي شريك حقيقي وأساسي لكافة القوى الشعبية المنظمة وغير المنظمة في نضالها ضد الاستبداد والقمع والفساد الذي تعاني منه الشعوب العربية. وهي بذلك تلعب دوراً محورياً نأمل أن لا يكون مؤقتاً، نظراً لأن الوجود السياسي والتنظيمي للحركات الإسلامية في معظم الدول العربية أمر واقعي ومعترف به. إن الحركات السياسية الإسلامية هي الوحيدة القادرة على إزالة مخاوف العديد من شركاء النضال ومنهم الحركات الشبابية والمستقلين الراغبين بالعيش في كنف نظام ديمقراطي عماده تداول السلطة في دولة مدنية تساوي بين جميع مواطنيها بغض النظر عن الجنس أو الأصل أو الدين. والجهة الوحيدة القادرة على تهدئة النفوس وطمأنة المواطنين هي الحركات الإسلامية نفسها من خلال طرح برنامج سياسي علني يلتزم بمبدأ تداول السلطة ولا يتعارض مع أسس الدولة المدنية.
وفي المقابل، فإن المحاولات الأمريكية لفتح حوار مع الحركات الإسلامية، سواء أكانت تلك المحاولات في الخفاء أو العلن، مباشرة أو غير مباشرة، يجب أن تقابل بموقف علني وواضح وصلب من قبل الحركات الإسلامية في مقاومة إغراء السلطة ورفض أي صفقة مع أمريكا على حساب مصالح المنطقة وشعوبها. إن نجاح الأنظمة الفاسدة المستبدة في خلق فراغ سياسي مرعب في دولها المعنية قد قلّص الخيارات الأمريكية في التعامل مع قوى التغيير والتنظيمات المناضلة إلى خيار التعامل مع الحركات الإسلامية باعتبارها أكبر تلك القوى وأكثرها تنظيماً على صعيد الوطن العربي. وهذا يعني أن خيار أمريكا في الحوار مع الحركات الإسلامية، إن حصل، لن يكون مبنياً على قناعة أمريكية بالبرنامج السياسي للحركات الإسلامية بقدر ما سيكون مبنياً على مبدأ فن الممكن واقتناص تلك الحركات ضمن رؤيا تحددها المصــــالح الأمريكيـــة أولاً وأخيراً. وتاريخ الخــــيانة الأمريكية لدول المنطقة ومصالح شعوبها وللحركات الإسلامية معروف للجميع.
إن الشعوب العربية تجابه الآن العديد من المشاكل الناجمة عن حقبة الاستبداد والفساد ولا يوجد حل واحد سحري لكافة المشاكل بل يوجد حلول مختلفة لمشاكل مختلفة. وما دام الأمر كذلك، علينا أن نقر ابتداءً بأن تعددية المشاكل يفترض ويفرض تعددية الحلول. هذا ما يمليه علينا المنطق وهذا ما يجب أن تكون عليه الأمور. والأمور يجب أن تقف هنا ولا داعي لمزج الدين بالسياسة بهدف حماية السياسة بالدين. فشعار 'الإسلام هو الحل' أو الإسلام السياسي قد يؤدي إلى إلغاء معظم أشكال التعددية ضمن المجتمع لصالح شكل ما من أشكال النمطية الإسلامية. إن فرض هذا المنطق النمطي لا يعني أن ذلك سيؤدي إلى توحيد الإيمان وجعل جميع المسلمين مؤمنين بنفس الدرجة والمقدار. وما دام الأمر كذلك، فالأولى أن نعترف جميعاً بأن الدين لله والوطن للجميع. وبخلاف ذلك نفتح الباب أمام شعارات أخرى قد تكون أيضاً إقصائية وإلغائية في أصولها وقد تجعل بعض التنظيمات الإسلامية تجرع من نفس الدواء الذي تحاول إعطاءه للآخرين ولا أحد يريد ذلك.

' مفكر وسياسي أردني




عبدالناصر والإخوان (1-2)
عبد الحليم قنديل
2011-08-07




قصة صدام عبدالناصرمع الإخوان طويلة، ولا يتسع المجال لرواية تفاصيلها، وإنما نقف عند أبرز ملامحها ومغازيها.
ويلزم أن نرفع عما جرى صفتين: أولهما: أن يكون صداما دينيا، ثانيهما: أن يكون صداما مدفوعا إليه أو تم لحساب جهات أجنبية، وأغلب كتابات الإخوان تدور حول التفسيرين، ووصل الحال بكاتبة إخوانية هي السيدة زينب الغزالي أن تقول في مذكراتها: 'إن المخابرات الأمريكية والمخابرات الروسية والصهيونية العالمية قدمت تقارير مشفوعة بتعليمات لعبد الناصر بالقضاء على الحركة الإسلامية'.
وتفسير تآمري كهذا لايصمد لنقاش، بل من العبث أن يناقشه أحد، إنه يجور على بديهية إستقلالية عبد الناصر وعدائه الصارم للغرب بكافة تلاوينه وأطيافه، كذلك لايجوز التفسير الديني، لأنه ليس للإخوان، ولا لغيرهم حق إدعاء سلطة دينية ليست في الإسلام، ثم إن عبد الناصر لم يكن غريبا عن الإسلام، بل كان وارثا ومجددا لصيغة التوفيق الفعال بين الإسلام والعقل الثوري المنفتح على العصر.


لم يبق غير التفسير الواقعي جدا، وهو أن ما جرى كان صداما بين تنظيمين وصيغتين، وأن ما حدث من تجاوزات مدان من الجميع، وأولهم الناصريون، لكنه لايصح أن يعمينا عن رؤية ماهو جوهري في القصة كلها.
كان الإخوان يمثلون موروثا يتحدى الوافد ويصارعه، كانوا حالة دفاع عن ثقافة وحضارة مهددة، كانوا يعرفون مالا يريدون، أما ما يريدونه فلم يكن معلوما بالدقة ولا بالإجمال المفيد، بينما عبد الناصر كان يعرف طريقه، لاأعني أنه كانت لديه إيديولوجيات متكاملة منذ البداية، بل كان في الواقع دليله ووراءه ميراث التوفيق الفعال في التاريخ المصري الحديث والمعاصر بالذات. ودعونا نعيد تأمل ما جرى:
نشأت بداية حركة الضباط الأحرار ـ كما هو معروف ـ سنة 1938، وقتها كان عبد الناصر يعمل في منقباد، ويقول لزملائه من الضباط الوطنيين: 'إن الإنجليز أصل بلائنا كله' والتاريخ له مغزاه، ففي العام نفسه تحولت حركة الإخوان إلى العمل السياسي، وأعلنت حركة مصر الفتاة عن تحولها إلى حزب، ثم كانت معاهدة 1936 تؤتي أكلها، فقد تفسخت المؤسسة السياسية القديمة بكل أحزابها، وقنع زعماؤها بدور الشريك الأصغر لقصر الملك ودور المندوب السامي، وقررت سلطات الإحتلال فتح أبواب الكلية الحربية لفئات كانت محرومة، وكان الهدف تقوية االجيش المصري لتوريطه في الصدام مع جيوش النازي الزاحفة من شمال إفريقيا، ويذكر اليوناني 'فاتيكيوتيس' في كتابه (الجيش المصري في السياسة): 'أن الأحد عشر ضابطا الذين ضمتهم الهيئة التأسيسية لجماعة الضباط الأحرار في أواخر 1949 دخل منهم الكلية الحربية سنة 1936 ثمانية والباقون دخلوا بعدها، وأن خمسة منهم ولدوا سنة 1918 واثنين 1917 والباقون أقل سنا، وكانت غالبيتهم من أصول شعبية، كما أن صلتهم بالريف لاتبعد عن جيل الآباء أو الأجداد'.



وكانت حركة الضباط الأحرار نوعا من الاستطراد في ظروف جديدة لتقليد راسخ في حركة الوطنية المصرية، فقد نشأ الجيش الحديث مع تجربة محمد على الاستقلالية، وتحرك الجيش المصري وراء عرابي، وفي ثورة 1919 تحركت جمعيات سرية مساندة في أوساط الجيش كما يقول اللواء محمد نجيب في مذكراته، وبعد الحرب العالمية الثانية نما النشاط الوطني في صفوف الجيش المصري باطراد، فقد التفت مجموعة من الضباط الشبان (بينهم عبد اللطيف بغدادي ـ حسن إبراهيم ـ عبد المنعم عبد الرءوف) حول عزيز المصري، وكان عزيز المصري معروفا بشدة عدائه للإنجليز وتعاونه مع حركة رشيد عالي الكيلاني في العراق، وكان جمال عبد الناصر يعتبر عزيز المصري بمثابة الأب الروحي، وإن لم ينضم لجماعته، واقترب عبد الناصر من تنظيم سري آخر في الجيش تابع لجماعة الإخوان المسلمين، ثم انشق عن التنظيم الإخواني سنة 1947، بعد مناهضة الإخوان لإنتفاضة العمال والطلبة سنة 1946، وخرج معه آخرون بينهم كمال الدين حسين وخالد محيى الدين، وإلى جوار هذين التنظيمين كان هناك تنظيم عسكري ثالث لحركة 'حدتو' الماركسية تشكل سنة 1945، ثم انشق عنه أغلب أعضائه بعد التزام حدتو (الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني) بموقف الاتحاد السوفيتي المؤيد لإنشاء إسرائيل وتقسيم فلسطين، وإلى جوار تلك التنظيمات الشخصية والأيديولوجية الثلاثة، كان هناك عدد هائل من الضباط وصف الضباط الوطنيين استفزهم حادث 4 شباط/فبراير 1942، وهو الحادث الذي أجبر خلاله الملك فاروق على تعيين وزارة وفدية بأمر مباشر من المندوب السامي البريطاني السير 'مايلز لامبسون' وتحت تهديد الدبابات التي تطوق القصر الملكي.



وكان عبد الناصر يتأمل ماجرى في الجيش، ثم يتلمس مراكز التأثير خارجه، وقد احتك بالوفد حينا وانضم إلى مصر الفتاة حينا آخر، واقترب من الإخوان والماركسيين والحزب الوطني وجهازه السري بقيادة عبد العزيز علي، ثم كان اشتراكه كقائد فيلق في حرب 1948 نقطة النهاية في رسوخ اليقين لديه بضرورة التغيير وأداته الممكنة، وأدرك عبد الناصر وهو محاصر في منطقة الفالوجا الفلسطينية: 'أن المشكلة ليست في الأسلحة الفاسدة التي زود بها الجيش المصري، بل في ترك العواصم للذئاب ترعاها'، وعاد إلى القاهرة ليجمع كل معارفه من الضباط الوطنييين من كل الاتجاهات في تنظيم واحد أطلق عليه إسم 'الضباط الأحرار'، وتم اجتماعه القيادي الأول في تشرين الاول/أكتوبر 1949، وهنا تجلت موهبة عبد الناصر في التنظيم المحكم الذي تنتهى كل خيوطه إليه شخصيا، كما نجح في جعل التنظيم مرآة عاكسة لكل تيارات الأجيال الجديدة 'فقد تفرعت عن قيادة الضباط الأحرار إدارة اسمها 'إدارة الاتصال بالكتل الشعبية' إلى جوار أربع إدارات أخرى للتجنيد والتمويل والإرهاب والأمن ' وفي سنة 1950 وضع عبد الناصر للتنظيم الجبهوي برنامجا من ست نقاط: القضاء على الاستعمار وأعوانه من الخونة المصريين، والقضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم، إقامة عدالة إجتماعية، إقامة جيش وطني قوي، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة.


وقد يسأل سائل: وأين الإسلام ؟ سؤال طرحه حسن الهضيبي مرشد الإخوان على عبد الناصر في أيام الثورة الأولى، ورد عليه عبد الناصر: 'إن التحرر من الإستعمار والاستغلال بداية العمل للإسلام' ويقول د. حسن حنفي ـ وكان وقتها عضوا بحركة الإخوان ـ: 'إذا كان القرآن هو الدستور، فإن ذلك يعني خلع الملك والقضاء على الفساد والظلم الاجتماعي وتحقيق الجلاء، وهو ما حققته الثورة' ويضيف د. حنفي: 'لم يتجاوز الإخوان حدود الشعارات الدينية ولم يملأوها بمضمون سياسي، في حين حققت الثورة المضمون دون الشعار'.


كانت تلك صيغة البداية، وفيها يتضح تأثر عبد الناصر بحاجات الواقع وبصيغة 'التوفيق الفعال'، وقد يصح هنا أن نضيف لمحة عن خريطة القراءات التي أسهمت في تشكيل وعي عبد الناصر قبل الثورة، وقد نشر السويسري 'جورج فوشيه' قائمة إصدارات بالعربية والإنجليزية استعارها عبد الناصر من مكتبة مدرسته الثانوية ثم من مكتبة الكلية الحربية التي تعلم بها وعمل بها بعد تخرجه، وتبرز في قائمة فوشيه مؤلفات رموز 'التوفيق الفعال' الأفغاني ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي وشكيب أرسلان وسيرة مصطفى كامل ومؤلفات عبد الرحمن الرافعي عن تاريخ الثورة المصرية وديوان على الغاياتي 'وطنيتي'، وتبرز أيضا قراءاته في التاريخ والاقتصاد السياسي والاستراتيجية العسكرية بعدها تجئ قراءاته في سيرة بسمارك والثورة الفرنسية، ومجلد ضخم إسمه 'معجزة اليابان' كتجربة بلد حقق تنمية هائلة بعيدا عن سيطرة الغرب.

' كاتب مصري


Post: #24
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-09-2011, 07:14 AM
Parent: #23

اتهامات للإخوان بخيانة اتفاقهم مع الأحزاب والتحالف مع السلفيين في ميدان التحرير
حسنين كروم
2011-08-08




القاهرة - 'القدس العربي':


لم تكن هناك أخبار أو موضوعات ملفتة للانتباه في الصحف المصرية الصادرة امس وكلها كانت عادية جدا، مثل أداء المحافظين الجدد اليمين امام المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، وزيارة رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف مدينة السويس اليوم - الثلاثاء - وغدا محافظة الشرقية، وتصريحات وزير المالية الدكتور حازم الببلاوي عن عدم اللجوء لطبع بنكنوت، رغم عجز الموازنة البالغ مائة وأربعة وثلاثين الف مليون جنيه، والعمل على إلغاء بنود صرف وإعلان أحزاب التحالف الديمقراطي رفضها قانون انتخاب مجلسي الشعب والشورى الذي اصدره المجلس العسكري، وإعلان الإخوان المسلمين انهم مستمرون في التحالف الديمقراطي بواسطة حزبهم الحرية والعدالة، وخلافات حول المليونية التي دعت اليها أحزاب وطرق صوفية وأحزاب سياسية يوم الجمعة القادم في ميدان التحرير ردا على السلفيين، وقطع طرق بسبب معارك بين قرى وإحالة وزير الداخلية أحد ضباط قسم شرطة الأول من العاشر من رمضان للتحقيق بعد ضربه سائقه بالكرباج لرفضه نقل عدد من المجندين الى المعسكر، ورده عليه أمام زملائه ردا غير لائق، مما أدى لاعتصام باقي الجنود، ووفاة المطرب الشعبي حسن الأسمر. وإلى بعض مما عندنا في ثامن أيام الشهر الكريم.


محاكمة الفرعون
ومدى جواز توبة مبارك

ونبدأ بردود الأفعال على محاكمة مبارك، وقضية طرحها علينا يوم السبت في 'أخبار' اليوم زميلنا عصام حشيش حول مدى جواز توبة مبارك، وأخبرنا بما هو آت: 'يجوز لمحمد حسني مبارك أن يتوب ويرجع إلى الله ويطلب منه العفو والمغفرة، ولكن بأربعة شروط أولها الإقلاع عن الذنب، وهو شرط متحقق بالفعل لمبارك نظرا لوهنه وضعفه وحبسه مع بطانته الفاسدة، والثاني أن يندم على ما فعل ولكن للأسف يبدو مما شاهدته في المحاكمة التي جرت له على الهواء مباشرة أنه غير نادم على جرائمه بل ربما لا يشعر أنه ارتكب جرائم اساسا، فالرجل لم يبك ولم يقر بأي ذنب ليندم عليه وإنما قال باستكبار انه لم يفعل ما يوجب محاكمته وهذا طمس من الله على القلب والعين والعياذ بالله.
والشرط الثالث أن يعزم على عدم العودة الى هذه الذنوب والسقطات مرة أخرى، وهذا متحقق له قسرا .
أما الشرط الرابع والأهم لقبول توبة العبد الظالم فهو رد الحقوق لأصحابها وما أكثر أصحاب الحقوق على مبارك، وما أكثر الذين قتلوا وسلبت حرياتهم في عهده، وما أكثر الفساد والرجال الذين انتهكت أعراضهم في سجونه، وما أكثر الذين باتوا جوعى وعاشوا فقراء جهلة ومرضى على امتداد سنوات حكمه، فكيف سيرد مبارك لهم حقوقهم؟ على الأقل يمكنه أن يعتذر لهم ويستسمحهم في العفو عنه، ويعوضهم من ماله الذي يخفيه وأولاده عن العيون.
هذه هي فرصة مبارك الوحيدة للنجاة من عذاب الله، فهل يفعلها قبل أن يودع دنيانا إلى السجن أو إلى حيث يلقى ربه، ليته يفعلها'.

التشكيك بنوايا مطالبي التوبة لمبارك

طبعا، وهكذا تكون التوبة النصوحة في رمضان وإلا فلا، لكن زميلتنا في 'العربي' ماجدة خضر، رفضت حكاية التوبة، لأنها تشككت في أصحاب الدعوة، وكان من بينهم الداعية الدكتور صفوت حجازي، إذ قالت عنه: 'التوبة والوعظ وعودة مبارك لله هو ونجليه مبادرة تتبناها مجموعة من الدعاة والشيوخ وعلى رأسهم الداعية الإسلامي صفوت حجازي، والحقيقة أن الدعوة في مضمونها وتوقيتها غريبة، وسببت نوعا من عدم الارتياح لأفكار ومبادرات من يتحدثون باسم الإسلام والمسلمين وكأنهم يملكون الحقيقة وحدهم، لقد وقع حجازي في حالة من التناقض حين ذكر في تصريحاته الغريبة لجريدة 'الشروق' أول أمس ان مبارك لا يعرف معنى التوبة ولا يشعر بذنب أو ندم هو وأبناؤه على ما فعلوه في حق الشعب المصري وعاد ليقول انه على استعداد لزيارة مبارك في محبسه لتذكيره بالله ولكي يعترف بجرائمه لكن ذلك لا يعني التفريط في حقوقنا بحسب قوله.
أقول لصفوت حجازي وغيره من الدعاة ان الضمير الجمعي للمصريين لم ينس سقطة الشيخ الشعراوي وهو من هو حين قال للسادات 'لولا خشيتي من الله لطلبت لك ألا تحاسب'، والمصريون حريصون على أن يكون الحساب عادلا وسريعا لعله يطفىء النيران المتأججة في الصدور، فالحقيقة أنه لا يوجد في الإسلام وسيط بين العبد وربه كما هو الحال في بعض الديانات الأخرى فوفروا جهودكم رحمكم الله'.
وبخصوص الشيخ الشعراوي، لم يقل هذا للسادات في وجهه، إنما وهو وزير للأوقاف في وزارة ممدوح سالم قال في مجلس الشعب عن السادات، لو كان الأمر بيدي لرفعت هذا الرجل الى مرتبة ألا يسأل عما يفعل.

'روز اليوسف' تتعجب
ممن طالبوا بعدم محاكمة مبارك

وعودة إلى محاكمة مبارك، وانطلاق موجة اثر أخرى في مهاجمته بضراوة هائلة، ففي مجلة 'روزاليوسف' تعجب رئيس تحريرها زميلنا أسامة سلامة من الذين طالبوا بعدم محاكمة مبارك، لأنه قائد عسكري وعجوز ايضا، فقال: 'المارشال 'بيتان' قاد بلده فرنسا إلى تحقيق انتصار كبير على الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى، ومرت السنوات بالمارشال 'بيتان' صعد خلالها سياسيا وأصبح نائباً لرئيس الوزراء وعندما اشتعلت الحرب العالمية الثانية بدلا من أن يحارب تفاوض مع الألمان وعقد معهم هدنة صارت بموجبها فرنسا جزأين الأول تحتله وتديره ألمانيا، والثاني باسم فرنسا الحرة ويرأسها 'بيتان' نفسه، وأمد الألمان بكل ما يحتاجونه من أغذية وقمح وجبن.. وكل ذلك بدعوى إنقاذ فرنسا من الدمار، ولكن هتلر قرر احتلال أراضي فرنسا بالكامل ولم يشفع لـ'بيتان' تعاونه مع المحتل، وقتها ظهر ديغول صديق بيتان القديم وقاد المقاومة رافضا الاعتراف بحكومة بيتان المتعاونة مع الأعداء، وفي النهاية انتصرت إرادة الشعوب وتحقق النصر على الألمان وعادت فرنسا مرة أخرى حرة، وذهب 'بيتان' للعيش في سويسرا لكن المطالبات الشعبية الفرنسية بمحاكمته لم تتوقف، وبالفعل عاد الى فرنسا وقدم للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى رغم تاريخه ونظافة يده وشيخوخته إذ كان عمره وقتها 89 عاما، وفي النهاية وبعد مداولات رفض 13 محلفاً الإعدام وأيده 14 وبسبب هذا الصوت الأخير قضت المحكمة بعقوبة الإعدام على 'بيتان' وبمصادرة أمواله، لكن رئيس الحكومة الفرنسية وقتئذ الجنرال ديغول خفض العقوبة الى السجن المؤبد مراعاد لكبر سن وتاريخ بيتان. ملحوظة: على كل من يقول انه لا يجوز محاكمة مبارك بسبب سنه ولأنه قائد الضربة الجوية أن يقرأ المقال مرة أخرى'.
هذا، وللتذكرة فإن القوات الفرنسية التي كانت تحتل دول المغرب العربي مراكش - المغرب الآن، وتونس والجزائر والتي كانت تحتل ايضا سورية ولبنان أعلنت ولاءها لحكومة بيتان التي كانت تسمى حكومة فيشي، إلا أنها استسلمت وانضمت لقوات فرنسا الحرة التي قادها الجنرال ديغول، كما ان القوات البريطانية زحفت من مصر وفلسطين ودخلت سورية ولبنان، وسلمتهما لقوات فرنسا الحرة، في الحرب العالمية الثانية.

مقارنة بين مبارك والملك فاروق
ونهاية كل منهما

وإذا كان أسامة قارن بين بيتان ومبارك، فإن زميلنا بـ'الجمهورية' فرج أبو النصر، اختار يوم الأحد أن يقارن بين مبارك والملك فاروق ونهاية كل منهما، فقال والشماتة تبرق من عينيه: 'مشهدان للسقوط بينهما 59 عاما وثمانية أيام لكن هناك فرقا، المشهد الأول يعود إلى 26 يوليو 1952 عندما تنازل الملك فاروق عن العرش، والمشهد الثاني حدث قبل أيام في الثالث من أغسطس 2011 حيث جرت أول محاكمة علنية لرئيس مصري وضع مع نجليه ورموز نظامه داخل قفص الاتهام، في المشهد الأول تنازل الملك رغم ما تردد عنه من قصص فساد ومجون عن العرش سلمياً حقناً لدماء المصريين، قال إن دم أي مصري أهم من العرش وغادر الرجل معززا مكرما على اليخت الملكي المحروسة وأعضاء مجلس قيادة الثورة يودعونه بالتحية العسكرية في مشهد مهيب تعتز به نفوس المصريين جميعا حتى الآن.
وفي المشهد الثاني نقيض النقيض، رجل من الشعب هزمه كرسي السلطة بالقاضية الفنية وغير الفنية وارتكب في حق شعبه أبشع ما يمكن ارتكابه، هاهو من كان رئيسا للدولة داخل القفص يحاكم على ما اقترفت يداه هو وأسرته وأمام أعين الجميع أي على عينك يا تاجر، أقول له: لا، يا من كنت رئيسا، لم أتعاطف معك وأنت داخل القفص ممددا على سرير، لم ينفطر قلبي عليك عندما رددت على القاضي بكلمة: أفندم أنا موجود، ولم أحس بأي صدق وأنت ونجليك تنكرون كل التهم تماماً'.
الحاج حسني بتاع أدي الشعب
حقنة حرية يا حبيب

وما دام الأمر كذلك، فقد سارع زميلنا بجريدة 'روزاليوسف' خفيف الظل محمد الرفاعي للسخرية من مبارك ونجليه قائلا في نفس اليوم: 'أخيرا، وبعد العذاب والضنا، والضرب والبهدلة، وحالة اليأس والإحباط التي حطت فوق دماغنا، فتكومنا على الرصيف مثل المعيز الفطسانة، وقعت المعجزة التي لم يكن أحد يتصور حدوثها، وعلى رأس الحاج سنبل، إش خيال ياناس، بدأت محاكمة الطاغية الكبير الحاج حسني بتاع أدي الشعب حقنة حرية ياحبيب، قبل ما يقلب ويبقى ديب، والطاغية الصغير جمال أفندي، اللي كان لسه يادوب بيتمرن في جتتنا على الحكم لحد قفانا ما ورم، والشيخ علاء اللي كان مشارك على نص جاموسة الوطن، ومعاهم بالمرة، البعدة بتوع الشرطة والشعب في خدمة مولانا الفرعون، وكنت أتمنى - وليس كل ما يتمناه المرء يدركه على رأي النحاة العرب، أن تكون الحاجة أم جمال في قفص الحريم اللي جنبهم، مش عشان حاجة والله، بس أهه يتلم الشمل، بدل ما هي قاعدة حاطة أيدها على خدها، وتغني، وحدي، قعدة في البيت، لكن، ملحوقة برضه، هي يعني هاتروح فين.
أخيرا، وبعد طلوع الروح، بدأت تلك المحاكمة التاريخية لطايفة الحرامية والهجامين والذين كانوا يغنون في نفس واحد، لو أني اعرف خاتمتي في القفص، ما كنت بدأت، وأعتقد ان هذه المحاكمة سوف تكشف عن العديد من المفاجآت المذهلة، وتسحب أسماء أخرى من قفاها، لأن القفص لسه فاضي وبراح، ويساع من الحبايب ألف، وعلى رأي المثل، قفص المحب خروف، ومنه لله بقى عمر الخيام اللي قعد يفول عليهم، ويقولك، فما أطال السجن عمرا، وما قصر في الأعمار طول القفص'.

تطعيم الحاضر والمستقبل
بالمصل الواقي من أمراض الماضي

والرفاعي يقصد بسنبل الفنان محمد صبحي في المسلسل الشهير، وعبارته، إش خيال ياناس، وقفص المحب خروف، تحريف للمثل الشعبي، بصلة المحب خروف، لكن أمنية الرفاعي برؤيتهم جميعا في القفص، أوحت لزميلنا بـ'الأخبار' حازم الحديدي بفكرة مبتكرة قد يوافق عليها مجلس الشعب بعد الانتخابات القادمة، إذ قال في نفس اليوم- الأحد - 'الصورة لا تغيب عن مخيلتي لا أرى سوى العينين الجاحظتين والوجه المدجج بالتجاعيد والقضبان، والنظرة التي لم أستطع فك شفرتها حتى الآن، فهي خليط من الانكسار وبقايا الكبرياء، الهوان وفتات العظمة، الأسى وذكرى الشموخ، التوهان ورائحة اليقظة، نظرة ستبقى دائماً وأبدا عبرة وآية لكل من يحكم مصر حتى قيام الساعة لذلك اقترح ان نضع صورة مبارك في القفص جنباً إلى جنب صورة أي رئيس يحكم مصر، ونعلقهما في كل مكان، حتى لا ننسى ولا ينسى الرئيس الجديد انه يحكم بلدا تحاكم حكامها بالعدل وتحيلهم الى رموز مطموسة لأزمنة مأسوف عليها، هنا فقط سنضمن استقامة حكامنا ونطمئن الى تطعيم الحاضر والمستقبل بالمصل الواقي من أمراض الماضي'.

هل اسدل الستار على امبراطورية مبارك؟

والغريب والمدهش انه في 'أهرام' الأحد ايضا استهوت حكاية القفص حازما آخر، هو زميلنا حازم أبو دومة، فقال عن منظر مبارك وهو داخله: 'لم يتوقع ولم يتخيل أحد أن تسقط جمهورية هذا الرئيس وامبراطوريته أو يسدل الستار على تاريخه بهذه الصورة المهينة التي انتهت بمحاكمته علنيا على مرأى ومسمع من الجميع ويظهر امام العالم راقدا على فراش في قفص اتهام لم يمنعه المرض أو يعفيه من المثول للمحكمة طريح الفراش.
لقد أراد الله عز وجل ان يرينا آية من آياته الكبرى.
هذه رسالة لرئيس مصر القادم ولكل من تسول له نفسه العبث بهذا الشعب وهذا الوطن ويعيث على أرضه فسادا، وليعلم انه خادم الشعب الابي، فاحذر أيها الرئيس القادم'.

لم نر على مبارك علامات الأسى
والخجل والندم وتأنيب الضمير

وقبل مغادرة 'الأهرام' سمعت طرقا فتلفت حولي لأجد زميله شريف العبد، يقف ويخبط على القفص ايضا ويقول وهو شامت في مبارك: 'رأينا مبارك داخل القفص لكننا لم نر على وجهه أي علامات من الأسى والخجل والندم وتأنيب الضمير، بل كان يبدو وكأنه يتابع مباراة كروية من التي اعتاد مشاهدتها في أثناء حكمه، ورأينا مبارك ينكر كل اتهام وجه إليه وكأنه بريء من أي اتهام وبدا كأنه يثق بهذه البراءة لتبدو في متناول يديه، وكأنه أراد أن يعلن بأعلى صوت داخل المحكمة أنه ليس مذنبا، وبقدر سعادة المواطن حينما رأى مبارك داخل القفص ومعه نجلاه يح########ه عن شاشة التليفزيون في إصراره على أنه بريء ولم يرتكب أي جرم في حق هذا الشعب المنكوب، وكأن الاعوام الثلاثين الماضية كان فيها مثالا للعطاء والتفاني والطهارة والتضحية من أجل شعبه.
هل يعيش مبارك هذا الوهم ويتصور نفسه بريئا وليس مذنبا؟
هل نصحه محاميه أن يلقي التهم على الآخرين ويجعل منهم كبش فداء لينجو بنفسه وبنجليه ما دام شعاره دائما هو أنا وبعدي الطوفان، هل حقا تعاطف أحد مع مبارك في أثناء المحاكمة حينما شاهده في هذا الوضع راقدا عاجزا، سبحانك أنت القادر تنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء'.

استفادة السياحة من رحيل مبارك عن شرم

والمهم في المحاكمة في القاهرة ونقله بعيدا عن شرم الشيخ، ان السياحة استفادت من ذلك، فقد نشرت 'المساء' امس تحقيقا لزميلينا باهي حمزة وأحمد عبد القوي جاء فيه: 'حقق مطار شرم الشيخ لأول مرة منذ ثورة 25 يناير رقماً قياسيا في عدد الطائرات والركاب القادمين من الخارج حيث استقبل تسعين طائرة شارتر نقلت خمسة عشر ألف سائح أجنبي، ويأتي ذلك بعد نقل الرئيس المخلوع من مستشفى شرم الشيخ الدولي الى المركز الطبي العالمي، كما بدأت الحركة السياحية تنتعش بمنتجعات جنوب سيناء في طابا ودهب ونويبع بعد استقرار الأوضاع الأمنية ومغادرة الرئيس السابق'.
هذا ما كان وزير السياحة منير فخري عبد النور قد صرح به بعد الإعلان من مدة عن ان مبارك ستتم محاكمته في القاهرة وبأن ذلك سيؤدي الى انتعاش حركة السياحة، نتيجة تدفق الوفود الصحافية وغيرها لمتابعتها وسيقومون بحجز غرف في الفنادق، كما ان اهالي شرم الشيخ وأصحاب الفنادق والمحلات كانوا يتظاهرون أمام المستشفى مطالبين برحيله عنها حتى تنشط حركة السياحة.

مبارك يسعى لتوريط طنطاوي

لكن نقل مبارك للقاهرة، وان كان قد أفاد شرم الشيخ، فإنه بدأ، رغم إقامته في المركز الطبي العالمي للقوات المسلحة، بدأ ومعه محاميه فريد الديب بحيل كثيرة ضد الجيش بسبب مساندته للثورة، فادعى الديب ان مبارك أخبره بأن المشير حسين طنطاوي وافق على قطع الاتصالات وخدمات الانترنت، وهي القضية التي حكمت المحكمة على مبارك فيها بغرامة مائة وعشرين مليون جنيه، والقضية الآن في الاستئناف، وقد كشف الحيلة امس، زميلنا بـ'الجمهورية' عبد الجواد حربي بقوله عنه: 'حيلة شيطانية جديدة لجأ اليها الدفاع عن الرئيس السابق لبث الشقاق والفرقة بين الشعب والجيش، رغم انه ليس خافيا على الشعب الدور التاريخي للجيش في حماية الثورة، لقد قبلنا حيلة التمارض والتصريحات التي ظل الديب يطلقها بهدف المماطلة والتسويف وبقاء المخلوع أطول فترة ممكنة في مكانه المفضل شرم الشيخ، وقبلنا ان يظهرعلاء وجمال وبيد كل منهما المصحف الشريف رغم أن المشهد غريب على المصريين، فلم يتعودوا ان يروا علاء وجمال وبيدهما المصحف'.

مبارك الحقيقي مات سنة 2004

ومن الحيل الأخرى التي لجأ اليها الديب انه طلب من المحكمة يوم الأربعاء الماضي في أولى جلساتها الاستماع الى الف وستمائة شاهد اثبات ضد مبارك في قضية قتل المتظاهرين، وقد علمنا امس في 'الوفد' ان زميلنا الرسام مصطفى الشيخ - استطاع التنكر في هيئة طبيب وتسلل الى غرفة مبارك في المركز الطبي العالمي واستمع للحوار بينه وبين فريد الديب الذي قال لمبارك: - وبعد ما نسمعهم نطلب إعادة استماع تاني، وربنا يديك طولة العمر.
فرد عليه مبارك وهو يبتسم وفي كامل صحته: - طلعت ديب بصحيح.
لكن هناك مشكلة أخرى أثارها احد المحامين في اولى الجلسات، وهي قوله ان مبارك الحقيقي مات سنة 2004، وان الموجود حاليا هو دوبلير، وطلب تحليل الدم له ولعلاء وجمال، وهذا الادعاء، أثار هواجس مبارك آخر، هو زميلنا بـ'الأخبار' هشام مبارك، ودفعه للقول امس في بروازه - احم، احم: 'مصطفى يونس يسألني، إذا كان مبارك مات من 2004 كما يدعي أحد المحامين، فمن هو الشخص اللي كانت سوزان بتبوسه في المقصورة لما فزنا بكأس الأمم الأفريقية 2006، نحمد ربنا يا درش ان المحامي ما قلش ان مبارك مات من خمسين سنة، وإلا كان حط الأسرة في حرج بالغ، وكان زمان الشعب بيغني، ياحلوة يابلحة يامقمعة، وكنت لقيت هتاف التراس الكورة، يابو علاء قول الحق، علاء ابنك ولا لأ'.

محاولة جمال اغتيال سليمان

وإلى المعارك السريعة لتكون استراحة قصيرة قبل الدخول الى معارك السلفيين، ونبدأ من يوم السبت مع زميلنا بـ'الأهرام' خالد الديب حيث اخترنا أربع فقرات من بين تسع له، هي:
'- قرأت في الزميلة 'روزاليوسف' قصة محاولة اغتيال اللواء عمر سليمان، بمعرفة جمال مبارك، الذي أراد ان يعلم الأجيال الجديدة، التطور الطبيعي لرد الجميل، باغتيال الرجل الذي أنقذ والده من الاغتيال.
- جوزيف ستيجلنز الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد قال، ان الخصخصة في مصر قامت على الرشوة، لو ان الرجل ادرك حقيقة الخراب لمات من الخضة.
- من أسرار الخراب انه منذ ثورة 52 لم تعرف مصر زعيما يؤمن بالعدالة الاجتماعية، والليبرالية معا، كما آمن بهما خالد الذكر مصطفى النحاس.
- الذين خرجوا رافعين شعار الدولة الدينية هم المستفيد الأول والأكبر من الدولة المدنية في حياتهم اليومية.
وطبعا الفقرة الثالثة غمزة لا بأس بها من خالد الديب، وتعمده استخدام خالد الذكر، وهو النحاس ضد خالد ذكر آخر، هو عبد الناصر.

ديكتاتورية تزوجت من الفساد
وفاشية تزوجت من الدين

اما زميلنا بمجلة 'اكتوبر' محمود عبد الشكور فاخترنا ثلاث معارك من بين أربع عشرة له، هي: 'ـ للمرة المليون الثورة هي البديل الثالث بين ديكتاتورية تزوجت من الفساد وفاشية تزوجت من الدين، مصر دولة مدنية ترفع راية الحرية والعدل والاستنارة.
- لم تكن جمعة 'وحدة الصف' ولكنها كانت جمعة 'كشف المستور'.
- الدولة الدينية ليست فقط التي يحكمها رجال الدين، ولكنها ايضا التي تخلط الدين بالسياسة'.
وثالث وآخر معركة سريعة ستكون من نصيب زميلتنا بـ'الأخبار' أماني ضرغام وقولها يوم الأحد: 'لا أعرف الدكتور السيد البدوي ولا محمد عبد المتعال بصفة شخصية ولكني مثل باقي الناس اسمع عنهم كل خير لكن إذا لم يتقدما بصفة الأول صاحب المال والثاني رئيس قنوات الحياة إلى النيابة ويوضحان الاسباب التي دعتهم للسكوت عن واقعة خمسمائة الف جنيه لهفها عبد الله كمال رئيس تحرير 'روزاليوسف' سابقا دون ان يقدم برنامجا، وهي الفضيحة التي كشفها جهاز الكسب غير المشروع سيتغير رأي الجميع فيهم لأن ما حدث ليس له غير معنى واحد وهو اتاوة كان يفرضها أبواق الحزب الوطني على المعارضين وأصحاب الاعمال'.

'الوفد' تحذر
من السلفيين والإخوان

ولا يزال السلفيون يشعلون المعارك والمخاوف، وتواصلت التحذيرات منهم ومن خياناتهم للعهود، ومن هاجموهم قام بعضهم بضم الإخوان المسلمين إلى من يحذرون منهم، ففي 'وفد' الأربعاء حذر الدكتور حسام محمود من إقامة دولة في مصر تشبه دولة طالبان بقوله: 'في مصر بوادر تجربة مماثلة تتصور في نفسها القوة تتحدى سلطة الدولة، الفساد المستشري أغراها برفع شعارات استمالة الناقمين، هرم النظام السابق جرأها بوضع اليد، سيطرت على شوارع وجامعات ونقابات، تغلغلت باسم التجارة وفعل الخير.. سلاح الدين مشهر به تمنح وتمنع، تبيح وتحلل تقود المطحونين لويلات أكبر منهم، ما أخطر سيطرتهم أو حكمهم، الشعب هو الضحية، مصر الدولة، المعاهدات التي ينكرونها ستهدر أرضاً غالية، انكار المواطنة سيمزق الوطن، لا يملكون إلا كلاما براقا مخادعا وتاريخا محدود النماذج بالهوى يرونه، وواقعاً بائساً يائساً فقيرا يتصورونه ملاذهم.
ليعطوا الفرصة ليجربوا، كيف؟ لا يقدمون إلا هلاميات تثير الفزع، صراخ، تطاول، تهديد، وعيد، لا مجال للتجربة، سوف تكون الأخيرة وبعدها الانهيار والتفتت، بنك فيصل السعودي قدم النموذج، نظام قبلي يستبعد المخالفين في الديانة يستغلهم ولا يسمح بمشاركتهم في اتخاذ القرار، في الحكم، كله باسم الدين، الجمعة 29 يوليو 2011 أكد أن الحال مخيفة، اقتحام العريش باسم الدين كارثي، لا نملك ترف المجاملة، وإخفاء الحقيقة والمخاوف، أو الدفاع عن ديكتاتوريات دينية فيها عظات كل من يعتبر، الترويج لمن يرون أنهم الحل، ما هو إلا الدمار على عجل، الخروج من التاريخ والجغرافيا'.

من يقف وراء افشال الثورة؟

ونظل نائمين في 'الوفد' من الأربعاء الى صباح السبت لنقرأ لصديقنا ورجل الأعمال وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد أحمد عز العرب قوله: 'كان المنظر في بيت الأمة ظهر يوم 25-7 بمقر حزب الوفد جميلا للغاية، ممثلو نحو ثلاثين حزبا وحركة سياسية تضم كل ألوان الطيف السياسي من إسلاميين وسلفيين وليبراليين وناصريين ويساريين أقباط ومسلمين يجمعون أمرهم وتتوحد كلمتهم على استمرار ثورة مصر الخالدة وتوحد كل القوى الوطنية وإجماعها على قلب رجل واحد ترفض قانون الانتخاب الذي يعطي نصف المقاعد للقوائم المغلقة ونصفها للدوائر الفردية بما يتيح لفلول النظام الساقط الالتفاف على الثورة بالمال الحرام الذي نهبوه وأساليب التزوير التي أتقنوها والبلطجية والمجرمين الذين أجادوا استخدامهم في الماضي في كل انتخابات زوروها، ويصدر بيان القوى السياسية المجتمعة بالإجماع ورافضا الاتهامات بالعمالة والتخوين التي وجهها بعض المسؤولين الى فصائل من أشرف وأطهر شباب الثورة دون أي دليل، وفجأة يصيب الهلع الوهابيين الذين يرون في نجاح ثورة مصر أشد الخطر والدمار على مصالحهم وأموالهم التي جمعوها من موارد شعوبهم واحتكروها لأنفسهم فيكشفون عن حقيقة مشاعرهم كألد أعداء لثورة مصر الديمقراطية، ولشعبها فيسارعون بإغداق عشرات الملايين على أهل الكهف لتأجير الآلاف من سيارات الميكروباص وحشدهم بالمأكولات والمشروبات الى ميدان التحرير في اليوم الموعود الجمعة 29-7 وإقامة المنصات، ورفع آلاف اللافتات التي تنادي بتمزيق الوحدة الوطنية والمناداة بشعارات دينية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، وينزلق الإخوان المسلمون مع الاسف و نقولها بألم وحسرة مع تيار التطرف والتخوين وشق صفوف الأمة متنكرين لما تعاهدوا عليه ووقعوه بإرادتهم الحرة فيأتي يوم 29-7 وتبلغ الجرأة ببعض المتطرفين من أهل الكهف بانزال علم مصر من فوق منصتهم ورفع علم الدولة التي حشدهم وهابيوها بأموالهم التي تكن لثورة مصر أشد العداء، ونذكر هؤلاء وهؤلاء بالبيان الصريح الذي أعلنه منذ أشهر المشير طنطاوي الأمين على مصر وثورتها بأن جيش مصر العظيم لن يسمح بإقامة دولة دينية في مصر. ستظل مصر الخالدة وطنا عظيما لكل أبنائه من أقباط ومسلمين وغيرهما تحكمها ديمقراطية حقيقية لا يرهبها سيف أو حتى سيفان متعانقان'. وهو هنا يقصد السعودية واتهامها بتمويل أهل الكهف.

السلفيون شامتون بمصير الليبراليين

لكن كان للأستاذ بجامعة المنوفية وأحد أقطاب الحزب الوطني المنحل الدكتور الشوادفي منصور شريف رأي آخر في نفس اليوم بـ'أخبار اليوم'، قال فيه وقد تحول بقدرة قادر، الى مؤيد للسلفيين ومتعصب لهم: 'جمعة لم الشمل انتهت نهاية مأساوية للتيار الليبرالي العلماني والأحزاب القديم منها والجديد وعشرات الائتلافات التي تسير في نفس الفلك بسيطرة التيار الإسلامي السلفي واتباعه من الجماعات الإسلامية العديدة على ميدان التحرير، وإقصاء جميع التيارات الأخرى بما فيها الإخوان المسلمون، فلا لافتاتهم وأصواتهم التي زمجرت في الميدان مرددة إسلامية إسلامية، الجيش والشعب يد واحدة، وضاعت واختفت مصرية 'مدنية مدنية'، إن هذا التيار اكد بما لا يدع شكا أن حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قادم لا محالة، ولعل الأغلبية الصامتة من مسلمين ومسيحيين والساعين للاستقرار سعدوا لوجودهم في الميدان وإخراس الأبواق الأخرى بمن فيهم الإخوان المسلمون، والحقيقة ان ذلك مكن الجيش والشرطة من تنظيف الميدان من الباعة الجائلين الذين أصبحوا بحكم العشرة والجيرة من الثوار، لذا فالتحية واجبة للجيش والشرطة وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أطاحوا بمرتزقة الميدان ولا أمتلك إلا رفع القبعة لهم وتعظيم سلام'.

خسارة الإخوان والسلفيين

رفع القبعة لتحية السلفيين؟ وأين العمة أو الغترة، أو غطاء الرأس الذي ينتهي بذؤابة؟ المهم أنه لا يرتدي قبعة حتى يرفعها، وهذا ما يطعن في مصداقية مشاعره نحو أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين قال عنهم زميلنا بمجلة 'أكتوبر' أسامة أيوب: 'لقد خسر الإخوان والسلفيون وغيرهم من الجماعات المتطرفة خسارة فادحة بمسلكهم الفاضح في جمعة '29 يوليو' الذي أضرهم بأكثر مما اضر كل القوى السياسية الأخرى، إذ ان ما فعلوه بغباء سياسي - يستحقون الشكر عليه - في تلك الجمعة صدم الرأي العام وأفزع جموع المصريين ومن ثم فقد خسر الإخوان والسلفيون الانتخابات البرلمانية المقبلة قبل إجرائها، يوم أن ظنوا أن احتشادهم واستعراض قوتهم واحتكار المشهد في ميدان التحرير سوف يضمن لهم الفوز الساحق والاستحواذ على البرلمان الجديد والحكومة المقبلة.
لقد غاب عن الإخوان والسلفيين ان الشعب المصري رغم هويته الإسلامية الحضارية التي تتسع لكل الأديان، لن يسمح بقيام دولة دينية في مصر على غرار إيران، ولن يسمح ايضا وحسبما سبق وأكد وتعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوجود خميني آخر في مصر'.

'المساء': السلفيون
هم القوى التي أتت من الضباب

وهكذا من الممكن ان يرفع له العلمانيون القبعة عن حق لأنهم يلبسونها بعكس الشوادفي ويرفعونها ايضا للدكتور سعد الدين إبراهيم، لقوله في حديث نشرته له 'المساء' يوم الأحد، وأجراه معه زميلنا مختار عبد العال: 'السلفيون هم القوى التي أتت من الضباب، لم يسمع بهم احد الى عام مضى، لم يشاركوا في الثورة بالعكس كانوا ينصحون اتباعهم بعدم المشاركة وكانوا يقتدون بمن صنفوهم في السعودية جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وينصحون اتباعهم بطاعة ولي الأمر لأن الخروج على ولي الأمر فتنة ومفسدة، ومع ذلك وبعد ان نجحت الثورة تصرفوا وكأنهم أصحابها وأباؤها الشرعيون8
ولذلك فهو لا يؤمن جانبهم وأرجو أن يتنبه الجميع الى أخطارهم لأن ليس لديهم أجندة معروفة، وتاريخ ليبرالي وطني، لا أتكلم عنهم كمواطنين لهم كل حقوق المواطنة وانما اتكلم عنهم كقوى سياسية، فأنا كرجل مدني ديمقراطي من حقي ان أتوجس منهم، ومن أطروحاتهم وأساليبهم في العمل العام، ولا أنسى ما قاله احد كبارهم بعد الاستفتاء على الدستور لمن خالفوه وخالفوا الاتجاه الذي يمثله قال عليكم الآن أن تتركوا هذا البلد وتذهبوا الى استراليا وكندا، كأنه يريد لكل المخالفين الرحيل وهذا فكر الإقصاء والاستبعاد والاستبداد، والغريب أن هذا الرجل لم يدخل سجنا'. ويكفي السلفيين هذا القدر، وللإخوان نصيب في تقرير الغد إن شاء الله.



مثقفو واعلاميو مصر... وقتل الثورة
أحمد عبد الرازق
\08q-7.htm



يخيل إلي أنه لو أجريت دراسة على الطبائع الأخلاقية لطوائف المجتمع المصري فإن طائفة المثقفين أو'المثقفاتية' كما يحلو لصديقة لي أن تسميهم ستظهر على أنها الأسوأ طباعا وأخلاقا. وبين صفوف هذه الطائفة تندرج أيضا طائفة رجال الإعلام أو كما يحلو لصديقتي نفسها أن تطلق عليهم 'الإعلامجية' فالأحداث التي مرت بمصر على مدار سنوات طويلة أثبتت أن جل هؤلاء متلونون كالحرباء لاهثون وراء أعراض رخيصة متكالبون ولن أكون مبالغا لو قلت إنهم مستعدون لبيع أغلى ما يملكون لقاء أعراض الحياة الدنيا من مال حرام وبيوتات وحسابات حتى لو كان ذلك على حساب المحروسة نفسها التي تربوا فيها ومنحتهم الكثير دون أن يمنحوها شيئا.
على مدى سنوات من حكم الطاغية المخلوع حسني مبارك استأجر النظام البائد طائفة كبيرة من هؤلاء الذين يصدق عليهم وصف 'قتلة بأجر' لتزيين كل مصيبة له وإخراجها للناس على أنها نصر كبير ومصلحة للوطن .. كان هؤلاء مستعدين لذبح مصر المنكوبة بهم من الوريد إلى الوريد مقابل ما كان يمطرهم به النظام من أموال وممتلكات ومصالح واستوى في ذلك هؤلاء الذين كانوا واضحين مع أنفسهم ومع الآخرين من كهنة المعبد الذين لم يكن يضيرهم أن يوصفوا بمثقفي أو إعلامجية السلطة وأولئك الأخرون الأكثر خطرا الذين عملوا ضمن مؤسسات إعلامية أسمت بنفسها كذبا وزورا بالمستقلة ومارست التضليل والخداع بحق شعب مسكين لايدري معظمه ماذا تعني تعبيرات من قبيل إعلام مستقل أو إعلام حكومي فكان هؤلاء وضمن لعبة أمنية متقنة يرفعون أمام الناس لافتة معارضة النظام وفي الخفاء عندما يخلون إلى شياطينهم كان يدور حديث المصالح الشخصية في حرص شديد منهم على الإستفادة لأقصى ما يمكنهم من الوضع المأساوي القائم واستثمار مأساة شعب كامل لصالح مجموعة قليلة احتكرت كل شيء .. وبينما كانت ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة تزحف تدريجيا لتخرج مصر من مرحلة سوداء من تاريخها انكشفت تدريجيا أوراق هؤلاء وبدا الارتباك واضحا على خطابهم الإعلامي رغم حقيقة أن مثقفاتية وإعلامجية النظام الرسميين الأقحاح كانوا في موقف أفضل بكثير إذ لم يكن غريبا ولا مريبا أن يدافعوا عن نظام ارتبطت مصالحه بمصالحهم في لعبة كانت أقرب إلى لعبة الحياة والموت أما مدعو الإستقلالية من المثقفاتية والإعلامجية فقد كان موقفهم أكثر سوءا فبدا أنهم يلعبون حتى اللحظة الأخيرة على حبال مهترئة ممسكين بالعصا من المنتصف ولسان حالهم يقول 'نحن مع الفائز'.
على أن المأساوي والمحزن هو أن الاعلام المصري رسميا كان أو زاعما الإستقلالية لم يتطهر بعد فعناصره المتسترة وراء مؤسسات تدعي الإستقلالية ما تزال تمارس الدس وهي منهمكة على ما يبدو في لعبة خطيرة لغسل وتبييض وجوه سوداء تستحق في أكثر الأحوال تسامحا أن تبعد تماما من المشهد الثقافي والإعلامي .. هناك برامج تليفزيونية لمؤسسات إعلامية من هذا القبيل تتولى مهمة إقناع البسطاء من المصريين بالتصالح مع ماض أسود لم يروا منه إلا كل فقر وجوع ومرض وهي تسعى في سبيل ذلك لطرح وجوه سوداء من وجوه النظام القديم في مجال الإعلام وغيره ومحاولة أنسنة مأساتهم بعد إنحسار الأضواء عنهم وتبرير أخطائهم وإظهارهم على أنهم كانوا مغلوبين على أمرهم في سبيل إعادة تسويقهم للشارع مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن.
أدرك تماما أن من حق كل شخص أيا كان أن يسعى لتحقيق مصلحته الشخصية أولا فالمصلحة الشخصية تمثل أحيانا دافعا قويا لتحقيق مصلحة عامة وبناء أوطان لكن ما تشهده مصر في اوساط مثقفيها وإعلامييها هو بمثابة حالة فريدة من نوعها وأخطر، أعراضها هو التكالب من أجل الاستحواذ على الأشياء وملء البطون بالمال الحرام والمتاجرة بهموم وطن مازال معظم أبنائه يرزحون تحت وطأة الجهل والمرض وأعرف أن الحرص على المصلحة الشخصية في نهاية الأمر ومهما كانت هذه المصلحة هو أمر مشروع لكنه يبدأ في فقدان تلك المشروعية عندما تتعارض هذه المصلحة مع مصلحة الوطن الكبير الذي يجب أن يحرص عليه الجميع لكن الحاصل والغريب هو أن جل مثقفاتية وإعلامجية مصر يبدون مستعدين لذبح مصر مرات ومرات طالما بقيت حساباتهم عامرة ومصالحهم مزدهرة.
في بلاد أخرى من العالم يجهد الناس في تحقيق مصالحهم لكنهم يتوحدون من أجل مصلحة الوطن ويتناسون قضاياهم الخاصة ومصالحهم وصراعاتهم الشخصية عندما يكون هذا الوطن في خطر ومصر الكبيرة في أعين العالم ليست بأقل من أمم أخرى وهي تستحق أن يكون أبناؤها جميعا وليس المثقفاتية ولا الإعلامجية فقط على نفس مستوى كبرها وعظمتها وأن تكون رفعتهم من رفعتها حتى تعود لتحتل المكان الذي يليق بها بين الأمم.

' كاتب من مصر


Post: #25
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-10-2011, 05:43 AM
Parent: #24

استطلاع: 67 بالمئة من المصريين يريدون اعدام مبارك.. و22 بالمئة يعارضون

2011-08-09



القاهرة ـ 'القدس العربي':


كشف استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة 'You Gov' البريطانية للأبحاث، أن 67' من الشعب المصري يريدون توقيع عقوبة الإعدام على الرئيس السابق، حسني مبارك، في مقابل 22' فقط ممن يعارضون ذلك الحكم، موضحاً أن نسبة العينة التي شاركت في الاستطلاع على الإنترنت بلغت نحو 1000 فرد في الفترة ما بين 5 و7 آب/أغسطس الجاري.
وأوضح الاستطلاع، الذي أعلنت نتائجه الثلاثاء، أن 57' يريدون محاكمة 'قاسية' لمبارك مقابل 36' يريدون محاكمـــة 'كريمة'، في حين يريد 74' محاكمة 'قاسية' لجمال مبارك، نجل الرئيس السابق، و64' يؤيد محاكمة 'صعبة' لنجله الثاني علاء مبارك.
وبسؤال العينة عن أكثر 3 صفات تميز الرئيس السابق، رأى 48 ' من المشاركين أن مبارك كان 'ديكتاتوراً'، و46 ' يــــرون أنه كان 'فاســـداً'، و40 ' يرونه 'حليفاً للغرب'.
ورجح 61 ' أن مبارك الآن 'مريض ولكنه يبالغ في حالته المرضية لكسب تعاطف الشعب'، في حين رأى 21' أن مبارك 'مريض بالفعل'.
وعن أكثر المؤسسات المفضلة في البلاد، اختار 68 ' الجيش المصري، فيما اختار 38 ' المجلس الأعلى للقوات المسلحة، و11' فقط يؤيدون جهاز الشرطة، و10' لصالح جماعة الإخوان المسلمين.
وعن أخطر ثلاث مشكلات تواجه البلاد الآن، رأى 45 ' أن 'الفساد المستشري' هو أهم المشاكل، يليه النمو الاقتصادي بنفس النسبة (45 ')، ثم محاكمة مبارك بنسبة 27 '.
ووافق 57' على مقولة أن 'الجيش المصري هو مصدر السلطة في البلاد'، وأيد بشدة 29' أن يلعب الجيش المصري 'دورا كبيرا' في الحياة السياسية بعد عملية صياغة الدستور، فيما مال 18' إلى التأييد،'فيما رفض بشدة ممارسة الجيش لدور سياسي 22'، فيما يميل 13' إلى رفض الدور السياسي للمؤسسة العسكرية بعد وضع الدستور.
ورأى 47 ' أن الحكومة الانتقالية 'لم تفعل ما يكفي' لزيادة الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وأيد 40 ' الفكرة القائلة بأن الإصلاح أمر ضروري الآن لجعل مصر أفضل في المستقبل.


المفتي السابق يطالب بتطبيق شرع الله على مبارك.. ومبارك يرفض فتح باب غرفته لسوزان ولطبيبه
حسنين كروم
2011-08-09




القاهرة - 'القدس العربي' :



أبرز الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة امس كانت عن اجتماع الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء، مع عدد كبير من ممثلي أحزاب وحركات سياسية، وممثلين عن الجماعات الصوفية الداعين الى مليونية يوم الجمعة القادم في ميدان التحرير، ردا على السلفيين في الجمعة قبل الماضية، وحتى الآن تتضارب الأنباء والتصريحات عن اتمامها، أو العدول عنها، والعمل على جمع الشمل، وإلقاء القبض على رجل الأعمال الهارب عمرو منسي ابن أحمد منسي ابن الفلاحين بالحزب الوطني المنحل بتهمة الاستيلاء بدعم من وزير الزراعة المحتجز أمين أباظة على عشرة آلاف فدان في سيناء هي جزء من مسرح عمليات القوات المسلحة، وتجديد حبس زكريا عزمي، ويوسف والي وزيارة كل من خديجة الجمال زوجة جمال مبارك وهايدي راسخ زوجة علاء لهما في سجن طرة، وبدء النيابة العامة التحقيق في البلاغات المقدمة من عدد من الأشخاص ضد منظمات مجتمع مدني بتلقي أموال من دول أجنبية لإفساد العلاقة بين الجيش والشعب ووفاة الفنانة هند رستم.
واستمرت الخناقات والمعارك التي يسقط فيها قتلى رغم حبس الشياطين. وإلى بعض مما عندنا:

محاكمة الفرعون: اجماع مصري
على محاكمته واسرته ورجال نظامه

ونبدأ بالحدث الأهم، وهو محاكمة حسني مبارك وتوالي ردود الأفعال عليها، وشبه الإجماع على المطالبة بالقصاص منه ومن أسرته ورجال نظامه، والشماتة فيهم، وكراهيتهم بطريقة لم يسبق أن انتابت المصريين من قبل، نحو حاكم لهم ونظامه، بحيث يمكن لأي متابع أو محلل، اكتشاف ان كراهية خصومه السياسيين أقل بكثير جدا، جدا، من كراهية من لم يكونوا من خصومهم، أو حتى من المشتغلين بالسياسة، أي اننا أمام انفجار شعبي من الكراهية والحقد والاحتقار، والسبب كما قلنا من قبل أكثر من مرة، انه لا يوجد شعب في الدنيا يغفر لحاكمه السرقة، فما بالكم إذا كان نظامه قائما على السرقة، لأنها تسقط صاحبها من أعين الناس، وزاد من حجم الشماتة دخول العنصر الديني كسبب في سقوط نظامه، وفيما يحدث له بأنها إرادة الله، بأن يعاقبه ويجعله عبرة لمن يعتبر، ولذلك خرجت الآيات القرآنية الداعمة لذلك ليتم تذكير الناس بها.
كما خرجت قصة فرعون موسى، أي أن الله سبحانه وتعالى والناس ضده، فمن يعصم مبارك ورجاله منهم؟

الإشادة بفرعون لأنه كان أفضل
من مبارك وسماحه بتربية موسى

هذا رأي، أما آراء الآخرين، فنبدأ من يوم الأحد، مع زميلنا بـ'الأخبار'، عصام حشيش وهو من التيار الديني، وقوله: 'كان حسني مبارك عزيزا بالملك الذي اتاه الله، ولكنه مع بطانته بغى وتكبر واستخف بالناس الذين أطاعوه وامتهنهم حتى كادوا يسجدون له من دون الله، فأذله الله ووضعه في قفص من حديد هو وبعض بطانته ينظر إليهم الناس مثلما ينظرون إلى القرود في حديقة حيوانات!
وقد حدث لمبارك مثلما حدث لفرعون مصر، كان ممكنا أن يرسل إليه الله إهلاكا مباشرا يقضي عليه ولكنه سبحانه استدرجه حتى ظن انه لن يقدر عليه أحد، وكانت آخر مراحل فرعون ان رأى البحر ينشق كالطود العظيم لسيدنا موسى ولكن غروره وغباءه أمام هذه الآية الكبرى جعله يقتحم البحر بدلا من أن يذعن ويسلم فكان من الهالكين، وغرور مبارك أيضا جعله لا يعتد بتجمع الشباب في ميدان التحرير وفي كل ميادين مصر مطالبين برحيله في مشهد لم يحدث مثله على امتداد 30 عاما قضاها حاكما، فصور له غروره انه قادر على كبح ثورة الشباب بإطلاق الرصاص نحو صدره وصدور رجاله وزبانية حكمه! ومهما قالوا في فساد فرعون إلا أنه لم يعرف في عهده فساد مثل الذي شهدته مصر على يد مبارك، كان أبلغ آيات فساد فرعون قتل المواليد الذكور واستحياء البنات أي تركهم أحياء بعد رؤيا شاهدها بأن ملكه سيقوض على يد طفل من بني إسرائيل يولد في عام محدد ولكن أراد الله لهذا الطفل أن يعيش في بيت فرعون نفسه وفي حضن زوجته آسيا حتى ينهار ملك فرعون على يديه تصديقا للرؤيا.
وكذلك فعل جمال مبارك، ومع ذلك فنحن نوفر له الجناح الرئاسي في أفخم وأكبر مصحات القوات المسلحة ونحاكمه بآدمية واحترام. فليحفف الذين بكوا على محاكمة مبارك دموعهم، وليشعروا لحظة واحدة بدموع الذين توسلوا وبكوا يعيشون دون أن يرحمهم أحد عند إزهاق حياتهم بعد تعذيبهم والتنكيل بهم، متى نفتح ملف التعذيب في عهد مبارك؟!'.

عيون العباد تنام ولكن
عيون المولى عزّ وجلّ لا تنام

وفي صفحة رمضان بنفس العدد، استشهدت زميلته ألفت الخشاب، بفرعون لمهاجمة مبارك، فقالت عنه: 'ذلك الفرعون الذي كان يتحكم في رقاب العباد ويفعل بهم ما يشاء، يقف زائغ العينين لا يصدق ما يحدث له، نسي في عز جبروته وقوته أن عيون العباد تنام ولكن عيون المولى عز وجل لا تنام، لم يتخيل أن يأتي يوم يقف فيه مثل هذا الموقف، وعلى الرغم من تماسك محمد حسني مبارك بل واستقرار حالته الواضح للجميع، حتى بدا رقاده فوق النقالة وكأنه مسرحية هزلية هدفها استدرار عطف الناس، وهو لم يحدث بل حدث العكس خاصة عندما شاهدنا تلك النقالة وهي خالية في انتظار خروجه من المحكمة، وبدا العادلي مهتزا.
ان هذه المحاكمة التي تعد الأولى من نوعها في التاريخ الحديث هي عبرة وعظة لكل حاكم تسول له نفسه ظلم البلاد والعباد، وهي دليل على أن قضاء الله وحكمه العادل آت لا محالة مهما علت الهامات وكثرت الأموال وازداد الموالون والمناصرون، فلا غالب في النهاية إلا الله عز وجل'.

مبارك معروف ببلاهته
ويصفه المصريون بـ'البقرة الضاحكة'

ولو نحن تركنا 'الأخبار' الى 'صوت الأمة' ورئيس تحريرها زميلنا وصديقنا عبد الحليم قنديل، فمقدما يمكن التنبؤ بما سيكتبه عن مبارك وهو الذي كان ينادي من سنوات بمثل هذه اللحظة التي رآه فيها، وصاح والشرر يتطاير من خلف زجاج نظارته وقد رأيته بنفسي وأنا صائم لا يمكن ان اكذب، وقال مشيرا الى يد مبارك وهو القفص: 'ساعته السوداء' كانت في معصمه، وفي انتظاره أيضا، على باب قفص الاتهام الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه، كان مبارك المعروف ببلاهته، ووصف المصريين المبكر له بـ'البقرة الضاحكة'، كان يسخر دائما من حكاية دخول التاريخ، ولا نزال نتذكر جلافته الشخصية في التعامل مع نصح الراحل د. محمد السيد سعيد له بإجراء إصلاح ديمقراطي، ودخول التاريخ من باب كسب الديمقراطية، وقتها رد مبارك على سعيد بلفظة نابية، وأضاف: لا أريد دخول الجغرافيا ولا التاريخ، وكان مبارك يسلك سلوكا أقرب - كما قلت في زمنه - لسلوك الهارب من شرطة التاريخ، كان يعي غريزيا بحقيقته الإجرامية وكان يأمل ان يبقى في القصر حتى ينتقل الى القبر، ولا يسائله أحد، وشاءت الأقدار ومكر التاريخ ان يحدث العكس، وأن يدخل مبارك التاريخ في الوضع الذي يستحقه بالضبط، وضع المجرم الذي ينتظر العقاب في الدنيا قبل الآخرة، وألا يجد مهربا سوى في نصائح فريد الديب محامي الجواسيس وتجار المخدرات، وأن يتمارض ويتماوت على سرير نقال يتهادى به الى داخل قفص المذلة، وأن يحاول استدرار عطف الناس في الوقت الضائع وأن تتكشف الحيلة الرخيصة في لحظة فريدة لحظة أن نطق القناع المسجى على سرير فإذا به كما عرفنا، وبصوته الذي ينطق غباوة وتناحة وكلاحة، وهو يجاوب القاضي: أفندم، أنا موجود، ثم ينكر الاتهامات كلها، وعلى الطريقة ذاتها التي لقنه إياها فريد الديب هلباوي العصر. والهلباوي - لمن لا يعرف - كان محاميا ذكيا شهيرا ووقع في غلطة عمره بدفاعه عن عسكر الإنجليز ضد فلاحي قرية دنشواي وظلت اللعنة تطارده إلى مماته وإلى الآن. لقد أنفذ الشعب المصري أمره بإحضار مبارك لقفص المحاكمة والمطلوب: محاكمة جدية شاملة تنقل مبارك الى سجن طرة، وتحاكمه بتهمة الخيانة العظمى، وتنفذ فيه حكم الإعدام'.

مبارك لم يعتذر لضحاياه بعد

وإلى 'وفد' نفس اليوم، بعد أن تلقيت بلاغات كثيرة عن حرائق تشتعل ضد مبارك، وعريضة الاتهام التي وجهها زميلنا عادل صبري إليه وهو متأفف وهي: 'كان البعض يراهن على أن الرئيس سيفعل كما فعل فرعون موسى عند الغرق بأن يبدي الندم ويظهر التوبة لعله ينجو من الهلاك أو يترك ذكرى جيدة عند الناس. المفاجأة أن الفرعون ظل عنيدا فلم يأسف على ما صنعته يداه أو يتبرأ مما ارتكبه جنوده، أو يواسي قلوب الثكالى أو يترحم على مئات الشهداء هكذا نسي الله فأنساه نفسه، فبالأمس تآمر على المسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفو، وترك إخواننا في فلسطين يواجهون الموت أمام مستعمر غاصب وأبعد يده عن الشعب وأطالها في ذراع العدو، وأغلظ قلبه ضد ناصحيه، وهكذا سيلقى مصيره أمام قضاء عادل لم يوفره أبد الخصوم لم يرحم ضعفهم، هكذا أهان الفرعون شعبه فهان على الناس، وستظل تلك المشاهد باقية أبد الدهر، حتى يعلم الظلمة أي منقلب سينقلبون'.

مبارك كان مبذرا جدا في حياته الرئاسية

لكن كل هذا لم يلفت انتباه الدكتور محمد نبيه الغريب، لأنه كان مهتماً بالفلوس، التي يتم صرفها حتى الآن على مبارك وحراسته فقال عنها: 'مما لا شك فيه أن المواطن محمد حسني مبارك كان مبذرا في الصرف على إجراءات تأمينه الشخصي هو والهانم بشكل لم يسبق له نظير في تاريخ حكام مصر، وربما حكام العالم الثالث! فلم نره يوما وسط الجماهير أو في سيارة مكشوفة تسير وسط الحشود كما كان يفعل الرؤساء السابقون لمصر وهم محمد نجيب وجمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات!
كان مبارك يحكم عن بعد من الشعب وكأنه كان يخشى الاقتراب من الجماهير ولذلك كانت حجم الحراسة التي تصاحب زيارته لأي موقع أكبر مما تتخيله العقول.
لكن المصيبة ان النظام الحالي ما زال يصرف على تأمينه من موارد الدولة مبالغ طائلة لحراسته وهو متهم بقتل شعبه ومسجون احتياطيا! والجميع يعلمون أن خسائر السياحة في شرم الشيخ وصلت الى حوالى 2.5 مليار دولار بسبب إقامة مبارك فيها بعد عزله! وما كادت شرم الشيخ تتنفس الصعداء حتى علمنا أن تواجده في المركز الطبي العالمي قد يسبب خسائر تقارب 160 ألف جنيه يومياً! لأن المركز يتوافد عليه يوميا ما لا يقل عن 1000 مريض لتلقي العلاج، حيث تبلغ قيمة الكشف الواحدة 160 جنيها، ونظرا للتواجد الأمني المكثف وعمليات التفتيش الدقيقة لكل من يدخل المركز سيؤثر ذلك سلبا على الإقبال ومن هنا تأتي الخسارة، هل يعقل هذا؟! وهل يستحق هذا الرجل الذي يعد وبحق مؤسس دولة الفساد في مصر الحديثة كل هذه المصاريف لتأمينه؟! ولك الله يا مصر'.

محاكمة المجني عليه قبل التعاطف مع الجناة

ولم أعثر على مدافع عن مبارك يوم الأحد، فقلت بيني وبين نفسي، ربما يظهرون في صحف الاثنين، وأيضا لم أجد إلا مهاجمين مثل لاعب كرة القدم الشهير، السابق والمعلق الرياضي الحالي وعضو حزب الوفد الآن طاهر أبو زيد الذي سخر في مقاله في ملحق الرياضة بجريدة 'الشروق' بعنوان - كرة وقلم - من الذين لم أجد لهم أثرا وقوله عنهم: 'على الذين يدعون ويزعمون التعاطف مع القتلة والفاسدين أن يتقوا الله في أنفسهم أولا، ويتذكروا المجني عليه قبل التعاطف مع الجناة، وملايين المصابين بالسرطان والفشل الكلوي والتهاب الكبد بجانب الفقر والبطالة، هذا بخلاف جرائم بيع الغاز لإسرائيل برخص التراب، وإذا كان البعض يبرر تعاطفه مع الرئيس المخلوع بكبر سنه وظروف مرضه، فلابد أن يعلم هؤلاء ان غالبية رجال النظام السابق من الشيوخ والعجائز الذين استباحوا قيادة البلاد وهم غير مؤهلين لها بحكم السن، وما دام المولى عز وجل قد أمر بألا تأخذنا بالجناة رأفة في دين الله فعلى الجميع أن يتفهم هذا القول، ويدرك ان التعاطف مع الجاني هو ظلم بين للمجني عليهم، وإذا كان رجال النظام السابق قد رضوا بأن يحكموا البلاد وهم عجائز ومرضى ولم يرحموا أحدا من فسادهم وظلمهم، فليس من الانصاف ان نرأف بهم وهم خلف القضبان، وكيف نتعاطف مع رجل ينفي قتله الثوار السلميين وقد كان في استطاعته ان يمنع عنهم القتل وهو رئيس للبلاد ورئيس للمجلس الأعلى للشرطة، لكنه أغمض عينه وأذنه، فاليوم لا يقبل منه عدل وليس له شفاعة'.
طبعاً، ليس له شفاعة، وهو ما يعطي مبررا للساخرين منه لان يقول كل منهم ما في نفسه.

هل يتنازل مبارك عن حكم المحكمة لابنه؟!

وفي نفس اليوم - الاثنين خصص له زميلنا متعدد القدرات وخفيف الظل جلال عامر فقرتين من بين عشر في عموده بـ'المصري اليوم' - تخاريف - وهما: '- حتى في هذه المحاكمة، إذا حصل مبارك على حكم فسوف يتنازل عن هذا الحكم لابنه: - الرجل نجح في ثلاثين عاما في أن يفسد الوطن، لذلك إذا مات مبارك فكلنا حسني مبارك، لو حضرتك زعلان بلاش أنت، وخليك أحمد نظيف'.
وكان كاتب 'صوت الأمة' الساخر زميلنا خفيف الظل محمد الرفاعي قد سبق جلال بالسخرية يوم الأحد وقوله: 'سبحان المعز المذل يا أخي ودنيا غرورة وكدابة، زي السواقي القلابة، في نفس القاعة التي دخلها الحاج حسني مبارك، متطاوساً ومنتفخاً كالأوزة قبل العيد الكبير أو كأن وابور الزلط عدى على سيادته قبل ما ييجي، وخلفه الأتباع والأنطاع والموالي والمهاجمين خاصة الراجل القزعة بتاع أديها سيخ حديد، تلقى الدنيا عيد، فضجت القاعة بالتصفيق والهتاف من زبانية الداخلية للقائد والمعلم الذي تتجاوز حكمته حكمة الخايب كونفوشيوس، وهم يهتفون، قم ياظبوطة للرئيس وفه التبجيلا، كاد الرئيس أن يكون رسولاً، ثم بدأوا وصلة التسبيح والتمجيد، أنت القلب الكبير، بحكمتك تختال علينا، ويخرج بيت العيال اللي بتحسدك علينا في نفس الساعة وبعد سبعة أشهر دخل الحاج حسني بعد ان انخلع كما ينخلع ضرس العقل، كمتهم بالقتل ونهب البلد طوال ثلاثين عاما مع انه كان بيذلنا كل شوية، ويقولنا ها أطفحكم منين والنسوان ملهاش شغلة غير الخلف، طب يا أخي كنت أسرق 15 سنة وسيبلنا 15 إنما تقول إيه بقى؟!
وقدامه علاء وجمال ولا أسدين قصر النيل، عشان ما دش يتمتع بطلته البهية النورانية! وكأنه ولي من أولياء الله الصالحين، في تلك القاعة نفسها، عاشت مصر كلها أعظم مشهد في التاريخ لن ينساه أحد، بل ستتناقله الأجيال ولا حواديت ألف ليلة وليلة عندما نادى المستشار أحمد رفعت على المتهم محمد حسني السيد مبارك، فرد أفندم، أنا موجود، مشهد جعل العيال الصيع في الحواري والشوارع يحملون الفوانيس ويغنون، حلو القفص حلو؟! حلو القفص، بس أحلى من القفص، أنك تدوق الذل فيه ولذلك اقترح ان تعلق صورة المخلوع وهو مشرف في القفص، خلف الرئيس القادم، وكل اعضاء حكومته، ويكتب تحتها، إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فشوف صورة المخلوع في القفص وخلفه الحراس، أو مسير الحي يتلاقى أو حكمة الفيلسوف الراحل يوسف بك، ما الدنيا إلا قفص كبير، بس الخوف بقى، إن أول ما الرئيس الجديد يقعد على الكرسي وتحلو القعدة في عينه، يلغي ميدان التحرير'.

محاكمة مبارك تتميز بـ'الرطرطة'

واستمر تدفق شلال الهجوم على مبارك والسخرية منه، فقالت عنه استاذة العقيدة بجامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصير في حديث بمجلة 'صباح الخير' أجرته معها زميلتنا نهى العليمي: 'أعيب كل 'الرطرطة' حول محاكمته التي تصل للشماتة، فالقصاص وعدالة القاضي مع حاكم أساء لوطنه تكفي دون تطاول أو 'حجج' في الكلام والنكات لأن هذه الأقوال لا ترقى ولا تليق بشعب متحضر، كذلك عندما أسمع أصواتا تتعاطف معه، علام يتعاطفون؟! هذا أكبر دليل على عدم الرشد أو النضج السياسي وإهمال حقنا في ردعه فعندما ولى الخلافة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما كانت الكلمات المأثورات 'وليت عليكم ولست بأفضل منكم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني'، وما يحدث من ذرف الدموع على هذا الحاكم الظالم هذه الأيام من البعض نتاج المرض النفسي الذي وضعنا فيه النظام السابق بين الصدمة والحسرة وصراع التعاطف الأرعن وصراع الانتقام الأهوج وهو ما يرفضه الإسلام في كلتا الحالتين'.
لكن مهاجمتها لمن يطلقون النكات على مبارك لم تعجب اكبر مطلق لها، وهو زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم، فرد عليها في نفس اللحظة في 'الشروق' برسم من ثلاث لقطات لمبارك وهو في حجرته، والأول لسوزان تقول له وهي تدللـه: - مخلوعي، افتح الباب يامخلوعي. فرد عليها:
- اتكتمي ياولية، أنا مكتئب.
وفي اللقطة الثانية سمع صوت يقول:
- يا سيادة الرئيس السابق، افتح الباب ارجوك، أنا الدكتور
فرد عليه قائلا:
- باااارضه مش فاتح، امشوا كلكم، أنا مكتئب.
وفي الثالثة قال سعيدا وهو يلعب في فتحتي أنفه:
- الحمد لله، أخيرا كلهم مشيوا والعب في مناخيري براحتي بقى.

المفتي الاسبق يؤيد قتل مبارك

أما المفتي الاسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الدكتور الشيخ نصر فريد واصل، فقال معبرا عن وجهة نظره في حديث نشرته له جريدة 'روزاليوسف' أمس وأجراه معه زميلنا عمر علم الدين: 'من نهب أموال الشعب وأفسد في الأرض جزاؤهم معروف كما قالت الآية: 'إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم'.
لكن لابد أن يثبت القضاء هذا ولو ثبت القضاء يطبق عليهم حكم الشرع لأن الفساد أدى الى قتل أناس وحرمان آخرين من الغذاء والدواء'.

فضيحة الإخوان والسلفيين

وإلى الإخوان المسلمين - المحظورة سابقا، وتبادلها الأدوار مع من كان يحظرها، فأصبح هو المحظور وأقصد الحزب الوطني، وهم الشرعيون، بحزبهم - الحرية والعدالة - لكن مشكلة برزت فجأة، وستجعل فلول الحزب الوطني تشمت فيهم، ألا وهي الكشف عن فضيحة لهم وللسلفيين، توصل اليها الشاعر خفيف الظل المهندس ياسر قطامش وعلمت بها منه في 'الأخبار' يوم الثلاثاء قبل الماضي قال: 'حدثنا مستر هيتشكوك، على حائط الفيس بوك - قال: لاحظ بيل كلينتون أن زوجته هيلاري تدندن وتغني له: الواد قلبه بيوجعه - عاوز حد يدلعه . ووجد على تليفونها المحمول ماسيجات من الغزل الموصول ، بتوقيع الشيخ عبد الباري - المشهور بمجنون هيلاري - ووجد في سلسلة رقبتها صورة مخيفة لواحد بلحية كثيفة،عيونه مبظظة وخدوده م######ظة ، وفي وجهه حاجة سوداء عجيبة تعرف باسم 'الزبيبة'. واكتشف على بريدها الالكتروني إيميلات من سلوكة السلاموني ، وعجة البتاتوني ، وضبطها وهي تغني أغنية 'الأساتوك' وترقص على أنغام التوك توك، بدلا من 'الرول أندروك'، وتلبس أحيانا طرحة ، وفي يدها سبحة ، وتأكد بما لا يدعو للشك أنها تخونه وتعك ، وقال في سره إن عديمة الفضيلة لا تخونني مع واحد بل مع كل القبيلة . ثم ضبطها متلبسة - في مكالمة عاطفية هامسة - وتقول: آلو مستر شيخ سلامة - لقد أرسلت لك 3 ديوك وحمامة - خلي بالك من صحتك - وكفاية الأربعة اللي على ذمتك - وأوعدك بمائة قبلة - وحياة عنتر وعبلة - يا حلاوتك ياجمالك - ياسلام على جلبابك وسروالك - فقال: السروال بدون أستك - فقالت: أووه فانتستيك - فهجم كلينتون عليها وخطف السماعة من يديها - وقال: والله لأقتلنك يا خائن - مثل أسامة بن لادن - فقالت: هل تغار منه يا بارد؟- أنا لا أخونك ياكوكي - ولكنه مجرد شغل - حتى أسأل أي بغل - فاندهش وتلعثم - وقال:
لا أفهم - فقالت: إن هؤلاء الإخوان - هم أقوى جماعة في مصر الآن - ولهم تأثير كبير على السياسة - وربما يفوزون بالرئاسة - فلا مانع من بعض الإغراءات والقبلات والابتسامات والمعونات والسندوتشات والتظاهر بالصيام - ليثق فينا أهل الإسلام وتفوز أمريكا بالنصر - وتحكم قبضتها على مصر، وتقسمها كالسودان - إلى إخوان وغير إخوان . وهنا اقتحم الجلسة رجل ضخم الجثة - اسمه المستر شيخ مرجان - أخذته هيلاري بالأحضان - فقال لكلينتون هل من مبارز؟- لأكون بهيلاري الفائز - وأتمتع بحلاوتها، فقالت: سمعاً وطاعة - يا أمير الجماعة اتهوى انت يا كلينتون - وروح اشرب شاي ليبتون - فعيط وقال: كده ياهيلاري - طيب إن شالله تطفحيه بالسم الهاري - فقال مرجان لها: كفى ياروح خالتك وعودي له فهو على شاكلتك ، فمثلنا لا ينخدع بمثلك ومثله ، ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله'.

كيف حاول البنا الاقتراب من الملك فؤاد

لكن المحامي الإخواني السابق، والكاتب، وهو خفيف ظل ايضا، ثروت الخرباوي كتب في مجلة 'المصور' باحثا في تاريخ الإخوان القديم، لا التجسس على مكالماتهم مع هيلاري، فقال: 'ولأن للسياسة طرقها ووسائلها حاول البنا أن يقترب من الملك فؤاد، وحين مات نعاه البنا ثم قام هو وجماعته بتنظيم استقبال حافل للملك الجديد فاروق هتفوا بحياة الملك الجديد، وبايعوه، وكتبوا في مجلتهم عن المجد الذي ينتظر الإسلام من خلاله، واستمرت علاقة البنا بالملك طيبة فترة ثم سرعان ما تعكر الماء بينهما، ثم دخل الوفد في دائرة الخلاف وراهن البنا حينا من الدهر على رئيس الوزراء إسماعيل صدقي الملقب 'عدو الشعب' فناصره ووقف معه ضد رغبة الشعب كله، وسرعان ما أصبحت كل الأحزاب في خلافات مع البنا وجماعته فأصبح يمج الحزبية ويكره الأحزاب فلا حزب عنده إلا جماعته التي من شأنها أن تقيم شرع الله وتعود لنا بدولة الخلافات ولا حزبية إلا للإسلام.
يقول البعض إن الخطأ الأكبر للبنا هو أنه دخل في أتون السياسة، أما أنا فأقول إن الخطأ الأكبر له هو تأسيسه للنظام الخاص عام 1939 فبعد وفاة الشيخ طنطاوي جوهري الذي كان يرفض العمل المسلح، أنشأ البنا تنظيماً مسلحا لجماعته المدنية، كان هذا التنظيم سريا لا يعرف أحد عنه شيئاً حتى من قيادات الجماعة، وأطلق عليه النظام الخاص، ولا أظن أبدا أن شخصية مركزية مثل شخصية حسن البنا - تمرس على أن تكون كل الخيوط في يده - يترك الحبل على الغارب للنظام الخاص يفعل ما يشاء دون علمه بل ان تحقيقات الإخوان أنفسهم في حضرة البنا وفقاً لما أورده عبد العزيز كامل في مذكراته أثبتت مسؤولية البنا عن اغتيال المستشار الخازندار الذي كان قد أصدر حكما على بعض الإخوان وكان اغتيال النقراشي باشا رئيس وزراء مصر هو الرصاصة التي انطلقت فيما بعد الى قلب حسن البنا فأودت به'.

الاخوان بين البنا واحزاب الوسط

كان حسن البنا داعية مؤثرا، وكما قال لي أحد أساتذتي عنه 'ألخصه في كلمتين، علو الهمة وقدرة التأثير' إلا أنه لم يكن سياسيا بارعا إذ لم يملك من السياسة إلا الطموح والرغبة في السيادة، وحين أنشأ النظام الخاص كان قد ابتعد عن الدعوة عدة فراسخ وكتب بنفسه لنفسه كلمة 'النهاية'..'.
ولكن الإخوان أصبحت لهم الآن احزاب: الوسط الذي انشق عنهم بقيادة صديقينا أبو العلا ماضي وعصام سلطان، ثم حزبهم الحرية والعدالة، وحزب ثالث في الطريق هو النهضة، ووكيل مؤسسيه صديقنا النائب الأول السابق للمرشد، الدكتور محمد السيد حبيب الذي قال عن الحزب الجديد في حديث نشرته مجلة 'الإذاعة والتليفزيون' وأجراه معه زميلنا أسامة عبد الحق: 'عندما تنشىء جماعة الإخوان حزب 'الحرية والعدالة' في تقديري أن هذا الحزب لن يستطيع أن يملأ الساحة ولا أن يصل إلى كل الجماهير، لأن مصر أكبر من أي حزب وأكبر من أي جماعة، حتى لو كانت بثقل جماعة الإخوان، وبالتالي فمسألة أن ننشىء مجموعة من الأحزاب في ظل المشروع الحضاري الإسلامي، وإن كنت أتمنى أن يكون هناك أكثر من حزبين أو ثلاثة للإخوان لأن هناك قطاعات ومساحات كبيرة ربما تتحرج من التواصل مع الإخوان أو أنها لا تريد أن تنضم الى حزب 'الحرية والعدالة' وبالتالي لابد أن تكون هناك أحزاب أخرى تسد هذه الثغرة وترفع الحرج عن هذه القطاعات وفي نفس الوقت تتبنى مشروعا حضاريا على المستوى القومي.
يضم حزب 'النهضة' قيادات من الصفين الأول والثاني لجماعة الإخوان أبرزهم: د. إبراهيم الزعفراني وزياد عبد القادر عودة وفكري جليط وحسني جعفر وآخرون.استقالوا جميعا لرفع الحرج عن الجماعة.
المبادىء العامة تكاد تكون واحدة، لكنني أقول إننا لا ننشىء جماعة جديدة، إنما ننشىء حزبا، هذا الحزب شأنه في ذلك شأن بقية الأحزاب الأخرى، له مذاقه الخاص وطعمه الخاص ونكهته الخاصة التي يختلف بها عن الأحزاب الأخرى، فمن الأحزاب من يهتم بجانب أو جانبين، ومن يهتم بكل الجوانب، ونحن نهتم بالدرجة الأولى بكيفية دخول مصر عصر العلم والتكنولوجيا، لأن في اعتبارنا واعتبار العلماء وأهل السياسة والاجتماع أنه إذا دخلت مصر العلم وعصر النهضة، ونقصد هنا العلم في التخطيط والتنظيم والإدارة، هذا الثلاثي المهم والضروري واللازم سيخرج مصر من الفوضوية والعبثية والتهريج ومن الدجل والهزلية ومن العشوائية الى منظومة العلم، فبالتخطيط الجيد المنظم هذا ما يميز حزب النهضة عن غيره من الأحزاب الأخرى، والذي وجدت فيه مناخا صحياً يرضي طموحاتي كرجل أعمل في مجال البحث العلمي منذ 45 سنة.
ـ الشيخ القرضاوي لن يكون له دور محدد في الحزب، لكننا نحاول قدر الإمكان أن نستفيد في الحزب من كل الطاقات وكل الإمكانات وكل القامات الحقيقية في مصر، وبالتأكيد هذا إثراء للأفكار وإنضاج للرؤى'.

الفتاوى ومسلسل 'نونة المأذونة'

وأخيراً إلى الفتاوى، والحديث الذي نشرته 'الأخبار' يوم الثلاثاء في صفحة رمضان مع الشيخ فرحات المنجي، وأجرته معه زميلتنا سنية عباس وسألته عن مسلسل 'نونة المأذونة' بطولة حنان ترك التي ترتدي عمة الأزهري، فقال: 'ما تفعله استهزاء بعلماء الدين في الدنيا كلها بالإضافة الى ان المتشبهات من النساء بالرجال ملعونات، والمسترجلات من النساء مصيرهن كذلك، فماذا تريد من هذه الفعلة.انها مثل من تفعل هذا بالأراجوز الذي يقفز هنا وهناك ليضحك الناس وشر الناس من ضحك عليه الناس، وهل توثيق العقد هراء ولعب فهي لا تستخف إلا بنفسها وأرى في السماح للمرأة العمل كمأذون انه لم يكن إلا ليرضي أطرافا معينة كقانون الطفل والمرأة وغيرهما، فالعقد لابد ان يكون في مجمع من الرجال فهل ستجلس وتضع يد ولي أمر الزوجة في يد الزوج ليرددوا وراءها هذا العهد.
وسئل: ونحن في شهر رمضان المبارك كان لك فتوى حول موائد الرحمن للفنانات؟
فقال: أصدرتها صريحة وأقول إذا كانت من تقيم هذه المائدة ليس لها عمل إلا ما تمتهنه من تمثيل أو رقص أو غير ذلك فارتياد مأدبتها غير جائز ومن يرتادها آثم أما إذا كان لها عمل آخر بجانب العمل الفني فهذا فيه شك لأن المال يكون مختلطا'.

حكم الجماع في نهار رمضان

وفي صفحة - أنت تسأل والإسلام يجيب - بـ'اللواء الإسلامي' ارسلت سائلة من الإسكندرية، تسأل المفتي الدكتور الشيخ علي جمعة قائلة: - تزوجت امرأة منذ عشرين عاما، وأفطرت تسعة أيام في رمضان، منها خمسة أيام في أيام العرس وأربعة أيام في العام التالي، وكان هذا بسبب الجماع في نهار رمضان وكان هذا الأمر على جهل منها، ولم تكن تعلم أو تشعر بخطورة هذا الذنب، وقد سألت بعد ذلك فنصحها البعض بصيام شهرين متتابعين، وقال البعض: لا حرج عليك، فالإثم كله على الزوج، وحينما نصحها البعض بإحضار مبلغ معين حتى يتم إطعام ستين مسكيناً رفض زوجها كما رفض الصيام، وتسأل ماذا على أن أفعل؟ وماذا على زوجي أن يفعل؟
- ورد عليها قائلا: 'إذا كان الحال كما ورد بالسؤال ففي هذه الحالة يكون قد وجب عليهما - هي وزوجها - القضاء، وذلك بصيام تسعة أيام لكل منهما، كما يجب عليه وحده الكفارة جزاء التعدي على حدود اللهو وهي صيام شهرين متتابعين عن كل يوم، فإن عجز عن التكفير عن كلها أو بعضها بالصيام أطعم عن المعجوز عنه ستين مسكيناً من أوسط ما يطعم منه أهله، لأن الحديث الصحيح الذي جاء فيه الصحابي يشتكي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه وقع بأهله في نهار رمضان ورد فيه حكمه صلى الله عليه وسلم بالكفارة عليه وحده.
ولم يخبره بكفارة على أمرأته، وهذا وقت الحاجة لإظهار الحكام وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فلم يجب على المرأة إلا القضاء فقط'.



مبارك في المحكمة.. شاهد ما شفش حاجة

2011-08-09




مشاهدة أطوار محاكمة الرئيس المخلوع مبارك ونجليه وبقيّة أعوانه مباشرة على التلفزيون في رمضان 2011 تمثّل أنجح الأعمال الدراميّة وأفضلها في موسم التنافس لشدّ الجماهير العريضة بمختلف المسلسلات الاجتماعيّة والتاريخيّة والبرامج الترفيهيّة والفوازير الخفيفة.
ولعلّ ما جعلها تفوق غيرها من حيث نجاحها في استقطاب المشاهدين من مختلف أنحاء العالم أنّ ما فيها من تشويق
وإثارة لم تنغّصها علينا فواصل الإعلانات التي تتسلّل إلى باقي البرامج بقوّة الأموال المدفوعة للقنوات الفضائيّة في علاقة تجاريّة مفهومة بين ما يعرض من الأعمال الدراميّة وما يجنى بفضلها من الثروات.
ومصدر الإثارة التي نتحدّث عنها لا يتّصل بما قاله القاضي أو المدّعي أو فريق الدفاع. فما سمعناه من اتهامات
وطعون وتشنّجات، تدخل كلّها في إطار ما يحدث عادة في كلّ المحاكمات. مصدر الإثارة لا يتعلّق بما قيل فكلّ ذلك متوقّع سلفا، وإنّما يتمحور حول مشهد أساسيّ انتظره ملايين المصريّين واعتصموا من أجله في ميدان التحرير مطالبين به في هتافاتهم، إنّه مشهد الرئيس مبارك ماثلا أمام العدالة في قفص الاتهام مع ولديه، صورة بليغة نزلت بردا وسلاما على عائلات الشهداء لتطفئ ما في صدورهم من حرقة اللوعة والحزن على أبنائهم الذين قتلوا في المظاهرات الحاشدة لإسقاط النظام.
ولعلّ ذلك هو الهدف الحقيقيّ من المحاكمة التي لم يعد مفرّ منها رغم الضغوط التي جاءت من جهات خارجيّة وأرادت منعها حماية لعزّة الحكّام وسطوتهم. كان لا بدّ من التنازل وقبول المثول أمام القاضي لتهدئة الخواطر الداخليّة لا غير، أمّا تسليط العقاب فذلك ما قد يطول انتظاره وثغرات القوانين كفيلة لوحدها بالعثور على المخرج الذي سيحمي الرئيس من الأذى. ولعلّ الله يمنّ عليه بموت قريب في فراشه محاطا بأبنائه وأحفاده فتتوقّف مسرحيّة المحاكمة ويرفع الحرج الذي تسبّبت فيه. وترفع معه الأقلام التي جنّدت لكتابة فصولها المتبقّية.
والأحداث التي نقلها التلفزيون من قاعة المحكمة، تدلّ على كتابة محكمة للسيناريو، فكان القاضي حازما في مراقبة كلّ المتدخّلين حتّى لا يحدث الخروج عن النصّ المكتوب سلفا. ولذلك منع بعض المحامين من الكلام وقاطع آخرين مكتفيا بتسلّم ما لديهم من ملاحظات مكتوبة.
ونفس الدقّة التي تتصّل بالأقوال ظهرت في مستوى 'السنغرافيا'، حيث أنّ إحضار مبارك على فراش المرض أنتج صورة ترمي إلى حشد أكثر ما يمكن من المتعاطفين معه، تمهيدا للعفو والصفح عن شيخ مريض، والحكمة تقول ارحموا عزيز قوم ذلّ.
وبخصوص التعقيدات القانونيّة التي ظهرت في نصوص الطعن والتعليقات التدقيقيّة التي قدّمها المحلّلون لفائدة القنوات الإخباريّة أثناء الاستراحة بين شوطي المحاكمة، نزعم أنّ المشاهدين لم يحفلوا بالاستماع إليها وهم ينتظرون فقط ما سيقوله الرئيس حين يسأله القاضي عمّا نسب إليه من التهم بقتل المتظاهرين وإهدار المال العام.
وفي لحظة فارقة في تاريخ المصريّين والشعوب العربيّة، لحظة تابعها بكلّ تأكيد الرؤساء والملوك والأمراء وأبناؤهم، وتابعها بطعم آخر التونسيّون الذين ساهموا في العمل على بلوغها والليبيّون والسوريّون الذين يحلمون برؤية القذافي وبشار في نفس الوضع. في تلك اللحظة التاريخيّة التي هرم من أجلها من هرم ومات من مات نطق الرئيس ليدفع عن نفسه الباطل الذي اتهم به وقال كشاهد (ما شفش حاجة) ' كل هذه الاتهامات، أنا أنكرها كاملة'.
ونفس النفي جاء على لسان ولديه، ما يؤكّد أنّ أداء الأدوار تمّ بنجاح وحسب ما خطّط له لإقناع الرئيس بالمثول أمام القاضي لا باعتباره مدانا فهو بريء كما قال وإنّما باعتباره بطلا في مشهد مسرحيّ كوميديّ ينطق فيه بجملة واحدة تكفي لإضحاك الملايين لأنّها ببساطة ستذكّرهم بالزعيم عادل إمام في مسرحيّته ذائعة الصيت 'شاهد ما شفش حاجة'.
عبد الرزاق قيراط تونس


9/8/2011

Post: #26
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-11-2011, 06:11 AM
Parent: #25

أول تصريحات لمبارك عن أسباب عدم هروبه..

اتهامات للصحف والفضائيات بتلقي تمويل خارجي
حسنين كروم
2011-08-2011


القاهرة - 'القدس العربي' :




كانت أبرز الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة امس عن ذكرى العاشر من رمضان الذي وافق عام 1973 السادس من أكتوبر وبدء الجيش هجومه على القوات الإسرائيلية لتحرير سيناء، وسبحان من له الدوام، ففي هذا اليوم كان مبارك يصول ويجول والصحف تعيد تذكير المصريين بأن الضربة الجوية هي التي فتحت باب النصر، أما اليوم فمبارك في المركز الطبي العالمي على طريق القاهرة الإسماعيلية، وموعد الجلسة الثانية من محاكمته هي الخامس عشر من الشهر الحالي، وقد انفردت 'الأهرام' بنشر خبر عنه، نصه: 'علم الأهرم ان الرئيس السابق حسني مبارك برر قراره بعدم الهروب من مصر بعد تنحيه عن السلطة يوم 11 فبراير الماضي بأنه لم يرتكب أي خطأ يجعله يخشى من البقاء، وجاء هذا التبرير في رده على سؤال لبعض مستقبليه لدى دخوله المركز الطبي العالمي، لماذا لم تهرب من البلاد عقب التنحي مثلما فعل الرئيس التونسي وتريح نفسك وتريح الجميع'.


والحقيقة - في رأيي - انه كان واثقاً من عودته مرة أخرى للحكم، وعلى أسوأ الظروف لن يتعرض له أو لأسرته أي أحد، كما لم يتوقع أن يجد نفسه داخل القفص في محكمة، بل لم يتوقع أن يجد نفسه امس في الصفحة التاسعة عشرة من 'الأخبار' داخل فانوس، كما رسمه زميلنا محمد عمر، الذي كان رسمه عن طفلين كل منهما يحمل فانوس رمضان وأمامهما شاب يحمل فانوسا على هيئة قفص داخله مبارك، وهو يقول: - حالو ياحالو، رمضان كريم ياحالو.
ونشرت الصحف عن الأحداث الدامية في مدينة جرجا، ومهاجمة مركز الشرطة والاستيلاء على أسلحته.
وقالت 'الشروق' في تحقيق لزميلنا محمد عبده: 'تجددت الاشتباكات بين أهالي قرية الخلافية ونجع أبو عويس، وبين أهالي البندر أثناء تشييع جثمان الضحية رقم ثلاثة أمام مسجد المحطة بمركز جرجا.
وتبادل المشيعون إلقاء زجاجات المولوتوف مع الأهالي الذين قطعوا مزلقان السكة الحديد الرئيس بجرجا، مما تسبب في توقف حركة القطارات لعدة ساعات وعقب الاشتباكات هاجم أهالي الخلافية قسم شرطة جرجا وتمكنوا من الاستيلاء على قسم السلاح فيه بالكامل وهو ما ينذر بكارثة محققة في الساعات المقبلة، وأكد أهالي البندر انهم شنوا هجوما مباغتا على القرية بسبب اختفاء عدد من أبنائهم ونزع ملابسهم والاعتداء عليهم وبث صورهم في الموبايلات، وهو ما أثار حفيظتهم، فقرروا الانتقام والانقضاض عليهم أثناء تشييعهم للجثمان، وتحولت مدينة جرجا إلى حرب شوارع بين الطرفين وهجر عدد من الأهالي منازلهم هربا من أعمال الشغب'.


وتوسعت الصحف في نشر الأخبار والصور عن أعمال التخريب في العاصمة البريطانية لندن، والسلب والنهب للمحلات، وانهيار البورصات العالمية وإعلان وزير المالية حازم الببلاوي وجود مؤشرات على بدء تعافي الاقتصاد، واستمرار المحادثات لتأهيل مليونية الغد التي دعت إليها عشرات الأحزاب والقوى والجماعات الصوفية، وتجديد حبس عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق المتهم مع يوسف والي ومحمود عبد البر سالم رئيس الهيئة العامة لمشروعات التعمير بإهدار مائتي مليون جنيه فارق السعر بين أرض البياضية والسعر الذي تم البيع به لحسين سالم على الرغم من انها محمية طبيعية في الأقصر، وحبس عمرو منسي ابن أمين الفلاحين بالحزب الوطني أحمد منسي لاستيلائه على عشرة آلاف فدان في سيناء، بأوامر تخصيص من وزير الزراعة السابق والمحبوس أمين أباظة رغم انها منطقة عمليات للجيش، وإحالة وائل أبو الليل للجنايات لاتهامه بالاتفاق مع بلطجية للاعتداء على المتظاهرين في التحرير يومي 8، 9 ابريل الماضي ومقتل شخص والوقيعة بين المتظاهرين والجيش وذلك بتحريض من رجل الأعمال وعضو أمانة السياسات وأحد مهندسي توريث جمال مبارك، إبراهيم كامل. وواصلت الصحف الاهتمام بالمسلسلات التليفزيونية، وجنازة الفنانة هند رستم، وتحقيق جهاز الكسب غير المشروع في البلاغ المقدم ضد زميلنا ممتاز القط رئيس تحرير 'أخبار اليوم' السابق في تضخم ثروته. وإلى بعض مما عندنا:


محاكمة الفرعون يجب
ان لا تخضع لازدواجية المعايير

ونبدأ بمحاكمة الفرعون، ######رية المحامي جمال تاج الدين، أمين لجنة الحريات بنقابة المحامين من تمثيلية حضوره الجلسة الأولى على سرير طبي، وقوله في حديث نشرته له مجلة 'آخر ساعة'، وأجرته معه زميلتنا هالة فؤاد: 'ظهور مبارك ملقى على السرير تبدو تمثيلية ممجوجة ومرفوضة، فحالته الصحية تبدو أنها تسمح بالمثول أمام القضاء، إما واقفاً أو في أسوأ الأحوال جالساً على كرسي متحرك، فمبارك بدا على عكس الإدعاءات على درجة عالية من اليقظة والتنبه والوعي وكامل الإدراك، فما حدث هو تمثيلية الهدف منها التمهيد لقرار إيداعه بالمركز الطبي وليس إيداعه في سجن طرة.
ومن ثم نحن نرفض هذه الازدواجية في المعايير. ينبغي أن يعامل حسني مبارك كأي مواطن يحاكم بشكل طبيعي محاكمة عادية.
- من الممكن أن يدعي المرض ومن ثم يتواصل الفيلم الهندي الذي بدأ منذ فترة وظهرت الأحاديث الممجوجة عن مرضه بالسرطان أو إصابته بالاكتئاب ومع ذلك ظهر في المحكمة بشكل لا تبدو فيه آثار لمثل هذه الحالة المرضية التي يحاول البعض تسويقها.
- أعتقد ان الأمر يتطلب تقديم عذر قوي، ولا شك أن محامي الدفاع عن مبارك سيفعلون كل ما في وسعهم من أجل المماطلة وتأجيل القضية، لكن عليهم تقديم عذر قوي كأن يكون في الرعاية المركزة أو ما يثبت تدهور حالته بشكل كبير، وأعتقد ان القضية، يمكن أن تمتد إلى نهاية شهر أغسطس'.

الاستعانة بفيلم 'شنبو بالمصيدة'
للسخرية من وجود مبارك داخل القفص

وتوالت الهجمات في المجلة على مبارك، من قول زميلنا زكريا أبو حرام: 'الفرعون في القفص، لحظة فارقة في حياة المصريين وحدث تاريخي بكل المقاييس، تاريخي معنى ولعنة، وليس كالخطب التاريخية التي كان يلقيها الرئيس السابق، حدث سيظل محفورا في وجدان مصر الثورة، الشعب الذي حرر إرادته بيده وبعظيم التضحيات، أحفاد الفراعنة بأسلوب حضاري يحاكمون الرئيس الذي سمح للفساد أن يستشري وسمح بإطلاق الرصاص ودهس المتظاهرين، أثبتت مصر الثورة أنها لا تنتقم من جلاديها ولكنها لا تنسى ولا تضيع حقوق شهدائها. في المستقبل لن يستطيع أي رئيس قادم أن يتحول إلى فرعون، سيكون مشهد آخر الفراعنة وهو أسير في القفص، ماثلا امامه يلاحقه كظله'.
وعبارة الفرعون في القفص، عملية تحوير لاسم الفيلم السينمائي، شنبو في المصيدة بطولة يوسف وهبي وفؤاد المهندس وشويكار، ولأننا في شهر الصيام، وهو مخصص للعبادة والدعاء، لا مشاهدة شنبو في المصيدة أو حتى مستر اكس، وهو فيلم آخر لفؤاد المهندس، فإن زميلتنا في المجلة وفاء الشيشيني، كانت منشغلة كما قلنا بالعبادة والدعاء، ومن أدعيتها قولها: 'قال النبي صلى الله عليه وسلم 'ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حين يفطر ودعوة المظلوم يفتح لها أبواب السماء، ويقول الله تبارك وتعالى 'وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين' آمين يارب العالمين، فهل جاء هذا الحين، جاء وقت نصرة المظلوم، بعد ثلاثين عاما من القهر والظلم، ووقفت سبحانك مع عبيدك الذين سعوا لمحو عار الاستبداد من فوق جبين المؤمنين، الوطنيين، الشهداء فنصرتهم على القوم، الفاسدين!
أعترف أنني لم أهتز ولو لثانية واحدة، عند رؤيتي للرئيس المخلوع وهو في قفص الاتهام، بل بالعكس، وجدت قلبي يجمد وأقول، يا قوي على كل قوي، خاصة أنني كنت متشككة بتاريخ ما حدث من تصرفات سلبية تجاه الثورة طوال الشهور الماضية، من أن شيئاً ما سوف يحدث، يحول دون مثوله، منكسا أمام محكمة الشعب ولكنني ضبطت نفسي أصرخ من الفرحة والدموع تفر من عيني عندما رأيت الوريث جمال باشا الذي كان مشروعه لوراثة 'أرض الكنانة'هي ما أوصلتنا الى هذا اليوم التاريخي، فشكرا لك، فقد كنت القشة التي قصمت بعير السيد الرئيس، الذي كان!
لم أتعاطف للحظة مع الدخول المسرحي للمخلوع، القاتل، اللص، الخائن، وأجبرت نفسي على النظر إلى الرجل المريض العجوز، الرئيس الذي كان. وصدمت فقد تصورت أنني سوف أرى رجلا مهزوما، مصدوما، يائسا تعضه أنياب الندم، على الأقل على المصير الذي قاده إليه 'ولداه' وهم تحت رحمة شعب أذلوه واحتقروه وسرقوه وأمرضوه.
ولكنني وجدت نفس الجلد السميك، ونفس الصوت الخارج عن الزمان والرؤية، وتذكرت مقولته التي أتصور ان الله أنطقه حتى ينال جزاءه، وهو يتبجح على قناة العربية، بأنه ليس بسارق وسوف يقاضي من يتهمه في ذمته. وقلت يا الله، لقد أنطقه حتى ينال جزاء المفسد في الأرض'.
لا، لا، هذا استباق لحكم المحكمة، لأن جزاء المفسد في الأرض قطع يده ورجله من خلاف.

تحذير من ضعف محامي الشهداء

لكن زميلتها هالة فؤاد رغم شماتتها فيه فإنها حذرت من امكان حصوله على البراءة بسبب ضعف محامي الشهداء، وقالت: 'أثارت طلته مثلما أثارت كلماته في خطاباته الأخيرة قدرا من النفور والرفض، لم تنجح في استمالة شفقة ولا عطف الكثيرين، عكس ما جاهد هو في تحقيقه.
لكن ينبغي أيضا ألا نتناسى في غمرة فرحتنا بالانتصار أن نؤكد أن نجاح هذه الخطوة مازال مرهونا بكفاءة وحنكة محامي الدفاع عن أسر الشهداء في التعامل مع واحدة من أخطر وأهم قضايا القرن، وهنا من الضروري التوقف أمام مشهد هؤلاء المحامين الذين بدا في أولى الجلسات غير مطمئن ويفتقد التنسيق. واعترف ان ظهوره على هذه الحالة سرب إلى نفسي قدرا من القلق خاصة أن محامي مبارك ورجاله ظهروا على العكس تماما من هدوء واتزان وتنسيق وإلمام وخبرة.
الأمر يتطلب التدخل السريع من قبل محامين ثقال لهم وزنهم، أندهش كثيرا من غيابهم عن المحكمة بينما لا يتركون فرصة في أي برنامج فضائي إلا وأطلوا من خلاله علينا ليصدعوا رؤوسنا بكلماتهم الرنانة وتصريحاتهم العنترية.
وعندما حانت لحظة الجد اختفوا من المشهد وفضلوا مرة أخرى الفضائيات وكأن كل دورهم على نصرة المظلومين يقتصر على هذا الدور فقط.
ربما لم يدرك هؤلاء أن المحاكمات ستكون علنية وتنقلها الفضائيات ومن ثم آثروا الاختفاء، وهاهو المشهد الصادم لهم ومنهم ربما يدفعهم لإعادة التفكير مرة أخرى في الظهور والمشاركة'.

محاكمة زيطة وحكشة وعباس وأبو دراع

وآخر مهاجم لمبارك، سيكون زميلنا بـ'الجمهورية' زياد السحار الذي حذر من تحول المشاعر نحوه ونحو رجال نظامه بالقول يوم الأربعاء: 'ففي الزمن الماضي كان مجرد ذكر كلمة المحكمة أو السجن يثير الفزع والخوف في نفوس الناس، كان المجرمون في الواقع والروايات من نوعية عتاة الخارجين على القانون بأسماء موحشة مثل زيطة وحكشة وعباس وأبو دراع، في حين كان نجوم المجتمع وقادته محط أنظار الناس يمثلون القدوة لهم أمثال مصطفى كامل وسعد زغلول وعبد الناصر ورؤساء الوزراء والوزراء الذين كانوا يعرفون ويرفعون قدر مناصبهم، شريف باشا والنحاس وغيرهما من أصحاب المقام الرفيع الذين أرسوا القيم والمبادىء السامية في المجتمع تأثيرا وعطاء في أركانه وبين ناسه، أما في 'القاهرة الجديدة' فقد انقلب الحال مائة وثمانين درجة، صار الحكام والوزراء قتلة للشعب ولصوصا لثرواته وأمواله، وأخشى بعد ذلك ألا تعد المحكمة او النيابة او الشرطة التي تجرأنا عليها مؤخرا، تثير خوفا او تحقق ردعا لهذه الأجيال الجديدة، لأن مخاوف الخزي والعار قد تلاشت أو لأن السجن أو الحبس الاحتياطي والاحتجاز صار مكانا لنجوم المجتمع ولوجهاء ورجال الأعمال والمسؤولين والحكام وأبنائهم، وقد يصبح موضة و'روشنة' ونزهة ورحلة قد تطول ولكن يخرج بعدها صاحبها بطلا سياسيا أو على الأقل نجما من نجوم المجتمع الجدد يستمتع بما نهبه من أموال يحسده عليها الناس أو يوظفهم بها'.

الانتشار المتزايد للفضائيات
المملوكة لرجال الأعمال

وإلى زملائنا الصحافيين وغيرهم من الإعلاميين ومعاركهم المختلفة بسبب الانتشار المتزايد للفضائيات المملوكة لرجال الأعمال، وإصدار المزيد من الصحف، ومحاولات الدفاع عن سياسات معينة تختبىء وراء هذه الإصدارات كلها، ومما ساعد في إشعال هذه المعارك قيام رجل الأعمال وصاحب قنوات دريم أحمد بهجت بإنهاء التعاقد مع المذيعة ومقدمة البرامج اللامعة دينا عبد الرحمن بعد اشتباكها في مناقشة على الهواء مع اللواء عبد المنعم كاطو الخبير بالإدارة العامة للتوجيه المعنوي بالقوات المسلحة.
وقد بدأت الهجوم زميلتنا والأديبة سحر الجعارة بقولها في مجلة 'الكواكب' بعددها الصادر يوم الثلاثاء قبل الماضي:'البعض يتوضأ على الملأ من ذنوب العمالة للنظام السابق والمواقف المخزية التي قاموا بها لتشويه الثورة في بدايتها.
والبعض الآخر يبحث عن دور، بعدما أصبح دوره باهتا في ظل عدم وجود نظام يعارضه، فلم يعد أمامه إلا تملق أعضاء المجلس العسكري، أو تلميع القوى السياسية الأبرز على الساحة 'الإخوان والسلفيين' حتى ولو كان على حساب الثورة نفسها وعلى جثة البلد!
أما فزورة رمضان هذا العام فهي: من أين يأتي تمويل الصحف والفضائيات الجديدة؟ وهل ظهر بعضها ليقوم بعملية 'غسل سمعة' لبعض رجال الأعمال أو عمل حاجز إعلامي للدفاع عن مصالحهم وذممهم في تلك المرحلة المضطربة من عمر الوطن؟
لا أحد يملك إجابة قاطعة ولا معلومة مؤكدة، الثابت الوحيد في المعلومات المتاحة عن تلك الإصدارات والفضائيات أن المواطن قسمها إلى 'ثوار وفلول'!
هذا التقسيم التعسفي - من وجهة نظري - لا يعكس الحقيقة، فبحكم عملي استطيع أن أؤكد أن حالة 'النقاء الثوري' لم يعد لها وجود في الساحة الإعلامية، وبعض من يدعي البطولة والوطنية هو في حقيقته 'عبده مشتاق' يلمع نفسه انتظارا لحقيبة وزارية أو دور مهم في المرحلة القادمة، وهذا لا ينطبق على الإعلاميين فحسب، بل على بعض الوجوه السياسية التي قفزت بالباراشوت على ميدان التحرير! لكن الغريب أنهم جميعاً اتفقوا على الفن والفنانين وقرروا تقديم الفنانين قربانا للتطهر الكاذب من خطاياهم أو تقربا للثورة والقوى السياسية المؤثرة'.

اتهام 'الأهرام' بالعمل لحساب الإخوان
وعدم نشر مقالات رفعت وجابر وحجازي

أما زميلنا وصديقنا والمتحدث الرسمي باسم حزب التجمع اليساري نبيل زكي، فقد هاجم في 'الأهالي' يوم الأربعاء قبل الماضي، جريدة 'الأهرام'، وأسبابه كانت: 'يبدو أن إدارة صحيفة 'الأهرام' تتطلع دائماً إلى حزب حاكم تنـــــطق باســــمه، باعتبارها لسان حال الحاكمين دائما بصرف النظر عن سياساتهم ومواقفهم، وليس لهذا علاقة بشخص رئيس التحرير الحالي الذي أعرف نزاهته وقدراته المهنية.
ويتضح من خلال المتابعة اليومية لصفحات 'الأهرام' انها اختارت هذه المرة، ان تكون الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين وحزبها - الحرية والعدالة - والجماعة الإسلامية والسلفيين، ولا يفوت القارىء حرص الصحيفة على تقديم أفكار ومواقف وتوجهات تلك الجماعات حتى لا تغيب عنهم أي تفاصيل تتعلق بأنشطة وفتاوى قادتها.
وهناك من يرى انه لا توجد تعليمات أو توجيهات من جهة ما لإدارة 'الأهرام' المذكورة، ولكن المشكلة تكمن في إدمان عادة يصعب الإقلاع عنها وهي أن تكون تلك الإدارة في خدمة حزب حاكم، فإذا لم يكن له وجود، بعد أن أطاحت به الثورة فإنها تخترعه وتصنعه وتنصبه قائدا لكل المصريين ومحورا للكون! وقد تجد 'إدارة الأهرام' في وقت من الأوقات ان مقالات جابر عصفور وأنور عبد الملك وعبد المعطي حجازي وغيرهم، تشكل عبئاً على توجهاتها الجديدة، فتقرر حذف هذه المقالات، كما فعلت مع رفعت السعيد وفوزي فهمي، مما يتعارض مع تهيئة فرص متكافئة للتيارات الفكرية والأحزاب والقوى السياسية، وعندها لن يجد قارىء 'الأهرام' على صفحاتها سوى جماعات الإسلام السياسي ومناصري 'المجاهد الشجاع' أسامة بن لادن!

حالة الفوضى النضالية التي نحياها

وبعد يوم - أي الخميس - قالت زميلتنا إيمان إمبابي في 'الوفد': 'حالة الفوضى النضالية التي نحياها الآن، شريك فيها أولئك المناضلون الإعلاميون، الذين يتحدثون عن الشفافية بعد الثورة، ولا يبدأون بأنفسهم، يطالبون بكشف كل أوراق النظام السابق ويحرصون على التكتم على مصادر تمويل فضائياتهم أو صحفهم التي ولدت بعد الثورة، يقاتلون سرا كي لا تعبر مصر تلك المرحلة لأن فيها حياتهم، تماما كما فلول النظام السابق، كنت أتوقع منهم أن يفعلوا ما فعله النائب الصحافي حمدين صباحي بتقديم إقراره للذمة المالية، حتى قبل أن يطلب منه، فهل يفعلها أحدهم قبل أن يطلبه النائب العام؟!'.

أغلب نجوم الإعلام الجديد
هم في الأصل أبناء الإعلام القديم

وشارك في المعركة زميلنا بمجلة 'اكتوبر' احمد شاهين بقوله: 'أغلب نجوم الإعلام الجديد، هم في الأصل أبناء الإعلام القديم، وأفكارهم في جوهرها شبه راسخة، والأخطر من هذا أن أغلب هؤلاء ارتبطوا بالتيارات العلمانية والليبرالية واليسارية، لذا فإنهم يتخذون مواقف عدائية وربما عدوانية تجاه التيارات الأخرى، الجديدة على الساحة، لقد أصابهم الفزع والرعب من حجم هذه التيارات وشعبيتها ونفوذها، بدءا من الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ومرورا بخطبة القرضاوي في التحرير، وحتى جمعة الهوية، ولا ندري نهاية المسار والمسيرة، مما انعكس على معالجة هؤلاء الإعلاميين لكل قضايانا المصيرية، وبدا صوتهم عاليا، حتى ظن الكثيرون أن هذا هو رأي غالبية المصريين، فجاء الاستفتاء ليمثل صفعة أولى لهم، ثم توالت الصفعات، وأظن انها لن تنتهي حتى يتشكل الإعلام الجديد، إعلام ثورة يناير'.

فلول النظام المقبور
أصبحوا نجوم شهر رمضان

أما آخر معارك الصحافيين فستكون لزميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' نصر القفاص، الذي كان شديد الغضب وهو يقول يوم الأحد: 'تعقد الدهشة الألسنة، فقد لاحظت أن فلول النظام المقبور، أصبحوا نجوم شهر رمضان، فبدلا من أن يجعل الإعلام هذا الشهر كريما، جعلوه 'مباركا' من مبارك وليس البركة! فهذا لواء الشرطة وعضو مجلس الشعب السابق يخرج علينا بكل تبجح، يحدثنا عن الثورة العظيمة والنظام البائد الذي كان ينبري مدافعا عنه قبل شهور، لم يكتف بذلك، بل كان يرشق من يتحدث عن تزوير الانتخابات باتهامات بشعة، وذاك رئيس تحرير يعتز بسذاجته وضيق أفقه وجهله يطارد كاميرات التليفزيون وصفحات المجلات.
يتحدث كذبا عن التاريخ فيقول انه سينصف الرئيس المخلوع، وذاك شاب ساذج وعبيط يقال عنه انه ملحن للأغاني، يتحدث بعلياء الجاهل الذي يتبرأ منه الجهل نفسه، فيتمسك بدفاعه عن المخلوع ويدعي انه كان بين الثوار في ميدان التحرير، وتلك فنانة أضحكت الدنيا عندما كانت تعترض على الثورة، لأن ابن أخيها الطفل الصغير كان يشتاق إلى أكل البيتزا والريش!
والمثير ان فنانا سبق له أن رشق أعراض الثوار، لا يخجل من نفسه وتقدمه قنوات التليفزيون في معظم برامجها ليؤكد تمسكه بكل ما قاله من كلام يعف لساني عن وصفه.
ان جهاز الإعلام الرسمي، بل والقنوات الفضائية الخاصة، أضيف إليهم الصحف الرسمية والتي يقال عنها مستقلة، يعيث فيها الفلول مرحا وتبشيرا مرتدين زي الثوار قبل ان يتمكنوا من الانقضاض على الثورة.
التطهير لم يعد مجرد مطلب بل أصبح واجبا مقدسا والمهمة الأولى لكل من يحاول أن يحمي ثورة 25 يناير'.

وما السر الذي يدفع
رجال الأعمال لاطلاق الفضائيات؟

وانتقلت المعارك امس الى 'الأهرام' و'الجمهورية'، ففي الأولى قال زميلنا وصديقنا جمال زايدة: 'ما السر الذي يدفع الناشر إبراهيم المعلم الى إصدار صحيفة جديدة لمنافسة يوميته 'الشروق' وإلى إطلاق فضائية تكلف عشرات الملايين من الجنيهات، وما السر الذي يدفع رجل الأعمال غير المعروف محمد الأمين إلى إطلاق فضائية جديدة.
بعد الثورة تلمس الداني والقاصي حجم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر، وبالتالي تراجع بشكل كبير سوق الإعلانات، الصحف والفضائيات تعتمد على الإعلانات والتوزيع كمصدر دخل رئيسي، ودخول الناس لم ترتفع كثيرا لكي يتسع سوق القراءة في مصر ويقبل القراء على شراء أكثر من صحيفة.

تحول إعلاميي العورة الى إعلاميي الثورة

ولو انتقلنا الى 'جمهورية' امس سنجد أن مدير عام التحرير خفيف الظل زميلنا محمد أبو كريشة يشارك بقدر من الهجوم قائلا: 'وعندما أحس الإعلاميون بأن هناك قوائم تطهير راحوا يقدمون أوراق اعتمادهم طلبا للنجاة من مقصلة القوائم، وأوراق الاعتماد هي سب وقذف النظام السابق، والمأساة أن أوراق الاعتماد هذه ستؤتي ثمارها، وسيتحول إعلاميو العورة الى إعلاميي الثورة لأن شعب مصر بلا ذاكرة، ولأن من يديرون شؤون مصر أيضا بلا ذاكرة، وتغيير النغمة لا يعني ان اللحن جديد، لكن اللعبة تنطلي على الشعب وتنطلي على اللا نظام الحالي، الإعلام يعيد توزيع أغانيه القديمة، والتوزيع الجديد يخدع الشعب ويخدع الثوار ويخدع اللا نظام الحالي، لأننا جميعا أغبياء ويسهل الضحك علينا وخداعنا ولدغنا من جحر الإعلام مليون مرة.
الإعلاميون لا يتسابقون في ذكر محاسن الثورة وعد مناقبها، ولكنهم يتسابقون في شتم النظام السابق، والذين مدحوا ولعقوا حذاء النظام السابق هم اكثر الإعلاميين سبا وشتما لذلك النظام، إنها محاولة مكشوفة ومفضوحة لكنها ناجحة دوماً للقفز في مركب الثورة، والإعلام في مصر أكبر مجال لغسيل الأموال القذرة، ومعظم الفضائيات والصحف أقيمت بأموال المخدرات والدعارة، ونحن في عصر الإعلاميين الجائلين الذين لا وطن لهم ولا انتماء، كل منهم يدفع 'عربة اليد' وعليها بضاعته القذرة ليعرضها على فضائية أو صحيفة، الإعلاميون اليوم مثل الدلالات وتجار الشنطة يطوفون في الأرض والفضاء لعرض بضاعتهم على من يدفع'.

وما علاقة دول الخليج
بتمويل هذه الصحف الجديدة؟

وإلى الصحف والفضائيات الجديدة قفز من عملوا وخططوا مع الحزب الوطني المنحل لتمرير موضوع التوريث، لقاءات هؤلاء بوزير الإعلام المحبوس انس الفقي في فندق الفورسيزونز يعرفها الجميع. وما علاقة دول الخليج العربية بتمويل هذه الصحف الجديدة؟
الإجابة السريعة التي نستطيع أن نخلص اليها أن من سيسيطر على الإعلام الجديد سوف يسيطر على الرأي العام، سوف يمرر ما يريد من أكاذيب، من سيسيطر على الإعلام سوف يؤثر في الانتخابات المقبلة، سوف يأتي برجاله الى البرلمان وقد يؤثر على صياغة الدستور الجديد.
الصحف والفضائيات الجديدة في حاجة الى نظرة من مجلس الوزراء والمجلس العسكري، كل ما نسعى إليه هو الشفافية، من أين جاءت هذه الأموال؟'.

رمضانيات: اللهم يا حسيب
يا رقيب اجعل الإعلام نهاية حبيب

وإلى الرمضانيات، وتسالي رمضان في ملحق 'أخبار اليوم' حيث قام صاحب - المقامات الكندوز لابن عزوز، محمود رضوان عزوز، برفع يديه للسماء وهو جالس في محل جزارته، ودعا بالدعاء الآتي: 'رمضــــان شـــهر كريم يستجاب فيه الدعاء، وأظن أن هذا الدعاء سوف يردده الشعب المصري عن بكرة أبيه: اللهم ياحسيب يا رقيب اجعل الإعلام نهاية حبيب، اللهم اجعله يمشي حافيا فلا يجد المراكيب ولا القباقيب، اللهم اجعل السجن مأوى اليــــوسفين والي وغالي السارقين الناهبين، اللهم اجعل العساكر تعشكهم والضباع تنهشهم والبراغيث تقرصهم، والحمير ترفسهم والكلاب تعضهم والعو يخضهم والمرض يهدهم والمخبرين تشدهم من قفاهم وتضربهم بدون تفاهم. اللهم اجعل أحمد بن نظيف يستحمى فلا يجد الماء ولا الصابون ولا الليف، اللهم اجعل جلده يأكله فلا يستطيع الهرش وإذا وجد الغطاء لا يجد الفرش، وأن يسرقوا من سيارته 'المارش'، فلا يجد من يزق!
اللهم سلط عليهم البق، اللهم مكننا من الهاربين منهم، اللهم اجعلنا نسمع أخبارا سيئة عنهم، اللهم اجعل الانتربول يعكمهم وسلط عليهم من لا يخافك ولا يرحمهم'.
ولأن خفيفي الظل يجتذبونني ناحيتهم دون أدنى مقاومة، فقد أجتذبني ملحق أخبار اليوم بما فيه.

حوار بين صفوت الشريف وسرور في السجن

ذلك أن زميلنا وصديقنا محمد حلمي أخبرنا بأنه كان في سجن مزرعة طرة، وسمع بأذنيه، وأنا أصدقه، حوارا دار بين خفيف الظل المحبوس الدكتور فتحي سرور وصديقنا صفوت الشريف، وكان الحوار كالتالي:
'- صفوت مفيش عرقسوس ولا تمر هندي يا دكتور سرور؟
- سرور: ليه يا صفوت بيه؟
- صفوت: علشان نسقعهم ونشربهم على الفطار.
- سرور: بصراحة أنا سألت قالوا لي خلصوا من السوق.
- صفوت: خلاص، نكلم المغربي يسقع لنا فدانين أرض نشرب منهم طول الشهر!'.
والمغربي هو وزير الإسكان المحبوس، ورجل الأعمال أحمد المغربي.

خضراوات سامة بأسماء رجال النظام

ومن الأخبار الأخرى الهامة، والموثوق فيها ما أمدنا به الشاعر والزجال خفيف الظل ياسر قطامش في صفحته - كان ياما كان - وهو: 'جاءنا من مراسلنا، اللهو الخفي أنه تم ضبط كميات كبيرة من الياميش الفاسد بالأسواق، منها بلح نظيف يجعل من يأكله يأكل مال النبي، ويقول عليه، ملبن، وقمر الدين عز يصيب من يأكله بسيخ حديد يقطع مصارينه، تين سرور يجعل من يأكله يرفع يده ويقول، موافقة، وعين جمل من بتاع موقعة الجمل، وهي عين قارحة وبحجة يجب فقعها، لابطال مفعول سمها،
وزبيب حصري، ماركة أنس الفقــــي يصيب من يأكله بالتفاهة، والتخلف، وفستق ماركة الشريف يدوب في البق ويجعل رأسك يهق، وخشاف حسين سالم بطعم ورائحة الغاز المصدر لإسرائيل، كما تم ضبط فوانيس ماركة العادلي تحتوي على قنابل مسيلة للدموع، وتغني اخترناك، اخترناك، ثم تفرقع في وجه حامليها'.

نبيلة عبيد تنفي تصريحات مريم فخر الدين
عن موافقتها على الزواج من حبيب العادلي

وبمناسبة قوانين العادلي، فقد كان موضع خلاف ومعركة بين الفنانتين مريم فخر الدين ونبيلة عبيد، ذلك ان مريم اتهمت نبيلة بأنها كانت تريد الزواج من حبيب العادلي، ولكنه تجاهلها، وذلك في معرض تصريحات مريم عن زواج العادلي من مطلقة ابنها أنوشكا بعد تعرفه عليها في نادي الجزيرة. وقالت نبيلة في حديث نشرته لها مجلة 'الكواكب' وأجراه معها زميلنا خالد فرج: '- هذا الكلام ليس له اي أساس من الصحة لأنني لم أعرف العادلي ولم ألتق به من قبل، فكيف كنت سأرغب في الزواج منه؟ وأثناء زيارتي لمريم في منزلها للإطمئنان عليها فوجئت بها تخبرني بأنها علمت أن أنوشكا قد تزوجت من حبيب العادلي فكان الرد الطبيعي لي وقتها' ودي شافته فين دي 'باعتبار ان أنوشكا مواطنة المانية والعادلي وزير مصري، فهل هذه الجملة تعني انني كنت أتمنى الزواج من العادلي؟! ووقتها أجابت بأن أنوشكا تعرفت على العادلي اثناء لعبهما التنس معا في نادي الجزيرة وبعدها انتقلنا بالحديث الى موضوع آخر.
وشعوري تجاهها تغير بعد كل ما قالته عني والذي لا أجد له تفسيرا حتى الآن، كما لا أعلم المغزى من حديث مريم فخر الدين عن طليقة ابنها في التليفزيون، وحتى لو فرضنا زواج أنوشكا والعادلي فمن المفترض أن الموضوع انتهى ولا داعي لحديثها فيه، وبالرغم من كل الافتراءات التي قالتها ضدي إلا انني أتمنى لها من كل قلبي دوام الصحة والعافية'.


وباء مصر.. مسلحون غير طيبين
صحف عبرية
2011-08-10




عقد الايجار لمقر حزب نور في المنصورة، المدينة الكبيرة في دلتا المصرية الواقعة على مسافة 145 كيلو مترا شمالي القاهرة، وقع الشهر الماضي فقط. الكراسي لا تزال مغطاة بالنايلون وتقف الى جانب الجدران الخضراء.
شريف طه حسن، الناطق بلسان الفرع المحلي للحزب الاسلامي والمحافظ المتشدد هذا، يجلس في غرفة الجلسات ويشرق بأسره، عندما نتحدث نحن عن فرص الحزب لان ينتخب للبرلمان في الانتخابات الاولى منذ سقوط نظام مبارك. انتخابات خطط لها في الخريف، ولكن الان ليس واضحا متى ستجرى.
'توجد قاعدة تأييد سلفية كبيرة في المجتمع المصري'، يقول حسن، 'عندما يفهم الناس من نحن وما هي اهدافنا، سينضمون الينا'، يضيف مبتسما. السلفيون اعضاء تيار متطرف للاسلام متأثر بالسعوديين، امتنعوا عن الانشغال بالسياسة حتى التحولات الاخيرة في مصر.
وقضوا بان الديمقراطية هي طريقة غير اسلامية مدعين بانه بدلا منها من واجب المسلمين اطاعة زعيمهم، حتى لو كان طاغية. ومقابل امتناعهم عن السياسة، منح شيوخهم تأثير في الخطاب الديني في مصر. اما الان فهؤلاء المحافظون المتشددون هم جزء من مجموعات مختلفة تكافح في سبيل قطعة من كعكة السلطة. وعلى نحو يشبه الاحزاب الدينية الاخرى، فانهم لا يعتمدون فقط على شعبيتهم في المساجد وفي قنوات التلفزيون بل يديرون حملة يقظة في مراكز المدن وفي المناطق القروية.
نشطاء حزب نور يطبعون يافطات زرقاء، يعدون آرمات انتخابات، ينظمون لقاءات جماهيرية، يبعثون بفرق طبية للقرى المظلومة، بل وحتى يدعمون الادوية في صيدليات مختارة فيما تحمل هذه الادوية الرخيصة الشعار الحزبي. وهم السلفيون الاوائل في مصر الذين تسجلوا كحزب، واقاموا حتى الان فروعا في 15 من أصل 27 محافظة في مصر ـ عدد اكبر من عدد الفروع التي اقامتها احزاب ليبرالية لا تزال منشغلة بالحملات على المستوى الوطني فقط.
يعطي حسن الانطباع بانه غير مشغول البال من الحاجة لتجنيد المؤيدين في الزمن القصير المتبقي حتى الانتخابات. هذا الرجل المدور والملتحي الذي يلبس بدلة سكنية لامعة، يعمل بلا كلل منذ شهر حزيران، عندما بدأ حزب نور يجمع خمسة الاف توقيع ضرورية لاقامة الحزب. وهو يتبجح فيقول: 'عندما وقع الناس لنا، تبرعوا بالمال ايضا'.

مسلمون غير طيبين

السلفية ليست ايديولوجيا ذات مذهب مرتب واحد وزعيم واحد، بل حركة محافظة واسعة تتضمن مذاهب متطرفة. فالسلفيون يتطلعون الى محاكاة طريق أصحاب النبي محمد في القرن السابع، السلفيين. في مصر تحظى مدرسة السلفية بالتأييد ولا سيما في بعض المناطق (مثلا، يتمتع نور بتأييد واسع في الاسكندرية، بينما حركة سلفية اخرى، الفضيلة، تحظى بتأييد في القاهرة). ولكن التعاون بين الحركات المختلفة يمكن أن يجلب المزيد من المؤيدين الى صناديق الاقتراع فيزيد كثيرا قوة السلفيين في السياسة.
السلفيون الذين يحاولون بلورة احزاب سياسية، اجتهدوا حتى الان للامتناع عن الانشغال في مواضيع موضع خلاف. ومع ذلك، منذ وقت غير بعيد اطلق شيوخ السلفية تصريحات متشددة في وسائل الاعلام المصرية، عن امكانية انتخاب رئيس قبطي وعن حق النساء في نيل مواقع القوة. وأثبت السلفيون كم يمكن لهم أن يكونوا خطرين، حين عين حاكم مصري في قنا جنوب مصر. فقد قاد السلفيون مظاهرات عنيفة على مدى عدة ايام ومسوا بالسكان المسيحيين. أذن مسيحي واحد قطعت، عندماحاولوا ان يفرضوا عليه 'عقابا اسلاميا'.
مهما كان عددهم، فان وجود الاحزاب الاسلامية المتطرفة في البرلمان المصري القادم، سيؤثر كثيرا على الخطاب السياسي في الدولة المحافظة على أي حال. ناهيك عن ان هذا البرلمان سيكون الهيئة التي تقرر هوية مجلس المائة، الذي سيصيغ الدستور المصري الجديد. 'السلفيون سيجرون البرلمان يمينا في محاولة لصياغة هوية الاسلام الحقيقية حسب رؤيتهم'، يقول شادي حميد، الباحث في مركز بروكينز في الدوحة. 'في اللحظة التي يعنى بها الحوار في الشؤون الدينية وبالنصوص الدينية، يمكن للسلفيين أن يتصدروه لانهم يتمتعون بتفوق هام في هذا المجال. وهذا في واقع الامر هو الخطر. فمع أنهم لا يمثلون معظم المواطنين المصريين، فانهم سيتمتعون بقوة غير متوازنة. نفوذهم سيظهر أساسا في كل ما يتعلق بحقوق النساء والقوانين المتعلقة ببيع وتعاطي الكحول. الناس سيخشون من تسميتهم مسلمين غير طيبين'.
في عيادته في مدينة الاسكندرية، يحاول نشيط الحزب الكبير يسري حمد ان يشرح الفارق بين المعتقد الاصولي للجماعة والسياسة الداخلية التي سيتبعها. وحمد يتطابق والنظرة المسبقة للمسلم المتشدد في محافظته، بلحيته السميكة وبابهته. للقاء معنا جاء حمد مع طارق شعلان، عضو في الحزب يتكلم الانكليزية وحليق. الرجلان يصران على أنه اذا ما صعد حزب نور الى الحكم، فلن يفترض زعماؤه على أحد العيش حسب تفسيره للشريعة الاسلامية. ومع ذلك، فالحزب سيعلم المصريين كيف يكونون مسلمين وهو موضوع اهمل على مدى عشرات السنين من الانظمة الطاغية والعلمانية. وهكذا مثلا، يقولون انهم لن يفرضوا على أي امرأة اعتمار النقاب أو حتى الحجاب، ولكن 'سيعملون على تقدم التقاليد في مصر'.
في هذه المرحلة يوقف شعلان الحديث كي يلقني درسا في التاريخ. 'أتعرفين أنه قبل 1919 كان الجميع في مصر متحجبين مسيحيين، يهودا ومسلمين؟'. غطاء الرأس، يضيف شعلان، دفع الى الامام بالذات حقوق النساء، لان النساء الجميلات حظيت بمعاملة أفضل. فعندما تعتمر المرأة الحجاب وتلبس الملابس الواسعة فانها تحفظ جمالها لزوجها وتثبت أنها تحمي شرفها. 'فهي لا تحتاج لان تكشف عن نفسها، وعذرا أني استخدم هذه الكلمة، المثيرة للجنس، كي يحترمها الاخرون أو يتعاطوا معها'، يضيف شعلان.
هل تعتقد ان الامر ينطبق على الرجال، أسأله.
شعلان يتردد في اجابته. 'انتِ لن تتعاطي مع الرجل بشكل مختلف اذا كان جميلا، ولكن الرجال يتعاطون مع النساء على نحو مختلف في مثل هذه الحالات'. كلنا نعرق عدم ارتياح عندما يحاول رجلان تسوية مبادئهما الدينية مع الحياة اليومية.
أنا، حمد وشعلان ننتقل للبحث في نظرية القانون الاسلامي. وأخيرا يعترف حمد بان حزب نور يعتزم محاولة فرض تفسيره المتطرف للاسلام في مصر، تفسير يتضمن تأييدا للعقاب القديم مثل جلد الزاني وقطع يد السارق. 'ولكن هذا لن يتم فورا'، يقول لي حمد. أولا، يقول، حزب نور يخطط لمعالجة المشاكل الاقتصادية العسيرة في الدولة، تقليص المشاكل التي تدفع الى التدهور نحو الجريمة. وبالفعل، بعد ذلك تناول موضوع العقاب أيضا.
ومع أن أجوبة أعضاء الحزب تبدو مدحوضة، يبدو أن معظم المصريين يتفقون معهم. معظم النساء في مصر يغطين رؤوسهن منذ الان. في نيسان الماضي كشف استطلاع لمعهد الاستطلاعات الامريكية 'بيو' النقاب عن أن 62 في المائة من المصريين يؤمنون بان 'على القوانين ان تكون متطابقة مع ما ورد في القرآن'. هذا، باختصار، هو مذهب حزب نور. السؤال المطروح هو هل المصريون الذين يؤيدون المبادىء الدينية المتصلبة هذه، سينتخبون أيضا أحزابا تسعى الى جعلها قانونا.

نهاية الاحتكار

قبل ان يخرج المصريون الى الشوارع لاسقاط الرئيس حسني مبارك، كان الخيار الوحيد للمقترع الديني هو مرشحو حركة الاخوان المسلمين، الذين تنافسوا بشكل مستقل في الانتخابات البرلمانية. ورغم محاولات النظام تقييد مشاركتهم في الساحة السياسية من خلال منع الاحزاب الدينية، كان 'الاخوان' الحركة الاسلامية الاكثر تنظيما في الدولة. في هذه الايام يوجد 'الاخوان المسلمون' في مركز الخريطة السياسية وبدأوا ينقسمون الى أحزاب صغيرة. ظاهرة الاحزاب السلفية حطمت احتكار 'الاخوان' وفتحت الباب امام آراء متطرفة اخرى. مع أن الانضمام الى السياسة كفيل بان يكبح جماح مواقفهم المتطرفة، فانه كفيل ايضا بان يدفعهم الى ان يطلقوا العنان لمواقفهم بقوة أكبر. 'كلما كان لديك أحزاب اسلامية، فانها ستتنافس الواحد مع الاخر لتثبت بانها اسلامية أكثر من الخصوم'، يقول الباحث من معهد بروكينز، 'هذا ما يحصل في مثل هذه الاوضاع'.
قد يسير السلفيون في أعقاب حركة 'الاخوان المسلمين' التي لطفت حدة مبادئها المتصلبة، كيفت نفسها مع الواقع المعقد للحياة اليومية، وبدأت تنشغل ايضا في خطط التنمية الاقتصادية والزراعية. ولكن حاليا، يبدو ان الانتفاضة الشعبية التي تصدرها الشباب الليبرالي المحب للفيس بوك، منحت الاسلاميين المتطرفين في مصر فرصا جديدة لم تكن لديهم حتى الان.

معاريف 10/8/2011

-------------------

الانقلاب علي مباديء الثورة‏!‏
بقلم: السيد يسين
الاهرام
11/8/2011
تأكد ما قررناه من قبل‏,‏ من أن اليوم التالي للثورة‏,‏ لا يقل أهمية عن يوم اندلاع الثورة‏!‏ وهكذا فإن يوم‏25‏ يناير سيسجله التاريخ باعتباره رمزا ساطعا علي ثورة الشعب المصري‏,‏ بقيادة طلائعه الشبابية الثورية علي النظام السلطوي الاستبدادي الذي ترأسه الرئيس السابق مبارك لمدة ثلاثين عاما كاملة‏.‏

كان شعار الثورة الأساسي هو الشعب يريد اسقاط النظام. وهذا الشعار في ايجازه المعجز لا يعني إسقاط رأس النظام وحسب, وقد سقط فعلا, بل إنه يحاكم الآن محاكمة وصفت بحق أنها محاكمة القرن, بل يعني في المقام الأول إسقاط سياسات النظام التي أدت إلي قهر الشعب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
ومن المؤكد أن التغيير الجذري لسياسات النظام السابق لم يبدأ بعد, لأن كل الأطراف السياسية مشغولة بمشكلات الحاضر المعقدة التي تلت حدوث الثورة, ولم تعط الوقت الكافي لرسم استراتيجية للمستقبل.


وحتي بالنسبة للمستقبل القريب, وأعني خطة الطريق التي رسمها المجلس الأعلي للقوات المسلحة, والتي تتمثل في إجراء انتخابات أولا لمجلسي الشعب والشوري, وتشكيل لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد, وانتخاب رئيس جديد للجمهورية, هذه الخطة كانت محل خلافات شديدة. فقد انقسمت التيارات السياسية في مجال المفاضلة بين الدستور أولا أو الانتخابات أولا. وأيا ما كان الأمر, فإن تأمل المشهد السياسي الراهن في مصر لابد أن يسلمنا إلي نتيجة قد تبدو صادمة للكثيرين, وهي أنه قد حدث في الواقع انقلاب علي مباديء ثورة25 يناير. وهذا الانقلاب لم يحدث دفعة واحدة, ولكن اكتملت حلقاته عبر مجموعات متتالية من الشعارات والممارسات, أدت بنا إلي هذا الموقف الذي تبدو فيه ثورة يناير في مفترق الطرق. وأول تجليات هذا الانقلاب هو الشعارات التي رفعتها بعض التجمعات السياسية الثورية ضد المجلس العسكري للقوات المسلحة, مطالبة بإسقاطه وتشكيل مجلس رئاسي مدني.وهذا المطلب مضاد تماما لشعار الثورة الأكبر, الجيش والشعب إيد واحدة.

كان هذا شعارا تلقائيا صادقا بحكم إدراك شباب الثورة أن القوات المسلحة وقفت مع ثورة الشعب منذ أول لحظة, وهي التي مارست دورها التاريخي في الضغط علي الرئيس السابق حتي يتنحي, وهي التي قررت محاكمته محاكمة عادلة وعلنية.وشاهدت الملايين مبارك ونجليه ووزير الداخلية السابق وأركان وزارة الداخلية في قفص واحد, يحاكمون وفق الإجراءات القانونية الراسخة التي تطبقها بكل اقتدار محكمة الجنايات برئاسة مستشار مشهود له بالقدرة علي التطبيق الحاسم والمنصف للقانون.غير أن هذه المحاولة الخائبة لدق إسفين بين الشعب والجيش, والتي شارك فيها للأسف مثقفون متطرفون ممن قفزوا علي قطار الثورة المنطلق لم تنجح, بعدما تبين أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة جاد تماما في تطبيق خطة الطريق التي ستفضي إلي تسليم الحكم إلي حكومة منتخبة بعد الانتهاء من الانتخابات.
غير انه أخطر من ذلك برزت مشكلة المظاهرات المليونية والاعتصامات في ميدان التحرير.وإذا كان صحيحا أن التظاهر والاعتصام أصبح حقا من الحقوق التي رسختها ثورة25 يناير, إلا أن هناك فرقا حاسما بين الثورة والفوضي.



وقد جنحت بعض المظاهرات والاعتصامات إلي الفوضي ومن أبرز مظاهرها إغلاق ميدان التحرير أمام حركة السيارات, وإغلاق مجمع التحرير عدة أيام قبل فتحه من جديد, مما عطل مصالح المواطنين, وأخطر من ذلك كله قطع بعض الطرق العامة مثل طريق السخنة القاهرة مما دفع بالقوات المسلحة إلي فتحه بالقوة. تماما مثلما فضت القوات المسلحة اعتصام ميدان التحرير بالقوة, بعد أن تحول إلي ميدان يعج بالفوضي, وتقوم فيه المعارك بين شباب الثوار والبلطجية.
هذه حوادث جرت تحت أعيننا وبينتها شاشات التليفزيون, غير أنه أخطر منها ظاهرة المظاهرات المليونية, التي ترتب عليها انقسام خطير بين القوي السياسية التي دعمت الثورة ودافعت عن مشروع تغيير النظام.


المظاهرة المليونية التي اتفق علي أن تتم في ميدان التحرير بين القوي الليبرالية والقوي الدينية لإثبات الوحدة بينها, وبدون رفع شعارات خاصة, سرعان ما تحولت إلي مظاهرة سادتها الشعارات الدينية التي تدعو إلي تطبيق الشريعة وإنشاء دولة إسلامية دينية, مما أدي إلي انسحاب عديد من ممثلي الائتلافات الثورية الشبابية احتجاجا علي نقض الاتفاق. وهذه الواقعة تعد في ذاتها انقلابا علي مباديء الثورة, التي ركزت علي وحدة الشعب بكل أطيافه السياسية ضد النظام السلطوي السابق. غير أن المظاهرة التي سببت الانقسام وفتحت أبواب الصراع السياسي والتي قادها السلفيون والإخوان المسلمين,


أدت إلي اتجاه ائتلافات الثورة والأحزاب السياسية الأخري إلي التحالف مع الصوفيين لتنظيم مظاهرة مليونية أخري يوم الجمعة الموافق12 أغسطس2011, للرد علي المظاهرة الأولي تحت شعار ضرورة إقامة التوازن بين القوي السياسية المختلفة. ومن المؤشرات كذلك علي الانقلاب الذي تم علي مبادئ الثورة وأهمها عدم اللجوء إلي القضاء الاستثنائي وأهمية محاكمة أي متهم أمام قاضية الطبيعي, أنه ظهرت دعوات لإعادة تفعيل قانون الغدر وهو قانون قديم صدر منذ سنوات بعيدة حتي يطبق علي عدد كبير من السياسيين من أعضاء الحزب الوطني, لمنعهم من ممارسة النشاط السياسي. غير أنه أخطر من ذلك كله الدعوات الملحة من عديد من ائتلافات الثورة بضرورة تطهير جهاز الدولة الإداري والجامعات والإعلام وحتي القضاء من فلول النظام القديم. والتطهير هنا معناه إعداد قوائم بأسماء الذين سيتم عزلهم من وظائفهم, والواقع أنه يخشي إذا ما طبقت فعلا هذه الدعوة, أن تؤدي إلي تأسيس مكارثية مصرية, ستؤدي إلي أن يؤخذ الناس بالشبهات, وبغير توجيه تهم محددة ينص عليها القانون, طبقا للقاعدة الراسخة أنه لا جريمة بغير نص. وهذا في حد ذاته ضد قواعد العدل الذي هو أحد المطالب الأساسية لثورة25 يناير. بعبارة موجزة ما يحدث في مصر الآن هو بكل تأكيد انقلاب علي مباديء ثورة25 يناير.


ومن ثم تدعو الحاجة الضرورة إلي ترشيد الخطاب الثوري, واعطاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة ووزارة الدكتور عصام شرف الذي رشحه ميدان التحرير ليكون رئيسا للوزراء الفرصة الكاملة لإعداد البلاد للإنتخابات القادمة والتي ستفرز القوي السياسية المعبرة فعلا عن الإرادة الشعبية, ونرجوأن تكون هذه الإرادة ممثلة لتطلعات ائتلافات الثورة في تأسيس دولة مصرية ديموقراطية حقا


Post: #27
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-14-2011, 06:06 AM
Parent: #26

الإسلاميون يجهزون صفوفهم للدفاع عن التعديلات الدستورية..

مطالب للجيش بالعودة للثكنات
حسام عبد البصير
2011-08-12



القاهرة - 'القدس العربي' :

بينما فريق التحقيقات يقوم على قدم وساق في دق مسمار أخير في نعشه أمام المحكمة يسعى الرئيس المخلوع مبارك بجهد شخصي في كتابة مذكراته لعله ينجح في أن يضع اسمه بين الزعماء المخلصين لأوطانهم ..لا يساعد مبارك في محاولته اليائسة تلك أي من اعوانه السابقين فقد اصبح أفراد جيشه المنافقون ما بين مسجون وهارب بينما يمضي هو في معركته الأخيرة بلا زاد ولا زواد اللهم إلا أمرأة طاعنة في السن كانت حتى وقت قريب قادرة على بث الرعب في روح الملايين قبل ان تهزمها أحلامها التي هوت على رأسها بعد أن وصل القدر لأرض الميدان وقال كلمته في اللحظات الأخيرة ليفسد المسرحية الهزلية التي كان تعدها مع فريق من أشهر اللصوص والقتلة الذين عرفتهم مصر منذ نشأتها.. يبقى السؤال وجيهاً ماذا سيقول مبارك في مذكراته عن شعبه وهل سيلقي الضوء على ضحاياه الذين أمر زبانيته بقتلهم أيام الثورة؟

وهل هناك متسع في ذاكرة مبارك ليرصد أنباء الملايين الذين قضوا بأمراض فتاكة مثل الكلى والسرطان والكبد نتيجه لإطعامه لشعبه نفايات العالم طيلة عقود ثلاثة؟.. ماذا سيكتب مبارك في مذكراته عن الإسلاميين الذين تعرضوا لتعذيب ممنهج على مدار عصور في مملكة الرعب التي كان يرأسها.. هل بوسعه أن يبوب فصلاً لخياناته التي مازالت آثارها تتمدد على الخريطة في العراق وقطاع غزة ولبنان حيث الملايين حوصروا وجوعوا وسقطت عواصم ومدن كخدمة مجانية من مبارك لأسياده في تل أبيب وواشنطن.. بالتأكيد مبارك سيكتب مذكراته التي لن يقرأها أحد لأن التاريخ أسرع في إنجاز تلك المهمة عنه.. مذكرات مبارك مآلها للزبالة ،أما خياناته فستكون دروساً في المناهج الدراسية خلال المستقبل القريب.. وقد تناولت صحف الأمس الكثير من التقارير حول مبارك وأعوانه، والجديد في قضايا فساد عصره بالاضافة لموضوعات اخرى من بينها رفض التيار الاسلامي الاعلان الدستوري المرتقب وحالة الوئام في العلاقة بين الكنيسة والصوفيين من جانب والاخوان والمجلس العسكري من جانب آخر.. شهر رمضان تحتفي به الصحف على نحو خاص حيث تعد له الصفحات المتخصصة، أما الحوادث فلا تتوقف في شهر الصوم.
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضها التام لأية مواد حاكمة أو مقيدة للدستور أو للجنة المعنية بصياغته. وقال الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة ـ في تصريحات لـ 'الأهرام':

ان اقتراح الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء إذا كان يتضمن التفافا حول التعديلات الدستورية الأخيرة أو إضافة مواد أخرى فهو مرفوض جملة وتفصيلا، ولكن إذا تضمن مقترحات للدستور الجديد بعد الانتخابات البرلمانية فهذا أمر طبيعي فاللجنة تتلقى مقترحات للاستعانة.
وفيها يخص استعداد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونائبه اللواء سامي عنان للحضور للمحكمة للشهادة في قضية قتل المتظاهرين، ذكر محمود حسين أن هناك محاولات من محامي الرئيس المخلوع ورموز نظامه لتوسيع دائرة المحاكمات والمماطلة فيها، كطلب شهادة طنطاوي وعنان، وهذا أمر طبيعي. ومن جانبه، وصف عبد المنعم عبدالمقصود محامي الإخوان المسلمين، الزج بالقوات المسلحة في أية تهم بأنه لعب بالنار ومحاولات لهدم المؤسسة العسكرية ومصر، مثلما يحاول آخرون هدم وتشويه مؤسسة القضاء. وأضاف عبد المقصود ـ في تصريحات لـ 'الأهرام' ـ أنه لابد أن نفرق بين فترة ما قبل تنحي مبارك وما بعده، وبين المجلس العسكري كمؤسسة تدير البلاد حاليا وبين الجيش كمؤسسة عسكرية، فالقوات المسلحة بمجلسها العسكري ساندوا الثورة وحموها وحقنوا دماء المصريين، بخلاف ما يحدث في البلدان الأخرى التي تورط فيها الجيش في قتل المواطنين وهدم الثورات. وأوضح أن مسألة إعلان طنطاوي وعنان استعدادهما للشهادة متروكة للمحكمة التي من حقها أن تقرر حضورهما أو عدمه طبقا لجدوى الحضور وإفادته للقضية، محذرا من محاولات تشويه قواتنا المسلحة لأن هذا ليس من مصلحة مصر.

عمرو موسى يتناول الإفطار على مائدة رحمن

أهلا بك يا ريس جمهورية إمبابة بترحب بيك، كان أبرز الهتافات التي دوت في الحي على مدى 500 متر قطعها عمرو موسى المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة موسى نزل من سيارته مترجلا من دون حراسة ووسط حشود السكان في شوارع جانبية ضيقة، وصولا الى شارع جامع الصلاح حيث المائدة البسيطة التي أقامها سكان المنيرة.
صعد موسى الى المنصة، قبل رفع أذان المغرب بعشرين دقيقة وسط تصفيق حاد من السكان الذين اعتلوا الأسطح والشرفات، قائلا أنا موجود بينكم اليوم لأستمع إليكم وأعيش مشاكلكم وأعمل على حلها، ثم داعبهم بخفة ظله المعهودة قائلا: المغرب أذن ولا لسه، فردوا باقي خمس دقائق، فقال هنفطر ولا هنتكلم، فردوا الاتنين ياريس.
وبعد تأديته صلاة المغرب بالمسجد المجاور، جلس بين سكان الحي وتناول الأفطار، ثم صعد الى المنصة ليدور حديث عن العشوائيات والفقر والبطالة والصحة والتعليم، لم يقطعه غير صوت المطرب شعبان عبد الرحيم، الذي أفلته مواطن فجأة من إحدى السماعات الكبيرة، ليتراقص الحاضرون على أنغام بحب عمرو موسى علشان راجل أصيل وقايلها زمان في غنوة أنا بكره اسرائيل.. لو شفت عمرو موسى هتحس أنه أخوك أو صاحبك أو زميلك أو عمك أو أبوك.. بحب عمرو موسى الطيب الحسيس وإن شاء الله هينجح وهوه ده الرئيس.

مهندس يتهم أمن الدولة بتعذيبه بالأقمار الصناعية

في بلاغ مثير تقدم مهندس معماري ببلاغ الى المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام يتهم فيه جهاز أمن الدولة المنحل وجهاز الأمن الوطني الحالي بتعذيبه منذ أكثر من 3 سنوات من خلال استخدام تقنيات متقدمة جدا متصلة بالأقمار الصناعية تتحكم في أعضاء جسده عن بعد، تم عرض البلاغ على النائب العام الذي قرر احالته الى لجنة فنية.
وأشار في بلاغه الى أنه فقد وظيفته بسبب ما يتعرض له من انتهاكات من خلال تعذيبه مما يجعله يفقد السيطرة على تصرفاته، كما أوضح أن هناك مواقع على شبكة الإنترنت تهتم بهذه الموضوعات وأن الأجهزة السيادية بالبلد على علم بهذا الأمر الذي لا يصدقه عقل.
وأضاف المهندس سمير في البلاغ أنه تقدم بعدة شكاوى الى جميع المسؤولين وقامت إحدى الجهات السيادية بسماع أقواله ولم يتهمه المحقق بالبلاغ الكاذب أو بأي مرض نفسي ووعدني برفع الموضوع لأعلى المستويات لكن التعذيب والتهديد ما زال مستمرا حتى الآن.
وأضاف المهندس في بلاغه أن للأقمار الصناعية التجسسية قدرات مذهلة وسرية منها التصوير الى داخل المباني والتقاط الأصوات وقراءة عقول البشر والسيطرة على عقول البشر كهرومغناطيسيا بواسطة الموجات وهناك مقالات لكتاب أجانب على الإنترنت تثبت صحة البلاغ.

مرشح رئاسي يطالب بعودة الجيش لثكناته

اكد الدكتور عبد المنعم ابوالفتوح المرشح المحتمل لمنصب رئيس الجمهورية ان الجيش المصري فرضت عليه ظروف الثورة ان يدير الوطن في المرحلة الانتقالية.
واضاف انه بمجرد اقامة النظام السياسي بإجراء الانتخابات البرلمانية، والدستور، والانتخابات الرئاسية يجب أن يعود الجيش الى مهمته الاسمى والى ثكناته ليحافظ على امن وحدود مصر. اكد ابوالفتوح انه يجب ان نفرغ طاقتنا وقدرتنا وامكاناتنا لبناء الوطن الديمقراطي القائم على القانون والقضاء المستقل والبرلمان المنتخب والذي يعبر عن ارادة الشعب، وحكومة ورئيس دولة منتخبين ايضا. واشاد بالدور العظيم الذي لعبه الجيش في ثورة 25 يناير، حيث اعلن من اول يوم انحيازه الكامل لثورة الشعب التي حررت هذا الوطن والشعب من الاستبداد والفساد واطاحت برموزه.

الإسلاميون يعلنون الحرب على 'الإعلان الدستوري'

هددت التيارات الإسلامية بتنظيم مليونيات 'غير هادئة' وتصعيد مواقفها، رداً على إعلان الدكتور علي السلمي، نائب رئيس مجلس الوزراء، عزم الحكومة إصدار إعلان دستوري جديد بعد موافقة القوى السياسية.. قال الدكتور محمد سعد الكتاتني، الأمين العام لحزب 'الحرية والعدالة' التابع لجماعة الإخوان المسلمين، إن الحزب سينزل ميدان التحرير وكل ميادين مصر، إذا تم إقرار 'المبادئ فوق الدستورية'، وأضاف في تصريحات أمس نشرتها عدة صحف من بينها 'الأهرام' و'المصري اليوم' أن الحزب يرفض أي محاولات لمصادرة إرادة الشعب. ووصف المبادئ فوق الدستورية بأنها اعتداء على حق الشعب في دستوره، وأكد أن رد الفعل نحو هذه التحركات سيكون 'شعبياً غاضباً'، وأن الشعب لن يتنازل عن حماية مكتسبات ثورته.
وذكر المهندس عاصم عبد الماجد، مدير المكتب الإسلامي للجماعة الإسلامية، في تصريحات لـ'المصري اليوم' أن حديث السلمي عن الإعلان الدستوري الجديد يعني الاتجاه إلى التزوير، وأن المبادئ التي يتضمنها تمثل فرصة لـ'التدليس والوقوف ضد الإرادة الشعبية'، وتطبيقها يعني أن مبارك ونظامه لايزال يحكم البلاد..وقال عبد الماجد: 'الحكومة تجلس مع 48 ائتلافاً ليست لها أرضية، وتصر على تزوير إرادة الشعب التي أعلنها في استفتاء 19 مارس، والقوى الإسلامية والسياسية التي خرجت في جمعة 29 يوليو ستصعد بكل ما أوتيت من قوة ولن تسمح بطاغوت جديد يحكمها، ولن تكون المليونيات المقبلة هادئة.

نقطة اللاعودة بين تياري 'الاستقلال' و'الزند'

قال المستشار أحمد مكي، نائب رئيس محكمة النقض السابق، إن تيار استقلال القضاء يواجه فريقا يرى القضاء مجرد مهنة 'لأكل العيش'، رافضا انتقادات بانتمائه إلى تيار أسسه المستشار يحيى الرفاعي الذي يواجه اتهامات بشق صفوف القضاة. وقال مكي، رئيس اللجنة، التي شكلها مجلس القضاء الأعلى لصياغة تعديلات قانون السلطة القضائية في تصريحات خاصة أمس، إنه من دواعي فخره الانتساب لتيار المستشار الرفاعي باعتباره أحد المؤمنين بأن القضاء رسالة وليس مهنة 'أكل عيش'.. وأضاف 'نحن التيار الذي دعا لنزاهة الانتخابات ووحدة الصف'، متسائلاً: 'من أي تيار آخر كان ينبغي تشكيل لجنة لمراجعة قانون السلطة القضائية.. تيار الاستقلال أم التيارات الأخرى؟!'. وقال رئيس لجنة تعديل القانون: 'من أبرز مطالب الفريق الآخر عودة لقب مستشار بدلاً من قاض، وزيادة الرواتب'، معتبراً المطالبات بعدم التعجل في تعديل قانون السلطة القضائية قبل الانتخابات، بدعوى أن القضاء حاليا مستقل، مؤشراً على رؤية الفريق الآخر لأوضاع القضاء حالياً.
في المقابل، انتقد المستشار عزت عجوة رئيس نادي قضاة الإسكندرية مصطلح استقلال القضاء، معتبرا هذه الدعوى باطلة، مضيفاً: 'القضاء ليس محتلا حتى يظهر تيار يسمى الاستقلال'.
الإخوان لا يعتبرون الموسيقى شراً

أكد حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، خلال ندوة بمعرض الكتاب عقدت، أمس الأول، تحت عنوان 'الرؤى الثقافية في برامج الأحزاب' - أهمية نشر الثقافة، مؤكدا سعيه لدعم المسرح والسينما، وأن الموسيقى 'ليست شرا على الإطلاق'، أعلن الحزب الاشتراكي المصري رفضه فرض أي 'قيود دينية أو سياسية' على حرية التعبير. وقال الدكتور أحمد أبو بركة، القيادي بحزب الحرية والعدالة، إن حزبه يقوم على المرجعية الإسلامية في أسسه وضوابطه.وأكد أبو بركة أن الحزب سوف يعمل على تفعيل حقوق الملكية الفكرية، ودعم صناعة الفيلم الذي يتناول هموم المصريين، وحماية تراث السينما المصرية، ودعم مسرح الدولة وتخفيض تذاكر الحضور. وأشار إلى اهتمام برنامج الحزب الثقافي بالموسيقى والغناء، وقال إنها 'ليست شرا على الإطلاق وهي أهم آليات تنمية الذوق والرقي'.

دفاع 'مبارك' يطالب بالكشف عن بلطجية الثورة

طالب يسري عبد الرازق، المحامي المتطوع للدفاع عن الرئيس السابق حسني مبارك، في دعوى قضائية أقامها أمام محكمة القضاء الإداري بإلزام المجلس العسكري بصفته القائم بشؤون البلاد ورئيس الوزراء ووزيري الصحة والداخلية الحالي ورئيس مصلحة الطب الشرعي بصفتهم بتقديم أسماء من قتلوا أو أصيبوا في الفترة من 25 يناير حتى 19 مارس وطريقة قتلهم وإصابتهم ومكان الإصابة أو القتل.. وقال عبد الرازق، في دعواه، إنه يطالب باستخراج الصحيفة الجنائية لكل مصاب أو قتيل حتى يتبين هل هؤلاء من الخارجين على القانون وما إذا كانوا اقتحموا أقسام الشرطة لتهريب المتهمين أم من المتظاهرين سلميا بميدان التحرير، بالإضافة إلى بيان من هو الشهيد ومن الذي يستحق صرف التعويضات وحضور من يمثله في الادعاء المدني لمحاكمة الرئيس السابق ومن هو المعتدي أو البلطجي الذي لا يستحق هذا.

محافظ يتناول الافطار مع الاخوان

في سابقة هي الأولى من نوعها، حضر اللواء صلاح الدين المعداوي، محافظ الدقهلية، والجهاز التنفيذي بالمحافظة إفطار جماعة الإخوان المسلمين، الذي أقيم مساء أمس الأول بنقابة الأطباء في طلخا، فيما تغيبت القوى السياسية وأعلن بعضها المقاطعة. ووصف المحافظ حفل الإفطار بأنه 'حفل وطني من الدرجة الأولى'، لأن 'فيه الإخوان المسلمين والإخوان المسيحيين والأخوات المسلمات والشباب وكل فئات الشعب، بفضل ثورة 25 يناير'.. وقاطع المستشار طارق يوسف، نائب رئيس مجلس الدولة، كلمة المحافظ، قائلاً: 'إذا كانت شرعيتك الثورة فأهلاً وسهلاً، وإذا كانت شرعيتك هي المجلس العسكري فإلى المحاكم، لأننا لن نقبل عسكرة هذا الوطن'، فرد المحافظ قائلاً: 'أستمد شرعيتي من الثورة، وأنهيت عملي بالقوات المسلحة في 15 أغسطس 2010، وانتقلت للحياة المدنية، فهذا ليس عسكرة إطلاقاً، فقد أنهيت خدمتي في خدمة الوطن، وجئت لأكمل خدمتي مع أهل وطني'.

الصوفيون يطلقون مبادرة لتوحيد التيار الاسلامي

قال الدكتور محمود أبو الفيض، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، شيخ الطريقة الفيضية: 'إن الطرق الصوفية بصدد إطلاق مبادرة لتشكيل مشروع وحدة الفصائل والتيارات الإسلامية برعاية مؤسسة الأزهر، وتحت راية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر'.
وأضاف أن الطرق الصوفية لديها رؤية مستقبلية للمشروع بعد موافقة شيخ الأزهر عليه، بحيث تكون لكل التيارات منهجية واحدة في التحرك، وأكد أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية بادر وتبرأ من المليونية الصوفية لعدم التسبب في فتنة وشق الصف الإسلامي، فالتيار الإسلامي بعد الثورة لا يمكن أن يصبح منقسما في هذه الفترات الحرجة، متهما ما سماها أطرافاً خارجية بالسعى لوضع التيارات الإسلامية في مواجهة أنفسها.
وأكد الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمي للجبهة السلفية، أن هناك اتصالات تجري بين السلفيين والمجلس الأعلى للطرق الصوفية قبل قرار المجلس رفض المشاركة في المليونية الصوفية التي دعت إليها الطريقة العزمية..وأضاف أن تبرؤ المجلس الأعلى من دعوات الفتنة يمكنه المساهمة في تقوية العلاقات بين الصوفيين والسلفيين، ما سيعمل على تشكيل جبهة واحدة للاعتراض على الوثيقة الحاكمة للدستور، والتحالف في انتخابات مجلسي الشعب والشورى المقبلة.

غرباء على الثورة

يحذر الكاتب محمد سلماوي في زاويته بـ'المصري اليوم' من انطفاء جذوة الثورة ويرى في بقاء ميدان التحرير حضناً للثوار أمراً هاماً. يضيف: من الحقائق الغريبة في ثورتنا أن من قاموا بها ليسوا هم من يطبقون سياساتها، ففي عام 1952 مثلاً قام الضباط الأحرار بالثورة ثم تولوا زمام الأمور كي يطبقوا ما نادوا به، أما في ثورة يناير فإن جموع الشعب التي التفت حول الشباب مفجر الثورة طرحت مطالبها وتركت لمؤسسات الدولة الدستورية مهمة تحقيق هذه المطالب، وبقيت هذه الجموع في الميدان تمثل ضمير الثورة الحي الذي يضمن أن جذوتها ما زالت متقدة، وهكذا أصبح النزول إلى ميدان التحرير هو وسيلة الثورة الوحيدة للتعبير عن تواجدها، فليس للثوار حتى الآن حزب رسمي يعبر عنهم ولا منبر إعلامي يتحدث باسمهم، وإن ادعت بالطبع كل الأحزاب أنها تتبنى مطالب الثورة وزعمت كل الأبواق الإعلامية أنها تتحدث باسمها.. يضيف سلماوي على أن الخطر الحقيقي الذي يحيط بهذه الصيغة المبتكرة التي ابتدعتها الثورة في التعبير عن وجودها وفي الإبقاء على شعلتها هو أن تنحصر الثورة في التحرير، ويقتصر وجودها على هذا الميدان دون أن تتغلغل في بقية شوارع الحياة السياسية التي هي المجال الحقيقي للعمل العام، وهكذا تنشغل قوى الثورة بترتيبات النزول إلى التحرير من أسبوع لأسبوع، وتلتهي بالمناقشات التي تحيط بها والمشاكل الناجمة عنها، بينما تواصل قوى أخرى سواء كانت الاتجاهات الإسلامية أو بقايا الحزب الوطني المنحل العمل بهمة ونشاط في الشارع السياسي بما يضمن لها تواجداً قوياً في الواقع السياسي.

فلول المعارضة ما زالت في مواقعها

الجميع يعلن الحرب على رموز الحزب البائد في كل مكان غير أن أحزاب المعارضة تعج ببقايا النظام وهو ما تحذر منه سحر جعارة في زاويتها بـ'المصري اليوم' فقد كتبت: ان المعارضة المصرية كانت تعاني أمراض النظام البائد نفسها، من ديكتاتورية وقيادات شاخت في مواقعها، وانعدام القاعدة الجماهيرية اللهم إلا القليل منها، مما جعل حركات مثل: '6 أبريل' و'كفاية' عنوانا للحراك السياسي ونواة لثورة 25 يناير. فإن شئنا تطبيق 'قانون الغدر'. وتطالب سحر بضرورة معاقبة بعض رموز المعارضة الذين تنطبق عليهم تهمة 'إفساد الحياة السياسية' هذا أحد الأسباب التي دفعت بعض المنظمات الحقوقية لرفض 'قانون الغدر'، لأن المادة الأولى منه حتى بعد تعديله - فضفاضة لا تحدد جريمة الإفساد السياسي بألفاظ واضحة. وبالتالي يمكن استخدام القانون، (الذي تم استدعاؤه من ذاكرة التاريخ)، كأداة لتصفية المعارضين السياسيين أو النشطاء، مما يعيد مصر- الثورة لعهد القوانين سيئة السمعة.. فليس كل من كان وزيرا أو ترأس مؤسسة عامة في عهد 'مبارك' فاسدا ومفسدا وتلك تهمة مرسلة قد تطال بعض الشرفاء'.

أزمة ثقة بين واشنطن والقاهرة

نوهت صحيفة الشروق' إلى أن 'العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تشهد الآن أخطر أزمة بينهما منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك' جراء خلافات حول كيفية إدارة المساعدات الأمريكية للقاهرة، وتلقي منظمات مجتمع مدني مصرية تمويلا أمريكيا. وقالت مصادر مطلعة في واشنطن لـ'الشروق' إن 'الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين لم تخفف التوتر غير المسبوق'، موضحة أن الخلاف يرتكز على 'من يحدد مشروعات البنية التحتية، وغيرها، الممولة من حزمة المساعدات الإضافية لمصر' التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 19 ايار/مايو الماضي.فقد طرحت واشنطن مبادرة لمبادلة مليار دولار ديونا مستحقة على مصر في صورة إسقاط الأقساط والفوائد المستحقة على القاهرة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة المقدرة بنحو 330 مليون دولار سنويا، على أن تضخ القاهرة نفس المبلغ بالجنيه المصري في مشروعات بنية تحتية أو تعليم أو صحة، ومشروعات تساهم في توفير وظائف جديدة للشباب.
في الوقت نفسه، ذكر مسؤول أمريكي بارز أن واشنطن ستوفر مليار دولار كضمانات قروض لمصر تتضمن تسهيلات وضمانات لطرح سندات، أو ضمانات للبنوك لإقراض صغار المستثمرين، عبر الهيئة الأمريكية للاستثمار الخارجي.

فلول مبارك وراء أحداث الفتنة في الصعيد

كشفت التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن والنيابة في أحداث العنف التي شهدتها مدينة جرجا في محافظة سوهاج وقرية نزلة فرج الله في محافظة المنيا خلال الأيام الماضية عن تورط عناصر الحزب الوطني المنحل في تفجير الأزمتين.. وفي أحداث جرجا أمرت نيابة سوهاج بضبط وإحضار عضوي مجلس الشعب المنحل محمد الجبيلي وخليفة رضوان عن الحزب الوطني المنحل للتحقيق معهما في القضية، كما أمرت النيابة بحبس اسلام فيصل على ذمة التحقيقات بتهمة خطف 4 أطفال وهتك عرضهم وتصويرهم عراة وبث وإرسال صورهم عبر المحمول أثناء الأزمة.. وفي المنيا سادت حالة من الهدوء الحذر بين أهالي قريتي نزلة فرج الله والحوارتة بالمنيا، أمس، واللتين شهدتا مواجهات طائفية بين المسيحيين والمسلمين، إثر وقوع مشادة بين مسلم وسائق سيارة قبطي، بقرية نزلة فرج الله، تطورت إلى مشاجرة، قام بعدها عدد من الأقباط، بمهاجمة المصلين أثناء خروجهم من صلاة التراويح، مما تسبب في إصابة 6 مسلمين، ومصرع قبطي.

لماذا رفض الرسول الإقامة في مكة بعد الفتح

المفكر الدكتور جمال قطب في 'المصري اليوم' يتعرض للدروس المستفادة من فتح مكة وأبرزها العفو العام الذي أصدره النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين. يقول قطب: وظن الأنصار أن النبي قد عاد لمسقط رأسه وأهله والحرم، فقد يترك المدينة ويقيم في مكة.. فما يلبث النبي أن يقول قولا عجيبا وفريدا.. فهو لا يطمئن الأنصار فحسب، ولا ينفي ما قالوه فقط، بل يتبرأ ويستعيذ من إقامة دائمة له في مكة، فيقول: 'معاذ الله المحيا محياكم والممات مماتكم'. قد كان يكفي نفي الكلام.. لكن الاستعاذة تعلم المؤمنين قاعدتين مهمتين، إحداهما الحرص على تفرد الألوهية، والأخرى تعلم واجباتهم في الأماكن العامة..
أما حرص الرسول على حقوق الألوهية فقد وضح في استعاذته من دوام الإقامة في مكة فكأنه يقول: معاذ الله أن أقيم دائما في مكة فيأت الأجل فأموت وأقبر في مكة.. فقد يلتبس على المسلمين الحاضرين إلى مكة أجاءوا لله وحده، أم جاءوا لزيارة الرسول! لا بد أن تبقى مكة خالصة للتوحيد، ولا تقصد إلا للواحد الأحد.. وبدأ النبي بنفسه فلم يتخذ إقامة في مكة حتى لا تزدحم مكة وتضيق عن استيعاب الحجيج والمعتمرين. ومن غرائب يوم الفتح ومعجزاته أن فضالة بن عمير من رجالات مكة أخفى سلاحا في ثيابه ودخل يطوف البيت قاصدا قتل الرسول ، فلما دنا منه نطق الرسول قائلا: 'أفضالة'؟ قال نعم فضالة يا نبي الله، قال له: ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء كنت أذكر الله.. فضحك الرسول وقال له: 'استغفر الله'، ووضع الرسول يده على صدر فضالة فسكن قلب الرجل، وقال: والله ما رفع يده عن صدري حتى كان أحب الخلق إلى قلبي.

تفاصيل مذكرات مبارك

إتفقت دار النشر الأمريكية مع الرئيس المخلوع مبارك لكتابة مذكراته، قد حددت عدد الصفحات المقررة لكتابة المذكرات في 500 صفحة على الأقل.
يبرز في هذا السياق أن المخلوع رفض استلام أي مبلغ على أن يتم الاتفاق المالي النهائي بعد كتابة المذكرات ويكون المبلغ المتفق عليه بمثابة معاش لأسرته.
وتم تحرير توكيل لأحد أفراد عائلة مبارك ليقوم بالتفاوض مع دار النشر الأمريكية بخصوص الاتفاق المالي، حيث يقوم هذا الشخص بالتوقيع على عقد الاتفاق نيابة عن الرئيس المخلوع بموجب التوكيل المعتمد بتوقيع الرئيس المخلوع وهو التوقيع نفسه الذي يتم التعامل به في التعاملات البنكية المعتمدة بالاتحاد الأوروبي وأمريكا. وكشف أحد زوار مبارك كما تشير صحيفة 'روزاليوسف' عن أول باب في مذكراته الذي اسماه مبدئيا 'أنا والسادات'، وذكر فيه بداية علاقته بالسادات وكيفية حصوله على ثقته، وفي هذا الباب يحكي مبارك تفاصيل غضب السادات منه وتفضيل منصور حسن عليه وهو الذي كان يشغل منصب وزير رئاسة الجمهورية.
أيضاً هناك باب آخر يحتوي على مجموعة من الصور لدهاليز القصر الجمهوري أيام السادات توضح العلاقة الجيدة لمبارك بالسادات.
ويتحدث مبارك في باب ثالث ضمن المذكرات عن نكسة 67 ،ويحكي المخلوع تفاصيل قصة الحرب من وجهة نظره، وتفاصيل حرب الاستنزاف وبناء القوات الجوية وحرب أكتوبر ودوره فيها من كواليس غرف العمليات.

البابا يبارك مظاهرات الصوفيين

قال علاء الدين ماضي أبوالعزايم، شيخ الطريقة العزمية، والعضو المؤسس لحزب التحرير المصري، إن جميع أطياف الشعب المصري سيشاركون في حفل إفطار، اليوم الجمعة، بميدان التحرير، وأن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يبارك الاحتفالية، وفقا لما نقله القائمون على قناة 'سي.تي.سي' القبطية في مداخلة هاتفية معه.. وتوقع أبوالعزايم ألا يقل عدد المشاركين بأي حال عن 100 ألف مشارك، وأنه كان مع الرأي الذي ينادي بتأجيل الاحتفالية، إلا أنه خضع لرأي الأغلبية بعد التصويت على ضرورة المشاركة وتنظيم الاحتفال اليوم دون تأجيل، مؤكدا أن الاحتفالية هي رسالة إلى العالم أجمع بأن مصر للجميع، ولا يملكها فصيل واحد.
مبارك ليس صاحب الضربة الجوية

شهادة جديدة تدحض مزاعم الرئيس المخلوع وأنصاره بشأن بطولاته في حرب اكتوبر.. يقول الفريق طيار صلاح الدين المناوي رئيس العمليات الجوية في حرب أكتوبر ان مبارك لم يكن صاحب الضربة الجوية، وانما شارك فيها فقط حيث قام بالاشراف على الطيارين القتاليين وان الضربة لا تتمثل في شخص واحد فكلنا طيارون على أعلى مستوى وان مبارك نفسه كان يطير . واضاف الفريق صلاح الدين المناوي 'ان الضربة الجوية قام بها عدد من الطيارين المجهزين والقيادة العامة نسب لها التخطيط والتدريب'، مشيرا الى ان الفرق بين نكسة 76 وحرب أكتوبر هو أسلوب الانذار بقدوم العدو رغم مشاركة نفس القيادات في الحربين .

علاقة الكنيسة بالمجلس العسكري سمن على عسل

أكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن علاقة الكنيسة بالمجلس العسكري جيدة وطيبة للغاية وقال: في أوقات كثيرة يتم لاتصال بنا من جانب أعضاء المجلس العسكري ليسألوا علينا وأشكرهم جميعا.. جاء ذلك خلال العظة الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء أمس الأول ليرد على شائعة وفاته التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط المصرية. ووسط هتافات دامت 15 دقيقة متواصلة من قبل الأقباط الذين احتشدوا في الكاتدرائية قائلين 'بالطول والعرض البابا زي الورد' و'بصوا شوفوا البابا أحسن أب'. وأعلن البابا عن عدم إلقائه عظته الأسبوعية يوم الأربعاء المقبل لانشغاله بإجراء بعض الفحوصات الطبية في نفس اليوم ويعقبها سفره الى المجر لافتتاح كاتدرائية وبعدها يسافر الى الولايات المتحدة الأمريكية في رحلة علاجية وتفقدية.
وفي مشهد لافت خلال العظة طالب عسكري مجند البابا شنودة بلقائه وإلقاء التحية عليه لكن البابا رد عليه: 'اوعي تكون جاي الكنيسة وأنت مسلح!' فيما انتقد البطريرك الكهنة الذين يتحدثون في الفضائيات بكلام يضايق الأقباط.

عفاف شعيب: سوزان كانت تكرهني بسبب حجابي

قالت الفنانة عفاف شعيب 'أنا كنت من المكروهين في النظام السابق بسبب ارتدائي للحجاب، ومنذ 3 سنوات تم استدعائي لحضور مؤتمر سيدات الأعمال، وكانت تحضره حرم الرئيس السابق وعدد من المقربين منها، حتى ان واحدة منهن جاءتني وقالت لي 'مدام عفاف إحنا كلنا بنحبك، ولكن مش مفروض تخلعي الحجاب بقى؟'، وهو ما جعلني أرد عليها قائلة: ده حجابي اللي ربنا فرضه عليّ، أخلعه إزاي يعني؟ وبعدين لما نتوا عارفين إني أنا محجبة دعوتوني لحضور المؤتمر ليه؟'. أضافت عفاف شعيب إن جهاز أمن الدولة قد طلب منها ذات يوم أن تقوم بالتجسس على إحدى الفنانات المحجبات، إلا إنها اعتذرت وقالت لهم 'أمال إنتوا دوركم إيه..أنا آسفة جدا، وأنا لا أستطيع التدخل في الحياة الشخصية لزملائي'.

مطرب الثورة التونسية يغني لثوار التحرير

وسط هتافات ترحيب من جمهور الإسكندرية، حول المطرب التونسي الشاب مهدي أر تو إم كلمات أغنيته 'أنا تونسي رافع راسي'، التي غناها بعد نجاح الثورة في تونس، إلى 'ارفع راسك فوق انت مصري' لترد هتافات الحضور عليه على إيقاع الأغنية نفسها 'أنا عربي رافع رأسي'. قدم 'مهدي' في الحفل، الذي استضافه مركز 'الكابينة' الثقافي التابع لمؤسسة 'جدران' في الإسكندرية، أمس الأول، عدداً من أغنيات ألبومه الجديد 'من الباب للباب'، مع أغنية جديدة تعد هي الأولى له بالعامية المصرية، أهداها إلى الشعب المصري، وتحمل عنوان 'أنا مش دبلوماسي'، انتقد فيها تعامل السلطة مع حقوق الشعب والتباطؤ في تنفيذ مطالبهم. واختتم 'مهدي' الحفل بأغنية 'خلينا نحلم'، التي شارك في غنائها عدد من الفنانين من تونس ومصر، بعد نجاح الثورتين التونسية والمصرية، ضمن مشروع 'مسجلة الأحلام'، وقدمها 'مهدي' لجمهور الإسكندرية.

العادلي وراء قرار قطع الإتصالات التليفونية

أشارت صحيفة 'الشروق' أن حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق هو الذي أصدر شخصيا قرار قطع الاتصالات في الأيام الأولى لثورة 25 يناير.. وقال مصدر أن العادلي اتصل بطارق كامل وزير الاتصالات الأسبق يوم الأربعاء 26 يناير، وطلب منه اتخاذ قرار القطع، لكن كامل أخبره بأنه لا يستطيع فعل ذلك، فقال له العادلي إن ذلك مسألة أمن قومي وأنه مكلف من الرئيس حسني مبارك شخصيا بهذا الأمر، لكن كامل قال له إنه لا يستطيع اتخاذ قرار في هذا الأمر. وعقب نهاية الاتصال اتصل كامل بأحمد نظيف رئيس الوزراء السابق ليطلعه على مضمون المكالمة وكرر نظيف الرفض بالقول إن الالتزامات الدولية والاقتصاد العالمي يجعلان قرار القطع أمرا في غاية الصعوبة، وطلب نظيف من كامل أن يماطل العادلي أطول وقت ممكن.

حسن الأسمر يلقى النجاح بعد وفاته

سوق الكاسيت يشهد حالياً حالة من الانتعاش منذ تاريخ الأحد الماضي وسببها هو إقبال الكثيرين على ألبومات حسن الأسمر منذ رحيله، حيث أكد موزعو الكاسيت أن معظم ألبومات حسن الأسمر رحمه الله تلقى رواجاً جماهيرياً كبيراً منذ رحيله وأهمها 'كتاب حياتي' و'آسي ليه' و'أنا أهو' و'سألوني' و'مش هسيبك' و'أعمل إيه'، حيث باع ما لا يقل عن 6 آلاف نسخة في ثلاثة أيام فقط..أما ألبوم وائل جسار الديني فلم يحقق أكثر من 5 آلاف نسخة رغم أنه وزع 20 ألف نسخة في أسبوعه الثالث على الرغم من تحقيق ألبومه الديني السابق 'في حضرة المحبوب' 200 ألف نسخة في الأسبوع الأول من رمضان.. أما ألبوم إيهاب توفيق 'أرحنا يا بلال' فلم يبع أكثر من 300 نسخة في أسبوعه الثالث أيضاً، ولكن 5 أغنيات منه تم توزيعها تليفزيونياً لتتم إذاعتها بعد أذان المغرب ولاقت استحسان الجمهور، أما الأدعية الدينية التي قام بتسجيلها العديد من المطربين أمثال هيثم شاكر ومحمد نور وتامر حسني فلم تحقق أي إيرادات على الإطلاق واكتفى المنتجون برواجها على شبكات الراديو فقط.

تحرق طفلة لاستخدامها في التسول

اعادت مباحث حلوان طفلة رضيعة خطفتها متسولة من حلوان من اسرتها بالاسكندرية .. المتهمة قامت بحرق الطفلة في انحاء متفرقة من جسدها لاستجداء عطف الناس .. تولت النيابة التحقيق وامرت بحبس المتهمة وتسليم الطفلة الى اسرتها التي تقيم في حي العصافرة بالاسكندرية .. كانت مديرية امن الاسكندرية قد تلقت بلاغا من محمد احمد السيد ' 37 عاما ' عامل بكافتيريا ومقيم بالعصافرة انه اثناء تواجده بالشاطىء ومعه زوجته وطفلته ' عام واحد ' تعرفوا على فتاة من مصر غافلتهم وخطفتها .. تم وضع خطة استهدفت تحديد اوصاف المتهمة وتوصلت تحريات الرائد حازم سعيد رئيس مباحث قسم حلوان ان وراء خطف الطفلة متسولة من منطقة عرب غنيم بحلوان تم القبض عليها وعثر معها على الطفلة المخطوفة وتبين ان الطفلة بها العديد من الحروق في منطقة الوجه والفخذ والقدمين واعترفت المتسولة انها هي التي احرقت الطفلة لتستخدمها في التسول.

--------------


طنطاوي يزور ميدان التحرير شبه الخالي من المتظاهرين بعد تأجيل مليونية 'في حب مصر' للجمعة المقبلة
مواطنون صافحوه وسألوه عن 'كامب ديفيد' وتصدير الغاز لأسرائيل

2011-08-12




القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من حسام عبد البصير:

في اللحظات الأخيرة للمليونية التي دعت إليها عدد من الفصائل الصوفية تراجعت اغلب القوى السياسية عن المشاركة وبقى ميدان التحرير شبه خال حتى بعد صلاة الجمعة إلا من مركبات وبابات الجيش المصري المرابضة هناك منذ للأسبوع الثاني على التوالي.
وفيما إعتبر أنصار التيار السلفي فشل مليونية الصوفيين نصراً مبيناً جدد المجلس الأعلى للطرق الصوفية رفض جميع مشايخ وأبناء الطرق الصوفية في مصر البالغ عددهم 15 مليون صوفي لدعوة بعض مشايخ الصوفيه ومن بينهما الشيخان علاء أبو العزائم ومحمد عبد الخالق الشبراوى إلى مليونية 'في حب مصر المدنية'، التي أعلنت اللجنة المنظمة لها تأجيلها إلى الجمعة 19 أغسطس، من أجل استكمال الترتيبات.
وعبر عدد من رموز الأخوان عن أملهم في جمع فصائل التيار الأسلامي تحت لواء واحد وثمن قرار العديد من القوى الصوفية المشاركة في جمعة الغرض منها الهجوم على التيارات السلفية و مرشد الأخوان.



وأعرب محمد بديع عن أمله في أن تدرك جميع القوى الأسلامية خطوة اللحظة التي تمر بها مصر التي تحتاج لوحدة شعبها أكثر من اي شيئ آخر وهاجم الدكتور محمود أبو الفيض عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية من أسماهم بمثيري الفتنة وجدد رفضه الدخول في أي نزاع مع أي من الفصائل الإسلامية، قائلاً إن الصوفيين يرفضون استخدامهم 'فزاعة' للسلفيين واعتبر الدكتور محمد عبد المقصود الداعية السلفي بأن أي دعوة لمليونيات تخرج من أجل الوقوف في وجه تبيق شرع الله أمر غير جائز ودعا الأمة لتوخي الحذر عما تشهده مصر ومايحاك لها من مؤامرات، فيما واصل الداعون إلى مليونية 'في حب مصر' هجومهم على منظمي مليونية 'الإرادة الشعبية' في 29 يوليو الماضي مطالبين بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق فيما أسموه بـ 'جمعة الشريعة'، التي شارك فيها السلفيون و'الإخوان المسلمون قال محمودأبو الفيض القيادي الصوفي إن المجلس يرفض الدعوة إلى المليونية لأن من شأنها 'إثارة الفتنة والخلاف مع الفصائل إسلامية الأخرى من السلفيين، وهو ما يهدد أمن واستقرار البلاد'، رافضًا اللجوء لاستعراض القوة وإظهار العضلات من جانب الصوفيين لحساب العلمانيين والليبراليين، وأن يتم استخدامهم 'فزاعة' لبعض الجهات بغرض تحقيق مآرب وأهداف سياسية أو غير سياسية وهاجم وصف الصوفيين بأنهم 'العضلات' بينما العلمانيون هم 'المخ وهو الوصف الذي بدأ يتردد بقوة عند الحديث عن الصوفيين.. وفي خطوة تكشف عن إصرار الجيش منع المليونيات في الميدان الذي بات يعرف بيدان الشهاء قام أمس المشير محمد حسين طنطاوى، القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بزيارة مفاجأة للميدان دامت نصف ساعة وحرص العديد من المارة على مصافحته وأطمأن علي الأوضاع الأمنية بالميدان وسأله أحدهم متى يعود الأستقرار الأمني وتنتهي البلطجة فيما سأله مواطن آخر الوعد اذي يتم فيه إلغاء كامب ديفيد واستفسر مواطن عن موعد تسليم السلطة إلي حكومة مدنية فيما قال أخر شد حيلك يامشير البلد كلها معاك إكتفى طنطاوي بالأبتسام وتحية صافحيه بحرارة.
تمت زيارة المشير وسط حراسة مشددة من الجيش والشرطة وقام المشير بمصافحة حكمدار العاصمة الذي أكد له أن كل الأمور تسير علي مايرام في ظل تكاتف الجيش والشرطة.
وظل عدد من المواطنين يطرحون أسئلة علي المشير الذي أكتفي من جانبه بتحيتهم والإبتسام لهم قبل أن يستقل سيارته ويغادر الميدان.


وكان المشير طنطاوي قد أدى صلاة الجمعة في مسجد آل رشدان بمدينة نصر بحضورالدكتور على جمعة الذي أم المصلين الجمهورية، فى خطبة الجمعة، وتحدث فيها عن ذكرى العاشر من رمضان ونصر الله المؤمنين على أعدائهم فأصبح يوما من أيام الله، فالعاشر من رمضان له عند المسلمين مذاق خاص ففى هذا اليوم فتحت أبواب السماء ففى هذا اليوم انتقلت السيدة خديجة بنت خويلد إلى الرفيق الأعلى فكان من الأيام التى يحتفى بها المسلمون، كما أنه فى ذلك اليوم تحركت قوات المسلمين إلى مكة وفتحوها فى العشرين من رمضان. وثمن المفتى انتصارات المسلمين فى يوم العاشر من رمضان فمنها انتصارهم على لويس ملك فرنسا فيما أتم بنصر عظيم من جنود الجيش المصري الذين رفعوا رأس كل مصرى وسط العالم ،كما سرد الدكتور على جمعة مآثر الشهداء الذين استشهدوا راضين فى سبيل الله من أجل أن يحرروا الأرض.


حضر الصلاة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ،شيخ الأزهر وأعضاء المجلس العسكرى ، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف، والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، والدكتور عبد القوى خليفة، وعدد كبير من قيادات الجيش وذلك بمسجد القوات المسلحة بمدينة نصر
فيما أكد حزب 'الحرية والعدالة'، التابع لجماعة'الإخوان المسلمين'، أنه لا توجد خصومة بين الحزب وأي قوى سياسية أو مجتمعية، بما في ذلك الطرق الصوفية، عشية مظاهرة 'في حب مصر المدنية' التي دعا لها عدد من مشايخ الصوفية وبعض التيارات السياسية، والتي أعلن الحزب رفضه المشاركة فيها.


وشدد الحزب على أهمية حل الخلافات التي تنشأ بين القوى الإسلامية من خلال الحوار والتفاهم، خاصة ما يثار من خلافات بين التيار السلفي والطرق الصوفية، لأن التوافق بين القوى الإسلامية ضروري في إطار التوافق الوطني العام، المطلوب تأسيسه في المجتمع المصري قال الحزب إنه يرحب بكل أشكال التحالف بين القوى السياسية المختلفة داعياً إلى أن يتم تشكيل هذه التحالفات على القواعد والقواسم المشتركة، أكثر من أن تكون تحالفات قائمة من أجل تعميق الصراعات بين الفصائل المختلفة وفي المقابل شدد عدد من رموز الصوفيين عن رغبتهم في نهج التقارب مع قوى السلفيين وسائر التيارات الأخرى وشدد مشايخ الصوفيين على أنهم لن يدخلوا في نزاع ضد أي من الفصائل الإسلامية سواء كانوا سلفيين أو 'إخوان مسلمين'، في الوقت الذى نرفض ذلك ضد غير المسلمين.
ونفت قيادات صوفية أن يكون المجلس الأعلى للطرق الصوفية اتخذ موقفه الرافض للمشاركة في مليونية 'في حب مصر' استجابة لضغوط من أي جهة سواء كانت الحكومة أو المجلس العسكري.


Post: #28
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-14-2011, 06:15 AM
Parent: #26

تمويل خارجي وصلف امريكي في قلب القاهرة
محمد عبد الحكم دياب
2011-08-12




كانت دعاوى الاستقرار والاستمرار إبان حكم مبارك البائد تفلسف للجمود والانحطاط، وتبرر تضخم الدولة البوليسية وتوحشها؛ حماية لقوى الاستبداد والفساد والتبعية، وهو ما مكن مبارك من حكم مصر لثلاثين عاما كاملة؛ وما زالت هياكل الدولة البوليسية باقية، وتعمل بدأب للحفاظ على موازين القوى السياسية والاجتماعية وإبقائها على ما كانت عليه، وتتفنن في إعادة إنتاج حكم مبارك البائد بشخوصه وآلياته؛ وبهذا تتم المواجهة مع قوى الثورة، التي عليها أن تقنع بما تحقق؛ وتكتفي بتخلي حسني مبارك عن الحكم في الحادي عشر من شباط/فبراير الماضي، وصولا إلى إقرار المحاكمة العلنية وظهوره في قفص الاتهام، في الثالث من آب/أغسطس الجاري.
مع أن كل ذلك تحقق بضغط الشعب ومظاهرات واعتصامات شباب الثورة، وأحكام القضاء المصري، وليس بإجراءات جذرية جريئة تستلزمها مراحل الغضب والثورة.
وكان اللعب على وتر الخلافات والمنافسات بين صفوف إئتلافات الثورة؛ بالتضخيم تارة والتشويه تارة أخرى أو بالإثنين معا، هدفه شد أْزر فلول النظام البائد وقوى الثورة المضادة، وإتاحة الفرصة لاختراق صفوف الثوار وتشتيت جهودهم وبعثرتها، وهذه الجهود المضادة أيدتها حملة نفسية وإعلامية ضارية؛ صنعت رأيا عاما زائفا ومعاديا لشباب الثورة، ووضعتهم ومؤيديهم في مرمى النيران المعادية والصديقة على حد سواء.ونقلهم ذلك من منصات الهجوم إلى متاريس الدفاع.وهذا دفع المجلس الوطني المصري؛ كمجلس جامع لإئتلافات الثورة والأحزاب الوطنية والمنظمات النقابية والمهنية المحررة والجديدة والجمعيات الحقوقية الوطنية؛ دفعه إلى تعرية الأسباب التي تقف وراء هذا التراجع.والقوة الوحيدة التي لم تنضم للمجلس هي جماعة الإخوان المسلمين؛ لم تلب دعوة وجهت لها للمشاركة في مؤتمر مصر الأول، في أيار/مايو الماضي.
وهو المؤتمر الذي قرر إنشاء المجلس، وغياب الإخوان الرسمي لم يمنع شبابهم وبعض رموزهم البارزين من المشاركة، ومنهم القطب الإخواني المعروف كمال الهلباوي.وعليه جدد المجلس إطلاق النار على التمويل الخارجي كأهم سبب في الوصول بالثورة إلى مرحلتها الراهنة.
أصدر بيانا عرى فيه التمويل الخارجي، وأدان موقف القابلين به والساعين إليه، ووجهت أمانته العامة الدعوة لمؤتمر صحافي عقد يوم الأربعاء الماضي بنقابة الصحافيين بالقاهرة.
واتخذت منه فرصة لتعلن فيها مجددا موقف المجلس الوطني من التمويل المريب؛ بمصادره الثلاثة العربية والإقليمية والغربية.
وأعاد البيان إلى الذهن خطورة ما سبق الكشف عنه، وجرى إعلانه على لسان السفيرة الأمريكية الجديدة آن باترسون، قبيل تسلمها مقاليد مهمتها ووصولها إلى القاهرة مؤخرا، وكان عن مبلغ أربعين مليون دولار ادعت أنها صرفت على عناصر وجماعات لها علاقة بالثورة في الفترة من تاريخ 25 كانون الثاني/يناير وحتى الآن، بجانب مبالغ أخرى تقدر بمئة وخمسة وستين مليون دولار؛ رصدها الكونجرس الأمريكي لدعم الديمقراطية في مصر.إضافة إلى ما ورد في نص البيان على لسان أعضاء في المجلس الأعلى للقوات المسلحة بهذا الشأن، وإشارتهم إلى تلقي عناصر وأطراف مصرية أموالا أمريكية بهدف التآمر وتقويض الاستقرار.
وعدد البيان جملة من المطالب واجبة التنفيذ ردا على هذا الاختراق؛ بدأها بطلب الكشف عن أسماء وقوائم من تلقوا أموالا من أي جهة خارجية من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وعلى الأخص من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، وإحالة من يثبت تورطه إلى نيابة أمن الدولة والتحقيق معه وكشف الحقائق كاملة أمام الشعب.
وأعلن البيان رفض أي تمويل أجنبي لأي منظمات أو حركات أو أحزاب مصرية واعتبار التمويل اختراقا لمصر من الداخل لصالح أهداف خارجية تتعارض مع الأمن والاستقرار الداخلي.
ودخل البيان إلى مناطق محظورة في العلاقات المصرية الأمريكية، حين طالب السلطات المصرية المسؤولة برفض المعونة الأمريكية، لكونها كانت - وما زالت ـ سببا رئيسيا من أسباب الفساد والتبعية التي ساق الحكم السابق مصر إليها، وجعل منها مجرد أداة من أدوات السياسة الأمريكية لإهدار الكرامة الوطنية، وانحدر بالقرار الوطني المصري والسيادة المصرية إلى الدرك الأسفل من التبعية والخضوع للهيمنة الأمريكية.
وأشار البيان إلى أن قواعد القانون الدولي تقوم على مبدأ المعاملة بالمثل، وهذا يقتضي تقليص حجم البعثة الدبلوماسية الأمريكية في مصر بما يوازي حجم البعثة المصرية في الولايات المتحدة، وأن يعامل المواطن الأمريكي المعاملة نفسها التي يتم التعامل بها مع المواطن المصري في الحصول على التأشيرات وقيود الدخول والإقامة، ومنع أي من الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في مصر من الاتصال أو التعامل مع طرف أو جماعة أو منظمة أو حزب مصري دون استئذان وموافقة مسبقة من السلطات المصرية المختصة.
وطلب بيان المجلس الوطني بتحرير حي غاردن سيتي، وهو الحي الذي تقع فيه السفارة الأمريكية في القاهرة؛ تحريره من سطوة الأمن ورجال البحرية الأمريكية، وفتحه أمام المواطنين دون معوقات، والتعامل مع السفارة الأمريكية في مصر على النحو الذي تعامل به كل السفارات دون أدنى تمييز.
على أن يستدعى السفير المصري من واشنطن للتشاور حول ما نشر وأذيع حول التمويل الأمريكي لحركات ومنظمات مصرية، واستدعاء السفيرة الأمريكية بالقاهرة أو من ينوب عنها وإخطارها بشأن التجاوزات المرفوضة والمدانة على السيادة والشئون الداخلية المصرية، وإبلاغها كذلك بعدم سلامة التصرفات الأمريكية فيما يتعلق بالأموال التي جرى تسليمها إلى أطراف مصرية بغرض التأثير على مجريات ثورة 25 يناير، والانحراف بها نحو ما يتوافق مع المصالح والأهداف الأمريكية المعادية للمصالح الوطنية المصرية، ونوه إلى ما يأمله المصريون من ثورتهم العظيمة على مستوى التغيير الجذري الداخلي وإعادة التوازن إلى علاقات مصر الداخلية والدولية، بما يعيد لها دورها القيادي ومكانتها المرموقة ويمكنها من أداء التزاماتها حول قضايا وحقوق أمتها العربية ودوائرها الحضارية.
من جهة أخرى أدان بيان المجلس الوطني تواطؤ الإدارة الأمريكية مع الرئيس المخلوع وحكومته، وتسهيل تهريب أمواله خارج مصر عبر المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي؛ فرانك ويزنر.وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد بعث به على عجل في شباط/فبراير الماضي، إبان فترة اعتصام الملايين بميدان التحرير وباقي ميادين المحافظات الأخرى، وذلك لمساعدته على الخروج من المأزق، وهي مهمة قيل عنها أنها ساعدت في تأمين خروج أموال الرئيس المخلوع واسرته إلى الخارج، وعلى هذا الصعيد أدان البيان رفض الإدارة الأمريكية وترددها في قبول الطلب المصري بتجميد واسترداد أموال الرئيس المخلوع وأسرته المودعة في المصارف والمؤسسات المالية الأمريكية، وكذلك العقارات والممتلكات العينية التي تخص مبارك وأسرته.
ودعا المجلس الوطني في بيانه..دعا الشعب إلى مقاطعة البضائع الأمريكية، ودعوة كل القوى والأحزاب والمنظمات المصرية لمقاطعة السفارة الأمريكية، وإدانة كل أشكال التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية، في نفس الوقت دعا إلى إعادة النظر في قبول اعتماد السفيرة الأمريكية الجديدة آن باترسون؛ لتاريخها الأسود السابق في باكستان على وجه الخصوص، وتدخلاتها الاستباقية السافرة في شؤون مصر الداخلية، منذ ما قبل تسلمها مهامها الوظيفية في القاهرة رسميا، واستبدالها بسفير بديل يكون مشهودا له باحترام حرية وكرامة الشعوب التي يتعامل معها.
وجرم المجلس الوطني المصري التمويل الأجنبي، وتقديم المتورطين إلى محاكمة عادلة وعلنية؛ لدرء الفتنة وحماية الشرفاء والذود عن كرامة مصر وسيادتها الوطنية، وقطع يد من تسول له نفسه التدخل في شؤونها الخاصة.
وردا على سؤال لأحد الصحفيين طالب ممدوح حمزة الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني المجلس الوطني برفض دخول أعضاء لجنة الحريات التي شكلها الكونجرس لتقصي الحقائق حول الشؤون الدينية في مصر؛ مؤكدا على أن ذلك تدخل غير مقبول في شؤون البلاد.
وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي توجه وفد من الأمانة العامة إلى السفارة الأمريكية لتسليمها نسخة من البيان، وسأل أحد رجال أمن السفارة (مصري الجنسية) عن سبب الحضور، ولما عرف السبب أشار بالتوجه إلى باب آخر، ثم حضر رجل أمن ثان (وهو الآخر مصري الجنسية) طالبا تسليم كاميرا كانت بحوزة صحافية وإتلاف ما بها من صور، وكان التصوير كله قد تم في الشارع، ولم يكن داخل السفارة، التي لم يسمح للوفد بدخولها.
وحين ترك ممدوح حمزة الوفد، وبرفقته الصحافية للوفاء بموعد له كان قد أزف مع أعضاء من المجلس الوطني من خارج القاهرة، إلا أن حارسا عنيدا أبى إلا أن يطاردهما في الشوارع المحيطة بالسفارة، ولحق بهما وتطورت الأمور إلى مشادات بين رجال أمن السفارة والوفد، وازداد عددهم بشكل شد انتباه العابرين، فوقفوا يتابعون ما يجري بين الوفد وبين رجال أمن السفارة، وقد تجاوزوا في ألفاظهم وتصرفاتهم، وحين قال أحدهم طلب تحديد موعد مسبق، قيل له إن الوفد سيقوم بذلك، وسوف يسلم البيان في مؤتمر صحافي يعقد أمام مبنى السفارة؛ كرد على صلف وخشونة رجال أمنها ضد وفد مكون من ستة أشخاص لا غير.
بعدها جاء أحد الحراس حاملا دعوة شفهية من مسؤول بداخل السفارة لاستقبال الوفد واستلام البيان، لكن الوفد قرر رفض الدعوة ردا على الإهانات التي وجهت لأعضائه والمعاملة المتغطرسة من قبل أمن السفارة، وغادر الوفد المكان في ظهيرة يوم قائظ من أيام شهر رمضان الكريم.
وأثناء ختام هذه السطور اتصل مسؤول بالسفارة الأمريكية بالأمين العام للمجلس الوطني يطلب مقابلة الوفد لتوضيح وجهة نظر السفارة فيما حدث، والكل في انتظار ما سيسفر عنه اللقاء!!

' كاتب من مصر يقيم في لندن



-----------------


الرحمة والقسوة
بقلم: البابا شنودة الثالث
الاهرام
14/8/2011



إن الرحمة هي أول ما يركز عليه إخواننا المسلمون من صفات الله عز وجل‏,‏ فأول آية في الفاتحة هي بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ وهذه قد تكررت في آيات قرآنية كثيرة‏.‏ وبها يبدأ المسلم خطابه أومقاله متذكرا كل يوم رحمة الله‏.‏

ويقول أيضا: رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين(118 المؤمنون), وأنت أرحم الراحمين(151 الاعراف) ويقول ايضا: وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين(23; الاعراف).
ولكنه يعرف في نفس الوقت أنه لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم(43 هود).
إذن كما أن الله رحيم, ينبغي أن يكون البشر رحماء.
نفس الكلام عن الرحمة موجود في المسيحية. ولذلك فالمسيحي يقول في بدء صلاته كل يوم ارحمني ياالله كعظيم رحمتك.( مزمور51). يقول في نهاية الصلاة إرحمنا يا الله ارحمنا( مزمور123). ويقرأ في الانجيل: طوبي للرحماء فإنهم يرحمون, طوبي للودعاء, طوبي لصانعي السلام(متي5).
ومن أهمية الرحمة يقول الرب في الكتاب المقدس: أريدرحمة لا ذبيحة(هوشع6) ويقول ايضا: لا تنتقموا لأنفسكم.. إن جاع عدو;أطعمه, وإن عطش فاسقه( رومية12). ويقول عن الاشرار: هم قساة لا يرحمون( إرميا51).
إذن الأمر واحد. الله رحيم, ويريدنا أيضا أن نكون رحماء. أما القساة فهم الذين لا يرحمون.
حقا إن رحمة الله فوق الوصف, لا مثيل لها. فإلهنا في حنوه واشفاقه, يقدر ظروف الإنسان وطبيعته الضعيفة, فيرحم. إنه لم يصنع معنا حسب خطايانا, ولم يجازنا حسب آثامنا, لأنه يعرف أننا تراب نحن, تثيره الريح فيتحول إلي غبار في الجو. ويصبر الله عليه تهدأ الريح فيستقر.
أما البشر فإنهم قساة, ولذلك ما أجمل وأعمق ما قاله داود النبي أقع في يد الله, ولا أقع في يد إنسان, لأن رحمة الله واسعة. لعل هذا يشبه ما قاله الشاعر العربي: عوي الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوي... وصوت إنسان فكدت أطير.
إنه أمر محزن أن الإنسان يكون أحيانا كالوحوش, حينما يغضب, أو ينتقم ويأخذ بالثأر.
حقا إن قسوة الإنسان معروفة منذ البدء, حين قام أخو هابيل عليه وقتله.
للأسف كثيرا ما يكون الإنسان متعطشا إلي الدم يطلب دم غيره, ويفرح به إن سفك هناك قوة غاضبة وحاقدة داخل نفس الانسان تريد أن تتنفس! ولا يهمها كيف!
هناك نوع من الأمراض النفسية يسمي( السادية) ويعني التلذذ بآلام الغير. وهنا تظهر معاملة الذين يثأرون من غيرهم, فيعذبون عدوهم بأنواع عذابات كثيرة قبل أن يقتلوه. وما أبشع قول شخص يعزم أن يقتل عدوه, فيقول له في غيظ وقسوة أريد أن أشرب من دمك!!, أليس هذا لونا من الوحشية يعيش فيها القساة!
والعجيب أن مثل هذا القاتل يفتخر بما فعله شاعرا بقوته وقدرته.
يا أخي إنك إن قتلت من يعاديك, تحسب نفسك قويا! ولكنك إن عفوت عنه فإنك تكون نبيلا والنبل بلا شك أسمي وأعلي وأرقي خلقا.
إن وجود الدم في الإنسان علامة حياته. وهكذا بسفك دمه تنتهي حياته. لما كانت الحياة بيد الله( فهو الذي يحيي ويميت) إذن فالله هو ولي الدم. لا يسمح أبدا بأن يسفك الدم عبثا أو ظلما. وقد قال في الكتاب المقدس: سافك دم الإنسان, بيد الإنسان يسفك دمه. أي بيد الإنسان الموكل له من الله أن يسفك دم سافك الدم, أو يأمر بذلك.
وحفاظا علي دم الإنسان, أمر الله قائلا لا تقتل, ووضع الله الرحمة في قلوب البشر لو استجابوا هم لهذه الرحمة. أما إذا لم يستجيبوا وقتلوا غيرهم, فإن الله سوف يطالبهم بدم أخيهم المقتول منهم, ويقول للقاتل: صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض.
بل أكثر من هذا فإن الله الرحيم أمر بالرفق بالحيوان وعدم أذيته.
وهكذا توجد جمعيات للرفق بالحيوان. ويوجد أطباء يتخصصون في الطب البيطري للعناية بالحيوان, ومعالجته إذا مرض. ومعروف ضمنا أن الإنسان الذي يشفق علي حيوان, فإن مشاعره لا تسمح له بإيذاء إنسان.
ما أشد قسوة بعض المتدينين في معاملتهم للخطاة, أو من يظنونهم خطاة, بعبارات جارحة, ويظنون أن هذه غيرة مقدسة وشهادة للحق! وما أشد عنف بعض الصحف التي تهاجم الغير, وبخاصة الذين لا يملكون الدفاع عن أنفسهم. فتتناولهم بكل سخرية و إهانة وتشهير...
وإذا كان الله سبحانه قد أمر بعدم القتل, فهناك نوع آخر من القتل النفسي عن طريق الإذلال والإهانة والتشهير والتحطيم الاجتماعي وجرح الشعور والاحتقار و الإهانة. وكل ذلك تكون مثل سم يدخل داخل النفس. وإني أعجب من الذين يفرحون جدا بنشر الفضائح أيا كانت... فضائح مالية أو اجتماعية أو جنسية ويرون ذلك لونا من التفوق الصحفي!!
إن الله الذي ستر غالبية الناس, ولم يكشف كل ضعفاتهم أمام الآخرين, هو نفسه يطالب البشر الذين يكشفون غيرهم ويعاملونهم بالخشونة و العنف وبالقسوة والتعالي, يطالبهم جميعا بالرفق بغيرهم.
وعدم محاولة تجريح الغير, وكذلك بالبعد عن الطريقة المنفرة في معاملة الآخرين... مهما قدموا تبريرات كثيرة لما يفعلون.


--------------------------


الفتنة وفوضي الفتاوي
بقلم: رجب البنا

الاهرام
14/8/2011


مع التطور الجديد في فكر الأزهر اعتقد أنه آن الأوان لوضع صيغة تعطي له مسئوليته مراجعة الفتاوي التي تصدر من أشخاص ظهروا فجأة وتخصصوا في اعلان فتاوي غريبة بعضها يتعارض مع العقل وبعضها يستند الي روايات ضعيفة واحاديث موضوعة.

والمشكلة أن عامة الناس تصدق هذه الفتاوي والنتيجة هي الفتنة بين المسلمين وبلبلة في العقيدة وإساءة الي الاسلام والمسلمين.
منذ أيام شاعت فتوي عن جواز أكل لحم الجن قال صاحبها إنها تستند الي السنة النبوية, وفي تفسيره لذلك قال إن للجن قدرة علي التشكل في أي صورة من صور المخلوقات حتي يراه الناس لأنه لا يمكن لانسان أن يراه وهو في صورته الطبيعية, فاذا تشكل في صورة انسان أو حيوان يمكن رؤيته وفي هذه الحالة تحكمه قوانين الصورة التي تشكل عليها, فاذا ظهر في صورة بقرة مثلا يمكن ذبحها ويجوز أكل لحمها, واذا تشكل في صورة انسان يمكن الامساك به وقتله, وبقية القصة كما نشرتها الصحف فان صاحب الفتوي واسمه الشيخ محمد الزغبي أعلن أنه يبحث عن ترشحه لرياسة الجمهورية بعد أن يصلي صلاة الاستخارة, ولم يقل إن كان سيعتمد علي أصوات من الجن سيظهرون في صورة ناخبين! وفي الصحف ايضا قرأنا أن في مدن وقري المنيا انتشرت علي الجدران ملصقات بعنوان لا تصافحوا النساء وقام شباب من الدعوة السلفية بتوزيع منشورات تحذر من أن مصافحة الرجل للمرأة حرام شرعا وتؤدي الي النار, وقال شيوخ السلفية إن هذه محاولة لتعريف الناس بدينهم!


ومازالت أصداء الفتاوي المثيرة للقلق مثل الفتوي بأن عمليات ترقيع غشاء البكارة حلال مع ما في ذلك من الغش وفي الحديث من غشنا فليس منا وفتوي إلزام المرأة الموظفة بإرضاع كل رجل يتعامل معها, والفتوي التي قالت إن الصحابة كانوا يتبركون بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم, والفتوي التي حرمت علي المسلمين قتل البراغيث وادعت ان الرسول قال لا تقتلوا البراغيث فإنها توقظكم لصلاة الفجر وأغرب منها الفتوي التي ادعت ان الرسول قال اذا سقط الذباب في إناء أحدكم فليغمسه, ففي أحد جناحيه الداء وفي الآخر الدواء.


ولفضيلة المفتي فتوي بأن عمليات شد الوجه حرام وعمليات شفط الدهون وتدبيس المعدة حلال, وفي السعودية صدرت فتوي بأن الموسيقي حرام وقيادة المرأة للسيارة حرام, وجلوس المرأة للتعامل مع الانترنت بدون محرم حرام, ثم أصدر الشيخ عادل ال######اني إمام الحرم السابق فتوي بأن الغناء والموسيقي حرام وأما الرقص فإن فيه ما يباح وفيه الحرام وعلق إمام الحرم الشيخ سعود الشرعه بأن ال######اني اشتاق لسماع غناء نانسي عجرم! وفي مصر أفتي أحد شيوخ السلفية بجواز دفع أموال الزكاة للفضائيات, وأفني الشيخ يوسف البدري بأن مشاهد الزواج في الأفلام والمسرحيات يترتب عليها زواج شرعي بين الممثل والممثلة لتوافر أركان الزواج من العلانية والشهود والصيغة الشرعية, وأفتي الشيخ محمد يعقوب بأن الأصل في الزواج هو تعدد الزوجات وأنه متزوج من أربع تطبيقا للشريعة. وصدرت فتوي بأن الولد الذي يولد بعد خمس سنوات من موت أبيه ينسب للأب المتوفي.



ليس هدفي تسجيل الفتاوي الغريبة والمتضاربة في أمور تتعلق بحياة الناس والحكم عليها بأنها حلال أو حرام, وعامة الناس يشاهدون في الفضائيات رجالا يتصدون للفتوي فيصدقون كل ما يقال, وهذا ما دعا الي عقد مؤتمر دولي في مكة المكرمة منذ عامين تقريبا كان موضوعه الفتوي وضوابطها اجتمع فيه071 مفتيا وعالما من علماء المسلمين من أنحاء العالم واتفقوا علي اصدار ميثاق موحد للفتوي والي إيقاف ما سموه فوضي الفتاوي وحذروا من انتشار الفتاوي المتطرفة التي تستند الي آراء شاذة وتصدي من لاتتوافر فيه الشروط للفتوي, وأهم من ذلك أن المؤتمر دعا الي الاجتهاد الجماعي بحيث تصدر الفتوي عن لجنة من علماء الشريعة والفقه بدلا من الفتاوي الفردية العشوائية, وبعض من يظهرون علي شاشات الفضائيات يظهرون وكأنهم وكلاء مفوضون من الله, ولا يمتلكون الشجاعة لتصحيح اخطائهم, ويستسهلون الحكم بالتكفير مع خطورة هذا الاتهام, ويشعلون الخلافات المذهبية, ويرتجلون الفتوي علي كل سؤال
لم يعد أمامنا الا أن نلجأ الي الازهر لايجاد حل لهذه الفوضي فهو الحصن الحصين للاسلام المدافع عن الوسطية والاعتدال والحامي للشرع والعقل, وفيه العلماء الذين نثق في حكمهم, وحكمهم من جميع المذاهب, واذا لم يتصد الأزهر لهذه المشكلة فلن يتصدي لها أحد

Post: #29
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-15-2011, 06:11 AM
Parent: #28

الإخوان بين الانضمام للسلفيين ومعارضة المجلس العسكري بعد الإعلان عن وثيقة دستورية جديدة
حسنين كروم
2011-08-14




القاهرة - 'القدس العربي': طبعا، كانت أهم الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، عن أحداث لم تقع، وهي محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من مساعديه امس - الأحد - بتهمة قـــــتل المتظاهرين، وكذلك محاكمة مبارك - اليوم - الاثنين - خاصة وأنه تتم إذاعتها مباشرة، ويحرص الجميع على مشاهدتها وهو في حالة انبهار مما يحدث، وكثير منــــهم يردد: معقــــول.. وآخرون يرددون، أحسن، عشنا وشفنا، والغالبية الساحقة كانت على ثقة بأن إحضار مبارك على سرير تمثيلية وقد أساءت إليه كثيرا،كما ان حمل علاء وجمال المصحف، أثناء الجلسة الأولى، لم يجلب أي تعاطف معهما، كما لا تزال البرامج التليفزيونية التي تسخر من مبارك وأسرته ورجال نظامه تحقق تسلية عالية.
ونشرت الصحف عن قيام المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري بزيارة جنود الجيش والشرطة في ميدان التحرير بعد ان أدى صلاة الجمعة في مسجد آل رشدان بحي مدينة نصر، كما تم الإعلان عن وثيقة جديدة، تتضمن إعلانا دستوريا من المجلس، عن مبادىء تلتزم بها اللجنة التي سيتم تشكيلها بعد انتخابات مجلسي الشعب والشورى لإعداد الدستور، وهذا الاقتراح يأتي كحل وسط بين الذين نادوا بالدستور أولا، والذين يصرون على الانتخابات أولا، وكان الإخوان والتيار السلفي والإسلامي عموما يعتبرون الدستور أولا، التفافا على الإرادة الشعبية التي تجلت في استفتاء التاسع عشر من شهرآذار/ مارس الماضي وقد وجد المجلس العسكري نفسه في مأزق لا يريده باتهامه بالتحالف مع الإخوان والتيار السلفي، خاصة بعد تورط عدد من قادة الإخوان في تصريحات لا تبعث على الارتياح نحو نواياهم.
كما أثار السلفيون بأفعالهم وتصريحاتهم خوف الجميع منهم، إذا ما حقق التيار الإسلامي الأغلبية، ولذلك أراد المجلس ان يبعد نفسه عن هذه الاتهامات، وهو ما وضح من عدة تصريحات، أبرزها للمشير، بأنه لن يتم السماح للتيار بالسيطرة.
والإخوان أنفسهم لا يريدون الابتعاد عن الأحزاب والقوى السياسية، التي تحالفوا معها سنوات طويلة، ولا أن يقتربوا من السلفيين، كما لا يريدون تفويت فرصة تحقيق الأغلبية حتى لو أنكروا أنهم لا يسعون اليها، ولا يريدون الاقتراب اكثر من المجلس العسكري أو الصدام معه، لذلك جاء موقفهم رغم معارضته للإعلان عن الوثيقة الجديدة اقرب الى الموافقة، أما التيار السلفي، فهو الأكثر عنفا في المعارضة وإطلاق التهديدات، وان كانت أقسام منه تتخوف من الذهاب بعيدا في الصدام مع المجلس العسكري والقوى السياسية الأخرى.
ونشرت الصحف عن اتصال رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف بالقمص بولس عويضة راعي كنيسة العذراء، بسبب ما تعرض له من إهانة من أمن فندق غراند حياة - المريديان سابقا - عندما طلبوا منه خلع ملابسه لتفتيشه اثناء توجهه لدعوة للإفطار، وأمر بإجراء تحقيق، والمفاجأة ان البابا شنودة أمر بإيقافه لأنه أساء بخلع ملابسه للكنيسة، كما بدأت قوات من الشرطة والجيش والمدرعات تتدفق على سيناء لحماية المؤسسات في العريش وغيرها، من هجوم إرهابي محتمل، وتمشيط المنطقة، وحرص مصدر عسكري على التأكيد انها للحماية وأن القوات لن تهاجم جبل الحلال الذي يتحصن فيه عدد من الإرهابيين وذلك لطمأنة إسرائيل بأن مصر لا تخرق اتفاق السلام وتوزيع القوات في سيناء، وفوز الأهلي على فريق مولودية الجزائر، واعتراض مسلحين سيارة الفنانة بسمة والناشط الدكتور عمرو حمزاوي في مدينة أكتوبر وسرقتهما.
وإلى بعض مما عندنا:

حوار شيق بين مبارك وسوزان

ونبدأ بردود الأفعال التي لا تريد أن تتوقف على محاكمة مبارك، وتعكس الرغبة العارمة لسجنه على أقل تقدير، أو إعدامـــــه ان أمكن، والشمــــاتة في وضــــعه في القفص، والأهم من الآراء، هي الأسرار التي تتسرب عن أحاديث مبارك مع من حوله، وقد نجح بعون الله، صاحبنا الشـــاعر والزجال خفيـــف الظل ياسر قطامش في الاستماع إلى حوار شيق بين مبارك وسوزان، وعاد ليكتبه في 'الأخبار' يوم الثلاثاء، وكان: 'حدثتنا العفريتة إش إش وهي بالقميص الشفتشي:
- قالت: ذهبت للاطمئنان على عمو مبارك وطنط سوزان - ودخلت المستشفى - وأنا أتخفي - فسمعتهما يتهامسان - قالت سوزان - كده يازين الرجال - يا أبو علاء وجمال - فضلت تغني عليه - وتقول لي أنا رئيس الجمهورية - وأنا بتاع الضربة الجوية - لحد ما انضربنا واتوحلنا - واتفضحنا واتبهدلنا - فقال: اسكتي ياسوزان - أنا صايم وتعبان - ومش ناقصك إنتي كمان.
- فقالت: ياما كان في نفسي - أشوف جمال على الكرسي - واللي حازز في قلبي يا 'روكه' - إن بتوع الثورة خدونا في دوكة - وخلوني ما اتهناش - بلوحة الخشخاش - دي أكيد عين وصابتنا - وقلبت حياتنا - أنا عارفة إنها عين المقروصة زوبة - زوجة حسين سالم الأروبة - من يوم مازارتنا في قصر العروبة - وشافت طقم الصالون المعتبر - اللي لهفناه من لويس السادس عشر - وبصت لي بعينها اللي تندب فيها رصاصة - وقال إيه؟- عزمت عليا بشيكولاتة ومصاصة - وضحكت ولعلعت وبعدها الثورة ولعت - فنظر لها مبارك وتنحنح - وجاله صداع وترنح - وقال: كفاية ياهانم - والله يابخته حسين سالم - ابتسمت له الدنيا - وهرب لإسبانيا - الدور والباقي علينا - ياترى هايعملوا إيه فينا؟ - قالت: ما قلت لك وحياة أبوك - يللا نهرب على تبوك - فقلت دي زوبعة في فنجان - وبكره المولد ينفض من الميدان - ويرجعوا يهتفوا لي زي زمان - اخترناك اخترناك - يللا ياريس واحنا وراك - ونسيت أنك كنت بتضايق الشعب وتخوفه - وتعمل الحاجة اللي تقرفه - وحتى ريشه كنت بتنتفه - ما أنت لو كنت رئيس ناصح - ما كنش حصل اللي حصل يافالح - فقال: يعني أنا اللي غلطان - ياست سوزان - مش أنتي اللي أقنعتيني بالتوريث - بأسلوبك الخبيث - وابنك جمال افتكر نفسه عنده مهارات - وساق الهبل في لجند السياسات - واتلم على عز - اللي فضل في ودنه يوز.
قالت: ما كله منك يا بركة - لو كنت عملت كام حركة - وشلت شريف والعادلي وسرور - ما كنش جه علينا الدور - لكن قعدت تقول لي 'حللو ياحللو' خليهم يتسلوا، وقعدت تصبغ شعرك - أهو ربنا طول عمرك لغاية ما اتخلعت ونخيت - قال: أنا لم أخلع بل اتنحيت - وكفاية نأوزة ياغالية انتي نسيتي لهطة المهلبية - بتاعت مكتبة الإسكندرية - والنهب السريع - في مهرجان القراءة للجميع - ومشروعك الخيبان - المجلس القومي للنسوان - قصدي للمرأة اللي عملتيه - وقرفت الناس بيه - والوزراء اللي كانوا بيبوسوا إيديكي - ويقولوا 'الله عليكي: قالت: طيب عجبك اللي كلوا خيرك - وما حدش جابهم في المناصب غيرك - دلوقتي بيطالبوا بمحاكمتك - أنت وأسرتك - فجأة وبدون مقدمة - صاحب الحاجب 'محكمة' فقال مبارك: خضتني جتك العمى أنا بريء وحياة ستي بتاعت سد الحنك اللي قالت لي يا فرعون إيه اللي فرعنك - قلت: ما لقتش حد يلمني - بس الزمن هدني'.

سوزان ومبارك ودليلة وشمشون

ويبدو، وان كنت لا أستطيع التأكيد، على انحياز اثنين من زميلاتنا بـ'الأخبار' يوم الخميس الى سوزان في معركتها الكلامية مع مبارك، لأنها من نفس النوع النسائي، ذلك أن أماني ضرغام قالت: 'ردا على تساؤل المهندس سمير متري، حول مقولة فؤاد المهندس 'القانون مفيهوش زينب' أختلف أنا مع فؤاد، فالقانون في مصر قبل 25 يناير، كان فيه سوزان وعز وسيد قراره وكمان مشيرة خطاب، ولكني أتفق تماما معه في أن حواء هي سبب طرد آدم من الجنة وأن دليلة جعلت شمشون يهدم المعبد فوق رأسه، حتى إننا رأينا شمشون ممددا على السرير في قاعة المحكمة بأكاديمية الشرطة، والصباع لا يزال في أنفه!'.
وبمناسبة قانون زينب، فإن زميلتها الثانية التي انضمت إليها ضد مبارك انحيازا لسوزان، زينب مصطفى قالت: 'مثلي كثير من المصريين خفق قلبه عندما شاهد الرئيس المخلوع حسني مبارك في قفصه الحديدي على سرير لا حول له ولا قوة، لم أفكر إذا كان هذا السيناريو صنيعة محاميه أم هو واقع حقيقي، واعترف بأن دموعي خانتني مرددة سبحان المعز المذل بصوت مرتفع وفي جمل سريعة متلاحقة.
حسني مبارك أراد له الله سبحانه وتعالى الفضيحة العلنية المدوية له ولأولاده وتناقلت جميع وسائل الإعلام محاكمته وعاش الذل بعينه وهو يرد 'افندم' بعد ندائه بالمتهم ولم يحسن الله ختامه فهو حبيس على قيد التحقيقات وبحسب من هم في سنه كان المفروض أن يكون حرا طليقا متجولا بين المساجد ممسكاً بمسبحة مستغفرا الله عما اقترفه من ذنوب مستعدا للقاء وجه ربه الكريم ولكن الشواهد تؤكد أن مبارك لم يستعد بعد لمثل هذا اليوم العصيب والله أعلى وأعلم'.

التمثيلية التي لعبها مبارك ومحاميه

وإذا كان هذا قول القوارير من المحررات، فلنا أن نتخيل ما الذي سيقوله أصحاب الصوت الخشن، الأجش، ومنهم زميلنا سيد عبد العاطي رئيس تحرير 'الوفد' الذي صاح في نفس اليوم: 'التمثيلية السخيفة التي لعبها مبارك ومحاميه، كانت تهدف إلى استدرار عطف المصريين، دخل مبارك قاعة المحكمة محمولا على فراش المرض، ملفوفا بملاءة بيضاء، ولأنه، أي مبارك، ممثل فاشل، فقد ظل 'يزغر' بعينيه يميناً وشمالاً، وراح يقيم رأسه أكثر من مرة ليتابع ما يدور داخل المحكمة، كانت نظراته وتحركاته، تنم عن انه رجل في كل لياقته، وفي كامل وعيه، وأنه 'يسوق الهبل على الشيطنة'.
كنت أتعجب مما يفعله مبارك داخل القفص، هذا هو مبارك الديكتاتور الذي قهر شعبه طوال ثلاثين عاما، هاهو يلجأ الى أفعال الصغار والحواة ليستدر عطف المصريين.
لقد أعاد لي هذا المشهد يوم مقتل الرئيس الراحل أنور السادات عندما واجه الرصاص بصدره في حادث المنصة الذي أودي بحياته، بينما اختبأ مبارك تحت الكرسي الذي كان يجلس عليه، انبطح أرضاً. من العيب، بل من المخجل، بل من المخزي أن يتمارض مبارك بهذه الصورة الصبيانية، ليستدر عطف المصريين، كان عليه أن يكون شجاعا'.

ماذا لو مات مبارك قبل صدور الحكم عليه؟

لكن المشكلة التي واجهت زميلنا بمجلة 'المصور' عادل سعد، هي أن يخدعه مبارك ويموت قبل صدور حكم عليه، قال: 'سأشعر بالحسرة إذا مات مبارك على عمر ضاع، وأصدقاء تشردوا في كل بلاد الدنيا أو أزهق مبارك أرواحهم بزنازينه المظلمة وخرجوا أنصاف هياكل ضائعة، وآخرين قتلهم بدم بارد، ذلك الجيفة، الذي ظل مشغولا بنخر أنفه، حتى أثناء محاكمته التي قد تفضي لإعدامه، هبط مبارك من شرم الشيخ على محل كوافير ليتجمل كعادته، وبعد الباديكير وصبغة الشعر، والساعة الذهبية ودبلة الخطوبة، شاهدنا الدكتاتور النائم، كما نشاهد الضباع، من خلف القضبان وكانت الصورة مستفزة، فقد كان واضحا، أن كل ما قيل سابقا عن صحته للتهرب من المحاكمة أكاذيب، والأكاذيب عند مبارك المتصابي الذي يريد أن يدفننا جميعا لا تتوقف، من القاهرة أعلن محامي المخلوع أن لديه مستندات بأن المشير طنطاوي متورط في قطع الاتصالات عن ميدان التحرير، الآن صار واضحا أمام المجلس العسكري، أن مصر أمام طريقين لا ثالث لهما، إما مصر الثورة وإما مبارك، والخيار سيظهر واضحا في شهادة المشير التي ينتظرها الجميع ليدخل طنطاوي التاريخ من نفس الباب الذي سيخرج منه مبارك وأولاده وزوجته، ومعهم كل من قالوا 'آسفين ياريس'.

مشفى القصر العيني:
صحة مبارك اكثر من رائعة

لكن الأطباء طمأنوا عادل إلى أن صحة مبارك عال العال، ومية على مية كما يقولون، وفي قول آخر، الحديد بلى واحنا لم بلينا، فقد نشرت مجلة 'الإذاعة والتليفزيون' تحقيقا لزميلنا السيد عبد العال جاء فيه: 'يسري أنور الحميلي أستاذ أمراض المخ والأعصاب بقصر العيني يقول: من الواضح ومن خلال الأخبار المسربة عن صحة الرئيس المخلوع أن صحته أكثر من رائعة لمن في مثل سنه، وهذا راجع إلى أنه رجل رياضي وغير مدخن وكان منتظماً في حياته من حيث النوم المبكر وكذلك الاستيقاظ وممارسة الرياضة، كل هذه الأمور تطيل العمر وتجعلك لآخر أيامك محافظاً على صحتك، ومن وجهة نظري أن الخطر الآن على صحة مبارك قد يأتي من الاكتئاب فقط وعلى ما يبدو أنه تأقلم مع الوضع وكل ما يسربه محاميه عن تدهور صحته كلام غير صحيح، فالرئيس السابق حتى وهو نائم على سرير طبي وجهه وعيناه تظهران أنه لا يعاني من شيء إلا ضعف السمع وهذا شيء طبيعي جدا في مثل هذه السن.
وعن تدهور حالته الذهنية وإصابته بالزهايمر يوضح د. يسري أن هذا أمر غير وارد، فذاكرة الرئيس المخلوع جيدة حتى وإن حاول إظهار عكس ذلك، لأن الإصابة بالزهايمر لا تكون في هذا السن فقد تجاوز تلك المرحلة وعندما يصل الإنسان لمثل عمر مبارك فهو في الغالب لا يصاب بالزهايمر، أي أن مخ مبارك سليم تماماً ومدرك لكل شيء.
أ. د. جمال شعبان أستاذ أمراض القلب بمعهد القلب القومي يقول: إن محامي مبارك حاول إخافتنا على صحة المخلوع من خلال القول إنه يعاني من الارتجاف الأذيني، وعندما اتضح أن هذا المرض 'دلع' خرج علينا مؤكدا أنه مصاب بالسرطان والشعب يجب عليه التمسك بآخر أخبار عن صحك مبارك قبل خلعه، الجميع كان ينكر إصابة الرئيس المخلوع بأي أمراض خطيرة، مؤكدين أن صحته رائعة ولذلك يجب محاسبة من أخفوا على الأمة مرضاً خطيرا للرئيس السابق مثل السرطان، فـ'تشافيز' رئيس فنزويلا أخبر شعبه والعالم بحقيقة مرضه عندما أصيب بالسرطان، هذا رئيس حقيقي يدرك أن مصدر قوته شعبه، أما عندنا فكان مبارك يتعامل مع الشعب على أنه شغال عنده في فيللته في شرم الشيخ لذلك يجب محاسبة من أخفوا مرضه عن الشعب وعرضوا البلاد للخطر.
أما إذا تحدثنا عن قلب الرئيس السابق فمن خلال التقارير المتاحة ندرك أن قوة عضلة القلب عنده تعدت الـ60' شيء رائع جدا فالإنسان بعد سن الأربعين يتعرض لفقدان 1' من قوة قلبه سنويا، أما الارتجاف الأديني فخطورته ليست على من في سن مبارك إنما على من هم دون الأربعين خصوصا إذا كان هذا الارتجاف مصحوبا بمشاكل في الشرايين

قلب مبارك ممتاز
بالنسبة لعمره ولا خوف عليه

واعتقد انه في المرات القادمة سوف نراه واقفاً على رجليه أمام القاضي.
وجاءت أحدث الفحوصات لتؤكد أن صحته بمب، ويمكن له أن يقف اليوم في القفص على رجليه أو يجلس فوق كرسي، فقد قالت 'الأخبار' أمس في تحقيق لزميلتنا آمال عبد السلام: 'علمت 'الأخبار' أن حالة مبارك تحسنت وبدأ في تلقي جلسات العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الساقين وبدأ يتحرك على قدميه داخل غرفته بالمستشفى، في مؤشر لإمكانية حضوره الجلسة داخل القفص على قدميه أو على كرسي متحرك بدلا من السرير، الذي ظهر به في الجلسة الأولى لمحاكمته يوم 3 أغسطس. أن نتيجة الفحوصات المتعلقة بإصابته بالسرطان والتي طلبتها المحكمة من طبيبه المعالج د، ياسر عبدالقادر لم تظهر بعد'.

حالة مبارك مستقرة
ولا يوجد ما يتطلب أي تدخلات

وأما 'الأهرام' فقد أضافت معلومة عن الدكتور ياسر، في تحقيق زملائنا عصام مليجي وخالد أبو العز وحسام زايد، جاء فيه: 'صرح مصدر مسؤول بالمركز الطبي العالمي بأن الدكتور ياسر عبد القادر استاذ الأورام، زار الرئيس السابق بالمركز أمس الأول - أي الجمعة - لتوقيع الكشف عليه، بأمر من هيئة المحكمة، وأكد المصدر ان حالة مبارك مستقرة ولا يوجد ما يتطلب أي تدخلات طبية إضافية وان كانت عضلاته ضعيفة، خاصة في الساقين وأن مبارك أجاب بتركيز ذهني كامل ذهني كامل عن أسئلة الطبيب'.
هذا، وكانت 'اليوم السابع' قد نشرت يوم السبت حديثا مع عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطني أحمد أبو حجي، وكان قبل انضمامه إليه من مؤسسي حزب التجمع اليساري المعارض، ولم يفز في انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر من العام الماضي، وأجرت الحديث معه زميلتنا نور علي، ومما قاله فيه عن حالة مبارك الصحية: 'التوجيهات كانت تصدر لنا خلال لقاءاتنا مع الرئيس السابق بألا يكون هناك ضغط عليه من خلال المداخلات والأسئلة وأنا لاحظت انه خلال السنوات الخمس الأخيرة لم يكن متوازنا صحيا، وكان أحيانا وهو جالس على المنصة يغمض عينيه أو يميل للوراء من التعب، وكانت لديه مشكلة في السمع، وكان لازم الواحد يعلي صوته علشان يسمعه وآخر لقاء للهيئة البرلمانية في 2009، لم يستغرق سوى نصف الساعة فقط، وأهم سلبية انه ترك مصر لجمال مبارك وأحمد عز وصفوت الشريف وزكريا عزمي ولم يكن يراجعهم في أي قرار وهم اللي كانوا يقودون مصر في المرحلة الأخيرة'.

مذكرات مبارك
وموائد الرحمن

كما كانت جريدة 'روزاليوسف' قد انفردت على مدى يومين، بتحقيقات عن ان مبارك بدأ في كتابة مذكراته، وأن رئيس تحرير لصحيفة قومية سابق قام بالتفاوض مع دار نشر أمريكية على نشرها، وحددت الفصول، وما الذي سيكتبه مبارك، وكان هذا الخبر مبررا كافيا لأن يسخر منه زميلنا الرسام في 'أخبار اليوم' هاني شمس، في ثلاث لقطات، الأولى لاثنين يقول احدهما للثاني: - خسارة، مالحقش يطبعها في مكتبة الأسرة ضمن سلسلة الجريمة لا تفيد.
والثانية، عن مائدة رحمن وأحد الجالسين يقول لزميله وهو يضحك:
- بكره سوزان تكتب مذكراتها وعلاء وجمال يكتبوا مذكراتهم.
فرد عليه الثاني وهو يضحك.
- ها، ها، ها خليهم يتسلوا.
واللقطة الثالثة لصديقين أحدهما يمسك بالجريدة التي نشرت الخبر، وهو يضحك، والثاني يقول له:
- أكيد الجرايد هاتنشرها على حلقات في صفحة الحوادث.
وما دام الأمر قد تحول إلى تسلية على مبارك، فقد خصص زميلنا بمجلة 'أكتوبر' محمود عبد الشكور عشر فقرات من بين ثلاث عشرة عنه، هي:
- بعد أن ظهر الفرعون أخيراً في القفص، نستطيع القول من جديد بأن الثوار على حق ولا عزاء لأعضاء حزب 'الكنبة'.
- لم أكن أتوقع أبدا ان تتحقق مقولة 'ابني وبيساعدني' حتى وهما أمام المحكمة.
- لم تظلم الثورة 'حسني مبارك' فقد وفرت له محاكمة علنية وكان له حق الدفاع من خلال أكبر المحامين.
- ترى ماذا كان سيفعل المخلوع في الثوار لو فشلت الثورة؟
- بمحاكمة 'مبارك' التاريخية، انتهى الى الأبد زمن 'شعبي وأنا حر فيه' ليبدأ عصر: رئيسي وأنا حر فيه'.
- تستطيع أن تضيف الآن الى انجازات الثورة المصرية إجلاء 'حسني مبارك' من مدينة 'شرم الشيخ'.
- أكرر للمرة الثانية: الرحمة ليست فوق العدل، العدل هو الرحمة نفسها، نريد أن نعرف من هو ال######## الذي أصدر أمرا بإطلاق النار على المتظاهرين مهما كان موقعه أو منصبه؟.
- عفوا كل كتاب الدراما الرمضانية، محاكمة المخلوع ورجاله تكسب.
- أظرف تعبير سمعته عندما تأخر نزول الطائرة التي أحضرت المخلوع من شرم الشيخ عندما قال أحدهم: 'يظهر مبارك هوه اللي سايق'.
- درس مهم جدا من التجربة المباركية: 'ازرع' الفساد، 'يقلعك'.
- كانت فترة حكمه أطول من 'نظيف' فأصبحت حدود صبرنا أقصى من 'عز'.

الاستماع شخصيا لشهادتي الرئيسين
الراحلين عبد الناصر والسادات

وإلى المعارك السريعة والخاطفة، ونبدأها من يوم الأربعاء مع زميلنا بـ'الجمهورية' هشام البسيوني حيث اكتفينا باختيار اثنتين من بين سبع هما: 'فريد الديب من المحامين البارعين وأعجبني عندما طلب في الجلسة الأولى لمحاكمة المخلوع الاستماع إلى أكثر من ألف وستمائة شاهد إثبات والمشير طنطاوي واللواء عمر سليمان وكل المحافظين السابقين لجنوب سيناء، ولن استغرب على الإطلاق إذا طلب في الجلسة المقبلة الاستماع شخصيا لشهادتي الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات ومناقشة رأيهما في حق المتهم بعد الاستعانة بشيخ لتحضير روحيهما على نفقة المحكمة.
- التحية والسلامات التي أداها عدد من ضباط الشرطة والشرطة العسكرية المسؤولين عن تأمين محاكمة مبارك ونجليه والعادلي ومساعديه لأركان النظام السابق، تؤكد اننا كنا نشاهد مهرجان السلام للجميع وسيظل البعض عبيدا لثقافة 'العين ما تعلاش عن الحاجب'.

نصائح غالية
للمتظاهرين في إسرائيل

أما معركة زميلنا بـ'الأخبار' خفيف الظل هشام مبارك في نفس اليوم، فقد كشف نفسه فيها إذ ظهر لنا كمحب ولهان لإسرائيل، والدليل قوله: 'نصائح غالية للمتظاهرين في إسرائيل:
- تحركوا جماعات لا أفرادا حتى إذا استخدمت الشرطة القنابل الحية يرتفع الحصاد.
- خلي معاك فوطة مبلولة وأول لما يستخدموا قنابل الغاز اكتم نفسك بيها لحد ما تموت.
- لا تستنشق البصل أو الخل للتخلص من تأثير الغاز، حمض الكبريتيك المركز ألذ ألذ.
- لإنعاش اقتصادكم طالبوا بإلغاء أكبر بند يستنزف مواردكم ألا وهو التجسس على مصر!
- غنوا لبلدكم في جسمي نار ورصاص وحديد علمك في إيدي واسمي شاليط!'.

المجلس العسكري
لا يريد أن يحاكم مبارك

ثم نتجه لمجلة 'المصور' وزميلنا وصديقنا سليمان عبد العظيم حيث اخترنا معركتين من بين ست هما: 'البعض اندهش من الساعة السودة، وحرص مبارك على صبغ شعره بالصبغة السوداء كما لو كان يستعد لإلقاء خطاب عام، كل ذلك يدفعني لتوجيه السؤال: الراجل ده في إيه، ولا إيه ياناس؟!
- الآن بعد أن بدأت محاكمة القرن ودخل مبارك القفص وقال لرئيس المحكمة افندم أنا موجود، ماذا يقول من كانوا يصرخون بالصوت العالي والصرخات المدوية ان المجلس العسكري لا يريد أن يحاكم مبارك، تأكدوا تماما أنهم أساءوا كثيرا الظن بالمجلس العسكري وظلموا الجيش ولم يمنحوا هذه المؤسسة الوطنية النقية الخالصة حقها الذي تستحقه، الشعب يقدم تعظيم سلام للجيش الذي حمى ثورته وساند ثوار التحرير واعترف قائده المشير طنطاوي بمشروعية مطالبهم حتى سقط النظام السابق'.


مبارك وسليمان
والسفير الاسرائيلي

وآخر زبون عندنا اليوم سيكون زميلنا بـ'الأهرام' شريف العبد حيث اخترنا خمس معارك من بين أربع عشرة في عموده كل خميس - مواجهات - وكلها تتعلق بالرئيس السابق وهي: 'السفير الإسرائيلي، قلت إن مبارك كان أعقل حاكم في المنطقة ومحاكمته تضع مصر في حالة عدم الاستقرار وليس صحيحا أن عصره شهد فسادا وفقرا للمصريين، إنها كلمات لها دلالاتها القاطعة يا رجل.
- 'عمر سليمان، نصحت مبارك بعدم ترشيح نجله فما جدوى هذه النصيحة إذا كانت الأذن صماء والرجل يحمل دكتوراة في العناد ، كيف وجهت له مثل هذه النصيحة ألم تكن تطمح في منصب نائب الرئيس؟!
- حسام بدراوي، أعلم جيدا انك رجل صادق لكن كيف تجرؤ أن تقول لمبارك في عقر داره إنني أرى شبح شاوشيسكو.. إنها جملة تجلب الهلاك.
- أيمن نور.. الرجل الذي وضعك في القفص تدور الأيام لتراه أنت في القفص، تقول إن اضطهاد مبارك لك يصبح ورقة رابحة في انتخابات الرئاسة.
- أحمد عكاشة، أعتقد ان افضل علاج نفسي للمصريين وشفائهم من الأمراض التي نتجت عن القهر والظلم هو رؤيتهم لمبارك داخل القفص'.

الفتاوى والصيام والمرض

وأخيراً، إلى الفتاوى من صفحة - أنت تسأل والإسلام يجيب - بـ'اللواء الإسلامي' وأعدها زميلنا محمد الشندويلي، ورسالة من سيد حسنين من محافظة الشرقية قال فيها:
- أنا مريض وأشار علي الأطباء باستعمال البخاخة وأنا استطيع الصوم، ولكن لا استغني عن البخاخة في نهار رمضان، فما هو الحكم؟
فرد على سؤاله الشيخ الدكتور محمد نجم الدين الكردي قائلاً: '- البخاخة آلة تستعمل كموسع قصبي، وتعود معه عملية التنفس طبيعية وهي تحتوي على دواء سائل مصحوب بهواء مضغوط بغاز خامل يدفع الدواء من خلال جرعات هوائية عن طريق الفم واستعمالها يفسد الصوم، لأن بها هذا السائل الذي يخرج على هيئة رذاذ له جرم مؤثر عن طريق منفذ منفتح وهو الفم، وليس صحيحاً ما يقال أنه مجرد غاز بل هو غاز مصحوب برذاذ الدواء وعلى ذلك فللمريض الذي لا يستغني عن هذه البخاخة في شفائه أن يفطر لا سيما إن خشي على نفسه الهلاك'.
وأرسل محمد فتحي إبراهيم من المنوفية يقول:
- أنا رجل كبــــير ومسن ولا أستطيع الصيام ولســـت مريضـــاً، الحــــمد لله، فهل يلزمني قضاء؟ وهل علي فدية؟ وما مقدارها؟ وهل يجـــوز إخراج القيمة؟
فرد عليه 'ان الرجل الكبير الذي لا يقدر على الصوم في جميع فصول السنة، يفطر وعليه عن كل يوم فدية طعام مسكين. المالكية، قالوا انه يسحب الفدية فقط وليست واجبة، وأنا أميل الى هذا الرأي ديانة، ولكن استحسن الفدية عونا للمساكين ومثله المريض الذي لا يرجى شفاؤه ولا قضاء عليهما لعدم القدرة، وقال الحنابلة: إن المريض عليه الفدية عن كل يوم، فإن أخرجها ثم شفي فلا قضاء عليه بعد الشفاء فإن لم يخرجها فعليه القضاء، أما من عجز عن الصوم في رمضان ولكنه يقدر على قضائه في وقت آخر فإنه يجب عليه القضاء ولا فدية عليه فمثله كمثل من عليه دين، فإذا استطاع أداؤه فلا شيء عليه ومقدار الفدية إطعام مسكين ويجوز إخراج القيمة من أوسط ما تطعمون أهليكم'.

مرض السكر
وتعاطي حقن الانسولين

وفي باب - اسألوا فضيلة المفتي - الذي يقدمه زميلنا عبد العزيز عبد الحليم، ارسل مواطن من اشمون يسأل: - أنا مريض بمرض السكر وأتعاطى حقن الانسولين وتستلزم حالتي أخذ جرعة حقن الانسولين قبل الأكل بنحو حوالى نصف ساعة، فما الموقف خلال شهر رمضان المبارك، هل حقنة الانسولين لو أعطيت قبل اذان المغرب تفطر أم لا؟
فرد عليه المفتي الدكتور الشيخ علي جمعة قائلا: 'أخذ الحقنة أثناء الصيام لا يفسده سواء كانت غذاء أم علاجا، لأنه لا يصدق على المادة المحقون بها انها وصلت الى الجوف عن طريق منفذ طبيعي مفتوح، وعليه فلا حرج عليك في أخذ حقنة الانسولين أثناء نهار رمضان وصيامك صحيح ان شاء الله تعالى'.

اخراج الزكاة
لمسؤولي نظام مبارك

أما آخر الفتاوى التي لدينا، فعن زكاة عيد الفطر وهل على مبارك وعلاء وجمال وأحمد عز وكل أركان النظام السابق المحبوسين إخراجها أم لا؟
'الجمهورية' نشرت امس في صفحة الدين والحياة التي يشرف عليها زميلنا فريد إبراهيم، تحقيقا لزميلنا أحمد الداوي جاء فيه: 'يقول الشيخ عاطف صوفان من علماء وزارة الأوقاف ان جميع الفقهاء أجمعوا على ضرورة إخراج الزكاة حتى على الفقراء الذين يأخذونها من الآخرين ولذلك فيجب إخراج الزكاة عن المساجين وفي ظل هذه الأيام، كل سجين له أهل، ولديهم من الامكانيات ما تجعلهم قادرين على دفع الزكاة له، وأن المساجين الذين تم تجميد أرصدتهم عليهم اخراج الزكاة لأن لديهم بعض الأشياء لم يتم تجميدها ويملكون قوت يوم العيد وليلته.
ويقول الشيخ عيد عبد الحميد من علماء الأزهر لا هروب من إخراج الزكاة نهائيا حتى لو كانت الأسرة فقيرة أو مسكينة وعائلها في السجن فيجب اخراج الزكاة عن الأسرة كاملة بمن فيهم السجين، والسجين صائم وكل صائم عليه زكاة من أجل ان يطهر بها نفسه ويضمن ثواب صيامه'.
طبعا، ولكن لنفرض ان هذه الأموال التي لم يتم تجميدها للمسجونين، اتضح فيما بعد نتيجة التحقيقات انها منهوبة وحصلوا عليها بطريق غير شرعي، فما حكم المبالغ التي خرجت منها كزكاة؟!


--------------------

عبد الناصر والإخوان (2-2)
عبد الحليم قنديل
2011-08-14




كان جمال عبد الناصر حريصا على استقلالية تنظيم الضباط الأحرار، كان عقله مفتوحا لكل أيديولوجيات التغيير المطروحة، لكنه حرص على الاستقلالية لإكتشافه نقص المطروح وعجزه عن تقديم جواب مطابق لأسئلة الواقع.
ولم يكن عبد الناصر منغلقا تجاه حركة الإخوان بالذات، وقد التقى عبد الناصر ـ صيف سنة 1944 ـ بالضابط الإخواني محمود لبيب، كان لبيب مسئوولا عن الشؤون العسكرية لحركة الإخوان، وبدأت من يومها علاقة وطيدة بين نواة الضباط وحركة الإخوان، وانضم ضباط اقتربوا إلى الإخوان أو كانوا منهم مثل حسين الشافعي وعبد المنعم عبد الرؤوف، ثم كانت حالة من الجفوة أعقبت تواطؤ الإخوان مع ديكتاتورية إسماعيل صدقي سنة 1946، لكن إنشاء التنظيم السري للإخوان من أوساط حركة الجوالة الإخوانية التي قدر عددها بأكثر من 2000 عضو، ثم مشاركات الإخوان في مقاومة الإنكليز في منطقة القناة (انطلاقا من قواعد إخوانية في محافظة الشرقية بالذات)، ثم في حرب فلسطين، كل ذلك أسهم في تقارب جديد، وإن ظل عبد الناصر حريصا على استقلالية تنظيمه، واختير عبد الرؤوف عضوا في الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار سنة 1949 رغم بقائه على الارتباط بحركة الإخوان، ثم استبعد سنة 1951 بعد أن طالب بانضمام الضباط الأحرار إلى الإخوان حتى تؤمن الجماعة حياة الضباط ومستقبلهم في حالة فشل الثورة.


وهكذا حرص عبد الناصر على الاستقلالية، ورفض وصاية الإخوان، وكان ذلك سببا مباشرا في الصدام، ومن جهته حرص عبد الناصر على استمرار التعاون مع الإخوان بعد الثورة، واستثنى حزبهم من قرار حل الأحزاب في كانون الثاني/يناير 1953، لكنهم رغبوا في فرض الوصاية مجددا على عبد الناصر، وطلبوا ألا يصدر قرار أو قانون إلا بعد أن يقره مكتب الإرشاد الإخواني، وكان طبيعيا أن يرفض عبد الناصر، وعارض الهضيبي ـ مرشد الإخوان ـ خفض الحد الأدنى للملكية الزراعية للفرد إلى 200 فدان في الإصلاح الزراعي الأول، ورفضوا المشاركة في الوزارة، وتم فصل الشيخ الباقــــوري من عضــــوية الإخـــوان لأنه قبل الاشتراك في وزارة الثورة، كان واضحا أنه لم تكن لدى الإخوان أولويات أو برامج حركة سياسية رشيدة، ولم يفهموا ـ كما يقول الكاتب الإسلامي د. عبد الله النفيسي ـ حرص عبد الناصر على تحقيق ثلاثة أهداف عاجلة: تنمية الجيش وتحديثه، تحقيق جلاء الجيش الإنكليزي، والقيام بإصلاح زراعي يحطم الأرستقراطية المصرية ويشل فاعليتها في مقاومة الثورة.


ثم ارتكب الإخوان الخطأ القاتل، تحالفوا مع خصومهم القدامى من الوفديين والشيوعيين المعادين وقتها لعبد الناصر، تحالفوا وهم ممثلو 'الموروث' مع رموز 'الوافد'، وبدأوا اتصالاتهم مع محمد نجيب الذي كان يحلم بالتحول من دور 'القناع' إلى دور 'القائد الحقيقي' للثورة، وسعوا إلى دفع عناصرهم التنظيمية في الجيش والشرطة للقيام بانقلاب عسكري، واشتبك متظاهروهم مع قوات الشرطة في صدام بالاسلحة النارية في كانون الثاني/يناير 1954، وبعدها أصدر مجلس قيادة الثورة قراره بحل جماعة الإخوان واعتقال قادتها.


ورغم كل ما حدث، كان عبد الناصر حريصا على أستعادة الود المفقود مع الإخوان، ويشير الكاتب الإخواني محمود عبد الحليم لاجتماع هام جدا تم في 20 /9/1954 بين ستة من ممثلي الإخوان وبين أعضاء من مجلس قيادة الثورة، كان الغرض من الاجتماع كما يقول عبد الحليم حل الخلاف المتفاقم بين الإخوان وعبد الناصر، وبعد ست ساعات من التداول تم الاتفاق على إمكانات الصلح، وكانت البداية: أن يوقف الإخوان حملاتهم الدعائية مقابل الإفراج عن معتقليهم، لكن الهيئة التأسيسية للإخوان سارعت برفض الاتفاق، ويعلق محمود عبد الحليم 'لقد حجبوا أنفسهم عن الحقائق، ورضوا أن يعيشوا سابحين في الأوهام'، ويا ليتهم اكتفوا بالأوهام، فقد دبر جهازهم السري محاولة فشلت لاغتيال عبد الناصر وهو يخطب في ميدان المنشية، كان ذلك في تشرين الاول/أكتوبر 1954، وكانت نهاية قصة تفاعل بين الموروث و 'التوفيق الفعال' أسدل عليها ستار الدم.

وبين صدام 1954 وصدام 1965، جرت مياه كثيرة، تداعت سيطرة الهضيبي على تنظيم الإخوان، وسيطرت نزعة التشدد المغلق، وسحب عبد الناصر بإنجازاته بساط القاعدة الشعبية من تحت أقدام الإخوان، كانت صيغة عبد الناصر تحرز نجاحاتها الهائلة، تحررت مصر من الاحتلال نهائيا، وانتصرت في معركة السويس، ودخلت معارك التمصير والوحدة والتأميم والتنمية المستقلة، وحققت الخطة الخمسية الأولى (1960 1965) وباعتراف البنك الدولي المعادي لعبد الناصر أعلى نسبة تنمية إقتصادية في العالم الثالث كله بالأسعار الثابتة الحقيقية، بينما كان الإخوان مشغولون بخطة أخرى: خطة للاغتيالات ونسف الكبارى والجسور ومحطات الكهرباء.


حدث صدام 1965 بعد أن أنشأ الإخوان تنظيما سريا جديدا بدأ العمل سنة 1957، وبلغ عدد أعضاء نواته القيادية 300 عضو، وأوكلت القيادة إلى سيد قطب، وترك وراءه، بل و'خان' تاريخه الشخصي ذاته، كان سيد قطب يمثل في الاربعينيات وأوائل الخمسينيات خطا إخوانيا راديكاليا، وبلور رؤيته الاجتماعية التقدمية المستندة إلى الإسلام في كتابيه (الإسلام والعدالة الاجتماعية ) و(معركة الاسلام والرأسمالية) لكنه تحول في الستينيات إلى النقيض تماما، كانت الثورة الاجتماعية تجرى تحت أنفه، لكنه وصفها بالجاهلية، كانت كتب سيد قطب تصدر دون أن تصادرها رقابة عبد الناصر الموصوف بالاستبداد وتتابعت انقلابات سيد قطب في كتبه (هذا الدين) و (المستقبل لهذا الدين) ثم أخطرها جميعا (معالم على الطريق)، وكان محور رؤية سيد قطب الجديدة: أن النظام الاجتماعي القائم يعيش في جاهلية، وأن دليل جاهليته هو الاعتداء على سلطات الله في الأرض، وعلى أخص خصائص الألوهية وهي الحاكمية، وأنه لا حق للبشر في وضع تصورات أو أنظمة أو قوانين، وأنه على الحركة الإسلامية أن تعتزل عن الواقع وتفاصيله وتسعى لتغييره من جذوره،


أنها الرؤية التي استندت إليها جماعة التكفير والهجرة، وفاصلت المجتمع وكفرت الجميع، إنها عودة إلى نظرية الحكم بالحق الإلهي التي يرفضها الإسلام، وقد أدانها الإخوان أنفسهم، ورد الهضيبي على كتاب سيد قطب بكتاب (دعاة لا قضاة)، والتناقض ظاهر بين رؤية قطب والبنا، لكنه تناقض على السطح لا في الجوهر، ولم يقل حسن البنا صراحة ما يقوله سيد قطب، لكن تعميماته البلاغية تيح الفرصة لأكثر من تفسير، وقد تلاشت فرص التفسيرات المتفتحة بصدام الإخوان مع عبد الناصر، وبقيت الساحة خالية لتفسيرات منغلقة خرجت بقوة الموروث عن الفاعلية والإيجابية في التاريخ.
ولا أظن أن الاعتقالات أو التعذيب تصلح تفسيرا وحيدا للتحول، بل ثمة عطب منهاجي وفقر في الخيال وقتل للعقل ثم ارتباطات طبقية معيقة، وكلها مقدمات تقعد بالإخوان عن التطور بـ 'الموروث' إلى نوع من 'التوفيق الفعال'، طورته الناصرية، واقتربت من مثاله.

' كاتب مصري


-----------------

زواره اكدوا انه مرتفع المعنويات و'ينكت كعادته'.. والعادلي غادر المحكمة 'ضاحكا'
مبارك يتعهد بمفاجآت في قضية المتظاهرين.. والقاضي يواجهه اليوم بأدلة على فساده

2011-08-14




القاهرة - لندن ـ 'القدس العربي':

من المقرر ان تواجه محكمة جنايات شمال القاهرة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه، ببعض الادلة على ارتكابه جريمة التربح من المال العام، عندما تقوم بفض الاحراز المتمثلة في عقود تمليك خمس فيلات حصلوا عليها باسعار رمزية من رجل الاعمال المتهم الهارب حسين سالم مقابل منحه مليوني متر مربع الاراضي في افضل موقع بمدينة شرم الشيخ.
وكان المتهمون اقروا في التحقيقات بالحصول على الفيلات لكنهم اصروا على انهم دفعوا الثمن المناسب لها في زمن التعاقد بمنتصف التسعينات وهو نصف مليون جنيه للفيلا الواحدة، بينما تقول النيابة ان القيمة الاجمالية تبلغ تسعة وثلاثين مليون جنيه.
واكدت تقارير امس ان مبارك في حالة صحية شبه مســــتقرة، وانه قد لا يحتاج الى سرير، لكن سيظهر على كرسي متحرك، وانه في حالة نفسية وذهنية جيدة، وانه سيكشف عن مفاجآت اثناء المحاكمة.
وكانت المحكمة قررت امس تأجيل قضية وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي ومعاونيه الى الخامس من ايلول/سبتمبر المقبل، بعد ان حدث خلل في نظام الجلسة اثر اصرار المحامين عن المدعين بالحق المدني على مواصلة الحديث بعد ان اعلن القاضي انتهاء الوقت المخصص لهم، ودعوته المحامين عن المتهمين الى الحديث.
وشوهد العادلي وهو يضحك اثناء توجهه الى السيارة المصفحة التي اعادته الى سجن طرة، بعد ان تبادل التحية مع الضابط المكلف بنقله.
وتوقعت مصادر ان يقوم القاضي اليوم بضم قضيتي مبارك والعادلي معا، واجراء مواجهة بينهما في وقت لاحق اثناء المحاكمة لتبيان حقيقة من اصدر الاوامر باطلاق النار.
وأكد مبارك للكثير من زواره أنه لم يطلب من العادلي قتل المتظاهرين ولم يأمره في أي وقت بإطلاق الرصاص الحي عليهم، وأن الشيء الوحيد الذي طلبه من العادلي هو مواجهة الفوضى والغوغائيين الذين قدمهم العادلي له في صور وهم يحملون الهراوات.
وذكرت صحيفة 'روز اليوسف' الأحد أن زوار الرئيس السابق حسني مبارك أكدوا أن فريد الديب المحامي قد وضع مع مبارك خطة الدفاع لجلسة اليوم، وتتضمن هذه الخطة مواجهة مبارك للعادلي أمام المحكمة بمعلومات ووقائع جديدة سيطلب مبارك من المحكمة أن يواجه العادلي بها.
وأكد مبارك لزواره أنه سيكشف العديد من المفاجآت الخاصة بالقناصة الذين اغتالوا المتظاهرين ومن وراءهم من الوزراء الذين خانوا الأمانة وقدموا معلومات خاطئة للرئاسة كما ان كل رموز الحزب الوطني المنحل تصرفوا طبقا لأهوائهم.
يذكر أن مبارك يتمتع بصحة مستقرة ومعنويات مرتفعة حتى انه بدأ يلقي النكات الساخرة كعادته مع زواره. وفي السياق ذاته أجرى مكالمتين مع كل من جمال وعلاء في إطار أسري.
الغريب أن زوار الرئيس السابق بالمركز الطبي العالمي فوجئوا بعدم معرفة مبارك أية معلومات عن أية أسعار في مصر.. ويتعجب المتعاملون من تعليقاته على أسعار المشتريات باعتبارها شديدة الارتفاع..!
كما أن العاملين بالمركز الطبي يشعرون بأن مبارك بدا وكأنه مسافر إلى دولة أخرى ولا يعرف أي شيء عن حقيقة الشارع والمجتمع المصري.
ومن المقرر ان ينقل مبارك من محبسه في المركز الطبي العالمي اليوم في إحدى الطائرات الحربية، على أن تهبط داخل مقر الأكاديمية وسط حراسة من القوات المسلحة، وهناك تنقله سيارة مجهزة طبياً إلى قفص الاتهام بالقاعة رقم 1 التي تجري بها المحاكمة

Post: #30
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-16-2011, 05:42 AM
Parent: #29

جمال غادر رافعا علامة النصر.. وبدء سماع شهود الاثبات في 5 ايلول
قاضي مبارك يستعيد المبادرة من 'محامي التلفزيون'

2011-08-15




لندن ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الشامي:



في جلستها العلنية الثانية، قرر المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة تأجيل نظر القضية المتهم فيها الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ونجلاه علاء وجمال، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم بعد ضمها الى القضية المتهم فيها وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من مساعديه بشأن التحريض على قتل المتظاهرين السلميين.
كما قررت المحكمة وقف البث التليفزيوني لوقائع الجلسات اعتبارا من الجلسة القادمة، وذلك حفاظا على الصالح العام.
وأعلن أحمد رفعت في ختام جلسة المحاكمة الإثنين بعد استراحة استغرقت أكثر من ساعة ونصف الساعة للمداولة والتشاور، ضم قضية التحريض على قتل المتظاهرين السلميين المتهم فيها العادلي و6 من كبار معاونيه ومساعديه إلى القضية التي يحاكم فيها الرئيس السابق حسني مبارك على أن تنظر الجلسة القادمة في الخامس من ايلول/ سبتمبر المقبل.
وقررت المحكمة ضم القضيتين رقمي 3642 جنايات قصر النيل و1227 جنايات قصر النيل لبعضهما البعض بحيث تسير الإجراءات فيهما كوحدة واحدة.
واعتبر خبراء قانونيون ان ضم القضيتين يخدم تحقيق العدالة، اذ سيضمن حدوث مواجهة درامية تاريخية بين مبارك ووزير داخليته، وسيحاول كل منهما القاء التهمة على الاخر، كما ان معاوني العادلي سيحاولون تحميله المسؤولية باعتباره المسؤول الرسمي والقانوني عن تقرير سياسة الوزارة.
وقد قوبل قرار المحكمة ضم القضيتين بارتياح كبير من جانب الموجودين في القاعة سواء المحامين المدعين بالحق المدني أو أسر الضحايا من الشهداء والمصابين، كما صفق بعض المحامين ترحيبا بقرار وقف البث التلفزيوني واعتبروه مفهوما في مرحلة سماع الشهود، وان اعربوا عن املهم في ان تسمح المحكمة بسماع المرافعات.
وكان واضحا ما تمثله الكاميرات من ضغوط على كافة اطراف المحاكمة، بمن فيها القاضي، الذي ضاق ذرعا بسعي محامي الحق المدني للظهور الاعلامي والاستعراض.
ورأى الخبراء ان هذا القرار 'غير الشعبي' يتوافق مع ما عرف عن القاضي بأنه لا يخضع لضغوط الرأي العام في احكامه وقراراته، وانه يحكم فقط بما يمليه ضميره حسب اوراق الدعوى.
كما قررت المحكمة أيضا إثبات طلبات الدفاع الحاضر عن المدعين بالحق المدني الجدد بمحضر الجلسة واعتبار كافة طلبات المدعين بالحق المدني جزءاً لا يتجزأ من محضر الجلسة ليكون تحت بصر المحكمة عند النظر بشأنها، وكذلك التصريح لهم باستكمال الحصول على أوراق الدعويين وأحرازهما.
كما صرحت المحكمة لدفاع المتهمين باستمرار الاطلاع على أحراز القضية المضبوطة في القضية المتهم فيها مبارك ونجلاه، وبالحصول على صورة رسمية من تقرير هيئة الرقابة الإدارية والمتعلق بتحرياتها بشأن فيلات شرم الشيخ موضوع القضية والتي باعها حسين سالم لنجلي مبارك بأسعار زهيدة، وكذلك صورة رسمية من محاضر عمل خبير وزارة العدل المنتدب بشأن تلك الواقعة، واستخراج صورة من مستندات الإسعاف الخاصة بنقل المجني عليهم على مستوى محافظات مصر خلال الفترة من 25 كانون الثاني/يناير وحتى 31 كانون الثاني/يناير.
وصرحت المحكمة للدفاع كذلك بتصوير تحقيقات النيابة العامة في القضية المتهم فيها الرئيس السابق في الجزء الذي لم يتم تفريغه بعد.. كما قامت المحكمة بإعلان 4 من شهود الإثبات للحضور في الجلسة القادمة وهم كل من حسين سعيد محمد، وعماد بدوي محمد، وخالد محمد العطفي، ومحمود عبد الحميد، والتنبيه عليهم بالحضور.
كما طلبت المحكمة من النيابة إحضار المتهمين من محبسهم لدى انعقاد الجلسة القادمة في الخامس من ايلول/سبتمبر مع استمرار حبسهم على ذمة القضية.


لقطــات: مبارك يخالف قواعد الحبس ويحتفظ بحارسه الرئاسي ووالد شهيد صرخ فيه 'اعدام انت وولادك ان شاء الله'

2011-08-15



' حضر مبارك الى المحكمة مرتديا بدلة رياضية زرقاء اللون، في مخالفة لقوانين الحبس الاحتياطي التي تقضي بان يرتدي بدلة بيضاء اللون، كما اصر على الحضور على سرير متحرك رغم ان اطباءه اكدوا ان حالته الصحية مستقرة.
' ظهر العميد هاني لاشين الحارس الرئاسي لمبارك الذي طالما لازمه كظله لنحو عشر سنوات، بين افراد طاقم الحراسة المشددة الذي رافقه الى المحكمة، ما يشير الى ان مبارك ما زال يتمتع بحراسة رئاسية رغم تنحيته قبل ستة شهور (...).
' قام علاء مبارك بتغطية الكاميرا التي حاولت تصوير والده اثناء وصوله الى المحكمة، وهو ما كان ليحدث لو طبقت القواعد الاجرائية الجنائية التي تقضي بوضع قيود حديدية في ايدي المتهمين اثناء نقلهم للمحكمة، وهو ما دفع البعض الى التساؤل ان كان مبارك ونجلاه 'على راسهم ريشة'.
' واصل علاء وجمال محاولاتهما حجب والدهما عن الكاميرات داخل القفص، حتى ان وجهه لم يكن واضحا للقاضي عندما نادى عليه في بداية الجلسة واجاب بالقول' موجود'.
' لم يشاهد مبارك يلعب بأنفه كما حدث في الجلسة الاولى، لكنه تثاءب اكثر من مرة، ووضع يده على وجهه، وربما خلد للنوم لفترة وجيزة او 'اخذ تعسيلة' كما يقول المصريون، وبدت عليه علامات الضجر والغضب احيانا بعد ان اضطر للانتظار طويلا في القفص مرتين.
وقف والد الشهيد 'مصطفى محمد مرسي' والذي توفي يوم 28 يناير 'جمعة الغضب'، وأشار إلى مبارك داخل القفص وقال له: 'حسبي الله ونعم الوكيل، منك لله، إعدام أنت وأولادك إن شاء الله'، وهو ما دفع علاء وجمال للتلويح له بيديهما قائلين له 'اسكت' ، ثم رفع جمال علامة النصر وهو يغادر القفص.
أكد المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة أنه لن يباشر إجراءات المحاكمة إلا بعد التأكد من التزام جميع الحضور بالإجراءات اللازمة لضمان حسن سير المحاكمة بالصورة اللائقة، والتي تمكن هيئة المحكمة من أداء مهمتها الجليلة بالشكل المطلوب، الا ان بعض المحامين اصروا على الوقوف ثم التنازع على مقاعد الصفوف الاولى، ونشبت خناقات تبادلوا فيها اتهامات وصلت الى 'الخيانة'.
المحامي فريد الديب واصل استراتيجية التسويف بطرح طلبات جديدة كان يمكن طرحها في الجلسة السابقة، لتبرير طلب تأجيل طويل الا ان المستشار رفعت اكتفى بأقل من ثلاثة اسابيع ما دعا المحامين للتصفيق.
ايد عدد من الحقوقيين قرار وقف البث التلفزيوني باعتبار انه يخدم سير القضية والصالح العام، واعتبروا انه يمهد لاستدعاء المشير طنطاوي واللواء عمر سليمان للشهادة.
من النكات التي انطلقت على الفيس بوك بعد الجلسة ان مبارك كان ممتنا لمحاميه فريد الديب بسبب طلباته الكثيرة للقاضي، حتى ان البعض توقع ان يقفز الرئيس السابق عن السرير في نهاية الجلسة صارخا 'يسلم فمك يا استاذ خليفة' (يقصد يا استاذ فريد) كما في المسرحية الشهيرة 'شاهد ماشفش حاجة'، وكذلك 'اي واحد يتهم بجريمة قتل ما عليه الا ان يعمل نفسه ميت ويروح المحكمة على سرير متحرك عشان يصعب على الناس ويطلع براءة'.


أعضاء جيش الإسلام
حسنين كروم
2011-08-15




القاهرة ـ 'القدس العربي' : طبعا، كانت أبرز الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة أمس عن محاكمة مبارك، وولديه علاء وجمال، ونشرت الصحف ان والدتهما سوزان زارتهما في سجن طرة مع زوجتيهما، هايدي زوجة علاء، وخديجة زوجة جمال، وقال زميلنا في 'الأخبار' جمال حسين عن الزيارة: 'فتح العميد محمد طلحة مأمور سجن المزرعة باب السجن وقام بإحضار جمال وعلاء من زنزانتهما وتم اللقاء الحار بين الأم وابنيها بعد مائة وواحد وعشرين يوما داخل مكتب مأمور السجن، حيث ارتمى علاء وجمال في أحضان أمهما ورغم صلابتها إلا أن دموعها غلبتها. استمرت الزيارة حوالى ساعة وربع حيث انتهت قبيل مدفع الافطار واحضرت سوزان ثابت لنجليها حقيبة مملوءة بالأطعمة والمشروبات والعصائر وأظهر جمال بعض التماسك وسأل والدته عن الأحوال الصحية لوالده وعما إذا كان سيحضر جلسة اليوم أم لا، ظهرت سوزان عجوزا شاحبة اللون وفي حالة انكسار'.
أما جريدة 'روزاليوسف'، فقد أوردت الخبر التالي: 'رفض الرئيس المخلوع تسليم جزء من مذكراته للصحافي الذي يشرف على كتابتها بحجة أنه يريد إضافة بعض المعلومات التي يتذكرها.
جدير بالذكر أن سوزان مبارك هي التي تقوم بكتابة المذكرات التي يمليها زوجها وهي الوحيدة المسموح لها بمرافقته بسبب ظروفه الصحية'.
ورغم ذلك فان زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم طالب في 'الشروق' بإعدامه، إذ رسمه مرتديا البدلة الحمراء ومتجها للمشنقة مع تعليق مشوار الألف ميل يبدأ بجلسة.
وإحالة وزير الإسكان الاسبق المحبوس - أحمد المغربي - وأكرم عبد الله عضاضة، زوج ابنة خفيف الظل الدكتور أحمد فتحي سرور، إلى الجنائيات في قضية تربح جديدة، وإحالة المهندس الأردني بشار أبو زيد - مقبوض عليه ، وضابط المخابرات الإسرائيلي، أوفير هراري الى محكمة أمن الدولة بتهمة التجسس. وإلى بعض مما عندنا:

قتل المتظاهرين
وتسلح الامن بمدافع هاون

والموضوع الآخر الهام كان عن تأجيل محاكمة وزير الداخلية الاسبق، وكان أحمد الريان صاحب شركة توظيف الأموال الشهير، والذي تقدم أجهزة التليفزيون والفضائيات المسلسل عنه قد فجر مساء أول امس - الأحد - مع زميلتنا والإعلامية لميس الحديدي سرا جديدا، وهو ان وزير الداخلية حبيب العادلي طلب منه بواسطة وسطاء عشرة ملايين جنيه مقابل الإفراج عنه، إلا انه رفض، لأن عمليات سابقة تمت ولم يفرج عنه، وقال انه كان هناك فريق من المقربين من العادلي، ومن قبله، يقومون بمساومات مع رجال الأعمال المقبوض عليهم للدفع مقابل الإفراج عنهم حتى لا تتعطل مصالحهم، وأنه سيقدم الأدلة للنيابة بالأسماء، وقد نشرت 'اليوم السابع' امس ايضا تحقيقا لزميلينا محمود سعد الدين وإبراهيم قاسم، جاء فيه: 'كشفت دفاتر أحوال اليومية بوزارة الداخلية خلال ثورة 25 يناير - وهي الدفاتر الموجودة بحوزة القاضي أحمد رفعت، ضمن أحراز قضية قتل المتظاهرين أن أجهزة الأمن تسلحت يوم الاثنين الموافق 24 يناير 2011 بخمسة وخمسين قذيفة آر، بي، جي عمليات، وثلاثة وأربعين قذيفة آر بي جي حارس ومثلهما يوم 28 يناير - جمعة الغضب - على الرغم من أن قذائف ال آر بي جي محظور استخدامها في فض التظاهر ولا تستخدم إلا في الحروب، فإن وزارة الداخلية احتفظت بها طيلة أيام الثورة، والأغرب حسبما جاء في الأوراق أن أربعة قذائف آر بي جي عمليات، و3 قذائف آر بي جي حارس، تم احتسابها كفاقد في الدفاتر، بما يعني استخدامها. ثاني المفاجآت أن أجهزة الأمن تسلحت بمدافع هاون'.

دبابات ومدرعات للعريش
لضرب المطلوبين في سيناء

اهتمت الصحف بأنباء الهجوم الذي تستعد قوات الجيش والشرطة لشنه ضد الإرهابيين المطلوبين في سيناء ودخول دبابات ومدرعات للعريش، ونشرت 'المساء' تحقيقا عن ذلك من سيناء لزميلينا أشرف سويلم ومحمد سليم ومن الإسماعيلية مجدي الجندي جاء فيه: 'أكد مصدر أمني رفيع المستوى لـ'المساء' أن الأجهزة الأمنية نجحت في تحديد هوية سبعة عشر إرهابيا في تنظيم جيش تحرير الإسلام بسيناء المنتمي فكريا لتنظيم القاعدة، كما نجحت في تحديد أماكن تواجد عشرة منهم، بينهم عشرة مصريين وسبعة فلسطينيين بأن الخطة الأمنية 'نسر' ترتكز على أربعة محاور تنتهي بشن هجوم مسلح بالمجنزرات وفرق مكافحة الإرهاب وقوات الصاعقة والقناصة مدعومة بأربع طائرات هليكوبتر لضبط المتطرفين والمسلحين والبلطجية والمحكوم عليهم.
تم تحديد ست بؤر داخل مدينة العريش وعلى أطرافها حيث تم ايضا تحديد هوية ثلاثة عشر عنصرا داخل المدينة بينهم جنائيون شاركوا في الاعتداء على مقر شرطة العريش بالاشتراك مع أعضاء جيش تحرير الإسلام'.

الإخوان والسلفيون يهددون
المجلس العسكري بانزال مليونيات

ومن الأخبار الهامة ايضا التي اهتمت بها الصحف هي تهديدات الإخوان المسلمين والسلفيين للمجلس العسكري بانزال مليونيات ضد الإعلان عن الوثيقة الحاكمة للدستور، أو الاسترشادية، وإعلان أحزاب التحالف الديمقراطي التي تضم أربعة وثلاثين حزبا بينهم حزب الإخوان الحرية والعدالة، رفضها وضع مبادىء حاكمة للدستور والاتفاق على وثيقة توافقية للدستور الجديد.
كما دعا شيخ الأزهر كل القوى والأحزاب السياسية لاجتماع في المشيخة يوم الأربعاء - غدا - للخروج باتفاق موحد، والإعلان عن اندماج حزبي الإصلاح والتنمية الذي يرأسه محمد أنور السادات، ومصرنا الذي يرأسه رامي لكح.

جاء رمضان هذا العام بدون مبارك

وبعد البسملة، نبدأ بردود الأفعال التي لا تهدأ رغم الصيام ومشقته على محاكمة مبارك، وكأن المهاجمين يعتبرون انه نوع من أنواع الجهاد الأصفر، لذلك قال عنه الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور عبد الله النجار في 'اللواء الإسلامي'، وهو صائم:
'جاء رمضان هذا العام بدون مبارك المخلوع فخلصت بركة الشهر الكريم من تشابه صفة الشهر مع اسم المخلوع اللئيم وصار شهر رمضان مباركا، بدون مبارك ذلك الاسم الذي لم يكن على مسمى يلائمه، حيث كان وجوده شؤما وفقرا على مصر والمصريين، لقد ضيع ماء النيل وجففه من منابعه عندما تعرض للاغتيال ولم تتم المحاولة، ضحى بمصالح الشعب المصري انتصارا لنفسه وانتقاما لذاته، وارتضى أن يموت الشعب المصري عطشا في وقت اصبحت الحروب فيه تتأهب من أجل المياه، لمجرد انه قد تعرض لمحاولة اغتيال أدار بعدها ظهره لأفريقيا، فدخلت إسرائيل والصين، ودخلت جميع الدول الواعية المحبة لمصالح شعوبها، بعد أن نجحوا في تنحية هذا الغبي الذي ابتلع طعم محاولة الاغتيال، ورحل عن أفريقيا، بل اعلن عليها حرب الإهمال والنسيان.
فدل ذلك على أنه قد أهدر المصالح العليا لأمته عامدا متعمدا، كما يقول المرحوم عبد الفتاح القصري في أحد أفلامه، وكأنه كان يقصد بتلك العبارة شخص هذا القادم المشؤوم الذي نكبت به مصر، كما نكبت بتلك الطغمة الظالمة التي أذلت الشعب وسامته سوء العذاب'.

ماذا قالت العرافة الفرنسية لمبارك؟

ومن المهاجمين الصائمين، كان زميلنا بـ'الأهرام' أيمن المهدي الذي أفشى هذا السر: 'في التسعينيات كنا نتداول في ما بيننا كصحافيين 'حكاية' عن الرئيس المخلوع حسني مبارك تقول إنه في زيارة له لفرنسا أحضروا له عرافة شهيرة هناك وقد بشرته بالعمر المديد في السلطة والدنيا ولكنها فجأة وبعد البشارة نكدت عليه عندما حذرته من تعيين نائب له وإلا سيزول ملكه وينتهي أمره بكارثة، وكنا نرجع العند وتشبثه بعدم تعيين نائب له الى هذه القصة التي كنا نراها معبرة عن شخصيته حتى وان كانت غير حقيقية؟!
ولا أدري لماذا تذكرت هذه الحكاية وأنا أراه في قفص المحكمة ينكر اتهامات قتل شهداء الثورة وإهدار المال العام والتدليس، ربما لأنني أدركت أنه وحده ، الله عز وجل، الذي أنزله هذه المنزلة التي بالتأكيد يستحقها، فلم تنفعه نبوءة العرافين لتفادي ما حدث ولا شفعت له صحيفة أعماله، ولا أعرف كيف ينكر اتهامه بالقتل في قضية الشهداء، وهو المسؤول الأول عنها وعن غيرها بوصفه الراعي للشعب. ولو فرضنا جدلا أنه غير مسؤول إذن فمن يسأل عن ضحايا العبارة السلام الغارقين في البحر الأحمر 'أكثر من ألف قضوا نحبهم'، وكذلك قتلى طوابير العيش والبوتاجاز وحوادث الطرق والقطارات، ناهيك عن المقهورين سياسيا وإنسانيا وتعليميا وصحيا'.
قصائد ذم بالرئيس المعكوش

لكن هناك أسراراً أخرى عن مبارك، أخبرنا بها في صفحة - تسالي رمضان - بـ'أخبار اليوم'، يوم السبت، صاحبنا محمود رضوان عزوز، صاحب جزارة الأدب، وقال عنها في عموده - من المقامات الكندوز لابن عزوز: 'الرئيس المعكوش مبارك استطاع هو وحاشيته وبطانة السوء التي كانت تغلف نظامه ان يجعلنا، نطلق عليه الأب الحنون والراعي الرسمي للفقراء والبؤساء ومحدودي الدخل والمساكين والمقاطيع والمقطعة ملابسهم مما جعل بعض الكتاب ومقدمي البرامج الذين يطلقون على أنفسهم لقب محاورين، يكتبون ويتحدثون ويتحاورون على هذا الأساس، وعندما اكتشفنا أنه الراعي الرسمي والرئيسي للفساد والفاسدين والمفسدين والنشالين والنصابين والنهابين وأنه الراعي الذي سرق المراعي ولم يراع الله ولا الرسول في رعاياه، غير هؤلاء الكتاب والمذيعون والمحاورون اسلوبهم وهذا هو التطور الطبيعي للأساليب الفاقعة للمرارة، لذلك أرجو أن نلتمس العذر لعمنا مفيد فوزي.
يا مبارك عشت تنهب في الدراهم والفلوس.
كنت في سرقتنا ناصح، كنت في سرقتنا موس
كنت فاكر أنكم أنتو الديابة والأسود
وإحنا شعب من الأرانب والتعالب والجاموس.
في عهد الزعيم الراحل عبد الناصر كنا نشعر بأن مصر هي أمنا نيلها هو دمنا، وفي عهد الرئيس الراحل السادات كنا نشعر بأن مصر هي أمنا بس عيانة ، وفي عهد الرئيس المخلوع مبارك شعرنا بأن مصر هي مرات أبونا'.
والمعكوش بالعامية، أي المقبوض عليه.

الكاتب طارق حجي يؤكد
ان مبارك كان شخصا غبيا

أما تقييم الكاتب طارق حجي له فإنه غبي، وهو نفس الوصف لمبارك الذي قال انه سمعه من صديقه وزير الإسكان في عهد مبارك، المهندس حسب الله الكفراوي، إذ قال طارق يوم الأحد في حديث نشرته له جريدة 'الوفد' وأجراه معه زميلنا خيري حسن: 'مبارك حكمنا أول فترتين من حكمه بالجهل والعناد والغباء، وما رأيناه في فترتي حكمه الثالثة والرابعة كان شيئاً غير عادي، وتقدر تقول إننا في مراحل حكمه الأخير، بسبب ابنه - حكمنا بمنطق 'العصابة' حيث تكون في البلد 'عصابة' فيها خمسون في المائة سلطة وخمسون أموال، وهذه العصابة حكمت البلد آخر عشر سنوات من حكم مبارك، فرأينا فيها ما لم نره من قبل، رأينا أناسا عندهم مليون جنيه أصبح بقدرة قادر سبعين مليار جنيه، فالبلد جاء عليه 'اتنين'، حسني مبارك واحد سيىء والآخر سيىء جدا جدا فلا أحد سيذكر لمبارك تخفيضه للديون ولا حرصه على الاستقرار، بسبب ذلك كله، الفوضى التي نحن فيها الآن بسببه هو'.
وحكاية ان مبارك خفض الديون غير حقيقي بالمرة، فالدين الداخلي ارتفع في عهده الى مستويات هائلة وصلت لأكثر من ستمائة ألف مليون جنيه، وفي تزايد بسبب استمرار عجز الميزانية، والدين الخارجي عند اغتيال السادات كان حوالى ثماني عشرة الاف مليون دولار، وصل في فبراير 1991 الى خمسين ألف مليون وبسبب اشتراكنا في حرب تحرير الكويت، قامت أمريكا والدول الأوروبية، ودول الخليج، بإعفائنا من نصفها فأصبح خمسة وعشرين ألف مليون دولار، ارتفعت قبل ثورة يناير الى ثلاثة وثلاثين الف مليون، وهذه هي الأرقام المعلنة من البنك المركزي والمنشورة في الصحف الحكومية، وهذا للعلم فقط، وممنوع من التداول.

لا للعفو عن مبارك وأسرته

وقد سمعت في نفس اليوم ضجة صادرة من 'اليوم السابع'، واتضح ان صاحبها هو هاني صلاح الدين، الذي كان يرفض كل المحاولات للعفو عن مبارك وصاح:
'لا ينكر أحد أن الرحمة مطلوبة مع كل المخلوقات، والعفو أمر محبب للنفوس، لكن في حالة الطاغية مبارك وابنيه علاء وجمال، وعصابتهم التي أفسدت مصر على مدى ثلاثين عاما ونهبت ثروات الوطن، فالأمر يختلف كثيرا فهؤلاء المجرمون استعبدوا شعبنا واستحلوا كل حقوقه، وأجبرونا على تجرع الديكتاتورية والكبت السياسي، بل دفعوا بنا إلى نيران الفقر والمرض دون أدنى رحمة، معتبرين كل من يخالفهم لا يستحق الحياة، إن عدل الله أوجب علينا القصاص حتى تهدأ النفوس وتستقر المجتمعات، وترد الحقوق لأصحابها، ويتعظ الطغاة والظالمون، فالله العادل يعفو عن كل المظالم إلا ما يتعلق بحقوق الآخرين، حتى يرتدع من يحاول ظلم أخيه الإنسان.
فالتسامح مع مبارك وعصابته جرم، لابد أن نترفع عنه، فهؤلاء لم يكتفوا بجرائم السرقة والفساد والاستبداد السياسي، بل سفكوا دماء شبابنا الأحرار، وقتلوا زهرة شباب الوطن الذين خرجوا بالملايين في أيام ثورتنا المباركة لفك أسر مصر من هذه العصابة المجرمة، فمبارك المتمارض والعادلي المتكبر وجمال الفاسد، خططوا بالليل لقتل شهداء ثورة يناير، بل وطالبوا الجيش بإطلاق الرصاص الحي علينا، فليتصور من يتعاطف معهم ماذا كان حال البلد، لو استجاب الجيش وقياداته لهذا المخطط الشيطاني'.

محاكمة لكل من نكل بالشعب

وإلى المعارك والردود، ونبدأها مع زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل، وقوله يوم الخميس في التحرير: 'بغض النظر عن كل ما تضيق به صدورنا من التفاصيل الملتبسة والألاعيب القانونية والمناورات السياسية لا يساورني الشك ولو للحظة أن يد العدالة ستقتص من كل قناص أطلق رصاصة على رأس متظاهر أعزل، ومن كل ضابط تسبب في جرح ثائر، ومن كل قائد يتخيل أن موقعه العسكري سيعفيه من تحمل مسؤولية انتهاكاته لحقوق الإنسان، ومن كل مسؤول مدني يظن أنه لن يتحمل المسؤولية السياسية عن أفعال القناصة والضباط والجنود التابعين لإمرته، سواء كان ذلك في مصر أو سورية أو ليبيا أو اليمن أو البحرين، لا أنطلق في ذلك اليقين من عاطفة دينية يؤججها كوننا في أيام مفترجة نحتاج فيها إلى أن نحسن الظن بالديان الذي لا يموت، لكي يقينا به اليأس، ولا من عاطفة وطنية فخورة برؤية مبارك وأفراد عصابته في أقفاص الحساب التي طالما زج بالأبرياء بداخلها ظلما وعدوانا، بل انطلق في يقيني من إمعان النظر في أحداث وقعت خلال الاسبوعين الماضيين فقط، شهدتها دول ديمقراطية أو أصبحت ديمقراطية، تحولت فيها العدالة من رغبة ثورية أو نخبوية لتصبح رغبة شعبية عارمة جعلت حتى بسطاء الناس يدركون أن إنقاذ العدالة ليست وراءه رغبة في الانتقام أو التشفي بل إن رزق عيالهم وأمان بيوتهم وصلاح حالهم مرتبط بإنفاذ العدالة على الكبير قبل الصغير، فالدول التي تريد أن تتقدم لا يصح ان تسقط فيها جرائم النفس بالتقادم أو الاستعباط'.

الثورة لم تلجأ إلى قضاء استثنائي لمحاكمة الرئيس

وثاني المعارك ستكون لزميلنا وصديقنا وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع اليساري المعارض حسين عبد الرازق، وخاضها ضد المجلس العسكري والحكومة معاً، بقوله في 'الأهالي' - لسان حال الحزب: 'الثورة لم تلجأ إلى قضاء استثنائي أو إجراءات استثنائية لمحاكمة الرئيس المخلوع ونجليه ووزير داخليته ومساعديه،فمثلوا جميعا أمام القضاء الطبيعي وبإجراءات قانونية سليمة طبقاً لقانون الإجراءات الجنائية ومارس الدفاع عن المتهمين حقوقه كاملة في تقديم الدفوع وطلب الشهود - شهود النفي - ورد المحكمة، إلخ.
يخضع مئات وآلاف من المواطنين المشاركين في المظاهرات والاحتجاجات وبينهم من بينتمي للثوار لمحاكمات عسكرية استثنائية تفتقر للضمانات القانونية وتغيب عنها العلانية، وتمتد هذه المحاكمات العسكرية لتشمل عمالا مارسوا حقهم في الإضراب أو الاعتصام للمطالبة بحقوقهم الاقتصادية!- ويحاكم هؤلاء جميعا بقوانين استثنائية.
وتكشف حركة التعيينات الأخيرة للمحافظين عن اعتماد السلطة لنفس المنهج والأساليب التي كانت سائدة في ظل حكم الرئيس الخلوع من عسكرة للمحليات والاعتماد على كوادر لا علاقة لها بالمحليات واختيار شخصيات تنتمي بالفكر والمصلحة للحزب الوطني وسياساته التي قادت البلاد الى الكارثة'.

الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي
ومأزق الثورة

وثالث المعارك من 'أهرام' السبت للشاعر عبد الرحمن يوسف، وهو من شباب الثورة وابن الشيخ يوسف القرضاوي، قال:- 'الأصرار على تعظيم ذكرى الثالث والعشرين من يوليو قبل عدة أسابيع، والإصرار على الربط المتعسف بين ثورة يوليو التي قام بها الجيش، وبين ثورة يناير التي قامت بها الأمة، ومحاولة تصوير ثورة يناير وكأنها تكملة لما حدث في يوليو، ومحاولة اظهار القوات المسلحة وكأنها شريك في ثورة يناير، وإجهاد المؤسسات الإعلامية الرسمية بما يشبه المن على الشعب المصري بأنه يملك جيشا لا يطلق الرصاص على المتظاهرين، والتذكير بما يحدث في سورية واليمن وليبيا، يجعل من المشهد كله مشهدا غريبا، لا يدل سوى على رغبة في إضفاء شرعية على المجلس العسكري، بحيث من الممكن أن تستخدم هذه الشرعية في غير أغراض المرحلة الانتقالية، ويجعل من الجيش بقرة مقدسة لا يمكن أن تحتويها قوانين الدولة أو دستورها، ويجعل الشعب عالة على أفضال الجيش، وكل هذا أن دل على شيء، فيدل على تصرف غير حكيم، قد يؤدي إلى كارثة في المستقبل القريب جدا. لا خلاف على عظمة حرب أكتوبر، ولا خلاف على أن ثورة يوليو صفحة مجيدة في تاريخنا، ولا خلاف على عظمة دور الجيش جيشنا المحترم في كافة مراحل تاريخنا الوطني، ولكن على الجميع أن يحترم شرعية ثورة يناير، وعلى الجميع أن يعلم أن الشرعية الآن للصندوق، وأن عهد الحكم بضربة جوية أو برية أو بحرية قد انتهى'.

كيف نسب مبارك بطولات السادات له

وهكذا سحبنا يوسف، وهو شاعر خبيث، الى حكاية الضربة الجوية والبرية والبحرية، ودفعنا لأن نقرأ في نفس اليوم - السبت - لزميلنا في 'أخبار اليوم' سمير عبد القادر قوله: 'المنافقون - سامحهم الله - نسبوا انتصارات العاشر من رمضان، والتي يرجع الفضل فيها لصاحب قرار العبور بطل الحرب والسلام القائد العظيم أنور السادات، نسبوها إلى من أسموه صاحب الضربة الجوية الأولى، ويقصدون الرئيس السابق محمد حسني مبارك، قالوا إن الضربة الجوية هي التي حققت النصر، ولولاها لما استطعنا العبور، ولكن الحقيقة لا يمكن تزويرها أو إخفاؤها مهما طال الزمن، فقد تصدى لهذه الأكاذيب كبار قادة الجيش الذي شاركوا في حرب أكتوبر ومنهم الفريق الشاذلي رحمه الله، وكان جزاؤه الاضطهاد والإبعاد وأعلنوا أن ما ادعاه المنافقون بعيد عن الواقع، وأن الطيران كان جزءا من المعركة وليس كل المعركة، وأن النصر قد تحقق بمشاركة كل وحدات الجيش بما فيها مجموعة الطيارين الأكفاء الشجعان الذين شاركوا في القتال، هؤلاء هم أصحاب الضربة الجوية الأولى الحقيقية، وليس من العدالة ان ينسب جهدهم وتضحياتهم لشخص واحد لم يشارك في الطلعات الجوية، كذبا ونفاقا. ولكن للأسف الشديد جاءت هذه الاعترافات من بعض القادة بعد سقوط مبارك وسقوط رموز الفساد، وبعد أن أصبح الكلام مباحا، وإبداء الرأي متاحا ولم يعد هناك خوف أو إرهاب من قول الحقيقة! في يوم النصر، تتندى عيناي بالدموع وتتزاحم الذكريات الغالية في خاطري، وتهتز كل ذرة في كياني، وأنا أتذكر كبير العائلة الزعيم الراحل أنور السادات، ارفعوا معي أيديكم الى السماء وأقرأوا له الفاتحة'.

دور وسائل الإعلام سيىء
وسلبي في التصعيد ضد المواطنين

وقبل أن غادر 'أخبار اليوم' طلب مني زميلنا وصديقي رفعت رشاد، رئيس تحرير 'آخر ساعة' السابق وأمين الإعلام بأمانة القاهرة بالحزب الوطني السابق ان اكون كعادتي طبعا، ديمقراطيا، وأعرض وجهات النظر الأخرى، قال: 'رغم أن الفلول ليسوا كلهم سيئين، بل قلة منهم فحسب التي كانت سيئة المظهر والمخبر، إلا أن المظاهرات التريليونية خلطت بين الجميع وطالبت بمطاردة الفلول وتطهير البلاد منهم، ولقد رأينا في الفترة الماضية الكثير من هذا الحقد والغل، وساهمت وسائل الإعلام بدور سيىء وسلبي في التصعيد ضد مواطنين، ممارسة دورا عنصريا ونسيت أصول المهنة، وتحولت الى طرف ضد آخر بدون حتى أن تتيح للطرف المطارد أن يشرح نفسه. الفلول هم الفئة الوحيدة التي لا تملك آلية إعلامية أو سياسية للدفاع عن نفسها بينما ينهش فيها القاصي والداني بعد أن واتتهم الشجاعة رغم أن قلة منهم فحسب هي التي كانت لديها شجاعة الكلام من قبل، والملاحظ أيضا أن الجميع إما يكره الفلول لأسباب خاصة وربما لا يملك بعضهم حتى أسباب للكراهية، وإما يخافون الفلول وهي المرجحة، فكل الأطراف تطالب بإقصاء الفلول من الساحة السياسية، حتى يفسح لهم المجال للفوز في انتخابات مجلسي الشعب والشورى القادمة، وليس لهذا تفسير غير أن كل القوى السياسية، إما أنانية تدعي الديمقراطية بينما في الحقيقة والواقع هي ترفض المزاحمة من كوادر وقيادات أخرى قوية، أو أنها قوى سياسية هشة مثل أحزاب الثوار الواقية، التي يصيبها الذعر عندما تتذكر أن الحزب الوطني - أقصد الفلول - سوف يخوضون الانتخابات وهم القادرون على تحقيق الفوز وربما يتفوقون في ذلك على القوى المتأسلمة. المؤكد أن الفلول أقوياء ولا يصيبهم الذعر من الانتخابات والمنافسات بينما على الآخرين أن يلموا شملهم أو يلموا أنفسهم'.

التيارات السلفية تنبذ الجميع

ويوم الأحد، كان الإعلامي بالإذاعة المصرية ابننا يوسف الحسيني، ابن زميلنا الكاتب مصطفى الحسيني وزميلتنا بمجلة 'روزاليوسف' والمشاغبة تحية عبد الوهاب، كان يوسف مشغولا في 'اليوم السابع' بعدة معارك، هي: 'التيارات السلفية على اختلافها توحدت على نبذ من عداهم وتقزيم من والاهم، وتجد الإخوان المسلمين وقد ساروا في طريقهم المعهود من ممالأة الحاكم 'المجلس العسكري' حتى يحصلوا على مبتغاهم البرلماني والوزاري وكيفما يدفع بهم الطموح السياسي حتى وصلوا الى تشويه الحركات والتيارات التي لا تتفق معهم واتهامها بتلقي الأموال - كما فعلوا مع حزب العدل - مستخدمين في ذلك آلاتهم الإخبارية والإعلامية. وعلى صعيد آخر ترى التيارات الليبرالية في صراع مستمر على كعكة الشارع السياسي كتخوين الشباب لبعضهم البعض، بل أصبح مبتغاهم الحصول على دائرة برلمانية والترشيح لمقعد وزاري، في حين تاهت بوصلة اليسار المصري العريق بين انتماء رموزه ومؤيديه الى أحزاب وفرق سياسية لا تتبنى وجهة نظره بالأساس وإنما تقترب منه فكريا أو قل لا تعارضه والبعض ذهب لتكوين حركات وأحزاب لا قوة لها ولا قدرة على النزول للعمل التنموي في الشارع المصري، ويبقى حزب التجمع على مسافة بعيدة من كل هذا الحراك منشغلا بصراعاته الداخلية، في الجهة المقابلة تجد أبناء روكسي ومصطفى محمود على قدر عال من التمويل والتركيز والنشاط المنظم'.

مشهد إمساك علاء وجمال مبارك بالمصحف

وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها من يوم السبت من ملحق 'الجمهورية' - دموع الندم - وهو عن الحوادث، وزميلنا فتحي الصراوي الذي كاد يفقد أعصابه وهو مسكين صائم، كلما تذكر مشهد إمساك علاء وجمال مبارك بالمصحف الشريف، أثناء أولى جلسات المحاكمة فقال مندهشا: 'على مدى ثلاثين عاما، منها عشرة أعوام تصدر فيها جمال مبارك المسرح السياسي على أعلى مستوى لم يشاهده أحد في مصر، يحمل المصحف الشريف، ولم يره أحد يتحدث في الدين أو يحث الشباب على التمسك به، أو لفت نظره الانفلات الأخلاقي السائد في الشارع المصري، ولا يستطيع أحد إغلاق باب التوبة أمام اي انسان ولكنها التوبة النصوح التي تعمل بأخلاق وآداب وقيم المصحف الشريف، ولا تتباهى بالإمساك به أمام عدسات وكاميرات المصورين لاستدرار عطف ودموع العامة من الشعب المسكين، توبة تعترف بالأموال المنهوبة وتفك شفرات الحسابات السرية وترد الثروات المسروقة لأصحابها من الفقراء الذين أعطوا الكثير والكثير لجمال وعلاء ومبارك.
وفي النهاية لم يحصدوا منهم إلا التراب، وحسبنا الله ونعم الوكيل'.

لماذا لا يرد علاء وجمال
الأموال للشعب؟

صحيح، لماذا لا يرد علاء وجمال الأموال للشعب، إذ ماذا سنأخذ من حمل كل منهما نسخة من المصحف الشريف واستمرارهما في الإبقاء على الأموال في حساباتهما؟ هذا وقد أثار منظرهما غضب صاحبنا الدكتور كمال مغيث الاستاذ بمعهد البحوث الجنائية، وهو ماركسي، فقال عنهما في نفس اليوم في 'المصري اليوم':
'أين كان علاء وجمال من قيم ذلك المصحف ومن أوامره ونواهيه، هل فكر علاء في القرآن وهو يطلب من المهندس حسب الله الكفراوي ألف فدان مرة واحدة، وهل فكر ان القرآن نهانا عن أن نأخذ ما ليس من حقنا، وأين كان القرآن وهو يفرض هو وأخوه، فردة واتاوة، على كل العقود التي تبرم في بلادنا'.

اثر السرقات على الفقراء

وإلى معركة أخرى مختلفة لصاحبها زميلنا وصديقنا الساخر بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي، وهي ليست بعيدة عن سرقة الأموال، لأنها تمت إليها بصلة قرابة من خلال اثر السرقات على الفقراء، قال: 'إذا كانت المظاهرات المليونية هي السبيل لمواجهة المشكلات وجذب انتباه الحكومة والمجلس العسكري، فلماذا لا نعمل مليونية لمحدودي الدخل، يشارك فيها الموظف والعامل والفقير على باب الله، ويمتنع عنها البهوات من قادة الأحزاب والائتلافات والتجمعات والحركات الثورية، مليونية لمحدود الدخل الذي تدهورت به الأحوال، ولعبت به الدنيا الكرة الشراب على مدى الثلاثين عاما الماضية، وهل فكرت يوما في تأمل وجوه الثلاثة ملايين متسول الذين يجوبون الشوارع والطرقات، معظمهم كانوا زملاء لك في الشغل، أو جيرانك في السكن أو أصحابا لك، وقد عجزوا عن التحمل والمواجهة واختراع البدائل، فمدوا ايديهم، وقد آن الأوان لانصافهم ورد حقوقهم والتعامل معهم بما يرضي الله'.
والمعركة التالية من نصيب زميلنا ورئيس تحرير 'أخبار اليوم' السيد النجار، وقال فيها عن عمليات نهب القطاع العام التي تمت: 'لا بد من استرداد أموال الشعب من الذين امتصوا دمه، سواء ممن اشتروا بالأسعار البخسة أو تواطأوا في البيع لأجانب، عقود الإذعان ضد الشعب بتواطؤ الوزراء والحكومات لا بد من مراجعتها وفسخها، لابد ان يعود الحق لأصحابه، فإذا كنا نعمل على إعادة أموال مصر المنهوبة بالخارج، فمن الأولى إعادة أموال الشعب المنــــهوبة بالداخل، الشعب اطمأن للتصريحات التي ادلى بها الدكـــتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء والتي أكد فيها انتهاء عملية الخصخصة والبدء في شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، والتزام الدولة بدعم قطــــاع الأعمال العام، الذي يمثل ثروة قومية مملوكة للمواطنين والعمل على عودة القطاع العام للنهوض بدوره الاقتصادي التاريخي، وكشف الدكتور السلمي عن إعداد ملف كامل سيتم تقديمه للمستشار د. عبد المجيد محمود النائب العام بناء على البلاغات المقدمة حول فساد عمليات الخصخصة'.

عقاب الاسد بطرد سفيره

طبعا، طبعا، هذا مطلب عادل، أما آخر المعارك السريعة فستكون لزميلنا وصديقنا خفيف الظل ورئيس تحرير مجلة 'أكتوبر' محسن حسنين واخترنا اثنتين من ست هما: 'متهيأ لي ابسط واجب نعمله مع الأخ اللي عامل فيها أسد وبيرتكب مجازر يومية ضد الشعب السوري العظيم إننا نبعت له السفير بتاعه على أول طيارة راجعة دمشق لأنه بصراحة اثبت أنه 'أسد على شعبه، وأمام إسرائيل نعامة'، لا مؤاخذة!
- بالمناسبة أتمنى أن يعامل 'المتهم' حبيب العادلي اليوم وهو في قفص الاتهام معاملة عادية كأي متهم عادي وليس كوزير داخلية! فحكاية معالي الباشا الوزير دي كانت زمان، وعايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان!
بعد أن اعترف حارس المرمى السابق على الهواء مباشرة بتزويره الانتخابات مع سبق الإصرار والترصد، اقترح اننا نعمل وسيادته أحلى واجب ونرجعه يلعب حارس مرمى تاني لفريق 'الأسد المرعب'، في ليمان طرة!'.





Post: #31
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-17-2011, 05:59 AM
Parent: #30

اتهامات للإخوان بالعمل لتكوين قاعدة شعبية استعدادا للصدام مع المجلس العسكري
حسنين كروم
2011-08-16




القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم:


سيطرت جلسة محاكمة مبارك وعلاء وجمال وقرارات المحكمة وما حدث من اشتباكات خارج المحكمة على معظم صفحات الصحف المصرية الصادرة امس، وأبرز ما اتخذه المستشار احمد رفعت من قرارات، كان منع بث المحاكمات تليفزيونيا، والسماح للصحافيين بحضورها، وتأجيلها إلى الشهر القادم بعد عيد الفطر، وضمها الى قضية حبيب العادلي ومساعديه المتهمين بقتل المتظاهرين، وجاء مبارك راقدا على السرير كما حدث في الجلسة الأولى، لكن هذه المرة بدون الساعة السوداء الفاخرة وعدم ارتداء البدلة البيضاء، انما زرقاء على بني، وتساءل البعض ان كان ذلك مخالفا للقانون، الذي يفرض على المتهم الذي لم يصدر عليه حكم، بارتداء البدلة البيضاء.
وجاء التفسير انه جاء بالتريننغ الذي يرتديه في المستشفى، وفي جميع الأحوال فإنه مخالف، كما أمر وزير الداخلية اللواء منصور بالتحقيق في عدم وضع الكلابشات في يدي جمال وعلاء مبارك، بعد خروجهما من القفص، وقيام علاء بوضع يديه أمام الكاميرا لمنع تصوير والده قبل نقله لسيارة الإسعاف أيضا، ثم طلب تحقيق في التسهيلات التي تم تقديمها لسوزان اثناء زيارتها لجمال وعلاء في سجن طرة.
ونشرت الصحف عن بدء قوات الجيش والشرطة العملية نسر ضد الإرهابيين في سيناء وأدت إلى مقتل أحدهم والقبض على اثني عشر، وحل مجلس إدارة أمناء مؤسسة الأورام الجديدة التي كانت سوزان مبارك تترأسها، وقيام عدد من الأحزاب السياسية، بتشكيل تكتل جديد لخوض انتخابات مجلسي الشعب والشورى، واستمرار التكتل الآخر الذي سيخوض الانتخابات ويضم الإخوان المسلمين والوفد والناصريين، واستمرار المشاورات للخروج باتفاق على الوثيقة الجديدة، التي ترضي المطالبين بالدستور أولا، والمطالبين بالانتخابات أولا ورفض وضع مواد فوق دستورية. وإلى بعض مما عندنا:

تفاصيل زيارة سوزان لجمال وعلاء في سجن طرة

ونبدأ من 'الشروق' التي نشرت امس تحقيقا لزميلنا ممدوح حسن جاء فيه: 'كشف المصدر، عن أن سوزان وصلت الى منطقة سجون طرة في الثالثة عصرا في سيارة سوداء خاصة بالحرس الجمهوري وخلفها سيارتان من الشرطة، وتم استبقاؤها لفترة، خوفا من اعتداء أسر المسجونين عليها كما حدث مسبقا مع زيارات رموز النظام حيث قام أهالي المسجونين من قبل بتدمير سيارة كانت تحمل زجاجات المياه المعدنية ومنع دخولها للوزراء'.
وقد اصطحب العقيد محمد طلحة مأمور سجن مزرعة طرة سوزان وهايدي وخديجة زوجتي جمال وعلاء الى غرفة الزيارة وتركهما وسط حراسة مشددة من ضباط مباحث السجون. وقد خضعت جميع الوجبات الجاهزة للتفتيش كما سلمت هايدي وخديجة أجهزة المحمول الخاصة بهما خلال الزيارة وتم تنفيذ تعليمات ولوائح السجن عليهما في أول تطبيق لمدير السجن الجديد بعد استلام عمله في حركة مصلحة السجون الأخيرة، معتبرا أن مخالفة تلك اللوائح والتساهل مع رموز النظام السابق سوف يلقيه خارج المصلحة مثلما حدث مع المأمور السابق، وظهرت سوزان في الزيارة، ووفقاً لشهود الزيارة، فقد بدت في حالة بائسة تماما وظهر عليها تقدم العمر وظهرت خصلات بيضاء بشعرها ووجهها الشاحب على غير عادتها وارتدت إيشارباً ونظارة سوداء حتى تخفي نظرات وجهها عن المسؤولين بالسجن، كما التزمت بتعليمات مأموري السجن دون أن تعترض على اسلوب التفتيش وفتح أطباق الطعام أمامها وفحصها ولم تتفوه بكلمة واحدة.
وحملت نظراتها خجلا شديدا، وفور وصولها الى نجليها بدأت تتحدث مع علاء وجمال، في حين انفردت بعض الوقت مع جمال في نهاية الزيارة وطمأنت نجليها على صحتها وحالتها النفسية، ثم خرجت سوزان قبل موعد المغرب بأكثر من ساعة'.
ويبدو أنها خرجت من طرة لتتجه بسرعة إلى المركز الطبي العالمي، حيث يعالج مبارك، وهو ما أخبرنا به امس ايضا زميلنا الرسام أنور بجريدة 'روزاليوسف' وكان عنوان رسمه - مبارك يرتدي زيا مخالفا لزي المحبوسين احتياطياً - وكان يقول لسوزان: - بس بذمتك ياسوزي، انهي شكله أحلى قدام الكاميرا، التريننج الأزرق ولا الأبيض؟'.

رفض الاخوان والاسلاميين مبادئ دستورية

والى المعارك والردود، التي تتكاثر لدي وأخشى أن تفقد صلاحيتها، ولذلك سنحاول التخلص منها بسرعة، وهي عديدة ومتنوعة، وأولها لزميلنا في 'الشروق' وأحد مديري تحريرها عماد الدين حسين، يوم الأحد، وكانت موجهة ضد الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية، وموقفها الرافض من المبادىء الدستورية فقال عنهم وهو مندهش من موقفهم: 'يستعجب المرء من الخوف الذي يعتري البعض في مصر من مسألة المبادىء الحاكمة أو الأساسية أو فوق الدستورية، هي ليست بدعة ثم أنها لا يمكن لأحد أن يختلف عليها، وإلا كان هدفه هو وضع دستور يعبر عن رأيه فقط، وعلى من لا يعجبه الهجرة إلى كندا أو أمريكا في زمن يصعب فيه الحصول على التأشيرات!، عندما تسأل ممثلي التيار الإسلامي: هل أنتم ضد المساواة أو ضمان حق الناس في الاعتقاد، وحق الطوائف الأخرى في تطبيق شرائعها على أحوالها الشخصية يقول لك لا، وعندما تسأله إذن لماذا تعترض على تضمينها في الدستور، لا يرد ويقول لك نترك أمر ذلك للشعب.
وبالطبع فالأمر أقرب الى النكتة، لأن الذي سيضع بنود ومواد الدستور ليس أفراد الشعب العاديين، بل نخبة منتقاة من أساطين الفقه الدستوري، المبادىء الحاكمة لا تعني إلغاء المادة الثانية، كما يردد بعض المغرضين رغم أنه يدرك أن إلغاء هذه المادة أو حتى تعديلها مستحيل'.

الاخوان يجاهدون للاستحواذ على الساحة السياسية

وما لم يقله عماد، قاله في نفس اليوم في 'اليوم السابع' زميلنا عمرو جاد، ألا وهو:
'الإخوان المسلمون جادون في الاستحواذ على الساحة السياسية والمؤسسات التشريعية في مصر خلال الفترة القادمة، وهم يعملون بهمة وإصرار شديدين لبلوغ هذا الهدف بالتوازي مع انتشارهم المكثف في الشارع لصنع قاعدة شعبية تمنحهم الشرعية التي يحتاجونها عند أول صدام قادم مع السلطة، وهم في سبيل تحقيق كل هذه الغايات يستخدمون من الوسائل ما يبررها، حتى ولو اضطر قادتهم ليكونوا حواة وسحرة ولاعبي سيرك وراقصي باليه، وكانت آخر الرقصات ذلك التحالف الأخير مع عدد من الأحزاب السياسية والتي بدا بعضها وكأنه يتحامى في قوة الإخوان وبدا البعض الآخر يبحث عن حفظ ما تبقى من ماء الوجه بعدما ضاع غالبيته في خدمة النظام السابق، وأنا أعني هنا حزب الوفد العريق الذي أصبح تابعاً للأقوياء بدلا من أن يكون منهم'.

ميدان التحرير: يسقط حكم العسكر

وعودة إلى 'الشروق'، وهذه المرة مع زميلنا أحمد الصاوي وقضية خاصة بالمجلس العسكري، قال عنها: 'لا أجد مبرراً واحداً للانزعاج من هتاف 'يسقط حكم العسكر' الذي تردد بالأمس في ميدان التحرير عندما بدأ التوتر بين النشطاء والشرطة العسكرية، وبدأ من قبل بحدة وعنف خلال موقعة العباسية، فلا السادة أعضاء المجلس العسكري يجوز لهم الانزعاج، ولا غيرهم يجوز له اعتبار هتاف كهذا تجاوزا لما يسمونها بالخطوط الحمراء.
أولا هذا هتاف سياسي ليس وليد اللحظة لكنه ربما يردد سرا وجهرا بتفاوتات مختلفة طوال ستين عاما، ثانيا أنه ربما يكون الهتاف السياسي الوحيد منذ قامت ثورة 25 يناير الذي حاز على توافق كبير يقترب من الاجماع وهو توافق المجلس العسكري نفسه جزء منه.
إما إذا كان الهتاف يستهدف: 'إسقاط حكم العسكر' الآن وقبل أن ينجز مهمته الانتقالية ويسلم السلطة إلى حكومة مستندة لبرلمان منتخب ورئيس جمهورية جاءت به إرادة الناس فذلك لا يعني سوى الشطط في الخصومة الذي قد يغيب الرؤية الراجحة والرأي السديد.
ليسقط طبعا حكم العسكر ولكن بمساعدة العسكر وبتعاون معهم وفي دعمهم الواجب عبر مواجهتهم بالأخطاء، ومعاونتهم على إنجاز المهمة، والوثوق في حسن النوايا طالما لم يثبت العكس هي خطوات مطلوبة منك ومن العسكر على السواء'.

هل يريد الجيش أن يكون فوق الجميع؟

لكن الشاعر والكاتب والناشط السياسي عبد الرحمن يوسف أثار الشكوك يوم الاثنين في 'اليوم السابع' في نوايا المجلس العسكري عندما قال: 'مطالب الثورة وأهدافها واضحة وضوح الشمس وقد تعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتنفيذ هذه المطالب، بعد ذلك لاحظ المصريون شيئاً من التباطؤ في تنفيذ هذه المطالب.
ما زلت أرى أن المجلس العسكري لا يريد أن يحكم، ولكن يبدو أنه يريد شيئا آخر، ما هو هذا الشيء؟ هل يريد الجيش أن يكون فوق الجميع؟
فوق رئيس الجمهورية، وفوق المجالس المنتخبة، وفوق حرية الصحافة، وفوق رقابة الدولة على ميزانيات المؤسسات المختلفة؟
هل يريد الجيش وضعاً خاصاً في الدستور يجعله فوق المساءلة؟
ويجعل قياداته فوق سلطة القضاء؟
اقترح أن يصارحنا المجلس العسكري بكل ما يريده، فوالله الذي لا إله إلا هو لو صارحنا المجلس العسكري بأي شيء سيناقشه المصريون فيه بمنتهى الهدوء، وستكون المصارحة هي أفضل الطرق لحل كل الخلافات، وللوصول الى ما نريده جميعا وهو مصلحة بلدنا الحبيب، إذا كان الجيش يريد أن يكون 'على راسه ريشة' فليقل ذلك صراحة.
أما أسلوب الإنهاك والإجهاد الذي يستخدمه معنا البعض الآن فهو أسلوب مرفوض، ولن يكون له من رد الا مزيدا من الاعتصام والاحتقان والاحتجاج والتظاهر، للمؤسسة العسكرية كل الاحترام والتقدير، ولكن نتمنى أن تفتح كل الملفات المتعلقة بالمستقبل، لأن الماضي قد انتهى، ولن يفتح ملفات الماضي إلا من يضمر الشر'.
وعبد الرحمن يشير الى نسيان أي علاقة للجيش مع مبارك، وإنما الاهتمام بوضعه في المستقبل.

قنديل يسمي من طعنوا الثورة

أما لو توجهنا إلى 'المصري اليوم' في ذات اليوم - الاثنين، فسنجد أن صديقنا الإعلامي الكبير حمدي قنديل يخوض معركة حامية ضد من يعتبرهم من أنصار النظام البائد، قال عنهم بادئاً بصديقنا الدكتور حسام بدراوي: 'لا يمكن أن نخرج حسام بدراوي من شرنقة الحزب الوطني، فإذا به مناضل ثوري وهو الذي حاول إنقاذ مبارك من ورطته الأخيرة، لميس ولميس 'جابر والحديدي' وتامر وتامر 'حسني وأمين' وعشرات غيرهم ممن طعنوا الثورة يجب أن يغربوا عن وجوهنا، إعلان آسفين ياريس، ومصر ولدت يوم ميلادك، إعلام أرامل أحمد عز وهشام طلعت وممدوح إسماعيل، إعلام التلفيق وكتبة أمن الدولة، إعلام الصور التعبيرية وطشة الملوخية، إعلام ماسحي أحذية الحكام ومتعهدي ورنيش النظام إعلام الندابات اللائي ولولن على الحشيش والجنس واليورو والكنتاكي في ميدان التحرير، إعلام المؤرخ المستجد عبد الله كمال الذي أسس صفحة في فيس بوك بعنوان 'لا لإذلال قاهر الصهاينة ونسر أكتوبر'، إعلام لم يعد له بيننا مكان، وسدنة هذا الإعلام الذين يمسكون بخيوطه سواء كانوا من بارونات التليفزيون مثل حسن راتب أو نظار عزب الإعلانات مثل حسن حمدي أو المفكرين الاستراتيجيين مثل عبد المنعم سعيد آن لنجمهم أن يغيب، الثورة ثورة ليست نصف ثورة أو شبه ثورة، وعندما يحاول النظام القديم ان ينقض عليها أو أن يستنسخ نفسه، كما هو الحال الآن، فلا بد للثوار أن يحموا الشعب من الانزلاق الى مستنقع الماضي ولابد من إزاحة أعدائه عن الطريق.
الخطأ القاتل الآن هو أن يوحي أحد، أو يتوهم أحد، أنه يكفي أننا عزلنا مبارك أو حاكمناه، أو أنه يكفي أننا قمنا بحل الحزب الوطني واتحاد العمال والمجالس المحلية، أو أنه يكفي ذهاب عمر سليمان وأحمد شفيق، أو أنه يكفي سجن بضعة وزراء وعدة لواءات، أو أنه يكفي فك وتركيب الحكومة أو عزل محافظ وتعيين آخر، التطهير يجب أن يمتد ليشمل كل الفلول في كل المواقع للحفاظ على مكتسبات الثورة وإحداث التغيير المطلوب في المجتمع'.

موقف الإسلاميين
يثير الكثير من علامات الاستفهام

وطبعا، إخواننا الإسلاميون ليسوا من الفلول التي يطالب حمدي بتطهير الإعلام والسياسة منهم، لكنهم مع ذلك يثيرون غضب البعض، وكان منهم زميلنا بـ'الجمهورية' عبد الجواد حربي، الذي صاح فيهم في نفس اليوم - الاثنين - 'ما إن صدر بيان مجلس الوزراء مساء الخميس الماضي والخاص بطرح المبادىء الأساسية لدستور مصر الثورة في حوار وطني شامل يهدف الى التوافق الوطني على تلك المبادىء، راح السلفيون يهددون ويتوعدون ويشهرون سلاح المليونيات في وجه الجميع، وهو نفس النهج الذي سلكته جماعة الإخوان المسلمين دون أن يقدموا مبررا واحدا لرد فعلهم الانفعالي السريع والغاضب على بيان حكومة الدكتور شرف. موقف الإسلاميين من البيان يثير الكثير من علامات الاستفهام، ويدعونا للتفكير في الطريق الذي يسعى الإسلاميون إلى جر مصر إليه مستقبلا، فماذا يضير أي تيار سياسي في مصر من بيان واضح وصريح يدعونا جميعا الى التوافق حول مبادىء حاكمة لدستور البلاد؟ إن الفزع الذي يصيب تلك التيارات أمر يدعو للحيرة والقلق بل يصل إلى ما هو أبعد من ذلك'.

للذين يراهنون
على الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة

صحيح، ماذا يضير أي تيار سياسي من التوافق على مبادىء حاكمة للدستور، وكذلك ماذا يضيره لو اننا قمنا بتأجيل الانتخابات لأسباب معقولة قال عنها زميلنا وصديقنا مصطفى بكري رئيس تحرير 'الأسبوع': 'الذين يراهنون على الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة كوسيلة لعودة الأمن والاستقرار واهمون، فالخوف كل الخوف أن تكون هذه الانتخابات هي الفرصة المناسبة لإشاعة الفوضى واندلاع أعمال واسعة للبلطجة المجتمعية التي لن تقتصر على عشرات أو مئات الآلاف من البلطجية بل ستعم أوساطاً كبيرة من المجتمع الذي أغراه غياب سلطة الدولة بالشكل الفاعل والقوي. إن المطلوب حالياً هو وقف كافة مظاهر الانفلات والاعتصامات غير المشروعة وإنها الخلافات السياسية المتصاعدة بين القوى المختلفة لحساب هدف واحد ووحيد، هو إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد ووضع حد لهذا الانفلات الأمني والأخلاقي الذي يهدد وحدة الوطن في الصميم.
وفي مقابل ذلك يجب تفعيل العقوبات بقوة ضد عمليات قطع الطرق وتعطيل وسائل الإنتاج وارتكاب أعمال من شأنها إشاعة حالة من عدم الاستقرار في كل أنحاء البلاد.
وإذا لم تتحرك الجماعة الوطنية، وتضع حدا بين الحرية والفوضى، وإذا لم تواجه الإعلام المأجور والمنفلت، فسوف يدفع الوطن بكل فئاته الثمن غاليا، والثمن لن يكون فقط إجهاض الثورة وأهدافها، بل ضياع الوطن وانهيار مؤسساته وسيادة الفوضى في البلاد'.

السلفيون يريدون
دولة اسلامية على نمط العصور الوسطى

وإلى السلفيين واستمرار المعارك التي يثيرونها أو يتسببون فيها بأفعالهم، وتجبر الآخرين للرد عليهم ومهاجمتهم، وهو ما لم يعجب زميلنا بـ'الجمهورية' محمد عبد الجليل، فقال عنهم يوم الأربعاء: 'لم أملك نفسي من الضحك عند قراءتي تصريحات للدكتور سمير فياض القيادي بحزب التجمع ونص التصريحات 'انسحاب التجمع من التحالف الديمقراطي من أجل مصر يرجع إلى تخلي السلفيين والإخوان المسلمين عن قيم الدولة المدنية والمبادىء الحاكمة للدستور ودعوتهم لدولة إسلامية تنتمي للعصور الوسطى وطلبنا منهم الاعتذار فرفضوا فكان قرارنا بالانسحاب، وسنشكل تحالفا جديدا من القوى الليبرالية والقوى الدينية ذات الطابع المتسامح ويمثلها الصوفيون. 'ياعم ربنا يهني سعيد بسعيدة' ولكن ليس على حساب الشعب المصري، أيها السادة العلمانيون والليبراليون لماذا هذا الإصرار الذي لا يلين على إجبار الشعب المصري على قبول بضاعتكم بالغة الرداءة وهذا الإلحاح على جر التيار الإسلامي لمعركة هو لن يدخل فيها مطلقا؟ وأيها الصوفيون لا تنخدعوا بهذا الزيف الذي يريد أن يروجه من يطلقون على أنفسهم قيادات صوفية ولا تكونوا معولا يطعن في شريعة رب السموات والأرض باسم حب الوطن'.

الصوفيون واردوغان
الصوفي ومخاطبة القلوب

وتلقى المسكين عبد الجليل صدمة في نفس اليوم والتو واللحظة، لأنه سمع ضحكة مجلجلة قادمة من الصفحة الحادية عشرة في'الوفد' أطلقها صاحبنا محمد عبد الغفار، وبعد أن سكت ومسح دموعه من شدة الضحك قال: 'كدت أستلقي على قفايا من الضحك، وانتابتني الدهشة وأنا أقرأ آخر تصريحات عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية والتي ذكر فيها أن الصوفيين ليس لهم في السياسة ودعوتهم تقتصر على مخاطبة القلوب وترقيقها، وتتنافى مع الدخول في تحالفات أو الدخول في معترك السياسة أصلا. ثم أضاف أن الشعب المصري قد حصر اختياراته، يعني في نظره المسألة 'خلاص خلصت' ويبدو انه يظن أو خيل إليه أن المصريين حصروا اختياراتهم في الجماعات الإسلامية والسلفيين المراهقين السياسيين الجدد وبالطبع معهم الإخوان بحكم الخبرة، وأظن وبعض الظن إثم أن هذه التصريحات تحتاج الى أطباء ومحللين نفسيين، والذي لا يعرفه الأخ عبد الماجد أن الطرق الصوفية وبالتحديد النقشبندية والقادرية والتيجانية هذه الطرق هي التي أخرجت النموذج التركي الذي يحكم الآن، فمن عباءة الطريقة النقشبندية خرج تورغوت أوزال صاحب فكرة العثمانية الجديدة، ومن هذه الطريقة أيضاً خرج مؤسس الإحياء الإسلامي نجم الدين اربكان الذي رسخ للإسلام السياسي مؤسساً للأحزاب الإسلامية في تركيا ومن تلاميذه رجب الطيب أردوغان رئيس الوزراء الحالي، ولم يخرج النموذج التركي في الحكم من عباءة السلفيين أو الجماعات الإسلامية أو الشعبية، فهذا النموذج يعرف بنموذج الإسلام الناعم وأصبحوا الآن هم المخلصين للديمقراطية والمدافعين عنها في مواجهة العلمانية، أما المتحدث الرسمي للجبهة السلفية الدكتور خالد سعيد فانهال بالاتهامات على الشيخ أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية واتهمه بأنه صوفي متشيع ويتردد على إيران، وبالرغم من أنني لا أعرف أبو العزايم لكنه جدير بالاحترام لأنه تصدى بقوة لقيادي الحزب الوطني المنحل أحمد عز الذي حاول تأميم الطرق الصوفية لصالح الحزب الوطني من أجل دعم مشروع التوريث، بينما أفتى شيوخ السلفية بعدم الخروج على مبارك ونظامه وحزبه واعتبروا ثورة '25 يناير' فتنة. السيرك السياسي في مصر بدأ يظهر فيه لاعبون جدد والمفاجأة التي لم يحسب لها السلفيون والإخوان والجماعات الإسلامية حساباً ولكنها ظهرت فجأة كالمارد تلك القوى الصوفية التي لا يقل أعضاؤها عن '15' مليون صوفي منتشرين في القرى والنجوع والمدن'.

الصوفيون يسعون لمواجهة السلفيين

ولم يكن المسكين عبد الغفار يدري أن زميلنا بجريدة 'عقيدتي' الدينية موسى حال ينتظره لينتهي من كلامه، ثم يتقدم لإحراجه إحراجاً شديدا بالقول: 'الأغرب في هذا السياق سعي أهل الصوفية والصفاء لتنظيم مليونية في ميدان التحرير لمواجهة أهل السلف، وانضم الى هذه الدعوة مجموعة من الأحزاب والتجمعات الليبرالية الحديثة لمواجهة السلفيين خاصة بعد مليونيتهم السابقة الناجحة، وهذا اتجاه خطأ من الأخوة 'الصوفيين' يفتقر للحنكة السياسية والأخلاق الإسلامية. والصوفية ورجالها، طول عمرها بعيدة عن السياسة ولو اقتربوا من السياسة فدائماً تكون بالدعاء للسلطان والحاكم، حتى وإن كان الحاكم ظالما!
كما أن الصوفية بها مشاكل طاحنة من داخلها، قد تعصف بمستقبلها والخلافات تنخر في أركانها بسبب تنازع بعض عناصرها للسطو على المجلس الأعلى للطرق الصوفية.
ان تجمع الليبراليين مع الصوفيين ضد السلف والإخوان معناه إننا سندخل دوامة نحن في غنى عنها، دوامة تجرنا للخلف آلاف السنين، وسوف تعمل على ضياع البلد، وضرب التيار الإسلامي في مقتل'.

الليبراليون: إما أنا أو الطوفان!

كما شاركه في الهجوم زميله في 'اللواء الإسلامي' رضا عكاشة، لكنه اختار أهل ماركس وانجلز ولينين ليصب عليهم وعلى حلفائهم عظيم غضبه بالقول: 'حالة السخر الشديد التي يتحدث بها نفر من الساسة الفاشلين أو المثقفين المتمركسين أو الشباب المغلوبين أو الإعلاميين الحنجوريين، تعكس حالة الأنانية وحب الذات، التي سيطرت على قلوبهم وعقولهم وأقلامهم، وهي حالة لا تتحقق معها مصلحة الدين والوطن، بل هي حالة تعكس شعارهم الحقيقي وهو: 'إما أنا أو الطوفان! هذا الصنف من الناس هم من أخطر خلق الله على دنيا الله وعباده. في حياتنا السياسية الآن، كثير من الساخطين، فإذا رميت له عظمة امتصها وحرك ذيله رضا وقبولا، وإن لم يتحصل عليها سخط ونبح في وجه الكل، ثم راح يهتف: الخبز والعدالة!
ماذا نحن فاعلون مع هؤلاء السواقط من الناس؟ من المؤكد أن الخطاب الإيماني أو محاولة العلاج النفسي لن تجدي معهم.
المطلوب إذن أن تمضي جموع الأمة نحو البناء والنماء، تحافظ على هوية المجتمع الإسلامية وتدافع عن خصوصيتها الثقافية والحضارية، تمضي الأمة وعينها على العدو الخارجي والجاهل الداخلي، والمغلول من أهل الثقافة أو الفلول!
سوف يسقط المستهزئون بوعي الجموع، في مزبلة التاريخ كما سقط فرعون وقومه وجنكيز خان وتتره، وكل المتمركسين والجاهلين'.
مصر اكبر من أن يختطفها أي أحد

لكن زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي حاول يوم الأربعاء في 'الشروق'، التدخل للصلح بين المتخاصمين، فقال: 'العقلاء يجب أن يدركوا أن مصر اكبر من أن يختطفها أي أحد، كما أنها ليست ملكاً لأي أحد، وإن الفرقعات التي تطلق للترهيب في الفضاء السياسي، هي في حقيقتها مجرد تجليات للحرب الباردة القائمة بين مختلف القوى، التي علمتها السنوات الثلاثين كيف تتخاصم وتتحارب ولم تتعلم بعد كيف تتحاور وتتعايش، إن المتطرفين والمهيجين والفوضويين موجودون في كل اتجاه، وغلاة العلمانيين ليسوا أفضل كثيرا من غلاة المتدنيين، فالذين يكفرون المتدينين بالديمقراطية لا يختلفون عن الذين يكفرون العلمانيين ويخرجونهم من الملة الدينية، من ثم فتحويل ميدان التحرير إلى ساحة للصراع بعد أن كان رمزا للثورة ولتلاحم فئات الشعب وقواه ، يبتذل الميدان ويهين المليونيات ويسيء إلى الثورة، لذلك فإذا كان لابد من استمرار ذلك الصراع البائس فليكن خارج ميدان التحرير، وبعيدا عن المليونيات. إن هذا الصراع الثقافي والسياسي البائس أشد خطرا على الثورة من الدور الذي تقوم به فلول النظام، لأن هؤلاء الأخيرين يعملون على ضرب الثورة من الخارج، في حين أن ذلك الاشتباك بين النخب التي نتحدث عنها يطعن الثورة من الداخل، لذا لزم التنويه'.

اشتباكات بين انصار مبارك والاهالي

وأخيرا، إلى محاكمة مبارك وابنيه جمال وعلاء، والاشتباكات التي حدثت خارج المحكمة بين عشرات من أنصارهم، وبين أهالي الشهداء وأدت إلى جرح أربعة وثلاثين، وقد أعطت زميلتنا في التحرير إيمان عبد المنعم وصفا لما حدث في الخارج، بقولها: 'بالوشم والهتافات والصراخ تجمع العشرات من أنصار الرئيس السابق، أمام الساحة الخارجية لأكاديمية الشرطة، مقر محاكمة مبارك، رددوا هتافات 'يا مشير يا مشير، مبارك هو الزعيم' في إشارة إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، الأطفال كان لهم دور كبير في مسرحية 'الزعيم' إذ رددوا أيضا نفس هتافات آبائهم وأمهاتهم، ورسموا وشماً على أذرعهم باسمي 'مبارك' و'المشير' حسين، أهالي الشهداء كانوا في المشهد، إذ قاموا بحرق صورة الرئيس المخلوع، ورفعوا أحبال المشنقة، رمزا للمصير الذي ينتظر مبارك، ورفعوا علم مصر، وهم يرددون 'القصاص القصاص، قتلوا إخواتنا بالرصاص'. وزارة الداخلية اتخذت إجراءات أمنية مشددة للفصل بين الطرفين، كما لم تخل الساحة من الباعة الجائلين، بينما كانت حركة دخول المحامين، من أعضاء فريقي الدفاع عن المتهمين وأسر الشهداء والمصابين المدعين بالحق المدني أكثر هدوءا وتنظيماًَ من الجلسة السابقة'.

أهالي الشهداء والمصابين استنجدوا بالشرطة

وأثارت الاعتداءات التي قام بها أنصار مبارك على أسر الشهداء كثيرا من التساؤلات، منها قول زميلنا وصديقنا في 'المساء' محمد فودة: 'قال البعض إن أهالي الشهداء والمصابين استنجدوا بالشرطة التي رفضت التدخل! ولسنا ندري السبب الذي يجعل الشرطة تحجم عن فض هذه الاشتباكات التي تسيء إلى سمعة الدولة وإلى قداسة القضاء، فهل يريدونها فوضى مستمرة؟! أم ماذا؟'.
وهذه الملاحظة، أبداها زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' جلال عارف ومحذرا من أن تؤدي إلى حضور آلاف من شباب الثورة، إلى الجلسات القادمة لتأديب أنصار مبارك، وهو ما وضح من قوله: 'من غير المفهوم أن نترك بلطجية النظام السابق يعتدون على أسر الشهداء ويحاولون إفساد كل شيء، بينما بعض رجال الأمن يلتزمون بالحياد '!!' وكأننا في مباراة لكرة القدم نطالب فيها المتنافسين بالتمسك بالروح الرياضية ونناشد فيها شباب 'الالتراس' بعدم اطلاق الصواريخ!
نحن هنا أمام دماء طاهرة سالت على أرض الوطن فانبتت الثورة، بينما على الجانب الآخر قتلة ومجرمون ينتظرون القصاص منهم، وفلول تبذل كل جهدها لإفساد المحاكمة وتعطيل العدالة والانتقام من أسر الشهداء، فهل تنتظر أجهزة الأمن أن يذهب الألوف من شباب الثورة نجوا من رصاص القتلة لكي يردوا بأنفسهم على البلطجية ويلقنوهم الدرس المفترض في احترام الشهداء'.

استغلال مبارك السرير لاستثارة الناس

أيضا، قام زميلنا وصديقنا والأديب الكبير جمال الغيطاني في نفس العدد بالربط بين نوم مبارك على السرير وما قام به أنصاره خارج المحكمة بقوله: 'يستخدم السرير للرقاد وللنوم. في محاكمة الرئيس السابق نرى السرير الرمزي وتلك وظيفة جديدة للسرير رتبها المحامي البارع لإثارة التعاطف الإنساني مع موكله، خاصة أن المحاكمة نفسها طويلة، ولم يفسد هذا التعاطف إلا ملامح وجه المتهم وصوته القوي، الصوت أدق كاشف لحالة الانسان، وبالأمس قال الأب وابناه عبارة واحدة 'موجود' لم يقل كل منهم 'أفندم'، كل تفصيلة معدة بعناية، يكمل الصورة تلك المجموعات التي اشتبكت مع أهالي الشهداء باعتبارهم من أنصار مبارك، من حشدهم؟ من دبر نقلهم الى هذا المكان البعيد الذي لا توجد خطوط مواصلات مؤدية إليه؟ افهم ان يتواجد أهالي الضحايا المكلومين لكن هذه الوجوه ذات الملامح الشبيهة بمن يظهرون في ميدان التحرير أخيرا، وجوه ليست بريئة أبدا، مبارك فوق السرير لاستجلاب العطف وفي الخارج أنصاره يقصفون أهالي الضحايا والشهداء بالحجارة'.

'الاخبار': إعدام إن شاء الله يا ظلمة

أما داخل المحكمة، فقالت 'الأخبار' في خبر صغير 'فور انتهاء الجلسة سارع العشرات من المدعين بالحق المدني الى قفص مبارك ونجليه وهم يصرخون فيهم، إعدام إن شاء الله ياظلمة، خللي جمال ينفعك، نشوفكم متعلقين في المشانق، فابتسم جمال للحظة، أشاح علاء بوجهه ثم انصرفا مع والدهما الرئيس السابق مسرعين'.
ورسم جمال بأصابعه علامة النصر عندما سمع هتافات عدد من المحامين الذين حضروا للدفاع عنهم.



المشير طنطاوي رئيسا لمصر
خالد الهواري
\16q-0.htm



مايحدث في مصر الآن هو صدام بين قوى الشعب وبعض من الذين يمكن ان نطلق عليهم النخب ،اكثرها معروف بطلاب السلطة، ومن اجل شهوة السلطة التي تسكر العقول ،لهثوا كثيرا لحجز مقعد في قطار سلطة مبارك ،الذي كان يسير في سكة واحدة ، وحالة مناطحة اخرى بين الرؤوس ، سواء التيارات المعروفة بالشبابية ،وثوار الفيسبوك ،التي شاركت في صناعة الثورة بدون تخطيط أو قيادة ، ولم تكن طموحاتهم حسب تصريحاتهم تزيد على مجرد جمع المئات من الغاضبين في الاحياء الشعبية، وحشد الشباب العاطلين عن العمل ، ويبددون وقتهم في الوقوف على نواصي الشوارع في الاحياء الشعبية، كامبابة وشبرا الخيمة ،والمغامره بعبور كوبري قصر النيل ، والاعتصام في ميدان التحرير في احتجاجات تقليدية تكررت كثيرا خلال السنوات الماضية ضد التوريث والفساد وتزوير الانتخابات ،ثم العودة ليلا الى البيوت بعد ساعات من الكر والفر مع الآمن المركزي في انتظار زوار الفجر والاحتجاز ليومين في مباحث أمن الدولة.
أو التي جاءت متأخرة كالاخوان المسلمين اصحاب الدهاء السياسي المعروف وخبرتهم في العمل الشعبي وقدرتهم على التربص حتي تحين الفرصة السانحة، أو الجماعات السلفية التي كانت مغيبة طول ايام الثورة خلف جدران المعتقلات، ولاتدري بمايحدث خارج جدران الزنازين، واستغلت هي الآخرى زخمها الجماهيري، ونضالها الاسطوري في إزاحة كل المحتفلين بانتصارهم ، وكانوا هم السبب في تحريرهم وحلت في اماكنهم لتعيدهم إلى المربع الاول ،وتجبرهم على التحرك من جديد لحشد الجماهير هذه المرة ليس ضد سلطة نظام قمعي كالنظام السابق الذي افسد الحياة السياسية وجعل الفساد اشبة بالاخطبوط الذي تمدد بذراعيه إلى كل مؤسسات الدولة بدءا من المدرسة التي افسدها بجعل المعلم المصري الذي قاد حملة تنوير وتعليم عدد كبير من شعوب الآمة العربية سمسارا يطوف على البيوت للفوز بصفقة الدروس الخصوصية، أو في العمل السياسي وشراء رجال الاعمال للآصوات الانتخابية من الفقراء والمطحونين في الاحياء العشوائية وسكان القبور، وبيع القطاع العام ،وتشريد العمال ،ونخر بالفساد جسد الاعلام برفع اسهم الأسماء التي تحمل رتبة مخبر في أمن الدولة ،وتقضي الليل رافعة سماعات الهاتف على أذنيها تتلقى تعليمات جمال مبارك ولجنة السياسات في الحزب الوطني، الذي جعل البلد مطية لآحمد عز وحسين سالم والقيادات التي عفا عليها الزمن، بعضها تطورت بصبغات الشعر وعمليات التجميل ،وظلت تعيش سياسيا بعقلية الحزب العربي الاشتراكي ومراكز القوى، وربما لازالت تعتقد حتى الآن بأن صلاح نصر رئيس مخابرات عبد الناصر لازال حيا يرزق في لاظوغلي وسيحررها من السجن , كانت الجرائد خاصة ماكانت معروفة بالقومية أشبه بأ قبية من الاسرار والالغاز ومقاصل ، تم في داخلها تصفية مفكرين كبارا جريمتهم انهم تمردوا على سطوة الكبار ومافيا تسفيه العقول، وتهميش ابناء الجيل المتخبطين بين الواقع المفروض وطموحاتهم المستحيل تحقيقها, واصحاب مدرسة الفساد الصحفي لازالوا موجودين حتى الآن، ولكنهم غيروا جلودهم كالحرباء ،ليس لقناعتهم بفساد المرحلة السابقة بل للحفاظ على مكاسبهم , ولم يسلم الفن المصري العريق وكان أهم الدعائم التي عممت الفساد وحولته الى واقع يعيشه المجتمع .
الذين تفاجأوا بتحول فكرتهم الاحتجاجية الى ثورة شعبية خرجت فيها الناس الي الشوارع والميادين لتدافع عن اخر ماتبقى لديها بعد أن رأت نورا ضئيلا في اخر النفق يصلح لإضاءة النفق بأكمله بسراج من دماء الشهداء ، ظنوا بأنهم وبعد التحاق القوى التقدمية بهم وبعض من بقايا اليساريين المتميزين في الشارع المصري بالتمسك بشواربهم الاستالينية قادرون ايضا على تحويل طموحاتهم وافكارهم التي تكونت عبر الفضاء الاعلامي، على استنساخ النموذج الاوربي بفصل الدين عن الدولة وإقامة مجتمع علماني في مصر التي لاتصلح الآ ان تكون مرتبطة بالتشريع الديني ،الذي يحفظ للمصريين غير المسلمين حقوقهم ومواطنتهم، ويضبط حركة دولة كثيفة السكان ومترامية الاطراف، يعاني الغالبية العظمى من شعبها من محدودية الدخل ويحتاجون الى التضامن والتكافل الاجتماعي، ومرتبطة ارتباطا يصل إلى حد الحياة أو الموت مع امتها العربية والآسلامية ،وهذا ماكشفت عنه نتيجة الاستفتاء علي تعيلات مواد الدستور واتفاق الشعب على عروبة واسلامية الدولة على الطريقة المصرية الخالصة ، لاإيرانية معممة أوتركية يتصارع فيها الحزب صاحب الحكومة مع الجيش .
سقوط نظام مبارك السريع لايعني النجاح السريع في الخروج بالبلد من مستنقع الازمات بعد أن غرقت فيه لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن حتى أصبحت الأزمات هي القاعدة والانفراج هو الاستثناء ، في دولة صنفت على إنها من اكثر دول العالم فسادا ، ولازالت قطاعات كبيرة ومتعددة من قطاعات الدولة ومؤسساتها مرتبطة بهذه المرحلة، ليس بالضرورة ايمانا بالنظام السابق ، أو وصفهم بالفلول ورشقهم بالإتهامات التي أصبحت ظاهرة لتصفية الحسابات الشخصية ولإقصاء البعض ،ولكنها على الاقل مرتبطة بيروقراطيا بمؤسسات حكومية و تحتاج إلى مراحل طويلة لتفكيك الهيكل القديم وإعادة بنائه ،وهي عملية لاتمتلك اي ثورة عصا سحرية لتحقيقها خلال شهور قليلة وتحتاج في نفس الوقت الى خبراء واخصائيين وليس ثوارا لايملكون غير عاطفتهم ونزقهم الثوري الذي يغلب كثيراعلى لغة العقل والتريث الإيجابي , المشكلة الخطيرة هي القفز على الحقائق ،وعدم الاعتراف بأن الغالبية العظمى من الشعب المصري تعيش في الريف وقرى الجنوب ، وقلة قليلة من البدو ،وحتى يقتنع هؤلاء أويفهموا ماهي الديمقراطية لابد من دراسة احوالهم ،والظروف المحيطة بهم ،ومفاهيمهم عن الحياة والدين والاشياء القريبة من عقولهم، وطموحاتهم ،فلا يمكن ان تقنع انسانا لايجد مايطعم به ابناءه ويعجز في الحصول على سرير داخل المستسفى، وتحاصره البنوك بالفوائد، بأن النظام السابق ارتكب جريمة بتجويع شعب غزة، أو تتحدث مع من يسكنون القبور وأسفل الكباري ،ويعيشون على الفول والطعمية ،على ضرورة إعادة بناء ماتدمر في غزة وفلسطين، وهو نفسه لم يعرف في حياته غير الدمار، أو تقنع بائعا متجولا تشققت قدميه من الطواف في الحواري ، يلاحقه الاطفال ليحصل على قوت يومه ،بضرورة انتخاب من يعيد مصر إلى دورها القومي في التصدي للغزو الامبريالي والاختراق الثقافي . سقوط مبارك السريع في الحقيقة لم يكن فقط بسبب الحشد الجماهيري في ميدان التحرير والميادين الاخرى ،فهذه حالة كان من الممكن ان تستمر لشهور طويلة، لولا الموقف الواضح والسريع للجيش الذي حسم القضية، وقرر ان يسدل الستار على هذه المرحلة التي كان هو الآخر يتحين الفرصة للقضاء عليها، وربما كانت العقيدة الاخلاقية للمؤسسة العسكرية المصرية هي التي اجبرتها على عدم التمرد على مبارك ،اعتبارا لتاريخه العسكري، وهو ايضا القائد الأعلي للقوات المسلحة، أما الاسرار والدلائل والتسريبات التي تسربت بعد الثورة، فقد اكدت على إن توريث السلطة لجمال مبارك كان هو ساعة الصفر لتحرك الجيش واستيلائه علي السلطة . مصر دولة متعددة المشاكل ،وتحتاج الي مرحلة انتقالية، تتضامن فيها كل القوى ،على إعادة بناء الدولة التي انهارت على ايدي النظام السابق، مرحلة توافق لامرحلة تناحر، ولن ينصلح الوضع في مصر وتظهر ثمرات التغييرالمعمد بدم الشهداء بدون الوصول إلى مرحلة نبذ الخلافات والصعود فوق صغائر الامور والايديولوجيات الضيقة التي اهلكت العالم العربي ، واعتقد ان الحل هوتولي المشير طنطاوي رئاسة الدولة لفترة واحدة حتى تستقر الامور ويتهيأ المناخ التوافقي بين القوى السياسية والحزبية ، لإنتخاب رئيس جمهورية من خلال انتخابات حرة تعبر عن الارادة الحقيقية للشعب .

' كاتب مصري مقيم في السويد



'القاعدة' تعيد السيادة المصرية على سيناء
رأي القدس
2011-08-16




تواصل قوات الجيش المصري ودباباته عملياتها العسكرية في منطقة العريش في شمال صحراء سيناء لمطاردة الجماعات الاسلامية المتطرفة، وبهدف تأمين خط انابيب الغاز الذي يصدر الغاز المصري باسعار التكلفة الى تل ابيب.
الخطوة جاءت بضغط من الولايات المتحدة الامريكية والحكومة الاسرائيلية على المجلس العسكري الحاكم في مصر بعد وصول تقارير عن تزايد نفوذ هذه الجماعات، وورود انباء عن تبني بعضها ايديولوجية قريبة من ايديولوجية تنظيم 'القاعدة' المتشددة.
اتفاقات كامب ديفيد تمنع وجود اي قوات مصرية باعداد كبيرة في سيناء، وتنص على بقائها منزوعة السلاح، وتسمح فقط باعداد محدودة من القوات الامنية، ورفضت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة جميع الطلبات التي تقدمت بها الحكومة المصرية لتعديل هذه الاتفاقات وبما يسمح بزيادة قوات الامن والجيش المصري فيها.
المتحدثون باسم الحكومة الاسرائيلية يصرون على ان تواجد دبابات ومدرعات علاوة على الفي جندي مصري يقومون باعمال المطاردة واعتقال المتشددين الاسلاميين لا يشكل اختراقا لهذه الاتفاقات، ويتم بالتنسيق المسبق معها. بينما يرى محللون وكتاب اسرائيليون ان تجاوب المجلس العسكري المصري مع الضغوط الامريكية والاسرائيلية لارسال هذه القوات الى سيناء والقضاء على وجود الجماعات المتشددة بالتالي هو مؤشر جيد على التزام العهد المصري الجديد باتفاقات كامب ديفيد، وعدم صحة كل التوقعات السابقة بانه يدرس الغاء هذه الاتفاقات.
المجلس العسكري المصري تجاهل الضغوط الامريكية والاسرائيلية فعلاً في بداية الامر، وقرر ان لا يتخذ اي خطوات لحماية انبوب الغاز تتسم بالطابع العسكري، لانه لا يملك القدرة على تنفيذ هذه الخطوة بسبب قيود الاتفاقات المذكورة اولا، ولانه يريد ان يجبر اسرائيل والولايات المتحدة على التخلي عن المواقف السابقة بعدم تعديلها، وتعزيز السيادة المصرية على المنطقة ثانيا.
كان لافتا ان المجلس العسكري قرر التفاهم مع القبائل في سيناء، وتكليفها بحماية انبوب الغاز مقابل بعض المال بعد ان تعرض للتفجير اكثر من خمس مرات في اقل من ستة اشهر، ويبدو ان الامريكيين والاسرائيليين فهموا هذه الرسالة وتراجعوا عن مواقفهم السابقة وسمحوا للدبابات والمدرعات المصرية بالعودة الى سيناء مجددا.
ما زال من غير المعروف ما اذا كانت هذه العودة للدبابات والجنود المصريين الى هذه المنطقة الخطرة مؤقتة ام دائمة، فالامر يعتمد بالدرجة الاولى على اسرائيل وامريكا. فما يهم الاولى هو ضمان امنها، ووقف اي عمليات فدائية محتملة عبر الحدود ريثما يتم بناء الجدار العازل الذي تقرر بناؤه على غرار الجدار العنصري في الضفة الغربية، اما ما يهم الثانية، اي الولايات المتحدة فهو التزام الجانب المصري بهذه الاتفاقات واستمرار حالة الهدوء على الحدود.
القبائل البدوية في سيناء ترتبط ارتباطاً عضوياً بنظيرتها الفلسطينية، وشبابها الجدد يتحلون بروح وطنية ودينية عالية، وساهمت عمليات التهميش التي تعرضت لها المنطقة في ابتعاد هؤلاء عن الحكومة المركزية في القاهرة، وتصاعد شعور في اوساطهم بانهم مواطنون من درجة ثانية او حتى خامسة.
من الصعب الجزم بان خطوات الحكومة المصرية في السيطرة على الاوضاع في سيناء ستعطي ثمارها بشكل كامل، لان الحكومة المصرية نفسها تتعرض لضغوط شعبية مكثفة لالغاء ليس فقط اتفاقات الغاز مع اسرائيل وانما اتفاقات كامب ديفيد برمتها. فاسرائيل تحصل على الغاز المصري باقل من نصف سعره في الاسواق العالمية، بينما تستورده مصر باسعار مضاعفة لتغطية الاستهلاك المحلي.
سيناء باتت تشكل صداعاً مزمناً لاسرائيل، ولذلك تحاول تصدير هذا الصداع الى مصر، او تحميلها جزءاً من متاعبه ودون اي مقابل خاصة على الصعيد السياسي. ومن المؤلم ان السلطات المصرية تجاوبت مع الضغوط الاسرائيلية في هذا الصدد ولم تطالب بخطوات اسرائيلية في المقابل مثل تخفيف الحصار عن قطاع غزة، ان لم يتأت رفعه بالكامل، ووقف بناء وتوسيع المستوطنات في الاراضي المحتلة.
المسكوت عنه في كل ما يجري في سيناء هو ان الجماعات الاسلامية المتشددة نجحت في ما فشلت فيه كل الحكومات المصرية السابقة والحالية وهو تعديل اتفاقات كامب ديفيد وعودة السيادة المصرية تدريجياً الى سيناء بعد غياب استمر اربعين عاماً، والدبابات المصرية التي تقتحم العريش حالياً هي الاثبات الاكيد في هذا الصدد.


إلهام شاهين: المصريون لن يقبلوا امرأة بمنصب الرئيس
الفنانون لم يؤيدوا الحاكم ضد ثورة 25 يناير

2011-08-16




القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من محمد عاطف: خرجت النجمة إلهام شاهين عن صمتها وقررت الرد على كل الاتهامات والانتقادات التي وجهت لها منذ قيام ثورة 25 يناير بأنها وزملائها أيدوا الحاكم ضد الشعب ولم تقف بجانب الشباب خلال الثورة، ولم تساند الشهداء والمصابين.
وترد إلهام على اسباب انخفاض مستوى الاجيال الفنية من جيل لآخر، وذلك بعد اعترافها بهذا الأمر الذي يؤثر على مستوى الفن حاليا وفي المرحلة المقبلة.
تنفي إلهام شاهين تفكيرها في اتجاه سياسي او الانضمام الى أي حزب من الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية حاليا.
حالة الصمت التي لازمتك مع الثورة سببها الخوف من الأحداث أم اعتراض على الموقف؟
** كل انسان في مصر تابع الثورة باهتمام وكان لابد من رصد الأحداث وتحليلها لأنها جديدة على المصريين وعلى المنطقة العربية، وهناك معلومات تنتشر من شخص لآخر منها الخاطيء ومنها الصحيح، ولا أحد كان يعرف الحقائق، والجميع شعر بالتوهان والقلق والخوف، ولا أدري من وراء القوائم التي انتشرت بألوانها المختلفة، هؤلاء ليسوا موضوعيين في آرائهم وأفكارهم.
لماذا أيد النجوم الرئيس السابق سواء في مصر أو في الدول التي اقيم بها ثورات؟
** غير صحيح أن الفنانين ايدوا الحاكم ضد الشعب، بل كل الناس أيدت الثورة في مصر وتونس وسوريا وأنا كنت ضد الفوضى وعدم الأمان ولا أرغب في وفاة الشباب بأعداد كبيرة وقلبي مع شهداء التحرير وشهداء الشرطة، فالذين هاجموا اقسام الشرطة دافع أفراد الشرطة عن أماكن عملهم.
نلاحظ انخفاض مستوى الفن من جيل لآخر، ما السبب؟
** كل حياتنا تقل فيها الأجيال، والفن يقل من جيل لآخر، هناك مشاكل اقتصادية تقابل الناس، ونتاج التدهور الاقتصادي ظهرت أجيال ضعيفة متأثرين بما حولهم، شاهدت في العشوائيات أسر تعيش في غرفة واحدة وتضم 13 فردا.
اللي فات لن نغيره والعيون على المقبل وماذا سنقدم لبلدنا ولأنفسنا وكيف نصحح اي خطأ، وأتمنى تطور الفن وأن يصبح في المكانة اللائقة له.
ما رأيك في ترشح امرأة لمنصب رئيس الجمهورية؟
** لا أعتقد أن المصريين يقبلوا أن يكون رئيس مصر سيدة، الحكم يحتاج العقل دائما بينما المرأة لديها عاطفة تؤثر عليها، ولا ننسى ان عصر الفراعنة حكمت خلالها حتشبسوت وكيلوباترا.
ألم تفكري في اتجاه سياسي؟
** لا أصلح للمناصب السياسية، والمجتمع أخدمه من خلال فني.
هل تفكرين في الابتعاد عن الفن كما فعلت ليلى مراد وهند رستم؟
** الفني معي إلى آخر يوم في حياتي، لا أفكر أن أقدم نومعية معينة من الأدوار لفئة من الجمهور ثم اتوقف إذا تجاوزت هذه المرحلة به أواصل حتى إذا وصلت الى تقدم العمر سأقدم ما يناسبني المهم الدور الجيد الذي يحمل رسالة للناس.


محاكمة القرن
د. لنا عبد الرحمن
\16q-7.htm



ليس هناك مبالغة في وصف محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك بأنها 'محاكمة القرن'؛ ففي يوم الأربعاء الثالث من آب/أغسطس 2011، ثمة بداية تاريخ جديد سُطر في مصر، ربما لن يكون في مصر فقط، بل في سائر الدول العربية التي نهجت على خطى الثورة المصرية، فالعيون التي كانت شاخصة إلى محاكمة مبارك تعلقت كلها في مشهد واحد لا تحيد عنه، هناك قضبان حديدية يقبع خلفها رئيس مخلوع ممدد على سرير مرضه، لكن المشهد لم يكن دراماتيكيا أو مُحزنا كما أراده الرئيس، وكما أشار عليه من نصحه بالدخول إلى قاعة المحكمة ممددا على سرير المرض، لم يحمل ذاك المشهد أي تعاطف معه، بل إن ذاك المشهد كشف عن مذلة وخنوع متأصل في ذاته، لم تتمكن سنوات الحكم الطويلة من نزعه، فالرئيس الذي حرص على الظهور بشعره المصبوغ بالأسود، كما ظهر في خطاباته الأخيرة، تنازل عن عجرفته التي ميزت تلك الخطابات، وبدا صوته مرتجفا حين نادى القاضي على اسمه، حينها رد قائلا: 'أفندم، حاضر'. هل حقا هذا هو الرئيس الذي حكم مصر لثلاثين عاما؟
بدت جملة حضوره أشبه بنكتة عبثية، الفرعون السابق في القفص مرددا كلمات الاستسلام، يحيط به نجلاه اللذان كانا أكثر استسلاما وخنوعا وحيرة في حجب والدهما عن الكاميرات، أم في حجب أنفسهما، هناك أيضا الوزير الذي تلوثت يداه بدم شهداء الثورة، جميع هؤلاء في قفص واحد، من كان يظن أن هذا سيحدث في يوم من الأيام، يا للعجب! ولعل ما استحق العجب أيضا تلك المفارقة التاريخية في مكان المحاكمة، أكاديمية الشرطة التي حملت من قبل الثورة اسم 'أكاديمية مبارك'.
ليس الشعب المصري وحده الذي كان ينتظر تلك المحاكمة بترقب، وتشكك من امكانية حدوثها، بل كان هناك ترقب عربي وعالمي عما ستؤول إليه تلك المواجهة بين مطالب الشعب، وبين أهل الحكم، فالشعب الثائر أراد محاكمة الرئيس الذي استباح حقوقه طوال أعوام حكمه الثلاثين، لم يتنازل الشعب عن هذا المطلب الذي مثل له جزءًا من استعادة كرامته والتأكيد على هويته وبأنه الأبقى على مر التاريخ. الحكام مهما طال زمانهم يأتون ويذهبون، أما الشعب فباق.. تلك كانت مشكلة الرئيس المخلوع، ومثلها مشكلة الحكام العرب الذين اشتعلت النار تحت كراسيهم، أنهم تعاملوا باستخفاف مع الشعوب، استهانوا بها وبقدراتها، وبإمكانية أن تأتي بأي فعل، فالشعب المصري نفسه صدق في وقت ما بأكذوبة 'مواته' التي استباحها النظام السابق وروج لها، صدق أنه ضعيف ولا حول له ولا قوة، مجرد بركان خامد، ثم حدثت الأسطورة في اشتعال ذاك البركان وإلقاء حممه لتحرق كل ما ناله المرض، وصار لزاما أن يتطهر بالنار.
لم يصغ الرئيس السابق يوما إلى شعبه، حتى حين تجرأ هذا الشعب على الصراخ في وجهه مطالبا اياه بالرحيل، صم أذنيه عن كل الأصوات، ولم يسمع إلا لنداهة السلطة والحكم، مفضلا صوت ندائها الكاذب على أي صوت حقيقي آخر. ربما من هنا كان من الطبيعي أن يواجه عناده السابق واصراره على البقاء في كرسيه، بعناد شعب كامل أصر على محاكمته، مانحا بتلك المحاكمة كتابة تاريخ عربي جديد لشعوب باتت قادرة على محاكمة ظالميها بشجاعة.

' كاتبة من لبنان





Post: #32
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-18-2011, 06:35 AM
Parent: #31

اتهامات للإخوان والسلفيين بالاستعداد للاستيلاء على الحكم..

ومطالبة المجلس العسكري بمنع عودة أبو لهب
حسنين كروم
2011-08-17



القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم:



كانت أبرز الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة امس الأربعاء عن قرار النيابة العسكرية إحالة الناشطة اسماء محفوظ الى المحاكمة العسكرية، بتهمة سب وقذف الجيش، والتحريض على اعمال مسلحة، وقد بادر زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم بالسخرية من القرار في رسم بـ'الشروق' كان عن مبارك متجها للمحاكمة المدنية وهو سعيد يبدي شماتته في اسماء، بينما جندي ممسكا بأسماء يقودها إلى المحكمة العسكرية. أما زميلنا وصديقنا بـ'المساء' محمد فودة فقد أبدى ايضا اعتراضه على ذلك بالقول: 'القضاء العسكري له احترامه، وظني أو يقيني انه إنما أنشىء لمحاكمة العسكريين فقط فيما ارتكبوه من مخالفات أو جنايات، ولا يجوز مثول المدنيين أمامه حتى ولو كان المتهم المدني جاسوسا ينقل أسرارا عسكرية للعدو، والدليل ان الجواسيس المدنيين يحاكمون امام المحاكم الجنائية المدنية، والقضاء المدني قادر أن يأخذ للمجلس العسكري حقه إذا أدينت الناشطة السياسية، ومن هنا فإننا كنا نتمنى أن تقوم النيابة العسكرية بمخاطبة النيابة العامة بالتحقيق مع أسماء محفوظ في التهم الموجهة اليها ثم إحالتها لقاضيها الطبيعي لمحاكمتها، فإما أن يقضي بالبراءة أو الإدانة'.
وتواصل الاهتمام الشديد بقرار المستشار أحمد رفعت بمنع البث التليفزيوني لمحاكمة مبارك، وكثرت التحذيرات من فوضى المحامين عن المدعين بالحق المدني وإمكانية إفسادهم للتهم الموجهة لمبارك وحصوله على البراءة، لكن زميلنا بـ'الأخبار' خفيف الظل هشام مبارك رأى وهو نائم وصائم في نهار رمضان مناما أراد أن يبشر به أهالي الشهداء وباقي طوائف الشعب وهو: 'رأيت في المنام أن الحكم قد صدر بجلد حسني مبارك عشرة آلاف جلدة وجمال خمسة آلاف وأحمد عز ألف جلدة وعند تنفيذ الحكم علانية في التحرير ظهر مارد جني ليلبي طلبا واحدا لكل متهم فطلب مبارك وضع عشرة آلاف مرتبة على ظهره أثناء الجلد فلم يشعر إلا بالجلدة الأخيرة بعد تمزق المراتب وطلب جمال خمسة آلاف مرتبة وعندما جاء دور عز لم يكتف بطلب الف مرتبة ولكن طلب ان يضعوا فوقها حسني مبارك وجمال مبارك'.
طبعا، لأن كل قصير مكير، كما انه ضعيف البنية ولا يحتمل ربع جلدة، ونشرت الصحف عن مواصلة قوات الجيش في سيناء تنفيذ العملية نسر ضد الإرهابيين، واجتماع ممثلي القوى السياسية والدينية مع شيخ الأزهر، للاتفاق على وثيقة واحدة تنهي الخلاف حول المبادىء التي يجب ان يتضمنها الدستور او تلتزم بها اللجنة التي سيتم تشكيلها لإعداده بعد الانتخابات، وزيارة وفد من المجلس القومي لحقوق الإنسان لسجن مزرعة طرة ورفض المحتجزين من قادة النظام السابق مقابلتهم، باستثناء صديقنا رجب حميدة عضو مجلس الشعب عن حزب الغد مجموعة مصطفى موسى والمتهم في موقعة الجمل، وأسامة الشيخ. وإلى بعض مما عندنا:

قال مبارك وهو بين النوم واليقظة

ونبدأ بمحاكمة الفرعون الذي اكتفى بالقول في الجلسة الثانية، بأنه موجود عندما نادى عليه رئيس المحكمة، ثم تثاءب ونام، ورغم أن القفص كان فيه ثلاثة هم مبارك وعلاء وجمال، فقد كان هناك شبح غير ظاهر موجود بجوار رأس مبارك، هو الدكتور أسامة أبو طالب، وضع أذنه على فم مبارك، وسمعه يتمتم بكلمات عجيبة نقلها إلى 'الوفد' يوم الثلاثاء، قال مبارك وهو بين النوم واليقظة: 'أخذ حسني مبارك نفساً طويلاً ثم قال 'لقد كان في يدي أن أصنع بلدا عظيماً كله خير ومحبة وأمان، لكنهم قد أغووني فاستجبت مثلما استجبت لإغوائهم لي بأن أحضر احتفال مباراة كأس الأمم الأفريقية متجاهلا مشاعر شعبي الذي يبكي على ضحايا العبارة الذين تجاوزوا الألف ثم تهريب الجاني ممدوح إسماعيل إلى لندن، فضلا عن تجاهلي لأحزان ضحايا الجوع وأنات المرضى وصرخات الخوف من الاعتقال واستنجاد الذين يعذبون في السجون، نعم لم أكن أتصور أن مصر قد مرضت حتى أصبحت مزرعة لفيروس الالتهاب الوبائي الكبدي، ولم أكن أعير اهتماما لما يقال عن طوابير الخبز، حتى عندما مرضت بالسرطان لم أفكر لحظة في من يعانون منه مثلي، ألم تفتح لهم الهانم مستشفى يعالجون فيه؟ كما أن جمال وللأسف - كانت لديه نظرية اكتشفت انها شريرة فيما بعد، حينما كان دائما يردد بعد كل كارثة يسقط فيها الضحايا 'إننا محتاجون لأن نخفف من عددهم لأنهم يتكاثرون كالأرانب وكالفئران!'، أما عن التعليم وما حدث فيه من تدهور فأقر بجريمة وزرائي متتابعين لا أستثني منهم أحدا، واعترف بقيام الأول بتدمير المدارس الحكومية كاملا وفتح باب الاتجار بالمدارس الخاصة ، وتدخل ضباط أمن الدولة في تعيين المعيدين والعمداء ورؤساء الجامعات والمعاهد، بل انني سمعت أن رئيس جامعة منهم يتقاضى ستمائة ألف جنيه شهريا وبالطبع فان مثل هذا المبلغ كفيل وحده بجعله موالياً لأي نظام وعميلاً له بل خائنا إذا تكلمنا بصراحة، وعلى مثل ذلك المنوال من التخريب والإفساد تم تدمير صناعة مصر وبيع أصولها بأبخس الأثمان على يدي عاطف عبيد وعصابته، نعم أخذ ولداي نصيبهما من الصفقة بالطبع، نعم لقد كنت في أحيان كثيرة شرساً وغير قابل للاستماع أو المناقشة وقد ورث مني الولد جمال هذه الصفة لكن والدته هي الأخرى لا تفرق عنا أيضاً، أعترف أيضاً بأن البلد امتلأ باللصوص والمستفيدين والمرتشين وأن الفساد قد أصبح للركب وإنني أقولها بجد وليس على طريقة زكريا عزمي.
ماذا بقي إذن كي اعترف لكم به؟ الفلوس التي لنا في البنوك بمصر والخارج والعقارات والأسهم؟ أنني أتنازل عنها كلها كاملة فلا تبقوا لنا غير ما وفرناه من مرتباتنا الشرعية التي حصلت عليها أنا وجمال، أو من البيزنيس النظيف الذي قام به علاء، وسوف أساعدكم على ذلك بكل إخلاص.
وأخيراً اغفروا لي قدر ما تستطيعون وسامحوني واسمحوا لي أن أشارككم في قراءة الفاتحة التي لم أكن قد قرأتها على الشهداء ربما كان ذلك هو ما دار بخاطر محمد حسني مبارك في اللحظة الخطرة التي مر بها لكنه احجم عن إعلانه إما كبرا أو عنادا أو مكابرة أو أملا في أن تحدث معجزة أو أن تتدخل رحمة الله، فماذا لو افترضنا جدلاً أنه أقدم على ذلك واعترف بارتكاب ما نسب إليه واعتذر عنه وتراجع واقترح كما قرأتم؟ ماذا أنتم فاعلون؟'.

مبارك جعل من المصريين مرضى وفقراء وجوعى

لا، لا، مهما اعترف بذنوبه، فإن صاحبنا الدكتور يحيى عبد العظيم رفض أن يفتح قلبه لمبارك وأصحابه، قائلا عنهم في نفس اليوم في 'الأخبار': 'كان مبارك عادلا حين جعل من المصريين مرضى، وفقراء وجوعى، في الوقت الذي كان ينعم فيه بالعز والجاه والسلطان هو وأولاده وأركان نظامه.
وهاهو الآن هو وأركان نظامه الفاسدون يلقي كل منهم بالتهمة على الآخر، وكلما دخلت أمة لعنت أختها، يريدون أن يبرئهم القضاء المصري مما ألحقوه بالمصريين وبكرامتهم من الأذى والهوان، وبيع البلد قبل غازها لكل من هب ودب، ولم يراعوا في المصريين ذمة، لقد نسوا أن الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا، وكان الأكرم للرئيس المخلوع أن يهب واقفاً في المحكمة حتى ولو اجتمعت عليه أمراض الدنيا التي كان سبباً في بلاء المصريين بكثير منها، من أن يظهر نائماً على ظهره، مستجديا عطف المحكمة وعطف الناس، إذا كان المعتمد بن عباد ملك إشبيلية قد أضاع ملكه، ومات غريبا في أغمات المغربية، فإن مبارك قد أضاع اسمه وتاريخه العسكري، وسيموت في سجنه، يا للعار!'.

تفاصيل دامية للجلسة الافتتاحية

طبعا، يا للعار، يا للعار، خاصة وأنه عندما كان على سريره غير واقف في المحكمة كان بعض أنصاره خارجها يعتدون على أسر الشهداء الذين قتلهم، وهو مشهد قال عنه يوم الثلاثاء ايضا زميلنا وائل قنديل أحد مديري تحرير 'الشروق': 'أن يتكرر المشهد في جلسة الأمس، بعد أن رأيناه بتفاصيله الدامية في الجلسة الافتتاحية للمحاكمة فالمعنى الوحيد هنا أن هناك من يحرص على اندلاع هذه الأحداث، وإذا أضفنا الى ذلك أن ليلة المحاكمة شهدت دعوات تحريضية من هجامة المخلوع عبر الإنترنت للاعتداء على أهالي الشهداء أمام المحكمة ورغم ذلك لم يتحرك أحد لضبطهم فإننا نكون بصدد كارثة تقصير أمني متعمد، إن هناك شبانا وشابات محترمين مثل أسماء محفوظ ولؤي نجاتي وغيرهما من شباب الثورة يحالون إلى القضاء العسكري ويتهمون بالبلطجية والتحريض على العنف والاغتيالات لمجرد أنهم يعبرون عن آرائهم بكلمات على تويتر أو هتافات في مظاهرة، بينما الذين تم جلبهم وتسليحهم بالحجارة والشوم لينهالوا بها على أهالي الشهداء لم نسمع أن أحدا استدعاهم للتحقيق أو حتى تدخل لمنع اعتداءاتهم'.

الإخوان والسلفيون والعلمانيون والصوفيون

وإلى المعارك والردود، التي لا تتوقف وتمتد لتشمل الكثير من القضايا، التي يدور الخلاف حولها، ويتركز جانب لا بأس به منها على الإخوان والسلفيين والعلمانيين والصوفيين، ووثيقة المبادىء الدستورية الجديدة، وغيرها، وتبادل الاتهامات بين مختلف الأطراف، مما دفع زميلنا بـ'الأخبار' سيد حجازي المنحاز إلى الإسلاميين ليقول يوم الاثنين: 'انطلقت في هذا الجو المريض خفافيش الظلام والأقلام المشبوهة والمعروفة والمباعة سلفاً لمختلف القوى المعادية، تهاجم وترفض وتشجب رفع كلمة إسلام أو إسلامية مع إنها ليست شعاراً مبتكراً، وإنما هي تقرير واقع لا يرفضه أحد ولا يتاجر به أحد، سوف يتعبون كثيرا في محاولاتهم المستميتة لحشد مليونية للرد على مليونية الإخوان وكأن الأمر أصبح حربا للمليونيات.
لست أفهم حتى الآن علاقة الصوفية بالسياسة، لقد نشأت الصوفية حين نشأت على الزهد في الدنيا والإقبال على الله، إقبالا مركزا تغذيه العبادة والطاعة والتقشف وصولا الى الاندماج في الذات الإلهية والوصول الى مرحلة الكشف.
كانت هذه حياتهم وكانت تنسجم الى حد بعيد مع فطرة الفلاح المصري البسيط الذي يدرك في وجدانه أن حياته ومصيره مرتبطان بالقدرة الإلهية وبالالتزام بالإيمان ذلك أن محصوله رهن بمشيئة السماء في إنزال المطر أو في مباركة الثمار وانتشرت الصوفية في الريف انتشارا كبيرا.
كيف أصبح الصوفيون سياسيين، لا أعرف، كيف تحولت هذه الجموع - وهي كثيرة - من الزهد إلى الدنيا ومن العبادة إلى السياسة، لست أدري، هل هناك خيوط خفية.
هل هناك ارتباطات تحت السطح، هل هناك تمويل، هل هناك تحويل لخدمة هدف ما أو جهة ما؟ كلها أسئلة مطروحة، ولله الأمر'.

اذا استلم الاخوان فنكون بدلنا ديكتاتورا بديكتاتور

لكن حجازي تعرض هو ومن يلفون لفه ومن يدافع عنهم إلى غارة عنيفة بعد أربع وعشرين ساعة فقط، ففي مجلة 'صباح الخير' قال رئيس تحريرها زميلنا محمد هيبة عن الإخوان والسلفيين قولا لا يرضيهم: 'إن ما حدث ويحدث من الإخوان والسلفيين والأحزاب الممثلة لهما تجاه المبادىء الحاكمة فوق الدستورية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ديكتاتورية الجماعة السلفية والمحاولات المكشوفة للانفراد بالحكم، ويؤكد أيضا أننا تخلصنا من ديكتاتورية الحزب الوطني الحاكم أيام مبارك، واستبدلنا به حزب الإخوان والسلفيين والجهاديين والذين لا يقلون ديكتاتورية واستئثاراً بالسلطة عن الحزب الوطني المنحل، وللأسف إذا نجحوا في ما يرمون إليه من رفض الإعلان الدستوري الجديد وسيطروا على البرلمان، فإننا سنكون قد استبدلنا ديكتاتورا بديكتاتور أشد ديكتاتورية ونكون قد استبدلنا حزباً مكروهاً بحزب آخر سنكون أشد كراهية له، ووقتها ستكون الثورة قد فشلت في تحقيق أول أهدافها، وهي الدولة المدنية وإقامة الحياة الديمقراطية السليمة.
إن الإرهاب الذي تمارسه القوى الدينية سواء تحت عباءة الإخوان أو السلفيين أو الجهاديين، لهو أخطر أنواع الإرهاب ولتروا جميعاً ما يحدث في سيناء، ولتروا محاولات تشكيل إمارات إسلامية، وحكم ذاتي، ومحاكم عرفية، وغيرها من محاولات تشتيت الدولة والتي وراءها فقط هذه القوى التي تحاول أن تمزق أكثر من محاولتها للم شمل الدولة.
إن الإبقاء على العسكر في السياسة سيكون أفضل ألف مرة من ديمقراطية الإخوان والسلفيين المزعومة والتي يحاولون أن يجرونا إليها ويرفضون أي محاولات لوجود قوى ثورية ليبرالية أخرى بجوارهم، هم يريدون أن يستأثروا بالحـكم، ويريدون أن يسـتأثروا بالثورة ويريدون أن يستأثروا بمصر فاحذروا'.

تحذير من الجماعات الاسلامية
التي خرج زعماؤها من السجون

وجاء تحذير آخر للمصريين، من الأستاذ بجامعة حلوان الدكتور حماد عبد الله بقوله في عموده ـ وماذا لو - بجريدة 'روزاليوسف': 'الأحزاب التي تسيدت المشهد السياسي في مصر اليوم هي أحزاب منظمة تنظيماً دقيقاً على خلفية جماعة الإخوان المسلمين وعلى خلفية جماعة السلفيين، وكذلك تلك الجماعة الإسلامية، التي خرج زعماؤها من السجون، وربما من الغريب في المشهد بأن المتحدث الرسمي باسم الجماعة وهو مهندس 'عاصم عبدالماجد' كانت تهمته حينما سجن لخمسة وعشرين عاما بأنه قتل أكثر من مائة وثمانين مصريا، في أحداث 'أسيوط' عقب اغتيال الرئيس 'السادات' في عام '1981' خرج هذا الزعيم لكي يصبح متحدثاً رسمياً، تفتح له القنوات التليفزيونية شاشاتها لكي يدلي برأي الجماعة في مستقبل 'مصر'! كيف هو مستقبل هذا الوطن في ظل أحزاب لا يعلم بها إلا الله، ولا أنزل بها من سلطان! حيث الأجندات المطروحة كلها أجندات تقود الوطن لـ'الخلف در' للجاهلية، لزمن 'أبي لهب'، 'وزمن قريش' ونحن لا نعيب على أي من الأنظمة ولكن سوف نعيب على أنفسنا لو تركنا المسألة لكل من 'هب ودب' ليلعب بمستقبل أولادنا وأحفادنا!'.

'الاهرام': صرخات محذرة من الفلول

أما زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' أشرف العشري فكان مشغولا باطلاق الصرخات المحذرة من الفلول، وهي جمع فل، أي أنصار مبارك ونظامه وقوله عنهم: 'ما زال هناك عدة آلاف من الحيتان يسبحون في نهر الفساد دون ملاحقة وهم مجموعة رجال الأعمال اللصوص الذين كانوا دوماً مرادفاً للجشع والقمع والخطف والسلب والرشوة والمحسوبية، هؤلاء استطاعوا خلال سنوات قليلة وبتواطؤ من الرئيس الفاشل وسكرتارية قصره من الاستيلاء على نصف ثروات مصر، وحصلوا على امتيازات وعطايا مجانية تفوق الخيال، وحامت حولهم شبهات عديدة كلها مؤكدة وموثقة وبأدلة يقينية، ولهم عشرات الملفات لدى الجهات المعنية وحتى اللحظة ما زالوا بمنأى عن الملاحقة ويد العدالة.
حتى رجال مبارك من اللصوص في الدائرة الضيقة في مكتبه وسكرتاريته وطاقم معاونيه ممن فجروا وارتكبوا كل موبقات الفساد والنهب فما زالوا طلقاء، وإلا فليقل لي النائب العام أين جمال عبد العزيز من السجن والمحاكمة، هذا الذي أعدت له الكسب غير المشروع ملفاً من سبعة آلاف صفحة عن فساده وحده حيث يمتلك ثمانية مليارات جنيه وعشرات القصور والفلل ومئات الشقق وعدة أبراج ومساحات أراض ثمينة تغطي ربوع مصر، وليس لدي شك بأنه كان يعمل بالوكالة في ملفات الفساد تلك لمبارك ونجليه علاء، وأكثر من ذلك ثبت أنه كان وما زال شريكاً عبر زوجته لرجل الأعمال أحمد بهجت بأكثر من ثلاثة وعشرين شركة لمشروع دريم وتجارة وبزنسة كبرى فكونوا شراكة فساد كبرى حيث سهل له مئات العمليات المشبوهة وغيرهم العشرات من رجال الأعمال الفاسدين أصحاب العمليات القذرة'.

الفنانون الذين كانوا يلفون حول الحاج مبارك

هذا وتظل المعارك مشتعلة ومتوهجة وزادها توهجاً، وبهجة أيضا زميلنا بمجلة 'صباح الخير' خفيف الظل والذي يمتعنا دائما بتعبيراته وأوصافه التي تذكرنا بحياتنا في الحواري في طفولتنا وصبانا وشبابنا ورجولتنا، وهو محمد الرفاعي، وقوله في بابه، قضية فنية - 'الفنانون الذين كانوا يلفون حول الحاج مبارك كما يلف المشايخ حول مقام سيدنا الولي، ويقيمون له الموالد وحفلات الزار، ويسرحون على القهاوي بالربابة، ينشدون سيرته العطرة و'على ك######## يجفوا صجرين'، يا صلاة الزين على مبارك يا صلاة الزين، ويحلفون على المصحف أنه أجدع من محمد علي، على الأقل.
كفاية الكباري اللي مالية البلد، وإنه خلص على إسرائيل لوحده بعون الله، ما زالوا مصرين على عدم الاعتذار مع أنهم ببساطة يستطيعون أن يقولوا إنهم كانوا مخدوعين في هذا النظام الفاسد المنحط، لكن للأسف، البعض منهم قلع بدلة التشريفة، ولبس الجلابية والبلغة وقالك، أرضنا العطشانة، نرويها بدمانا، على اعتبار أننا شعب أهبل وعنده زهايمر، زي الزعيم عادل إمام الذي لم يترك مناسبة واحدة، إلا وأعلن أن جمال مبارك، هو أجدع واحد بيسوق ميكروباص الوطن، وهو أنا خلفت غير جمال، وبعد الثورة، قالك، أنا مع الثورة يارجالة، والحاجة عفاف شعيب اللي بعد ما الثورة اتكسحت، وأولاد أخوها كلوا البيتزا والريش بالهنا والشفا، طلعت تناضل في المسلسلات، هي وتمورة اللي قعد يعيط في الميدان ياقلب أمه، لحد ما بقى ماشي في الشارع ينادي، جهاد، أنت فين يا جهاد؟!
البعض الآخر، وهو الأكثر غرابة، ما زال يدعي البطولة، ويؤكد أنه فيه تار بايت من زمان بينهم لأن الحاج مبارك.

حكاية الحاج حسن يوسف مع مبارك

سمم له المواشي بتاعته، فالحاج حسن يوسف خرج علينا مؤخرا وأعلن أن مبارك كان بيكرهه لأنه مربي دقنه، تقولشي مبارك ده كان حلاق، وكان عايش على البقشيش بتاع الحاج يوسف، ولما خلع منه، بقى قاعد ينش قدام الدكان؟! وبعدين، لما هو كان بيكرهك ياعم الحاج، خرجت ليه أيام الثورة، وقلت أن العيال دي بتاكل كنتاكي وبتقبض بالدولار، مع أنك راجل بتاع ربنا يا أخي، والحاجة شمس البارودي قالت إنها مكسوفة ياضنايا تقول انها مصرية من عمايل العيال السودة، قلها ما تزعلش نفسها قوي كده لحسن تعيا وتبقى تقول أنها إيرانية، ويادار ما دخلك شر، والحاجة لطيفة التي ظهرت في برنامج كش ملك مع هبة الأباصيري، وأعلنت صارخة ولا عصام الشوالي، أنها لم تغن لرئيس ولا لملك في حياتها، وعندما سألتها هبة عن أغنية اخترناك، والتي غنت فيها كفر مصيلحة، روحه السمحة، أدب ومصالحة، مش متكبر، لكن أبسط خلق الله، علشان كده احنا اخترناه، قالتلك، أنا ما كنتش باغني للرئيس، أنا كنت باغني لكفر مصيلحة، ودي فيها ناس كويسين قوي، مش الريس بس!! شوف يا أخي، واحنا اللي ظلمناها، وكنا فاكرينها بتغني لمبارك، أتاريها بتغني لكفر مصيلحة'.

المتحولون الذين انتقلوا
من تأييد النظام إلى ركوب موجة الثورة

ونترك الفنانين المتحولين الى نوع آخر من المثقفين الذين قال عنهم زميلنا إبراهيم قاعود رئيس تحرير مجلة 'آخر ساعة': 'إن قائمة المتحولين أي الذين انتقلوا من خانة تأييد النظام السابق إلى ركوب موجة الثورة لا تقتصر فقط على الإعلاميين والفنانين، وإنما تضم ايضا الكثير من مثقفي السلطة التي اشترت صمتهم وعادوا للظهور على شاشات الفضائيات والصحف ليذكروا مواقف لهم في مواجهة ممارسات النظام ولا يدركون أن للشعب ذاكرة لم تصب بعد بداء النسيان، فأين كانوا من الفساد الذي استشرى، والاستبداد الذي لم يتصدوا له باعتبارهم الصفوة المثقفة، والذين يصنعون ويشكلون وجدان الشعب ووعيه، كانوا يبحثون عن مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الشعب والتزيف للنظام للبقاء في دائرة الأمان، بينما غيرهم من المعارضين، خاصة من التيار الإسلامي يعانون من حملات الاعتقال وتشريد أسرهم، كما ان الشعب يعاني من الكوارث التي توالت في ذلك العهد من غرق العبارات واحتراق القطارات وقصر ثقافة بني سويف، وانهيار العمارات فوق رؤوس ساكنيها وانهيار الأوضاع الاقتصادية، ومع كل ذلك لم نر دورا لهؤلاء المثقفين إلا ما ندر في الوقوف للدفاع عن حقوق الشعب المشروعة في الحياة الكريمة ويأتون الآن ليرتدوا أثواب البطولة وأقنعة الدفاع عن المظلومين على طريقة عفا الله عما سلف!'.

عزت القمحاوي يهاجم صلاح عيسى

أما آخر معارك اليوم فستكون لزميلنا بـ'الأخبار' عزت القمحاوي، وكانت في 'المصري اليوم' يوم الثلاثاء ضد زميلنا وصديقنا صلاح عيسى، ردا على مقالة له في المصري ايضا، قال عزت: 'لسوء حظ ثورتنا أن لدينا من كتابات الصباح ومكلمات الليل ما يكفي لإجهاض ثورات العرب جميعاً، كان من المفترض أن تؤدي وفرة الكتابة حول الثورة الى انجاحها، لكننا باتفاق أو تواطؤ عام لا نتحاور، بل يلقي الكتاب والمتحدثون برسائلهم، وكثيرها خطر، من دون أن يراجعهم فيها أحد.
وحتى لا تظل الكتابة فعلا خطرا على المستقبل، استعين بالله على مناقشة ما يكتبه الصحفي المخضرم صلاح عيسى، في 'المصري اليوم' وفي لقاءاته المتعددة في التليفزيون، التي يبدو فيها حكيماًَ فوق الحكماء، لكن حكمته لا تعرف الحياد ولا تتعب من تسفيه شباب الثورة والسخرية منها.
ويبدو أن صلاح عيسى يتمتع بأكبر قدر من المستمسكات على أبناء جيله الأمر الذي جعلهم يتجاوزون عن تحولاته، عندما كانت الساحة لهم وحدهم، لكن تلك الصفحة طويت، ولا يتهم عيسى الشباب بصراحة بالغفلة، لأنهم لم يحصلوا على 'الوصل' أو صك ملكية الثورة، لكن ما يقوله المعلم بين السطور لا لبس فيه، ولا يمكن الخطاب أن يحمل هذا القدر من التلبيس الذي يحمله مقال صلاح عيسى الذي يعطي لنفسه الحق في توبيخ الثوار مطمئناً إلى وجود 'الوصل' في جيبه، وقد حصل عليه من فاروق حسني الملك غير المتوج في عهد مبارك.
يعتبر الكاتب تمسك الشباب بمحاربة الفلول سفاهة، فهل يمكن أن نتصور تنفيذ سياسات جديدة بوزراء من عهد مبارك؟! لنتجاوز عن تلك الغرابة البسيطة فما يقوله المقال بين السلطور يرقى الى تحويل الثورة الى انقلاب نفذه الجيش'.

معارك الصوفيين مع السلفيين

وإلى إخواننا من أهل التصوف وطرقهم وأحزابهم ومعاركهم التي بدأت، ولن تنتهي مع السلفيين، وتبادل الاتهامات بالعمالة فيما بينهم، الصوفيون يتهمون السلفيين بتلقي أموال من السعودية وبعض دول الخليج الأخرى لنشر المذهب الوهابي، واتهامهم بالخيانة لرفعهم علم السعودية في ميدان التحرير والآخرون يتهمونهم بالعمالة لإيران.
فقد نشرت جريدة 'روزاليوسف' يوم الخميس حديثا مع شيخ الطريقة العزمية، علاء ماضي أبو العزايم، أجراه معه زميلنا صبحي مجاهد، قال فيه عن السلفيين وحزب التحرير الصوفي الذي كونته الطريقة ويرأسه إبراهيم زهران': 'قمنا بتأسيس حزب صوفي يضم مسيحيين لأننا رأينا تأثير السلفيين على المجتمع المصري عندما اقتحموا المساجد في قرى مختلفة وجعلوها مقرات لهم كما هدموا الأضرحة وكفروا الجميع بما فيهم الصوفية وهذا كله امر يثير الخوف، وهؤلاء لو وصلوا للحكم فسيؤثرون على التصوف وتاريخه العريق في مصر وسيكون أول شيء يقدمون عليه هو إلغاء القانون 118 لسنة 76 وبالتالي إلغاء الطرق الصوفية ولذلك فإن وجودنا السياسي والحزبي يعمد ضمانة لاستمرارنا بشكل رسمي على الساحة المصرية.
رفعوا العلم السعودي وهو ما نعتبره خيانة فلا يمكن أن يسمح برفع علم على أرض مصر سوى العلم المصري ورفع العلم السعودي فيه إشارة الى ان السعودية هي مرجعيتهم وكأن مصر ليس بها مفكرون ولا مبدعون ولا علماء لكي نستقي فكرنا وعلمنا من بلد آخر.
- عندما رأيت الأعلام السعودية في التحرير شعرت بالرعب وهذا حدث لجميع المسيحيين وعودتنا للمليونية تهدف لطمأنة المصريين مسلمين ومسيحيين ولتأكيد ان الشعب المصري مليء بالوسطيين الذين يحبون مصر وأن السلفية ليست هي التيار الرئيسي والمعبر عن مصر.
- التيار السلفي يضم منهج أكفر المسلم لأنه غير ملتح أو لأن لباسه غير قصير، وهو منهج يضيع المسلمين، فالأصل في الدين هو التعامل بالحسنى حتى مع الكافر وهو ما نفعله، لا نتلقى دعماً من إيران ونعتمد على تبرعات أبناء الطريقة العزمية في الدول العربية كالسعودية، وقطر والإمارات على هيئة معونات شهرية للغلابة والمساكين، والطريقة العزمية تعتمد على تبرعات ابنائها من داخل مصر وخارجها.
من يقول إننا مدعومون من إيران فليثبت ذلك وأقول إذا رفعنا العلم الإيراني في مظاهرة فهذا يعني أننا نأخذ أموالا من إيران والسلفية هم من يرددون مثل هذه الدعوات.
مباحث أمن الدولة كانت تدعم السلفيين وتطالب وزارة الأوقاف بمنح الفرصة لهم للسيطرة على المساجد التي بها أضرحة ووزير الأوقاف السابق د. عبد الله الحسيني أخطأ خطأ جسيما عندما جعل محمد حسان خلال زيارتهما لمسجد النور إماما للمصلين ووقف الوزير يصلي خلفه كما سمح له بالخطبة في المسجد ونتمنى أن يغير وزير الأوقاف الجديد هذا الوضع'.

الطريقة الشهاوية:
مليونية السلفيين أساءت لهم

أيضا، وفي نفس اليوم، نشرت 'الأخبار' حديثا مع محمد الشهاوي رئيس الطريقة الشهاوية ورئيس منظمة المجلس الصوفي العالمي، وأجراه معه زميلانا أمير لاشين ومخلص عبد الحي، وأبرز ما فيه كان: 'مليونية السلفيين أساءت لهم بشكل كبير والناس شعروا بأن هناك حالة من الإرهاب قد تسيطر على البلاد وانخفضت أسهم السلفيين بعد المليونية، ونحن لا نريد الرد عليهم، 'لأننا مش قد السلفيين' هم يملكون تمويلا خارجيا كبيرا وقنوات إعلامية وصحفا ولكي أدخل معهم في معركة أو خلاف لا بد أن اعرف ان كنت سأكسبها أم لا، ونحن لسنا بقوة السلفيين.
- نحن لا نريد الصدام مع السلفيين على الإطلاق لكننا نريد ان نحتكم جميعا إلى الأطر الشرعية أو نبحث نقاط الخلاف بيننا ونلجأ في النهاية الى تحكيم الشرع من خلال الحوار الهادىء.
- هـدم الأضـرحـة يـعـاقب عليه القانون ولا يجوز شرعا ونحن نريد أن نحتكم للشـريعة في ذلك، ولابد أن يـعـرف الجـميع أن حب آل بيت الله والأولياء هي جزء من ثقافة الشعب المصري وموروثه الشيعي جزء ايضا من عقيدته، لكن هناك بعض التصرفات التي تصدر عن بعض البسطاء من الصوفية ليست من الشرع في شيء مثل الطواف حول الأضرحة وهذا أمر مرفوض.
- مطالبنا واضحة وهي إقالة عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية وحل المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وتسليم المساجد التي بها أضرحة وأضرحة الأولياء للصوفيين وإعطاء الطرق الصوفية ثمانين في المائة من حصيلة إجمالي صناديق النذور.
- والقـصبي من فـلول الحزب الوطـني المـنحل وكـانت له عـلاقات بـقـياداته وتم تصـعيده من مجلس الشورى وغيره من المناصب خلال الفترة الماضية، أما عن انتخـابه فـلا بد أن أوضح نـقـطـة مهـمة وهي ان القصبي وصل الى مشيخة الطرق بالخيانة، فقد اتفقنا جميعا على اختيار الشيخ علاء أبو العزايم ليكون شيخ مشايخ الطرق لأن علاقاته بالجميع طيبة ووجهه مقبول ومعروف، واتفق معنا الشيخ القصبي لكن فوجئنا بعد اجتماع المجلس لاختيار شيخ المشايخ باختيار القصبي على غير اتفاقنا، واعضاء المجلس الذين يقومون بالاختيار عشرة أفراد وصدمنا كلـنا كمـشـايخ طرق لأن القصبــي رجــل ثري وارسـتـقـراطي ولا يـشعر بالبسطاء، والـصـوفية تعتمد في الأصل على التجرد والزهد والشعور بالبسطاء.
- هناك تخوف كبير من إصرار الشيعة على اختراق مصر ونخشى أن تختلط الشيعة بالصـوفية لأنهما متفـقان عـلى حـب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلـم، ومن خلال هــذه النقطة ينـطـلـق من يرددون تلك الأقـاويل المغرضة، ولكن هذا لا يمنع من أن هـنـاك أجنـدات إيرانية يتم تنـفيذهـا داخـل مصر، وقد بدأت بالـفعل وهذا قد يضـر بالأمن القــومي لمصر، لذلك يجب أن تكون هناك صـحـوة لـهـذه المـحـاولات الـتـي تـهـدف الى التوغل في أعماق المجتمع المصري.
وبدأت تلك المحاولات بمحاولة إيران استضافة مشايخ الطرق الصوفية لديها لمناقشة الأوضاع في المنطقة وهذا يثير الشك والتساؤل لدينا فلماذا الصوفيون بالأخص ولماذا لا تكون هناك استضافة لعلماء ومشايخ الأزهر وتكون بشكل رسمي، وأؤكد أنه لا يوجد في مصر صوفي شيعي.
- هناك محاولات كثيرة لجذب الصوفيين وقد قام الشيخ علاء أبو العزايم بجمع أكثر من ثلاثين شـيخــا من مشـايخ الـطـرق الصوفية تمهيدا للسفر إلى إيران، وهذا تصرف فردي ولا يمثل الجمع الصوفي الذي يؤكد دائما انه لا علاقة لنا مع إيران، ولا علاقة للشيعة بالصوفية، ورغم ذلك هناك إصرار كبير من الشيعة على اختراق مصر، كما ان الشيعة في مصر أعدادهم قليلة جدا ومعظمهم يكونون متسترين'.


حزب الإخوان المسلمين في مصر ينتقد تصريحات زعيم الأغلبية بالكونغرس الأمريكي

2011-08-17




القاهرة - د ب أ: أكد محمد سعد الكتاتني أمين عام حزب الحرية والعدالة الذي أسسه الإخوان المسلمون في مصر أن تصريحات ايرك كانتور زعيم الأغلبية بالكونغرس الأمريكي والتي أعرب خلالها عن قلقه'من احتمالات فوز جماعة الإخوان المسلمين بأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة في مصر تعتبر تدخلا غير مقبول في الشأن السياسي المصري.
وأكد الكتاتني في بيان أن 'تشكيل المجالس النيابية في أية دولة هو شأن خاص بأبنائها، كما أن اختيار الشعب المصري لنوابه في انتخابات حرة ونزيهة يجب أن يكون محل ترحيب من الإدارة الأمريكية'.
ولفت الكتاتني إلى أن إسرائيل تعتبر التهديد الأكبر في المنطقة بما تمتلكه من مفاعل نووي، ورفضها التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وجدد الأمين العام لحزب''الحرية والعدالة ' التأكيد أن الحزب لا يرغب في الاستحواذ على الأغلبية في البرلمان المقبل لإيمانه بأنه لا توجد قوة سياسية يمكنها منفردة تسيير الأمور داخل البلاد خلال الفترة المقبلة، مدللاً على ذلك بإعلان الحزب عدم الترشح على أكثر من 50% من عدد مقاعد البرلمان في دورته المقبلة.
كما جدد التأكيد على عدم وجود مرشح للحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة.
ووصف الكتاتني تصريحات كانتور بأنها تتعارض مع قيم ومبادىء الديمقراطية التي يفترض أن تحترمها الولايات المتحدة، مؤكدا أنها تعكس حقيقة موقف الولايات المتحدة من تطبيق الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، وأنها لا تقبل سوى بالديمقراطية التي'تحقق مصالحها ومصالح حليفتها'الاستراتيجية'في المنطقة.
وكان كانتور أعرب في تصريح لصحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية عن قلقه''من احتمالات فوز جماعة الإخوان المسلمين بأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة في مصر وأضاف أنه يرى أن الجماعة تميل إلى القيام بكل ما يمكن أن يهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية.


محاكمة رئيس ديوان مبارك: استولى على اراض وهدايا بالملايين من المؤسسات الصحافية
اسبانيا تشدد الحراسة على حسين سالم إثر تخطيطه للهروب.. ودعوى تطالب باستمرار اذاعة محاكمة القرن

2011-08-17




لندن ـ 'القدس العربي': قرر المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشؤون جهاز الكسب غير المشروع إحالة الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق إلى محكمة الجنايات، لاتهامه باستغلال نفوذ وسلطات منصبه وعضويته في البرلمان في تحقيق ثروات طائلة على نحو مثل كسبا غير مشروع.
وتضمن قرار الإحالة لمحكمة الجنايات شقيق زوجة زكريا عزمي ويدعى جمال عبد المنعم حلاوه.. حيث أكدت تحقيقات جهاز الكسب غير المشروع أن المتهم زكريا عزمي حقق كسبا غير مشروع جراء استغلاله لنفوذ وظائفه كرئيس لديوان رئاسة الجمهورية وعضوية مجلس الشعب وتقلده منصبا قياديا بالحزب الوطني المقضي بحله.
وأشار الجهاز إلى أن عزمي استعان في ذلك بشقيق زوجته في إخفاء بعض هذه الأموال وهي شقة بأبراج سان ستيفانو بالاسكندرية والمملوكة لهشام طلعت مصطفى. وطالب الجهاز في أمر الإحالة من محكمة الجنايات الحكم على المتهم بالسجن وأداء مبلغ 86 مليون جنيه تمثل قيمة الكسب، بالإضافة إلى الغرامة المساوية المقررة قانونا وليصدر ذلك الرد بتلك المبالغ في مواجهة زوجته.
وأوضح جهاز الكسب غير المشروع انه ثبت من التحقيقات في جريمة الكسب غير المشروع أن زكريا عزمي ارتكب جرائم جنائية أخرى بالاشتراك مع محافظ الإسماعيلية الأسبق عبد المنعم عمارة، وهي جريمة الاستيلاء على أرض بالإسماعيلية ومع المسؤولين بحي مصر الجديدة ومالك العقار رقم 21 شارع فريد بمصر الجديدة، وكذلك اشتراكه مع رؤساء مجلس إدارة الصحف القومية 'الأهرام' و'الأخبار' و'دار التحرير' في الاستيلاء على أموال تلك المؤسسات بتلقيه هدايا بملايين الجنيهات، مشيرا إلى ان هذه الجرائم أحالها الجهاز للنيابة العامة للتحقيق فيها، كما قام الجهاز بإخطار مصلحة الضرائب بقيمة الكسب لتتـخـذ إجـراءاتها في شأن محاسبة المتهم ضريبيا عن الربح الذي عاد عليه من التعامل في التصرفات العقارية.
من جهة اخرى قالت صحيفة 'لموندو' الاسبانية أن محامي رجل الاعمال المصري الهارب حسين سالم أصيب بخيبة أمل بعد رفض القاضي الاسباني سانتياغو تخفيض الكفالة المقررة لاطلاق سراحه وقدرها 5 ملايين يورو؛ وقراره تشديد الحراسة على حسين سالم في مستشفى غروغوريو مارنيون؛ وذلك بعد تخطيطه للهروب من المستشفى ومغادرة اسبانيا خوفا من صدور حكم بتسليمه الى مصر.
وقالت ان القاضي وافق فقط على تخفيض الكفالة للمتهم الثالث في قضية غسيل الأموال وهو التركي الأصل علي ابسن.
يذكر ان سالم مطلوب في قضية التربح من المال العام وتسهيل الاستيلاء عليه، المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك، ولم يحضر اي محام عن حسين سالم في القضية ما يعني انه سيحاكم غيابيا.
وتقول مذكرة الاتهام ان سالم منح مبارك ونجليه خمسة قصور في شرم الشيخ بأسعار رمزية، مقابل منحه مليوني متر في افضل موقع بالمنتجع السياحي.
و أقام محمود حسن أبو العينين المحامي دعوى قضائية أمام القضاء الإداري بمجلس الدولة طالب فيها بإلغاء القرار الصادر من المستشار أحمد رفعت بوقف البث التلفزيوني المباشر لمحاكمة مبارك ونجليه والعادلي ومساعديه.
وذكرت الدعوى التي حملت رقم 49759 أن القرار المطعون فيه باطل وغير مشروع ومخالف للدستور وأحكام القانون ومبادئ المحكمة الإدارية العليا التي أكدت على حرية الرأي والتعبير ونشر المعلومات.
واكد الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس العسكري الأعلى اثناء لقاء مع مجموعة من رموز الفكر والسياسة والإعلام والفن أن المحاكمات تتم وفقا للقانون، ودون أي تدخل من القوات المسلحة أو أيه جهة حكومية، موضحا أنه لا أحد فوق القانون وأن القوات المسلحة تراعي حق المواطنين طبقا للقانون، وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع أطياف المجتمع بمختلف تياراتهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم.
وأشار إلى أن الأمة المصرية تواجه أربعة تحديات رئيسية، هي: الوضع الأمني والاقتصادي والإعلام والفتنة الطائفية، وهي جميعها وحدة متكاملة يؤثر بعضها على البعض ولا يمكن فصل أحدها عن الآخر.

ممثلو القوي السياسية يوقعون علي وثيقة الأزهر بالاجماع
القاهرة ـ محمد عبدالخالق وسامح لاشين وحازم أبودومة‏:‏
2153

في رحاب الأزهر الشريف‏,‏ وقع أمس المرشحون لرئاسة الجمهورية‏,‏ ورؤساء الأحزاب‏,‏ وممثلو القوي السياسية‏,‏ الوثيقة التي أعدها الأزهر الشريف كإطار قيمي يصون أساسيات الأمة وثوابتها‏.


مؤكدين أنهم يتفقون علي كل ما احتوته من مبادئ وبنود, وأنهم يعتبرونها ملزمة للجميع, بوصفها هادية ومرشدة للأمة في هذه المرحلة الدقيقة. وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قد افتتح اللقاء التاريخي بكلمة حرص فيها علي التأكيد أن الأزهر لا يخوض غمار العمل السياسي ولايهمه ذلك, ولكنه يحمل علي كاهله دورا وطنيا تجذر في التاريخ, وأن هذه المسئولية هي التي دعته لعقد هذا الاجتماع للتوافق حول وثيقة الأزهر كحل يخرج به الناس من ضيق الاختلاف وخطره.
وفي تصريحات عقب اللقاء, أكد المرشحون المحتملون للرئاسة ترحيبهم لمبادرة الأزهر وتأييدهم للوثيقة, حيث وصف السيد عمرو موسي مبادرة الأزهر بأنها رائدة لتصحيح المسار المصري, بينما اعتبر الدكتور محمد البرادعي الوثيقة بمثابة رسالة أمل تخرج مصر من حالة الخلاف والعراك السياسي الذي كان سمة الشهور الماضية.
وقال الدكتور سليم العوا: إن الوثيقة جاءت معبرة عن ضمير الأمة.
وأكد الدكتور أيمن نور أن وثيقة الأزهر جمعت كلمة القوي السياسية حول قيم ومبادئ الدولة الدستورية الحديثة.


كواليس "نكسة" الليبراليين باسم الدين

كتب - محمد كمال الدين: الاربعاء , 17 أغسطس 2011 01:08
حالة من القلق تمر بها التيارات الليبرالية في مصر، بعد فشل جمعة الصوفيين 12 أغسطس، والصدى الكبير الذي حققته مليونية "لم الشمل" 29 يوليو التي نظمتها التيارات الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين، والتي أكد المحللون خلالها أنها كشفت القوة الحقيقية لكل تيار ومدى مصداقيته في الشارع.
الأزمة دفعت الليبراليين والحركات الشبابية وعلى رأسهم حركة " 6 إبريل" إلى البحث عن قوة حقيقية تمتلك حشدا كبيرا في الشارع المصري لتستطيع من خلاله الرد على التيارات الدينية، فاهتدت إلى التحالف مع "جبهة الإصلاح الصوفي" والتي تضم بعض مشايخ الطرق الصوفية من المعارضين للمشيخة العامة وعلى رأسهم شيخ الطريقة العزمية علاء أبو العزايم.

وتنطلق التيارات الليبرالية في العمل من أجل السيطرة على الشارع المصري بعد فقدان الثقة في النخب السياسية، من خلال التحالف مع بعض الطرق الصوفية من خلال استغلال العداء التاريخي الموجود بين المتصوفة والتيارات السلفية، خاصة وأن هناك اختلافات فقهية لم يستطع الزمن تذويب كرة الثلج حولها، مثل الحديث عن هدم الأضرحة وخطورة المنهج السلفي في القضاء على انحرافات الصوفية وغيرها من المسائل الفقهية التي أدت إلى قطيعة كل منهما للآخر.

الأمر الذي أدى إلى هجوم التيارات السلفية عليهم بسبب سلوكهم نفس الطريق الذي يعيبون فيه على التيارات الدينية العمل من خلاله، ألا وهو "التمسح بالدين" واستغلال مشاعر البسطاء والعامة من أجل السيطرة على أفكارهم، بالرغم من اختلاف ذلك مع المبادئ الليبرالية التي تؤمن بضرورة فصل الدين عن الدولة.

الكواليس تشير إلى ضغوط على بعض التيارات الصوفية الممثلة في "جبهة الإصلاح الصوفي" التي تبحث عن دعم سياسي لها في أزمتها مع الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ومطالبها بإقصائه بدعوى أنه من فلول النظام السابق، وأنه كان عضواً في الحزب الوطني، ويتزعم هذا الفريق خصم القصبي في انتخابات شيخ مشايخ الصوفية وهو الشيخ علاء أبو العزايم، فضلا عن حاجة الأخير لدعم حزبه السياسي "التحرير المصري" تحت التأسيس .

وبناءً على ذلك قامت بعض القوى الليبرالية بعقد شراكة بينهم وبين جبهة الإصلاح الصوفي، حيث يعكف الدكتور عمار علي حسن الباحث المعروف، على تقريب وجهات النظر بين الفريقين، من خلال تقديم الخبرات السياسية للطرق الصوفية ومساعدتها في تكوين أحزابها ودعم قضيتها ضد المجلس الأعلى للطرق الصوفية، مقابل التعاون للرد على التيارات السلفية وجماعة الإخوان المسلمين والتصدي لأي محاولة قد تؤدي إلى وصول هذه التيارات إلى الحكم.

" مليونية في حب مصر"، التي قادها –في العلن- الشيخ علاء أبو العزائم الجمعة الماضية 12 أغسطس، لم تحقق الهدف المنشود من ورائها حيث لم يتجاوز عدد الحضور 5 آلاف أغلبهم من التيارات الليبرالية، ما جعل الشيخ أبو العزايم يعلل ضعف هذه المليونية بسبب مباراة الأهلي، وعدم موافقة مجلس الوزراء على هذه المليونية إلا في اللحظات الأخيرة.

المدقق في الظروف التي تمر بها "جبهة الإصلاح الصوفي" يجد أنها تعاني من أزمة داخلية كبيرة بسبب انقسامها على نفسها حيث تتناقض بعض تصريحات مشايخ هذه الجبهة تجاه مطالبهم بعزل الدكتور عبد الهادي القصبي، وعدم تنسيق رؤاهم السياسية تجاه هذه الأزمة، بل أنهم يتنافسون داخليا على تقسيم التورتة في حال تخلي شيخ مشايخ الصوفي عن منصبه، فضلا عن أزمات هؤلاء المشايخ الشخصية مع طرقهم في ظل قلة عدد المريدين المنتسبين لهم بل وانقراضهم فعلا في بعض طرق جبهة الإصلاح، ما يشكك في قدرة جبهة أبو العزايم على إنجاح أي مشاركة سياسية.

ويدعم هذه المعلومات ما فشلت فيه جبهة الإصلاح الصوفي من قبل خلال أزمة الأضرحة مع السلفيين حينما أكدت على تنظيم مليونية في مولد السيدة زينب للرد على ما وصفته بتهديد التيارات السلفية بهدم أضرحة آل البيت والأولياء الصالحين، وبالرغم من إتاحة الفرصة لهذه المليونية باستغلال الجموع الغفيرة في المولد إلا أنها فشلت في تنظيمها، حيث لم يحضر أحد من جموع الصوفية، بل وقام كل شيخ من مشايخ الجبهة بإلقاء اللائمة على غيره، ما أفقدهم كثير من مصداقيتهم في القدرة على حشد أتباعهم.

ويستبعد الإسلاميون أن يكون لهذه الطرق الصوفية صدى في أوساط المصريين، حيث يؤكد المهندس عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، والمتحدث الإعلامي باسمها، أن هناك العديد من علامات الاستفهام حول هذه الطرق الصوفية وعلى رأسها الطريقة العزمية التي يتزعمها الشيخ علاء أبو العزايم .

ويرى أن تحالف بعض الطرق الصوفية مع التيارات الليبرالية والاشتراكية يؤكد أن الليبراليين اكتشفوا أخيرًا أنه ليس لهم شعبية ويحاولون شراء تلك الشعبية، معتمدين على الصوفية، وهو ما أثار دهشته، بخاصة وأن رأي الليبراليين في الصوفية معروف ويعتبرونهم يمثلون أسوأ صورة للإسلام، لكن هذا لم يمنعهم من أن يقوموا بشراء تلك الشعبية سواء من الطرق الصوفية أو من الكنيسة القبطية.

وتوقع عبدالماجد فشل هذا التحالف، مؤكدا أنه سينهار سريعا، منتقدا الليبراليين الذين يحالون دائما مغازلة الخارج وأنهم لا يعيرون أهمية للرأي العام المصري، محاولين استدعاء الخارج لإنقاذهم في مواجهة الإسلاميين عبر إقصائهم وقد أعلنوا ذلك صراحة، واعتبر أن تلك الرسالة موجهة للخارج وليس للشعب المصري.

من ناحيته، أكد الدكتور كمال حبيب مؤسس حزب السلام والتنمية، أن المليونيات التي نجحت كانت بسبب وجود هدف وطني اجتمع عليه الناس جميعًا أو هدف نصرة الدين، وكلاهما تجتمع حوله القلوب، وهما ما يجمعان الناس والحشود، مؤكدا حق كل فصيل أن يعبر عن رأيه طالما التزم بالضوابط الوطنية والديمقراطية.

وأكد أنه لا يجب أن نتخذ تلك المليونية وأهدافها للهجوم علي الصوفية كلها أو سبهم أو القذف فيهم؛ لأن بهم من العلماء العظام، والصوفية بها من التيارات الكثيرة بها الجيد وبها ما دون ذلك.

واعتبر المحامي ممدوح إسماعيل، مقرر اللجنة العامة لحقوق الإنسان بنقابة المحامين أن ما يحدث هو نوع من التغرير والخداع تعرض له الصوفيون، الذين وقعوا في الفخ من حيث لا يدرون من بعض التيارات التي استغلت خلافهم مع السلفيين وأوقعوهم في مواجهة المشروع الإسلامي.

وأكد الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي أن مليونية الصوفية لم تنجح ؛ لاختراق المد الشيعي للصوفيين عن طريق علاء أبو العزايم، مشيرا إلي أن حركة 6 إبريل شعرت بعدما تم سحب البساط من تحت أقدامها خلال الفترة الماضية بضرورة الاستقواء بتيار إسلامي مناهض للسلفيين والجماعة الإسلامية ولذلك قامت بالاستقواء بالصوفية، وأرسلت الدكتور عمار علي حسن للشيخ علاء أبو العزايم ليكون همزة الوصل بين الصوفيين والليبراليين للتنسيق لمليونية الجمعة القادمة.

وأكد حماد أن الطرق الصوفية الداعية للمليونية وعددها 13 طريقة منها الطريقة العزمية والقاديانية والرفاعية وغيرها لا تستطيع حشد أكثر من عشرة آلاف فقط بميدان التحرير بما فيها بعض القوى الليبرالية

-----------------------------
المبادئ الأساسية للدستور



عمرو حمزاوى

لا أعلم لماذا يتعرض الطرح الذى قدمه نائب رئيس الوزراء الدكتور على السلمى بشأن التوافق حول مبادئ أساسية للدستور الجديد لكل هذا الهجوم من قبل تيارات الإسلام السياسى التى باتت تتجاوز حدود المقبول بتوظيفها لغة تهديد ووعيد باتجاه سلطات البلاد (المليونيات غير الهادئة وتحريك الشارع الحقيقى وغيرهما من التعابير التى وردت على ألسنة ممثلى هذه التيارات فى اليومين الأخيرين).

يستند طرح المبادئ الأساسية للدستور إلى ضرورة التوافق بين مختلف القوى السياسية والوطنية ولا ينطلق من قاعدة إقصاء المعترضين على الطرح. بل على العكس من ذلك تماما، تعقد منذ أيام لقاءات مستمرة بين الدكتور السلمى والأمانة الفنية لمبادرة التنمية السياسية والتحول الديمقراطى وبين ممثلى تيارات الإسلام السياسى على تنوعها، ويستمع بها لوجهات نظر الإسلاميين وأسباب اعتراض البعض على المبادئ الأساسية وسبل إنجاز التوافق.

ولا يقل أهمية عن التوجه التوافقى كون الكثير من الإسلاميين قد اعتمدوا وثيقة للمبادئ الأساسية للدستور فى إطار ما يعرف باسم التحالف الديمقراطى من أجل مصر والذى يضم 28 حزبا سياسيا بينها إسلاميا الحرية والعدالة وبعض الأحزاب السلفية.

وثيقة التحالف الديمقراطى تقر مبادئ المواطنة وسيادة القانون والحرية وتداول السلطة والتوازن بين السلطات وحقوق الإنسان وكون مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الأساسى للتشريع، وتضمن التزام الأحزاب الموقعة على الوثيقة بالمبادئ هذه إن حضر من يمثلها بالجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد للبلاد.

لا يوجد اختلاف جوهرى واحد بين وثيقة التحالف وبين مسودة الوثيقة التى يطرحها الدكتور السلمى على القوى المختلفة، ومن ثم لا أفهم سبب هجوم تيارات الإسلام السياسى عليها.

فى السابق، اعترض الإسلاميون على مصطلح المبادئ فوق الدستورية وعلى مسألة إلزام الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بوثيقة مبادئ لم تضعها هى. أسقطنا جميعا من نقاشاتنا مصطلح المبادئ فوق الدستورية وبات الحديث عن مبادئ أساسية للدستور.

أما فى ما خص إلزامية الوثيقة المراد التوافق حولها فهناك ثلاثة رؤى. رؤية أولى تذهب باتجاه ضرورة طرح الوثيقة على المواطنين فى استفتاء عام لاعتمادها بعد توافق القوى السياسية والوطنية، ويكون الاستفتاء هنا هو المعبر عن تحقق الإرادة الشعبية (حال موافقة الأغلبية) ويصح أن يصدر بعده إعلان دستورى يضمن وثيقة المبادئ (وأنا مع هذه الرؤية). ورؤية ثانية ترى أن إعلانا دستوريا يمكن أن يصدر بالمبادئ الأساسية ما إن توافقت القوى السياسية على الوثيقة ودونما عودة إلى المواطنين على أساس أن توافق القوى السياسية يكفى ولكون هذه المبادئ لا تعدو أن تكون صياغة لمسلمات الوجود المصرى ولصعوبة إجراء استفتاء حول الوثيقة قبل الانتخابات القادمة.

ورؤية ثالثة تذهب إلى أن قيمة وثيقة المبادئ الأساسية تكمن فى إلزامها المعنوى والسياسى للقوى الموقعة عليها بعدم الخروج عن المبادئ حين يضع أعضاؤها الدستور الجديد، وأن الوثيقة بهذا المعنى لا تحتاج إلى إعلان دستورى يضمنها.

الرؤى الثلاثة تطرح فى اللقاءات مع ممثلى التيارات الإسلامية ومختلف التيارات ويجتهد فى البحث عن توافق والبحث هذا لم يكتمل بعد. فلماذا تتم المصادرة على طرح المبادئ الأساسية قبل أن يعطى فرصة تفاوضية وحوارية حقيقية؟ أكثر ما أخشاه أن نكون مع متوالية للتصعيد والابتعاد عن المواقف التوافقية داخل التيارات الإسلامية تفرضها الأطراف الهامشية والضعيفة على من هم فى موقع القلب.

وهنا تقع المسئولية الكبرى لحزب العدالة والحرية وجماعة الإخوان المسلمين فى ترشيد مجمل حركة التيارات الإسلامية وضبط إيقاعها.

أخشى أيضا أن يظل الإسلاميون أسرى للشعور الاستعلائى بأنهم حتما سيهيمنون على السياسة فى مصر ويضعون الدستور كما يروق لهم وأنهم فقط القادرون على تحريك الشارع ولا يحتاجون لتوافق مع القوى الأخرى.

فى لحظات البناء الديمقراطى والتغيير المجتمعى، التوافق ليس ترفا أو رفاهية بل ضرورة وبدونها تخسر القوى السياسية الكثير. وليتدبر الإسلاميون فى تداعيات جمعة الشريعة عليهم وعلى نظرة قطاعات واسعة داخل المجتمع المصرى لهم ولدورهم القادم.


-------------------


نص وثيقة الأزهر حول مستقبل مصر

Posted By editor On 21 يونيو 2011 @ 11:49 ص In أخبار وتقارير | 201 Comments


بمبادرة كريمة من الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر اجتمعت كوكبة من المثقفين المصريين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والدينية مع عدد من كبار العلماء والمفكرين في الأزهر الشريف، وتدارسوا خلال اجتماعات عدة مقتضيات اللحظة التاريخية الفارقة التي تمر بها مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وأهميتها في توجيه مستقبل مصر نحو غاياته النبيلة وحقوق شعبها في الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية


وقد توافق المجتمعون على ضرورة تأسيس مسيرة الوطن على مبادئ كلية وقواعد شاملة تناقشها قوى المجتمع المصري وتستبصر في سيرها بالخطى الرشيدة، لتصل في النهاية إلي الأطر الفكرية الحاكمة لقواعد المجتمع ونهجه السليم .


واعترافاً من الجميع بدور الأزهر القيادي في بلورة الفكر الإسلامي الوسطيّ السديد، فإن المجتمعين يؤكدون أهميته واعتباره المنارة الهادية التي يُستضاء بها، ويحتكم إليها في تحديد علاقة الدولة بالدين وبيان أسس السياسة الشرعية الصحيحة التي ينبغي انتهاجها؛ ارتكازاً على خبرته المتراكمة، وتاريخه العلمي والثقافي الذي أرتكز على الأبعاد التالية:


1- البعد الفقهي في إحياء علوم الدين وتجديدها، طبقاً لمذهب أهل السنة والجماعة الذي يجمع بين العقل والنقل ويكشف عن قواعد التأويل المرعية للنصوص الشرعية .


2- البعد التاريخي لدور الأزهر المجيد في قيادة الحركة الوطنية نحو الحرية والاستقلال .


3- البعد الحضاري لإحياء مختلف العلوم الطبيعية والآداب والفنون بتنوعاتها الخصبة .


4- البعد العملي في قيادة حركة المجتمع وتشكيل قادة الرأي في الحياة المصرية .


5- البعدُ الجامع للعلم والريادة والنهضة والثقافة في الوطن العربي والعالم الإسلامي .








وقد حرص المجتمعون على أن يستلهموا في مناقشتهم روح تراث أعلام الفكر والنهضة والتقدم والإصلاح في الأزهر الشريف، ابتداءً من شيخ الإسلام الشيخ حسن العطار وتلميذه الشيخ رفاعة الطهطاوي إلى الإمام محمد عبده وتلاميذه وأئمته المجتهدين من علمائه من أمثال المراغي ومحمد عبد الله دراز ومصطفى عبد الرازق وشلتوت وغيرهم من شيوخ الإسلام وعلمائه إلى يوم الناس هذا .


كما استلهموا في الوقت نفسه إنجازات كبار المثقفين المصريين ممن شاركوا في التطور المعرفي والإنساني، وأسهموا في تشكيل العقل المصري والعربي الحديث في نهضته المتجددة، من رجال الفلسفة والقانون، والأدب والفنون، وغيرها من المعارف التي صاغت الفكر والوجدان والوعي العام، اجتهدوا في كل ذلك وركزوا في وضع القواسم المشتركة بينهم جميعاً، تلك القواسم التي تهدِفُ إلى الغاية السامية التي يرتضيها الجميع من عقلاء الأمة وحكمائها، والتي تتمثل في الآتي:


تحديد المبادئ الحاكمة لفهم علاقة الإسلام بالدولة في المرحلة الدقيقة الراهنة، وذلك في إطار استراتيجية توافقية، ترسُم شكل الدولة العصرية المنشودة ونظام الحكم فيها، وتدفع بالأمة في طريق الانطلاق نحو التقدم الحضاري، بما يحقق عملية التحول الديمقراطي ويضمن العدالة الاجتماعية، ويكفل لمصر دخول عصر إنتاج المعرفة والعلم وتوفير الرخاء والسلم، مع الحفاظ على القيم الروحية والإنسانية والتراث الثقافي؛ وذلك حماية للمبادئ الإسلامية التي استقرت في وعي الأمة وضمير العلماء والمفكرين من التعرض للإغفال والتشويه أو الغلوّ وسوء التفسير، وصوناً لها من استغلال مختلف التيارات المنحرفة التي قد ترفع شعارات دينية طائفية أو أيدلوجية تتنافى مع ثوابت أمتنا ومشتركاتها، وتحيد عن نهج الاعتدال والوسطية، وتُناقِض جوهر الإسلام في الحرية والعدل والمساواة، وتبعدُ عن سماحة الأديان السماوية كلها .






من هنا نعلنُ توافقنا نحن المجتمعين على المبادئ التالية لتحديد طبيعة المرجعية الإسلامية النيرة، التي تتمثل أساساً في عدد من القضايا الكلية، المستخلصة من النصوص الشرعية القطعية الثبوت والدلالة، بوصفها المعبرة عن الفهم الصحيح للدين، ونجملها في المحاور التالية :


أولاً : دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، التي تعتمد على دستور ترتضيه الأمة، يفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانونية الحاكمة . ويحدد إطار الحكم، ويضمن الحقوق والواجبات لكل أفرادها على قدم المساواة، بحيث تكون سلطة التشريع فيها لنواب الشعب؛ بما يتوافق مع المفهوم الإسلامي الصحيح، حيث لم يعرف الإسلام لا في تشريعاته ولا حضارته ولا تاريخه ما يعرف فى الثقافات الأخرى بالدولة الدينية الكهنوتية التي تسلطت على الناس، وعانت منها البشرية في بعض مراحل التاريخ ، بل ترك للناس إدارة مجتمعاتهم واختيار الآليات والمؤسسات المحققة لمصالحهم، شريطة أن تكون المبادئ الكلية للشريعة الإسلامية هي المصدر الأساس للتشريع، وبما يضمن لأتباع الديانات السماوية الأخرى الاحتكام إلى شرائعهم الدينية فى قضايا الأحوال الشخصية .


ثانياً : اعتماد النظام الديمقراطي، القائم على الانتخاب الحر المباشر، الذي هو الصيغةَ العصرية لتحقيق مبادئ الشورى الإسلامية، بما يضمنه من تعددية ومن تداول سلمي للسلطة، ومن تحديد للاختصاصات ومراقبة للأداء ومحاسبة للمسئولين أمام ممثلي الشعب، وتوخي منافع الناس ومصالحهم العامة في جميع التشريعات والقرارات، وإدارة شئون الدولة بالقانون – والقانون وحده- وملاحقة الفساد وتحقيق الشفافية التامة وحرية الحصول على المعلومات وتداولها .


ثالثاً : الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والمرأة والطفل، والتأكيد على مبدأ التعددية واحترام الأديان السماوية، واعتبار المواطنة مناط المسؤولية فى المجتمع .


رابعاً : الاحترام التام لآداب الاختلاف وأخلاقيات الحوار، وضرورة اجتناب التكفير والتخوين واستغلال الدين واستخدامه لبعث الفرقة والتنابذ والعداء بين المواطنين، مع اعتبار الحث على الفتنة الطائفية والدعوات العنصرية جريمة في حق الوطن، ووجوب اعتماد الحوار المتكافئ والاحترام المتبادل والتعويل عليهما في التعامل بين فئات الشعب المختلفة، دون أية تفرقة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين .


خامساً : تأكيد الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية، والتمسك بالمنجزات الحضارية في العلاقات الإنسانية، المتوافقة مع التقاليد السمحة للثقافة الإسلامية والعربية، والمتسقة مع الخبرة الحضارية الطويلة للشعب المصري في عصوره المختلفة، وما قدمه من نماذج فائقة في التعايش السلمي ونشدان الخير للإنسانية كلها .


سادساً : الحرص التام على صيانة كرامة الأمة المصرية والحفاظ على عزتها الوطنية، وتأكيد الحماية التامة والاحترام الكامل لدور العبادة لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وضمان الممارسة الحرة لجميع الشعائر الدينية دون أية مُعوِّقات، واحترام جميع مظاهر العبادة بمختلف أشكالها، دون تسفيهٍ لثقافة الشعب أو تشويهٍ لتقاليده الأصيلة، وكذلك الحرص التام على صيانة حرية التعبير والإبداع الفني والأدبي في إطار منظومة قيمنا الحضارية الثابتة .


سابعاً : اعتبار التعليم والبحث العلمي ودخول عصر المعرفة قاطرة التقدم الحضاري في مصر، وتكريس كل الجهود لتدارك ما فاتنا في هذه المجالات، وحشد طاقة المجتمع كلّه لمحو الأمية، واستثمار الثروة البشرية وتحقيق المشروعات المستقبلية الكبرى.


ثامناً: إعمال فقه الأولويات في تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية، ومواجهة الاستبداد ومكافحة الفساد والقضاء على البطالة، وبما يفجر طاقات المجتمع وابداعاته في الجوانب الاقتصادية والبرامج الاجتماعية والثقافية والإعلامية على أن يأتي ذلك على رأس الأوليات التي يتبناها شعبنا في نهضته الراهنة، مع اعتبار الرعاية الصحية الحقيقية والجادة واجب الدولة تجاه كل المواطنين جميعاً .


تاسعاً : بناء علاقات مصر بأشقائها العرب ومحيطها الإسلامي ودائرتها الأفريقية والعالمية، ومناصرة الحق الفلسطيني، والحفاظ على استقلال الإرادة المصرية، واسترجاع الدور القيادي التاريخي على أساس التعاون على الخير المشترك وتحقيق مصلحة الشعوب في اطار من الندية والاستقلال التام، ومتابعة المشاركة في الجهد الانساني النبيل لتقدم البشرية، والحفاظ على البيئة وتحقيق السلام العادل بين الأمم .


عاشراً : تأييدُ مشروع استقلال مؤسسة الأزهر، وعودة ” هيئة كبار العلماء” واختصاصها بترشيح واختيار شيخ الأزهر، والعمل على تجديد مناهج التعليم الأزهري؛ ليسترد دوره الفكري الأصيل، وتأثيره العالمي في مختلف الأنحاء.


حادي عشر: اعتبار الأزهر الشريف هو الجهة المختصة التي يُرجع إليها في شؤون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة ، مع عدم مصادرة حق الجميع في إبداء الرأي متى تحققت فيه الشروط العلمية اللازمة، وبشرط الالتزام بآداب الحوار، واحترام ما توافق عليه علماء الأمة.


ويُهيبُ علماء الأزهر والمثقفون المشاركون في إعداد هذا البيان بكل الأحزاب والاتجاهات السياسية المصرية أن تلتزم بالعمل على تقدم مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في اطار المحددات الأساسية التي وردت في هذا البيـــان .


والله الموفق لما فيه خير الأمة .

Post: #33
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-21-2011, 06:07 AM
Parent: #32

الجيش في سيناء..
والاخوان يهاجمون طنطاوي بسبب السفيرة الأمريكية..
والسلفيون يرفضون وثيقة الأزهر
حسام عبد البصير
2011-08-19




القاهرة 'القدس العربي' - من حسام عبد البصير:


لم توفر الروحانيات التي يشتهر بها شهر الصوم ملاذاً آمناً للرئيس المخلوع مبارك وهو الذي كان يراهن أن تتركه الجماهيرلحال سبيله في ذلك الشهر الكريم ليتفرغوا للتعبد والدراما الرمضانية، غير أن أمله لم ينجح فها هو مطارد في المقاهي والمنازل ودور العلم بالمساجد كل ليلة باعتباره آية من آيات الله في الأرض كفرعون وهامان وقارون، كما أن الرئيس المخلوع لم يكن يتخيل أن مصارعا اسمه القدر لم يسبق له أن خسر معركة أقرب إليه من حبل الوريد يجهز له نهاية فضائحية لعصره لم يكن يتوقعها ألد خصومه. وفيما كان حديث الناس في هذا الوقت من العام عن مسلسلات رمضان تبوأ مبارك مكان الصدارة بنهايته الكارثية.
وجنباً إلى جنب مع أخبار مبارك وأسرته اهتمت صحف الأمس بالعديد من التقارير حول وثيقة الأزهر والجدل الدائر حولها بين مؤيد ومعارض والأوضاع الأمنية في سيناء وتراجع المجلس العسكري عن ملاحقة ناشطين قضائيا، فضلاً عن احتفاء الصحف بالحديث عن المزيد من جرائم البلطجة والنقد الموجه للشرطة.

إلغاء مناورات النجم الساطع

ونبدأ مع خبر أثلج صدور الكثيرين، وهو نبأ تأجيل مناورات النجم الساطع والتي كان يعتبرها البعض تكرس لمزيد من التبعية والاذعان للادارة الأمريكية. وقد قال مصدر امني مسؤول أمس إنه تم الاتفاق مع الجانب الأمريكي على الغاء مناورات النجم الساطع هذا العام بشكل استثنائي بسبب انشغال القوات المسلحة بالأوضاع الداخلية للبلاد.
من جانبها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند 'إن الحكومتين المصرية والأمريكية اتفقتا على تأجيل مناوراتهما هذا العام 2011 على ضوء احداث التحول الجارية حاليا'، مشيرة إلى انه تم التوصل إلى هذا القرار في اطار محادثاتهما الثنائية الروتينية.
وأضافت نولاند أن مصر وأمريكا اتفقتا على البدء في يونيو المقبل في التخطيط الرسمي للجزء التالي من مناورات النجم الساطع التي ستجري عام 2013 .
يذكر أن مناورات النجم الساطع تتم كل عامين. وهي مناورات متعددة الجنسيات تهدف إلى تعزيز العلاقات العسكرية بين الجيشين المصري والأمريكي وتحسين استعدادهما والعمل المشترك بين القوات المصرية والأمريكية وقوات التحالف الأخرى من بينها فرنسا وألمانيا واليونان وايطاليا والأردن والكويت وباكستان وتركيا وبريطانيا.

الديب لسوزان: إطمئني المخلوع لن يدخل السجن

أكد محامي الرئيس المخلوع فريد الديب لسوزان مبارك وأسرتها أن المادة 37 من قانون مصلحة السجون تجيز في حالة المرض وتقدم العمر قضاء فترة العقوبة في أحد المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة، بعد أن تقرر لجنة يشكلها وزير العدل من كبار أطباء الطب الشرعي، ويقوم بفحص حالة المتهم المسجون. وعلى خلفية هذه المادة أصر الديب كما أشارت صحيفة 'روزاليوسف' على أن حالة مبارك الصحية تتيح له أن يقضي فترة العقوبة في أحد المستشفيات الحكومية. وفي سياق متصل تقوم مصلحة السجون بعمل تجديدات داخل قسم الحجز الصحي التابع لوزارة الداخلية تحسبا لنقل الرئيس السابق إليه، عقب صدور حكم من المحكمة بسجنه. في سياق آخر قام دبلوماسي من السفارة البريطانية بزيارة إلى علاء وجمال مبارك في محبسهما بسجن طرة، باعتبارهما يحملان الجنسية البريطانية.

حمام سباحة لجمال وعلاء

اندلعت حرب صور بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق حسني مبارك في أسيوط حيث وزع انصار مبارك صروة كتبت تحتها عبارة 'هطلع احط عليكم' ورد معارضو مبارك بصورة كتبت تحتها عبارات 'يذل من يشاء'.
في سياق متصل تقدم علاء وجمال مبارك بطلب لإدخال حمام سباحة بلاستيك يسع لعدد 6 أشخاص داخل السجن على نفقتهما الخاصة، وهو الطلب الذي رفضته إدارة السجن..المفاجأة أن خزانة سجن مزرعة طرة قد حققت أرباحا كبيرة حيث بلغ رصيد الكافيتريا خلال شهر يوليو الماضي وحده 100 ألف جنيه، الأكثر غرابة أن كافيتريا السجن قد طرحت مؤخرا كابوريا واستاكوزا وجمبري على السجناء بجانب قيام رموز النظام البائد بذبح الذبائح بشكل تبادلي وإقامة حفلات شواء جماعية، رغم أن طعام رموز نظام مبارك المسجونين يصلهم يوميا جاهزا من أحد الفنادق الكبرى.

طرة يشارك في مسابقة أجمل سجن

أصدر منصور عيسوي، وزير الداخلية، قرارا بتكليف قطاع مصلحة السجون بسرعة الانتهاء من دراسة مشروع إقامة كبائن اتصال تليفونية للنزلاء وذلك للاطمئنان على أهليهم وذويهم مع وضع الضوابط اللازمة لتنظيم تمتع النزلاء بتلك الخدمة وفقا لقواعد ولوائح السجون.
وأكد مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية أن قرار وزير الداخلية جاء تأكيدا على سياسة الوزارة الحالية وحرصها على مراعاة حقوق الإنسان وانطلاقا من احترامها للقواعد النموذجية لمعاملة السجناء والمعايير الدولية المعمول بها في مختلف المؤسسات العقابية. وأضاف أن القرار جاء أيضا استجابة لتوصيات المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي زار سجن طرة قبل يومين.
يذكر أن سجن المزرعة قد تقدم هذا العام للقيد في مسابقة أغنى وأجمل سجن في العالم لعام 2011/ 2012 .

أعوان مبارك يطالبون بحقهم في صلاة التراويح

طلب وفد من المجلس القومي لحقوق الانسان زار طرة مؤخراً زيارة عنابر الإيداع والغرف الخاصة بالمساجين والمحبوسين احتياطيا من المسؤولين السابقين للتأكد من عدم وجود أي تمييز ايجابي أو سلبي في معاملتهم وعدم وجود أي معاملة تمييزية للمسؤولين السابقين المحتجزين في السجن واتساق معاملتهم مع المعايير الدولية.. كما تبين للوفد أن مستشفى السجن يفتقد إلى الحد الأدنى من الامكانات وأنه يتم نقل الحالات الحرجة للعلاج خارج السجن، وأوضح التقرير أن شكاوى المحتجزين الذين التقاهم الوفد قد اقتصرت على مشكلات تتعلق بعدم تمكينهم من الاتصالات الآلية، وزيادة عدد مرات التفتيش اليومية، وتقليل عدد ساعات التريض، وتطلع المحتجزون للسماح لهم بقضاء صلاة القيام في مسجد السجن. وقد أوضح اللواء مدير السجن بأنه قد أجرى اتصالات لتوفير كبائن اتصال هاتفي بالسجن وسوف يتم استخدامها وفقا للائحة السجون(مرتين أسبوعيا بمعدل ثلاث دقائق في المكالمة) كما وعد بالنظر في عدد ساعات التريض بالتشاور مع مسؤولي الوزارة حيث لا تسمع اللوائح والتعليمات بذلك.

بديع: ألف سيدة في حزب الاخوان

اعلن د. محمد بديع المرشد العام للاخوان المسلمين ان تمثيل المرأة بين مؤسسي حزب الحرية والعدالة ضرب رقما قياسيا تجاوز الألف من بين 7 آلاف مؤسس للحزب، متحديا ان يكون هذا الرقم تحقق في أي دولة في العالم تدعي المساواة وحرية المرأة. جاء ذلك خلال افتتاحه مقر شعبة بني سويف الجديدة بمحافظة بني سويف.. جدير بالذكر أن جماعة الاخوان تحرص في الانتخابات المختلفة الدفع بعدد من النساء للمنافسة في عدد من الدوائر وتهدف في المقام الأول لدحض اتهام كثيراً ما لحق بالجماعة في زمن النظام البائد مفاده أن رموز الاخوان يضطهدون المرأة.

السلفيون يرفضون وثيقة الأزهر


أعلنت الدعوة السلفية تحفظها على بعض بنود وثيقة الأزهر. وأكدت ـ في بيان أصدرته أمس ـ أن وثيقة الأزهر ليست مبادىء حاكمة للدستور، ولا يصح أن يصدر بها إعلان دستوري، وشددت على أن الآلية التي وافق عليها الشعب في الاستفتاء هي التي تحدد الخطوات اللازم اتخاذها في كتابة الدستور، ولا يجوز تجاوز هذه الخطوات أو الالتفاف عليها، فيما اقترحت الجماعة الإسلامية إضافة عبارة واحدة إلى وثيقة الأزهر تنص على أن مصر دولة إسلامية وليست علمانية، وأن أحكام الشريعة الإسلامية هي المصدر الأول للتشريع بدلا من عبارة المبادىء الكلية للشريعة هي المصدر الأساسي للتشريع. وأوضح الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية أن هذه الصيغة المقترحة من الجماعة ستنهي الجدل حول هوية الدولة وقضية تطبيق الشريعة الإسلامية.

أما الصوفيون فيرحبون بها

أعلن المجلس الأعلى للطرق الصوفية، مساء أمس الأول، تأييده لتفعيل وثيقة الأزهر باعتبارها استرشادية للدستور الجديد، واصدر بيان ترحيب بضم الوثيقة لمبادئ الدستور الجديد.. وقال الشيخ عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى، إن الوثيقة كشفت مدى استعداد الأزهر وشيخه لتحمل المسؤولية في مرحلة الخلافات ليعمل على نبذها وجمع الأطراف جميعاً للاتفاق على صياغة مستقبل الوطن.
وأضاف: 'ان أعضاء المجلس رحبوا بالوثيقة وأيدوها بالأغلبية. وطالب القصبي المخالفين للوثيقة بالالتفاف حولها ونبذ التشدد لاستقامة الحياة، مؤكداً أن الأزهر لا يعمل على خلط عمله الدعوي بالسياسي، وأنه حريص على إيجاد نقطة اتفاق بعيدة عن التعصب والتشدد بالدعوة للوسطية.

الاخوان ينددون
باجتماع المجلس العسكري مع السفيرة الأمريكية

استنكرت جماعة الإخوان المسلمين محاولات الولايات المتحدة التدخل في شؤون مصر الداخلية، وإنفاقها أموالا طائلة لأشخاص ومنظمات، ورجال أعمال مصريين لأهداف وأجندات خاصة..أضاف بيان الجماعة فوجئنا بالسفيرة الأمريكية آن باترسون بعد قدومها إلى القاهرة من أمريكا بثلاثة أيام، وقبل أن تقدم أوراق اعتمادها كسفيرة في مصر تذهب إلى المجلس العسكري وتطلب إيقاف تحقيقات القضاء بشأن التمويل الأجنبي لبعض الأحزاب والمنظمات المصرية، زاعمة أن التحقيقات تكرس الكراهية لأمريكا، وهو مسلك في غاية الغرابة والخطورة لأنه يمثل تدخلا سافرا في شؤون مصر الداخلية، وهو ما نرفضه ويرفضه جميع المصريين، فقد سقط النظام الذي كان يذعن لكل الأوامر الأمريكية.

تعديل خانة الديانة للعائدين للمسيحية

أكدت وزارة الداخلية أنه سيتم تنفيذ الحكم القضائي الصادر باستخراج بطاقات رقم قومي للعائدين للمسيحية، وذلك في إطار احترام الوزارة للقانون وأحكام القضاء وتفعيلهما على من تنطبق عليه الشروط. وقال نجيب جبرائيل المحامي رئيس منظمة الاتحاد المصري الديمقراطي لحقوق الإنسان: إن وزارة الداخلية وافقت على منح العائدين للمسيحية بطاقات رقم قومي معدل فيها ديانتهم للمسيحية، مضيفًا في بيان له أمس: إن ذلك تم بناءً على لقاءات مع قيادات وزارة الداخلية، مؤكدًا أن تسليم البطاقات سيتم غدا السبت للمقيمين في القاهرة والجيزة والقليوبية وحلوان وأكتوبر شريطة إحضارهم شهادة عودة للمسيحية من البطريركية معتمدة من مديرية أمن القاهرة دون الحاجة لتوثيقها في الشهر العقاري.. أضاف جبرائيل: على المقيمين في الوجه البحري والإسكندرية احضار ذات الشهادة من بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية معتمدة من مديرية أمن الإسكندرية دون الحاجة لتوثيقها بالشهر العقاري أو احضار فيش وتشبيه.

استشهاد 18 شرطيا خلال 3 أشهر

كشفت مصادر أمنية عن استشهاد 18 من رجال الشرطة وإصابة 418 آخرين في مواجهات دامية مع البلطجية والخارجين على القانون خلال الثلاثة أشهر الأخيرة. وأوضح عبداللطيف في كلمة خلال المؤتمر الذي عقدته مؤسسة قضايا المرأة المصرية تحت عنوان 'المدينة العادلة هي المدينة الآمنة' أن تلك الأرقام تؤكد جدية الشرطة المصرية وحرصها على عودة الأمن والامان للشارع المصري، باعتباره هدفا أصيلا لوزارة الداخلية عقب ثورة 25 يناير. مشيرا الى أن أمن المواطن أصبح محور عمل الوزارة وليس أمن النظام كما كان يحدث في السابق.
وأكدت نفس المصادر أن الشرطة تتحمل حاليا أمن الشارع ومشاكله وحدها بعد أن خلا من الاجهزة الشعبية والمحلية وأعضاء مجلسي الشعب والشورى، حيث أصبح المواطن لا يجد أي قنوات شرعية للتواصل معها ونقل مطالبه وشكواه اليه.

صفقات سرية لإقناع
أسر الشهداء بالتصالح مع العادلي ورفاقه

يبذل عدد من مساعدي وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي المحبوسين على ذمة قضية قتل المتظاهرين جهودا حثيثة لإقناع أسر الشهداء بقبول مبالغ مالية كبيرة مقابل التنازل عن الدعاوى المدنية المقامة ضدهم من هذه الأسر، بالإضافة إلى تحرير شهادات موثقة بالشهر العقاري بالتنازل عن هذه الدعاوى. ويهدف مساعدو الوزير الأسبق من هذه التنازلات إلى استغلالها كقرينة أمام المحكمة في محاولة للحصول على أحكام بالبراءة، حيث ان المادة 10 من قانون العقوبات تنص على أن التنازل بالنسبة لأحد المتهمين يعد تنازلاً لباقي المتهمين في القضية الواحدة. في سياق متصل حصل كل من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ووزير السياحة السابق زهير جرانة على تصريح من المحكمة بتسجيل اسميهما في كشوف المتقدمين للحصول على شهادة الدكتوراة.

مسيرة للتنديد بالمحاكمات العسكرية للمدنيين

تنظم الجبهة الحرة للتغيير السلمي مسيرة احتجاجية من ميدان التحرير إلى مقر رئاسة الوزراء الاثنين المقبل احتجاجا على استمرار نهج القمع بين المدنيين ومحاكمتهم عسكريا ولإجبار مجلس الوزراء لاتخاذ إجراءات فعلية بشكل سريع، داعين جميع القوى المدنية والدينية لضرورة التلاحم معهم حول هذه القضية لخطرها على شباب الثورة ومدنية الدولة..وطالبت الجبهة جميع القوى السياسية اعتبار شهر رمضان منتدى وطنيا للتحاور والتفاهم والتحالف وليس للاحتجاج والخروج عن التوافق، كما شدد عصام الشريف المنسق العام للجبهة الحرة على ضرورة استقلال المؤسسات الإعلامية والرقابية والدينية وضمها للمبادئ الحاكمة للدستور وضمان الزام هذه المبادئ للجنة التأسيسية لوضع الدستور.وأعلنت الجبهة عن ترحيبها بوثيقة المبادئ الحاكمة للدستور بشكل مبدئي.

محافظ جنوبي سيناء ينفي إطلاق النار من طابا

نفى اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء صحة ما رددته بعض وسائل الاعلام بوقوع اطلاق نار من الجانب المصري في طابا باتجاه ميناء ايلات الاسرائيلي.
واضاف قورة في تصريحات أمس بأن المسافة بين طابا المصرية وميناء ايلات الاسرائيلي لا تسمح لأي فرد باطلاق النار على الجانب الآخر، واوضح ان الحدود المصرية ناحية محافظة جنوب سيناء هادئة تماما، ولم تشهد أي حوادث لإطلاق النار خلال الفترة الماضية والحالية، فيما قال مسؤول اسرائيلي لوكالة رويترز ان المسلحين الذين قتلوا ستة أشخاص على الأقل في هجمات بجنوب اسرائيل أمس دخلوا من قطاع غزة ومروا أولا عبر شبه جزيرة سيناء للتسلل إلى داخل اسرائيل.

الجيش يتنازل عن بلاغه ضد أسماء ولؤي

تنازل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن بلاغه ضد اسماء محفوظ القيادية بحزب التيار المصري والعضوة السابقة بحركة 6 أبريل والناشط لؤي نجاتي.. وتم اخطار هيئة القضاء العسكري لاتخاذ ما يلزم. وأهاب المجلس في البيان رقم 27 على الفيس بوك بمراعاة التعبير عن الاراء والمواقف بما لا يمثل اساءة او تجريحا.. وأضاف أن ذلك تم في ضوء نتائج لقاء الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونخبة من الإعلاميين والمثقفين، والذين عبروا عن أهمية عدم محاكمة بعض الشباب عسكريا لتعبيرهم عن ارائهم.. خاصة ان الحالة الثورية هي التي تحكم ممارستهم في الشأن العام والعمل السياسي.

البرادعي يلتقي الجالية المصرية في أوروبا

غادر القاهرة أمس د. محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، متوجها إلى مدينة ميونيخ في زيارة لألمانيا تستغرق يومين. يجري البرادعي خلال زيارته لقاءات مع عدد من اعضاء الجالية المصرية في أوروبا لعرض وجهة نظره بشأن التطورات الأخيرة في مصر، وتأتي في إطار لقاءاته مع المصريين بالخارج.

اقباط يزورون القدس بتمويل خارجي

رغم قرار البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية بعدم السماح للأقباط بزيارة القدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي، 'روزاليوسف' علمت من مصادرها أن بعض رجال الأعمال الأقباط في كندا وأستراليا وأمريكا ينظمون رحلات إلى القدس، الأمر الذي يعد اختراقا لقرار البابا. وكشف أحد الأساقفة خلال مقابلته للبابا أن هناك بعض المنظمات والمؤسسات يملكها رجال أعمال أقباط في أستراليا وكندا ينظمون رحلات للقدس للشباب القبطي، فيما أكد البابا شنودة له أن أي قبطي سيخترق هذا القرار سيعرض نفسه للعقوبة الكنسية وهي الوقف عن ممارسة أسرار الكنيسة لفترة معينة. وعلمت 'روزاليوسف' أن الأنبا إبراهام مطران القدس حصل على قائمة بأسماء رجال الأعمال هؤلاء والمؤسسات القبطية التي تنظم رحلات للقدس، فيما كلف البابا شنودة مطران القدس بتحذير الأقباط الذين يتوافدون على القدس بوجود عقوبة في انتظارهم.فيما أكد الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة أن لجوء رجال الأعمال الأقباط في المهجر إلى تنظيم رحلات للقدس أمر يخالف قرار البابا في هذا الشأن واختراق لقرار الكنيسة، وقال: 'اعتقد أن هؤلاء الذين يفعلون ذلك قليلون وأؤكد أن الأسر القبطية والشباب في المهجر يحترمون قرار الكنيسة والبطريرك.

استمرار التحقيقات مع شبكة التجسس

يتسلم محامي المتهم الأردني بشار إبراهيم المتهم في قضية التجسس الإسرائيلية مع ضابط هارب من الموساد خلال أيام نسخة من التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا في القضية.. أشارت المعلومات أن أوراق القضية جاءت في قرابة 500 ورقة تضمنت التحقيقات التي باشرتها النيابة مع المتهم الأردني الذي يعمل في قطاع الاتصالات وقرار الاتهام وقائمة أدلة الثبوت ومحاضر تحريات وضبط المتهم..تنظر الدائرة التاسعة جنوب القاهرة برئاسة المستشار مكرم محمد عواد وعضوية المستشارين صبحي اللبان وماهر أحمد وبحضور المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا وأمانة سر محمد علاء حمزة ومحمد طه القضية بعد أن حددت محكمة الاستئناف يوم 2 أكتوبر لنظر القضية.
كشفت الاتهامات عن قيام المتهم الأردني بإدخال منتجات إسرائيلية هدفها إصابة الشعب المصري بالسرطان والعقم.
كانت نيابة أمن الدولة العليا قد أحالت المتهم محبوسا وضابط الموساد الهارب أوفير هراري إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارىء.

قوات الجيش تكثف عملياتها في سيناء

وصلت شمال سيناء تعزيزات جديدة من القوات المسلحة ووزارة الداخلية لدعم قوات الشرطة التي تشن حملات امنية مكثفة ومستمرة على معاقل الجماعات التكفيرية والمتطرفة المسلحة وخلايا الارهاب المتحصنة بمنطقة الجبال بمدن العريش والشيخ زويد ورفح.. في الوقت الذي يتعامل فيه الجيش مع الانفاق المنتشرة على الحدود مع قطاع غزة للحد من عمليات تهريب الاسلحة ومنع هروب العناصر الارهابية.التعزيزات الجديدة تمثلت في الاليات المدرعة والدبابات وأعداد إضافية من ضباط الامن والجنود.. قامت قوات الامن بتشديد إجراءات تأمين وحماية المنشآت الهامة والحيوية بجميع مدن المحافظة وبصفة خاصة أقسام الشرطة والمنشآت الامنية والبنوك تحسبا لأية عمليات تخريبية.

لماذا لا نترك الفرصة للجيش كي يعود لثكناته؟

يوماً بعد يوم يتزايد الجدل والقلق من استمرار تواجد قوات من الجيش في الشوارع غير ان هناك من يدافع عن بقاء قوات من الجيش وتساءل لبيب السباعي في 'الأهرام' قائلاً: آن الأوان لكي يمارس الشعب دوره وأن يتحمل مسؤوليته، وأن يترجم تحرره من قيود النظام السابق إلى حرية يختار بها طريقه ومستقبله.. فلا معنى لأن نكسر أبواب السجن، ثم لا نخرج من ظلمات هذا السجن إلى نور المستقبل.. ويضيف: الحقيقة أنه آن الأوان لأن يتخفف الجيش من حمل ثقيل وأن نعمل وألا نزيد من أثقاله.. من واجب الشعب وقد تحرر أن يترك الجيش لمهمته الأسمى في حماية حدود الوطن.. تلك الحدود التي تتراقص الأشباح على أطرافها شرقا وغربا وجنوبا، ولعل في ما جرى ويجري في سيناء ناقوس خطر وإنذارا يستحق أن ننتبه إليه، وأن نرى فيه علامات الخطر.. ولكن للأسف يجب أن نعترف بأن الواقع وما يجري يؤكد يوما بعد يوم أن هناك قوى عديدة وفئة من الناس تأبى أن يتوافق الشعب المصري، وتأبى كذلك أن تترك للقوات المسلحة الفرصة لكي تعود إلى ثكناتها وأن تؤدي مهمتها الأساسية.

ابو الفتوح يتفاوض سراً مع السلفيين

زار عبد المنعم ابو الفتوح المرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة المقبلة حزب النور السلفي، لكنه رفض اصطحاب الإعلاميين والصحافيين، وعقد أثناء الزيارة اجتماعاً مع عدد من قيادات الحزب، وخلال زيارته للإسكندرية تناول الإفطار بنادي التجاريين، في حضور شباب الجمعية الوطنية للتغيير وأعضاء بحملة دعم الدكتور محمد البرادعي، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية.. وقال أبوالفتوح في الندوة التي أقيمت عقب الإفطار، وحضرها ممثلون عن التيارات السياسية بالمحافظة: 'إن إطالة المرحلة الانتقالية تسهم في خلق فجوة بين التيارات السياسية، وتؤدي لصراعات لا أساس لها، ومنها المبادئ فوق الدستورية أو المواد الحاكمة للدستور، لأن وضعه حق أصيل للشعب المصري ولا ينبغي أو يجوز قصره على نخبة سياسية أو مجموعة من الأفراد'. ورداً على سؤال حول تولي الإسلاميين الحكم، قال أبوالفتوح: 'لا مانع من أن يتولى الإسلاميون الحكم طالما جاءوا بإرادة الشعب'، داعياً إلى الإسراع في إجراء الانتخابات البرلمانية من أجل استقرار أوضاع البلاد، وأكد أن من حق جميع القوى السياسية الترويج لأجندتها السياسية من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية ومقاعد مجلسي الشعب والشورى.
وطالب القوى السياسية بالاسترشاد بوثيقة الأزهر، واعتبرها عودة لدور الأزهر كقائد للتيار الإسلامي المعتدل، لافتاً إلى أنه يقدر دوره كشيخ ومؤسسة في توحيد صف القوى الوطنية.

شيخ الأزهر: ليس هناك مصحف شيعي

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن القرآن هو قلب الإسلام وعقل الحضارة والمصدر الوحيد لعز المسلمين وتميزهم ومصدر وحدتهم على مدى التاريخ. وقال في افتتاح المسابقة العالمية التاسعة عشرة للقرآن الكريم التي تقيمها مصر وتعدها وزارة الأوقاف: ان الأمة تقوى حين تستوحي من القرآن آدابها وعزيمتها، ويذهب ربحها كلما جعلته وراء ظهرها. فهذا النص تولى الله حفظه منذ نزوله وجمعه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها يقول تعالى 'انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون'. ويذكر احد المستشرقين الفرنسيين أن القرآن الكريم هو الكتاب الرباني الوحيد الذي ليس فيه تغيير. ويعلق على اشارة احد الصحابة على أبي بكر الصديق بجمع القرآن قائلاً: من منا لا يتمنى ان يكون احد تلامذة المسيح قد اشار بجمع الانجيل.ويضيف: أن القرآن الكريم كتب كلمة كلمة بين يدي النبي وحفظه الصحابة وهم من سموهم القراء كانوا يتلونه ويسمعه منهم النبي، ولم يتركنا النبي إلا بعد ان راجعه عليه سيدنا جبريل مرتين ولم يمض عام بعد وفاته حتى جمعه سيدنا أبو بكر الصديق في مصحف واحد. ولما جاء سيدنا عثمان نسخه في مصاحف عدة نشرها في عواصم الدول الإسلامية وما زال المخطوط الأصلي موجودا ومحفوظا، فالقرآن الكريم هو المصحف الوحيد التي حفظ كتابه قراء وكتابة وتسجيلا وحفظا.. لا يختلف نصه ولا حرفه عند السنة عن الشيعة، وما يتردد ان للشيعة مصحفا كذب وافتراء، والثقاة من علمائهم يؤكدون بأن القرآن الذي لديهم هو ما لدى السنة وهو الذي وصلنا يدا بيد من رسول الله الذي رتب آياته وسوره في المصحف وراجعه مع سيدنا جبريل مرتين قبل رحيله.

40 ألف عبوة غذائية لمتضرري الصومال

قررت مؤسسة 'مصر الخير' التي يرأسها الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية بالتنسيق مع وزارة الخارجية وجامعة الدول العربية ارسال 40 ألف عبوة غذائية لدولة الصومال تحتوي منتجات الألبان والبروتينات لإغاثة المواطنين ولمواجهة المأساة التي يتعرضون لها على أن تتحمل المؤسسة بالتعاون مع جامعة الدول العربية تكلفة شراء العبوات الغذائية والتي سيتم نقلها جوا خلال الأيام المقبلة.
ذكرت المؤسسة في بيان أن هناك العديد من الجهات ستشارك في دعم ومساعدة المواطنين في دولة الصومال وذلك بالمساعدة بالسلع الغذائية مثل الجمعية الشرعية إضافة إلى مشاركة اتحاد الأطباء العرب واتحاد أطباء مصر والهلال الأحمر المصري وجمعية أنصار السنة في تقديم المساعدات الطبية والأدوية للشعب الصومالي وللحد من معاناتهم في ظل المأساة التي يتعرضون لها في هذه الايام.

وزير الإعلام يرفض الظهور في التليفزيون المصري

وإلى المعارك الصحافية ومنها نختار الاتهام الذي وجهه المخرج شريف الجمال بالفضائية المصرية إلى أسامة هيكل وزير الاعلام بسبب ظهوره مع خيري رمضان في قناة c.b.c الخاصة ورفضه الظهور في التليفزيون المصري.
قال شريف الجمال إنه لا يجوز ان يظهر وزير الاعلام مع خيري رمضان ويقول إنه لا يوجد برنامج بالتليفزيون المصري أعجبه. ونحن نسأله كيف تطلب برامج ضخمة دون توفير ميزانيات تناسب هذه البرامج؟ فأي برنامج كبير له عوامل نجاح، ومثال بسيط لا يوجد برنامج بالتليفزيون المصري تم عمل اعلانات له.. فنحن مثلا نقدم في الفضائية المصرية برنامج توك شو بعنوان 'مباشر من مصر' نعاني الأمرين في عملنا حيث تم صرف عشرة الاف جنيه فقط سلفة لعمل ديكورات للبرنامج، وعندما أردنا وضع بند لفرقة موسيقية وقدره 700 جنيه لم تتم الموافقة عليه.
أضاف أنه لا يجوز ان يستقي الوزير معلوماته من المحاسب خالد السبكي الموظف بالقطاع الاقتصادي ويتجاهل البرامجيين وهناك فرق كبير بين المشاكل الادارية ومشاكل البرامجيين المرتبطة بالشاشة.

فتوى حول أن الاعتكاف ليس فرضاً

وفي شهر الصوم تكثر الأسئلة عن الاعتكاف ومشروعيته حيث يسأل القارىء س.م.ع من قنا قائلاً: أود الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان ولكن ظروف عملي تمنعني، فهل أثاب عليه؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ علي عبد الباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالقول: الاعتكاف مندوب إليه فهو ليس بواجب ولا فرض ولا يجب إلا بالنذر، وقد روى عن الإمام مالك كراهة الدخول في الاعتكاف مخافة ألا يوفي المعتكف شروط الاعتكاف وهو جائز في كل وقت، لكنه مستحب في رمضان خاصة في العشر الأواخر منه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والتكليف مشروط بالاستطاعة، قال الله تعالى: 'لا يكلف الله نفساً إلا وسعها'.

سياسي يعترف بحب ممثلة

في سابقة هي الأولى من نوعها إعترف سياسي بحبه لممثلة كما تشير 'الشروق'، فقد قرر الدكتور عمرو حمزاوي- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ـ الاعتراف بحبه للفنانة بسمة علانية، عبر مقاله اليومي في صحيفة 'الشروق'. جاء هذا المقال بعد شائعة وجود علاقة عاطفية بينهما، مؤكدا كافة الشكوك والشائعات حول وجود علاقة عاطفية تجمع بين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والفنانة المتألقة.. قال حمزاوي في مقاله المنشور بعنوان (أشك): 'لست بخائف على دور عام أو سياسي يأتي على أنقاض اتساقي مع ذاتي ومع مشاعري. لست بنادم على ضياع محتمل للدور هذا طالما أن مقابل إبعاد شبح الضياع هو خداع إنسانيتي والتنصل من مشاعر حب لإنسانة رائعة الاحترام والجمال، مشاعر حب تحتاج للنور وللعلنية وللوجود بين الناس وفي المجتمع'.. وأضاف أيضا 'لن أضحي بمشاعر صادقة تريد النور والعلنية ولا تفعل ما يغضب الله، وكل ما أؤمل به هو أن يعترف قومي بحقي في الاختيار ويدركوا أن حبي واحترامي لسيدة قلبي هو قناة تنفس وإكسير حياة شأنه في ذلك شأن حبي لوالدي ولأمي وللوطن'.

زوجة سائق شوبير تتهمه بمحاولة إغوائها

استدعت نيابة العجوزة أحمد شوبير لاعب كرة القدم السابق بالنادي الأهلي للاستماع الى أقواله في اتهام زوجة سائقه بمحاولة اجبارها على علاقة غير شرعية معه، كما استدعت سائق شوبير وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة كما تشير 'الأهرام'. وقد استمع وليد فكري رئيس نيابة العجوزة أمس الى أقوال زوجة سائق شوبير وهي ربة منزل تبلغ من العمر26 عاما أكدت أنها كانت تعرف شوبير من بلدتها بطنطا وتعمل معه في الدعاية الانتخابية له وأن شوبير هو الذي زوجها من زوجها الحالي الذي انتقلت معه عقب الزواج من طنطا الى القاهرة ولكن حدثت خلافات عائلية مع زوجها وعندما علم شوبير بذلك اتصل بها تليفونيا وطلب منها الحضور الى مكتبه وممارسة الرذيلة معه الا أنها روت الى زوجة شوبير تفاصيل المكالمة ولكنها فوجئت بشوبير يكرر الاتصال بها بعد أن علم من زوجته وتعدى عليها بالسب والشتائم.

جلال يتهم ماسبيرو بتدمير عابد كرمان

قرر المخرج نادر جلال تقديم شكوى لنقابة السينمائيين ضد التليفزيون المصري، ومنتج مسلسل 'عابد كرمان'، وذلك بسبب حذف مشاهد من المسلسل دون الرجوع اليه أو إخطاره بسبب العبث بالمسلسل، والذي وصفه بـ'الكارثي.. والمهزلة'. وقال جلال: فوجئت عند متابعتي للحلقة 15 على شاشة 'نايل دراما 2': أنه تم حذف 20 دقيقة كاملة من الحلقة لدرجة أنها عرضت 25 دقيقة فقط بدلا من 45 دقيقة مما أدى إلى الإخلال بدراما المسلسل.. وأوضح جلال: يفصل المتفرج عن المسلسل تماما، بفعل الاستغناء عن جزء مهم ونبني عليه أحداث الحلقات التالية، حيث كان العميل 'عابد كرمان' يحكي بطريقة 'فلاش باك' لضابط المخابرات المصري 'يوسف' تفاصيل رحلته في سيناء بصحبة الضابط الإسرائيلي 'محمد عبد الحافظ'. وأكد جلال أن المشاهد التي تم حذفها سيترتب عليها قصور في الدور الذي تلعبه المخابرات المصرية خلال الأحداث، وسيظهر باقي المسلسل بشكل مهلهل وغير منطقي. وأعرب مخرج العمل عن اعتقاده بأن التليفزيون المصري هو من تطوع بحذف المشاهد.


-------------------------

طلعت زكريا: انا مع مبارك قلبا وقالبا والمظاهرات والاعتصامات زادت عن الحد
مسلسله 'الشاويش عطية' توقف بسبب ثورة 25 يناير... والهجوم ضده لم يتوقف

2011-08-19




القاهرة - القدس العربي - من محمد عاطف: ما زال طلعت زكريا يعاني من هجومم ثوار التحرير ضده. لقد فشل فيلمه 'الفيل في المنديل' ولم يحقق إيرادات تذكر، ولم يرفع اسمه من القوائم السوداء وهو ما زال يتعرض لانتقادات عنيفة على الفيس بوك من الشباب الذين يطالبون بإبعاده.
ماذا سيقول طلعت زكريا عن هذا وما موقفه المقبل من الفن.
بداية ما آخر أخبارك الفنية؟
- أشارك في رمضان كضيف في اكثر من برنامج وعندي مسلسل 'الشاويش عطية' ولكنه تأجل بسبب الظروف التي تمر بها البلد.
ما رأيك في الظروف التي تمر بها البلد؟
** البلد دلوقتي فيها فوضى لما نوجه اتهامات لوزراء يطلعوا أبرياء نوجه اتهامات للمجلس العسكري أو الثوار يطلعوا ابرياء مين اللي بيعبث في البلد ده احنا مش عارفين في حد مش عايز استقرار لهذه البلد هو مين؟ الأيام اللي جاية هتعرفنا واللي بيحصل دلوقتي مش من أخلاص المصريين.
أنا شايف ان في يد خفية بتعبث لا يوجد فلول النظام السابق ولا الرئيس السابق لأن فلول النظام موجودين في السجن والرئيس ايضا مرمي في المستشفى.
ما رأيك في القائمة السوداء وأنك من أوائل الأسماء على رأس القائمة؟
** أنا مستعجب من القائمة السوداء التي تتنافى مع الحرية والديمقراطية وبعدين مين اصلا اللي عمل القائمة السوداء ده أنا لما بقابل حد من شباب الثورة بيقولوا انهم معملوهاش، المجلس العسكري معملهاش امال مين اللي عملها هنبدأ نشك في بعضنا أنا بتساءل مين اللي عمل هذه القوائم السوداء؟ أنا اعتقد انهم فنانين اللي نزلوا ميدان التحرير هما اللي عملوا القوائم السوداء لفنانين اللي قالوا تصريح خطأ عن الثورة.
*ما رأيك في اعتصامات الجمعة وتصريح بعض الفنانين في المشاركة فيها؟
** أنا شايف ان موضوع المظاهرات والاعتصامات في ميدان التحرير دمه هيتقل ولما دمها هيتقل كل المصريين هينقلبوا عليها لأن الناس محتاجة استقرار هما كده بيعطلونا علشان كلام فارغ الدستور الأول ولا الانتخابات الأول كل ده لا يستدعي اعتصامات ومظاهرات.
ما الأولوية من وجهة نظرك الدستور أم الانتخابات؟؟
** أنا عاوز استقرار البلد زي ما كان بلاش بقا يطلع لنا 30 حزبا و40 ائتلافاً واتضح ان معظم الائتلافات دي كانت بتمول من الخارج وهذا الكلام مكتوب في الجرائد ان حركة 6 أبريل لها تمويلات أجنبية.
هل تصريحاتك عن الثوار واتهاماتك لهم اثرت على إيرادات الفيلم؟؟
** انا معرفض ايرادات الفيلم لحد دلوقتي ولا انا مستني ايرادات الفيلم ولا انا خايف على جماهيريتي لو مشتغلتش ممثل هشتغل أي حاجة تانية ده رزق من عند ربنا ومحدش يقدر يمنع رزقي هما متخيلين انهم هيقطعوا رزقي وان لو الفيلم سقط انا مش هشتغل تاني بس انا هشتغل وهعيش في بلدي زي أي مواطن مصري حتى لو هشتغل سواق تاكسي.
لكن تصريحاتك اثرت على جماهيريتك وخصوصا انها كانت مستفزة للجمهور؟
** أنا تصريحاتي مش هغيرها سواء تجاه الرئيس السابق أو تجاه المتظاهرين وأنا فعلا قلت ان فيه ممارسات سيئة تحدث في ميدان التحرير اثناء الثورة من خلال فئة من الجمهور وأنا نزلت ميدان التحرير وشوفت بعيني هخاف من ايه لكن نزلت متنكر لأن تامر حسني كان قبلي بيوم وانضرب من المتظاهرين شوفت على أطراف الميدان اللي نازل هو وصاحبته يفسحها واللي بيشرب مخدرات لكن شباب الثورة الحقيقيين عملوا الثورة يوم 25 و26 ومشيوا بعد كده اتخرب ميدان التحرير اصبح متنزه للفرجة والفسحة خصوصا ان كان في نصف السنة ومفيش أماكن يتنزهوا فيها.
قيل انك اعتذرت لشباب الثورة في مؤتمر صحفي في الكويت؟
** أنا معتذرتش ولا هعتذر لحد لأني متهمتش شباب الثوار انا اتهمت الشباب القليلة اللي كانوا موجودين في الميدان.
بالنسبة لكلامك عن الرئيس السابق حسني مبارك؟
** أنا مش عارف هما حطتني في القائمة السوداء ليه أنا اتكلمت عن مبارك الانسان ومليش دعوة بمبارك الحاكم حتى لو هو اللي قتل المتظاهرين بنفسه أو هو اللي خرب البلد هو عمل حاجة حلوة معايا وأنا بعترف بيها وأنا بعترف اني بحب مبارك أنا بحبه أنا مع مبارك قلبا وقالبا.
لقاءك الذي تم مع الرئيس السابق حسني مبارك قبل الثورة ما الذي دار في الحوار بينكم وما انطباعتك عنه كرئيس في هذا الوقت؟
** أنا تقابلت مع الرئيس لمدة 2ز30 تحدثنا عن الفن وأحوال البلد وشعرت اني قاعد مع أبويا، عمي حد قريب ليا رجل طيب جدا وأنسان مخلص للبلد والدليل على هذا انه قال انا مش هسيب البلد ده وهموت فيها احنا بنتهموا بكل حاجة النهاردة بقى مبارك هو اللي قتل سوزان تميم وسعاد حسني هو كان مغيب بقالوا سنين وباقي النظام كان بيخرب فيها وهو لا يدري وكل الناس اللي بتهتف بإعدام مبارك دول كانوا فين من 30 سنة لسه فايقين دلوقتي ايه النازية اللي بقينا فيها ده احنا لازم نستنى عليه شوية ويجب العفو عند المقدرة.
انت قولت ان فيلم طباخ الريس يحتوي على معظم مطالب الثورة هل انت شايف ان مطالب الثورة وأهدافها اتحققت؟؟
** لا متحققش منها حاجة ولا هيتحقق لأن مطالب الثورة موجودة اصلا الحرية موجودة والديمقراطية موجودة والعدالة الاجتماعية النهاردة الحالة الاجتماعية لأي مواطن مصري أقل بكثير من ما كانت عليه قبل الثورة النتائج التي حققتها الثورة انها بعدت نظام بأكمله مين بقى اللي جاي أي مرشح آخر سوف يحقق الأمن والاستقرار تاني هو يعرف ان أي خطأ يحدث هينزل الشعب ميدان التحرير.
أيه كان في عهد النظام السابق فقر وناص كانت بتاكل الزبالة لكن عمر ما حد مات من الجوع في مصر.
الشعب المصري عاوز يجيلوا فلوس من غير شغل احنا بنحب كده عاوز بعد الثورة الى عملها ده بأسبوع يبقى معاه فلوس من غير ما يشتغل طب إزاي لسه نتائج الثورة ده هتبان بعد وقت طويل مش أقل من 7 سنين.
ما رأيك في الفنانين اللي صرحوا انهم نازلين الميدان كل جمعة؟؟
** ينزلوا كل واحد يعبر عن رأيه لكن المفروض احنا نهدي الشعب مض نزوده كفانا بقى كل واحد صرح وعبر عن اللي جواه وحان وقت العمل إلا بقى لو يرجعلنا مبارك تاني وده من رابع المستحيلات لأن كل الناس دلوقتي عايزين يستقروا ومبارك هو اللي كان محقق هذا الاستقرار.
مش بتفكر تعمل حاجة عن الثورة؟
** أنا والله بفكر بس خايف اتفهم غلط ولو عملت هعمل عن الجانب الكوميدي فلي الثورة زي البائعين واللافتات اللي كانت بتترفع في الميدان.
أخيرا تحب تقول ايه لجمهورك؟
** هقوله كلمة واحدة اللي بيحب طلعت زكريا يدخله الفيلم لأن يجب نبعد آراء الفنان السياسية عن أعماله الفنية واللي بيحب طلعت زكريا يدخل الفيلم واللي أخد موقف براحته.



--------------------------

مصر تحتج رسميا على اسرائيل ورئيس الاركان يتوجه الى سيناء
اثر استشهاد ضابط وجنديين بنيران اسرائيلية

2011-08-19




القاهرة رويترز - ا ف ب: اعلن مصدر عسكري عن توجه رئيس اركان الجيش المصري الفريق سامي عنان الى سيناء الجمعة لتفقد الوضع بعد مقتل ستة مصريين بينهم اربعة جنود على الحدود مع اسرائيل.
وقال المصدر ان عنان سيرأس لجنة مكلفة التحقيق في مقتل عناصر من حرس الحدود 'بنيران اسرائيلية' اثناء تعقب مسلحين يشتبه بانهم شاركوا في هجمات ايلات التي اوقعت ثمانية قتلى اسرائيليين الخميس.
وقتل ستة مصريين بينهم اربعة مجندين مساء الخميس وصباح الجمعة وفق مصادر عسكرية.
وأعلن التلفزيون الرسمي المصري، مساء الجمعة، عن أن مصر قدَّمت إحتجاجاً رسمياً لإسرائيل بسبب مقتل ضابط وجنديين مصريين بنيران غارة إسرائيلية الليلة الماضية (ليل الخميس الجمعة).
وكان مسؤول عسكري قال الخميس لوكالة انباء الشرق الاوسط انهم قتلوا في انفجار صاروخ اطلقته مروحية اسرائيلية كانت تتعقب مسلحين هاربين.
لكن صحيفة الاهرام نقلت الجمعة عن مسؤول عسكري قوله انهم قتلوا بنيران مسلحين حاولوا التسلل الى مصر من اسرائيل.
واعلن عن زيارة الفريق سامي عنان بعد الاعلان عن مقتل مجند سادس الجمعة في تبادل لاطلاق النار على الحدود مع اسرائيل.
واصيب مجند اخر في اطلاق النار في راسه ودخل في غيبوبة، وفق مصادر طبية وامنية. ولم تعرف هوية المهاجمين.
وتشهد المنطقة الحدودية توترا حيث يجري البحث عن منفذي عمليات ايلات.
ويجتمع رئيس الوزراء المصري عصام شرف مساء الجمعة مع عدد من وزرائه بينهم وزيرا الداخلية والخارجية وممثل عن المجلس الاعلى للقوات المسلحة وعن المخابرات لبحث تطور الوضع الامني في سيناء، وفق وكالة انباء الشرق الاوسط.

عبد المنعم ابو الفتوح يدعو لطرد السفير الإسرائيلي

2011-08-19




القاهرة - د ب أ: اعتبر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة في مصر الجنود المصريين الثلاثة الذين سقطوا على الحدود مع إسرائيل يوم الخميس شهداء الوطن كله.
وقال أبو الفتوح، في بيان نشره الموقع الإليكتروني لحملته الإنتخابية الجمعة، إنه 'يجب أن تعلم اسرائيل أن الشهداء الثلاثة هم مصر كلها وأنها أطلقت النار على مصر كلها وأن الدم أريق في كل بيت مصري' داعيا لوقفة حاسمة.
وأضاف 'يجب أن يدرك العدو الإسرائيلي أن الدم المصري هو أثمن ما نملك وأن الاتفاقيات والمعاهدات كلها لا تساوي الحبر الذي كتبت به إذا سفكت دماء مواطنينا أو انتهكت حرمة حدودنا وسماواتنا'.
وطالب العضو السابق بمكتب الارشاد لجماعة الاخوان المسلمين، المجلس العسكري الحاكم في مصر بالتعامل مع ما حدث على أنه قضية أمن قومي تمس كل المصريين داعيا إلى طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وإلغاء عقود تصدير الغاز نهائيا مع إسرائيل.
وقال البيان: 'إن الشعب المصري الذي ثار لكرامته وحريته في ثورة 25 يناير المجيدة هو شعب يعي عدوه من صديقه وأن الذي لم يسكت على ظلم حكامه الطغاة لن يسكت على ظلم أعدائه الغزاة وأنه إذا ما تعلق الأمر بأمن مواطنينا وجنودنا فلا مجال للتهاون وأن أمن مصر هو أمن كل مواطن على نفسه وممتلكاته'.


ايلات 'تصويب' للثورات العربية
عبد الباري عطوان
2011-08-19




نستغرب بعض المواقف العربية التي تنتقد بشدة عملية الهجوم الاستشهادي الجريء التي استهدفت اسرائيليين قرب ميناء إيلات، تحت ذريعة انها جاءت لتحويل الانظار عن الثورات العربية، التي تفجرت من اجل التغيير الديمقراطي، وكأن هؤلاء الثوار العرب الذين يقدمون دماءهم وارواحهم من اجل هذا الهدف المقدس هم ضد عمليات المقاومة، الرامية الى تحرير الارض واستعادة المقدسات.
هذا الهجوم اعاد تسليط الاضواء على معركة الكرامة الاهم بالنسبة الى الأمتين العربية والاسلامية، وهي كرامة اهدرتها اسرائيل بتواطؤ مفضوح من انظمة ديكتاتورية عربية استمرأت ادعاء العجز، وانخرطت في عملية سلمية مغشوشة، ووفرت لاسرائيل واحتلالها اكثر من اربعين عاماً من الاستقرار والامن اللذين لا تستحقهما مطلقاً.
المقاومة حق مشروع طالما ان هناك احتلالاً للارض، واذلالاً لاهلها ومقدساتها، بغض النظر عن الجهة التي تنخرط فيها، والعقيدة الايديولوجية او السياسية التي تتبناها، واي تغيير ديمقراطي سينتج عن هذه الثورات العربية لا يتبنى المقاومة هو تغيير جزئي سطحي لا يتماهى مع ثوابت الكرامة العربية الاسلامية.
الثورات الديمقراطية والمقاومة للاحتلال هما خطان متوازيان، يسيران جنباً الى جنب ويكملان بعضهما البعض، ولا طرف يلغي الآخر، واذا كانت هناك عملية الغاء فقد مارستها الانظمة وليس الشعوب، فالشعوب هي الاصل في الممانعة، اما الانظمة فهي هامشية في هذا الاساس.
النظام المصري تخلى عن 'الممانعة' لأكثر من اربعين عاماً، ووقع اتفاقات سلام مغشوش مع اسرائيل، ولكنه فشل فشلاً ذريعاً في انتزاع روح المقاومة من اعماق الوجدان الشعبي المصري، وظل هذا الشعب الاعصى عربياً على كل ضغوطات التطبيع، والاكثر مقاومة له.
ولا بد ان الاسرائيليين يرون الفرق الواضح، بل والشاسع، بين ردود فعل الثورة والشعب المصري، ونظام الرئيس المخلوع حسني مبارك تجاه عملية إيلات الفدائية الجريئة، فالمظاهرات الغاضبة تواصلت طوال اليومين الماضيين امام السفارة الاسرائيلية في القاهرة مطالبة بإغلاقها.
' ' '
المجلس العسكري المصري الحاكم يجب ان يتخذ خطوات قوية وسريعة للرد على الانتهاك الاسرائيلي المهين للسيادة المصرية، الذي تمثل في قتل ستة مصريين معظمهم جنود قرب الحدود من رفح، واتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بمنع تكراره في المستقبل.
اسرائيل بادرت بالرد السريع على عملية الهجوم هذه بالإغارة على منزل في مدينة رفح واغتيال امين عام تنظيم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية واربعة من كبار مساعديه، فلماذا لا يثأر المجلس لمقتل شهدائه الستة الذين ينتمون الى هذا الشعب العريق الذي فجر واحدة من اعظم ثورات الكرامة في التاريخ؟
لا نريد ان نسمع هذه المقولة السمجة الممجوجة التي تقول بالرد في المكان والزمان الملائمين، فهي مقولة العاجزين، فاقدي الارادة على الفعل، والدفاع عن الشرف الوطني، والكرامة الوطنية.
الثورات الشعبية اسقطت كل هذه المقولات، مثلما اسقطت الانظمة التي ترفعها، لانها سئمت من تكرارها، وشعرت بالهوان من سماعها. صحيح ان هذه الثورات، او بعضها، لم يرفع علم فلسطين، ولم يحرق اعلام اسرائيل وامريكا، ولكن الصحيح ايضاً ان هذه الثورات تدرك جيداً ان الكرامة الشخصية ليست الا جزءاً من الكرامة الوطنية الأشمل، وان الاولى، اي الكرامة الشعبية، تقود حتماً الى الثانية وهي الكرامة القومية والاسلامية.
عملية إيلات هذه صححت في رأينا مسيرة الثورات العربية، ووجهتها الى المرض الاخطر والأهم، الذي هو سبب كل العلل التي تعاني منها المنطقة على مدى خمسة وستين عاماً، وهو الطغيان الاسرائيلي، فهذا الطغيان الاكبر هو الذي افرز الطغيان الاصغر، وكرس جذوره في اكثر من عاصمة عربية، من اجل كسر روح المقاومة في الشعوب، بل في الامة بأسرها.
لا بد ان الانظمة العربية التي تدعم المشاريع الامريكية المناهضة لهذه الثورات، او التي تريد حرفها عن خطها الوطني، قد شعرت بصدمة كبيرة من جراء هذه العملية الجريئة، فهي لا تريد من يذكرها بفلسطين والمحتل الاسرائيلي لأرضها.
هذه العملية، ومن حيث توقيتها، كشفت هذا النفاق الغربي المفضوح حول الديمقراطية والحريات. فإذا كانت الثورات العربية تطالب بإسقاط انظمة ديكتاتورية، فإن هذه العملية اسقطت اقنعة النفاق الغربي، والامريكي خصوصاً، الذي تجاهل، ويتجاهل الطغيان الاسرائيلي، والانتهاكات المتواصلة لحقوق الانسان التي يرتكبها، والضحايا الذين يسقطون باستمرار برصاصه الحي في الضفة والقطاع وجنوبي لبنان.
اصبنا بالصدمة عندما سمعنا ان السفير الاسرائيلي في مصر اسحاق ليفنون قد عاد الى مكتبه في القاهرة لمتابعة تطورات الاحداث، فهذا السفير يجب ان لا يعود، بل يجب ان يطرد كخطوة اولى لإغلاق سفارته بعد قتل الصواريخ الاسرائيلية ستة مصريين، وانتهاك الطائرات التي اطلقتها للاجواء المصرية.
' ' '
هذا الانتهاك الاسرائيلي لا يشكل فرصة للمجلس العسكري الحاكم في مصر لإعادة فتح ملف اتفاقات كامب ديفيد، واعادة السيادة المصرية الى سيناء كاملة، بل والغاء هذه الاتفاقات بشكل تدريجي عملي طالما ان الطرف الاسرائيلي لا يلتزم بها.
السياسات الاسرائيلية التي تتعمد، بل تلذذ بإذلال العرب والمسلمين، مطمئنة الى الدعم الامريكي الغربي، واذعان انظمة عربية ديكتاتورية قمعية فشلت في الحرب والسلام، هي التي تتحمل مسؤولية هذه العملية، وكل عمليات اخرى مشابهة لها في المستقبل، فهي التي قتلت السلام وبذرت بذلك بذور التطرف.
فإذا كان تنظيم 'القاعدة' هو الذي يقف خلف عملية إيلات هذه، او جماعات فلسطينية او عربية تتبنى ايديولوجيته، فإن الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة، والشعب الاسرائيلي الذي انتخبها، هما اللذان جاءا بالقاعدة، وهيآ لها التربة الخصبة لبذر بذور تطرفها وتجنيد المحبطين المهانين للانضمام الى خلاياها.
علينا ان لا ننسى ان الدكتور ايمن الظواهري زعيم تنظيم 'القاعدة' الجديد، جاء من رحم تنظيم 'الجهاد' المصري، الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات عراب اتفاقات كامب ديفيد، واذا صح ان تنظيمه (القاعدة) هو من 'هندس' هجوم إيلات، فإن هذا يؤكد مقولتنا بانه سيضع قتال الاسرائيليين على قمة اولويات التنظيم تحت زعامته.
المنطقة العربية بأسرها تشهد تغييرات جذرية، والربيع العربي سيصل حتماً الى فلسطين، حيث القلب، وان انشغل بالاطراف حالياً، فلا بد من القدس وان طال السفر.







مصر''العدالة الاجتماعية غائبة في أدبيات الثورة
محمد عبد الحكم دياب
2011-08-19




إذا كان التمويل والتدخل الأجنبي خطرا ماثلا في مصر بعد ثورة 25 يناير فإن غياب العدل الاجتماعي وتجاهل الخلل في توزيع الثروة يضعف المناعة السياسية للمجتمع، ويبقي على ميزان القوى في غير صالح قوى الثورة، وخلل ميزان القوى أفسح المجال لحركة طليقة لفلول الحكم البائد؛ بما لديها من إمكانيات مالية وبشرية، ومن دعم داخلي وخارجي؛ أبقى على حكم مبارك مع تسليمنا بغياب صاحبه.
وما زالت كل السياسات على حالها خاصة الاقتصادية منها، التي استمرت منحازة إلى القادرين والأثرياء، وضاغطة على الفقراء ومحدودي الدخل، الذين تلهب ظهورهم سياط الأسعار، وجشع تجار ومحتكرين لا يعنيهم غير جني الأرباح من لحم الفقراء الحي.. ونسبتهم في مصر تجاوزت 80' من عدد السكان.
السياسات الرسمية ما زالت تغازل الاستثمار الأجنبي، ولا تتخذ خطوة ولو محدودة تفصح عن وجود نية لتنمية وطنية مستقلة؛ تتولى نقل مصر من اقتصاد ريعي ضعيف إلى اقتصاد انتاجي وخدمي قوي، ومن يريد أن يتأكد من هذا فليراجع تصريحات حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير المالية الحالي، وتصريحات سلفه سمير رضوان وزير المالية السابق، ولسوف يجد أن الرهان بقي تقليديا؛ بدت فيه العدالة الاجتماعية غائبة.. حتى أن مشكلة بسيطة مثل الحد الأدنى والحد الأعلى'للأجور متعسرة الحل؛ بدعوى عدم كفاية التمويل.
وبناء على ما يتردد بين أوساط الخبراء الإداريين والاقتصاديين، فإن أجور رجال الإدارة العليا والمستشارين والخبراء والمنتدبين إلى المناصب العليا بلا سقف، وتبلغ أربعة وعشرين مليار جنيه مصري في السنة، وجل هؤلاء فوق سن التقاعد، ففضلا عن مصادرتهم للحراك الإداري أمام المستويات الأدنى فإن الاستغناء عنهم ممكن، والأموال التي يحصلون عليها مفتاح للحل الذي لا يحتاج إلا لقرار إداري عادي من رئيس الوزراء. ومن يحصلون على أجور عالية لا يحصلون عليها مقابل خدمة حقيقية أو لكفاءة وخبرة نادرة، وكانت مقابل الولاء وخدمة منظومة الاستبداد والفساد والتبعية والإفقار، وعلى دورهم الفاعل في إدامة هذه المنظومة البالية.
كان مثل محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق؛ المقبوض عليه حاليا رهن المحاكمة بالتربح واستغلال النفوذ والانحراف والفساد المالي والسياسي؛ كان مثلا صارخا وفاضحا. فحين خرج من الوزارة تحت الضغط الشعبي أصر حسني مبارك بعناده المعهود على تحدي الرأي العام، فمنحه أعلى وسام مصري، وزاد على ذلك بتعيينه في شركة نفطية؛ بمرتب بلغ مليون وربع المليون جنيه شهريا، في وقت كان هناك خريجون جامعيون يعينون بعقود مؤقتة مقابل تسعة وتسعين جنيها في الشهر!.
وفي زحمة الاحتجاجات والإضرابات الفئوية السابقة على الثورة أصدرت محكمة القضاء الإداري حكمها بأن يكون الحد الأدنى للأجور ألف ومئتي جنيه مصري، وهو حكم يتم الالتفاف حوله، وتطبيقه على مدى خمس سنوات؛ فيفقد قيمته وتأثيره، بجانب أنه حكم غير ملزم للقطاع الخاص، الذي ما زال يجد التدليل والعون حتى الآن رغم فساده واستغلاله وارتباطه بالاحتكارات الأجنبية.
ويغيب عن الفلول وقوى الثورة المضادة و'المستشرقين'؛ المتسللين إلى صفوف الحكم وبين إئتلافات الثورة أن مصر تغيرت تحتيا، وإن كان التغيير الفوقي ما زال محدودا، ومن مظاهر التغيير التحتي أن المواطن نفض عن كاهله غبار السلبية وصار فاعلا.. لا ينتظر إذنا من أحد.. يبادر ويتحرك مدفوعا برغبة صادقة في العمل. وهو لا يتوانى عن المشاركة في الأحداث، بعد ما كان لا يكترث بها ويعزف عنها. ودخل مرحلة صناعة الأحداث وقد كان متفرجا عليها، بجانب أنه اكتشف قوته بتلاحمه مع باقي المواطنين وليس في وقوفه منفردا.. وقوة العمل الجماعي أضحت سلاحا ماضيا وضاغطا على المسؤولين، ولولاه لأجهضت الثورة وانتهت، والتغيير الأخير هو تمرس المواطن على المطالبة بحقوقه أيا كان الجهد المطلوب أو الثمن المدفوع من أجلها. ولا تجد فردا أو جماعة تملك ترف التهاون في الحق وعدم المطالبة به أو التنازل عنه.
يقابل هذا التغيير الإيجابي في شخصية المواطن غموض وتباطؤ في مستوى الإدارة السياسية والتنفيذية؛ لم تقترب من أي معالجة حقيقية لوطأة الفقر والبطالة والتوزيع غير العادل للثروة الوطنية، وأكثر من هذا بدت مشجعة على نشر ثقافة التسول، اعتمادا على نهج الإحسان والصدقة، والعيب ليس في النهج، والمشكلة في الاعتماد عليه وحده بديلا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستقلة الحقيقية، وتتسابق مع الجماعات والمنظمات الأهلية الممولة من الخارج والشركات الاحتكارية الكبرى في نشر ثقافة التسول بين الفقراء؛ إعمالا لنظرية بالية وفاسدة في تقسيم العمل والتمييز الاجتماعي.. تقوم على مصادرة أي حراك يرفع من شأن الفقراء بالعلم والمعرفة والثقافة، ويرتقي بمستوى معيشتهم وينتشلهم من وهدة الفقر والعدم، وينقلهم إلى عالم الكفاية والعدل، وذلك من أجل أن يبقى الغني غنيا ويستمر الفقير في فقره. وهذا النهج المستمر بعد ثورة 25 يناير هدفه إجهاض التوجه نحو العدالة الاجتماعية التي كانت واحدا من أهم أهدافها.
وهناك حرية تحققت لكنها لم تكن مطلوبة لذاتها إنما جاءت سبيلا لتأكيد الكرامة، ولن يكون ذلك دون الحد من الإفقار والمهانة والإذلال والتهميش، وهي أمراض يقضي عليها العدل الاجتماعي، ودون ذلك تستمر حرية شكلية طقسية لا تصل إلى عمق المجتمع، الذي يعيش مدا وجزرا بين مطالب عامة وخاصة ضاغطة وعراقيل وعقبات متعمدة؛ تصنعها هياكل قديمة ما زالت مؤثرة على دولاب العمل في مجالاته المختلفة، وتركت بصماتها على قوى وتيارات سياسية تعمل على تمرير مشروعها ورؤيتها لصياغة نظام بديل يحسن ويجمل الخريطة السياسية والاجتماعية للبلاد دون تغيير حقيقي.
والشخصية المصرية التي تغيرت لم تتمكن بعد من تصفية حكم مبارك، ولا استطاعت إحداث قطيعة بينها وبينه، وحيوية هذه الشخصية الشديدة وطموحاتها عالية السقف رفعت من مستوى الوعي الوطني في مدى قياسي إلا أن الإدارة الانتقالية ما زالت أدنى وعيا وفي أسر قواعد وآليات بالية بكل ما فيها من فساد وقصور وتشوهات. وعليه بقيت الثورة في حالة مخاض ومد وجزر، واستمر الحكم السابق حيا؛ لم يلفظ أنفاسه بعد.
وبالقطع فإن لكل هذا تأثيره المباشر وغير المباشر على الاستعدادات التي تجري للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، وهي المؤمل فيها بناء دولة حديثة ونظام سياسي معاصر؛ مع أن معالمه لم تتضح بعد ويكتنفه الغموض حتى الآن، وفي هذه الظروف يصبو كل تيار وفصيل إلى الحصول على شعبية في وضع شديد التعقيد ويتسم بالسيولة وعدم الاستقرار، وحين سئلت في قناة مرئية رسمية مصرية عن التوقع من الانتخابات القادمة، كان ردي في أن بقاء ميزان القوى السياسي والاجتماعي على ما هو عليه بلا تغيير نوعي يصحح ما فيه من خلل، واستمرار العمل على إعادة انتاج حكم مبارك بغير تصدي حقيقي بإجراءات ثورية رادعة تعزل من أفسدوا الحياة السياسية، دون هذا قد تكون النتائج أكثر سوءا من نتائج انتخابات 2010 المزورة، فالمال والعصبية العائلية والقبلية والبلطجة سوف يلعبون الدور الحاسم في تحديد النتيجة.
ميزان القوى لا يعتدل في غياب عدالة اجتماعية ناجزة، ووقف إعادة انتاج حكم مبارك لا يتم بعيدا عن ملء الفراغ السياسي والقيادي والأمني القائم، وبغير تخفيف القيود على قيام الأحزاب والتنظيمات السياسية، وفوق كل هذا وذاك فإن ذلك الفراغ الناجم عن فقدان الاهتمام بصياغة عقد إجتماعي جديد يحتوي مضمون الحكم وشكله، ويحدد العلاقة بين السلطة والمواطن، وبين المواطن وشركاء الوطن، وبين المواطن وبين مجتمعه، ودور كل منهما تجاه الأخر.. وكان الاهتمام بصياغة عقد اجتماعي جديد يجب أن يسبق ما يجري الآن. ويصبح الخلاف حول الدستور أولا أو الانتخابات أولا لا محل له هنا، فعلى هدي العقد الاجتماعي يصاغ الدستور، سواء قبل الانتخابات أو بعد الانتخابات، وهكذا تتوالى الخطوات في سياقها السليم، إذا أريد لمصر أن تكون ديمقراطية لكل أبنائها؛ يتساوى فيها الجميع على قاعدة المواطنة.
في ظروف كهذه نجد أن الإسلام السياسي يعتمد على قاعدة اقتصادية قوية، ولديه قدرة تنظيمية حقيقية، وهذا لا يعيبه لكنه أقلق القوى الوطنية، والقلق هنا مشروع، خوفا من الاستئثار بالحكم وصياغة دستور يهمش مخالفيه ومعارضيه، ولكن الأكثر تأثيرا من وجهة نظري ليس التهميش السياسي إنما التهميش الاجتماعي، وعدم الاكتراث بالعدالة الاجتماعية وبالتوزيع العادل للثروة الوطنية في أدبيات وخطاب الإسلام السياسي، وحرصه على إبقاء الفراغ السياسي والقيادي والأمني الراهن؛ تصورا منه بأنه يتيح له الفوز، أما ضعف القاعدة الاقتصادية وقلة القدرة التنظيمية لقوى الثورة ناشئ في جانب منه من القيود المالية والقانونية الموضوعة لنشأة الأحزاب؛ بشكل يحول دون أن تكون قوى بديلة تملأ هذا الفراغ وتخفف من أثره السلبي على الثورة!، وإذا كان النهج الغالب على الإسلام السياسي لا يعطي الاهتمام الكافي للعدالة الاجتماعية، فهو في نفس الوقت يشارك السلطات الرسمية في تغليبها منطق الإحسان والصدقة، والسبب هو غياب الوعي بخطر ذلك على بنية المجتمع والعلاقات بين أفراده، والحرص على استمرار الثراء الفاحش والاستحواذ على الثروات دون ضابط، وإضفاء قدسية على الملكية الخاصة وغض الطرف عن مصادرها وطرق كسبها، وهذا يضاعف من التهميش ويزيد من ظواهر الفساد والانحرافات، وينشر البلطجة والعنف، ويصبح لهما الغلبة على الأنشطة العامة والخاصة، وبدلا من أن توظيف غياب العدل الاجتماعي كمشكلة معوقة للثورة يجب على الثوار أن يجعلوا منها حلا يرسخ قواعد الثورة ويحميها؛ كي لا نفاجأ بثورة جياع يقضي فيها العنف على كل عمل سلمي اقتدى بثورة 25 يناير، وعادة ما يكون العنف فرصة للتقسيم والتفتيت والانعزالية.

' كاتب من مصر يقيم في لندن





Post: #34
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-22-2011, 06:09 AM
Parent: #33

الشحات.. البطل الشعبي الاول في مصر بعد اسقاطه علم اسرائيل من على سفارتها بالقاهرة
ارتباك وخداع في رد الفعل الحكومي على الاعتداء..والمجلس العسكري يرفض اي تدخل في امن سيناء

2011-08-21



لندن ـ 'القدس العربي' من خالد الشامي:



تحول الشاب المصري احمد الشحات الى بطل شعبي من الطراز الاول في مصر بعد ان نجح في تسلق اثنين وعشرين طابقا ونزع العلم الاسرائيلي من فوق مقر السفارة الاسرائيلية بالقاهرة، في ساعة مبكرة من صباح الاحد، وتثبيت العلم المصري مكانه، وسط هتافات نحو عشرة الاف متظاهر يحاصرون المبنى للتعبير عن الغضب والاحتجاج على استشهاد خمسة جنود مصريين بنيران اسرائيلية مساء الخميس الماضي.
وقال الشاب أحمد الشحات، الذي أنزل علم اسرائيل من فوق سفارتها بالجيزة فجر الأحد، ان 'ما فعلته جاء بدافع من وطنيتي واحساسي بالمسؤولية تجاه بلدي وضرورة أن أفعل شيئا ردا على العدوان الاسرائيلي، الذي تسبب في مقتل جنود مصريين بسيناء'.


وأكد الشحات - في مؤتمر صحافي بنقابة الصحافيين الأحد - أنه لا ينتمى إلى أي حزب أو تيار سياسي، وان ما فعله كانت دوافعه وطنية.. وقال 'هدفي كان إيصال رسالة مهمة إلى الإسرائيليين وهي أن الشباب المصري سيفعل أي شيء للزود عن بلده'.
وروى الشحات كيف استطاع أن يتسلق العمارة ويصل الى مقر السفارة الاسرائيلية وينزل العلم الاسرائيلي. وقال 'إن ما تعرضت له أثناء عملية الصعود والهبوط بعد نجاحي في انزال العلم كان أهم احساس في حياتي، أن أجعل كل المصريين يشعرون بشيء من الارتياح بعد استشهاد جنودنا على الحدود مع إسرائيل'.
يذكر أن أحمد الشحات شاب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، حاصل على دبلوم فني صناعي ويعمل نقاشا بالقاهرة، ويعول أسرته بعد وفاة والده منذ سنوات والتي تتكون من ثلاث شقيقات وأخيه وأمه.


وادت العملية الجريئة وغير المسبوقة الى مشاعر فرحة واسعة بين المصريين الذين تبادلوا الفيديو والصور بشكل واسع على الانترنت، وحمل الاف المتظاهرين الشحات على الاعناق فجر امس، بينما استمر تدفق المتظاهرين على مقر السفارة في تصعيد للضغوط على الحكومة والمجلس العسكري لاتخاذ اجراءات حازمة ضد اسرائيل. وطالب المتظاهرون، الذين حاصروا البناية حيث مقر السفارة الإسرائيلية لليلة الثالثة على التوالي، بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وإلغاء معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وبوقف كافة أشكال العلاقات مع إسرائيل.وردّد المتظاهرون هتافات 'مش حنمشي .. هو يمشي' في إشارة للسفير الإسرائيلي، و'الموت للصهاينة'، و'يسقط قتلة الفلسطينيين'، و'بنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيل'، و'زنجا زنجا .. دار دار .. إسرائيل حتولَّع نار'.
وقال متحدث باسم الحكومة امس 'ان اعتذار اسرائيل عن الهجوم وان كان خطوة ايجابية، فإنه غير كاف' وطالب تل ابيب بتحديد سقف زمني للتحقيق المشترك مع السلطات المصرية في شأن استشهاد الجنود (...).


واشار الى ان اجتماعا رفيع المستوى بمشاركة المجلس العسكري اكد رفضه اي تدخل خارجي في قضية امن سيناء، في اشارة الى تصريحات امريكية واسرائيلية كانت انتقدت ضعف السيطرة الامنية المصرية في سيناء. ونفى السفير المصري في تل ابيب ياسر رضا الانباء عن صدور قرار باستدعائه الى القاهرة السبت، مشيرا الى انه سمع عن هذا القرار في وسائل الاعلام الا انه لم يتبلغ رسميا به.
واعتبر مراقبون ان الحكومة ربما لجأت الى الخداع لامتصاص غضب الشارع عبر اذاعة انباء سحب السفير المصري، دون ان تتخد اي اجراء بهذا الشأن.
واشاروا الى ان الحكومة تتجاهل الغضب الشعبي المتصاعد، وكذلك اجماع الخبراء الامنيين والاستراتيجيين على ضرورة تعزيز القوات المصرية على الحدود لردع اي عدوان اخر، وهو ما يعني ضرورة تعديل معاهدة السلام الموقعة بين البلدين في العام 1979.
واكدوا ان الحادث يظهر بوضوح ان اسرائيل تتعامل مع سيناء وكأنها منزوعة السلاح، وهو ما يبرر قيامها بالتوغل في الاراضي المصرية وقتل الجنود الخميس.
وكانت بعثة القوات المتعددة الجنسيات الموجودة على الحدود المصرية الاسرائيلية اكدت ان القوات الاسرائيلية قامت باختراق الحدود عند العلامة 79 في مخالفة واضحة لمعاهدة السلام.


-------------------

السيادة المفقودة
عبد الحليم قنديل
2011-08-21




كان اللقاء مغلقا في مكتب مسؤول أمني مصري كبير، وكان التقرير المعروض على مكتبه واردا من جبهة حرب حقيقية شرق سيناء، أطلعني المسؤول الأمني على فحوى التقرير، بدت القصة مذهلة، فهي تتحدث عن تكرار تسلل شخص أمريكي بجنسية إسرائيلية يسبح بحرا من إيلات عبر خليج العقبة إلى شواطئ جنوب سيناء، ولأربع مرات توالت، ودون أن تكون لديه أوراق ثبوتية من أي نوع، وبدون أي إذن للدخول، ولا تملك السلطات المصرية فرصة إتخاذ أي إجراء ضده، بدت الحالة المحددة عنوانا على حالات لاتعد ولا تحصى، حالات من الاختراق السهل المجاني للحدود، والأغرب من القصة كان في تفسيرها، فالتقرير يعزو السبب إلى أوامر سيادية توقف مراقبة المصريين للحدود كل ليلة، ومن ساعة غروب الشمس إلى ساعة الشروق، ويستطرد التقرير مبينا سبب عدم المراقبة الليلية، وهو التزامات فرضت على مصر بمقتضى ما يسمى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، التقرير العجيب أصاب المسؤول الأمني الكبير بالدهشة، فهو حديث العهد بشغل وظيفته القيادية، وقد استفز التقرير حواسه الأمنية ومشاعره الوطنية التلقائية، ووضع تأشيرة حازمة على التقرير كنت شاهدا عليها، وأمر بتعيين حراسة دائمة على الحدود نهارا وليلا، وحتى لو كان ذلك مخالفا لنصوص وملاحق معاهدة السلام. بدت الخطوة جريئة من مسؤول بارز في الحكومة المصرية بعد الثورة، فهي تغلق ثغرة بدت كدليل مضاف على خيانة مبارك لأبسط أبجديات الأمن المصري، وتركه لحدود مصر مفتوحة أمام أي اختراق إسرائيلي، وبدون أدنى رقابة مصرية، وهو ما يتضمن ـ بالبداهة ـ إذن عبور لأي إسرائيليين، أو أي أسلحة، أو أي مخدرات، وبتسهيلات تجاوز نص الوثائق المنشورة من معاهدة السلام إياها، وتومئ إلى التزامات شفهية إضافية من قبل الرئيس المخلوع، تفسر ـ مع غيرها ـ سر حرارة المحبة لمبارك من قبل المسؤولين الإسرائيليين، والذين ظهروا في حالة الحزن الكظيم مع بدء محاكمة مبارك، وكرروا وصفهم للمخلوع بأنه الصديق العظيم، و'أعظم كنز إستراتيجي' على حد التعبير المشهور للجنرال بنيامين بن أليعازر، أو 'أهم رجل في حياة إسرائيل بعد المؤسس بن جوريون' على حد وصف شيمون بيريز رئيس إسرائيل الحالي .



والواقعة، ورد فعل المسؤول الأمني عليها، تشيرـ فوق تأكيد خيانات مبارك ـ إلى روح جديدة في الإدارة المصرية تجاه إسرائيل، فقد جاءت الفكرة بعد السكرة، وبدأت عملية واسعة لإعادة فتح ملف الالتزامات الأمنية المهينة في سيناء، وكلها مصممة لخدمة هدف واحد، وهو صيانة أمن إسرائيل، وتفريغ سيناء من السلاح والأمن المصري، فقد جرى ـ بحسب ملاحق المعاهدة ـ تقسيم سيناء إلى ثلاث مناطق،


أولها المنطقة (أ) شرق قناة السويس، وعمقها أقل من 60 كيلومترا، وتقع كلها غرب خط المضايق الاستراتيجي، وهذه هي المنطقة الوحيدة في سيناء المسموح فيها بوجود قوات للجيش المصري، وفي صورة فرقة مشاة ميكانيكية واحدة، وبتسليح محدد جدا، أي أن الخط الأمامي لوجود الجيش المصري محدود بمنطقة غرب سيناء، وعلى مسافة حوالي 150 كيلو مترا من خط الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة، وفي هذا الخلاء الاستراتيجي الواسع، والذي تصل مساحته إلى ما يقارب أربعة أضعاف مساحة فلسطين المحتلة كلها، في هذا الخلاء لايسمح بوجود للجيش المصري، فوق أن سيناء كلها ـ بحسب المعاهدة المشؤومة ـ خالية من أي مطارات أو موانئ عسكرية مصرية، وغير مسموح فيها بحركة للطائرات المقاتلة المصرية، وعلى الأرض جرى تحديد المنطقة

( ب ) في قلب سيناء، وبعرض 109 كليومترات، ولا يسمح فيها بوجود لغير كتائب من حرس الحدود المصري، إجمالي عددها 4000 فرد لاغير، وتبلغ المأساة ذروتها في شرق سيناء، حيث المنطقة

(ج)، وإلى عمق 33 كيلو مترا من خط الحدود، ولا يسمح فيها بوجود للقوات المسلحة المصرية، بل يسمح فقط بوجود لقوات الشرطة، وفي معادلة شلل تام، لم يجر عليها أي تغيير سوى في أواخر عام 2005، حين جرى الاتفاق المصري ـ الإسرائيلي على إضافة 750 جنديا مصريا من حرس الحدود، وبغرض محدد هو مراقبة الحدود المصرية مع غزة، ومحاربة ما أسمى وقتها بتهريب السلاح عبر الحدود، أو من خلال الأنفاق، وفي الوقت الذي تغيب فيه القوات المسلحة المصرية، فقد تقرر الوجود الأجنبي العسكري طبقا لملاحق المعاهدة المشؤومة، وفي صورة قوات متعددة الجنسيات، غالبها أمريكي وبقيادة أمريكية، في معسكر 'الجورة' شرق سيناء، وعلى جزيرة تيران في خليج العقبة، وبهدف مراقبة التزام مصر بالترتيبات الأمنية المهينة في سيناء، وتلتزم مصر ـ على سبيل النكاية ـ بتسديد نصف النفقات السنوية للقوات الأجنبية، ويجري اقتطاع المبلغ من حساب المعونة الأمريكية المقررة لمصر.



وربما لايوجد داع لتفسير إضافي، فالترتيبات تشرح نفسها بنفسها، ومغزاها الكلي واضح، وهو نزع سيادة السلاح المصري على جبهة سيناء، ثم نزع سيادة القرار في القاهرة بترتيبات وشروط المعونة الأمريكية الضامنة، أي أن مصر كلها وضعت في القيد، وتحولت إلى مستعمرة سياسية أمريكية بالتحكم في قرارات القاهرة، ثم إلى بلد موضوع قصدا تحت تهديد حد السلاح الإسرائيلي عند الحدود، وسيناء عارية مفتوحة أمامه لأي غزو محتمل، وفي غضون ساعات، وهي المصيبة التي شغلت تفكير قادة القوات المسلحة المصرية، وأعدوا لها خططا إستثنائية، لا يسمح المجال ـ بالطبع ـ بأي إشارة إليها، فالمصيبة سياسية، والعبء الإضافي موضوع على عاتق القادة العسكريين، والذين آلت إليهم أقدار السياسة بعد خلع مبارك.


الوضع المأساوي استراتيجيا في سيناء، جعل أمر مصر كلها في مهب ريح، وإن كانت الثقة تامة في كفاءة قواتنا المسلحة، وفي خططها الاحتياطية البديلة ساعة تفاقم الخطر الإسرائيلي، غير أن المخاطر الأخرى بدت سارية، وتراكمت عبر الثلاثين سنة الفائتة، فقد انتهى تفريغ سيناء من السلاح إلى خطر وجودي آخر، وبدت الإدارة المصرية في سيناء على حال الشلل المقيم، وبدا تحكم القاهرة في حده الأدنى، اللهم إلا من حملات أمنية عابرة زادت الأوضاع سوءا، وغذت عند قبائل سيناء نفورا مضافا من قوات الأمن، والتي لا تتفهم حساسية التركيب القبلي في سيناء، ولا تقدر دور الأعراف والتقاليد المستقرة، وتصطنع أعوانا من أبناء القبائل خارج التكوين العرفي، وهو ما أثر بالسلب على كفاءة وكفاية النظم العرفية ذاتها، والتي تتفهمها قوات الجيش المغيبة قسرا بأثر من أحكام المعاهدة المشؤومة، والمحصلة مزدوجة، فقد تردت سيطرة الإدارة المركزية في القاهرة، وتراجع دور النظام القبلي العرفي التقليدي، مقابل تفشي سيطرة جماعات سلفية مريبة، كادت تنفصل بشرق سيناء عن أحوال المجموع المصري، وهو ما يفسر بعض دواعي حملة أمنية مصرية غير مسبوقة في حجمها، تنفذ الآن خطة شبه عسكرية حملت اسم الخطة 'نسر'، وتهدف لاستعادة بعض سيادة القاهرة المفقودة في سيناء.

' كاتب مصري


أحداث سيناء بروفة للدولة الدينية
بقلم: محمد السعدنى
297

المؤكد أن سيناريو الإمارة الإسلامية التي يراد إقامتها في سيناء هو نموذج مصغر لما سوف تئول إليه الأمور علي المستوي القومي في حال أن توحشت قوي التطرف الديني أكثر مما هي عليه الآن‏..‏

واللحظة هي لحظة الاختيار والقدرة علي مواجهة ثمن هذا الاختيار.. إما أن تكون صراحة مع الدولة الدينية التي سوف تحكم زورا وبهتانا باسم الإله الواحد القهار, وإما أن تكون مع الدولة المدنية.
وقبل أن تختار لا بد أن تكون علي دراية وعلم تام أن الذي سيحكم باسم الإله سوف يعمل علي إقصاء اي صوت أو رأي يري انه يتعارض معه وسوف يبرر هذا الإقصاء بأن لا صوت يعلو فوق صوت الله.. هكذا.. وفي الوقت نفسه لابد أيضا أن تدرك أن الدولة المدنية هي ذلك النظام الذي يتيح للجميع بمن فيهم الإسلاميون أنفسهم المشاركة في الحكم..
هل تري أن هناك فارقا شاسعا بين من يقصي الآخرين بدعوي انه يحكم باسم الله, وبين من يكون دستوره قائما علي أساس المساواة التامة بين الجميع في الحق للوصول الي السلطة وفي حرية تداول الحكم وفي إمكانية التغيير السلمي الذي يقود بدوره الي الطمأنينة والعمل الدءوب من اجل حياة وكرامة الإنسان, مثلما نري شعوبا كثيرة في الغرب والشرق تعيش حياتها في رفاهية وسلاسة ونعومة.. تختلف وتتفق ولكن من دون تكفير.. يغيرون حكامهم أمام صناديق الانتخابات.. ولا ضير من أن يأتوا بحاكم ليس علي المستوي المطلوب.. الحل بسيط جدا.. وهو إسقاطه في أول انتخابات.. وهذا هو الفرق بين نظرية تأبيد الحكم والسلطة في الدولة الدينية, وبين حرية الاختيار وإتاحة الفرصة للجميع في الدولة المدنية.
وقبل أن تتوه بأفكارك لابد أن تعلم أن مدنية الدولة هي في الأساس قضية أمن قومي لا مساومة عليها.. وقد اسعدني كثيرا أن يؤكد هذا المعني أخيرا الفريق سامي عنان رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي حذر من أن هناك قوي خارجية تتربص بمصر وتسعي للتدخل في شئونها, وكذا الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء الذي قالها بوضوح ان مصر لن تكون سوي دولة مدنية.. أما عن من هي تلك القوي الخارجية المتربصة بمصر, فأظن أن كل من له عينان يستطيع أن يري بوضوح من هي تلك القوي التي تتمني أن تسقط مصر وعلي اي الأحوال الوقت ليس مناسبا للحديث عن هذا الموضوع بالتفصيل, ولكن المؤكد أن كل من يحاول إجهاض الثورة المصرية لصالح تعظيم قدراته الذاتية, سوف يأتي اليوم المناسب لمحاسبته, ولعقابه أيضا إذا لزم الأمر.
أما ما يجب أن نفهمه الآن وان يتفهمه الآخرون فهو ذلك الأمر المثير للأسي والسخرية والإحباط, حيث يعتقد الإسلاميون أن بامكانهم اختطاف الثورة التي بدأها شباب مصر بهدف إسقاط النظام الفاسد وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي يمكنها استيعاب كل أبنائها باختلاف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الدينية.. فقد كانت رسالة الثورة واضحة وصريحة في أن الدولة التي يريدها الشعب هي الدولة المدنية التي تسمح بتداول السلطة بين كل الأطياف بما فيها الطيف الديني الاسلامي الذي كان عليه أن يقدم نفسه بشكل أكثر تواضعا وان يقدم الشكر والعرفان الي أبناء الوطن من الشباب الذين وضعوا أرواحهم علي اكفهم من اجل إعلاء قيمة كل المواطنين بمن فيهم الإسلاميون.. ولكن الذي حدث أن الإسلاميين بكل فصائلهم حتي تلك التي كانت تهادن السلطة بل وتعتبر الخروج عليها نوع من الكفر والضلال, قد طمعوا في ثمار الثورة عندما بدت انها بلا قيادة حقيقية وان هؤلاء الشباب هم في الواقع بلا خبرة سياسية كافية, وبالتالي يمكن الاستحواذ علي الثورة وفرض السيطرة باسم الدين.
البعض يتحدث الآن عن صدام متوقع بين القوي الإسلامية من ناحية, وبين القوي المدنية التي شاركت في الثورة منذ لحظتها الأولي والمجلس الأعلي للقوات المسلحة من ناحية أخري.. ولا يريد احد أن يحدد موقفه بوضوح من مثل هذا الصدام ولا الي اي مدي يمكن إن يصل هذا الصدام.. هذا البعض يفضل مهادنة التيار الديني مثلما كان يهادن السلطة الغاشمة في السابق, بل مثلما كان يتقرب إليها في الخفاء.. وبمعني أوضح فان هؤلاء ينافقون التيار الديني وفي الوقت نفسه يريدون الاحتفاظ بأعلي قدر من الود والعلاقات الحميمة مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. هم لا يريدون أن يراهنوا علي شئ محدد.. هم فقط يريدون أن يمسكوا العصا من المنتصف.. يريدون أن ينافقوا الي أن يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود.. ولا اشك لحظة في أن الإعلام الفوضوي الذي نعيش أجواءه منذ فترة طويلة قبل الثورة والذي زاد في فوضويته وأجنداته الخاصة المرتبطة بمصالح دول أخري في المنطقة بعد الثورة, هو المسئول الاساسي عن حالة الارتباك وعدم وضوح الرؤية وعن توحش بعض القوي الدينية التي تري أن البلطجة هي الحل وان الصراع لابد أن يحسم من خلال القوة والعنف وليس من خلال صناديق الانتخاب.
>> البلطجة السياسية التي سادت في الآونة الأخيرة لابد أن يحسم أمرها بسرعة اكبر بحيث نتفرغ لما هو قادم من تحديات إما إن تضع مصر علي المسار الصحيح لأن تكون دولة محترمة, وإما أن تقضي تماما علي اي محاولة للخروج من حكم مبارك العفن, ولتجد نفسها ملقاة في أحضان القوي الإقليمية المعادية


Post: #35
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-23-2011, 07:06 AM
Parent: #34

قلق من تحذيرات رئيس الأركان للإخوان والسلفيين.. ووزير الداخلية يعاتب مرشد الإخوان
حسنين كروم
2011-08-22




القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم: احتلت الأخبار والأحداث المترتبة على العدوان الإسرائيلي على حدودنا واستشهاد ستة من جنودنا معظم صفحات الصحف المصرية الصادرة امس، فاجتمع المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري والفريق سامي عنان رئيس الأركان مع رئيس الوزراء، ومجموعة إدارة الأزمات وقبول الاعتذار الإسرائيلي واعتباره غير كاف، ورفض أي تدخل خارجي في وضع الأمن في سيناء في إشارة لبيان الرباعية، وقبله تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية، وتقدير لغضب الشعب والتحذير من تصعيد الأمور بما يضر الأمن القومي لمصر، وكان كاريكاتير زميلنا بـ'الأخبار' والرسام الموهوب مصطفى حسين عن مواطن مصري يلبس خوذة عسكرية ويمسك بسكين لقطع يد إسرائيل وهي تحاول التسلل لسيناء، ومؤتمر في نقابة الصحافيين لنقاش أحمد الشحات الذي تسلق العمارة وأنزل علم إسرائيل ووضع مكانه علم مصر، ودخول الثوار طرابلس. وإلى بعض مما عندنا:

حزن على وقف بث محاكمة مبارك

ونبدأ بتوالي ردود الأفعال على محاكمة مبارك وابنيه، حيث سمعت صوت بكاء زميلنا وصديقنا خفيف الظل محسن حسنين رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر'، ووجدته رافعاً يديه للسماء وهو يدعو على محامي ' أسر' الشهداء، وتسببهم في حرمانه من مشاهدة محاكمة مبارك، وقال الحزين: 'قرار المحكمة بوقف بث جلسات محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وباقي العصابة على الهواء مباشرة هو ضربة معلم ضد حسن سبانخ، وأشباه حسن سبانخ، المحامي الألعبان الذي يلعب بالبيضة والحجر، وبيخرم التعريفة وبيدهن الهوا دوكو!! فكل محامي المدعين بالحق المدني الذين ظهروا في المحكمة لابسين اللي على الحبل، لم يأتوا لوجه الله ورسوله، ولا طلبا لحق أهالي شهداء يناير النبلاء، بل لعمل 'شو' مسرحي لزوم الدعاية والتلميع بالورنيش فأفسدوا مناخ المحاكمة بالهرج والمرج والشتائم والسباب بل وتقطيع هدوم بعض بعد أن اختلفوا على من يتكلم أولاً ليفوز بشرف سحب السجادة وسرقة الكاميرا من باقي المحامين!

منك لله يا محامي سبانخ!

لقد كنا نتمنى جميعا أن نتابع محاكمة الرئيس السابق وباقي العصابة على الهواء مباشرة، لكننا كرهنا مشهد المحامين المتناحرين من فصيلة الأخ سبانخ، والذين عطلوا المحاكمة أكثر من مرة، وأفسدوا المشهد التاريخي العظيم الذي كان من الممكن أن يضاف إلى الرصيد الحضاري لمصر العظيمة، صاحبة حضارة السبعتلاف سنة، لكن 'سبانخ' وشلته أبوا أن يتم ذلك! منك لله ياسبانخ!'.
وحسن سبانخ هو دور المحامي في فيلم الأفوكاتو وأداه صديقنا الفنان عادل إمام.
وفي نفس العدد أراد زميله محمود عبد الشكور إظهار محبته لمبارك، فخصص له خمس فقرات من بين أربع عشرة، هي: 'صورة المخلوع والذين معه داخل القفص هي أفضل وسيلة لإقناع الرئيس القادم أن 'دخول القصر مش زي خروجه'.
- هل كان يدري الرئيس المخلوع عندما قال 'خليهم يتسلوا' أنه سيختار لنا المنشيت المناسب لوقائع محاكمته؟
- لو نظرت إلى رجال 'مبارك تستطيع أن تعرف من هو 'مبارك'.
- حتى الآن لم يحاكم المخلوع بالتهمة الأخطر والأهم وهي الفساد والإفساد السياسي على مدى ثلاثين عاماً.
- لم يكن عصر طهارة اليد، كان عصر 'خفة اليد'.

مبارك على قمة الدراما المصرية!

وبمناسبة الساخرين، فقد كان من الضروري أن يساهم زميلنا خفيف الظل محمد الرفاعي بقسط ولو بسيط في الهجوم على مبارك وولديه، فقال في 'صوت الأمة':
'الدراما المصرية الوحيدة التي وصلت إلى العالمية، حيث تتابعها الدنيا كلها على الهواء مباشرة، بشغف وانبهار ولهفة لدرجة أن ولية ولدت وهي بتتفرج عليها وبرضه متلقحة ومش عاوزة تقوم، وعمالة تصوت، اللي ما يشتري يتفرج يا نسوان هي محاكمة المخلوع وأسدين قصر النيل جمال وعلاء ولو اشتركنا بها في مهرجان كان السينمائي لحصلنا على السعفة الذهبية والفضية والبرونزية في نفس واحد، وحصل المخلوع على جائزة أجدع ممثل حتى لو أن اللي قدامه المخفي على عينه آل باتشينو، وفاز الأخوين الحلوين بجائزة أجدع ممثل دور تاني رجال مناصفة، ولحصل حبيب العادلي على شهادة تقدير خاصة، عن تجسيده الرائع لشخصية أحدب نوتردام، دراما مليئة أيضا بالمسخرة، فلأول مرة في التاريخ، نرى أحد الضباط الأشاوس بتاع طفي النور ياولية، احنا بتوع الداخلية، وهو يؤدي التحية لمتهم بالقتل!
وكأنه يؤمن في داخله، بأن ما فعله العادي عين العقل، وياريت كان خلص على بقية العيال اللي في التحرير وخلصنا، بدل البهدلة اللي شايفينها دلوقتي، حيث تجرأ الأوغاد والأندال على البهوات بتوع الداخلية أو جايز بقى ده هايبقى شعار الداخلية الجديد'.


مبارك ونانسي عجرم


وتعظيم سلام للمجرم ده أحلى من نانسي عجرم، وقد تجسدت المسخرة بأعلى درجاتها في الجلسة الأخيرة، فعند وصول المخلوع، شاهدنا علاء مبارك بيتمشى قدام قاعة المحكمة ولا أميتاب باتشان لا معاه حرس، ولا في إيده كلابشات، هو مش متهم برضه ولا إحنا فاهمين غلط يا إخوانا؟! ثم قام علاء بمنع المصورين من التقاط الصور للمخلوع، بينما البوليس بيتفرج عليه؟! أو عندهم تعليمات من الراجل الطيب الحاج عيسوي، انهم يسيبوه يفك زنقة، وأخوكم ومزنوق، ما يجراش حاجة يعني، احنا في شهر كريم. ويبدو أن الثلاثة، قد أفاقوا من صدمة المحاكمة الأولى، وعادوا إلى جبروتهم القديم، لدرجة أن ولا واحد فيهم قال أفندم، واكتفوا بكلمة موجود، جايز لأن الثورة لغت الألقاب من زمان، وفي نهاية الجلسة، رفع جمال يده بعلامة النصر، جايز فاكر نفسه في ماتش للمنتخب ولا حاجة، والمنتخب جاب جون أو أن الحاجة أم جمال، قالتله ما تخاف ياضنايا، أنا بادعيلكم ساعة الآذان إن ربنا ينصركم على مين يعاديكم'.

تمثيلية حمل المصاحف في القفص

ومن بين الذين أغاظهم هذا المشهد كان زميلنا بـ'الجمهورية' فتحي الصراوي وقال عنه يوم السبت في ملحق الجريدة الخاص بالحوادث، دموع الندم: 'ما حدث من جمال وعلاء مبارك أثناء محاكمتهم في الجلسة السابقة وشاهده الملايين يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن التمثيلية التي يقوم بها زبانية السلطة الحاكمة المخلوعة في القفص من حمل للمصاحف تدل على سوء تقدير للأمور، وسوء فهم للعواقب وسطحية في التفكير لمن كانوا يريدون أن يكونوا حكاما لمصر، بل أن الإشارات التي لوحوا بها تدل على شخصيات عنيدة في الباطل، استأثرت بالحرام وارتضته سبيلا، وما زالت تؤكد تحديها للشعب بأن ما نهبوه لن يسترد. كل يوم يؤكد أن الثورة أنقذت مصر من أكبر ورطة كان يمكن أن تتعرض لها طوال تاريخها العريق'.

اعدام مبارك او المؤبد كخيار ثان

ولهذا كله، وبسببه وبعد أن قرأ كل ما كتبه الحزانى، طالب زميلنا بـ'الأهرام' محمود المناوي في نفس اليوم، وإرضاء للكل بإعدام مبارك، فإذا تعذر ذلك، فلا أقل من المؤبد، وكانت له أسبابه القانونية المقنعة، قال بعد ان قرأ القانون: 'جاء القانون رقم 247 لـ1956 ليعاقب بالإعدام أو بالأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة رئيس الجمهورية إذا ارتكب عملا من أعمال الخيانة العظمى، أو عدم الولاء للنظام الجمهوري، وذلك فيه الكثير مما ينطبق على النظام الساقط كالتوريث وبيع الغاز لإسرائيل العدو الاستراتيجي لمصر بأموال المصريين، ولا ينسى لنفسه مليارات الدولارات كعمولات مقابل خيانة شعبه، كل ذلك لكي يؤمن التوريث لابنه عن طريق الرضا الإسرائيلي - الأمريكي، أن محاكمة مبارك وعصابته انتقام رباني لشعب مصر، فعدل الله يوجب علينا القصاص، حتى تهدأ النفوس وتستقر المجتمعات وترد الحقوق لأصحابها ويتعظ الطغاة والظالمون، وأن التسامح مع مبارك وعصابته جرم لا بد أن يترفع عنه، ولقد آن الأوان أن نضع الأمور في نصابها ونرشد عواطفنا، ويكون هؤلاء المجرمون عبرة لمن يعتبر'.

لماذا تراجعت الحكومة
عن سحب السفير من تل ابيب؟

بدأت العلاقات بين مصر وإسرائيل وما حدث من استشهاد ستة من جنودنا بعد أن هاجمتهم طائرة هليكوبتر إسرائيلية والمظاهرات التي اندلعت، ومحاصرة السفارة الإسرائيلية وإنزال علم إسرائيل ورفع العلم المصري، كل ذلك بدأ يجتذب اهتمامات الصحف، سواء في التغطيات الإخبارية أو التحقيقات أو التعليقات، وتعرضت الحكومة الى السخرية لأنها تراجعت عن إعلانها الأول بسحب السفير المصري من تل ابيب، وطالب البعض بإلغاء اتفاقية السلام، وآخرون طالبوا بتعديلها بحيث تسمح بتواجد عدد أكبر من قواتنا على الحدود، وأما أبرز ما نشر أمس فكان أوله لزميلتنا بـ'الأخبار' اماني ضرغام التي كانت فرحتها بقيام أحمد الشحات بانزال العلم الإسرائيلي، وقالت عن سر الفرحة: 'بدأت ليالي العشر الأواخر من رمضان بانزال العلم الإسرائيلي الذي دنس سماء القاهرة سنوات طويلة، بالتأكيد أن الشاب الذي وضع رأسه فوق كفه وصعد لأكثر من عشرين دورا لإزالة رمز الدولة الصهيونية، بطل مصري، حرق دمه وأعصابه استشهاد الجنود والضباط المصريين على حدودنا مع العدو، كل ما أرجوه أن نتعامل مع الشاب البطل بروح القانون وليس بالقانون الذي وضعه نظام ذهب مع الريح، أو حتى بقانون ماما أمريكا'.

الغيطاني ضد الانجرار للحرب مع اسرائيل

ونظل في 'الأخبار' لنلقي نظرة على تحذير زميلنا وصديقنا والأديب الكبير جمال الغيطاني من الذين يدعون للتورط في حرب مع إسرائيل، بقوله عنهم: 'صيحات الحرب التي تتردد الآن في القاهرة بين المتظاهرين وعلى لسان بعض رموز القوى السياسية لا يمكن وصفها إلا بالغوغائية وسوء النية، ولا أستبعد وجود عمل منظم لدفع مصر إلى صدام عسكري مع إسرائيل لن تنتج عنه إلا كارثة لن يكون الخروج منها سهلا. ثمة قوى في المنطقة وفي داخل مصر تضغط لتصعيد الموقف في اتجاه صدام عسكري سيفرض علينا في إطار ظروف غير مواتية على كل المستويات، وقد ينتج عنه احتلال سيناء والاستيلاء على قناة السويس الى مدى لا يعلمه إلا الله. ان الوضع الأمثل الآن بدء وزارة الخارجية بمجهود دبلوماسي لتعديل معاهدة كامب ديفيد بحيث يتم تعديل المواد الجائرة التي تحد من التواجد المصري العسكري في سيناء وخاصة المنطقة 'ج' المحاذية للحدود. لابد من اطلاق وجود الجيش المصري في سيناء، هذه مسألة أمن قومي بشكل مطلق ولو أن المظاهرات الليلية التي تحاصر السفارة وتطلق فيها الألعاب النارية في ظاهرة لا توجد في أي مكان بالعالم لو أن هذه الحشود طالبت بتعديل الاتفاقية لكان ذلك أجدى وأهم من التحريض على الحرب، والتحريض ضد اليهود على إطلاقهم، وهذا موقف عنصري يجب الوقوف ضده، فنحن ضد المشروع الصهيوني الاستيطاني ولسنا ضد اليهود كدين أو عرق، في العالم'.

تورط شباب في السخرية من الشهداء

وبالإضافة إلى هذه الفئة التي حذر منها جمال فإن أحد قادة الشباب في الثورة وهو الدكتور مصطفى النجار حذر أمس في 'المصري' من تورط شباب في السخرية من الشهداء بقوله: 'مضى البعض في اتجاه آخر يعمل على التهوين والتقليل من مخاطر الأمن القومي المصري والادعاء بأن ما يحدث في سيناء هو أزمة مفتعلة من المجلس العسكري للتغطية على المشاكل الداخلية، وشبهوا الوضع بالحقبة الناصرية التي رفعت شعار 'لا صوت يعلو فوق صوت المعركة'.

وقاحة الإسرائيليين تفضح عمالة النظام

وكان الأشد قسوة على نفسي بيان سياسي صدر من إحدى القوى السياسية بعنوان وقاحة الإسرائيليين تفضح عمالة النظام، وجاء في هذا البيان بالفقرة الأخيرة ما يلي 'الفزاعة الأمنية لن تلهينا عن استمرارنا في الثورة، بل تكشف الأحداث مدى عمالة النظام المصري للإسرائيليين والأمريكان'.
وبالتوازي وجدت عددا من التعليقات على التويتر والفيس بوك لبعض الشباب المحسوبين على الثورة، أو المدعين الثورية وهم يبدون الشماتة بسبب ما يحدث ويخلطون الأمور ببعضها البعض ولم أتخيل يوما أن أجد مصريا يقول إنني غير متعاطف مع من ماتوا على الحدود في سيناء لأنني غير راض عن أداء المجلس العسكري. أتذكر الموقف التاريخي والوطني لقيادات الشيوعيين والإخوان الذين كانوا يعانون أشد المعاناة في سجون عبد الناصر وحين وصلت إليهم الأخبار بأن مصر تستعد لحرب إسرائيل أرسلوا للنظام حينها طلبا بالتطوع في الجيش المصري وقالوا فيه إنهم يتجاوزون الآن خلافاتهم مع النظام ويقدمون المصلحة الوطنية على كل شيء، ما أشد المرارة التي اعتصرت قلبي كمصري وأنا أقارن بين الموقفين'.

معارك بين أنصار مبارك
وأهالي الشهداء خارج المحكمة

وإلى المعارك والردود، وهذه المرة ستكون معارك حقيقية وهي التي دارت بين أنصار مبارك، وأهالي الشهداء خارج المحكمة التي عقدت الجلسة الثانية لمحاكمته، وقد نشر تفاصيلها ملحق دموع الندم، والذي تخصصه 'الجمهورية' كل سبت عن الحوادث، وأعد التحقيق زميلانا هشام عبد الحفيظ ومحمد جمال، لأنهما شاهدا ما حدث وقالا عنه: 'ظهر مؤيدو مبارك أمام أكاديمية الشرطة في السادسة صباحا حيث كان ينقلهم 3 أتوبيسات مكيفة 'ميني باص' وبدت عليهم الحياة الفارهة التي ظهرت في ملابسهم الأنيقة وشياكتهم. وصل المؤيدون الى الساحة المقابلة لشاشة العرض ونظموا أنفسهم إلى صفوف متتالية وارتدوا 'تي شيرتات' بيضاء مكتوب عليها 'أنا مصري وأرفض إهانة الرئيس' وحملوا صورا للرئيس المخلوع ولافتات باللغة العربية وأخرى بالانكليزية ترفض محاكمته، وكان المؤيدون عبارة عن فريق مكون من 120 فرداً تقريبا بينهم 50 فتاة يتمتعن بالجمال والرشاقة وأناقة الملبس وكان للفريق أربعة منظمين، رئيس الفريق رجل في العقد الرابع من العمر يرتدي بدلة بنية اللون جالسا على كرسي خشبي أمام الفريق ويقوم بإعطائهم التعليمات والعبارات الهتافية، أما الثلاثة الآخرون فهم شباب في العقد الثالث من العمر قام أحدهم بطباعة عبارة 'أنا أحب مبارك' على وجوه أعضاء الفريق بواسطة 'ختم' أزرق اللون، باقي المنظمين أحضروا صورا فارهة وكبيرة للرئيس المخلوع ووزعوها بالمجان على أعضاء الفريق، كما أن هناك سجادة بطول مترين وبعرض متر ونصف كان مطبوع عليها صورة الرئيس مبارك وكانت تشكل اللافتة الرئيسية للفريق. في التاسعة صباح يوم المحاكمة وصل عدد من مؤيدي مبارك بسياراتهم في الجهة اليسرى لشاشة العرض، في التاسعة والنصف بدأ فريق مؤيدي مبارك يعمل عروضا جماعية تأييدا للرئيس المخلوع، وقاموا باستفزاز أسر الشهداء بعبارات التأييد والإشارة لهم بأصابعهم واستمر ذلك حتى دخول مبارك قفص الاتهام بنصف ساعة حتى تطورت المشادات بين الطرفين إلى أن قام مؤيدو الرئيس المخلوع بالتوجه إلى سياراتهم الملاكي، وأحضروا منها أسلحتهم من عصي خشبية وبلاستيكية وكرابيج وصواعق كهربائية، وأقبلوا بها على أسر الشهداء وتعدوا عليهم بتلك الأسلحة، الأمر الذي أدى لسقوط المصابين، وكانت تلك الأحداث أمام الشاشة مباشرة وسط آلاف من جنود الأمن المركزي الذين لم يتحرك لهم ساكن، وكأن شيئاً لم يحدث، ولم يتدخل أحد من رجال الأمن في فض المشاجرة حتى انه اصيب عدد كبير من الإعلاميين والصحافيين، ولم يمض نصف ساعة من الجولة الأولى من اشتباكات المؤيدين والمعارضين إلا وقام أسر الشهداء بتجميع كميات كبيرة من الحجارة ووضعوها داخل المكان المخصص لهم بالساحة، وأعلنوا فيما بينهم أنهم لن يهجموا على أحد، وإنما سوف يدافعون فقط عن أنفسهم، وبعد مرور أربع ساعات، فوجىء أهالي الشهداء بهجوم شباب مبارك عليهم، ورشقوهم بالزجاجات الفارغة وتعدوا عليهم بالكرابيج، والصواعق الكهربائية فرد أهالي الشهداء عليهم بالحجارة، هنا تدخل رجال الأمن، وكان أمرا غريبا للغاية، فقام رجال الأمن المركزي بمحاصرة أسر الشهداء مما أدى الى تمهيد الطريق لأنصار مبارك من اقتحام ساحتهم وأمسك أفراد من الأمن المركزي بعدد من أسر الشهداء. وقام أنصار مبارك بضربهم بالكرابيج والصواعق الكهربائية حتى ترك أسر الشهداء الساحة وفروا إلى الشارع يجمعون الحجارة ورشقوا بها قوات الأمن، وهتفوا عبارة، الداخلية بلطجية.

دعوة لاستيراد شرطة من بلاد بره

هذا وصف صحيفة حكومية، أما زميلنا وصديقنا بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي، فقد أوحت عليه المشاهد التي حدثت في الجلسة الثانية باقتراح عبقري، هو: 'الحل إذن أن نستورد شرطة من بلاد بره بعد أن أثبتت الشرطة المحلية نظرية أن العين لا تعلو على الحاجب فوقفت عاجزة في حضرة علاء وجمال يتجولان في الساحة ويرفعان الأصابع بعلامة النصر، وميزة رجل الشرطة الخواجة انه يتعامل مع المتهمين باعتبارهم سواسية، لا فارق عنده بين مجرم أصله رئيس وزارة ومجرم من الطبقة الكادحة، كلهم أمامه مجرمون وكلهم يلبسون الأساور وال######شات، والمتهم يقف في حضرة الشرطي الخواجة في وضع الانتباه، ويا ويله يا سواد ليله، لو تحرك خطوة زائدة فتنزل يد الشرطي الثقيلة على قفا المتهم الذي يقمر عيش'. رجل الشرطة الخواجة لن يسمح لجمعية المستقبل بأن تنظم الرحلات عيني عينك للبلطجية وتسلحهم بالسنج والشوم لزوم الاعتداء على أهالي الشهداء، والشرطي المستورد يستخدم الكلابش مع المتهمين، والكلابش مقصود منه العامل النفسي اكثر من العامل الأمني، وعلاء مبارك لن يستطيع الهرب من المحكمة التي يحاكم فيها لكن وجوده دون كلابشات يعطيه إحساساً بالحرية، وبأنه أكبر من المحاكمة، فرفع يديه تحية للجمهور المحتشد ووضع يده على الكاميرا ليمنع تصوير السيد النائم، وهو التصوير الذي تكلف الشيء العلاني.
انتهت الجلسة الثانية من المحاكمات بانتصار المتهمين معنويا وقد نفذ المحامي السيناريو المرسوم بكل دقة، وقد تغيرت كلمة السر هذه المرة وبدلا من ان يرد كل متهم بكلمة أفندم صارت كلمة السر موجود وهذا طبعا من 'افتكاسات الاستاذ خليفة خلف خلاف المحامي'. وخليفة خلف المحامي، هو الذي كان يترافع أمام المحكمة في مسرحية شاهد ما شافش حاجة، بطولة صديقنا الفنان عادل إمام.

مبارك كره مصر واحب فقط ابنيه وزوجته

أما أبناء مبارك، فقال عنهم يوم الأحد زميلنا بـ'الأخبار' أحمد إبراهيم: 'المنادون بالعفو عن مبارك لا بد أن يدركوا اننا لسنا أبناء مبارك ولكننا أبناء مصر، فمبارك لم يكن يوما عادلا، منصفاً، محباً لشعبه، وإلا فلماذا ترك مصر حتى أكل اللصوص خيراتها؟ مبارك لم يحب إلا مبارك فقط وابنيه وزوجته ولم يسع يوما للإصلاح والتغيير وجعل من زوجته فرعونة على مصر، فبعد كل هذا ننادي بالعفو عليه.
يا أبناء مبارك إذا كنتم تحبون مبارك، فاننا نحب مصر أكثر وشهداءها أكثر الذين ضحوا من أجل الحرية والكرامة وفقدوا حياتهم فداء لمصر وتذكروا أن مبار ك طغى في البلاد فأكثر فيها الفساد فكان عقابه ان صب عليه ربه سوط عذاب'.
ومن أبناء مبارك المشهورين الموسيقار عمرو مصطفى الذي خصص له زميلنا بمجلة 'الإذاعة والتليفزيون' أيمن الحكيم فقرة من بين خمس عشرة في عموده - الخط الأحمر - هي: 'بعد أن كشف العبقري شارلوك هولمز عمرو مصطفى عن أن الغاز المصري كان يصدر لفلسطين وليس لإسرائيل، اقترح أن نكرم المصري الهارب إلى إسبانيا حسين سالم ونمنحه جائزة الدولة التقديرية'.

ثورة 25 يناير ثورة أمريكية

وكنت قد شاهدت هذه الحلقة التي تحدث فيها عمرو وكانت معلوماته ولا اينشتاين زمانه، وأنكر في البداية ان له علاقة مع جمال مبارك، ثم اعترف بها، كما شاهد هذه الحلقة زميلنا وصديقنا بـ'الوفد'، حازم هاشم، فقال عنها في 'صوت الأمة': 'قال ملحن الأغاني للمذيعة مما لا نعرفه ويعرفه هو وحده: 'ثورة 25 يناير ثورة أمريكية، وعودوا الى إعلانات الكوكاكولا التي ظلت تردد 25 أكثر من مرة، مما دفع الشباب إلى الثورة، أما عبارة الشعب يريد إسقاط النظام فهذا نصيب إسرائيل في الدفع نحو الثورة، فإن كنتم لا تعلمون لفظة 'يريد' هي لفظة إسرائيلية! ولم يعط الضيف أي فرصة للمذيعة التي بدت كالفرخة الدايخة في يد الضيف، بل أضاف: 'نعم أنا أحب مبارك، وما زلت، وسأظل أحبه وأعلم أولادي أن يحبوه'! وبعد أن تحدث عن بعض مفاخره في التلحين تساءل عن الذين أفادوا مصر وأين هم، فلا أحد أفاد مصر - من وجهة نظره - كما أفادها هو! لم ينفد صبر المذيعة وهي تسمح ما يقول، بل سألته بحذر شديد عن رأيه الذي قال فيه إن الجوائز الدولية جميعها تمنح لمن يعملون لصالح الغرب! سألته المذيعة عن رأيه في الذين حصلوا على جائزة نوبل من المصريين أمثال نجيب محفوظ وأحمد زويل وهل هما نالا الجائزة لأنهما يعملان لصالح الغرب أجاب الضيف 'موسوعي المعرفة': قولي لي ماذا قدم أحمد زويل لمصر، وماذا قدم نجيب محفوظ، بل هل قرأت قصيدة نجيب محفوظ التي رفض فيها الدين! تداركت المذيعة الخطأ الذي تورط فيه الضيف فاعتبر نجيب محفوظ من الشعراء قائلة: تقصد رواية أولاد حارتنا، مش كده!'.

هويدي قلق من تهديدات العسكر للاسلاميين

ثم نتحول إلى نوعية أخرى من المعارك، فيوم السبت أبدى زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي في 'الشروق' عدم ارتياحه لما قاله رئيس الأركان الفريق سامي عنان أثناء اجتماعه مع عدد من الكتاب والمثقفين، يوم الأربعاء الماضي، وقال عنه: 'شممت رائحة غير مريحة في كلام رئيس الأركان الفريق سامي عنان الذي اعلن فيه ان مدنية الدولة أمن قومي لا مساومة عليه، وهو الإعلان الذي تحول إلى عنوان رئيسي للصفحات الأولى في صحف الخميس الماضي، ذلك ان الطريقة التي أبرز بها كلامه ذكرتني بتصريحات رؤساء الأركان في تركيا، الذين اعتبروا يوما ما، انهم حراس النظام العلماني هناك، وظل كل واحد منهم حين يريد أن يحذر القوى السياسية، وقبل ان يقوم بانقلابه يردد ان علمانية الدولة مسألة أمن قومي ولا مساومة عليها وهي المرحلة التي عانت منها تركيا كثيرا وتجاوزتها أخيرا، حتى اتجهت الحكومة في الوقت الراهن الى استصدار تشريع يمنع القوات المسلحة من إصدار بيانات سياسية.
وأرجح ألا يكون الرجل قد قصد المعنى الذي أشير إليه.

'روزاليوسف': لا دولة مدنية بحكم اسلامي

لكن زميلنا محمد جمال الدين رئيس مجلس إدارة مؤسسة 'روزاليوسف'، شم رائحة أخرى غير تلك التي شمها هويدي، وهي حسب شمه وقوله في مجلة 'روز': 'بماذا نفسر خروج أحد السلفيين ليقول إن السلفية مع الدولة المدنية لكن لا يجوز أن يتولى رئاسة الجمهورية مسيحي أو امرأة لأنه لا ولاية لذمي على مسلم ولا ولاية لامرأة على رجل رغم ما في هذا من تمييز واضح بين المواطنين 'بالمناسبة هذا التمييز غير موجود أصلا ضمن مبادىء الدولة المدنية' التي لا تفرق بين الرجل والمرأة أو بين المسلم والمسيحي فكلاهما مصري، ومؤخرا خرج علينا قطب إخواني ليقول انه يريد دولة مدنية تطبق الشريعة الإسلامية، ولم يقل لنا سيادته ما وضع المصريين الأقباط مما يقوله وما أثر ذلك على وحدة الدولة وتماسكها بحجة أنه لا يلزم المسيحيين بتطبيق الشريعة الإسلامية عليهم، الدولة المدنية لا تفصل بين الدين والدولة لأنه في حقيقة الأمر الدولة المدنية لا تتعامل مع الدين بهذا المنطق وانما تتعامل معه باعتباره المصدر الأساسي للقيم والأخلاق التي يجب أن تسود في المجتمع لأن الدين هو جوهر أي دولة وإنما تفصل عن الدولة رجال الدين لأنها ترى أن سلطة الدين مقرها نفس الإنسان وليس مقر الحكم، لذلك فلرجال الدين سلطتهم الدعوية، ولرجال السياسة سلطتهم الإدارية الخاصة بتسيير البلاد'.

الأهم أن تصبح مصر ولاية إسلامية

ومخاوف جمال الدين رددها يوم الأحد زميلنا في 'العربي' مسعد نوار بقوله: 'يبدو أن المقولة الشهيرة للمرشد العام للإخوان المسلمين بدأت تتحقق، أو على الأقل بدأوا في التمهيد لتحقيقها، ألا وهي'لا يهم أن يحكم مصر حاكم ماليزي أو أندونيسي لكن الأهم أن تصبح مصر ولاية إسلامية ضمن مشروع دولة الخلافة'، فمنذ يوم الجمعة الموافق 29 يوليو الماضي، باتت أعلام تنظيم القاعدة التي تحمل الرايات السوداء والتي اتخذتها الجماعات السلفية على مختلف أنواعها شعارا لها، وكذلك علم المملكة العربية السعودية الذي يحمل سيفين متقاطعين وشعاره لا إله إلا الله والذي اتخذته جماعة الإخوان المسلمين شعاراً وعلماً لها، في حين توارى تماما علم مصر!
وبدأ ظهور جماعات الجهاد وجماعات التبليغ والدعوة التابعة للتيار السلفي بدأ حالياً وبكثرة في شبه جزيرة سيناء خاصة في أعقاب إذاعة بيان تنظيم القاعدة الذي أعلن عن قيام ولاية إسلامية في سيناء، وبدأت جيوش من المسلحين الملثمين تسيطر على عدد من مدن سيناء تشمل العريش والشيخ زويد ورفح حاملين الأعلام السوداء الخاصة بتنظيم القاعدة!'.

وزير الداخلية يدافع عن زيارته لحزب الاخوان

ونظل مع الإخوان، وحديث وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي مع زميلنا وصديقنا عبد الحليم قنديل رئيس تحرير 'صوت الأمة'، وقوله له عن زيارته مقر الإخوان المسلمين: 'لو أي حزب تاني دعاني سألبي الدعوة لأني وزير داخلية مش ضابط شرطة، ولابد من التعامل مع كل الفصائل والمعارض قبل المؤيد، وجلست بجوار المرشد وقلت له لعلمك أنا واخد منك موقف لأنك اتهمت مجموعة ضباط أمن الدولة بسرقة شقتك في بني سويف لأنه بالفحص تبين ان الضباط اللي ذكرتهم ما خرجوش من بيوتهم في القاهرة، لأن ضباط أمن الدولة خايفين وحاسين ان الإخوان المسلمين مستهدفينهم فعلا وبالتالي في بيوتهم قاعدين في حالة توجس.
فقال لي بس انتوا ما عملتوش حاجة، فرديت عليه أنت اتهاماتك غيبية وخلي انتقادك موضوعي واحنا لما نغلط حنعترف وأنا جيت لك وحنفتح معاك صفحة جديدة أنا بأيدك وبأعاملك في إطار القانون، بره القانون أنا حبقى ضدك، أنا فتحت مباني أمن الدولة أمام الإخوان ودعينا ناس من عندك وراح خيرت الشاطىء وغيره، والناس دي في الأول كانت تدخل أمن الدولة وهي متغمية، وقلت للمرشد إذا كان عندك أنت غلط برضه صححه لأنك مش بتمارس دين بس أنت بتمارس دين وسياسة وأنت بقى معاك حزب وأنا حاتبعه بحكم عملي وإذا كان أمن الدولة زمان ليه تجاوزات، فبالقطع له جزء كبير جدا من الايجابيات، واللي حصل في التسعينيات أمن الدولة كان لها دور مؤثر وإيجابي تحت أي ظرف ولو فيه غلط نصلحه، وللعلم أنا للي تقدمت لمجلس الوزراء والمجلس العسكري بقوائم الجماعات الإسلامية للإفراج عنها'.

الظرفاء والخياطة والكوافيرة

وأخيراًَ إلى الظرفاء، والشكر موصول لزميلنا وصديقنا بـ'أخبار اليوم' محمد حلمي، لأنه يرفه عنا في نهار رمضان كل سبت في ملحق رمضان كريم، بفقرات عديدة، مثل فقرة بطبيعة الحال، وفيها يوم السبت قبل الماضي:
'- مرات العربجي تقدم الخشاف للضيوف في الجردل.
- الخياطة، بعد ما تحشي القطايفاية تسرجها.
- مدرسة الجغرافيا لما توزع الكنافة تدي كل واحد خرطة ومعاها مقياس رسم.
- الكوافيرة تبشر التوم على الفول بالمبرد.
- تاجر البانجو يحبس بلفافة قطايف.
- مرات العجلاتي تظبط سلوكها في رمضان'.
وفي بابه سمعنا ضحكتك قال:
- خد دي بسرعة قبل المدفع: ضابط أمن مركزي بيلعب شطرنج مالقاش العساكر'.
ويوم السبت الماضي، قال في - بطبيعة الحال - :
- مرات الجراح تقفل القطايفاية بسبع غرز.
- مرات المكوجي تفرد قمر الدين بالمكوة.
- مرات الحلاق قبل ما تبل البلحة تفتحها بالموس.
- الجراح يقطع الكنافة بالمشرط.
- مرات الجواهرجي تشتري الفول بالجرام.
- مرات النجار تحشي القطايفاية وتقفلها بالغرا'.
أما في بابه - سمعنا ضحكتك ـ فقد أمدنا بعدد من النكت، منها:
'- انتهى الطبيب من الكشف على الرجل المريض، ثم سأله: ايه يادكتور، قال الطبيب، عندك تمور في العضلات.
والثانية كانت:
- شفت المعلم سيد مبيض المحارة، عمل إيه؟
- إيه؟
- عمل مائدة الرحمن كلها مأكولات بحرية بس غريبة جدا.
- إزاي؟
- حط لكل واحد سمكة وعشرين محارة.
أما الثالثة والأخيرة فهي.
- الواد رزه ابن بتاع الكشري طلع دمه خفيف جدا.
- إزاي؟.
- امبارح باسأله انت في سنة كام يارزة؟
- قال لك ايه؟
- قال لي في صلصة ابتدائي'.

ال###### بتاعكم اسمه إيه؟

وفي صفحته بملحق النهاردة اجازة الذي يقدمه الشاعر والزجال خفيف الظل ياسر قطامش، جاء في فقرة عن مجلة البعكوكة زمان، قال: 'في مجلة البعكوكة الصادرة في رمضان - يوليو 1950 اخترت لكم هذه النكت:
- قال الطفل لأبيه البخيل، رمضان جاء يابابا، فقال البخيل، طيب قل له بابا مش هنا.
- قال الطفل لجاره الصغير، ال###### بتاعكم اسمه إيه؟ فقال بندق، فسأله والقطة اسمها إيه، فقال مشمشية، فقال يابختكم جبتم حاجة رمضان.
- قالت الزوجة لزوجها، فساتيني دابت زي الكنافة، وعفش البيت بقى مكسرات، فقال الزوج، حاجة عال قوي، ده رزق رمضان'.

-----------------------

الديمقراطية والإسلام‏..‏ ومعركة الدستور
بقلم: د. وحيد عبدالمجيد
223

ليس هناك خلاف جوهري بين المصريين يبرر المعركة التي اشتعلت حول الدستور الجديد وباتت تهدد مستقبل البلاد والعباد‏.‏ ربما يبدو الأمر لمن يتابع هذه المعركة‏,‏ حين يشتد الصخب‏,‏ كما لو أننا في بلد جديد بلا تاريخ ولا هوية ولا تجربة‏.‏

وقد يبدو, أيضا, كما لو أننا مجموعة من البشر لا يجمعهم جامع هبطوا للمرة الأولي علي جزيرة مهملة ويريدون أن يقيموا فيها دولة ويصدروا دستورا لها.
فإذا لم يكن الأمر كذلك, فلماذا كل هذا الانقسام الذي يوحي بأننا في معركة ضروس علي هوية هذا البلد, وما الذي يجعلنا في هذا الهم المقيم بينما تصدر شعوب أخري دساتيرها وتغيرها وتنتخب ممثليها وكأنها تحتفل بأعياد كلها فرح وحبور؟
الإجابة ليست صعبة, ولكنها مؤلمة. إنها أزمة عدم الثقة التي تراكمت بين كثير من الإسلاميين في جانب وكثير من الليبرالين واليسار في جانب آخر, وفاقمها النظام السابق عندما نجح في تسويق الخوف من كل ما هو إسلامي وجعله فزاعة مرعبة. وإذا أضفنا إلي هذه الأزمة مشكلة أخري مزمنة ومركبة هي مزيج من تغليب المصالح الخاصة علي المصلحة الوطنية وضعف الثقافة التوافقية في بيئة سياسية متصدعة, يصبح سهلا تحويل أي خلاف إلي صراع يخلق انقساما ويهدد بصدام. كما يصير من اليسير بالنسبة إلي غلاة الإسلاميين والعلمانيين افتعال معركة حول هوية الدولة المصرية واستدراج غيرهم إليها حتي حين يكون الوطن مهددا يئن من وطأة الانقسام.



ولذلك, كان استفتاء 19 مارس الماضي بداية انزلاق إلي معركة مصنوعة حول هوية دولة لا تختلف أغلبية ساحقة من شعبها وأطراف ساحتها السياسية علي أنها عربية إسلامية. وليست معركة الدستور الراهنة والخلاف الحاد علي استباق إصداره بوضع مبادئ يسميها البعض فوق دستورية أو حاكمة للدستور إلا تصعيدا لمعركة الهوية دون مبرر أو مقتضي.
فلا تعارض بين صحيح الدولة المدنية وصحيح الإسلام, لأن اغلبيتنا متفقون علي أن المقصود دولة ديمقراطية عادلة يكون الشعب فيها هو صاحب السيادة ومصدر السلطة وتكون الشرعية الإسلامية هي مصدر نظامها القانوني. فلا هي دولة علمانية لم تعرفها مصر في تاريخها الحديث, ولا هي دولة دينية لا أصل لها في الإسلام ولا فرع.
وهذا هو ما توافق عليه المصريون حين أتيح لهم أن يحددوا هوية دولتهم في مجري نضالهم الوطني من أجل الاستقلال والدستور. فلم يكن الإسلاميون هم الذين أكدوا في الدستور 1923 أن الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية. فقد حدث ذلك قبيل ميلاد جماعة الإخوان المسلمين وفي ظل انصراف السلفيين عن المشاركة السياسية. كان الليبراليون هم القوة الرئيسية في الساحة السياسية. وكان الوفد هو قائد التيار الرئيسي في المجتمع المصري بمختلف أطيافه وفئاته التي يجمعها الإسلام والعروبة.


كما لم يكن الإسلاميون هم الذين حسموا استمرار النص علي الإسلام واللغة العربية في مشروع دستور 1954 حين حدث خلاف عليه في الجدل العام الذي أثير بعيد تشكيل لجنة الخمسين لإعداد ذلك المشروع, بل البكباشي جمال عبد الناصر الذي تدخل ناصحا بأن في هذا الخلاف مضيعة للوقت والجهد.
وليس صحيحا أن الرئيس الراحل أنور السادات أراد مغازلة الإسلاميين عام 1980 عندما جعل الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع عند تعديل دستور 1971 فلم يكن لجماعة الإخوان العائدة لتوها في ذلك الوقت من غياهب المعتقلات والمهاجر بعد محنة كبري وزن سياسي كبير عام 1980
ولذلك فقد أراد السادات أن يتقرب إلي شعبه الذي كان غضبه عليه قد أخذ يشتد بعد الصلح مع العدو وازدياد الفقر وتراجع دور الدولة الاجتماعي, في الوقت الذي دخل التعدد الحزبي في طريق مسدود وتحول إلي ديكور سياسي.
ويعني ذلك أنه لا يوجد خلاف علي هوية مصر العربية الإسلامية, ولا علي موقع الشريعة في الدستور. وهذا هو ما يدركه كثير من الإسلاميين علي رأسهم الإخوان, كما لا يوجد خلاف علي الحريات التي تمثل أساس الدولة الديمقراطية. وهذا هو ما يعرفه كثير من الليبراليين في مقدمتهم حزب الوفد وطيف واسع من الأحزاب والمنابر والشخصيات علي الجانبين, وكثير من الناصريين وبعض اليسار. فلا مشكلة جوهرية إذن بشأن المقومات الأساسية للدستور الجديد الذي ينبغي أن يقوم علي توازن بين حرية النظام السياسي وإسلامية النظام القانوني وخصوصية النظام الاجتماعي الذي تسوده قيم إسلامية مختلطة بتقاليد محافظة وأخري متحررة ولكنها ليست مستقلة عن هذه القيم.


ولا خطر من وجود خلاف علي هذه المقومات في أقصي طرفي الساحة السياسية حتي إذا كان أحدهما تضخم نتيجة دخول السلفيين إلي هذه الساحة علي نحو أصاب البعض بالخوف وأتاح لبعض آخر فرصة لإعادة إنتاج الفزاعة الإسلامية. فليس السلفيون كلهم خارج دائرة التوافق الممكن علي الدستور الجديد. ولا غلاتهم الذين جعلوا هامش التشدد في الساحة الإسلامية أكبر حجما, ولا غلاة العلمانيين الذين جعلوا هامش التشدد في الساحة الليبرالية اليسارية أعلي صوتا, يستطيعون تقويض امكانات التوافق علي مبادئ دستورية أساسية إذا أعطي المعتدلون في الساحتين- وهم الأغلبية- الأولوية لمصلحة الوطن وصمدوا في مواجهة الهجمات والاتهامات التي يتعرض لها كل فريق منهما في داخل ساحته.
وعندئذ سيكون في إمكانهم ليس فقط عبور معركة الدستور بسلام دون حاجة إلي مواد حاكمة أو إعلان دستوري, ولكن أيضا وضع حجر الأساس لمصر الجديدة بنظامها الديمقراطي وهويتها الإسلامية والعربية.


-------------


الثورة بين أهل الثقة وأهل الخبرة
بقلم: د. مصطفى الفقى
176

مازلنا نتذكر ما جري توصيفه في منتصف خمسينيات القرن الماضي تحت مسمي أزمة المثقفين‏,‏ حيث تناول الصحفيون والكتاب التفرقة بين أهل الثقة وأهل الخبرة علي اعتبار أن ثورة يوليو 1952‏ قد استبدلت بأهل الخبرة في المجالات المختلفة من تعتبرهم من أهل الثقة‏,

وتضمن ولاءهم لمجلس قيادة الثورة حينذاك. وقد كان معظم من استعانت بهم من العسكريين مع بعض المدنيين الذين التحقوا بقطار الثورة في أول عربة من أمثال عزيز صدقي ومصطفي خليل وسيد مرعي وغيرهم, وليس ذلك جديدا علي الثورات, فهي دائما تقوم بعملية استبعاد تلقائي لا لمن تظنهم خصوما لها فقط, ولكن ايضا لمن تري فيهم رموزا لعهد مضي, وذلك قد يكون تفكيرا مشروعا, إلا أن هناك محاذير تحيط بهذا الاسلوب من التفكير النمطي الذي يحتاج الي مراجع علي ضوء الأوضاع القائمة مع كل ثورة, والظروف المحيطة بها علي مستوي الدولة, ولم تخرج ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 عن هذا السياق التقليدي للثورات المعاصرة أو حتي الانقلابات العسكرية الطارئة ولكننا نتدارك هنا قائلين إن أهل الخبرة يمثلون تراكما معرفيا يرتبط بمصر الدولة, بينما قد يمثل أهل الثقة تراكما وطنيا محسوبا علي الثورة, ولعلي أسجل بداية أنني من غير المتحمسين للإطاحة بكل من عمل مع النظام السابق, مؤمنا بأن من شارك فيه ليس بالضرورة فاسدا, لأن هناك فارقا بين فساد العهد وفساد كل المشاركين فيه, إذ ليس كل من تعامل مع نظام فاسد هو فاسد بالضرورة, خصوصا إذا كان ذلك النظام قد استمر لأكثر من ثلاثين عاما كاملة متجاوزا العمر الافتراضي لأنظمة الحكم المعاصرة, كما أن كثيرا من النظم الفاسدة قد تتحلي ببعض الرموز الوطنية وتقبل منها هامشا للمعارضة تدرأ به الهجوم عليها وتجد في الإبقاء عليهم تجميلا لصورتها وتحسينا لدورها, لذلك يهمني هنا أن أسجل الملاحظات التالية:ــ
أولها: أخشي أن يمتد بشبابنا حماسهم الثوري علي نحو يؤدي إلي تفريغ كثير من مؤسسات الوطن وهيئاته من قيادات ذات خبرة مشهودة, أو عناصر ذات كفاءة معروفة بدعوي أنهم كانوا شركاء في نظام مبارك, أو تعاونوا مع بعض رموزه في مراحل معينة, وهنا لابد من وقفة موضوعية عادلة إذ لم تكن الصورة واضحة, كما نراها الآن, ولم تكن الحقائق قد تكشفت علي النحو الذي نشهده حاليا, فلم يكن حجم فساد ذلك النظام معروفا بهذه الدرجة, ولم نكن ندرك أيضا خواء مؤسساته السيادية والسياسية والأمنية علي النحو الذي جري كشفه مؤخرا, بل إنني أزعم ان الكثيرين ممن تعاملوا مع ذلك النظام قد عبروا في مناسبات كثيرة عن معظم شعارات ثورة الخامس والعشرين من يناير بطرق مختلفة لا تخلو من الرمزية أحيانا, والتغليف الدبلوماسي غالبا خشية بطش النظام وابتزازه لسمعة كل من كان يقف في طريقه, بل إنني حين أراجع مقالاتي المنشورة في السنوات العشر الاخيرة أجد فيها ما يدهشني من أن تلك الأفكار والعبارات قد مرت مع تدفق المياه الوطنية تحت جسور نظام كان مترهلا بفعل التزاوج بين الفساد والاستبداد, أي بين الثروة والسلطة, وهو ما أشرنا إليه في مناسبات عديدة قبل اندلاع ثورة يناير الشعبية بسنوات.
ثانيتها: كان النظام السابق يتمتع بقبضة أمنية غاشمة وأساليب تحتية للإساءة لكل من يحاول الخروج عن الخطوط العريضة له ورؤيته الضيقة التي أدت الي تراجع دور مصر الإقليمي ومكانتها القومية بصورة كانت مصدر خجل لنا عربيا ودوليا, ولقد عبرت شخصيا عن ذلك في محاضرة عامة قلت فيها بالنص إن الرئيس (مبارك) لا يهتم بالدور الإقليمي لـ(مصر) ولا تعنيه قيادتها القومية وقد اتخذت صحيفة البديل التي أسسها وأدارها الراحل د. محمد السيد سعيد من هذا التصريح عنوانها الاساسي, وكان الثمن غاليا إذ تباري كتاب الصحف المسماة القومية وقتها يلعنون صاحب التصريح, ويشهرون بتاريخه بشكل مبتذل للغاية, حتي أن رئيس تحرير إحداها جعل صفحته الأولي سجلا حافلا بالسباب والشتائم والعبارات القذرة ضدي, فقمت بتقديم بلاغ فوري للنائب العام ومازالت القضية أمام النيابة العامة لم يتم حفظها حتي الآن, وقد اكتشفت أن ذلك السباب كان جزءا من حملة جاءت بتعليمات مباشرة من الرئيس السابق حتي أنه قال لرئيس تحرير تلك الصحيفة في مناسبة عامة( حسنا ما فعلت بل وأرجو منك المزيد), وهكذا كان يتعامل النظام الذي سقط مع كافة الرموز الاصلاحية في داخله, وهم الذين توهموا أن التغيير من داخل إطار النظم قد يكون مكملا لضغوط المعارضة من خارجه.
ثالثتها: إن الحديث عن أهل الثقة والخبرة يقتضي دراسة كل حالة علي حدة, والتوقف عن التعميم الظـالم ومحاولة فتح صفحة جديدة أمام العناصر غير المتورطة في جرائم يدينها قضاء مصر المعروف بالعراقة والشموخ ورفض الضغوط والاملاءات في مختلف الظروف, ولنتذكر دائما أننا أبناء وطن واحد لا تحتكر فيه الوطنية المصرية جماعة دون غيرها, كما أن لكل عصر ظروفه, ولكل عهد ملابساته, وليس كل من مر بـ ميدان التحرير قد أصبح ثائرا, وليس كل من تخلف عن الخروج أضحي خائنا! ولنتذكر أن النظام السابق قد قام بتجريف الدولة من كثير من كفاءاتها, وتعويق مسيرة المتميزين فيها بحكم مركب النقص الذي كان يقبع في أعماق رموزه فيدفعهم الي الإطاحة بكل صاحب فكر مهما كان انتماؤه, ولنتذكر ان نبي الاسلام محمد صلي الله عليه وسلم, قد ضرب المثال الرفيع في جمع الكلمة ولم الشمل حتي وصل به الأمر الي القول بأن خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام ولم يقم بعملية انتقام انتقائية, أو عملية فرز تحكمية, بل دعم الإسلام الحنيف بكل من قبل الدعوة وانضوي تحت لوائها.
... خلاصة ما أريد أن أذهب إليه من هذا المقال الشائك هو أن ألفت النظر الي ضرورة الحذر عند التفرقة بين أهل الثقة وأهل الخبرة حتي لا تخسر مصر الدولة بعضا من أكفأ ابنائها بينما لن تربح مصر الثورة من فقدانهم شيئا, والعبرة في النهاية تكون بالولاء, لتراب الوطن.. ولن نستبدل أبدا خوفنا السابق من ديكتاتورية انهارت بخوف جديد من مصدر مختلف مهما كانت الظروف والتحديات فمصر لأبنائها الشرفاء بغير تفرقة أو استثناء.


----

Post: #36
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 08-24-2011, 06:23 AM
Parent: #35

بدو سيناء ليسوا موالين للدولة المصرية
تسفي بارئيل
2011-08-23

بيان الحكومة المصرية الذي نشر فجر يوم السبت في وسائل الاعلام العربية ذاك الذي بشر بقرار اعادة السفير المصري من اسرائيل وبعد ذلك الغي يتضمن ايضا بندا عن البدو في سيناء. 'ستتشكل لجنة حكومية خاصة، تشارك فيها كل الوزارات الحكومية، لاقامة جهاز لتطوير عام لسيناء. هذا الجهاز سيشرف على كل مجالات التنمية والازدهار، في المستوى السياسي، الاجتماعي والاقتصادي ويعمل على حل مشاكل البدو... وذلك انطلاقا من الاعتراف بان عملية التنمية في سيناء هي خط الدفاع الاول في وجه المؤامرات الاقليمية التي ستتصدى مصر لها بكل التصميم'. اصبع الاتهام المصري ليس موجها هذه المرة لاسرائيل، بل لايران، الصومال والتنظيمات في غزة المرتبطة بالقاعدة والتي اقامت مراكز تدريب ومخازن سلاح في سيناء.
الاعتراف في أن اهمال البدو في سيناء في عهد حسني مبارك مس بالامن القومي، يوجد له بالفعل معنى استراتيجي. ولكن معالجة مشاكلهم واعادة بناء الوضع الاقتصادي لنحو 360 الف بدوي من سكان شبه جزيرة سيناء ليستا مهمتين بسيطتين. فاعلان النوايا الطيبة كان ايضا في عهد مبارك. حين أعلن باحتفالية عن خطة اقامة نحو 80 قرية بدوية جديدة، تقام فيها مصانع، ولكن شيئا لم يحصل.
التقرير عن وضع البدو في سيناء، الذي نشره في العام 2007 المعهد الدولي لبحوث النزاعات، قضى بأنهم مبعدون من قبل الحكومة عن كل نشاط سياحي. وبدلا من ذلك فانها تشجع المواطنين من المدن المصرية للانتقال للعمل في السياحة في شبه الجزيرة في محاولة لحل قسم من مشاكل العمالة العسيرة داخل الدولة. منذ 2001 لم تقم في سيناء مشاريع صناعية، وفي المصانع القائمة لا يعمل اكثر من 5 الاف عامل. وحسب التقرير يعتبر البدو متعاونين مع اسرائيل، او على الاقل ليسوا موالين للدولة المصرية. في المدارس البائسة في سيناء يتعلم البدو التراث الفرعوني، وعندما يطالب التلاميذ بتعلم تراثهم، يستدعي المعلمون الاهالي للاستفسار والحديث.
كما اتهمت السلطات المصرية البدو بالمسؤولية عن العمليات في شواطىء سيناء في اعوام 2004 2006، وفي اعقاب ذلك تحول شمال سيناء الى منطقة عسكرية بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى. قرابة 3 الاف بدوي اعتقلوا وبقوا لزمن طويل في السجن دون محاكمة؛ الحواجز على الطرق جعلت عبور البضائع والاشخاص من منطقة الى اخرى صعبا، والتفتيشات من بيت الى بيت، بما في ذلك المس بالنساء، طورت ثقافة نفور وكراهية للحكم المصري. اضافة الى ذلك بدأت الحكومة المصرية باقامة جدار أمني حول الفنادق في شرم الشيخ كحماية ضد 'غزو البدو' المواقع السياحية التي يسيطر عليها مواطنون مصريون من القاهرة.

في آذار من هذا العام بدأ البدو في جنوب سيناء سلسلة اعتصامات في منشآت قوة الرقابة الدولية التي تشكلت في أعقاب اتفاقات كامب ديفيد وطالبوا برفع رواتبهم لتتساوى مع الرواتب التي تدفع لمواطنين مصريين آخرين. وعرضوا على الصحفيين معطيات تفيد بانهم يكسبون بين 400 و 1000 جنيه مصري بينما العاملون المصريون والاجانب يكسبون 10 12 الف جنيه في الشهر. كما طالبوا بنقل مبارك وابناء عائلته من شرم الشيخ الى القاهرة، بدعوى ان وجودهم هناك والحراسة العسكرية المشددة عليهم تمس جدا بصناعة السياحة وبرزقهم.


والاغلاق الاسرائيلي على غزة بالذات أدى الى بعض التحسن في الوضع الاقتصادي: صناعة الانفاق خلقت طبقة جديدة من 'مدراء الانفاق' البدو، الذين اغتنوا من التهريب. ارباب المال هؤلاء أدوا أيضا دور الدولة. فقد حرصوا على جلب أطباء الى القبائل، تطوير جهاز تعليم واقامة مؤسسات رفاه وزعت المال على المحتاجين. والى الفراغ الحكومي هذا دخلت بشكل طبيعي ايضا منظمات متطرفة، عرضت مساعدات مباشرة مقابل التعاون في تهريب السلاح لرجالهم في غزة او لتنفيذ عمليات ضد ممثلي الحكومة. وحسب احدى برقيات ويكيليكس أعرب وزير المخابرات المصرية السابق، عمر سليمان عن تخوفه من مخططات ايرانية لتجنيد البدو في خدمة حماس. الحكومة المصرية في عهد مبارك حاولت بين الحين والاخر عقد لقاءات مصالحة مع البدو والوصول معهم الى اتفاقات عن التعاون ضد المنظمات المتطرفة، ولكن بالمقابل، تقدمت أساسا بوعود لتحسين الوضع الاقتصادي، دون أن يتم الكثير. اما النظام الجديد الذي قام بعد الثورة في كانون الثاني من هذا العام فقد بدأ هو ايضا بسلسلة اتصالات تصريحية، وفي خطوة رمزية حل رئيس الوزراء عصام شرف في نيسان ضيفا على رؤساء القبائل في جنوب سيناء، تناول الطعام معهم بتغطية اعلامية ووعد بفتح صفحة جديدة في العلاقات معهم والاستجابة لمطالبهم. وأعلن شرف الذي حمل معه رسالة تمنيات طيبة من رئيس المجلس العسكري الاعلى حسين طنطاوي قائلا: 'جئت اليكم كي نأكل معا خبزا وملحا'.


بعد وقت قصير من الزيارة نفذت العملية في انبوب الغاز في شمال سيناء. بعد اشهر من ذلك تضرر انبوب الغاز مرة اخرى، ومحطة الشرطة في العريش تعرضت للاعتداء من قبل مسلحين، بمن فيهم بدو. ومع ان الحكومة المصرية اشارت الى نشطاء فلسطينيين من غزة بانهم هم المسؤولون عن هذه العمليات، الا ان قوات الامن المصرية شرعت بهجوم على البدو بالذات.
مصر تتخذ جانب الحذر من اتهام البدو في العمليات على طريق ايلات، ولكن اختبارها الحقيقي يوجد في تعطيل حالة عداء طويلة المدى معهم، وبتبنيهم كمواطنين متساوي الحقوق يمكنهم ان يساهموا في الامن القومي في شبه جزيرة سيناء.
هآرتس 23/8/2011




مطالبة المجلس العسكري بمحاكمة من رفعوا علم السعودية.. ومحاولات لتهدئة الأزمة مع إسرائيل
حسنين كروم
2011-08-23




القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم:

ليبيا ودخول الثوار العاصمة طرابلس، وتضارب الأنباء حول مصير القذافي وابنيه محمد وسيف الإسلام،




كانت أبرز الأخبار والموضوعات التي اهتمت بها الصحف المصرية الصادرة امس الثلاثاء، وكان كاريكاتير زميلنا بجريدة 'روزاليوسف' أنور عن اثنين من ثوار ليبيا امام القذافي، دخلا للقبض عليه، وهو يصيح فيهم ثلاث صيحات من أنتم، من أنتم، من أنتم، ولكن جاءت سيارة تتبع مستشفى المجانين ونزل منها ممرض وقال لهما: - لأ، متعملوش فيه حاجة، ده يلزمنا احنا.
وواصلت الصحف الاهتمام بردود الأفعال على العدوان الإسرائيلي، واستشهاد ستة من أبنائنا، والاحتفاء بأحمد الشحات الذي تسلق العمارة وانزل علم إسرائيل عنها ورفع علم مصر، وقرار محافظ الشرقية، زميلنا وصديقنا عزازي علي عزازي منحه شقة، كما يتزايد الاتجاه للتهدئة، بعد أن قدمت إسرائيل الاعتذار ووافقت على تكوين لجنة مشتركة للتحقيق في الحادث بالإضافة الى ان سياسيين وقانونيين بدأوا يستنكرون مهاجمة السفارة، لأنها أرض أجنبية وفي حماية الدولة.
ونشرت الصحف عن الاستعدادات لعيد الفطر المبارك ونفي وجود أزمة في البنزين 80 وتناول عمرو موسى المرشح المحتمل للرئاسة طعام الإفطار مع سكان المقابر والإمام الشافعي بدعوة من جمعية - العالم بيتي - وزيارة كل من هايدي راسخ وخديجة الجمال زوجيهما في سجن طرة، علاء وجمال مبارك، وبلاغات للنائب العام تتهم الأمن باختطاف الناشط محمود شعبان من جماعة البرادعي في الإسكندرية، واختطاف خالد تليمة عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة، ونفي مصدر بالداخلية، ووفاة الفنان كمال الشناوي. وإلى بعض مما عندنا:

سوزان ووصية مبارك

بلغت الشماتة في الحكام العرب مبلغها لدرجة كثرة التوقعات عن التالي، هل هو بشار الأسد ام علي عبد الله صالح بعد سقوط بن علي ومبارك، الذي خصصت له 'روزاليوسف' موضوعها الرئيسي في الصفحة الأولى، وقالت فيه: 'أكد زوار الرئيس المخلوع أنه كتب وصيته وسجلها لدى محامي الأسرة، وتم السماح له من مكتب النائب العام بتوثيق وصيته في الشهر العقاري التي لا يعلم أحد حتى الآن محتواها سوى محاميه.
يذكر أن المخلوع قد طلب من زوجته الخروج أثناء كتابة المحامي للوصية وقد استمرت جلسة المخلوع مع المحامي سبعين دقيقة ورافق المحامي اثناء تسجيل الوصية كاتب قام بتسجيلها على جهاز كمبيوتر محمول، وفي هذا الإطار قام المحامي بتسجيل الوصية بشكل رسمي دون ان يعلم أياً من أفراد الأسرة تفصيلات هذه الوصية.
أصيبت سوزان مبارك بتوتر نفسي لعدم تمكنها من الإقامة بشكل دائم مع زوجها، وعليها ان تحصل على تصاريح زيارة من النائب العام، المعروف أن المتهم المحبوس في المستشفيات الخاضعة للسجون المصرية يصرح لأقاربه بالزيارة من خلال مكتب النائب العام، ويدون في تصريح الزيارة الساعات المحددة للزيارة، يذكر ان سوزان مبارك كانت تقيم إقامة دائمة في مستشفى شرم الشيخ مع زوجها، واختلف الوضع بالمركز الطبي العالمي على النقيض تماما لخضوعه لتعليمات صارمة لا تمكن سوزان من التجاوز في البقاء مع زوجها لمدد زمنية طويلة خاصة بعد تسلم وزارة الداخلية مسؤوليتها الكاملة في كل ما يخص الرئيس المخلوع والحالة الوحيدة التي يقوم الجيش خلالها بتأمين المخلوع اثناء نقله من وإلى المحاكمات'.

تحذيرات عسكرية من مؤامرات على سيناء

يتزايد الاهتمام بالوضع في سيناء وحفظ الأمن فيها ورفض أي تدخل دولي .
ونسرت 'المساء' تحقيقا لزميلنا أشرف سويلم من محافظة جنوب سيناء عن اجتماع عدد من اعضاء المجلس العسكري مع قيادات البدو وجاء فيه: 'أكد اللواء أ. ح عادل عمارة عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة ان سيناء مطمع للقوى الخارجية لأنها محط أنظار العالم. ان عدونا ليس هو الذي يهدد الحدود فقط بل ان العدو الحقيقي هو الذي تسممت أفكاره كما حدث في شمال سيناء وقد يكون هؤلاء مأجورين لتدمير الوطن.
أكد اننا نرصد إثارة الفتنة بين أبناء سيناء والقوات المسلحة وقد لمسنا من أبناء سيناء التعاون البناء للحفاظ على استقرار جنوب سيناء منذ بداية الثورة.
أكد اللواء أ. ح كمال عامر قائد المخابرات الحربية السابق ان هناك العديد من التحديات التي تهدد سيناء ومصر، فهناك تحديات خارجية تتعلق بالاتفاقيات الخارجية التي تعهدت بها مصر ويجب احترامها أنه إذا زاد الانفلات الأمني والتهديدات سوف يؤدي الى ذرائع لتدخل القوات الخارجية في شؤون مصر، هناك تحد يتمثل في الطمع في أرض سيناء لأن هناك بعض التطلعات لإنهاء المشكلة الفلسطينية على حساب جزء من أرض سيناء'.

مسابقة رمضان من اموال الفقراء المنهوبة

والى معارك الإسلاميين، وتلك التي تتعلق بهم، وعندي عدد لا بأس به، واثنتان منها من 'اللواء الإسلامي'، الأولى للأستاذ بجامعة الأزهر، الدكتور عبد الله النجار وكانت ضد كل من رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب السابق والمتهم في موقعة الجمل، محمد أبو العينين، وصديقنا المحبوس حالياً ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار 'أخبار اليوم' السابق عهدي فضلي، وزميلنا ممتاز القط رئيس تحريرها السابق فقال عن مسابقة القرآن التي كان ينظمها كل رمضان أبو العينين: 'كانت من أموال الفقراء المنهوبة، وخيرات مصر المسلوبة التي استولى عليها أولئك المنافقون الأشرار، ثم تمادوا في غيهم وظنوا أن بمقدورهم أن يمكروا على الله بعد أن مكروا على عباده وضحكوا عليهم بتلك الألاعيب الدينية البهلوانية، التي لم يكونوا يريدون بها وجه الله، أن تلك المسابقات الرمضانية التي كانت تنشر عنها صفحات في الجريدة المشهورة التي أطاحت الثورة برئيس تحريرها لما شاب عمله من الغش والخداع والاستخفاف بعقول المسلمين، هذه المسابقات لم تكن إلا أداة لغسيل أموالهم القذرة التي نهبوها من قوت الشعب، ووسيلة لستر جرائمهم الكبرى في حق الله والناس والوطن. فقامت الثورة لتضع نهاية منطقية لذلك النفاق ال###### على دين الله، وعلى عباد الله وهنا يثور تساؤل عن مدى مشروعية إنفاقهم لتلك الأموال المنهوبة على كتاب الله تعالى وما إذا كان ذلك الانفاق يمثل طريقا مشروعا لتطهير المال الحرام، أم أن الانفاق من تلك الأموال يظل حراما حتى ولو كان على كتاب الله؟ الذي أراه وأميل إليه أن هذا المال حرام ولا يجوز تطهيره إلا برده إلى أصحابه وهم أبناء هذا الشعب المسكين'.

فساد الأمم والشعوب يبدأ من الرأس

طبعا، هذه فتوى صحيحة، والله أعلم، والمعركة الثانية كانت ضد والعياذ بالله - العلمانيين ودعاة الدولة المدنية ـ وخاضها صاحبنا رضا عكاشة بقوله عنهم: 'يبدأ فساد الأمم والشعوب من الرأس، ثم يمتد هذا الفساد إلى الجسم كله، والرأس هنا تتمحور في الأساس فيما يعرف بالنخب أو القيادات الثقافية والسياسية.
القرآن الكريم استخدم لفظاً خاصا مرادفا لجماعة النخب هذه وهو 'الملأ'. في المشهد المصري الحالي، أزعم أن كثيراً من أهل النخبة هم سبب بقاء الغمة وأن حجم الأنانية والغباء الذي يتعامل به بعض 'المثقفين' مع قضايانا الدينية والسياسية لا يختلف كثيرا عن ملأ فرعون ومن على شاكلته! ليت ملأ اليوم يتخلون عن أيديولوجيتهم الذاتية ومصالحهم الحزبية الضيقة ورغبتهم الطاغية في الشهرة والمال والمنصب وأضواء الكاميرات، ليتهم يتقون الله في أوطانهم ودينهم، حتى لا تكون أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار!'.

تكتيك الاخوان والسلفيين للاستيلاء على السلطة

وعلى الجانب الآخر، تعرض الإخوان وأصحابنا السلفيون إلى هجوم عنيف في 'الأهالي' لسان حال حزب التجمع اليساري شنه ضدهم الدكتور محمد حسن خليل بقوله عنهم: 'بدا سلوك الإخوان تكرارا تاريخيا لتحالف الإخوان المسلمين مع جمال عبد الناصر ومساعدته في التخلص من الأحزاب بين عامي 1952 و1954 ثم الانتقال للتحالف مع المعارضة من أجل الديمقراطية وضد جمال عبد الناصر خلال أزمة مارس 1954 بعد انقلاب عبد الناصر عليهم، لهذا انحاز الإخوان لتكتيك المجلس العسكري في سرعة إنجاز التغييرات والإسراع بالانتخابات وإعادة بناء المجالس التشريعية بما يضمن سيادة القوى الجاهزة المنتمية للمجتمع القديم 'فلول الوطني والإخوان وجميع قوى العصبيات والعائلات التقليدية' على تكوينها ويجهض نمو قوى الثورة بما ينعكس على زيادة نصيبها في تلك المجالس.


واتضح هذا في انحياز الإخوان والسلفيين لتكتيك تبني مطالب الموافقة على التعديلات الدستورية في 19 مارس واستخدموا هم والسلفيون كما نوهنا سابقا تكتيك الابتزاز بقول نعم في الاستفتاء، استمر الإخوان كما رأينا في عدم قطع خيط التواصل مع المعارضة مع الثبات على موقفهم كقوى محافظة مع أقل التغييرات ومحاذية في الأغلبية الساحقة من المواقف مع المجلس العسكري، إلا أن الواقع أكثر عنادا مما يمكنهم تبسيطه وإخضاعه لمصالحهم الضيقة، فمناخ الثورة لابد أن يدعم قوى التغيير ضد القوى المحافظة وقد أثر هذا حتى على انشقاق شباب الإخوان عنهم وانتمائهم لإتلاف شباب الثورة، بل خروج عدد من كبار قادتهم على تكتيكاتهم الموحدة مثل عبد المنعم أبو الفتوح والزعفراني، وكان رد الإخوان على تلك الانشقاقات هو التحالف مع القوى التي على يمينهم مثل السلفيين وأحيانا الصوفيين'.

اتهام التيارات الاسلامية بأنها لا تقرأ

وأما الهجوم الثاني فكان مختلفا لأنه جاء من الدكتور محمد السعيد مشتهري مدير مركز دراسات القرآن الكريم، في 'المصري اليوم' يوم الخميس، وقال فيه: 'كثير من أتباع التيارات الإسلامية، مقلدون، لا يقرأون وإن قرأوا لا يتدبرون، ولا يفكرون، وهذه وحدها مأساة تجعل المطالبة بتطبيق 'الشريعة الإسلامية' مجرد عاطفة دينية يخشى منها على الديمقراطية، عندما تمارسها الشعوب لأول مرة في حياتها! لقد عاش العالم الإسلامي قرونا من الزمان في تفرق وتخاصم وتقاتل، وقهر حكم الفرد، مما جعل معظم أفراده يعيشون في معزل عن ممارسة الحياة السياسية الديمقراطية الحرة، الأمر الذي دفع بعض التيارات الدينية الى اتخاذ العنف سبيلا للمطالبة بتطبيق 'الشريعة الإسلامية' حسب قناعتهم المذهبية، ومازالوا الى يومنا هذا!


فعندما تنادي التيارات الدينية بالمطالبة بتطبيق 'الشريعة الإسلامية' عليها ان تعلم أنها ترفع راية مقدسة لا تعرف فرقة، ولا مذهبية ولا تطرفا، ولا عنفاً ولا إكراه في الدين، فتعالوا نبين هذا الموضوع بشيء من التفصيل.
إن المسلم عندما يسمع كلمة 'قرآن' فإن الذي يتبادر إلى ذهنه أنه 'كتاب الله' الذي حمل نصوص 'الشريعة الإسلامية' واجبة الاتباع الى يوم الدين، فهل هناك خلاف بين المسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم، حول هذه الحقيقة؟! ولكن لماذا لا يوجد خلاف؟! لأنهم جميعا يعلمون أن الذي أنزل هذا 'القرآن' ووسمه بهذا الاسم هو الله تعالى، لا أحد من خلقه، لذلك فإن قضية إثبات صحة نسبة نصوص 'الشريعة الإسلامية' إلى الله تعالى، وليس الى أحد من خلقه، ولو كان رسول الله نفسه، قضية محورية تفصل بين 'الآية الإلهية' أي بين النص التشريعي المنزل من عند الله تعالى، و'الرواية البشرية' اي النصوص التشريعية التي حملتها 'مرويات' الفرق والمذاهب المختلفة الى عصر تدوين كل فرقة لمدوناتها. إن الذين يطالبون بأن يوضع الدستور أولا، هم من النخبة الذين يعلمون جيدا تاريخ الصراع السياسي بين التيارات الدينية المختلفة، ويخافون من ضياع منجزات 'الثورة' إذا تمكن فصيل من التيارات الدينية من الحصول على الأغلبية في البرلمان أو الوصول الى رئاسة الدولة، فإذا بهذه الأغلبية تطالب بوضع المذكرة التفسيرية للمادة الثانية من الدستور فتأتي حسب توجهها الديني المذهبي ويبدأ الصراع حول أحكام الحلال والحرام!'.


والدكتور محمد هو نجل المرحوم الشيخ السعيد مشتهري، الرئيس العام الأسبق للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة، وهي أكبر جمعية دينية في مصر، ومن الانصاف ان نذكر بأن محمد اتخذ هذا الموقف أثناء حياة والده ورئاسته للجمعية وكتبه منذ أكثر من خمس عشرة سنة.

السلفيون يصفون الحضارة
المصرية القديمة بالعفنة والوثنية

وتسبب تصريح للمتحدث باسم الدعوة السلفية في إثارة معركة أخرى قال عنها زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي يوم الاثنين في 'التحرير': 'من حقي أن أتمسك بجهلي وأسهر عليه بالرعاية والعناية بيد أن لا حق لي مطلقاً في عقول الناس بأن أبث عليهم علنا من فائض غباوتي وتفاهتي.
أقول قولي هذا بمناسبة التصريحات الكوميدية التي هلفط بها أحدهم مؤخرا وبثتها إحدى الفضائيات، فقد وصف هذا الأخ الحضارة المصرية القديمة بأنها 'عفنة' ثم طالب بفرض حجاب شمعي على آثارها وتماثيلها الباقية لأنها 'تشبه الأصنام والأوثان التي كانت موجودة في مكة قبل الإسلام!' طبعا لابد من شكر الأخ المذكور على تواضعه وكرمه الزائدين، إذ تفضل وتعطف علينا فامتنع عن توجيه الدعوة لتحطيم 'أوثان' الحضارة المصرية، ولك أن تتخيل رجلا 'مثل صاحبنا المذكور' دخل المتحف المصري ذات يوم وشاهد هناك تمثال 'العجل أبيس' فأعجبه صنعته ومن فرط الإعجاب خر فجأة تحت أقدامه ساجدا ثم تمادى وصلى لتمثال العجل ركعتين! يا مثبت العقل والدين، يا رب أغثنا وارحمنا برحمتك الواسعة'.

السلفي الذي حطم جزءا
من أنف أبو الهول وهرب خوفا من لعنة الفراعنة

وإذا كان جمال لم يذكر اسم صاحب التصريح، فقد ذكرتنا به الكاتبة فاطمة ناعوت، بقولها في نفس اليوم الاثنين في 'المصري اليوم': 'لا بد لأعبر عن 'اشمئزازي' من تصريح المتحدث باسم الدعوة السلفية السيد عبد المنعم الشحات بوجوب تشويه وجوه تماثيل مصر بطبقة من الشمع لأن الحضارة الفرعونية حضارة 'عفنة' حسب قوله!!! واعتذر عن اللفظ الركيك الذي ينتمي لمعجمه أكثر مما يمس حضارة عظمى انحنت أمامها جباه العالم وأجبرت العلماء على تدشين علم خاص يحمل اسم بلادنا دونا عن بلاد الدنيا هو: علم 'المصريات'، وما ان نطق السلفي بتصريحه المشؤوم حتى قام بعض التعساء بتحقيق 'أوامره' وشرعوا يهدمون التماثيل في كرداسة! ويعيد هذا الى أذهاننا واقعة تحطيم تمثال بوذا على يد طالبان وواقعة قصف أنف أبي الهول في مصر سنة 780 هجرية على يد سلفي متطرف آخر هو 'محمد صائم الدهر' بدعوى انه صنم واجب تحطيمه! ولم ينقذ أبا الهول العظيم إلا عاصفة ترابية عنيفة هبت فجأة جعلت فرائص الرجل ترتعد فولى الأدبار وقد ظن أن لعنة الفراعنة قد حلت!


غضب مثقفو مصر المستنيرون من تصريح الشحات فقال انه مجرد رأي وليس فتوى واجبة النفاذ!! فهل نسي أن 'الحرف يقتل' كم جاء في المسيحية؟! هل نسي أن كلمة غير مسؤولة تشبه تلك التي قتلت فرج فودة وطعنت نجيب محفوظ؟ وهل نسي أن كلمة عابثة كتلك شحنت فتاة منتقبة فحملت معولا وحطمت تماثيل النحات المصري العالمي حسن حشمت؟ وهاهي كلمته 'العابرة' تلك جعلت شركات السياحة الأجنبية تلغي حجوزاتها لزيارة مصر! فهل سيكفر السيد عن كلمته الكلمة العابرة بدفع التعويض المادي لأبناء مصر عن هذه الخسائر؟ أقول فقط: 'التعويض المادي' لأنه لا قبل له بدفع التعويض الأدبي والمعنوي لمصر وأبنائها بنعته حضارة أجدادنا بما لا يليق.
بدلا من محاكمة شبابنا الثائر النبيل أطالب المجلس العسكري بمحاكمة أولئك الذين يعملون بدأب على تقويض إرث البشرية وتشويه تاريخ أجدادي، لصالح دول أخفق تاريخها في صناعة حضارة رغم الثراء ورغم النفط وتعمل الآن على وأد حضارة المتحضرين، مثلما تعمل على تقويض ثورتنا الشريفة'.
وهي تشير بذلك الى المملكة العربية السعودية والتي كانت قد تعرضت للهجوم بعد رفع سلفيين علمها اثناء مظاهرة الجمعة التاسع والعشرين من يوليو الماضي، وحضرها الإخوان والسلفيون بكثافة.

مطالب بمحاكمة
من رفع علم السعودية بقلب القاهرة

والملفت انه في نفس اللحظة، أعاد زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة جلال دويدار التذكير بهذه الواقعة، والمطالبة بمحاكمة من رفعوا العلم بقوله: 'ان من حق أي مواطن مصري أن يندهش ويستغرب لعدم اتخاذ إجراء ضد هؤلاء الخونة، كيف بالله ترتفع أذرعتهم بأعلام غير مصرية وسط ما يسمى بالمليونيات التي زعموا انها من أجل الدفاع عن مصالح وحقوق هذا الشعب وأبنائه.
هل وصل الحال بهذه الفئة الخائنة ان تبيع بلدها ورمزها بحفنة من الدولارات أو الريالات، ان هذه الدولة التي تحاسب رموز النظام السابق على ما ارتكبوا من جرائم كان عليها وانطلاقا من مسؤولية الحفاظ على كرامة هذا الوطن ان تقدم تلك العناصر المارقة الخائنة الى محاكمات عسكرية عاجلة لينالوا جزاءهم على امتهانهم علم الوطن ومقدراته الوطنية، أين هؤلاء السادة الذين يشنفون آذاننا ليل نهار بالحديث عن الوطنية والديمقراطية والحرية عندما سمحوا بأن يهان وطنهم وعلم وطنهم وأن ترفع أعلام الغرباء على أرض ثورة 25 يناير'؟ .

السلفيون يخططون لاعادة مصر للوراء

وسرعان ما انطلقت التحذيرات من السلفيين وأفعالهم، وخططهم وخطرهم على مستقبل مصر هي أمي، فقد نشرت 'الأهرام' في نفس اليوم - الاثنين - مقالا للدكتور محمد مجاهد الزيات، نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط قال فيه محذرا من هكذا سلفيين: 'كان آخر هذه التطورات وأخطرها ما ورد على لسان أحد القيادات السلفية في سيناء الشيخ سليمان أبو ايوب أحد مؤسسي الجماعة السلفية في سيناء والذي تضمن أنهم شكلوا لجانا لفض المنازعات بين أهالي رفح، والشيخ زويد والعريش، من خلال محاكم شرعية يديرها ويحكم فيها مشايخ السلفية. وأشار الى ان هذه المحاكم سوف تكون بديلا عن المجالس القبلية العرفية وسوف تبدأ عملها خلال اسبوع، وأشار كذلك الى انه تم تشكيل لجنة لرد المظالم بعد اختفاء الحكومة حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة، وأنهم شكلوا مجموعات تضم ستة آلاف فرد كلهم مسلحون سوف تتولى فرض الأمن داخل المدن، وتضم كل لجنة خمسة أفراد وهناك لجنة عليا هي لجنة الحكماء تكون بمثابة استئناف يتم الرجوع اليها إذا لم تتوصل اللجنة الأولى لحل المشكلات.
أن تشكيل مجموعات عسكرية سلفية لفرض الاستقرار يؤكد ان هناك توجها ونية مبيتة لإقامة سلطة موازية للدولة تحت غطاء قبلي، وهو ما سيزيد من حدة الاحتقان بين الدولة وقبائل سيناء عند أي مواجهة لذلك، كما أن إنشاء خلايا عسكرية بمعنى تكوين ميليشيا لن تكون معنية بالأمن كما قيل ولكن تنفيذ مهام تتفـق ووجهة نظر القوى التابعة لها، وإذا كانت تلك القوى لديها اتصالات بمنظمات تهريب سلاح أو غيره فلنا ان نتصور الى أين يمكن أن تتجه الأمور طبقاً لذلك'.

سيناريو الإمارة الإسلامية
التي يراد إقامتها في سيناء

طبعاً، هذا خطر نبه إليه ايضا في نفس عدد 'الأهرام' زميلنا محمد السعدني بقوله ملمحاً للسعودية دون ذكرها: 'المؤكد أن سيناريو الإمارة الإسلامية التي يراد إقامتها في سيناء هو نموذج مصغر لما سوف تؤول إليه الأمور على المستوى القومي في حال توحشت قوى التطرف الديني اكثر مما هي عليه الآن، واللحظة هي لحظة الاختيار والقدرة على مواجهة ثمن هذا الاختيار، إما أن تكون صراحة مع الدولة الدينية التي سوف تحكم زورا وبهتانا باسم الإله الواحد القهار، وإما أن تكون مع الدولة المدنية، وقبل أن تختار لابد أن تكون على دراية وعلم تام أن الذي سيحكم باسم 'الإله' سوف يعمل على إقصاء أي صوت أو رأي يرى انه يتعارض معه وسوف يبرر هذا الإقصاء بأن لا صوت يعلو فوق صوت الله، هكذا، وفي الوقت نفسه لابد أيضا ان تدرك أن الدولة المدنية هي ذلك النظام الذي يتيح للجميع بمن فيهم الإسلاميون أنفسهم المشاركة في الحكم.

وقبل أن تتوه بأفكارك لابد أن تعلم أن مدنية الدولة هي في الاساس قضية أمن قومي لا مساومة عليها، وقد أسعدني كثيرا أن يؤكد هذا المعنى أخيرا الفريق سامي عنان رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي حذر من أن هناك قوى خارجية تتربص بمصر وتسعى للتدخل في شؤونها، وكذا الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء الذي قالها بوضوح أن مصر لن تكون سوى دولة مدنية، أما عن من هي تلك القوى الخارجية المتربصة بمصر، فأظن أن كل من له عينان يستطيع أن يرى بوضوح من هي تلك القوى التي تتمنى أن تسقط مصر وعلى أي الأحوال الوقت ليس مناسبا للحديث عن هذا الموضوع بالتفصيل ولكن المؤكد أن كل من يحاول إجهاض الثورة المصرية لصالح تعظيم قدراته الذاتية، سوف يأتي اليوم المناسب لمحاسبته ولعقابه أيضاً إذا لزم الأمر، البعض يتحدث الآن عن صدام متوقع بين القوى الإسلامية من ناحية وبين القوى المدنية التي شاركت في الثورة منذ لحظتها الأولى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة من ناحية أخرى، ولا يريد أحد أن يحدد موقفه بوضوح من مثل هذا الصدام ولا إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا الصدام، هذا 'البعض' يفضل مهادنة التيار الديني مثلما كان يهادن السلطة الغاشمة في السابق بل مثلما كان يتقرب إليها في الخفاء، وبمعنى أوضح فان هؤلاء ينافقون التيار الديني وفي الوقت نفسه يريدون الاحتفاظ بأعلى قدر من الود والعلاقات الحميمة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، هم لا يريدون أن يراهنوا على شيء محدد هم فقط يريدون أن يمسكوا العصا من المنتصف'.

الليبراليون العمود الفقري
للعمل السياسي في مصر

وهو يشير بذلك الى تحالف الوفد مع الإخوان، وبعد أن شاهد وراقب هذه المعارك بين الإسلاميين وغيرهم أراد زميلنا خفيف الظل ومتعدد القدرات جلال عامر التدخل على طريقة يابخت من وفق راسين في الحلال، بقوله في 'المصري اليوم'، في ذات اليوم - الاثنين - 'دفع 'الإخوان المسلمون' ثمناً باهظاً في السجون طوال عشرين عاما منذ عام 1990 ودفع 'اليساريون' ثمنا باهظا في السجون طوال عشرين عاما في السبعينيات والثمانينيات لكن 'الليبراليين' وهم العمود الفقري للعمل السياسي في مصر، لم يدفعوا ثمناً ولم يدخلوا مثلهم السجون جماعات جماعات، ثم يزعم بعضهم الآن بغباء سياسي أن ثورة يناير قامت ضد ثورة يوليو لتنتقم لهم وتعيدهم الى كرسي الحكم وكأنها دبابات الإنكليز، وهذا غير صحيح لعدة أسباب أولا: لأن ثورة 'يوليو' ماتت بهزيمة 'يونيو' ولا يثور الإنسان ضد ميت، ثانيا: أن مبارك لا علاقة له بثورة يوليو سوى أنه أطلق على ابنه اسم 'جمال'، ثالثا: أن هذه الأمور تفرقنا في وقت نحتاج فيه إلى الاتحاد لنتوجه الى الشرق حيث تشرق الشمس وينهمر على أبنائنا الرصاص، أما الديكتاتورية والعسكرة والقهر في مصر فإن عمرها ليس ستين عاماً بل ستة آلاف عام وشهران وطول عمرك يا خالة على دي الحالة، كل ثورة تلغي إنجازات ما قبلها وكل زعيم يمحو صور من قبله ويبقى الحال على ما هو عليه، وعندما رفض 'سعد زغلول' إحضار جثمان الزعيم السابق له 'محمد فريد' من أوروبا على حساب الوفد بينما كانت الرحلات تجوب أوروبا من صندوق الحزب تطوع تاجر وطني من زفتى بإحضاره على حسابه، وعندما أراد 'سعد زغلول' أن يمد امتياز قنال السويس للإنجليز '99' عاما أخرى لم يوافقه في البرلمان إلا شخص واحد اسمه 'سميكة' وعارضه كل المصريين، هذه ثورة تأخذ الجيد من كل عهد وتترك الرديء، هي ثورة ضد كل العهود، ضد عبادة الفرد عند الفراعنة وضد الاضطهاد الديني عند الرومان وضد عبث الإخشيد وشعوذة الفاطميين وتعنت الأيوبيين ومؤامرات المماليك واستعلاء الأسرة العلوية، هي ثورة ضد سجون ناصر وخنوع السادات وفساد مبارك، فتعالوا نقف صفاً واحدا في هذه الظروف الصعبة، الإخواني قدام والليبرالي ورا واليساري في النص، توحدوا يرحمكم الله'.

ايهاب توفيق وصوت الأذان والاغاني الدينية

وإلى نوعية أخرى من المعارك، خاصة بأهل المغنى والتمثيل - والعياذ بالله - ونبدأها مع المطرب ايهاب توفيق والحديث الذي نشرته له جريدة 'روزاليوسف' يوم الأربعاء الماضي وأجراه معه زميلنا ياسر حماية عن أدائه الأذان بصوته فقال: ' فكرة الأذان جاءت من كلام الأغنية لأننا في نهايتها كنا نتكلم عن مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان ينادي في بلال بأن يريحهم بالصلاة، فكان يجب أن يكون في ختام الأغنية أذان، أما فكرة الأذان الكامل، فمن سنين طويلة كنت أفكر في ذلك، لكني كنت خائفاً من آراء المشايخ وعدم موافقتهم على رفع الأذان بصوت المطربين ومحدش فكر في الموضع عشان ميدخلوش في حرب لكن قررت أن أخوض التجربة وتم بفضل الله إذاعة الأذان واعتقد ان السمعة الطيبة للفنان هي الفيصل.
- سأظل أغني أغنيات دينية، لكن ليس معنى ذلك أني سأربي دقني وأبقى الشيخ إيهاب توفيق.
وقال عن الإخوان المسلمين: أنا مش بقدم غناء دينياً لأي شخص ولا لأي اتجاه لأن دي قناعاتي الشخصية فأنا بعيد عن كل الأحداث السياسية ولست موجهاً أو مسيساً'.
وبمناسبة الإخوان والفنانين، فقد خصص لهم زميلنا بـ'الأخبار' خفيف الظل هشام مبارك، فقرة من بين أربع في بروازه - احم، احم، وهي: 'علا غانم قالت لو الإخوان مسكوا الحكم سوف نهاجر بره، هاتوحشينا يا اخت علا، ولا إيه رأيك تهاجري للداخل وتتجوزي واحد من الإخوان'.

علاقة اسامة عباس بسوزان مبارك

أما الفنان أسامة عباس، فقد نفى في حديث نشر معه في مجلة 'روزاليوسف' وأجراه معه زميلنا حسين عبد الهادي ما تناقلته بعض مواقع الانترنت بأنه كانت بينه وبين سوزان مبارك علاقة عاطفية قبل زواجها من مبارك، وقال: 'أنا ضد التجريح والتشويه سواء بالنسبة لي أو بالنسبة لـ'سوزان' والحقيقة في أساسها هي علاقة جيرة وصداقة كانت تربطني بشقيقها 'منير ثابت'، هذه العلاقة سطرتها أيام الطفولة التي كانت تجمعنا في حي واحد هو حي مصر الجديدة وفي شارع واحد هو شارع غرناطة الذي مازلت أقيم به حتى الآن رغم أنهما غادرا الشارع منذ أكثر من خمسين سنة.
- في البداية تعرفت على منير شقيقها وكان ذلك عام 1945 وكان عمري وقتها عشر سنوات وكان منير يصغرني بعامين، فبحكم الجيرة كانت الوجوه تتلاقى يوميا سواء مع منير أو 'سوزان' التي كانت تكبرنا بعدة أعوام، وهو ما كان يبعد عن ذهني تماما مجرد التفكير في الارتباط بها أو إقامة علاقة عاطفية معها، ثانيا كانت شقيقة صديقي وكنا قد تعلمنا في بيوتنا زمان أن شقيقة صديقي هي شقيقتي ولا يجب معاكستها أو الوقوع في غرامها، ثالثا والأكثر من ذلك أن عدد اللقاءات التي تمت بيننا قليلة للغاية لم تسمح بنسج أية عاطفة ولا حتى في الخيال، كما أنها لم تكن فتاة أحلامي في يوم من الأيام، وللعلم فأسرتي خاصة أحفادي الذين يجيدون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والتي أجهلها تماما للفاصل الزمني بيننا وبحكم تجولهم في المواقع بمهارة هم الذين فاجأوني بتلك القصة'.

قصة رغدة مع صدام وبشار

ونظل مع أهل الفن لأن معاركهم ألذ وأفيد، إذ قام زميلنا خفيف الظل بـ'روزاليوسف' محمد الرفاعي بشن هجوم على رغدة قال فيه:
'عادي جدا، أن تخرج الست رغدة التي كانت تدافع عن صدام حسين، وتؤكد أنه شيخ الغفر الذي يحمي البوابة الشرقية للوطن العربي، وطول الليل واقف زنهار يزعق مين هناك، ولولاه يا إخوانا، كان زمان الرومان والفرس والتتار دخلوا علينا، ثم وقفت فجأة بعد استشهاد محمد الدرة، وأعلنت أنها غيرت اسمها في السجل المدني - بعدما غمزت الموظف بعشرة جنيه من رغدة ـ الى أم محمد مع أن الإسرائيليين لم يمثلوا بجثته مثل نظام المجاهد الأعظم مع الطفل حمزة الخطيب، ويبدو أنها لقت أن أم حمزة مش أوريجنال، أو مش ماشي مع الموضة، لذلك وقفت تعلن ان الشعب السوري مجموعة من الشبيحة والبلطجية كل غرضهم أنهم يضربوا المجاهد الأعظم وخاقان العرب على قفاه وده لا مؤاخذة قفا العروبة كلها يعني لو كف أي واحد نطع نزل عليه يبقى العروبة كلها بقت في الأرض، ومن غير قفا.
وكنت أتمنى أن تمارس الفنانة رغدة دورها النضالي بشكل عملي وأن تتطوع في الجيش السوري لحد ما تجيب الشبيحة والبلطجية الأرض، وبعد كده تطلع على ليبيا، تشوف المنيل على عينه القذافي، اللي ما حدش لغاية دلوقت يعرف الغيط اللي لابد فيه، والناس محرومة من طلته البهية، وإذا كان عندها وقت بعد كده، تطلع تخلصلنا موضوع اليمن اللي مش باينله نهاية، وربنا ينصرها على مين يعاديها قادر يا كريم'.

الفنانة الجميلة التي تحب الطغاة

ويبدو - والله أعلم - ان معجبي رغدة كثيرون لأن زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' محمد العربي هاجمها في نفس اليوم - الأحد - بقوله: 'ابتسمت غيظا وأنا أستمع لحماس رغدة الشديد لحكم الحديد والنار، فثوار سورية كلهم عملاء ونظامها - رغم شوية فساد - الحارس الأمين من أيام حافظ الأسد - هذا العظيم - رحمة الله عليه وحتى نجله الدكتور بشار الله يعطيه الصحة ويحميه، فهذا الشبل من ذاك الأسد يسير على نهج ابيه!
والحق ان الفنانة الجميلة تحب الطغاة وتساندهم وتتمنى لو ذهبت الى ليبيا لمناصرة معمر القذافي ضد شعبه مع انه يكاد يكون الوحيد من الطغاة العرب ملوكا ورؤساء الذي لم تتعرف عليه شخصيا، كما كانت وما زالت نصيرة لصدام حسين!
لم تذكر حسني مبارك يبدو انه لا يعجبها لأنه لم يقتل أكثر!
جرى الحوار بينها وبين طوني خليفة سجالا تحاول من منبره على الشاشة الصغيرة أن تلقي بيانات التأييد لبشار الأسد، قالت انها كانت مريضة وهو ما حال بينها وبين التظاهر في ساحة الأمويين قلب دمشق تأييدا لرئيسها بشار، ولو انها تدعو بحرق الناس الموجودين حوله، انها مع أي دكتاتور عربي حتى ولو ظل يحكم إلى الأبد ما دام يواجه حلف الناتو وأمريكا وإسرائيل'.



--------------------------------------------------------------------------------


لماذا مرجعية الأزهر الشريف؟
بقلم: د. محمد عمارة
202

منذ أن أشرقت شمس الإسلام علي هذا الوجود ــ قبل أربعة عشر قرنا ــ أصبح المسجد الحرام ــ بيت الله العتيق ــ أي الحر الذي لم يخضع لجبار عبر التاريخ ــ أصبح هذا البيت العتيق القبلة التي تهوي إليها أفئدة المسلمين في الشعائر والعبادات.

ومنذ ما يزيد علي ألف عام, أصبح الأزهر الشريف مناره العالم الإسلامي, وقبلة العقل المسلم, التي حافظت علي الشريعة الإسلامية وعلومها, وعلي اللغة العربية وعلومها وآدابها.. أي علي الهوية الحضارية للأمة.. فإلي هذا الأزهر الشريف يحج طلاب العلم من مختلف بقاع ديار الاسلام, علي اختلاف قوميات هذه الديار.. ومنه تتوالي وفود العلماء إلي مختلف الأنحاء, لتبليغ الدعوة.. وإقامة الحجة.. وإزالة الشبهات.. ومع تعدد دور الإفتاء بتعدد أقطار العالم الاسلامي, إلا أن فتاوي الأزهر وهيئة كبار العلماء فيه قد ظلت هي الكلمة الفصل في عالم أهل السنة والجماعة, الذين يمثلون 90% من أمة الإسلام.. وهكذا جسد الأزهر الشريف, في ميادين العلوم والمعارف الاسلامية, الأمية الانسانية التي أقامها الإسلام. قبل أن تعرف الحضارات الأخري أي لون من ألوان الأمميات.
وإلي جانب رعاية الأزهر الشريف لعلوم الحضارة الاسلامية ــ الدينية والدنيوية ــ ونهض بدور رائد في الحفاظ علي هوية الأمة الثقافية والحضارية, ضد مخاطر العجمة.. والتتريك.. والفرنسة.. والجلنزة.. والروسنة.. وقلل تأثيراتها السلبية والضارة إلي حد كبير.
وعلي الجبهة الفكرية, جسد الأزهر نهج الإسلام في التعددية والوسطية الجامعة, فاحتضن مذاهب السلف والخلف ــ للحفاظ علي التواصل الحضاري ــ وربي طلابه علي الاستقلال الفكري عندما أتاح لهم حرية اختيار المذهب.. والكتاب.. والتخصص.. والأستاذ.. وهو النهج الذي سبق فيه الأزهر كل جامعات الدنيا.
ومع الحفاظ علي الهوية الحضارية للأمة الإسلامية, نهض الأزهر بدور رائد وقائد في الحفاظ علي الاستقلال الوطني لبلاد العالم الاسلامي.. فكان الحارس الأمين للجهاد في مواجهة غزوات الصليبيين.. والتتار... والاستعمار الغربي الحديث والمعاصر..
كذلك نهض الأزهر بدور كبير في محاربة الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي والخلل الإداري, إذ كان الموئل والمثابة للجماهير الغاضبة والثائرة والمنتفضة من أجل العدل والحرية والكرامة الإنسانية.
ولقد افتتح الأزهر لمصر والشرق العربي والإسلامي أبواب العصر الحديث.. فقاد الثورة الشعبية الكبري التي هزمت الحملة الفرنسية {1213هـ 1798م}.. وجعلت ونابرت {19769ــ1821م} ــ الذي دوخ أوروبا يفر من مصر بليل.. وذلك عندما تحولت مآذن الأزهر إلي منابر لإعلان الثورة التي قدمت من الشهداء (300.000) من شعب كان تعداده يومئذ أقل من ثلاثة ملايين!..
وأمام هذه الصدمة وإبان هذه الملحمة, دعا الشيخ حسن العطار (1180ــ1250هـ 1766ــ1835م) إلي التجديد, الذي يخرج الأمة من العزلة والجمود.. وقال كلمته المدوية: إن بلادنا لابد أن تتغير, ويتجدد بها من العلوم والمعارف ما ليس فيها.
وكان الشيخ رفاعه رافع الطهطاوي (1216ــ1290هـ 1801ــ1873م] أول عين تشرق علي الغرب, يجدد التواصل والتعارف مع الآخر الحضاري من موقع الراشد, الذي يبحث عن الحكمة, ويستلهم علم التمدن المدني, دون أن يفرط في الهوية الاسلامية أو الاستقلال الوطني.. حتي لقد اعتبره أمير الشعراء أحمد شوقي (1285ـ1351هـ, 1868ــ1972م] أبا للشعب المصري.
فقال في مدح ابنه: يابن من ايقظت مصرا معارفه.. أبوك كان لأبناء البلاد أبا
وفي العقد الأول من القرن التاسع عشر, قاد مجلس الشرع ــ بزعامة السيد عمر مكرم (1168ــ1237هـ, 1755ــ1822م) أولي الانتفاضات والثورات الدستورية, التي عزلت الوالي التركي المعين من السلطان.. واختارت محمد علي باشا (1184ــ1265هـ, 1770ــ1849م)/
مؤكدة, بذلك حق الأمة في اختيار حكامها, ومراقبتهم, ومحاسبتهم, وعزلهم عند الاقتضاء.. كما صدرت عن مجلس الشرع هذا أول وثيقة للحقوق في العصر الحديث. كذلك كان الأزهر حاضرا وقائدا في كل ثورات مصر الحديثة. في الثورة العرابية التي شارك في قيادتها الشيوخ عليش (1217ــ1299هـ,1802ــ1882م] والعدوي (1221 ــ1303هـ, 1806ــ1886م] ومحمد عبده (1266ــ1323هـ,1849ــ1905م) الذين حاكمهم الانجليز, وتعرضوا للسجن والنفي من البلاد. وكذلك كان دور الازهر في ثور 1337هـــ 1919م التى قادها أحد أبناء الأزهر ــ سعد زغلول (1273ــ1346هـ,1857ــ1927م) والتي خرجت جماهيريا من مسجده الجامع.. وكان الشيخ محمود ابوالعيون (1300ـ1371هـ, 1882ــ1951م) من أبرز خطبائها.
وإبان العدوان الثلاثي علي مصر سنة 1956م, كان منبر الأزهر الشريف المكان الذي أعلنت ثورة يوليو من فوقه الجهاد والقتال ضد هذا العدوان.
وعلي امتداد عقود هذا التاريخ المجيد, كان الازهر ــ بمحافظيه ومجدديه حصنا منيعا ضد الاحتلال العسكري.. وضد الغزو الفكري الذي تمثل في العلمنة والتغريب ــ فالمحافظون, من علمائه, كان همهم الأكبر حماية المورث.. والمجددون, من أبنائه كان همهم الأكبر بلورة البديل الاسلامي العصري الذي يملأ الفراغ حتي لا يتجدد التخريب فيه. وعندما قامت الي جوار الأزهر مؤسسات حديثة لعلوم الشريعة والعربية ــ مثل دار العلوم ــ ومدرسة القضاء الشرعي ــ تكامل معها الأزهر, وقامت علي جهود علمائه وطلابه.. فكان التعاون والتفاعل الذي جدد علوم حضارة الإسلام.
لهذا كانت المرجعبة للأزهر الشريف حقيقة من حقائق هذا التاريخ العريق؟


-------------------

روح الثورة ومهام الحكومة الجديدة
بقلم: عاطف الغمري
27

قياسا علي حقيقة نعيش واقعها الآن‏,‏ وهي أن ثورة 25 يناير لم تكتمل مهامها بعد‏,‏ ولم تتحقق جميع مطالبها‏,‏ فإن ذلك يعني أن مسئولية صياغة رؤية متكاملة تنهض بمصر في الداخل‏,‏

وتحقق لها صعودا بين الأمم الصاعدة في الخارج, تقع علي عاتق الحكومة القادمة والتي أصبحنا زمنيا علي مقربة منها, حين تجري الانتخابات وسيكون لدينا برلمان, وحكومة, ورئيس, خاصة أن الحكومة الحالية قد واجهتها معضلات يومية, خلفها وراءه النظام الذي سقط.
والرؤية التي نريدها لابد أن تسبق منطقيا أي خطوات لبناء الدولة الحديثة, كما أن نظام الحكم القادم عليه مسئولية إكمال انجاز الإنسلاخ التام عن نظام سقط, كان يأخذ الدولة معه إلي مهاوي الركود والجمود والتراجع, وأن يتحرك النظام الجديد بفكر واستراتيجية عمل, تأخذ بيد مصر إلي عصر تبني فيه مصر الفتية المزدهرة, وهو ما كان الهدف الأسمي لثورة 25 يناير, وأن يخرج مصر من التشوش الفكري الذي خيم عليها بغمامة داكنة خلال الأشهر الماضية, تحجب الرؤية الكاشفة لأفق المستقبل.
ولا خلاف علي أن تناطح الأفكار الذي أحدث تشوشا حادا بين عناصر الحراك السياسي, كان مثيرا للخوف علي الثورة, لكن ذلك يظل من منظور علم السياسة استنادا إلي التجارب التاريخية ظاهرة طبيعية عرفت باسم فوضي ما بعد الثورة, وهي ظاهرة سرعان ما تنحسر حين تشرع روح الثورة المتجددة, في الضبط الذاتي للخلل في مسارها, فما حدث يوم 25 يناير, إذا كان يعد من الناحية العملية والواقعية مبادرة من طليعة من الشباب, إلا أن روح الثورة كانت طاقة الجذب والحشد للملايين لتتحول مبادرة الشباب إلي ثورة مكتملة الأركان.
وروح الثورة لا يصنعها تحريض من الداخل أو الخارج, لكنها استلهام من الخصائص التاريخية للشخصية القومية للمصريين. وهي خصائص متعددة رصدها علماء الإنسان والتاريخ, من بينها: الصبر الواعي, واختزان تراكمات الغضب علي نظام لاينال الرضا العام, وإعطاء ظهورهم له, بحيث ينعزل عن السياق العام للمجتمع.
لا يستمد منه طاقة أو شرعية وجود, وفي لحظة ما, يندفع المصريون بالملايين في أرجاء المدن والقري لفرض إرادتهم عليه.
وهو أمر مسجل في صفحات التاريخ, تشهد عليه أحداث في ا لتاريخ القديم, مرورا بانتفاضات متتالية ضد الحكام العثمانيين بدءا من عام 1586, وتجسدت في العصر الحديث في أبرز صورها في ثورة 19, والانتفاضة الجماهيرية في أنحاء مصر عام 1935,
ولأن الكثير جدا من الأفكار التي ألقيت في مجري النهر الذي شقه شباب ثورة 25 يناير, قد بعدت بنفسها عن الخصائص القومية والتاريخية للمصريين, والتي حفظت لمصر أهم صفاتها: أولا التسامح, والتدين الفطري, وكراهية التطرف والعنف, لذلك فإن روح الثورة وهي منبع التغيير الذي جري, كفيلة بإعادة ضبط الأمور وتوازنها, والعودة بالثورة إلي أصلها وجوهرها.
ولما كانت مهمة صياغة رؤية متكاملة تنهض بمصر, ستقع علي نظام الحكم القادم, فإن هناك دائرتين يفترض أن تشغلا الحكم الجديد من اللحظة الأولي.
الدائرة الأولي ـ أولوية وضع مشروع قومي للتقدم الاقتصادي, والنهضة الشاملة, بتكليف مجموعات من المختصين والخبراء وأهل العلم والمعرفة, بأن ينشئوا لجانا تتوزع علي مناقشة موضوعات, ثم يتم إجمال هذه الموضوعات في خطة كاملة للمشروع القومي.
ان مشاكل مصر لن تحل باجراءات مجزأة لهذه المشكلة أو تلك, لكن بتحرك حضاري شامل يدفع بدماء الحياة إلي جميع شرايين الدولة والمجتمع.
قد يكون مثل هذا المشروع طويل الأجل, ويمكن أن تسير في محاذاته مشروعات قصيرة الأجل. وعلي سبيل المثال فإن تنمية سيناء تمثل ركنا مهما من أركان المشروع القومي, وتتمتع بوجود بنية تحتية كانت قد شيدت عند إقرار المشروع القومي لتنمية سيناء عام 1994, والذي تم إيقافه بعد سنتين فقط من بدئه. ولاتزال هناك دراسات مكتملة, وبدايات منتجة لمشاريع زراعية وصناعية وعمرانية, يمكن إعادة إحيائها في الحال, توفر فرص عمل واسكان وتوطين لملايين المصريين, وتسد احتياجاتنا من السلع المنتجة, خاصة اننا نستورد 75% من احتياجاتنا من المواد الغذائية.
الدائرة الثانية ـ هي سرعة بلورة رؤية نهائية من قضايا السياسة الخارجية. وهو ما يستلزم البدء فورا في ترتيبات قيام مجلس أمن قومي.
وفي هذا الإطار يتم رسم خطط متكاملة لمد جسور التعاون والتعامل في افريقيا, وخاصة مع دول حوض النيل, وأن تكون هناك مواقف قاطعة من القضايا العربية والدولية تعكس روح مصر الثورة, وتتفادي ما جري من تأخر اعلان موقف مناصر لشعب سوريا في مواجهة المذابح التي ترتكب ضده.
ان اكتمال رؤية مصرية للسياسة الخارجية, صار مطلبا ملحا, ونحن نري دول العالم وخاصة القوي الكبري وعلي رأسها الولايات المتحدة قد شغلت بوضع صياغات لكيفية التعامل مع مصر بعد الثورة, وما لوحظ من مناقشاتهم تطرقت إلي معني أن الصورة شبه النهائية التي تكونت لديهم للنظام الدولي الجديد, وقواعد التعامل معه, والقوي الصاعدة المرشحة للمشاركة في إدارته, ويمكن أن تكون قابلة للتعديل نتيجة لثورات مصر, والمنطقة العربية.
وان ذلك قد يدفعها لإعادة حساباتها تجاه المنطقة العربية التي تكونت لديها طوال عشرات السنين نظرة ثابتة, تري انها منطقة ساكنة, وانها خارج حسابات ادارة النظام الدولي.
ذلك كله لابد أن تحتويه رؤية لمصر التي نريدها وهي مسئولية يلزم ان يكون علي قدر تحملها, ونحن في انتظار انتخابهم ـ البرلمان والحكومة والرئيس.

Post: #37
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-04-2011, 04:09 AM
Parent: #36

محكمة جنايات القاهرة تؤيد التحفظ على أموال قيادي بالنظام المصري السابق وأسرته

2011-09-03

القاهرة- (يو بي اي) قرِّرت محكمة جنايات القاهرة السبت، تأييد قرار التحفظ على أموال القيادي بالحزب "الوطني الديمقراطي" المنحل أحمد عز وجميع أفراد أسرته.
وكان جهاز الكسب غير المشروع التابع لوزارة العدل المصرية، قد قرر مؤخراً التحفظ على أموال عز وأسرته، ومنعهم من التصرف فيها إلى حين الانتهاء من التحقيقات الخاصة بمصادر تلك الثروة بعد أن فشل عز في إثبات طرق جمعها.

ويُذكر أن عز، المحبوس حالياً بسجن مزرعة طرة على ذمة تحقيقات بتهم فساد مالي وسياسي، هو أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل الذي تعتبره الأوساط السياسية والشعبية بمصر المسؤول الرئيسي عن تردي أوضاع البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية.


ازمة العلاقات الاسرائيلية ـ المصرية
صحف عبرية
2011-09-02




في أعقاب الهجوم الارهابي شمالي ايلات في 18 آب نشبت أزمة سياسية بين مصر واسرائيل. فقد خططت هذا الهجوم ونفذته أغلب الظن، المنظمة العاملة في قطاع غزة والتي تسمى لجان المقاومة. ويحتمل أن يكون شارك في التنفيذ أيضا مواطنون مصريون ينتمون الى جماعات جهادية تعمل في سيناء.
منفذو العملية، الذين عملوا ضد مركبات اسرائيلية كانت تسير على الطريق المؤدي من ايلات شمالا وتمر على مقربة من الحدود مع مصر، كانوا يلبسون ملابس تشبه جدا حرس الحدود المصري واجتازوا الحدود على مقربة من موقع حرس الحدود المصري.
قوة من الجيش الاسرائيلي عملت ضد منفذي العملية بمساعدة مروحيات قتالية اجتازت الحدود الى سيناء وفي اثناء المعركة مع المخربين اصيب ايضا بعض من رجال حرس الحدود المصرية. الصورة ليست واضحة تماما بعد، ولكن بعضهم على الاقل اصيب بنار الجيش الاسرائيلي.
الانباء عن مقتل جنود مصريين داخل سيناء من قبل قوة اسرائيلية أدت الى مظاهرات عاصفة في القاهرة ضد اسرائيل، في اثنائها كانت ايضا محاولة للسيطرة على مبنى السفارة احبطتها قوات الامن المصرية. وردت حكومة مصر على الضغط الجماهيري بمطلب حازم بالاعتذار والتعويضات من اسرائيل وأعلنت بانها ستعيد السفير المصري من اسرائيل. ولكن رغم استمرار المظاهرة تغيرت الاجواء في غضون يوم واحد.
الاعلان باعادة السفير من اسرائيل ازيل من موقع الانترنت للحكومة المصرية وبدلا منه قيل بشكل واضح انه لم يتم التفكير في أي مرحلة باعادة السفير من اسرائيل وان لمصر مصلحة في استمرار عمل السفارة المصرية في تل أبيب.
لهذا التغيير الحاد في السياسة يوجد على ما يبدو سببان. السبب الاول هو ضغط الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية على مصر لعدم العمل بشكل متسرع وكذا الحوار المكثف الذي دار بين اسرائيل ومصر من خلال مبعوثين اسرائيليين وصلوا الى القاهرة لحل الازمة. السبب الثاني هو طبيعة النظام في مصر بعد الاطاحة بالرئيس مبارك. هذا نظام برأسين يسيطر عليه المجلس العسكري الاعلى والحكومة المؤقتة. الحكومة مسؤولة عن الادارة الفنية الجارية للسياسة الداخلية والخارجية والمجلس العسكري يتدخل عندما تكون حاجة الى ذلك.
للهيئتين مصالح مختلفة وبالتالي أجندة مختلفة. للمجلس العسكري الاعلى الذي هو حاليا الحاكم الحقيقي توجد مصالح واضحة في الحفاظ على الاستقرار على الحدود الاسرائيلية ـ المصرية، الحفاظ على اتفاق السلام مع اسرائيل والحفاظ على شبكة العلاقات مع العالم الغربي ولا سيما مع الولايات المتحدة. إذ أن اكثر من ثلث ميزانية الجيش المصري بما في ذلك كل ميزانية التعاظم تأتي من المساعدات الامريكية. لهذه الاسباب نجد أن المجلس العسكري الاعلى ملتزم بسياسة مسؤولة حيال اسرائيل والولايات المتحدة. اما الحكومة المؤقتة بالمقابل فتعرف بان زمنها محدود والمستقبل السياسي لاعضائها سيكون متعلقا، بعد حلها، بالارادة الطيبة للجمهور المصري. وبالتالي، فالامر الاهم بالنسبة للحكومة هو ارضاء الجمهور والاستجابة لكل رغبة له. يبدو أن البيان الحازم الاولي جاء من الحكومة، التي عملت دون التشاور مع المجلس العسكري الاعلى فيما أن الاخير حرص في غضون وقت قصير على الايضاح للحكومة ما الذي يحق لها أن تعمله وما لا يحق لها في هذه المواضيع الحساسة.
اسرائيل هي ايضا كان يتعين عليها أن تقدم مساهمتها لحل الازمة. يبدو أن حكومة اسرائيل تلقت رسائل واضحة من المجلس العسكري الاعلى بانه سيجد صعوبة في أن يعمل ضد الرأي العام اذا ما 'عربدت' اسرائيل في غزة ردا على العملية في منطقة ايلات، وبالتالي فان حكومة اسرائيل، التي رغم أنها تعرضت هي ايضا لضغط الرأي العام لديها، عملت بشكل مدروس وحذر في ردود افعالها. ينبغي الافتراض بانه في ظروف اخرى فان الخوف على تآكل الردع الاسرائيلي والميل الى تلقين الفلسطينيين درسا كانا سيؤديان الى رد فعل أكثر حزما بكثير.
من الازمة التي نشبت في اعقاب العملية على الحدود الاسرائيلية ـ المصرية تتبين عدة مفاهيم مشوقة حول علاقات الدولتين وعهد ما بعد مبارك. أولا، تجسد مرة اخرى ان سيناء أصبحت بؤرة مشاكل محتملة جدية يمكن أن تؤدي الى مس استراتيجي بالعلاقات بين اسرائيل ومصر.
سيناء كانت منطقة اشكالية حتى قبل الاطاحة بمبارك، والسيطرة المصرية على سيناء لم تكن كاملة مثلما بينت صناعة التهريب الى غزة، ولكن الوضع بات أكثر بكثير في أعقاب الاحداث الثورية في مصر. بالقبائل البدوية المغتربة عن السلطات المصرية تستغل الوضع لتحقيق مزيد من الحكم الذاتي والتصرف كما يحلو لها. وينضم اليهم عناصر جهادية وجدوا في سيناء ميدان عمل مريح بمن فيهم السجناء الذين فروا من السجون المصرية في اثناء الثورة المصرية. على اسرائيل أن تفكر اذا كانت الترتيبات القائمة بين اسرائيل ومصر مناسبة لمعالجة المشكلة الناشئة في سيناء أم انه ينبغي النظر في ترتيبات جديدة وفي ظل ذلك ايضا فتح الملحق العسكري لاتفاق السلام مع مصر وملاءمته مع الوضع الذي يتعين فيه على مصر أن تحتفظ فيه في سيناء بقوات عسكرية اكبر كي تعالج المصلحة المصرية - الاسرائيلية المشتركة، أي وقف الفوضى واقامة النظام والامن.
ثانيا، يوجد لاعب جديد يلعب دورا هاما في شبكة العلاقات بين مصر واسرائيل، ولا يمكن تجاهله - الجمهور المصري - واسرائيل مطالبة بان تأخذ هذا اللاعب بالحسبان كاعتبار مركزي في رسم سياستها. على قرارات الحكومة أن تختبر ايضا في سياق تأثيرها المحتمل على الرأي العام المصري.
الهجمات اللفظية على مصر، والتي تفسر كمس بالكرامة الوطنية المصرية، ليست السبيل الفهيم لمعالجة الرأي العام المصري الذي يتأثر بافعال اسرائيل ضد الفلسطينيين. صورة الوضع هذه تقف على نقيض من التفسيرات التي انطلقت في اسرائيل في اعقاب الثورة في مصر، وبموجبها سيركز المصريون في شؤونهم الداخلية وسيكونون اقل تفرغا للانشغال بعلاقات اسرائيل والفلسطينيين. المعنى المركزي هو أنه في هذا العهد ستكون لاسرائيل اضطرارات اثقل على حرية عملها في غزة.
ثالثا، رغم الوزن المتزايد للرأي العام المصري، لا يوجد تغيير ذو مغزى في المصالح الاساسية لمصر مثلما تراها السلطة ومعظم المحافل السياسية. قد يكون هناك تغيير في الموسيقى ولكن ليس في المضمون: هذا أمر بسببه لم يتغير جوهريا الموقف من ايران وحوفظ على العلاقات القريبة مع الولايات المتحدة. يوجد اجماع شبه عام بان على مصر ان تنفذ اتفاق السلام مع اسرائيل، وحتى حيال حماس لم يطرأ تغيير حقيقي في كل ما يتعلق باجراءات الخروج من غزة الى مصر. كل هذا يدل على أن هناك احتمال لحوار استراتيجي وتفاهمات استراتيجية بين اسرائيل ومصر. تغييرات محتملة في الملحق العسكري لاتفاق السلام بين اسرائيل ومصر يمكن أن تشكل اساسا جيدا لمثل هذا الحوار.
لا توجد أي ضمانة لان يبقى الوضع في مصر كما هو ومحتملة تغييرات سياسية، في أعقاب انتخابات حرة، مثلا، تحدث تغييرات ايضا في تعريف المصالح وعلى أي حال في تعريف السياسة التي ستنشأ عنها. ولكن للاتفاقات السياسية توجد قوة ومن الصعب تغييرها عندما تصبح حقيقة قائمة، وعليه يوجد مفعول للحاجة الى الدخول مع مصر في حوار استراتيجي هدفه الوصول الى تفاهمات استراتيجية، حتى لو كانت حاجة لدفع أثمان سياسية من اجل نجاحه.

نظرة عليا 2/9/2011




القاهرة - 'القدس العربي' : حزيناً ومحاصراً بلعنات شعبه أمضى الرئيس المخلوع مبارك العيد حاملاً لقب متهم فيما تشرذمت أسرته بين سجن طرة وشقة قديمة عادت إليها زوجته منكسة الرأس مختفية عن الأنظار في انتظار ماهو قادم من أيام حبلى بكل ما هو سيئ وغامض..أما محامي العائلة فقد أمضى إجازة العيد في محاولة جلب بعض التعاطف لموكله على أمل أن يبعده عن حبل المشنقه الذي بات قاب قوسين أو أدنى من رقبة مبارك ونجليه وأعوانه..يغبط الرئيس المخلوع الآن فقراء شعبه لأنهم باتوا أسعد حظاً منه فعلى الأقل أمضى هؤلاء العيد في مأمن من ال######شات وملابس السجن التي طلب قاضي التحقيقات أن يرتديها مبارك شأن أي نزيل في السجون.. في المقابل إذا سألت أي مواطن عن شعوره في العيد سيجيبك بدون تفكير (هو أفضل الأعياد في حياته حتى ولو فشل في شراء كعك العيد لأسرته لأن سحنة مبارك ورفاقه تبددت تماماً) غير أن مشاعرعيد الفطر ومظاهر المودة بين المصريين لم تمنع مرشحي الانتخابات الرئاسية والأحزاب من أن يكشروا لبعضهم البعض بل وفتحوا النار على خصومهم وعلى رأس الذين تعرضوا لهجوم واسع عمرو موسى وعبد المنعم ابو الفتوح، أما بالنسبة للصراعات بين القوى الجديدة والأحزاب الناشئة فحدث ولاحرج، فكل منها تتعقب خصومها كي تستأثر بالنصيب الأكبر وقد انتهت إجازة العيد وعاد المصريون لممارسة أعمالهم وأحلامهم التي على رأسها أن يحكموا عبر رئيس وطني لا يبيع ثرواتهم وارادتهم للأعداء ولا يجعلهم سجانين على أهلهم في قطاع غزة. زعيم لايستأسد على شعبه ويتحول بمرور الأيام لزعيم عصابة وحتى يتحقق ذلك الحلم تتابع القوى الوطنية حراكها الواسع بطول البلاد وعرضها من أجل الحصول على القبول الشعبي الذي يؤهلها للفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ومن موضوعات وتقارير الأمس التي تناولتها الصحف الحديث عن حالة الغضب الشعبي من السلطات السعودية بسبب المعاملة السيئة التي تعرض لها المعتمرون المصريون في المطارات السعودية وأحدث التقارير عما يجري على الجبهتين السورية والليبية ومشروع جديد تتبنه الحكومة لزراعة نبات الجوجوبا الذي تستخرج منه الطاقة ويطلق عليه الذهب الأخضر فضلاً عن مشروع لانتاج أول سيارة صناعة مصرية.

وقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية

تواصلت أزمة المعتمرين المصريين العالقين في مطار جدة، وسط اتهامات لوزارة الخارجية المصرية بـ'التقاعس' في حل أزمتهم، وعدم تدخل السفير المصري في السعودية، وانتقدوا موقف الحكومة المصرية بسبب تجاهلها فتح جسر جوي بين البلدين لنقل المعتمرين، سواء بالطيران السعودي أو المصري، وعدم ضغطها على السلطات السعودية بشأن إرسال طائرات من مصر إلى مطار جدة لنقل المعتمرين. يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك' إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية بسبب ما اعتبروه 'أسلوباً مهيناً' في معاملة المعتمرين المصريين في مطار جدة. وشكلت هيئة الطيران السعودي لجنة من وزارتي الداخلية والحج وهيئة الطيران المدني لدراسة الأسباب التي أدت إلى التكدس.

إعادة ترشيح نواب الاخوان في البرلمان الجديد

تابعت الأحزاب والتيارات الإسلامية استعداداتها للانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل. من جانبه أعلن حزب 'الحرية والعدالة'، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، أن الـ105 نواب الذين مثلوا الجماعة في دورتي 2000 و2005، مطروحون للترشح في الانتخابات المقبلة وقال أحمد أبو بركة، القيادي في حزب الجماعة، إنه يجري حالياً تجهيز أسماء مرشحي 'الحرية والعدالة'، لتقديمهم إلى لجنة التنسيق الانتخابي في 'التحالف الديمقراطي'، تمهيداً لتصفيتهم مع باقي مرشحي الأحزاب، والوصول إلى قائمة توافقية. وأكد أبو بركة أن 'التحالف الديمقراطي' أجرى تعديلات لقانون انتخابات الشعب، تتضمن إجراءات لمواجهة محاولات فلول الحزب الوطني الترشح، خصوصاً الذين انضموا إلى أحزاب جديدة.

والجماعة الإسلامية تحظر ترشيح أعضاء الجناح العسكري

أعلن حزب 'البناء والتنمية' التابع للجماعة الإسلامية أنه قرر عدم ترشيح أي من أعضائه وقياداته الذين شاركوا سابقاً في أعمال عنف، يضاف إليهم أعضاء الجناح العسكري للجماعة، وقال الدكتور نصر عبد السلام، رئيس الحزب، لـ'المصري اليوم' إن الترشيح لن يشمل أيضاً أعضاء مجلس الشورى والقيادات التنفيذية، مع الاكتفاء بالقيادات الوسيطة، ووصف المرشحين المحتملين بأنهم سيكونون مفاجأة، وأعاد التأكيد على أن 65' منهم سيكونون في محافظات الصعيد.

أما السلفيون فيتفرغون لدعم مرشحهم الرئاسي

أعلنت 'الجبهة السلفية'رسمياً أنها لن تخوض الانتخابات، مكتفية بدعم مرشحي الأحزاب السلفية وحزب جماعة الإخوان المسلمين. وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة، إنهم يدعمون أيضاً الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية، وشدد على أن السلفيين لن يدعموا حزب 'التحرير المصري'، الذي أسسه الشيخ علاء الدين أبوالعزايم، قائلاً إنه لا يمثل التوجه السني، بل الشيعي.

الدعوة لمليونية تصحيح المسار

تقوم الآن القوى الثورية والسياسية بالاعداد لتنظيم مظاهرة مليونية في ميدان التحرير، يوم الجمعة 9 ايلول /سبتمبر تحت عنوان 'تصحيح المسار'، وأعلنت أغلبية القوى السياسية والشبابية مشاركتها في المليونية، ومن بينها الجمعية الوطنية للتغيير وائتلاف شباب الثورة وعدد من الأحزاب والحركات الشبابية، وما زالت حركة شباب 6 أبريل والكتلة المصرية تدرسان المشاركة. وأكد الدكتور عبد الجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، التي تضم أكثر من 30 حزباً وحركة سياسية، ان هدف المليونية تصحيح مسار الثورة، مشيراً إلى أن القائمين على الحكم ابتعدوا عن ملفات وصفها بالمهمة، من بينها تطهير مؤسسات الدولة من بقايا النظام السابق، لافتاً إلى أن الأمانة العامة للجمعية اتخذت قراراً بالمشاركة في المليونية دون الدخول في اعتصام لرفع عدة مطالب من بينها تطهير مؤسسات الدولة مثل 'الجامعات والإعلام والداخلية'، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين وإلغاء القوانين 'غير المفهومة' مثل قانون الأحزاب الجديد وقانون تجريم الاعتصام والإضراب، وقانون انتخابات مجلس الشعب الذي أصدره المجلس العسكري بعيداً عن إجماع القوى السياسية، فيما قال أحمد ماهر، المنسق العام لحركة شباب 6 أبريل، إن الحركة ما زالت تستطلع رأي أعضائها في المحافظات بشأن المشاركة في مظاهرة الجمعة، لافتاً إلى أن الاتجاه العام داخل الحركة يؤيد المشاركة ورفع مطلبين فقط هما وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين واستقلال السلطة القضائية.

شيخ الأزهر يعود للحوار بين الأديان

يشارك الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في ملتقى السلام الدولي الذي يقام في مدينة ميونيخ الألمانية خلال الفترة من11 حتى 13 سبتمبر الحالي تحت عنوان: مصيرنا هو التعايش المشترك حوار الاديان والثقافات، بمشاركة عدد كبير من أبرز الشخصيات السياسية والدينية في العالم في مقدمتهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الألماني كريستيان فولف، وشيخ الأزهر ورئيس حاخامات إسرائيل وكبير اساقفة ميونيخ، وممثلون عن مختلف الطوائف الدينية في العالم سيشاركون في الملتقى. ويفتتح ملتقى السلام الدولي بصلاة مشتركة واحتفال للتذكرة بضحايا اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر في الذكرى العاشرة لهذه الاعتداءات.

تحرك مصري لمنع جنوب السودان
من اقامة سفارة في القدس

تسود اوساط الخارجية المصرية حالة من القلق والترقب بسبب التقارب الأسرائيلي في جنوب السودان. وأكدت مصادر مطلعة بالخارجية المصرية، أن الوزارة ستبدأ خلال الساعات القليلة المقبلة إجراء اتصالات مع حكومة جنوب السودان، للوقوف على الإعلان باختيار القدس مقراً لسفارتها في إسرائيل، خاصة في ظل وجود تقارير قديمة عن علاقات وثيقة بين 'الحركة الشعبية' وإسرائيل، وأن تل أبيب كانت تمول الحركة وتمدها بالسلاح أثناء حربها مع شمال السودان، قبل التوقيع على اتفاقية 'نيفاشا'.
وأكد ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان في مصر والشرق الأوسط، نصر الدين كوشيب، أن إقامة علاقات بين جنوب السودان وإسرائيل لن تكون بأي حال من الأحوال على حساب علاقتها مع الدول العربية، وشكك في صحة الخبر.
وأكد 'كوشيب' لـ'المصري اليوم' أن علاقة بلاده مع إسرائيل لن تكون على حساب المصريين أو العرب، معتبرا أن مصالح جنوب السودان مع الدول العربية أكبر من مصالحها مع تل أبيب، 'فقد كنا في يوم من الأيام جزءا من الجامعة العربية'. وفي الخرطوم، أبدت الحكومة السودانية قلقها من تسارع وتيرة التطبيع بين جنوب السودان وإسرائيل، وعبرت الخرطوم عن تخوفها من أن تؤدي علاقة الدولة الوليدة بإسرائيل إلى زعزعة استقرار السودان.

العلم المصري يغزو شرفات بناية السفارة الإسرائيلية

وضع عدد من سكان العقار، الذي تقع فيه السفارة الإسرائيلية، والعشرات من سكان العمارات المجاورة، العلم المصري على الشرفات، وقام عدد من سكان العقار المقابل للسفارة بتثبيت العلم على السطح، في الوقت الذي كثفت فيه قوات الأمن تواجدها في ميدان التحرير، لمنع تجمهر المواطنين في الميدان، وفرضت طوقا أمنيا حول الحديقة الدائرية الرئيسية، ومنعت العشرات من التواجد بها. وقد جذب مشهد رفع العلم المصري على العقار الذي تقع به السفارة، المارة ورواد حديقة الحيوان، الذين تجمع العشرات منهم، لمشاهدة الأعلام المصرية المرفوعة على الشرفات.. وطالب سكان 'عمارة السفارة'، جميع سكان العمارات المجاورة والمقابلة برفع العلم المصري، ردا على ما سموها 'الغطرسة الإسرائيلية'، فيما أحاط العشرات من قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي بالعقار لتأمين مقر السفارة.

وكامل يتهم النجار بتشويه صورته

من جانبه قدم مصطفى كامل، الذي قال شهود عيان إنه البطل الحقيقي لموقعة إنزال العلم الإسرائيلي من أعلى السفارة، بلاغا في قسم شرطة الجيزة، يتهم أحمد الشحات، الذي تم تكريمه منذ أيام باعتباره بطل الواقعة، وأحمد الفضالي، رئيس حزب السلام؛ محامي 'الشحات'، بتهديده وترويع أسرته من خلال اتصالات هاتفية، وتشويه صورته بتحريض بعض أنصارهما على تقديم بلاغات ضده على أنه بطل مزيف وأنهم شهود على واقعة إنزال 'الشحات' العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري على السفارة الإسرائيلية.كما اتهم 'كامل'، في بلاغه 'الشحات' بسبه وقذفه بأحد البرامج الفضائية، قال البلاغ إنه وصفه خلاله بالكاذب والمزيف ومدعي البطولة، وطالب بأخذ تعهد كتابي على 'الشحات والفضالي'، بعدم التعرض له ولأسرته.

منافسة ساخنة بين شفيق والبرادعي في الدلتا

اشتعلت المنافسة في محافظات الوجه البحري بين عدد من مرشحي الرئاسة في إجازة العيد لجذب أكبر عدد من المؤيدين، وجمع التوقيعات وتعليق لافتات الدعاية. وكثفت مجموعة من الشباب أطلقت على نفسها 'اللجنة التنسيقية العامة لتأييد الفريق أحمد شفيق' جهودها لجمع توقيعات لترشحه مستقلا في انتخابات الرئاسة، كما وزعوا وثيقة باسم 'طلب تأييد' على نطاق واسع في قرى ومدن المحافظة وعلقت حملة 'دعم الدكتور محمد البرادعي رئيساً للجمهورية' عدداً كبيراً من اللافتات التي تحمل صورته وخلفه علم مصر ومكتوب عليها 'كل عام ومصر بتتقدم بسواعد أبنائها وناسها الطيبين'، كما وزعت الآلاف من كروت التهنئة مكتوب عليها أقوال منسوبة للبرادعي، منها 'الشعب يريد مصر جديدة'، ومصر التي نحلم بها قائمة على العدالة وكرامة الإنسان'.
وشهد ميدان الشهداء أمام مبــنى المحافظة تنافساً بين أنصار عبد المنعم أبوالفتوح، وحازم أبو إسماعيل، حول تعليق لافتات الدعاية وتهنئة أبناء المحافظة بالعيد.

الأشعل يتهم موسى بأنه وراء زرع قواعد للناتو في ليبيا

شنَّ السفير عبد الله الأشعل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، هجوماً عنيفاً على منافسه عمرو موسى، وقال إن الموساد الإسرائيلي هو الذي عيّن موسى وزيراً للخارجية وتركه في المنصب 10 سنوات، وهي أكبر فترة في تاريخ الوزارة. وأضاف 'الأشعل'، خلال لقائه مجموعة من الشباب بنادي ههيا الرياضي، خلال زيارته لمسقط رأسه بمحافظة الشرقية، أن 'حسني مبارك كان زعيماً لعصابة من بينها عمرو موسى'، مطالباً 'موسى' بالرد على الاتهام الذي وجهه إليه نوري المالكي، رئيس وزراء العراق، بتقاضي 10 ملايين جنيه رشوة، وقال إن موسى كان السبب في وضع قواعد عسكرية برية لحلف الناتو في ليبيا واستبعد 'الأشعل' أن يكون 'موسى' رئيساً للجمهورية، قائلاً: 'من المستحيل أن أراه في هذا المنصب حتى لو دهن حنة' - على حد قوله - مقسماً بكتاب الله بأنه 'لن يعتقه أبداً'، وسيكشف التجاوزات التي تدينه في الوقت المناسب.

والأزمة بين الاخوان وأبو الفتوح تنتقل للصعيد

انتقلت الأزمة بين أنصار الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والمنشق عن الاخوان وجماعة الإخوان المسلمين، من محافظة الغربية إلى المنيا، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بعد رفض منسقي الجماعة بالمحافظة وضع لافتات دعاية لـ'أبوالفتوح' أمام منصة صلاة عيد الفطر.
واتهم منسق حملة أبو الفتوح كوادر الإخوان بتمزيق اللافتات، وحرر محضرا ضدهم. وطالب حسين سلطان، المتحدث الرسمي للإخوان بالمحافظة الدكتور 'أبوالفتوح' بتغيير منسقي حملته، متهما إياهم بافتعال الأزمة وتمزيق اللافتات..وقال إن كوادر الإخوان تولت حماية لافتات أبوالفتوح بميادين المحافظة ورفضوا وضع لافتة أمام دعايته الانتخابية بمدخل محطة السكك الحديدية في المنيا.

اساتذة الجامعات ينددون بتراجع شرف عن وعوده

تهيمن حالة من الغضب في الأوساط الجامعية بسبب قرارات المجلس الأعلى للجامعات بشأن انتخابات القيادات الجامعية، وانتقد الأساتذة تخبط المجلس المستمر، خاصة بعد قراره بتشكيل لجنة للإشراف على الانتخابات. ودعت اللجنة أعضاء هيئة التدريس إلى اجتماع تحضيري يوم الإثنين المقبل، بنادي هيئة التدريس بالشاطبي، للإعداد لمؤتمر عام يعقد يوم 11 سبتمبر الجاري، لتحديد الخطوات التصعيدية للتصدي لاستمرار القيادات الجامعية الحالية في مناصبها.
وقالت لجنة حريات جامعة الإسكندرية في بيان لها أمس، إن 'السياسة المتخبطة' للدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، والمجلس الأعلى للجامعات، تجاه مطالب أعضاء هيئة تدريس الجامعات تنذر بوقوع أزمة جامعية. ونددت اللجنة بتراجع شرف عن الوعود التي قطعها على نفسه، بتطهير الجامعة من 'القيادات الفاسدة'، محذرة من تزوير إرادة الأساتذة على يد المجلس الأعلى للجامعات. وأشارت اللجنة في بيانها الى انها 'لن تسمح بعد الآن ببقاء هذه القيادات التي تمتد بجذورها إلى العهد البائد'، مؤكدة على تصعيد رفضها بكل وسيلة ممكنة، وتحمل السلطة الحاكمة ممثلة في (شرف) المسؤولية الكاملة عن عدم انتظام الدراسة في الجامعات ما لم تتم الاستجابة لمطالب هيئة التدريس'.
مبارك بال######شات ولبس السجن يوم الأثنين

تدخل محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي مرحلة جديدة الاثنين القادم لكشف حقيقة الاتهامات الموجهة إليهما، حيث تبدأ المحكمة في سماع شهود الاثبات في القضية بسماع 4 شهود من ضباط الشرطة وبعدها تتواصل الجلسات يوميا للانتهاء من سماع شهود الاثبات والذين يصل عددهم إلى 61 شاهدا طلب الدفاع سماع شهادتهم. وستقرر المحكمة إما سماع شهادتهم أو استبعاد من لا تستمع إليه من أي حكم بالادانة. جلسة الاثنين القادم هي الجلسة الأولى في القضية بعد ضم قضية مبارك والعادلي معا.. حيث ستتم محاكمة جميع المتهمين في قضية واحدة واصدار حكم واحد في القضية. وتعقد الجلسات القادمة بعيدا عن كاميرات التليفزيون بعد قرار المحكمة بوقف إذاعة الجلسات على الهواء بعد ما شهدته المحكمة من صراع بين المحامين المدعين بالحق المدني عن أسر الشهداء والمصابين على الظهور أمام شاشات التليفزيون.
وأكدت مصادر قضائية لـ'الأخبار' أنه ستيم تطبيق لوائح السجون على مبارك ونجليه والعادلي ومساعديه في الجلسات القادمة بلا تمييز، بالزام مبارك بارتداء ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء ووضع ال######شات في يد المتهمين خارج قفص الاتهام وأثناء ترحيلهم من سجن طرة. كما ستتمسك المحكمة بقرارها بتسليم طلبات المدعين بالحق المدني عن أسر الشهداء والمصابين مكتوبة بدون مرافعات.

وربما يتخلى عن صباغة شعره لأول مرة

وترددت أنباء عن نصيحة وجهت للرئيس المخلوع بالكف عن الظهور بالشكل الذي ظل يبدو عليه طيلة العقود الثلاثة الماضية وأن يكون ظهوره مختلفاً في الجلسة القادمة لحصد بعض التعاطف، وبعد الارتباك الذي كان ظاهرا على مبارك ونجليه في الجلسة الأولى فوجىء الجميع بهم في الجلسة الثانية وقد صبغ مبارك شعره بالكامل وارتدي تريننج أزرق بالمخالفة للوائح السجون. ويصر مبارك على حضور الجلسات فوق نقالة رغم امكانية حضوره على كرسي متحرك في محاولة لكسب تعاطف أفراد الشعب، كما يتم نقله إلى مقر المحكمة في أكاديمية الشرطة في طائرة هليكوبتر من المركز الطبي العالمي الذي قررت المحكمة حبسه فيه لتلقي العلاج المناسب لحالته.. كما فوجىء الجميع بعلاء مبارك يضع يده أمام الكاميرا ويتحرك وشقيقه بحرية خارج قفص الاتهام، كما أن ضباطا بالشرطة والجيش يؤدون التحية العسكرية للعادلي، والجميع لا يضعون ال######شات خارج القفص وفقا للوائح السجون.

قاض: مبارك لم يهدد بالقتل

نفى المستشار السيد عبد العزيز عمر، رئيس محكمة الاستئناف، ما تردد بشأن تلقي المستشار أحمد رفعت، رئيس محكمة جنايات القاهرة، الذي يتولى قضية محاكمة حسني مبارك، الرئيس السابق، ونجليه وحبيب العادلي - تهديدات بالقتل. قال 'عمر' لـ'المصري اليوم' إن تلك المعلومات لا أساس لها من الصحة، ومجرد شائعات.
فيما رفض المستشار 'رفعت' التعليق، وقال إنه لا يتحدث لوسائل الإعلام. كانت شائعات قد انتشرت على مواقع الإنترنت تفيد بأن المستشار 'رفعت' تلقى تهديدات بالقتل عبر رسائل الهواتف المحمولة، حالة عدم إصداره حكما ببراءة الرئيس السابق. وذكرت مواقع إلكترونية أن عددا من أنصار 'مبارك' تجمعوا أمام منزل 'رفعت' بمنطقة مصر الجديدة وتظاهروا للضغط عليه.
وقالت مصادر بمديرية أمن القاهرة، والشرطة العسكرية، إن المستشار أحمد رفعت لم يحرر أي محاضر عن تعرضه لتهديد بالقتل، وأكدت أن الحراسة المكلفة بحمايته كما هي لم يتم تدعيمها أو تخفيضها، كما أنه لم يطلب مزيدا من أفراد الأمن لحراسته.

إتهام نظيف ووالي وعابدين
بالاستيلاء على31 الف فدان

تلقى المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام بلاغا من الدكتور يحيى الجمل المحامي بالنقض ونائب رئيس الوزراء السابق بصفته وكيلا عن عدد من العائلات بمنطقة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ يتهم فيه احمد نظيف رئيس الوزراء الاسبق ويوسف والي وزير الزراعة الاسبق واحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ وغيرهم بالاستيلاء على 31 ألف فدان من اراضي الاوقاف بمنطقة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ بدون وجه حق تحت ستار انشاء مشروع ' مبارك القومي '. أكد الجمل في بلاغه ان المشكو في حقهم الثلاثة وغيرهم اضروا عمدا بأموال الدولة حيث قام يوسف والي باعطاء اوامر مباشرة باسناد استصلاح الـ 31 ألف فدان إلى الشركة العربية لاستصلاح الاراضي وذلك لتوزيعها على الخريجين وذلك في الفترة من عام 89 حتى 95 وقام بصرف ملايين الجنيهات عن هذه العملية من اموال الدولة ثم اكتشف بعد ذلك ان الارض ملك وزارة الاوقاف وليس وزارة الزراعة.

سلفي مديراً لمدرسة لأول مرة منذ 30 سنة

لأول مرة منذ30 عاما تقوم وزارة التربية والتعليم باختيار مدير بمدرسة إعدادية من المنتمين للتيار السلفي، حيث كان يمنع جهاز أمن الدولة السابق تولي أي شخص يطلق لحيته منصبا بوزارة التربية والتعليم،..ويتسلم معتز مصطفى مصلح وكيل مؤسسي حزب النور السلفي مهام عمله الجديد كمدير بمدرسة الوعي القومي بشبين الكوم ابتداء من غد.
ومن جانبه، أكد معتز مصلح أن هذا القرار جاء ليبعث برسالة أن هناك مناخا جديدا في مصر، وأن اختيار القيادات عن طريق الواسطة قد تراجع، كما أن مناخ الحرية سيسود مصر في الفترة المقبلة، وسيصبح من حق أي شخص ملتح الترشح للمناصب العليا التي كان محروما منها في ظل النظام السابق، الذي كان يضطهد الملتحين ويضع قيودا شديدة عليهم ويمنعهم من تولي أي منصب قيادي في مصر.

الحبس حتى15سنة للمرشح المتورط في جريمة الرشوة

بدأت الحكومة في إعداد مشروع مرسوم بقانون يجرم استخدام المال في الانتخابات، واعتباره جريمة رشوة يعاقب عليها القانون بالحبس من3 إلى15 سنة. ومعاقبة المرشح الذي يستخدم المال بالحبس، واعتباره في مكانة الراشي. وقال الوزير: إن الحكومة حريصة على أن تجري الانتخابات المقبلة في جو من النزاهة والشفافية، مشيرا إلى أنه سيتم عقد اجتماع وزاري بعد عطلة العيد لوضع ضوابط لإجراء الانتخابات، وتشمل وجود قوات مشتركة من الجيش والشرطة لتأمين اللجان الانتخابية، كما سيتم تحديد المحافظات التي ستشملها المراحل الثلاث الخاصة بإجراء الانتخابات. وأشار الوزير إلى أنه تم اختيار300 فرد لأعضاء المجالس المحلية المؤقتة، وأن عملية اختيارهم ستكون بالتنسيق مع الجهات الرقابية، وسيتم اختيارهم من أعضاء الهيئات القضائية السابقين، وأساتذة الجامعات، وأن يكون بينهم 25 ' من الشباب والنساء.

المصريون يقبلون على شراء الصواعق للحماية

يقبل مواطنون على شراء الصواعق الكهربائية والتي تباع في شوارع 26 يوليو، وطلعت حرب، وشريف. وتردد أنها 'مهربة من ليبيا عبر الحدود المصرية - الليبية'. أكثر أنواع الصواعق انتشاراً - حسب الباعة - هو قوة 250 فولت، الذي تتراوح أسعاره بين 75 و120 جنيهاً، وقوة 500 فولت بسعر 180 جنيهاً، وقوة 1200 فولت بسعر 400 جنيه، فيما يصل سعر الصاعق قوة 2000 فولت إلى 500 جنيه، ويرتفع السعر إلى 700 جنيه للصواعق التي تستخدم عن بعد. وتسبب تدني الأسعار في رواج بيع الصواعق بشكل ملحوظ، بحيث انتشرت بكثافة بين الشباب والمراهقين في شوارع وسط القاهرة واستخدموها للاحتفال بعيد الفطر، وأحياناً في المعاكسات وبعضهم اعتبرها مجرد تأمين لنزهاتهم في العيد من هجوم البلطجية. وطالب أصحاب المحال المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء بإخلاء شوارع وسط القاهرة من الباعة الجائلين، الذين انتشروا فيها قبيل العيد، وهدد عدد من أصحاب المحال بقطع شارعي طلعت حرب وشريف، وإخلائهما من الباعة الجائلين بالقوة، إذا لم تتدخل الحكومة.

أب يبلغ الشرطة عن ابنه الوحيد لاتجاره بالمخدرات

قام أب بالإبلاغ عن ابنه الوحيد بعد أن يئس من نصحه بالابتعاد عن تجارة المخدرات، فقررت نيابة العريش تحت إشراف المستشار عبد الناصر التايب المحامي العام لنيابات شمال سيناء حبسه.وكان المتهم ج.س.ع (24 عاما) دائم التعدي على جيرانه ومحاولة سرقتهم بالإكراه، مما دعاهم إلى الشكوى لوالده، فما كان من الوالد إلا أن تقدم للابلاغ عنه بسبب اتجاره في المخدرات، فتوجه فريق من قسم مكافحة المخدرات بمديرية الأمن بشمال سيناء إلى منزل المتهم، وتم ضبط 4 أجولة من نبات البانجو المخدر، وكمية من أقراص الترامادول المخدرة، علاوة على السلاح الأبيض، وتولى خالد الغمري وكيل أول النيابة التحقيق بسكرتارية بهاء جلال وقرر حبسه.

بيبرس اول من تحفظ على أموال مبارك

وضع المستشار ماهر محمد الظاهر بيبرس، محافظ بني سويف، قراره بالتحفظ على أموال مبارك وأسرته ضمن إنجازاته، مؤكدا أنه أول رئيس محكمة في مصر يقرر التحفظ على أموال أول رئيس سابق في مصر.
ليس هذا فحسب فقد واصل 'بيبرس' حديثه عن إنجازاته لـ'المصري اليوم' قائلاً: 'أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة 2010 أبطلت عددا كبيرا من صناديق الانتخابات بسبب التزوير الفاضح الذي شهدته اللجان التي أشرفت عليها، وذلك أثناء عمليات الفرز في الغربية'.
المستشار الذي تولى منصب محافظ بني سويف في حركة المحافظين الأخيرة أكد أيضا أن أسلوبه في العمل يعتمد على النزول للشارع، للتواصل مع المواطنين ومعرفة مشكلاتهم على أرض الواقع، بحيث يتحقق الأمن للشارع، وذلك بالتنسيق مع مدير أمن محافظة بني سويف.

مطلوب مليونا مصري لتعمير ليبيا

انتهت منظمات الأعمال الليبية من اعداد التقديرات الأولية حول حجم العمالة المصرية المطلوبة للعمل في ليبيا خلال الفترة القادمة في مشروعات إعادة الإعمار وتأهيل البنية الأساسية .. يبلغ عدد فرص العمل المتاحة للمصريين 2 مليون فرصة .. وتجري حاليا اتصالات بين الجمعية المصرية الليبية للمستثمرين ورجال الأعمال واتحاد الصناعات الليبي لاعداد قوائم لتصنيف الشركات المصرية العاملة في مجال المقاولات .

الإمارات تستصلح مائة ألف فدان في توشكى

وافقت وزارة الموارد المائية والري على خطة استصلاح وتجهيز مساحة 100 ألف فدان على الفرع الثالث من مشروع تنمية جنوب الوادي توشكى والمخصصة لشركة الظاهرة الاماراتية . جاء ذلك خلال الاجتماع الموسع للدكتور هشام قنديل وزير الري والسفير حمد الشامسي الرئيس الاقليمي لشركة الظاهرة الاماراتية والمكتب الاستشاري المصري، تم فيه عرض المخطط العام للمشروع والتصميمات الخاصة بالبنية الداخلية والترع الرئيسية والمحطات الداخلية لرفع المياه داخل اراضي المشروع والتي تمتد على مساحة 20 ألف فدان كمرحلة اولى والتي تأتي ضمن أربع مراحل. من المقرر انتهاء الاعمال خلال السنوات الخمس القادمة . واعلن الرئيس الاقليمي لشركة الظاهرة الاماراتية انه من المقرر اعلان اسماء الشركات المصرية المنفذة للاعمال الانشائية للمرحلة الاولى من مشروع الشركة بتوشكى خلال الاسبوع الثالث من شهر سبتمبر الجاري لبدء الاعمال الهندسية فور الترسية .

عائض القرني يهاجم الساقطين شعرا

في أول قصيدة عربية عن سقوط طغاة العرب وعيد الفطر المبارك نظم الداعية السعودي المشهور الشيخ عائض القرني قصيدة بعنوان 'معايدة للرؤساء العرب' وهي تجمع ما بين فرحة العيد وسقوط الطغاة . وقد ربط د . عائض القرني بين مناسبة عيد الفطر المبارك التي تعم افراحها أرجاء العالم العربي والاسلامي هذه الايام والتغيرات والتطورات التي شهدها عدد من المجتمعات فيما عرف بالربيع العربي، حيث حلول العيد وسقوط نظامي مبارك وزين العابدين بن علي في مصر وتونس، كما سخر من العقيد معمر القذافي ووصفه بالفأر المختفي والهارب من مطاردة الثوار له . وندد القرني ببشار الاسد الطاغية الذي يواصل سفك دماء شعبه من اجل الاحتفاظ بالسلطة، مشيرا الى ما طال علي عبد الله صالح من حروق غيرت ملامحه في اليمن اثر اصابته بقنبلة ورفاقه داخل احد المساجد قبل علاجه بالسعودية . وقد وصف الشيخ الدكتور عائض القرني النظام السوري بالنظام البوليسي القمعي الذي ' فرّ أمام جيوش الصهاينة وسلّم لهم الجولان مجاناً ' ، وقال : إن الثورات العربية ناجحة ، فحسني مبارك سجين، وابن علي طريد وعلي صالح حريق وبشار الأسد خنيق والقذافي غريق، وقريباً وهو شنيق .

عادل امام: سامحوني كنت مخدوعا بمبارك

لا يزال الفنان عادل أمام يبحث عن التوبة من دفاعه عن عائلة الرئيس المخلوع طيلة الأعوام الماضية والتي كلفته المزيد من الخسائر على المستوى الشعبي.. وقد اختارت مجلة 'أخبار النجوم' للرد عليه حكمة شعبية تتردد على ألسنة المصريين وهي ' جه يكحلها .. عماها '، وأشارت الى أن ذلك المثل ينطبق على تصرفات الزعيم عادل إمام والذي حاول في تجربة يبدو أنها فشلت ، استعطاف الجماهير التي لم تعد تقبل زعامة أحد .. عادل إمام ' وضع نفسه في مواجهة انتقادات وهجوم الكثيرين عندما قال في برنامج ' يلا سينما ' ان رصيده الفني الكبير لدى الجمهور يشفع له انخداعه في النظام السابق حيث أنه لم يكن يدرك حجم الفساد المتفشي في البلاد - حسب قوله -. تصريحات إمام كان لها فعل السحر ولكن في زيادة الهجوم عليه من جديد بعد أن هدأت قليلا . حيث استفز الزعيم بكلامه مشاعر الغاضبين منه منذ ثورة 52 يناير. واذا كان هدف عادل امام من تصريحاته أن يسترضي جمهوره ويكسب وده إلا أن النتيجة جاءت عكسية تماما حيث اشتعل الهجوم عليه في الصفحات الموجودة على موقع ' الفيس بوك ' والتي تدعو لمقاطعة أعماله وكذلك على المواقع الاخبارية المختلفة، وجاءت تعليقات وردود افعال العديدين ساخنة ومثيرة نحوه، فتعجب أحد المشتركين في صفحة ' مقاطعة أعمال عادل إمام من ادعائه بأنه تعرض للخداع من قبل النظام وخاصة أنه قدم أعمالا سينمائية تحدثت عن أنواع الفساد المختلفة في البلاد فهل كان يتخيل أن هذا الفساد يجري في مصر ثانية؟ .

بدء تصوير مسلسلات رمضان 2012

تستعد مجموعة كبيرة من الفنانين المصريين الأسبوع المقبل لتصوير مسلسلات رمضان 2012 حيث بدأ موسم رمضان 2012 سريعا جدا.
وأول من يدخل التصوير الفنان نور الشريف بمسلسل 'بين الشوطين' وتدور أحداثه حول فكرة الاختيار وأهميتها في حياة الإنسان، ويجسد نور الشريف في العمل شخصية مهندس زراعي يحال إلى المعاش ويتعرض لمواقف عديدة، نتيجة المتغيرات التي طرأت على المجتمع في السنوات الأخيرة، مما يجعله يعيش في حالة من عدم الانسجام ما بين أفكاره القديمة التي نشأ وتربى عليها والأفكار والمفاهيم الجديدة المسيطرة حاليا. يشارك في بطولة المسلسل معالي زايد ولطفي لبيب وأحمد حلاوة وسحر رامي ومحمد فريد وإنعام سالوسة وحسام شعبان ومن تأليف عبد الرحيم كمال واخراج عمر عبد العزيز، فيما يستأنف عادل امام تصوير مسلسل 'فرقة ناجي عطا الله' الذي كان من المفترض عرضه في رمضان 2011 ولكن اجل الى رمضان القادم. تتحدث أحداث المسلسل عن لواء الجيش المتقاعد 'ناجي عطا الله'، ويلعب دوره عادل إمام، حين تقرر حكومة بلاده إلحاقه بالسفارة المصرية في تل أبيب، ليتحول بفضل شخصيته المحببة وذكائه وخفة ظله إلى شخصية اعتبارية بين أفراد البعثة الدبلوماسية المصرية، وكذلك في مجتمع تل أبيب نفسه.

Post: #38
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-08-2011, 04:29 AM
Parent: #37

لقطات : مبارك 'قضاها نوم في القفص' وقال 'ليس لي رد'على الشهود
والمحامون انسحبوا احتجاجا على اهانة وجهها له احد زملائهم

2011-09-07



الرئيس المخلوع حسني مبارك قضى معظم الوقت في جلسة الامس نائما، بينما واصل جمال وعلاء وقوفهما الى جانبه رغم عدم وجود كاميرات في القاعة، واكتفيا بمتابعة احداث الجلسة بنظرات تتراوح بين الذهول والاستياء.
القاضي المستشار احمد رفعت سأل مبارك داخل قفص الاتهام عما إذا كان قد استمع بوضوح لشهادة الشاهد، وإذا كان له رد في ذلك فأجاب 'ليس لي أي رد' ، أما العادلي فأجاب 'ليس لي رد شكرا يا فندم'، وأجاب باقي المتهمين 'شكرا يا فندم'.
خمسة محامين كويتيين تمكنوا من حضور الجلسة بعد التدخل السريع لوزير العدل لمنحهم التصاريح (حرصا على العلاقات الاخوية)، الا ان محامي مبارك اعلنوا انهم لن يسمحوا لهم بالمشاركة في الدفاع، ليكتفوا بالجلوس والفرجة (وعمل المؤتمرات الصحافية لزوم الشهرة طبعا). ودفع محامون بعدم جواز حضور المحامين الكويتيين فى ضوء مخالفة مثولهم لما نص عليه قانون المحاماة الذى اشترط أن يعامل بالمثل بالنسبة للمحامين المصريين فى الدول الأجنبية.
أحد المحامين قال ان لديه مستندات تدين مبارك بإخفاء مبلغ 620 مليار دولار خارج مصر، كما أكد أن هناك مستندات بحوزته عن جهاز المخابرات الأمريكية مؤرخة في 23 يناير تشير الى أن مبارك أصدر أوامر صريحة وواضحة بتفريق تجمعات المتظاهرين بإطلاق الذخيرة الحية عليهم.
الجلسة شهدت حالة من الفوضى غير المسبوقة وقام أحد المحامين بسب مبارك مما تسبب في انسحاب عدد من هيئة المدعين بالحق المدني على رأسهم سامح عاشور ومحمد الدماطي وعبد المنعم عبد المقصود وخالد أبو بكر؛ وذلك اعتراضا على ما بدر من زملائهم لكنهم عادوا مرة أخرى.
قال المستشار أحمد رفعت إن ما شهدته المحكمة امس يفوق طاقة أي بشر، وإن دائرة محكمة الجنايات التي يترأسها لم يمر عليها مثل الذي جرى من اشتباكات ومشاحنات وطلبات غير معقولة، وأن ما حدث لا يليق بمهنة المحاماة على الإطلاق.
قام العشرات من أسر الشهداء الأربعاء بمحاولة الاعتداء على المحامي جميل سعيد، محامي اللواء أحمد رمزي رئيس قطاع الأمن المركزي الأسبق اعتقادا منهم بأنه المحامي فريد الديب محامي الرئيس السابق. وأتلف المتظاهرون بعض أجزاء سيارة جميل موجهين له شتائم اعتقادا منهم بأنه فريد الديب محامي الرئيس السابق.
قامت مجموعة من المتظاهرين الذين رفعوا صور الرئيس السابق حسني مبارك امس باقتحام منزل مصطفى بكري عضو مجلس الشعب السابق رئيس تحرير صحيفة 'الأسبوع' بمدينة السادس من أكتوبر مرددين هُتافات مناوئة له بسبب تقديمه بلاغات ضد الرئيس السابق ورموز عهده للنيابة العامة.
جماعة 'ابناء مبارك' غابت عن 'ساحة المعركة' امام المحكمة، بعد القاء القبض على عدد منهم بتهمة الاعتداء على قوات الامن واسر الشهدا، ويبدو ان الجماعة ستكتفي بالكفاح على شاشات التلفزيون، اذ ظهر احدهم في برنامج حواري زاعما انه لم يتلق اي تمويل، الا ان احدى المشاهدات اتصلت وسألته: 'اريد ان اعرف ان كان مبارك ابوكم تبقى مين امكم؟'.
قناة النيل تواصل استضافة 'فلة' (مفرد فلول باللهجة المصرية) من نظام مبارك ليعلق على المحاكمة بطريقة التباكي على مصر بعد مبارك، دون ان يجد من يسأله عمن المسؤول عما وصلت اليه البلاد تحت حكم الرئيس الذي طالما كان ينافقه.


اشتباكات دامية بين الشرطة ومشجعي الأهلي.. تحذيرات للمجلس العسكري من تقليد غباوة مبارك
حسنين كروم
2011-09-07




القاهرة - 'القدس العربي' أبرز خبر في الصحف المصرية الصادرة امس كان عن الاشتباكات المؤسفة التي حدثت بين الشرطة ومشجعي الأهلي بعد مباراته مع فريق كيما أسوان في الاستاد وامتدادها إلى الشوارع المحيطة به وسقوط العشرات من الجرحى، وقالت 'الأهرام المسائي' عن الحادث: 'بدأت الأحداث قبل المباراة بهتافات عدائية ضد الزمالك والإسماعيلي ثم تصاعدت لتطول الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ومعهم حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وتفجرت الأمور في الدقائق الأخيرة من المباراة بهتافات ضد الشرطة بدعوى أنها من فلول النظام الفاسد، وأنها كانت ضد أهالي الشهداء ومع أنصار مبارك في الجلسة الثالثة لقضية قتل المتظاهرين والتي شهدت تراشقا بالحجارة والطوب، ثم توالى إلقاء الزجاجات الفارغة وعلب المياه الغازية مما اضطر قوات الأمن للاندفاع إلى المدرجات لإخلائها باستخدام الهراوات فسقط الجرحى من الطرفين. أكد مصدر أمني في تصريحات خاصة لـ'الأهرام المسائي' أن الجماهير بدأت في استفزاز رجال الأمن منذ بداية المباراة برغم فوز الأهلي فيها بنتيجة مرضية جدا، مشيرا الى ان المناوشات والتراشق حدث قبل وأثناء المباراة.
وأسفرت الأحداث عن إصابة سبعة وستين مجندا وثلاثة ضباط شرطة وستة وعشرين مدنيا، كما تم إضرام النيران في أربع سيارات شرطة وونش مرور ودراجة نارية وخمس عشرة سيارة ملاكي كانت متوقفة أمام الاستاد بالإضافة إلى تحطيم عدد من المحلات. ألقت الأجهزة الأمنية القبض على عشرة من مثيري الشغب حيث تباشر النيابة العامة التحقيقات معتهم تمهيدا لتقديمهم إلى جلسة محاكمة عاجلة في حال إدانتهم'.
كما نشرت الصحف عن السماح لخمسة محامين كويتيين بحضور محاكمات مبارك للدفاع عنه، وتقدم عدد آخر من المحامين الكويتيين بطلب للدفاع عن أسر الشهداء ، واستئناف المحاكمة وإحالة المقبوض عليهم الذين اشتبكوا مع بعضهم خارج المحكمة الى محاكمة عاجلة، واحتلال عدد من الشباب النوبي مبنى محافظة أسوان وغلقها، ومحادثات مع عمال شركة المحلة الكبرى للغزل قبل تنفيذ تهديدهم بالإضراب لمطالبتهم بضخ استثمارات جديدة، وصرف الحوافز، والاستعدادات لجمعة تصحيح مسار الثورة غدا والاتفاق على عدم ترديد هتافات ضد الجيش أو المشير طنطاوي.
وإلى بعض مما عندنا، وهو كثير جدا، لا أعرف كيف اتصرف فيه رغم أهميته، وهو عن الأزهر والسعودية والإخوان المسلمين، ومحاكمة مبارك، هذا وبالله التوفيق.

اتهام المحامين الكويتيين بالتطاول على الثورة

ونبدأ بردود الأفعال على محاكمة مبارك، حيث لا يزال المحامون الكويتيون الذين تطوعوا للدفاع عنه، يثيرون أعصاب الكثيرين، لا لأنهم يدافعون كمحامين، وإنما لقيامهم بالتطاول على الثورة والشعب لإسقاط مبارك، ومن الذين تم استفزازهم زميلنا وصديقنا مصطفى بكري رئيس تحرير 'الأسبوع' الذي طالب بطردهم شر طردة من مصر جزاء وفاقا لما فعلوه ، وهو حسب قوله: 'من حق أي محام أن يترافع عن الرئيس السابق حسني مبارك أو غيره، سواء كان هذا المحامي عربياً أو أجنبياً، فقط عليه أن يلتزم بالقوانين واللوائح التي تحدد ذلك، ولكن ليس من حقهم أن يعقدوا المؤتمرات الصحفية بهدف استفزاز المصريين والإساءة إلى ثورة الشعب المصري، والقول بإنهم لا يزالون يعترفون بأن الرئيس مبارك هو رئيس مصر الشرعي والرسمي وزعيم الأمة العربية! إن هذا الكلام لا يسيء للمصريين والمجلس العسكري والحكومة فحسب ولكنه أيضا يسيء للأشقاء الكويتيين الذين يحملهم هؤلاء المحامون تبعة مواقفهم التي لا أعرف ما الهدف من ورائها.
إن هؤلاء لا يريدون فقط دق أسفين في العلاقات المصرية - الكويتية وإنما يتجاوزون ذلك بإهانة المصريين في قلب بلدهم، لقد كنت أتمنى من الحكومة المصرية أن تقوم بطرد هؤلاء المحامين إلى خارج مصر، بعد الإساءات التي قاموا بتوجيهها إلى الشعب المصري ومؤسساته، إن من يريد أن يدخل مصر، لابد أن يحترم مصر وقوانينها، ومشاعر شعبها وأن يتوقف عن الاستفزاز والتطاول وإلا فإن المصريين لن يصمتوا، وإذا عجزت الدولة عن حفظ كرامة شعبها فالشعب قادر على تلقين كل من يتطاول درساً في كيفية احترام هذا الشعب وعدم التدخل في شؤونه الداخلية'.
وبينما كان بكري يغلي من المحامين الكويتيين كانوا هم يتعمدون إغاظته أكثر وأكثر على أمل أن يرتفع ضغطه ويمرض ويتم نقله للعناية المركزة ليكون أول إنجاز لهم، والذي كشفه كان زميلنا الرسام إيهاب هندي وأعلم بكري بما رآه، في الصفحة السادسة عشرة من 'التحرير' يوم الثلاثاء، إذ كان ثلاثة منهم يرقصون ويغنون أغنية جاء في مطلعها، المخلوع الذي في خاطري وفي فمي، أحبه من كل روحي ودمي.
وهذه عملية سطو غير مقبولة على أغنية كوكب الشرق أم كلثوم، بأن حذفوا مصر، ووضعوا بدلا منها كلمة المخلوع، وان كنت أشك في أن ايهاب تلاعب هو الآخر في أغنية الكويتيين، بأن حذف مبارك ووضع على ألسنة المحامين الثلاثة كلمة المخلوع.

هل هكذا يرد الكويتيون الجميل لمصر؟

وعلى كل حال، فقد ملأت الشكوك قلب زميلنا وصديقنا محمد أمين نحو ما يحدث من الكويت وغيرها، فقال في نفس اليوم الثلاثاء ـ في 'المصري اليوم' عن هكذا خطة مدبرة ضد ثورة مصر هي: 'إذا كان وفد المحامين الكويتيين قد جاء يرد الجميل للرئيس مبارك، ولا يقولون 'السابق' أو 'المخلوع'، فلابد أنهم يلفتون النظر إلى ضرورة رد الجميل ووقف المحاكمة، أو إخراج الرئيس على الأقل من الاتهامات، فقد قال فيصل العتيبي إن مبارك هو الرئيس الشرعي للجمهورية،وقال إنه ليس القذافي ولا الأسد، وقال إن قرار التنحي يحسب له، لأنه انسحب في هدوء من رئاسة البلاد!
انتهت مرحلة التسخين وبدأنا نلعب، الأوراق بدأت تظهر، وملامح المشهد تتضح كل يوم، هناك بروباغندا وهناك اعتذارات للرئيس، ومطالبات برد الجميل، وهناك اتهامات للشعب، هناك مشهد خارجي يستفيد من الإعلام خارج القاعة، وهناك عقل يفكر بهدوء وينفذ بإصرار، يتصورون إمكانية التأثير على المحكمة وهم معذورون لأن القضاء في عهد مبارك كان يتحرك بالريموت كنترول'.

وجود المحامين الكويتيين تشكيك بالقضاء المصري

طبعاً، بدأ اللعب، وهو ما كشفه أكثر وأكثر في هذا اليوم زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' محمد العزبي عندما قال لنا وهو على ثقة بما يقول: 'أبناء الرئيس غير جمال وعلاء المتأسفين ياريس احتفلوا بالمحامين القادمين من الكويت عرفانا وجميلا كما يقولون ولا دخل لهم بالسياسة كما يرددون ولكنهم - وهذا ألعن - يشككون في القضاء المصري: جئنا لنرى العدالة في مصر وكيفية سير هذه المحاكمات! الاحتفال الهزيل جرى في فندق يطل على النيل مع كلمات من نوع 'أهم زعيم بعد جمال عبد الناصر' ورجل يستحق الاحترام.
ينصرون مبارك على شعبه وكأنه هو الذي سالت دماؤه من أجل الكويت وليس الجنود المصريون، أكثر من ثلاثين ألفا، أم انهم يخشون على استثماراتهم الملتوية مع رجال عهد فاسد فتهددت مصالح كبار التجار؟ أم انها دعاية وألعوبة في يد محام؟
لو أنهم حقاً يردون الجميل لشخص واحد فالأحرى ان تفعل ذلك حكومتهم بشجاعة وصراحة وليس باللف والدوران، أليس وفد المحامين الكويتيين مظاهرة تأييد شعبي عربي لحسني مبارك، نفس الموقف في باقي دول الخليج: كلمات على الشفاه وضرب تحت الحزام، السعودية على تصرفاتها علامات استفهام لن يبيض وجهها نشاط سفيرها القطان، ودولة الإمارات لا تخفي غضبها فأحد رجالها الفريق ضاحي خلفان الذي عرفناه عند قضية سوزان وعرفه من سبقونا من أيام القومية العربية تلميذ لفتحي الديب أيام عبد الناصر وليس المحامي فريد الديب، قال ضاحي بصراحة وعلنا أن الثورة المصرية صناعة إسرائيلية انتقاما من مبارك صاحب الضربة الجوية! كنا مع شعب الكويت في محنته وقد جاءوا ليعيشوا بيننا أيام الاحتلال العراقي الكئيب وقد أصدرنا معهم صحفاً ومجلات تدافع عن قضيتهم ولم يكن ذلك من أجل الأسرة الحاكمة مع كل التقدير لها وإنما من أجل شعب شقيق وقف أيضا معنا في الأزمات، فلماذا اليوم يأتي حفنة من المحامين للتفتيش على عدالتنا ونصرة متهم بقتل أبنائنا؟!'.
هذا والمرحوم فتحي الديب كان مسؤولاً عن الشؤون العربية برئاسة الجمهورية، ولعب دوراً هاماً أيام خالد الذكر في المنطقة العربية وثوراتها وحركات التحرير فيها.

ضم رئيس الجزائر لقائمة
حكام الخليج المعادين للثورات

ونغادر 'الجمهورية' إلى 'أخبار' نفس اليوم جريا وراء محاكمة الفرعون حيث وجدنا زميلتنا والناقدة الأدبية، ورئيسة تحرير 'أخبار الأدب' عبلة الرويني تقوم بضم رئيس الجزائر الى قائمة حكام دول الخليج في عدائهم لثورات أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج وتقول: 'لا يختلف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مناصرته للقذافي عن بقية حكام الخليج والسعودية، في تعاطفهم مع الرئيس المصري المخلوع، الحكام حكام ينصرون أشباههم ظالمين أو مظلومين وإن كان الموقف الجزائري من القذافي أكثر مدعاة للدهشة.
الممالك المحافظة المتشابكة المصالح والتي تصون التوريث كحق، وجزء منه المحافظة على الثروة ، وقفت الى جوار مبارك وسياساته ومنهجيته الشبيهة، وقفت الى جانب البحرين واليمن، الى جانب حكامهم بالطبع بينما التي كانت تنصر حركات التحرر الجزائر التي وقفت كثيراً إلى جانب الشعوب تقف الى جانب القذافي، هل الأمر مسألة نخوة وشهامة وصداقة؟ أم هو أبعد من ذلك، حيث المصالح والصفقات والاحتكارات والشركات متعددة الجنسيات والثروات ونهب الشعوب، لا فرق بين دولة محافظة ودولة ثورية، فالكل حكام وسادة يد واحدة'.

هل لصبغ شعر رأس الرئيس علاقة بالبلادة ؟

ويبدو - والله أعلم - أن زميلنا حمدي عبد الرحيم لم يقتنع بفاعلية هذه الردود على المحامين الكويتيين وغيرهم من أنصار مبارك، فأراد إغاظتهم بأن سخر من صبغة شعر مبارك وقال عنها يوم الثلاثاء أيضا في 'الوفد': 'هل لصبغ شعر الرأس علاقة بالبلادة؟ أطرح سؤالي وعيناي تتابعان مخلوع مصر في قفص حبسه المخلوع طاعن في السن، تحاصره اتهامات خطيرة جدا لو ثبتت بحقه فسيذهب إلى المشنقة، ثم هو كان قبل قليل من الزمان لا يأمر فيطاع بل يشير فتخر له الجبابرة ساجدين، كيف لهذا الرجل وقد ذهب عنه سلطانه وتنكر له الأقارب والأباعد أن يظل حريصاً على صبغ شعره؟ ألا يشعر بفداحة جرائمه؟ ألا يخاف من عقاب ربما وقع عليه؟ ألا يفكر في مفارقة الكذب وقد أصبح على بعد شبر من القبر؟ هل الصبغة تعطي لهؤلاء إحساساً بالخلود والشباب الدائم؟ ترى هل سنقع ثانية في فخاخ الصابغين؟ من حسن حظنا أننا في هذه المرة نعرف أعمار المرشحين ولون شعر رؤوسهم من العوا إلى حمدين صباحي كلهم أصحاب شعر أبيض يلقي عليهم هالة من الوقار كان المخلوع يفتقدها، فمن بدل منهم لون شعر رأسه فليس له عندنا سوى مليونية تكشط صبغته ثم نطلي فروة رأسه بـ'الجير الحي' حتى يصبح عبرة لمن يعتبر'.

الدفاع عن حق الكويتيين بالترافع عن مبارك

ونبدأ في تقليب صحف أمس، وأبرز ما فيها كان دفاع زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' جلال دويدار عن حق المحامين الكويتيين بالدفاع عن مبارك، وقوله: 'من حق الأخوة المحامين الكويتيين ومن واقع الحرص على العدالة وما يرونه يمثل خدمة لبلدهم أن يتبنوا هذه المبادرة في إطار ما يسمح به القانون، ان إعلانهم مشاركتهم في الدفاع لا تحمل من قريب أو بعيد شبهة التدخل في الشؤون الداخلية لمصر وإنما هم أرادوا أن يردوا ما يرونه جميلا تجاه حسني مبارك الذي كان له دور أساسي في عملية تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الذي قام به صدام حسين بدون وجه حق، لست أرى أبدا ما يبرر غضب وثورة البعض وتعصبهم تجاه ما قام به الإخوة الكويتيون، والاعتراض على أن يكون لهم دور في الدفاع عن حسني مبارك فيما قد يرونه من وجهة نظرهم قابلا للقيام به. لابد من النظر الى مبادرتهم باعتبارها بعيدة عن أي مدلول سياسي وإنما تتركز بشكل أساسي في الجانب الإنساني وعلاقة الرئيس السابق عاطفيا بالكويت وشعب الكويت، شيء طبيعي أن يقارن هؤلاء المحامون الكويتيون بين ما قام به نظام حسني مبارك وبين الممارسات البشعة التي تعرض لها كل من الشعبين الليبي والسوري على أيدي كل من النظامين الحاكمين في هذين البلدين العربيين، كما انه من حق هؤلاء المحامين أيضا، وفي إطار مما هو مكفول لمناخ ما بعد الثورة من حرية رأي وتعبير أن تمتد مقارنتهم الى عدم لجوء حسني مبارك إلى الهرب إلى خارج البلاد مثلما فعل علي زين العابدين رئيس تونس الذي أسقطته ثورة 'البوعزيزي'.

وجود المحامين الكويتيين فرقعة اعلامية

ولم يكن صديقنا جلال يتوقع أن تقول 'الأهرام' في تعليقها في نفس اليوم عن محامي مبارك الكويتيين وأفاعيلهم غير المقبولة: 'هل جاء المحامون الكويتيون الى مصر من أجل الدفاع عن المتهم مبارك فعلا أم هو ظهور، وفرقعة إعلامية، ومظاهرة لتأييد الرئيس السابق وإحراج الحكومة المصرية؟ ألم يكن من الأفضل أن يحترم المحامون الكويتيون مشاعر الشعب المصري كما كنا نراعي مشاعر الشعب الكويتي في وقت تعرضه للاعتداء الغاشم من قوات صدام حسين؟ وما هو الهدف من أن يصدر الوفد بيانا يقول فيه: ان الرئيس حسني مبارك ما زال حتى الآن هو الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية، أليس هذا تدخلا سافرا في شؤون مصر وإساءة العلاقات بين الشعبين والحكومتين؟'.

هتافات ضد مبارك وإلقاء
زجاجات مياه فارغة داخل القاعة

وهل هذا سؤال؟ طبعا تدخل غير مقبول، ولذلك، سنعود إلى قاعة المحكمة وما حدث في الجلسة الثالثة من اشتباكات قالت عنها زميلتنا بـ'الأخبار' خديجة عفيفي: 'استشعرت الحرج أثناء قيامي بتغطية محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال والعادلي ومساعديه عندما قام دفاع المدعين بالحق المدني بإطلاق الهتافات المضادة ضده وإلقاء زجاجات مياه فارغة داخل القاعة وإحراق صورة مبارك امام نجليه وذلك بعد أن رفع أحد محاميه صغار السن ومحاموه صور الرئيس المخلوع في مواجهة المدعين بالحق المدني وأسر الشهداء وكرروا عبارة 'سيدكم مبارك' وقاموا برفع الصور مما أثار حفيظة هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني ورددوا هتافات 'الشعب يريد إعدام المخلوع، يا مبارك، يا مبارك الإعدام في انتظارك، يا جمال قول لابوك الشعب المصري هيموتوك'، وسادت حالة من الفوضى داخل القاعة'.
واعتقد بأن تلك الليلة بكى فيها الرئيس المخلوع ونجلاه لما شاهدوه وسمعوه، وأصبح مؤيدو الرئيس المخلوع الدبة التي قتلت صاحبها من تصرفاتهم غير المسؤولة بالاحتكاك بأهالي الشهداء وإلقاء الطوب والحجارة والضرب والاشتباكات بالأيدي والأسلحة البيضاء؟! وكانت أسوأ صورة شاهدناها داخل قاعة المحاكمة، ووقف جمال وعلاء منكسرين أمام تلك الهتافات المعادية لوالدهم بينما رقد مبارك لا حول له ولا قوة'.

سخرية من السماح بدخول
لافتات دعم لعائلة مبارك الى المحكمة

وهذا المشهد عبر عنه امس ايضا زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' محمد العزبي بقوله: 'لا يهمنا أن توضع ال######شات في أيدي علاء وجمال ولكن أن يسمح بدخول الصور واللافتات والهتافات إلى داخل قاعة المحكمة فتحدث مشادة فتشابك وفوضى تنال من كرامة الجميع، فهذا هو الذي اتوقف أمامه، كيف يسمح بدخول لوحة كبيرة تحمل صورة حسني مبارك حتى ترفع في وجه أسر الشهداء تحديا وصفاقة، بينما الأمن يفتش بعناية كل من يدخل القاعة؟ يقولون انه ليست لديهم تعليمات بمنع الصور، وطبعا بوضع ال######شات، وأكيد بارتداء زي يخالف قوانين الحبس الاحتياطي، تسبب ما حدث بان يسمع مبارك بأذنيه ما لم يكن يحب أن يسمعه من نوع: يا مبارك، يا مبارك الإعدام في انتظارك، وأن يسمع صوت زجاجات مياه الشرب وهي تلقى على القفص احتجاجا وإهانة ما كان أغناه عن ذلك؟ لقد أراد الدببة أبناء جماعة آسفين ياريس، أن يهشوا عن وجهه، فأصابوه بغباء، والمشهد في الخارج لوحة هرج ومرج وصور وتمثيل وضرب طوب، كله محسوب، واحنا آسفين ياريس قادمين في اتوبيسات قالوا انها بترتيب بقايا الحزب الوطني المنحل، ورددوا بأنهم دفعوا الأجرة لشركة نقل نصبت عليهم بعد أن قبضت سبعمائة وخمسين جنيها، وبنت محجبة تحمل صورة أبيها حسني مبارك وتقبلها بحنان أمام الكاميرا حتى تنقلها الكاميرات بوضوح، وسؤال ملح، هل كل هذه الحشود من الأمن المركزي عاجزة عن فض الاشتباك أم أنه أيضا ليست لديهم تعليمات.
وإلى اللقاء في المشهد القادم من محاكمة القرن'.

مهاجمة علي سالم لموقفه
من انزال العلم الاسرائيلي

وإلى المعارك والردود المتنوعة، ولدي منها الكثير، الذي لا أعرف كيف سأجد له مكانا، لأنه - كله هام - مثل معركة زميلنا وائل قنديل أحد مديري تحرير 'الشروق' ضد علي سالم و'الوفد'، وقال فيه يوم الأحد: 'فحيح الكاتب المسرحي المتقاعد 'علي سالم' على صفحات 'المصري اليوم' أمس هو أحط وأقذر ما كتب عن واقعة إنزال العلم القبيح من أعلى بناية سفارة العدو الصهيوني ورفع علم مصر مكانه، وقبل أن يتهمني أحد بالتجني على الكاتب المتيم بالعلاقة الحرام بين الحكومة المصرية الغابرة والكيان الصهيوني أنقل بعضا من عباراته لنرى كيف يحتقر شباب مصر ونساءها الفضليات ويعتبرهم قطيعاً من الحيوانات. يقول سالم في سيناريو افتراضي مريض لما جرى في قصة العلم إن أحد المتنازعين على شرف إنزال العلم صرح بأنه فور نزوله بأن سيدة استوقفته في أحد أدوار العمارة وأعطته خمسمائة جنيه مكافأة على بطولته، وأنها حسب رواية الزميلة 'الوفد' أعطته قبلة، وبعد ذلك يطلق علي سالم العنان لخياله المريض ويقول إن السيناريو لابد أن يكون قد مضى كالتالي: في الطابق الذي يليه استوقفته سيدة أخرى وأخذته بين ذراعيها وغابت معه في قبلة طويلة ومنحته مبلغاً ثم أخذت قميصه للذكرى، وفي الطابق التالي فعلت سيدة أخرى الشيء نفسه لكنها طلبت منه خلع بنطلونه واحتفظت به للذكرى.
ويختم سالم مشاهد السيناريو ال######## بما يلي 'ويخرج وينزل دور سيدة جميلة تسحبه داخل الشقة وتعطيه ثلاثمائة جنيه فقط وتعتذر لأن ليس لديها فكة يقول لها: ولا يهمك ياست هانم، اديني بوس بالباقي'.
إن أبرع كتاب السيناريو الصهاينة لو اجتهدوا لصناعة نص يبتذل عملية إنزال العلم ويسفه الغضب المصري النبيل على ممارسات إسرائيل الإجرامية لن يستطيع أن يتدنى في عفونة الفكرة وقذارة الحبكة كما فعل علي سالم.
أفهم أن يكون علي سالم حريضا على دفء العلاقة غير المشروعة مع عدو غاصب وقاتل ومحتل باعتباره واحدا من الرعيل الأول لمقاولي التطبيع، وغير مفهوم أيضا أن ينشر هذا السخام في صحيفة يومية بهذه السهولة وكأنه لم تقم في مصر ثورة، ولم يسقط لمصر شهداء على الحدود.
أعلم أن هناك من سيتحجج بحرية التعبير، وعدم الحجر على رأي، لكن فارقا هائلا هناك بين حرية الرأي وحرية القذارة وأمام امتهان مريع لكرامة الشعب المصري على هذا النحو الفاضح الفاجر فإنني أضع سطور علي سالم المنشورة أمام الرأي العام، وقبله النائب العام'.

مطالب بعدم توجيه الاتهامات
جزافا لكل من تولى منصبا أيام مبارك

ويوم الاثنين طالب زميلنا بـ'الجمهورية' حلمي بدر بعدم توجيه الاتهامات جزافا لكل من تولى منصبا أيام مبارك، بقوله: 'إذا كنا نطالب بمحاكمة الفاسدين من النظام السابق فإننا يجب ألا نقصي ونهمش القيادات الوطنية الشريفة التي شاركت مع النظام السابق ولولا حظها السيىء والعراقيل التي وضعها النظام السابق لتحقق لها النجاح واستطاعت أن تزيح المفسدين من مواقعهم قبل ثورة 25 يناير، لذلك فإننا مقبلون على مرحلة صعبة من العمل السياسي حيث نستعد لانتخابات مجلسي الشعب والشورى، ويجب أن نسمح للشرفاء من أعضاء الحزب الوطني بالمشاركة في هذه الانتخابات احتراما وتقديرا لتبادل الأجيال، لأن لديهم القدرة والخبرة العملية. وقد حدد القانون الجديد للانتخابات ثلثي أعضاء مجلسي الشعب والشورى بالقائمة والثلث الأخير بالنظام الفردي مما يعني فوز الأحزاب بثلثي مقاعد مجلسي الشعب والشورى بالقائمة والثلث الأخير بالنظام الفردي مما يعني فوز الأحزاب بثلثي مقاعد مجلسي الشعب والشورى وترك الثلث الباقي للقيادات المستقلة وأعضاء مجلسي الشعب والشورى السابقين، وهذه نسبة عادلة من المتوقع أن يفرزها الصندوق الانتخابي بحياد وشفافية في إطار الديمقراطية التي اتفق عليها الجميع'.

من كان رئيس الوزراء يوم هاجمت
الجمال والبغال والكلاب شباب الثورة؟

ولعله كان يقصد أحمد شفيق الذي قال عنه الدكتور طارق الغزالي حرب الاستاذ بكلية الطب بجامعة القاهرة في 'المصري اليوم' يوم الاثنين وعن زميلنا مفيد فوزي: 'قرأت للسيد أحمد شفيق أيضاً في صحيفة أخرى قوله انه كان مع الثوار قلباً وقالباً، وكأن الناس قد نسيت من كان رئيس الوزراء يوم أن هاجمت الجمال والخيول والبغال والكلاب شباب الثورة العزل المسالمين على مرأى ومسمع من العالم أجمع، أو ربما تصور أنهم قد غفروا له بعد عرضه السخي اللطيف بتوزيع البونبوني والشيكولاتة الفاخرة على من بقي منهم على قيد الحياة! أطرف من ذلك أنه خلال تلك الفترة التي ثار فيها هذا الحديث عن نية هذا الرجل 'ذو الكاريزما' ترشيح نفسه للرئاسة، شاهدت برنامج 'الشعب يريد' للإعلامي اللبناني طوني خليفة مع أحد حواريي النظام السابق السيد مفيد فوزي قال فيه عندما سأله عن مرشحه المفضل للرئاسة إنه يتمنى ترشح أحمد شفيق لأنه كما قال: لا تغتروا بلهجته وطريقته المهذبة والناعمة في الكلام لأنه يوم يتولى الرئاسة سترون كما قال بالحرف الواحد 'الوش الكاكي'، وسأل طوني: هل تعرف ما هو 'الوش الكاكي'؟! وهكذا أفصح الإعلامي المصري عن حقيقة ما في نفسه - هو وكثيرون غيره في المجال الإعلامي ـ التي تتوق إلى العيش في ظل فرعون تسبح بحمده وتتغنى بخصاله. تاريخ السيد شفيق في خدمة الرئيس السابق الذي ولى .. أعلم أن هناك حوالى 47 بلاغاً قدمها العاملون بالوزارة إلى النائب العام فتخلص منها بتحويلها إلى النيابة العسكرية حيث دفنت هناك.
كما تدور أحاديث عن اختفاء ملفات هيئة الرقابة الإدارية الخاصة بمصر للطيران، ومن ثم تقدم المذكور ليرشح نفسه اعتماداً على 'كاريزما' مصطنعة و'وش كاكي' لا نريد أن تظهر سحنته المقيتة على وجه الحياة في مصر الثورة إلى الأبد'.

مدعو البطولة بعد الثورة

وإلى طارق آخر وهجوم آخر مشابه، في مجلة 'صباح الخير'، شنه زميلنا طارق رضوان وقوله فيه: 'كيف لي أن أصدق الآن رجلا مثل الدكتور حسام بدراوي وهو يدعي البطولة ويقول هنا وهناك انه كان معارضا أو غير موافق على كثير مما كان يحدث في الحزب الوطني المنحل. كيف أصدق ذلك وهو كان أحد مرشحي الحزب المزور طوال تاريخه في انتخابات 2005 في دائرة قصر النيل ورسب في الانتخابات بالتزوير أيضاً، ورغم ذلك استمر في الحزب عضوا.
الدكتور مثال لكثيرين أسرعوا بقلب حقيقتهم الانتهازية وركبوا موجة الثورة كي يطهروا أنفسهم ويغسلوا وجوههم القذرة في تعاونهم مع نظام فاسد ومزور. كيف أصدق كاتبا يمتلك جريدة كان يسبح بحمد مبارك ويسافر معه على طائرته وكان يقول في كل حوار تليفزيوني وإذاعي وصحافي ان مبارك هو الذي حماه وقت أن كان كل رجالات الحكومة تتربص به، والآن يكتب بالصفحات عن فساد الرجل وديكتاتوريته، كيف يمكن لنا أن نصدق هذا الكم من الكذب والادعاء ونصدق تلك الانتهازية السياسية، كل من على الساحة الآن إلا من رحم ربي وهم قلة، لحم أك########م كان من فساد مبارك ونظامه الأفسد، ومما يزيد الدهشة أن الثورة الشعبية المجيدة قفز عليها كتاب نصبوا أنفسهم كتاب الثورة، ينظرون ويدعون الفكر والثقافة ويدعون أنهم تنبأوا بالثورة وأعرف كاتباً منهم طلب قبل الثورة بأيام مقابلة ضابط من أمن الدولة لأنه يريد أن يتم اتصاله مع هذا الجهاز، وفور وقوع الثورة كان أول من ينادي بسقوط هذا الجهاز. وأعرف مذيعا كان يسبح بحمد النظام وبجمال مبارك وكان يقول أنا أعيش في حماية الرئيس مبارك وأصبح بقدرة قادر مذيع الثورة! بالفعل نحن نعيش زمن المسخ، زمن النفاق والانتهازية والتخوين والتشكيك كي نصبح كلنا عملة واحدة، عملة رديئة غير قابلة للصرف. عزائي الوحيد أن كل الثورات في كل العالم منذ بداية التاريخ يقفز عليها مثل هؤلاء في بداية الثورة ثم وبعد قليل من الزمن تنظف الثورة نفسها كما ينظف البحر نفسه'.

'الاهرام' تلمح لتربي
ضباط الجيش على الحكم التسلطي

ومن البحر وتنظيفه لنفسه الى الحكومة والمجلس العسكري ومقال في 'أهرام' الاثنين اتصفت بنشره بالجرأة للدكتور نادر فرجاني قال فيه: 'السلطة الانتقالية المكونة من أجيال طاعنة في السن، عاشت أغلب عمرها في ظل الحكم التسلطي، بل كانت مكونا عضويا له، وينتظر من ثم أن تكون محافظة ذهنياً وبيولوجياً، وميالة لتبني ذهنية العهد الساقط وأساليبه، هذا التضارب أنشأ تناقضا بين السلطة الانتقالية وقوى الثورة الشعبية تباينت تجلياته حسب الحالة، بينما ساد الشعور في الدوائر الثورية بتعثر مسيرة اكتمال الثورة واطراد نفوذ فلول النظام الذي قامت الثورة لإسقاطه، وعبثهم بتطورات المرحلة الانتقالية ، حتى صار يبدو أن مجريات الأمور تسير في اتجاه ألا يعاقب أحد، جديا، خاصة ان كان من أصول عسكرية، على نهب وفساد التشكيل العصابي الذي استبد بالبلاد وقتل المتظاهرين. وتستمر سياسات عصر الطاغية المخلوع وإعادة تأهيل شخوص النظام الساقط بينما يتأكد عقاب الشباب الثائر على التظاهر والاعتصام.
ولعل المثال الأبرز على تقاعس السلطة الانتقالية عن تحقيق غايات الثورة هو محاكمة الطاغية المخلوع إلا أن تطورات المحاكمة وما أحاط بها أثارت التساؤل عما إذا كانت تلك المحاكمة الهزلية مثلت آخر تنازلات السلطة الانتقالية للثورة الشعبية؟.
إذ بعد المحاكمة مباشرة، أظهرت السلطة الانتقالية عزمها على وأد أي احتمال لتجدد الفعل الثوري من خلال منع التظاهر والاعتصام بتوظيف تحالف من الشرطة العسكرية والمدنية، و'الأهالي' من الشقاة الصعاليك المستأجرين إن اقتضى الأمر، بالعنف والأذى، من دون أي إمكانية ولو شكلية للشعب لمجرد التعقيب على قرارات المجلس، الحاكم بأمره، ناهيك عن مساءلة المجلس، تماما كما كان الحال في المراحل الثلاث لنظام حكم ثورة 1952، ومن ثم لا يبقى للشعب من سبيل للتعبير عن عدم الرضا عن التقاعس في حماية غايات الثورة إلا أساليب الاحتجاج الشعبي من خلال التجمع السلمي الذي يسعى المجلس العسكري لإجهاضه.
أما أي شكل من استنساخ النظام السابق ولو مع قدر من التحسين الشكلي، فلن يفضي إلا إلى الحاجة إلى انطلاق ثورة شعبية قادمة، قد لا تكون سلمية كثورة الفل، ويتعين أن تنتهي إلى إمساك الثوار بالسلطة إن شاءوا أن يشهدوا نيل غاياتها في حياتهم'.

كي لا يقع المجلس العسكري كما وقع مبارك

وتعرض المجلس العسكري والحكومة معه الى هجوم آخر وعنيف من رئيس تحرير 'صوت الأمة' زميلنا وصديقنا عبد الحليم قنديل بقوله عنهما: 'كان مبارك من الغباء بحيث لم يلحظ تحذيرنا لألف مرة، من ثورة مقبلة، وأخشى ان المجلس العسكري ولا أذكر الحكومة بالاسم ولا بالرسم، والسبب بسيط، وهو أنه لا توجد حكومة في مصر الآن، وما من دليل واحد على وجودها، السيد عصام شرف يبدو كضيف شرف وليس كرئيس للوزراء، وهو رجل طيب تلعب به المقادير، ورغم وجود وزراء بكفاءات ممتازة، ومن نوع حازم الببلاوي وعمرو حلمي وجودة عبد الخالق، يضيع الجهد في الزحام، وتبدو الحكومة كقطعة جيلاتين لزجة تتعثر فيها الاقدام، ولا تبدو لها أقدام ولا جسد منظور، وتفتقر لأدنى حس سياسي أو شعبي، أو شعور بالمسؤولية العامة ويبدو وزراؤها كعمال باليومية أو كموظفين ظهورات، لم تصدر لهم عقود التثبيت بعد، ولا الصلاحيات اللازمة، ولا السياسة المرعية ويقضون أوقات عملهم في فراغ عبثي ويتعلمون مبادىء الحلاقة في رؤوس اليتامى المصريين وكأنهم في بعثة تدريب أو في بروفة وزارية لا في مهمة إنقاذ ولا في زمن ثوري استثنائي'.
وعلى فكرة قد لا أوافق على بعض آراء عبد الحليم، ولكني معجب لأبعد الحدود بمصداقيته وشجاعته وقدرته المدهشة على استنباط أوصاف وجمل للتعبير عن آرائه، خاصة به، وله حق ملكيتها، وقد سبق ونالني بعضها منه في السبعينيات على صفحات جريدة 'الأحرار' إثر معركة بيني وبينه عندما كان شابا.

----------------------

حشود غاضبة تتهمه بالفساد‏..‏

ومصطفي بكري ينفي اطلاقه الرصاص
كتب ـ ماهر مقلد ومحمد شومان ومحمد عبد الحميد‏:‏
الاهرام
8/9/2011

تجمع العشرات ظهر أمس أمام مقر الفيللا التي يقطن فيها الكاتب الصحفي مصطفي بكري رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريةد الأسبوع وحملوا اللافتات التي تتهمه بالفساد‏,‏ وكان من بين الموجودين مجموعات كبيرة من الرجال والسيدات الذين يعملون في الحقل الصحفي من بينهم مذيعة بالتليفزيون المصري‏,‏


فقام بكري بالاتصال باللواء عابدين يوسف مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة الذي أمر بتوجيه ضباط المباحث باشراف اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والعميد فايز أباظة مدير المباحث الجنائية, وبعد زيادة عدد المتجمعين قام بكري بالخروج من شرفة الفيلا وأطلق7 رصاصات في الهواء لتفريق المتجمعين, وقد توجه العميد رضا العمدة رئيس فرع البحث الجنائي لوسط اكتوبر والمقدم هاني درويش رئيس مباحث أكتوبر في محاولة لتهدئة المواطنين وطلب منهم تحرير محاضر لو كان لديهم اي شيئ ضد بكري, وأكدوا أنهم قدموا بلاغات ضده بمكتب النائب العام, إلا أنهم مازالوا متجمعين حول الفيللا ويحملون اللافتات.
وقال مصطفي بكري في تصريحات لـالأهرام إنه تلقي منذ أول أمس معلومات عن اعتزام عدد من أنصار الرئيس السابق بمحاصرة منزله في مدينة6 أكتوبر, وعلي الفور قمت بإبلاغ الأجهزة الأمنية, وبالفعل حضرت صباح أمس, وتحديدا في الساعة العاشرة والنصف صباحا مجموعة من الأشخاص تتقدمهم المذيعة بالقناة الثالثة بالتليفزيون المصري جيهان سليمان, وحاصروا المنزل, وحضرت قوات الشرطة, لكنها رفضت التدخل.
كشف بكري عن أنه حرر محضرا بالواقعة, وأتهم فيه طلعت السادات, بدفع مبالغ مالية لأنصار مبارك, مشيرا إلي أن الهتافات كانت هي لن نسكت علي ما يحدث لمبارك. وأشار إلي أنه لم يغادر منزله وظل بداخله طوال المحاصرة, ونفي إطلاق للنيران في مواجهة الغاضبين, وقال هذا لم يحدث مني, وأن كل ما جري التخطيط له هو يستهدف اسم مصطفي بكري من فلول النظام السابق.


----------------

وثيقة الأزهر‏:‏ النص و النصر
بقلم: د.ابراهيم البيومى غانم
16

من العلامات الدالة علي أن الأزهر الشريف قد افتتح عهدا جديدا في مسيرته التاريخية التي جاوزت الألف عام أن الوثيقة التي أصدرها شيخه فضيلة الإمام الأكبر يوم‏20‏ يونيو‏2011‏ قد تلقاها أغلب المصريين بالقبول‏.‏ ولهذا القبول في رأينا سببان لا يفترقان‏:‏ أولهما لأنها صدرت من الأزهر الشريف وباسمه‏,‏

وثانيهما لأن فلسفتها العامة توافقية وسطية تتطابق مع أهم سمة من سمات الشخصية المصرية.
هذان السببان جعلا الوثيقة نقطة لقاء جاذبة للقوي الرئيسية في الساحة المصرية, علي النحو الذي ظهر واضحا في الاجتماع الذي عقده فضيلة الإمام الأكبر يوم الأربعاء17 من رمضان المبارك( الموافق17 أغسطس الماضي) في رحاب الأزهر الشريف مع عدد كبير من ممثلي الأحزاب الرئيسية, وفي مقدمتها أحزاب: الحرية والعدالة( الإخوان) والوفد( الليبرالي) والنور( السلفي) والجبهة الديموقراطية( الليبرالي), وعدد آخر من المفكرين وممثلي الجماعات والتيارات السياسية: منهم الدكتور محمد سليم العوا, والشيخ حسن الشافعي, والشيخ المختار المهدي, والشيخ عبد المنعم الشحات, والدكتور كمال الجنزوري, والدكتور أسامة الغزالي حرب, كلهم اجتمعوا وأعلنوا موافقتهم علي الوثيقة. مع بعض التحفظات القليلة والوجيهة في الوقت نفسه من بعض هذه الأطراف, وكان مشهد الاجتماع نادرا ورائعا في رحاب الأزهر الشريف.


صدور الوثيقة الأزهرية علي النحو الذي صدرت به, وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها مصر يعني أن الأزهر العريق قد استرد روحه التي أزهقها الاستبداد السياسي لزمن طويل, ويعني أيضا أن الأزهر بدأ يتأهب ليستعيد مكانته ويرتفع بها كي تتكافأ مع إمكانياته الحضارية والعلمية والفكرية والتاريخية ليس في مصر وحدها وإنما في العالم الإسلامي كله.
لنتذكر هنا أن أحد وجوه مشكلة الأزهر في علاقته مع السلطة الاستبدادية السابقة هو أن تلك السلطة حرصت باستمرار علي أن تضعه في مكانة أقل بكثير من إمكانياته, وصادرت حقه الأصيل في المشاركة في قضايا المجال العام, وسلبت منه الجانب الأكبر من حريته في التعبير وإبداء الرأي, وضيقت عليه بوسائل شتي ليس هنا مجال الحديث عنها. كي تعزله عن محيطه الاجتماعي,
وكي تعمق الفجوة بينه وبين النخب الفكرية وصناع القرار في كل شأن عام من شئون المجتمع المصري والأمة الإسلامية.
وباختصار يمكن أن نقول إن الأزهر في ظل السلطة المستبدة البائدة كان قد تم تغييبه عن دوره المنوط به, وهو اليوم يتأهب لاسترداد ما سلب منه ليعود الي وضعه اللائق به.


بعض الأحزاب الناشئة, وبعض التجمعات الصغيرة, وشخصيات هنا وهناك, اعترضت علي قيام الأزهر الشريف بإصدار وثيقة تتناول مستقبل الأوضاع في مصر, وتضع بعض الملامح الأساسية لما يجب أن تكون عليه علاقة المجتمع بالدولة, بما في ذلك بعض المبادئ الاسترشادية لدستور مصر الجديد. والحجة الرئيسية لهؤلاء وأولئك هي أن الوثيقة عمل سياسي, وأن في هذا خلطا بين الوظيفة الدعوية والوظيفة السياسية. بزعمهم. وذهب أولئك المعترضون أيضا الي أن مثل هذا العمل ليس من اختصاص الأزهر الشريف, وأن له اختصاصات أخري من قبيل اصلاح أو تطوير الخطاب الديني ولم شمل القوي الإسلامية مثل السلفية والصوفية.


لكن القول بأن الوثيقة عمل سياسي لا يجوز للأزهر القيام به فيه دليل علي أن أصحاب هذا القول لا يزالون في مرحلة الطفولة السياسية, ولهذا فهم لا يستطيعون إدراك الفرق بين العمل السياسي والفكر السياسي وينظرون اليهما علي أنهما مترادفان يحل أحدهما محل الآخر بمبناه ومعناه. والحقيقة أنهما أمران مختلفان تمام الاختلاف.
الفكر السياسي هو نشاط عقلي وذهني قائم علي الاجتهاد والتدبر في شأن أو أكثر من شئون المجال العام الذي يتصل بمصالح عموم المواطنين في حاضرهم ومستقبلهم. ذلك هو المعني الذي استقر عبر الزمن في الفقه السياسي الإسلامي الذي وضع أصوله علماء الأمة وليس علماء السلطان, وعليه فإن مبادرة الأزهر لإصدار مثل هذه الوثيقة أمر يقع ضمن اختصاصه الأصيل, باعتباره مؤسسة العلم والاجتهاد الذي لا ينازعه في ذلك منازع. ولئن كان قد حرم من هذا الحق في فترة سابقة, أو كان قصر في أداء واجبه, فليس معني ذلك سقوط هذا الحق. بل يظل مطالبا بأداء ما عليه واستخدام حقه في الاجتهاد, وعليه أن يعلن اجتهاده, وينور الرأي العام بما توصل اليه, وليس للأزهر في ذلك سلطة غير عادية تمكنه من فرض اجتهاده دون مناقشة, بل يظل ما يصدر عنه اجتهادا قابلا للمناقشة ممن يقدرون عليها ويكونون مؤهلين لها, والفيصل هو قوة الحجة والبرهان, ومراعاة المصلحة العامة لا أكثر من ذلك ولا أقل.
أما العمل السياسي فهو ممارسة افعال, أو القيام بأعمال واتخاذ مواقف تهدف. ضمن ما تهدف الي اقتسام السلطة مع أطراف أخري, وهذا هو بالضبط ما يقحم الأزهر في معترك الصراعات بين القوي والتيارات السياسية والحزبية. وهذا هو ما يحول الأزهر الي خصم سياسي لهذه القوة أو تلك, وهذا ما لم يقل به أحد, ولا يوافق عليه أحد لا من داخل الأزهر ولا من خارجه, وهذا ايضا ما لا تمت اليه وثيقة الأزهر بأدني صلة, اذ هي اجتهاد فكري سياسي كما أسلفنا. والقول بأن
الأزهر خلط بوثيقته بين الوظيفة الدعوية والوظيفة السياسية هو استمرار للخلط في إدراك الفرق بين الفكر السياسي من جهة, و العمل السياسي من جهة أخري, والذين يرون تجريد الأزهر من حقه في الاجتهاد السياسي في الشئون العامة يسعون. بقصد أو دون قصد. لعلمنته وعزله بعيدا عن معترك الحياة السياسية, وسلبه حقه وهويته في آن واحد.
هناك سببان إضافيان يجعلان وثيقة الأزهر تتفوق من حيث اهميتها وكفاءتها الفكرية والسياسية علي جميع الوثائق الأخري التي صدرت بشأن مستقبل مصر فيما بعد ثورة25 يناير.

السبب الأول هو أن هذه الوثيقة التي صدرت باسم الأزهر الشريف هي حصيلة عمل جماعي حيث تم وضعها بمشاركة فاعلة من القوي والتيارات الفكرية المتنوعة في مصر, ولم ينفرد الأزهر الشريف بصوغها, بل فضل أن يدعو عددا من رموز الفكر والأدب والسياسة والعلماء متنوعي التخصصات كي يتشاوروا للوصول الي أفضل الصيغ وأكثرها كفاءة في الاستجابة لآمال وتطلعات المصريين في المرحلة المقبلة.
السبب الثاني هو أن وثيقة الأزهر صيغت كما قلنا بفلسفة توافقية وسطية, وتجلي ذلك في أنها كشفت عن القواسم المشتركة بين مختلف التيارات والقوي الفكرية والسياسية الرئيسية علي الساحة المصرية.


وهذا ما يشير اليه نص الوثيقة بوضوح. وهذا ما يجعلنا نقول إنها قد نجحت في الإمساك بأصول القضية التي تصدت لها, ونجحت أيضا في أن تزيح للخلف نقاط الاختلاف والفرعيات التي عادة ما تستعصي علي التوافق. وبفضل هذه النزعة التوافقية الوسطية المبنية علي الأصول لا الفروع, فإن الوثيقة من شأنها أن تسهم في بناء ما يسميه الفقيه الكبير المستشار طارق البشري التيار الرئيسي. ففي رأيه أن هذا التيار يشيده التفاهم حول القضايا المركزية والتحديات الكبري التي يواجهها المجتمع بعيدا عن التنازع الذي عادة ما لا ينشأ إلا من سوء التفاهم والانشغال بالفرعيات والغرق في الجزئيات.


وثيقة الأزهر من حيث دلالتها العامة ووظيفتها في لحظات التحول الراهنة التي تمر بها مصر جاءت لتعبر عن ضمير الأمة حسب رأي الدكتور سليم العوا. ولا يعني تأييدنا لها أنها جاءت خالية من كل عيب أو نقص, فهي كأي عمل بشري غير منزهة عن شئ من ذلك. ولكنها مقارنة بغيرها من الوثائق المماثلة تظل هي الأكثر اتزانا ووسطية, والأكثر اقترابا من وجدان المصريين. وتقديرنا أنه اذا تهيأت لها الظروف الملائمة لأداء دورها التوافقي المرغوب فيه دوما علي الساحة المصرية, فإن هذه الوثيقة تكون قد تحولت الي نص فكري تاريخي, وكل نص له هذا الوصف, هو نصر اجتماعي يصب في صالح الوطن ويضع لبنة قوية تبني مستقبلا أفضل للمصريين ولمصر.


------------------

الديمقراطية بين الإصلاح والتغيير الثوري
بقلم: السيد يسين

هل يمكن الانتقال من الديكتاتورية إلي الديمقراطية عن طريق الاصلاح السياسي المتدرج أم لابد من القيام بثورة شاملة لتحقيق هذا الهدف في عصر لم يعد يقبل وجود النظم الشمولية والسلطوية؟

لقد درسنا من قبل في دراسات ومقالات متعددة تحديات الاصلاح السياسي العربي قبل أن تنشب الثورات الديموقراطية في كل من تونس ومصر.
قد سبق أن قررنا أن الاصلاح السياسي العربي يمثل تحديات جسيمة بالنسبة للنظم السياسية العربية وذلك لأنه لو أخذ بمعناه الحقيقي بمعني الانتقال من السلطوية الي الديموقراطية لاقتضي ذلك تعديلات جوهرية ليس فقط في بنية النظام السياسي نفسه ولكن في بنية المجتمع بكل مؤسساته أيضا بل وفي جوهر الثقافة السياسية السائدة.


وفي ضوء ذلك تصبح عملية التحول الديموقراطي عبارة عن الانتقال التدريجي أو السريع ـ بحسب الأحوال ـ من النظم الشمولية والسلطوية إلي الديموقراطية والليبرالية وهذه العملية ليست هينة ولا ميسورة فسواء تمت تحت ضغط شعبي عنيف أو بناء علي اختيار طوعي وحر من قبل النخب السياسية الحاكمة فهي تحتاج إلي استراتيجية فعالة تضع في اعتبارها في المقام الأول القوي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المناصرة للتغيير والمتحمسة لاجرائه حتي لو أدي ذلك الي المساس ببعض مصالحها الطبقية أو التقليل من نفوذها السياسي ومن ناحية أخري لابد لهذه الاستراتيجية أن تلتفت الي عملية مقاومة التغيير التي ستتصرها فئات متعددة من بينها بعض أنصار النظام القائم حفاظا علي نفوذها السياسي وامتيازاتها الطبقية غير أن السلطوية السياسية هي أحد جوانب السلطوية المتعددة لأن هناك أيضا سلطوية اجتماعية وسلطوية ثقافية.
والسلطوية الاجتماعية تبدو في صورة هيمنة طبقة اجتماعية محددة أو شريحة اجتماعية مؤثرة علي باقي الطبقات الاجتماعية وقد تكون هيمنه هذه الطبقة تجد جذورها في التاريخ أو في التقاليد أو في الوضع السياسي ولكنها في جميع الأحوال تقوم بدور سلبي للغاية لأنها يمكن أن تجمد الوضع الاجتماعي بل إنها قد توقف التطور الحضاري للمجتمع.


وللأسف لم تنل هذه السلطوية الاجتماعية حقها من الاهتمام العلمي والبحث الموضوعي خصوصا في المجتمع العربي المعاصر الذي تهيمن فيه بعض الملل وبعض الطوائف وبعض القبائل وبعض العائلات النافذة علي مجمل الفضاء الاجتماعي وبذلك تسد الطريق علي تكافؤ الفرص من الناحية الاجتماعية بالنسبة للطبقات الأخري بل إنها يمكن أن تسد عليها طريق التقدم الاجتماعي.


وتبقي أخيرا السلطوية الثقافية والتي تلعب الآن في المجتمع العربي أدوارا سلبية متعددة ذلك أن بعض التيارات الثقافية كالإسلام السياسي الذي يقوم علي تكفير من لا يؤمن بمنطلقاته ومبادئه وينهض علي أساس التحريم والتكفير ويريد أن يفرض علي المجتمع رؤية للعالم تتسم بالانغلاق والتزمت وتتصف بمعاداة الآخر والحض علي كراهيته بل والجهاد ضده سواء كان هذا الآخر عربيا مسلما ولكنه علماني أو ليبرالي أو كان غربيا أوروبيا أو أمريكيا وهذه السلطوية الثقافية تقوم في الواقع ـ حتي ولو لم تستخدم العنف ـ بالارهاب المعنوي للمجتمع من خلال عملية منظمة للابتزاز السياسي ونعني ابتزاز الحكومات من خلال نعتها بأنها لا تطبق الحاكمية وبدلا من ذلك تطبق التشريعات الوضعية وابتزاز الجماهير بوصفها أنها تعد كافرة لو لم تؤمن بمبادئها المتزمتة المتطرفة! غير أنه يمكن القول بدون أدني مبالغة أن عملية التحول الديموقراطي بمعني التحول من السلطوية إلي الديموقراطية كنظرية وممارسة وصلت إلي منتهاها بعد أن تبين فشلها الذريع لأن النظم السياسية السلطوية العربية رفضت اتخاذ القرار الاستراتيجي بتداول السلطة أو بتوزيعها بين أطراف متعددة مما يحقق التوازن السياسي في المجتمع.
وهكذا كان اندلاع كل من ثورة تونس وثورة25 يناير في مصر إعلانا جهيرا عن سقوط نظرية التحول الديموقراطي وبزوغ نظرية التغيير الديمقوقراطي الثوري.


ومن الأهمية بمكان لكي نفهم مصير التغيير الثوري الديموقراطي في كل من تونس ومصر والتي لم تستقر فيهما الأوضاع السياسية بعد أن نلقي نظرة علي تجارب بلاد أوروبا الشرقية التي انتقلت من الديكتاتورية إلي الديموقراطية.
ولقد لفت نظري أن أحد أساتذة العلوم السياسية الأمريكية وصف هذه العملية وأعني الانتقال من الشمولية الشيوعية إلي الديموقراطية بأنها أشبه بالسفر في طريق غير معبد. بمعني أن هناك تحديات ومشكلات لا حدود لها سياسية واجتماعية وثقافية لابد من التصدي لها قبل أن يستقر المجتمع علي ضفاف بحيرة الديموقراطية. بعبارة أخري نحن نحتاج إلي اطار نظري يحدد أسئلة ومشكلات عملية الانتقال من السلطوية إلي الديموقراطية وقد أبدع البروفيسور فلاديمير بتهانونو في كتابه إعادة اختراع السياسة الذي صدر عام1992 في رسم الخريطة المعرفية لأسئلة ومشكلات مراحل التحول.


وقد طرح هذا الباحث المرموق الذي كان مواطنا لشتيكوسلافيا قبل هربه الي الولايات المتحدة الأمريكية أيام الحكم الشيوعي عدة أسئلة مهمة عن التغيير تحتاج إلي التأمل العميق. وأول سؤال هو ماالذي ينبغي تغييره وماالذي ينبغي الإبقاء عليه؟
لقد واجهت ثورة25 يناير هذا السؤال المحوري بعد أن رفعت شعارها التاريخي الشهير الشعب يريد إسقاط النظام ونجاحها في دفع الرئيس السابق مبارك إلي التنحي عن منصبه وتسليم السلطة إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
الاجابة علي هذا السؤال تراوحت بين الدعوة إلي التغيير الشامل للنظام السياسي والقناعة بالتغيير الجزئي بمعني إسقاط رموز النظام السياسي القديم, وتغيير الدستور مع الإبقاء علي الطبقية الأساسية للنظام الحزبي التعددي والذي وإن كان لم يفعل بحكم سلطوية نظام مبارك إلا أن الدعوة قامت لتفعيله عن طريق إنشاء عشرات من الائتلافات الثورية والأحزاب السياسية الجديدة التي تراوحت بين أقصي اليمين وأقصي اليسار.
وإذا كان قد ظهر نوع من التوافق حول ماالذي ينبغي تغييره إلا أن الخلاف إشتد بين القوي السياسية المتصارعة بعد الثورة حول ماالذي ينبغي الإبقاء عليه؟
فقد ظهرت دعوات لتطهير كل مؤسسات الدولة بمافيها الجامعات والقضاء بمعني عزل وإقصاء كل من سبق أن أسهمت مباحث أمن الدولة في تعيينهم في مناصبهم.


وفي الوقت الذي قنع بعض الثوريين بتشكيل قائمة تضم عشرات من الشخصيات إشتط بعضهم وأدعي أنه لابد من عزل200000 ألف شخص علي الأقل من كل المؤسسات!
وهنا اختلطت الدعوة لاسقاط النظام القديم بالنزعة غير المسئولة لهدم أسس الدولة ذاتها!
غير أنه غاب عن جميع القوي السياسية الثورية في مجال الإجابة علي السؤال المحوري ماالذي ينبغي تغييره وماالذي ينبغي الإبقاء عليه أنه لايمكن إسقاط النظام السياسي السابق بغير إسقاط السياسات المنحرفة التي صاغها وحكم علي أساسها وفي مقدمتها السياسة الاقتصادية والتي تحتاج إلي مراجعة شاملة ليس فقط في منطلقاتها من حيث انحيازها الفاضح لفئة رجال الأعمال وتحالفهم مع أهل السلطة مما شكل بؤرة فساد واسعة وإنما من حيث تقصيرها الشديد في تحقيق العدالة الاجتماعية مما أدي إلي إفقار الملايين وإثراء القلة في نفس الوقت من أركان الدولة ورجال الأعمال الذي مارسوا نهب موارد البلاد.
وليست السياسة الاقتصادية فقط التي تحتاج إلي مراجعة ولكن أيضا السياسة الاجتماعية وقبل ذلك كله السياسة الثقافية وهذا يحتاج إلي حديث آخر

Post: #39
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-11-2011, 04:28 AM
Parent: #38




المجلس العسكري يرفض استقالة شرف

3الاهرام 10/9/2011


رفض المجلس الأعلي للقوات المسلحة الاستقالة التي تقدم بها الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أمس‏.‏


وبحث شرف وأعضاء اللجنة الوزارية العليا للأزمات مع المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي وبحضور أعضاء المجلس تداعيات الأحداث التي وقعت أمس وشهدت اعتداءات علي السفارة الإسرائيلية ووزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة, والإجراءات الكفيلة بعدم تكرار ذلك




القوى السياسية المصرية تصحح مسار الثورة.. الجيش يتعهد بانتخابات مدنية نزيهة
حسام عبد البصير
2011-09-09




القاهرة - 'القدس العربي' : رحب العديد من القوى السياسية أمس بقرار رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار أحمد رفعت باستدعاء المشير طنطاوي للشهادة في محاكمة مبارك والعادلي. وأكد سامح عاشور عضو هيئة المدعين بالحق المدني أن هذه الشهادة خطوة غير مسبوقة، وأنها ستحسم القضية جنائيا. ومن جانبه طالب اتحاد شباب الثورة بإعادة البث التليفزيوني للمحاكمة، وبث شهادة المشير والمسؤولين الآخرين، لما تحمله الشهادة من أهمية كبيرة في تحديد مصير المحاكمة، وقد أخطر النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والفريق سامي عنان رئيس الأركان، واللواءات عمر سليمان النائب السابق لرئيس الجمهورية السابق، ومنصور عيسوي وزير الداخلية، ومحمود وجدي وزير الداخلية السابق، للحضور للإدلاء بشهاداتهم في القضية اعتبارا من الأحد المقبل.

القوى السياسية 'تصحح مسار الثورة'
و'الداخلية' تخلي الميدان لـ 'المليونية'

ونبدأ من 'المصري اليوم' وتحديدا من ميدان التحرير وما جرى ويجري فيه، فقد كتب الزملاء محسن سميكة وعادل الدرجلي وابتسام تعلب ومحمود جاويش تقريرا يتحدث عن نزول القوى السياسية للميدان بالقول: 'اتفقت القوى السياسية على سلمية مليونية 'جمعة تصحيح المسار' اليوم، التي دعوا إليها في ميدان التحرير وميادين عدد من المحافظات.
وأصدر اتحاد شباب الثورة، الذي يضم 18 حزباً وحركة سياسية، وحركة شباب 6 أبريل 'الجبهة الديمقراطية' بيانات، أمس، أشاروا خلالها إلى ما تردد عن وجود عناصر مجهولة تحرض المتظاهرين على استخدام العنف ضد قوات الجيش والشرطة واقتحام المنشآت الحيوية التابعة لوزارة الدفاع، مؤكدين أن مثل هذه الأفعال تسعى لزرع الفتنة وتشوه صورة الثوار والثورة السلمية.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية، أمس أنه التزاماً منها بحق التظاهر السلمي، فسوف يتم إخلاء ميدان التحرير من قوات الشرطة، اعتباراً من منتصف ليل أمس 'الخميس'، وحتى منتصف ليلة 'الجمعة'.
وطالبت القوى الثورية المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالاستماع إلى مطالب الثوار وفي مقدمتها إلغاء محاكمة المدنيين عسكرياً وتعديل قانون تقسيم دوائر مجلس الشعب.
وأعلن تحالف القوى الثورية أن مطالب 'جمعة تصحيح المسار' محددة ومشروعة ويجب تنفيذها بشكل فوري، مطالباً - في بيان أصدره أمس - المجلس العسكري بتسليم السلطة فوراً لرئيس المحكمة الدستورية، الذي يتوجب عليه تشكيل مجلس رئاسي مدني من 4 من كبار المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية وشخصية عسكرية ينتدبها الجيش.
وتضمن بيان تحالف القوى الثورية الإفراج الفوري عن جميع النشطاء السياسيين والثوار ومعتقلي الرأي، الذين خضعوا للمحاكمة العسكرية، وتطهير المؤسسات الحكومية والإعلامية من رموز الفساد واستقلال الأزهر والقضاء ووضع حد أدنى للأجور. وأعلن المجلس الوطني ـ الذي أسسه الدكتور ممدوح حمزة، الذي يضم أكثر من 400 شخصية عامة - تأييده ومشاركته في مليونية اليوم، موضحاً في بيان أصدره، أمس، أن استمرار المليونيات يكشف الغموض والبطء في تنفيذ المطالب.
وقال البيان إنه لولا المليونيات لما سقط نظام مبارك وما انتهى التوريث، ولتمكنت الثورة المضادة من استعادة زمام المبادرة. وأكد عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، أن أهم مطلبين يتعين التوافق عليهما بين القوى السياسية والتيارات الثورية هما: إلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين، وتعديل قانوني الانتخابات وتقسيم الدوائر.

'الإسلاميون' ينقسمون: شباب 'الإخوان'
و'الجهاد' يشاركون.. و'السلفيون' يقاطعون

ونبقى بميدان التحرير، حيث كتب الزملاء منير أديب وحمدي دبش وأسامة المهدي وهاني الوزيري وغادة محمد الشريف في 'المصري': 'أعلن عدد من شباب جماعة الإخوان المسلمين، والائتلاف الإسلامي الحر، الذي يضم أعضاء من الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي، مشاركتهم في جمعة تصحيح المسار، اليوم، رغم قرار 'الإخوان' والجماعة الإسلامية بعدم المشاركة.
وأكد حزبا النهضة والريادة انضمامهما للمشاركين دون اعتصام، وقال حزب التيار المصري إن مشاركته سببها أن كل الوعود التي قدمها المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليست جادة.
وقال الدكتور محمد حبيب، وكيل مؤسسي حزب النهضة، إن الحزب سيشارك في المليونية حتى السادسة مساء دون اعتصام، لأن هذا الوقت كاف لوصول الرسالة إلى 'المجلس العسكري' ومجلس الوزراء. وأضاف: 'سنطالب باستقلال القضاء، وتعديل قانون الانتخابات البرلمانية، والقضاء على شبكات الفساد'.
وأعلن الائتلاف الإسلامي الحر مشاركته، وقال سيد فرج، مقرر اللجنة السياسية: 'سنشارك للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين وإلغاء المحاكمات العسكرية'. وقال المهندس هيثم أبوخليل، أحد مؤسسي حزب الريادة: 'سنشارك في الفعاليات فقط، دون الاعتصام'.
ودعا عدد من شباب 'الإخوان' أعضاء الجماعة إلى المشاركة. وقال حزب التيار المصري، الذي شارك في تأسيسه عدد من شباب الإخوان: 'الممارسات الممتدة طيلة السبعة أشهر الماضية تدل على عدم وجود ثورة وأن نظام (مبارك) لم يسقط'. وأعلن حزب الإصلاح الإسلامي 'تحت التأسيس' وجبهة الإرادة الشعبية مشاركتهما.
في المقابل، قال الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمي للجبهة السلفية: 'التيار السلفي وأحزابه (الفضيلة والأصالة والنور)، لن يشاركوا في المليونية، لأن مطالبها غير مشروعة'.
واتفقت الطرق الصوفية والأحزاب السياسية والائتلافات المنبثقة منها على عدم المشاركة، وحذرت من الاحتكاك بالجيش، وقال طارق الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية: 'إن المنتمين للطريقة لن يشاركوا في المليونية، خوفا من أن تتحول إلى صدام مع الجيش والشرطة'.

المشير يتعهد بإجراء انتخابات برلمانية نزيهة

وأكد المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ورئيس المجلس العسكري ـ خلال لقائه أمس رجال القوات المسلحة بالمنطقة المركزية العسكرية ـ أن القوات المسلحة سوف تقوم بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بمنتهى الشفافية والحيادية للوصول بالبلاد إلى بر الأمان، مشيرا إلى أن الأمة المصرية تقدر لرجال القوات المسلحة دورهم وأداءهم مهامهم الوطنية، مؤكدا في الوقت نفسه أن القوات المسلحة ستظل تعمل على الوفاء بالمهمة المقدسة التي ألقيت على عاتقها في الحفاظ على الوطن وحماية أمنه القومي وستظل حصنا أمينا لهذه الأمة. وشدد المشير على أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لن يسمح بإقدام أي فئة من الخارجين على القانون بترهيب وترويع المواطنين، وتخريب المصالح العامة والخاصة، وستتم مجابهة هذه الممارسات بكل حسم.
وأشاد المشير حسين طنطاوي بالمستوى المتميز لرجال القوات المسلحة وأدائهم للمهام المكلفين بها في تأمين وحماية الجبهة الداخلية وما يقدمونه من جهد لحماية الوطن والمواطنين وتأمين الأرواح والممتلكات وحفظ النظام في الشارع المصري.

سوزان لم تتمكن من رؤية المخلوع

سوزان مبارك لم تتمكن خلال اليومين الماضيين من التواجد مع المخلوع لوقت كاف حيث تهتم بعقد لقاءات مكوكية مع هيئة الدفاع عن زوجها ونجليها. وكشف مصدر مفاجأة إذ أكد أن محاميا بريطانيا كبيرا متخصصا في القانون المصري موجود في القاهرة بناء على طلب دولة عربية كبيرة لديها وفد سري آخر في مصر يشرف على تمويل عملية تخليص المتهمين من القضية لإعطاء مشورة قانونية مدفوعة الأجر وأنه حصل من الوفد العربي السري على مبلغ 3 ملايين دولار أمريكي للتفرغ للقضية حتى تنتهي وأنهم تعاقدوا معه رسميا على البقاء في القاهرة لمدة 12 شهرا ستنتهي القضية برمتها خلالها على حد تقدير المستشار البريطاني.
وأشار إلى أن سوزان مبارك زارت السفارة البريطانية منذ أيام وقامت بتجديد جوازات سفر العائلة الإنكليزية دون مشاكل حيث ترتب سوزان لسفرهم جميعا عقب الانتهاء من تفاصيل المحاكمات.

الكويتيون قدموا
لمبارك 'أدوية الرؤساء'

أوضح المصدر أن الوفد الكويتي نقل لمبارك ادوية باهظة الثمن معروفة في دول العالم باسم 'أدوية الرؤساء' وهي عبارة عن مركزات عالية المفعول من الفيتامينات والمقويات يحصل عليها الرؤساء من كبار السن حتى تحسن صورتهم وهي التي تسببت في التحسن الملحوظ في صحة الرئيس المخلوع غير أنه أكد أن المخلوع يتناول كل يوم كميات كبيرة من المسكنات وهي التي تبقيه معظم الوقت نائما وأنه يأخذ المسكنات قبل حضوره للجلسات مباشرة حتى يكون مستيقظا عند النداء عليه.
كما فجر مفاجأة ثالثة إذ أكد أن الرئيس المخلوع جلس في غرفة الانتظار خلال الجلسة قبل الماضية على المقعد بشكل عادي وأنه انفرد بأبنيه وتبادلوا المعلومات والتعليمات الخاصة بالقضية والمحاكمة وأنهم لدى وصولهم حصلوا من حبيب العادلي على ملزمة دفاع كاملة فيها تنسيق الدفاع بينهم وبين دفاعه ودفاع معاونيه وأن مبارك ونجليه درسوا الملزمة سريعا وهي التي طمأنتهم من موقف حبيب العادلي حيث كانوا متشككين في موقفه حتى رؤيتهم الملزمة الجديدة لدفاعه الخاص حيث تم تعديل خطة دفاع العادلي ومعاونيه بالكامل لتصبح متماشية مع دفاع مبارك ونجليه.
محامي الرئيس المخلوع تحفظ على تواجد الوفد الكويتي وطلب من المخلوع عدم السماح لهم بالتدخل في عمل فريق الدفاع المصري وتحفظ على إدخالهم في تفاصيل القضية كما رفض تبادل معلومات سرية معهم عن القضية ما دفع الوفد الكويتي إلى أن شكا لزوجة المخلوع موقف الديب فاعتذرت لهم موضحة أن الديب يعرف عمله وهو محام كبير وقد تولى القضية منذ البداية وأنه لديه تقاليد في عمله يجب أن تحترم.

ويكيليكس: العادلي كان
يحصل على عمولات من أنفاق غزة

كشفت وثيقة لموقع ويكيليكس برقم 7 القاهرة 3370 محررة في 2 ديسمبر 2007 ومفرج عنها بتاريخ 30 أغسطس 2011 أن الرئيس المخلوع 'حسني مبارك' ووزير داخليته 'حبيب العادلي' كان يمكنهما بتكلفة قدرها 23 مليون دولار أمريكي حماية الحدود المصرية ووقف عمليات التهريب المستمرة عبر أنفاق الحدود لكنهما وقفا أمام حماية الحدود المصرية لأغراض شخصية تمثلت سياسيا في استفادة مبارك من وجود توتر دائم على حدود مصر الشمالية ليبقى هو في قلب الأحداث، أما بالنسبة لوزير داخليته حبيب العادلي فلأنه كان يتحصل على عمولات من عمليات التهريب بين الجانبين.
وفجرت الوثيقة مفاجأة حيث أكدت أن المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع طلب من مبارك استيراد الأجهزة التي كانت تدخل في صلاحيات وزارة الداخلية يومها، ولأنه يعلم أن مبارك كان يقف معارضا لاستيراد الأجهزة فقد وضع طنطاوي خطة مفصلة وكتب تقريرا بالاحتياجات الهندسية واللوجستية، مؤكدا أنه يمكنه القضاء على مشكلة الأنفاق في شهر واحد، وقدم طنطاوي تقريره للرئاسة وفيه الاحتياجات الهندسية البسيطة التي درسها الجيش غير أن مبارك غضب من تقرير طنطاوي وطلب من حبيب العادلي أن يعطل خطاب الضمان لاستيراد الأجهزة حتى يفشل مساعي المشير طنطاوي للقضاء على مشكلة الأنفاق الحدودية.

'الثورة': أبغض الحلال.. وأبغض الحرام

والى رؤية دينية للثورة كتبها في 'المصري اليوم' الزميل محمد البرغوثي، يقول فيها: 'الثورات في حد ذاتها ليست ظواهر رائعة كما قد يظن البعض، أو كما يدعي البعض، ولا أتصور إنساناً يملك قدراً من الوعي ومن استقلالية التفكير، وقدراً من الإحساس بالمسؤولية، يعشق الثورات أو يقدمها أو يتمناها طيلة الوقت.
الثورة - كما أفهم وأعرف - تكاد تكون أبغض الحلال السياسي، تلجأ إليها المجتمعات والشعوب عندما تنسد في وجوهها كل طرق الانتقال السلمي من مرحلة إلى أخرى، وعندما تصادر السلطة القائمة كل إمكانات التغيير الهادئ، وإذ تنفجر الثورات يدفع الجميع ثمناً غالياً، الذين ثاروا على الظلم والقمع واللصوصية يخسرون الكثير من الأرواح، ويحصدون الكثير من الجراح، والذين أطاحت بهم الثورة يخسرون مواقعهم في قمة السلطة وتتعرض أموالهم للمصادرة ورقابهم للقطع.
ولا تكاد توجد ثورة واحدة في تاريخ البشرية لم تحصد في طريقها أبرياء، فكل الثورات - دون استثناء - التهمت من الضحايا أكثر مما ينبغي، وتسببت في إيذاء وتدمير العشرات والمئات والآلاف من المؤمنين بالثورات والداعين إليها، ومن مفارقات الحياة أيضاً أن الكثير من الثورات منحت أحط وأقذر الناس مكانة رفيعة، وأن الكثير من الانتهازيين والأفاكين تمكنوا من ركوب الثورات والتحدث باسمها، وهم في الحقيقة من ألد أعدائها.
لهذا لا أعتقد أن هناك إنساناً واحداً عاقلاً يعشق الثورة لذاتها، صحيح أن الثورات كانت في معظمها هي النور الذي أضاء طرقات البشرية في مسيرها إلى الانعتاق من العبودية والسخرة والظلم والتعذيب وإهدار الكرامة، وكانت هي الطاقة التي دفعت الركب الإنساني على طريق التقدم والمعرفة واستمتاع المزيد من البشر بطيبات الحياة، ولكنها رغم ذلك كله كانت، وستظل، حدثاً رهيباً ينطوي، في جانب منه، على اندفاعة عمياء تدهس من المظلومين أكثر مما تدهس من الطغاة والفاسدين.
الثورة إذن - كما أفهم - ليست عملاً رائعاً، إنها مجرد جراحة موجعة، ولكنها حتمية لإنقاذ مجتمع مريض من التحلل والموات، والجراحة مهما كان نجاحها أو ضرورتها لم تكن في يوم من الأيام، ولن تكون، موضع حب أو عشق، فالمرضى يندفعون إليها كرهاً للتخلص من أوجاعهم.
ولهذا أكره الثورات.. ولكنني أكثر كراهية للحكام الفسقة وللطبقات الظالمة المسيطرة وللكتاب المنافقين ولرجال الدين الكذبة الذين يضعون أنفسهم في خدمة السلطة، فكل هؤلاء هم الذين يدفعون الشعوب إلى أبغض الحلال السياسي، وهم الذين يضطرون المظلومين إلى احتمال الوجع لبعض الوقت بدلاً من الموات الدائم تحت أحذية الأوغاد.
فيا أيها الذين تخططون لوأد الثورة في مهدها.. لا أنكر أنكم قد تنجحون، بل لا أنكر أنكم أحرزتم قدراً من النجاح، ولا أستبعد أن تتمادوا في إظهار مثالب الثورة لإقناع الشعب بأنها فعلاً أبغض الحلال.
يا أيها المحتالون، لقد تعب الناس فعلاً من الثورة.. ولكن عبرة التاريخ ينبغي أن تكون ماثلة في أذهانكم الآن، وهي أن أبغض الحلال أرحم آلاف المرات من 'أبغض الحرام'.. وما تفعلونه منذ شهور يهون في سبيل التخلص منه أضعاف ما دفعناه للتخلص من رأس النظام.
يا أيها الذين تحاولون إقناعنا بأن الثورة كانت وبالاً علينا، وأن الأمان في ظل نظام فاسد أفضل من انعدام الأمان ومن انعدام النظام، لقد اقتنعنا.. ولكننا أدركنا أيضاً أن عروش الجبابرة أوهن من بيت العنكبوت، وأن قيامة الشعوب - حتى لو كانت جريحة ومتعبة - أعتى من عتاد أقوى الأنظمة، فاحترسوا وارحمونا من أبغض الحرام، لنرحم أنفسنا ونرحمكم من أبغض الحلال.
قصيدة جديدة.. إلى كل جلاد طغى

الشاعر فاروق جويدة قرر حسم الجدل حول الانتقاد الذي يتعرض له فصيل من الثوار بسبب رغبتهم في في تحقيق كافة منجزات الثورة مما حدا بالبعض لرميهم بالخيانة. يقول جويدة في القصيدة التي حملت عنوان' إلى كل جلاد'
و'اهداء إلى ثوار الربيع العربي':
عار علينا أن نقول بأنهم متـآمرون
عار علينا أن نقول بأن ضوء الصبح
قد أعمى العيون
عار علينا أن نقول
بأن وجه الأرض أنقى
خلف قـضبان السجون
في عتمة الليل الطويل تـقـدموا
وتطـهروا من رجس أيام عجاف..
ضل فيها العابدون
لم يعرفوا رقص الحبال على حمى الأوطان..
لم يتـلونـوا
كانوا ورب الناس آخر ما تبقى..
للكرامة من حصون.

السفير الكويتي يحذر
من تردي العلاقة مع مصر بسبب مبارك

غادر القاهرة أمس وفد المحامين الكويتي بحجة أن جلسات محاكمة مبارك قد أصبحت سرية بقرار المحكمة. وأكدت مصادر دبلوماسية أن السبب الحقيقي لمغادرة وفد المحامين الكويتي صدور تعليمات من جانب الحكومة الكويتية بضرورة مغادرة وفد المحامين الكويتيين للقاهرة فوراً بعد أن قدم السفير الكويتي بالقاهرة تقريراً كشف فيه تعرض العلاقات المصرية ــ الكويتية لانهيار شديد. وحذر السفير الكويتي في تقريره من هدم جسور المحبة التي تربط بين الشعبين وتعرضها لصدمة شديدة بسبب وفد المحامين الكويتي الذي حضر القاهرة للدفاع عن مبارك. وطلب السفير من حكومته أن تتفهم أن مصر في ثورة واللعب ضد مشاعر ثوارها لن يأتي بخير للعلاقات المصرية ــ الكويتـــــية. المثير أن وفد المــــحامين الكويتـــيين قام بعقد لقاءات مع عدد من الشهود في قضــــية مبارك والعــــادلي المتهمين فيها بقتل المتظاهرين، ورصدت إحدى الجهات الرقابية تلك اللقاءات وعرض وفد المحامين على عدد من الشهود تقديم مساعدات مالية مقابل إثنائهم عن الشهادة أو تغييرها.

مبارك والقذافي وموغابي
من اكبر تجار السلاح

كشفت وثيقة لموقع ويكيليكس بتاريخ 7 أغسطس 2008 أن السفيرة الأمريكية مارغريت سكوبي وصفت كلاً من حسني مبارك ومعمر القذافي ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي بأنهم أكبر ثلاثي يتاجر في الأسلحة بالقارة الافريقية خلال الثلاثين عاما الماضية.
واعتبرت السفيرة في وثيقة سرية حملت رقم 8/القاهرة 1716 وافرج عنها في 30 أغسطس الماضي، أن الثلاثي مبارك - القذافي - موغابي عقدوا صفقات سلاح سرية قلبت افريقيا رأسا على عقب، وادخلت عدة دول في حروب ونزاعات عرقية واقليمية، وأن الرئيس المصري كان بمثابة 'زعيم الديكتاتوريين في القارة الافريقية'.
تناولت الوثيقة محاولة الإدارة الأمريكية معرفة سر مساندة مبارك للديكتاتور الزيمبابوي 'روبرت غابرييل كابغامومبي موغابي' الذي يتولى الحكم منذ 31 ديسمبر 1981 .
وسألت السفيرة الأمريكية السفير 'حاتم سيف النصر' مساعد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط عن الأسباب والظروف التي يقف مبارك فيها بجانب الديكتاتور في حين تقاطعة دول العالم كلها بسبب تزويره الانتخابات في بلاده وانفراده بالسلطة بشكل مطلق، فأكد سيف النصر أن التعليمات لديهم كانت مساندة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 29 مارس 2008 في زيمبابوي وأن على الجميع احترام ما آلت إليه بإعادة انتخاب روبرت موغابي رئيسا لزيمبابوي.
وكشفت مارغريت سكوبي لنائب أبوالغيط عن معرفة الولايات المتحدة الأمريكية بلقاء تم في جنوب إفريقيا أثناء زيارة مبارك لها في الفترة من 28 إلى 30 يوليو 2008 وأنه خلال تواجده هناك استقبل في جناحه الرئاسي 'مورغان تسفانجيراي' زعيم المعارضة في زيمبابوي حيث أقنعه مبارك بأن يترك موغابي يكمل فترته الرئاسية.

صحة البابا 'زي البمب'

وصل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى القاهرة صباح أمس عائداً من الولايات المتحدة الأمريكية بعد تلقيه العلاج في مستشفى كليفلاند كلينك لمدة أسبوعين، وكان في انتظاره بمطار القاهرة عدد من الأساقفة والكهنة وأعضاء المجلس الملي العام.
وفور وصوله إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أكد البابا شنودة لمستقبليه أنه بصحة جيدة وحالته مستقرة مازحاً معهم بقوله: 'متخافوش أنا زي البمب'، فيما لم يستطع البطريرك مصافحة جميع مستقبليه وحرص على الصعود إلى حجرته الخاصة داخل المقر البابوي للراحة.
من ناحيته قال القمص سرجيوس سرجيوس الوكيل البطريركي: إن البابا شنودة عاد بصحة جيدة ولا داعي للقلق الذي جاء نتيجة نشر شائعة حول تدهور صحة البابا، مشيرا إلى أن البابا سيعاود نشاطه داخل المقر البابوي، وفي انتظاره عدة قرارات بشأن ملفات أولها المجلس الإكليريكي للأحوال الشخصية.

مليون جنيه تعويض لعائلة كل شهيد في سيناء

صرح مصدر مصري موثوق به بأن مفاوضات تجري الآن بين القاهرة وتل أبيب بشأن تعويض أسر من سقط شهيدا من المصريين لعملية الحدود الأخيرة في سيناء وأن مصر أصرت على الحصول على حقوق شهدائها كاملة إنفاذا لمبدأ المعاملة بالمثل. وأشار إلى أن مصر دفعت في الماضي تعويضات كبيرة للإسرائيليين الذين تعرضوا للقتل في عملية سليمان خاطر وأن مبارك أمر يومها بدفع ملايين الدولارات لأسر الإسرائيليين حتى يحتوي غضب إسرائيل وأنه دفع تعويضات مالية هائلة في عمليات أخرى وكانت أوامر الصرف تأتي منه مباشرة.
أوضح المصدر أن مصر ما زالت تنتظر الاعتذار الإسرائيلي، وأن القاهرة بدأت بالفعل تنفيذ قائمة مطولة من غلق قنوات الاتصال وتجميد عدد من نقاط التعاون التي كانت قائمة بين البلدين، فيما أطلق عليه عملية الضغط السياسي الهادئ الذي تنتهجه القاهرة حاليا حتى تمر البلاد من تداعيات الثورة ويصبح لديها مجلسا شعب وشورى ورئيس منتخب.
وفجر المصدر مفاجأة إذ أكد أن القــــــاهرة رفضت منذ ساعات تسلم خطاب شكر من تل أبيب تقدم به القائم بأعمال السفارة المصرية للحكومة الإسرائيلية بسبب قيام السلطات بحماية السفارة بجدار عازل أمام مبنى السفارة الإسرائيلية بالجيزة.

الجيش الثالث يعود للسويس

أصدر اللواء صدقي صبحي - قائد الجيش الثالث الميداني - تعليماته للفرقة 19 التابعة للجيش الثالث بالعودة مرة أخرى لتأمين محافظة السويس بعد أن غادرت شوارعها منذ شهرين لقيامها بمهام أخرى.
ورحب أهالي السويس بنزول الفرقة 19 وانتشارها في الشوارع والمناطق الحيوية لتأمينها خاصة أن هذه الفرقة ترتبط بعلاقة خاصة مع أهالي السويس لسجلها الحافل بالبطولات في حرب 6 أكتوبر ومعركة المقاومة بالسويس ونجاحها في تأمين المحافظة خلال ثورة 25 يناير.

مليونيات رزق الهبل على المجانين

وإلى المعارك الصحافية ومنها نختار ما كتبه عبد العظيم في زاويته التي تحمل عنوان 'ماذا لو' وفيها حمل بشدة على تلك المليونيات التي يشهدها ميدان التحرير والتي لا يعبأ مطلقوها بالظروف القاسية التي تمر بها البلاد، ويرى حماد أنها مليونيات قائمة من منطلق أن(رزق الهبل على المجانين) يقول: تحاول بعض القوى السياسية المصرية مع الباعة الجائلين المرتزقين من ميدان التحرير، والأحداث الجارية فيه، بأن تنجح مبادرتهم، ودعوتهم لمليونية جديدة، بحثوا عن اسم لها، ولم يتوصلوا حتى طبع هذا المقال على ما أعتقد إلى عنوان موحد لهذه المليونية الجديدة!
وقد أعلنت بعض القوى السياسية أيضاً انسحابها وعدم اتفاقها على الاشتراك، وذلك لأسباب متعددة، لم يذكر منها أن مصر تتدهور اقتصادياً، وأن الحكومة المؤقتة غير قادرة على اتخاذ أية خطوات ملموسة على الأرض لتسيير حتى المشروعات المتوقفة منذ قيام ثورة 25 يناير! لم تذكر قوة سياسية واحدة، بأن مصر في أشد الاحتياج لتماسك أبنائها، وفرض حالة من الاستقرار في أرجائها، وبعث الإحساس بالأمن لدى المواطن المصري.

الشبراوي يتهم الاخوان والسلفيين
بأنهم خوارج العصر الحديث

اتهم الشيخ عبد الخالق الشبراوي القيادي الصوفي وشيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية الإخوان والسلفيين بالعمل من أجل مصالح شخصية وأجندات خارجية قائلاً إنهم يمثلون خطورة على مصر والهوية المصرية. ورفض الشيخ الشبراوي القيادي بجبهة الإصلاح الصوفي - المكونة من 18 طريقة - استمرار الشيخ عبد الهادي القصبي شيخا لمشايخ الطرق الصوفية الـ60 واصفا اياه بأنه من فلول النظام المنحل وأرسل وثيقة كتبها بدمه دعما لجمال مبارك وكان يبارك ويشارك في مشروع التوريث..اضاف بأن أمن الدولة والنظام البائد والحزب المنحل كانوا وراء العديد من الفتن لحماية النظام البائد ولكي يرث ابن المخلوع البلاد ويأتي إلى سدة الحكم، بالإضافة إلى الفكر الوهابي والفكر السلفي، والاثنان في وعاء واحد ضد المنهجية الإسلامية التي كانت عليها مصر، ولكن جميع علماء الأزهر يصفون المتصوفين بأنهم أحباب الله والذين اصطفاهم الله بقربه بآدابهم الجمة مع رسول الله وآل البيت وكشف الشبراوي عن استعداد الصوفيين لتجهيز كتائب جهادية لمواجهة السلفيين.

خصوم مصطفى بكري
يتهمونه بأنه من الفلول

بدأت نيابة 6 أكتوبر أمس التحقيق في واقعة محاصرة منزل الكاتب الصحافي مصطفى بكري أمس الأول، حيث استمعت إلى أقوال الشهود وأقواله.
وأكد بكري لـ 'الأهرام' أنه أطلع النيابة على حقيقة الوضع، مؤكدا أن ما حدث هو مخطط يستهدف مصطفى بكري شخصيا وأن أحد الحاضرين اعترف أمام النيابة بأن هناك أموالا تدفع لتحريك هؤلاء الغاضبين، كما حررت إحدى السيدات ـ وهي جارة لنا ـ محضرا بعد إتلاف سيارتها.
وجدد بكري اتهامه للمحتجين بأنهم من مجموعة نحن آسفين يا ريس وحاولوا اقتحام البيت واحتلاله.
من ناحية أخرى أصدرت مجموعة من المنظمين للوقفة الاحتجاجية بيانا أكدوا فيه أننا قمنا باعتصام سلمي اعتراضا على بطء محاكمة بكري ومحاولته الآن إظهار أنه ضد النظام السابق على الرغم من أنه ركب طائرة النظام السابق وسافر معه، ولهذا قررنا الذهاب لتصوير ممتلكاته وقصره والأرض المجاورة التي يمتلكها.
وقالت المذيعة جيهان سليمان بالتليفزيون المصري: لم نكن كما ادعى بكري مجموعة من الفلول وإنما نحن شباب من الجامعات وشباب الثورة وعدد من رجال الإعلام، ولم نحمل صورا لمبارك وإنما رفعنا شعارات ضد بكري. وكشفت عن أن بكري أطلق أعيرة نارية من مسدسه، وكانت بصحبتي كريمتي التي شعرت بالرعب وخلال مدة الاعتصام كنا نقف على الرصيف المقابل للفيلا الفاخرة التي يمتلكها ويقدر سعرها بـ22 مليون جنيه.

أفلام العيد أمام المحاكم

نبيه الوحش المحامي صاحب الرصيد الأكبر في قضايا الملاحقات الفنية تقدم ببلاغ عاجل للنائب العام يطالبه فيه بضرورة وقف عرض فيلم 'شارع الهرم' متهما اياه بالتحريض على الفجور والإضرار بالأمن العام لأنه يثير الغرائز، كما أنه يتضمن رقصات مثيرة للراقصة دينا وكذلك المطرب سعد الصغير بجانب احتواء اغنياته على كلمات ومعان مثيرة وتضمن ايحاءات خادشة للحياء.. وتضمن البلاغ أيضا الإشارة لضرورة وقف عرض فيلم 'أنا بضيع يا وديع' باعتباره مهزلة أخرى يشهدها موسم عيد الفطر السينمائي، مشيرا إلى أنه بهذه الطريقة يؤكد صناع السينما تبعيتهم للنظام السابق والرئيس المخلوع لأن هو الذي كان يرعى هذه النوعية من الفن الهابط .
وفي السياق نفسه تقدم محام اخر بدعوى قضائية لوقف عرض فيلم 'أنا بضيع يا وديع' بدعوى أنه يحتوي على ألفاظ جنسية خادشة للحياء .وتحمل الدعوى القضائية رقم '2599' وتطالب بمنع هذه النوعية من الأفلام من العرض في مصر خاصة أن صناعه يعرفون جيدا مدى الهجوم والنقد الذي تتعرض له الحملات الاعلانية التي تضمنت نفس المضمون من الافيهات الجنسية الخادشة للحياء. الفيلم من بطولة اللبنانية لاميتا فرنجية وأيمن قنديل وأمجد عابد، سيناريو وحوار محمد فضل واخراج شريف عابدين. وعلى الجانب الآخر لاحظ جمهور الفيلم مؤخرا اتخاذ الرقابة قرارا بغلق صوت جملة واحدة في الفيلم باعتبارها تحمل ايحاءات مبتذلة وهي 'البلد كلها ماشية بالتعريص' الموجودة في أحداث الفيلم على لسان بطله أيمن قنديل.


------------------

المصريون وسفارة اسرائيل وسورها
رأي القدس
2011-09-09




الحراك الديمقراطي المصري مستمر، وميدان التحرير وسط القاهرة ما زال القبلة التي يتوجه اليها شباب الثورة للتعبير عن آرائهم ومخاوفهم في الوقت نفسه من حدوث انحراف او خطف لانجازهم الكبير الذي تجسد في اسقاط نظام ديكتاتوري فاسد جثم على صدور المصريين لاكثر من ثلاثين عاما.
بالامس الجمعة، تظاهر الآلاف من الشباب للمطالبة بتطبيق المزيد من الاصلاحات الديمقراطية وازالة جذور النظام الفاسد وبقاياه، بينما ذهب آخرون الى مقر السفارة الاسرائيلية وسط القاهرة وهدموا باظفارهم وصدورهم المليئة بالايمان والعزم السور الذي اقامته الحكومة المصرية لحماية السفارة الاسرائيلية، ومنع اقتراب المتظاهرين منها.
تظاهر الآلاف امام السفارة الاسرائيلية في القاهرة رسالة بالغة الاهمية الى المجلس العسكري الحاكم اولاً، والى السلطات الاسرائيلية في تل ابيب، تؤكد ان الشعب المصري لا يريد استمرار وجودها في قلب عاصمته، ولا معاهدات السلام التي فرضتها عليه، وباتت تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهله.
كان مؤلماً ان يقاطع الاسلاميون هذه المظاهرات، وان لا يشاركوا شباب مصر مطالبهم العادلة في المزيد من الاصلاح، وتصحيح مسار العملية الديمقراطية، حفاظاً على ارث الثورة، ووفاء لدماء شهدائها، خاصة اننا لا يخامرنا شك ان هؤلاء مع الاهداف المحقة لهؤلاء المتظاهرين، ومع مطالبهم الوطنية في اغلاق السفارة المصرية في القاهرة.
ندرك جيداً ان المجلس العسكري الحاكم في مصر يتولى قيادة البلاد في مرحلة انتقالية صعبة، ويتحمل اعباء اقتصادية وأمنية ضخمة، وتبذل قيادته جهوداً كبيرة لتجنب الوقوع في اخطاء تعطي نتائج عكسية. مثلما ندرك في الوقت نفسه ان توقعات ابناء الشعب المصري ضخمة وان الاصلاح، والخروج من عنق زجاجة الازمة الاقتصادية الخانقة يحتاج الى وقت. ولكن هذا لا يعني تجنب المجلس اتخاذ مواقف قوية ترتقي الى مكانة مصر ودورها ومكانتها خاصة فيما يتعلق بالموضوع الاسرائيلي.
القوات الاسرائيلية انتهكت السيادة المصرية مرتين، الاولى عندما دخلت ارض سيناء تحت ذريعة مطاردة بعض المتورطين في عملية ايلات، والثانية عندما قتلت خمسة جنود مصريين وهي تعلم مسبقاً انهم ليس لهم اي علاقة بهذه العملية، وكانوا يؤدون واجبهم في حفظ الامن وعدم السماح بأي هجمات فدائية عبر الحدود المصرية ضد اهداف اسرائيلية.
هذا الانتهاك كان يتطلب موقفاً مصرياً قوياً اقله طرد السفير الاسرائيلي من القاهرة، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي لاسرائيل في مصر، ومطالبة الحكومة الاسرائيلية ليس بتقديم تعويض لأسر الشهداء (والدم لا يعوض في رأينا مهما بلغت ضخامة الاموال) وانما ايضاً بتقديم اعتذار صريح وواضح لا لبس فيه.
لا نقارن مصر بتركيا، ليس لان تركيا اكبر او اصغر، اقوى او اضعف اقتصاديا او عسكريا، وانما لان مصر هي القيادة والريادة في العالمين العربي والاسلامي، وهي التي خاضت حروب العرب جميعاً ضد اسرائيل وقدمت آلاف الشهداء، وهي التي انتهكت سيادتها وكرامتها بمثل هذا العدوان الاسرائيلي على ارضها وجنودها.

---------------------

الالاف يتظاهرون في ميدان التحرير للمطالبة بالاصلاح وجدول زمني لنقل السلطة من العسكر الى المدنيين

2011-09-09




القاهرة -ا ف ب: تجمع الالاف في ميدان التحرير بوسط القاهرة يوم الجمعة في تظاهرة حاشدة للمطالبة بتطبيق اصلاحات فيما حذر المجلس العسكري الحاكم من انه سيرد بقوة على اية اعمال عنف يمكن ان يقوم بها المتظاهرون.
وكانت حركات واحزاب عدة منبثقة عن 'ثورة 25 يناير' دعت المصريين الى النزول للشارع مجددا جمعة 'تصحيح المسار' لمطالبة الجيش بجدول زمني محدد لنقل السلطة الى المدنيين وبتنظيم افضل للمرحلة الانتقالية.
واحتشد المتظاهرون تحت الشمس الحارقة، وتجمعوا في احدى اركان الميدان للاستماع لخطبة الجمعة.
وقال الخطيب انه سيكون من العار على المصريين نسيان ثورتهم.
وهاجم عددا من شهود الاثبات في محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وعددا من كبار مساعديه، للشهادات التي ادلوا بها في المحكمة هذا الاسبوع وقالوا فيها انهم لم يتلقوا اوامر باستخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين خلال الثورة.
واكد انه يجب اتهامهم بشهادة الزور. وتساءل كيف يمكن لشاهد اثبات ان يتحول الى شاهد نفي.
ودان الخطيب كذلك محاكمة المدنيين امام محاكم عسكرية. وكان المجلس العسكري الذي يتولى ادارة شؤون البلاد بعد الاطاحة بمبارك اصدر احكاما بالسجن على الالاف منذ شباط/فبراير.
وعند انتهاء الخطبة ردد المتظاهرون هتافات ضد المجلس العسكري والمشير محمد حسين طنطاوي.
وقال ابراهيم علي المهندس الزراعي انه جاء الى العاصمة من شمال مصر للمشاركة في التظاهرة.
واضاف 'لم تتم تلبية اي من مطالب الثورة. ولا يزال هناك ظلم في البلاد'.
واكد المجلس العسكري في بيان على صفحته على موقع 'فيسبوك' انه يحترم حق النشطاء في التظاهر السلمي، الا انه حذر من انه 'لن يسمح باقدام اي فئة من الخارجين على القانون بترهيب وترويع المواطنين وتخريب المصالح العامة والخاصة'.
وقال انه 'ستتم مواجهة هذه الممارسات بكل حسم'.
وقالت وزارة الداخلية انها سحبت شرطة مكافحة الشغب المتمركزة في ميدان التحرير للسماح للمحتجين بالتظاهر، حسب ما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط.
وصدرت الدعوة الى هذه التظاهرات التي اطلق عليها 'جمعة تصحيح المسار' اساسا عن 'ائتلاف شباب الثورة' الذي يضم حركات شبابية تنشط بكثافة على شبكة الانترنت، وحظيت بتأييد العديد من الاحزاب والشخصيات مثل المرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعي.
وبعد مرور سبعة اشهر على اسقاط الرئيس المصري السابق حسني مبارك وتسلم الجيش السلطة في البلاد، يطالب الداعون لهذه التظاهرات بوضع جدول زمني لتسليم الحكم الى المدنيين وبوقف محاكمة المدنيين امام المحاكم العسكرية.
واعلنت جماعة الاخوان المسلمين انها لن تشارك في تظاهرات الجمعة وحذت حذوها الحركات السلفية.
وصرح محسن راضي العضو البارز في جماعة الاخوان المسلمين للتلفزيون الرسمي ان الجماعة تعتقد ان المصريين سأموا من الاحتجاجات.
واعلن المجلس الاعلى للقوات المسلحة انه سيسلم الحكم الى سلطة مدنية بعد الانتخابات التشريعية التي يفترض وفقا للجدول الزمني المعلن ان تبدأ اجراءاتها قبل نهاية ايلول/سبتمبر المقبل والانتخابات الرئاسية التي ينتظر اجراؤها بعد عام، بحد اقصى، من تشكيل البرلمان الجديد.
وتنتقد الاحزاب السياسية المدنية والحركات الشبابية قانون الانتخابات الجديد الذي صدر في 20 تموز/يوليو الماضي معتبرين انه كان ينبغي ان يعتمد نظام الانتخاب بالقائمة النسبية وحده بدلا من النظام المختلط بين القائمة النسبية والفردي الذي ينص عليه.
وتخشى تلك الاحزاب العلمانية ان يخدم الجدول الزمني الحالي للانتخابات البرلمانية جماعة الاخوان المسلمين الاكثر تنظيما حيث انه يحرم الحركات السياسية الجديدة من الوقت اللازم لتنظيم نفسها في احزاب.



-----------------------

الأهرام يرصد تفاصيل اقتحام السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة..القبض علي‏38والنيابة العسكرية توجه الاتهام إلي‏30‏ منهم
متابعة‏ - سهام عبد العال محمد شومان وعبدالجواد توفيق ومحمد عبدالحميد:
1444

ليلة دامية عاشتها الجيزة مساء أمس الأول وأمتدت حتي الساعات الأولي من صباح أمس بعد اشتباكات قامت بها أعداد غفيرة توافدوا أمام مقر السفارة الإسرائيلية .

مئات المتظاهرين يهدمون الجدار أمام السفارة الإسرائيلية

وبعد انتهائهم من تحطيم الجدار الذي اقيم منذ عدة أيام بجوار كوبري الجامعة المواجه للعمارة الموجودة بها مقر السفارة وإصابة العشرات من المتظاهرين إثر سقوط أجزاء من الجدار عليهم وتم نقلهم إلي المستشفيات لعلاجهم من الإصابات التي لحقت بهم وبعد الانتهاء من تحطيم الجدار نهائيا بدأ عدد من المتظاهرين بالصعود إلي أعلي العمارة التي توجد بها السفارة الإسرائيلية واستطاع أحد الشباب والذي كان يعاونه خمسة آخرون من انزال العلم الإسرائيلي واستبداله بعلم مصر
وما هي إلا دقائق وتمكن العشرات اقتحام شقة ملحقة بالسفارة الإسرائيلية وبإلقاء الأوراق منها عبر النوافذ لتسقط علي الأرض وجميعها مستندات قديمة يتم تخزينها في تلك الشقة التي تعتبر أرشيف للسفارة أما الطابق الذي يوجد به مقر السفارة الإسرائيلية وهو ثلاث شقق وتوجد به جميع الأوراق والمستندات الخاصة بالسفارة فانه لم يصل إليه أي شخص ولم يتمكن المتظاهرون من اقتحامه ثم توجهت اعداد من شباب المتظاهرين قاربت نحو 3 آلاف شخص من بين أكثر من 20 ألف شخص تجمعوا أمام السفارة إلي مديرية أمن الجيزة محاولين اقتحامها وألقوا الحجارة وزجاجات المولوتوف عليها وأشعلوا النيران في سيارات داخلها وكشك تابع للمديرية بميدان نهضة مصر وقد أسفرت الأحداث المؤسفة عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة 1094شخصا واحتراق7 سيارات تابعة للشرطة وتحطيم 25 سيارة شرطة وتلفيات بمبني المديرية وقد تمكنت القوات المسلحة والشرطة من القبض علي 38 شخصا من المتورطين في الأحداث وتم احالتهم للنيابة العسكرية.
الأهرام رصد تلك الأحداث المؤسفة والساعات العصيبة منذ بدايتها عقب صلاة الجمعة وتوافد أعداد غفيرة من المتظاهرين إلي مقر السفارة الإسرائيلية من ميادين التحرير والجيزة ومصطفي محمود وظلت الأعداد تتزايد بصورة كبيرة حتي انتهوا من هدم الجدار العازل إلا أن الغريب والمؤسف أن تتحول المظاهرات المطالبة بهدم الجدار وطرد السفير إلي مقر مديرية أمن الجيزة ومحاولة اقتحامها دون سبب واضح خاصة وأنه خلال هذه الأثناء لم تحدث أي مصادمات أمام مقر السفارة بين المتظاهرين وقوات الشرطة أو الجيش وهو ما يثير علامات استفهام وهل هذا العمل كان مخطط له سلفا بأن تتحول السفارة إلي نقطة لبداية اقتحام مديرية الأمن واشعال النيران بها خاصة وأن هذه الأعداد كانت قد استهدفت سيارات تابعة للأمن المركزي قاموا بتحطيمها وقذفها بالحجارة أمام مقر السفارة الفرنسية والتي تبعد أكثر من800 متر عن السفارة الإسرائيلية دون سبب واضح ثم قاموا أيضا بعد ذلك بتحظيم سيارتين تابعتين للأمن المركزي أمام مقر السفارة السعودية المواجهة لمديرية أمن الجيزة وخلال تحطيم هذه السيارات تم تحطيم كاميرات وألواح زجاجية بواجهة السفارة السعودية ولم يمض علي تلك الأحداث سوي نصف ساعة لتتحول تلك الأعداد البسيطة التي تهاجم تلك السيارات التابعة للشرطة أمام مقار السفارات الثلاثة ليتوجهوا بعد ذلك في اعداد غفيرة بلغت نحو3 آلاف شخص إلي مديرية أمن الجيزة وظلوا يلقون الحجارة وزجاجات المولوتوف عليها بكثافة في محاولة لاقتحامها مما أدي إلي اشتعال النيران في ثلاث سيارات داخل المديرية ولازدياد أعداد المتظاهرين أمام المديرية فشلت سيارات الأطفاء في الدخول علي الرغم من أنها ملاصقة للمبني المجاور للمديرية ثم انتقل المتظاهرون وأشعلوا النيران في كشك مرور بميدان نهضة مصر ملاصق لحديقة الأورمان وكادت ان تحدث كارثة لو امتدت النيران للحديقة لوجود كميات كبيرة من الأشجار النادرة داخل الحديقة والتي ستنتقل النيران بها بسرعة كبيرة ولكن الأهالي سارعوا في محاولة اخماد النيران قبل امتداده للحديقة وظلت محاولات الاقتحام من المتظاهرين مستمرة لأكثر من 3 ساعات وتحول شارع مراد لساحة للاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة حيث ظلوا يرشقون قوات الأمن بالحجارة وتحول الشارع إلي ساحة للكر والفر بين الطرفين فعندما يتقدم المتظاهرون ناحية المديرية تقوم قوات الأمن باطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين وابعادهم عن مقر المديرية خوفا علي المقر الذي يحوي مستندات وأوراق هامة خاصة بالمواطنين إضافة إلي أنه مبني تابع للدولة وعلي الرغم من كل المحاولات المستميتة لاقتحام المديرية إلا أن رجال الشرطة استخدموا أقصي درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين وأن استخدام القنابل المسيلة للدموع واطلاق الرصاص في الهواء كان هدفه ابعاد المتظاهرين عن مقر المديرية فقط ولم تطلق رصاصة واحدة في اتجاه المتظاهرين وظلت قوات الأمن المركزي بالتعاون مع الجيش في تطويق جميع جهات المديرية والتقدم خطوة خطوة إلي الأمام حيث تم تأمينها من جميع الاتجاهات بعد3 ساعات من المواجهات والتي انتهت في السابعة من صبح أمس وقد قام اللواء أحمد جمال الدين مساعد الوزير للأمن العام يرافقه اللواءان كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة وسيد شفيق مساعد مدير الأمن العام بنشر ضباط البحث الجنائي والأمن العام حول مقر المديرية لمنع اقتحامها حيث قام اللواءان محمود فاروق مفتش الأمن العام وفايز أباظة مدير المباحث الجنائية والعميد جمعة توفيق رئيس مباحث غرب الجيزة بالاشراف علي إعادة توزيع الضباط حول المقر وتأمينه في الوقت الذي قام فيه رجال البحث الجنائي بالاشتراك مع القوات المسلحة بالقبض علي 38 شخصا من المتورطين في الأحداث ومن بينهم 19 متهما أمام مديرية الأمن حصل مندوبو الأهرام علي اسمائهم وهم: أحمد شمس الدين علي(24 سنة) وأحمد رمضان نصر(24 سنة) وسامي عبدالعزيز عبدالواحد(32 سنة) وحامد رزق محمد(18 سنة) وفتحي سمير عبدالكريم(33 سنة) وشريف عطية محمد(22 سنة) وأحمد مصطفي عبدالكريم(22 سنة) وياسر محمد توفيق(38 سنة) ومحمد عبدالرحمن محمود(17 سنة) وحسن الشربيني حسن(23 سنة) ومصطفي السيد إسماعيل(19 سنة) وإسماعيل محمود حنفي(20 سنة) وعبدالكريم محمد أحمد(22 سنة) ورامي محمود محمد( 25 سنة) ومحمد صلاح الدين محمود(25 سنة) ومؤمن طاهر محمد(20 سنة) وفادي مصطفي السعيد(19 سنة) وتوفيق محمد سرحان(23 سنة) وأحمد سمير عبدالرازق(28 سنة)
و91 آخرين أمام السفارة وهم:
أمير عبد الحميد35 سنة ومحمد ادريس23سنة ومحمد عاشور21 سنة ورضا أحمد20 سنة وكريم سليمان22 سنة واسلام حسن21 سنة ومحمد الديب23 سنة ومحمد يسري22 سنة وعزت علي 21 سنة وإسماعيل عبد الجابر16 سنة وقرني السيد 14 سنة وأشرف أحمد17سنة وكريم علي17 سنة ومحيي علاء الدين24 سنة وعبد الله بخيت20 سنة ومحمد إبراهيم 25 سنة ومحمد أحمد22 سنة وأحمد حسن محمد 26 سنة ورجب وجيه28 سنة.
وفي حراسة أمنية مشددة باشراف اللواء محمد ناجي نائب مدير المباحث تم احالتهم إلي النيابة العسكرية للتحقيق معهم والتي وجهت إلي30 منهم تهما بالاعتداء علي موظف عمومي أثناء تأدية عمله واحداث اصابات واتلاف وتخريب منشآت عامة وخاصة واحداث شغب وتعريض حياة المواطنين للخطر.
في الوقت الذي توالي فيه أجهزة الأمن بوزارة الداخلية وقطاع الأمن العام ومباحث الجيزة جهودها لسرعة القبض علي المشاركين في تلك الأحداث وقد توفي ثلاثة أشخاص خلال هذه الأحداث من بينهم ضابط شرطة سابق أصيب بأزمة قلبية واسمه رضا سعد وقد تم نقله إلي مستشفي أم المصريين والثاني اسمه مصطفي يحيي إسحاق وتم نقل جثته إلي مستشفي قصر العيني إضافة إلي جثة ثالثة لم يتم تحديد شخصية صاحبها بينما أصيب 1033 شخصا باصابات متعددة وتم نقلهم لعدد من المستشفيات بالقاهرة والجيزة وخرج عدد منهم بعد إسعافهم, ومن بينهم 53 من قوات الشرطة وهم4 ضباط و2 أمناء شرطة و47 مجندا وتم نقلهم إلي مستشفي شرطة العجوزة.
بينما أسفرت الأحداث عن احراق7 سيارات شرطة واتلاف 25 سيارة شرطة و9 سيارات ملاكي تابعة للمواطنين.
ومن جهة أخري كانت القوات المسلحة قد قامت بفرض السيطرة وتأمين السفارة في الساعة الثانية عشر مساءا حيث دفعت بأكثر من 26 مدرعة ودبابة لتأمينها خاصة بعد قيام أعداد من المتظاهرين باقتحام أحد المقار التابعة للسفارة بالطابق الثالث عشر وهو يحوي ملفات وأوراقا أرشيفية وظلوا يلقونها من أعلي لتسقط علي الأرض ويلتقطها المتظاهرين وذل ك بعد صعود مجموعة من الأشخاص وانزالهم العلم الإسرائيلي ووقفوا في شرفة الشقة ووضعوا علم مصر مكان العلم الإسرائيلي ولم يكن أي فرد من أفراد السفارة الإسرائيلية متواجدا داخل هذه الشقة ولم يستطع المتظاهرون اقتحام الطابق السادس عشر والذي يوجد به مقر السفارة الرئيسي.وقد قام المتظاهرون أيضا باحراق محتويات شقة خاصة بعمليات التأمين تابعة للسفارة الإسرائيلية بالطابق الثالث.في الوقت الذي قامت فيه قوات الأمن المركزي بوضع مدرعات وسيارات حول مقر السفارة ومديرية الأمن لتأمينها وقد أنقذت العناية الألهية مبني هيئة المساحة المصرية المواجهه لمديرية أمن الجيزة والذي يحوي كنوز مصر التاريخية وجميع الخرائط الخاصة بالأراضي والأماكن علي مستوي جمهورية مصر العربية والذي يحوي تاريخ مصر من حريق مدمر بعد أن أحرق المتظاهرون سيارة تابعة للأمن المركزي كانت تقف أمام هيئة المساحة إلا أن الأهالي قاموا باخماد الحريق قبل امتداده إلي الهيئة.وقد أصيب سكان المناطق المواجهة للسفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة بالرعب والذعر لساعات طويلة نتيجة للحرائق والقنابل المسيلة للدموع وفشل البعض في العودة إلي منازلهم كما أصيبت الجيزة بالشلل التام مروريا بعد أن أغلقت معظم الشوارع المؤدية للسفارة بعد زيادة أعداد المتظاهرين.


الاهرام

Post: #40
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-12-2011, 05:03 AM
Parent: #39

قائد مجموعة اقتحام السفارة الإسرائيلية مدرس بجامعة المنصورة يحكي تفاصيل العملية
حسنين كروم
2011-09-11




القاهرة - 'القدس العربي'



ازدحمت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، بالموضوعات والأخبار التي ينافس بعضها البعض في الأهمية والخطورة لدرجة انني احترت في ترتيب الأهم ثم المهم الى ان نصل للغريب والمضحك،في الأحداث الساخنة، مثل الخبر الصغير في الصفحة الثانية والعشرين بـ'أهرام' امس - الأحد - الخاصة بالحوادث، من القبض على بائعة متجولة اسمها بهية عبد النبي أحمد، قامت باختطاف طفل رضيع من جوار أمه عواطف محمود حسن بائعة مناديل تجلس أمام محطة مترو انفاق السيدة زينب، وأخذته الى ميدان التحرير يوم الجمعة لتتسول به في جمعة تصحيح المسار، أما الحادث الآخر الذي رواه لنا في 'أخبار' امس ايضا زميلانا رشاد كامل ودسوقي عمارة، عن ستة لصوص انتهازيين، قاموا باستغلال مظاهرة امام قسم شرطة مصر القديمة بالقاهرة وسرقوا سيارة المطافىء، وفروا بها، وتم ضبطهم فوق كوبري الجيزة. وجاء في الخبر، تبين انه عاطف احمد مسجل خطر وسبق اتهامه في سبع عشرة قضية وأقر أنه وشركاؤه سرقوا السيارة لاستخدامها في رش المياه على قوات الأمن المركزي.
وكانت الموضوعات الرئيسية عن تقديم حكومة الدكتور عصام شرف استقالتها ورفض المجلس العسكري لها، والاجتماع المشترك بين المجلس ومجموعة إدارة الأزمات بمجلس الوزراء وإصدار عدة قرارات بإحالة المتورطين في أحداث السفارة الإسرائيلية ومهاجمة مديرية أمن الجيزة الى محكمة أمن الدولة العليا طوارىء، والعمل على تطبيق قانون الطوارىء واتهام جماعات معينة دون تحديدها، بالعمل على تشويه الثورة، وإحداث صدام بين الجيش والشعب وبأن مصر تحترم تعهداتها الدولية، وتستنكر حادث الهجوم على السفارة الإسرائيلية. ونود الإشارة الى ان جميع القوى السياسية استنكرت هذا الهجوم.
وإلى قليل من كثير، كثير عندنا، لا نعرف كيف سنتصرف فيه.



قصة اقتحام السفارة:
السفارة تحت ايدينا

ونشير للحديث الذي نشرته 'الجمهورية' امس ايضا لزميلنا احمد الخطيب مع قائد المجموعة التي دخلت مقر السفارة الإسرائيلية وجاء فيه: 'قال الخطيب المدرس المساعد بكلية الآداب بجامعة المنصورة: فوجئنا بالجدار العازل الذي أقيم امام السفارة الإسرائيلية ليمنعوا الشباب المصري من إيصال صوتهم للمتواجدين داخل السفارة وايصال رسالتنا لهم بأن وجودهم غير مرغوب فيه، مما أدى لاستفزاز الشباب المصري بالتوازي مع عدم رد فعل واضح يهدىء الشعب المصري.
ان القيادة المصرية لو قامت باتخاذ أي رد فعل قوي وحاسم كان سيؤدي لاحتواء الثوار ويهدىء من رد فعلهم ولكن ذلك لم يحدث وكان ردهم هو الجدار الذي قررنا في جمعة تصحيح المسار ان نزيله كما أزال المصريون خط بارليف في ست ساعات. ان البداية كانت إزالة الجدار وهو ما استطاع الشباب هدمه في اقل من ساعتين باستخدام الشواكيش وشارك فيه عشرات من الشباب واثناء هدم الجدار قام أفراد الأمن المركزي بقذف الشباب بالطوب وحدث اشتباك كبير بين الشباب والجنود استطاع فيه الشباب حسمه لأنهم يقفون في مكان مرتفع أعلى الكوبري ولديهم كميات هائلة من الطوب بقايا هدم الجدار وهو ما أدى الى تقهقر الجنود وابتعادهم بعيدا جدا عن مدخل العمارة التي توجد بها السفارة.
قفز العشرات من الشباب من أعلى الكوبري الى مدخل العمارة ودخل اكثر من عشرين شابا الى مدخل العمارة بكل سهولة وقمنا بالجري سريعا على السلالم ولم ننتظر المصاعد حتى لا يعود الجنود ويمنعونا من مواصلة الصعود.
الشباب وصلوا بسهولة جدا الى الدور التاسع عشر ولم يشعر أي واحد منهم بالتعب وكنت أول من دخل باب الدور الأول للسفارة، شعرت برهبة شديدة وأنا أدخل السفارة وشممت فيها رائحة الدماء المصرية التي سالت على أرض سيناء في كل الحروب التي قامت بين مصر وإسرائيل ولكن ذلك دفعني لمواصلة الدخول ثم دخل بعدي الكثيرون حتى وصل العدد لأكثر من أربعين شابا.
السفارة كانت تحت أيدينا وقمنا باحتلالها وكنا نستطيع أن نجعلها كومة رماد عندما كان المتظاهرون ينادون علينا ويطالبون بإشعال النيران فيها ولكننا لم نفعل ذلك لأنه عمل تخريبي نرفضه، سكان العمارة كانوا سعداء جدا وكانوا يقومون بتحيتنا في كل الأدوار وكنا نسمع الزغاريد والتكبير في العمارة من السكان وينادوننا بالأبطال وهذا دليل على ان السكان يريدون طرد السفارة من العمارة'.

محاورة مبارك في جناحه بالمستشفى

والى استمرار ردود الأفعال على محاكمة مبارك، هذا وقد حقق زميلنا الناقد الفني بـ'الجمهورية' سمير الجمل نصرا صحافياً، بنجاحه في التسلل الى المركز الطبي العالمي، متنكرا في ثياب أحد محدودي الدخل ونجح في الدخول إلى جناح مبارك، وفضل سمير أن يهدي هذا النصر الصحافي لمجلة 'أكتوبر'، وقال فيه: 'كان يرتدي التريننج الرياضي، يقرأ الجرائد الحكومية فقط، والتليفزيون أمامه يذيع فيلماً بعنوان 'المذنبون' دون أن يكون منتبهاً إليه على ما يبدو، وعندما شعر بوجودي نظر ناحيتي مندهشاً بعد أن مط شفتيه وعقد حاجبيه، وأشار بإحدى يديه:
أنت مين؟ وإيه اللي جابك هنا؟
قلت: آسفين ياريس.
ويبدو أنه أدرك كلمة السر وتفهم قصدي وعرف انني من مؤيديه ومحاسيبه، وكأنه تعلق بنفسه، ابتسم وأشار لي بيده.
تفضل اشرح يا مواطن، واقف ليه.
قلت: ربنا يريح قلبك يا ريس زي ما ريحتنا ثلاثين سنة واحنا في نعيم كأننا في الفردوس، ومن حلاوتهم فاتوا زي النسمة.
ويبدو أن كلامي استفزه لأنه لا ينسجم مع منظري وهلاهيلي ورائحة الفقر الأزلي التي تفوح مني كأنه أسانس إف، وهنا سألني مستغرباً.
- أنت عندك أولاد.
- قلت: ثلاثة
قال - وعلى كده متجوز.
قلت: لا يا فندم، ماشي مع مراتي.
وقاطعني متسائلا: الناس بتقول إيه بعدما اتخليت عن الحكم؟
أجبته متحمساً: بيقولوا ياريتها دامت أيامك، أنا حتى من كام يوم سمعت الكباري بتدعي لك، والتليفونات والمجاري ملهاش سيرة إلا سيادتك.
قال مستغرباً: أنا بألك عن الناس اللي خرجوا يهتفوا، وقالوا يسقط النظام في ميدان التحرير، وأهو سقط لكن بمزاجي، وقلت هيرتاحوا لكن ما حصلش، وحد لعب في دماغهم وقالوا يحاكموني، بذمتك هي دي أخرتها؟ يعني بذمتك يامواطن، أنا عملت في الشعب المصري زي ما عمل القذافي أو بشار؟'.
المهم، ان كلمة، أسانس إف، استخدمها الفنان الراحل، فؤاد المهندس في مسرحية 'سيدتي الجميلة' مع شويكار، وسيد زيان، ونظيم شعراوي وعبدالله فرغلي وفاروق فلوكس.

ما يحدث داخل وخارج
القاعة التي يحاكم فيها مبارك

وتوالت السخرية من مبارك وأنصاره من جماعة - آسفين ياريس، فقال عنهم في نفس عدد مجلة 'أكتوبر' رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا محسن حسنين: 'ما يحدث داخل وخارج القاعة التي يحاكم فيها الرئيس السابق حسني مبارك وأركان نظامه، أشبه بمولد وصاحبه نايم'.
هذا وكانت جريدة التحرير، قد اختارت عنوانا لها، عن مبارك وهو على السرير في آخر جلسة، لك يوم يا نايم.
كما أراد زميلنا وصديقنا خفيف الظل بـ'أخبار اليوم' محمد حلمي مداعبة مبارك، بالقول عنه في فقرته - سمعنا ضحتك - بملحق النهاردة اجازة، وهي: 'لم أعرف ان هناك من يعشق الذل والهوان والفساد والتزوير والتبعية والانبطاح والنطاعة إلا بعد ظهور ما يسمى بمحبي مبارك، أو حركة آسفين ياريس. الأغرب أن يعلن هؤلاء عن عزمهم اقتحام سجن مزرعة طرة وتهريب مبارك وشركاه، زكريا عزمي وصفوت الشريف وفتحي سرور دون أن ينتبهوا إلى انهم سيواجهون تهمتين، الاولى، تهريب مساجين، والثانية تهريب آثار'.
لكن حلمي لم يتفهم عمق الصلة بين مبارك ونظامه ومجموعة أبناء مبارك، وآسفين ياريس، رغم أن زميله الرسام هاني شمس نبهه إليها، في رسم لمواطن يقول لمقدمة برامج: فعلا فيهم شبه كبير قوي منه، حتى شهادات ميلادهم مكتوبة بدم الشهداء'.

أبناء شيراك وابناء مبارك

لكن اتضح ان زميلنا وصديقنا بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي هو عضو في جماعة آسفين أوروبية، وهي آسفين يا شيراك، الرئيس الفرنسي الأسبق، الذي عنه:
'امسكوا بجاك شيراك لجريمة ########ة، انه وظف ثمانية وعشرين شخصاً في بلدية باريس إبان عمله كعمدة لباريس قبل عشرين عاما، وفي الحقيقة فانهم كانوا يعملون للدعاية لحزب شيراك من أجل انتخابه رئيسا للجمهورية، جريمة عادية تتكرر عشرات المرات في بلادنا الآمنة السعيدة لكنهم هناك جرجروه إلى المحكمة ليواجه عقوبة السجن والغرامة مع أن حزبه قام بتسوية المسألة مرتين، مرة بدفع مبلغ ثمانمائة ألف يورو مقابل رواتب الموظفين الذين وظفهم بالحزب، والمرة الثانية دفع اثنين مليون يورو كغرامة، إلا أن ذلك لم يشفع لشيراك الذي يعاني الزهايمر والشيخوخة ويواجه السجن والغرامة. حاجة غريبة بصحيح وشعب في مصر المحروسة لا قالوا له التماثيل وخرجوا بالسنج والمطاوي يكسرون صفوف أعدائه وحساده، هل عرفت الآن ميزة التمسك بالحكم والبقاء فيه ثلاثين سنة أو حتى خمسين، 'وهل عرفت السبب الحقيقي وراء انتشار وباء التوريث؟ بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن عموم الشعب المصريو أقولها من القلب للرئيس جاك شيراك، آسفين يا شيراك'.

الأجهزة الأمنية لمبارك ما زالت تعمل

ونترك أبناء شيراك ومبارك، لنتجه الى محاكمة مبارك نفسه خاصة بعد طلبت المحكمة سماع أقوال المشير طنطاوي والفريق سامي عنان واللواء عمر سليمان ووزير الداخلية السابق محمود وجدي والحالي منصور عيسوي، والتي قال عنها دون أن يخفي شماتته في مبارك زميلنا جمال عقل المشرف على ملحق - دموع الندم - كل سبت بجريدة 'الجمهورية': 'ما حدث من قرارات مفاجئة لم يتوقعها أحد، ربما مبارك نفسه، وهو قابع داخل القفص الحديدي مستلق على سرير المرض - النقالة - وربما لا أحد من المتهمين التسعة داخل القفص من بينهم نجلاه علاء وجمال يصدقون هذا القرار'.
طبعا، طبعا، ولعل هذا ما دفع زميله فتحي الصراوي لأن يقول في نفس الملحق عن تغيير شهود الإثبات أقوالهم: 'الأجهزة الأمنية لمبارك مازالت تعمل وتقدم أدلة الاتهام ومعها أدلة فسادها أيضا لتضطر المحكمة لإصدار أحكام بالبراءة وهي مطمئنة، وجاء رد السماء عليهم 'وقد مكروا مكرهم، وعند الله مكرهم، وان كان مكرهم لتزول منه الجبال، فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله، أن الله عزيز ذو انتقام'.
فابشروا يا من تذكرتهم المصاحف في قفص الاتهام، وفتحي يسخر من حمل علاء وجمال المصاحف وهما في القفص.

الأزهر وتاريخه السياسي
قبل وبعد الاحتلال البريطاني

وإلى الأزهر الذي عادت المعارك حوله بسبب الدور الذي بدأ شيخه الدكتور أحمد الطيب في لعبه بين الأحزاب والقوى السياسية والدينية، في محاولة لتجميعها لإنهاء خلافاتها تحت مظلته والخروج باتفاق فيما بينها، تمثل في الموافقة على الوثيقة التي سبق وأصدرها، وبدأت الإشادة بالدور التاريخي والسياسي للأزهر، وتفرعت عنه هجمات ضد ثورة يوليو سنة 1952 بأنها أرادت ضرب دوره، سواء بإلغاء هيئة كبار العلماء، أو نقل تبعية أوقافه إلى وزارة الأوقاف، وتعيين شيخه من جانب رئيس الدولة، وهو ما تكفل بالرد عليه في مجلة 'روزاليوسف' في عددها قبل الماضي المحامي بالنقض والباحث الإسلامي أحمد عبده ماهر بقوله: 'إن سلمنا جدلا بظلم ثورة 23 يوليو للأزهر حين أنشئت وزارة الأوقاف وضمت كل الأوقاف الإسلامية إليها، وجعلت من رئيس مجلس الوزراء وزيرا للأزهر دون أن يكون أزهريا، وتم إلغاء هيئة كبار العلماء وأصبح شيخ الأزهر بالتعيين من رئاسة الجمهورية، لكن ما كان ذلك ليحدث في مؤسسة ناجحة ومتطورة لها تأثير في نهضة المجتمع.
لقد كان الأزهر مستقلا قبل ثورة 23 يوليو عام 1952، وكان مستقلا ومنفردا بالعملية التعليمية في كل ربوع مصر قبل الاحتلال الانكليزي، وكانت له أوقافه التي يتباكى عليها من يتباكى، فماذا فعل الأزهر باستقلاله، حين كان الأزهر مستقلا قبل الاحتلال الانكليزي، لم تكن هناك مدارس للتعليم بمصر إلا الأزهر ومعاهده، فكان لقصور التخطيط والتنفيذ في ظل الإدارة الأزهرية أكبر الأثر في انتشار الأمية بمصر، وعرقلة وجود علوم أو فنون أو ثقافة غير الفقه الشرعي بمصر، ما أدى لتأخر البلاد حضاريا لتأخر المستوى التعليمي إلى أن جاء القس دانلوب إبان حكم اللورد كرومر أنشأ مدارس التعليم الخاص 'العام حاليا' لينتشل المصريين نسبيا من أمية فرضها عليهم قصور رجالات الأزهر في أدائهم لأعمالهم'.

اتهام الأزهر بعدم المطالبة بإلغاء الرق
في مصر وفعلها الاحتلال البريطاني

وحين كان الأزهر مستقلا لم يبذل جهدا في منع الرق قدر ما بذل الانجليز في ذلك الأمر، فأجبروا مصر على التوقيع على معاهدتين لمنع الرق حتى انتهى الرق من البلاد بفضلهم، بينما كان الحنجوريون من الأزهر يقولون إن الإسلام كان حريصا على إنهاء الرق، وحين كان الأزهر مستقلا قبل ثورة يوليو 1952 منعت الإدارة الأزهرية المستقلة الفتيات أن يتعلمن به، فتركت نصف الشعب جاهلا في العلوم الشرعية، وما ذلك إلا لعدم إيمان الثقافة الأزهرية بالمرأة أو عدم اكتشافهم حقا للمرأة في التعليم بديار الإسلام.
ونال المخلصون من مشايخ الأزهر وغيرهم ما نالوا من التكفير على يد رجال الأزهر المستقل، فتم تكفير الشيخ محمد عبده وتكفير طه حسين وغيرهما من رجالات تطوير الفكر الأزهري جزاء لمناداتهم بتطهير المناهج من غباء ومدسوسات بعض تراثنا، وكان المتسبب الأول في ضعف الأزهر هم رجاله وأفكارهم وقراراتهم. وما يهمني ذكره هو أن الأزهر تأثر دوماً بالحكم فكان شيعيا حين كان الحاكم شيعيا وأصبح سنيا حين كان الحاكم سنيا فلم تكن له أبدا الشخصية المتفردة التي تمثل حقيقة ما تم إنشاؤه له، فالأمر ليس أمر استقلال عن الدولة كما يظن البعض، إنما التبعية للدولة داخلة في التركيب الفكري للأزهريين غير أنهم لا يحبون القوانين الوضعية، من أجل هذا وغيره اكثر فإني أرى أن يتمحور استقلال الأزهر على مراحل تبدأ أولها بانتخاب شيخ الأزهر وجماعة كبار العلماء وبعد ان يثبتوا جدارة ننظر في باقي عناصر الاستقلال التي ينادي بها غير المؤهلين للاستقلال'.

مواقف لشيوخ الازهر ضد جور السلطة

لكن الرد عليه جاء بعد أربع وعشرين ساعة فقط، أي يوم الأحد قبل الماضي في 'الوفد' في تحقيق زميلنا مصطفى عبيد، الذي قال فيه: 'الأزهر روح مصر، قلبها النابض، ضميرها الصادق، حصن الشعب الأخير في وجه السلطة الغاشمة والخطر الخارجي، ليس مجرد جامع، ولا جامعة وإنما حضارة وتاريخ وحركة مقاومة دائمة ضد الظلم والجور، ومن يقرأ تاريخ المشيخة يعلم أن معظم من تعاقبوا عليها وقفوا مع الناس ضد السلطة، واختاروا رضا الشعب قبل رضا السلطان.
وتسجل كتب التاريخ كثيرا من المواقف الوطنية الجريئة لشيوخ الأزهر سواء ضد السلطة الجائرة أو ضد المستعمر الخارجي والتي جعلت الأزهر بمثابة قلعة المقاومة، ومنطلق وأفكار الإصلاح والتحديث والعدل، وربما كان دور الشيخ عبدالله الشرقاوي من أبرز الأدوار السياسية لشيوخ الأزهر، فقد عمل الرجل كمفاوض عن الشعب في مواجهة الفرنسيين، سواء عند دخول القاهرة أو ثوراتها وقد اختلف فيما بعد مع محمد علي باشا الذي وضعه تحت الإقامة الجبرية.
أما الشيخ حسونة النواوي فقد اختلف مع الخديو عباس الثاني بسبب قيام الخديو بتعيين قاض مدني في المحاكمة الشرعية وترك منصبه ثم عاد بعد 7 سنوات باختيار الناس، وهو نفس ما جرى مع الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي الذي عارض رغبة الملك فؤاد في إعلان نفسه خليفة للمسلمين بعد سقوط الخلافة العثمانية.
أما الشيخ محمد مصطفى المراغي فقد وقف موقفاً صارماً في وجه الملك فؤاد رافضا تنصيبه كخليفة للمسلمين وتبنى حملات لاستقلال الأزهر دفعته الى الاستقالة من منصبه، ثم عاد مرة أخرى الى مقعد المشيخة بمظاهرات الأزهريين الصاخبة التي دفعت الشيخ الظواهري الى الاستقالة.
أما الشيخ الخضر حسين فقد عارض عبد الناصر في بدايات حكمه، وقد قدم استقالته احتجاجا على إلغاء المحاكم الشرعية.
ويسجل تاريخ الأزهر للشيخ الجليل محمود شلتوت مواقف كريمة في الدفاع عن الأزهر والحفاظ على استقلاله ضد تدخل الرئيس عبد الناصر، وقد وصلت جرأة الشيخ الى تقديم استقالته اعتراضا على إلغاء هيئة كبار العلماء.
وبالنسبة للشيخ عبد الحليم محمود والذي تولى المشيخة خلال تلك الفترة فقد عارض قانون الأحوال الشخصية الجديد الذي عرف بقانون 'جيهان' وكان يتضمن بعض المواد المخالفة للشريعة الإسلامية، كما عارض تدريس الدين المسيحي مع الإسلامي في حصة مشتركة، وهو ما دفع الرئيس الراحل أنور السادات إلى التراجع وعدم الدخول في صدام مع الأزهر.
أما الشيخ جاد الحق علي جاد الحق فعرف بمواقفه الشجاعة التي عارض فيها التطبيع مع إسرائيل ورفض مطالب تحديد النسل وإباحة الإجهاض، وقف موقفاً قوياً داعماً لمطالب تقنين الشريعة الإسلامية'.
وفي حقيقة الأمر، فإن التعميم فيه خطورة على الحقائق التاريخية، وظلم لأفراد، فلا يمكن مهاجمة الأزهر ومشايخه على الإطلاق، أو الدفاع عنهم على الإطلاق، وهو ما يضفي عليهم قداسة، وللأسف فان كثيرا من الوقائع التي أوردها غير صحيحة على الإطلاق، ويكفي انه لم يعرف ان حزبه - الوفد - وزعيمه خالد الذكر مصطفى النحاس - اصطدم بالشيخ مصطفى المراغي عام 1937، عندما أراد أن يتم تنصيب الملك فاروق على العرش بعد ان بلغ السن القانونية خلفا لوالده فؤاد، في الجامع الأزهر، فرفض النحاس، حتى لا يكتسب قداسة دينية ويتم اقحام الأزهر في السياسة، وأصر على أن يتم الأمر امام البرلمان، أي امام أعضاء مجلس النواب والشيوخ، وكان له ما أراد، وكان الشيخ المراغي متواطئاً في ذلك مع رئيس الديوان الملكي وعدو الوفد، علي ماهر باشا، وكل ما قيل عن الصدام بين مشايخ الأزهر وخالد الذكر بعد ثورة يوليو، لا ظل له من الحقيقة، وكل خطوات الإصلاح التي تمت كانت تنفيذا لمطالب غالبية الأزهريين وعلى رأسهم الشيخ محمود شلتوت، وللأسف فهو يردد أقوال عدد من رجال الدين الذين عارضوا عملية التطوير، وكأن مشايخ الأزهر كانوا يقاومون ثورة يوليو وأرادت الخلاص منهم، ومن استقلالية الأزهر المالية بنقل تبعية أوقافه الى الوزارة مع العلم أن حالة شيوخه كانت بائسة ماليا، والدولة كانت تدعمه، قبل الثورة وزاد الدعم بعدها. للأسف ايضا فانه لم يتطرق الى الأدوار غير اللائقة التي لعبها عدد كبير من مشايخ الأزهر، يكفي انه لم يشر إليها خاصة شيخه السابق المرحوم الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي أيد غزو أمريكا وبريطانيا العراق عام 2003 لأنه - حسب قوله جهاد في سبيل الله، ووصف المسلمين الذين عارضوه بأنهم أمة من الرعاع. ويكفي هذا الآن، وان عاد عدنا له هذا وبالله التوفيق.

الإخوان والجماعة
الاسلامية يصلون منفصلين

وإلى الإخوان المسلمين الذين أصبحوا الآن الرقم الصعب في المعادلة السياسية، والقاسم المشترك، مع جميع الأحزاب والقوى السياسية وسعيهم للحصول على اكبر عدد من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات القادمة، مما أغضب منهم زميلنا بـ'الجمهورية' صفوت عمران وحدثنا يوم الثلاثاء عما شاهده، قال:
'ففي قريتي في أقصى صعيد مصر فوجىء الناس بخروج فريقين أحدهما ينتمي للإخوان والآخر للجماعة الإسلامية، كل منهما يدعو إلى ساحة مختلفة لأداء صلاة العيد، وأنا لا أنكر على أي فصيل سياسي أن يدعو الى برنامجه ويسعى لكسب مؤيدين له، فهذا حقه وفقاً للدستور والقانون ولكن الكارثة أن هؤلاء جميعا لم يظهروا وجههم الحقيقي ولكن دعوا الناس للصلاة في الساحة وترك المساجد باعتبار ذلك سنة عن الرسول وفقاً لدعوتهم، لكن الواقع يؤكد أنها كانت صلاة سياسية بالدرجة الأولى في إطار سعي كل فريق للسلطة وهذا ايضا حقهم لكن ليس بخداع الناس، ومن ينفي ذلك كاذب ومخادع، فإذا كان الفريقان يدعيان للإسلام واتباع سنة الرسول فلماذا لم يقيما ساحة واحدة؟ ولماذا خصصت واحدة للإخوان والأخرى للجماعة الإسلامية؟ ألم تكن دعوتهم لله ورسوله فلماذا قسموا الناس شيعا وفرقوا بينهم؟
الإجابة ببساطة أن صراع السلطة على دولة الخلافة الجديدة بعد سقوط نظام مبارك بدأ يشتعل بين الإسلاميين أنفسهم فكل فريق منهم يرى انه الأحق بالحكم حتى لو كان عن طريق اختيار نائب رئيس حزب مسيحي ولو على سبيل 'الكوم فلاش' وايجاد محلل للخروج من مأزق الحزب الديني والأمثلة كثيرة'.

خمسة وأربعون
حزباً سياسياً في مصر الآن

وفي نفس اليوم - أراد صديقنا وأحد نائبي رئيس حزب الإخوان - الحرية والعدالة، صديقنا الدكتور عصام العريان رسم خريطة سياسية بالقول في 'الأخبار': 'ظهرت حتى الآن قرابة الخمسة وأربعين حزباً سياسياً تمثل كل التوجهات الشعبية والفكرية والاقتصادية والعقائدية ويغلب على تلك الأحزاب حتى الآن الطابع النخبوي، فلم يلحظ المراقبون انضمام أعداد غفيرة من الشعب الى الأحزاب الجديدة بل ان الأرقام المعلنة عن المؤسسين وتلك التي يسربها بعض الأحزاب حول العضوية تنبىء أن حجم المشاركة من الشعب في تلك الأحزاب لا يتعدى حتى الآن المليون مواطن، وستظهر الانتخابات القادمة حجم وجود تلك الأحزاب وانتشارها ومدى التأييد الشعبي لها في أول جولة انتخابات نزيهة تخضع لمعايير دولية في الشفافية، وتتم تحت إشراف قضائي تام ودون تدخل من أي جهة للتأثير في اتجاهات التصويت. كيف نضمن لمصر وللمصريين حياة حزبية قوية ومستقرة تمثل أطياف المجتمع المصري كله وتحقق الانتماء الوطني الخالص وتمنع الاختراق الأجنبي للحياة الحزبية كما تمنع الاستقطاب الحاد بين الشعب المصري وتمنع تلاعب أصحاب المصالح الاقتصادية بمشاعر وأصوات الغالبية العظمى من الشعب؟
ستكون الانتخابات القادمة كاشفة للخريطة الحزبية الحقيقية في مصر، بحيث تستطيع الأحزاب القادرة على البقاء إجراء حوار جاد ومسؤول عن مستقبل البلاد، تحت قبة البرلمان وفي أروقة الحكم ومن خلال مؤسسات الدولة'.

الإخوان لا يلتزمون
بما يتعهدون به

ولكن في نفس العدد تعرض الإخوان الى هجوم من زميلنا شريف رياض جاء فيه:
'الإخوان لا يلتزمون بما يتعهدون به ومن السهل جدا أن يغيروا مواقفهم في أي لحظة من أجل تحقيق أهدافهم وما أكثر ما لا نعلمه عنها! سبق أن أشرت إلى أن الإخوان أكثر القوى السياسية تحركا في الشارع ووصولا الى الناس وتأثيرا فيهم لأن دعوتهم للحكم بشرع الله لها جاذبية كبيرة خاصة بين الأوساط الشعبية، لكن إذا سألتهم عن برامجهم الانتخابية وماذا سيفعلون لحل مشاكل البطالة والأجور والإسكان وإصلاح التعليم وتحسين الخدمات الصحية وتشجيع الاستثمارات لا تجد لديهم اجابة واضحة حتى وإن ادعوا غير ذلك.
أقول هذا لتنبيه الناس ان الإخوان لن يكتفوا بالمشاركة في الحكم من خلال برلمان توافقي ولن يرضوا بأقل من الفوز بالأغلبية لتحقيق أهدافهم في السيطرة على الحكم بأي ثمن'.

حديث تلفزيوني حول أسرة البنا

ومن محاسن الصدف انه مساء ذات اليوم - الثلاثاء - استضافت الإعلامية هناء السمري مقدمة برنامج 'تسعون دقيقة' في قناة المحور، اصغر بنات الشيخ حسن البنا، وهي الدكتورة استشهاد التي ولدت بعد اغتيال والدها بسبعة أشهر، أي في سبتمبر عام 1949، وتم اغتياله في 12 فبراير وكانت والدتها حاملا فيها في شهرين ومن هنا جاءت تسميتها - استشهاد حسن البناـ وقالت انها حصلت على الماجستير والدكتوراة في الاقتصاد من مصر وعملت في السعودية للتدريس فيها. ورفضت ذكر اسمها رغم إلحاح هناء عليها، إلا انه تم رفض طلبها، وذكرت واقعة غريبة - قالت انها فوجئت باتصال هاتفي من شخص قال انه المقدم، من أمن الدولة وان الجهاز وافق على طلبها ولكن جهة أخرى اعترضت، وعندما توجهت لسحب أوراقها، فوجئت فعلا بتأشيرة عدم اعتراض مباحث أمن الدولة على طلبها، ورغم ذلك تم سحبه. وعندما سألت هناء عن ابنائها، قالت ان اصغرهم يعمل وكيل نيابة في السويس، فاندهشت وسألتها: طبعا تم تعيينه بعد ثورة يناير.
فقالت لها: لا، قبل الثورة ولم يتم الاعتراض عليه من الأمن.
وحكت عن شقيقها الأكبر والوحيد والمحامي احمد سيد الإسلام، وشقيقاتها الأخريات وقالت عن واحدة منهن ان الأمن اعترض على سفر ابنتها للخارج بمنحة دراسية أجنبية، فاتصلت بالدكتور مصطفى الفقي، الذي أنهى المشكلة وتم سفرها، وحدث اتصال هاتفي معه، فأكد الواقعة، وقال ان له علاقات جيدة بالإخوان رغم انه تعرض للظلم من أحدهم بسبب فوزه - أي فوز الفقي - في انتخابات مجلس الشعب عليه في عام 2005، وهو يقصد الدكتور جمال حشمت.
ولم يذكر ان الحزب الوطني والأمن زوروها له، وفوجئت به يتحدث عن الإخوان بانهم تعرضوا للظلم، فبعد ثورة يوليو زار عبد الناصر قبر حسن البنا، ثم أعدم ستة منهم عام 1954 دون ان يشير الى محاولة الاغتيال في المنشية بالإسكندرية، للتقرب من الجماعة الآن.
ولاحظت ان الدكتورة استشهاد تتمتع بدرجة عالية جدا، جدا، من الهدوء والتحفظ وامتلاك ناصية الحديث كأي دبلوماسي متمرس، إلا أنها أشارت الى اسم سعيد رمضان كأحد أزواج شقيقة لها، ولم تشر الى الاثنين الآخرين، وأحدهما كان لواء في الجيش والثاني لواء في الشرطة، وكان أحد أحفاد الشيخ حسن واسمه حسن البنا زميلا وصديقا لابني طارق، في الدراسة في مدرسة فيكتوريا كوليج بالمعادي وحضر الى منزلنا اكثر من مرة. وللتأكد سألت طارق فقال انه دكتور الآن في أمريكا، وقال انه يعرف ايضا الحفيد الآخر وابن الدكتورة استشهاد واسمه ايضا حسن البنا، وهو وكيل نيابة في السويس، وتعرف عليه بعد نقله من محكمة شمال القاهرة الى رئيس محكمة بالسويس.
إييه، إييه، كبر الأولاد، وكبرنا معهم، هذا وبالله التوفيق وحسن الختام

-----------------

مصر على مفترق طرق.. لا توجد سلطة؟
صحف عبرية
2011-09-11




اذا كان شخص ما ما يزال يبحث عن علامات لتحول استراتيجي في الشرق الاوسط فانه لم يتلق في نهاية الاسبوع علامة بل اشارة ضوئية حمراء ضخمة أمامه.
منذ يوم الجمعة أصبحت العلاقات الدبلوماسية بين اسرائيل ومصر تجري في واقع الامر برعاية الادارة الامريكية. فبعد ثلاثة عقود من العلاقات الدبلوماسية الكاملة الطبيعية بين الدولتين بقي في القاهرة ممثل قنصلي اسرائيلي واحد وحارسان. ولن يعود المفوض الاسرائيلي الى مبنى سفارة اسرائيل في القاهرة.
من جهة جهاز الامن الاسرائيلي أصبحت مصر التي عُرفت طول السنين بأنها دولة صديقة ذات احتمال خطر منخفض ومع انذار طويل جدا قبل تحول استراتيجي أصبحت بعد أحداث أمس دولة ذات احتمال خطر عال ومجال انذار أخذ يقصر. فاذا فقد الجيش المصري قوته للتيارات المتطرفة للاخوان المسلمين والحركات السلفية فستتحول مصر بالنسبة لاسرائيل من خطر عال الى تهديد حقيقي.
لهذه التعريفات معنى من جهة الاستعداد الاسرائيلي. فالخطر المنخفض يعني استعدادا منخفضا يكاد يكون ملغى على الحدود المصرية. وخطر أعلى يقتضي تقدير وضع من جديد وبناء قدرات تختلف عما يوجد لنا اليوم على الحدود، فاذا استمر التدهور وأصبحت مصر تهديدا فسيجب ان تُبنى على الحدود قوة عسكرية بقدر يكون ردا على الطاقة العسكرية المصرية.
من الصحيح الى اليوم أننا في منتصف الطريق، فما نزال تحت تعريف خطر عال.

' ' '

ذكّرت الصور في القاهرة القدماء من الجانب الاسرائيلي بمغادرة السفارة الاسرائيلية في طهران في 1979 مع انهيار الشاه، وأكثر من ذلك بالسيطرة على السفارة الامريكية، لكن مع فرق واحد هو ان المشاغبين هناك أيدتهم ادارة الخميني أما هنا فتحاول القيادة المصرية الحفاظ على العلاقات مع اسرائيل. ولا شك أنه لولا قنوات المحادثة الشخصية الحميمة التي نشأت على مر السنين بين اشخاص اسرائيليين والقيادة الامنية المصرية وبين قادة اجهزة الاستخبارات في الجانبين لانتهى أمر الهجوم على السفارة نهاية مختلفة. فهذه القنوات المفتوحة هي شعاع النور الوحيد في هذه القضية المظلمة كلها.
في تلك الساعات التي هددت الغوغاء فيها بأن تنفذ في الحراس الاسرائيليين الذين حوصروا في طبقة السفارة في القاهرة عملية تنكيل، جرى سباق محادثات سريعة بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع من الجانب الاسرائيلي والى جانبهما رئيس الموساد ورئيس 'الشباك'، وبين الجنرال الطنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى في مصر ووزير الاستخبارات الجنرال معافي، والى جانبهما رئيس الاستخبارات العامة ورئيس الامن القومي.
والمصريون كعادتهم تحركوا ببطء ببساطة. ففي المرحلة الاولى حينما حاصر المشاغبون مبنى السفارة الاسرائيلية فقط وبدأوا ينقضون السور، لم يهبوا في المجلس العسكري الأعلى لاستعمال القوة، فما يزال الجنرالات المصريون غير ناضجين لاختبار قوتهم في مواجهة ضباطهم الصغار الذين قد يستقر رأيهم على عدم تنفيذ الأوامر العسكرية. والى ذلك يعيش الجنرال الطنطامي ابن السادسة والسبعين كسائر أفراد القيادة المصرية في ظل محاكمة مبارك. ولا يريد أحد منهم أن يُقاد الى قفص المحكمة بسبب قتل مدنيين قرب السفارة الاسرائيلية في القاهرة.
تابع الاسرائيليون الضغط خشية أن يؤدي اختراق السفارة بالجمهور الهستيري الى معلومات عن مكان سكن ووجود سائر الاسرائيليين في القاهرة كما حدث في طهران في 1979. آنذاك اتُخذ قرار اخراج جميع الاسرائيليين من القاهرة بمساعدة الجيش المصري. أرادوا في اسرائيل اجلاء جميع الممثلين الرسميين لاسرائيل في القاهرة. وأوضح المصريون بمشاورة مع الامريكيين الذين كانوا في الصورة طوال الليلة كلها أنهم مهتمون بأن يبقى في القاهرة ممثل دبلوماسي اسرائيلي واحد على الأقل.

' ' '

تقف مصر على مفترق طرق. ويدرك المجلس العسكري الأعلى في مصر ايضا أن ليس أكبر خطر هو الانهيار الاقتصادي ولا المشكلات الامنية الداخلية في سيناء. إن أكبر تهديد هو انزلاق مصر الى الخط الاسلامي المتطرف. والسلطة هناك تقرأ الصورة لكنها مشلولة ضعيفة. تبدو مصر اليوم مثل ديناصور جريح يغرق في مستنقع ببطء ولا يملك القوة للنضال من اجل الخلاص منه.
مُد خط متصل مستقيم بين ما حدث يوم الجمعة في القاهرة وبين اختلال الامور في سيناء والمهانة الجارية خلال محاكمة مبارك في الوقت الذي يقذف فيه المحامون بعضهم بعضا بالنعال ويجري مؤيدو مبارك ومعارضوه معارك فيها قتلى وجرحى. والى جانب ذلك تجري في كل يوم في اماكن مختلفة في مصر مظاهرات واضرابات تشتمل على تعطيل الأعمال في قناة السويس. وكل ذلك تعبير عن انهيار السلطة المركزية في مصر. ان زعيمة العالم الاسلامي السني في خفوت.
يحافظ الاخوان المسلمون، وباعتبار ذلك جزءا من الحلف التكتيكي الذي عقدوه مع المجلس المصري بعد الثورة، على كرامة الجيش المصري ويبذلون جهدا للامتناع عن مجابهة مع العسكريين. فطريقتهم الوحيدة لتأجيج الجمهور هي إحداث تحرشات إزاء اجماع الشارع المصري الواسع على إبعاد الوجود الاسرائيلي عن مصر. فهذه هي خلفية الأحداث إزاء السفارة في الاسبوعين الاخيرين، حينما كان الفتيل المشتعل هو قتل رجال الشرطة المصريين على حدود اسرائيل. ولا شك في أن النموذج التركي لطرد السفير الاسرائيلي قد تم استيعابه هناك جيدا.
بدا أمس أن الحلف التكتيكي بين الاخوان المسلمين والمجلس العسكري في مصر أخذ ينتقض. فلم يعد المجلس العسكري قادرا على الاستمرار في اظهار ضعف كهذا إزاء تلك الدول التي يفترض أن تصب نفقات ضخمة على اعادة اعمار مصر. وفي مقابل ذلك فان الاخوان المسلمين غير مستعدين لقبول نية المجلس العسكري تأجيل الانتخابات.
وليست هذه هي المشكلة الوحيدة، فشباب الثورة من ميدان التحرير واليسار الليبرالي يرون منذ زمن طويل كيف يسرق الاخوان المسلمون والجيش الثورة منهم. إن دوامة تضارب المصالح وخيبة الأمل من الثورة هذه تدفع بمصر الى اضطراب الامور. لا توجد سلطة في مصر.

يديعوت 11/9/2011



طنطاوي يرفض الرد على اتصالات نتنياهو وباراك ووزير الدفاع الأمريكي بشأن اقتحام السفارة الاسرائيلية
الدبلوماسيون الإسرائيليون اضطروا لارتداء كوفيات فلسطينية ليتمكنوا من الهروب من السفارة

2011-09-11




الناصرة-القدس العربي- من زهير أندراوس: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنّ الدولة العبريّة ستعمل للحفاظ على السلام مع مصر، وذلك بعد أن أدت أحداث عنف إلى إخلاء السفارة الإسرائيلية في الجيزة، في الوقت الذي قالت فيه مصر إنها ستحاكم الذين حرضوا أو شاركوا في أعمال العنف التي استهدفت السفارة الإسرائيلية أمام محكمة أمن الدولة. وأكد نتنياهو تمسك بلاده بـاتفاقية السلام مع مصر وأنها ستعيد سفيرها للقاهرة في أقرب وقت ممكن، موجهًا شكره للرئيس الأمريكي باراك أوباما على دعمه وتدخله لتأمين سلامة الطاقم الدبلوماسي في لحظة وصفها بالحاسمة والمصيرية. وقال نتنياهو إن الشرق الأوسط يمر بهزة تاريخية وعلينا التصرف بمسؤولية وبرود أعصاب.
وأشاد بدور القوات الخاصة المصرية (كوماندوز) التي ساعدت في إجلاء ستة من حراس السفارة الإسرائيلية كانوا داخلها وقت اقتحامها، الأمر الذي منع كارثة، على حد قوله. وأضاف أن علينا أن نحافظ على مصالحنا في المنطقة، وشدد على أهمية العلاقات مع مصر وتقليل التوتر مع تركيا. في نفس السياق، كشفت مصادر سياسيّة وأمنيّة في تل أبيب، أمس الأحد، أنّ رئيس المجلس العسكريّ الأعلى في مصر، المشير محمد حسين طنطاوي، رفض عدّة مرات، في الليلة الواقعة بين يومي الجمعة والسبت الماضيين، الرد على المكالمات العديدة التي وصلته من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، ومن وزير الأمن، إيهود باراك.
وقالت المصادر عينها، كما قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ محاولات الاثنين التحدث مع طنطاوي باءت بالفشل وأنّ المصريين أبلغوهما بأنّه ليس متواجدًا، ولا يعرفون أين هو، على حد قول المصادر. من ناحيته قال المراسل للشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس)، باراك رافيد، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، كانوا في صلب المحاولات للتحدث مع طنطاوي، إنّ الأخير لم يرد أيضًا على مكالمة وزير الدفاع الأمريكيّ، ليئون فانتا، وفقط بعد مرور ساعتين من أول محاولة للتحدث معه، قام المشير طنطاوي باستقبال مكالمة وزير الدفاع الأمريكيّ، وتابعت المصادر عينها أن الوزير الأمريكي حث رئيس المجلس العسكريّ الأعلى خلال المحادثة بينهما على منع تطور الأحداث المؤسفة، والتي قد تصل إلى قتل الدبلوماسيين الإسرائيليين، الذين تمّت محاصرتهم في لسفارة تل أبيب بالقاهرة، وبحسب المصادر فإنّ وزير الدفاع الأمريكيّ وجّه رسالة حادة إلى طنطاوي قال له فيها إنّه من غير المعقول إضاعة الوقت في معالجة الأزمة، لأنّه إذا استمر الوضع على ما هو فستقع كارثة، تكون تداعياتها خطيرة للغاية، على حد تعبير الوزير الأمريكيّ، ولفت موظف رفيع المستوى في الإدارة الأمريكيّة إلى أنّ المحادثة بين الشخصين كانت صعبة للغاية، وأنّ الوزير الأمريكيّ حاول على مدار ساعتين التحدث إلى طنطاوي ولكنّه فشل، وفقط بعد ذلك وافق المشير طنطاوي على التحدث معه.
في نفس السياق، أفادت التقارير العبريّة أمس أنّ قوى سياسية إسرائيلية طالبت بفصل وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إثر اقتحام سفارة تل أبيب في القاهرة، وطالب عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب العمل ووزير الأمن السابق عمير بيريتس رئيس الوزراء نتنياهو بفصل وزير خارجيته ليبرمان لضلوعه في تدهور العلاقات الإسرائيلية بكل من مصر وتركيا.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية -في نبأ أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت- عن بيريتس قوله إن ليبرمان قام بنوع من اللا مسؤولية بصب الوقود على النار بدلا من تهدئة الأمور مع مصر وتركيا في الوقت الذي تنتابهما فيه مشاعر غاضبة تجاه إسرائيل. وشدد بيريتس على ضرورة أن تطالب الحكومة الإسرائيلية الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وعضو الكنيست عن حزب العمل بنيامين بن إليعزر التدخل لتهدئة الأوضاع والتعامل مع أزمة العلاقات مع القاهرة وأنقرة.
جدير بالذكر أنّ سفير إسرائيل لدى مصر يتسحاق ليفانون، غادر القاهرة متوجها إلي تل أبيب بعد استدعاء حكومته له بعد تداعيات محاولة اقتحام مقر السفارة بالقاهرة. وصرحت مصادر مسؤئولة بمطار القاهرة إن السفير و71 إسرائيليا من طاقم السفارة وأسرهم وبعض رعايا إسرائيل لدي مصر غادروا علي طائرة عسكرية خاصة وصلت من تل أبيب حيث لجأ السفير وأعضاء الجالية إلي مطار القاهرة قبل ساعتين من وصول الطائرة وسط إجراءات أمنية مشددة بعد التطورات الأخيرة من محاولة اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية. وكشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة الأحد النقاب عن أنّ الطائرة التي نقلت الدبلوماسيين الإسرائيليين إلى تل أبيب، هي نفس الطائرة التي أقلّت الرئيس المصريّ الراحل، أنور السادات إلى إسرائيل في أول زيارة قام بها إلى الدولة العبريّة، لافتةً إلى أنّ الطائرة انتقلت من المصريين إلى الإسرائيليين، الذين حوّلوها إلى سلاح الجو.


وأضافت وقالت المصادر إن السفير انتظر في صالة كبار الزوار بصحبة أفراد أسرته وأعضاء السفارة بينما أنهي العشرات من أعضاء الجالية الإسرائيلية سفرهم من صالة السفر رقم 1 وسط تيسيرات وتواجد أمني من سلطات المطار التي أعلنت حالة الطوارئ لمنع أي احتكاكات بهم سواء أمام المطار أو في الصالات، وأضافت إنه تمّ إخراج الدبلوماسيين من السفارة وهم متنكرون بزي عربيّ حتى لا يتمكن أحد من التعرف عليهم. وشكر نتنياهو السلطات المصرية التي عملت بحزم على تخليص الدبلوماسيين المحاصرين، وذلك بمساعدة الكوماندو المصري، لافتةً إلى أنّه تمّ إخراجهم من المكان ووجوههم مغطاة حتى لا يتعرف عليهم أحد، وُنقل عن مصادر عسكرية قولها إنّه تنكروا بزي عرب، واعتمروا الكوفية وارتدوا ملابس مصرية محلية.


على صلة بما سلف، كشفت (يديعوت أحرونوت) عن خلاف شديد بين الموساد الإسرائيليّ (الاستخبارات الخارجيّة) وبين وزارة الخارجيّة مرده قيام الموساد قبل حوالي أربعة أشهر برفع توصية إلى المستوى السياسيّ مفادها أنّه يتحتم على تل أبيب إخلاء السفارة فورًا بعد رصده معلومات تؤكد على أنّ الشباب المصريّ يستعد لاقتحام السفارة، كما أشارت المصادر إلى تبادل الرسائل بين الشباب على موقع التواصل الاجتماعيّ (قيس بوك) والتي اعتمد عليها الموساد، إلا أنّ المصادر في تل أبيب ذكرت أنّ الخارجيّة الإسرائيليّة رفضت بشدةٍ قبول توصية الموساد.


----------------------

في انتظار الاستقرار‏..‏ أو ديكتاتورية جديدة
بقلم: محمد السعدنى
61

أيا تكون شهادة المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان وبقية شهادات كبار المسئولين النافذين في الحكم أثناء جمهورية مبارك الفاسدة أمام محاكمة القرن‏,‏ فان الذي يمكن أن نفهمه هو أن المستشار رئيس المحكمة قد عزم الهمة علي أن ينهي هذه القضية في أسرع وقت ممكن‏,‏ وربما بأسرع مما كنا نتصور‏.‏

المؤكد أن الانتهاء مبكرا من قضية مبارك أيا سيكون الحكم فيها سوف يسهم بالقدر الأعظم من معطيات الاستقرار والتوجه الجاد نحو مستقبل البلاد الذي لابد سيكون أفضل حالا وبما لا يمكن مقارنته بأيام الخنوع والذل والمهانة سواء علي المستوي المحلي أو الاقليمي والدولي, وهو الأمر الذي تخشاه كثير من القوي الإقليمية والدولية التي كانت دوما تحرص علي أن تكون مصر نصف حية ونصف ميتة.
انتهاء قضية مبارك لابد أن تسبق أي إجراءات حقيقية للمضي قدما في ترسيخ أهداف الثورة... ولم يكن متصورا أن تبدأ إجراءات الانتخابات البرلمانية بكل مراحلها بدءا من تنقية الجداول الانتخابية وفتح باب الترشيح ثم الدعاية والمؤتمرات الشعبية لكل مرشح ثم المراحل الثلاث للعملية الانتخابية.. كل ذلك وسط حالة الهرج والمرج التي تصاحب محاكمات الرئيس المخلوع ومؤامرات أولئك الذين يدعون أنهم أبناء مبارك ومصادماتهم مع اسر الشهداء.. هل في الامكان أن نتوقع ما يمكن أن تفعله هذه العقلية الشيطانية والتي مازالت حرة طليقة تعلن عن نفسها بمنتهي الوقاحة والبجاحة.. ماذا يمكن أن تفعل في خلال فترة الانتخابات من عمليات تخريبية وإرهابية ؟.
وإذا كان الحال هكذا في الانتخابات البرلمانية.. فكيف يكون الأمر مع مرحلة الإعداد للدستور والاستفتاء عليه.. هل يمكن أن تتم هذه المرحلة بينما الرئيس المخلوع مازال طريح سريره الطبي داخل قفص الاتهام ينقل صورته الي العالم وكأن ما يحدث هو أمر لا يخصه في شئ.!
اغلب الظن أن الشهادات التي سوف تستمع إليها هيئة المحكمة في الأسبوع الحالي سوف تضع اللمسات الأخيرة علي رؤية العدالة المصرية تجاه هذه القضية, وان الأمر بعد التعرف علي هذه الشهادات لن يستغرق سوي الوقت اللازم لخلو القضاة الي أنفسهم وضمائرهم للوصول الي الأحكام المناسبة.
وما دمنا نتحدث عن ظاهرة أبناء مبارك فلابد من طرح هذه الأسئلة المشروعة.. من هم هؤلاء الذين يدعون أنهم أبناء مبارك ؟.. ومن يتولي تنظيمهم وتمويلهم ؟.. وكيف تمكنوا من دخول قاعة المحاكمة وهم يحملون صورا للرئيس المخلوع ومعها لافتات التأييد والحب والتبجيل.. كل ذلك داخل القاعة التي تخضع لإجراءات تفتيشية كما لو انك تدخل الي رحاب رئاسة الجمهورية
..................
>> رغم كل التحذيرات التي وجهها المجلس الأعلي للقوات المسلحة من خطورة ما سوف يسفر عنه الانفلات الأمني والفوضي التي يخطط لها البعض في أثناء جمعة تصحيح المسار, فالمؤكد أن ما حدث من اعتداء علي السفارة الإسرائيلية ومديرية امن الجيزة لا يمكن وضعه في إطار أجندة الثورة المصرية ومطالبها التي رفعتها في ميدان التحرير وكل الميادين المصرية.. الذي حدث لا يمكن تفسيره سوي بالمحاولة الأكيدة لوضع مصر في أسوأ الظروف السياسية والأمنية, ووضع المجلس العسكري تحت هذه الضغوط القاسية التي سوف تسفر حتما عن مواقف وحلول سيكون أحلاها مرا مرارة العلقم وسيكون علينا جميعا أن نبتلع نتائجها كحل وحيد للخروج من الأزمة.
لقد اجتاز الجيش المصري مرحلة دقيقة من مراحل الثورة المصرية واستطاع أن يحتوي مطالب الثورة والثوار وأخذ علي عاتقه مهمة الوصول بالثورة الي مبتغاها وتسليم المسئولية الي سلطة مدنية منتخبة بكل النزاهة والشفافية.. ولكن يبدو أن هناك من هو مصمم علي إفشال هذه التجربة الحضارية الرائعة التي أذهلت العالم.. هناك من هو مصمم علي أن تكون الثورة المصرية نموذجا للفوضي والخراب الذي يمكن أن ينزل علي رؤوس البلاد والعباد.
وأمام خطورة الموقف لا أجد سوي تزايد الفرص وتمهيد الأرضية الخصبة لفرض الأحكام العرفية بكل قسوتها مادمنا كمصريين لم نستطع أن نتوحد علي مبادئ اشرف واطهر ثورة في التاريخ البشري.. وفي حال فرض الأحكام العرفية سوف تخرج الثورة المصرية عن مسيرتها وسيتم التعامل بكل القسوة مع هذه القوي الهدامة التي استغلت مناخ الثورة في فرض أجندة ليست مصرية علي الإطلاق.. أجندة الخراب والدمار.. وبالمناسبة وحتي لا يبني اي تيار حساباته علي المعطيات الخطأ, لن يجد اي فصيل من هؤلاء اي تعاطف دولي مع ممارسات عنف سوف تسفر عنها هذه الحالة الجديدة.
أخشي أن يكون قد ثبت للعالم الآن وبكل الوضوح أن الشعب الذي كان يبيع صوته بعشرين جنيها في الانتخابات البرلمانية لا يمكن أن يكون جاهزا بين ليلة وضحاها لديمقراطية حقيقية تأتي بالأفضل ليتولي حكم البلاد.. وأكاد اجزم من الآن انه في حال أن سارت الأمور علي نفس هذا المنوال إن قدرت لها أن تسير فسوف تتولي المسئولية في اخطر مراحل الديمقراطية الوليدة أسوأ عناصر الشعب المصري وسوف نتأسي بالفعل علي أيام مبارك رغم كل فسادها..
>> وعودا علي بدء.. هل يمكن أن تكون شهادة كبار رجال الدولة في محاكمة القرن هي نهاية هذه المرحلة بالغة الخطورة, نبدأ بعدها في خطوات حقيقية نحو الاستقرار وديمقراطية نحاول أن نتعامل معها بحلوها ومرها ؟.. أم أننا سائرون الي الطريق لديكتاتورية جديدة لا يعلم سوي الله كم من السنين سوف نعاني منها ومن ويلاتها.
وكل عام وانتم بخير..


-----------------------



الفنانة ماجدة تنهار لسرقة شققها بعمارة سفارة إسرائيل

ماجدة الصباحي كتبت : دينا الحسيني منذ 11 ساعة 12 دقيقة
أصيبت الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي بانهيار عصبي بعد اقتحام السفارة الإسرائيلية واستغلال بعض البلطجية لأحداث السفارة لصعود شقق العقار وسرقة محتوياتها.

أكد أحد العاملين مع الفنانة ماجدة أنها تمتلك 4 شقق بعقار سفارة إسرائيل، وتقوم بتأجيرهم مفروش، وأن هذه الشقق تعرضت للسطو والسرقة خلال أحداث السفارة الأخيرة، مما جعل ماجدة تصاب بهستريا البكاء الحاد مما سبب لها انهياراً .

وأضاف المصدر "الفنانة ماجدة رفضت تحرير محضر بالشرطة حتي الآن بالمسروقات نظراً لسوء حالتها النفسية


اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الفنانة ماجدة تنهار لسرقة شققها بعمارة سفارة إسرائيل

-------------------


بلطجية يختطفون قبطياً ويطلبون فدية بالمنيا

اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنياالمنيا- أشرف كمال: منذ 6 ساعة 39 دقيقة
اختفى مساء اليوم شاب قبطى يعمل سائقاً بمركز أبوقرقاص بالمنيا.

وقد تقدم فضل أبادير باساليوس عبد الله 72 سنة بالمعاش والد الشاب المختفى جرجس فضل أبادير وشهرته رومانى 21 سنة والذى يعمل سائقا بالسيارة رقم 4921 ن م أ مصر، والمقيمون بقرية المحرص القبلى بأبوقرقاص، ببلاغ يفيد باختفاء ابنه.

وقال أبادير لـ"بوابة الوفد" إنه علم من عمر ربيع صديق ابنه بأن السيارة قيادة ابنه متواجدة بمنشية النصر مغلقة ومتوقفة على جانب الطريق دون حدوث تلفيات من الداخل والخارج، وقررت زوجته أنه خرج من الساعة 12 مساء أمس وفوجئت باتصال أبلغها خلاله أنه مختطف وطلب منها ضرورة تجهيز والده مبلغ 50 ألف جنيه فى موعد أقصاه ظهر غد لدفعها كفدية لمن قاموا باختطافه.

وقد تلقى اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا بلاغا من مأمور مركز شرطة أبوقرقاص بالحادث، وتم تكليف إدارة البحث الجنائى بالتحرى حول الواقعة لمعرفة الحقيقة، وتحديد مكان الغائب، وتولت النيابة العامة التحقيقات.


-----------------

بقلم:
فاروق جويدة



11 سبتمبر 2011 09:05:36 ص بتوقيت القاهرة

تعليقات: 13
الريان.. نظام فاسد .. ورأس مال مستغل مازلنا نذكر واحدة من أكبر جرائم النظام السابق فى حق هذا الشعب وهى مسلسل شركات توظيف الأموال الذى اجتاح فى سنوات قليلة مدخرات الملايين من أبناء الشعب الغلبان ومنهم من مات كمدا ومنهم من انهى حياته مختارا وانتحر ومنهم قلة قليلة استطاعت أن تقاوم هذه المحنة وتواصل مشوارها مع الحياة.. لاشك أن مسلسل شركات توظيف الأموال كان واحدا من أشهر مسلسلات الفشل الحكومى والفساد الإدارى وأسلوب الفهلوة والتحايل الذى اتسم به أداء أجهزة الدولة المصرية والذى وصل فى النهاية إلى ما شاهدناه بعد ذلك من كوارث وأزمات.

ظهرت شركات توظيف الأموال مع نهاية فترة السبعينيات وسياسة الانفتاح الاقتصادى التى أعلنتها الدولة فى ذلك الوقت وبدأ عدد من المغامرين فى إنشاء هذه الشركات التى قام نشاطها على جمع مدخرات المصريين فى الداخل والخارج.. فى هذه الفترة كان عدد من المصريين العاملين فى الخارج خاصة فى دول الخليج قد جمع مدخرات كبيرة أمام ارتفاع أسعار البترول والطفرة الاقتصادية التى شهدتها هذه الدول فى ذلك الوقت وزاد عدد العاملين المصريين فى الخارج وارتفع حجم مدخراتهم.

وفى هذا الوقت طافت وفود من شركات توظيف الأموال على المصريين فى هذه الدول وجمعت مدخراتهم تحت إغراء شديد بسعر فائدة وصل فى بعض الأحيان إلى أكثر من 30% وكانت هذه المعدلات فى سعر الفائدة شيئا غير مسبوق على الإطلاق.. زاد نشاط هذه الشركات وزاد عددها وارتفع حجم الأموال فيها حتى وصل إلى مليارات الجنيهات وملايين الدولارات.. وتحولت شركات توظيف الأموال إلى دولة داخل الدولة خاصة أنها وجدت تشجيعا كبيرا من المسئولين فى الدولة على أعلى المستويات بل إن كبار المسئولين أودعوا أموالهم فى هذه الشركات وحصلوا على أرباح مذهلة والأخطر من ذلك أن أجهزة الدولة ومنها مؤسسات سيادية أودعت مئات الملايين فى هذه الشركات.. ومع حملات إعلانية وإعلامية مكثفة أصبحت شركات توظيف الأموال فى صدارة المؤسسات الاقتصادية للدولة.. وعلى صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون أطلت صور كبار المسئولين يصافحون المسئولين فى هذه الشركات ويباركون نشاطهم وهنا اندفع ملايين المصريين لإيداع مدخراتهم فى هذه الشركات تحت تأثير وهم أن الدولة تساندهم.

لا أحد يعلم كم عدد المواطنين الذين أودعوا أموالهم فى هذه الشركات ولا أحد يعلم كم بلغت إيداعات المواطنين فيها وإن كان المؤكد أنها وصلت إلى المليارات فى ذلك الوقت.. ولا أحد يعلم وهذا هو الأهم كم أخذ كبار المسئولين من هذه الإيداعات فى صورة رشاوى وكشوف بركة وعمولات وقد شملت هذه الكشوف مئات بل آلاف المسئولين والإعلاميين والصحفيين ورجال الأعمال والسلطة ومجلس الشعب والوزراء والمحافظين.. هناك أسماء كثيرة دخلت حظيرة البركة التى شيدتها شركات توظيف الأموال.

والغريب فى الأمر أن النظام السابق تعامل مع هذه الظاهرة بصورة مريبة حين فتح لها كل الأبواب وفجأة أغلق كل شىء وقرر تصفيتها بالكامل بعد أن وضع يده على كل ما لديها من ودائع وأصول عقارية ومصانع ووحدات إنتاجية وعقارات.

حتى الآن مازال هناك سؤال غامض حول هذه الشركات لماذا فتحت الدولة كل الأبواب أمامها لتجمع مدخرات الناس.. ولماذا أغلقت الدولة هذه الأبواب وأطاحت بالعاملين فى هذه الشركات ما بين السجون والمعتقلات.. ولماذا كان كل هذا المسلسل الرهيب؟.

وأخيرا ظهر مسلسل فى شهر رمضان يتناول حياة واحد من أكبر رجال الأعمال الذين خاضوا هذه التجربة.. وقد تكون هذه هى المرة الأولى التى يتناول فيها الفن الدرامى تجربة شركات توظيف الأموال فى مصر. كان مسلسل الريان أول عمل متكامل يخوض فى هذه التجربة.. هناك من اقترب منها على استحياء فى مسلسلات سابقة وان افتقدت الأمانة التاريخية فى مناقشة هذه الظاهرة الخطيرة خاصة ما يتعلق بالفساد الحكومى والإدارى ممثلا فى أجهزة الدولة وكبار المسئولين المرتشين.

كان من الواضح أن المعالجة الدرامية لمسلسل الريان قد كتبت قبل ثورة 25 يناير ولهذا اعتمد السيناريو على الجانب الشخصى فى حياة الريان من حيث تعدد الزوجات والتلاعب فى الاسواق وكيفية جمع المدخرات من المواطنين ولم يقترب المسلسل إلا قليلا من فساد أجهزة الدولة وهو العامل الأهم والأخطر فى تاريخ شركات توظيف الأموال.

كان التركيز فى مسلسل الريان على العلاقات النسائية ورحلة الصعود بجوانبها الإنسانية ثم رحلة الانكسار والتراجع والسجن ولو أن هذا المسلسل تمت كتابته بعد الثورة لأصبح له شأن آخر لأن الفساد الحكومى هو الأساس الذى قامت عليه تجربة شركات توظيف الأموال فى مصر.. كان من الممكن أن يكون هناك جانب آخر وهم ضحايا شركات توظيف الأموال وما حدث لهم وهناك مآس كثيرة خاصة بعد تصفية هذه الشركات.. هناك أيضا عمليات بيع أصول هذه الشركات وأموال المواطنين وما حدث فيها من عمليات النصب والتحايل فقد باعت الدولة أصول الشركات بمبالغ ضئيلة وكان ذلك كله على حساب المودعين..

هناك أيضا الأساليب المغرضة التى مارستها بعض أجهزة الدولة للحصول على مدخرات العاملين فيها دون النظر إلى حقوق الآخرين.. هناك أجهزة سيادية حصلت على ودائعها لدى هذه الشركات ومعها أرباحها كاملة بنسبة 30% وهنا أيضا تجاهل المسلسل كشوف البركة والأسماء التى جاءت فيها وشملت أعدادا كبيرة من الأسماء اللامعة فى السلطة والإعلام.

إن تحويل مسلسل الريان إلى قصة حياة رجل مزواج مغامر محظوظ ثم ضحية أسقطت تماما جزءا مهما من تاريخ هذه المرحلة ولو أن المسلسل اقترب أكثر من فساد السلطة لأصبح وثيقة تاريخية مهمة فى تاريخ مصر المعاصر ولكنه للأسف الشديد خاض فى فرعيات كثيرة وتجاهل الأرض التى أخرجت كل هذا الفساد وكل هذا الظلم.

هناك شخصيات كبيرة ارتبطت بتجربة الريان منذ بدايتها وحتى نهايتها هناك وزراء ومسئولون كبار وإعلاميون وقفوا وراء هذه التجربة واستفادوا منها وجمعوا الملايين وتصدروا كشوف البركة التى كانت تمثل إحدى وثائق الفساد للنظام السابق.. هناك قيادات أمنية وصحفية وسياسية عملت فى شركات الريان وكانت جزءا أساسيا فيها ولكن للأسف الشديد غابت كل هذه الحقائق واختفت أمام تعدد الزوجات والإدمان ومضاربات البورصة.

الشىء المؤكد أن المسئولين عن هذا المسلسل لم تكن لديهم الشجاعة الكافية للاقتراب ولو من بعيد من رموز النظام السابق الذين وقفوا خلف هذه الكارثة.. وبجانب هذا هناك حقائق كثيرة غابت ومن أهمها وأخطرها حجم الودائع والأصول التى تركها الريان فى شركاته قبل أن يدخل السجن وما هو مصير هذه الودائع وكيف تم بيع الأصول وما هو مصير ضحايا الريان.

هناك سؤال أخطر وهو: لماذا انقلبت الدولة على شركات توظيف الأموال وهل هناك علاقة بين إغلاق هذه الشركات وقضايا الإسلام السياسى فى العالم العربى؟..

إن البعض يرى أن ما حدث لشركات توظيف الأموال كان يمثل الشق الثانى فى عمليات تصفية التيارات الإسلامية ومنها جماعة الإخوان المسلمين فى مصر لأن تجربة الريان والشركات الأخرى كانت تجارب إسلامية وجدت أصداء واسعة فى الشارع العربى من حيث النجاح والمصداقية.

إن الشىء المؤسف أن مسلسل الريان كان من الممكن أن يتناول جانبا تاريخيا فى الحياة السياسية والاقتصادية فى مصر وهى الفترة التى شهدت نمو التيارات الإسلامية التى فاجأت الجميع بعد ثورة 25 يناير.. كما أنها تجربة اقتصادية كانت جديرة بأن تناقش بكل جوانبها من حيث الفشل والنجاح والإيجابيات والسلبيات.

فى مسلسل الريان كنا أمام وثيقة تاريخية مهمة لم تكتمل عناصرها ولهذا تحولت التجربة إلى صراع نسائى ممتع فى المشاهدة خاصة أمام فريق من الفنانين الكبار الذين أجادوا واخلصوا ولكن للأسف الشديد افتقد المسلسل أهم عناصر العمل الفنى وهو الحقيقة ولو أن هذا المسلسل ذكر شيئا ضئيلا من حقيقة المناخ والظروف التى ظهرت فيها شركات توظيف الأموال لكان له شأن آخر كدراما تاريخية.

وإذا كان الريان أمام ظروفه المالية الصعبة وسنوات السجن والمعاناة قد وافق على إنتاج هذا المسلسل بأقل من نصف مليون جنيه تقاضاها من المنتج فإنه يستطيع الآن أن يكشف أوراقه ويعلن رحلته مع نظام فاسد فتح له كل الأبواب ثم ألقى به فى السجن.

لقد كانت تجربة شركات توظيف الأموال هى الخطوة الأولى نحو الزواج الباطل بين السلطة ورأس المال فقد بدأ هذا الزواج على استحياء فى كشوف البركة ولكنه تحول إلى وثيقة تاريخية لعلاقة مشبوهة بين نظام فاسد ورأس مال مستغل وكانت النهاية كل الكوارث التى لحقت بنا.


-------------------

غارقون فى وطن غارق هذا ليس إدانة للثورة ولا لما بات يظهر كأنه نتائج تمخضت عنها، فالواقع أننا نعيش فى وطن غارق منذ 30 عاما، وما نراه اليوم ليس إلا حصاد زرع شيطانى، وجنوح المفترض أن يبقى فى إطار «آلام الشفاء» وليس مقدمات الانتكاس.

الفارق شاسع قطعا بين أن تتألم للشفاء وبين أن تستسلم لانتكاس مرضى يحصن الفيروسات الكريهة فى جسدك ويبقيها تسرق من حيويتك وحقك فى الحياة، لكن ما جرى بالأمس كان خطيرا على كافة المستويات، ليس فقط لأن «انفلاتا ثوريا» حدث وجنح بمليونية كادت تضع حجر أساس لـ«تصحيح المسار» فإذا بها تدخل بالثورة فى نفق مظلم، الخروج منه إلى النور لتلمس الطريق من جديد سيحتاج قطعا إلى وقت وجهد.

لابد أن تلاحظ أن هناك حالة تسخين واضحة للشارع تجرى «بقصد أو بدون» طوال الأيام العشرة الماضية، بدأت برد الفعل الهش والمرتبك رسميا على قتل الجنود المصريين على الحدود، وفى الوقت نفسه بناء جدار عازل مستفز ليحمى السفارة الإسرائيلية من التظاهرات، فى غضون ذلك وقبله وبعده، كان المصريون يحرمون من مشاهدة محاكمة المتهمين بقتل الثوار، لأسباب متعددة بعضها وجيه، لكنه مثل حرمان من مشهد كان يحتوى كثيرا من الغضب الذى يجيش فى الصدور، ناهيك عن تسريب قانون للدوائر الانتخابية بليل، مما أشعل غضب القوى السياسية قبل الشارع، لتصل إلى نقطة المواجهة بين الشرطة وجماهير كرة القدم المتحمسة، لتحدث معركة فى الاستاد غير مبررة على الإطلاق، ويأتى توقيتها قبل يومين فقط من مليونية معدة سلفا، ليضيف لقواها قوة جديدة عادت إلى الشارع وفى هذه المرة تعود ولديها «ثأر شخصى» مع الشرطة، ليصل التسخين ذروته ليلة أمس، فيما بدا أنه إفساح للمجال أمام المتظاهرين للتصعيد واقتحام بناية السفارة والصعود حتى الطابق الـ18 دون محاولة من أحد لوقفهم.

شخصيا كنت هناك قرب السفارة بعد عصر أمس، وعند السادسة وضعت ملحوظة على حسابى بموقع «تويتر» أن هناك مواجهة مرتقبة وأن المعركة الحقيقية التى ستخرج اليوم عن «سلميته» ربما تكون أمام السفارة، كانت الشواهد عندى كثيرة، فالثوار غاضبون، ومتحفزون، وشعاراتهم و«شتائمهم» قد تستفز القوات الأمنية «الشرطة والجيش» كما أن نجاحهم فى هدم الجدار دون اعتراض يمكن أن يلهب حماسهم لما هو أكثر.

بنيت كل ذلك على فرض منطقى بأن القوات الأمنية لابد أن تتدخل، لأن هذا واجبها فى حماية المكان بغض النظر عن مشاعرى تجاهه، لكن ما توقعته حدث بالعكس، فقد ظلت الشرطة منسحبة حتى اقترب الغضب من مقر مديرية الأمن، وهنا بدأت المواجهة.

لم تبذل الدولة ما يمليه عليها واجبها فى حماية السفارة، وأغرت الغاضبين الثائرين الذين زاد غضبهم التخاذل الرسمى عن رد الإهانة الإسرائيلية بالمضى قدما، ربما كان كل ذلك مقصودا ليس لدى دليل واحد على ذلك، لكن وفق المعطيات العامة هناك انفلات فى الشارع، قابله تواطؤ وتخاذل رسمى، كان يرغب فى إنتاج هذه الصورة بكل تأكيد، لتكون نتيجة لتسخين متدرج طوال الأيام الماضية بلغ ذروته ليلة أمس.

سيستمر هذا الوطن فى الغرق طالما يغيب عنه العقل السياسى الراجح، وهو غياب ليس فقط وسط قوى الثورة فى الشارع، لكنه بين النخب والأحزاب وداخل مؤسسة الحكم الانتقالية كلها، فكما لدينا فى الشارع شباب منفلت فى غضب هادر بلا عقل، لدينا شيوخ فى مقاعد الحكم منفلتون فى هدوء قاتل بلا عقل أيضا، وكلاهما يفتقر أية رؤية ناضجة، ويتركان مصير وطن رهن المقامرات الصغيرة..فإذا كان للشباب بعض العذر.. فما عذر الشيوخ؟!

Post: #41
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-13-2011, 06:31 AM
Parent: #40

شقيقة السادات تحكي عن محاولات القذافي اغتياله.. ومطالبة بإجراءات ضد تراس النادي الأهلي
حسنين كروم
2011-09-12




القاهرة ـ 'القدس العربي' أبرز الأخبار والموضوعات في صحف مصر امس كانت عن مداهمة مقر قناة الجزيرة مباشر مصر، وغلقه لممارسته عمله دون الحصول على ترخيص بالعمل، وقد أثار القرار ردود أفعال سريعة، كان أبرزها في 'الأخبار'، ففي بروازها اليومي - مفروسة أوي - استنكرت زميلتنا أماني ضرغام عملية الإغلاق قائلة: 'ما حدث امس من مهاجمة قناة الجزيرة مباشر مصر، وتهديدها بإغلاق المكتب بدعوى شكاوى من الجيران بالإزعاج يعيدنا سنوات للخلف، ويشعرنا ان مصر ترجع للوراء خطوات، وليس خطوة واحدة، فإغلاق أي منبر للرأي مرفوض من الجميع، وإذا كانت قناة الجزيرة مباشر مصر قد سدت فراغ غياب القنوات المصرية الإخبارية فهل هذا ذنب يستحقون العقاب عليه؟ أم علينا ان نشجعهم لتقديم الصورة الصحيحة لمصر، خاصة ان القناة تخلو من المغرضين وتقدم اخبارا مهنية على مستوى عال'.
كما نشرت الصحف إضافة المجلس العسكري بعض المواد لقانون الطوارىء بحيث يشمل الاتجار في المخدرات وجلبها وأعمال البلطجة والإرهاب وحيازة الأسلحة، ولا اعرف ما الداعي لهذه الإضافة لأن النظام السابق كان يتباهى من سنوات بأنه لا يطبق الطوارىء إلا على الإرهاب وتجارة المخدرات، ثم اضاف اليها اعمال البلطجة، وتم إلقاء القبض على عدد آخر من المشاركين في مهاجمة السفارة الإسرائيلية، وارتفع العدد الى مائة وثلاثين.
وكانت نتيجة ذلك كله أن كاريكاتير زميلنا بـ'الأخبار' الرسام الموهوب مصطفى حسين، كان عنوانه:
- التعدي على وزارة الداخلية وأمن الجيزة والسفارة الإسرائيلية، وأب يقول لابنه من التراس الأهلي:
- بقالنا سنين نطالب بإلغاء قانون الطوارىء تيجي أنت ياصايع بعملتك السودة دي تحييه وترجعه يا جربوع.
كما أشارت الصحف لإنهاء إخواننا النوبيين حصارهم لمبنى محافظة أسوان بعد ان اجتمع عصام شرف مع عدد من ممثليهم، والموافقة على مطلبهم بتوطينهم على ضفاف بحيرة ناصر، ولا نعرف ما هــــي التفاصــــيل، لأن كل خبراء الري والبيئة حذروا من إقامة أية أنشطة أو منشآت على ضفاف البحيرة وتم احباط محاولات عدد من رجال أعمال نظام مبارك لإقامة منشآت سياحية لمنع تلوث مياه البحيرة. وإلى بعض مما عندنا:

التخبط في التعامل مع الاعلام الخارجي

وأراد صديقنا الإعلامي الكبير السيد الغضبان تدعيم كلامها، بالقول في نفس العدد، في صفحة - راديو وتليفزيون ـ عن خطورة هذا القرار وآثاره السيئة: 'أولا: حرمان مصر من استثمارات جديدة في الإعلام وهي استثمارات بالمليارات، سواء بهروب القنوات الجديدة، أو هجرة قنوات قائمة.
ثانيا: حرمان القاهرة من كونها أصبحت الآن أهم مركز للبث الفضائي، بما يمثله هذا من قيمة أدبية تعلو على القيمة المادية رغم ضخامتها ومنح عواصم أخرى فرصة ذهبية لانتزاع هذه المكانة من القاهرة.
ثالثا: حرمان آلاف الكوادر المهنية والفنية المصرية من فرص عمل ممتازة تكاثرت مع تكاثر الفضائيات بالقاهرة.
رابعا: إعطاء الفرصة للمؤسسات العالمية المعنية بحرية التعبير لتعيد تقييم حرية التعبير في مصر وتصنيف مصر باعتبارها من الدول التي تفرض قيودا على حرية التعبير.
وكان يمكن لمن اصدروا القرار ان يستمعوا إلى آراء خبراء الإعلام المرئي ومسموع، وهم كثر، للتوصل الى حل للمشكلة، لا يلحق الخسائر المادية والأدبية الفادحة بمصر، وفي نفس الوقت يحقق قدرا كبيرا من ضبط الأداء الإعلامي ومنع التجاوزات الصارخة'.
وفي حقيقة الأمر، فهذا الإجراء في رأيي لا لزوم له بالمرة، لأنه ما دام سبب الإغلاق عدم حصول القناة على الموافقة الرسمية على الطلب الذي تقدمت به، فكان من الممكن سرعة إصداره لها، أو مطالبتها بالتقدم بطلب جديد إذا كان قد سقط، أما الإغلاق وبهذه الطريقة فعمل غير مفهوم، خاصة انه ترافق مع تصريح لوزير العدل المستشار عبد العزيز الجندي اتهم دولة خليجية صغيرة دون إشارة لاسمها بإحداث بلبلة في مصر، بقوله نقلا عن زميلنا بـ'الأهرام' عماد الفقي: 'كشف المستشار محمد عبد العزيز الجندي عن أن دولة خليجية صغيرة قد منحت يوم 21 فبراير الماضي جمعية مشهرة مائة وواحدا وثمانين مليون جنيه بهدف إحداث بلبلة في المجتمع المصري، علماً بأن هذه الجمعية غير مشروع تلقيها أي أموال أو هبات أو تبرعات، وأن هناك مبالغ أخرى دفعت بالجنيه المصري وبالدولار لجمعيات وشركات مدنية ومؤسسات غير مشهرة وفروع لمؤسسات أجنبية نشطت في مصر مؤخرا دون ترخيص من وزارة الخارجية، وسيتم الكشف عن كل ذلك في حينه'.
وفي الحقيقة، فهذا الكلام سبق ترديده ونشره، مع أسماء الجمعيات المشهرة وغير المشهرة، مثل الجمعية التابعة للحزب الجمهوري والأخرى التابعة للحزب الديمقراطي وهي مشكلة عمرها في مصر اكثر من ثلاث سنوات، والأموال التي صرفت لها من المعونة الأمريكية، والأهم من هذا وذاك، هو، هل الهجوم على قطر هو لإحداث توازن مع الحملة ضد السعودية؟ الله أعلم'.

ظاهرة محترفي تسويق الأحاديث التليفزيونية

وعلى كل حال، فقد نال هذا القرار تأييد زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' ايضا ورئيس تحريرها الاسبق جلال دويدار وقوله في عموده - خواطر - 'أتمنى أن تختفي من حياتنا الإعلامية ظاهرة محترفي تسويق الأحاديث التليفزيونية من كل شيء ونوع، وان ما قامت به الصحافة - وبالأخص وللأسف الصحافة القومية ـ من إثارة ومبالغة وقفز على الحقائق لا يقل في حجم الخطايا عما كانت تقوم به قبل الثورة من تغطية على الأخطاء والدفاع عن المفاسد والجنوح الى النفاق، ولا يمكن القول بأن الصحافة المستقلة او الحزبية بريئة من هذا السلوك'.

لماذا تعامل الإعلام مع التراس
الأهلاوي هذه المرة على أنهم أبطال؟

والى ردود الأفعال المختلفة على ما حدث يوم الجمعة سواء في مهاجمة وزارة الداخلية ونزع شارتها، وكذلك الهجوم على مقر إدارة الأدلة الجنائية، ثم الاشتباكات أمام السفارة الإسرائيلية وهدم الجدار الذي أقامته الحكومة حول العمارة، والهجوم الذي تم على مديرية أمن الجيزة المواجهة للموقع وحرق سيارات الشرطة، والاشتباكات التي حدثت ومهاجمة السفارة وإلقاء أوراقها في الشارع، والبيان الذي صدر عن المجلس العسكري ومجموعة إدارة الأزمات بالحكومة وإحالة المهاجمين لمحكمة أمن الدولة طوارىء، وما سبق ذلك كله من اشتباكات بين الشرطة والتراس النادي الأهلي - وقال عنه في 'أخبار اليوم' يوم السبت زميلنا خالد جبر: 'لماذا تعامل الإعلام مع ألتراس الاهلاوي هذه المرة على أنهم أبطال؟ هل لأنهم ضربوا رجال الشرطة بالطوب والكراسي ورشوا عليهم فضلاتهم؟ هل لأنهم شتموا وسبوا الرئيس السابق وطالبوا بإعدامه؟ وهل لأنهم في صباح اليوم التالي خرجوا إلى التجمع الخامس ليفضوا تجمع المؤيدين لمبارك؟!
هذا ما حدث، اعتبرهم الإعلام أبطالا، واعتبرهم امتدادا للثورة، ولم يصنفهم على أساس انهم مشاغبون خارجون على النظام العام، فيما يخلق رأياً عاماً بالعفو عنهم والسماح لهم وغيرهم فيما بعد بمعاودة الكرة. وقفنا من قبل ضد الشرطة وممارساتها، يجب ألا نفرق بين جيش وشرطة، ورجال يرتدون الملابس الكاكي أو السوداء، لأنهم جميعا أخوتنا وأبناؤنا، وكلاهما يحمي مصر وشعبها وحمايتهم لنا تقتضي أن نحميهم أيضا'.

بين اولئك الثوريين والفوضويين

وفي اليوم التالي - الأحد - ترك رئيس تحرير 'الأخبار' وعضو مجلس نقابة الصحافيين زميلنا وصديقنا ياسر رزق، حكاية الالتراس، وقال غاضبا من نوعية معينة من المثقفين:
'في 9 سبتمبر عام 1952 تحولت حركة يوليو إلى ثورة، عندما أعلنت عن الإصلاح الزراعي.
وفي 9 سبتمبر عام 2011، أصبحت ثورة يناير مهددة بالتحول الى فوضى، تحت شعار تصحيح المسار!
لست أظن أن الذين خرجوا يوم 25 يناير إلى ميدان التحرير هم الذين ارتكبوا أحداث ليل 9 سبتمبر.
فلا أتصور أن الثوار الذين أسقطوا الاستبداد يوم 11 فبراير الماضي لهم أدنى علاقة بأولئك الفوضويين الذين يدفعون بالناس دفعاً نحو الحنين إلى أيام الاستبداد!
لست مع أسلوب الاستسهال في إلقاء التهم الذي انتهجته وزارة الداخلية حين أكدت في بيانها وجود أياد خارجية وراء هذه الأحداث المؤسفة التي جرت طوال الليل وحتى ساعات نهار أمس، فهذا هو نفس الاسلوب العتيق الذي كانت تعتنقه داخلية العادلي، عندما كانت تنسب كل اعتصام وإضراب واحتجاج إلى أصحاب الأجندات الخارجية!
ولست أيضا مع بيان حركة 6 أبريل التي ألقت بالمسؤولية عن هذه الأحداث على من وصفتهم بأنصار مبارك، فلو كان أنصار الرئيس السابق رغم إقصائه عن الحكم، بكل هذا الحجم والتأثير في الشارع، فكيف إذن نجحت الثورة؟!
السبب الرئيسي في ما جرى هو نخبة سياسية غير مسؤولة أحجمت عن أن تعارض نزعات منفلتة أو غوغائية تضر حقا بالثورة وتنتكس بمسارها، خشية أن تتهم بأنها ليست ثورية، بل انساقت تؤيد، تصرفات تبدو براقة بينما هي في جوهرها شديدة الاضرار بالمصالح الحيوية للبلاد واندفعت معها بكل أسف جهات حكومية مسؤولة، تكافىء هذه التصرفات، تارة بالمقابلات وتارة بإهداء الشقق وشهادات التقدير!'.
وياسر يقصد زميلنا وصديقنا ومحافظ محافظة الشرقية الدكتور عزي علي عزازي، ولم يشأ ذكر اسمه، وهو ما قامت به زميلته أماني ضرغام في نفس العدد بقولها عنه: 'صدمتني المناظر التي رأيتها على شاشات التليفزيون للشباب وهم يتسلقون جدران عمارة السفارة إياها، الصدمة ليست من رضائي عن التطبيع أو موافقتي عليه لا قدر الله، ولكن الصدمة من سؤال ظل يتردد داخلي وأنا أشاهد: هل ستحقق النيابة فيمن وراء هذه الأحداث التي تشبه موقعة الجمل الشهيرة؟ أم سنكتفي بأن نكرر أن ما حدث كان 'أعمالا صبيانية' كما أطلق عليها موقع كلنا خالد سعيد! أم سنحاسب محافظ الشرقية الذي أعطى أحمد شحات شقة وفرصة عمل ونسي في غمرة تهوره أن نصف شباب مصر بلا عمل ولا شقة!'.

وهل تستطيع حكومة
ضبط النفس ان تواجه ذلك كله؟

أما زميلها وصديقنا جلال عارف فقد ابتعد عن هذا، ووجه هجومه ضد هكذا حكومة بقوله عنها: 'وهل تستطيع حكومة ضبط النفس ان تواجه ذلك كله، أم أن حكومة ضبط الأمن قد أصبحت ضرورة لفرض الاستقرار وعزل الفلول وضرب القوى المضادة وحماية الثورة من أعداء الخارج، والداخل؟'.
طبعا، ولهذا كله وغيره مما خفي وكشفه له زميله وصديقنا بـ'الأهرام' نصر القفاص في نفس اليوم عن حقيقة عصام شرف، وهو: 'حكومة عاجزة مع سبق الإصرار والترصد برئاسة عصام شرف عضو المجلس الأعلى للسياسات، يحميه وزراء استدعاهم من مخزن النظام السابق، إلى جانب رؤساء جامعات ورؤساء تحرير صحف، مع وزير إعلام ونفر كثير من الذين يمثلون النظام الساقط.
جاء عصام شرف كعنوان للمؤامرة على الثورة، والتفاصيل رأيناها في كل الأحداث التي تتعاقب منذ توليه المسؤولية، سبق أن قلت أقيلوا وزير الداخلية خلال ساعات، واليوم أقول أقيلوا حكومة عصام شرف خلال ساعات'.

'اليوم السابع': أسباب
ضرورة إقالة حكومة عصام

والغريب أنه في نفس اليوم - الأحد - كان لاحد قادة شباب الثورة وهو مصطفى النجار رأي حيث كتب في 'اليوم السابع' محددا أسباب ضرورة إقالة حكومة عصام، وهي: 'تستطيع أن تشير لحكومة 'الصمت' حكومة الثورة سابقا، قال إن يدي مغلولة ولكنه لم يستقل إن كانت يده مغلولة بالفعل.
تحدث عن تطهير مؤسسات الدولة، تحدث عن قانون الغدر وتطبيق العزل السياسي على فلول الوطني التي أفسدت الحياة السياسية في مصر، تحدث عن قانون السلطة القضائية الذي يضمن استقلال القضاء ونزاهته، تحدث عن أشياء كثيرة لم يتحقق منها شيء حتى الآن، وكلما اشتكى الناس وتساءلوا أين الوعود؟ كلما زاد الصمت والاختفاء.
وحين تشتعل الحرائق وتشب نار الغضب يخرجون من غياهب الصمت ليدينوا ما حدث ويطالبوا بضبط النفس.
إن الأحداث التي أعقبت تظاهرة الجمعة الماضي سواء عند السفارة الإسرائيلية أو وزارة الداخلية هي تجاوزات مرفوضة من غالبية المصريين، ولا تمت للثورة بصلة، ولا يمكن تحميل الثوار مسؤولية هذه الأحداث لأنهم لم يكونوا طرفا فيها ولم يدعوا إليها، حين اشتعلت الأحداث غابت الحكومة كعادتها وحتى فجر يوم السبت لم نسمع لها صوتا وكأنها غير مسؤولة عن هذا الشعب وهذا البلد الذي تدير شؤونه وخرج الإعلام الرسمي ليسفر عن وجهه الحقيقي بتشويه الثورة وتحميلها كل ما يحدث، واستعداء الشعب على الثورة، بشكل يشبه الفترة التي سبقت إسقاط مبارك. لم تعد هذه الحكومة حكومة الثورة ولا علاقة لها بالثورة من الأساس، إنها نموذج للعجز التام، ونموذج من إعادة عقارب الساعة للوراء'.

دعوة للتعقل والتروي

وأخيراًَ إلى زميلنا يوسف سيدهم رئيس تحرير 'وطني' الذي ترك كل هذا الجدال وتساءل حول موقف المصريين إذا قام الإسرائيليون بمهاجمة السفارة المصرية في تل أبيب وانزلوا العلم المصري، وأجاب: 'أتصور، انه من المحتم عندئذ انفجار بركان غضب واحتجاج على جميع المستويات للتنديد بذلك الفعل واستنكاره مع الإسراف في الحديث عن السيادة المصرية التي انتهكت، والأرض المصرية التي تم الاعتداء عليها والكرامة المصرية التي استبيحت، بنزع العلم المصري، وسيكون معنا كل الحق في رفض ذلك، والتعريض به محليا وعالميا، إذاً يجب على الإعلام التصدي لدوره التنويري بالشجاعة والمصارحة الواجبتين ويجب على المسؤولين التروي وإعمال العقل قبل الانزلاق في سلوكيات خاطئة، وأخيرا، يجب على المصريين جميعا، عدم الانسياق وراء بطولات زائفة، لأن مصر تنتظر منا أعمالا بطولية أخرى لانزال اعلام التخلف والفساد عنها'.

بونابرت والازهر وتحطم تماثيل الطغاة

وإلى المعارك والردود، وتكدس لدي عدد وافر منها، يصعب الاستغناء عنها نظرا لأهميتها، وتعددها، فلا أتصور أبدا الاستغناء عن قول كاتب 'صوت الأمة' الساخر محمد الرفاعي يوم الأحد قبل الماضي: 'عندما دخل عساكر بونابرت الأزهر فوق ظهور الخيل هاجت الدنيا كلها وخلع المشايخ العمة، وأخذوا يرددون بعد صلاة العشاء' شد العمة يا شيخ شد، ربنا يسخط بونابرت قرد'، لحد ما ربنا طلعه على جتته البعيد، وبقى قاعد زي القرد في سانت هيلانه لحد ما غار في داهية، وما زالت تلك الدخلة الملعونة تطارده حتى هذه الساعة وعندما دخل عساكر الرئيس القفا المساجد وقتلوا المصلين لم يخلع أحد من المشايخ عمته ويدعو عليه على اعتبار أن العساكر ما دخلوش على ظهور الخيل وأن المصلين كانوا بيقروا على سيادته عدية ياسين مع أنه راجل مبروك واللي بيجي عليه ما يكسبش أبدا، خاصة بعد أن أعلن الجيش السوري المبروك أيضا، مع أن إسرائيل ظلت ترزع فيه وهو لابد في الخنادق. ان الرئيس القفا إله صغير فقد أصروا على أن يعلن المعتقلون تحت وطأة التعذيب والضرب بالجزم، أنه لا إله إلا بشار وقد قاموا بتصوير تلك الاعترافات حتى تنتشر الدعوة للإله الجديد الصغير بشار في ربوع العالم العربي الكافر.
ولأنه حصل على الاعتراف بالألوهية فقد أصبح من حقه أن يقتل من يشاء ويذل من يشاء من أجل الدعوة للدين الجديد، وأن يهدي المتظاهرين العملاء اللي قابضين من مقديشيو خصوصا بعد أن قاموا بتحطيم تمثال الإله الأب حافظ الأسد، بالطريقة التي يراها مناسبة عشان الست أم محمد الشهيرة برغدة تنبسط وتفتخر بأن تشجيعها للرئيس القفا جاب نتيجة وهاتأخد صك الغفران وتدخل الجنة من أوسع أبوابها وجايز تبقى في جنة واحدة مع الإله الجديد بشار، وتتملى بنوره بينما الشعب السوري الكافر لا هيطول جنة ولا نار وهايتبهدلوا بهدلة فريد شوقي في طريد الفردوس، ويبقوا يورونا بقى يعملوا إيه الفالحين، وإذا كان حزب الله يقاتل مع الجيش السوري فهذه مجرد مناورات مشتركة تمهيدا لشن الحرب على إسرائيل، وما يجراش حاجة يعني لما حزب الله يتمرن في السوريين من أجل قضية مقدسة وهي تحرير القدس وسورية ولبنان وما يستجد حسب ظروف الشيخ حسن، وخلي بقى العرب يقعدوا يغنوا، ياعنيه يا قلبي جرا إيه، الدنيا اسودت كده ليه'.

السادات سمى
القذافي بالولد المجنون

ومن الأسد الى السادات والقذافي، كما قالت عنهما زميلتنا بمجلة 'المصور' سكينة السادات شقيقة الرئيس الراحل أنور السادات: 'أترحم على شقيقي الرئيس السادات الذي سمى القذافي بالولد المجنون وقد أثبتت الأيام صدق مقولته وخلعه شعبه اللهم لا شماتة، فقد حاول القذافي اغتيال السادات عدة مرات وكان يأمل في أن يحكم مصر وقد حدث قبل حرب أكتوبر أن أرسل الى السادات دبابات ومعدات للاشتراك في الحرب لكنه بادر بسحبها والامتناع عن اي مساعدة قبل الحرب بأيام وخاض السادات الحرب وانتصر واسترد سيناء كلها والبترول وقناة السويس وقبل كل ذلك استرد كرامة مصر وكرامة العرب، لذا فأقول لشتامي وشتامات السادات الذين يرتزقون من شتم السادات بدون مبرر اقول لهم إن 'هيصة' شتم السادات قد انتهت وليس أمامنا سوى البلاغ للنائب العام ضد أصحاب الافتراءات ومن يسهل لهم نشر تلك الأكاذيب!
أما الذين يتذرعون بكامب ديفيد ومعاهدة السلام لكي يفتروا على السادات فأقول لهم وماذا فعلت سورية ولبنان وفلسطين أحسن منها؟ أراضيهم ما زالت محتلة ثم ان معاهدة السلام قابلة للتعديل وهذا في صميم نصوصها، أقول لكم إن السادات لو عاش لكان قد عدل وبدل واكتسب لبلده اكثر وأكثر لكن القلوب السوداء المليئة بالحقد والكراهية لا ينظرون الى وضعنا قبل الحرب والسلام وبعده ومقارنتنا بغيرنا، وحسبنا الله ونعم الوكيل'.

قصة التطبيع الزراعي مع اسرائيل

وبمناسبة كامب ديفيد والتطبيع - والعياذ بالله - فقد تعرض صديقنا ورجل الأعمال وصاحب صحيفة 'المصري اليوم' إلى هجوم عنيف يوم الخميس في 'الوفد' من زميلنا محمد شعبان جاء فيه: 'في 8 مايو من العام الماضي، سألته صحيفة 'الأهرام' ضمن حوار مطول: هل ستنتخب الرئيس مبارك؟ فأجاب بكل حسم وحماس' طبعا، حسني مبارك لا يختلف أحد على وطنيته، ممكن اختلف معه في مقاصده فهو يطور اشياء كثيرة في البلد'.
وقبل مرور عام واحد، وبعد سقوط مبارك أكد أن مبارك فقد صوابه في الأيام الأخيرة، محاولا اللحاق بقطار الثورة والنجاة من مرمى التحقيقات مع كثير من رجال الأعمال الذين تربحوا من النظام السابق.
دياب يمثل رأس المطبعين زراعيا مع إسرائيل، والتي تعتبره الآن رجلها الأول بعد إقصاء يوسف والي من السلطة، ويملك دياب شركة بيكو التي تستحوذ وحدها على كافة النشاط الزراعي مع إسرائيل حيث تستورد منها أدوات الري وبذور وتقاوي الموز والتفاح والبطيخ ويعمل بشركته عدد كبير من الخبراء الإسرائيليين، وبعد أن افتضح أمر الرجل راح يطلق تصريحات لغسل سمعته من التطبيع من نوعية أنه لم يذهب الى إسرائيل ولم يساهم في تصدير الغاز'.

مين ساب جمال وعلاء
وسوزان وحسين سالم يسرقوا؟

وبمناسبة مبارك، فقد تسبب في مشكلة بين زميلتنا بمجلة 'آخر ساعة' والتي لا تطيق حتى اسمه وهي أمل فؤاد، وأحد الحراس المساكين وهو ما ظهر من قولها: 'عيدك مبارك'.
لافتة فجة مثبتة في أماكن مختلفة بأحد المتاجر.
قلت لأحد الباعة: اسمه طول العمر عيد سعيد!
قال مبتسما بحذر: على فكرة أنا باحب الراجل ده.
قلت: إنت خريج إيه؟
قال: تجارة قسم محاسبة بس ملقيتش شغل غير موظف أمن هنا.
قلت: ومين اللي اتسبب إنك متشتغلش في تخصصك؟!
قال: لخبطة في البلد كلها
قلت: ومين اللي لخبط حال البلد؟!
صمت.
قلت: مين ساب جمال وعلاء وسوزان وحسين سالم يسرقوا ومين عين حبيب العادلي يعذب ويسرق ومين ساب زكريا عزمي وصفوت الشريف؟!
قال: بس هو مسرقش!!
قلت: بس كان سايبهم يسرقوله ويزيفوا له الانتخابات وكان سايب ابنه علينا وعايز يورثه والمثل بيقول:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم!
وتركته متسمرا مندهشا، يعالج سذاجته الفادحة أو يموت 'بعبله'!

شعبان عبد الرحيم عوم عمرو موسى

وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها من يوم السبت قبل الماضي مع زميلنا بـ'الأهرام' خالد الديب، واخترنا خمس معارك من بين تسع هي: '- لو زار عمرو موسى مصر حارة حارة، زنقة زنقة، فلن يدعو لنفسه كما روج له شعبان عبد الرحيم.
- التظاهرة السخيفة التي قام بها أعضاء من الوطني المنحل أمام جامعة القاهرة دعما لرئيسها حسام كامل، غير معترف بها لأنها لم تضم الجمال والبغال والحمير.
- الجزاء المناسب لأصحاب بدعة التوريث، بشار الأسد وجمال مبارك وسيف القذافي، هو وضعهم في زنزانة واحدة، ويكتب عليها عبارة: كانوا يستهبلوا.
- أخشى ما أخشاه أن تتمخض محاكمة عائلة القذافي عن مخالفات في اللوحات المعدنية لسيارات مدينة طرابلس.
- حكي لنا مسؤول سابق ان القذافي قال لهم امام وفد مصري زار طرابلس، الجراد يأكل كل ما هو أخضر، ولكنه يمر على الكتاب الأخضر ولا يأكله، لأنه يعرف قيمته'.

أقوال وحكم في مبارك وتصرفاته

ونترك 'الأهرام' إلى غيره بحثا عن معارك سريعة فوجدناها في مجلة 'أكتوبر' في عددها قبل الماضي مع زميلنا محمود عبد الشكور واخترنا أربعا من بين اثنتي عشرة هي:
'- ماذا يمكن أن يشاهد الناس من دراما بعد توقف مسلسل فرعون في القفص بعد الحلقة الثانية.
- لم يكن مهتماً بتوطين المصريين في سيناء، لأنه كان مشغولا بتوطين الأسرة في شرم الشيخ.
- لا يوجد ما هو أسوأ من ممارسة الاستبداد باسم الاستقرار، إلا ممارسة الفاشية باسم الدين.
- الديكتاتور يحكم شعبه بالعصا والجزرة، وبصمت المثقفين'.
وفي حقيقة الأمر، فلم أفهم من يقصد في الفقرتين الأولى والثانية، رغم اني فهمت ما قاله يوم الأحد قبل الماضي زميلنا بـ'الأخبار' خفيف الظل هشام مبارك: 'فنان الكاريكاتير الأقصري محمود ثابت قام بتأليف موال يقول فيه: 'يا فلول الوطني يا فلولوا، بالسم الهاري إدعولوا، وأهو غار من وشنا وغنولوا'.
على فكرة يابو حنفي لا تصدق ان الفلول تستسلم بسهولة، ففي مؤتمر لأحد مرشحي الرئاسة بالصعيد لوحظ وجود عدد من النسوة يرتدين الملاية اللف فقام بعض الشباب بترديد موال 'يا أم ملاية لف اسم الله تقتل مية وألف حد الله'، فإذا بالنسوة يهرولن لتقع الملاية ويتضح انهم رجال الحزب الوطني في نيولوك المرحلة الجديدة!'.

لا بد من الكف عن الاعتصامات والإضرابات

أما زميلته إيمان راشد فكانت معركتها ضد الأطفال بقولها عنهم: 'عندما يبكي طفلك ثم يزداد نحيبه ويتحول البكاء إلى صراخ ولا تدري ماذا يريد فلا بد أن تصفعه على وجهه حتى يكف عن البكاء ويصمت وتستمع له وتعي ما يريد وتحققه، كذلك نحن الآن، فبعد الثورة بدأت مطالب الشعب وكانت كلها منطقية وتم تحقيق العديد منها وأولها محاكمة الرئيس السابق وأسرته وحاشيته وتطهير الأجهزة الحكومية وعدة تغييرات للوزراء والمحافظين. إذن فلنلتقط الأنفاس ولنعتصم بحبل الله جميعا لبناء دولة جديدة، فكيف نبدأ البناء؟
ومن وجهة نظري المتواضعة لا بد من الكف عن الاعتصامات والإضرابات'.
وترك زميلها خفيف الظل عبد القادر محمد علي الأطفال وواصل اهتمامه بالقذافي قائلا عنه: 'أهنىء هواة السخسخة من الضحك بعودة مجنون ليبيا الى الظهور، فبعد أن ذبح عشرات الآلاف من شباب بلده وجه رسالة صوتية لتهنئتهم بالعيد! كما أتحفنا بقفشاته المناخوليا، فقد حيا الشعب الليبي، من داخل بلاعة المجاري التي يختبىء فيها كالفار، وطالبه بمواصلة مقاومة الثوار، وبررت آخر عروضه الفكاهية بأن الاستعمار يحاول منع صوته عن شعبه الحبيب! مبروك للشعوب العربية عودة الأراجوز والفرفشة.
واقترح على ثوار ليبيا عدم إيذائه بعد اصطياده من البلاعة، ضعوه مع التوك توك بتاعه داخل قفص في أكبر ميادين طرابلس لتصبح ليبيا أهم مركز جذب سياحي في العالم'.

لطيفة التونسية سعيدة
بأنها ستصوت للمرة الاولى

أما آخر معركة سريعة فستكون للفنانة التونسية لطيفة التي قالت في حديث لها بمجلة 'الكواكب'، أجراه معها زميلنا محمود أحمد، عن تسجيلها اسمها في كشوف الناخبين:
'- سعيدة جدا لأني ولأول مرة في حياتي أقيد وأسجل اسمي بجداول الناخبين، وأقولها بأعلى صوت لأول مرة أساهم وأشارك بصوتي في الانتخابات وذلك بعدما كان النظام السابق يقوم بزج اسمي مع فنانين آخرين في لائحة تسمى بلائحة المناشدات التي كان يتباهى الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بأننا نوافق على استمراره بالرئاسة رغم انني عمري ما شاركت بها ولا أعطيته صوتي.
كانوا يحاولون أن يوهموا الجميع بأن جميع سفراء تونس الكبار كالفنانين يقفون معهم ويساندونهم، ويكفي ان الصحافة كشفت انه كان يقوم بوضع أعداد كبيرة من أصوات المتوفين داخل صناديق الاقتراع في الانتخابات من أجل الاستمرار في حكم تونس'.

ثروة نظيف أربعة مليارات جنيه

ومن 'أهرام' السبت اخترنا خمس معارك من بين تسع لزميلنا خالد الديب، وهي:
' ـ ثروة نظيف أربعة مليارات جنيه، كما نشرت الصحف، والرجل ترأس الوزارة حوالى ست سنوات، إذن راتبه اليومي وليس الشهري، مليونا جنيه، عظيمة يا مصر.
ـ إسرائيل دمرت محمية وادي قانا بالأراضي المحتلة، وأنابت وكيلها حسين سالم ليضع يده على المحميات الطبيعية بمصر، أفكار من صنع الشيطان.
ـ في حضرة أغلب الملوك والرؤساء العرب ممنوع على القارىء أن يتلو الآية الكريمة 'ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها' ولو استمر النظام السابق، لمنع تلاوة سورتي، الحديد والمنافقون.
ـ أخفى نظام القذافي خمسة أشقاء عن أبيهم المكلوم عبد السلام أبو جمعة، إذن لا نقل معمر القذافي ولكن قل معمر بن يوسف الثقفي.
لو عاش القذافي متخفيا سيفتح محل كشري، ويكتب على اللافتة، بدون أرز وشعرية ومكرونة وعدس وحمص، وصلصة وتقلية، الكشري عندنا يجنن يا جرذان.


وأخيرا، إلى 'جمهورية' الأحد وزميلنا وصديقنا محمد العزبي، ومعركته في عموده اليومي - من غير ليه - وهي: 'بدون مناسبة ولظهور الأمير 'الحسن بن طلال' في فضائيات القاهرة بصفته مفكرا راعيا لنوادي الدراسات العربية والاستراتيجية بعد أن خفت نجمه منذ أن خرج في يوم وليلة من سباق عرش المملكة الأردنية وكان ولياً للعهد سنوات حتى قرر الملك حسين أن ينقل العرش إلى ابنه بدلا من أخيه. يقول القارىء الشيخ الطبيب الدكتور أحمد نعينع انه كان يستعد لقراءة آيات من كتاب الله في مناسبة يحضرها ملوك ورؤساء عندما جاءه الأمير الحسن وهمس في أذنه: 'لا تقرأ آية ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوا وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وكذلك يفعلون' صدق الله العظيم'.



--------------------------------------------------------------------------------

دردشة
الثورة والفوضي والشعب المغلوب علي أمره
بقلم :إبراهيم أبوكيلة
[email protected]

استطيع ان أؤكد ان غالبية الشعب المصري لا ترضي بما يحدث الآن من فوضي وانفلات أمني وتخريب متعمد وبلطجة وعدم استقرار ولكن هذه الأغلبية ماذا فعلت؟ انها لا تمتلك الا الصمت والحسرة وانتظار الفرج من عند الله.. لم أجد احدا قريبا مني أو بعيدا عني الا وهو ناقم ومتشائم وخائف علي مستقبل البلد.. أياد داخلية موتورة.. كانت مستفيدة من النظام السابق جمعت الكثير ولا مانع لديها من ان تنفق القليل من هذا الكثير لتنتقم من هذا الشعب الذي صبر طويلا وجاع كثيرا واصابته كل امراض الدنيا واياد خارجية ترسم وتخطط منذ زمن بعيد لتبذز الفرقة بيننا وتشعل نار الفتنة فينا وتؤجج لهيب الطائفية والعرقية وحتي المذهبية في نفوسنا.. لنختلف ونتفرق ونتنازع ونتصارع ونقتتل فيما بيننا حتي ينضب معيننا وتخور قوانا وتنهك قوتنا وتضيع هيبتنا وتتمزق دولتنا.. ساعتها سنقدم لهم بلدنا لقمة سائغة لهم دون ان نكلفهم عناء قتالنا.. الغريب ان مخططاتهم تسير كما وضعها اسلافهم تماما.. هم سعداء بما يحدث عندنا من فوضي وخراب ونحن نسميه ربيع الشعوب العربية واخشي ما اخشاه ان يكون ما يحدث في منطقتنا هو خريف شعوبنا أو شتائها.


لا أحد يفكر في مصلحة البلد.. الجميع يفكر في مصلحته فقط.. الكل ينظر للثورة من منظوره الضيق وماذا سيجني من ورائها.. أنا ومن بعدي الطوفان إذا خرب بيت ابوك خذ لك منه قالب وإذا انهدم المعبد فعلي وعلي اعدائي.. بلدنا تضيع ومؤسساتها تنهار.. الحياة متوقفة وعجلة الإنتاج متعطلة.. الكل يأخذ ولا يعطي.. الكل يتكلم ولا يسمع.. الكل له حقوق وليس عليه واجبات.. الكل مظلوم وليس ظالما.. الكل مجني عليه وليس جانيا.. يا اخواني هذا ليس وقت جني المكاسب فقط.. لابد ان يوازي ذلك البناء والأمن والاستقرار لتعود عجلة الانتاج ونستطيع ان نبني مصر التي نريدها.. لابد ان نعلم ان اعداءنا يدبرون لنا أمرا ولابد ان نحبط خططهم ونرد كيدهم في نحورهم ونفوت عليهم فرصة ان ينالوا منا.


هل يعقل ان العمال يمتنعون عن العمل والمدرسون يهددون بتعطيل الدراسة واساتذة الجامعات يهددون بالغاء العام الجامعي حتي القضاة الحصن الأخير لنا مختلفون فيما بينهم يريدون تحقيق مكاسب هم الآخرون.. والشرطة صمام الأمن والاستقرار.. تهان وتفقد هيبتها ويتطاول عليها الاشقياء والمسجلون خطر والموتورون والجهلاء الذين نطلق عليهم تجاوزا لقب البسطاء الذين ينقادون دون ادراك ووعي وراء الدعوات الهدامة.. ان سقوط الشرطة يعني سقوط الدولة وما يحدث لها متعمد أو شبه متعمد.. والا فما معني ان يتطاول الاشقياء والمنحرفون والمجرمون علي رجال الشرطة الآن في حين ان فرائصهم كانت ترتعد لمجرد مرور جندي أو أمين شرطة في الشارع.. أريد ان يجيبني أحد.. ماذا بعد ضياع هيبة الشرطة ووقوفها مكتوفة الايدي تجاه التجاوزات التي تتعرض لها؟؟ هل سيطالبها صاحب حق مسلوب ان تعيد له حقه بعد الآن؟ ما ذنب جندي الأمن المركزي الذي يهان ويضرب ويرجم بالحجارة ويسلب منه سلاحه وهو عاجز عن رد الاهانة.. اهانته الشخصية واهانة الجهاز الذي ينتمي إليه؟

لو ضبط نفسه نلومه ولو رد الاهانة يصبح مجرما وسفاحا وقاتلا.. لقد نجح من له مصلحة في ان يوقع بين الشعب وحراسه وحماته.. ان ما يحدث للشرطة اهانة لنا جميعا.. هل إذا لم يستطع جهاز أمننا حماية نفسه ورد العدوان الذي يلقاه ووقف التجاوزات التي يتعرض لها.. فهل ننتظر منه ان يحمينا ويرد عنا عدوان البلطجية واللصوص والمجرمين والمنحرفين؟؟ الا يمكننا ان نحترم الشرطة ونتركها لتقوم بدورها في حفظ الأمن والنظام العام وتحقيق الاستقرار والسكينة وإذا تجاوز أحد افرادها نرده بالطرق المشروعة قانونا.. صحيح كانت هناك تجاوزات كثيرة في العهود السابقة ليس من الشرطة فقط ولكن من كل السلطات التي كانت قائمة انذاك.. ولكن لم تكن كل هذه السلطات فاسدة.. كان بها شرفاء وعقلاء ومحترمون.. وإذا نصبنا المشانق لبعضنا البعض فسيأتي اليوم الذي تلتف حبالها حول رقابنا ايضا واناشد كل عاقل وكل محترم وكل شريف الا يساهم في اسقاط مؤسسات الدولة واجهزتها الحيوية وعلي رأسها جهاز الشرطة.. لأن هيبة الشرطة من هيبة الدولة وهيبة الشعب.. وإذا رضينا بما يحدث لها من تجاوزات أو سكتنا عنه فإننا نساهم في هذه الطامة الكبري التي ستسقط فوق رءوسنا.. ولن نجد من ينجدنا إذا استنجدنا.. ولن نجد من يرد حقوقنا إذا سلبها منا أحد.


أيها المصريون انتبهوا فإن ما حققتموه من مكاسب.. ستخسرونه وزيادة.. الاخطار تحيط بنا من كل جانب والمكائد تحيق بنا في الداخل والخارج.. فرفقا بمصر كنانة الله في أرضه المحروسة بإذن الله.. أتمني ان يعود الشباب للعمل أو حتي البحث عن عمل وان تدور عجلة الانتاج من جديد وينتعش الاقتصاد.. ويرتدع المنحرفون والجشعون الذين استغلوا الأزمة ورفعوا الاسعار واتمني ان توزع الأراضي التي عادت للدولة علي الشباب حتي يجدوا ما يلهيهم عن الانقياد وراء الدعوات الهدامة واتمني ان يتحد كل المصريين مسلمين ومسيحيين.. نوبيين وبدو وعربان.. بحاروة وصعايدة وينبذوا النعرات العرقية والطائفية لمصلحتهم قبل مصلحة البلد.. حمي الله بلدنا من كل سوء ورد عنها كيد اعدائها


------------------------

رحمتك يارب
كلمة "يا ريت" ما تعمرش بيت
محمد المنياوي
[email protected]

كنا في السابق نلقي باللوم علي النظام فقط.. أو النظام والحكومة معاً في كل ما آل إليه حالنا من ترد وتراجع.. لكن الاحتمال الذي لم نتطرق إليه أو نفكر فيه.. هو أن الشعب ربما يكون أهم تلك الأسباب التي أدت إلي التخلف عن ملاحقة الركب.. وقد يكون شريكاً أساسياً للنظام والحكومة في الوصول إلي هذا الوضع السيئ.. بسبب صمته في السابق علي ما كان يعانيه.. وحتي بعد أن انتفض وثار.. زادت الأمور أحياناً كثيرة عن الحد لدرجة أنها أوشكت أن تنقلب إلي الضد.. وأصبح الشعب أشبه بالدبة التي قتلت صاحبها.
فبعد الثورة وما حدث ومازال يحدث مؤخراً من إضراب للأطباء واعتصام للعمال بمختلف أطيافهم.. ومظاهرات المعلمين.. وما يحدث في أماكن عديدة بمصر.. وما يتبع ذلك من تدمير وتحطيم لمحلات أو سيارات أو هيئات حكومية.. واعتماد منهج المساومة ولي الذراع.. وبعد أن أصبح المسئول لا يستجيب إلا تحت مثل تلك الضغوط.. وبعد أن أصبح قطع الطريق أسهل من قطع حرارة التليفون.. أكاد أجزم بأننا في حاجة ملحة لشعب آخر.. لديه ثبات انفعالي.. ويقدر ما تمر به البلاد من أزمات.
لو كنا نمتلك ثقافة الاختلاف في الرأي بدون تناحر.. وتغليب المصلحة العامة علي الخاصة.. لأصبحنا في مقدمة الصفوف.
لو كنا نتمتع بالمكر والدهاء السياسي.. لاستطعنا أن نتفادي مشاكل نحن في غني عنها.. وأن نتجاوز الفخاخ العفنة التي تعد وتنصب لنا ولأسقطنا فيها من أعدها.
لو كل إنسان منا ينظر إلي بعيد ولا يكتفي بالنظر تحت قدميه.. لفكر ملياً قبل أن يقدم علي أي تهور أو اندفاع غير محسوب.
لكن للأسف .. "لو" حرف شعلقة في الجو.. وكلمة "ياريت" ماتعمرش بيت.. ومازلنا حتي الآن أشبه بمن يمشي علي رمال متحركة توشك أن تبتلعه.
***
** تلقيت اتصالاً هاتفياً من المهندس محمد مختار الحملاوي محافظ البحيرة ليشكرني علي ما قلته في مقال الأسبوع الماضي من أنه لابد أن نرتقي بأنفسنا في طريقة الاعتراض وتقديم الشكوي.
سيادة المحافظ.. شكراً لك علي متابعتك واهتمامك.. ولعلها مناسبة لكي أتوجه إليك بشكوي رسمية من سوء حالة مستشفي المحمودية العام من كل النواحي.. لأنه يحتضر وفي حاجة لدخول غرفة الإنعاش.
***
كلمة لابد منها:
آه يا زمن العجايب.. الشاطر فيك بقي خايب..
############ أصبح في أول الصفوف ومش هايب.. الحرامية والشرفا بقوا قرايب..
والرقاصين والعلما حبايب..
زي الكوتشينة.. البنت تلعب بالولد وتخليه شايب.. ولا عاد ينفع تضرب المربوط ولا هيخاف السايب.

الصفحة السابقة

Post: #42
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-15-2011, 04:20 AM
Parent: #31

اتهامات للسعودية بتمويل حملات السلفيين ضد الثورة.. ورفض منع استخدام الشعارات الدينية بالانتخابات
حسنين كروم:
2011-09-14




القاهرة - 'القدس العربي' :


أهم خبر وموضوع في الصحف المصرية الصادرة امس الأربعاء كان عن إدلاء اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة ونائب رئيس الجمهورية السابق بشهادته أمام المحكمة عن قتل المتظاهرين السلميين، واستمرت شهادته وإجاباته عن الأسئلة الموجهة إليه ثلاث ساعات، بحضور مبارك وابنيه علاء وجمال، وحبيب العادلي وستة من مساعديه، ومحامي الدفاع عنهم وعن أسر الشهداء، ولكن لم يتم نشر شيء عما دار في الجلسة، بسبب قرار سرية الجلسات، وحظر النشر عنها، لكن جريدة 'روزاليوسف'، قالت: 'رفض عمر سليمان الرد على الاتصالات الهاتفية لزوجة المخلوع باعتبار أن هناك فترة في تاريخ مصر قد انتهت بكل ما حدث فيها وأنه لا يمكن أن يخسر الشعب المصري والتاريخ وأكد أنه سوف يقف مع الحق.
قدم الطبيب النفسي المعالج لمبارك تقريرا أشار فيه إلى أنه يعاني من حالة نفسية تصل لحالة الفصام في مراحله الأولى وأنه يهرب من الواقع الحالي في محاولة للبقاء في إطار نفسي تعود عليه وأحبه. وأوضح الطبيب في تقريره أن مبارك يتصرف وكأنه رئيس جمهورية'.
وكانت زميلتنا بـ'الأخبار' والمحبة لمبارك، نهاد عرفة قالت يوم الثلاثاء قبل ساعات من بدء الجلسة: 'علينا أن نحاكم الرئيس السابق مبارك كل يوم مائة مرة على ما ارتكبه في حق شعبه' قالها الناقد والروائي الكبير خيري شلبي قبيل رحيله في آخر حوار تليفزيوني له مع الرائع يسري فودة، نعم لقد خلع الرئيس ولكن نظامه لم يخلع، مازال يحارب بأياديه الأخطبوطية للبقاء وآخر هذه المحاولات في أحداث الجمعة الماضية يؤكد ذلك 'ولسه يا ما في الجراب يا حاوي'. ويبدو - وربكم الأعلم - ان تشبيه صديقنا الراحل خيري لمبارك بالأخطبوط وأياديه التي لا تزال تلعب أثار اهتمام زميلنا الرسام بجريدة 'روزاليوسف'، أنور فكان رسمه في اليوم التالي مباشرة عنوانه - دعوات لمظاهرات ضد تفعيل الطوارئ، والرسم لمبارك على هيئة اخطبوط وممثل للثوار ممسك ببلطة وقطع كل أذرع الاخطبوط ويستعد لقطع ذراعه الباقية وهي قانون الطوارئ.
طبعا، طبعا، الأخطبوط، ان الثورة ستقطع فعلا ما تبقى من ذراع الاخطبوط، ولكن بشرط واحد جاء في فقرة واحدة من بين احدى عشرة فقرة في عمود زميلنا خفيف الظل ومتعدد القدرات جلال عامر في 'المصري اليوم' امس، وهي: 'نظام مبارك لم يتحول بعد إلى سابق، ما دام صاحبه لم يتحول الى سوابق'.
وواصلت الصحف الاهتمام بزيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، واستماع محكمة الجنايات لشهود الاثبات في قضية موقعة الجمل، واستمرار محاكمة كل من عاطف عبيد رئيس الوزراء الاسبق، ويوسف والي وزير الزراعة الأسبق في قضية بيع جزيرة البياضية وهي محمية طبيعية لحسين سالم، وتصاعد رفض الأحزاب والقوى السياسية لتفعيل قانون الطوارئ، وإعلان وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد جمال الدين، بدء الدراسة في المدارس يوم السبت القادم وعدم تأجيلها، واستمرار الوقفات الاحتجاجية لفئات كثيرة لأسباب اقتصادية.
وإلى قليل من كثير جداً عندنا:


مصر إلى أين:
ديمقراطية ام قانون طوارئ؟

ونبدأ بردود الأفعال على السؤال الذي يؤرق الجميع الآن، مصر إلى أين؟ المضي في طريق الديمقراطية حتى نهايته؟ أم نكسة لها، بوادرها بالعودة لتطبيق قانون الطوارئ وإضافة مواد أخرى عليه، واستخدام عبارات مطاطة؟
زميلنا وصديقنا مصطفى بكري رئيس تحرير 'الأسبوع' قال في رسالة منه موجهة لرئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي: 'انتشرت البلطجة في كل مكان يا سيادة المشير، بدأ الخراب يزحف إلى البيوت، انتشر السلاح وافتقدنا الأمن والأمان، ضاعت هيبة الدولة وأصبح الجميع عرضة للابتزاز.
يوم السبت الماضي، كان القرار الهام بتفعيل قانون الطوارئ بكامل مواده لمواجهة هذا الانفلات الخطير الذي يهدد كيان الدولة ويقضي على سلطتها المركزية، ويضع الشعب بكامله اسيراً في يد البلطجية واللصوص وقطاع الطرق.
لقد سعد الناس بما استمعوا إليه، لكن الشكوك لاتزال تساورهم في قدرة الحكومة على تطبيق مواد القانون بكل حسم وبكل قوة، إن أي تهاون في تطبيق القانون سيمثل كارثة على أمن هذا الوطن ياسيادة المشير، لأن الناس أصبحوا على يقين أن القوانين تصدر ولا تطبق وأن الكل أياديه مرتعشة والكل يخضع لابتزاز القلة على حساب مصلحة الجميع.
إننا نقولها لك صريحة يا سيادة المشير أمن الوطن واستقراره أمانة في رقبتك، فلا تترك شعب مصر في هذه الفوضى العارمة التي تكاد تذهب ببنيانه وكيانه، إن مصر لن تتقدم ولن نخطو إلى الأمام ما لم يكن هناك عدل وتطهير للمؤسسات المختلفة من الفاسدين والمفسدين الذين كانوا عوناً للنظام السابق ولا يزالون يخلصون لنهجه في الفساد والاستبداد'.
وشاركه نفس الاتجاه زميله محمد هيبة رئيس تحرير مجلة 'صباح الخير' الذي قال وهو قلق على مصر هي أمي: 'مصر الآن في مرحلة فارقة وصعبة، وهناك من يحاول أن يفكك أوصال هذه الدولة عن طريق الانقسامات والتمزقات واحداث انهيار مؤسسات الدولة التي لم يبق منها سوى القضاء والقوات المسلحة، وهما الحصن الباقي لنا، لذا فلا مجال للتهاون أو انقسام الآراء، فكما يقول شاعرنا حافظ إبراهيم 'نحن نجتاز موقفا تعثر الآراء فيه، وعثرة الرأي تردي'.
إن القوى الثورية المختلفة عليها مسؤولية جسيمة بضرورة عدم اللجوء إلى الشارع والميدان للتأكيد على المطالبات السياسية مع أن معظم ما طالب به الثوار تحقق أو في سبيله إلى التحقق بدءا من محاكمات مبارك ورموز الفساد، وأيضا على أصحاب الملفات الفئوية ضرورة عدم اللجوء إلى الإضرابات والاعتصامات في هذه المرحلة حتى لا تزيد الفوضى، وحالة الانفلات في المجتمع المصري ككل، وأخيرا، أن يلتزم الإعلام المصري الخاص والعام بعدم الإثارة واللجوء إلى تهييج الجماهير من أجل مصالح وأجندات سياسية خاصة على حساب مصالح المصريين وأمن مصر القومي ومقدرات الشعب ومكتسباته'.

الشيخ القرضاوي
وكتاب 'الحلال والحرام في الإسلام'

وإلى الشيخ الدكتور والداعية الكبير يوسف القرضاوي وبلوغه سن الخامسة والثمانين في التاسع من سبتمبر، ولذلك قال عنه زميلنا وصديقنا الإخواني وعضو مجلس نقابة الصحافيين محمد عبد القدوس في 'وفد' الأحد: 'ولا أظن أن أحداً ينافسه في كثرة كتبه وآرائه، ينتمي إلى التيار الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال بعيدا عن التشدد والغلو من ناحية، والعلمانية التي تطالب بفصل الدين عن الدولة من جهة أخرى.
وأول مؤلف وضعه أثار ضجة كبرى وهو كتاب 'الحلال والحرام في الإسلام'، ونظرا لمكانته الخاصة في قلوب أبناء مصر، بل والأمة الإسلامية كلها اختارته الثورة المصرية لإلقاء أول خطبة جمعة بعد نجاح ثورتنا العظيمة بميدان التحرير، فأثار هذا الأمر انزعاج المتطرفين من العلمانيين في بلادنا وكذلك بني إسرائيل الذين وضعوا أياديهم على قلوبهم خوفاً من أن تكون الثورة قد اختطفها الإسلاميون على حد تعبيرهم، وفي يقيني أن اختيار شيخنا الجليل لجمعة التحرير 'ضربة معلم' لأبناء الثورة وتكشف عن هوية ثورتنا التي تعبر عن ضمير الملايين، فالثورة مدنية بمرجعية إسلامية وهذا يثير حنق الاعداء من مختلف الاتجاهات، فهم 'سمك لبن تمر هندي'!! ترى من بينهم أهل التشدد من الإسلاميين الذين يتطلعون الى دولة دينية والمتطرفين من الأقباط، وغريب جدا أن يجتمع هذا وذاك في خندق واحد، ومعهم أنصار العلمانية الذين يطالبون بفصل الدين عن الدولة! وبني إسرائيل الذين أعلنوا دون خجل خشيتهم من أي تأثير إسلامي على الثورة!! والعم سام الأمريكي الذي يريد أن يرى في مصر ديمقراطية على الطراز الغربي وكل هؤلاء اجتمعوا ضد الشيخ القرضاوي الذي يعبر بحق عن ضمير الثورة المصرية وفي عيد ميلاده أقول له نيابة عن الملايين 'كل سنة وأنت طيب'.
هذا، ومن المعروف أن كتاب الحلال والحرام صدر في مصر عندما كان القرضاوي يعمل في وزارة الأوقاف بعد الإفراج عنه عام 1955 لأنه كان ضمن المقبوض عليهم بعد فشل محاولة اغتيال خالد الذكر في ميدان المنشية بالإسكندرية، وسبب القبض عليه كما ذكر هو في مذكراته ان اسمه كان ضمن الكشوف الخاصة بأعضاء الجهاز السري للجماعة، الذي كان يسمى الجهاز الخاص، وقال ان أمر الانضمام للجهاز عرض عليه ووافق عندما كان مدرسا في المعهد الديني في طنطا.
والذي أود الإشارة إليه، هنا، أن الخطبة التي ألقاها القرضاوي في ميدان التحرير، لم تكن بطلب من جماعة الإخوان، بل غضبوا من تصرفه هو ومن دعاه، لأنهم رأوا انه بذلك سيوفر فرصا واسعة للهجوم على الجماعة واتهامها بأنها تريد تكرار تجربة الخميني.

'أخبار اليوم': ليس زمن الاسلاميين

وعلى عكس عبد القدوس من إعجابه بالقرضاوي، فقد استاء منه زميلنا بـ'أخبار اليوم'، حسين عبد الواحد، وصاح فيه قائلا: 'يرى فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ان الوقت الراهن هو 'زمن الإسلاميين' الذين يجب أن يعلموا العالم كيف تكون قيادة الدنيا من جديد، وقال فضيلة الشيخ خلال لقائه مع وفد من شباب حزب الوسط 'ان لكل زمان دولة ورجالا وأن الليبراليين والعلمانيين أخذوا زمانهم، وهذا هو زماننا'!
ومع التقدير الكامل للمكانة الدينية التي أنعم الله بها على الشيخ الجليل إلا أن احترامه لا يمنع الاختلاف معه في الرأي والذي ينحصر أساسا في نقطتين، الأولى ان تولي مواقع السلطة والقيادة في الأمم والدول لا يتم بالدور بشكل دوري. ان تجربة الحكم الديني الثيوقراطي في مختلف مراحلها لم تحقق للبشرية إلا الكوارث والنكبات حيث تعاملت كل الحكومات الدينية مع شعوبها باعتبارها تحتكر الصواب وتمتلك الحق الإلهي المقدس الذي يفرض على الجميع الطاعة والولاء وإلا أصبحوا كفارا متمردين على إرادة السماء، العالم كله يعيش الآن مرحلة الليبرالية والديمقراطية وليس الثيوقراطية والدول المتخلفة، ومنها معظم الدول الإسلامية تعيش عالة على الحضارة الليبرالية العلمانية في شتى وسائل الحياة، كما لا توجد دولة إسلامية واحدة تمتلك القوة العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية الحقيقية التي تعطيها حق الطموح لتعليم العالم أو قيادة الدنيا'.

الدنيا تبتسم الان للإخوان المسلمين

وإلى المحظورة سابقا، والإخوان المسلمين حالياً حيث تبتسم الدنيا لهم بعد الثورة من عمل علني، وتشكيل حزب سياسي هو الحرية والعدالة، وتحكمهم في موازين القوى بين الأحزاب الأخرى، وثقتهم الكبيرة في أنفسهم وقدراتهم والتي لا تخفيها محاولات التواضع المصطنعة، واستعداداتهم لخوض انتخابات مجلس الشعب، والنسبة التي يخططون للحصول عليها، وقد أصبحوا أقرب إلى قصة الفأر والقطتين وقطعة الجبن التي اختلفوا على تقسيمها وجاء هو ليقوم بتقسيمها بالميزان، وكلما مالت كفة بقطعة، أكل جزءا منها، بحجة إحداث توازن، فتميل الأخرى، فيأكل منها حتى تعتدل الكفتان، وهكذا، الى ان أكل الجبنة وحده.

الاخوان يرفضون منع
الشعارات الدينية في الانتخابات

ولذلك تم التحذير من استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات، وهو ما أغضب زميلنا وصديقنا الإخواني، بدر محمد بدر، فقال ساخراً ومستهزئاً في مقال له يوم الأربعاء قبل الماضي في 'الأخبار': 'ماذا يعني هؤلاء بالضبط من تعبير حظر الشعارات الدينية؟ هل المقصود عدم السماح باستخدام آيات قرآنية في المؤتمرات ولافتات الدعاية، مثل: 'إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله وكونوا أنصار الله، وإن تنصروا الله ينصركم، وما النصر إلا من عند الله، أو الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى نبل المقاصد ومكارم الأخلاق؟
وإذا كان الأمر كذلك فهل يمكن أن يجرؤ أحد على القول بهذا في بلد نشأ على حب القرآن الكريم والسنة المطهرة؟
أم ان المقصود شعارات أخرى موجودة في الساحة منذ أكثر من ربع قرن، مثل 'الإسلام هو الحل' وتعالوا نصلح الدنيا بالدين والإسلام دين الحرية والعدالة' وغيرها من شعارات، حكم القضاء النزيه بعدم مخالفتها للقانون والدستور؟ فهل من المقبول والمعقول مثلا ان نجد شعارا يقول إن العلمانية هي الحل أو الليبرالية هي الحل أو الشيوعية هي الحل وغيرها دون أن يكون عليه أدنى حرج، في حين يعاقب من يقول إن 'الإسلام هو الحل' أو كونوا أنصار الله؟! إن سلوك الناخب المصري واضح منذ عرف الانتخابات، وهو سلوك لا ينبني أساسا على شعارات ترفع بل على معرفة واضحة بشخص المترشح وسلوكه وتاريخه وأعماله وربما بعائلته، والذين يتصورون أن الإسلاميين يفوزون بالمقاعد النيابية لمجرد أنهم يستخدمون الشعارات الدينية 'البراقة' هؤلاء يخدعون أنفسهم ويدارون فشلهم لأن الإسلاميين إنما يعيشون وسط الناس، ويعرفون مشاكلهم ومتاعبهم ويساهمون في إيجاد الحلول لها وبالتالي فهم معروفون ومحبوبون، ثم إن استخدام الشعارات والآيات القرآنية والمعاني الدينية والعبارات التي تكشف عن منهج صاحبها في العمل العام، متاح لجميع المتنافسين ولا يملك أحد أن يحتكر ذلك أو يمنعه عن غيره، سواء تم استخدامها بالحق أو بالباطل، حتى ان رموز الفساد والاستبداد والظلم من قيادات الحزب الوطني المنحل كانت غالبا ما تستخدم الآيات القرآنية والعبارات الدينية في لافتاتها، في محاولة للضحك على الشعب، فهل كان الناخب المصري سهل الخداع في اي وقت الى هذه الدرجة؟ لا أعتقد أن أحدا منا يختلف على ضرورة منع الشعارات الطائفية أو العرقية التي تفرق بين أبناء الوطن الواحد'.

اتهام رئيس الوزراء بتسليم
الجامعات للإخوان والسلفيين

رد معقول من بدر، لكن كان في انتظاره في نفس اليوم، ما لا يجب، إذ أن زميله في 'الوفد' علاء عريبي صاح والشرر يتطاير من عينيه متجها نحو رئيس الوزراء:
'أظن أن د. عصام شرف رئيس الحكومة بتطبيق نظام الانتخابات بصدد تسليم الجامعات على المفتاح الى السلفيين والإخوان المسلمين، وأظن كذلك أنه يعمل 'عن عمد أو عن جهل أو عن سوء تفكير، على إجهاض مفهوم الدولة المدنية وتحويل البلاد إلى دولة دينية يمتلك زمام أمورها الإخوان المسلمون السلفيون والجماعات ذات الخطاب الديني المتشدد، ونظن كذلك انه عن عمد أو لمحدودية تفكيره سوف يدخل البلاد في صراع وفتنة طائفية لا يعلم مداها سوى الله تعالى، وأن المكاسب التي حققها الشعب بثورته في يناير الماضي سوف يقضي عليها الحاج شرف بمحدودية تفكيره أو بسوء نية أو من خلال تبعيته لجماعة الإخوان.
الذي يجب أن يعلمه الحاج شرف رئيس حكومة فلول النظام ويخبره جيدا، أن النظام الانتخابي لا يصلح لجميع المؤسسات وأن الاخذ به في مؤسساتنا لا يعني بالضرورة أننا نطبق الديمقراطية وأن عدم العمل به هو السير في طريق الديكتاتورية، فقد يخدم النظام الانتخابي بعض الجهات وقد يضر ويفسد غيرها.
في ظل وضع كهذا سيكون من الخطورة بمكان الأخذ بالنظام الانتخابي داخل الجامعات حيث سيتسيد الخطاب الديني الذي عشش منذ سنوات في عقول بعض اعضاء هيئة التدريس'.

الاخوان والسياحة والتحفظ
على 'المايوه البكيني'

كما كان في انتظاره في ذات اليوم رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال زميلنا وصديقنا حلمي النمنم ليقول عنهم: 'أحد قيادات جماعة الإخوان أعلن ان الجماعة ترحب بالسياحة وأنها ترى أهمية لها لكنها تتحفظ على 'المايوه البكيني' فتخوف خصوم الإخوان من هذا التصريح وراحوا يدافعون عن حق السائحات في ارتداء ذلك المايوه.
بدا الأمر وكأن التقاليد والقيم الإسلامية من صدق وعدل وحق وكرامة وحرية للإنسان تحققت ولم يعد هناك سوى اللائي يرتدين المايوه البكيني، وفي المقابل انزلق الآخرون الى هذا النقاش 'التنطع' وكأن كل قيم ومظاهر الدولة والمجتمع المدني من كرامة الإنسان وحقوقه اكتملت ولكن يهددها عدم السماح أو التشكيك في حق السائحات بارتداء المايوه البكيني.
والسؤال للطرفين، ماذا لو ارتدته مواطنة مصرية عادية أي ليست سائحة هل يحق لها ذلك وكيف يكون التعامل معها؟ لم يضع الإخوان ولا العلمانيون حقوق وحدود المواطنة المصرية، المسألة عبثية إذن من الطرفين وانزلاق الى صغائر الأمور، لسبب بسيط هو أن ذلك النوع من المايوهات كان موضة وحديث الناس في سنوات خلت لكنه لم يعد كذلك الآن، وتجاوزه بمراحل مصممو الأزياء، فضلا عن أن السائحات اللائي يخرجن الى الشاطىء بالحد الأدنى من الملابس يكن في ساحل البحر الأحمر، حيث لا يكون هناك غيرهن تقريبا هن وذووهن فضلا عن أنهن يتوقعن ألا يكون هناك من يتطفل بعينيه على أجسادهن'.

'الاخبار':
لا خشية من الاخوان

لا، لا، المسألة ليست تطفل العيون على أجسادهن، لأن الضرورات تبيح المحظورات، والإنسان مجبر هنا، وقد تعرضت لهذا الموقف عندما كنت من سنوات في الغردقة، وعلى الساحل، وفي الحمامات، فوجئت مع زملائي من الصحافيين والكتاب بأن جميع السيدات والفتيات من الروسيات والألمانيات، بعضهن يرتدين البكيني، وآخريات صدورهن عارية تماما، أما الأجمل منهن فكن اللاتي يرتدين مايوه عبارة عن قطعة قماش لا يزيد عرضها على خمسة سنتيمترات، وكنا ننظر إليهن، لا لشيء والعياذ بالله، إنما حتى نلعنهن في سرنا، ونشهد ضدهن في التحقيق بالحق، وان كان من الأحسن محاربة الإخوان حتى لا يصلوا إلى الحكم، ولهذا لسنا مع استاذ الأمراض الباطنية بجامعة عين شمس، ورئيس الهيئة العامة للأقباط، الدكتور شريف دوس، في قوله يوم الأربعاء في 'الأخبار' في حديث مع زميلنا حسن ميلاد: 'أنا لا أخشى الإخوان أو السلفيين فالإخوان حزب منظم به ثلاثة أرباع مليون مشترك عمرهم السياسي تسعون عاما به بعض القيادات المستنيرة التي بدأت ترى ان الحكم المدني هو في الإسلام ايضا وحينما شكلوا حزب الحرية والعدالة تشرفت بمقابلة الدكتور محمد مرسي رئيس الحزب والدكتور سعد الكتاتني الأمين العام ورأيت فيهما المواطن المصري السمح وتفهمهما لكل القضايا وموافقتهما على الحكم المدني ذي المرجعية القانونية. وقال آمل أن يتحقق كلامهم بالرغم من التعليقات التي تصلني بعدم تصديقهم، أما بالنسبة للسلفيين فعددهم قليل وفكرهم ضئيل ويحتاجون إلى وقت لنضوجهم ولو توقفت المساعدات الوهابية لهم لرجعوا إلى جحورهم'.

السعودية ومعارك السلفيين

وهكذا دفع بنا الدكتور شريف دفعا دون اي رغبة منا، إلى جحور السلفيين، التي تضم بعض خصومهم، وتعرفت على أحدهم وهو زميلنا بـ'أخبار اليوم' أحمد السعيد، الذي أراد التعليق على تصريحات المسؤولين السعوديين بأنهم سوف يجرون تحقيقات بشأن ما حدث من شركة الطيران السعودية مع المعتمرين المصريين، وكذلك تصريحات سفيرهم في مصر، إلا أنه اتجه فجأة الى إمام الحرم المكي، الشيخ السديس وقال عنه: 'أتمنى أن تنتهي اللجنة من عملها في أسرع وقت، وتخرج بنتائج ايجابية لتؤكد صحة تصريحات السفير بأن هذه الأحداث ليست لها أبعاد سياسية بسبب الثورة، ولتمحو من ذاكرة المعتمرين الذين حضروا دعائي ليلة القدر وليلة ختم القرآن الكريم في الكعبة المشرفة ولاحظوا أن فضيلة الدكتور عبد الرحمن السديس إمام الحرم، الذي تعشقه غالبية المصريين - قام بالدعاء لأهل سورية والعراق واليمن وليبيا ليحميهم الله من شرور الفتن، دون أهل 'مصر وتونس'! وبالرغم ان هذين الشعبين تعرضا للقتل وإراقه الدماء على يد حكامهم وأنظمتهم ويتعرضان الى العديد من الفتن حتى هذه اللحظة.
أتمنى أن يشعر المصريون بنتائج ملموسة - على الأرض - لتصريحات السفير المهذب أحمد قطان، حتى لا يتأصل في عقيدتهم أن هذا الموقف الغريب من فضيلة الدكتور السديس كان تعبيرا لموقف رسمي غير معلن'.

فتاوى العلماء
في تحريم المظاهرات

وفي اليوم التالي مباشرة - الأحد - أراد الدكتور محمد أبو الغار الأستاذ بكلية الطب بجامعة القاهرة والأب الروحي لجماعة التاسع من مارس في الجامعات، دعم السعيد بأن روى لنا ما هو آت في 'المصري اليوم': 'أهداني صديق يعمل في السعودية مطبوعة فاخرة أنيقة ملونة من ست صفحات، وهي صادرة عن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة العربية السعودية وعليها عنوان بخط كبير، يملأ نصف الغلاف: 'فتاوى العلماء في تحريم المظاهرات' وتحته صورة لسيارة محترقة تحتل نصف الغلاف، وأسفل الصورة مكتوب أنه يضم فتاوى أئمة أهل السنة 'ابن باز وابن عثيمين والألباني والنوران والوادعي والعباد'، وتم توزيع المطبوعة الأنيقة على مئات الآلاف من السعوديين والعرب المقيمين بالسعودية، وتصدرت المطبوعة فتوى من هيئة كبار العلماء في المملكة السعودية صدرت أثناء الثورة المصرية تقول إن الإصلاح والنصيحة لا تكون بالمظاهرات، وهذا ما قرره علماء البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها، كما حذرت الهيئة من الارتباطات الفكرية والحزبية لأن الأمة جماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح، وفي فتوى أخرى تلتها عن الشيخ 'ابن باز' قال إن المظاهرات والمسيرات والهتافات ليست طريق الإصلاح لأن النبي - عليه السلام - مكث عشرة اعوام في مكة ولم يقم بمظاهرات أو مسيرات.
وكتب الشيخ الألباني أن الحديث عن التظاهر في عهد النبي ضعيف الإسناد وأن التظاهر من عادات الكفار، وأن المظاهرات التي قامت في سورية والجزائر للتخلص من الاحتلال الفرنسي ضلالة، لأن الشابات اشتركن في التظاهر، وهذا منتهى التشبه بالكفار.
وقال الشيخ صالح النوران في هذه المطبوعة إن الديمقراطية وفتح باب الحرية ليس من طريقة السلف، وإن المظاهرات ليست من أعمال المسلمين، وقال إنه حتى التظاهر لارتفاع الأسعار والظلم في أمور الدنيا هو من السفه، وهذه أمور استجدت وتلقاها المسلمون من الكفار.
ما يحدث في مصر الآن هو تحول في التدين الأصيل والإيمان الروحاني بين المصري وربه الى مظاهرة دينية ممولة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من الخليج.
هذه المطبوعة الدعائية التي لخصتها للقارىء تدل على مدى الهلع السعودي من الثورة المصرية'.

كتاب للداعية السلفي
الشيخ محمد سعيد رسلان يثير جدلا

ولكن إذا كان أبو الغار يتحدث عن مطبوعة صدرت في السعودية، فإنه لا علم له بكتاب يتم توزيعه في مصر، للداعية السلفي الشيخ محمد سعيد رسلان وقد كشفه لنا محمود صالح في مقال له بمجلة 'روزاليوسف' قال فيه ان الشيخ هو خطيب المسجد الشرقي في قرية سبك الأحد بمدينة أشمون بمحافظة المنوفية والكتاب عبارة عن خطبته منذ اسبوعين، وقال محمود عنه انه من شيوخ الأزهر وحصل على بكالوريوس الطب من جامعته وسافر للسعودية وعمل بها وأعجب بآراء ابن باز وابن عثيمين وعاد الى مصر وحصل على الماجستير في علم الحديث والدكتوراة وقال ان الكتاب تم طبع مليون نسخة منه توزع مجانا، ومما قاله الشيخ في كتابه عن الثورة: 'إن ما حدث يراد منه تأخر الجامعة الأزهرية لتتقدم الجامعة الأمريكية، وأن يذهب الحجاب ليعم السفور والعري وأن تطوى أعلام الإسلام لترفع أعلام اليهود والصليبيين، وأن من فجروا الأحداث الأخيرة في مصر - إنما هم من خريجي وطلاب الجامعة الأمريكية يتبعهم ويساندهم الفنانون المنحلون والمخرجون السفهاء وأصحاب العري والسفور والباحثون عن تطليق الفضيلة. إن الذي يراد أن يحدث في مصر هو إعادة تركيب المجتمع على الأجندة الغربية في العقيدة والأخلاق والفكر والسلوك.. إن الذين أتوا بالجمال والخيول الى ميدان التحرير المعروفة إعلاميا باسم موقعة الجمل أرادوا أن يوصلوا رسالة أن هؤلاء الذين خرجوا هذا الخروج القبيح هم المتقدمون التقدميون والذين يناوئونهم يريدون الرجعية والسلفية والأصولية'.. 'الديمقراطية التي يريدها المتربصون بمصر والتي تعني سيادة الشعب معناها أن السيادة ليست للعقيدة ولا الوحي المعصوم ولا إلاله الأجل، فالسلطة للشعب تعني ان الشعب يملك القضاء والتشريع والتنفيذ فماذا بقي لرب العالمين؟ ولكن النظام الإسلامي هو أن يكون هناك كبير يطاع وهو ما يسمونه الديكتاتورية، ونحن مع هذه الديكتاتورية'، أن الثورة 'عمل لا يتناسب مع الإسلام بل هو خروج عليه، لهذا فالشهداء الذين سقطوا برصاصات مبارك وأسلحة العادلي وإجرام أمن الدولة لتحرير مصر من فساد النظام السابق المنحط ليسوا شهداء بل خوارج'.

الظرفاء والسكرتيرة' لما تدخل الحمام'

وأخيراً إلى الظرفاء وزميلنا وصديقنا بـ'أخبار اليوم' محمد حلمي وفقرته - بطبيعة الحال - في ملحق - النهاردة اجازة وكانت عن:
- 'بتاع الفول' يشرب الشاي في 'الكبشة'.
- 'السكرتيرة' لما تدخل الحمام 'تولع اللمبة الحمرا'.
- 'الفقراء' يرفعون شعار 'الكستور' أولا.
- 'العجلاتي'، 'يتنفع على أهل مراته'.
- 'الموسيقار' يحط المصيدة ويصطاد 'فا'
- أغنية 'أستاذ الجامعة' المفضلة أي 'جامعة حزن لا'.
ونشر الملحق والذي يشرف عليه زميلنا أحمد السعيد، في فقرته - أول نكتة:
ـ 'واحد فاز بمليون جنيه، راح يقول لمراته الخبر، مراته أول ما سمعت الخبر ماتت من الفرحة قال، يا سبحان الله، الخير لما ييجي، يجي كله مرة واحدة'.
ونظل في الملحق، مع الزجال خفيف الظل المهندس ياسر قطامش، وفقرة - اشمعنى - في صفحته - كان يا ما كان - وكانت عن لعبة الطاولة:
'- أنت في النصب والاحتيال، اشمعنى، زي القشاط.
- البوليس ضبط ايديك، اشمعنى، في 'درجي'
- القمل في رأسك، اشمعنى، أبيض وأسود
- من كتر العياط بقى نظرك، اشمعنى، شيش بيش.
- مراتك قضت حياتها، اشمعنى، محبوسة.
- الشحاتة في أهلك، اشمعنى، عادة.
- حبيبتك بتقول لك أنت تستاهل، اشمعنى، دوسة.
- حماتك لما تشوفك تديك، اشمعنى دوبارة.
- شعارك في الحياة، اشمعنى، معلهش يازهر.
- لما ابنك يضايقك، اشمعنى، تقرصه.
- عندك من العيال، اشمعنى، عشرة.
- عملت مدونة على موقع، اشمعنى الفيس يك'.


-----------------

'موقعة الجَمَل': عائشة عبد الهادي تقر بقيادة مسيرات مؤيدة لبقاء مبارك بالحكم وتنفي استئجار بلطجية

2011-09-14




القاهرة - يو بي اي: واصلت محكمة جنايات القاهرة الأربعاء الاستماع لشهود الإثبات بقضية المتهمين بقتل المتظاهرين يومي الثاني والثالث من شباط/فبراير الماضي خلال أحداث الثورة المصرية المعروفة إعلامياً باسم 'موقعة الجمل'.
وسجَّل رئيس المحكمة المستشار مصطفى حسن عبد الله، ببداية الجلسة حضور المتهمين، داخل قفص الاتهام.
وكانت هيئة المحكمة قد قرَّرت في ختام أولى جلسات المحاكمة، يوم الأحد الفائت، وقف البث التلفزيوني لجلسات المحاكمة 'حرصاً على سير العدالة'.
وقد اعترفت عائشة عبد الهادي إحدى المتهمات بالقضية، يوم الاثنين الفائت، بأنها قادت مسيرات مؤيِّدة للرئيس السابق حسني مبارك بهدف بقائه في الحُكم؛ إلاّ أنها شدّدت على أن تلك المسيرات كانت سلمية.
وكانت هيئة التحقيق القضائية المنتدبة من وزير العدل، التي باشرت التحقيق في القضية قد وجَّهت للمتهمين أربعة تُهما رئيسية هي قتل المتظاهرين والشروع في قتلهم لأغراض إرهابية، وإحداث عاهات مستديمة بهم، والاعتداء عليهم بالضرب بقصد الإرهاب لإنهاء تظاهرهم وترك ميدان التحرير.
وقالت النيابة العامة إن أدلة الثبوت وأقوال الشهود في القضية كشفت أن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق بوصفه أميناً عاماً للحزب الوطني (المنحل) 'هو العقل المدبر لتلك الاعتداءات التي قامت على أساس استئجار مجموعات من البلطجية والمسجلين خطر للاعتداء على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير'.
والمتهمون بالقضية هم 25 متهماً من قيادات الحزب الوطني (المنحل) ورموز النظام المصري السابق وعلى رأسهم صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق وفتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق، وعائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة والهجرة السابقة، وحسين مجاور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر السابق.

---------------------

سفير بلا سفارة: تركت القاهرة بشكل عاجل ولم اتمكن من حزم امتعتي
صحف عبرية
2011-09-14




مع أول شعاع ضوء من آخر سبت، في الخامسة والنصف صباحا بالضبط، هبطت في اسرائيل طائرة سلاح الجو التي أعادت من مصر سفير اسرائيل، والدبلوماسيين وابناء عائلاتهم. 'أجلوني أولا عن البيت في حي المعادي باجراء عاجل'، يروي السفير اسحق لفنون. 'حدث الامر سريعا جدا بحيث لم استطع حتى حزم أدويتي لعلاج الكوليسترول'.
' هل تذكر اللحظة الدقيقة التي أبلغوك فيها أنك ستترك مصر؟
' 'لا. فلم أنظر بسبب التوتر في الساعة حتى الخامسة والنصف من صباح السبت، عندما هبطنا في مكان آمن'.
كان هذا الاجلاء نهاية مسار امتد على مدى 15 ساعة دراماتية، بدأت قُبيل ظهر يوم الجمعة حينما تدفق آلاف من المتظاهرين على ميدان التحرير من اجل 'يوم تصحيح مسار الثورة'. وحينما أبعدتهم قوات الامن، انقسم المتظاهرون في مسيرتي احتجاج توجهت واحدة منهما الى وزارة الداخلية في حي الجيزة، وأحرق المشاركون فيها سيارات وحاولوا الاختراق الى المبنى، وجاءت مسيرة أكبر الى مبنى السفارة، فاستُلت فؤوس ومطارق وفي غضون اربع ساعات ومن غير أن يتدخل أحد من عناصر الامن المحلي ـ حُطم سور الامن ودخل المتظاهرون الى داخل المبنى فسلبوا وطرحوا وثائق في الشارع، على صوت هتاف الجمهور.
'هل تريدين الحقيقة؟ كانت لحظة ما خفت فيها'، يعترف لفنون. 'جلست في البيت أشاهد قناة 'الجزيرة' المباشرة التي أبلغت عما يحدث في مبنى السفارة، حينما أبلغوني فجأة في صراخ أنهم نجحوا في الاختراق الى الطبقة الـ 16 من المبنى وهي احدى طبقاتنا. آنئذ أدركت أننا دخلنا وضعا جديدا خطرا. وعلمت انه يوجد هناك اصدقاء لنا، وأن الجمهور في الخارج غاضب وأن ما بثوه في 'الجزيرة' أجج الغرائز أكثر. وقد خفت جدا ويدي على قلبي على ناسنا'.

صدمة شعورية مضاعفة

هذه هي المرة الثانية التي يُتخذ فيها في القدس قرار على اجلاء عائلات العاملين في السفارة الاسرائيلية في القاهرة. ففي كانون الثاني عندما بدأت الاحتجاجات الغاضبة على مبارك، أُعيدت النساء والاولاد وقُلص فريق السفارة. ومنذ ذلك الحين، وعلى أثر العملية الارهابية في ايلات وموت ضابط وخمس جنود مصريين اثناء تبادل النيران مع قوات الجيش الاسرائيلي طغى التوتر. 'استقر الرأي في فترة ما على أن نعمل من البيت لكن عدنا الى السفارة'، يقول لفنون، الذي التقى قبل 24 ساعة من الاحداث التي أفضت الى الاجلاء في مكتبه سفيرة الولايات المتحدة في القاهرة، آن بترسون.
تُعرف القاهرة في وزارة الخارجية في القدس بأنها 'مكان تصعب الخدمة فيه': فالامن الشخصي للدبلوماسيين الاسرائيليين، والعزلة التي يعيشون فيها، والقطيعة من قبل الاتحادات المهنية والمثقفين كل ذلك زاد حدة وشدة منذ خُلع مبارك قبل سبعة اشهر. 'أفضل أن أحتفظ بمشاعري لنفسي'، يقول لفنون حينما اسأله هل لذعت قلبه صور مبارك في قفص الاتهام في المحكمة. 'لأنني أتذكره من اللقاءات والزيارات الرسمية، حينما تناولت الطعام على مائدته'.
اعتقد لفنون مثل سلفه في المنصب انه سينهي اربع سنوات عمل ويخرج للتقاعد بعد شهرين، وأنه سينجح في تصديع أسوار العداء. 'اعتقد أن السفير يستطيع أن ينجح بصورة نسبية'، يقول. 'الظروف هناك صعبة وليس هذا جديدا، لكن مع كل ذلك يمكن دائما فعل شيء ما، وقد نجحنا بفعله. والمشكلة هي انه بعد اسقاط مبارك زادت الهجمات على اسرائيل حتى من جهات رسمية. فعلى سبيل المثال لم يكف نائب رئيس الحكومة يحيى الجمل الذي عُزل في المدة الاخيرة، عن اتهامنا بأمور كثيرة، مثل الشقاق بين المسلمين والأقباط في مصر أو كلامه الأحمق الجديد عن المسؤولية عن الأحداث الاخيرة في السفارة'.
' أسمحت لنفسك برغم جميع التحذيرات الامنية والعزلة والقطيعة الاجتماعية بالخروج لمطعم في القاهرة أو الى مقهى؟
' 'خرجت يوم الاحد الماضي الى مقهى في المعادي، وجلست الى شخص ما من السفارة. أردنا فقط أن نتنفس شيئا من الهواء، وسلكنا بحسب القواعد، فلم نُطل المكوث هناك. منذ وقعت العملية في ايلات ثقُل الجو علينا ويجب أن نحذر. شربنا القهوة وغادرنا'.
' هل استطعت أن تظهر علنا مع شخص مصري؟
' 'تعالي نقل هذا بلغة دبلوماسية: كنت في المدة الاخيرة مشغولا بالعمل'.
ومع كل ذلك تطورت الاحداث سريعا على نحو مفاجىء تقريبا. وقد سارع لفنون الى الهاتف حينما رأى الجمهور يدخل المبنى. 'كنت في واقع الامر في اتصال بكل من كان مستعدا لاجابتي في الجانب المصري. يجب أن نفهم انه في وضع هش الى هذه الدرجة وحينما يكون الخطر على الحياة يغشى ناسنا فانك لا تجري حسابات دبلوماسية، فأنت تتوجه الى كل من كُتب رقم هاتفه عندك. وتحاول أن تُشغل كل من هو مستعد للحديث'.
وفي مقابلة ذلك أعلم لفنون طوال الوقت الجهات في القدس. كان أول قرار اتُخذ في ديوان رئيس الحكومة هو اجلاء الدبلوماسيين. 'في هذه المرحلة لم تكن حياتنا معرضة لخطر حقيقي'، يقول. 'لكنه مع ذلك انتشرت اشاعات في القاهرة أن الجمهور ينوي الوصول الى بيتي ايضا'.
' هل يعرفون عنوانك؟
' 'ليس هذا سرا قبل كل شيء. فيكفي أن يعرف واحد ليجر آخرين. وقد كانوا عندي. لكن حينما انتشرت الاشاعة عن نية مداهمة بيتي لم أكن هناك'.
دخل لفنون وحراسه الملازمون السيارات المصفحة وانطلقوا مسرعين تحت جنح الليل الى المطار الدولي في القاهرة، لا قبل أن يُبلغ لفنون كمال عمر، وهو موظف كبير في مكتب وزير الخارجية المصرية، عن المغادرة. 'عبر عن أسف لما حدث وقال أنه يأمل أن نعود. بعد مرور بضع ساعات تلقيت ايضا رسائل نصية من ناس رسميين في مصر قالوا انه لا كلام عندهم عما حدث. ويجب علي ايضا أن أذكر الاسهام المتميز للسفيرة الامريكية في القاهرة آن بترسون، التي حرصت على اجراء اتصال وثيق بي حقا حتى الصعود الى الطائرة'.
' هل تحافظ منذ ذلك الحين على اتصال هاتفي بالقاهرة؟
' 'بنائبي فقط، اسرائيل تيكوتشينسكي في المكان الآمن الذي يوجد فيه. وهو يُحدثني عما يفعل وكيف يعيش، وأتلقى منه تقارير يومية. لا تنسي انه مرت اربعة ايام فقط منذ هذه الواقعة الصادمة شعوريا'.
بعد أن تأكد لفنون فقط من أن الحراس الستة المحاصرين في السفارة قد أصبحوا في طريقهم الى الخارج، أقلعت الطائرة الاولى في الطريق الى البيت الى اسرائيل. بدت ساعة الطيران القصيرة الفاصلة بين القاهرة وتل ابيب طويلة على نحو خاص. والهدوء المتوتر الذي دخل فيه الدبلوماسيون الثمانون وزوجاتهم وسبعة وعشرون طفلا على الأقل نُقض بين الفينة والاخرى بانفجارات بكاء. يقول لفنون: 'كانت الصدمة الشعورية مضاعفة. لا لأن هذه كانت المرة الثانية التي نُجلى فيها بل بسبب العملية العاجلة المضغوطة في مساء السبت، كان هناك اطفال صرخوا وكان يجب اطعامهم وتسكين جأشهم. وبكى عدد من النساء ايضا لكثرة التوتر'. لكن في هذه الحال المضغوطة خاصة ظهرت قوة خاصة. 'ساعد بعضنا بعضا قبل الطيران وفي اثنائه. وعندما جلسنا قبل الاقلاع كان الجو جامدا. فأنت تفكر من جهة قائلا: 'الحمد لله أصبحنا آخر الامر في مكان آمن'، ومن جهة ثانية ما تزال هذه تجربة شعورية صعبة جدا. كان هناك شعور ثقيل'.
بعد الاقلاع مشى السفير يتجول بين المقاعد: 'مع الصمت في الأساس'، يعترف. دُفعنا الى وضع انساني صعب ومعقد جدا ولم يكن الكثير مما نفعل سوى كلمات التشجيع والتفهم، واستطعت أن اؤكد فقط أن الطائرة في طريقها الى البيت'.

العودة في أسرع وقت ممكن

بعد يوم من الاحداث لاح في وسائل الاعلام المصرية ندم معلن وجلد للذات. ولم يوفر أصحاب أعمدة أجلاء في القاهرة وناس حياة عامة وجهات رسمية ومنافسون في الرئاسة ومجلس الشعب، لم يوفروا التنديدات. يقول لفنون: 'استوعبوا ما حدث. وليس هذا أمرا سهلا عندهم ايضا فهو يخالف جميع المعايير الدولية. فلكل دولة ذات سيادة ومنها مصر بالطبع، التزام الحفاظ على السفارات. ان الصور التي رأيناها جميعا في التلفاز لا تُطري مصر. بدأت هناك مسيرة استيعاب أن ما حدث لم يكن يجوز أن يحدث'.
' أعلن نتنياهو وليبرمان أنهما ينويان اعادة الدبلوماسيين الى القاهرة 'في أسرع وقت ممكن'. ما رأيك في هذا؟
' 'أعتقد أن هذا قرار ذكي. ليت هذه الحادثة الصعبة الخطيرة تفضي ايضا الى تحول في العلاقة معنا والصلات مع اسرائيل'.
' هل ستعود الى المبنى الذي تم اختراقه؟
' 'لا استطيع الجواب، فلست أعلم ما هي حاله بعد الاختراق العنيف. أعلم فقط انه توجد نية اعادتي في أسرع وقت ممكن'.

يديعوت 14/9/2011


Post: #43
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-15-2011, 06:45 AM
Parent: #42

أردوغان: لست علمانياً فأنا مسلم.. والعلمانيةُ تضمن تديُّن الأشخاصا

لأربعاء 16 شوال 1432هـ - 14 سبتمبر 2011م

•القذافي يطلب هدنة في سرت.. وساركوزي وكاميرون يتوجهان إلى طرابلس
•التلفزيون السوري الرسمي يكشف الستار عن مصير "هرموش"
•اليمن.. السلطة والمعارضة تتبادلان الاتهامات في السعي لتفجير الوضع عسكرياً
•إسرائيل تسحب دبلوماسييها من سفارتها في الأردن خشية من المظاهرات
•حصرياً "العربية.نت" تفتح ملف الجولات الافتتاحية للدوري السعودي على مدار 15 عاماً


رجب طيب أردوغان في حواره مع الإعلامية منى الشاذلي دبي - العربية.نت
أثار كلام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حول مفهوم العلمانية، ردود فعل في الأوساط الصحفية والسياسية المصرية، وتباينت الردود طبقاً للتفسيرات المختلفة لما قاله.

ففي حديثه الذي أدلى به لبرنامج العاشرة مساء للإعلامية المعروفة منى الشاذلي في اسطنبول قبل سفره إلى القاهرة قال أردوغان إن الدستور التركي يعرف العلمانية بأنها تتعامل مع أفراد الشعب على مسافة متساوية من جميع الأديان، وأن الدولة العلمانية لا تنشر اللا دينية.

وقال عن نفسه: رجب طيب أردوغان ليس علمانيا فهو مسلم لكنه رئيس وزراء دولة علمانية مضيفا: أقول للشعب المصري إلا يكون قلقا من العلمانية، وأظن أنه سيفهما بشكل مختلف بعد تصريحي هذا.

وأكد أن الدولة العلمانية لا تعنى دولة اللادين، متمنيا وجود دولة مدنية تقوم على احترام جميع الأديان والشرائح في المجتمع في مصر. وموضحاً أن العلمانية الحديثة لا تتعارض مع الدين بل يجب عليها أن تتعايش معه.

ودعا أردوغان، خلال لقائه مع الإعلامية مني الشاذلي على قناة "دريم" في برنامج "العاشرة مساء" ، إلى وضع دستور مصر يقوم علي المبادئ التي من شأنها أن ترسي قواعد دولة مدنية حديثة تتيح للجميع أن يدين بالدين الذي يريد، حيث ضرب مثلاً عن نفسه بقوله أنا لست علمانيا بل مسلم و رئيس وزراء لدولة علمانية مؤكّداً أنه لا تعارض بين الإسلام والعلمانية بمفهومها الحديث.

وفي نص إجابته على سؤال للشاذلي حول هذا الموضوع قال أردوغان: مفهوم العلمانية ليس مفهوم رياضيات كأن نقول حاصل 2 ضرب 2 يساوي 4، فتعريفات المفاهيم الاجتماعية تختلف فيما بينها، فالعلمانية في المجتمع الانجلوسكسوني لها مفهومها المختلف عنه في أوروبا، كما أن المفهم التركي لها مختلف، وقد دفعنا ثمنا باهظا من أجل ذلك المفهوم في تركيا.

وأضاف: في دستور 1982 تم تعريف العلمانية بأن معناها وقوف الدولة على مسافة متساوية من جميع الأديان، أما الأشخاص فلا يكونون علمانيين، يستطيعون أن يكونوا متدينين أو ضد الدين أو من أديان أخرى، فهذا شيء طبيعي.

واستطرد رجب طيب أردوغان: مثلا في مصر هناك مسلمون وهناك غير مسلمين كالأقباط ومن ينتمي إلى ديانات أخرى، وفي تركيا 99% مسلمون إلى جانب أديان أخرى، إلا أن الدولة على مسافة متساوية في تعاملها مع كل هذه الفئات والشعوب.
وأضاف: يجب على المسلم أن يعيش دينه بكل حرية وكذلك المسيحي واليهودي وغيرهما، وأن تضمن الدولة هذا، وعندما ننظر إلى حضارتنا السابقة في التاريخ الإسلامي ترون الأمثلة كثيرة.

وقال: أنا أؤمن بأن المصريين سوف يقيمون هذا الموضوع بكل جدية في هذه الفترة الانتقالية وما بعدها خصوصا ما يتعلق بالديمقراطية ومسيرتها، وسوف يكتشفون أن الدولة العلمانية لا تنشر اللا دينية ولكنها تحترم كل الأديان وأن يعيش كل فرد دينيه ويجب ألا يقلقوا من هذا الشيء.

ونصح إردوغان الذين يعدون الدستور المصري الجديد بالحرص على ضمان وقوف الدولة على مسافة متساوية من جميع الأديان والفئات وعدم حرمان الناس من أن يعيشوا دينهم واعطاؤهم ضمانا لذلك، فإذا بدأت الدولة بهذا الشكل فإن المجتمع كله سيجد الأمان، المسلمون والمسيحيون وغيرهما من أديان أخرى واللا دينيون، فحتى الذي لا يؤمن بالدين يجب على الدولة أن تحترمه.. إذا تم وضع تلك الضمانات فهذه هي الدولة العلمانية.

وشدد قائلا: الدولة تكون علمانية ولكن الأشخاص ليسوا علمانيين "رجب طيب أردوغان ليس علمانيا وإنما مسلم ولكنه رئيس وزراء دولة علمانية ويفعل ما توجبه هذه الدولة". وأشار إلى الجدل السائد في مصر ردا على سؤال منى الشاذلي حول اعتقاد البعض بأن الدولة العلمانية دولة كافرة، أجاب أردوغان: بعد تصريحي هذا أظن أنهم سوف يفهمون بشكل مختلف وسوف يناقشون ما أقوله. أقول للشعب المصري لا تقلق ويجب أن تأخذوا هذه الفكرة من هذه الزاوية، وأتمنى أن تستفيد الدولة العلمانية في مصر من الأخطاء التركية ونتناقش ونتبادل الأفكار والتجارب.

وأنهى حديثه حول ذلك مضيفا: أؤمن أن مصر ببنيتها البحثية العلمية تستطيع انجاز هذا الموضوع بكل سهولة.
ثم وصف مصر بكلمات لأغنية تركية كلاسكية غناها فى إحدى لقائاته جاء فيها:

أقول لمصر إننا مشينا فى هذا الطريق مع بعض و نحن تبللنا فى نفس المطر مع بعض و فى كل أغنية أسمعها كل شئ يذكرني بك". ثم قال: إلى إخواني فى مصر أرسل إليكم تحية السلام لأن ديينا هو دين السلام دييننا هو الإسلام ".

وعلق القيادي في جماعة الإخوان المسلمين لقناة "العربية" بقوله إن كلامه موجه في الأساس للشعب التركي فقد رأى بعد وصوله للقاهرة اللافتات التي تتحدث عن الخلافة الإسلامية، وبذكائه أراد أن يطئن الأتراك على الدولة العلمانية. جدير بالذكر أن حواره مع منى الشاذلي الذي تضمن تصريحه حول العلمانية سبق زيارته لمصر ، حيث أجرته الإعلامية المصرية في اسطنبول وقال فيه إنه سيصطحب عائلته معه لأنه يعتبر أن مصر أيضا عائلته التي سيزروها مضيفا "نحن نحب الشعب المصري في الله".

وقال المتحدث باسم الجماعة الدكتور محمود غزلان في تصريحات صحافية إن تجارب الدول الأخرى لا تستنسخ، وأن ظروف تركيا تفرض عليها التعامل بمفهوم الدولة العلمانية، معتبراً نصيحة رئيس وزراء تركيا للمصريين تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلاد



-----------------------------


طرد السفراء وسحبهم مسألة تخضع لحسابات كثيرة ومعقدة
المرشح الرئاسي المصري سليم العوا: التصعيد ضد إسرائيل في الوقت الحالي حماقة
--------------------------------------------------------------------------------





دبي - العربية.نت

أعلن الدكتور محمد سليم العوا إنه ضد التصعيد لمواجهة الموقف الإسرائيلي الآن، لأن التصعيد في الوقت الحالي حماقة، ولكن حق مصر ينبغي أن يؤخذ من إسرائيل، وفقا لتصريحات صحافية. وأوضح العوا في توضيح نشر في "بوابة الأهرام" الأحد 21-8-2011، أن طرد السفراء وسحبهم مسألة تخضع لحسابات كثيرة ومعقدة، ولا يجوز اتخاذ قرار انفعالي بشأنها، كما صرح العوا أثناء المؤتمر الجماهيري بمنطقة كوبري الناموس بالإسكندرية أن مقتل القناص الإسرائيلي وشخصين آخرين معه من القوات الإسرائيلية، وإن كان قد وقع من نيران مجهولة من منطقة طابا إلا أنه أمر يؤكد لإسرائيل أن أوضاع مصر لم تعد كما كانت، وأن أي عدوان عليها سيرد عليه فورا. ووفقا لتقارير صحفية نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط فإن العوا كان قال خلال لقائه الجماهيري بالإسكندرية "إنه في ظل الأوضاع الراهنة والمرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر يجب الحذر في التعامل مع ردود الأفعال وعدم اتخاذ أية إجراءات تصعيدية غير محسوبة"، مشددا على ضرورة استرجاع كافة الحقوق المصرية، ومؤكدا أن تلك السفارات تعتبر أرضا آمنة غير مقبول شرعا الاعتداء عليها أو حرقها. يذكر أن محمد سليم العوا أحد أبرز المرشحين للرئاسة المصرية، وحصل على ترتيب متقدم في معظم الاستفتاءات الإعلامية لمرشحي الرئاسة، وبالرغم من أنه لم ينل المركز الأول في الترشيحات من قبل. وكان العوا أمينا عاما لاتحاد علماء المسلمين سابقا، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وبالإضافة لكونه عالما شرعيا فهو فقيه قانوني، ومنظر إسلامي، كان من المشاركين في الثورة ضد نظام مبارك، حيث اعتصم مع المتظاهرين في ميدان التحرير لمدة 16 يوما.
----------------------

عسكر وحرامية
-مامون فندى


الواو في العنوان ليست واو العطف، فقد تراجعت قيم العطف في مصر، ولكن اللعبة القديمة التي كان يلعبها الأطفال في شوارع المحروسة «عسكر وحرامية» والتي تغنى بها محمد منير في مسرحية ذات مغزى بعنوان «الملك هو الملك»، لها مدلولات على مستويات متعددة وفيها توصيف للحال؛ على المستوى السياسي، على مستوى سرقة الثورة من حرامية من نوع آخر، وعلى مستوى الجريمة في الشارع، وعلى مستوى الحرامية الكبار من أركان النظام القديم. «عسكر وحرامية» لعبة، ولكن الأمور في مصر اليوم «مش لعبة». الواو ليست واو العطف، فالعسكر من جهة والحرامية من جهة أخرى، وقد نجح العسكر في تجنيب البلاد حكم الحرامية الكبار الذين سرقوا أراضي الوطن و«سقّعوها» من أجل أن يزيد السعر، وزاد سعر الأراضي وأغاني اللصوص وبخسائر ثمن الوطن. المشكلة لم تعد في الحرامية الكبار الذين يقفون خلف القضبان في المحكمة في انتظار حكم قضاء عادل. التحدي الذي يواجه العسكر اليوم هم صغار الحرامية لا كبارهم. «عسكر وحرامية» لعبة وأصبح الوطن كله لعبة. وأسمع صوت منير يصدح «طفِّي النور يا بهية»،


ولكن نور الثورة وجذوتها لن تنطفئ، أيا كانت أعداد الحرامية وقوتهم. عندما تسلق الشاب المصري أحمد الشحات عمارة مكونة من أربعة عشر طابقا على المواسير وسماه البعض «سبايدرمان مصر» اختلط الخط الفاصل بين العسكر والحرامية. تسلق المواسير وصولا إلى الدور الرابع عشر ليس هواية لكل المصريين وليس هواية للثوار الذين كانوا على الأرض في ميدان التحرير، ثوار لا يجيدون لا تسلق المواسير ولا التسلق السياسي ولا الاجتماعي، ثاروا جميعا ضد ذهنية التسلق التي أصبحت السمة الرئيسية للنظام البائد في آخر أيامه. لدينا نوعيات من المصريين القادرين على تسلق المواسير: الحرامية بحكم المهنة سواء كانوا حرامية كبارا أو حرامية حبال الغسيل، أما النوعية الثانية من أبناء الوطن القادرين على التسلق بحكم التدريب فهم العسكر ممن تدربوا على المهمات الخاصة، ولا ندري من تسلق على مناشير العمارة، العسكر أم الحرامية، وماذا كان الهدف، فلم يكن هناك شيء يُسرَق. ومع ذلك فالواو ليست واو العطف، والسرقة أمر غير معطوف على ما قبله فهو عمل مستقل بذاته. وبعده طفّت بهية النور «طفِّي النور يا بهية كله عساكر دورية.. وجوزك راجع من سوقه.. راكبه الهم وبيسوقه، نطوا العسكر من فوقه.. دورية ورا دورية.. وطفِّي النور يا بهية». عندما قامت انتفاضة الشباب في 1977 ضد نظام السادات سماها السادات، وهو من العسكر، «انتفاضة حرامية». وهاهم من سماهم السادات بقادة انتفاضة الحرامية يتصدرون المشهد كمرشحي رئاسة محتملين.


مات السادات «وشبع موت»، ولكن أبطال انتفاضة 77 لم يموتوا، بل يتصدرون المشهد، عبد المنعم أبو الفتوح الذي واجه السادات بجرأة وقال له السادات يومها «اقعد يا ولد»، وحمدين صباحي، وغيرهما من قيادات الحركة الطلابية في السبعينات من القرن الماضي، وصفهم السادات، وهو من العسكر، بوصف «انتفاضة الحرامية» وهم طلاب في ريعان الشباب وفي رومانسية الثورة، ولكن من وصفوا بحرامية الأمس هم شرفاء اليوم، وهم ربما أكثر المرشحين قبولا، ولكن بقيت معادلة العسكر والحرامية في لعبة الأطفال الصغار هي الحاكمة للمشهد المصري ولعبته السياسية والتي بدا أنها، في استهدافها ومراعاتها في اتخاذ القرارات السياسية، لا تختلف كثيرا عن لعبة الأطفال ذاتها، إذ ينصب العسكر لمن يظنونهم بالكراهية كمائن توقع بهم وآخرها تفعيل قانون الطوارئ ضد الحرامية. «خالك راجع من مكة.. طلعلوا العفاريت في السكة.. ألف.. ولاد الجنية.. وطفِّي النور يا بهية»، ويبدو أن الأنوار بدأت تنطفئ بعد قانون الطوارئ. الحرامية أيضا هم حرامية الثورة، الذين سرقوا الثورة من شباب نقي وبريء أراد لوطنه أن يأخذ مكانه بين الأمم المتحضرة وما إن أنجز ثورته وتنحى مبارك حتى رأى أمام عينيه أن الحرامية يسرقون الثورة ولكن تحت عيون العسكر هذه المرة.


الواو واو العطف ولكن لم يتعاطف الحرامية في لحظة نادرة من الثورة ويتطهروا وينضموا إلى الثورة، بل وقفوا في الطرقات يحملون الجنازير والأسلحة البيضاء والآلية، يميلون الثوار ويذهبون الثورة. الواو ليست واو عطف في موضوع الثوار والعسكر والحرامية. ذات اللعبة الطفولية يلعبها الحرامية مع العسكر على مستويات متعددة، المحاكمات مستمرة وكان آخرها وقوف صفوت الشريف في القفص بالأمس، ومن قبله وقف حبيب العادلي وعساكره وهم عسكر من نوع مختلف. البلطجية في الطرقات، وظهرت أسلحة الـ«آر بي جي» القادمة من الحدود الشرقية عبر سيناء والقادمة من الغرب من تخوم الثورة الليبية، ظهرت هذه الأسلحة في شوارع القاهرة، ولكن اللعبة ما زالت بين العسكر والحرامية جائزتها هي سرقة الثورة. ولكن الثورة باقية، وجذوتها تملأ الميادين المصرية رغم إرهاب قانون الطوارئ ورغم إرهاب الحرامية. الواو ليست واو عطف، بالتأكيد سيأتي اليوم الذي يصدح فيه صوت الثورة وصوت محمد منير مرة أخرى طالبا من بهية أن تشعل الأنوار «قيدي النور يا بهية.. كل العسكر...... قيدي النور قيدي النور.. قيدي النور». وبهذا المشهد تكون اللعبة قد انتهت، ولن يكون الملك هو الملك، فالثورة هي الملك. *نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية






Post: #44
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-18-2011, 08:13 AM
Parent: #43

مرشحو الرئاسة يجددون الثقة في المشير ورفاقه..


حزب الوفد يفتح أبوابه لمطاريد النظام البائد
حسام عبد البصير
2011-09-16


القاهرة - 'القدس العربي':


خرجت الصحف المصرية الجمعة وعناوينها الرئيسية عن حكم السجن المشدد على عز ورشيد وصور لمبارك ونجليه في القفص وأخرى لحبيب العادلي والانهيار بدا على ملامحه.. أما خصوم مبارك من المعارضين فقد تركوه لحال سبيله منشغلين برغبة صادقة في بناء مصر جديدة لا مكان فيها للظلم والظالمين.. ومن موضوعات الأمس إنشغال الأحزاب والقوى الوطنية بالانتخابات البرلمانية المقبلة وطلب مرشحي الرئاسة من المجلس العسكري التعجيل بالانتخابات الرئاسية. أما صفحات الحوادث فقد طفحت بعشرات القضايا من قتل وسرقة. وحفلت الصحف بالعديد من المعارك الصحافية والسياسية بين أصدقاء الأمس الذين تحولوا لخصوم بسبب الصراع المحتدم في سوق الانتخابات.

مرشحو الرئاسة لم يسحبوا الثقة من المجلس العسكري

نفى عمرو موسى المرشح المحتمل للرئاسة أمس ما نشرته بعض الصحف عن صدور إنذار من مرشحي الرئاسة بسحب الثقة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ما لم تنظم الانتخابات الرئاسية في شباط/فبراير المقبل وأوضح موسى أن الاجتماع الذي عقده المرشحون السبعة المحتملون للرئاسة أمس الأول لم يرد فيه مثل هذا الموقف. كما نفى ما تردد عن اختيار أحدهم للقاء المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى، أو أعضاء المجلس، وأكد أن الاجتماع تناول العلاقات بين كل القوى السياسية في مصر خلال هذه المرحلة، واقترح خلاله أيضا إمكان تشكيل مجلس استشاري يضم شخصيات عامة وهيئات سياسية للتعاون مع المجلس العسكري وقال: إن هذه الجهود ترمي إلى بناء توافق وطني، وحذر من محاولات تسريب أنباء غير دقيقة للوقيعة بين القوى الفاعلة في مصر.. وأضاف موسى في تصريحات لـ 'الأهرام' أنه عندما تنتهي المناقشات ويتبلور منها موقف نهائي سيتم رفعه للمجلس العسكري بعد التشاور مع القوى السياسية الفاعلة في المجتمع.. وكان المرشحون السبعة المحتملون للرئاسة قد عقدوا اجتماعا ثانيا أمس لاستكمال مناقشاتهم، وحضر اللقاء مع موسى الدكتور محمد البرادعي، والدكتور سليم العوا، والدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، والمستشار هشام البسطويسي، وحازم أبو إسماعيل، وحمدين صباحي.

مسلح يختطف باصا لاجبار شركته على إعادته للعمل

نجحت قوات الأمن بجنوب سيناء في تحرير أوتوبيس على متنه41 راكبا من العاملين بشركة بترول بلاعيم عقب قيام مسلح باختطافهم تحت تهديد السلاح بطريق الطور أبو رديس لإجبار الشركة على إعادته للعمل مرة أخرى بعد أن تم فصله، وقد تلقى اللواء محمد نجيب عيسى مدير أمن جنوب سيناء إخطارا باختطاف الأوتوبيس، وعلى متنه العاملون بعد انتهاء يوم عملهم بالشركة، حيث كلف العميد جمال عبدالباري مدير المباحث الجنائية بتحرير الأوتوبيس والمختطفين تم العثور على الأوتوبيس بمعاونة مشايخ القبائل البدوية، وتبين قيام أحد العاملين المفصولين من الشركة، بمساعدة أحد أقاربه باستخدام سلاح وذلك بهدف إجبار الشركة على إعادته للعمل مرة أخرى.

طلاب الجامعة الأمريكية ينزلون العلم الأمريكي

فشلت المفاوضات بين الطلاب والعاملين المعتصمين بالجامعة الأمريكية وبين إدارة الجامعة وأنزل الطلاب المعتصمون العلم الأمريكي من فوق مبنى الجامعة وسلموه لإدارة الجامعة، تعبيرا عن رفضهم لأسلوب وتصرفات رئيستها ليزا أندرسون. وكانت رئيسة الجامعة قد التقت على مدى أربع ساعات أمس بالطلاب والعاملين لبحث سبب اعتصامهم المستمر منذ خمسة أيام، ولم تستجب لأي من المطالب، ووصفت المحتجين بعبارات يعتبرونها غير لائقة، وقرر الطلاب والعاملون الاستمرار في الاعتصام داخل الجامعة لحين تحقيق مطالبهم واقالة رئيسة الجامعة.

أحياء قرى النوبة القديمة

اجتمع أمس عصام شرف رئيس مجلس الوزراء مع المجموعة الثالثة من أهالي النوبة حيث استمع إلى قضاياهم ومشكلاتهم، ويأتي اللقاء بعد اجتماعه بمجموعتين من أهالي النوبة.. أطلع شرف اعضاء الفريق على ما تم الاتفاق عليه بشأن إنشاء هيئة تنمية ضفاف بحيرة ناصر وجنوب السد العالي وقرى النوبة القديمة، وبما يضمن تحقيق التنمية المستدامة ومراعاة الاشتراطات البيئية وأكد رئيس مجلس الوزراء أنه سوف يتم تفعيل ما اتفق عليه بشأن النوبة، وتحويل الموضوع للجنة التشريعية لمجلس الوزراء من أجل إعداد مرسوم بقانون لإنشائها وتشكيلها وتحديد اختصاصاتها ثم عرضه على اللجنة الوزارية المختصة بمشكلات النوبة تمهيدا للعرض على مجلس الوزراء.

وفاة خالد عبد الناصر

توفي إلى رحمة الله بعد ظهر أمس بمستشفى المقاولون العرب الدكتور خالد عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بعد صراع طويل مع المرض وكانت قد أجريت للفقـــيد الراحل جراحة في الأمعاء أعقبـــتها مضاعفــــات أدت إلى الوفاة. والفقيـــد كان يعمل أستاذا في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وهو من مواليد1949 وستـــقام صلاة الجنازة بعـــد صلاة الجمعة(امس) في مسجد جمال عبد الناصر بكوبري القبة، والعزاء اليوم بمسجد القوات المسلحة بالنزهة.

عرافة مبارك تطلب العفو عنه

أمام اكاديمية الشرطة حيث تعقد محاكمة الرئيس المخلوع حضرت للمرة الثانية الشيخة ماجدة عرافة الرئيس المخلوع حسني مبارك كما تطلق على نفسها في مظاهرات تأييده امام المحكمة .. وقالت الشيخة ماجدة انها مع الحق وان اهانة مبارك غير مقبولة، وطالبت المجلس العسكري بالعفو عن مبارك ووقف محاكمته .. كما شهدت الأكاديمية حضور عدد من الأطفال حاملين صور بعض الشهداء وأعلام مصر .. وقالوا انهم حضروا للمطالبة بحق الشهداء .. كما شارك عدد من أنصار الشيخ عمر عبد الرحمن وطالبوا المجلس العسكري بالتدخل لدى السلطات الأمريكية لإخلاء سبيله .
وامام أكاديمية الشرطة جلس رجل في الأربعين من عمره يحمل لوحة خشبية تضم هيكلا خشبيا لدبابة اشارة إلى الجيش ونقالة خشبية اشارة إلى مبارك في القفص وشخصين اشارة إلى صفوت الشريف وأحمد سرور فضلا عن سيدة اشارة إلى سوزان مبارك .. اللوحة تضم أيضا علم مصر وعبارة كتب اسفلها: مبارك لربه كفاية يا رب أيدي فاضية.

هدنة بين محكمتي الاستئناف والنقض

شهد حفل تكريم المستشار السيد عبد العزيز عمر رئيس محكمة استئناف القاهرة وعضو مجلس القضاء الاعلى هدنة في الخلاف المشتعل بين محكمة الاستئناف والنقض بشأن تعديل قانون السلطة القضائية .. وأجمع 400 قاض بمحكمة الاستئناف حضروا الحفل على ان التعديل لا بد أن يتضمن منح رئاسة مجلس القضاء الأعلى لاقدم اعضاء المجلس سواء رئيس محكمة النقض او رئيس محكمة استئناف القاهرة .
وقد شهد الحفل الذي أقيم بمناسبة بلوغ المستشار السيد عبد العزيز عمر 70 عاما واحالته للمعاش مشاعر مؤثرة .. حيث أغرورقت عيناه بالدموع وهو يقول كلمة الوداع، كما أغرورقت عينا المستشار طه شاهين بالدموع وهو يلقي كلمة مستشاري المحكمة .

لم يتحقق من مطالب الثورة سوى دخول مبارك القفص

قال أيمن نور المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ان المناخ العام الذي نعيشه الآن من فوضى وحصار للاعلام وإلغاء تراخيص الفضائيات هو الذي يدفع الناس للقول بأنها زهقت من الثورة، وأكد ان المصريين إذا كانوا فوضوا أحدا لرعاية هذه الثورة من وزارة أو مجلس عسكري فليس لهم الحق في ان يسيطروا على أهداف ومطالب. واضاف انه لم يتحقق من مطالب الثورة إلا دخول حسني مبارك القفص ومحاكمته لان فلول النظام والاعلام السابق القديم بيشتغلوا على قضية واحدة وهي ان يحولوا الثورة إلى شيطان .. وقال ان فلول النظام ' زهقت الناس ' وشيطنة الثورة وان الثورة هي اللي جابت الفقر والفوضى وقانون الطوارئ، الثورة التي خرجت من أجل الغاء قانون الطوارئ وبعد 6 أشهر يأتي قانون الطوارئ بشرعية الثورة.

إجتماع للسبعة الكبار المرشحين للرئاسة

أكدت مصادر لصحيفة 'الأخبار' أن إجتماعاً بين أبرز المرشحين المحتملين للرئاسة عقد أمس وحضره كل من : محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي ومحمد سليم العوا وعبد المنعم أبو الفتوح وممثلين عن المستشار هشام البسطويسي وحازم صلاح أبو اسماعيل . وتم خلال الاجتماع مناقشة الإسراع في الإعلان عن تكوين جبهة موحدة لمرشحي الرئاسة للضغط خلال الفترة القادمة لسرعة إجراء الانتخابات الرئاسية عقب الانتخابات البرلمانية وتهيئة الأجواء بين القوى والأحزاب السياسية من أجل مرور الانتخابات القادمة في أجواء هادئة بعيداً عن المشاحنات والصدامات السياسية حتى يعود الاستقرار بأسرع ما يمكن .. وأكدت مصادر أنه يجري إعداد وثيقة جماعية للمرشحين جميعاً ستصدر قريباً يتم فيها إيجاد حلول ومخارج للمشكلات التي تواجه إجراءات الانتخابات البرلمانية الآن، وأنه تم الاتفاق أيضاً على إعداد وثيقة أو خطاب سيتم إرساله للمجلس العسكري للمطالبة بمناقشته في مطالب القوى السياسية واقتراح بعض الحلول العملية للمعوقات التي تواجه إنهاء المرحلة الانتقالية قبل شهر فبراير القادم .

حزب الوفد أصبح مأوى لفلول الوطني

وإلى المعارك الصحافية ونبدأ بتلك الهجمة الشرسة التي شنتها في صحيفة 'الأخبار' د . منى مكرم عبيد على حزب الوفد، مؤكدة ان الوفد لم يعد له غير اسم له تاريخ، ولم يعد معقلا لليبرالية المصرية، مشددة على انها كانت تتمنى ان يقود حزب الوفد التيار الليبرالي ويتصدر المشهد السياسي بعد ثورة 25 يناير لينفض عن وجهه ما علق به من شبهات اضفاء الشرعية على النظام البائد .. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الحزب المصري الديمقراطي امس بمناسبة انضمام د . منى مكرم عبيد للحزب . واشارت منى مكرم عبيد ان هناك بعض المواقف التي اقدمت عليها قيادات الوفد الحالية دفعتها إلى الاستقالة من الوفد والانضمام إلى الحزب المصري الديمقراطي، على رأسها ضم الوفد لقوائم مرشحيه عددا من فلول الحزب الوطني، الامر الذي سبب انقسامات داخل الحزب، ودفعت اثنين من النواب المحترمين مصطفى الجندي وعلاء عبد المنعم إلى تجميد عضويتهما بالحزب اعتراضا على هذا الامر.

.. و'التجمع' يبحث عن لمّ الشمل

بدأت أجواء المنافسة الانتخابية على رئاسة حزب التجمع والمراكز القيادية فيه خاصة بعد الاجتماع الذي عقده المجلس التشاوري للحزب أمس وتم خلاله الاتفاق على إجراء المؤتمر العام للحزب يوم 5 أو 6 أكتوبر القادم .. وتم خلال الاجتماع بحث سبل امتصاص غضب أعضاء الحزب خاصة من القيادات الشبابية والقيادات القديمة التي تأمل في الفوز بمنصب رئيس الحزب خلال الفترة القادمة وتوصل الاجتماع إلى أن السبيل الوحيد لعدم حدوث انشقاقات وصراعات حادة من الممكن ان تعصف بالحزب من الحياة السياسية خلال الفترة القادمة في حالة تأجيل موعد المؤتمر العام إلى ما بعد انتخابات مجلس الشعب .. وقررت الاسماء والرموز الحزبية في التجمع سحب استقالاتها التي تقدمت بها قبل أيام لرئيس الحزب د . رفعت السعيد اعتراضا على تأجيل موعد المؤتمر العام. وكان أبرز الاسماء التي تراجعت عن استقالتها هم أمينة النقاش وخالد تليمة ومجدي شلبية واحمد عبد القوي وسوزان السيد .

هجوم على الإخوان بسبب استقبالهم سفير الدنمارك

استقبل الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين امس كريستيان هوب سفير الدنمارك بالقاهرة والذي اشتهرت دولته بالرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم .وتناول اللقاء الأحداث الجارية على الساحة المصرية بعد مرور عدة أشهر على ثورة يناير . وأكد مرسي على أهمية الدعم العالمي للاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة التي تمرُّ خلالها مصر بمرحلة ترميم، وإصلاح الكوارث التي أدى إليها الفساد المنتشر داخل أروقة الدولة بكافة مؤسساتها، إضافة إلى بناء الدولة الذي سيحتاج جهود كافة أبناء مصر وأصدقائها في أرجاء العالم .تسبب اللقاء بغضب بين أبناء التيار الاسلامي بسبب موقف الدنمارك من الرسوم المسيئة للنبي الكريم.

طاقم أمن السفارة الإسرائيلية غادر القاهرة

غادر القاهرة أمس الطاقم الأمني الذي كان متبقيا بالسفارة الإسرائيلية بالقاهرة بعد إجلاء سفيرها وأطقمها عائدين إلى تل أبيب . وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة ' الطاقم مكون من الوزير المفوض ومدير الأمن ونائبه، حيث غادروا على رحلة إير سينا المتجهة إلى تل أبيب '.

شاهين: قانون الطوارئ للبلطجة فقط

أكد اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة انه ستتم مواجهة ظاهرة البلطجة وكل من يهدد أمن مصر بكل حسم .. واضاف ان قانون الطوارئ سينتهي العمل به في 2102 وانه نتيجة لحالات الشغب التي حدثت مساء الجمعة الماضي أمام وزارة الداخلية والسفارة الإسرائيلية كان القرار بتفعيل قانون الطوارئ . وأشار اللواء شاهين إلى ان المجلس الأعلى للقوات المسلحة أدخل بعض الجرائم تحت قانون الطوارئ ومنها البلطجة والتخريب واثارة البلبلة واحراز السلاح والذخيرة والإرهاب وكل ما يهدد الأمن القومي وتجارة المخدرات .. وأكد انه لا علاقة بين قانون الطوارئ والتظاهر السلمي .

الاخوان يفوزون بنصيب الأسد في انتخابات المعلمين

أكتسح اعضاء جماعة الاخوان المسلمين انتخابات اللجان النقابية للمعلمين بمحافظات الاسكندرية والقليوبية والشرقية وبورسعيد وحصل بقايا الوطن والاخوان على نصيب الاسد في اسيوط وقام عدد من المعلميين بالفيوم بالاعتصام بمبنى عام ديوان المحافظة احتجاجا على النتائج . . اظهرت نتائج الفرز في انتخابات اللجان النقابية بالقليوبية التي اجرت امس الاول رغم الحكم بوقفها عن اكتساح قائمة الإصلاح والتغيير الممثلة لمرشحي الاخوان المسلمين ببندر ومركز بنها. كما فاز مرشح الإخوان أشرف طبل بمنصب نقيب المعلمين بالإدارة التعليمية بالقناطر الخيرية وفاز مرشح الجماعة محمد سيد محمد يوسف بمنصب نقيب المعلمين بالإدارة التعليمية بالخانكة، وفي الشرقية فازت الجماعة بنسبة 95 ' من عضوية اللجان النقابية للمعلمين ، والتي أجريت في 16 إدارة تعليمية فقط لإلغاء الانتخابات في مركزي الحسينية وفاقوس للتزاحم الشديد و غياب التواجد الأمني .

33 ائتلافا شاركوا في جمعة 'لا للطوارئ'

أعلن 33 ائتلافا شبابيا مشاركتهم في جمعة ' لا للطوارئ ' بينما أعلنت معظم الأحزاب السياسية والقوى الإسلامية عدم مشاركتها في هذه الجمعة نظرا لعدم اقتناعهم بجدواها في هذا التوقيت نظرا للظروف الصعبة التي مرت بها البلاد بعد الجمعة الأخيرة .. فيما أكدت أحزاب الغد الجديد والمساواة والحرية وأنت مصري والجبهة السلفية مشاركتها .
من جانبه أكد د.سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة ان الحزب لن يشارك في مظاهرة الجمعة نظرا لأن مصر تمر حاليا بمرحلة حساسة تحتاج إلى الاجماع على كلمة واحدة والتوافق على أية فعاليات قبل عقدها، بينما أعلن أحمد دراج مساعد المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير أن الجمعية لن تشارك في مليونية الجمعة، مشددا على رفض الجمعية لتفعيل قانون الطوارىء .. وهو نفس ما أكده د . رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ..من جهة أخرى أكد د . طارق زيدان رئيس حزب ثورة مصر أنه لم يعد من الضروري الدعوة لمليونيات قادمة في الوقت الحالي إلا إذا حدث شيء يشكل خطورة وتهديدا لنجاح الثورة مستنكرا الدعوة لحملة لا للطوارىء .

السلفيون يطلقون حزبهم الرابع

أسس التيار السلفي حزبا جديدا يحمل اسم 'الإصلاح'، ليصل عدد الأحزاب الناطقة بلسان السلفيين إلى 4 هي: 'النور' و'الأصالة' و'الفضيلة' و'الإصلاح'، الذي قدم التيار أوراقه إلى لجنة الأحزاب قبل أيام. قال خالد منصور، عضو المكتب السياسي لحزب الإصلاح، إن أغلب المؤسسين من شباب السلفيين، لكن برنامجه يختلف عن برامج بقية الأحزاب السلفية، حيث كان يستند إلى آراء علماء الدين في مرجعيته.
وأضاف 'منصور' أن فكرة الاندماج بين الأحزاب، التي تنتمي للتيار السلفي في حزب واحد قوي، هي الأفضل، وربما تجبر الحياة السياسية السلفيين على ذلك، موضحا أن فكرة التعددية تقوم على أن كل مجموعة لديها فكر مختلف من الأفضل أن تنشئ حزبا يعبر عن آرائها، وأن 'الإصلاح' سيدخل الانتخابات المقبلة بالتنسيق مع الأحزاب الإسلامية.

لماذا يعجب المصريون بأردوغان؟

ما زال الحديث بين النخبة حول حاجة مصر إلى رمز تلتف حوله الجماهير ويبدو أن مثل ذلك المطلب صعب المنال خاصة بعد أن حاصر الرئيس المخلوع أي وجه تلتف حوله الجماهير طيلة سنوات حكمه. يقول محمد صابرين في زاويته بـ'الأهرام':' مثل كل الشعوب فإنها تنتظر الفارس الذي يخفف آلامها، ويمنحها الأمل والرؤية العظيمة لمستقبلها معه، ولو لم يكن موجودا لاخترعته، ومصر شهدت أعظم ثورة صنعها الشعب دون قائد أو رمز، إلا أن الاحتفاء المبالغ فيه بشدة برئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان.. بل ومن قبله الإعجاب غير المبرر بأوباما في القاهرة كشف عن أن الشعوب دوما تحتاج إلى البطل.. ويمكن للمرء أن يقول مطمئنا إن أحدا في الساحة المصرية لم يستوف شروط البطولة وهذا ما يفسر المقولة الصعبة بأن رئيس مصر المقبل لم يظهر بعد'.

جهات سيادية تطلب وثائق قتل الثوار

طلبت جهات سيادية عليا من 'المصري اليوم'، الوثائق وتسجيلات الفيديو التي كشفتها، واعتمدت عليها في التحقيق الذي نشرته الخميس تحت عنوان: 'المصري اليوم' تثبت في تحقيق استقصائي: وزارة الداخلية استخدمت قناصة لقتل الثوار، تمهيداً لفتح تحقيق مستقل في ملف القناصة ودورهم في قتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة يناير. اهتم بالتحقيق عدد من المدعين بالحق المدني في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها حسني مبارك، الرئيس السابق، وحبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، وعدد من أبرز قيادات الداخلية السابقين، وطالبوا بضمه إلى أوراق القضية، وأشاروا إلى أن الوثائق التي اعتمد عليها التحقيق ستحدث فارقاً كبيراً في مسار القضية، كما تناقل عدد من المواقع الإخبارية العربية وشبكات التواصل الاجتماعي، التحقيق وإبراز الحقائق التي أثبتها، من وجود قناصة داخل وزارة الداخلية عكس ما أكده منصور عيسوي، وزير الداخلية الحالي، واشتراكهم في العنف الذي مارسته الوزارة ضد المتظاهرين خلال أحداث الثورة.

السفارات الأجنبية لم تطلب حماية أجنبية

نفى المستشار عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، وجود 'أي طلبات من سفارات أو بعثات دبلوماسية أجنبية تعمل في مصر لاستقدام قوات أو أفراد حراسة من بلادها لتأمين المنشآت الدبلوماسية الأجنبية في القاهرة وقال رشدي لـ 'المصري اليوم': 'لا صحة لهذا الأمر على الإطلاق'، مشددا على أن أجهزة الأمن المصرية مستعدة وقادرة على تأمين جميع المنشآت والسفارات والهيئات الأجنبية المتواجدة على أرض مصر..وكانت أنباء قد ترددت أن مصر تلقت طلبات من بعض الدول لإرسال أفراد لتأمين بعثاتها الدبلوماسية بعد قيام متظاهرين مصريين باقتحام السفارة الإسرائيلية.

العوا خائف من تفتيت أصوات الاسلاميين

تبدو آراء المفكر محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية مثيرة للجدل في كثير من الأحيان، وعلى سبيل المثال فهو يرفض التنازل لأي من المرشحين الذين يمثلون هذا التيار وهما عبد المنعم أبو الفتوح والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل. وبالرغم من ذلك طالب العوا بتوحيد أصوات الإسلاميين خلف مرشح واحد في انتخابات الرئاسة المقبلة، وحذر من تأجيل الانتخابات. وقال - خلال مؤتمر جماهيري، نظمه حزب الوسط إن ما أعلنه الوزير أسامة هيكل عن العمل بالقانون وإحالة المتهمين إلى محاكم أمن الدولة العليا طوارئ 'كلام خطير جداً' .واعترف العوا بأن المحاكم العسكرية أقل شراً وضرراً من محاكم أمن الدولة العليا طوارئ، لأننا نستطيع أن نطعن في حكم المحكمة العسكرية أمام المحكمة العسكرية العليا أو النقض العسكرية، أما محكمة أمن الدولة العليا طوارئ فحكمها باتّ لا رجعة فيه ولا نقض له ولا طعن عليه وقال: 'أقولها قوية، دولة مدنية بمرجعية إسلامية، واللي مش عاجبه ما ينتخبنيش'.

الاخوان رفضوا لقاء وفد سوري

أكد الدكتور محمود غزلان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين انسحاب وفد المعارضة السورية من لقاء الإخوان، احتجاجاً على رفض الجماعة السماح لأميرة الرفاعي، مرافقة الوفد بحضور اللقاء. قال غزلان علمت أن معهم فتاة مصرية فطلبت من السكرتير الإعلامي لمكتب الإرشاد أن تنتظر الفتاة في الخارج، ولكنها رفضت الخروج بشدة، فلما تم إبلاغ أعضاء الوفد السوري بأن هذه رغبتي، أبوا وأصروا على بقائها وإلا سينصرفون. من جانبه، قال فهد الأرغا المصري، المستشار السياسي والإعلامي لـ'تجمع أبناء الجالية السورية': 'إن لقاء الإخوان مع معارضين سوريين آخرين سواء حصل أو لا هو أمر يعنيهم'، موضحاً أن الوفد السوري الذي يزور القاهرة لا يضم الأسماء التي أعلن عنها موقع الجماعة'.

وزيرا الخارجية والقوى العاملة يزوران ليبيا

بتكليف من المجلس الأعلى للقوات المسلحة قام محمد عمرو، وزير الخارجية، والدكتور أحمد البرعي، وزير القوى العاملة، بزيارة إلى طرابلس حيث بحثا مع سلطات المجلس الانتقالي الليبي استئناف وتعزيز التعاون بين مصر وليبيا. وهما أول مسؤولين عربيين أو إقليميين يزوران العاصمة الليبية بعد نجاح ثورة 17 فبراير.. وقال المستشار عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية 'إن الوزير محمد عمرو يحمل إلى الجانب الليبي حزمة كبيرة من الدعم لتفعيل وتعزيز التعاون بين البلدين بصفة فورية، وبخاصة في المجالات التي تمثل أولوية للجانب الليبي، مثل المعاونة في نزع الألغام حول المواقع الصناعية والبترولية الليبية، والدعم الصحي وطباعة الكتب الدراسية الليبية تفاديا لضياع عام دراسي ثان، كما أبلغ وزير الخارجية الجانب الليبي باستعداد مصر للطيران لاستئناف رحلاتها إلى المطارات الليبية، فور رفع حظر الطيران عن أجواء ليبيا، وإعادة تأهيل مطاراتها.

مترجم يتهم صديق جمال مبارك بالتجسس لصالح الموساد

أكد المترجم توحيد مجدي، الكاتب الصحافي بجريدة 'روزا ليوسف'، أنه يتشرف بعمله السابق كمترجم وصحافي في المركز اليهودي، وقال توحيد: 'لي الشرف في العمل بالمركز اليهودي'، وأوضح توحيد أنه قام بأداء عمله وقتها في سبيل بلده. وأضاف أنه مستعد لاستكمال عمله في أي مكان في سبيل وطنه. ونفى توحيد وفقاً لصحيفة 'الشروق' في مداخلة هاتفية مع برنامج 'مانشيت' على قناة 'أون تي في' الفضائية، اتهام الكاتب الصحافي عبد الله كمال له بتزوير وثيقة تثبت أن كمال كان يعمل جاسوسا في الصحافة المصرية لإسرائيل، قائلاً: 'أنا متأكد من صحة الوثيقة ولا يوجد مجال في التشكيك بها'. وأضاف توحيد أن الجهات المعنية والرسمية في البلاد لديها علم بعمل عبد الله كمال جاسوسا صحفيا لإسرائيل ومن المقرر أن تتخذ قراراتها خلال أيام.
وأشار توحيد، إلى أنه طرد من عمله في جريدة 'روزا ليوسف' في عهد النظام السابق وكان بأمر من الرئيس السابق مبارك، فما كان إلا أنه أنشأ شركة في أواخر التسعينيات وتعثر بعدها مادياً وكتب على نفسه شيكات دون رصيد وأرقام المحاضر التي نشرت مع خبر اتهام عبد الله كمال توحيد مجدي بتزوير الوثيقة هي أرقام محاضر هذه الشيكات وليس كما ادعى.

مباحثات لتقييم آثار سد النهضة الأثيوبي

اتفقت مصر واثيوبيا الخميس على عقد اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية (التي تضم أيضا السودان) الخاصة بتقييم آثار سد النهضة الإثيوبي على أن يحدد الموعد لاحقا، وذلك بعد الانتهاء من مراجعة الشروط المرجعية المقترحة من قبل أديس أبابا حول طبيعة عمل اللجنة ،جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده وزيرا الري المصري هشام قنديل، والاثيوبي 'المايهو تيجنو'. وقال الوزيران إنهما في انتظار الرد السوداني حول هذه الشروط لوضع الصيغة النهائية واعتبارها آلية فنية للتعاون المستقبلي بين الدول الثلاث في مجال تنمية النيل الشرق.

أوروبا ترفع الحظر عن الفاصوليا المصرية

قرر مكتب التمثيل التجاري للمفوضية الأوروبية في بروكسل رفع الحظر على استيراد البقوليات الطازجة أو المبردة من مصر.
وشمل القرار الفاصوليا والبسلة والتي تشكل 70 ' من حجم الصادرات المصرية الزراعية التي تم حظر تصديرها إلى أوروبا، وتبلغ نحو 15 صنفا زراعيا، بسبب أزمة بكتيريا الإي كولاي، بينما يفحص الاتحاد الأوروبي ملف السلع الزراعية المصرية التي يتم تصديرها لأوروبا تمهيدا للإلغاء الكامل لقرار حظر استيراد 15 صنفا زراعيا بسبب البكتيريا السامة وأكد المهندس صلاح معوض، رئيس قطاع الخدمات الزراعية أن الاتحاد الأوروبي رأى أنه من الإجحاف حظر صادرات البقوليات القرنية وخاصة أنها غير مستخدمة في الإنبات على الإطلاق.

سمير غانم يكره 'الفيس بوك' ويتهمه بنشر شائعة وفاته

نفت أسرة الفنان سمير غانم شائعة وفاته التي انتشرت سريعاً وبقوة على مواقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك وتويتر'، دون أن تتم الإشارة إلى مصدرها، وتلقى سمير غانم على تليفونه المحمول اتصالات هاتفية للاطمئنان على صحته، كما لم يتوقف هاتف زوجته الفنانة دلال عبد العزيز عن الرنين، حيث حرص محبو الفنان على الاتصال بها بعد سماعهم للشائعة وتبين في النهاية أنها شائعة سخيفة لا أساس لها من الصحة، لتنضم إلى غيرها من عشرات الشائعات التي تنطلق كل فترة معلنة وفاة نجم محبوب مما يثير الفزع والرعب لدى الجميع. وقد اتهم الفنان الكوميدي سمير غانم الانترنت و'الفيسبوك' بنشر تلك الشائعات السخيفة، لذا فانه لا يتابع ما ينشر من خلالهما، متهما أصحاب النفوس المريضة من أعداء النجاح ممن أزعجهم نجاحه بتسريب تلك الشائعات ونشرها من أجل النيل من النجاحات التي حققها، لذا لا يلتفت إليها على الإطلاق حتى لا تتأثر نفسيته بها وقال أيضا: 'فوجئت بانتشار الخبر بسرعة الصاروخ وتلقيت مئات الاتصالات التلفونية'.

مثقفون مصريون يتبرعون لإحياء مكتبة آشور

تضامن العديد من الكتاب والمفكرين المصريين والعرب وبعض المؤسسات الثقافية العربية مع الحملة المصرية لدعم مشروع إحياء مكتبة آشور بانيبال في الموصل بالعراق، حيث تلقت الحملة من أسرة الشاعر الراحل محمد عفيفي مطر جزءا كبيرا من مكتبته هدية للمكتبة العراقية. كما أهدت جزءا آخر لمكتبة الإسكندرية تشجيعا لإعادة إحياء التراث الإنساني العربي. كما تلقت الحملة مجموعة من مؤلفات الدكتور والمفكر الإسلامي الراحل علي سامي النشار من أهمها كتاب 'في طبائع الملك'، و'الشهب اللامعة في السياسة النافعة'، و'عقائد السلف'، و'شهداء الإسلام'، و'نشأة الدين'.. وتلقت أيضا من الكاتب الساخر ياسر قطامش نسخة من مؤلفاته لإهدائها للمكتبة العراقية، فيما قام الدكتور خالد عزب منسق الحملة بالتبرع بـ 120 كتابا من مكتبته الخاصة بالإضافة إلى جميع مؤلفاته. وكانت الحملة المصرية لدعم مشروع إحياء مكتبة آشور بانيبال في الموصل بالعراق قد تلقت العديد من الطلبات من مفكرين وأدباء وصحفيين عرب من مختلف الدول العربية للمشاركة في الحملة، وعلى رأسهم الدكتور رضوان السيد المفكر اللبناني، والدكتور فيصل الحفيان خبير المخطوطات العربية السوري، والدكتور محمد الأرناؤوط الخبير في شؤون البلقان.



------------------

موقعة ' الجزيرة مباشر مصر': عندما تمدد وزير الاعلام!
سليم عزوز
2011-09-16




لا أعرف ما إذا كان وزير الإعلام المصري أسامة هيكل هو صاحب قرار إغلاق قناة 'الجزيرة مباشر مصر'، بتهمة أنها تعمل بالمخالفة لقوانين البلاد، أم انه قام بدور 'صبي المعلم' في قضايا الاتجار في الممنوع، عندما ينبري الصبي ليعترف أمام العدالة بأنه صاحب البضاعة، وأنه تاجر مخدرات قديم، وأنه يريد أن يُسجن حتي يرتاح ضميره، الذي يؤرقه منذ أن شاهد صديقه يموت بين عينيه، من جراء تناوله جرعة زيادة... لزوم الحبكة الدرامية.
في أيام الوزير صفوت الشريف، كان له صبيان يتولون الاعتراف بالجرائم نيابة عنه، فينبري المعارضون للهجوم عليهم، إذ لم يكن احد على ظهر البسيطة بإمكانه أن يقترب من رحابه، إلا العبد الفقير لله، وربك في كثير من الأحيان يضع سره في أضعف خلقه!
وعندما تم منع برنامج حمدي قنديل، وبقرار من صفوت الشريف، من البث على تلفزيون الريادة الإعلامية انبرى ثروت مكي رئيس قطاع الأخبار ليعلن انه صاحب قرار المنع، مع علمنا جميعاً أنه لا يستطيع ان يأوي الي فراشه إلا بإذن من معالي الوزير، ومع هذا انطلق معارضو آخر الزمان يهاجمون مكي ويطالبون الوزير بالتدخل وهو الذي عُرف عنه انحيازه لحرية الرأي!
قبل الثورة كانت مصر قد عرفت نوعاً من المعارضة يقوم به بعض المرتزقة في عالم السياسة، الراقصون على الحبال، حيث يرتكب حسني مبارك الجريمة فيهاجمون الوزير المختص ويهرعون إلى الرئيس 'الذي لن يوافق على ذلك'، وتغرق القيادة السياسية في الفساد فيتم الإمساك في 'خناق' رئيس الحكومة الذي يخالف توجيهات سيادة الرئيس الذي يقف ضد الفاسدين بالمرصاد، وقد قال في الأيام الأولى لتوليه مهام منصبه أن الكفن ليس له جيوب!
أسامة هيكل هو امتداد لمرحلة ما قبل الثورة، وهي ثورة كالقرع، ومن المعروف عن القرع انه 'يمد لبره' ليستفيد منه الجيران ولا يستفيد منه زارعوه، وهيكل لم يكن مع الثورة ولم يكن على الحياد، بل كان ضدها، وكتب مقالاً في يوم 24 يناير هاجم فيه الدعوة للخروج لإسقاط النظام، وقال ان ما حدث في تونس لا يتمناه في مصر، وعندما كتبت هذه الكلام هنا من قبل، فوجئت بمعلق لم ينف هذا الموقف، وإنما قال إن الوزير رجل محترم، وكأننا نبحث عن 'عريس لقطة' لبنت الجيران، وما دام الأمر كذلك فهو عنده مجموعة من 'الكرافتات لقطة'، لو ظهر بها على أيام جمال مبارك، لقال له تبيع يا أسامة؟.. ولرد أسامة: لي الشرف يا باشا. إذن سلمهم لزكريا.. وزكريا سوف يبعث لك ثمنهم على البيت.. ولن يصل الثمن. وزكريا هذا هو زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية صاحب العبارة المأثورة: الفساد في مصر للركب، وقد تبين بعد سقوط النظام أنه 'شيخ منصر' وزعيم عصابة يسرق الكحل من العين!
كثيرون كانوا ضد الثورة واستفادوا منها، والسبب في هذا ان الثورة المصرية، كما الثورة التونسية، لم تحكم، ولست طامعاً في شيء، ولست منافساً لأسامة هيكل على المنصب، فأملي أن أكون رئيساً لدورة واحدة، على أن اخرج إلى جدة وليس لسجن مزرعة طرة، واقل من منصب الرئيس لن اقبل!

موقف الجزيرة

هيكل والذين عينوه في منصبه، لا يدينون لقناة الجزيرة بشيء، ومثلي يدين لها بموقفها الرائع في أيام الثورة، ويوم موقعة الجمل، عندما زاغت الأبصار، وهتف الثوار: متى نصر الله!
كانت الخيل والخيالة قد دخلوا ميدان التحرير، أمام الذين حموا الثورة، وكان الهدف هو إخلاء الميدان بالقوة، وبعيداً عن الرأي العام الدولي، فقد أغلقوا قبل هذا مكتب 'الجزيرة' وصادروا كاميراتها، فإذا بكاميرا يتيمة تعلق في شرفة احدى البنايات وتنقل وقائع الجريمة، على الهواء مباشرة، وإذا ببيان الشيخ يوسف القرضاوي عبر الجزيرة يدفع بالملايين للتوافد على ميدان التحرير، بعد أن أفتى بان الذهاب إلى الميدان فرض عين على كل قادر لنصرة الاخوة المحاصرين في الميدان.
إذا حذفنا أداء الجزيرة في يوم 25 يناير المتجاهل لما يحدث في مصر لأمكننا القول أنها كانت قوة مضافة لنا في زمن الثورة، ولولاها، ولولا بيان القرضاوي، ولولا صمود الشباب، لأمكن لنظام حسني مبارك المجرم أن يصفينا جسدياً، وعندها كانت هيلاري كلينتون ستخرج علينا ونحن في الدار الآخرة لتقول ألم اقل لكم ان الحكومة المصرية مستمرة؟، وهو ما قالته في اليوم الأول.
وعلى الرغم من ان الثورة نقلت أقواماً من خانة المحكومين إلي مرتبة الحكام، إلا أن المنقولين لا يزال في أنفسهم شيء منها، لذا فقد استمر العداء لقناة الجزيرة، والذي توارثوه من النظام البائد، والذي كان يهاجمها خدمة للنظام في الشقيقة الكبرى السعودية!
أهل الحكم تذكروا فجأة ان قناة 'الجزيرة مباشر مصر' تبث إرسالها من القاهرة بدون الحصول على التراخيص القانونية، وذلك على الرغم من أنها في هذا الوضع المخالف منذ ستة شهور.. كأنهم كانوا موتى وإذا بهم من الأجداث إلى جهنم ينسلون.
لم يكن الوضع مفاجئاً لي .. ففي الشهر الأول طلب مني احد الأشخاص أن أتعرض لذلك، وهو الذي كان يمني نفسه بموقع فيها لم يحصل عليه فأصابه ما أصاب أخوة يوسف، ولم أفعل بطبيعة الحال!
لكن أهل الحكم كانوا يتجاهلون هذه المخالفة، ويرقدون للقناة الجديدة في 'الذرة' انتظاراً للساعة الموعودة وللانقضاض عليها، أو أن تكون هذه المخالفة هي بمثابة اليد الموجوعة التي يتم إمساكهم منها، لكن وعلى ما يبدو ان 'الجزيرة مباشر مصر' مارست نشاطها بدون أن تعمل اعتباراً لليد الموجوعة فحلت عليها اللعنة!

سياسة ذبح القطة

لقد تركت السلطة الحاكمة في مصر القناة القطرية تبث إرسالها، بدون الحصول على التراخيص، وعندما أرادت ان تنقض عليها، ضمن سياسة ذبح القطة التي أسرفنا في شرحها هنا من قبل، لغير المصريين، كان الحديث عن العمل بالمخالفة لقوانين البلاد، مما يمثل خطراً على استقلال المحروسة، ويعني ان الدوحة قد تجاوزت في حق السيادة الوطنية، والشرف غالي!
وزير الإعلام وهو يعلن خبر الانقضاض على مكتب الجزيرة بدا كأحمد الربيعان تمدد بالحرارة، وسحب نفساً عميقاً ثم أعلن بيان تحرير الأرض ممن تطاولوا في حق مصر، وهو بيان كنا نريد مثله، وبنفس طريقة الإلقاء عندما اعتدى الصهاينة على الجنود المصريين في سيناء، ربما لو تمدد الوزير وتنفس من حاجبيه كما فعل وهو يعلن بيانه هذا في موقعة الاعتداء على الجنود لما حدث اعتداء على السفارة الإسرائيلية، ولكان الوزير قد شفى غليل الشعب المصري!
الربيعان كان القائد الضرورة في حرب تحرير الكويت، وكان يذيع بيانات الحرب بطريقة مضحكة، فكان ينفخ نفسه، وينظر شذراً، وكأنه في 'خناقة شوارع'، يمكنه ان يخيف الأعداء بمجرد أن يروا عضلاته المفتولة.
الوزير قال ان الغارة التي تمت على مكتب 'الجزيرة مباشر مصر' راجعة إلى أنها تعمل بالمخالفة للقوانين، وليس بسبب المحتوى. وما أحاط بهذه الغزوة لابد وان يؤكد أنها بسبب المحتوى.
لست من مشاهدي هذه القناة، وقد رابطت أمامها في البداية وفوجئت بحجم المجاملات في اختيار الضيوف، حيث شاهدت محرراً لم نشاهد عليه اهتماماً بالسياسة من قبل يجلس في القناة لمدة ثلاث ساعات، يسألونه في كل أمور السياسة، وفي كل شؤون الحياة، ولم يتركوا سوى قضية ' ثقب الأوزون' التي لم يسألونه فيها، وربما لو سألوه لأجاب من تراث المطرب الشعبي الشهير صاحب أغنية: كوز المحبة انخرم أديله بنطة لحام!
ربما كان هذا اللقاء من دواعي البث التجريبي وان الأمور تغيرت الآن، لكن ومهما يكن فان الحديث عن ان مخالفة القوانين لا المحتوى حجة لم تنطل على أحد ولا على الجنين في بطن أمه!

حجب الترخيص القانوني

لقد قالت إدارة الجزيرة أنها تقدمت إلى الجهات المختصة تطلب الترخيص القانوني، ولعل سؤالاً يطرح نفسه ولماذا لم تمنحها هذه الجهات التراخيص، وما هي الموانع القانونية، أم أن هذه الجهات تبحث عن جهاز مباحث امن الدولة المنحل لتأخذ منه الموافقة كما كان الحال في ظل النظام البائد؟!
لقد ضحكت حتى بان ضرس العقل عندما سمعت إلى قول القوم من ان السبب في هذا الغزوة راجع الي ان مقر 'الجزيرة مباشر مصر' في بناية سكنية وان الجيران اشتكوا من الضجيج الذي تسببه، (يا للهدوء القاتل الذي نعاني منه في القاهرة)، فتحركت القوات المحمولة جوا وحرصاً على راحة الجماهير، ومنعاً لإزعاج الشعب المصري وقامت بنقل القناة!
لدي رد على هذه الحجة 'المسخرة' يمكن ان أقوله لولا أنني مؤمن بان المشرحة لا تحتاج الى مزيد من الضحايا.
فالـ'بي بي سي' تبث إرسالها من نفس البناية، ومن عجب ان يشكو السكان من 'الجزيرة مباشر مصر' فقط!.
حجة التراخيص هذه استخدمت مع الشيخ صالح كامل عندما غضب عليه صفوت الشريف ذات مرة، فقنوات الرجل تبث من أستوديو بشارع الهرم قبل سنوات وفجأة قامت القوات بإغلاق الأستوديو بعد سنوات من العمل، في ولاية صفوت الشريف، وقيل وقتها ان الشيخ يخالف قوانين البث التي تقول بأن البث المباشر لا يكون سوى من مدينة الإنتاج الإعلامي، وبعد أسابيع من القطع عاد البث من استوديوهات شارع الهرم على الرغم من مخالفة هذا للقوانين!
وما جرى مع قناة الجزيرة سالفة الذكر جرى مع قناة 'العالم' التي ترك مراسلوها يعملون في مصر بدون ترخيص ثم تدخلت السلطة وأغلقت المكتب بحجة انه يعمل بدون ترخيص!
واذا كان من الجائز ان يحدث هذا قبل الثورة من عجب ان يستمر الحال إلى ما بعد الثورة لكن من قال ان من اتخذوا قرار إغلاق مكتب 'الجزيرة مباشر مصر' ليس امتداداً لنظام المخلوع عندما كانت الكلمة الفصل هي لجهاز مباحث امن الدولة.
إن الجزيرة لها في رقبتنا دين لانها كانت معنا على خط النار في الثورة التي لم تحكم حتي الآن.
صحافي من مصر
[email protected]






Post: #45
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-19-2011, 04:47 AM
Parent: #44

الجمعة 16/9/2011
الاهرام



هيكل في حوار بصراحة مع الأهرام‏:‏
عهد مبارك تحول من نظام حكم الى "ميراث عائلة" وجماعات نهب
أجري الحوار‏:‏ لـبيـب الســـبـاعـي- عبد العظيـم حمـــاد -عبد العظيـم درويش- انــور عبد اللـطيـف- عبد الله عبد السلام -وعـــــــلاء العطـــــــار-ومحـــمـد حــــــــــربي
12866

هذا ليس حوارا مع‏'‏ الأستاذ‏'‏ هيكل بقدر ما هو قراءة في عقل وفكر كاتب ومفكر ومؤرخ مهموم بالمستقبل الذي لن يشارك فيه‏'‏ وفق تعبيره الخاص‏'.

الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل

غير أنه لا يملك ترف الصمت عليه أمام ما يحدث من ارتباك في المشهد السياسي في مصر بعد ثمانية أشهر من الثورة وليس غريبا, وقد التقينا الأستاذ في مكتبه الذي يزدان بعدد هائل من خرائط مصرالنادرة, أن تكون الخريطة حاضرة في الحوار الذي أجريناه مع الكاتب الكبير, وفيه يقرأ المشهد المصري والمشهد الإقليمي والمشهد العالمي علي إيقاع الخريطة.
عندما أشار الأستاذ إلي محاولات إعادة فرض الهيمنة في المنطقة أمسك قلما وراح يرسم خريطة للمشهد, والقوي الفاعلة فيه.
والأمر نفسه تكرر عندما جاء الكلام عن فلسطين وأهميتها بالنسبة للأمن القومي المصري, حيث عاد الكاتب الكبير إلي طريقته المفضلة, وهي التفكير بالخريطة, وهو منهج عقلي لايجيده سوي الذين يتقنون قراءة الثابت الجغرافي والمتغير التاريخي ويعرفون سر الخريطة ودروسها والعلاقة الوثيقة بين التاريخ والجغرافيا.##
ويعرف الأستاذ أن الإجابات سابقة التجهيز لم يعد لها محل من الإعراب السياسي بعدما انفجر المشهد في صخب لم يحدث من قبل, ولذلك تجيء كلماته هنا- وهو يقوم بالإجابة عن الأسئلة- فواتح لأسئلة أخري, لأنه يؤمن بالمقولة الشهيرة إن السؤال الصحيح هو نصف الطريق للإجابة..
ولذلك يحرضنا في حديثه علي طرح مزيد من الأسئلة, ربما ندرك الحقائق بدلا عن الأوهام التي سادت بعد انتصار الثورة بسبب النصر السريع الذي تحقق.##
الأستاذ يعود كعادته إلي التاريخ, إذ لا يؤمن بالقطيعة الكاملة, وربما الجاهلة, مع معطيات التاريخ وتراكم التجربة الإنسانية.
كما قلنا في البداية هذا ليس حوارا بقدر ما هو قراءة متسائلة تتم علي مستويين: الأول, رؤية يطرحها الأستاذ هيكل علي الوطن وعنه. من خلال الأهرام كمقدمة لحوار نعتقد أنه سوف يستمر طويلا, والمستوي الثاني, هو الحوار الذي نحاول فيه طرح أسئلة عليه لتوضيح ما قد يستغلق من رؤي حول المشهد.
الأستاذ قدم رؤية شاملة وعميقة وتحدث وفتح بوابة الأسئلة علي فضاء المشهد المصري والإقليمي الراهن وتداعياته..
في مكتبه الأنيق المزين بلمسات جمال راقية تضفي علي المكان دفئا زاده دفء اللقاء وعلي مرأي ومسمع من نهر النيل الذي يبدو مطمئنا من شرفة المكتب.. جري نهر الحوار متدفقا وبدا الأستاذ في لياقة جسدية و ذهنية يحسد عليها, وتجلت لأسرة الأهرام إضاءاته العقلية أكثر وأكثر عندما بدأ مقدمة الحوار قائلا:
قبل أن أبدأ بالحديث معكم في قضايا اللحظة الراهنة, أريد أن ألفت نظركم إلي أنني أقتصد إلي أبعد مدي ممكن في الكلام لسببين:
السبب الأول: إنني لا أريد أن أقاطع نقاشا يجريه أطراف جيل جديد مع بعضهم, وإنما أعترف دون تحرج بأنني أتابع عن قرب أحوال العصر, لكني ببساطة من جيل آخر, وهذه حقيقة عمر, وأنا رجل مهتم بمستقبل بلدي, ولكني أعرف أنني لست طرفا في هذا المستقبل, خصوصا سياساته, فالسياسة تدبير, والتدبير لا يكون إلا لمستقبل, وكل مستقبل له أحوال وتضاريس ومناخ, والذين يعيشون فيه هم الأقرب إلي حقائقه, والأقدر علي رسم خرائطه.
والسبب الثاني: إنني لا أريد أن ألح علي التواجد في الصحافة المصرية إلا بقدر وبحد, وكثيرون منكم يعرفون وأولهم صديقي القديم وزميلي السابق لبيب السباعي أنني عندما تركت الأهرام سنة1974 لخلاف مع الرئيس السادات حول الإدارة السياسية لنتائج حرب اكتوبر, كنت أعرف من حقائق الأشياء ومن طبائع الأشياء أنني لا أستطيع أن أمارس حريتي في مصر إلا في إطار ما تسمح الطبائع والحقائق, وكذلك فإنني مع بقائي طول الوقت في مصر مارست عملي وبالتالي حريتي بالكتابة والنشر في الصحافة الدولية خارجها, وكذلك كان!!##
ثم حدث مع التحولات الكبري في السياسة المصرية, وأيضا الخارجية أنني وجدت نفسي مشدودا للحديث والكتابة في مصر, وتحدثت وكتبت مرة أخري في مصر وقت الرئيس السادات, وكتبت معارضا ملحا في المعارضة لسبب لم ينتبه إليه كثيرون, وهو ظني بأنني قمت بدور أساسي في مجيء السادات رئيسا بعد رحيل عبد الناصر, وبدور كذلك في تأييده في ظروف أحاطت بمصر أيامها, ثم إن ذلك جعلني أستشعر مسئولية أدبية ألحت علي بداع أو بغير داع, وكذلك فإن معارضتي لسياسات الرئيس السادات كانت ظاهرة, ومن سوء الحظ أن بعضهم تصورها تصفية حسابات, بينما الحقيقة أنه لم يكن بيني وبين الرجل حسابات تصفي, فقد كان علي المستوي الشخصي والإنساني صديقا حميما, وكنت بالنسبة له كذلك, وأشهد أنه حاول والسيدة قرينته شاهد أن يحتفظ بي قريبا منه بكل الطرق, ولكن المستجدات في سياسته كانت فجوة أكثر اتساعا من أي شيء آخر, وانتهي الأمر به بعد سبع سنوات من معارضتي لسياساته إلي وضعي في السجن مع نخبة من ساسة مصر ومفكريها ضمن حملة اعتقالات مشهورة في( سبتمبر1981).
ويستغرق الأستاذ هيكل في لحظة سكون كأنه يستجمع سبل الدخول إلي عصر مبارك ويستطرد قائلا:
حين جاء الرئيس حسني مبارك خلفا لـ السادات, فإن واحدا من أول قراراته كان الإفراج عن المعتقلين, ولقاء جماعة منهم حين خروجهم, ولقاء بعضهم فرادي معه بعد ذلك, وكنت واحدا ممن انتقاهم وجلست معه بمفردنا يوم السبت الثاني من ديسمبر1981 لمدة ست ساعات متواصلة, وقد تحدثت معه بقلب مفتوح في كل ما سألني عنه, وكان الرجل للأمانة راغبا في صلة بيننا, وكان بين عروضه تساؤل: إذا كنت لا تريد أن تعود للصحافة المصرية, فلماذا لا تجيء للعمل في الحزب الوطني؟! وأدهشني كلامه, وقلت له: إن اختلافي مع الرئيس السادات لم يكن شخصيا, وإنما خلاف جوهري عن السياسة المصرية وتوجهاتها الطارئة في حرب أكتوبر, وهذه السياسات مستمرة لم تتغير, وكذلك لم يتغير موقفي, وقلت له إنني وربما غيري نريد أن تترك له الفرصة ليدرس بنفسه ويتقصي ويتخير ما يري, لأن كثيرين بقلوبهم معه يرون أن البلاد بعد عاصفة الدم التي أدت إلي اغتيال الرئيس السادات, وصاحبته, وموقف الاغتيال ترتب له حقا في فترة سماح يتيح له ما تحتاجه مصر من تهدئة تحافظ علي السلم الأهلي وتحمي الوحدة الوطنية في كافة مواضعها.
وظللت بعدها علي اتصال ودي متقطع به, وأغلبه علي التليفون, أو عن طريق أسامة الباز الذي كان ضمن هيئة مكتبي لزمن طويل, ثم أصبح مدير مكتب الرئيس حسني مبارك ومستشاره فيما بعد.
وبعد مرور عام كامل أي في سبتمبر1982 طلب مني رئيس تحرير المصور وقتها وصديقي وزميلي الأستاذ مكرم محمد أحمد أن أكتب عن مبارك بعد سنة, وكتبت بالفعل مجموعة مقالات علي شكل خطابات مفتوحة, وجاءني أسامة الباز باسم مبارك يسألني عن تأجيل النشر, لأن النشر يحرج الرئيس بشدة في هذه الظروف, ووافقت, وإن كنت سألت أسامة إذا كان الرئيس قرأها, فرد بالإيجاب, وقلت إن ذلك يكفيني لأنه عرف رأيي, ورأي ما أتحدث فيه من وجهة نظري, وفي كل الأحوال لست أطلب إحراجه.
وقد بقيت هذه المقالات الست محظورة حتي نشرتها في جريدة المصري اليوم, وكانت محاولة تقييم لسياسات الرجل, وفيها تحدثت عن ملامح فساد يزيد, وعن تصرفات وأخطاء تتراكم, وعن بطء في القرار له خسائره, وعن صلاته بالعالم العربي مضطربة, وعن علاقاته بالعالم الخارجي ينقصها التوازن.
ولزمت الصمت فترة, ثم عدت بدعوة من الأستاذ إبراهيم سعدة فكتبت مجموعة مقالات لـ أخبار اليوم, وقد أخذت أتحدث فيها عن صنع القرار في مصر في عهد مبارك.
وأثارت المقالات وقتها غضبا توجه معظمه إلي الأستاذ إبراهيم سعدة, وأوقفتها بعد مقالين, حرصا علي الرجل, وقد كانت أمامه في ذلك الوقت فرصة لتولي رئاسة مجلس إدارة الدار.
ولزمت الصمت مرة أخري.
وفيما بدت بعض علامات الأسي علي وجه الأستاذ قال:
كان اعتقادي يتزايد مع الأيام بأن حركة وثورة العصر الحديث تطرح مستقبلا جديدا مع جيل آخر في زمن مختلف.
لكن تردي الأحوال مع تراكم السنين وأثقالها في عهد مبارك كان يدعو كل مواطن إلي أن يقول كلمة إذا واتته فرصة, وكذلك كتبت, ثم حدث أن بدأت الرقابة تطول بعض ما كتبت بالحذف سطرا هنا وسطرين هناك.
وتصادف وقتها أنني تعرفت مباشرة علي السرطان, وبسببه أجريت عملية جراحية كبري في الولايات المتحدة الأمريكية, لكني بعد الجراحة تأكد لي ما كنت لمحته, ورحت أراقب من أول سنة2000 أن ملامح توريث قادمة علي الأفق, ورأيت أن أطرحها صراحة في محاضرة في الجامعة الأمريكية يوم14 أكتوبر2002, وأذيعت المحاضرة وتكررت إذاعتها علي قناة دريم, ولم ينتبه أحد في البداية, لأن الكل كانوا في مناسبة افتتاح مكتبة الإسكندرية, وحين تنبهوا للمحاضرة انقلبت الدنيا رأسا علي عقب, وأغلقت كل المنافذ والنوافذ, وكذلك رأيت أن أعلن علي الناس اعتزالي الكتابة والصحافة في مصر, ثم انهمكت بعدها في أحاديث عن تجربة حياة, رحت أتحدث فيها من قناة الجزيرة.
وخلال أحاديث تجربة حياة لم يكن هناك مفر من إشارات كثيرة إلي الواقع والراهن في مصر, وشدني ذلك بين الحين والآخر إلي أحاديث مع صحف مصرية كثيرة.
وكان واضحا أمامي مع تقدم السنوات الأولي من الألفية الجديدة أن الأوضاع في مصر علي طريق مسدود, فالسياسة المصرية في السنوات العشر الأخيرة لم يعد لها مطلب غير التوريث, وقد تكيفت كل السياسات طبقا لهذا المطلب, وتعطلت مصر إلي درجة أصبح فيها التغيير واجبا, وبدا فيها أن التغيير قادم.
وفي شهر نوفمبر2009 أجريت حديثا مطولا مع الأستاذ مجدي الجلاد نشره المصري اليوم, وكان الحديث عن الترتيب لانتقال السلطة, لأن النظام أحكم الأمور, واقترحت مجلس أمناء للدولة والدستور يستوفي ترتيب الانتقال من زمن إلي زمن, ومرة أخري وليست أخيرة ثارت العواصف, ومرة أخري وتلك ظاهرة مستجدة علي الصحافة المصرية بدأت مع نهايات عصر السادات لم يكن هناك رأي يرد علي رأي, أو حوار يدور علي فكرة, وإنما تجاوزات يفقد بها الحوار قيمته, وتنتحر فيها الأخلاق والمعاني وحتي الألفاظ!!
وحينما خرج الشباب في مطلع ثورة25 يناير2011, وحين خرجت كتل الجماهير معهم وحولهم تعطي لبشائر الثورة حجمها الحقيقي, وحين اتخذت القوات المسلحة موقفها الأصيل, وجدت نفسي أكتب كل يوم تقريبا, وما كتبته وقلته لايزال ماثلا في الذاكرة لا داعي للعودة له بالتفصيل.
وبعدها وجدت من الحق ترك المستقبل لأطرافه والمتابعة من بعيد.
وبرغم طلبات متكررة من أصدقاء من نجوم الصحافة والتليفزيون, فقد آثرت أن أترك الشهور دون مقاطعة, بل إنني طوال شهر أغسطس, وقبله, وبعده بأيام آثرت أن تكون متابعتي للشأن المصري من بعيد, وقضيت خمسة أسابيع كاملة, متنقلا بين مدن وعواصم أوروبا حتي انتهيت في الجزء الأخير من رحلتي أن أقصد إلي لندن, وهي في ظني أهم مركز للمراقبة والاستماع والحوار في كل شئون العالم في هذه الساحة الدولية الحافلة.
ثم عدت قبل أيام وطرح الأستاذ لبيب السباعي فكرة لديه بحوار مع الأهرام, يستكمل حوارا سابقا مطولا أجريته معه قبل خمسة أشهر, وكان قد طرح الفكرة قبل سفري, ورجوته تأجيلها إلي ما بعد عودتي.
ولقد رأي الأستاذ لبيب السباعي ورأيت معه أن يكون الحوار موسعا, وذلك يسعدني, وها أنا معكم اليوم وإن علي استحياء, والسبب كما قلت لكم من الأول, وهو أن المستقبل له أصحاب أولي بالحديث عنه, من رجل مثلي, قالوا ويقول إن مستقبله وراءه, فهو ليس طرفا فيه, لكن هذا المستقبل يعنيه.
بهذا المنطق أتحدث معكم فيما تشاءون!!
وبتواضعه المعتاد قال: بإذنكم أقدم إيضاحا أقول فيه إنني مبكرا قصدت أن أبتعد عدة أسابيع من الصيف خارج مصر وذلك ما فعلته, وضمن طلبي أن أطل علي الصورة من بعيد, وأن أقابل آخرين غير من نقابلهم في مصر, ونختبر ما يفكر فيه من هم خارج الصورة, مع ما نفكر فيه, نحن من داخلها.
وحين عاتبني بعض الأصدقاء متسائلا عما إذا كان ذلك هو الوقت المناسب للغيبة, كان ردي أن وسائل العصر الحديث لا تفرض الغيبة علي أحد حيثما كان, لأن الساحات كلها مفتوحة, والطرق كلها واصلة, والأخبار والأحداث والتصورات تسافر بأسرع مما تسافر الطائرات.
ثم إننا يجب أن نستكشف جوانب أخري من الصورة يعرفها غيرنا بأكثر مما نعرفها نحن.
وكنت أضيف أنه في أغلب الأحيان لن يطرأ جديد, لأن الأحوال في مصر معوقة, داخلة في شبه مأزق يحتاج إلي جسارة فكر وفعل.
وحين عدت بعد غياب ستة أسابيع, رحت أتقصي وأبحث ما فاتني, وتبدي لي أن ما جري كان قريبا مما توقعته, مع إضافات في التفاصيل لا تغير كثيرا من الصورة العامة, ولعل أهم ما حدث في غيابي, وقد شاهدته كما شاهده الملايين غيري علي شاشات التليفزيون هو ظهور الرئيس السابق حسني مبارك في قاعة المحاكمة, ممددا علي سرير طبي, ويداه معقودتان علي وجهه معظم الوقت, يريد تغطيته قدر ما يستطيع, وعيناه تلتفتان خلسة للنظر إلي ما حوله.
وساءلت نفسي عشرات المرات وأنا جالس أمام التليفزيون في أحد فنادق سردينيا: لماذا قبل الرجل لنفسه هذه المهانة؟! وكان في مقدوره أن يمتنع عن حضور المحاكمة؟! ثم لماذا رضي لنفسه أن يجلس علي هذا السرير؟! وأنا أعرف أنه والحمد لله قادر علي المشي, وعلي الجلوس بما يلائم وضع رجل حكم مصر ثلاثين سنة, كذلك أدهشني أن الرجل عندما رد علي المحكمة, رد كأي متهم عادي, كموظف سابق متهم بالاختلاس مثلا, ولم يحاول والميكروفون في يده أن يقول كلمة مشرفة للتاريخ, يعتذر يشرح يسجل ينطق بكلمة يحترم بها نفسه.
ولم أجد تفسيرا إلا أن الرجل يتصرف في إطار معين في ذهنه لا يحسن إليه, ولا يحسن إلي غيره.
إيضاح أردت أن أمهد به لما أعرض عليكم, باعتباره وقفة أمام مشهد كبير من موقع رجل يتابع من مسافة يريدها, عن اعتقاد بأنه في البداية والنهاية مستقبل وطن يهمه أمره, لكنه هو نفسه ليس فاعلا في هذا المستقبل, بوضوح لأن هذا المستقبل له أصحابه الأكثر اتساقا مع زمانه!!
>>>
وعقب لحظة صمت بادرت الأهرام بسؤاله.. بماذا تعلق علي وصف المجلس العسكري أن مصر في محنة ؟
ورد الاستاذ:
' المجلس الأعلي للقوات المسلحة' وأنا أفضل هذه التسمية علي الوصف الشائع بأنه' المجلس العسكري' علي حق تماما حين قال في آخر بياناته إن الوطن في محنة, وهذا صحيح لسوء الحظ, ولنأمل وندعو أنها محنة من نوع موجات الخماسين. والخماسين موعدها الربيع في الطبيعة كما نعرف والآن في السياسة كما نري.
لكني أتوقف لحظة أمام أوصاف هذا المجلس, وأعتقد بوجوب التوقف طويلا وطويلا جدا أمامها! للتدقيق والتساؤل, لسبب أساسي واضح هو أن وصف' المجلس الأعلي للقوات المسلحة' يوحي بأنه تكليف بمهمة, ووصف' المجلس العسكري' يوحي بأنها قبضة سلطة!!
وهذه ليست مسألة ألفاظ, ولكنها مسألة نافذة في العمق, لأن اللفظ دلالة معني.
أي أنه إذا كان المجلس مكلفا بمهمة وليس ممسكا بقبضة سلطة, فلابد هنا من تحديد لا يحتمل الالتباس. ومن وجهة نظري فإن التكليف بمهمة أصدق وأدق في وصف المجلس, واعتقادي أن المهمة هي أمانة شرعية الدولة بتوجيه من الشعب في لحظة من تاريخه شديدة الخطر وشديدة التأثير في المستقبل.
وفي ظني أيضا أنه حدث في وقت من الأوقات علي مسار الثورة خلط قاد إلي مشكلة نحن فيها الآن.
المشكلة التي أتحدث عنها هذه اللحظة ليست الاضطرابات التي وقعت ليل الجمعة الماضي, وتناقضت مع مليونية' تصحيح المسار' كما وصفها أصحابها, فقد سارت تلك المليونية كما أريد لها, نظيفة عفيفة حتي نزل الليل, فإذا غيرهم يخرج من المجهول, وإذا الأحوال تنقلب!!
والمشكلة ليست في الاعتصامات والإضرابات والمطالب التي زاد عددها, وأربكت العمل الوطني وعوقت حركته.
ولا هي في كل هذا الهدر العقيم في تيه الفضائيات, وصخب الأحزاب في الاجتماعات والمؤتمرات, وبهرجة عناوين الصحف بالأسود والأحمر والأخضر, وهدير المظاهرات في الشوارع والميادين.
كل ذلك من أعراض خلط بدأ أساسا في التفكير والتوصيف, قبل أن يظهر في الفعل والتصرف.
وإذا أردنا تحليل المقصود فإن الأمر يقتضي عودة إلي ما جري, وذلك ما يقول به العقل من أنه إذا اختلطت علي الناس أمور, فإن أول الحل تفكيك الموضوع إلي عناصره الأولي, ومن بداية وقوعه, وهذا يقتضي عودة إلي ما جري بالضبط, وكيف جري؟! وكيف تشابك وتعقد حتي وصل بعد مائتي يوم من قيام الثورة إلي هذا الحال الذي نراه حولنا ويقلقنا, ومن الحق أن يقلقنا إلي درجة الرعب من تداعياته إذا نحن تركنا تفاعلاته دون درس وفحص.
دعوني أطرح عليكم محاولة رؤية, ثم نتناقش كما تشاءون.
أولا: أتصور أننا جميعا متفقون علي أن مصر شهدت في يناير وفبراير من هذه السنة(2011) حدثا لا مثيل له في روعته وجلاله, فقد ظهرت فيها وتجلت ثورة مدهشة للعالم وللأمة ولها أعني لمصر نفسها وكانت حركة هذه الثورة مما لا يصدق, وكان أطرافها الفاعلون مباشرة ثلاثة:
> أولا: شعب كان يتململ ضيقا بأحواله, وبما يري حوله من آثام ومظالم ويبحث عن خلاص, لكنه حائر في كيف يتحرك؟! وبمن؟!!
> ثانيا: هذا الشعب وجد طلائع من شبابه تتحرك بما لم يتحوط له أحد وسط مناخ أطبق عليه الظلم والظلام, فإذا هو يكسر الحواجز, ويعبر أرقي التعبير عن إرادته.
> ثالثا: هذا الشعب وجد القوة التي يحسب حسابها, وهي القوات المسلحة تنحاز إليه, مدركة أن الشرعية هي إرادة الشعب الحرة, وأن السلطة الحاكمة لم تعد تعبر عنها, لأن صاحبها الأصلي وهو الشعب سحبها منه, وبما أن القوات المسلحة هي سند الشرعية وأداتها, فإن القوات المسلحة حددت موقفها, متوافقا مع مصدر الشرعية وإرادته.
أي أننا كنا أمام3 قوي بالتحديد هي الأعمدة الرئيسة للثورة:
شعب في حالة ثورة شباب في حالة جسارة ثم قوات مسلحة في حالة اختبار نجحت فيه عندما تبينت موضع الشرعية, واختارت وحسمت.
وبذلك كله وقع النجاح.
لكن كل نجاح في دنيا الناس له منافعه وله أوهامه في نفس الوقت.
والشاهد أن سلامة الأوطان خصوصا أثناء فترات الانتقال لحظات في التاريخ حرجة, لأن الفارق بين النجاح والفشل يكمن في الفرز الدقيق بين الحقائق والأوهام بعد النجاح الأولي ونشوته.
والمشكلة أن نشوة النجاح مثل نشوة النصر مثل أي نشوة تغري بالانسياق مع الأوهام, أكثر مما تدعو إلي النظر في الحقائق.
وهذه ظاهرة واجهت ثورات كثيرة, من أول كبري الثورات في التاريخ الحديث, وهي الثورة الإنجليزية أيام' ويليام الأول' في القرن السادس عشر, والتي قفز فوقها المؤرخون الإنجليز, لكي تظهر إنجلترا وكأن تطورها إلي الديمقراطية كان سلميا لا تشوهه بقعة دم, في حين أن ضحايا تلك الثورة في أيام' ويليام' زادوا علي ربع مليون إنسان بالقتل والسحل وتقطيع الرءوس, وبعدها آثر المؤرخون أن يبدأوا بالثورة الأمريكية.
ومنها إلي الثورة الفرنسية ثم إلي الثورة الشيوعية في روسيا وفي الصين, إلي غيرها من الثورات الكبري.
كل الثورات واجهت هذه المشكلة مشكلة الأوهام, أو نوعا منها.
لكن كل الثورات الكبري تنبهت بسرعة إلي مزالق الأوهام, وحاولت تداركها, ولذلك احتفظت بالقيم الجوهرية للثورة, وحافظت عليها, وهذا ما فعلته الثورة الإنجليزية التي حافظت علي فكرة الملكية الدستورية رمزا مع البرلمان فعلا رغم كل التقلبات حتي في عهد وصاية' كرومويل'.
وهذا أيضا ما فعلته الثورة الأمريكية, خصوصا في رئاسة' يفرسون' الذي لم يتردد في القول بأن مشكلة الديمقراطية أن الدساتير تصوغها أفضل العقول, ولكن تطبقها أسوأ الغرائز, وذلك عندما تصل الديمقراطية إلي المنافسات الانتخابية علي الأصوات وأساليبها, وهذا ما حاول' يفرسون' أن يتلافاه بكم هائل من التوازنات والضوابط في نصوص الدستور الأمريكي عند صيغته النهائية, وهذا ما حدث للثورة الفرنسية بقوانين' نابليون', وإن كان ذلك القائد الأسطوري ابن الثورة قد وقع بعدها في وهم الإمبراطورية لنفسه وأسرته!!
>>>
وانتقل للحديث عن ثورة مصر وأوضح أن نوعا من الخلط جري عندنا في كل المحاولات الثورية, وآخرها هذه الثورة العظيمة يناير.2011
وضاعف من خطورة الوهم في ظروف الثورة المصرية, أن هذه الثورة لم تكن انتقالا من دولة احتلال مثلا إلي سيادة بلد مستقل.
ولم تقع من نظام انحرف بمقاصده وأساليبه إلي نظام آخر أكثر صلاحا.
وإنما جاءت الثورة ضد نظام تنازل عن كونه' نظام حكم' إلي' ميراث عائلة', وهي تحكم مع أقارب وأصدقاء ومنتفعين وصلوا بالدولة إلي مجرد جماعات مصالح تباشر السلطة اعتمادا علي قهر الأمن, مع انهيار كامل في قوائم نظام لم يعد دولة ولا شبه دولة, وإنما أصبح بالتعبير السياسي' أوليجاركي'( مجموعة مصالح تستند إلي أمن حديدي), ولذلك فإن إزاحة قمته تركت بعده أطلالا تتهاوي, وأرضا خلاء, وأكاد أقول خرابا, حتي علي الناحية الاقتصادية التي كان الحكم السابق يدعي أنه أحدث فيه تغييرا ملحوظا, وعندما نصل إلي حديث الاقتصاد بالتفصيل إذا شئتم, فسوف نكتشف أن هذا الذي يسمي فكرا جديدا كان سياسة تشبه ما صنعه رجل مثل' برنارد مادوف' الذي أنشأ في الولايات المتحدة نوعا من بيوت تلقي الأموال تعطي أرباحا سخية, علي طريقة بيوت الأموال الإسلامية المشهورة التي ظهرت في مصر, وبأسلوب أن تأخذ من هنا لتغطي هناك, إلي أن ينكشف المستور بالضرورة وتنفضح الحقائق, ويكتشف الذين صدقوا ما سمعوا أنهم خسروا كل ما عندهم, والحقيقة أن كل ماسمي بالانفتاح جري بتسييل الأصول الوطنية, ومثل خطف التوكيلات التجارية, ومثل نهب أراضي الدولة, ومثل التفريط في القطاع العام بسوء نية وسوء فعل, ثم بالاقتراض والديون حتي أصبح حجم الدين العام في مصر أكبر من حجم الإنتاج السنوي فيها.
وفيما أشتعلت الرغبة في طرح الأسئلة بادر الأستاذ هيكل بالحديث عن3 أوهام تعيشها مصر فلم نملك إلا الصمت وطرح فكرته بإسهاب قائلا:
ومن واقع المشكلة أن الانتقال لم يكن من دولة إلي دولة, أو من نظام إلي نظام, وإنما كان من شراكة عائلة وجماعات مصالح إلي بنيان دولة, في أجواء ثورة.
فإن ذلك ساعد وإن لم يقصد علي غواية الوهم.
كان أول الوهم: أن الشعب الذي صنع الثورة بملايينه قدر أن الثورة تحققت, وأوان توزيع أرباحها قد وصل وحل, والشعب معذور لأن الحقائق بعيدة عنه, ثم إن أحوال معظم طبقاته دون المستوي بكثير, كما أن صبره طال حتي تقطعت الحبال!!
والوهم الثاني: أن الشباب الذي فجر الزناد الثوري بجسارة واقتدار وقع في تصوره أنه وليس كتل الملايين من صنع الثورة, ومن حقه الآن أن تكون كلمته الأعلي.
وكان يمكن أن يكون شيء من هذا إلي حد ما مفهوما لولا عدة أسباب:
> أولها: أن هذا الشباب لم ينظم نفسه, وإنما دفعه سباق الأوهام إلي التفرق علي أكثر من مائتي جماعة, كل منها تحسب نفسها الأقوي والأكثر فعلا في الميدان.
> والثاني: أن اعتماد جماعات الشباب كان أساسا علي وسائل الاتصال الحديثة, وهذه لها حدود, ذلك أن شبكات' الإنترنت' و'الفيس بوك' والـ' تويتر' تصلح وسائل حركة, لكنها ليست صانعة فكر, والحركة قد تكون لها دوافع وروافع, لكن استيعاب التاريخ قبل الحركة وبعدها مسألة ضرورية, لأن الثقافة التاريخية لازمة للفعل السياسي.
وأكثر من ذلك:
> والثالث: أن الشباب لم يتوقف بشكل كاف للتعرف علي الحقائق الاقتصادية والاجتماعية والفكرية في البلد, وإنما أخذته النشوة إلي حد اعتبار ما يريده قانونا واجب النفاذ, حتي علي واقع الأحوال.
> والرابع: ثم أن الشباب أخذ بمقولات جري صكها في ملابسات سابقة عن دور القوات المسلحة في مجتمعات العالم الثالث بالتحديد طوال القرن العشرين, بداية من أمريكا اللاتينية في أوله وانتهاء بالعالم العربي قرب أواخره, فتصور أن القوات المسلحة مجرد مخزنجي لشرعية السلطة وفي أحسن الأحوال فإن عليه أن يصرف من المخزن بمجرد إذن صرف يكتبه صاحب الحق, وإذا لم يفعل معناها أنه يصادر الشرعية لحسابه أويوشك, وكذلك فقد كثر الكلام عن' حكم العسكر',أو جماعة اللواءات وتعبيرات من هذا النوع ليست دقيقة وليست مفيدة, ثم إنها تنتمي إما إلي عصر الاستعمار, أو إلي عصر الحرب الباردة, وحتي الآن في عصر لاحق لابد من دراسته بجد وعمق!!
ومن المهم هنا أن يتذكر الأطراف جميعا أن القوات المسلحة المصرية هي في هذه اللحظة قوة وحيدة تقف حاجزا بين مصر وبين الفوضي الشاملة, والحفاظ علي الكيان الوطني سابق في جدول الأولويات عما عداه!!
>>>
وثالث الأوهام: يخص المجلس الأعلي للقوات المسلحة, ذلك أن هذا المجلس وقد آلت إليه أمانة الشرعية وقع في تناقض.
فهو يتصور في بعض الأحيان أنه سلطة الدولة, وهذا واقع في جزء منه, لكنها سلطة الانتقال, أي سلطة التمهيد لما هو قادم.
ثم هو يعلن في أحيان أخري أنه لا يستطيع أن يتصرف خارج حدود معينة, لأن مسئولية القرارات الكبري ليست عنده, وإنما في انتظار سلطة مدنية تجيء فيما بعد.
وما بين حيازة سلطة الدولة فعلا, وما بين التردد بمقولة انتظار سلطة مدنية قادمة حدث كثير من التردد والتناقض والتخبط بين القرار والانتظار.
وإلي حد ما كانت للأطراف الثلاثة أعذار.
أولها: أن الأطراف الثلاثة: كتل الجماهير وجموع الشباب المجلس الأعلي للقوات المسلحة فوجئوا بما لم يكن, ولم تكن المفاجأة باندلاع الثورة فقط, ولكن بما بان لهم من الواقع المتردي الذي تكشف معها, وهكذا راح كثيرون يوظفون غير الممكن في طلب غير الموجود, وهو وضع بالغ الحرج!!
وثانيا: أن أحدا من الأطراف الثلاثة لم يكن مهيأ للتعامل مع هذا الواقع, لا بالتصورات ولابالسياسة ولابالتنفيذ.
وثالثا: أن طبائع الأحوال في هذه الظروف صنعت شكوكا بين الأطراف لم يتصد لها أحد بحوار متكافئ عميق ومستنير.
وكذلك وقع التباعد, والتناقض بين الأطراف الثلاثة!!
وبعد لحظات من الصمت استطرد:
ومع الشكوك بدأ نوع من الإحباط يزحف علي الساحة السياسية المصرية لتباين الطرق:
1- الشعب يشعر أن مطالبه لا تلقي العناية الكافية, والملايين التي خرجت وصنعت الثورة فعلا ثم عادت إلي حياتها الطبيعية بدأت تري أن العمل السياسي الذي يجري في العاصمة سباق قوة مشغول بما هو فيه, دون التفات إلي موجبات دخول الجماهير الواسعة إلي الساحة, بما أدي إلي سقوط السلطة القديمة وقيام سلطة جديدة, وفي غياب الحقائق لا يتحدث بها أحد إلا بالتهويل فيها أو بالتقليل منها, وفي الحالتين لقصد أو لغرض فإن هذه الجماهير أصابها نوع من ضيق الصدر ونفاد الصبر وبان قلقها.
2- ثم إن الشباب حتي وهو يقع في شراك التشرذم في صفوفه وبين فرقه راح يتصور أن هناك إنكارا لدوره, وتجاهلا لقوته وهو صانع الثورة, ناسيا حقيقة مهمة وهي أنه ليس هناك عنوان له يستطيع من يريد مخاطبته أن يدق علي بابه ويتشاور معه.
وقد كانت هناك في البداية ظاهرة استجابة سريعة لكل مطلب من مطالب الشباب, لكن الاستجابة خفتت عندما زادت المطالب, وتوزعت جهات المطالبة علي مواقع كثيرة ومتفرقة, وأحيانا متباعدة ومتباغضة.
3- وكانت مشكلة الطرف الثالث وهو المجلس الأعلي للقوات المسلحة أصعب, فقد راوده الشعور بأنه يواجه حالة إنكار للجميل, لأنه لولا حمايته للثورة لما استطاعت حماية نفسها, وكانت في هذا التصور مبالغة!!
صحيح أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة وفر الحماية للشباب وللجماهير, لكن المجلس الأعلي للقوات المسلحة يذكر علي لسان كل عضو فيه كما هو منشور وذائع أنه كان يعارض التوريث, وأنه أعد العدة لمواجهته ومنعه, عندما تجيء لحظته, واتخذ قراره بأن يتحرك ضده.
ولو أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة تحرك وحده ضد السلطة القائمة وقتها, لكانت حركته نوعا من الانقلاب العسكري- أو كذلك يمكن أن يقال.
لكن خروج جموع الشباب وحولها في كل أرجاء مصر كتل الجماهير, وفر للمجلس الأعلي غطاء مشروعا يسمح له أن يحقق فعله بالاعتراض علي التوريث, دون أن يكون ذلك بانقلاب, وإنما ضمن ثورة شعب!!
وإذن فإنه إذا كانت القوات قد أعطت لحركة الشباب والجماهير أمانا, فإن حركة هذا الشباب وكتل الجماهير وفرت للمجلس الأعلي مشروعية قانونية.
ثم تزيد هنا إضافة مؤداها أن العلاقات توترت بين الشباب وبين المجلس أكثر حين جرت إحالات إلي القضاء العسكري دون مبرر, أو علي الأقل دون مبرر يمكن تقديره وقبوله.
وإحالة مدني إلي القضاء العسكري في حد ذاتها, وبصرف النظر عما يجيء بعدها قرار سياسي, لأنه ينطوي علي اعتبار أن المخالفة موضوع القضية جري نقلها من حيز الإساءة المجتمعية إلي حيز الإضرار بالأمن القومي.
وهذا في حد ذاته قرار سياسي في وقت جري فيه استبعاد منطق الحساب السياسي من الأساس, حتي في شأن جرائم كبري أثرت فعلا في الأمن القومي, وأنا أتفهم الرغبة في الحسم السريع, لكن مثل ذلك كان لابد له من حل آخر غير الإحالة للقضاء العسكري, إلا إذا ثبت أن هناك ضررا فعليا بالأمن القومي يمكن شرح وقائعه وتوثيقها.
علي أنه وبسبب عدم الاعتراف فإن الاعتماد كان متبادلا, والفضل في قيام الثورة ونجاحها وحمايتها مشاع بين الجميع.
فإن المجلس الأعلي للقوات المسلحة كان معاتبا حيث لا داعي للعتاب, متضايقا حيث لا موجب للضيق. والحقيقة أن هذا المجلس كان يواجه في ناحية أخري ما لا يشعر به غيره, لأنه في وضع يسمح له بالمعرفة الأدق, وكذلك فإن هذا المجلس كان الطرف الوحيد من الأطراف الثلاثة الذي يواجه الحقائق عارية كما هي علي الطبيعة:
> يواجه موقفا اقتصاديا واجتماعيا في منتهي الصعوبة, ولا يري الموارد التي تسد الاحتياجات العاجل منها والآجل.
> يري الانفلات الأمني وهو طبيعي في حالات التغييرات الكبري, وتهاوي سلطة وظهور سلطة أخري, ولا يجد لديه أهلية التدخل فيها, بمنطق أن سلاح القوات' سلاح قتال', وليس' سلاح أمن', وإذا تدخل بسلاح القتال فهو' قتل', وذلك ما تتحاشاه القوات, وسوف تتحاشاه مهما تكن الظروف, فواجب القوات المسلحة حماية الناس وليس قتلهم, وفي دول العالم كلها فإن الأمن عند الشرطة ووسائلها, وليست عند الجيش وعتاده!!
> ومن ناحية أخري فإن الشرطة ومن وقت مبكر أقحمت ربما بقصد في علاقة عداء مع الناس, وقد استحكمت العقد بين الطرفين, وكان لابد لها من نهاية, إنصافا لفكرة الشرطة وضروراتها وحقوقها, بصرف النظر عما أقحمت فيه ومصائبه.
لكن ذلك تأخر في حركة صراع القوي, خصوصا مع وجود قضية هي في الواقع أخطر قضايا هذه اللحظة وأصعبها, تلك هي أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة حدد فترة الانتقال بعدة شهور: ستة شهور زادت إلي ثمانية, في بلد جف فيه بحر السياسة, وماتت الحيوية السياسية فيه, ثم حدث الفوران فجأة, واندفع الطوفان يريد أن يلحق الأجل ويسبقه إن استطاع, وفوق وجه الموج المتدافع عوالق كثيرة ورواسب مما كان قائما علي القاع خفيا أو كارثيا.
وحدث ـ وهو ما يحدث عادة في مثل هذه الظروف- أن عناصر كثيرة متفرقة ومتباعدة ومختلفة ومعظمها طاف علي السطح بلا جذور في العمق, هرولت تتسابق بأقصي سرعة لتلحق بأجل محدد وقريب, ولم تتردد في استعمال كل الوسائل لكي تسبق غيرها إليه, وكذلك دخل التخويف سلاحا, والإرهاب سلاحا, والتخوين سلاحا, والشتم سلاحا, بل ولسوء الحظ فإن الدين دفع به إلي الساحة ضمن الأسلحة, ولولا لمحة من العقل تجلت في وثيقة الأزهر الشريف لوقعت إساءة إلي الجلال الذي يجب أن يحيط بقدسية الدين ورسالته الهادية والتنويرية.
> بالإضافة إلي ذلك كله فقد كان المجلس الأعلي للقوات المسلحة هو الأقرب إلي مواجهة أوضاع إقليمية في منتهي الصعوبة والتعقيد, وإلي أوضاع دولية في منتهي الخطورة والتهديد.
(وهذه صورة نعود إليها فيما بعد بالتفصيل).
وكانت المشكلة أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة وجد نفسه أمام تحد لم يستعد له أو يخطط, والجيوش عادة مؤسسات نظامية ترتب نفسها علي احتمالات معروفة لديها سلفا, وتضع في خزائنها السرية خططا جاهزة لمصادر التهديد التي تتحسب لها, لكنها لا يمكن أن تكون مطالبة بالتحسب والتخطيط لمجهول لم يكن في حسابها ولا حساب غيرها.
وهنا فإن بعض الظواهر تحكمت واستحكمت:
1- إن المجلس الأعلي- كما يبدو لمراقب مثلي من بعيد- لا يريد أن يبت في مشكلة حقيقية, وإنما يعتمد سياسة تأجيل المشكلات أو ترحيلها, بمقولة انتظار من يملك شرعيا ودستوريا مسئولية القرار فيها عندما يجيء وقته.
2- إنه لا يكف فيما يقول به عن تعجل الأيام لتسليم السلطة, لأنه لا يريد للقوات أن تتصل بالحياة المدنية وليونتها وتفقد قدرتها علي خشونة شن الحرب.
3- إنه ينتظر من المدنيين إذن أن يتحملوا مسئوليات كثيرة في التعامل مع الظروف ومستجداتها وطوارئها.
والمأزق أنه يريد من المدنيين أن يتحملوا بذلك, دون سند وكذلك دون غطاء, فالمجلس يقول ويعلن كل يوم أنه سوف ينسحب في الأجل المحدد, لكن المدنيين المطالبين بتحمل المسئولية عليهم أن يفعلوا ما هو مطلوب وبعضه خطر, ثم أن يتحملوا وحدهم عواقب الخطر بلا غطاء ولا حماية ولا ضمان من مبدأ دستوري أو قانوني ملزم ومحترم, أو من قوة ضامنة وحامية, والمفارقة أن زمن' مبارك' كان يعطي الضمان والحماية للفساد, والآن ليس هناك ضمان أو حماية للإصلاح!!

ثم هنا قضية أخري من أخطر قضايا اللحظة, مؤداها أن كثيرين من المؤهلين علي أعلي مستوي, والقادرين بالتجربة والكفاءة اعتذروا حين عرضت عليهم الخدمة العامة في هذه الظروف, لأن المطلوب منهم كما قلت خطير, لكن عليهم أن يقوموا به دون سند أو غطاء أو حماية, وإذا كان المجلس الأعلي للقوات المسلحة نفسه سوف ينسحب بعد شهور, فكيف يمكن لمدني أن يؤدي دورا بالجسارة المطلوبة- إذا كان بعد شهور قليلة سوف يواجه سلطة لا يعرفها من قوي معظمها بلا جذور, وفي ظروف عاصفة لا أحد يعرف مصادر رياحها, ولا سرعة حركتها, ولا طبيعة المسئولين عنها!!!
تتصل بذلك نقطة مهمة وهي أن الظروف التي مرت بها مصر في السنوات الثلاثين الأخيرة علي وجه الخصوص, لم تؤد إلي جفاف بحر السياسة فحسب, وإنما أدت إلي ضحالة شديدة في كل شيء, بما في ذلك كفاءة الإدارة التنفيذية.
وفي العادة فإن بعض البلدان في مواجهة فترات التحول تستعين بخبرة أجنبية.
كذلك فعل' محمد علي' في مشروع القناطر الخيرية مثلا- وكذلك فعل' جمال عبد الناصر' في مشروع السد العالي في مثال آخر.
والخبرة الأجنبية في هذه الظروف الدولية قد تكون موضع شك أو شكوك, لكن السؤال هل كان ممكنا تعويضها بمصريين من الخارج؟!
وفي تجربتي شخصيا فقد حضرت ذات يوم مؤتمرا للخريجين العرب من الجامعات الأمريكية عقد في' شيكاجو', وهناك عرفت أن في الولايات المتحدة وحدها قرابة ربع مليون رجل وامرأة يحملون شهادتي الدكتوراه والماستير, وقد بقوا هناك ولم يعودوا بسبب ظروف طاردة أحسوا بها في الوطن المصري, لكنهم هناك موجودون في أرقي الجامعات, وبعضهم في أرقي المناصب, ولديهم أعلي مستوي من الخبرة, وبعضهم علي استعداد لأن يخدم وطنه الأم, لكن بعض الناس في الوطن لا يريدون, بدعوي ازدواجية الجنسية, أو بدعوي الزواج من أجنبية, وهذه بالضبط حالة رجل مثل' أحمد زويل' وغيره آلاف وعشرات ألوف علي بقاع الدنيا, وذلك مدد إنساني وذخيرة بغير حدود, لأن معظم هؤلاء يتمنون لو استطاعوا أن يردوا الجميل للوطن الأم!!
والملخص أننا في حاجة إلي خبرة من الخارج, تعوض تآكلا في الداخل أصبح مخيفا!!
لكننا لا نستطيع استخدام خبراء أجانب.
ثم إننا لا نريد مصريين من الخارج.
ثم إن الأكفاء داخل مصر عرايا من غطاء مدني أو سياسي يسند ويحمي.
وتلك معادلة غريبة, مؤداها أن تظل أحوال الفراغ تدور حول نفسها حتي تصاب بالدوار وتقع علي الأرض!!
وتلك كلها وغيرها مسائل لا يريد المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن يبت فيها أثناء فترة الانتقال, بفهم أن فترة الانتقال عابرة, في حين أن فترة الانتقال في أي مفهوم طبيعي- هي فترة تؤسس لما بعدها, وتمهد طرق التحول, وهو بداية طريق جديد.
كل ذلك شكل أزمة, لكن الأزمة زادت عليها مضاعفات أشد خطورة, فقد كانت الأزمة ثلاثية الأطراف, فإذا هي تصبح مضاعفة عدة مرات, لأن أطرافا إضافية دخلت إلي الساحة وزادت من أثقال حمولاتها.

ويستكمل الأستاذ صورة اللحظة الراهنة قائلا:
كانت هناك ثلاثة أطراف تتحرك في الحالة الثورية المصرية وتعقيداتها, وزاد عليها بعد الثورة أطراف مستجدة, وكان الأمل أن تكون زيادة عدد الأطراف بالإيجاب, لكنها لسوء الحظ أضافت إلي العقد أكثر مما ساعدت علي حلها.
أولي الزيادات التي جاءت إلي الموقف المعقد وزادته تعقيدا كانت أوضاع السلطة التنفيذية.
كانت الظروف والضرورات تستدعي أقوي الوزارات في تاريخ مصر لمواجهة واحدة من أصعب مراحل تطورها, لكن الوزارات التي جاءت أقل من المطلوب, دون إغفال لقدر أحد من المشاركين فيها.
الأولي: كانت وزارة' أحمد شفيق', والرجل صاحب همة أقدرها له بصرف النظر عن اختلاف المواقف, لكن الرجل جاء متأخرا فلم يعط ما عنده, ثم إنه بدأ حين جاء بصرف وقته في أحاديث ولقاءات صحفية مستفيضة, وفي مقابلات ومداخلات تليفزيونية بالساعات, وقد كنت أتساءل مرات متي يكون لديه وقت للعمل, والغريب أنه بقدر ما اعتمد علي التليفزيون ليؤثر به, كان التليفزيون هو الموضع الذي تعثر فيه وسقطت عليه وزارته, ثم إن الرجل كذلك لم يكن موفقا في خياراته لمعاونيه, وربما لم يكن له دخل في اختيارهم, وربما, وربما, لكن العهد لم يطل به, والرجل ـ برغم كل ما يشاع عنه صاحب تجربة عسكرية ومدنية لها قيمتها, ثم إنه ليس صنيعة' مبارك' كما يتصور كثيرون.
ولعل تاريخه السياسي كان يختلف لو أن الفرصة التي واتته لرئاسة الوزارة وصلت إليه في ظرف مختلف, وفي كل الأحوال فإن الرجل لم يبق في الرئاسة غير أسابيع, ثم نزل الستار فجأة, وانطفأت أضواء التليفزيون, واختفت وزارة' شفيق'!!
وجاء الدور علي وزارة الدكتور' عصام شرف', وقيل للناس وفي بعض القول مسحة صدق إنه جاء من الميدان, أي ميدان التحرير, ومع أنه ليس من شأن الميدان أن يختار رؤساء الوزارات, فقد أشيع أن جماعات من الشباب رشحته للمجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي علم واستجاب.
وأنا شخصيا لا أعرف الدكتور' عصام شرف', وإن سمعت الكثير عن دماثة خلقه, لكني في نفس الوقت أستطيع من بعيد قياس أداء وزارته, ورغم وجود عدد من الشخصيات لها قدرها في نظري ضمن فريق فإن الأداء في مجمله غير مقنع, خصوصا في مثل هذه الظروف.
وفي كل الأحوال فإن السلطة التنفيذية التي كان عليها أن تعوض أوجها للقصور في الصورة العامة أصبحت هي نفسها جزءا من المشكلة, بدلا من أن تكون جزءا من الحل.
ولست أريد أن أظلم الدكتور' شرف' بغير داع, فأنا لا أعرف ما هي علاقته مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة, ولا درجة الانسجام بين وزرائه, ولا سلطة مجلسه في رسم سياسات المرحلة, وما يبدو لي من بعيد أنها هي الأخري تحت وهم أن مرحلة الانتقال مساحة فراغ بين ضفتين, وذلك خلاف لمنطق الانتقال حين يكون المطلوب هو بناء جسور للتحول.
ولكي تزداد الصورة اتساعا وعمقا فتح الأستاذ ملف الاعلام وقال:
وأصل إلي زيادة أخري نفذت الي صميم الأزمة, وأقصد هنا الإعلام, وأريد أن أقول بوضوح إنني لم أعرف لنفسي طوال حياتي وعلي امتداد عملي- مهنة أخري غير الصحافة, ولم أرض بديلا عنها, حتي لو كان أكبر المناصب في الدولة, وإذن فإنني منحاز للمهنة ولحريتها بغير حدود- لكن أمانة المهنة حتي قبل أمانة الحقيقة تفرض علي أن أقول أن الإعلام المصري ليس موجودا حيث يتمني له أصدقاؤه وأحبابه, والدليل دون مكابرة أن قوة التأثير فارقته, وتوجهت إلي غيره, وقد ساعد عصر' مبارك' علي ذلك الفراق رغم وجود مساحة من الحرية ـ لابد من الاعتراف بها ـ صنعت نجوما يستحقون إعجاب قرائهم ومشاهديهم.
لكن هناك مشكلة غائرة لا يريد أحد أن يتحدث فيها, وهي ملكية وسائل الإعلام.
ما يسمي بالإعلام القومي مرئيا ومسموعا ومقروءا واقع في أزمة, لأنه لا يعرف لنفسه صاحبا, وعندما تقدم إليه من ادعي بالملكية- مثل مجلس الشوري مثلا في وقت من الأوقات- فإن الاقتراب من الإعلام جاء فجا, وأحيانا بذيئا!!
ومن ناحية أخري فإن الإعلام الخاص- مع درجة من الفوران لا يصح إنكارها- مملوك بالكامل- تقريبا- لرءوس أموال لها مصالحها, وأستحيي أن أذكر الأسماء, فقد يكون في ذكرها شيء من الاستعداء أو الإساءة, لكن علينا أن نتذكر مقولة شهيرة ملخصها:' قل ما هي مصالح أي رجل, وأنا أقل لك ما هي أفكاره!!'.
أي أنهم جميعا أصحاب مصالح يريدون حولها سورا واقيا من النفوذ والتأثير.
ويشير بعضهم في صدد مناقشة هذا الموضوع إلي' روبرت ميردوخ' صاحب شبكة' سكاي', وصاحب أكبر الجرائد في أمريكا وأوروبا, لكن علينا أن نتذكر هنا مسألتين:
الأولي: أن' ميردوخ' لا يستثمر أمواله في غير الإعلام بأنواعه, من الحرف إلي الصورة, ومن الصحيفة إلي الشبكة, وإذن فقصاري مصالحه هو الترويج, ومع ذلك فقد دفع به طلب الترويج إلي حافة الجريمة بجرائد يملكها وتحقق سبقها بالتنصت علي شبكات التليفون المحمول لنجوم السياسة والمجتمع والرياضة, وهو داخل اليوم للمساءلة القانونية لهذا السبب, كما دخل من قبله أحد كبار ملاك الصحف وهو اللورد كونراد بلاك- أحد أصحاب مجموعة التلجراف.
وفي المقابل فإن الإعلام المصري الخاص بغالبيته الساحقة مملوك لاستثمارات تعتبره وسيلة لمصالح أخري, وبصراحة فإن' ميردوخ' ليس داخلا لا في أراض, ولا في صناعة, ولا في مقاولات, ولا في الصادر والوارد, وإنما استثماره في رواج وسائله الإعلامية.
الثانية أنه مع أن' ميردوخ' متورط إلي أبعد مدي في التأثير علي القرار السياسي خصوصا في الولايات المتحدة وفي بريطانيا بهدف النفوذ السياسي, فإن رجال الأعمال في مصر ممن يهتمون بالإعلام يفعلون ذلك لتعظيم مكاسبهم وأرباحهم في تجاراتهم وصناعاتهم الخاصة, وكذلك طلبا لنفوذ يحمي المصالح وأصحابها.
وذلك أمر يحتاج إلي مراجعة, لأن الإعلام الخاص- كما الإعلام العام- دخل طرفا في تعقيدات الأزمة ومستجداتها, وأضيفت إلي الخلط المتراكم شحنة أخري, واصلة للناس بحمولاتها كل صباح, مؤثرة عليهم بذات الهم كل مساء, والهم آخره كابوس مخيف حتي وإن بدا في أوله حلما جميلا!!
ولست أريد قيدا علي الإعلام الخاص, ولكني أتمني أولا شفافية معلنة في الملكية, ومسافة واضحة بين الملكية والتحرير- مسافة محققة وقانونية وعاقلة, وهذه مشكلة واجهتها الصحافة البريطانية وغيرها, في الفصل بين الملكية والتحرير, وبين مصالح المال وقرار السياسة!!
وربما أن التجربة الإنجليزية تستحق الدرس!!
وأتذكر أنني حضرت اجتماعا أول الستينيات في مقر جريدة التايمز, وفي مكتب دنيس هاميلتون رئيس التحرير في ذلك الوقت. وكان بين حضوره هارولد ماكميلان رئيس وزراء بريطانيا وقتها واللورد روي تومسون الذي كان يتفاوض لشراء صحف التايمز والصنداي تايمز. وأتذكر أن رئيس الوزراء البريطاني وهو هارولد ماكميلان راح امامنا يقول لتومسون: أن الرأي العام البريطاني لن يقبل أن تكون جرائده مجرد ملكية رأسمال وإنما سوف يسألنا الناخبون عن القيم والقواعد التي تتصل بالتأثير علي الرأي العام ودقة معلوماته. ونظر ماكميلان الي اللورد تومسون وهو يخاطبه باسمه الأول: روي.. الصحافة ليست سوقا. ثم كرر القول بقصد التأكيد مرتين.
ولاأريد أن أتزيد ولكن قد أتجاوز وأقول إن هناك نشاطا واسعا بشأن ملكية وشراكة وسائل الإعلام المصرية يجري الآن في لندن, بل وهناك اشارات من أصحاب الصحف من داخل طرة.. هل أضيف أيضا أن3 رجال وليس أكثر يتحكمون الان في الاعتمادات التي تخصص للاعلان في مصر وحجمها يقارب المليار جنيه.
وهذه الاعتمادات الاعلانية وفي غيبة مقاييس علمية لتخصيص الاعلانات تستطيع انجاح صحف وفضائيات وتستطيع اعدام صحف أخري وفضائيات, وهذه قضية تحتاج إلي حسن تقدير قبل أن تحتاج الي تسرع في الاجراءات وحملات كراهية ضد المسئولين عنها بلا لزوم.

ويبقي الجانب القانوني بشقه السياسي الذي لم ينسه الأستاذ وقال:
هناك عنصر آخر شديد الحساسية وهو يتمثل في الإسراع إلي تصدير دور القانون, حيث كان الواجب أن يتصدر, لأن السياسة حاولت أن تتجنب الحرج.
والذي حدث أنه حين وقعت الثورة كان قانون التاريخ قبل أي قانون يفرض حسابا وجزاء, لأن ما تعرض له هذا البلد من أهوال كان من صنع السياسة, وكذلك كان الحساب والجزاء المطلوب قبل غيره هو الحساب السياسي. وكان مطلوبا من السياسة أن تدقق في جوانب ما جري في الداخل وفي الإقليم والخارج. وكلها مجالات مرشوقة بجرائم كبري, وكان يجب بعد التدقيق أن يحدث فرز يحيل ما هو سياسي إلي هيئة قادرة ومخولة لمناقشته وطرحه علي الناس, وتبيان أوجه الخلل فيه, والحساب عنه كجرائم سياسية, بما في ذلك جريمة تطويع القوانين والتلاعب بها, وتفصيلها لحساب غرض وهوي.
وفي الوقت نفسه فإن ذلك لا يمس ولا يصح أن يمس كل الوقائع المحققة جنائيا, أي التصرفات التي تورطت في الفساد واستباحت حرمة المال العام, وتعودت استغلال النفوذ, ونهب الموارد, وانتهاك حقوق الإنسان وغير ذلك من الآثام والخطايا.
كل تلك جرائم جنائية يتصرف حيالها القانون, وبالإجراءات العادية والطبيعية.
بمعني أن العدوان علي قيم النظام الجمهوري أكبر من أن تكون المحاسبة عليه بدعوي ملكية بيت هنا أو بيت هناك.
ما يمس النظام الجمهوري في حيز السياسة, والفساد وإلافساد حتي إن تغطي بنص في حيز النيابة وتحقيقاتها وسلطاتها.
لكن المجلس الأعلي فيما يبدو أراد إعفاء نفسه من مشكلة الحساب والجزاء, وكذلك جري ترك كل شيء إلي النيابة العامة, وإلي جهاز الكسب غير المشروع, ووجد النائب العام وزميله في جهاز الكسب غير المشروع أنفسهم أمام طوفان من البلاغات, بعضها جدي وبعضها كيدي, وهو أمر طبيعي في مثل تلك الأحوال.
ثم إن بعضها سياسي ليس في اختصاص من أحيلت إليه, كما أن كثيرا منهم ارتكب جرمه الفادح في حماية نص قانوني مصنوع لهذا الغرض.
وإذا كان قرار السياسة قد أراد إعفاء نفسه من الحسم, في هذه المسألة الكبري فإن النيابة العامة وغيرها من أجهزة التحقيق القانوني لم تجد بدا من حماية نفسها بالنظر في كل شيء خصوصا وهي تريد أن تنفي عن أجهزتها شبهة ممالأة النظام السابق وتضمن توسيع وتسرع الإجراءات لتجنب الوقوع في الخطأ مع لحظة بدا فيها وكأن ما يجري مطاردة للساحرات كما يقولون في تاريخ أوروبا قبل النهضة, عملية witchhunt, وكانت هذه العملية فادحة التكاليف علي مؤسسات كبيرة وعلي اعصاب رجال ونساء وعلي سمعتهم, وربما أنها كانت من الأسباب الرئيسة في تعطل صدور قرارات كثيرة في مجالات بعيدة, سواء في مجالات الأمن أو الاقتصاد, لأن كثيرين لم يرضوا لأنفسهم أن يعيشوا تحت سيف بلاغ يتصرف فيه من يتلقاه بالإجراءات أولا, ثم يجري تعليق مصيره حتي يجيء دور التحقيق في شأن ما وجه إليه.

ثم زادت حمولة أخري.
في هذه الأجواء وما حولها فإن عناصر كثيرة وجدتها فرصة لتستولي علي الشارع, جماعات ذات أهداف سياسية متباينة, وأيضا ذات مقاصد ونوايا مختلفة, لكن الأخطر أن هذا الزحام أوجد مسرحا لانفلات أمني كما يقولون وحتي لجرائم من النوع العادي, وفيه قطع الطرق, والسطو المسلح, والابتزاز, واستبيح الشارع لأغراض متصارعة, وهذا كله طبيعي عرفته الثورات, بل إن هذا الانفلات كان هو سبب ظاهرة' نابليون' التي جاءت لوضع حد للفوضي, وكانت نتيجة تدخل' نابليون' هي الاستيلاء علي الجمعية الوطنية الفرنسية ذاتها, لأن هذا المحفل العريق سيطرت عليه في النهاية مجموعات متشددة- إرهابية- دموية- انتهازية, وأصبحت قاعة الجمعية الوطنية ذاتها مسرحا ضاع فيه الصالح مع الطالح, وذاب فيه الثوري مع الدموي, وتصدر فيه الفاسد وهو ضد الثورة عمليا, لكنه بالصوت العالي أخذ منبر الجمعية الوطنية واحتكره, وأبعد عنه كل صوت للحق والمبدأ.


ولقد شاهدت بعيني سواء علي الطبيعة أو في الصور مشاهد لا تصدق مما يجري في الشارع المصري, وكان شعوري أن القائمين بها لا ينتمون إلي الثورة, وأخف الضرر فيما يفعلون أنهم يعطون الذريعة والمبرر لكل المطالبين بالقمع والقهر, بمقولة الاستقرار والأمن.
وفي هذه الأجواء لم تكن مصر داخل أنبوبة معقمة, كان العالم حولها مليئا بالقوي, التي وجدت في حالة السيولة والفوضي- فرصة تمد إليها أصابعها, تحاول أن تأخذ, أو تحاول أن تبث, أو تحاول أن تطوع.
بعض التدخل الخارجي جاء من قوي كبري وجدت في الربيع العربي الذي فاجأها في' تونس' و'مصر' فرصة نادرة للاستغلال, وكذلك فعلت أمريكا وفرنسا وإنجلترا, وكلها رفعت ألوية حق يراد به باطل, ثم جاء هذا التدخل أيضا من الإقليم, فقد كان في الجوار المباشر وغير المباشر من المتدخلين كثيرون, وأعرف لسوء الحظ أن ملايين من الدولارات وصلت إلي من لا أعرف, وملايين أخري أشك أنه وقع' دسها في جيوب ناقليها' قبل أن تصل إلي عناوينها, وذلك فصل من أغرب الفصول في قصة الربيع العربي.


وان كان لايصح معها القاء التهم جزافا, وعلي أي حال فقد عرف التاريخ الانساني من قبل تجارة في دم الناس وفي بيع وتهريب السلاح وتجارات في فضائل العفة والاخلاق باغراءات الجنس, كذلك عرف التاريخ تجارة في عواطف وآمال وطموحات الشعوب والأمم.
اننا استعرضنا معا صورة لملامح المشهد العام ودعونا نتذكر مرة أخري ونحن نناقش مناخ الربيع المصري والربيع العربي أنه حتي وإن بدا لنا أن مانراه الآن ليس ربيعا بالضبط فلنذكر أن الخماسين- عواصفها ورمالها وترابها وعتمة الليل عند الظهر أثناءها- هي ظاهرة موعدها الربيع ولذلك فلنقل انه الربيع لايزال.. لكنها هذه اللحظة موجة خماسين.
والآن ما العمل؟! وهنا أترك لكم الحوار تديرونه كما ترون


-------------------------


اتهام الإخوان بالتهديد باستخدام القوة ضد المجلس العسكري.. وقائد الأمن يشرح أحداث استاد القاهرة
حسنين كروم
2011-09-18




القاهرة - 'القدس العربي': من الأخبار والموضوعات المصرية الهامة في الصحف الصادرة يومي السبت والأحد المحادثات التي أجراها في القاهرة رئيس وزراء أثيوبيا ميلس زيناوي، وإضراب المدرسين، وتصريحات وزير الداخلية بأن كشوف أسماء البلطجية جاهزة للقبض عليهم بقانون الطوارىء وهو ما سخر منه يوم السبت زميلنا بـ'أخبار اليوم' الرسام هاني شمس بأن كان رسمه عن بلطجي ممسكا بمطواة ويقول لزميل له يدخن الحشيش: ياساااتر، أخيرا، هانخلص من الجماعة بتوع السياسة.
وأشارت الصحف الى إلقاء القبض في مدينة الزقازيق على ابني رئيس حزب العدالة والحرية الإخواني محمد مرسي بتهمة الاعتداء على ضابط شرطة، وصرح مرسي بأن العقاب لابد أن ينالهما ان ثبتت التهمة عليهما، أما إذا كانا قد تعرضا للعدوان، فانهما سيتنازلان عن حقهما.
وإلى بعض مما عندنا:

أسرار مثيرة عن خلفيات اقتحام السفارة الاسرائيلية

ونشرت 'الأهرام' خبرا عن نتائج التحقيقات مع المقبوض عليهم في أحداث سفارة إسرائيل ومديرية أمن الجيزة، قالت فيه: 'كشفت التحقيقات واعترافات المتهمين في حادث اقتحام السفارة الإسرائيلية الجمعة قبل الماضية، عن تورط شخصية ثرية في تحريض أعداد كبيرة من الشباب مقابل مبالغ مالية تراوحت بين خمسة وأحد عشر الف جنيه لكل شخص لمهاجمة السفارة وإثارة الفوضى.
وصرح مصدر قضائي مسؤول لـ'الأهرام' بأن المقبوض عليهم أدلوا بأسرار مثيرة عن الساعات التي سبقت الحادث، حيث تم تجميعهم مساء الخميس قبل الحادث عند ميدان الرماية بالهرم، على شكل مجموعات، ولم تكن كل مجموعة تعرف الأخرى نظرا لاختلاف المناطق التي تجمعوا منها، موضحا ان الانتقال إلى الميدان تم بواسطة ثلاثة أتوبيسات سياحية فاخرة يسع كل واحد منها 50 فردا.
وأوضح المصدر أن الاتوبيسات تحركت باتجاه طريق الإسكندرية الصحراوي وبعد نحو نصف ساعة بعد البوابات، تم نقل الأشخاص بواسطة سيارات نصف نقل الى إحدى المزارع الخاصة، ويؤكد المصدر المسؤول ان الأفراد التقى بهم شخصية قالوا انها يبدو عليها 'الهيبة' - حسب تعبيرهم وقال لهم انه لا بد من الثأر لأولادنا الذين قتلوا على الحدود مع إسرائيل، ولابد من طرد السفير الإسرائيلي.
وأوضحت اعترافات الشباب انهم تناولوا وجبة عشاء فاخرة فشلوا في معرفة طبيعة وأسماء الأطعمة، ثم تسلم كل منهم ظرفا مغلقا به مبالغ تتراوح بين 5 إلى 11 الف جنيه، وتمت إعادتهم الى ميدان الرماية بنفس طريقة الذهاب، واستكمل المتهمون اعترافاتهم بأنه تم الاتفاق على التجمع يوم الجمعة في الخامسة مساء في أماكن متعددة مثل حديقة الحيوان وميدان جامعة القاهرة والذهاب إلى السفارة وإثارة الفوضى، وهو ما جرى بالفعل'.

سوزان وهايدي وخديجة يزرن السجينين جمال وعلاء

ونشرت الصحف عن استمرار محاكمة مبارك والعادلي ومساعديه وعلاء وجمال في قضية قتل المتظاهرين لكن مبارك لم يحضر، وأشارت 'الأخبار' امس في تحقيق لزميلنا جمال حسين إلى زيارة في سجن طرة لعلاء وجمال قال فيها: 'قامت سوزان زوجة الرئيس السابق حسني مبارك أمس بزيارة نجليها علاء وجمال في سجن مزرعة طرة، رافقها خلال الزيارة كل من هايدي راسخ زوجة علاء وخديجة الجمال زوجة جمال ووالدها محمود الجمال وشريف البنا صهر علاء مبارك وجلال ابو القاسم وسكرتير العائلة مصطفى شاهين، بينما غاب لأول مرة عن الزيارات كل من الطفلين عمر علاء وفريدة جمال.
اصطحبت سوزان وهايدي وخديجة معهن كميات من المشويات والملابس الجديدة البيضاء لعلاء وجمال وبعض المشروبات وجلسوا معهم قرابة الساعة داخل الساحة المخصصة للزيارة بسجن المزرعة، وظهر تأثر سوزان الشديد بحبس نجليها حيث أجهشت بالبكاء وحاول الشقيقان طمأنتها على أحوالهما وعلى موقفهما'.
وبمناسبة سوزان، فقد نشرت 'الوفد' امس في صفحة نجوم وفنون التي يشرف عليها زميلنا أمجد مصطفى حديثا مع الفنانة سوسن بدر، أجرته معها زميلتنا دينا دياب قالت فيه عن أداء دور سوزان في عمل فني: 'لم يعرض عليَّ عمل بهذا الاسم، ولكني أتمنى أن أقدم شخصيتها، لأنني أهوى الأعمال التاريخية، وتجسيد دور زوجة الرئيس السابق في عمل فني من المؤكد انها ستكون جيدة، خاصة لو كانت مكتوبة بحنكة، وحياة سوزان ثابت كانت مليئة بالأحداث وتوثيقها بكل تفاصيل أحداثها حتى لو كانت مكروهة أمر مطلوب'.

طنطاوي وعنان بمقدمة جنازة خالد عبد الناصر وغياب القوى الاسلامية

أما الموضوع الأبرز فكان جنازة الدكتور مهندس خالد ابن خالد الذكر، وتقدم المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري والفريق سامي عنان رئيس الأركان الجنازة، في إشارة واضحة للجميع لا تخطئها العين.
قالت 'الأهرام' يوم السبت في الصفحة الخامسة في تغطية زميلينا محمد عتر المرسي عن الجنازة: 'شهدت غيابا ملحوظا لرموز القوى الإسلامية وجماعة الإخان فهي القوى المعروف عنها انها كانت على خلاف دائم، وثأر سياسي قديم مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والمشير طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس العسكري بحضورهما وتقدمهما للجنازة، أضفيا ايضا دلالات سياسية مهمة على المشهد، أهمها ان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، سيظل هو الزعيم السياسي الأبرز الذي تتفق عليه المؤسسة العسكرية المصرية وعلى تاريخه وعطائه الطويل'.
وهذا ما أكده ايضا في اليوم التالي رئيس تحرير 'الأخبار' زميلنا وصديقنا ياسر رزق بقوله: 'مشاركة المشير حسين طنطاوي ونائبه الفريق سامي عنان في تشييع جنازة الدكتور خالد نجل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، كان لها أبلغ الأثر في نفوس المصريين، لا سيما أن المشير والفريق جاءا بدون حرس أو مراسم وانخرطا وسط الجماهير التي جاءت تودع نجل الزعيم.
الحشود الهائلة التي توافدت على الجنازة وسرادق العزاء هي استفتاء شعبي على مكانة الزعيم الباقية في قلوب الملايين وعلى الاحترام الذي يكنه المواطنون للدكتور خالد الذي لم يتكسب باسم والده، ولم يتربح على حساب الشعب ولم يسع لأن يرث أباه العظيم إلا في إخلاصه ووطنيته وطهارة اليد'.

المفتي الاسبق يتهم عبد الناصر بمحاربة الدين داخل مصر ونشر الإسلام خارجها بواسطة الأزهر

وعلى طريقة اضحكتني يا شيخ، نشرت 'الأهرام' في ملحقها يوم الجمعة الثاني من الشهر الحالي حديثا مع المفتي الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور الشيخ نصر فريد واصل أجرته معه زميلتنا سامية أبو النصر، أضحكني لا لأنه قال نكتة وإنما لعدم قدرته على ضبط كلامه وما فيه من تناقضات في الوقائع يضعف بعضها البعض فقد قال: 'في فترة عبد الناصر تم الفصل الكامل بين الدين والدولة، ودخل الإخوان السجون وتقلص دور الأزهر، وبدأت العملية تخف حدتها في عصر السادات لطرد الشيوعية وعودة الدين'.
أي أن خالد الذكر كان ضد الإسلام والأزهر وشيوعيا، اي كافرا - والعياذ بالله - ولكن المفتي السابق ورجل الدين الذي يأمره إسلامه أن يكون صادقا، قال في موضع آخر: 'أيام عبد الناصر كان هناك نشاط للأزهر في افريقيا، وكان بمثابة السفير الذي يربط بين أفريقيا ومصر'.
سبحان الله في أمر هؤلاء الناس، الذين يعلموننا ديننا ويشرحونه لنا وتفسير آياته وأحاديث رسولنا الكريم، فأين الأمانة الدينية والعلمية في هذا الكلام؟
عبد الناصر يفصل الدين عن الدولة وهو شيوعي - أي كافر - ويحارب الأزهر، وفي نفس الوقت يدعم نشاط الأزهر في افريقيا، ويجعله سفيرا لمصر، اي يرصد له الملايين من الجنيهات لممارسة نشاطه لنشر الإسلام.
وكان على المفتي الاسبق أن يقول - بأن هناك اتفاقا بين عبد الناصر - آسف جدا - أقصد خالد الذكر، وبين الأزهر، بأن يقوم هو بنشر الكفر داخل مصر، وينشر الأزهر الإسلام في افريقيا، أي يأخذ كل واحد حقه.

عبد الناصر ضد الإسلام والأزهر وشيوعي

أما الطامة الكبرى فجاءت من الشيخ أحمد المحلاوي، يوم الخميس في 'اللواء الإسلامي'، وحديثه مع رئيس التحرير زميلنا عبد المعطي عمران، وقد فوجئت بأنني أمام شيخ آخر تماما غير الذي كنا نعرفه عنه السياسي الهادىء والمتواضع، والذي كان يحرص على أن يكون حلقة وصل بين مختلف التيارات السياسية، وصاحب الفكر الوسطي، منذ أن كان إماما وخطيبا لمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، أيام حكم الرئيس السادات، وكان يستضيف في المسجد قادة المعارضة وقتها أمثال الدكتور محمود القاضي عضو مجلس الشعب عن الإسكندرية وأشهر برلماني وقتها، وصديقنا أبو العز الحريري - عضو المجلس عن حزب التجمع - ماركسي - وصديقنا كمال أحمد - عضو مجلس عن الإسكندرية - ناصري - وممتاز نصار، والدكتور حلمي مراد، مما اثار السادات ضده، وأمر باعتقاله في حملة سبتمبر عام 1981، وقال عنه في خطبته الشهيرة يوم 3 سبتمبر: 'ده كان بيهاجم جماعتي'،أي زوجته السيدة جيهان، ثم أضاف: 'أهو مرمي في السجن زي ال######'.
وقد أثارت هذه العبارة موجة كراهية قاتلة ضد السادات، وفي السجن تقابل المحلاوي مع كل ممثلي التيارات والأحزاب السياسية، من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وبعد الإفراج عنهم عام 1982 بعد اغتيال السادات وتولي مبارك الحكم، صدر قرار بعدم عودته للخطابة في المسجد، وقد قابلته ثلاث مرات، واحدة في المسجد قبل الاعتقالات مع صديقنا ونسيبي عضو مجلس الشعب في الإسكندرية محمد البدرشيني، ومرتين بعد خروجه من المعتقل، الأولى في شقته المتواضعة بالإسكندرية، والثانية في منزل صديقنا عضو المجلس الاسبق والهيئة العليا لحزب الوفد أحمد ناصر، والذي انضم في الصراع على رئاسة الحزب الى الدكتور نعمان جمعة، وكان في الاجتماع عدد كبير من السياسيين وقتها.
أقول، فوجئت بأنه بدلا من رؤية زيادة في النضج السياسي للشيخ المحلاوي، انني أمام شخص آخر ملأه الغرور والانفلات في توجيه تهمة الكفر، ومحاربة الإسلام لعبد الناصر ونظامه، والاتيان بوقائع كاذبة ولا يعلم عنها شيئاً، ادعاها دون أن يهتز ضميره الديني، والسياسي، وهو الذي يعظ الناس بقول الحق، وعدم الافتراء بالباطل، قال بالنص: 'لا بد أن يعود لشيخ الأزهر مكانته واحترامه وتقديره، يوم كان يمشي أمام الملك وعندما كان يلقي الدرس فوق كرسيه ومحمد علي باشا والملوك من بعده يجلسون أمامه على الأرض، ولا ينبغي أن يعنيه أحد، ولكن يرشح من هيئة كبار العلماء ثم يصدر رئيس الجمهورية قرار التعيين بناء على هذا الاختيار وأن تضم هيئة كبار العلماء نخبة من خيرة علماء الإسلام من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
منذ قيام ثورة يوليو 1952 كان هناك مخطط لإضعاف الإسلام في قلعته الحصينة مصر، وتمثل هذا في حل هيئة كبار العلماء وكان هذا القرار ضربة قاصمة للأزهر، وضرب التيار الإسلامي ممثلا في الإخوان المسلمين مع ان بعض قادة الثورة كانوا من الإخوان، وإلغاء المحكمة الشرعية التي كان قضاتها ومحاموها وكل هيئاتها من الأزهر، وتم هذا الإلغاء بطريقة فجة و######ة بسبب اتهام شيخين من قضاتها بالانحراف، وهل إذا انحرف قاض نلغي المحاكم؟ أمر غير منطقي ولكن هذا ما تم لتشويه القضاء الشرعي، أضف إلى ذلك ما هو أشنع وهو إلغاء ونهب الأوقاف الإسلامية وحدها فالأوقاف القبطية موجودة حتى الآن، وهذه الأوقاف كانت تعني استقلالية الدعوة والأزهر، فلم يكن الأزهر بهيئاته وكذلك الدعوة، تتقاضيان مليماًَ واحدا من الدولة، إنما كانت لهما مخصصات كبيرة من هذه الأوقاف، فكانت كل مصاريف التعليم بالأزهر من كتب وأحبار وأوراق ومسكن ومعيشة كلها مجانا، كذلك الدعاة والوعاظ والمدرسون كانوا يتقاضون رواتبهم من هذه الأوقاف التي صادرتها ثورة يوليو، وبعد ذلك جاء ما سمي بتطوير الأزهر الذي خرب المناهج الأزهرية وأثقل كاهل الطلاب بمنهجين أحدهما أزهري والآخر مدني، فضلا عن السماح بدخول أصحاب المجاميع المتدنية في الثانوية العامة الى جامعة الأزهر، فترسخ الجهل والغش والفساد، وهذا ما نعاني من آثاره حتى الآن، هذه بعض خطايا الثورة في حق الإسلام والأزهر، وعبد الناصر عمل أخطاء فادحة ضد الإسلام والمسلمين لصالح أمريكا'.

ثورة يوليو خططت لإضعاف التيار الإسلامي

ألاحظ في كلام المحلاوي قوله ان ثورة يوليو خططت لإضعاف الإسلام، وضرب التيار الإسلامي ممثلا في الإخوان، ومن يفعل ذلك هو بالضرورة، كافر - والعياذ بالله - ولم يفسر الشيخ الصادق في شهادته وجود عضو مكتب إرشاد الإخوان وأحد الذين كانوا مرشحين لمنصب المرشد، المرحوم الشيخ أحمد حسن الباقوري وزيرا للأوقاف، ثم رئيسا لجامعة الأزهر، ولا انضمام اكثر من نصف أعضاء مكتب الارشاد لعبد الناصر ولا وجود الداعية الشيخ محمد الغزالي مسؤولا عن إدارة الدعوة بالأوقاف، وصديقنا الدكتور عبد العزيز كامل - الذي تولى وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، على الجميع رحمة ربك، كل هؤلاء استخدمهم خالد الذكر لمحاربة الإسلام وهدمه وتدمير الأزهر؟
ما هذا المستوى من الكذب والحقد والجهل ايضا؟ والجهل لأن أوقاف الأزهر التي يتحدث عنها كانت مسخرة، اضطرت حكومات ما قبل الثورة ان تخصص في ميزانياتها مبلغاً له، ووصل في ميزانية عام 1952 في حكومة الوفد برئاسة خالد الذكر مصطفى النحاس باشا إلى مليون جنيه، زاد بعد الثورة التي جاءت للقضاء على الأزهر والإسلام الى ثلاثة ملايين عند وفاة خالد الذكر - جمال عبد الناصر - الفاتحة على روحه، بسم الله الرحمن، آمين، أما حكاية القضاء الشرعي فلا داعي لإعادة قصة الشيخين سيف والفيل بالإضافة إلى أنه كان يهدف لتوحيد القوانين والإجراءات، وتطوير الأزهر تم بإشراف وضغوط الكثير من مشايخه ورجاله، وهيئة كبار العلماء التي تم حلها، تم استبدالها بمجمع البحوث الإسلامية، ويتكون من خمسين عضوا ثلاثون من مصر وعشرون من الدول الإسلامية، فلماذا لم يقرأ قبل ان يتكلم ويفتي، بل ويوجه اتهامات الكفر والعمالة ايضا بقوله 'عبد الناصر عمل أخطاء فادحة ضد الإسلام والمسلمين لصالح أمريكا'.
والسؤال الآن، كيف يمكن الثقة في هؤلاء الناس وإيمانهم بالديمقراطية ومصداقيتهم، إذا كان اكثرهم ادعاء وسطية يتهم عصرا كاملا وزعيمه، وله أنصاره وأحزابه بالكفر والعمالة لأمريكا، ما الذي سيفعله هؤلاء الناس إذا وصلوا للحكم؟ وما الذي يعدونه لنا وراء الاختباء تحت يافطات أحزابهم التي قال عنها زميلنا خفيف الظل ومتعدد القدرات جلال عامر وهو من أهالي الإسكندرية ايضا، في إحدى الفقرات في 'المصري اليوم' يوم الأربعاء: 'على فكرة حزب الإخوان المسلمين لم يقم على أساس ديني، وحزب الجماعة الصوفية لم يقم على أساس ديني، وحزب الجماعة السلفية لم يقم على على أساس ديني، الحزب الوحيد الذي قام على أساس ديني هو الحزب الشيوعي'.

اعتراف قائد التراس الأهلاوي بالإسكندرية بالمشاركة في ثورة يناير

لا يزال السؤال، إلى أين تتجه مصر؟ يشغل بال الكثيرين خاصة بعد ما حدث من مصادمات في جمعة تصحيح المسار، ومهاجمة مقر وزارة الداخلية، والهجوم على السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة والسفارة السعودية، والاشتباكات التي سقط فيها ثلاثة قتلى، ومئات الجرحى، وقبلها الاشتباكات بين الشرطة والتراس النادي الأهلي في الاستاد بعد مباراة الأهلي، وكيما أسوان - وسقوط العشرات جرحى، وتدمير عشرات من سيارات الأهالي، ونتيجة لذلك صدر قرار تفعيل قانون الطوارىء، وإضافة حالات أخرى إليه، وتحذير وسائل الإعلام من نشر الشائعات، والتحذير كذلك من تدخلات أجنبية تمول جمعيات أهلية واتهام قطر وأمريكا ثم غلق قناة الجزيرة مباشر - مصر وهو ما أدى الى معارك أخرى، اضافية حول العودة الى أساليب نظام مبارك، والغريب في الأمر ان أحدا لا يستطيع ان يحدد وقائع ثابتة، أو الطرف الحقيقي المسؤول عن كل حادثة، مثلا في حادث التراس الأهلي، لدينا أبرز شهادتين الأولى في مجلة 'صباح الخير' في تحقيق زميلنا محمد عبد العاطي الذي قال نقلا عن محمود - قائد التراس الإسكندرية: 'عدم مسؤوليتهم عن كثير مما نسبه إليهم الإعلام من أعمال عنف، أن مجموعات كثيرة منهم شاركت ألتراس الأهلي في التعبير عن الرأي الجمعة الماضية، مؤكدا أنهم انسحبوا من الشارع قبل السادسة مساء!
ان الكابتن نادر السيد حارس المنتخب المصري السابق شاهد على كلامه، وخصوصا أن الكابتن نادر شاركنا وقفاتنا الاحتجاجية ذلك اليوم إيمانا منه بعدالة مطالبنا.
عانوا كثيرا من المضايقات الأمنية أثناء حكم النظام السابق، إلا أن هذا لا يعني مسؤوليتهم بالضرورة عن أعمال الشغب التي تمت امام السفارة الإسرائيلية، 'لم يقتحم أي من المنتمين للألتراس عمارة السفارة'.
وأضاف محمود: السبب الأساسي في السمعة السيئة التي ألصقوها بنا وشدنا وجذبنا مع الأمن خلال عصر نظام مبارك تسبب فيه بعض رجال الأعمال ومشجعي الأندية الكبار الذين خافوا على مصالحهم من تواجدنا، وتنظيمنا وانتماءاتنا 'بإيعاز من هؤلاء الذين نعرفهم بالاسم'، ضيقت علينا الداخلية، وتربص بنا ضباطها إلى حد وصلت فيه الأمور إلى تفتيشنا ذاتيا، بما فيه إهدار لكرامتنا.
أجبرونا أكثر من مرة على خلع ملابسنا، أو إزالة شعار الألتراس منها وإلا سنحرم من مشاهدة مباريات فريقنا.
يمكن أن تكون قد دخلت عناصر لها أفكار مغرضة، وادعت انها من الالتراس وخصوصا انه لا توجد طريقة للتحقق من انتمائهم ولكن أود أن أؤكد ان الالتراس يملك قوائم لأفراده ولو حدث أي حالات احتجاز لأي من أفرادنا خلال أحداث السفارة الإسرائيلية لكنا اعلنا اسماءهم من خلال الفيس بوك، والموقف الرسمي لنا ان الالتراس وطنيون وكانوا على رأس المحرضين على قيام ثورة يناير بأغنية ضد الشرطة يقول مطلعها: كان دايما فاشل في الثانوية، يادوب جاب 50 % بالرشوة خلاص الباشا اتعلم، وخد شهادة بألف كلية'.

دور الأمن المركزي في المباريات

وإلى الرواية المضادة لقائد الأمن المركزي اللواء صلاح الشربيني والتي جاءت في حديث له نشرته مجلة 'المصور'، وأجراه معه زميلنا خالد ناجح وجاء فيه: 'دور الأمن المركزي في أي مباراة أو أي تجمعات ترفيهية مثل كرة القدم هو حماية المباراة وحماية عناصر اللعبة التي تبدأ بالجمهور والحكام واللاعبين، ودورنا بالنسبة للجمهور هو الفصل بين الجماهير وعدم تعرضهم لبعضهم أو تعرضهم للحكام أو اللاعبين وهذا دور في غاية الأهمية، ومن هنا يتضح أن دور الأمن الاساسي هو حماية الجمهور في ثلاثة عناصر أن يتمتع بالمشاهدة وحماية اللاعبين وحماية الحكام، تحليل هذه الصورة التي تجمع بين الجمهور والأمن تجد أن جنود الأمن المركزي عادة ما تكون ظهورهم للجمهور ووجوههم للملعب، وعندما تفسر هذا المنظر سيتضح لك أننا نعتبرهم أخوة لنا ونثق في جمهورنا، هل نعطيهم ظهرنا ليطعنوننا من الخلف ليس معقولا، والأمن المركزي دائما ما كان ولن يكون ضد الألتراس، ونعلم ان بينهم شبابا ورجالا شرفاء وعظماء، نحن ضد الفئة المثيرة للشغب.
المباراة كانت شيقة وجميلة ولكن الجمهور بدأ في سب عساكر الأمن المركزي والاعتداء بالأيدي ورمي العساكر بأكياس 'بول' - وفقا لما رواه مدير الأمن، وهنا أنا ظهري للجمهور والسؤال: من يعتدي على من؟ وعلى الرغم من هذا لم يحدث من أي فرد جندي ان قام بالرد على هذه الإهانات طوال فترة المباراة، وبعد انتهاء المباراة من الطبيعي أن يبدأ الجنود في الدوران للف للخلف حتى يخرجوا من المباراة، هنا تكرر الأمر وبدأ السب والإهانة وغيرها، كان من الممكن ان ينتهي الموقف عند هذا الحد، إلا ان عددا من الالتراس بدأ بإلقاء الزجاجات مرة أخرى وقامت بعض الجماهير بالاعتداء على الجنود، وهنا بدأت بعض الجنود في الدفاع عن انفسهم 'دفاع عن النفس فقط' المدرج تم إخلاؤه وخرج الجمهور وفي الخارج عادة ما تتواجد بعض القوات لحماية المنشآت العامة، لكنهم بدأوا في أعمال الشغب والسب والنهب وحرق بعض سيارات الشرطة، مع العلم ان المباراة كانت رائعة والأهلي كسب المباراة. الموقف لم يكن فيه ما يدعو لهذا الفعل وهذا الاحتكاك.
جنود الأمن المركزي هم المعتدى عليهم من الجمهور، وحتى لا يحدث خلط في الأمور نحن مع الشباب ومع الثورة والشعب ولا يمكن ان نكون غير ذلك، لأن العسكري أخ لكل مواطن مصري وله مشاعر ايضا، أؤكد تماما لا توجد أي تعليمات للتعامل مع أي مواطن، فالعسكري في كثير من الأحيان يدافع عن نفسه فقط، هناك تعليمات بضبط النفس بأقصى ما يمكن. عدد الإصابات في صفوف الأمن المركزي بلغت 133 إصابة، وهذا كثير.
لا علاقة لنا بسب مبارك والعادلي أو لعن النظام السابق وهذا حق أريد به باطل، وحق كل مواطن أن يعبر عن رأيه بالطريقة التي يراها وسب مبارك والعادلي يحدث في أماكن كثيرة ولا علاقة للأمن المركزي بذلك، لكن جنود الأمن المركزي تم استفزازهم بسب الشرطة والداخلية وسبهم أنفسهم ومع ذلك تحلوا بضبط النفس الى ان وقع اعتداء مادي عليهم بالضرب والقذف ورمي أكياس البول، هنا بدأ الجنود في الدفاع عن النفس من ضرب بالكراسي وضرب على القفا لبعض الجنود من الخلف.
الالتراس أبناؤنا وأخواتنا ومن حقهم التعبير في الاستاد والالتراس هي التي تحرك المشاعر وتحمس الأفراد الوطنية في الاتجاه الصحيح، لكن ما ذنب العسكري الفقير في هذا السب واللعن من غير سبب اليوم ومهما كان لديه قوة من الصبر والتحكم في النفس او السيطرة لابد من الرد لأنه إنسان وله مشاعر تتحرك وهنا أقول التواصل مع الالتراس مطلوب ولو وجدت اي سلبيات لا بد ان نتداركها في المستقبل'.

صلاح عيسى: قناة الجزيرة ظاهرة إعلامية تدعو للعجب

أما بالنسبة لغلق قناة الجزيرة مباشر - مصر فقد رحب به زميلنا وصديقنا صلاح عيسى رئيس تحرير 'القاهرة' التي تصدرها وزارة الثقافة في مقاله يوم الأربعاء في 'اليوم السابع' بقوله عنها: 'قناة الجزيرة مباشر مصر' هي ظاهرة إعلامية تدعو للعجب، وتدعو للريبة، إذن ما الذي يدعو الشقيقة الكبرى قطر لتخصيص قناة لمصر وثورتها دون كل بلاد وثورات العرب وغير العرب؟ ولماذا تبدد أموال الشعب القطري الشقيق، على شبكة ضخمة من المكاتب والمراسلين تغطي كل محافظات مصر، بما في ذلك مدن وقرى صغيرة؟ وهو ما تعجز عنه القنوات المحلية المصرية بسبب نقص الموارد بها، ولماذا تقصي القناة كل ضيف مصري ينتقد الإخوان المسلمين وتسمح لكل من يسب المسؤولين المصريين من أدنى الى أعلى المستويات أن يفحش في القول؟ فإذا تطرق الى شخصية قطرية أعطته دروسا في آداب المهنة التي لا تلتزم بشيء منها؟ أخشى أن يكون الوهم قد صور لأسيادنا الذين يديرون سياسة الشقيقة الكبرى قطر، أنهم خلفاء الرفيق 'ليون تروتسكي' الذي دعا لمواصلة الثورة الدائمة حتى يتحرر العالم كله من القهر، وبأن الدوحة ستكون حاضرة الخلافة الإسلامية التروتسكية التي تخضع لحكمها كل الدول الإسلامية ومنها الشقيقة الصغرى مصر، ويا أسيادنا الذين في قناة 'الجزيرة مباشر مصر' التي تبث الآن مؤقتا من الدوحة: أؤيد دعوتكم لمليونية مصرية تهتف: الشعب يريد فتح القناة، وآمل أن تصاحبها مليونية أخرى في الدوحة تهتف: الشعب يريد إغلاق القاعدة'.

كيف غطت القناة اقتحام السفارة الاسرائيلية

بينما زميلتنا الناقدة الفنية بـ'الجمهورية'، ماجدة موريس قالت في نفس اليوم - الأربعاء - في الأهالي: 'استخدمت القناة كل قدراتها التكنولوجية في التركيز الكامل على عملية تسلق السفارة اللي في العمارة، وعلى الحوارات مع الشباب هناك ثم مع فئات واسعة من الناس، وللأسف فإن الكثير من هذه الحوارات تخلى عن مهنيته حين كان يفرض على المشاهد الذي يوافق على إجراء الحوار أسئلة تنطلق من موقف محدد يخص أداء الشرطة أو أجهزة الأمن في هذا الموقف موحيا له بالهجوم عليها، ولقد أدرك هذا العديد من المشاهدين العاديين الذين كانوا في الشارع أو عبر مداخلاتهم التليفونية بل بعضهم دخل في سجال مع بعض مذيعي ومذيعات الجزيرة مصر حول هذا وهو ما كان جديرا بالاستمرار، لأنه يعني وجود وعي متزايد ينمو لدى المواطن المصري من خلال تعامله المستمر مع الإعلام المرئي، هذا الايقاف المزعج، لقناة الجزيرة مباشر مصر بجانب انه مرفوض على هذا النحو لكونه يأتي على نفس النهج الذي اتبعه النظام السابق وأيضا الوزير السابق أنس الفقي بعد أيام من قيام ثورة 25 يناير حين أوقف مكتب الجزيرة مصر فإنه أيضا يحرم المشاهد المصري من حقه الطبيعي في اكتشاف الأفضل والأسوأ في العملية الإعلامية، ويحرمه من تتبع دائرة أوسع مما اصبح متاحا له بعد حجب الجزيرة مباشر مصر، ويحرمه كذلك من حريته في اختيار القناة التي يراها الأفضل، بل إنني لا أبالغ إذا قلت إن هذا الإيقاف يعطي للجزيرة مصر هالة كبيرة من الصفات تفوق ما كانت تتمتع به ويضيف جمهورها الى جمهور القناة الأم'.

دور الإخوان في إثارة زوبعة تمويل منظمات المجتمع المدني

أما آخر زبون عندنا في هذا الجزء من التقرير فسيكون زميلنا السيد النجار، رئيس تحرير 'أخبار اليوم' - الذي حمل إلينا معلومات هامة جدا عن الدور الذي يلعبه الإخوان المسلمون في إثارة زوبعة تمويل منظمات المجتمع المدني، وتهديدهم المجلس العسكري بما لا يحمد عقباه، فقال: 'الإخوان هم من يحركون في الخفاء اشكال الحملة ضد التمويل الأجنبي للجمعيات الأهلية، هدفهم من ذلك إبعاد التيار الليبرالي من الساحة في مصر الذي يقوى ويكبر من خلال الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، الحملة التي تصل الى حد وصفهم بالعملاء تثير الرأي العام ضدهم وتضعف القوى الليبرالية السياسية، قال لي ذلك أحد المصادر العليمة تعقيبا على مقال التمويل الخارجي، هذا الكلام لن يعجب بالطبع جماعة الإخوان المسلمين ولكنه منطقي رغم عدائي الشديد لقضية التمويل الخارجي للجمعيات بعيدا عن عين الحكومة، هذا المنطق أصبح يقينا بعد أن لاحظت هجوما صريحا لأول مرة منذ ثلاثة أيام لقيادي إخواني يتهم الجمعيات الأهلية بقيادة الحركة الليبرالية بمصر، تهديد القيادي الإخواني حسن البرنس باستعداد أعضاء الجماعة للشهادة إذا لم تنته الفترة الانتقالية في 27 سبتمبر، يا شيخ حسن من ستقاتل للحصول على الشهادة؟ هل جئت تشعلها حربا أهلية أم ستخرج ميليشيات الإخوان لقتال جيشنا؟ هل هذه هي الشهادة مع العدو؟!، يا ناس حرام عليكم كفوا عن هذه اللغة التي عفا عليها الزمن، ابعدوا الدين عن سياستكم وجدالكم، الدنيا تغيرت يا شيخ حسن، ألم تشعر وأنت تقول هذا الكلام أنك في مؤتمر عام للإخوان في وضح النهار ولست في لقاء خلية تحت الأرض؟!'.



---------------------

نهاية إسرائيل في مصر
عبد الحليم قنديل
2011-09-18




الاقتحام الشعبي للسفارة الإسرائيلية في مصر عمل وطني بامتياز، وجرى بطريقة عفوية جدا، وعبر عن مشاعر وطنية تلقائية صادقة، وأحرز نصرا كبيرا بطرد السفير الإسرائيلي، وفي عملية هروب كبيرة جرت تحت جنح الليل.
الأيام التالية للاقتحام أثبتت صحته، وردت على تخرصات صغيرة، تخوف بعضها مما أسماه سقوط هيبة الدولة المصرية، أو الإخلال بقواعد القانون الدولي، أو إنزال عقوبات بمصر، بينما ما جرى جاء على العكس بالضبط، فقد ابتلعت إسرائيل ما جرى، ولجأت إلى التهدئة الذليلة، وتحدثت عما أسمته استمرار اتفاقية السلام، وأولوية التواصل مع الحكومة المصرية.
الاقتحام الشعبي أخذ صورة معركة حقيقية، سقط فيها شهداء من الشبان المصريين برصاص قوات الأمن، وأحيل العشرات إلى تحقيقات النيابة العسكرية، وينتظرون المحاكمة أمام محاكم أمن الدولة الاستثنائية، وفي تطبيق فظ غليظ لحالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ ثلاثين سنة مضت .


وقد سقطت كل التأويلات الصغيرة لما جرى، وانفضح عوار حملة إعلامية أمنية سارعت إليها دوائر شبه رسمية، وبدت هذه الدوائر كبقايا لنظام مبارك المخلوع، وكانت تأمل في رد فعل إسرائيلي عنيف يدعم مواقعها التي لم تتطهر بعد، ويجهض عملية بلورة وحضور القضية الوطنية المصرية، وتأثيرها المتزايد على خرائط معارك الثورة المصرية، واستعادة روابط العروة الوثقي بين قضية تحرير مصر وقضية تحرير المصريين، بين قضية كسب الديمقراطية وقضية كسب الاستقلال الوطني .
المجلس العسكري الحاكم فضل الصمت رسميا، لم يعلق المشير طنطاوي، والذي بدا رابط الــــجأش في الليلة الحمراء، والتي شهدت تقدم الشباب المصري بالآلاف من ميدان التحرير، وهم يحملون الشواكيش والمرزبات، وحطموا الجدار العازل أمام عمارة السفارة الإسرائيلية، وأحدثوا ثغـــــرة في جدار الحماية الأمنية، وصعدوا إلى حيث مقر السفارة بأعلى العمارة، وبعثروا وثائق للسفارة في الهواء، وفي مشهد درامي استمر لساعات، وقبل أن تنتقل الاشتباكات والاحتكاكات إلى مقر مديرية أمن الجيزة القريب، وحيث جرت حوادث مؤسفة، اختلطت فيها الدماء بالنيران .


وفي لحظة الاقتحام الشعبي لسفارة العدو الإسرائيلي، كان المشير طنطاوي مشغولا عن استغاثات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وفشل نتنياهو تماما في الوصول هاتفيا للمشير، ولجأ نتنياهو المصدوم إلى الرئيس الأمريكي أوباما، والذي أدار عملية واسعة من الاتصالات، استعان فيها بمئة دبلوماسي أمريكي، ونجح أخيرا في مكالمة المشير، والذي قرر تنفيذ عملية كوماندوز لإجلاء حراس السفارة الإسرائيليين الستة، والذين هربوا لإسرائيل مع سفيرهم وكامل الطاقم الدبلوماسي، وعلى متن طائرة حربية خاصة .
وتداخل وقائع الليلة الحمراء التي بدأت مساء جمعة التصحيح 9 أيلول/سبتمبر 2011، تداخل الوقائع قد يثير الالتباس، ويثير أسئلة في التفاصيل، بينها أسئلة عن هوية ودوافع الشبان المقتحمين للسفارة الإسرائيلية، وقد توالت اقتراحات عبثية من نوع يثير السخرية، وإلى حد أن بعضهم عزا الحادث إلى تدبير سئ من فلول نظام مبارك المخلوع، أو من جماعة جمال مبارك، وقد اختفى التفسير العبثي سريعا، وجرى سحبه من التداول الإعلامي والسياسي، وحل محله تفسير آخر لاتسنده وقائع كافية، وهو أن العملية كلها من تدبير المجلس العسكري، وأن قوات الشرطة العسكرية المتواجدة على مسرح الحادث غضت البصر عما يجري، والتفسير الأخير لايبدو دقيقا، ولسبب ظاهر، وهو أن أعداد المتظاهرين فاقت كل توقع أمني، وزادت حماستهم مع النجاح في الخطة الأصلية، وقد كانت مقصورة على تحطيم الجدار الأسمنتي بوسائل بدائية، ومع النجاح السريع في تحطيم العائق، بدا اندفاع المتظاهرين إلى مدخل عمارة السفارة فوق المقدرة على صده دون إطلاق النار، وقد كانت أوامر عدم إطلاق النار سارية، حتى ساعتها، وتلتزم بها قوات الجيش على نحو حرفي، وزاد في التهاب مشاعر الجمهور وصول خبر كئيب من جبهة المواجهة مع إسرائيل، وهو وفاة الجندي المصري عماد عبد الملاك متأثرا بجراحه، وهكذا أضيف الشهيد السادس إلى ضباط مصر وجنودها الخمسة الذين قتلتهم إسرائيل في حادث الحدود، كانت روح الفقيد السادس تصعد إلى بارئها، بينما شباب مصر الوطني يرد على الجريمة الإسرائيلية في تلقائية وعفوية، ويقتحم بيت الشيطان الإسرائيلي الكائن أعلى نيل الجيزة .


لامجال إذن لتفسيرات ملتوية تتحايل على القيمة الوطنية السامية لما جرى، أو تعتذر لإسرائيل من الباب الخلفي، وقد اعتذرت شخصيات مريبة كشفت عن هواها الأمريكي، ولم تعتذر السلطات المصرية الرسمية، ولم يعتذر المجلس العسكري بالذات، ولو فعلها لكان وضعه أسوأ شعبيا، فهو يعرف عمق كراهية المصريين لإسرائيل، ويعرف حدود رد الفـــــعل الذي قد تقدم عليه إسرائيل، وقد وجدت نفسها في المأزق، ولا تجد ربما غير فرصة تسول استمرار السلام مع مصر، والرجاء الملـــــح بإعادة سفير إسرائيل للقاهرة، والبحث عن مخبأ آمن لإقامته، ولو كان في منطقة صحراوية معزولة على نحو ما يجري التفــاوض عليه الآن.


وأيا ما كان الذي تفعله السلطات الرسمية المصرية، وهي واقعة تحت ضغط أمريكي داهس، ولا تميل إلى قطع فوري لكل الصلات مع إسرائيل، أيا ما كان الموقف الرسمي، فإن وجود إسرائيل في مصر ذاهب إلى التلاشي بالتدريج، فقد كسر المصريون حواجز الخوف جميعا، وفكت الثورة المصرية عقدة لسانهم، وحررت أيديهم القادرة على صنع المعجزات، ولنا أن نلاحظ مغزى ما يجري في القاهرة وعلى جبهة سيناء معا، في القاهرة: تعقب شعبي لأي وجود إسرائيلي، وفي سيناء : قوات الجيش تدهس خطوط نزع السلاح، وتســــتعيد وجودها بكثـــافة، وسوف يتسع الخرق مع اطراد الأيام، وتتحول اتــــفاقية السلام إلى حبر على ورق، فالمعادلات الاستراتيجية في المنطقة تتغير، والقوى الاقليـــمية الكبرى تعزل إسرائيل، إيـــران ضـــد إسرائيل بالخلقــة، وتركيا تتحفز لإسرائيل وتتطهر من إثمـــها، ومصر في حـــالة ثورة لم تستقر بعد على مشهد ختام، وإسرائيل تبدو كعدو مفضــــل للأطراف الثلاثة، فالعــــداوة لإسرائــيل هي شرط نمو الدور الإقليمي، وشرط القبول المتزايـــد بالدور عند شعوب المنطقة العربية، وقد اتسع دور إيران وتركيا على أساس القاعـــدة الذهبية، والدور الآن على مصر التي اقتحم شبابها سفارة إسرائيل، جرت المعركة في مصر، رفع المصريون الصــوت، وكان الصدى الفوري في الأردن، وقد سارعت إسرائيل لإخلاء سفارتها في عمان، وقبل أن يقتحمها شباب الأردن تأسيا بسلوك وسيرة الشبان المصريين.

' كاتب مصري

Post: #46
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-20-2011, 04:29 AM
Parent: #45




الكاتب الكبير في الجزء الثاني من حواره مع الاهرام
هيكل يدعو إلي تفاهم سريع بين قوي الثورة

1051

أكد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن ضرورات الوطن تحتاج الآن إلي تفاهم سريع بين قوي الثورة‏,‏ لأن هناك سوء فهم قد وقع ولابد من أن يزول‏.‏

محمد حسنين هيكل‏

ودعا الأستاذ هيكل ـ في الجزء الثاني من حواره مع الأهرام ـ إلي وقفة مع النفس.لكي نقوم بما يمكن أن يسمي في المناهج العسكرية تقدير موقف, مطالبا المجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة بإصدار تقرير عن الأحوال التي وجدوها عند قيام الثورة وكيف تم التصرف حيالها وعن حصيلة200 يوم تولوا فيها الأمور.
وشدد هيكل علي الحاجة بعد ذلك إلي حوار وطني مكثف تحضره نخبة ممثلة لقوي الثورة وقوي الوطن لتجري فيه مناقشة واسعة ومستنيرة, وقد تكون بعض جلساتها مغلقة. وفي تصويره لأحوال مصر الآن, قال الأستاذ: أحوالها أشبه ما تكون بجبل الجليد أكثره غاطس تحت الماء وأقله ظاهر.. وليس من حقنا أن نعيد تمثيل مأساة الباخرة تايتانيك التي اصطدمت وسط الضباب بالخفي غير الظاهر من الجبل الجليدي العائم تحت إمرة كابتن ألقيت عليه المسئولية وتحملها وحده.
واستطرد قائلا: العملية الثورية المصرية في25 يناير كانت بناء عظيما يماثل تايتانيك حينما جري بناؤها في زمانها, لكن علي كل الناس أن يحذروا من جبال الجليد الغاطسة وسط الضباب. وقال الأستاذ: إننا الآن في مرحلة انتقال وهي مثل السفر من حاضر ضاق به الجميع, وإن اختلفت أسباب ضيقهم, مشددا علي أن مرحلة الانتقال مثلها مثل إجراءات السفر إلي المستقبل لابد أن تكون محددة ومعروفة. ولاحظ الكاتب الكبير أن الكل في مصر الآن ليس لديه ـ حتي هذه اللحظــــــــــة ـ لا جواز سفر إلي المستقبل, ولا تأشيرة دخول ولا تذكرة سفر.


الاهرام 20/9/2011
------------


شماتة بالإخوان والسلفيين بعد تصريحات أردوغان عن العلمانية.. وفشل تحذيراتهم من الثعبان الأقرع
حسنين كروم
2011-09-1


القاهرة - 'القدس العربي' :



أبرز الأخبار والموضوعات في صحف مصر امس كانت عن الاجتماع الذي عقده الفريق سامي عنان رئيس هيئة الأركان، ونائب رئيس المجلس الأعلى العسكري، مع ممثلي حوالى سبعة وأربعين حزبا وحركة سياسية، وقالت عنه 'المساء' في تغطية زميلتنا سامية زين الدين: ' عنان: إن القوات المسلحة ملتزمة بخارطة طريق واضحة ومحددة لعبور هذه المرحلة التي تمر بها مصر تتمثل في إجراء انتخابات للمجالس النيابية وإعداد دستور جديد للبلاد وانتخاب رئيس للجمهورية، وسوف تقدم نموذجا عمليا في كيفية تنفيذ انتخابات حرة ونزيهة وآمنة تعبر عن إرادة الشعب والوصول بمصر الى أعلى مراتب الحرية والديمقراطية وتحت سمع وبصر العالم ومتابعة كل وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان. تفعيل قانون الطوارىء ضرورة نظرا للأحداث المؤسفة التي شهدتها البلاد في أحداث التاسع من سبتمبر الجاري وسوف يتم ايقاف العمل به في اقرب وقت ممكن. ان الإعلام الرسمي أعطى خطة إعلامية تضمن عدالة الظهور الإعلامي للأحزاب والأطياف السياسية على مسافة واحدة من جميع الأحزاب ومرشحيها، عرض ممثلو الأحزاب رؤيتهم المستقبلية للأوضاع التي تمر بها مصر، وطالبت آراء متعددة بتطبيق القائمة النسبية غير المشروطة وإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية وتوفير الاستقلالية الكاملة والضمانات المناسبة للجنة العليا للانتخابات وتفويضها بالسلطة الكافية لمباشرة مهامها في الإشراف على كافة إجراءات العملية الانتخابية، واتخاذ التدابير القانونية والسياسية التي تحول بين رموز الفساد من قيادات الحزب الوطني الذي تم حله وبين المشاركة في الانتخابات القادمة حتى لا يعاد انتاج النظام القديم بلافتات جديدة وتطبيق قانون الغدر لمحاسبة من أفسدوا الحياة السياسية ومحاسبة الجهات التي تتلقى أموالا من الخارج'.
ونشرت الصحف عن إضراب المدرسين، وفوضى العام الدراسي، وموافقة الحكومة على صرف الحوافز، وإصدار محكمة الجنايات حكماً بسجن وزير السياحة الاسبق زهير جرانة ثلاث سنوات في قضية منح تراخيص بهدف التربح، واستمرار أزمة البنزين والتزاحم على المحطات، والقبض على اللصوص الذين سرقوا سيارة ومتعلقات الفنانة بسمة والأستاذ بالجامعة الدكتور عمرو حمزاوي في شهر رمضان الماضي، ونشرت جريدة 'روزاليوسف' امس خبرا قالت فيه: 'اعتذرت سوزان عن دعوة من شخصية عربية كبيرة لتأدية مناسك العمرة باعتبار انها 'مدرجة على قوائم المنع من السفر' وعن إقامتها صالوناً ثقافيا تستضيف فيه صديقاتها بنادي هليوبوليس بسبب قيام الأمن بإبلاغها أن هذه الجلسات تحمل خطورة على حياتها وتستعين حاليا بعدد من الحراس الذين ينتمون إلى ما يسمى 'جماعة آسفين ياريس' بخلاف أربعة حراس آخرين تم التعاقد معهم عن طريق شقيقها منير ثابت لحمايتها طوال اليوم، بخلاف ان لديها خادمتين فلبينيتين وسائقين وطباخا'.
كما أشارت الصحف الى استمرار جلسات قضية قتل المتظاهرين في موقعة الجمل، وفي مدينة بورسعيد، ووفاة صديقنا سفير مصر الاسبق في إسرائيل والقيادي في المخابرات الحربية، محمد بسيوني، وتقدم المشير طنطاوي الجنازة. وإلى بعض مما عندنا:

محاكمة الفرعون: يصطنع المرض ويمثل!

ونبدأ بمحاكمة حسني مبارك، وتصميم عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، وأستاذ الحقوق بجامعة القاهرة الدكتور محمود السقا، على الاستمرار في الترافع ضد مبارك، وكله أمل أن يأتي له بحكم الإعدام، فإن لم يستطع، فإنه يكون قد شفى غليله منه بالهجوم عليه والسخرية من نومه على السرير في القفص، قال في 'الوفد' يوم الأربعاء وعيناه تبرقان وهو يوجهها نحو مبارك: 'يأتي محمولاً على سرير طبي صنع خصيصاً له، ويأتي للمحاكمة ليس كباقي المتهمين، وإنما يصطنع مرضاً وهو ليس مريضاً، وذلك - حسب فكره المأساوي - يظن أن تلك التمثيلية السخيفة سوف تدر عليه الشفقة والرحمة، ولكن ضاع وهمه وراء سراب الفكرة ذاتها فقد لعنه الجميع لأنه وقت الجد - والمحاكمة - منتهى الجد - لا يليق بقضاتها ما قد يبدو من صور التمثيل، فقد سقط عنه القناع، وذكاء القاضي في الميزان 'يوم تجزى كل نفس بما كسبت'.
والسؤال الجوهري الآن: لماذا يصطنع المخلوع مثل هذه 'التمثيلية البلهاء' التي تعبر عن خاصية من خصائص غبائه المطلق والتي عاش في ظلها سنين عددا، حاكماً لأعظم دولة في التاريخ البشري، المخلوع يدخل المحاكمات كما نراه ثم يغط في نوم عميق وهذا يخالف يقظة المتهم' حين يتعين عليه 'كمحاميه تماما بتمام' أن يتابع كل ما يدور في الجلسات ويسجلها ويحللها ويحاول أن يجد لنفسه مخرجاً من دفاع يواجه به صوت الاتهام، ولما كان 'صاحبنا - كما نراه - نائماً على سريره، سارحاً في ملكوته، ومستعرضاً ماضيه وماذا كان وإلى أي مصير هو الآن، وكأنه في 'منامه الأبدي' يردد بينه وبين نفسه حين يستيقظ من سبات نومه العميق 'ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً'.
إذن، قم وانهض وواجه قدرك إن كنت قادراً وبحق لمثل هذه المواجهة، واعترف بالحق والاعتراف به فضيلة، وفي عين القانون وفلسفته 'الاعتراف سيد الأدلة'.
وظني وعقيدتي أنك سوف تقضي أيام وجلسات محاكمتك من 'النائمين'، حتى الأحلام ستكون عنك بعيدة بعيدة، بعد السنين والسنين'.

حوار بين اثنين ثائر ومن الفلول

وفي اليوم التالي - الخميس - تقدم زميلنا بـ'الأخبار' خفيف الظل عبد القادر محمد علي بالكشف عن حوار سري دار بينه وبين زميله أحمد جلال وهو: 'زميلي أحمد جلال من الفلول، يصر على أن الرئيس المخلوع ليس كريها بالقدر الذي يتصوره تسعة وتسعون في المائة من المصريين، ويعز عليه أن نركز على سيئات مبارك ونتغاضى عن حسناته. وعندما أبديت استيائي من قولته قال: لا أنكر أن الحرية في عهده ماتت وشبعت موت، وأن الفساد في أيامه السوداء وصل الى الشنب وأن حكوماته أفقرت الشعب وعرته وأجبرته على التسول، ولكننا - والكلام ما يزال لأحمد جلال - يجب ألا ننجرف إلى الجحود، وننسى أنه اتخذ قرارا تاريخيا صائبا يغفر له كل أخطائه في حق مصر وشعبها، وعندما سألت صديقي الفل عن القرار أجاب: إقالة الدكتور عصام شرف وزير النقل في ديسمبر عام 2005'.

جميع اقارب سوزان تربحوا واثروا من الرئيس

وفي نفس اليوم - الخميس - خصص زميلنا بـ'الأهرام' شريف العبد، أربع فقرات من بين اثنتي عشرة فقرة لمبارك وأسرته، هي: 'حسني مبارك، جميع أقارب زوجتك تربحوا وجمعوا الثروات مستفيدين من منصبك وسطوتك بينما أقاربك ظلوا معزولين ترفض أن تقابلهم أو تقدم لهم أي خدمة مشروعة وعلى رأسهم أخوك سامي المعارض المحترم رحمه الله.
- منير ثابت، أنت رجل صامت لا تجيد الحديث وقدراتك محدودة للغاية ومع ذلك أطاحت سوزان بعمارة لتفسح لك رئاسة اللجنة الأولمبية، انه نعم وفاء زوجة الحاكم لشقيقها الذي سوف يظل هارباً إلى الأبد.
- أسامة الباز، هل نقول انك الرجل الأوحد النزيه في قصر الرئاسة بأكمله، هل هناك نزيه آخر أم أن كلهم فاسدون ما دام رب البيت بالدف ضارباً.
- مجدي راسخ، بدأت مشوارك موظفاً بسيطاً لدى نصير إلى ان رأى علاء ابنتك فأصبحت بقدرة قادر من أصحاب المليارات ومساهماً إجباريا في كل شركة لها وزنها، يبدو أنك لن تعود من لندن بينما الجمال لم يهرب وهناك فرق!
وعمارة الذي يقصده شريف هو عبد المنعم عمارة محافظ الإسماعيلية الأسبق، ونصير هو رجل الأعمال المرحوم محمد نصير، الذي كان مالكاً لنسبة كبيرة من شركة فودافون.

رأي مبارك في احداث الاهلي واسوان

وطبعاً، مبارك هو المقصود برب البيت، الذي اتضح انه رغم مرضه ما يزال يضرب على الدف، والدليل ما قاله في 'الفجر' رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا عادل حمودة، وهو: 'نجح طبيب شاب في أن يتقرب من مبارك وهو في سجنه الطبي الفاخر، ويوم وقعت أحداث مباراة الأهلي وكيما أسوان الدامية سأله عن رأيه فيما يحدث فقال الرئيس السابق في ثقة وتشف: 'ولسه، هم شافوا حاجة؟'، فما الذي يقصده بعبارته المثيرة للخوف قبل الدهشة؟
إن القوى المؤيدة للنظام القديم لا يزال الكثير منها في مواقعه المؤثرة، ولا تزال هناك أموال جاهزة للثورة المضادة تسعى لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وما لم ينتبه الجميع فإن مخزن الوقود الساخن، سينفجر، سينفجر'.

امين عام الجامعة العربية الاسبق: مبارك آخرته السجن

كما كشف زميلنا نبيل سيف عن حكاية أخرى عن رب البيت وهي: 'كشف د. محمد نوفل نجل د. سيد نوفل - الأمين العام الاسبق لجامعة الدول العربية والعضو السابق بالتعيين في مجلس الشورى أيام الرئيس السادات ،أن مذكرات والده التي طلب عدم نشرها إلا بعد رحيل مبارك تتضمن في إحدى صفحاتها سبب القطيعة التي كانت بينهما وتعود إلى واقعة جرت عام 1983 خلال زيارة الرئيس المخلوع لمجلس الشورى لأول مرة والتقى وقتها بوالده، وما أن شاهده مبارك حتى قال له أمام الجميع، أنت مش وصلت السبعين يا دكتور، ما تستريح بقى، دانا لو وصلت السبعين هاكمل بقية عمري على شاطىء أي بحر بعيد عن الدوشة ووجع الدماغ'.
وهي الجملة التي أغضبت الدكتور نوفل وظل مقاطعاً لمبارك حتى رحيله قبل 4 سنوات وكان يقول للمقربين منه 'مبارك ده آخرته السجن وبكره تشوفوا'.

ينام كما كان دائما.. فنوم الظالم رحمة

ونتيجة نبوءة سيد نوفل، ان مبارك في القفص فعلا، يأتي إليه على سرير وهو نائم، مما أغاظ منه زميلتنا في 'الأهرام' علا مصطفى عامر، فقالت عنه يوم السبت وهي تتوعده بحساب عسير يوم القيامة: 'للمرة الثانية أراك نائماً، مشهد ليس بجديد، فالنوم منهجك منذ أمد بعيد، هناك اختلاف بسيط أنك كنت قديما تنام جالساً على كرسيك والآن تنام راقدا على سريرك، في كلتا الحالتين كنت تغمض عينيك وتعقد فوق صدرك بكلتا يديك وترسل خيالك وأفكارك بعيدا بعيدا عن كل ما يدور حواليك، أعصاب قوية وقلب قاس جعلاك قادرا على الاسترخاء والاستغراق كل هذه السنوات دون منوم أو مهدئات، حتى أنك لم تنتبه لضجيج المحاكمات وأصوات الدفاع وطلبات الادعاء، أنا لا أرى نوم الحاكم حراماً وإلا ما كان فعلها ابن الخطاب فقد نام هو الآخر عميقاً تحت شجرة ولكنه نام عدلا واطمئناناً ولم ينم غفلة وطغياناً! ولكن عندما ينام مبارك للمرة الثالثة سيجد من يوقظه وسيفاجأ بما يقلقه ويقض مضجعه، وسيمضي ليله ساهراً يطالع هذا الكتاب الذي أحصى ودون كل الأعمال، حسنات وسيئات، سيدافع عن نفسه بنفسه دون محام ولا إعلام، ستختفي سوزان ويفر الولدان، ورغم الهدوء وشدة الظلام فلن يجد وقتاً للنوم وسيظل الصوت يطارده.. افتح عينيك يا مبارك فلن تنام بعد الآن'.

تشبيه مبارك بمسيلمة

لكن في نفس العدد، أراد زميلنا وصديقنا أسامة غيث مداعبة مبارك وملاطفته بطريقته الخاصة فاخترع له أسماء جديدة مثل مسيلمة، قال: 'مشهد الطاغوت الأكبر مسيلمة الكذاب الذي خدرته أوهام الغفلة بأنه الفرعون ابن الآلهة وظلها على الأرض الذي يتحكم في رقاب العباد وأرزاقهم ومصائرهم وهو يرقد خلف جدران القفص الحديدي المحصن بالستائر المعدنية هامدا خاضعا فوق السرير يثبت للعالم كله على امتداد الزمن القادم وحتى نهاية التاريخ أن 'أم الدنيا' تتحمل مسؤولية تجسيد مشهد تطبيق القصاص الإلهي العادل على المقدسين في الأرض وهو مشهد يختزل كل أحلام البشرية منذ بداية التاريخ في عقر دار العدل بكامل معانيه وفي مقدمتها القدرة على فرض قواعد العدالة على العتاة الجبارين وعلى الوحوش الضارية من المستبدين الفاسدين وبذلك فهو مشهد مفصلي في التاريخ الإنساني ليس له سابقة، وتحقيقه على أرض أم الدنيا يعني إمكانية تكراره على امتداد خريطة الكرة الأرضية لأنه يعطي أملاً للبشرية بالقصاص العادل من فلول الشيطان، ونتيجة لهول صدمة مراكز النفوذ والتأثير في المخطط الصهيوني الأمريكي الغربي المعادي للعرب والإسلام نتيجة لسقوط الطاغوت الأكبر باعتباره رمزاً مهماً من رموز الهدم وباعتباره علامة مسجلة من علامات الخيانة والعمالة تتستر تحت عباءة أم الدنيا بكل رصيدها وتاريخها ومكانتها، فإن كبار المسؤولين بالكيان الصهيوني المحتل أفاضوا في الحديث عن الكنز الاستراتيجي الذي فقدوه وضاع. وعن الحليف الاستراتيجي الأول ومع المزج المر بين اتهامات العمالة والخيانة للطاغوت الأكبر وعن إهدار كرامة المواطن واستباحة عرضه وشرفه وآدميته وممارسات نظامه ال######ة من خلال سيدة الفساد الأولى وابنيه قائدي أركان التشكيل العصابي الإجرامي وما نتج من نهب منظم لمصر وهدر وتخريب لمقدراتها وامكاناتها.
ومع مأساة نظام الطاغوت الأكبر وضلوعه ال###### في العمالة والخيانة والتآمر ضد الأمن القومي وضد ركائز المصالح الوطنية والقومية العليا فإن تلك المحاكمة تتعدى حدود القفص.
ويترتب على ذلك المعنى أن قرار الإرادة الشعبية الواضح والصريح الذي لا يقبل الاستئناف ولا يحتمل المراجعة أو التأويل يصب في خانة أن الاتهام محل يقين الشعب هو الخيانة العظمى للدولة المصرية وللشعب المصري وهو ما يتجاوز الى أبعد الحدود إصدار حكم حول المسؤولية عن أوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وقتلهم او استخدام قناصة مأجورين بأسلحة متطورة لقتلهم من عن بعد وإصابتهم بالعمى إذا لم يتم قتلهم وغيرها من الاتهامات التي هي كثيرة لا أول لها ولا آخر'.

مقارنة بين عبد الناصر وابنائه وبين عائلة مبارك

ومن محاكمة مبارك وولديه علاء وجمال، إلى انفجار عواطف الغالبية الشعبية الميالة الى خالد الذكر، وانعكست في مشاعرها نحو جنازة ابنه خالد، ومن تصاريف ربك وآياته ان يأتي ذلك ومبارك تتم محاكمته هو وابنيه، ودفع الناس دفعا الى المقارنة بينهما، فبكى يوم الأحد في 'الأهرام' زميلنا وصديقنا نصر القفاص، ثم قال بعد ان جفف دموعه: 'غاب 'جمال عبد الناصر' وبقيت سيرته وأولاده بيننا، كلما حاولوا أن يتواروا خلف المسرح، رأيناهم عمالقة بقامة أبيهم، سمعنا عنهم حالة بحث عن العلم والوطنية، شوههم - أحيانا - من اقترنوا بهم، لكن بقيت سيرة الأب وأولاده تفوح منها رائحة المسك، وقبل ساعات ودعنا ابنه 'خالد' المهندس الذي لم يكتف بالشهادة فواصل مسيرة العلم لينال درجة الدكتوراة، شأنه شأن كل مواطن مصري محترم وشريف.
رحل جمال عبد الناصر، ولم ترحل نزعة الثورة في أعماق المصريين، حاولوا طمس مجده وعظمته وإنجازاته بكل أسلحة الإعلام، النووية! وبقي كل مصري منشدا الى أيام هذا القائد والزعيم والمعلم، وتذكرناه يوم ان ودعنا أكبر أبنائه الدكتور 'خالد جمال عبد الناصر'، حزنت مصر حزنا فيه شجن بصوت الناي، كتمت أنفاسها وهي تودعه الى مثواه الأخير وكم كان رائعاً أن يتقدم صفوف مشيعيه القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائبه، والرسالة واضحة كما الشمس في منتصف أغسطس.
إذا كان 'جمال عبد الناصر' قد رحل، فإن مصر باقية لا يمكن أن تنسى عظماءها.
ما أدهشني أن شباباً من جيل عرف الحياة بعد رحيل جمال عبد الناصر قد شاركوا في الجنازة، أولئك الذين كانوا وقود ثورة 25 يناير'.

ناصر عاش عمره القصير ثائرا نزيها فقيرا

وفي نفس اليوم، نظر زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي، بعد أن عاد من الجنازة، نظر إلى صور مبارك وابنيه داخل القفص، وقال في 'التحرير' في نفس اليوم - الأحد - 'رئيس عاش عمره القصير ثائرا نزيها فقيرا، ومات وقد لقبه ملح الأرض من شعبه وأمته بـ'أبو الفقراء' فلم يترك - بعد رحيله - لأولاده من متاع الدنيا شيئاً يذكر سوى ما أتاحه حكمه لأبناء البسطاء والفقراء أمثالنا من فرص متكافئة لتحصيل العلم الذي نهل منه خالد، فصار أستاذا مرموقا في الهندسة.
المشهد الثاني فهو الذي يخطف أبصار الدنيا هذه الأيام، إذ يجتمع فيه رئيس آخر مع ولديه في قفص حديدي بمحكمة جنايات، تحاكمهم بتهم بشعة، ليس أقلها الفساد واللصوصية واكتناز الثروة والمال الحرام، وليس أسوأها قتل المئات من زهرة شباب هذا الوطن وجرح وإطفاء نور البصر في عيون آلاف آخرين، لأنهم انتفضوا وثاروا على حكمه الإجرامي الطويل، وعبروا مع الشعب كله عن الشوق لبلد ومجتمع يزهوان بالحرية والكرامة والعدالة.
تداعت في رأسي مظاهر التناقض الفاحش بين الابنين والرئيسين، فذاك رئيس مات 'عن اثنين وخمسين عاما' منذ 41 سنة كاملة، لكنه بقي وسيظل حاضرا خالدا في ضمير شعبه، وهذا رئيس طال عمره حتى هرم وشاخ، لكنه يعاني - وهو الحي - من موت معنوي مخز ومروع!
هذا ابن رباه على عشق الوطن وأهله، وكراهية أعدائهم والاستعداد الدائم لمقاومتهم وقتالهم، ولو كان الثمن الاستشهاد على حبل مشنقة، 'تذكر قضية تنظيم ثورة مصر الذي شارك خالد في تأسيسه'، وفي المقابل هناك ابن تربى على عبادة المال وعشق السلطة، لدرجة التحالف مع العدو وموالسته وإغداق الهدايا المجانية عليه 'الغاز وغيره' لكي يرضى ويكفله ويدعم طمعه في وراثة حكم أبيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله'.

حقد الاخوان على عبد الناصر ما زال قائما

إييه، إييه، وهكذا يا إخواني، لا ينسى أي شعب في الدنيا زعماءه الذين دافعوا عن مصالحه الحقيقية، لا مصالحهم الشخصية، ولا يتنكر لهم إلا من بنفوسهم مرض - والعياذ بالله - ولا شك، ان رد الفعل الشعبي أثار حقد الإخوان والسلفيين، الذين لم يشاركوا في الجنازة.
وبالإضافة الى حقدهم التاريخي على خالد الذكر، فإنهم كانوا ينادون بهدم ضريحه، ويحرمون الصلاة في مسجده، رغم ان الضريح خارج المسجد، ودارت معارك وصدرت آراء وفتاوى بهذا الشأن، منذ عام 1975 في مجلة الإخوان الشهرية - الدعوة - وكذلك مجلة 'الاعتصام' الشهرية، التي كانت تعبر عن الجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة، وأغلقها السادات بعد اعتقالات سبتمبر عام 1981، وأطلق الإخوان ومعهم أنصار السادات، الإشاعات بأن المجاري في المنطقة انفجرت وجرفت جثة خالد الذكر.
ولو أن حجة الإخوان والسلفيين، أن المسجد فيه ضريح، وهو ما يحرمونه، فكان من اللائق سياسياًَ - على الأقل - أن يشاركوا في الجنازة خارج المسجد، ولا يصلون على الجثمان داخل المسجد، ولكن، ماذا تقول عن الحقد الذي يأكل قلوب هؤلاء الناس وامتد حتى إلى رجب طيب أردوغان الذي كانوا يؤكدون انهم يريدون نظاما شبيها بنظام تركيا، وحزبه، لمجرد انه قال في القاهرة كلاما لا يعجبهم، بأنهم لا تعارض بين الإسلام والعلمانية.

الإخوان والسلفيون وتخييب اردوغان لهم

وإلى الحرب التي بدأ الإخوان المسلمون والسلفيون يعلنونها ضد رئيس وزراء تركيا، رجب طيب اردوغان بسبب تصريحاته التي أعلن فيها انه مسلم علماني، وقد سخر منهم زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم يوم الأحد، برسمه في 'الشروق' وكان عن شابين يضحكان، وأحدهما يحمل صحيفة فيها أردوغان يقول أنا مسلم علماني، والثاني يقول لسلفي غاضب جدا:
- مالك؟ مش أردوغان كان عاجبك قوي؟ إيه اللي حصل؟!
كما أراد زميلنا في 'أكتوبر' محمود عبد الشكور السخرية من السلفيين بأن قال عنهم في فقرة من بين اثنتي عشرة فقرة له: 'الفلاحون احتفلوا بعيدهم في الاستاد، والالتراس تظاهروا في ميدان التحرير، ما رأيكم لو أرسلنا السلفيين لاستصلاح توشكى؟'.
ومن الهزل والسخرية من الإخوان والسلفيين إلى الجد، إذ قال زميلنا أسامة سلامة رئيس تحرير مجلة 'روزاليوسف' عنهم: 'التيارات الإسلامية المصرية لم تفهم التجربة التركية، فقد قال أردوغان: 'العلمانية ليست ضد الدين، لكن تعني احترام كل الأديان وإعطاء كل فرد الحرية في ممارسة دينه'.
وقال أيضا 'العلمانية هي وجود الدولة على مسافة متساوية من كل الأديان، وهذا ما يقره الإسلام ويؤكده التاريخ الإسلامي'.
أردوغان لم يشغل المجتمع بتكفير أبناء وطنه مثلما فعل السلفي الشهير ياسر البرهامي عندما قال: 'النصارى كفار ويجب أن يدفعوا الجزية'.
حزب العدالة والتنمية التركي لم يقل إن السياحة حرام، وانه سيمنع المنتجعات على شواطىء البوسفور، مثلما قال عضو جماعة الإخوان انه سيمنع السياحة في شرم الشيخ لأنها قائمة على العري، لم يحاول الحزب الحاكم الإسلامي في تركيا ان يحطم التماثيل ولم يقل انه يجب على الأقل تغطية وجوهها بالشمع مثلما طالب أحد شيوخ السلفيين في مصر!
لم يضيع وقته في وضع فتاوى تكفر المجتمع وتحرض على قتل المواطنين بدعوى خروجهم على الدين، ولم يطارد المبدعين ويقدم فيهم بلاغات الى النيابة ويقيم دعاوى لمصادرة الكتب والروايات ودواوين الشعر، وإيقاف عرض الأفلام والمسلسلات'.

بتوع من قابل منكم مدنياًَ أو علمانياَ

لكن زميلنا خفيف الظل بجريدة 'روزاليوسف' محمد الرفاعي عاد بنا إلى أجواء السخرية بقوله يوم الأحد: 'كان إخواننا المجاهدون المناضلون، بتوع من قابل منكم مدنياًَ أو علمانياَ، فليغزه بالسنجة في كرشه، فإن لم يجد سنجة، فأي زلطة ويخبطه بيها على نافوخه، ثم يتطهر من النجاسة، يهتفون بعد صلاة العشاء بحياة المجاهد أردوغان شيخ مشايخ الاتراك، وعندما اعترض البعض أنه لا توجد زبيبة في دماغه، ولسه الراجل ناقص سوى، قالو لك ما يجراش حاجة، ندخله الفرن الإسلامي لحد ما يستوي على الآخر، ويطلع شيخ مشايخ المسلمين، بس أوعى يتحرق منكم نروح كلنا في داهية، وكانوا يهللون بعد صلاة الفجر، يا شيخ أردوغان يامفرع، خلي بالك من الثعبان الأقرع، ويناشدون بقية الإخوان، أن ياخدوا ميكروباص أو ييجو لحد تركيا يخطفوا صلاة العشا هناك ويرجعوا، عشان البركة تحل عليهم ويتطهروا من رجس الدولة المدنية وبالمرة، يجييبوا معاهم شوية سبح تركي معتبرة، هدايا للإخوة، بس ياريت تكون بتنور في الضلمة وتسبح لوحدها عشان بعض الإخوة مش فاضيين اليومين دول، لأنهم قاعدين يقروا عدية ياسين، ويدعوا ليل نهارعلى أي واحد يطالب بالدولة المدنية، ان يسخطه الله حماراً أو بغلاً يركبه الإخوان ويلفون به الميدان سبع مرات، والحمار لما يزرجن يشغلوه على عربيات الزبالة، وأول ما وصل أردوغان، كل واحد حط ديل الجلابية في سنانه وطلعوا جري، ولا اللي طالعين يشوفوا هلال العيد، وأخذوا ينشدون، الشيخ أردوغان عندنا، يامرحبا يامرحبا، متعت أردوغان بالحياة، وبلغت الأرب، بس ياريت كنت جبت معاك شوية مشايخ بركة.
وكام عمة تركي معتبرة، عشان إخوانك المشايخ اللي هنا: ويبقى زيتنا في دقيقنا وما تحملش هم ياعم الشيخ الفتة والكوارع علينا، وأي مصاريف تحتاجها كمان، وإذا كان على حكاية بوس إيد المرشد العام، ما تخافش، أصل أيده مش فاضية اليومين دول، فجأة، وسبحان الله يا أخي، أول ما الراجل قال لابد ان تكون مصر دولة علمانية، صرخ المشايخ جميعا، لقد صبأ الرجل، وخلع العمة يارجالة وهل جئت تطلب ناراً يا كافر، أم جئت تشعل البيت نارا، ولعلمك بقى، مش عاوزين من خلقتك لا سبح ولا عمم تركي، هانجيب من الصين، على الأقل العمم بتاعتهم بتنور وتغني، يعني الأخ المجاهد يلبسها من هنا، ينور في الضلمة، وكمان العمة تغنيله، ماشي بنور الله يامجاهد، مش العمم المعفنة بتاعتك، اللي بتجيب الصداع والجرب كمان.
انقلت الإخوة المجاهدين - الذين كانوا يعلنون دائماً أن النموذج التركي جدع وابن حلال وبيشفي من البرص والجذام - على أردوغان اللي كان مجاهد، لأنه مكلف نفسه مصاريف وسفر وأكل، وجاي من آخر الدنيا، عشان يحشر مناخيره في اللي مالوش فيه، ويقـــــولك مصر دولة علـــمانية، يعني المصريين يعبدوا العجل أو كل مواطن بقى مش عاجبه العجل، يشتريله من سوق الجمعة، أي إله صغير ويعبده، بينما نحن دولة إسلامية إسلامية، والجدع اللي يربي دقنه، ويلبس الجلابية، والإسلام هو الحل، وعلى أردوغان ان يرحل، وبالسلامة ياشربات وياريت ما تجيش عندنا تاني، حتى صفوت حجازي الذي ظهر وكأنه صانع الثورة وقائدها، وكان ناقص بس أن المذيـــع أحمد منصور يلبــــسه عمة الإمارة وتاج المشيخة، ويحب على دماغه وقف يصرخ إسلامــــية إسلامــية، وكأننا دولة كافرة، ولنفترض اننا كفرة والعياذ بالله، ما تسيبونا وتروحوا لإخوانكم المجاهدين في أفغانستان لأننا بصراحة عاوزين نتقدم، مش نلبس الجلابية والشبشب'.

هجوم الاخوان الجارح على اردوغان

ونترك السخرية إلى الجد، مع زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' احمد طه النقر وقوله في ذات اليوم - الأحد: 'آخر، تجليات التناقض الواضح والفاضح في مواقف جماعة الإخوان وحزبها كان الهجوم الجارح من قيادات بارزة فيهما على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لأنه تحدث بكلام علمي محايد لم يعجبهم عن 'العلمانية' حين قال انها لا تعني 'اللا دينية' وإنما تعني 'احترام كل الأديان وإعطاء كل فرد الحرية في ممارسة دينه'، وهنا أكد حقيقتين صادمتين أغضبت منه الإخوان وحلفاءهم وهي ان العلمانية ليست ضد الإسلام وأن تركيا الدولة المسلمة حققت نهضتها ومعجزتها الاقتصادية التي كان يتغنى بها الإخوان ويتمسحون بها باعتبارها تجربة 'إسلامية' في ظل العلمانية، لم يغفر الإخوان والإسلاميون هذه التصريحات الكاشفة للصديق أردوغان بل فتحوا عليه النار واتهموه بالتدخل في الشؤون المصرية ومحاولة الهيمنة ولو استطاعوا لطردوه من البلاد بعد تجريسه!!
هذه التصريحات كشفت ايضا عن الجهل الفاضح لمن يعتبرون العلمانية تهمة وأن الليبرالية سبة رغم أن الليبرالية تعني ببساطة الحرية بمعناها الواسع، ولا شك ان الإخوان خسروا الكثير من مصداقيتهم عندما هاجموا أردوغان بهذه القسوة لمجرد اختلافه معهم في الرأي، وهو ما كرس صورة تتعزز يوما بعد يوم منذ قيام الثورة وانخراط الإخوان في العمل العام، عن تقلبات مواقفهم وتغييرها بين عشية وضحاها، وكذلك الخروج على الإجماع الوطني'.

زيارة اردوغان للبابا شنودة

وأما آخر زبون عندنا اليوم في هذه القضية، فهو زميلنا بجريدة 'وطني' فيكتور سلامة وقوله عن زيارة رجب للبابا شنودة وتصريحاته: 'زيارة رئيس وزراء دولة تركيا العلمانية تأتي ومصر مقبلة على انتخابات برلمانية، ووضع دستور جديد للبلاد، وانتخاب رئيس للجمهورية، وتؤكد كل التكهنات أن الطريق ممهد لكل هذه التيارات الإسلامية المتشددة، وهو ما ينظر إليه غير المسلمين بقلق بل والمستنيرون من المسلمين ايضا الذين يحلمون بدولة علمانية، حقيقي ان توقيت الزيارة لم يتحدد ليتزامن مع هذا، بل لم يكن في الحسبان أن يكون هذا من أهداف الزيارة، ولكن مصادفة جاء هذا، ومصادفة ايضا عرض أردوغان تجربة تركيا العلمانية، وجاءت كل أحاديثه سواء في الصالونات المغلقة أو في الفضائيات المفتوحة تحث المصريين للعمل على بناء دولة علمانية، مؤكدا ان الدولة العلمانية لا تعني دولة اللا دين، مشيرا الى انه 'مسلم' بالرغم من توليه رئاسة وزراء دولة علمانية.
والمفترض ان ما جاء مصادفة على لسان أردوغان يحرك كل المصريين الحالمين بالديمقراطية - التي طالبت بها ثورة الشعب في 25 يناير - ليناضلوا وسط كل التيارات السياسية لإقناع الغالبية ان الحكم المدني ليس ضد الدين، وإنما مع كل الأديان، وليس أيضا مع دين واحد كما في الدولة الدينية، وهذه هي الديمقراطية والمواطنة، فليس من حق أي إنسان أياً كانت عقيدته أن يتحدث باسم الله، فهذا هو حق أنبيائه ورسله فقط، وهو ما وعاه شعب مصر منذ أن أعلن أن 'الدين لله والوطن للجميع'.


---------------------

المحروسة 2020
بقلم: د. مصطفى الفقى
124

بعد أقل من عشر سنوات قادمة كيف ستكون الحالة المصرية؟ إن عام 2020 ليس بعيدا‏,‏ فتسع سنوات ليست شيئا في عمر الأمم والشعوب فكيف سيكون الوطن بعدما يقرب من سبعين عاما من ثورة 1952؟‏!‏ وعقد كامل تقريبا من الثورة الشعبية لعام 2011, دعونا نفكر ونتوقع بل ونأمل ونحلم ونصوغ الملامح الأساسية للدولة المصرية بعد أقل من عشر سنوات.

أولا: يتجه النظام السياسي في مصر للأخذ بملامح الدولة البرلمانية بعد أن قويت الأحزاب السياسية وجري بينها توافق عام علي القواعد الحاكمة للحياة الحزبية الحقيقية واتفقت كل الأطراف علي حدود العلاقة بين السياسة والدين وساعد علي دعم الاحزاب السياسية بدء انحسار الأمية وتحسن مسار العملية التعليمية واهتمام الأحزاب بالتربية السياسية لأنها مدارس لتخريج الكوادر المهيأة للعمل العام, وهاهي مقدمات الانتخابات البرلمانية القادمة 2021 توحي بدرجة معقولة من التوازن في عدد المقاعد بين الأحزاب المختلفة وانتهاء عصر طغيان الأغلبية الساحقة علي الأقلية المقهورة مع وقوف السلطة التنفيذية علي الحياد الكامل بين القوي السياسية المختلفة.
ثانيا: لقد تخلصت مصر من الحكم الفردي ومظاهر الفرعونية التي كانت تسيطر علي الحياة السياسية علي امتداد التاريخ المصري كله, فالرئيس يملك ولايحكم, ورئيس الوزراء ممثل حزب الأغلبية أو الائتلاف الحكم هو القوة التنفيذية الحقيقية في البلاد وهو الأول سياسيا بينما رئيس الجمهورية هو الأول بروتوكوليا باعتباره الحكم بين السلطات والواجهة الدستورية للبلاد دون أن تكون له صلاحيات تنفيذية أو تحكمه أهواء سياسية.
ثالثا: أصبح الوزراء سياسيين بالدرجة الأولي وفي كل وزارة وكيل دائم متخصص يدير دولاب العمل اليومي ويسير الأمور في وزارته بينما الوزير شخصية سياسية حزبية تضع الخطوط العريضة والسياسات العامة للقطاع الوزاري الذي يتولاه, ولقد حدثت طفرة هائلة في التعليم خصوصا في مجالات التأهيل الفني شبه الجامعي البوليتيكنك لتخريج أصحاب الخبرة المدربة في المجالات المختلفة والاكتفاء في التعليم الجامعي العالي بأصحاب المستويات الدراسية العالية, كما أصبح التعليم مجانا للمتفوقين فقط لأنه سلعة خدمية تقدم لمن يستحقها أسوة بما يجري في معظم دول العالم وليس في ذلك افتئات علي العدالة الاجتماعية إذ أن باب التفوق مفتوح وتكافؤ الفرص متاح.
رابعا: لقد دخلت مصر ميدان الاستخدام السلمي للطاقة النووية وأصبح لديها ثلاث محطات تخضع للاشراف العلمي بخبرات مصرية كاملة من علمائها الذين كانوا مشتتين بين الجامعات الامريكية والكندية أو العمل في الوكالة الدولية في فيينا إلي جانب ماجري استخدامه في بعض الدول العربية, كما أن مصر تملك الآن عدة مراكز دولية للأبحاث في المجالات المختلفة خصوصا أن البلاد قد حققت طفرات واسعة في مجال الصناعة وربطت بين انتاجها الزراعي وتصنيعها الغذائي ايضا ودخلت مرحلة الاكتفاء الذاتي من الحبوب الغذائية وزادت صادراتها بشكل واضح في السنوات الأخيرة.
خامسا: لقد توقف المصريون عن العدوان علي الأراضي الزراعية وتوسعوا في استصلاح الاراضي المجاورة للدلتا والوادي وارتفعت غلة الفدان بفضل التقنيات الزراعية الحديثة والاستخدام الأمثل لمياه الري المحدودة, كما ارتفع معدل التدفق السياحي حيث تجاوز هذا العام 25 مليون سائح ينتقلون بين آثار مصر الفريدة وشواطئها الرائعة ومنتجعاتها الجميلة خصوصا بعد أن تحول الساحل الشمالي إلي ريفيرا مصرية وفقا لخطة متكاملة, كما أن تقدم الخدمات في مجال الطيران و الفندقة و وسائل النقل قد أصبح يغري السائحين أكثر ويعطي انطباعا إيجابيا عن السياحة في مصر, بالاضافة إلي أن الخطوات التي اتخذتها الدولة في تعمير سيناء ونزع الألغام من الصحراء الغربية قد أعطت بعدا جديدا لما نسميه بـ سياحة الصحراء التي يقبل عليها الغربيون بمعدلات متزايدة كذلك فإن القرية المصرية قد تطورت بشكل ملحوظ مع ارتفاع نسبة التعليم واهتمام أبنائها من أصحاب القدرات المادية والعلمية بالتواصل معها حتي أصبحت وحدة انتاجية سواء في الدلتا أو الوادي.
سادسا: إن اتفاقية مياه النيل الأخيرة التي أنشأت منذ سنوات المنظمة الاقليمية لدول حوض مياه النهر وكذلك البرامج التنموية المشتركة التي تقودها مصر بين دول الحوض قد نجحت في تحقيق أقصي الاستفادة من مياه النهر, وأنهت تماما الخلافات التي كانت تحدث حول حصص دول الحوض بسبب المشروعات والسدود التي كانت تقام في بعض الدول دون توافق مع كافة الاطراف الأخري, فعلي الرغم من تقسيم السودان أكثر من مرة إلا أن حكومة الشمال فيه قد أصبحت أكثر قربا من مصر وأقل انغماسا في مغامرات وصراعات وتوجهات لامبرر لها, كما أن الدولة الليبية الديمقراطية علي الجانب الآخر قد فتحت آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي بشكل يدعو إلي الارتياح خصوصا بعد الاسهام الكبير للخبرة والعمالة المصرية من خلال شركات الإعمار والبناء والتطوير بعد سقوط نظام القذافي منذ عدة سنوات.
سابعا: إن الصراع العربي الاسرائيلي قد بدأ يدخل مرحلة الرشد من الجانبين منذ أن قامت الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها في شرق القدس ورغم أن الصورة ليست وردية تماما إلا أن الدور الاقليمي لمصر قد أزدهر وعلي الرغم من ضعف جامعة الدول العربية إلا أن الدبلوماسية المصرية قد نجحت في مزاحمة دور كل من إسرائيل و تركيا و وإيران علي الساحل كما حققت نجاحات في دول القرن الافريقي, وتوثقت علاقاتها بشكل ملحوظ مع دولة اثيوبيا بسبب الروابط التاريخية والدينية بين الدولتين, وكان من نتائج ذلك أن رأت كل من دول مجلس التعاون الخليجي ودول مجلس الاتحاد المغاربي اعتبارا الشقيقة الكبري مصر عضوا مراقبا في كل منهما بترشيح من المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية الليبية.
ثامنا: لقد انتقلت العلاقات الامريكية المصرية من مرحلة المعونة إلي مرحلة التجارة from aid to Trade
وأصبحت واشنطن تنظر إلي القاهرة باعتبارها العاصمة العربية الأولي والعاصمة الأفريقية النشيطة والعاصمة الإسلامية المؤثرة, كما أن الاتحاد الأوروبي قد عزز اتفاقية الشراكة مع مصر التي أصبح لها دور رائد بين دول حوض البحر المتوسط بحيرة الحضارات باعتبارها الدولة الكبري علي شاطئه الجنوبي, وقد انفتحت مصر علي الساحة الآسيوية بشكل ملحوظ وتزايد التعاون بينها وبين الصين واليابان و الهند خصوصا بعد أن تحولت منظمة قناة السويس إلي منطقة جذب صناعي عالمي ومركز انتاجي دولي يزخر بالمناطق الحرة للدول المختلفة ولم تعد مجرد ممر مائي مثلما كان عليه حالها أكثر من قرن ونصف قرن من الزمان.
تاسعا: لقد أصبح الأزهر الشريف وشيخه المنتخب, والكنيسة القبطية والبابا الوطني منارتين للإلهام الروحي في دولة وطنية عصرية لاتعرف التعصب ولاتسمح بالتحيز ولاتقبل التهميش, تؤمن بالتسامح وتحترم النسيج الوطني المشترك بعد أن فتحت جامعة الأزهر أبوابها للمصريين جميعا بلا استثناء, وكأنما ظهر فينا أتاتورك عربي أو أردوغان مصري, لقد تغيرت الدنيا وإبتسمت لمصر بعد طول شقاء!
هذه نقاط تسع أحلم بتحقيقها بعد تسع سنوات وأسأل الله ألا أكون واهما.


----------------

من هم الليبراليون في مصر
بقلم: د. وحيد عبدالمجيد
102

كثيرة هي العوامل المسببة لحيرة قطاع واسع من المصريين الذين يتابعون المشهد السياسي في مصر الآن أو يشاركون فيه للمرة الأولي‏.‏ يجد كثير ممن يعنون بهذا المشهد مشقة في الاحاطة بالاتجاهات التي تتصارع أو تتحالف في ساحة سياسية مضطربة ومثيرة للحيرة‏.

فالعناوين مختلطة, واللافتات متداخلة, والفرز يبدو صعبا بالنسبة إلي بعض المنغمسين في هذه الساحة من قبل, فما بالنا بالقادمين الجدد إليها مشاركين بدرجات مختلفة في تفاعلاتها أو مهتمين ومتابعين لهذه التفاعلات.
ومن أكثر الأسئلة التي تبحث عن إجابة في هذا السياق السؤال عن الليبراليين الذين يسمع الناس عنهم أكثر مما يسمعون منهم, ويهتم الإعلام بموقفهم تجاه التيارات الإسلامية وعلاقاتهم معها أكثر مما يعني باتجاهاتهم وأفكارهم ورؤيتهم. ويبدو الأمر في بعض الأحيان كما لو أن الليبرالي هو كل من ليس إسلاميا. فهذا هو ما توحي به كثير من المعالجات الإعلامية للاستقطاب الذي بدأ منذ الاستفتاء علي التعديلات الدستورية في 19 مارس الماضي. كانت بداية الاستقطاب علي هذا النحو مفتعلة. ولا يزال الافتعال غالبا من حيث أنه لا يوجد خلاف بين معظم الليبراليين والإسلاميين علي هوية مصر. فالخلاف هو, في الحقيقة, بين غلاة الإسلاميين وغلاة العلمانيين.
فالاتجاه الرئيسي في أوساط الليبراليين المصريين يعرف أن الليبرالية ترتبط بخصوصية كل مجتمع وميراثه الحضاري, ولا تنتقل من بلد إلي آخر. فالليبرالية في مصر لا يمكن أن تكون مثلها في فرنسا أو ألمانيا أو حتي في اليابان أو الهند. ولا يعني ذلك عدم وجود ليبراليين يعتقدون في عالمية الليبرالية. فهناك تنوع في أوساط الليبراليين في مصر, كما هي الحال في مختلف التيارات الأخري.
فالليبراليون في مصر ليسوا اتجاها واحدا, مثلهم في ذلك مثل الإسلاميين الذين تتباين اتجاهاتهم اعتدالا وتشددا. غير أن تنوع الاتجاهات الليبرالية ينبغي ألا يحجب واقع أن الاتجاه الرئيسي ينطلق من عدم وجود ليبرالية واحدة أو نهائية في العالم, ويؤمن بليبرالية مرتبطة بالخصوصية المصرية العربية الإسلامية. صحيح أن هناك مبادئ ليبرالية تشكل في مجملها اتجاها يمكن تمييزه عن غيره من الاتجاهات. ولكنها مبادئ عامة, بل شديدة العمومية إلي الحد الذي يؤدي إلي وجود ليبراليين هم أقرب إلي اليسار من غيره, وآخرون متطرفون في ميلهم إلي اليمين, بينما يوجد كثير منهم في مواقع مختلفة في الوسط بين هذين التوجهين إلي اليسار واليمين. ويعود ذلك إلي التطور المستمر الذي حدث في فهم مبدأ اقتصاد السوق الحرة عبر أكثر من ثلاثة قرون, واختلاف النظرة إليه من مكان إلي آخر في العالم في كل مرحلة من مراحل هذه الفترة الطويلة.
وهذا يفسر لماذا توجد الآن ليبرالية اجتماعية يتفاوت أنصارها في إيمانهم بالعدالة وكيفية تحقيقها في ظل الحرية الاقتصادية, وليبرالية يسميها أنصارها جديدة ويعتبرها خصومها بمن فيهم كثير من الليبراليين الاجتماعيين قاسية أو متوحشة. ويطلق علي هذه الليبرالية جديدة لأن أصحابها يزعمون أنهم جددوها وأزاحوا ما لحق بها من أبعاد اجتماعية يعتبرونها تشوهات في بنيتها. والحق أنهم ما فعلوا أكثر من إعادة الليبرالية إلي سيرتها الأولي حين ظهرت في عالم لم يكن للفقراء والضعفاء حظ فيه أو نصيب, بل جعلوها أكثر انحيازا للأغنياء من أقصي ما تصوره آدم سميث علي سبيل المثال.
ولتوضيح الفرق بين الليبراليين يكفي القول إن الليبرالية الاجتماعية لا تري إمكانية للتقدم بدون تمكين الفقراء والضعفاء, في حين أن الليبرالية الجديدة تعتبرهم عبئا علي هذا المجتمع وقاطرة تشده إلي الخلف.
ويختلف الليبراليون أيضا في مفهوم الفردية الذي يعتبر أحد المبادئ الأصيلة التي تميز الليبرالية عن غيرها من التيارات. فهو, مثله مثل أي مبدأ ليبرالي, يرتبط بطابع كل مجتمع وخصوصيته. ولذلك تختلف الفردية في المنهج الليبرالي في مجتمع تسوده تقاليد جماعية عنه في مجتمع أقل ارتباطا بهذه التقاليد. وكان الليبراليون اليابانيون هم أول من اكتشفوا هذا الاختلاف وكشفوا أهميته لأن لمجتمعهم تقاليد جماعية عريقة حيث تمثل الجماعة وليس الفرد حجر الأساس في البناء الاجتماعي.
وليست هذه إلا مجرد أمثلة تدل علي عدم وجود ليبرالية واحدة, وتفيد أن الليبراليين ليسوا كتلة واحدة مصمتة, ولا يمكن أن يكونوا. وهذه هي الحال في مصر مثل غيرها, إذ توجد اتجاهات عدة تمثل في مجملها ما يمكن اعتباره تيارا ليبراليا متعدد التوجهات والمشارب. ومن الطبيعي, والحال هكذا, أن تكون هناك خلافات بين الليبراليين في مصر بشأن كثير من المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية. غير أن الخلاف الأكبر الذي يحدث الفرز الأساسي في أوساطهم الآن يتعلق بمسألة الهوية عموما أو هوية الدولة المصرية بصفة خاصة. فالاتجاه الأوسع نطاقا بين الليبراليين في مصر يؤمن بأن مصر دولة عربية إسلامية, ولا يمكن إلا أن تكون كذلك, وأن الحديث عن مدنيتها إنما يرتبط بهذه الهوية بالأساس.
وثمة اتجاهات ليبرالية أصغر, ومعظمها أحدث في الظهور, لا تشاطر هذا الاتجاه رؤيته بشأن الهوية أو لا تتمسك بها بالقوة نفسها.
ولذلك لا يجد الكثير من الليبراليين المصريين مشكلة في بناء علاقة وثيقة قد تصل إلي حد التحالف مع الإسلاميين المعتدلين حين يستدعي الأمر ذلك. ولا يقدم الليبراليون, حين يفعلون ذلك, أي تنازل لأن إيمانهم بحرية مصر باعتبارها دولة عربية إسلامية قديم بل سابق علي ظهور الإسلام السياسي. فكانوا هم الذين وضعوا الأساس الدستوري لهوية مصر علي هذا النحو في مستهل استقلالها بعيد ثورة 1919, قبل تأسيس جماعة الإخوان المسلمين. فقد كان الليبراليون أغلبية كبيرة في لجنة الثلاثين التي وضعت مشروع دستور 1923 متضمنا أن دين الدولة هو الإسلام وأن اللغة العربية هي لغتها الرسمية. كما كانوا هم أصحاب الأغلبية في تلك المرحلة.
ولهذا كله, ولغيره, ينبغي وضع حد للمرادفة الخاطئة بين الليبراليين والعلمانيين. فقد كان معظم الليبراليين في مصر مع هويتها العربية الإسلامية, ولا يزالون.

----------------------

رفض حزب الجماعة الإسلامية
بسبب تطبيق الحدود
كتب ـ سامح لاشين‏:‏
478

رفضت لجنة الأحزاب السياسية تأسيس حزب البناء والتنمية‏,‏ الذراع السياسية للجماعة الإسلامية‏,‏ لأن برنامجه ينص علي تطبيق الحدود الإسلامية‏,‏ وبذلك أصبح الحزب يقوم علي أساس ديني‏.‏


وأعلن الشيخ طارق الزمر, المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية, أن القرار ليس بعيدا عن الخلفيات السياسية, وأنه لابد من إعادة النظر فيه لأنه لا يقوم علي رفض قانوني محض, وأن الجماعة تري أن النص الذي اعترضت عليه لجنة شئون الأحزاب له أساس دستوري وقانوني, لأن المادة الثانية من الدستور تنص علي أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
وأكد الزمر أن المحكمة الدستورية العليا اعتبرت المادة الثانية من الدستور من الأحكام القطعية والحدود في الإسلام ترجع إلي أحكام قطعية, بمعني أنها تتوافق تماما مع المادة الثانية من الدستور.
وأشار إلي أن الجماعة ستلجأ إلي المحكمة الإدارية العليا للطعن علي هذا القرار الذي تراه ظالما ولا يستند إلي أي أسس دستورية.وعن استعداد الجماعة للانتخابات, أوضح الزمر أن هذا القرار لن يؤثر علي خوض الجماعة للانتخابات, حيث إنها شكلت لجنة بعيدا عن الحزب لإدارة شئون الانتخابات تحسبا لهذا القرار. وأضاف أن الجماعة ستخوض الانتخابات باسم الجماعة الإسلامية حتي يخرج حزب البناء والتنمية إلي النور. ومن ناحية أخري كانت اللجنة قد قررت الموافقة علي تأسيس حزب الاتحاد والوعي,
حيث قد قبلت الإخطار من حسام بدراوي وعماد سلامة, بصفتيهما وكيل مؤسسي حزب الاتحاد, وكذلك الإخطار المقدم من المهندس محمود طاهر وشادي الغزالي حرب بصفتيهما وكيل مؤسسي حزب الوعي.

Post: #47
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-21-2011, 05:25 AM
Parent: #46

هيكل يهاجم رئيس الوزراء بسبب تصريحاته عن كامب ديفيد.. وتسريب اسماء مرشحين للرئاسة
حسنين كروم
2011-09-2


القاهرة - 'القدس العربي':


أبرز ما نشرته صحف مصر امس - الثلاثاء كان عن تورط صحف 'الأخبار' و'المصري اليوم' و'اليوم السابع' في نشر نص تقرير عن أساتذة الجامعات المرشحين للانتخابات في الجامعة وإسناده إلى جهاز الأمن الوطني.
ونشرت الصحف عن رفض لجنة الأحزاب طلب الجماعة الإسلامية إنشاء حزب البناء والتنمية لمطالبته بتطبيق الدور، والموافقة على حزب الاتحاد الذي تقدم به صديقنا الدكتور حسام بدراوي، عضو أمانة السياسات العامة للحزب الوطني والأمين العام له لمدة عدة أيام، ولوحظ اختفاء الهجمات أمس ضد مبارك، فيما عدا كاريكاتير زميلنا سماح فاروق في 'الدستور' عن أبناء مبارك في صورة تذكارية وكانوا مجموعة من اللصوص والبلطجية ويجلس وسط الصورة مبارك حاملا في يديه الاثنين أكياس دولارات وهو يكاد يموت من شدة الضحك والفرحة.
وإلى قليل من كثير عندنا:

كشف طبيعة المرشحين لرئاسة الجمهورية

ونبدأ بـ'الأخبار'، حيث قالت في تحقيق لزميلنا مصطفى عبده: 'حصلت 'الأخبار' على تقرير أمني اعده جهاز أمن الدولة السابق حول طبيعة المرشحين لانتخابات القيادات الجامعية الجديدة قام التقرير بتقييم وتحديد الانتماءات السياسية لكافة المرشحين الذين يخوضون الأحد القادم انتخابات المجمع الانتخابي المكلف باختبار رؤساء الجامعات ويمثل فيه المرشحون لمناصب عمداء الكليات 30 ' وممثلو الكليات من أعضاء هيئات التدريس 70 ' ، ففي جامعة القاهرة تكون التقرير الذي ساهم في إعداده اللواء معتز أبو شادي أمين عام الجامعة من خانتين تم وضع اسم كل مرشح في الخانة الأولى، بينما تم تدوين انتماءات المرشح في الخانة الأخرى، واختلف تقييم المرشحين وفقاً للتقرير ما بين 'إخوان' و'معتدل' و'محترم' وليس له اتجاهات' و'اتجاهاته غير معلومة' وله اتجاه معاكس للإدارة الحالية' وعقلاني يخاف من سطوة الإخوان' و'محترم ليبرالي'.

تقرير أمني عن المرشحين لخوض الانتخابات

وقالت 'المصري اليوم' في موضوعها الرئيسي بالصفحة الأولى لزميلينا أبو السعود محمد ومحمد كامل: 'حصلت 'المصري اليوم' على نسخة من تقرير أمني أعدته احدى الجهات داخل جامعة القاهرة عن المرشحين لخوض الانتخابات'.
وقالا في موضوع آخر: 'لم تتوصل الجهة كاتبة التقارير الى انتماءات البعض'.
أما 'اليوم السابع' في موضوعها الرئيسي بالصفحة الأولى لزميلنا محمد البديوي، فقالت: 'حصلت 'اليوم السابع' على تقرير منسوب لجهاز الأمن الوطني حول الانتماءات السياسية للمرشحين.
وقال أيضاً: 'تم تداول هذا التقرير على البريد الالكتروني لعدد من موظفي الجامعة الذين يتولون متابعة عملية الترشيح الذي أدى إلى تسريبه'.
أي ان هناك تخبطا في مصدر التقرير، جهاز الأمن الوطني - مباحث أمن الدولة - أم موظفون في الجامعة، أعدوا التقرير من باب التطوع أو المحبة، والمهم انه منشور على المواقع الالكترونية، ولذلك لم يكن هناك أي مبرر لأن تتباهى 'الأخبار' و'المصري اليوم' بتحقيق سبق صحافي. وقد نفى مصدر مسؤول في المركز الإعلامي بوزارة الداخلية صحة ما رددته بعض المواقع الالكترونية، ونشرت 'الأهرام' الحلقة الثانية من حوارها مع استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل، وفيه هاجم رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف بقوله: 'رأينا هذا الصباح نموذجا عمليا لما يترتب على غيبة المعرفة، ورأيناها في التصريح الذي أدلى به رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف للتليفزيون التركي، حين قال ان معاهدة السلام مع إسرائيل ليست مقدسة، وأنا معه في أنها ليست مقدسة لكن السؤال هو ما إذا كان القائل عارفا بالضبط أبعاد ما يقول وجاهزا له.
ومن قراءة لتصريحات رئيس مجلس الوزراء في هذا الموضوع. فقد أحسست بأنه لا يعرف حقائق الموضوع الذي يتكلم فيه، لا يعرف ماذا جرى بالتحديد في عملية السلام ولم يقرأ ملفاتها، ولا أطلع على وثائقها لكنه فيما بدا لي رجل أحس بضغط الرأي العام وتكلم بما تكلم به للتليفزيون التركي'.
وفي الحقيقة، فإن من الضروري الإشارة الى ان المطالبة بتعديل بعض بنود اتفاق السلام خاصة ما يتعلق بتوزيع وعدد القوات وتسليحها في المنطقة أ، ج، المحاذية للحدود، ظهرت اكثر من مرة في عهد مبارك خاصة بعد اتهامات إسرائيل وأمريكا لمصر بالمساعدة في تهريب الأسلحة.

علاقة مبارك مع ايمان الطوخي
وتدخل الرئيس باختيار الفنانين

ويبدو - والله أعلم - انه كان سعيدا بعد أن قرأ في اليوم السابق - الاثنين - قول زميلنا والناقد الفني طارق الشناوي في صفحة أنباء النجوم عنه وعن الفنانة المعتزلة ايمان الطوخي: 'الشائعة ليست بالتأكيد وليدة اليوم، بل كنا نسمعها على مدى الـ15 عاما الماضية، وهي أن مبارك تزوج الفنانة إيمان الطوخي، وكانوا يضيفون 'ولديه ابن منها'، كانت إيمان قد اعتزلت الفن في مطلع التسعينيات بعد أن حققت نجاحا لافتا في أعمالها الفنية الأخيرة، وواكب ذلك مشاركتها في المسلسل الجماهيري الأهم 'رأفت الهجان' ولعبت بتألق وإبداع دور اليهودية الحسناء إستر بولانسكي، كما انها كانت تدعى دائماً خلال تلك السنوات للغناء في حفلات أكتوبر بحضور الرئيس المخلوع، والمعروف أن مبارك كان يشارك دائماً في اختيار مطربي أكتوبر حتى لو كانوا من ترشيح صفوت الشريف أو آخرين، فإنهم في العادة ينبغي أن يحصلوا على موافقته، وربما لهذا السبب مثلا تجد أن مطربا مثل محمد ثروت كان هو جوكر حفلات أكتوبر في بداية حكم مبارك، وبعد ذلك تم استبعاده بناء على رغبة الرئيس المخلوع، الاستبعاد وأيضا الاستدعاء بناء على رغبته، بنفس عدد السنتيمترات، هو الذي طلب من صفوت الشريف أن يتبنى آمال ماهر، وبعد ذلك طلب من أنس الفقي أن يتبنى ريهام عبد الحكيم، تظل الأسباب التي تسوقها ايمان مبررة اعتزالها غير مقنعة، فإن غموض الاعتزال والاختفاء يحيل كل إجابات إيمان الى علامات استفهام!'.

كلما رأى المصريون جلاديهم
في القفص عظمت ثورتهم

والى المعارك والردود المتنوعة، ومنها واحدة لزميلتنا بـ'الجمهورية' سميرة صادق، وقولها يوم الخميس: 'كلما رأى المصريون جلاديهم السابقين في قفص الاتهام شعروا بالارتياح لما فعلوه وبعظمة ثورتهم.
من كان يصدق أو يحلم منذ شهور قليلة أن يرى مبارك وأبناءه ووزير داخليته القوي حبيب العادلي ومساعديه داخل قفص الاتهام؟!
من كان يصدق أن نرى خمسة وعشرين من رموز النظام الذين نظموا ومولوا موقعة الجمل والذين طالما علوا وتكبروا على هذا الشعب بسلطاتهم وأموالهم واستهتروا بمعاناة الناس ومطالبهم من كان يصدق أن يرى هؤلاء داخل القفص وفي حضرة العدالة؟!
أحيانا أتساءل هل لو لم يكن المجلس العسكري الأعلى على رأس الدولة ولو لم يكن الجيش هو الضامن لأمن البلاد والداعم لثورة الشعب هل كان يمكن أن نرى كل هؤلاء في قفص الاتهام؟! أي قوة يمكن أن تجمعهم وتأتي بهم وتجبرهم أن يخضعوا للعدالة ويكونوا تحت أمرها وتحت أمر القانون الذي طالما اخترقوه وأهانوه بل وطوعوه لمصالحهم؟!
الثورة قائمة وناجحة وما يحدث من مقاومة من الطرف الآخر أمر متوقع ويحدث في كل الثورات، لنكن متفائلين ومتعقلين - صدقوني إنها فترة صعبة 'وتعدي'، فمصر لن تسقط أبداً، وستظل كنانة الله في الأرض رغم أنف الحاقدين والمتآمرين'.

لماذا يختار المجلس العسكري الخيار الاصعب؟

لكن كلامها لم يعجب زميلها في 'الشروق' أشرف البربري ولذلك قال عن المجلس العسكري في نفس اليوم: 'مشكلة المجلس العسكري هي أنه ما وقف أمام خيارين إلا واختار أصعبهما وأكثرهما تكلفة بالنسبة له وبالنسبة للناس جميعاً الأمر الذي يهدم جسور الثقة بينه وبين قوى الثورة الشعبية.
فقناة الجزيرة مباشر تعمل بدون ترخيص وكان أمامه خياران اما أن ينذرها ويمنحها مهلة لتوفيق أوضاعها أو أن يغلقها فورا، فاختار الأخير رغم أن أضراره أكثر من فوائده، والمجلس كان أمامه قانونان قانون الغدر وقانون الطوارىء، وبدلا من أن يفعل قانون الغدر فيهدأ الرأي العام ويطمئن على ثورته وتقل حاجته الى التظاهر اختار المجلس تفعيل قانون الطوارىء وهو قانون سيىء السمعة بالتأكيد وكان وجوده أحد أهم أسباب الثورة.
وعندما جاء الدور على تقسيم الدوائر الانتخابية كان أمامه خياران، الأول هو المنطق البسيط بتقسيم عدد سكان كل محافظة على عدد المقاعد المخصصة لها فتكون كل الدوائر متساوية في عدد الأصوات وقريبة من حيث المساحة فلا يجد أحد مبررا للاعتراض، والثاني أن يقسمها بهذه الصورة التي تخلو من المنطق فيفتح باباً واسعاً للتشكيك والاحتجاج'.

'الشروق': ماذا فعل قائد
الشرطة مع معذبي الناشطين؟

وانتقل الهجوم على المجلس العسكري من 'الشروق' إلى 'التحرير' بواسطة زميلنا محمد فتحي في بروازه - في العضل - وقوله فيه: ' سيادة اللواء حمدي بدين قائد الشرطة : صباح الخير، في الظرف الطبيعي - أيام مبارك - كان من المستحيل الوصول إليك أو مخاطبتك، لكن بما أننا في ثورة، وفي ظروف استثنائية، فاسمح لي أن أسألك: ماذا فعلت في الوقائع المريعة التي تروى عن الشرطة العسكرية وتصرفاتها مع الناس؟ ماذا فعلت في وقائع كشف العذرية وتعذيب الناشطين؟ هل قرأت الواقعة التي نشرها أسامة غريب عن أفراد الشرطة العسكرية الذين ضربوا وشتموا وسبوا الدين لسيدة في الخمسينيات وشاب في كلية الطب هددوه بإلقائه في النيل لمجرد أنهما ذعرا من مشهد ضرب جنودك للناس في الشارع وصرخا 'كفاية، حرام'؟ ألا ترى يا سيادة اللواء أن ما يفعله بعض جنودك وهو موجود في بلاغات عديدة يكاد يفوق ما فعلته شرطة حبيب العادلي؟ يا سيادة اللواء، اتق الله ولتعتبر الشباب الذين تم تعذيبهم والاعتداء عليهم مثل مؤيد مبارك وشاتم الثورة اللاسع الذي اصطحبته في سيارتك 'لا أعرف الرسمية أم الخاصة' إلى واجب عزاء وقدمته للناس بوصفه ابنك، بل هم أفضل وأشرف وأكرم، على الأقل لا يوجد بينهم عنكبوت واحد'.

أحمد عز: الصعود الصاروخي
والانحدار الصاروخي

أما زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' جلال دويدار فقد فضل يوم الأحد مهاجمة رجل الأعمال وأمين تنظيم الحزب الوطني المحبوس أحمد عز بمناسبة الحكم بسجنه عشر سنوات في قضية 'رخص الحديد'، وقال عنه: 'هذا الصعود الصاروخي الذي بدأ مع بداية الألفية الثالثة خلق منه صاحب نفوذ وصولجان إلى الدرجة التي جعلت كل عناصر القوى في النظام يرهبونه ويخشونه حتى أقرب رجال الرئيس السابق من الحرس القديم، تحول الى حوت قال عنه الجميع ان 'لا حل له' وأصبحت الأبواب مفتوحة أمامه بلا حساب، وصل به غرور القوة إلى درجة انه كان يغير القوانين لخدمة مصالحه الخاصة دون أن يستطيع أحد الوقوف في وجهه سواء في الحكومة أو في مجلس الشعب، استغل الفرصة للاستيلاء على أكبر شركة عامة لصناعة حديد التسليح 'شركة الدخيلة' التي قامت بإنشائها الخبرة اليابانية، عمل بعد ذلك على تكريس احتكاراته والسيطرة على أسعار حديد التسليح تصنيعاً واستيرادا.
وعندما حاول المهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة التصدي له استثمر علاقته بجمال مبارك وبالتالي والده الرئيس السابق لإرهابه وتضليله، خضع رشيد لهذه التدخلات تحت إغراء نفوذ المنصب والسلطة وما كان يتم الترويج له بإمكانية ترشيحه رئيساً للوزراء، كان من نتيجة ذلك ان تشوهت سمعته بعد أن لجأ إلى نفاق عز تجنباً للصدام معه، وساعده في الاستيلاء على التراخيص الجديدة لانتاج حديد التسليح بما ساهم في تصاعد وتوحش احتكاراته'.

قنوات مودرن تسير حسب توجهات المذيع

ومن رخص الحديد، إلى رخص القنوات الفضائية التي تكاثرت وقال عنها في 'أخبار' الاثنين زميلنا محيي عبد الغفار: 'قنوات مودرن ودريم حسب اتجاه مقدم البرنامج، فالكابتن مدحت شلبي الشهير بـ'شلبوكة' يقدم في برنامجه اليومي الرياضي مجموعة من الأخبار السياسية ويعلق عليها مع ضيوفه ويستمر في الكلام، والكلام لمدة ساعات، ولا ينسى أن يستضيف الدكتور وليد دعبس ليعلق ويحلل تلك الأحداث فهو العضو المنتدب للقناة. والكابتن أحمد شوبير عكس شلبوكة تماماً مع أنهما يشتركان في اسم مودرن، أما خالد الغندور في دريم، فاتجاهاته معروفة للجميع، وبالمناسبة رئيس مودرن، له جامعة خاصة وقنوات فضائية خاصة، وفي النهاية أسس حزباً سياسياً، انها سبوبة كبيرة، إعلام وجامعة وحزب سياسي ماذا بعد ذلك؟
- الدكتور توفيق عكاشة، صاحب قناة الفراعين، نموذج للتدريس لطلبة كلية الإعلام، إنه صاحب القعدة، يتكلم، ويتكلم ويحكي ان أولاده واحد أهلاوي والثاني زملكاوي، وانه ملم بكل بواطن الأمور، يقدم النصح للجميع، مع أنه من فلول الحزب الوطني، إلا أنه تبرأ منه، وفي إحدى حلقاته ذكر أن عمر بن الخطاب من فلول الكفار ومع ذلك اصبح ثاني الخلفاء الراشدين، فهل فلول الحزب الوطني أقل منه.
انه يحكي عن بطولاته وجولاته وانجازاته التي حققها في الماضي ويحققها في المستقبل'.
وللعلم، فان توفيق عكاشة عضو قيادي في حزب مصر القومي الذي أسسه خفيف الظل المحامي طلعت السادات، ويضم الكثير من عناصر الوطني، وكان طلعت قد قبل رئاسة الحزب الوطني، وقال مبررا ذلك، ان الذي أنشأه عمه أنور السادات، وقد عاد إليهم الحزب، ولكن صدر الحكم القضائي بحل الحزب وعلق طلعت قائلا، انه لن يطعن على الحكم، وعندما سئل، لماذا قبلت رئاسته، قال: كانوا صعبانين عليا.

الإخوان بين أزرار الكمبيوتر
و'زراير' الجلباب!

وإلى الإخوان المسلمين - المحظورين سابقا - وحاليا لهم حزب، هو الأكبر والأقوى حتى الآن - الحرية والعدالة - ويهددون ويتوعدون ويضعون شروطا ويهادنون أيضا، مما أزعج منهم ومن أفاعيلهم زميلنا وصديقنا وأحد مديري تحرير 'الأهرام' عبد العظيم درويش، فقال عنهم يوم السبت: 'إذا أصرت جماعة الإخوان المسلمين على قصر عضوية اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور الجديد على أعضاء البرلمان المقبل في مواجهة تمسك المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن تكون اللجنة من غير الأعضاء لضمان دستور متوازن يعبر عن غالبية المواطنين دون تيار أو تكتل بصرف النظر عن نتائج الانتخابات، وإذا كانت مجرد معرفة القراءة والكتابة هي الحد الأدنى لاشتراطات الترشح للانتخابات فكيف يطمئنهم المواطن الى دستور يحدد مصير ومستقبل نحو 85 مليون مواطن يشارك في صياغة بنوده وتحديد أحكامه نائب ينجح بالكاد في فك طلاسم القراءة والكتابة ولا يجيد التفرقة بين أزرار الكمبيوتر و'زراير' الجلباب!؟ مجرد سؤال'.

يافطة للإخوان في مدرجات ستاد القاهرة

وإذا كانت أنظار درويش مركزة بالكامل على اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور، وما يمكن أن يفعله الإخوان به، فإنه لم يلحظ خطة أخرى لهم يدبرونها لكن كشفها بحمد الله وتوفيقه زميلنا في 'الاسبوع' أحمد الخضري المشرف على صفحة - ملاعب - وصرخ محذرا الجميع: 'هل هي صدفة أن تكون هناك يافطة لجماعة الإخوان المسلمين في مدرجات ستاد القاهرة في مباراة الأهلي والترجي التونسي؟ وهل هي صدفة أن يدعو حزب الحرية والعدالة الفريق التونسي الى حفل غداء؟ واكتساح الإخوان لانتخابات نادي 6 أكتوبر لا يمكن أن يكون ضربة حظ، ودخول الجماعة بكل ثقلها انتخابات نادي الشمس ليس مجرد استعراض للعضلات ولكنه تخطيط منظم وبدقة، أقولها بكل ثقة: إن الإخوان دخلوا الملعب وقادمون للسيطرة على الأندية الرياضية والاتحادات الرياضية، وكله بالصندوق والانتخابات الحرة.
وبدأنا نسمع ونشاهد حاجات ولا في الأحلام، قوائم انتخابية ومرشحون على مبادىء الإخوان في الأندية الرياضية.
أتوقع سيطرة شبه كاملة للإخوان في الأندية خاصة الاجتماعية، أما الأندية الرياضية مثل الأهلي والزمالك فيبدو الأمر صعباً في الوقت الحالي لأن أهل القمة الكروية لهما تركيبة خاصة وإن لم يكن مستحيلا في المستقبل البعيد، وكخطوة تمهيدية نجحت الجماعة في الاقتراب بشكل أو بآخر من الألتراس وأتوقع اختراقا وتنسيقاً بين الجماعة والالتراس في المدرجات قريباً، وربما يكون التنسيق خارج المدرجات أيضاً. دعونا نتابع ونرصد التجربة الجديدة، تجربة اختلاط الرياضة بالسياسة والدين، وممكن جدا نجد في يوم من الأيام سيطرة الجماعة على اتحاد الكرة ويجلس على كرسي سمير زاهر رجل يدير الكرة اللعبة الشعبية الأولى في مصر بفكر سياسي، وتوقعاتي الشخصية اننا سنجد خلال الأشهر المقبلة فريقاً باسم الإخوان المسلمين في كرة القدم تمهيدا للمشاركة في الدوري'.

فريق كرة من الشيوعيين يلاعب فريق الإخوان

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، صحيح لنفرض ان هذا حدث فعلا، وتشكل فريق للإخوان يدخل الدوري، هل سيقبلون ان يهزمه فريق آخر، أو يحرمه من الحصول على الدوري والكأس؟ لا أظن ذلك لأنهم سيعتبرون أي هزيمة لفريقهم هزيمة للإسلام، ما داموا يعتبرون انهم والإسلام شيء واحد.
ولي في ذلك خلفية عن عمي المرحوم الحاج إبراهيم كروم، وكان معتقلا عام 1954 مع الإخوان بعد محاولة اغتيال خالد الذكر، وكان فتوة بولاق أبو العلا، وأشهر فتوة لارتباطه بالإخوان، وحدث انه كانت في المعتقل معهم مجموعة من الشيوعيين من بينهم صديقنا الراحل عبد المنعم الغزالي، وهو شقيق السيدة زينب الغزالي القيادية الإخوانية، وشقيقه الأكبر المرحوم صديقنا سيف الغزالي كان من قيادات حزب الوفد في القاهرة.
وقد حكى عبد المنعم ذات يوم ونحن في مكتب صديقنا وزميلنا الكاتب الراحل لطفي الخولي عندما كان رئيساً لتحرير مجلة 'الطليعة' الشهرية التي تصدر عن 'الأهرام'، رواية لهم وهو يضحك، انهم اتفقوا على تكوين فريق كرة من الشيوعيين يلاعب فريق الإخوان، وكان الحاج إبراهيم كروم حاضرا مع مأمور السجن المباراة، وبمجرد أن حقق الشيوعيون أول هدف في مرمى الإخوان، غضب عمي وطلب شومة من مأمور السجن، فأحضرها له بسرعة، وأخذها ووقف وراء حارس مرمى الشيوعيين وهدده بضربه بها لو صد أي كرة على مرماه. وفعلا دخل أول هدف للإخوان، فصاح: الله أكبر، الله أكبر، ودخل الثاني، وانتهت المباراة بفوز الإخوان، فصاح مهللاً: الله أكبر، لقد انتصر الإسلام.

الإخوان والسلفيون ورجب
وهجومهم على اردوغان

وما تزال التعليقات متواصلة على الهجوم الذي شنه الإخوان المسلمون والسلفيون ضد رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، واتهامه بالتدخل في شؤون مصر الداخلية بعد تصريحاته التي صدمتهم، عن العلمانية التي يطبقها في بلاده، والتعليقات كلها شماتة وفرحة في صدمة الإخوان والسلفيين، فقال زميلنا بـ'الجمهورية' فراج إسماعيل يوم الاثنين وهو يفتح فمه على آخره وهو يضحك: 'لماذا خرج أردوغان عند بعض الإسلاميين المصريين من فسطاط الإيمان الى فسطاط الكفر بحديثه عن العلمانية التي يطبقها حزبه في حكم تركيا؟، ولماذا لم يأخذ الليبراليون في المقابل هذا الحديث فرصة لإنهاء حالة الاستقطاب العنيفة التي تشهدها الساحة بين التيارين منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس الماضي؟!
اتهمه الإخوان بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر مع انه لم يتدخل بل شرح العلاقة بين الدين والدولة في محاولة منه للمساعدة في خروج النخبة من الأزمة التي قد تطيح بأحلام الديمقراطية والحريات وتدمير الاقتصاد.
ولا أجد في تعريف أردوغان ما يخالف الإسلام ويدخله فسطاط الكفر، انه شخص متدين للغاية لا تفوته فروض الصلاة في أوقاتها وعندما قابلته في تسعينيات القرن الماضي أثناء توليه رئاسة بلدية اسطنبول كان أول ما لفت نظري وجود سجادة الصلاة الصغيرة في مكتبه.
الإسلاميون للأسف لم يلتقطوا التجربة التي قدمها لهم مجانا وبشرح مبسط خلال حواره مع الإعلامية منى الشاذلي الذي بثته قناة دريم وإنما هرعوا يهاجمون الرجل الذي يحظى بشعبية هائلة بينهم، وكانوا قد استقبلوه في القاهرة بوصفه خليفة للمسلمين!
ولو نظروا في الأمر لوجدوا أنه أراد إنقاذ مستقبل الديمقراطية والحرية وتداول السلطة في دول الربيع العربي، ففي ظل الاستقطابات الحالية قد تقف العملية الديمقراطية برمتها لأن نذر البديل ستبدو أخطر كثيرا من الاستبداد والديكتاتورية'.

اردوغان اكد ان دولته علمانية وليست دينية

أما زميلته سوسن زكي فقد واصلت الشماتة في نفس العدد بقولها: 'أردوغان لم يقل إن دولته مدنية بل قالها صراحة ان تركيا دولة علمانية. لا شك ان النموذج التركي الناجح أود ومعي الكثيرون تطبيقه في مصر، فدرجات التشابه بيننا عديدة سواء في طبيعة المناخ والظروف والتاريخ أيضا.
تركيا دولة تحترم الأديان والحريات الشخصية ونجحت خلال سنوات قليلة في تحقيق طفرة اقتصادية غير مسبوقة جعلتها تتحول من دولة مديونة ينتشر فيها الفساد والبطالة الى دولة متقدمة صناعيا واقتصاديا وسياحيا وتحتل رقم 17 على مستوى العالم. أردوغان رجل مسلم وزوجته ترتدي الحجاب لكنه لم يطلب من النساء المسلمات ارتداء الحجاب وأكد ان لكل شخص حريته في عقيدته واهتم بالسياحة لأنها مصدر للدخل ولتوفير فرص عمل للشباب ولتحقيق انتعاش في العديد من المجالات.
ليت المرشحين للرئاسة في بلدنا ينظرون الى أردوغان وتجربته الرائعة في تركيا خاصة المرشحين من التيار الإسلامي أو السلفي ليتعرفوا على الطريق الصحيح للنجاح سواء أكانت الدولة مدنية أو علمانية ويشاهدوا كيف استقبل شباب مصر أردوغان ولماذا يعتبرونه قدوة ومثلا أعلى يجب أن نقتدي به'.
الاستفادة من التجربة
التركية في الحكم

ولاحظت من صورة سوزان انها غير محجبة، وتضحك، وكان هذا حال زميلتنا نور الهدى زكي رئيسة التحرير التنفيذية لجريدة 'العربي' التي قالت: 'بلاده مرت بظروف مشابهة لمصر فجاءت كلماته دروساً تعرف البوصلة واتجاهات المستقبل، شرح أردوغان كيف تكون حزبه وفق تخطيط علمي وكيف قدم نموذجا يؤمن بالديمقراطية والاقتصاد الحر ويفصل بين الدين والدولة، شرح الرجل كيف أن حزبه ليس حزباً إسلامياً لأن الحزب قد يخطىء وهو كإنسان مسلم قد يخطىء وكسياسي قد يخطىء لكن: 'ديني لا يشوبه الخطأ'. عرف أردوغان ان مستقبليه بالشعارات تصوروا ان مصر كدولة سوف يكون لها دين وأن من سيحكم سيحكم باسم الله فتحدث اليهم حديثا لم تأت كلماته بردا ولا سلاما عليهم، تحدث عن بلاده وتفاخر بما حققته تركيا اقتصاديا وسياسيا، وأن تركيا هذه التي أخذت ألباب مستقبليه ليست إلا دولة علمانية، والعلمانية هي علمانية الدولة وليست علمانية المواطن الذي يكون الدين وجدانه وأخلاقه، أما الدولة فهي تقف على مسافة واحدة من الأديان والبشر، دولة لا تمييز فيها على أساس الدين'.

وقوف الدولة على مسافة
متساوية من جميع الأديان

وعلى ضوء نور، سارعت الشاعرة فاطمة ناعوت لتقول في نفس اليوم في 'المصري اليوم': 'هم قالوا إن العلمانية كفر وإلحاد وانعدام دين وهو قال إن 'العلمانية هي وقوف الدولة على مسافة متساوية من جميع الأديان'، هو مسلم شديد التقى، وربما متعصب أيضاً لكنه يفهم ان الله هو العدل، لهذا اختارت دولته أن تكون عادلة محايدة أمام مواطنيها، العلمانية نظام دولة، لا نظام أفراد، كن متديناً، كن متعصباً كن متطرفاً لكن الدولة العلمانية بقانونها العادل المحايد هي التي ستضمن ألا يتحول تطرفك هذا الى إرهاب، فيأمن الآخر شرك، إن وجد، مثلما ستأمن أنت شر الآخر، الدولة العلمانية لا تتدخل في تدين الأفراد بل تحمي الدين من الدنس باستخدامه كارت إرهاب و'مصالح' في يد فئة تزعم أنها ظل الله على الأرض، حاشاه، وأن الله كلفهم بقمع الناس وترويعهم باسمه! تعالى الرحمن عن ذلك علوا كبيرا.
ويبقى سؤالان: أصبح أردوغان، في نظر الإخوان والتيار السلفي متدخلا سخيفاً في شؤوننا حين قال إن صالح مصر لن يكون إلا بتطبيق النموذج العلماني، طيب لو كان اقترح تشييد خلافة إسلامية، هل كان ساعتها 'هايبقى راجل طيب، ومفيش منه'؟ والسؤال الأهم: من يرفضون أن تقف الدولة محايدة أمام مواطنيها هل يدعون للظلم وانعدام العدالة بين الناس؟
هل يريد الله هذا؟ حاشاه! وحاشانا أن نصدق ما يزعمون عن الله بالكذب، الله هو العدل، والعدل هو المساواة، والمساواة هي العلمانية'.

الاخوان صاروا فزاعة مثلما
صورهم النظام السابق

وحتى لا يعطي الإخوان والسلفيين الحجة لأن يقولوا ان هؤلاء الثلاث سافرات، فقد تقدم زميلنا بـ'الأهرام' محمد السعدني في نفس اليوم ليؤكد أن هذا أيضاً هو رأي الرجال القوامين على النساء، بأن قال: 'إذا كانت ثورة 25 يناير قد فتحت الأبواب على مصاريعها لانخراط التيار الإسلامي والإخوان المسلمين في العمل السياسي فان الحنكة السياسية وروح الثورة المصرية يجب أن تعمل بشدة في ألا يجعل هؤلاء من أنفسهم فزاعة كتلك التي كان يستخدمها النظام الذي هوى، فيدخلون الرعب في قلوب خلق الله لمجرد تصور وتخيل ان هؤلاء يمكن أن يتولوا السلطة في البلاد وأنهم باسم الله يمكن أن يوقفوا فكرة مدنية الدولة ويحولوها الى خلافة إسلامية جديدة في عصر انتهت فيه هذه الخلافة، تلك التجربة التي لم تستمر في التاريخ الإسلامي سوى ثلاثين عاما فقط، وانتهى الأمر إلى قيام الدولة الأموية.
إذن فقد أعادت ثورة 25 يناير الأمل في التجربة التركية أن تنجح في بلادنا، وأن يتنافس المتنافسون في السياسة بعيدا عن الاستغلال المهين للعاطفة الدينية التي هي من مكونات الشخصية المصرية مسلمة أو مسيحية.
التجربة التركية جاءت إلينا لتستعرض القــــوة وتستلهم الهمة وتعطي النموذج والمثل في قوم أحبوا وطنهم وأخلصوا له العطاء فكان أن ارتفع الوطن معهم الى الآفاق الواسعة واحتل مكانه تحت الشــــمس، جاء أردوغان ليقول بملء الفم أن لا مجال للحديث عن خلافة إسلامية ولا مجال لخلط الدين مع السياسة'.

الظرفاء ومرات الحلاق وتاجر الحمام

وإلى الظرفاء، ونبدأ مع زميلنا وصديقنا بـ'أخبار اليوم' محمد حلمي، وفقرته المتميزة - بطبيعة الحال - في ملحق النهاردة اجازة، الذي يشرف عليه زميلنا أحمد السعيد، وكانت عن:
'- مرات 'الحداد' تكسر البطيخة' بالمرزبة.
- مرات 'مخرج السينما تخلص الأكل وتحطه 'في العلب'.
- أن يساعد 'الكمسارية' في 'تطويق' المظاهرات.
- مرات 'الحلاق' تقطع صينية الجلاش 'بالموس'.
- تاجرة الحمام 'تسقف جامد عشان 'تطير النوم' من عين جوزها!
- مرات 'العجلاتي' لما تيجي تنظف مناخير ابنها 'تقلبه على ظهره'.
ومن الظرفاء أيضا، مواطنة اسمها، هند إسماعيل نقلت عنها 'التحرير' يوم الاثنين في بابها - فيس وملح - قولها في الفيس بوك عن جنازة خالد عبد الناصر:
'- في الجنازة، ناس شايلة صورة عبد الناصر، وبتقول، يسقط، يسقط حكم العسكر، دا على أساس ان عبد الناصر كان دكتور نساء وتوليد'.
ما شاء الله - ما شاء الله، عبد الناصر هكذا غير مسبوقة بخالد الذكر؟
ولولا أن اسمها على اسم ابنتي الكبرى لكان لي معها شأن آخر، واعتبرتها ثقيلة ظل.



---------------------

ونحن؟ أين نحن؟
بقلم: أحمد عبد المعطي حجازي
112

أظن أننا علي وعي كاف بأننا نمارس في هذه الأيام نشاطا وطنيا لم نمارسه منذ أكثر من نصف قرن‏,‏

وهو التفكير فيما نحن فيه الآن, وفيما كنا عليه, وفيما يمكن أو يجب أن نصير إليه, طبيعة الدولة, ومبادئ الدستور, وحقوق الأمة, وموقف الجيش مما حدث ومما يمكن أن يحدث, وعلاقة الدين بالسياسة, وقانون الانتخاب...
فضلا عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي كشفت لنا الثورة عما أصابها من أمراض خطيرة تثير القلق وتطرح ما لابد أن نفكر فيه ونراجعه ونناقشه ونبحث له عن اجابات نظرية وعملية, مدركين أن كلمتنا الآن لها ثمنها الغالي الذي يجب أن نحسبه ونتوقعه, وأن نبوءات الحاضر واحتمالاته المأمولة أو المخيبة للآمال ستصبح واقعا غدا, فعلينا أن ننظر فيها بجد ومسئولية, ونعرف لأقدامنا قبل الخطو موضعها, لنختار ما يؤكد حريتنا, ويصون كرامتنا, ويهيئ لنا أسباب الشعور بالأمن والثقة والاستقرار, ويساعدنا علي إنقاذ النهضة التي تعرضت للاغتيال, والتوقف عن التراجع, واستئناف التقدم والوصول الي ما نرجوه لأنفسنا ولأجيالنا القادمة.
فإذا كان حقا أننا علي هذا الوعي بخطورة الأسئلة التي تواجهنا ونسعي للإجابة عليها, فلابد أن نكون علي وعي بأننا في هذه المواجهة الحتمية لسنا في كامل أهبتنا, وأن أدواتنا في النظر والتفكير والاختيار والعمل لم تكتمل بعد, وأننا نندفع أحيانا دون تبصر, وقد نتردد في الإجابة ونرتبك ونتلعثم, وهذا أمر طبيعي بعدما يزيد علي خمسين عاما كنا فيها ممنوعين من الحضور, محرومين من القول والفعل ومن المشاركة والمواجهة.
لم يكن مسموحا لنا في الخمسينيات والستينيات إلا بالهتاف لزعيمنا الخالد, حتي عندما قادنا زعيمنا الخالد الي حرب لم نستعد لخوضها وهزيمة ساحقة فقدنا فيها كل شيء, اعتبرنا بقاءه في السلطة انتصارا يعوضنا عن كل ما فقدناه!
وفي السبعينيات شغلتنا السلطة بالحرب التي أعلنتها علي أعوان الزعيم الذي رحل, وبالمسارح السياسية التي سمتها منابر ووزعت عروضها علي من عينتهم يمينا ويسارا, وحكومة ومعارضة!
حتي نصل الي العقود الثلاثة الأخيرة التي لم نجن فيها إلا الشوك, ولم نذق إلا الحنظل الذي زرع لنا في الثلاثة التي سبقتها.
لقد أفقدتنا هزيمة يونيو ثقتنا في أي مشروع عصري للحاق بالمتقدمين, فلم يبق أمام الكثيرين المحبطين إلا الماضي الذي اكتشفوا أنه لايزال حيا في بلاد مجاورة جعلها حكامها محميات طبيعية للقرون الوسطي برجالها ونسائها, وأفكارها وأزيائها, ونظمها السياسة وتقاليدها الاجتماعية, وقد شاءت إرادة العلي القدير أن تغتني هذه البلاد بعد فقر فتصبح في نظر المصريين الذين أنهكتهم تجاربهم الأليمة ومعاركهم الخاسرة جنة مشتهاة وحلما يخايلهم ويناديهم في نومهم وصحوهم, ويغريهم بالتبرؤ من تاريخهم وثقافتهم ومن ثقافة العصر كله والارتماء في أحضان الماضي والجهاد في سبيل احيائه, وهكذا أصبحت مصر ساحة للصراع بين جماعات الإسلام السياسي الساعية لاغتصاب السلطة وبين النظام البوليسي الذي استغل نشاط هذه الجماعات ليشدد من قبضته, ويطلق العنان لأعوانه وخدمه الفاسدين المرتشين, ويحكمنا بقانون الطوارئ ثلاثين عاما كانت صراعا متصلا بينه وبين الجماعات الدينية تبادل فيه الطرفان مواقعهما.
النظام يتمسح في الإسلام, يحيي الموالد, ويطلق العنان في المدارس والجامعات, والصحف والإذاعات, والمساجد والمحاكم لمن يمتثلون لتعليماته ويطبقون سياساته فيحاربون العقل ويتاجرون بالخرافة والشعوذة, ويعلمون الصغار والكبار العنف والتطرف, ويكفرون الكتاب والشعراء والمفكرين والفنانين ويحرضون علي اغتيالهم, والجماعات الإسلامية تعين نفسها حكومة ظل, وتصبح دولة داخل الدولة توظف الأموال, وتنشئ الزوايا والمدارس والمستشفيات, وتستولي علي النقابات, وتتحالف مع حزب سعد زغلول والنحاس, وتحصل علي ربع المقاعد في مجلس الشعب, وتقتل السياح, وتؤجج نيران الفتنة الطائفية.. ونحن؟ أين نحن؟ نحن كنا دائما واقفين خارج بلادنا, أو خارج ما يدور فيها, نكتفي بالفرجة, حتي قامت الثورة التي خلصتنا من رأس النظام, لكنها فتحت المجال واسعا لخصومه الرسميين الذين استطاعوا وحدهم أن يواصلوا وجودهم في ظله, ويمارسوا بمعرفته السافرة والمضمرة نشاطهم السري والعلني محصنين بالشعارات الدينية التي حلت خلال العقود الأربعة الماضية محل الآمال التي خابت, والوعود السياسية التي لم تصدق, ثم ماذا؟
ثم إننا نعود الآن للنشاط السياسي بعد أكثر من نصف قرن من الاعتقال الجماعي لنواجه النظام الذي لم يسقط بعد, وإن سقط رئيسه وحكومته, ونواجه معه خصومه الذين كانوا له طوال العقود الستة الماضية, اخوة أعداء يتحالفون معه حينا, ويخاصمونه أحيانا, لكنهم يتحينون الفرصة دائما للحلول محله, حتي اذا قامت الثورة وجدوها فرصة تمكنهم من الوثوب باعتبارهم الورثة الشرعيين لنظام اتفقوا معه في الكثير, فالسلطة عندهم كما هي عنده انفراد واستبداد, والشعب رعية تسمع وتطيع.. والحقيقة ليس لها إلا وجه واحد هو ما يراه الحاكم الطاغية الذي يحكم بأمر نفسه أو بأمر الله, وهما وجهان لرجل واحد, الحكام بأمر أنفسهم يجعلون أنفسهم آلهة, والحكام بأمر الله يجعلون أنفسهم متحدثين باسم الله أو وسطاء بينه وبيننا, ونحن لانزال في مواجهة هؤلاء وهؤلاء, جماعات طارئة علي الساحة لا يجمع بيننا فكر أو تنظيم أو برنامج, وهي حال يستطيع مدعو الألوهية أن يستغلوها ليجهضوا الثورة أو يدعوها لأنفسهم, وهل يعييهم ادعاء الثورية وهم يدعون الألوهية؟!
نعم, يجب أن نعترف بأننا نواجه أخطارا جمة وأسئلة كبري معقدة نقف أمامها مرتبكين مفتقرين للمعرفة والخبرة, فلابد من الحذر, ولابد من استكمال العدة, ولابد من التحلي بالنفس الطويل والصبر الجميل.
مثلا, ما هو موقفنا من النظام الذي أسقطت الثورة رئيسه, هل نظل معتقلين فيه, أم آن الأوان قد آن لنخرج منه الي الحرية والمسئولية؟
بعضنا ينسب هذا النظام لحسني مبارك ويظن أنه سقط بسقوط صاحبه, وهذا وهم, فلم يكن حسني مبارك إلا وريثا للسادات, ولم يكن السادات إلا وريثا لعبدالناصر في نظام واحد فرضه علينا ضباط يوليو الذين انتزعوا السيادة من الأمة, ولفقوا الدساتير, وزيفوا الانتخابات, وحكمونا بالسجون والمعتقلات وأجهزة الأمن وأجهزة الدعاية والكذب, حتي قامت الثورة لتسقط حسني مبارك وتطرح علينا السؤال: لمن السيادة اليوم ؟ للأمة أم لضباط الانقلاب؟
وكما تطرح علينا الثورة سؤال السيادة تطرح علينا سؤال الهوية التي يخلط البعض بينها وبين الإسلام كما رأينا في بعض المظاهرات, ولاشك أن الإسلام, والدين عامة, عنصر جوهري من عناصر الهوية المصرية التي شكلتها الطبيعة والإنسان والجغرافيا والتاريخ الذي بدأ في مصر قبل أن يبدأ في أي بلد آخر وأنتج حضارة تأثرت بها كل الحضارات وكل الديانات, فمن واجبنا أن نعود الي تاريخنا لنعرف هويتنا, وإلا فالخلط بين الهوية والدين تضليل وانكار لحقائق التاريخ, وإفقار للشخصية القومية, وتمزيق لوحدتها, وخروج من حضارة العصر وثقافته.والحقيقة أن غالبية المصريين لا يعرفون من تاريخهم القديم إلا ما يتلقونه من أفواه بعض رجال الدين الذين لا يعرفون بدورهم من هذا التاريخ إلا ما يتصل ببعض القصص الدينية, ومن هنا يختزلون تاريخ مصر وحضارتها العريقة في قصة موسي وفرعون, ويوسف وامرأة العزيز!
فإذا كان هذا هو مبلغ علمنا بماضينا فهل نعرف حاضرنا؟
الجواب هنا أيضا بالنفي, ففي التاسع من هذا الشهر مرت الذكري الثلاثون بعد المائة للمظاهرة العسكرية التي قادها أحمد عرابي الي ميدان عابدين لمطالبة الخديو توفيق بالديموقراطية. وقد مرت حتي الآن عشرة أيام وأكثر دون أن نتذكر هذه الواقعة الفاصلة في تاريخنا الحديث, لا نحن ولا السلطة التي ينتظر بحكم انتسابها للثورة أن تحتفل بثورة عرابي, فإذا كنا لا نعرف تاريخنا في الماضي ولا تاريخنا في الحاضر فكيف نجيب عن الأسئلة المطروحة علينا في هذه الأيام وهي تنبع كلها من ماضينا وحاضرنا. وتنتظر الجواب الذي سيفتح لنا أبواب المستقبل!


------------------

إعادة بناء الدولة
بقلم: عاطف الغمري
18

هناك في علم السياسة مايعرف بانقلاب المنطق العقلي‏,‏ فأنت أمام مشاهد تتناقص فيها المواقف مع العقل والمنطق‏,‏ فيبدو ماتراه حالة من الخروج علي المألوف‏,‏ والمتعارف عليه‏,‏ والمقبول‏.‏

ينطبق هذا تاريخيا علي ماجري يوم وفاة ستالين في أوائل الخمسينيات, وخروج الحشود الهائلة من جماهير تلطم الخدود, وتكاد تبكي دما, وهم يصرخون مات الذي كان يرعانا, بينما هم حسب وصف الشهود السوفيت أنفسهم ـ كانوا في غالبيتهم من أسر ضحاياه, والذين بلغ عدد من قتلهم في عهده عشرين مليونا.
وينطبق ذلك علي قول عمر سليمان في الفترة المختصرة لشغل منصب نائب الرئيس ـ في حوار مع المذيعة التليفزيونية الأمريكية المشهورة كريستين أمانبور, ردا علي سؤال عن عدم الأخذ بالديمقراطية في مصر, فقال إن المصريين ليست لديهم ثقافة الديمقراطية!
>> أتخضعنا لحكم دكتاتوري مستبد بكل السلطات, يرهبنا بسوط التخويف بأجهزة أمن الدولة, وممارسات الدولة البوليسية وتزوير للانتخابات, وإقصاء للأكفاء الأكثر علما وإخلاصا, واستبدالهم بالأفقر علما وخبرة, ثم تلوم المصريين علي غياب ثقافة الديمقراطية.. وأنت من أزهقت روحها.
لكنه انقلاب المنطق العقلي.
وينطبق علي صراخ من يسمون أنفسهم أنصار مبارك, وهم يتحدثون عن عصره المزدهر, وشرعية حكمه.. أفلم يكونوا يعيشون في مصر؟.. أم أنهم رسموا لمصر صورة تخيلية لدولة أخري؟.. فأي شرعية لرجل يستمر في الحكم ثلاثين عاما بانتخابات مزورة؟! وهل هم لم يسمعوا عما جري في سنوات حكمه, من انتشار طوابير البطالة, والأمراض الوبائية, نتيجة سياسات تخريبية, شهدت عليها قاعات المحاكم, وتقارير الخبراء, وتضخم بؤر العشوائيات بما تفرزه من أمراض وسوءات اجتماعية, بينما سهل عليه حل مشاكلها, لو أنفق عليها جزءا يسيرا من المليارات المنهوبة, أو أنهم ليس لديهم علم ببطش الدولة, وجرائم التعذيب المنظمة التي ارتكبوها, وتوغل نفوذهم في جميع أركان ومؤسسات الدولة, وتقنين النظام لأوضاع البلطجية الذين استخدموهم بشكل منظم في ترويع الناخبين, والتعدي بالأمر علي المسيرات الاحتجاجية أو أن أعينهم لم تكن تري كيف كانت موارد الدولة توجه للاستيراد من أجل العمولات التي يكدسونها واتخاذ سياسات معادية للإنتاج صناعيا وزراعيا أم لم يسمعوا عن التدهور الواضح في التعليم, والعلاج, وتقزيم مكانة مصر, مقارنة بدول كانت في يوم ما مستعمرات بينما اسم مصر يدوي في العالم, فتقدمت هذه الدول, وتراجعت مصر الي مكانة لا تليق بها.
كيف غابت عن عقولهم جرائم تخريب دولة وحياة شعب لمدة 30 عاما. فهل كانوا في غفلة تامة أو أنهم غائبون عن مصر.
لكنه انقلاب المنطق العقلي.
هذا المشهد المتناقض والمتصادم مع الواقع, له جذوره التي تعود إلي الأيام الأولي التي تلت ثورة 25 يناير, حين سيطر علي تفكير الحكومة التي عينها مبارك, اقتناع بالتعامل مع مايجري, علي إنه شيء أشبه بمظاهرة الطلبة عام 68, وانتفاضة الخبز عام 77, وبعدها تهدأ الأمور, وتعود الي ماكانت عليه.
ويبدو أن هذا التفكير لايزال يسيطر علي عقول البعض, وإلا ماكان يمكن لأنصار الاتجاه لمضاد لثورة 25 ان يوسعوا مساحة وجودهم يوما بعد يوم.
ان سقوط النظام السابق, قد حدث نتيجة ثورة أحيت آمال المصريين, في بناء دولتهم بدءا من اختيار رئيس بالانتخاب وليس بالتزوير, وحكومة تنفذ خطة شاملة لتغيير الأوضاع المعيشية, مستندة إلي مشروع للتنمية وإقامة العدل, وصيانة كرامة المواطن, ومن حل يكفل استراتيجية أمن قومي لإدارة السياسة الخارجية, بما يحمي مصالح الموطن, ويرد عنها اي عدوان خارجي, وتستعيد لمصر مكانتها ودورها الإقليمي, وان يتم ذلك في حراسة برلمان حقيقي قادر علي ان يراقب ويحاسب.
ان مصر شهدت ثورة متكاملة الأركان, أسقطت نظاما كان قبل سقوطه قد نهشت في جسده, ميكروبات الفساد.
وليس من المنطق العقلي ان تتصاعد أصوات تناهض الثورة, في كل مجال ومحفل بينما الثورة حين قامت, فتحت أبواب الأمل, في ان تستعيد مصر عافيتها وتبني مستقبلها, وتعيد للمواطن كرامته, التي أنكروا عليه حتي حقه في الشعور بأنه مواطن وان هذا البلد وطنه.
لكنه انقلاب المنطق العقلي
إن النظام السابق قد اقتنص ثلاثين عاما من عمر مصر, حين أدار الدولة بمنطق المؤسسة التجارية التي تعود عليه وعلي أتباعه بالربح. وليس بالأسلوب العلمي لإدارة وحكم الدول من ثم كانت سنوات حكمه إهدارا لمرحلة جر فيها مصر إلي خارج التاريخ بينما دول كثيرة صغيرة تصنع تاريخها وتتقدم وتمضي, وهي التي سميت بالدول الصاعدة لذلك فإن إعادة بناء الدولة, لاينبغي ان يعوقه هذا التشويش زاعق الصوت, ممن يجاهرون بالعداء للثورة, في إنكار صارخ بأن ماحدث في 25 يناير كان ثورة.


-------------------

الكتلة المصرية‏!‏
بقلم: د:أسامة الغزالى حرب
129

إذا كان إسقاط النظام القديم علي رأس إنجازات ثورة ‏25‏ يناير العظيمة في مصر‏,‏ فلاشك في أن في مقدمة المهام الأصعب والأهم للثورة‏:‏ إعادة بناء النظام السياسي المصري الجديد علي أسس ديمقراطية حقيقية‏,‏ وفق المعايير التي يتعارف عليها العالم كله‏.

وليست تلك مهمة سهلة علي الإطلاق. فالنظام السياسي القديم كان أشبه بمسرح كبير تمثل فيه الأحزاب السياسية دورها كأنها تعارض, وتتصرف فيه المؤسسات والاتحادات والنقابات, وكأنها تقوم بدورها المتصور في التعبير عن مصالح أعضائها, والتفاوض مع الدولة باسمهم... إلخ. ولكن الحقيقة الأساسية كانت هي فقط وجود سلطة مستبدة وفاسدة تتحكم كيفما تشاء, وتدرك جيدا أهمية وجود ديكور ديمقراطي تتفاعل معه وكأنه موجود فعليا, متصوره أنها بذلك قادرة علي خداع الشعب, وخداع العالم, مثلما تخدع نفسها.
غير أن الأوضاع في مصر تتغير الآن نحو إعادة صياغة كافة مقومات النظام السياسي علي أسس ديمقراطية حقيقية وراسخة, وفي مقدمتها بالطبع الأحزاب السياسية! فالأحزاب السياسية بالنسبة للنظام السياسي الديمقراطي هي مثل البنوك والشركات بالنسبة للنظام الاقتصادي! ومثلما لا يتصور وجود نظام اقتصادي عصري بدون بنوك وشركات, فإن من المستحيل أيضا تصور وجود نظام ديمقراطي بدون أحزاب سياسية حقيقية! ولذلك, لم يكن غريبا أن شهدت مصر بعد الثورة الظاهرة نفسها التي شهدتها دول عديدة, عقب عمليات التحول الثوري والسريع فيها من السلطوية والديكتاتورية إلي الديمقراطية, سواء كان ذلك في أوروبا الشرقية أو أمريكا اللاتينية أو غيرها, أي ظاهرة الانفجار في عدد الأحزاب السياسية التي تظهر في غمار التحول الديمقراطي. ففي إسبانيا بعد فرانكو, أو دول أوروبا الشرقية بعد سقوط الشيوعية فيها, ظهر مئات من الأحزاب السياسية, ولكن تلك الظاهرة لا تلبث أن تهدأ, ويبدأ عدد الأحزاب في التقلص بتأثير الاختفاء أو الاندماج أو الانشطار, ليتحول الأمر إلي عدة أحزاب رئيسية قادرة علي البقاء والمنافسة وممارسة الحكم. وليست مصر بداهة- استثناء من تلك الظاهرة, حيث شهدت في الشهور القليلة الماضية ليس فقط ظهور العشرات من الأحزاب السياسية الجديدة, التي تضيف للحياة الديمقراطية في مصر زخما جديدا وحيويا, وإنما أيضا اتجاه العديد من الأحزاب, سواء القديمة أو الجديدة, لبناء التآلفات أو التكتلات فيما بينها, سواء للمدي البعيد, أو لمجرد التنسيق في الانتخابات العامة القادمة. ومنذ اللحظة الأولي, فإن تلك التكتلات والتحالفات حملت معها تحديات, وأثارت العديد من التساؤلات والتكهنات. ولاشك هنا في أن أول وأهم تلك التحالفات كان هو التحالف الديمقراطي من أجل مصر, والذي يقع في قلبه في الواقع- التحالف (الوفدي الإخواني) الذي أصاب الكثير من القوي السياسية بالدهشة, وربما أيضا بالإحباط. فحزب الوفد أقدم الأحزاب المصرية والذي يفترض أيضا أنه أكبرها- ينظر إليه دائما من منظور تاريخه (الذي هو أيضا ثابت باسمه!) ليس فقط باعتباره الحزب الذي بلور الوطنية المصرية, لحظة انبثاق الأمة المصرية عقب الاستقلال عام 1922 وتبني دستورها الحديث عام 1923, وإنما أيضا باعتباره الحزب الذي أفلح في صياغة الهوية المصرية من خلال صهر عنصري الأمة المصرية (المسلمين والأقباط) في بوتقة وطنية جامعة واحدة, تحت شعارات الدين لله والوطن للجميع, ووحدة الهلال مع الصليب. أما الإخوان المسلمون, فهم بالقطع- وبحكم تاريخهم ومبادئهم وتضحياتهم- يرفضون ذلك الفصل بين الدين والدولة, ويدعون إلي إقامة الدولة الإسلامية تحت شعار أن الإسلام هو الحل, وهم بالقطع يحرصون علي حقوق الأقباط أو غير المسلمين كاملة, ولكن في إطار إسلامية الدولة وليس مدنيتها. ولاشك في أن حق الوفديين, والإخوانيين, وكافة القوي السياسية الأخري في التعبير عن آرائها والدعوة إليها أصبح إحدي البدهيات في مصر الجديدة الديمقراطية, والتي لا يمتلك أي فرد أو جماعة أو مؤسسة أن يمنعها أو يحجر عليها, ما دامت تتم في إطار احترام الدستور والقانون! غير أن ظهور التحالف الديمقراطي من أجل مصر, وفي قلبه التحالف الوفدي- الإخواني بالاضافة إلي ستة عشر حزبا أخري, والذي أعلن يوم (14 يونيو الماضي) أثار لدي العديدين كما ذكرت- ملاحظات وتساؤلات مشروعة, ربما كان أولها هو أنه ألم يكن من الأجدي والأكثر منطقية واتساقا لحزب الوفد (رمز الليبرالية المصرية!) أن يسعي للتنسيق أو التحالف مع القوي السياسية الليبرالية والديمقراطية قبل السعي للتحالف مع الإخوان؟ أوليس من مصلحة التطور السياسي في مصر أن تتبلور قواها السياسية والحزبية علي نحو صحي وواضح, تتمايز فيه كما هو الحال في الديمقراطيات الناضجة في العالم- الاتجاهات الاشتراكية والقومية والليبرالية والمحافظة؟ ألم يكن حزب الوفد القديم قبل 1952- هو قلب الحياة السياسية في مصر, حتي وإن تضاءلت فرص إسهاماته في الانتخابات التشريعية؟ ألم تكن هناك فرصة سانحة للوفد الحالي الجديد- لبناء وسط سياسي ديمقراطي معتدل في مصر, يكون الوفد في قلبه, وتتحلق حوله قوي سياسية ديمقراطية كثيرة تشاركه وتدعمه؟ غير أن هذه الأفكار المثالية أو النظرية حول آفاق التطور الديمقراطي في مصر لم تكن بالقطع هي التي دفعت الوفد بقيادة د. السيد البدوي- لذلك التحالف, وإنما دفعته إما مشاعر أو تقديرات ومخاوف بضعف الحزب وعدم قدرته علي تحقيق نتائج مشرفة في الانتخابات, منفردا, أو أحلام وأمنيات بأن يكون رئيس الوفد هو رئيس الحكومة القادم, مما يحدو به في الحالتين للتحالف مع الإخوان, أملا في الاستفادة من حضورهم القوي الحاضر علي مسرح السياسة المصرية, عقب ثورة25 يناير! وهو أمر يتناقض تماما مع تحالف الوفد مع الإخوان في انتخابات عام 1984 بتأثير العلاقة الوثيقة في ذلك الوقت بين زعيم الوفد فؤاد سراج الدين, والمرشد العام للإخوان حينها عمر التلمساني, حيث أسفرت الانتخابات عن فوز الوفد بثلاثين مقعدا, وفوز الإخوان مستفيدين من اللحاق بسفينة الوفد- بسبعة مقاعد! (حيث أصبح المستشار ممتاز نصار زعيما للمعارضة وخلفه بعد وفاته ياسين سراج الدين), وشتان بين الموقف في الحالتين!
علي أية حال, فلاشك في أن هذا التحالف الديمقراطي من أجل مصر كان دافعا للقوي السياسية لأن توحد صفوفها, وأن تشرع في بناء علاقات مؤسسية مع بعضها بعضا, سعيا إلي إنشاء الكتلة المصرية. وهنا, فإن من الإنصاف الإشارة إلي مجموعة من الحقائق الأساسية: أولاها: الدور الرائد الذي لعبته الجمعية الوطنية للتغيير بقياداتها وأعضائها الأجلاء في التمهيد للثورة المصرية, والدعوة لتوحيد القوي خلفها, وفي مقدمتهم منسقها الحالي د. عبدالجليل مصطفي. ثانيتها: الدور المهم والمبكر الذي لعبه المجلس الوطني المصري بمبادرة وقيادة د. ممدوح حمزة لتعبئة القوي الشعبية (خاصة القوي المستقلة في كافة أقاليم مصر) خلف أهداف الثورة المصرية. ثالثتها: الدور العظيم الذي لعبه الدكتور محمد غنيم بصمت ودأب وتفان- من أجل توحيد القوي الثورية المصرية في كيان واحد وفاعل.
وهكذا, وعقب اجتماعات تمهيدية في يوليو الماضي, عقد الاجتماع التأسيسي للكتلة المصرية يوم الثلاثاء 2 أغسطس بعيادة د. محمد أبو الغار (بصفته أحد أقطاب الحزب الديمقراطي الاجتماعي), وتم في الاجتماع التالي (9 أغسطس) التوافق علي اسم الكتلة المصرية (الذي اقترحه د. عمرو حمزاوي), والتي شملت عند إنشائها أحزاب: التجمع, والجبهة الديمقراطية, والمصري الديمقراطي الاجتماعي, والمصريين الأحرار, ومصر الحرية, والتحالف الشعبي, والتحرير المصري, والاشتراكي المصري, وكلا من: الجمعية الوطنية للتغيير, والمجلس الوطني, واتحاد الفلاحين, واتحاد العمال المستقل. وهناك- حسب علمي- سبعة أحزاب, وأربعة ائتلافات أخري تطلب الانضمام للكتلة المصرية. ولاشك في أن الكفاءة التنظيمية التي اتسم بها عمل وأداء الكتلة- منذ بدء إنشائها- إنما يعزي في جانب مهم منه للدور الدءوب الذي لعبه المهندس/ وائل نوارة (القيادي بحزب الجبهة) في وضع الأسس الفكرية والتنظيمية لها, وكذلك إلي الأستاذ/ محمد رءوف غنيم الذي يضطلع- بتفان وإخلاص- علي رأس مجموعة التحرك الايجابي بدور الجهاز التنظيمي والإداري للكتلة. وكان المنطقي أيضا أن تشكلت منذ اليوم الأول لإنشاء الكتلة- خمس لجان متخصصة لأداء مهام: الخطاب السياسي, والعمل الجماهيري, واختيار مرشحي الكتلة, وإدارة الحملات الانتخابية, وأخيرا لجنة الإعلام.
يتبقي بعد ذلك السؤال المركزي والأهم: ما هو فكر الكتلة المصرية؟, وما هدفها السياسي؟ الإجابة بشكل موجز, وفي عبارة واحدة, أن الهدف بشكل واضح لا لبس فيه هو تحقيق الهدف الأساسي الذي قامت من أجله الثورة المصرية, أي بناء نظام سياسي ديمقراطي حقيقي في مصر جدير بحضارتها ومكانتها, ويستحقه شعبها صانع تلك الثورة العظيمة. ذلك هدف أسمي بكثير, وأسبق بمراحل, من حسابات المكاسب الانتخابية, واقتناص المقاعد البرلمانية, وهو ما يستحق بالطبع- حديثا آخر.

------------------


..مولــــــــد الأقنعــــــة .الأربعاء, 14 سبتمبر 2011 22:52 د. فخري لبيب .تاريخيا..وقف الإخوان المسلمون ضد الديموقراطية والحقوق الاجتماعية
يرتدي المرء قناعا ليتخفي إن كان في حفل تنكري، ولكن لماذا ترتدي بعض الجماعات أقنعة في عالم السياسة؟ لماذا يتنكرون منكرين حقيقتهم؟ لابد أنهم يفعلون ذلك لأنهم يبطنون ما لا يستطيعون إعلانه.
كانت جماعة الإخوان المسلمين قبل ثورة يوليو 1952 جزءا أصيلا من خندق أحزاب الأقلية السياسية، أحزاب السعديين والدستوريين ومصر الفتاة والحزب الوطني، الأحزاب المتحالفة مع الاستعمار والخندق المعادي تماما للحركة الوطنية والمعادي تماما لكل أشكال الديمقراطية، وشكلوا عام 1946، في عنفوان الحركة الوطنية بقيادة اللجنة الوطنية للطلبة والعمال، اللجنة القومية بتعليمات مباشرة من إسماعيل صدقي باشا رئيس الوزراء أكبر ديكتاتور في زمانه، ومن أخلص أصدقاء الاستعمار وكانت تلك اللجنة القومية المعادية للحركة الوطنية الديمقراطية، بقيادة مصطفي مؤمن زعيم الإخوان في الجامعة، كانوا العصا الغليظة الفاشية الإرهابية ضد الشباب الوطني، كما كانوا في خدمة أصحاب الأعمال، بحجة أن هؤلاء هم أولي الأمر، الذين يتوجب طاعتهم وعدم الوقوف ضدهم.
أي أن مواقفهم كانت معادية للوطنية والديمقراطية والحقوق الاجتماعية، وعندما جاءت ثورة 1952 التصقوا بها، وأيدوا بحماس فائق كل إجراء اتخذته معاديا للديمقراطية، كانوا كالعهد بهم أعداء ألداء للحياة الحزبية والتعددية وكانوا يرون أن التعددية تفرق شمل المسلمين، الذين يجب أن يتحدوا وراءهم وحدهم باعتبارهم حزب الله وكل من غيرهم جند في حزب الشيطان قد تصاعدت طموحاتهم للاستيلاء علي السلطة، كانوا هم القوة الوحيدة التي سمحت لها الثورة بشرعية التنظيم، غير أن النظام الناصري كان شديد الحساسية لمسألة وجود بديل يمكن أن يزيحه من السلطة، فاصطدم رجال 23 يوليو بهم، فحاولوا قتل عبدالناصر، كما قتلوا القاضي الخازندار من قبل عندما اصطدموا بالسلطة القضائية وسجنت البعض منهم، وكما قتلوا محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء، عندما اصطدم بهم وحل جماعتهم، كانت السلطة قبل 23 يوليو زمن الملكية، وبعد 23 يوليو زمن الناصرية، تعمل علي استخدام جماعة الإخوان في خدمتها، لكنها ما كانت تسمح لها أبدا بإزاحتها والحلول محلها وهكذا كلما تعاظم شأنهم، سعوا إلي إزاحة أصحاب الفضل عليهم، بالقتل أو إشاعة الفوضي انقض عليهم هؤلاء السادة وملأوا بهم السجون والمعتقلات ولم يكونوا أصحاب فكر يصطدم وطرحت في المقابل دولة مدنية ديمقراطية عصرية، لا دولة دينية ولا دولة عسكرية.. ذلك هو طريق مصر، وتلك هي الإرادة الشعبية الحقة التي عبرت عنها ثورة 25 يناير، لا إبقاء علي ما هو كائن ولا عودة إلي وراء، وصدمت قيادة الجماعة كما صدمت قيادة النظام، لقد جاءت الثورة بعيدا عما كانوا يتوقعون، وتعامل النظام معها باستهانة، وتعاطت معها قيادة الإخوان بحذر، فالحركة ليست من تدبيرها، والجماهير ليست جماهيرها والشعارات ليست شعاراتها، وهي قد اعتادت هبات سرعان ما تخمدها هراوات الدولة.
وهم إن وقفوا معها، فقد خرجوا تماما علي قواعد اللعبة مع النظام، وألقوا بأنفسهم إلي التهلكة، فآثروا اتخاذ موقف المراقب حتي بدا واضحا أن النظام في طريقه إلي الانهيار وأن الثورة في طريقها للانتصار، فأسرعوا يلحقون بالركب، وارتدوا علي الفور قناع الثورة، لم يكن عالم الثورة عالمهم الحقيقي، كان مع الحزبية والتعددية وتبادل السلطة والحريات السياسية، بالديمقراطية كما يجب أن تكون، كان الثوار ينطلقون من إرادتهم هم لا من إرادة السمع والطاعة وعلي الكل أن ينفذ دون سؤال أو جواب، إرادة السمع والطاعة والتي تقوم تماما علي نفي إرادة الآخرين داخل الجماعة وخارجها، كما طالبت الثورة بالعدالة الاجتماعية، وكل ذلك لا مكان له في برنامجهم الحقيقي، إن كان لهم برنامج، والتقطوا هم كل تلك البرامج وصنعوا منها أقنعة تخفوا وراءها، كان عليهم أن يسايروا الثورة ليخترقوها محاولين الوصول إلي دفنها، وخدمتهم وسائل الإعلام، خاصة المرئي منها، ومازال بها نفوذ النظام البائد فانطلقوا يتحدثون كأعتي المدافعين عن الديمقراطية، بدوا وكأنهم صنع الثورة، ودافعوا عن الإرادة الشعبية التي لا تتسق وزعمهم السابق أنهم رسل العناية الإلهية لتنفيذ إرادتها في عالمنا «الجاهلي» هذا، ويذكرني دفاعهم عن الإرادة الشعبية بدفاع مبارك عن محدودي الدخل، والذين كان ذكره لهم يعني أنه مازال يتذكرهم للإجهاز عليهم، الديمقراطية عند قيادة الإخوان مطية سخرها الله لهم ليمتطوها حتي السلطة، ثم تجازي جزاء سنمار ويلقي بها في النار لأنها بدعة كما فعل أخوتهم في السودان وغزة، وأخيرا جاء قناعهم الأكبر، حزب وضعوا عليه اسما اقتبسوه من شعارين من شعارات الثورة وإمعانا في الديمقراطية عينته قيادة الجماعة من ساسة إلي رأسه، عينته من القيادة إلي القاعدة، حزب بدأ حياته السياسية بديمقراطية السمع والطاعة، أو تمام يا أفندم.
أما الأخوة السلفيون الوهابيون، فقد واصلوا دورهم الذي قاموا به قبل الثورة، بعد الثورة، يبدو أنهم لم يدركواما كان يجري، فهاجموا الثورة لأنها هاجمت المبارك مبارك وقاتلوا بشراسة في الأيام الأولي مع كل قوي النظام كالأمن المركزي وأمن الدولة، غير أن الدولة الدينية، وارتفع علم الوهابية السعودية وأنزل علم مصر، واحترقت كل الأقنعة، وبدا ائتلاف الدولة الدينية واضحا للعيان، يعلن بلا مواربة عن صورة محتملة لمستقبل البلاد.
ولا تقف الأقنعة عند هذا الحد، فهنالك رجال النظام البائد، خبراء الأقنعة الكاذبة عبر ستين عاما، والذين ألقوا بأقنعتهم القديمة، فقد زال زمانها، مؤقتا علي الأقل، وارتدوا أقنعة جديدة، ثورية للغاية، مضحية للغاية، منافقة للغاية كالعهد بها.
وهكذا تواجه الثورة إخطارا فادحة، فبدلامن قيامها تحقيقا للتغيير إلي أمام، اخترقتها وهددتها قوي التغيير إلي وراء.
إن المخرج الذي يمكن أن يشعل شمعة أمل في كرنفال الأقنعة هذا، هو تنسيق حقيقي وفوري بين كل القوي الوطنية الديمقراطية المستقبلية، قوي الليبراليين واليساريين والقوي المستنيرة دينيا، وكل القوي الشريفة التي لاتزال تقف علي الحياد، تراقب، إن مستقبل أبنائها وأحفادها، بل مستقبل وطنها كله يواجه خطرا داهما، يجب أن يتشكل هذا الخندق حماية للثورة ولمستقبل مصر، مع وضع كل الخلافات الأيديولوجية والمذهبية والفكرية جانبا، فالخوض فيها الآن ترف ذهني، يجب الالتقاء حول برنامج تفصيلي قدر ما يسمح الاتفاق حول شعارات الثورة الثلاثة الكرامة، الحرية والعدالة أي تحقيق الديمقراطية والعدالة الشعبية والعدالة الاجتماعية تحت شعار، «من أجل مصر دولة ديمقراطية عصرية مستقبلية».


----------------------

خبراء وقانونيون يناقشون: نظام رئاسي أم برلماني أم مختلط .الخميس, 16 يونيو 2011 00:53 تحقيق: رضا النصيري . .ما النظام الذي تراه النخبة السياسية ملائما لمصر المستقبل؟ هل هو النظام الرئاسي، أم البرلماني أم المختلط، وما مميزات كل من تلك الأنظمة؟ التحقيق التالي يجب علي تلك الاسئلة :
يري دكتور ابراهيم درويش أحد أشهر خبراء الفقه الدستوري ضرورة عدم تبني أي نظام أو استيراده ونقله من المجتمع الذي نشأ فيه إلي مجتمع آخر حيث إن النظام البرلماني
ظهر في المملكة المتحدة، والرئاسي في الولايات المتحدة وكليهما كان له ظروفه الخاصة، أما ما يناسب مصر هو وجود سلطة تشريعية قوية، الأمر الذي لم نجده منذ ثورة 1952 وحتي الآن فقد فقدنا السلطة التشريعية القادرة وباستمرار علي استقلاليتها فهي تابعة تقوم بتفصيل القوانين علي مقاس رئيس النظام.وأكد درويش أن مصر في حاجة ماسة لسلطة تنفيذية كفء لذلك علينا إلغاء الإعلان الدستوري الصادر في مارس بقرار من المجلس العسكري والقيام بوضع دستور جديد للبلاد يأخذ بمظهر من النظام الرئاسي والبرلماني معا لأن البيئة المصرية يناسبها فقط النظام المختلط بمعني أن تقوم الانتخابات علي أساس القوائم النسبية وليست المغلقة أو النظام الفردي بالاضافة إلي وجود مجلس نيابي واحد باعتبار مصر دولة بسيطة موحدة، ويقصد مجلس الشوري فهو لا يملك صلاحيات أو اختصاصات تشريعية وانما كان فقط مخزنا لتعيين الفاسدين من النظام.
وأضاف درويش أن نظام القوائم يجب أن يشمل المستقلين ايضا الأمر الذي يجب أن يحتويه الدستور الجديد علي أن يكون دستورا موجزا لا يتجاوز العشرين مادة تجنبا لوضع مواد غير دستورية، هنا يتم دعم عمل الاحزاب وتقوية الحياة السياسية التي تكتمل بوجود سلطة تنفيذية تأتي برئيس دولة ونائبه في انتخابات واحدة دون تعيين أن يختارهما بورقة واحدة.
صلاحيات الرئيس
وتقول دكتورة منار الشوربجي استاذ مساعد العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية انها لا توافق علي الجمهورية البرلمانية، وتراها غير مناسبة لمصر في المرحلة المقبلة واعتبرت النظام الرئاسي هو الأفضل لأنه يضع قيودا علي صلاحيات الرئيس رغم أن ما تعرفه مصر في الفترة السابقة لم يكن الرئاسي، كما يعتقد البعض فالوضع نظريا يقول أن النظام الذي كان مطبقا هو المختلط الشبيه بفرنسا ولكنه لم يطبق بالشكل المطلوب.
وتؤكد د. منار أنه غير صحيح أن النظام الرئاسي له سلطات هائلة يمنحها للرئيس، فهذا مخالف للواقع، لأن هذا النظام يضع قيودا علي سلطات الرئيس مقابل دور أكبر للبرلمان فيكون مصدر الشرعية للبرلمان والحكومة واحدا دون فصل ، وهناك خطورة إذا تم الأخذ بالنظام البرلماني في الفترة الحالية حيث إنه في حالة حصول حزب واحد علي أغلبية أكثر من 50% فهو من سيشكل الحكومة وتكون له اليد المطلقة في كل الأمور.
وتشير د. منار إلي أن مصر تعيش مرحلة تاريخية لا نملك فيها ونحن نحاول بناء الديمقراطية نزف أن تكون الأغلبية متجاهلة للأقلية أي أن الأغلبية التي تفعل ما تشاء وتشكل الحكومة وتمثل البرلمان لا تناسبنا والعبارة التي استخدمتها الدراسات السياسية المعنية بالمؤسسات التشريعية والتي تقول إنه في النظم البرلمانية البرلمان لا يحكم أكبر دليل.
مبارك جديد
وعن رأيه في النظام الأنسب يقول دكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات إن الشعب المصري مازال متخوفا من الرجوع إلي نظام رئاسي أو نظام مبارك جديد مرة أخري لأنه عاني منه طيلة العقود السابقة، وعليه هناك ضرورة في تقنين صلاحيات رئيس الجمهورية .
قرارات فردية
وتختلف مارجريت عاذر عضو الهيئة العليا لحزب الوفد عن الرأي السابق حيث تري أن النظام البرلماني هو الانسب في المرحلة القادمة لذلك يجب وضع قانون الانتخابات بشكل سليم يضمن افراز عناصر جيدة تستطيع أن تقود البلاد في المرحلة القادمة وعليه يجب التخلص من النظام الرئاسي وقراراته الفردية عندما كان الحزب الحاكم يخضع تماما لرئيس الجمهورية ومعه كل أجهزة الدولة في غياب واضح للرقابة. أما النظام البرلماني فيقوم اعضاؤه بتشكيل حكومة ائتلافية تمثل كل الاحزاب، علي أن يحاول كل حزب ابراز افضل ما لديه مع تفعيل الرقابة ويكون التشريع حياديا دون الانحياز لأي جهة، وهنا تحاكم الحكومة والرئيس بشفافية وأخيرا يجب الاشارة إلي ضرورة تقليص صلاحيات الرئيس مع وجود رقابة شاملة علي البرلمان.
نضج عالي
ويتفق معها أحمد بهاء الدين شعبان وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري فيري في اعتقاده أن الشعب المصري اثبت خلال ثورة 25 يناير نضجه العالي المستوي وتقديمه نموذجا مبهرا للثورات التي دخلت التاريخ ، ولذلك فهذا الشعب يستحق أن يوثق فيه ويمنح حكما برلمانيا كاملا يستطيع من خلاله أن يفجر طاقاته ويتخلص من العقبات التي قيدت هذه الطاقات.
ويري بهاء أن هذا الوقت يعتبر فرصة مناسبة بعد مرارة النظام الرئاسي الذي عانينا منه أن يتم تجسيد كل السلطات في نظام برلماني ديمقراطي يعترف بحق المواطنين في المراقبة للسلطة التنفيذية واحترام ارادته في محاسبة قياداته إذا خرجت عن الطريق.
ويصف بهاء الأخذ بالنظام الرئاسي أو المختلط (رئاسي برلماني- مجرد أشكال للتحايل علي إرادة الشعب ومحاولة لقطع الطريق لتمثيل ديمقراطي حقيقي له.
توزيع السلطات
ويخالفهما «أبو العلا ماضي» رئيس حزب الوسط حيث يري ضرورة وجود رئيس تم انتخابه مباشرة من الشعب بالاضافة إلي حكومة من أغلبية البرلمان علي أن يتم توزيع الاعمال التنظيمية بين الطرفين، فإذا كان هناك حزب ما سيطر علي أغلبية الحكومة يأتي الرئيس من حزب آخر فيتحقق التوازن. أما النظام الرئاسي الذي يركز الصلاحيات في يد الرئيس فقط فأصبح مرفوضا فلن نسمح بوجود فرعون جديد للبلاد.
موازين القوي
أما الناشطة السياسية ، عضو لجنة كفاية دكتورة كريمة الحفناوي فتري أن النظام البرلماني هو الأنسب لمصر خاصة أن النظام الرئاسي أصبح مرهونا بنتيجة المركزية وزيادة صلاحيات الرئيس أي أن مركزية النظام أدت إلي شخصنة الدولة فأصبحت دولة أشخاص وليست دولة مؤسسات ولذلك لابد من تعديل الدستور أو وضع دستور جديد يطبق النظام الرئاسي مع تفعيل دور الرقابة وبرلمان منتخب ويتم الفصل بين سلطات كل منهما في ظل قضاء مستقل، وهو ما يعرف بالنظام المختلط الذي نادي بتطبيقه عدد من النشطاء في الأيام الماضية.
وتضيف كريمة إنه رغم اقتناعها بالنظام البرلماني فإن الأغلبية تري المختلط أنسب، ولذلك فالأهم هو طرح القضية لأوسع مناقشة مجتمعية من الاحزاب والمجتمع المدني والقانونيين لاختيار الأنسب بعيدا عن موازين القوي الحالية.
وقد اتفق معها المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض الأسبق في أن النظام البرلماني هو الأنسب لمصر بحيث يتم توزيع السلطات بعيدا عن المركزية التي عانت منها البلاد في ظل النظام الرئاسي السابق والذي ظل يمنح كل الصلاحيات في يد الرئيس وحده.


الاهالى

Post: #48
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-22-2011, 05:39 AM
Parent: #47

ابن حسن البنا يشيد بكلام أردوغان عن العلمانية..

وتشبيه ابن رئيس حزب الإخوان بجمال مبارك
حسنين كروم
2011-09-21


القاهرة - 'القدس العربي':



من الموضوعات البارزة التي تجاهلتها الصحف القومية امس الأربعاء حكاية ما نشر عن عودة مباحث أمن الدولة - الأمن الوطني حاليا - الى وضع تقاريرها الأمنية عن أساتذة الجامعات المرشحين لانتخابات رؤساء الجامعات والعمداء، ورؤساء الأقسام، ونفي الجهاز ما نشرته بعض المواقع الالكترونية، والصحف الخاصة، وقالت 'الشروق' امس في تحقيق لها لزميلتنا داليا العقاد: 'في تطور سريع لما وصفه البعض بـ'التقرير الأمني عن الانتماءات السياسية للمرشحين لعمادات الكليات' وتقرير 'جهاز الأمن الوطني عن المرشحين' الذي تم إرساله بالخطأ إلى وسائل الإعلام حول إعلان القوائم النهائية لأسماء المرشحين على منصب العميد بـ19 كلية والمجمع الانتخابي من 25 كلية لاختيار رئيس الجامعة نفى الموظف بالمكتب وجود أي علاقة بين إدارة الجامعة الحالية أو الأمن الوطني بما نشر في بعض الجرائد، واعترف فتحي عباس الموظف المسؤول عن إرسال التقرير بمسؤوليته عن وضع بعض الملاحظات حول انتماءات المرشحين السياسية، وما تمت كتابته بخصوص توجهات المرشحين نحو الإدارة الحالية سواء كانت موالية أو معاكسة، وقال إنه حصل على إجازة مفتوحة وطلب إعفاءه من المنصب الإعلامي بعد خدمة طويلة قضاها بالجامعة وصلت إلى ثلاثين عاما، مضيفا: 'كتبت إقرارا على نفسي وأرسلته للجامعة ومنتظر في منزلي الرد'.
وهكذا ازداد الأمر غموضاً، ولم يعد أحد يفهم ما يحدث بالضبط في مصر، بسبب عدم وجود مصدر واحد معتمد للأخبار، أو حتى جهة ما تقوم بالتسريب الحقيقي، كما كان يحدث من قبل، لدرجة أن هناك مشكلة في تفعيل قانون الطوارىء، بعد حديث صديقنا الفقيه القانوني والمؤرخ والمفكر الإسلامي المستشار طارق البشري الى قناة الجزيرة مباشر ونقله عنها زميلنا بـ'الأخبار' أحمد الدسوقي وجاء فيه: 'أكد المستشار طارق البشري رئيس اللجنة التي أعدت التعديلات الدستورية ان مصر الآن بدون حالة طوارئ بقوة المادة 59 من الإعلان الدستوري المأخوذة من التعديلات الدستورية التي تم الاستفتاء عليها، والتي نصت على انه في جميع الأحوال لا يجوز ان تمتد حالة الطوارئ اكثر من 6 أشهر، إلا بعد استفتاء شعبي، وحيث انه تم إعلان نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية يوم 20 مارس الماضي، وكانت حالة الطوارئ قائمة فإنه أمس الأول 19 سبتمبر انقضت فترة الشهور الستة، وانتهت معها الطوارئ، ان المجلس العسكري لم يلجأ لإجراء استفتاء شعبي حتى يمكنه مد حالة الطوارئ وتباطأ في إجراء الانتخابات البرلمانية وكان عليه إجراء الانتخابات البرلمانية في يونيو الماضي لكنه أخطأ عندما استجاب لدعوات التأجيل. إذا استمر المجلس العسكري في الحكم 3 سنوات فلن يستطيع الشعب إبعاده وطالب باستمرار حالة الحراك الشعبي حتى يتم نقل السلطة لمؤسسات مدنية منتخبة'.
أما زميلنا بجريدة 'روزاليوسف' الرسام أنور فأراد تقريب الوضع لنا حتى نفهمه أكثر، بأن كان رسمه عن أربعة يتعاركون ويرفعون يافطات، دولة إسلامية ودولة مهلبية ودولة مدنية، ودولة فتحية، بينما رجل شرطة يرفع يافطة دولة طوارئ.
وواصلت الشركة وقوات من الجيش حملاتها لإزالة الإشغالات من الشوارع، ومنع سير التوك توك في القاهرة وإضراب المدرسين في عدد من المدارس وقيام أهالي التلاميذ بمهاجمة عدد من المدارس للاعتداء عليهم. وإلى بعض مما عندنا:

الشرطة عادت للعنف الاستفزازي

ونبدأ باستمرار الحيرة والتخبط في إجابة محددة عن سؤال محدد، هو: إلى أين تتجه مصر؟ وما هو المطلوب؟
تأييد تفعيل قانون الطوارئ أم إلغاؤها نهائياً؟ استخدام الشدة لوقف الانفلات الأمني وفوضى الشارع أم لا؟ كيفية مواجهة البلطجية؟ نؤجل الانتخابات أم لا؟ نعدل قانونها أم يظل على حاله: في 'أخبار اليوم' قال زميلنا حسين عبد القادر وهو ينظر شزراً للدكتور حسن نافعة: 'أغرب ما سمعته وشاهدته في تلك الليلة فقد كانت تعليقات د. حسن نافعة على شاشة الجزيرة مباشر قبل وقف بثها وهو ينتقد تحرك الشرطة لمواجهة المخربين ووقف اعتدائهم قائلاً: ان الشرطة عادت للعنف، استفزتني تصريحاته فهل يريدها شرطة بلاستيكية مجرد ديكور تقف لتتفرج على إحراق الوطن وتتلقى الضربات ثم تنحني تحية لمن ضربوها، يا دكتور نافعة أنت وعلاء الأسواني وغيركما ارحمونا كفاية بقى رحمة بالوطن، نعم لا نريد تجاوزات ولكن نريد أيضاً أمن أعراضنا وأمن بيوتنا'.

المخدرات بجميع أنواعها تباع علانية في الشوارع

أما زميلته أماني صادق فقد هاجمت الشرطة والجيش بسبب ما اعتبرته تقصيراً منهما في حماية أمن الناس بقولها: 'ما يستوقفني ويزيد من تساؤلاتي هي الحالة التي عليها القوى العسكرية والشرطية من ضبط النفس وعدم التفاعل بحزم مع كل ما يجري بمصر مما أفرز لنا حالة من الفوضى العارمة في كل شيء وكل مكان، فالمخدرات بجميع أشكالها وأنواعها تباع علانية في الشوارع وعلى النواصي والمقاهي دون خوف أو رادع، المنازل تسرق نهارا، النساء والبنات يتم الاعتداء عليهن واغتصابهن أيضاً دون خوف أو رادع ودون ضمير، الأطفال يختطفون من ذويهم لقاء فدية، الممتلكات العامة والخاصة والأراضي أصبحت مباحة والجميع يتفرج ولا يتحرك وكأننا أصبحنا دولة بلا قانون أو ضابط ورابط'.

هناك من يدعو للصدام مع القوات المسلحة

بينما زميلنا وصديقنا محسن حسنين رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر' تساءل مندهشا:
'بالله عليكم هل يتخيل عاقل في الدنيا كلها، وليس في مصر أو المنطقة العربية، أن هناك من يدعو للصدام مع القوات المسلحة في ذكرى انتصارها واستعادتها لكرامة مصر والمصريين وإعادة كل شبر من ترابها الغالي الذي اغتصبه الصهاينة في غفلة من الزمان!
إن كل الشباب الوطني مدعو إلى الدخول على الإنترنت والتصدي للعملاء المشبوهين ودعواتهم المشبوهة للصدام مع القوات المسلحة، لأنهم لا يريدون لهذا الوطن الخير ولا أن تقوم له قائمة.
كما أن على الثوار الحقيقيين لثورة 25 يناير، والذين واجهوا الرصاص بصدورهم العارية فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، أن يوحدوا صفوفهم، ويطهروا الثوب الأبيض للثورة من الدنس، فما يحدث لا يشوه صورة الثورة والثوار فقط بل يشوه صورة مصر العظيمة المتحضرة صاحبة حضارة 7 آلاف سنة، ألا قد بلغت اللهم فاشهد'.

القبض على البلطجية
يحتاج لوقت طويل

أما عن تفعيل قانون الطوارئ، فقد كان لزميلنا وصديقنا بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي رأي متميز، ألا وهو: 'أقول أوافق لفترة محدودة ومحددة بشكل قاطع، ولا اعتقد أن القبض على البلطجية يحتاج لوقت طويل، وخذ عندك كشوف مندوبي ومسؤولي الدعاية لمرشحي الانتخابات، في الحزب الوطني وفي كل الأحزاب، والجميع يلجأ للبلطجية الذين لهم سعر محدد ومعلن، لتنظيم الانتخابات وتعليق اليفط وحمايتها، وتمزيق يفط المنافسين، وجذب الناخبين بالذوق وبالعافية، ومنع المعارضين، والخيبة أن الشرطة تعرف الأسماء وتنسق معهم، والقبض على هؤلاء لو خلصت - نية الشرطة - لن يستغرق أياماً قليلة، فما المانع إذن؟!
ـ وخذ عندك نصف سائقي الميكروباص والتوك توك، والبلطجية مسؤولو تنظيم الحركة في الميادين والشوارع، وربما لا تعلم عزيزي أن الباعة الجائلين والمتسولين يفترشون الأماكن المميزة على النواصي وأمام محطات المترو، يمارسون نشاطهم نظير إتاوة يومية تدفع لحضرة البلطجي، والخيبة أن شرطة المرافق تعرفهم بالاسم وتنسق معهم أحيانا، منعاًَ لوجع القلب والدماغ، أو طبقاً لمبدأ يا بخت من نفع واستنفع.
- سوف نطبق قانون الطوارئ، فهل يمكن لنا أن نحقق في مسألة أولاد مبارك، لا أقصد المؤيدين للرئيس المخلوع، لكني أقصد هؤلاء الذين يذهبون بانتظام إلى التجمعات التي تضم أهالي الشهداء، يذهبون في مواعيد محددة، مسلحين بالطوب وكسر الرخام، يتحركون معاً، وتنقلهم أتوبيسات محددة، من أماكن انتظار معلومة، ويصرف لهم علبة طعام وساندوتشات وزجاجات مياه، ثم يقومون بنقلهم بعد انتهاء المهمة الى نقطة البداية تمهيدا لنقلهم من جديد في صباح اليوم التالي، فهل يمكن بقانون الطوارئ أن نعرف بالضبط، من يصرف، من ينظم، ومن يوجه، ومن زودهم بصور مبارك، ومن لقن الأطفال ما يقولون، ومن دفع المعلوم في آخر النهار؟!'.

معركة داخل حزب الوفد
واتهامه بالسير وراء الإخوان

وإلى 'الوفد'، وامتداد التساؤلات حوله، وإلى أين يتجه؟ هل أصبح يسير في ركاب الإخوان المسلمين، ويتحالف مع فلول الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب القادمة؟ وهل يخضع للمجلس العسكري الأعلى؟ وقد زادت هذه التساؤلات بعد إعلان اثنين من أبرز أعضاء هيئته العليا وهما مصطفى الجندي وعلاء عبد المنعم تجميد نشاطهما احتجاجا على رفض الحزب المشاركة في جمعة تصحيح المسار، ونشرت 'الأخبار' يوم الاثنين حديثا مع الجندي أجراه معه زميلانا أحمد عبد الحميد وأحمد داوود، قال فيه: 'اختلفنا داخل الوفد، لأنه من المفترض أن يتصدر حزب الوفد المشهد السياسي اليوم، لكن هذا لا يحدث الآن، ولكن الوفد حسب قول رجل الشارع يقف وراء الإخوان المسلمين، وهذا ما قاله سعد الكتاتني حينما خرج ليقول ان حزبي الوفد والوسط يأتون بفلول الحزب الوطني على قوائمهم الانتخابية ونحن لن نقبل بذلك ومن يفعل ذلك فعليه ان يترك التحالف الديمقراطي 'الذي أصبح بعلاقة الوفد والإخوان 'صباعين كفتة وشوية بقدونس' معنى ذلك أنهم من يقررون أنهم قادة التحالف ومن يقرر من يبقى ومن يخرج منه، وحينما رد عليه المستشار مصطفى الطويل الرئيس الشرفي للوفد، وليس رئيس الحزب وهناك علامات تعجب على ذلك، قال الطويل: انه ليس كل من كان في الحزب الوطني سيئا ومن نأتي به على قوائم الوفد فعليكم القبول بدون إبداء رأي. ولم ينف عن نفسه أن حزب الوفد الآن يضم بين عضويته ما بين ثمانين إلى تسعين شخصية كانت في الحزب الوطني المنحل، ولم ينف ذلك بل على العكس قال 'فليأتوا' وهذا أمر غير مقبول، يحتاج الى تصحيح مسار.
ونحن نفضل أن يكون لحزب الوفد عشرة مقاعد قوية مدوية، ولا يكون له ستون في المائة من البرلمان من نواب العهد السابق، وممن ساهموا في إفساد الحياة السياسية في مصر، كما لا نقبل أن يكون الوفد تابعاً يأتي بأوامره من تيار ما أقوى منه.
ونحن مؤمنون انه لم تتخذ أي مواقف حقيقية، حتى ان الحزب أعلن عدم مشاركته في جمعة تصحيح المسار على لسان رئيس الحزب وعندما أعلنت أنا وعلاء عبد المنعم تجميد عضويتنا في الحزب اعتراضا على عدم المشاركة، خرجوا علينا ليقولوا لقد شاركنا بشباب الوفد، وبأعضاء الهيئة العليا، ما معنى هذا الكلام؟.
الأمر يشير إلى ان الحزب يلعب على جميع الحبال، وجميع الأطراف، فإذا نجحت الجمعة فشبابنا مشاركون أما إذا لم تنجح فإننا أعلنا عدم مشاركتنا، وهذا أمر لا يليق بحزب الوفد، وبشخصياته ورموزه، ولا بهذا الكيان الذي لا يعد ملكاً لهم/ هذا الكيان ملك لأصحاب الجلاليب الزرقاء هؤلاء الفلاحين الذين صنعوا اسم سعد زغلول، والوفد ليس ملكاً لباشا او لصاحب شركة، ولا ملكاً لأي إنسان وإنما هو ملك الشعب'.

أزمة الترشيحات
تدفع الوفد لمزيد من التناحر

ولم يكن الجندي يدري بأن عضوا آخر في الهيئة العليا هو حسين منصور يتربص به وبزميله علاء عبد المنعم، لأنه قال في ذات اليوم، الاثنين في 'الوفد': 'بعض أعضاء الوفد يقذفون 'الوفد' بخيانة ثورة 25 يناير، قال هذا نائب سابق على منصة بالتحرير وفي برامج تليفزيونية، وهذا أحد أعراض فخ قديم تقع فيه النخبة في الظهور الإعلامي فضلا عن تجاهلهما لأعراف العمل الحزبي والعام، فمن شاء أن يعارض شأنا فهذا حقه ولكن لا تتم بصورة مشوهة لحزب واتهامه بالخيانة ببساطة، واليوم الأمر على الساحة في غاية التعقيد، فإن الاتهامات المتلاحقة بفلول النظام البائد وظهورها بالوفد يجعل الوفديين في حيرة وشك، ولكن الوفديين لن يقبلوا بمثل هذه الخرافات وليس الوفد بكيان يسهل اختراقه وقوائم مرشحي الوطني لأعوام 2000 وصولاً لـ2010 موجودة ومعلنة وأزمة الترشيحات لن تدفعنا لمزيد من التناحر وحملات التشكيك في جدية ومصداقية خوض معركة الانتخابات، فالجماهير ببساطة في كل دائرة تعلم الجميع وتحفظ السوابق عن ظهر قلب'.

الهابط بالباراشوت
على الساحة السياسية في مصر

وفي اليوم التالي - الثلاثاء - وجه رئيس التحرير التنفيذي زميلنا وجدي زين الدين غضبه وجهة أخرى، إذ ترك الجندي وعلاء، وقال عن حمزاوي: 'الهابط بالباراشوت على الساحة السياسية في مصر، المناضل الحنجوري على طريقة 'فيها ولا أخفيها' المتمسح بالثورة الذي تصور أن شعب مصر سينخدع بكلامه في الفضائيات المأجورة التي تعمل لحساب أجندات خاصة، عمرو حمزاوي أطلق وابلاً من التطاول على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي 'تويتر' على الوفد وقياداته وعلى حزبي التجمع والحرية والعدالة، وطبيعي جداً أمثال 'حمزاوي' يتطاولون على قيادات الوفد وجماهير الوفد العريضة، وليس بغريب على أمثال 'حمزاوي' واشباهه أن يغضبهم التحالف الديمقراطي الذي يضم الوفد و40 حزباً وقوة سياسية تتفق على رؤية موحدة تجاه مستقبل مصر، جميعها يعمل لصالح مصر ومن أجل أبناء مصر'.

العريان يحدد برنامج الإخوان
ويتجاهل الإشارة إلى الوحدة العربية

ونترك 'الوفد' لنرى ماذا يعد الإخوان لمصر في المستقبل وهو ما تكفل به صديقنا العزيز وأحد نائبي رئيس حزب الحرية والعدالة الإخواني الدكتور عصام العريان بقوله يوم الثلاثاء في مقاله المنشور بـ'الأخبار' و'الدستور' معاً: 'بعد حوالى مائتي عام من الانضواء تحت لواء الإمبراطورية العثمانية، بدأ سعي 'محمد علي' لبناء دولة مصرية حديثة تحظى بنوع من الاستقلال في إطار الخلافة الإسلامية.
وتحطم حلمه قبل وفاته ولكن السعي للاستقلال ظل حلماً يراود حفيده 'إسماعيل' الذي استطاع تحقيقه جزئياً باتفاقية مع 'استانبول' ثم كان الاحتلال البريطاني الذي حول دفة اهتمام المصريين نحو الجلاء ثم الاستقلا. اليوم ونحن نبني مصر الحديثة بعد عهد الاستبداد والديكتاتورية والتبعية والفساد، نلاحظ أن هدف الاستقلال يجب أن يظل حياً في نفوس المصريين وأن أحد مخلفات نظام حسني مبارك هو التبعية للغرب والخدمات المجانية التي قدمها للعدو الصهيوني.على مصر الحديثة وعلى حكومة الثورة المصرية التي ستأتي بعد الانتخابات البرلمانية ان تعطي أولوية لعدة أمور على السواء، أولاً: تأمين اتفاقية 'دول حوض النيل' لحماية مواردنا المائية ونهر النيل والاهتمام بأفريقيا ضد المشاريع الخارجية.
ثانيا: دعم ليبيا الثورة وإعادة إعمار ليبيا الحديثة، وبناء مؤسسات الدولة والحفاظ على ثروات ليبيا من النهب حيث يتربص بها الجميع الآن.
ثالثاً: علاقات أوثق وتكامل اقتصادي أوسع مع السودان الذي يحتاج إلى الثروات العربية والايدي العاملة لتأمين القمح والذرة والإنتاج الحيواني، مع السعي للحفاظ على استقرار وتماسك وأمن السودان في شماله وجنوبه.
رابعاً: كسب ثقة دول الخليج والسعودية وإعادة الوحدة الوطنية للصف الفلسطيني.
سادساً: بدء حوار جاد مع دول الجوار خاصة تركيا وإيران حول آفاق المستقبل للإقليم كله على أسس ثابتة مبنية على الاحترام والتعاون والتكامل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة'.
وهكذا تجاهل أهم وأبرز فترة في تاريخ مصر بعد تجربة محمد علي، وهي ثورة يوليو وحكم خالد الذكر، ليقفزمباشرة من الخديوي إسماعيل لعصر مبارك، ولا كأن مصر خاضت حرب استقلال وتحرر وطني على مستوى العالم العربي وأفريقيا وآسيا، ولا حركة استقلال اقتصادي وعدالة اجتماعية ولا وحدة عربية نجحت فيما نجحت فيه وفشلت فيما فشلت، وأصابت وأخطأت، وانتصرت وهزمت لكنها هي الفترة التاريخية الأقرب لحياة المصريين والعرب بل والمسلمين في العالم كله والمسيحيين العرب، الإخوان وأحد أكثر عناصرهم استفادة يحاول شطبها، والغريب في الأمر ان الإخوان لا يقتربون من حكاية تحقيق الوحدة العربية، والدعوة لدولة واحدة، لعدائهم مع القومية العربية ظناً منهم اقترانها بخالد الذكر، وتناقضها مع فكرة الخلافة الإسلامية التي يروجون لها، ولكنه لم يتطرق إليها ايضا منعاً للإحراج والقيل والقال.

أول بشائر الحكم الإسلامي
بابن رئيس الاخوان

وما دام صديقنا العزيز فعل ذلك متخلياً عن موضوعيته التي تميز بها من قبل، سوف نستعين بصديق آخر، لمضايقته وهو زميلنا بمجلة 'صباح الخير'، منير عامر وقوله: 'لعل أول بشائر الحكم الإسلامي هو ما قام به أحد أبناء رئيس حزب الإخوان عندما صرخ في ضابط المرور بالزقازيق 'أنت مش عارف أنا ابن مين في البلد دي؟' وكأن ابن رئيس حزب الإخوان قد وضع أول أقدامه على سلم صعده من قبل جمال مبارك فوصل به الى قفص الاتهام بكل تلك القضايا التي تحتاج حكماً سياسياً بالإعدام قبل أي حكم آخر، وإذا أضفنا ما قاله ابن رئيس حزب الإخوان المسلمين، حين نادى بزواج الإخواني من شابة إخوانية، ولن أنسى أنا كاتب هذه السطور ما حييت ما قاله لي ابن عم أبي وهو قيادي سابق بالإخوان ذهب إلى رحاب الله منذ سنوات 'عضو الإخوان المسلمين هو المسلم اما من هم خارج هذه الجماعة فليسوا كذلك'، وختم قوله هذا بالدعاء لنفسه 'اللهم أمتني على دين الجماعة'.'.

الإخوان والسلفيون
واستياؤهم من أردوغان

وسنظل في 'صباح الخير' للتمتع بالمزيد الذي يزعج الإخوان.. وإلى المساكين من الإخوان المسلمين وأصحابنا السلفيين وصدمتهم المروعة في رجب أردوغان، فبعد أن كانوا يعتبرون تجربة حزبه النموذج الذي ينادون بتطبيقه في مصر هي أمي، انقلبوا عليه ووضعوه في صف الكفرة والعياذ بالله، لأنه نادى بالعلمانية وطلبوا منه ان لا يتدخل في شؤوننا الداخلية، وهو ما أسعد زميلنا محمد هيبة رئيس تحرير مجلة 'صباح الخير' فقال والشماتة ظاهرة من عينيه: 'راحوا يهاجمون الرجل، ويهاجمون العلمانية بأنها كفر وإلحاد واستباحة للحرمات وكشف للعورات كما جاء على لسان رموزهم الكبيرة، والحقيقة أن تصريحات أردوغان كشفت هذا التيار الديني على حقيقته، فالخلاف في الرأي يتحول الى كفر وإلحاد واستباحة للحرمات، وأن الدولة العلمانية دولة كافرة،وهذا هو الخطر الأكبر الذي يواجهنا في الفترة المقبلة خاصة ونحن على أبواب الانتخابات، فهؤلاء يضحكون على رجل الشارع البسيط الذي قد يجهل العديد من أمور دينه وقد لا يعرف القراءة والكتابة ويدخلون في عقله أن العلمانية كفر مع أن العلمانية في أبسط معانيها هي فصل الدين عن الدولة.
والحقيقة أن ما يحدث: تيار ديني منظم يدعو إلى إرهاب الناس باسم الدين ويوجه آراءهم في صناديق الانتخابات، وأخشى ان يأتي اليوم الذي نرى فيه أصحاب الآراء إياهم الذين يسيطرون على البرلمان، وساعتها قولوا على مصر السلام. السؤال الذي يحيرني: أين المثقفون والليبراليون من هذا التيار وبماذا هم مشغولون إذا لم يواجهوا هذا التيار السلفي المكفر لكل شيء يختلف معه؟، أين هي النخبة السياسية والثقافية التي من المتصور أن تواجه هذا الفكر بالفكر، وتملأ الصحف والفضائيات ضجيجاً وصراخا حول قضايا فرعية ستطيح بها خارج المشهد السياسي كله، احذروا أن تكون مصر دولة ظلامية'.

الحوار الذي دار بين نجل
الإمام حسن البنا واردوغان

وفي نفس العدد نشرت المجلة حديثا مع المحامي ونجل الإمام حسن البنا، سيف الإسلام حسن البنا، أجرته معه زميلتنا ياسمين خلف، عن الحوار الذي دار بينه وبين أردوغان عندما زاره في منزله قال: 'عندما كنا نتحدث عن الدولة العلمانية أوضح لي مفهوم العلمانية عنده حيث تكون الدولة على سياسة واحدة في جميع الآليات، فالعلمانية تعني مفاهيم كثيرة جدا مثل القومية وغيرها من المصطلحات غير المحددة المعنى وبالتالي فإن الوعود الدولية عندما تقول وعد يضطرون لان يحددوا مفاهيم كلمات معينة ترد في هذه المعاهدة حتى لا يكون هناك اختلاف في تفسير هذه المعاني بعد ذلك، ولقد أفصح أردوغان لي عن مدلول العلمانية عنده وهو أن تكون الدولة على مسافة واحدة من الجميع، وهذا شيء عادل، فإن مضمون العلمانية في تركيا مثلما قال أردوغان هو ان البلد تكون محايدة لجميع الجنسيات، مختلفة وبلا فصال، فيجب أن تكون الدولة علمانية وعادلة وإلا بذلك ستخذل العدالة، يعد هذا أمرا عنصريا، وهذا هو المفهوم المختلف.
لذلك في مصر يجب ان نحدد هذه المدلولات حتى لا نقع في حوار العنصرية، فعندما كنا نتحدث سوياً عن القومية او الوطنية قال: إذا كان المقصود بالقومية هو ما يحبه لوطنه فهذا شيء صحيح، أما إذا كانت القومية عنصرية تريد التفرقة بين البشر والعلوم في جهة عن جهة وتفريق جنس عن جنس وشعب عن شعب فهذا معناه مرفوض ويؤدي هذا إلى عدم التراضي بين البشر في هذا الكوكب الذي نعيش عليه، هذا ما قاله رجب طيب أردوغان وهذا مفهوم جيد. وكان اللقاء باهرا حيث ركز فيه على الناحية العملية بمعنى لا نريد كثيرا من الفلسفة وقليلا من العمل، فنحن نريد عملا كثيرا ومزيدا من الجهد والتعب وقليلا من النقاش الفكري السفسطائي'.

القوى السياسية المختلفة التي هللت للشحات

وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها من 'جمهورية' الخميس مع زميلنا السيد البابلي وقوله: 'القوى السياسية المختلفة التي هللت للشحات عندما تسلق السفارة الإسرائيلية، ورئيس الوزراء الذي استقبله، والمحافظ الذي كرمه، والإعلام الذي احتفى به، كل هؤلاء هم من أشعل الشارع غضباً وكل هؤلاء هم من نشر مفاهيم الفوضى باسم حرية التعبير، وكل هؤلاء في نوع من الانتهازية السياسية الرخيصة بالمزايدة على الثورة هم من أضروا بالوطن، ويقودوننا الى مزيد من الانحدار والعواقب الوخيمة لمستقبل أصبح مجهولا، إن لم يكن مخيفا، وكل هؤلاء عليهم الآن مسؤولية إنقاذ الثورة، ولن يكون ذلك إلا بأن يصمتوا جميعا، ولو قليلا..!'.

اعترافات توك شو

وثاني المعارك ستكون من صفحة - العين الالكترونية ـ بجريدة 'عقيدتي' الدينية التي يشرف عليها زميلنا ممدوح العشري وفي موضوع عنوانه - اعترافات توك شو - قالت: 'اتفق البعض من الفنانين والمشهورين ومن المحامين والإعلاميين ممن يوالون للنظام السابق على تبرئة الرئيس المخلوع، والغريب أن كلامهم شبه واحد.
في برنامج لميس الحديدي وليلى علوي سألت لميس، هل أنت مع محاكمة مبارك أم أن يترك، وما حدث قد حدث وانتهى؟
أجابت ليلى علوي، أنا لست مع محاكمة مبارك لأنه فوق الثمانين سنة، فما أعرفه في ديني أن من يتعدى سنه الثمانين، لا يحاكم، والله أعلم.
فقالت لها لميس - أحترم شجاعتك - وكأنها كانت تهاجم النظام في وجوده وفي أوج قوته'.

ناصر وأبو شنب بريمة

وأخيراً، إلى خالد الذكر، وحكاية غريبة مدهشة عنه رواها لنا الزجال خفيف الظل المهندس ياسر قطامش في 'الأخبار' يوم الثلاثاء، وبسبب أهميتها سأتركه يرويها بكل تفاصيلها، قال: 'حدثنا ابو شنب بريمة - اللي دماغه دقة قديمة - قال: بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لرحيل جمال عبد الناصر حبيب الملايين - رأيته يلحق على ذهني وفكري - فذهبت لزيارة مسجده في منشية البكري - ودخلت الضريح لأقرأ له الفاتحة - وأدعو له دعوة صالحة - فإذا بالزعيم المرحوم الراقد - يخرج من قبره كالعملاق المارد - وكان يلبس بدلة زرقاء - ونظارة سوداء - وعليه معالم الاستياء - وقال عبد الناصر - الغائب الحاضر - إيه اللي بيحصل في مصر ده يا 'أبو شنب' وماذا جرى لمصر والعرب؟!- فقلت وأنا 'متيس'- الحالة زفت ياريس - فقال: إزاي تسيبوا الفوضى والانفلات والفلول - بقى ده معقول؟!-


أين مجلس قيادة الثورة في هذه الوقائع الغبرة؟- وانتابه الغضب وصوته انبح - وظل يصيح ويكح - فأحضرت له كوب 'تيليو' فجلس يحدثني عن ثورة يوليو - وقال: لماذا لم تأخذوا من التاريخ عبرة - وتشكلوا محكمة مثل محكمة الثوةرة - لإصدار أحكام رادعة وسريعة - على كل باشا وبيه من الطبقة ال########ة؟ ولماذا لم تقطعوا ذيول الفاسدين - مثلما فعلت بحاشية الملك والإقطاعيين؟ أنتم في حاجة الى زعيم - لمعالجة هذا الموقف الذميم - ماذا تنتظرون 'جتكم خيبة'ـ ثم وقف بطلعته المهيبة - وخرج ليركب سيارته المكشوفة - فعرفه الناس من طلعته المعروفة - ووقفوا لتحيته صفوفاً - وهتفوا بصوت هادر - 'عاش جمال عبد الناصر' واتجهنا الى قصر القبة - وانبرى لإلقاء خطبة - وقال يا شعب مصر الكريم - عاد لكم عبد الناصر الزعيم - وقررنا ما هو آت - لإنقاذ البلد من الانفلات - وصاح بصوت راعد -


قرار جمهوري رقم واحد - تتم محاربة العهد البائد - وتعقد محكمة عسكرية عاجلة - ودون أدنى مماطلة - لمحاكمة رموز الفساد - ممن أغرقوا البلاد - وتصدر أحكام صارمة - وقاسية وصادمة - كالإعدام والسجن المؤبد - وكذلك الحبس المشدد - على كل من تورطوا - وعلى الشعب استعبطوا - ونهبوا خيراته وزقططوا - وتتم مصادرة جميع الثروات - والودائع والحسابات - ممن تربحوا وأضروا - مع ضبط وإحضار من فروا - ويتم تأميم أملاك الفاسدين والفاسدات - من قصور وفيلات - وأراضي وسيارات - ويتم إلغاء تصدير الغاز لإسرائيل - ويرمي حسين سالم في نهر النيل - بعد ربطه بحجر ثقيل - ويتم تشكيل مجلس وزراء - من الأقوياء الشرفاء - ويتم الإفراج عن المظلومين - والمعتقلين السياسيين - في عهد النظام السابق اللعين - على ان تتم هذه الأحكام - خلال شهرين وليس خلال عام - ويعرض أي مسؤول يلعب بالشعب - على جهاز كشف الكذب - ويقطع لسان الكذاب - وينتف ريشه مثل الغراب - ويتم اعتقال اي بلطجي - أو منافق أو أونطجي - أما من يتاجر باسم الثورة لحسابه - فلن أتوانى عن عقابه -


وبمجرد انتهاء الخطاب - خرج الناس كالأسراب - وهو ينشدون أغنية أم كلثوم الحماسية - يا 'جمال يامثال الوطنية'- فقال: وكما حاربت كل إقطاعي - وأصدرت قانون الإصلاح الزراعي - أعدكم يا رفاقي - أن أصدر قانون الإصلاح الأخلاقي - وانتبهت لأجد نفسي أمام الضريح - وإذا برجل صوته قبيح - وفيه بحة - وقال: أنت فاكر عبد الناصر هايصحى؟!- فطارت من قلبي الفرحة'.



------------------------

مكرم محمد احمد : الأخوان والسلفيون .. فصيلة واحدة ! | أخر تحديث: 21/09/2011 06:41 م | 821
| رغم انه مازال النقيب الفعلي للصحفيين بحكم القانون .. إلا أنه قرر الإنسحاب من ممارسة جميع مهام هذا الدور بسبب حالة الفوضي التي سيطرت علي النقابة و علي مصر كلها – حسب رأيه - و فضل ان يجلس علي مقعد المتفرج ليرى ما سوف تصل إليه الأمور .

كتبت : رانيا نور

عن واقع ما يجرى من احداث علي صعيد مصر يتحدث الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد .
كيف تقرأ الواقع السياسى لمصر الأن ؟
الحقيقة انا لست متفائلا بالمرة ، فالوضع العام لا يبشر إلا بالقلق علي مستقبل هذا الوطن ، خاصة في ظل انشغال القوى السياسية الموجودة على الساحة بمعاركها الداخلية وصراعاتها على الوصول للحكم .
أي قوى سياسية بالضبط ؟
تحديدا أقصد الإخوان المسلمين و السلفيين و الجماعات الإسلامية بشكل عام ، فضلا عن الأحزاب القديمة التي للأسف لم تستطيع ان تصل الي الحد الأدني من التوافق الوطنى او الإتفاق حول طبيعة المرحلة الإنتقالية و كيف سيتم التعامل مع القضايا المطروحة علي الساحة و تأتي انتخابات مجلسي الشعب و الشورى و الرئاسة علي رأس هذه القضايا ، فنحن مازلنا حتي الأن كيف سيتم التعامل مع كل هذه القضايا التي تحتاج الي مجموعة من المباديء و الأحكام الدستورية الجديدة حتي نطمئن الى كون الأمور تتحرك في الإتجاه لبناء دولة مدنية ، و نعرف ان كان هناك دور للدين في السياسات القادمة ام لا ، خاصة بعد ان ظهرت أحزاب قفزت بمطالبها الي درجة تطبيق الحدود في الحكم .
و لكن هذه الأحزاب رفضت بالفعل !
و لكن ما قفزت اليه في طلباتها دليل علي انها اصبحت ذات وجود قوى علي الساحة السياسية ، بل و فى الشارع ايضا ، و دليل على ان الساحة اصبحت مشغولة بالضوضاء والقلق ، كل هذا في ظل انفلات امني واضح حيث ان الأمن حتى الأن لم يستطيع ان يسيطر على الأمور بسبب عدم استعادة قواه بالكامل .
افهم من ذلك انك تتوقع ان يصل الأخوان المسلمون الي الحكم ؟
و لما لا و هذا الأمر ليس جديدا ، ففي انتخابات مجلس الشعب عام 2005 استطاع الإخوان ان يحصلوا فيها على 88 مقعدا بالمجلس و بإعتراف رئيس الوزراء احمد نظيف وقتها فإنه لولا تدخل الدولة في المرحلة الثالثة من الإنتخابات لوصل الأمر لـ 125 مقعداً ، كل هذا في ظل كونهم كانوا جماعات محظورة فما بالك بالأمر الأن ، و بالرغم من انهم قالوا انهم يريدوا ان يحصلوا علي 30% من المجلس إلا أنني أرى انهم سيحققون أكثر من هذا بكثير اذا أصفنا اليهم السلفيين و الجماعات الإسلامية الأخرى لأنهم حتي و ان اختلفوا مع بعض فأنهم في النهاية فصيلة واحدة و يشكلون أكبر قوى سياسية على الساحة ، و الأهم من ذلك انهم اكثر قوى و تنظيما فضلا عن انهم استطاعوا ان يجدوا لغة مشتركة مع المجلس العسكرى كل هذا يؤهلهم لأن يكونوا الأقرب للحكم .
و ماذا عن شباب الثورة انفسهم ؟
هؤلاء مصيبتهم كبيرة ، فالمجموعة الليبرالية منهم انشغلت بالخلافات و الميدان و تكوين احزاب و ائتلافات وصلت الي 138 حزب لكل واحد فيهم متحدث و مسئول اعلامى حتي ضاعت الثورة منهم و هذا بإعترافهم هم انفسهم ، انهم قاموا يالثورة و جاء الإخوان ليسرقوها منهم و بالتالي كان الإخوان اول من حصد ثمار هذه الثورة و ليس الشباب الذين قاموا بها .
و كيف تتوقع رد فعلهم ؟
اظن انهم سيشكلون خطرا كبيرا على مستقبل مصر في المرحلة القريبة القادمة لأنهم شعروا انهم " خرجوا من المولد بلا حمص " و بالتالى لن يجدوا امامهم سوى اتباع سياسة التعطيل في الوقت نفسه يقابل الأمر عجلة شديدة من الإخوان مما ينذر بإنطواء الأمر على احتمالات خطيرة قد تصل الي حد العنف .
و ما رأيك فيما يقال ان المجلس العسكرى لن يترك الإخوان يصلوا الى الحكم ؟
عندما يصل الأمر الى صندوق الإنتخابات لن يملك احدا ان يغير من الواقع شيئا و اذا حدث ما تقولين فسيقول الأخوان ان الجيش سلب منهم شرعية الحكم و يتطور الموقف ليصل لما وصل الحال له في حماس و الجزائر ، و لكننا لابد ان نتتظر و لا نقلق من حكم الإخوان لأن الديقراطية التي ينادون بها ستكشفهم فهم لن يستطيعوا ان يحققوا لمصر ما حققه حزب العدالة لتركيا فضلا عن انهم ليس لديهم برنامج قوي للحكم و بالتالي نترك الأمر للتجربة .
بما انك مازلت النقيب الفعلى للصحفيين .. كيف ترى انتخابات النقابة القادمة ؟
اولا اود ان اؤكد على انه لم يتم إقصائى من العمل كنقيب و لكنى انا الذى قررت الإنسحاب احتجاجا على الممارسات السيئة داخل النقابة من بعض اعضاء المجلس ، اما بالنسبة للإنتخابات القادمة فأظن ان الصحفيين سيجدوا فيها مشكلة كبيرة خاصة في ظل ظروف الإختيار المحدودة فضلا عن ان معظم المتقدمين حتي الأن لا يمارسون المهنة بالرغم من ان المفروض ان نقيب الصحفيين هذا يكون رجل مهنى محترف لذلك اندهش من كون رجل مثل سليمان جودة او صلاح عيسى لم يرشحوا انفسهم رغم انهم من افضل الناس الذين يصلحوا لهذا المنصب .
بعيداً عن الإنتخابات و السياسة .. هل صحيح أن السيارة المرسيدس التي خصصتها مؤسسة الأهرام لانتقالاتك كانت فى الأصل مهداة من صدام حسين لإبراهيم نافع ؟
حسب ما يقال ان هذه السيارة كانت ملكا للرئيس صدام حسين و انه منحها لإبراهيم نافع كرمز لمؤسسة الأهرام وقتها على سبيل الهدية ، و لكنى متشكك فى هذا الأمر ، وان كنت في النهاية اشكر الأهرام فالناس " كتر خيرهم " اعطونى سيارة لأتنقل بها خاصة اننى مازلت أمارس المهنة بشكل محترف .

Post: #49
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-25-2011, 08:24 AM
Parent: #48

الاخوان ينضمون للثوار في التنديد ببقاء العسكر.. حرب أهلية بين المدرسين وأولياء الأمور
حسام عبد البصير
2011-09-23




القاهرة - 'القدس العربي' : تحولت صحف مصر إلى ساحة للتراشق الكلامي بين أنصار الحرية والداعين لنقل عاجل للسلطة وبين المؤيدين للمجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد ويعول على دعم من بين العاملين في بلاط صاحبة الجلالة، لذا ليس هناك من دهشة حينما يستجمع نفر من الكتاب شجاعتهم ويوجهون سهام أقلامهم لثوار ميدان التحرير المطالبين بفترة زمنية لرحيل العسكر عن سدة البلاد، وتسليم مقاليد الامور لسلطة مدنية.. وفي صحف الجمعة سقط مسؤولون في ساحة المواجهة بسبب حالة الغموض المخيمة على الساحة والاخفاق الذي ينتاب الحكومة في العديد من الملفات، وعلى رأس الذين تعرضوا لحرب شرسة رئيس الحكومة الدكتور عصام شرف ووزير التعليم بسبب الاخفاق في حل مشاكل الإضربات التي تعم البلاد وتهدد بشلل تام في العديد من المرافق. ومن بين الذين هاجمتهم الصحف امس بضراوة الرئيس الأمريكي أوباما بسبب رفضه إعلان الدولة الفلسطينية. ومن موضوعات الجمعة الحرب الضروس بين معلمي المدارس وأولياء امور الطلبة حيث يستمر إضراب المدرسين لليوم السادس مما ازعج اولياء الأمور خشية تأثير الأضراب على العام الدراسي ووصل الأمر لحد وقوع مشادات في العديد من المدارس بين الطرفين وإلى التفاصيل:

زكريا عزمي: انا موظف محدود الدخل

نفى زكريا عزمي الذي كان يشغل منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية المخلوع أمام قاضي التحقيقات أن منصبه كان ذا قيمة ولكنه مجرد موظف بسيط لا يملك أي سلطات أو صلاحيات، وأكد أن منصبه كأمين مساعد بالحزب الوطني المنحل لم يتقاض عنه أية مبالغ مالية. وحصلت 'الأهرام' على نص التحقيقات مع زكريا عزمي في تضخم ثروته أمام الكسب غير المشروع وقال فيها: انني أقدم إقرارات الذمة المالية منذ أن كنت ضابطا بالقوات المسلحة وكذلك الإقرارات في موعدها المحدد لي ولزوجتي حتى آخر إقرار دوري في يناير2011 تم إقرار نهاية الخدمة كرئيس ديوان رئيس الجمهورية بعد قبول استقالتي وأنا أدون في جميع إقراراتي وزوجتي كل ما أملك والتدرج في ممتلكاتي وعناصر ثروتي ومصادر تمويلها وقد حصلت في جميع إقراراتي وإقرارات زوجتي حتى 8002 بعد فحص الجهات المختصة لإقراراتي على عدم وجود كسب غير مشروع ولم يوجه الي في أي إقرار أي ملاحظات كانت تستوجب مني أن أبادر بالرد عليها.

إستقالة خمسة رؤساء اجتماعات

وافق الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي والتكنولوجيا على قبول استقالة خمسة رؤساء جامعات حكومية من مناصبهم، وقيام أقدم النواب بمسؤولية رئيس الجامعة لحين انتخاب اخرين، وهم: الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمود الطيب رئيس جامعة حلوان، والدكتور أحمد الجوهري رئيس جامعة الفيوم، والدكتور محمد محمدين رئيس جامعة بورسعيد، والدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادي.. فيما أعلن الوزير أنه تم الاتفاق مع وزارة المالية على تخصيص المبلغ الإجمالي لتمويل صرف حافز الجودة والتفرغ العلمي للجامعات والمعاهد والمراكز البحثي. وقالت 'الأهرام' ان المبلغ الذي سيتم صرفه وأدرج بالموازنة العامة للدولة مليار و350 مليون جنيه، حيث يتم حاليا اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتحويل هذه المخصصات المالية من وزارة المالية الى التعليم العالي لتقوم بتحويلها الى الجامعات، لتوزيعها بأثر رجعي من أول يوليو الماضي، وقد انتهت الوزارة من حصر الأعداد النهائية المستفيدة من الحافز.

سرقة سيارة سفير فلسطيني بالأكراه

تعرض السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة لحادث سرقة على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي الخميس.. كانت الاجهزة الامنية بمديرية أمن الجيزة قد تلقت بلاغا بتعرض السفير محمد صبيح وأسرته لحادث سرقة بالاكراه بالكيلو 80 طريق مصر الاسكندرية الصحراوي حيث قام مجهولون بتهديده بالاسلحة النارية والاستيلاء على هواتفه المحمولة ومتعلقاته الشخصية وسيارته المرسيدس. وقد أدلى السفير محمد صبيح لرجال الأمن بأوصاف الجناة وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق وتبذل الاجهزة الامنية جهودها لضبط الجناة والمسروقات.

منتج يصور أفلاما إباحية للنجمات من أجل احتكارهن

ألقت مباحث الجيزة القبض على منتج سينمائي شهير يقوم بتصوير أفلام للعديد من الفنانات أثناء ممارسته الجنس معهن قبل ان يشتهروا وذلك لاجبارهن على العمل معه وحده دون شركة أخرى وعند قيامهن بالعمل مع اي منتج غيره ينشر هذه الافلام على الانترنت حيث رصدت مباحث الجيزة 53 فيلما للعديد من الفنانات على الانترنت، وتمت مداهمة مقر شركته والتحفظ على العديد من الاسطوانات التي تحوي الافلام. وقد أمر اللواء احمد جمال الدين مساعد الوزير للأمن العام باحالته الى النيابة للتحقيق. وكانت معلومات قد وردت الى العميد عمر عبد العال مدير مباحث الآداب بقيام صاحب شركة شهيرة للانتاج السينمائي بالدقي بترويج عدد من شرائط الفيديو خاصة بالعديد من الفنانات المصريات والعرب تحوي مشاهد جنسية له معهن وفور اخطار اللواء كمال الدالي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة امر باسصدار اذن من النيابة العامة للقبض عليه حيث توجهت قوة من مباحث الجيزة باشراف الرائد محمد حسين عبد الله رئيس قسم التحريات بمباحث الآداب وتمت مداهمة الشركة وعثر على اسطوانات عليها الافلام الإباحية الخاصة بالمتهم مع الفنانات وتبين ان معظمهن من الفنانات الشهيرات خلال السنوات العشر الماضية بالاضافة الى 5 فنانات لبنانيات.

هيكل: التغيير الآن بالنسبة لسورية مزعج

في الجزء الثالث من حواره مع 'الأهرام' اشار الكاتب محمد حسنين هيكل إلى أن المطروح على الساحة الآن 3 مشروعات وشبح مشروع.. الأول غربي يبدو مصمما ولديه أدواته، والثاني تركي طموح، أما الثالث فهو إيراني يؤذن من بعيد على استحياء، ثم أخيرا شبح مشروع إسرائيلي يتسم بالغلاظة ولا مستقبل له.
وتطرق هيكل الى الأوضاع في ليبيا قائلا: ما يجري تقسيمه هو النفط وفوائضه، وتساءل: إذا كان نظام القذافي غير معقول.. أليس استدعاء تدخل أجنبي عسكري غير مقبول؟! واستطرد هيكل قائلا: القذافي كان من الحق أن يسقط ولكن الشعب الليبي هو من كان يجب أن يتحمل هذه المسؤولية. باختصار حلف الأطلنطي لا يحرر بلدا أو شعبا، وإنما يسيطر على شعب وعلى بلد. ونبه الى أن التغيير في سورية قد يكون مطلوبا، لكنه في هذه اللحظة مزعج، مشيرا الى أن إنذارات بعض الدول العربية لدمشق تبدو وكأنها تمهد الطريق لتدخل عسكري دولي. وعن علاقة مصر بما يجري، قال هيكل: ما يقلقني في هذه الساعة هو أن مصر في هذه الظروف كلها تبدو مستغرقة بالكامل في أحوالها وأحداث اللحظة الآنية داخلها.

محاكمة مبارك يجب ألا تنسينا جرائم اعوانه

وإلى المقالات والمعارك الصحافية والبداية مع فاروق جويدة في 'الأهرام' والذي يشير إلى أن متابعة محاكمة مبارك أنستنا أن نولي الاهتمام بجرائم عصره، ويضيف:لقد توقفنا طوال 200 يوم ومنذ قامت الثورة وأطاحت برأس النظام والقليل من رموزه عند جريمة جنائية هي قتل الشهداء ولم نتوقف كما ينبغي عند جرائم أخرى تدخل في نطاق نهب المال العام والفساد الاقتصادي والفساد السياسي وهذه الجرائم لا تقل في خطورتها عن قتل الشهداء في أيام الثورة.. ان هذه الجرائم تمثل نوعا اخر من القتل ولنا أن نتصور حجم الغرامات التي قررتها محكمة الجنايات مع حجم
امتلاك شخص واحد بدون وجه حق لكل مصانع الحديد في الدولة يتحكم فيها ويفعل بالأسواق ما يشاء.

لماذ يحقد اوباما على الدولة الفلسطينية

ومن الحرب على مبارك وأعوانه إلى الحرب على الرئيس الأمريكي أوباما الذي شن عليه الكاتب محمد سلماوي في 'المصري اليوم' هجوماً شديداً بسبب رفضه قيام دولة فلسطين، قال سلماوي: إن موقف الولايات المتحدة المزري الذي عبر عنه باراك أوباما في الأمم المتحدة يثبت أن المعيار المزدوج هو من ثوابت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، سواء كان الجالس في البيت الأبيض هو جورج بوش الابن الذى طالب هو الآخر بالدولة الفلسطينية '!!' أو باراك أوباما الذي وعد العرب من جامعة القاهرة بسياسة مغايره، ويرى أن من أغرب ما تفوّه به الرئيس الأمريكى باراك أوباما في كلمته مؤخراً قوله بأن على الفلسطينيين ألا يعلنوا دولتهم إلا بالتفاوض مع إسرائيل، وغرابة هذا القول تنبع من ازدواجية المعايير التى يتضح أنها سمة متأصلة في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل منذ إنشائها، فحين طرح على الأمم المتحدة عام 1947 قرار إقامة الدولة اليهودية سارعت الولايات المتحدة بالاعتراف بها دون أن تضع التفاوض مع الجانب العربي شرطاً لإقامة هذه الدولة، فلماذا تكون الشروط الأمريكية دائماً على العرب وليست على إسرائيل؟'.

السلفيون يشكلون لجانا لحماية منشآت الاسكندرية

محافظ الإسكندرية قال إنه سيتم تحديد حي من أحياء الإسكندرية لتنفيذ تجربة الاعتماد على السلفيين، وفي حال نجاحها سيتم تعميمها على مدينة الإسكندرية.. مؤكدا ترحيب المحافظة بكافة المشاركات المجتمعية لنهضة المدينة وعرض محافظ الأسكندرية على حزب النور فكرة حراسة طريق ترعة المحمودية للحيلولة دون إلقاء مخلفات البناء على طريق ترعة المحمودية، فيما أكد عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الجماعة السلفية أنه لا يوجد أي اتفاق مع المحافظ على توصيل المعاشات الى البيوت، وأن الكلام عن تأمين مكاتب البريد في المناطق النائية وتنظيم عملية استلام المعاشات في المناطق المزدحمة فقط، وأكد أن شباب الدعوة السلفية يعمل على خدمة الشعب السكندري بمختلف الطرق دون أي محاباة للمحافظ أو غيره، وأكمل، نحن نعمل في الاطار الشعبي وفي الشارع، وعندما نجد مشكلة تستدعي حلاً رسمياً أو قراراً نلجأ الى المحافظ ولا يوجد أى تنسيق بين الدعوة السلفية في الاسكندرية وغيرها من التيارات الاسلامية، فكل تيار سواء الاخوان المسلمين أو الجماعات الاسلامية يحاول الاجتهاد ولا يوجد تعارض بين عمل كل التيارات'.

من حق الحمير العربية ان تنهق

انطلاقا من حق الحمير في التمرد على الظلم الذى تتعرض له من قسوة الإنسان، دخل حزب 'الحمير' العراقي على خط الثورات العربية، وكان أول ظهور حقيقي له عندما أعدم جنود سوريون مجموعة من الحمير، فبدأ الحزب بالمطالبة بمحاكمة دولية للقتلة وأطلق عمر كلول، زعيم الحزب، حملة على موقع 'فيس بوك' لكسب التأييد العالمي لقضيته، وأقام معرضا تحت عنوان 'أنقذوا حمير سورية'، ويتركز حديثه مع معجبيه وزوار معرضه على الثأر لموقعة الحمير وعن سبب تشكيل الحزب كما تشير 'المصري اليوم': 'إن الحمار هو الحيوان الوحيد المحروم من جميع الحقوق، رغم عمله وشقائه وتاريخه في إنقاذ الكثير من السياسيين والقادة بالهروب على ظهره بين الجبال، ومع ذلك فإن سعره متدن لأقصى حد'.

قراصنة مبارك يخترقون موقع البسطويسي

لا تزال الحرب الالكترونية من انصار مبارك تجاه المرشحين المحتملين للرئاسة متواصلة، فبعد ان تعرضت الصفحة الرسمية للمرشح المحتمل حازم صلاح ابو اسماعيل للاختراق من قبل الهاكرز تعرضت احدى صفحات المستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض والمرشح المحتمل للرئاسة للاختراق على يد هاكرز أطلق على نفسه ' سيف مصر ' حيث قام باستبدال صورة البسطويسي بمبارك على الصورة الرئيسية للصفحة، كما قام بكتابة تعليقات مستفزة على غرار 'اذا كنتم تطلقون على الشرفاء فلولا فأنا فلولي وافتخر '.. وتعليقا على خبر ان مبارك وضع البسطويسي على قوائم الممنوعين من دخول البلاد ان منعه من دخول البلاد لان مصر لا يدخلها الا الشرفاء فقط !! و'العار كل العار للبسطويسي وامثاله .. مبارك سيدكم جميعا .. امضاء شرفاء الحزب الوطني الديموقراطي '.

ضبط سيارة فارهة للقذافي في بورسعيد

ضبطت مباحث بورسعيد سيارة فارهة يشتبه في أنها ضمن 6 سيارات مهربة من عائلة العقيد الليبي معمر القذافي .. كان اللواء سامي الروبي مدير أمن بورسعيد قد تلقى اخطارا بضبط شخص أثناء قيامه بالتقدم لإدارة مرور بورسعيد لاستخراج شهادة بيانات للسيارة 56151 ملاكي بورسعيد لترخيصها بمرور القاهرة .. تبين ان السيارة تم ترخيصها بشهادة بيانات مزورة وانها ماركة مرسيدس.

شنودة يطالب العالم بالصلاة من اجل دولة فلسطين

طلب البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية من الكنائس والكهنة رفع الصلوات من أجل فلسطين واكتمال مشروع عضويتها في الأمم المتحدة، إذ طلب ذلك أحد الفلسطينيين خلال عظة البابا.. فرد عليه البابا: 'ربنا سيكون معه ويساعده ويوفقه في طلبه، وإن شاء الله فلسطين سيكون لها مقعد في الأمم المتحدة'.
وأكد البابا شنودة خلال عظته أمس الأول بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية أن الجيش ليس 'بعبعا يخاف منه الناس'، وقال ردا على أحد الأقباط الذي يريد عدم الالتحاق بالجيش: 'الجيش مش بيخوف وأنا دخلت الخدمة العسكرية، اتعلمنا فيه النظام والطاعة وحاجات كثيرة كويسة.. فلا تخافوا من الجيش لأن الالتحاق به شرف وعمل وطني'.
وفي مفاجأة أثارت جميع الحاضرين سمح البابا شنودة لامرأة قبطية بالطلاق من زوجها الذي كشفت عن خيانته لها فضلاً عن ضربها وإساءة معاملتها بشكل دائم طوال 21 عاما.

الإخوان ينددون ببقاء العسكر في السلطة

هاجم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بشدة المجلس العسكري، وطالبه بضرورة الإسراع في إجراءات نقل السلطة لإدارة مدنية منتخبة، من خلال خريطة طريق زمنية لكل المراحل الخاصة بالانتخابات التشريعية والرئاسية، ووضع الدستور الجديد، محذراً من تعرض مصر لمخاطر بسبب استمرار المجلس في إدارة شؤون البلاد.
وقال الحزب في بيان وفقاً لـ'المصري اليوم': 'الآراء تباينت حول كيفية إدارة المرحلة الانتقالية، حيث طالبت بعض القوى بمدِّها، وعملت على مد فترة بقاء الحكم العسكري، وقد بات واضحاً أمام الجميع أن السلطة القائمة في المرحلة الانتقالية غير قادرة على اتخاذ مواقف وقرارات سياسية حاسمة، وأن عملية التغيير والإصلاح الحقيقية لن تبدأ قبل تسلم سلطة مدنية منتخبة للحكم'، موضحاً أن المجلس العسكري استطاع تأمين مسار الثورة، لكن بقاءه في إدارة شؤون البلاد 'يقلل من قدرته على تأمين المسار'.

سبحة مبارك بـ3 آلاف جنيه

كشفت مصادر مقربة من أسرة الرئيس المخلوع 'حسني مبارك' أن سوزان مبارك طلبت من أحد محلات 'الصاغة' تصنيع 'مسبحة' خاصة لـ'مبارك' مقابل 3 آلاف جنيه حيث تتكون من أحجار طبيعية نادرة برائحة المسك كما تشير صحيفة 'روزاليوسف'. وكشف المقربون من أسرة مبارك أنه تم فتح نقاش مع مبارك حول توريط يوسف بطرس غالي في أعمال الجاسوسية فعلق المخلوع بأن وزير المالية الأسبق كان تحت السيطرة. المثير أن مبارك قبل هروب يوسف بطرس غالي من مصر قد اتصل بمبارك مستأذنا للسفر للخارج وقد تم فتح قاعة كبار الزوار بأمر خاص من رئاسة الجمهورية عن طريق زكريا عزمي بعكس بقية أفراد النظام البائد الذين هربوا للخارج مثل رشيد محمد رشيد الذي لم تفتح له صالة كبار الزوار وكذلك حسين سالم.

التيار الاسلامي يدرس العودة للتظاهر

انتقدت التيارات والأحزاب الإسلامية تصريحات اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مساعد وزير الدفاع للشؤون القانونية لـ'المصري اليوم' في عددها أمس، بأن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستجرى بالنظام المختلط بين القائمة النسبية والنظام الفردي، وقالوا إنهم سيدرسون الرد على المجلس حال إصراره على تطبيق النظامين، خاصة النظام الفردي، وإمكانية العودة مرة أخرى للشارع وميدان التحرير.. وقال نادر بكار، عضو المكتب السياسي بحزب النور السلفي: 'نحن ضد تطبيق النظام المختلط، وإذا اعترضت الأحزاب على تطبيق النظام المختلط سنتضامن معها في وقفة ضد المجلس العسكري.
وقال الدكتور محمد حبيب، وكيل مؤسسي حزب النهضة: 'واضح من قرارات المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه ماض في طريقه دون أن يسمع أو يستجيب لكل القوى السياسية والوطنية'، داعياً القوى السياسية والوطنية لاستعادة روح الشعب المصري في 25 يناير'.

فلسطيني يهدي جائزة أسترالية لـ 'الثورة'

فاز الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة بالمركز الأول في جائزة المهاجر الأسترالية عن ديوان 'سلالتي الريح'/ وقد سبق أن فازت القصيدة، التي يحمل الديوان عنوانها بجائزة 'لا بلوم' من مهرجان 'تيرانوفا' الفرنسي عام 2006، كما ترجمت إلى عدة لغات منها الفرنسية والإنكليزية والرومانية والفارسية والتركية والكردية. أهدى 'حوامدة' جائزته للشعب المصري، وقال، في تصريح خاص لـ'المصري اليوم': 'أهدى الجائزة إلى الشعب المصري العظيم خاصة شباب ثورة يناير، وإلى كل من ثار وناضل ورفع رأسه لتغيير مصر والعالم العربي'.

120 قبطياً يهجرون المذهب الأرثوذكسي

أقدم 120 مسيحياً من الأقباط الأرثوذكس على الانسلاخ من الطائفة ،وهذا لا يمثل أي ضغط على الكنيسة وإنما يلقي بالكرة في ملعب الدولة المنوط بها القيام بدورها تجاه الأقباط، وطالبوا بسن قانون مدني للأحوال الشخصية ينظم أمور الزواج والطلاق للمسيحيين، ويضع حداً لتشدد الكنيسة. وقال كمال زاخر، رئيس التيار العلماني للمسيحيين إن الأقباط الذين انسلخوا من الطائفة الأرثوذكسية لا يسعون إلى الدخول في مواجهة مع الكنيسة، مؤكداً أن كلمة 'استقالة' تبدو صادمة ولكنها تمثل صرخة من الأقباط المتضررين الباحثين عن حل لإجراء توثيق الزواج والطلاق في الشهر العقاري للأقباط. وطالب الكنيسة بالاهتمام بأولادها بدلاً من الاهتمام بالسياسة وحقوق الأقباط قبل أن يأتي اليوم الذي ينعدم فيه تأثيرها.
من جانبه، صرح أيمن جورج، منسق حركة 'الحق في الحياة'، بأن الاستقالات الجماعية من الطائفة الأرثوذكسية هي في حقيقتها تمثل انسلاخاً عن مذهب متشدد مع الاحتفاظ بالديانة المسيحية.

العاملون في السياحة يهاجمون الاسلاميين

تصاعدت الأزمة التي نجمت عن تصريحات القوى الإسلامية حول وضع ضوابط للسياحة ، وذلك بعد إعلان العاملين بقطاع السياحة تكوين ائتلاف عام يهدف إلى مواجهة القوى الإسلامية خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأوضح عادل شعبان، الأمين العام لائتلاف السياحة، أنهم لن يتحولوا إلى قوة سياسية بإعلان هذا الائتلاف، لكنهم قرروا الدخول في مواجهة مع أى قوة سياسية ترغب في وضع ضوابط لقطاع السياحة والتأثير عليه سلبا، وأن هذه المواجهة تكمن في تأييد ودعم أي مرشح منافس لمرشحي القوى الراغبة في فرض ضوابط على القطاع، مشيرا إلى سعي الائتلاف لتكوين لوبي شعبي قوي يمنع تنفيذ أجندة ضرب القطاع، فيما أعلن الاتحاد المصري للغرف السياحية، أنه سيعقد اجتماعا يوم الأحد المقبل لدراسة التقدم بمرشحين من أبناء قطاع السياحة في انتخابات مجلس الشعب، أو دعم مرشحين أخرين يدافعون عن مقدرات القطاع ومواجهة الهجوم عليه من الإسلاميين'.

البرادعي يطالب بالضغط لتحقيق مطالب الثورة

طالب الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، المجلس الأعلى للقوات المسلحة بضرورة تقديم تفسير عسكري لدستورية قانون الطوارئ، مشدداً على أن قانون انتخابات مجلسي الشعب والشورى مخالف لإرادة القوى السياسية، وأن هناك 8 أحزاب جديدة خرجت من رحم الحزب الوطني، وهو ما يهدد ثورة 25 يناير.وقال البرادعي: 'من الواضح أن هناك من يعتقد أنها لم تكن ثورة، لذلك يجب مواصلة الضغط لاستكمال تحقيق مطالب الثورة'.

المشير سيذهب للمحكمة

تشهد محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من مساعديه، غداً، سماع شهادة المشير حسين طنطاوي، القائد العام، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ويجيب المشير عن أسئلة المحكمة عن تفاصيل الاجتماع الذي عقد يوم 22 يناير الماضي برئاسة مبارك وعما إذا كان الرئيس السابق مسؤولاً عن قتل المتظاهرين، فضلاً عن تحديد المسؤول عن قطع الاتصالات يوم 28 يناير. وأكد مصدر عسكري مطلع أن رئيس المجلس العسكري الأعلى سيحضر بنفسه للشهادة، مشيراً إلى أن المشير اعتذر عن عدم الشهادة المرة الماضية لانشغاله في ذلك الوقت بالأوضاع الأمنية في البلاد.
وقال المصدر لـ'المصري اليوم': 'إن المشير سيذهب للمحكمة غداً السبت صباحاً، للإدلاء بشهادته'، وأضاف أن المحاكمة ستسير وفق مجراها الطبيعي بعد أن يقوم المشير بأداء اليمين القانونية أمام المحكمة برئاسة المستشار أحمد رفعت.

المدرسون لا تراجع ولا استسلام.. المعلم مش ########

بعد اضرابهم عن العمل لمدة 6 ايام وتجاهل وزارة التربية والتعليم لهم قررت نقابة المعلمين المستقلة وعدد من الحركات التعليمية تصعيد موقفهم وتنظيم مظاهرات حاشدة امام مقر مجلس الوزراء غدا للمطالبة بحقوقهم المشروعة .. اكد ايمن البيلي وكيل نقابة المعلمين المستقلة ان مطلبهم الاول هو اقالة د.أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم من منصبه موضحا على حد قوله : ' موسى تسبب في إحداث فتنة بين المعلمين وبعضهم البعض وضياع كرامة المعلم '، مؤكدا على ان مطالبهم ليست مادية فقط .. واضاف البيلي ان المظاهرات سوف تبدأ الساعة العاشرة صباحا وسيتم تخصيص خيم طبية وأخرى للاعلام .

أهالي الشهداء يتهمون وزير الداخلية بسبهم

بسبب تصريحات وزير الداخلية اللواء منصور عيسوي بأن كل من من قتل امام اقسام الشرطة يعد بلطجيا تقدم اهالي واسر شهداء جمعة الغضب والمصابين بجميع المحافظات ببلاغات ضد وزير الداخلية تتهمه بالسب والقذف في حق المتوفين والمصابين امام اقسام الشرطة باطلاق لقب البلطجية عليهم .. وطالب اسر واهالي الشهداء والمصابين بسرعة اتخاذ الاجراءات القانونية ضد عيسوي. وقرر الاهالي بالقاهرة التوجه يوم الاثنين القادم لمكتب النائب العام لتفعيل ذلك البلاغ لوقفة احتجاجية امام رئاسة مجلس الوزراء لتقديم شكوى للدكتور عصام شرف رئيس وزراء الثورة ضد وزير الداخلية الذي اهان شهداء الثورة ومصابيها الابرياء .

قنصل إسرائيل غادر القاهرة

بعد وصولهم يوم الاثنين الماضي لتفقد احوال السفارة غادر مطار القاهرة أمس ياكوف ديفيرا قنصل إسرائيل العام بالسفارة الإسرائيلية وثلاثة من مرافقيه متوجها الى تل أبيب على طائرة شركة اير سينا بعد زيارة لمصر استغرقت ثلاثة أيام تابع خلالها بعض أعمال السفارة وتفقد أوضاعها عقب محاولات اقتحام مقرها قبل نحو أسبوعين .

الجامعة العربية تهاجم اوباما

أعرب السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية عن دهشته إزاء ما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول، بشأن الدولة الفلسطينية، معتبراً أن أوباما يضع مصير الدولة الفلسطينية رهينة في يد الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي لا تريد أصلا هذه الدولة، وهو ما يجعل قيامها مستحيلا وفقا لهذا الطرح الأمريكي.
وقال صبيح في تصريحات للصحافيين الجمعة، تعليقاً على الخطاب، إن أوباما تجاهل الإيجابيات الكثيرة التي قدمها الجانب العربي والفلسطيني من أجل السلام والجهود الهائلة التي بذلت في هذا الشأن. وأضاف أن الخطاب أصابنا بالدهشة والصدمة، فهو يتحدث عن حقوق الإنسان، بينما حقوق الإنسان الفلسطيني مهدرة تماماً، ولا سيما حقه الطبيعي في تقرير مصيره، الذي تهدره إسرائيل التي تعتمد على الحماية الأمريكية'.

انصار مبارك ينفون حصولهم على دعم خارجي

نفت جماعة 'آسف يا ريس'، صحة الأخبار التي تناقلتها عدة وسائل إعلامية حول تجميد أرصدة بعض أعضائها، بدعوى أن عدداً من الجمعيات الخليجية تقوم بتمويلهم دون علم السلطات المصرية. لافتين إلى أن هدف هذه الشائعات هو 'النيل من سمعة الصفحة وكل أبناء مبارك'. وأكد يسري عبد الرازق- محامي مجموعة (آسف يا ريس)، في مداخلة هاتفية مع برنامج 'الحياة اليوم' على تلفزيون الحياة، عدم صحة هذا الخبر شكلاً وموضوعا، وأنه لم يتم القبض على أي عضو من أعضاء الصفحة حتى هذه اللحظة، وأشار إلى أنهم سوف يقاضون الجريدة التي قامت بنشر الخبر.

السفارة الأمريكية تحذر من الاعتداء على مقراتها

حذرت السفارة الأمريكية في القاهرة من مظاهرات تستهدف مقرها بمناسبة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. وقالت السفارة: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سوف يلقي خطاباً أمام الأمم المتحدة غداً الجمعة وسوف يوضح موقفه من القضية الفلسطينية، ولذلك فإن هناك مجموعات في مصر أعلنت عن نيتها القيام بمظاهرات كبيرة تبعاً للتطورات في الأمم المتحدة واحتمالات استخدام الولايات المتحدة الفيتو ضد الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة'.

5 مرشحين يتنافسون على منصب نقيب الصحافيين

بلغ عدد المرشحين لمنصب النقيب في انتخابات نقابة الصحافيين المزمع إجراؤها في 14 أكتوبر القادم 5 مرشحين قبل اغلاق باب الترشح أمس والذي استمر لمدة خمسة أيام.. كما تقدم 20 مرشحا جديدا أمس لعضوية مجلس النقابة ليرتفع بذلك عدد المتقدمين الى 104 مرشحين.. ويتنافس على منصب النقيب كل من يحيى قلاش وممدوح الولي ومؤنس الزهيري وسيد الاسكندراني بالاضافة الى محمد مغربي الذي كان آخر المتقدمين.واستحوذت المؤسسات الصحافية القومية على النصيب الأكبر من عدد المرشحين المتقدمين لعضوية المجلس بعد أن بلغ عددهم 54 مرشحاً.. من جهة أخرى نظم عدد من أعضاء النقابة خاصة أعضاء تجمع 'صحافيون يستحقون الديمقراطية' وقفة احتجاجية داخل نقابة الصحافيين وأمام مقر تلقي طلبات الترشيح للانتخابات احتجاجا على الاشراف القضائي على انتخابات الصحافيين.. وطالبوا بضرورة إجراء الانتخابات وفرزها ومن ثم إعلان نتيجتها في يوم واحد.

مبادرة للافراج عن المساجين المصريين بالسعودية

في تحرك شعبي قد يصب في صالح المصريين في المملكة العربية السعودية وخاصة المسجونين منهم، أطلق مواطنون من البلدين مبادرة 'التآخي بين الشعبين السعودي والمصري'، والتي تهدف إلى 'التصدي للمحاولات الرخيصة التي تقوم بها أطراف مشبوهة للنيل من طبيعة وخصوصية العلاقة بين الشعبين الشقيقين'.عدد من أهالي المصريين المسجونين في السعودية قالوا إن منسقي المبادرة 'بدأوا تحركات شعبية للتنسيق مع الجهات القضائية والقانونية داخل المملكة، للعمل على إنقاذ أبنائنا من السجون'.

تنشيط السياحة بالفول والطعمية

أقامت هيئة تنشيط السياحة ليلة مصرية في فيتنام لفتح سوق جديدة لمصر هناك، استعانت الهيئة في هذه الليلة بمأكولات مصرية أصيلة مثل الفول والطعمية، وفرق فنون شعبية، وحضرها وزراء السياحة والثقافة والرياضة الفيتناميون. من جانبه أكد سامي محمود رئيس قطاع السياحة الدولية أن اللقاء الذي شارك فيه السفير رضا الطايفي سفير مصر بفيتنام وممثلو وسائل الإعلام في هانوي نال إعجاب الحاضرين، وأبدت الشركات السياحية رغبتها في تنظيم برامج سياحية لزيارة المقصد المصري'.

التعوذ من الشيطان مهم للعروسين

حول آداب الزفاف يقول الدكتور كمال بربري حسين مدير اوقاف محافظة السويس يستحب أن يعلن النكاح ويضرب عليه بالدف لما روى محمد بن حاطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح رواه النسائي، ولا بأس بالانشاد والغزل في العرس، نقل ذلك عن الإمام أحمد. ويحرم الاختلاط بين الرجال والنساء فإذا دخلت على أهلك وزفت لك قلت ما روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل: اللهم إني اسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه 'رواه أبو داود'. ويستحب صلاة ركعتين وشرب اللبن للزوجين. وان يقول قبل المعاشرة 'بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا' ومن السنة أن يستترا.


------------------




في جلسة استغرقت ساعة كاملة استمعت صباح أمس محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت إلي شهادة المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة في قضية التحريض علي قتل المتظاهرين إبان أحداث ثورة‏25‏ يناير.


وما تلاها من أحداث والمتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه, وذلك بمقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس والتي تم تحديد قاعة لها منذ بداية عقد جلسات المحاكمة.
وقد تقدم عدد من المحامين المدعين بالحق المدني من أنصار سامح عاشور وأناب عنهم المحامي تامر جمعة بطلب لرد هيئة المحكمة, وقررت المحكمة تأجيل نظر القضية إلي جلسة26 سبتمبر الجاري لاتخاذ اجراءات الرد و30 أكتوبر لاستئناف المحاكمة في حالة ما إذا تم الفصل في طلب الرد.


وقد حضر الرئيس السابق إلي مقر الأكاديمية في الساعة الثامنة و35 دقيقة علي متن طائرة عسكرية من المركز الطبي العالمي بطريق الإسماعيلية وأدلي عقب ذلك في الثامنة و40 دقيقة صباحا وصل إلي مبني المحاكمة المشير حسين طنطاوي والذي كان قد صرح أمس الأول بأن توجهه للذهاب لمحكمة الجنايات المدنية لادلاء بشهادته تأكيد علي سيادة القانون التي يجب أن تكون منهجا ثابتا وراسخا للدولة المصرية بعد25 يناير وذلك حيث الأصل هو مثول العسكريين أمام القضاء العسكري دون غيره قائلا إن مصر تتغير نحو الأفضل.
وفي الساعة التاسعة صباحا بدأت المحكمة في عقد الجلسة, حيث مثل الرئيس السابق ونجلاه في قفص الاتهام وكذلك حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق و6 من مساعديه مثلوا في قفص اتهام مجاور لقفص الاتهام الذي مثل فيه الرئيس ونجلاه.
وقد أدي المشير حسين طنطاوي اليمين القانونية أمام هيئة المحكمة وطلب منه رئيس المحكمة أن يدلي بشهادته وهو يجلس علي كرسي إلا أن المشير طنطاوي أصر علي أن يدلي بشهادته واقفا أمام هيئة المحكمة احتراما للهيئة وللقضاء المصري.


وقد اجاب القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي جميع الاسئلة التي وجهتها له هيئة المحكمة وكذلك ما وجهه له دفاع المدعين بالحق المدني ودفاع المتهمين, وذلك من منطلق التأكيد علي احترام المحكمة وسيادة القانون ولتحقيق العدالة.
في مفاجئة غير متوقعة قام المحامون المدعون بالحق المدني برد هيئة المحكمة في قضية قتل المتظاهرين والمتهم فيها الرئيس السابق محمد حسني مبارك ووزير الداخلية وستة من مساعديه, وقررت المحكمة تأجيل القضية إلي جلسة26 سبتمبر لاتخاذ اجراءات الرد و30 أكتوبر لاستئناف المحاكمة إذا تم الفصل في طلب الرد, وكانت المحكمة قد عقدت جلستها برئاسة المستشار أحمد رفعت وعضوية المستشارين محمد عاصم بسيوني وهاني برهام الرئيسين بمحكمة الاستئناف, وقد حضر المشير طنطاوي الساعة التاسعة صباحا وقد أدلي بشهادته وبعد الانتهاء من شهادته قام مجموعة من المحامين من انصار سامح عاشور برد رئيس المحكمة.


وقد اعترض بعض المحامين الأخرين عن اسر الشهداء, وقد مثلهم تامر جمعة علي طلب رد هيئة المحكمة تأسيسا علي ان طلب الرد ليس له اساس قانوني, وأن المحكمة تراعي قانون الاجراءات الجنائية في كل شاردة وواردة في القضية وأن المقصود من طلب الرد هو تعطيل الفصل في الدعوي لاتاحة الفرصة أمام المحامين في انتخابات نقابة المحامين وأن هذا الطلب في غير صالح المحكمة واسر الشهداء وليس له سبب قانوني.


ويذكر أنه عقب انعقاد الجلسة طالب سامح عاشور رئيس هيئة الدفاع عن أسر الشهداء بتحريك دعوي جنائية ضد ضباط الأمن المتهمين بالاعتداء علي المحامين واصفا الأمر بالمهزلة وأنه لا يليق بقيمة المحامين ولا مكانتهم القانونية المعروفة, حيث كان المحامون بالحق المدني قد اعترضوا علي منعهم من الدخول والاجراءات الأمنية المعقدة مما دعاهم إلي الاشتباك مع أحد ضباط الأمن.
وصرح مصدر مسئول بوزارة الصحة بأنه تم الدفع بنحو12 سيارة اسعاف لتوفير الخدمات الطبية أثناء محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ووزير الداخلية الاسبق و6 من مساعديه بأكاديمية الشرطة, مشيرا إلي أنه تم تمركز هذه السيارات بجوار الأكاديمية وفي مناطق قريبة منها, وأوضح المصدر بأنه تم ايضا الدفع بسيارتين من العيادات المتنقلة والمجهزة بطبيب, كما تم رفع حالة الاستعداد في عدد من المستشفيات القريبة من الأكاديمية من بينها مستشفي القاهرة الجديدة ومستشفي البنك الأهلي, وأضاف المصدر أن وزارة الصحة كانت قد اعدت من قبل خطة متكاملة لتأمين جميع جلسات محاكمة الرئيس السابق.
كانت أكاديمية الشرطة قد شهدت أمام البوابة9 بنحو50 شخصا من أنصار مبارك والذين حضروا داخل أتوبيس ورددوا بعض الهتافات المؤيدة وانصرفوا بعدها دون وقوع حدوث أية اشتباكات مع آخرين.


---------------

مبادرة التوافق الشعبي‏:‏ حتي تحمي الثورة مكتسباتها واستمراريتها
بقلم: د.سيف الدين عبد الفتاح
10

كتبت في مقالة سابقة مؤكدا أن مثلث الخروج مما نحن فيه من ضيق ميدان التحرير الذي ضيقناه إلي سعة ميادين المجتمع الذي نسيناه وتغافلنا عنه وعن قضاياه وتركنا التحديات والأزمات ترعي فيه‏:‏

ضلع المثلث الأول: في أسس التعاقد السياسي الجديد, الثورة المباركة في25 يناير أرست قواعد تعاقد سياسي جديد لمصر المستقبل يجب علي الجميع أن يضعه نصب عينه, هذا عهد الثورات لحظات فارقة وكاشفة تنتقل من نظام مضي بكل قواعد لعبته ونظام انقضي بكل فساد واستبداد بنيته. أما الضلع الثاني: فهو صناعة واستنهاض التيار الأساسي في الأمة المصرية وجماعتها الوطنية وطن يسع الجميع ويحرك طاقاته ويحفز كل فاعلياته ويؤصل معاني وحدته وجامعيته, ويستشرف قواعد تنميته ونهضته.
أما الضلع الثالث: وأراه القاعدة التي يستند إليها الضلعان في عنوان الفاعلية وآلياتها: استراتيجية تمكين الشباب بطاقته الفياضة التي ضاق بها ميدان التحرير وضاقت به وسيلة المطالبات.. اتركوا الشباب يعمل وينتقل إلي ميادين المجتمع وقضاياه فهي أرحب لكي تجمعه وتستثمر طاقاته. الشباب في إطار هذه المبادرة( مبادرة التوافق الشعبي) يحاول أن يحافظ علي زخم الثورة المباركة ويرسخ مكاسبها ويحقق استمراريتها. لقد أراد الشباب أن يرسل بعض الرسائل الي كل من يهمه الأمر: رسالة الي النخبة السياسية التقليدية التي همشت الشباب أو استغلتهم, فكان فقدان الثقة في نخبة احترفت التراشق ولغة التنازع, إنهم الشباب قلقون علي الثورة وماآل إليه حالها ونجاح بعض المحاولات في فك ارتباط الشعب بالثوار, الشباب يؤكد أن هذه المحاولات مقضي عليها بالفشل المحقق, وأن شباب الثورة وشعب الثورة أهم رقم في معادلة حماية الثورة ومكتسباتها.
ورسالة الي الشعب تتأكد فيها الصلة القوية التي تبنيها ثورة25 يناير بين المشروع السياسي وإعادة بناء الحياة السياسية الجديدة في مصر ومحو سائر سلبياتها, وبين المشروع التنموي والنهضوي المجتمعي الشامل الذي يمضي باتجاه كافة قطاعات المجتمع المصري الرسمية وغير الرسمية, المؤسسية والفردية, وتدفع إلي التغيير فيها من خلال منظومة القيم التي جسدتها ثورة مصر وشعبها وشبابها.
فعلي صعيد إعادة بناء الحياة المجتمعية والسياسية في داخل مصر, يتأسس المجال السياسي المصري الجديد علي جملة من المعايير الأساسية التي تمثل امتدادا لروح الثورة المصرية, وتجسيدا لمنطلقاتها وقيمها وأهدافها في العدالة بحيث تقيم العدالة ميزانا حاكما لكل القوي والتفاعلات, ولا يسمح الإنسان بظلم أو اعتداء علي الحقوق. والمساواة الأصلية تفرض عدم التمييز بين أفراد الشعب وقواه وطوائفه وفئاته في الحقوق السياسية والإنسانية علي أي أساس غير موضوعي.
الانطلاق من حق الاختلاف, وأولوية التعدد والتنوع في الرؤي والأفكار والمصالح والاتجاهات السياسية, والاعتراف بحق كل كيان سياسي, والأفراد, في التعبير عن رؤاهم والدعوة لها, وتمثيل مصالحهم عبر المجال السياسي والعام.
0اعتبار تفعيل الحقوق الإنسانية وصيانة الحريات الأساسية للإنسان المصري كاملة غير منقوصة, هو المعيار لفاعلية وسلامة الحياة السياسية المصرية. تكريس حقيقة أن المشاركة السياسية والعامة من قبل الأفراد والجماعات في تحديد منطلقات المجتمع وقيمه وأهدافه, واجب قبل أن تكون حقا للجميع بغض النظر عن أية انتماءات.
حرص المد الثوري المصري الساعي إلي التجديد والبناء علي عدم الانجراف إلي معارك فكرية وسياسية جانبية, لطالما أهدرت طاقات المجتمع وجهوده, وضرورة تركيز التفاعلات السياسية علي ما يحقق النموذج الراقي للشعب المصري, وثورته, ويدفع للأمام المنجزات السياسية والتنموية. خروجا عن حالة الاستقطاب والتنافي والاستبعاد. الحرص علي تكاتف وتماسك القوي الصادقة التي أسهمت والتي تسهم- في التغيير السياسي والإصلاح العام, وضرورة الحذر من محاولات الالتفاف علي هذا المد أو صرف مساره عن غاياته الحقيقية.
الشعب لن يستغني عن شبابه, والشباب لن يفارق حاضنته المجتمعية, ولن يفرط في رصيده الشعبي, ولن يبدد مكتسبات ثورته, ولن يتنازل عن تمكينه.
في ظل مناخ التعتيم وعدم الشفافية, ومناخ التأزيم وصناعة الأزمات, ومناخ الاستقطاب والتنافي, وبين فجوات الآليات وأزمات الثقة, وأزمة النخب التقليدية,برزت مبادرة التوافق الشعبي تواجه كل هذه التحديات, وفي رؤية بنائية طورت جهازا يمثل فاعلية المجتمع وقواه, لايهادن في حماية مكتسبات الثورة ولا في ضمان استمراريتها حتي تبلغ أهدافها الأساسية كاملة غير منقوصة. فكانت مبادرة التوافق الشعبي التي قام عليها شباب واعد: أبناء أشداء وأخوة إخاء وأساتذة أجلاء وكيانات سياسية وعلمية وفكرية ومجتمعات نقابية ومدنية, تقوم برفع شعار الثورة التأسيسي: أمن, عيش, حرية, والتي تولد معني الكرامة للمواطن ومعني المكانة للوطن, الثورة لن تفقد زخمها, والشعب سيظل يحتضنها, والأمة كلها بتنوعاتها وتياراتها وتكويناتها هي رحمها. وكان هذا البيان لكل من يهمه الأمر:
مبادرة التوافق الشعبي, أمــن. عـيش. حـرية
بعد نجاح الثورة المصرية المجيدة في الاطاحة برموز النظام السابق تبقي للثورة استحقاقات واجبة التنفيذ حتي تكتمل ويتم إسقاط النظام السابق بالكامل( أشخاص وسياسات وأجهزة قمعية وقوانين سيئة السمعة) وذلك لتشييد مؤسسات الدولة التي نطمح إليها علي أسس سليمة.
وعلي ذلك توافقت القوي الوطنية والفصائل السياسية أن يتخطوا مرحلة الاستقطاب التي كانت معول الهدم الفاعل في جسم ثورتنا و يتوافقوا علي مطالب موحدة ويمارسوا وسائل ضغط موحدة بما يتلاءم مع مصلحة الوطن ومع أولويات المرحلة. وتتبني مبادرة التوافق الشعبي المطالب التالية والتي تعتبر مصيرية لإنجاح ثورتنا:
أمـــن: قيام المجلس العسكري بواجبه في تحقيق أمن المواطنين وإلزام وزارة الداخلية بإعلان خطة أمنية واضحة للقضاء علي الفوضي الأمنية والبلطجة دون المساس بحرية وكرامة المواطنين.
عـيش: الإعلان عن إجراءات اقتصادية قصيرة المدي لإنعاش الاقتصاد ووضع آليات لضبط الأسعار ومراقبة الأسواق.
- اعتماد الحد الأدني والحد الأقصي للأجور خلال أسبوعين.
حـرية:
- التزام المجلس العسكري بجدول زمني فورا معلن للتسليم الكامل لإدارة البلاد لسلطة مدنية منتخبة- برلمان ورئيس جمهورية- في موعد أقصاه30 إبريل2012.
- تعديل مواد قانون الغدر وتفعيلها.
- تعديل قانون انتخابات مجلسي الشعب والشوري بشكل كامل وبما يتوافق مع مطالبات القوي السياسية.
- الوقف الفوري للقوانين والمحاكمات الاستثنائية- وقف العمل بقانون الطوارئ وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين- واتخاذ كافة الضمانات لحرية الرأي والتعبير.
- إعادة محاكمة المدنيين الذين صدرت ضدهم أحكام عسكرية أمام قاضيهم الطبيعي.
وتطالب القوي السياسية الموقعة علي هذا التوافق المجلس العسكري بسرعة الاستجابة لإرادة الشعب وتنفيذ هذه المطالب استكمالا لثورة25 يناير والتي لن تتوقف- بإذن الله- حتي تتحقق جميع مطالبها المشروعة مع الأخذ في الاعتبار أن جميع خيارات التصعيد السلمي مفتوحة.
هذا البيان لأهل مصر ومبادرة من أجل ثورة مصر
تالاهرام
25/9/2011
-------------



Share123 تعليقات 0 العوا: يجب على المجلس العسكري أن يعلن عن موعد الانتخابات وتقسيم الدوائر في موعد أقصاه غدًا الاثنين
بالفيديو.. العوا: المشير لا يملك أن يبرئ مبارك.. وأناشد اللواء شاهين بعدم الحديث عن الأمور المتعلقة بالقانون في وسائل الإعلامتعليقات: 0
شارك بتعليقك
آخر تحديث يوم الأحد 25 سبتمبر 2011 - 2:20 ص ا بتوقيت القاهرة

المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا- المرشح المحتمل لرئاسة الجمهوريةمصطفى الأسواني
أشار المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا- المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إلى أن ذهاب المشير حسين طنطاوي- رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلى المحكمة جاء بدعوة من القاضي، بناءً على طلب المحامين، حيث أدلى بشهادته التي مضمونها غير معروف علنيًا حتى الآن. وقال الدكتور محمد سليم العوا، إن المشير طنطاوي شاهد فقط في القضية وهيئة المحكمة لها مطلق الحرية في تقيم شهادة الشهود واتخاذ منها ما تشاء.





وصرح العوا قائلاً: "أنا مش هاممني شهادة المشير، لأنه لا يملك أن يبرئ حسني مبارك، وكل ما يملكه هو أن يشهد بالحق بعد أن أدى القسم أمام هيئة المحكمة". كما أوضح أن افتتاح الجلسة أمس السبت قبل موعدها بنصف ساعة خطأ إجرائي من قبل هيئة المحكمة، معتبرًا أن هذا الخطأ ما كان ينبغي للمحكمة أن تقع فيه لأنه قد يسبب مشاكل في إجراءات الجلسات القادمة، وهذا أيضًا ما جعل بعض المحامين يقومون بطلب رد هيئة المحكمة في قضية قتل المتظاهرين. واصفًا الاعتداء على المحامين بالحق المدني في المحكمة بأنها جريمة كبرى، ولا يجوز أن تمر مرور الكرام، مطالبًا المحامين بأن يتخذوا الإجراءات القانونية للدفاع عن كرامتهم.





وقال العوا، خلال لقاؤه مع الإعلامي شريف عامر، في برنامج "الحياة اليوم" على تلفزيون الحياة، "يجب أن يعلن المجلس العسكري عن انتهاء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الحالي"، مشيرًا إلى أنه يجب أيضًا أن يتم إعلان موعد الانتخابات وتقسيم الدوائر في موعد أقصاه الاثنين، موضحًا أنه كلما كان إيقاع الانتخابات أسرع كلما كان أفضل لمصلحة الوطن في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.





ودعا الدكتور سليم العوا، القضاة بأن يتبرعوا بمكافأة إشرافهم على الانتخابات، وذلك لمساعدة الدولة في وضعها الاقتصادي. وأشار إلى أنه بالرغم من اعتراضه على كثير من إجراءات المجلس العسكري وبطء الحكومة في كثير من الأمور، إلا أنه غير متخوف من مد حكم المجلس وأن ثقته بالمجلس والحكومة كما هي ولم تهتز. وناشد اللواء ممدوح شاهين- عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعدم الحديث عن الأمور المتعلقة بالقانون في وسائل الإعلام وأن يترك الحديث في هذا الصدد إلى رجال القانون والقانونيين.





من جهته، رد اللواء ممدوح شاهين- عضو المجلس العسكري، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الحياة اليوم" قائلاً: "إن القرار الجمهوري الخاص بقانون الطوارئ الذي وافق عليه مجلس الشعب يطبق لمدة سنتين في مجالين، هما المخدرات والإرهاب، وبالتالي فإن قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يمس المدة المحددة، ولكنه زاد عددًا من الجرائم، بالإضافة إلى جرائم المخدرات والإرهاب فقط". مضيفًا، أنه ليس كل ما هو صادر في دستور عام 1971 ملغًى بناءً على الاستفتاء العام الذي تم مارس الماضي، والمجلس الأعلى للقوات يقوم فقط بإدارة البلاد بناءً على اختصاصات رئيس الجمهورية.





وأوضح اللواء شاهين، أن مادة 38 من الدستور تنص على أن الانتخابات تتم على أساس أي نظام انتخابي، وهو ما يعني، إما النظام الفردي، أو نظام القائمة، ولكن عند الاطلاع على أحكام المحكمة الدستورية العليا التي أصدرت حكمين بعدم الدستورية، ولذلك عندما أصدر قانون المجلس العسكري قانون الانتخابات لم يرتكب أي خطأ في وضعهما.





يذكر أن الدكتور العوا قاطع اللواء شاهين أكثر من ثلاث مرات خلال مداخلته الهاتفية، لتوضيح عدد من القضايا على رأسها موعد الانتخابات وقانون الطوارئ، مما دفع اللواء شاهين إلى إنهاء المكالمة مع البرنامج
--------------------


Share221 تعليقات 7 عاكف: الشعب يموج تحت قيادة غير صالحة.. وشباب الإخوان أهل الثورة والقيادة
الإخوان يقيمون مؤتمر طلابهم الأول بعد الثورة في قاعة مؤتمرات (الوطني المنحل)تعليقات: 7
شارك بتعليقك
آخر تحديث يوم السبت 24 سبتمبر 2011 - 9:39 م ا بتوقيت القاهرة

الدكتور محمد بديع - المرشد العام خلال المؤتمرمحمد شوشة
"
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
".. بهذه الآية اختار الإخوان المسلمون أن يفتتحوا مؤتمرهم الطلابي الأول بعد الثورة، في قاعة "خوفو" بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، الذي شهد الانعقاد الأخير للمؤتمر السنوي للحزب الوطني المنحل، رايات وشعارات الإخوان وحزب الحرية والعدالة انتشرت محل أعلام الحزب الوطني.. وحلت "جيل يبني.. وطن ينهض" مكان "علشان تطمن على مستقبل ولادك".



جلس قادة الإخوان في الصفوف الأولى من القاعة، حيثما كان يجلس قادة لجنة السياسات في الحزب المنحل، ووقف مرشدهم العام محمد بديع متحدثا إلى شباب الإخوان، على نفس المنصة التي شهدت تهديدا واضحا من أحمد عز، أمين تنظيم الوطني المنحل، بأن حزبه لن يسمح للجماعة "المحظورة" بالعمل في الشارع السياسي المصري أكثر من ذلك، لتقلب الثورة الأوضاع رأسا على عقب، فالإخوان حصدوا الشرعية، وحظر القضاء حزب الرئيس، وبينما يخطط الإخوان للسيطرة على البرلمان القادم، تلاحق الدعوات القضائية "فلول" الوطني المنحل، لمنعهم من الترشح للانتخابات.



محمد مهدي عاكف، مرشد الإخوان السابق، تحدث بالخطأ في افتتاح المؤتمر، حيث كان يفترض طبقا لجدول الأعمال أن يتحدث المرشد الحالي محمد بديع، لكن تلعثم مقدم الحفل منح الكلمة لعاكف، فألقى كلمة ظهر فيها الارتجالية، حيث انتقد المطالب "التي ترفع هنا وهناك" في فترة انتقالية يفترض أن تنتهي في أسرع وقت، مضيفا، أن الشعب يموج "تحت قيادة غير صالحة" بحسب تعبيره.



وأضاف عاكف: "الطلاب سيكونون نبض الحرية في الفترة المقبلة"، واصفا طلاب الإخوان بـ"أهل الثورة والقيادة"، وقال: "لا تروا إلا الله في أنفسكم، فهو الذي يحرككم للقيام بواجبكم تجاه دينكم وتجاه الوطن، فالشعب في حاجة إليكم لإنقاذه مما هو فيه".



وطالب المرشد السابق طلاب الإخوان "ألا يناموا حتى ينقذوا الشعب مما هو فيه"، لأن "الوقت ليس وقت المطالب الفئوية، بل وقت الانتخابات كي تنتقل السلطة إلى الشعب".



أما الدكتور محمد بديع، المرشد الحالي، فوصف طلاب الإخوان بأنهم "كنز الأمة واستثمارها الأعلى، ورصيدها الأهم"، لأنهم "تربوا في مشاتل الإخوان المسلمين على قيم الحرية والصدق والأمانة والفضيلة والبر ونفع الغير"، بحسب قوله، مضيفا: "أعدتكم الجماعة لخدمة الوطن، فلا خير فيكم إن لم تنفعوا الوطن، فأنتم كالغيث، حيثما حل نفع".



Post: #50
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-26-2011, 05:01 AM
Parent: #49

اتهام دول الخليج بالتآمر على الثورة وإخفاء أموال مبارك.. تحذير من هجمات ضد معسكرات الجيش
حسنين كروم
2011-09-25




القاهرة - 'القدس العربي' :

أبرز خبر في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد كان عن ادلاء المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى العسكري بشهادته في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها مبارك والعادلي وعلاء وجمال وستة من معاوني العادلي، أمام محكمة الجنايات برئاسة المستشار أحمد رفعت، وتصريحات المشير بأن وقوفه أمام المحكمة تأكيد لسيادة القانون. واهتمت الصحف ايضا بإبراز ما انتهى إليه المجلس من الموافقة على طلب الأحزاب والحركات السياسية تعديل قانون انتخابات مجلسي الشعب والشورى، بأن يكون الثلثان للقائمة والثلث للفردي، وظهور مفاجأة في محاكمة المتهمين بقتل الشاب خالد سعيد، إذ أفاد التقرير الطبي الجديد الذي أعده ثلاثة من أطباء جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية بأنه تم حشر لفافة البانغو في فمه بعد وفاته، وانتخاب الدكتور السعيد كامل رئيسا لحزب الجبهة الديمقراطية خلفا للدكتور أسامة الغزالي حرب الذي رفض إعادة ترشيح نفسه، وتم انتخاب رجل الأعمال رامي لكح رئيساً لحزب الإصلاح والتنمية،مصرنا، وقد تشكل من اندماج حزبي مصرنا برئاسة رامي والإصلاح والتنمية برئاسة محمد أنور السادات ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، وشقيق طلعت السادات رئيس حزب مصر القومي، وتحذيرات الإخوان المسلمين لحليفهم حزب الوفد من ضم عدد من فلول الحزب الوطني إلى قوائم مرشحيه في الانتخابات القادمة التي سيتحالفان فيها والبدء في التوصل لحل بشأن اضراب المدرسين، وسائقي وعمال هيئة النقل العام، ومواصلة قوات الشرطة والجيش إزالة إشغالات الطرق ومطاردة البلطجية وكثرة تساقط لصوص السيارات وضبط ثمانية صواريخ مضادة للطائرات مخبأة في الإسماعيلية قبل تهريبها إلى قطاع غزة، واجتماع رئيس جهاز المخابرات العامة واللواء مراد وافي بعدد من ممثلي شباب الثورة، واستعدادات حزب المواطن المصري الذي تشكل برئاسة المهندس صلاح حسب الله وقيادة صديقنا الاستاذ بكلية الطب وأمين المهنيين بالحزب الوطني السابق الدكتور محمد حسن الحفناوي وصديقنا الدكتور محمد السعيد وزير الاقتصاد الاسبق ومحمد شتا، واعداده قوائم مرشحيه في الانتخابات والاستعداد لإصدار صحيفة له. وإلى بعض مما عندنا:


إلى أين تتجه مصر
مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب؟

ونبدأ باستمرار التساؤلات حول المصير الذي تتجه إليه مصر، مع قرب موعد انتخابات مجلس الشعب ونشوء عشرات الأحزاب من مختلف الاتجاهات، وتكوين تكتلات في ما بينها قال عنها يوم الأربعاء في 'الأهرام' زميلنا وصديقنا ورئيس حزب الجبهة الديمقراطية الدكتور أسامة الغزالي حرب: 'لا شك هنا في أن أول وأهم تلك التحالفات كان هو 'التحالف' الديمقراطي من أجل مصر'، والذي يقع في قلبه - في الواقع - التحالف 'الوفدي - الإخواني' الذي أصاب الكثير من القوى السياسية بالدهشة وربما ايضا بالإحباط، فحزب الوفد - أقدم الأحزاب المصرية والذي يفترض أيضا أنه أكبرها - ينظر إليه دائماً من منظور تاريخه 'الذي هو أيضا ثابت باسمه!' ليس فقط باعتباره الحزب الذي بلور الوطنية المصرية، لحظة انبثاق الأمة المصرية عقب الاستقلال عام 1922 وتبني دستورها الحديث عام 1923، وإنما أيضا باعتباره الحزب الذي أفلح في صياغة الهوية المصرية من خلال صهر عنصري الأمة المصرية 'المسلمين والأقباط' في بوتقة وطنية جامعة واحدة، تحت شعارات 'الدين لله والوطن للجميع'، و'وحدة الهلال مع الصليب'، أما الإخوان المسلمون، فهم بالقطع - وبحكم تاريخهم ومبادئهم وتضحياتهم - يرفضون ذلك الفصل بين الدين والدولة، ويدعون إلى إقامة الدولة 'الإسلامية' تحت شعار أن 'الإسلام هو الحل' وهم بالقطع يحرصون على حقوق الأقباط أو غير المسلمين كاملة، ولكن في إطار إسلامية الدولة وليس مدنيتها، ولا شك في أن حق الوفديين، والإخوانيين وكافة القوى السياسية الأخرى في التعبير عن آرائها والدعوة إليها أصبح إحدى 'البدهيات' في مصر الجديدة الديمقراطية، فلا شك في أن هذا التحالف 'الديمقراطي من أجل مصر' كان دافعا للقوى السياسية لأن توحد صفوفها، وأن تشرع في بناء علاقات مؤسسية مع بعضها البعض، سعيا الى إنشاء 'الكتلة المصرية'، وهنا فإن من الإنصاف الإشارة إلى مجموعة من الحقائق الأساسية، أولاها: الدور الرائد الذي لعبته 'الجمعية الوطنية للتغيير' بقياداتها وأعضائها الأجلاء في التمهيد للثورة المصرية، والدعوة لتوحيد القوى خلفها، وفي مقدمتهم منسقها الحالي د. عبدالجليل مصطفى، ثانيتها: الدور المهم والمبكر الذي لعبه 'المجلس الوطني المصري بمبادرة وقيادة د. ممدوح حمزة لتعبئة القوى الشعبية 'خاصة القوى المستقلة في كافة أقاليم مصر، خلف أهداف الثورة المصرية، ثالثتها: الدور العظيم الذي لعبه الدكتور محمد غنيم - بصمت ودأب وتفان - من أجل توحيد القوى الثورية المصرية في كيان واحد وفاعل.
شملت - عند إنشائها أحزاب: التجمع، والجبهة الديمقراطية، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والمصريين الأحرار، ومصر الحرية، والتحالف الشعبي، والتحرير المصري، والاشتراكي المصري، وكلا من: الجمعية الوطنية للتغيير، والمجلس الوطني، واتحاد الفلاحين، واتحاد العمال المستقل، وهناك - حسب علمي - سبعة أحزاب، وأربعة ائتلافات أخرى تطلب الانضمام للكتلة المصرية.
يتبقى بعد ذلك السؤال المركزي والأهم: ما هو فكر الكتلة المصرية، وما هدفها السياسي؟ الإجابة بشكل موجز، وفي عبارة واحدة، أن الهدف بشكل واضح لا لبس فيه هو تحقيق الهدف الأساسي الذي قامت من أجله الثورة المصرية أي بناء نظام سياسي ديمقراطي حقيقي في مصر'.

ائتلاف يضم عشرة احزاب جديدة

ونترك أسامة يقول ما يشاء في الصفحة الحادية عشرة من 'الأهرام'، لنرى ماذا عند زميلتنا في 'التحرير' في نفس اليوم، رحمة ضياء في الصفحة الرابعة، وهو: 'فريد زهران، عضو الأمانة العامة للكتلة المصرية ووكيل مؤسسي 'الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي'، كشف لـ'التحرير' أن الكتلة وافقت على انضمام الأحزاب العشرة الجديدة، التي من أبرزها: 'المساواة والتنمية' ووكيلة مؤسسيه الفنانة تيسير فهمي، و'الحياة' ومؤسسة الناشط مايكل منير، و'العربي للعدل والمساواة' ورئيسه المهندس حسب الله الكفراوي، و'القومي العربي' الذي يضم مجموعة من القبائل العربية، و'الدستوري الحر' ورئيسه المحامي ممدوح قناوي. الأمانة العامة للكتلة وافقت على قبول تلك الأحزاب 'لاتفاقها مع أهداف وسياسيات الكتلة، التي تدفع إلى إقامة دولة مدنية. الفنانة تيسير فهمي، وكيلة مؤسسي حزب 'المساواة والتنمية' قالت إن هناك اجتماعات لاحقة على اللقاء الذي جمعها بأعضاء الأمانة العامة للكتلة أول من أمس، لبحث العمل المشترك بين أحزاب وائتلافات الكتلة وتنسيق القوائم الانتخابية المشتركة'.

معارك حول تدخل السعودية
ودول الخليج بشؤون مصر

وإلى المعارك الدائرة حول تدخل السعودية ودول الخليج في شؤون مصر، تارة تزداد سخونتها وأخرى تهدأ، وقد اشتعلت يوم الخميس بالتحذير الذي أطلقه زميلنا بـ'الجمهورية'، السيد البابلي من الحملات التي تتعرض لها دول الخليج، ودافع عنها بالقول: 'دول الخليج العربية هي أكبر قوة داعمة لمصر في كل القضايا والمحافل الدولية، تنظر إلى مصر وتتعامل باعتبار أن القاهرة هي العمق الاستراتيجي لهذه الدول.
تتعامل مع العمالة المصرية على أنها ليست عمالة وافدة بل هي شريك أساسي في صناعة التنمية والتقدم في هذه الدول، ومن الخطأ والخطر أن نعرض هذه العلاقات الخاصة والمتميزة إلى التوتر والتباعد بسبب غضب البعض في مصر من مواقف دول الخليج ووجهة نظرها في كيفية التعامل مع الرئيس السابق حسني مبارك، فهذه الدول لها وجهة نظرها التي يجب أن تحترم والتي تأتي نابعة من مواقف مبارك معها في أزماتها.
وهذا لا يعني ان تصبح هذه الدول هدفاً للانتقادات والهجوم والتشويه، ولا يعني أن يصل الأمر إلى حد اتهامها بمحاولة إفشال الثورة وتشجيع الثورة المضادة.
ومن يدرس ويستوعب الفكر والسياسات الخليجية التقليدية يدرك أن هذه الدول إنما تبعد تماما عن التدخل في شؤون الآخرين حفاظا وتجنباًَ لتدخل الآخرين في شؤونها وقضاياها الداخلية المتشابكة والمعقدة.
ونحن في هذا نبحث عن الصالح الوطني المصري والصالح الوطني يعني أن نمد الجسور للجميع وأن نترفع عن الصغائر وأن نتريث قبل اتخاذ القرار وأن ندرك ونتفهم ان جرح السيف قد يبرأ، أما جرح الكلمة فلا يبرأ أبدا!'.

حزب الحرية والعدالة يضم أربعة وثلاثين حزباً

وبعد ذلك، نتجه الى مجلة 'آخر ساعة' لنرى الوجه الآخر للتحالف الديمقراطي، والإخوان المسلمين في حديث نشرته لعضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي للجماعة الدكتور محمود غزلان، والذي أجراه معه زميلنا علاء عزمي، وأبرز ما قاله: 'حزب الحرية والعدالة، يقود التحالف الديمقراطي من أجل مصر، الذي يضم أربعة وثلاثين حزباً معظمهم غير إسلامي، وهذا دليل على ان الإخوان أهل توافق وتجمع وحريصون على مصلحة البلد.
ما يحدث هو ردة فعل لثلاثين سنة من الكبت والقمع والتعذيب والفقر والاعتقال، ومن ثم اعتزلوا السياسة طيلة هذه الفترة، فلما خيمت أجواء الحرية على البلد انطلقوا إلى الساحة بخبرة سياسية قليلة وحماسة كبيرة، أما فيما يخص شعار إسلامية إسلامية، فمصر شاء من شاء وأبى من أبى، دولة إسلامية، فنحو أربعة وتسعون بالمائة من سكانها مسلمون، ودستورها ينص على أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي ومبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، والمجتمع بمسلميه وأقباطه يستمد حضارته وعاداته وأعرافه من الإسلام منذ 15 قرناً، كل ما هنالك أننا نريد استكمال بعض النواقص.
كما يقولون آخر الدواء الكي، الشريعة الإسلامية تبدأ بالعقيدة بحث الناس وتربيتهم على مراقبة الله عز وجل، وحبه ورجائه والخوف منه، ومن ثم تم استقاء منظومة العبادات والأخلاق والقيم، هذا ما يتعلق ببناء الإنسان، وهو دور تقوم به الشريعة ولا يشاركها فيه أي مذهب اجتماعي أو فكري أو ثقافي، بحيث تحيي ضمير الإنسان، ولو أن المفسدين والقتلة في العهد الماضي كان لديهم ذرة من مراقبة الله أو ضمير حي ما حدث كل هذا، بعد ذلك تأتي قضية التنظيمات والتشريعات المختلفة التي تبدأ بالنظم السياسية والقانون المدني، والنظم الاجتماعية والثقافية، لكن في النهاية سيكون هناك أفراد لن ينفع معهم هذا المنهج، لا تربية ولا نظم مدنية، وبالتالي لابد أن يكون هناك قانون جنائي يردعهم، وهو في الإسلام عبارة عن الحدود، ولو نظرنا إلى كل حد سنجده حلاً رادعاً، الهدف منه عدم وقوع الجريمة أصلاً، فالإسلام ليس متربصاً بالناس ليقيم عليهم الحدود، لكنها هي السياج الذي يحمي المجتمع'.
أي أن الإخوان باختصار يسعون لتطبيق الحدود، أي قطع يد السارق، والأيدي والأرجل من خلاف في حالة الحرابة، ورجم الزاني والزانية المحصن والمحصنة، وجلد غير المحصنين، وجلد شارب الخمر، وأخذ الجزية من المسيحيين مقابل عدم تجنيدهم في الجيش.

شروط السعودية والإمارات
لمنح مصر تسهيلات مالية

ولكن كلام البابلي لم يقنع زميلنا وصديقنا في 'الوفد' مجدي حلمي، فأسرع بالرد عليه في نفس اليوم معلقاً على طلب السعودية والإمارات شروطا لمنح مصر تسهيلات مالية: 'كان على الدكتور الببلاوي أن يقول لنا ما هي شروط السعودية والإمارات لمنح مصر هذه التسهيلات وهل توجد بها شروط سياسية متعلقة بالثورة ومحاكمة الرئيس المخلوع وأبنائه أم هناك شروط اقتصادية بحتة وهي التي لم تكن تتم في العهد السابق وكانت تأتي المساعدات باتصال هاتفي بين الرئيس المخلوع وقيادة الدولتين فلماذا تغير الحال بعد الثورة؟ وكنا قد أشرنا إلى أن أموال الرئيس المخلوع وأبنائه وضعت في بنوك إماراتية وسعودية بأسماء أمراء من الأسر الحاكمة في البلدين، وحتى الآن لم نسمع اي رد رسمي من حكومة البلدين ويقابل هذا الصمت عدم جدية الحكومة والأجهزة القضائية في تتبع الأموال المهربة من مصر طوال الفترات الماضية رغم ان رجال بنوك مصريين لعبوا دورا بارزا في تهريب هذه الأموال الى الخارج في العهد السابق ويمكن من خلالهم معرفة أين وضعت هذه الأموال مقابل عدم معاقبتهم جنائياً'.

لا نريد مساعدات من دول الخليج
بل استرداد مليارات مبارك

وبمجرد انتهاء مجدي من اتهاماته لدول الخليج، أسرع زميلنا بـ'الأهرام' منصور أبو العزم لتأكيد الاتهامات بقوله: 'لا نريد مساعدات من دول الخليج أو من الدول الأوروبية حاليا وإنما نريد استرداد المليارات التي نهبها وحولها رموز النظام السابق ورجال أعماله الى تلك الدول، فلو أن تلك الأموال عادت فلن تمد مصر يدها لتتسول معونات أو مساعدات لا من دول الخليج ولا من الدول الأوروبية ولا حتى من أمريكا أو صندوق النقد أو غيرها.
ويتعين على الدول الخليجية أن تثبت حسن نواياها لمساعدة مصر في عهدها الجديد وأنها تقف إلى جانب الشعب المصري وليس الى جانب مبارك ورموز نظامه المحبوسين حاليا على ذمة التحقيقات، ويمكنها أن تفعل الكثير لمساعدة الشعب المصري ليس فقط في استرداد الأموال المنهوبة والتي تم تحويلها إلى بنوكها وشركاتها خلال الأيام الـ18 للثورة وما بعدها، وتعرف حكومات تلك الدول على وجه الدقة واليقين أسماء تلك البنوك والشركات وحتى أسماء الشخصيات التي تم تحويل الأموال المنهوبة إليها، ولكن ايضا يمكنها ان تساعد في القبض على رموز الفساد الهاربين ويقيمون على أراضيها أو حتى يستخدمون أراضيها 'ترانزيت' للعبور إلى دول أخرى، وقد ثار الكثير من الشكوك أخيرا حول دور العديد من دول الخليج في دعم وتمويل الثورة المضادة والسلفيين والجمعيات 'الدينية' بهدف إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في مصر، بل انه تردد ان دولا خليجية بعينها تمارس ضغوطا لمنع محاكمة مبارك ورموز نظامه وعرضت أموالا طائلة مقابل ذلك إلا أن مصر رفضت ابتزازها بهذه الطريقة التي تعتبر تعديا على سيادتها وتدخلا في شؤونها الداخلية، ومن هنا فإن دول الخليج التي تربطها بمصر والشعب المصري وليس مبارك، روابط عريقة وثابتة مطالبة بأن تثبت انها تقف مع الشعب المصري واختياراته وليس مع نظام أو أشخاص بذاتهم'.
أما المفاجأة الحقيقية في المعلومات عن هذه القضية، فجاءت في الصفحة الرابعة من جريدة 'روزاليوسف'، في ذات اليوم بعد أن قرأ اتهام أبو العزم لدول الخليج بتمويل السلفيين، فقد أكد الاتهام برسم عن التغيير الذي حدث في مساعدات الخليج، زمان، قبل الثورة، وأشار الى خليجي يلقي الأموال على راقصة، ودلوقتي، أخذ يلقيها على سلفي وهو يرقص أيضاً.

الاسلاميون وإغراق الجماهير
في القضايا الهامشية والجانبية

وإلى إخواننا في التيار الإسلامي، والقلق الذي انتاب زميلنا مجاهد خلف رئيس التحرير التنفيذي لجريدة 'عقيدتي' مما يفعله بعض من ينتسبون للإسلام به فقال: 'يبدو أننا مقبلون على مرحلة إغراق الجماهير في القضايا الهامشية والجانبية، ولا أبالغ إذا قلت الهايفة أو ال########ة، والسؤال عن حكم الشرع فيها، وهذه مدرسة في غاية الخطورة للإلهاء من ناحية وتشويه الفكر الإسلامي والحركة الإسلامية بصفة عامة خاصة في الأوقات الحساسة او التي يتقدم فيها الإسلاميون على الساحة أو حينما تشعر التيارات الأخرى بأن شيئاً ما سيحدث.
لذلك لم استغرب تصاعد وتيرة انتشار أسئلة من قبيل، ما حكم الدين في الصلاة بـ' تي شيرت' عليها صور أبو تريكة اللاعب الشهير، أو صورة مادونا، ولا مانع من الصور إياها بالمرة؟!
وكذلك حكم مس التليفون الذي توجد عليه آيات قرآنية أو المصحف كاملا؟ لم أرى أو أسمع أحدا يطالب ببيان حكم الشرع فيما يتعرض له الناس اناء الليل والنهار من عدوان واعتداء على الحرمات والممتلكات والأعراض في كل مكان، يسأل عن حكم الدين في ترويع الآمنين وقطع الطرق وعمليات السلب والنهب وفرض الاتاوات وإرهاب الناس بالأسلحة الآلية وغيرها وإطلاق الأعيرة طوال الليل بسبب وبدون؟ لم يسأل أحد عن حكم الشرع في تعطيل عمليات الانتاج والإضرابات الفئوية التي زادت عن حدها وكادت تخنق البلاد والعباد؟
ولذلك أرى أن هناك واجباً على علماء الدين الآن حين يتعرضون لمثل هذه القضايا ال########ة أو الغريبة أو عندما يتعرضون لأسئلة المتنطعين في الدين أن يكون لهم موقف ورؤية ويلقنون هؤلاء وأمثالهم الدرس الواجب عبرة لهم ولأمثالهم، وهو ما فعله كبار علماء الأمة من قبل فكانوا لا يقبلون ذلك وكانت لهم مواقف في غاية الحكمة والذكاء خاصة مع المتنطعين، فقد سأل رجل الإمام مالك بن أنس عن قوله تعالى 'الرحمن على العرش استوى' كيف الاستواء؟ فقال: الاستواء معلوم والكيف مجهول ولا أظنك إلا رجل سوء، ويروى أن رجلا سأل عمر بن قيس عن 'الحصاة' يجدها الإنسان في ثوبه أو في خفه أو في جبهته من حصى المسجد فقال: أرم بها فقال الرجل: زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجد فقال: دعها تصيح حتى ينشق حلقها فقال الرجل: سبحان الله!!! ولها حلق؟ قال فمن أين تصيح؟ وقال رجل لابن عباس رضي الله عنهما ما تقول في رجل طلق امرأته عدد نجوم السماء؟ فقال: يكفيه منها كوكب الجوزاء!! ومن الناس من يقول قلت لامرأتي: أنت طلق على كل مذهب لا يحلك شيخ ولا يحرمك فما الحكم؟!
وكان ابن سيرين إذا سئل عن مسألة من هذا القبيل قال للسائل: أمسكها حتى تسأل عنها أخاك إبليس'.

احمد الطيب بدأ الإصلاح واستعاد الأزهر مكانته

والحل لهذه الحالة الصعبةهو زيادة دور الأزهر، خاصة وأن شيخه الحالي الدكتور احمد الطيب بدأ الإصلاح واستعاد الأزهر مكانته، كما أخبرنا بذلك مستشاره الدكتور محمود عزب واستاذ الحضارة بجامعة السوربون في باريس في حديث له بـ'الأخبار' يوم الأربعاء قبل الماضي أجراه معه زميلنا ضياء أبو الصفا، ومما قاله: 'الأزهر كأي مؤسسة كبرى في العالم له لحظات صعود وهبوط غالبا ما ترتبط بقوة الجالس على قمته والمدير لشؤونه مثل مصر التي عندما رزقت زعيما عالميا قويا مثل جمال عبد الناصر أصبحت تفرض وجودها على العالم، والكل يتحدث عنها ويحترمها أو يخشاها، وعندما يتدنى حاكمها أو الجهاز الحاكم فيها إلى الصغائر ويتجه الى الانفتاح والإثراء وحرية رأس المال يتراجع الوطن، كذلك الأزهر ففي تاريخه عمالقة ارتفعوا به ومنهم الدكتور أحمد الطيب لأنه من نوع خاص جدا فهو إضافة لدراسته في المعاهد الأزهرية في صعيد مصر وعلى مناهج الأزهريين القدماء وفي جامعة الأزهر بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين سافر إلى فرنسا لدراسة الفكر الفلسفي الغربي، فهو يجمع بين الأصالة والحداثة والعقلية العلمية البحثية الأكاديمية لأنه كان رئيساً لجامعة الأزهر لـ7 سنوات وهي الجامعة العملاقة التي تضم 70 كلية من أعرق وأضخم جامعات العالم وكان يفتحها على العالم الخارجي وقد أنشأ الرابطة العالمية لخريجي الأزهر من 106 دول، فهو قبل أن يأتي لمشيخة الأزهر مارس القيادة العالمية والريادة وهو يريد للأزهر أن يستعيد ريادته العالمية وقد قطع شوطاً في ذلك وهو مستمر لا يتراجع'.

جهود منظمة للاخوان لتجنيد النساء في الارياف

لكن زميلنا وصديقنا وأحد مديري تحرير 'الأهرام' جمال زايدة ذهب في زيارة لبلدته في الريف وعاد إلينا بخبر مفزع قال عنه يوم الأربعاء: 'الناس تتحدث عن جهود منظمة ومكثفة من قبل جماعة الإخوان المسلمين لتجنيد الأعضاء من النساء مقابل أموال جاءت بعض النسوة تقول ان العروض تتضمن دفع خمسمائة جنيه فور الانضمام الى الجماعة بالإضافة الى مرتب شهري.
هذا بالإضافة الى ان الجماعة نزلت بثقلها خلف تقديم مساعدات مباشرة مثل اختيار فتاة من أسرة فقيرة مقبلة على الزواج وتقديم كل الأجهزة الكهربائية هدية لها يوم عرسها، هل الهدف اجتماعي أم دعوي أم سياسي؟
ما سمعته من بعض النسوة في الريف انهن خشين الانضمام الى الجماعة خوفا من التأثير على حياتهن الأسرية مثل إجبار الزوج على العمل مع الجماعة وتوقيع عقوبات في حالة عدم الالتزام بالصلاة في المواعيد وخلافه.
إذا كان الهدف دعوياً فمن أين جاءت الأموال؟ وإذا كان الهدف سياسياً فهل يجوز تقديم الأموال لحشد الجماهير في السياسة؟
وهل الجماعة تحشد الناس من أجل حزب الحرية والعدالة؟ وهل يعني هذا انه لا يوجد فصل ما بين الدعوي والسياسي؟'.

رفض تأسيس حزب 'البناء والتنمية' لأنه ديني

وانتظر زميلنا عماد الدين حسين أحد مديري تحرير 'الشروق' حتى ينتهي جمال من تحذيره ليقول هو الآخر في نفس اليوم عن الجماعة الإسلامية: 'رفضت لجنة شؤون الأحزاب طلب تأسيس حزب 'البناء والتنمية' للجماعة الإسلامية لأن الحزب يقوم - كما ترى المحكمة - على أساس ديني، في حين أنها سمحت بتأسيس حزبي النور السلفي و'الحرية والعدالة' الإخواني رغم قيامهما على أساس ديني، وقد يسأل البعض هل الهدف من قانون الأحزاب هو منع الأحزاب الدينية من التواجد أم فقط ان تتواجد ولكن شرط أن تعلن انها لا تقوم على أساس ديني؟!
هذا سؤال جوهري لأنه لو أن حزب 'البناء والتنمية' طعن على الحكم امام المحكمة الإدارية العليا وقام بتغيير الفقرة 'الملتبسة' فربما يتم إشهاره.
محكمة الأحزاب أدت دورها طبقاً لما هو موجود في الأوراق، ولأنها لا تفتش في النوايا والضمائر، فإن أي حزب فاشي أو نازي أو عنصري ذهب الى لجنة شؤون الأحزاب وأوراقه سليمة وقانونية، فسوف يتم إشهاره فورا، لكن من الذي يفترض أن يقوم بمراقبة هذه الأحزاب بعد قيامها؟
نحن الآن نشهد أكبر نسبة انتهاك للقانون في هذا الصدد، لدينا أحزاب لا هم لها إلا خلط السياسة بالدين خلطاً فجاً وخطيرا، وبعض قادتها بدأ يحدد لنا ويفتي فيما هو مسموح وما هو ممنوح، ثم شرع يخبرنا بالحكم الشرعي في السياحة وضرورة تغطية التماثيل أو يحكم على درجة إيمان المسيحي والعلماني، وهناك رأي له وجاهته أنه لا يمكن في الإسلام فصل السياسة عن الدين.
ويصبح السؤال هو: كيف يمكن التوفيق بين حق الجميع في الإيمان بما يعتقدون والاحتكام الى صناديق الانتخابات وبين منع البعض من احتكار الحديث باسم الله؟!'.

تشويه متعمد لانتصار 6 أكتوبر

أيضاًَ أراد زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير جريدة 'الفجر'عادل حمودة أن يقدم إسهاما بسيطا بأن قال محذرا: 'إن يوم 6 أكتوبر من أيام الانتصار القليلة اليتيمة في تاريخنا، لكن شاءت قوى الإرهاب أن تلطخه باغتيال أنور السادات، وشاءت قوى الفوضى ان تمحيه من الوجود بأعمال حرق وضرب وتخريب متوقعة، وكان الشعار ما دامت الشرطة سقطت يوم عيدها فليحدث الشيء نفسه مع القوات المسلحة.
والحقيقة ان الهدف لا يقتصر على الهجوم على المعسكرات والمحطات العسكرية واستفزاز الجنود كي يطلقوا النار، ويصبح بين الشعب والجيش دم، وإنما الهدف هو اسقاط الدولة نفسها كي تصبح جثة هامدة تتسلمها قوة نشطة جاهزة تحلم بحكمها منذ سنوات طوال.
ويمنع قانون الأحزاب قيام حزب على أساس ديني، بينما يعرف أقل الناس اهتماما بالسياسة، أن أحزابا إخوانية وسلفية وجهادية خرجت بالقانون ثم خرقته، ولو كانت لجنة شؤون الأحزاب في حاجة إلى دليل فلتقرأ تصريحات قياداتها في الصحف ولتشاهدها مسجلة بالصوت والصورة على اليوتيوب، ومن لا يرى من الغربال أعمى ولو كان في الحكم، وقد سمعت من قيادة إخوانية بارزة اقتراحاً بأن يكون البرلمان بالتوافق على ان توضع قواعد التوافق، وهي أفكار تجنب الجميع الصدام، وتخفف من فرص الفوضى.
والأهم أن ذلك كله يجنبنا فراغ السلطة الذي يسعى إليه البعض، كي يعيد تشكيل السلطة على مزاجه وتوجهاته، وهو ما يحفزه للفوضى التي ربما تكون أيضا أسهل طريق لتقسيم البلاد، وشرذمتها، ولو كانت السودان سابقة فإن مصر ستكون لاحقة'.

كلام هيكل عن مبارك
وهو نائم على السرير داخل القفص

وإلى معارك الصحافيين حيث تعرض أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل الى عدة هجمات بسبب سلسلة أحاديثه في 'الأهرام'، وأولها جاءته يوم الخميس في 'التحرير' من زميلنا والكاتب أسامة غريب الذي لم يعجبه كلام هيكل عن مبارك وهو نائم على السرير داخل القفص في المحاكمة، فقال غاضبا منه: 'أبدى الأستاذ محمد حسنين هيكل دهشة شديدة من الرئيس المخلوع مبارك الذي يحضر جلسات محاكمته محمولا على نقالة بينما صحته جيدة ويستطيع المشي والجلوس.
وأزيد: بل يستطيع الركض والعدو ودخول بطولة اختراق الضاحية أيضا.
ومعروف ان مبارك الذي يخلو من أي مزايا إنسانية أو بشرية يتمتع بخاصية مهمة تميزه عن الآخرين هي أنه من الناحية البدنية في قوة الوحش الأسطوري، ويعود ذلك الى الأدوية والخلاصات والنخاعات التي كانوا يجلبونها له على حساب شعب مصر.
وقال الأستاذ هيكل في حديثه لـ'الأهرام' الذي نشر الجمعة 16 سبتمبر انه شاهد مبارك في المحكمة ممددا ويداه معقودتان على وجهه معظم الوقت، يريد تغطيته قدر ما يستطيع، وعيناه تلتفتان خلسة للنظر إلى ما حوله، وتساءل هيكل: لماذا قبل الرجل لنفسه هذه المهانة؟'.

تذكير هيكل بالرؤساء المخلوعين عالميا

من الواضح ان هيكل يفكر ويتحدث وفي خلفية ذهنه مشاهد ومواقف لعشرات الزعماء والقادة، الأحرار منهم والطغاة الذين التقاهم واقترب منهم وحاورهم على امتداد عمره المهني الطويل، هو مين ياعم هيكل الذي يقول كلمة مشرفة للتاريخ؟ هل تظن نفسك تتحدث عن نابليون بونابرت في أثناء محاكمته أو سلوبودان ميلوسوفيتش أو حتى صدام حسين؟ إننا الآن بإزاء زعيم عصابة درجة ثالثة لم يأخذ من سادة الجريمة المنظمة ذكاءهم وفطنتهم وقدرتهم على شراء صورة إعلامية زائفة عن أنفسهم، لكنه أخذ منهم الوحشية والفجاجة، زعيم عصابة من السفلة والرعاع الذين لم يبذلوا جهدا في مسح آثار جرائمهم والتغطية عليها كما يفعل قادة المافيا الكبار.
في الحقيقة إن دهشة هيكل هي التي تدهشنا لأننا لم نتوقع من رجل في حصافة أستاذ الصحافة والسياسة الكبير ان يجهل أن مبارك لا يشعر بأي مهانة كما يظن ولا يقاسي الندم كما قد يتوهم، وليس لديه أي استعداد للاعتراف أو الاعتذار، لأنه لا ينظر إلى سقوطه إلا على أنه سوء حظ، ولأنه في تفشيخته السرمدية على السرير يشعر بسعادة قط كبير جائع لا يشغله إلا التفكير في وجبة العشاء الفاخرة التي تنتظره بعد أن يعود من المحاكمة.
إن طبيعة مبارك التي وضحت للجميع تجعلني أظن أن هذا الرجل لا يشعر بأنه مدين لأي أحد أو أي شيء في هذا الكون قدر ما هو مدين للبلادة الفطرية التي ستعبر به المحنة دون أضرار تذكر!'.

هيكل ومبارك وحكاية القط الكبير الجائع

والهجوم الثاني الذي تعرض له هيكل جاءه من زميلتنا منال لاشين أحد نائبي رئيس تحرير 'الفجر' الاسبوعية المستقلة، لسبب آخر بعيد عن مبارك، وحكاية القط الكبير الجائع وقصص ميكي ماوس، الا وهو الصحف والإعلام الخاص، فقالت: 'لم يفت الأستاذ والجورنالجي أن يذكر في البداية أن الصحافة الخاصة مجرد زجاجة مياه غازية، تفور لحظات، ولا يتبقى منها سوى مياه مسكرة وضارة على الصحة.
وركز الأستاذ هيكل بشكل مباشـــر على أن خطر الصحافة الخاصة هو ملكية رجال الأعمال، وأعاد الأستاذ هيكل الحديث عن نظرية مصالح ملاك الصحف الخاصة.
لم أغضب من الكلام فبعضه صحيح، والمخاوف من سيطرة ملكية المال الخاص، والمصالح الخاصة خطر حقيقي ووارد، سقط من ذاكرته الوثائقية ان هذه الصحف أعادت الاعتبار للصحافة المصرية، وأنها تحملت وحدها عبء كشف الفساد الكبير من احتكار عز الى الفساد السياسي لكمال الشاذلي، هي التي قدمت بالوثائق لعبة نهب البنوك بقروض طائرة وأخرى هاربة، وكشفت عمليات بيع الأراضي بدولار وأحيانا بجنيه، وفضحت ممارسات إبراهيم سليمان وغيره، ووقفت شوكة في حلق التوريث، وفضحت مخططات الوريث، وتحمل صحافيوها وكتابها السجن والتشويه والتهديد.
هذه الصحافة الخاصة 'بتاعت المصالح' هي التي غامرت بتحدي السلطة والسلطان، سقط كل هذا من ذاكرة الأستاذ الحديدية، هذه الملكية المشبوهة هي التي فتحت صفحاتها للممنوعين من جنة الصحف القومية، وكلهم من أكبر عقول ومثقفي مصر، وكان على رأسهم الأستاذ هيكل، انكوى الأستاذ من هجوم الصغار والعملاء في الصحافة القومية على الأستاذ فهرولت الصحافة الخاصة للدفاع المستحق عن الاستاذ هيكل.
سقط كل هذا من ذاكرة الاستاذ هيكل. سلامة ذاكرتك يا أستاذ هيكل'


---------------------


العوا وسلطان وأبو بركة يترافعون دفاعا عن الحزب الذي دعا لتطبيق الحدود

كتب ـ سـامـح لاشـين‏:‏
234

قررت المحكمة الإدارية العليا تأجيل نظر إقرار حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية لجلسة‏01‏ أكتوبر المقبل‏.


جاء ذلك بعد إحالة أوراق الحزب من لجنة شئون الأحزاب السياسية التي رفضت الموافقة علي الحزب نظرا لأنه قائم علي أساس ديني لمطالبته بتطبيق الحدود.
وقد ترافع أمام محكمة الادارية العليا الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لمنصب رئيس الجمهورية, وعصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط وأحمد أبوبركة القيادي بالاخوان ومحمد أبوالعينين المحامي.
وقد استند الدفاع الي عدة نقاط منها الخطأ في الاستدلال حيث أن لجنة الأحزاب وقعت في خطأ أن الحزب يقوم علي أساس ديني, وذكر واقعة تنازل التوكيلات وهي ليست لها قيمة أو أهمية قانونية وان اللجنة وافقت علي6 أحزاب للفلول في نفس اليوم دون أن تستند إلي أن من بينهم من عليه أحكام جنائية برشاوي.
وأضاف الدفاع أن المادة الثانية من الإعلان الدستوري التي تنص علي مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع, وما قررته المحكمة الدستورية العليا من أن المادة الثانية تعني أن الأحكام الاسلامية قطعية الثبوت والدلالة.
وأكد طارق الزمر المتحدث الرسمي باسم الجماعة الاسلامية أن هذه القضية تمثل دليلا كاشفا عن مدي نجاح ثورة52 يناير, وذلك من حيث مدي جدية لجنة شئون الاحزاب في التعامل مع الأحزاب الجديدة, وعن استقلال القضاء في التعامل مع قضايا الحريات لأن هذين الموضوعين من أسوأ مظاهر حكم مبارك.
وأضاف أن الجماعة سترجئ الإعلان عن الاسماء التي ستدفع بها في الانتخابات وإن كانت قد أعلنت من قبل أنها سوف تخوض الانتخابات بعدد يصل إلي.051



Post: #51
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-26-2011, 05:17 AM
Parent: #49

حمدين صباحي‏:‏ مصر لن تصبح دولة علمانية

148

إعتبر مرشح الرئاسة المحتمل حمدين صباحي أن مصر لا يمكنها أن تكون دولة علمانية‏,‏ مبررا ذلك في كلمة الي أهالي منطقة الرمل‏-‏ معقل القوي الإسلامية بالأسكندرية خلال مؤتمر حاشد‏-‏ بأنه لا يمكن فصل الدين عن الدولة‏,‏ ومضيفا بأن المادتين الأولي والثانية بالدستور لا يمكن المساس بهما‏.‏


وتحدث صباحي عن أهمية تطبيق الشريعة الإسلامية التي لن تفصل بين مسلم ومسيحي, مبينا أن مباديء الشريعة الإسلامية هي إستكمال لتطبيق مباديء الثورة المصرية, ولن تنتقص من الحقوق المدنية للمواطنين علي أساس الدين. وقال صباحي أن التاريخ الإسلامي لم يعرف الدولة الدينية, وإنما كانت الدولة مدنية معتمدة علي معايير الشوري- التي إعتبرها مرادفا للديمقراطية, مشيرا إلي مدي تدين المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين, ومحذرا من أية محاولاة للمساس بنسيج الأمة معتمدا علي الفتنة الطائفية.
وأوضح صباحي ضرورة العمل علي تنمية وتطبيق الخطط العمرانية بسيناء باعتبار أن تلك المشروعات خط دفاع إستراتيجي ضد آية محاولات للتخريب أو الإعتداء علي السيادة المصرية.



البرادعي‏:‏ من أعطي المجلس العسكري
صلاحية الحكم في دستورية القوانين?
القاهرة ـ سمير السيد ـ الإسكندرية ـ عصام علي رفعت‏:‏
486

قال الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة من أعطي المجلس العسكري صلاحية الحكم في دستورية قانون الطواريء وإختصاص المحاكم العسكرية؟‏


وتساءل الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ـ في صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر ـ أين المحكمة الدستورية من تفسير القوانين ودستوريتها؟. من ناحية أخري حذر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح مرشح الرئاسة المحتمل, المجلس الاعلي للقوات المسلحة من محاولات الزج به في العمل السياسي في المرحلة القادمة مؤكدا أن طول مدة المرحلة الانتقالية يجب أن تنتهي بأنتخابات برلمانية نزيهة ويجب ألا نخاف أن يأتي أي أحد أو طائفة أو تيار طالما جاء بإنتخابات حرة نزيهة وديمقراطية ويجب الا نقلق من إجراء الانتخابات من قريب أو من بعيد المهم مصلحة الوطن التي تقتضي أجراءها في المرحلة الحالية. وأكد أنه لا يجوز إعلان مد العمل بقانون الطواريء حتي العام المقبل وأضاف أنه اذا كان هناك اضطرار لاستخدامه فعليهم اجراء استفتاء شعبي لان الطواريء أضرت بمصر سياسيا واقتصاديا وهو خطر علي الاستثمارات الداخلية والخارجية. أكد عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في لقائه المحدود حضره نحو50 فردا باحدي المكتبات بمدخل الاسكندرية الصحراوي, مساء أمس الأول أن مصر لم تكن في يوم من الايام دولة دينية وأنها علي مر العصور دولة مدنية.



ماذا يحدث عندما تفشل الثورة؟
كتبت : إيمان أحمد رجب
205

تقدم الدول العربية نموذجين لمرحلة ما بعد نجاح الثوار في إسقاط نظم الحكم القائمة‏,‏ الأول‏,‏ نموذج مجالس الحكم الانتقالية كما تقدمه تونس وليبيا‏,‏ ونموذج حكم الجيش كما تقدمه مصر‏.‏ وتعتبر البحرين حتي الآن‏,‏ هي الحالة النموذج لما يحدث بعد أن تفشل الثورة‏,‏


حيث شهدت البحرين مايمكن تسميته بالثورة الفاشلة. إذ لم يتمكن الثوار من الصمود طويلا لأسباب عديدة, منها ما يتعلق بارتباطات النظام الإقليمية والدولية, ومنها ما يتعلق بتوقيت قمع النظام للمعتصمين في دوار اللؤلؤة, والتي تزامنت مع انشغال العالم بالتدخل في ليبيا لوقف ما كان يشبه الحرب الثورية, فضلا عن وجود أسباب خاصة بتحالفات الأسرة المالكة مع قطاع عريض من المجتمع, سواء من السنة أو الشيعة, مما سهل علي النظام فض اعتصام الثوار في الدوار في اقل من48 ساعة, وتحطيم الدوار وتحويله إلي شارع عمومي.
اتبعت الحكومة البحرينية عددا من الاستراتيجيات التي شكلت هذا النموذج, والذي من الممكن أن يحدث في دول مثل سوريا, وربما اليمن, اللتين لم يحسم فيهما الصراع بعد بين النظام والثوار. تتمثل الإستراتيجية الأولي في ادعاء الانتصار الكامل, حيث أخذت الحكومة تتصرف وكأنها انتصرت علي الثوار, بدءا بزيارة رأس الدولة لمقر الدوار بعد تحويله الي شارع عام, وانتهاء باجتماع وزير الداخلية برؤساء المآتم الحسينية في سابقة أولي من نوعها, ليحذرهم من تخزين أي أسلحة أو رفع أي أعلام لأحزاب أجنبية, في إشارة لحزب الله اللبناني.
في حين أن متابعة الوضع في البحرين, تكشف عن أن النظام لم يتمكن من هزيمة الثوار هزيمة كلية, فإلي جانب عدم إقرارهم بالهزيمة, استعاضوا عن عمليات الاعتصام في الدوار, بعمليات الكر والفر, داخل المدن الشيعية, وتنظيم المسيرات التي تهدف لمعاودة الاعتصام في مكان دوار اللؤلؤة, وعملت المعارضة الرسمية وغير الرسمية علي تكثيف طرح القضية في المحافل الدولية, وبدأت عملية تشبيك بينهم وبين المنظمات الدولية بهدف تعظيم الضغوط الخارجية علي الأسرة المالكة. فالصراع لم ينته بالانتصار الكامل لأحد الطرفين, أو بتنازل احدهما عن مطالبه, أو باعتقال كامل لكل الثوار, فهي لم تكن مجرد تظاهرة جمعت مئات الأفراد.
وتتمثل الإستراتيجية الثانية في اجتثاث الفئة الضالة, حيث تمت محاسبة كل من شارك في المظاهرات والاعتصامات, لمسئوليتهم عن شل البلاد وتهديد الأمن والسلم الوطنيين, وتم فصلهم من العمل أو توقيفهم عن العمل فترة من الزمن, وتم اعتقال وسجن قادة المعارضة غير الرسمية, ومن يثبت تورطه في أعمال العنف. وشنت الحكومة بكل أجهزتها حملات للتشكيك في ولاء الثوار للوطن, باستخدام مختلف وسائل الاتصال التي سبق واستخدمها الثوار, مثل القنوات الفضائية, والصحف, والفيسبوك وتويتر, وانتشرت في شوارع البحرين لافتات عملاقة تحمل صور رموز الحكم في البلاد تتوعد تلك الفئة الضالة بالقصاص. وتعيد تلك العملية إلي الذاكرة عمليات الاجتثاث التي مورست ضد البعثيين في العراق, وتلك التي طالبت القوي الثورية في مصر بتطبيقها في مواجهة فلول النظام السابق, ولكن هذه المرة موجهة ضد من سعوا لإشعال فتيل الثورة.
كما نفذت القوات الحكومية عمليات هدم متعمد لعدد من المساجد الخاصة بالطائفة الشيعية والمآتم الحسينية, ووصلت وفق بعض التقديرات إلي38 مسجدا, إلي جانب عدد كبير من المآتم, وأضيف لها عدد من المساجد الواقعة في المناطق السنية, في محاولة لإثبات أنها عملية لا تستهدف الشيعة فقط.
كانت هاتان الاستراتيجيتان كفيلتين بتغيير معادلة القوة بين الثوار والنظام, بما يسمح للنظام بتنفيذ إستراتيجيته الثالثة, ممثلة في إطلاق الحوار الوطني, حيث كانت لازمة لتمكينه من فرض ما يراه مناسبا, ولتقليل حجم التنازلات التي سيقدمها للمعارضة. وبالفعل أطلق في2 يوليو الماضي الحوار الوطني, والذي لم يكن ممثلا لقوي المعارضة, حيث شمل كل الأطراف ما عدا القوي الحقيقية التي حركت الثوار في الشارع, وهذا السلوك ليس جديدا علي النظام, فمنذ تفجر الأزمة في البحرين اتجه النظام للتعامل مع جمعية الوفاق علي أنها ممثل المعارضة, وتغافل عن حقيقة أنها لم تكن قادرة علي التحكم في الشارع, فمن كان يحرك الشارع هو حسن مشيمع رئيس حركة حق, وبالتالي كان يتفاوض مع الجهة الأقل تأثيرا في الشارع. كما لم يكن في الحوار أي تمثيل لجماعة شباب14 فبراير, أو لحركة حق, أو للجنة التنسيقية العليا لشباب التغيير والحرية, وهي كيانات لها وجودها في الشارع, وهي المسئولة عن عمليات الكر والفر المستمرة حتي الآن. كان لهذه الاستراتيجيات الثلاثة, تداعيات خطيرة علي المجتمع, حيث بدأت عملية تخندق طائفي داخل المجتمع, أكدت انقسامه الطائفي, فبدأ أبناء الطائفة السنية بعد فض الدوار للمرة الثانية, حملات مقاطعة للمحال الشيعية, وتشجيع التعامل مع المحال السنية كبديل, وتطور داخل صفوف أبناء هذه الطائفة جماعات متطرفة عملت علي مضايقة أصحاب المحال الشيعية الموجودة في المدن السنية, ومارست الضغوط علي أصحابها بهدف غلقها أو شرائها منهم, مع الاتجاه إلي إنشاء مرافق خدمية خاصة بأبناء الطائفة السنية. وصاحب ذلك, انتشار حالة من عدم الثقة بين السنة والشيعة, أثرت علي تفاصيل الحياة اليومية البسيطة, فعلي سبيل المثال, لم يعد المرضي من السنة يثقون في الأطباء من الشيعة, مع العلم ان أغلبية الأطباء في البحرين, وأكثرهم مهارة من أبناء الطائفة الشيعية. وقد صاحب ذلك تعاظم انغلاق المدن والقري الشيعية.
في ظل هذا الوضع, انقسمت مدن البحرين إلي مدن آمنة نجح النظام في السيطرة عليها بالكامل, وأخري غير مستقرة يسيطر عليها النظام جزئيا, وثالثة تتحكم فيها القوي المعارضة غير الرسمية, وتشمل كما تسميها المعارضة غير الرسمية, مثلث الصمود, والذي يتألف من مدن الديه والسنابس وجد حفص, ومدن خط الملاحم, وتشمل مدن سترة والنويدرات والمعامير, ومدن مقبرة المرتزقة وتشمل سار والدراز وبني جمرة, وتشهد هذه المدن تنظيم المظاهرات والمسيرات, وعادة ما تشهد اشتباكات مع عناصر الشرطة.
إن هذا الوضع يضع الأسرة المالكة في مأزق, قد يكون أصعب من مأزق أبناء الطائفة الشيعية أنفسهم,أحد أبعاد هذا المأزق خاص بتأكيد سياساته لفكرة طائفية السياسة والمجتمع, فبعدما كانت هذه المسألة تثار من قبل النظام من أجل التقليل من شرعية أي مظاهرات تنظم ضده في الفترة السابقة, فإن القوي الرئيسية في المجتمع هذه المرة قد استشعرت معني الطائفية, وباتت تعرف نفسها وتحدد سلوكها السياسي تأثرا بهويتها الطائفية. أما البعد الآخر لهذا المأزق فهو أنه إذا كان بإمكان الحكومة أن تعوض ماديا من أضير من إجراءاتها, من خلال عودتهم إلي العمل, أو صرف التعويضات, أو ما إلي ذلك من إجراءات شرعت بالفعل في اتخاذها, ومن المتوقع أن تتخذ المزيد منها استنادا إلي تقرير لجنة تقصي الحقائق التي يرأسها الدكتور شريف بسيوني, والتي ستنشر تقريرها أكتوبر المقبل, فإن تصالحها مع الطائفة الشيعية إن جاز التعبير, لن يكون كفيلا بإنهاء الانقسام الطائفي, كما أنه لن يحظ بقبول من القوي السياسية السنية التي تنبهت إلي ضرورة أن تنشط في العمل السياسي, وأن تطالب بنصيبها من السلطة, حتي لا تفاجأ في لحظة بأن الأسرة المالكة قد قايضت استمرارها في الحكم بمزيد من الحقوق للشيعة علي نحو يضر بمصالحها الخاصة.
تثبت حالة البحرين أن فشل الثورة لا يحقق الاستقرار, بل يؤسس لعدم استقرار حقيقي, ستشهده البحرين خلال الفترة المقبلة, وهذه المرة لن يكون طرفا حالة عدم الاستقرار الحكومة والمعارضة الشيعية فقط, بل ستكون هناك مواجهة من نوع آخر بين أبناء الطائفتين من ناحية, وربما بين الأسرة المالكة والطائفة السنية من ناحية أخري, إن قدمت تنازلات علي حسابها. وربما يكون إدراك السعودية وغيرها من دول مجلس التعاون لهذه الحقيقة, هو سبب توجسها مما سيؤول إليه الوضع في البحرين, خاصة وأنها تعتبر قطعة الدومينو الرئيسية التي قد تشعل فتيل الثورات في الخليج. وبالتالي, إذا كانت الدول التي شهدت نجاح الثورة, ولو جزئيا, مثل مصر وتونس وليبيا, تشهد مرحلة انتقالية فيها حالة من انعدام النظام, والأمن, فإن الدول التي تفشل فيها الثورات, وضعها ليس بأفضل, وربما تكون قدرتها علي تخطي هذه المرحلة أصعب, واحتمالات تفجير الوضع فيها في المستقبل اكبر.


الاهرام
25/9/2011

Post: #52
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-27-2011, 05:24 AM
Parent: #51

الإخوان يضمون علمانيين وأقباطاً الى قوائمهم الانتخابية.. تهديد جمال مبارك بالحبس الانفرادي في طرة
حسنين كروم
2011-09-26


القاهرة - 'القدس العربي':


أبرز وأهم الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة امس بدء محكمة استئناف القاهرة اليوم نظر طلب رد محكمة الجنايات برئاسة المستشار أحمد رفعت التي تحاكم مبارك وولديه علاء وجمال وحبيب العادلي وستة من مساعديه بتهمة قتل المتظاهرين واتهام المحامين المدعين بالحق المدني له بالتحيز ضدهم، وعدم اتخاذه أي إجراءات نحو اعتداء حرس المشير محمد حسين طنطاوي أثناء إدلائه بشهادته على بعضهم، وعدم السماح لهم بتوجيه أسئلة إليه، ونشرت الصحف عن موافقة مجلس الوزراء على أن تكون انتخابات مجلسي الشعب والشورى القادمة بالثلثين للقائمة والثلث فردي، واستمرار معارضة الأحزاب السياسية لذلك، وقد علق زميلنا وصديقنا الإخواني وعضو مجلس نقابة الصحافيين محمد عبد القدوس على الانتخابات بقوله امس في جريدة 'روزاليوسف': 'أقدم لكم مفاجأة أخرى تتمثل في التحالف الانتخابي الذي يجري حاليا وضع لمساته النهائية بين الإخوان وبعض التيارات الإسلامية والعديد من العلمانيين والأقباط لخوض انتخابات مجلس الشعب بقائمة موحدة، وتعظيم سلام من عندي للإخوان المسلمين الذين أصروا أن يكون مجلس الشعب القادم وهو أول برلمان بعد الثورة يمثل أطياف مصر المختلفة ليكون معبراً بحق عن الناس في بلادي'.
واستمرار الاعتصامات والإضرابات الفئوية، وإرسال عدد من المرشحين للرئاسة خطابا لم يتم الكشف عن مضمونه للمجلس الأعلى العسكري.
واهتمت الصحف بفوز فريق نادي الزمالك لكرة القدم، على الجونة في الكأس، واعتذار مدرب فريق الأهلي البرتغالي مانويل جوزيه للمعلقين الرياضيين عن استخدامه لفظا غير لائق لوصف بعضهم. وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:



تأثير السماح للمرأة السعودية بالانتخاب على سلفيي مصر

كان - في رأيي الخاص - الخبر الاهم رغم عدم إبرازه في المانشيتات الرئيسية، كان خطاب العاهل السعودي وخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بأنه سيتم السماح للمرأة السعودية بالانتخاب والترشيح في انتخابات مجلس الشورى والمجالس المحلية، وفق الضوابط الشرعية، لأن هذا الإعلان ضربة مؤلمة لإخواننا السلفيين، المتشددين في مصر، الذين يرفضون مثل هذه الممارسات، وكانوا يعتبرون النظام السعودي المثل الأعلى الذي يسعون للأخذ به، خاصة في تطبيق الحدود ووصل الأمر ببعضهم الى رفع علمها في ميدان التحرير، مما عرضها إلى حملات عنيفة جدا، وتعرض سفارتها الى الهجوم واتهامها بالتدخل في شؤون مصر، وبذل سفيرها أحمد القطان جهودا هائلة مع وسائل الإعلام لنفي هذه الاتهامات، بالإضافة إلى ما يتردد عن تلقي السفيين مساعدات من بعض الجهات السعودية، المهم أن إعلان الملك عبد الله سيصيبهم بالإحباط - أحسن - وأن نموذجهم لم يعد صالحا حتى للبلد الذي أخذوه منه.

ثلاث فتيات شقيقات يكتشفن انهن ذكور

أما أبرز الحوادث، فكانت عن اكتشاف ثلاث فتيات شقيقات في قرية الملعب بمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية انهن ذكور، بعد ملاحظة ان العادة الشهرية لم تحصل بعد وصولهن الى مرحلة البلوغ، وتم تحويل اثنتين منهن والثالثة لا تزال ترفض.
وأما الحادثة الثانية فقد انفردت بنشرها جريدة 'روزاليوسف' امس، وقالت فيها:
'استدعت قيادة بوزارة الداخلية جمال مبارك من زنزانته صباح أمس الأحد ونبهت عليه بعدم تكرار ما فعله من اشارات تجاه جمهور المحامين خلال الجلسة قبل الأخيرة قبل أن توقع عليه التأديب اللازم من الحبس الانفرادي داخل زنزانة التأديب، وحذرت الداخلية جمال مبارك من تكرار مثل هذه الأفعال حتى لا يتعرض لعقاب حازم'.

عبوات مولوتوف على فيللا مندوب اليمن

أما أبرز حادث في صفحة الحوادث والقضايا بـ'الأخبار' فكان لزملائنا جمال حسين وخيري حسين ووليد دياب وجاء عنه: 'ألقى مجهولون يستقلون دراجات نارية عبوات من المولوتوف على الفيللا الخاصة بالسفير الدكتور عبد الملك منصور مندوب اليمن السابق لدى الجامعة العربية والمنشق عن نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وذلك أثناء وجوده داخل الفيللا بمنطقة الطرفاية بالبدرشين وهربوا. تسبب الحادث في اشتعال النار في كراج السيارات الخاص بالفيللا وفي مخزن الكتب، وقد اتهم مندوب اليمن السابق لدى الجامعة العربية الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأنصاره بالتخطيط للاعتداء عليه ومحاولة اغتياله في مصر لإرهابه انتقاما لموقفه بالانحياز للثورة في اليمن ومساندته للثوار'.

طبيب عبد الناصر: جميع التعليمات صدرت من مبارك

وبعودة ردود الأفعال على مبارك ومحاكمته في قضية قتل المتظاهرين نشر 'الأهرام' يوم الأحد مقالاً للدكتور الصاوي محمود حبيب الطبيب الخاص لخالد الذكر، قال فيه: 'الوحيد الذي يستفيد من فض المظاهرات والقضاء على المتظاهرين هو مبارك نفسه والأمر بالقتل ضمني فقد مضى عليه ثلاثون عاما متصلة يقمع حرية الرأي والتعبير، ويفرض قانون الطوارىء واستمرار الوضع واستقراره كرئيس مسألة حياة أو موت بالنسبة له، فلقد اعتاد ان يتصور نفسه صاحبا لمصر، ومالكا لها، لأنه حكم بالمصادفة بعد موت أنور السادات، ونجا من عدد من محاولات الاغتيال، وهو يشعر انه لا فضل للشعب في بقائه، ومن حقه أن يورث ملك مصر لنجله، وخلال حكمه المديد كانت جميع الأوامر والتعليمات تصدر بتعليمات وتوجيهات منه، فكيف يمكن أن يكون قتل المتظاهرين الذين كان هدفهم الأساسي إسقاطه هو ونظامه بعيدا عن توجيهاته وموافقته العلنية أو الضمنية؟!
وفي نفس الوقت كان هو الوحيد الذي يمكنه منع قتل المتظاهرين لو أصدر أمرا علنياً بذلك خلال بياناته التليفزيونية الثلاثة قبل سقوطه، ولكنه أبدا لم يفعل، والبحث عن أمر بالقتل هو كالبحث عن علبة كبريت وسط حريق.
وفي الواقع فان محاولات تمييع القضية وتبرئة مبارك ومعاونيه هي نوع من العبث القانوني لا يمكن أن ينطلي على أحد فقتل ألف مواطن وإصابة آلاف بعاهات هو عمل إجرامي جسيم لابد له من فاعل، والفاعل الأصلي هو المستفيد من الجريمة، وصاحب المصلحة في وقوعها هو مبارك نفسه.
ولا يمكن القول ان نظام مبارك قد سقط تماما حتى الآن فأمواله لم تصادر بعد ولم يعرف مصيرها حتى الآن وهو قد أنكر وجودها علنا مع انه يعتبر قارون العصر الحديث'.

انصار مبارك ما زالوا يرفعون صوره

ورغم هذا الاتهام الواضح والحقيقي بمسؤولية مبارك المباشرة عن قتل المتظاهرين، فإنه في نفس اللحظة والتو واليوم،اعاد زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم التأكيد في 'الشروق' من خلال رسم له على انه سيتم إخراج مبارك من المسؤولية كما يتم إخراج الشعرة من العجين، فرسم يدا تخرج شعرة مكتوب عليها، حسني مبارك من حلة عجين.
ولكن، ما دام الأمر كذلك، وهذه هي النتيجة، فلا بأس من مهاجمته على الأقل، ومن أجل هذا وذاك، خصص له زميلنا بمجلة 'أكتوبر' محمود عبد الشكور فقرتين من بين ثلاث عشرة، هما:
'- نستطيع أن نقول الآن وبكل ثقة أن حسني مبارك والفشل الذريع كان أيد واحدة.
- أتمنى أن يتوقف أنصار مبارك عن رفع صورته حتى يتوقف أهالي الشهداء عن ضربها بالأحذية'.

لماذا كانت بعض جلسات المحكمة سرية؟

مسكين يا عبد الشكور، لا يعرف أن أبناء مبارك أو آسفين ياريس، ممكن أن يفعلوا ذلك لاطمئنانهم أن رئيسهم السابق وابنه سيعودان لحكم مصر، وهو ما نبه إليه وحذر منه يوم الأحد زميلنا بـ'الأخبار' محمد حسن البنا بقوله ومعبرا عن شكوكه: 'الاستثناء الذي استخدمه المستشار رئيس محكمة جنايات القاهرة في قضية محاكمة مبارك والعادلي بجعلها سرية عند سماع شهادة المشير محمد حسين طنطاوي وجعلها علنية في بعض الجلسات، ما كنت أود أن يلجأ رئيس المحكمة إلى مثل هذا التمييز في الجلسات، لأن الأصل في المحاكمات أنها علنية، ثم أليست شهادة المشير طنطاوي مثل باقي شهادات الآخرين! أخشى أن يكون الشعب يعيش تمثيلية تنتهي بأن القفص يضم الأبرياء، وأن الذين قاموا بالثورة هم المذنبون، وهم الذين قتلوا أنفسهم، وأن مصر تعيش وهماًَ، تفيق بعده على عودة مبارك أو جمال لرئاسة مصر، وسرور لرئاسة مجلس الشعب وصفوت لرئاسة الشورى ونظيف لرئاسة الحكومة، وتعم مظاهرات التأييد أرجاء مصر وتجوب الشوارع لافتات تقول 'آسفين ياريس'.
وهذا متوقع، طالما الفلول عادوا إلى ممارسة حياتهم السياسية والاقتصادية ومص دماء الشعب الكادح مستمر، وكل أموالهم مهربة إلى الخارج، وطالما نام قانون الغدر في الأدراج'.
ومحمد ليس ابن مؤسس الإخوان حسن البنا.

إعادة انتاج نظام حسني مبارك تحت 'يافطة' أخرى

ومن المصادفات الغريبة والمريبة في آن واحد، أن مقال زميله وصديقنا أحمد طه النقر كان بجواره مباشرة وقدم دعماً له من مخاوف عودة مبارك، بقوله: 'يبدو مما نراه ونقرأه ونسمعه أن الأمور تسير في طريق إعادة انتاج نظام حسني مبارك تحت 'يافطة' أخرى.
وهنا ترن في أذني العبارة التي تردد أن علاء مبارك قالها لأبيه وهما يخرجان من القفص بعد إحدى جلسات محاكمتهما إذ سعى إلى طمأنته قائلا' 'إن شاء الله سنقوم بعمل عمرة بعد انتهاء هذه المشكلة،؟!، وهذا الكلام يعني أن مبارك وولديه يعرفون أنها مجرد 'شدة' وسوف تزول قريباً، ولو ربطنا بين هذا الكلام وبين تدمير الـ'سي دي' الخاص بقتل المتظاهرين في ميدان التحرير، وأيضا بالتطورات الأخيرة على الساحة المصرية ستنفجر في وجوهنا آلاف الأسئلة وعلامات الاستفهام الباحثة عن إجابات منطقية ومقنعة، فماذا يعني عدم الإسراع بتفعيل قانون الغدر ووضعه في الأدراج؟
.
بعد أن أعلن عن إرسال مشروع بهذا الشأن من مجلس الوزراء إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو ما كان من شأنه فرض العزل السياسي على القيادات العليا من الصف الأول والثاني في الحزب الوطني المنحل؟! والأدهى من ذلك أن تسمح لجنة الأحزاب بقيام حزب سياسي برئاسة حسام بدراوي، آخر أمين عام للحزب الوطني والذي عينه مبارك في آخر أيامه في محاولة يائسة لإنقاذ نظام حكمه، إضافة إلى بضعة أحزاب أخرى شكلها فلول من ذلك الحزب الذي افسد الحياة السياسية وخرب البلاد ونهبها وبدد ثرواتها وأصولها بصورة ممنهجة ومنظمة على مدى 30 عاما'.

أبناء مبارك وعبد الناصر

وإلى استمرار المقارنات بين خالد الذكر ومبارك، وأبناء كل منهما بمناسبة جنازة الدكتورخالد عبد الناصر، وقول زميلتنا والأديبة، ونائبة رئيس حزب الجبهة الديمقراطية سكينة فؤاد يوم الخميس، في 'التحرير': 'آباء يورثون أبناءهم الكرامة والاحترام، وآباء يورثونهم السقوط والفساد، للنوع الأول انتمى مشهد وداع خالد جمال عبد الناصر.
نستطيع أن نختلف كما نريد مع سياسات الرئيس جمال عبد الناصر، وأنا واحدة لم يمنعني الاحترام والتقدير من الخلاف، فبقدر ما أعطاه المصريون من ثقة وحب، لم يؤسس لحكم ديمقراطي وتداول للسلطة من المصير الذي أنهى به ديكتاتورية الفرد، والاستبداد والفساد، لم أختلف أبدا مع عبد الناصر القيمة والوطنية والانتماء والكرامة والتنمية الزراعية والصناعية والتواصل العربي الإفريقي والإسلامي وعدم الانحياز، التي لم تنقذ مصر من آثار غياب الديمقراطية وسيادة إرادة الشعب من خلال دولة مؤسسات وأحزاب قوية وتداول السلطة يمنع الوقوع في أيدي عصابات حاكمة وكوارث يتوالى الكشف عنها الآن'.

جنازة عبد الناصر وقصة راتبه

ونتحول إلى 'الوفد' وفي نفس اليوم - الخميس - لنقرأ لزميلنا الوفدي العجوز والمحرر الرياضي وابن شقيقة المرحوم أحمد أبو الفتح عبد الرحمن فهمي وقوله: 'عبد الناصر ضيع البلد، وتأخرنا مئات السنين للوراء! ومع ذلك، وهذا ما أريد أن أصل إليه، لماذا جنازة خالد عبد الناصر؟ الشعوب، كل شعوب العالم، تغفر لحكامها كل الخطايا والجرائم والحماقات مهما كانت، ولكنها لا تغفر أبدا لمن يسرقها، والشعوب عندها رادار غريب لالتقاط الحاكم اللص من الحاكم الشريف، لذلك كانت تعشق سعد زغلول لحد الجنون، وهاهي ثورة 19 - عندما تم نفيه - تعشق مصطفى النحاس الذي عاش فقيراً ومات أكثر فقراً!
وتعشق مصطفى كامل الذي لم يجد ثمن الدواء! وتعشق محمد فريد الذي مات على الرصيف في أحد شوارع أوروبا.
لقد كان المرحوم محمد أحمد الرجل الفاضل يروي لنا قصصاً غريبة عن بيت عبد الناصر الذي كان مسؤولا عنه منذ أن يقبض مرتب عبد الناصر الى ان ينتهي الشهر! لقد كان هذا هو الحديث الدائم خلال رحلات فرق الكرة في الخارج ومعنا محمد أحمد رئيس الاتحاد، وهذا يحتاج مقالاً آخر'.

بين جمال مبارك وخالد عبد الناصر

ولماذا مقال آخر، وقد قال في نفس اليوم في 'الأخبار'، صاحبنا خالد رزق: 'مشهد النهاية لرحلة خالد عبد الناصر ينطق بحقيقة تقدير هذا الشعب لعطاء زعيمه وإيمانه بإخلاصه الوطني وطهارة يده التي لم تتجاسر محاولات التشويه المتعمد للحقبة الثورية، على مجرد التشكيك بها، لم تنجح الحملات القذرة التي شنها كتاب مبارك في استلاب حب الناس لزعيم حقيقي آمن بحق شعبه في الحرية والحياة الكريمة، وسدد معه الشعب فاتورة النهوض، نحن أمام مصري استحق هذا الوداع الشعبي المهيب، استحق ان يتقدم مشيعيه قادة جيش مصر، وأخيرا، أمام ابن زعيم صان سيرة أبيه، باختصار هذا بعض ما يفرق بين ابن لزعيم وطني مخلص وبين من كان ابنا لمن رسخ الخنوع وكان رأسا للفساد، وأشاع الإحباط واليأس بين شعبه'.

خالد عبد الناصر تبرع لمعتقلي الاخوان

وإذا تحولنا إلى 'صوت الأمة سنجد زميلنا وصديقنا الإخواني وعضو مجلس نقابة الصحافيين، محمد عبد القدوس يفجر مفاجأة في بابه - سكرتيرك الصحافي - في قوله عن خالد: 'كان ذلك قبل سنوات عندما بدأت حملة بوليسية شرسة ضد الإخوان المسلمين بعد نجاحهم بأعداد كبيرة في مجلس الشعب حيث اتصل بي خالد عبد الناصر مستفسراً عما يجري في الساحة السياسية، ودعوته إلى العشاء بمنزلي وكان معنا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد في ذلك الوقت واستمر اللقاء أكثر من ثلاث ساعات وبعدها قال خالد: فكرتي عن الإخوان تغيرت تماما! لكن لا تحاولوا تجنيدي في صفوفكم!
وضحكنا وبعدها قال في منتهى الجدية لا بد من التقارب بين الإخوان والناصرية لمواجهة الاستبداد القائم، وفوجئت به يخرج من جيبه مبلغ ستمائة جنيه قائلا: انها تبرع رمزي من أجل دفعها كفالة للمعتقلين من الجماعة ومساعدتهم على تحسين أوضاعهم داخل السجون! وسارعت بإعطاء هذا المبلغ للمرشد العام في ذلك الوقت محمد مهدي عاكف الذي أبدى دهشته من هذا السلوك النبيل الذي لم يكن يتوقعه من نجل عبد الناصر، وطلب مني أن أشكره نيابة عن الإخوان المسلمين'.

بيوت اولاد الزعماء في لندن وباريس

ومن الإخواني عبد القدوس إلى زميلنا القبطي عادل منير بجريدة 'وطني' وقوله: 'لم نسمع يوما أن خالد اشترى منزلاً في باريس أو لندن أو جمع رصيدا في بنوكها، أو أسس شركات، أو ساهم بصفقات، مع انه لو أراد لركض كل الحكام العرب لتقديم الملايين له، لا حباً، بل تسقيطاً لمنهج عبد الناصر الذي مات دون أن يترك لعائلته حتى سكناً يورثونه منه، ولا ينسى التاريخ وصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لابنه خالد، حينما قال: 'ان استخدمت اسمي للإساءة لأحد، أو تجاوزت في سلوكك لن أتردد في وضعك في السجن الحربي'.
ونتوقف هنا امام هذا السيل المنهمر من المقالات عن خالد الذكر وابنه، ونكمل غداً.

احزاب جديدة وفوضى اعلامية واجتماعية

وننتقل الآن إلى الخلافات والمعارك الدائرة حول ما يحدث من فوضى واضرابات واعتصامات وأعمال بلطجة، والإعلان عن قرارات بمراسيم من المجلس العسكري الأعلى ورفض القوى السياسية لها والتراجع عن بعضها، وظهور أحزاب جديدة كل يوم واقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب في النصف الثاني من شهر نوفمبر القادم، وادخال تعديلات على قرار سابق بتقسيم الدوائر وطريقة الانتخاب، فبعد أن كانت نصفا للقوائم ونصفا للمستقلين، اصبحت ثلثين للقوائم وثلثا للمستقلين، والبعض يهاجم المجلس العسكري ويتهمه بالرغبة في حكم البلاد ويطالبه بترك السلطة للمدنيين، وآخرون يستنكرون ذلك، والبعض يتحدث عن الفوضى الإعلامية ويطالب بالتصدي لها، وتفعيل قانون الطوارىء وغيرهم يطالب بإلغائها، وأحزاب تنشأ وأخرى تتوحد فيما بينها، الصورة، ضباب في ضباب قال عنها يوم الأحد زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' جلال عارف: 'لا أعرف كيف يقبل حزب يحترم نفسه ويحترم الناخب أن يدخل انتخابات بعد شهرين لم يعرف قواعدها حتى الآن؟
كيف يعد قوائم مرشحيه علماًَ بأن أسس اختيار المرشح تختلف حين تكون الانتخابات بالقائمة أو الفردي؟ وكيف يخوض مرشح الانتخابات بعد أسابيع في دائرة لا يعرف حدودها حتى الآن وهل ستكون هي الدائرة القديمة كما كانت في انتخابات سابقة أم ستكون تجميعاً لثلاث أو أربع دوائر في دائرة ستكون بحجم دولة؟
لماذا البطء القاتل في اتخاذ قرار كان يمكن اتخاذه منذ شهور؟ ولماذا الاستعجال المثير للجدل في التنفيذ؟ ولماذا الارتباط في قضية كان من السهل حسمها بعد ان اسقطنا الدستور وأصبح في مقدورنا ان نصنع القواعد الجديدة دون قيود؟ علم ذلك كله عند الله، وعند أصحاب القرار وربما أيضا عند، أصحاب النصيب!
القضية الأساسية ان أي نظام انتخابي يتم وضعه في هذه المرحلة الحاسمة ينبغي أن يكون هدفه هو أن نمتلك البرلمان الذي يمثل الثورة تمثيلا حقيقيا، فهل هذا هو ما نتوقعه من هذه الانتخابات؟
أخشى أن تكون الإجابة هي 'لا' فالفلول جاهزة، وبعض من يتصدرون المشهد كانوا من أركان النظام السابق حتى ولو حملوا لافتات المعارضة!' منهم من عقد الصفقات مع النظام ومنهم من تم تزوير الانتخابات لصالحه ومنهم من كان ينتظر، ويتمنى '!!' وشباب الثورة القادم بلا خبرة ولا تنظيم انقسم وتبعثر. ماذا سيحدث عندما تجد قوى الثورة نفسها خارج البرلمان؟
أرجو أن يمتلك أحد الإجابة قبل أن تفاجئنا الأحداث '.

التشكيك في الرموز الوطنية

وإلى أن يتلقى جلال إجابة تريح قلبه، فإن زميلته أماني ضرغام صاحت في نفس العدد قائلة: 'التشكيك في رموزنا الوطنية سمة يلجأ إليها الآن، بسهولة الأفاقين، ومن يريدون إثارة البلبلة والفتن بين أفراد الشعب، بل لا استبعد ان يكون وراءها فلول الحزب الوطني الذين أعياهم وحطم طموحاتهم صمود المجلس العسكري في مواجهة الفتن ووقوفه بشرف وكرامة الى جانب الثورة لذلك فإن ما أثاره البعض امس من تشكيك هو زوبعة في فنجان لأن شهادة المشير طنطاوي أمس أمام المحكمة هي شهادة لوجه الله والوطن، الوطن الذي ظل المشير جنديا مخلصا في محرابه طوال حياته، لذلك على مصدقي الأكاذيب أن يسألوا أنفسهم: من له مصلحة أن يتقول على الرجل الذي فدى شباب مصر بحياته، الرجل الذي يصر على مصر دولة مدنية وهو على رأس المؤسسة العسكرية بجدارة؟'.

الانفلات الاعلامي اخطر من الانفلات الأمني

وكان زميلها وليد عبد العزيز بدوره غاضبا بشدة، لأنني سمعته يقول عن فوضى الإعلام: 'الانفلات الإعلامي الذي نعيشه حاليا أصبح أخطر ألف مرة من الانفلات الأمني، فبعد أن تحولت شاشات الفضائيات الى منابر موجهة ضد مصر وشعبها من خلال برامج غير معلومة الهوية ولا التمويل ولا الهدف اصبح المواطن في حالة عدم اتزان ولا يعرف الكذب من الحقيقة.
لا أجد برنامجاً واحدا على جميع الفضائيات له مواصفات البرنامج الهادف ولكنه من الواضح اننا فشلنا في عملية التحول من إعلام موجه لصالح النظام إلى إعلام حر يخدم المواطن ويعبر بصدق وصراحة عن رجال البلد ومتطلبات المرحلة القادمة. أتذكر عندما خرجت علينا قناة الجزيرة خلال ثورة يناير وكتبت على شاشاتها 'سقوط مصر' قامت الدنيا ولم تقعد، وتلقينا الاعتذارات بحجة انه خطأ غير مقصود، واليوم الفضائيات المصرية تكتب هذه العبارة كل لحظة من خلال نوعية البرامج التي تقدمها والتشكيك في نوايا كل من يسعى لإعادة الاستقرار لمصر، من حق الدولة أن تغلق اي محطة تعمل بدون ترخيص ومن حقها ايضا ان تغلق أي برنامج يسيء إلى مصر، وليس من حقها ان تترك الشعب فريسة لأراجوزات الإعلام الذين يتلاعبون بعقول الشعب ومستقبل الأمة من أجل حفنة جنيهات'.
أما في 'المساء' فإن زميلنا عياد بركات أبدى عظيم اندهاشه من عناصر الحزب الوطني وبجاحتهم بقوله عنهم: 'لو كنت مكان أعضاء الحزب الوطني المنحل لما تقدمت بطلب لإنشاء حزب أو الاشتراك في تأسيس حزب، ولو كنت مكان اي شخصية عامة تفترض في نفسها الاحترام ما تقدمت بتأسيس حزب يضم بين صفوفه أعضاء من الحزب الوطني السابق!'.

حكايات وروايات يحيى حقي و'خليها على الله'

وإلى الحكايات والروايات، وستكون اليوم من نصيب زميلنا بمجلة 'صباح الخير' ورئيس تحريرها الأسبق رشاد كامل، وهو ينقل إلينا عن كتاب - خليها على الله - للأديب الراحل يحيى حقي، عندما كان معاونا للنيابة في منفلوط بالصعيد، حادثة وقعت عام 1927، عندما ذهب إلى رصيف محطة القطار في منفلوط مع كل المسؤولين ليكونوا في استقبال الملك فؤاد - والد فاروق - آخر ملوك مصر الذي كان يستقل القطار الملكي في زيارة له للصعيد، وكان هناك احتمال ان يتوقف في منفلوط. قال رشاد، نقلا عن يحيى حقي: 'مع أن برنامج الرحلة يؤكد أن القطار الملكي لن يقف في محطة منفلوط، إلا أن المأمور رأى من الضروري أن تقام الزينات، وأن يصطف على رصيف المحطة أكبر عدد من أعيان المركز وأهله، فلربما - من يدري - راق للملك في لحظة نحس أن يطل من الشباك والقطار يمر أمام محطة منفلوط، فإذا رآها قاعاً صفصفا سأل عن اسمها واسم مأمورها. أليس من المعقول بعد ذلك أن يأمر برفته؟! ودخل مأمورو المراكز في مزايدة عجيبة يحاول كل منهم أن يبز اقرانه في مظاهر الترحيب بالملك، أما الزينات فأمرها سهل، كانت المحافظات والمديريات والمراكز في ذلك العهد أصبحت تنافس أصحاب محال الفراشة، في حيازتها لعتاد فخم من الرايات والأعلام والمصابيح الملونة وغير الملونة، كانت الدولة أكبر مالك ومورد لمعالم الأفراح! علم المأمور من كاتب الخفر أن الصحف تذكر دائماً في وصف استقبال جلالة الملك انطلاق الزغاريد، يا خبر أسود، وامتقع وجه المأمور، من أين له بهذه الزغاريد، إنها موهبة اختصت بها النساء دون الرجال، ولن تقبل امرأة واحدة من أحرار أهل البندر أن تخرج للمحطة وتزغرد ولو لجلالة الملك! 'أعمل المأمور فكره طويلا واستشار معاون البوليس، وأخيراً لمعت فكرة بديعة، من حسن الحظ أن مركز منفلوط به نقطة مومسات، فلماذا لا نحسن التصرف ونجند بلباقة وبدون ضجة 'مومسات النقطة' للوقوف على رصيف المحطة بمنأى عن الجميع، لن يشعر بهن أحد وسيظل الأمر سرا مكتوما، وبذلك نضمن انطلاق الزغاريد!
ولأول مرة في تاريخ هؤلاء المومسات، أصبح كلام المركز لهن رجاء لا زجرا، في ذلك اليوم رأيت سرب المومسات يسير في الطريق الى المحطة، على وجه كل منهن ابتسامة جمعت بين فرحة الخروج للنزهة في يوم عطلة رسمية من وجع الشغل، وبين الزهو بمكانة جاءهم الإقرار بها على غير انتظار، إلا أني شعرت - ولا أدري لماذا - انها كانت تخفي شيئاً من الخجل نعم من الخجل، وليس من العجيب أن تخجل المومس، خجل لمشاركتهن في لعبة زائفة وللهوان الذي هبط إليه المركز بجلالة قدره، وإن كان في هذا الهوان رفعة لهن!
واختلط الواقفون من أعيان ومومسات بعضهن ببعض!
وبعد قليل مرق القطار الملكي أمامنا بسرعة كبيرة، مغلق شيش النوافذ كلها، لم نر وجه مخلوق واحد، وانطلقت الزغاريد وعلت الهتافات بحياة مولانا الملك وانصرف الجميع وقفاهم 'يقمر عيش'!

هل يمكن اعتبار عمنا 'يحيى حقي' من فلول النظام الملكي؟

انتهى ما رواه 'يحيى حقي' لكن السؤال العبيط الذي يراودني الآن: هل يمكن اعتبار عمنا 'يحيي حقي' من فلول النظام البائد - النظام الملكي طبعا - لأنه شارك ومشارك في هذه القصة ووقفته لتحية ملك البلاد، الذي أسقطت ثورة يوليو 1952 حكم ابنه الملك فاروق؟!'.
هذا، ومن المعروف انه كانت في مصر بيوت علنية للدعارة في معظم المدن، معترف بها من الدولة ويتم تنظيمها بالقانون، والكشف الطبي عليهن، وتم إلغاء ذلك عام 1946 على ما أذكر، وحدثت معارك عنيفة في الصحف، البعض أيد القرار والبعض عارضه وطالب بإعادة بيوت الدعارة منعا لانتشار الأمراض التناسلية، مثل الزهري والسيلان، لأن المومسات لن يتم توقيع الكشف الطبي عليهن وعزل أي مصابة، وكانت سكينة شقيقة ريا من المومسات، ولصديقنا الدكتور محمد عبد الوهاب كتاب ضخم عن ذلك، هو درب المومسات، وسبق وأن أشرت الى بعض مما جاء فيه، وفي القاهرة كان أشهر مكان لتجمع المومسات بعد قرار الإلغاء في وش البركة وكانت تسمى ايضا الواسعة وكان من يريد شيئا يتوجه الى الحديقة الواقعة في شارع الجمهورية الآن بالقرب من مدخل شارع الألفي من ناحية حديقة الأزبكية ويتمشى قليلا حتى يظهر له ########، ويذهب به إلى أحد البيوت التي كانت تقع خلف مستشفى التأمين الصحي الآن، ومن المشاهد التي كانت مألوفة ان الراغب في - والعياذ بالله - كان يفاجأ وهو يتفاوض مع ال########، بأنه يتركه ويجري، لأنه رأى مخبرين، يقومون بالقبض عليه، أو صرفه بغلظة، وفي بعض الأحيان كانوا يتركون ال######## والراغب في الحرام، باتفاق مسبق، ثم فقدت الواسعة شهرتها وانتقلت العملية الى مقاهي أو محلات وسط البلد وفي شارع الهرم، للاتفاق، وبعدها تطورت للأرقى، بعد ازدياد السياحة العربية.



--------------------------------------------------------------------------------

الأحزاب تتمسك بالقائمة النسبية غير المشروطة .الأربعاء, 21 سبتمبر 2011 00:06

كتبت رانيا نبيل: .

.رفعت السعيد: القانون المعروض غير دستوري ولابد من حد آقصي للإنفاق وفرض عقوبات علي المتجاوزين



اجتمع الاحد الماضي 34 من رؤساء الاحزاب بالفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة، لمناقشة الانتخابات البرلمانية المقبلة ومجريات الاحداث علي الساحة، وشارك في الاجتماع ايضا خمسة من قيادات بالمجلس العسكري ومستشارون من المحكمة الدستورية العليا واللواء رفعت ابو القمصان
مسئول ملف الانتخابات بوزارة الداخلية وعدد من الوزراء. وفي الاجتماع رفض 32 من رؤساء الاحزاب قانون مجلسي الشعب والشوري الذي ينطوي علي نسبة 50% قوائم و50% فردي، مؤكدين ضرورة ان تجري الانتخابات بالقائمة النسبية بنسبة 100% علي اساس قوائم مفتوحة غير مشروطة. وقد اعترض علي ذلك الاقتراح حزبان فقط من الحضور، واكد المستشارون انهم يتحدثون بصفة شخصية ولا يمثلون المحكمة الدستورية، حيث ناقشوا المساواة والحقوق المتكافئة ولايجوز تفضيل مواطن علي غيره، أما نسبة الـ50% قوائم و50% فردي، قال د. رفعت السعيد : اذا تم الاخذ بهذا فالقانون سيصبح غير دستوري لان عضو الحزب له فرصتان اما الترشح علي قائمة او فردي، والمستقل له فرصة واحدة.
بالاضافة فان دائرة القائمة والمرشح بها اربعة هي ضعف قائمة الفردي وبالتالي فالمرشح بالقائمة له ضعف قائمة فرص الدعاية الانتخابية للمرشح فرديا. وطالب السعيد بضرورة النص في قانون مجلس الشعب علي الحد الاقصي للانفاق وفرض عقوبة علي من يتجاوز القواعد المنظمة للانفاق سواء بشراء اصوات او هدايا، مع النص علي منع استخدام الشعارات الدينية وفرض عقوبة علي ذلك الامر الذي اعترض عليه السلفيون، كما طالب السعيد بضرورة التزام المجلس العسكري بإصدار وثيقة القواعد المؤسسة للدستور وان تكون ملزمة، وعلي الجانب الاخر شن طلعت السادات رئيس حزب مصر القومي، هجوما شديدا علي الاخوان، وتساءل بأي حق يستخدمون استشهاديين اذا لم يوافق المجلس علي طلباتهم بطريقة الانتخابات البرلمانية. وقد رفض اغلب الحاضرين بقاء قانون الطوارئ.
وتم عرض قانون تقسيم الدوائر الانتخابية والذي لاقي اعتراضا شديدا جدا. وفي النهاية دعا الفريق عنان رؤساء الاحزاب ان يقدموا ملاحظاتهم حول التقسيمات الانتخابية خلال 72 ساعة لمسئول ملف الانتخابات بوزارة الداخلية. وقد صمم المجلس علي فتح باب الانتخابات في 27 نوفمبر القادم الا انه لم يتضح ان كانت هناك امكانية لحدوث ذلك. واشار الفريق سامي عنان إلي ان الجيش ليس طرفا بل مجرد مستمع آراء المواطنين والخبراء ليقرر في النهاية مايجب فعله.

Post: #53
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-28-2011, 08:28 AM
Parent: #52

الإخوان يحذرون من تدخل المخابرات في السياسة الخارجية..

معارضة للتعديلات في قانون الانتخاب
حسنين كروم
2011-09-27


القاهرة - 'القدس العربي':


كان أبرز خبر في الصحف المصرية الصادرة امس عن قيام المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى بجولة مفاجئة في شارع قصر النيل بوسط القاهرة بدون حراسة، وبالملابس المدنية، حيث فوجىء الناس به وهو يمشي بينهم، فتجمعوا حوله والصور الملتقطة له وتم نشرها، كانت من كاميرات أجهزة التليفونات المحمولة في أيدي المواطنين، أي لم يكن معه مصورون، ويأتي ذلك بعد أزمة أثارها عدد من المحامين عن أسر شهداء الثورة عندما طالبوا برد المحكمة التي تحاكم مبارك، بسبب رفضها توجيه اسئلة للمشير أثناء شهادته، وقولهم ان حرسه اعتدى على بعضهم، كما ان منع النشر أثار تساؤلات كثيرة حول امكانية تبرئة مبارك، ولكن زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل قال امس في 'التحرير':
'أنا واثق انه لن يقوم بتبرئة حسني مبارك أبدا، ليس لأنه إذا فعل ذلك سيسيء الى شرف العسكرية المصرية بل لأنه ببساطة إذا لم يقم بإدانة حسني مبارك ولم يقر بمسؤوليته السياسية عما جرى للشهداء والجرحى سيكون قد أدان نفسه، وأظن أنه اكثر حكمة من ذلك، فالمشير يعلم ان ملايين المصريين شاهدوه وسمعوه يقول على الهواء مباشرة إن الله وفقه هو وأعضاء المجلس العسكري لكي يتخذوا قرارا بالإجماع برفض فتح النيران على الشعب، ولا أظن ان المشير لم يكن أبدا سيتلقى أمرا بفتح النيران لكي يرفضه إلا ممن يرأسه ويمتلك حق توجيه الأوامر له، وهو رئيس الجمهورية في حالة مصر التي يمتلك وزير الدفاع فيها وضعاً خاصا بعمله الجميع ولو فرضنا أن المشير كان يرتجل يومها ولم يكن يعني - بالتحديد - أن أمراً أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يؤكد - في البند الثاني منه بصريح العبارة - أن المجلس قدم شهادة لا أعتقد ان أحدا أياً كان قدره يمكن أن يشكك فيها أو يسحبها أو يتراجع عنها'.
أما إسهام زميلنا الرسام المتألق بجريدة 'روزاليوسف' أنور، في قضية مبارك، فكان عن زوج أصابه الجنون وهو يفتش تحت السرير ويقول: كان معايا ثورة ومش لاقيها، ياترى هنا، ولا حد مخبيها.
بينما زوجته تقول لصديقة لها:
- أهه عالحال ده من ساعة جلسة مبارك الأخيرة.
وإلى بعض مما عندنا:

مطالب بتطبيق الطوارىء على البلطجية والمجرمين

ما تزال التساؤلات حول المصير الذي تتجه إليه مصر، وإلى أين ستنتهي بها الخلافات المحتدمة الآن بين المجلس العسكري وأحزاب وقوى سياسية تحذره من البقاء أكثر من اللازم في الحكم وسرعة إجراء الانتخابات وقوى أخرى تريد تأجيلها لأن الفوضى شاملة في البلاد، وآخرين يطالبونه بتطبيق الطوارىء على البلطجية والمجرمين وفلول الحزب الوطني والتحذير من تسللهم، وآخرين يهللون للأحكام القضائية الأخيرة ببطلان بعض عمليات بيع شركات القطاع والترحيب بعودتها للدولة وآخرين يرون أن هذا فيه رجوع لعهد عبد الناصر - آسف جدا - أقصد خالد الذكر، ولم يعد ممكنا ضبط هذه الاتجاهات في دوائر سياسية معينة لأننا في حالة سيولة كاملة، فقد نشرت 'جمهورية' الأحد تحقيقاً لزميلنا علي الشاذلي جاء فيه عن هذه الشركات: 'أكد المستشار السعيد عبده إسماعيل الرئيس بمحكمة استئناف الإسكندرية أن القاضي يمتلك حق فسخ العقد المبرم بين المستثمر والدولة وإبطاله بناء على طلب ذوي الشأن إذا ما ثبت لديه قيام الأسباب المبطلة للعقود، وإذا ما رأى أن هناك غشاً أو تدليساً أو غبناً في عملية البيع أو الشراء، كما لو ثبت للمحكمة أن البيع تم بسعر لا يتناسب البتة مع القيمة الحقيقية للشيء أو الأصول المباعة، أو وجود خلل من أي من طرفي التعاقد على الطرف الآخر، وقال المستشار د. محمد رجب رئيس بمجلس الدولة:
- لا تتسبب الأحكام الصادرة في هذا الشأن أبداً في تطفيش المستثمرين لأنها تخلق مناخاً قانونياً وواقعياً جديدا يسهل على المستثمر معرفة ما له وما عليه بشأنه، فهي تخلق بيئة صالحة لنشأة العقود على أساس قانوني سليم يستطيع المستثمر من خلاله أن يقوم بالاستثمار بشكل آمن ومنتج وتستطيع الدولة أن تستفيد من ممتلكاتها بشكل لا غبن لها فيه، ويقضي تماماً على أي غش أو تواطؤ من اي طرف يهدف لمصلحة خاصة.
- ذنب المستثمرين يتمثل في أن هذه الأموال المملوكة للدولة قد بيعت بثمن بخس يقل عن قيمتها الحقيقية كثيرا، وهذا المستثمر يعلم ذلك، بل ان أي شخص طبيعي يستطيع أن يعلم ذلك، مما ينبىء عن تلاعب أو تواطؤ بين المستثمر وبين من أبرم العقد معه، فمثلاً لو كانت منشأة ما تقدر بقيمة تعادل 300 او 400 مليون وبيعت لمستثمر ما بقيمة 5 ملايين، فهذا ان دل على شيء فإنه يدل على حدوث تلاعب ما بين هذا المستثمر وبين الجهة التي أبرمت معه العقد، ومن هنا يجب معاقبة الاثنين بنقيض مقصودهم، وهو عودة هذه المنشآت إلى الدولة لتباع من جديد إذا أرادت الدولة ذلك، ولكن بقيمة جديدة تعادل قيمتها الحقيقية'.

نسبة الفقر في مصر ارتفعت
من 48 ' إلى 52 '

بينما زميله مؤمن ماجد، اهتم بقضية أخرى بقوله عنها: 'كان عهد الرئيس السابق حسني مبارك لمجموعات من الناس أبرزهم رجال أعمال استفادوا من قوانين فاسدة وفاسدون صنعوا تلك القوانين، في حين كانت غالبية الشعب تعاني من الاحتياج ووصلت نسبة الفقر إلى 48 '، وجاء زمن الثورة ولكن مساحة الاحتياج زادت وارتفعت نسبة الفقر إلى 52 ' في حين اثرى آخرون أبرزهم تجار السلاح الذين حققوا مكاسب وأظن أنه إذا لم يكن هناك علاج رادع ستتحول مصر إلى مركز لتجارة السلاح في المنطقة خصوصاً أن الدول العربية تشهد ثورات جعلت السلاح مطلوباً فيها، الثانية التي استفادت من المرحلة الحالية هي البلطجية وهم ثلاثة أنواع، الأول البلطجية بالقانون وهم البودي غارد الذين زاد الطلب عليهم بشدة إما للحراسة الشخصية أو لتأمين المنشآت، النوع الثاني هم بلطجية للإيجار وزاد الطلب عليهم أيضا لأن الجميع أصبح يأخذ حقه بيده وإذا لم تكن يده قوية بدرجة كافية يلجأ لاستئجار بلطجية وتتراوح أسعارهم بين مائة إلى ألف وخمسمائة جنيه للضرب ومن عشرة إلى خمسة عشر ألف جنيه للقتل، أما النوع الثالث فهم بلطجية لحسابهم الخاص وهؤلاء انتشروا لسرقة السيارات وإيقاف المارة والاستيلاء على الأموال والساعات والموبايلات. الفئة الثالثة التي استفادت من المرحلة الحالية هم أباطرة الفضائيات وهم نوعان، الأول مذيعو البرامج الحوارية الذين ارتفع أجر بعضهم إلى 30 ألف جنيه للحلقة وكلما كان المذيع حماسي الكلمات منحازاً للثوار ناقماً على مبارك ورجاله ارتفعت أسهمه وزاد أجره، والنوع الثاني هم ضيوف الفضائيات وأظن أن الجميع يعرفهم الآن بالاسم وهم يتنقلون من محطة لأخرى مقابل أجر معلوم يصل إلى ألف دولار للبرنامج الواحد وأصبحت الغالبية منهم ترتب للظهور في برنامجين على الأقل في محطتين مختلفتين لتكون 'الطلعة' الى مدينة الانتاج الإعلامي مجزية، وأغلب هؤلاء الضيوف كانوا قبل الثورة يتقمصون شخصية المعارضين ويقبضون المعلوم لكن الآن زاد الطلب عليهم وأصبحوا 'ثورجية' وزاد بدل الانتقال لهم'.

التحذير من اقحام العسكر بالعمل السياسي

كذلك لاتزال الخلافات حول المجلس العسكري ودوره، تحتل مساحات متزايدة من الاهتمامات، فقد خصصت 'الأهرام' يوم الاثنين تعليقها لهذه القضية بقولها: 'الأمر الذي لا ينبغي السكوت عليه أو التهاون فيه هو محاولة أي قوة أو فصيل سياسي الادعاء بوجود 'صفقة سياسية' مع القوات المسلحة، أو محاولة إقحامها في خضم الصراع السياسي المحتدم حالياً.
والغريب أن المؤسسة العسكرية دأبت أكثر من مرة على التأكيد بأنها 'تقف على مسافة واحدة' من جميع القوى السياسية، وبالأمس أعاد المجلس العسكري التأكيد مرة أخرى أنه ليس طرفا في 'صراع سياسي' ولا صاحب مصلحة في إجراء نظام انتخابي بعينه، ولا ينحاز لقوة سياسية بعينها على حساب قوة أخرى.
ولعل الخيار الوحيد الذي يتسم بالحكمة والعقلانية في هذه المرحلة هو: الحد من الخلافات السياسية بين القوى المختلفة إلى أدنى حد، وتهيئة الظروف الايجابية للانتقال بالحكم المؤقت الحالي إلى 'سلطة مدنية' منتخبة على اساس ديمقراطي سليم وهذا هو أقل ما يمكن لقوى الأحزاب القديمة وائتلافات الثورة أن تقدمه لمصر، فإذا ما أجريت الانتخابات في أجواء هادئة، وجرى الفرز الحقيقي لأحجام القوى المختلفة يمكن لحظتها إطلاق العنان للصخب الديمقراطي، بل ويمكن لجميع القوى الاجتماعية ان تتقدم بـ'المطالب الفئوية' وأن تتوجه إلى الحكومة المنتخبة من الشعب تطالبها بسرعة تحقق هذه المطالب.
أما الآن وفي هذه اللحظة فإن المطلوب وبشدة الحفاظ على القوات المسلحة لتأدية أهم دورين في تاريخها: الانتقال السلمي للسلطة، والحفاظ على أمن الوطن'.

هل يستطيع العسكر تأمين الانتخابات فعلا؟

لكن تعليق 'الأهرام' لم يقنع زميلنا في 'المصري اليوم' محمد البرغوثي لأنه قال في نفس اليوم: 'لماذا يصر المجلس العسكري على إجراء الانتخابات بهذه السرعة؟ وأي قوة خارقة ستمكنه من تأمين آلاف اللجان وتوفير الأمن للمجتمع كله أثناء الانتخابات وهو لم يتمكن حتى الآن من توفير الأمن لشارع واحد من شوارع البلد؟ إن أكثر الإجابات تشاؤما هي أن الانتخابات ستشهد معارك دامية بين أنصار الناخبين، وأن رجال الأعمال وفلول الوطني والموظفين الكبار الفاسدين سينزلون بكل ثقلهم لإشعال الحرائق في كل قرية ومدينة، وهذا بالضبط هو الظرف المثالي لإلغاء الانتخابات وترحيلها إلى أجل غير مسمى، وإعلان الأحكام العرفية والدخول بالوطن الى نفق جديد قد لا نخرج منه إلا بعد عامين أو ثلاثة أعوام على الأقل، وأصحاب هذا الاتجاه في التفكير يعتقدون أن جموع الشعب المضارة من الانفلات والحرائق ستلتف حول المجلس العسكري وتطالبه بالبقاء في إدارة البلاد لأطول فترة ممكنة. أليس هناك مخرج من هذا الكابوس؟ من حسن الحظ أن المخرج موجود، وهو أن تدخل كل القوى السياسية الانتخابات وأن تسلم بالنتائج مهما كانت'.

سياسة المجلس العسكري
صارت تثير الجدل

وفي نفس العدد علق زميلنا وصديقنا ورئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في 'الأهرام' ضياء رشوان بقوله عن المجلس العسكري: 'الجيش ممثلا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليس فقط أن شؤونه وأحواله باتت موضوعاً للجدال والنقد في الإعلام والمقاهي، بل ان مساحة الثقة الشعبية والنخبوية في قدراته وفي نواياه راحت تتقلص يوماًَ بعد آخر، في ظل قرارات وسياسات بدا واضحاً أنها إما مضطربة أو على الأقل غير متسقة مع الأهداف العامة للثورة وما كان عموم المصريين يرجونه منها، ولم تعد علاقاته بشباب الثورة وائتلافاتهم وحركاتهم والقوى السياسية والحزبية القديمة والجديدة مستقرة كما كان الحال في الشهر الأول بعد تنحي مبارك، ولا حتى متغيرة الاستقرار مع بعضها دون الآخر، كما جرى خلال الشهور الخمسة التالية، بل إنها باتت محلاً لعواصف حقيقية بينه وبين أغلبيتها بما فيها من كان المصريون يظنون أنها القوى الأقرب إليه، وتفاقمت خلال الشهر الأخير ملامح الخلاف الأكبر بين المجلس وهذه القوى الثورية والحزبية الجديدة والقديمة حول قضايا قوانين الانتخابات البرلمانية، وعزل قيادات الحزب الوطني المنحل ومحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، وأخيراًَ إعادة تعديل وفرض قانون الطوارىء'.
هذا وكان صديقنا الإعلامي الكبير حمدي قنديل في برنامجه بقناة 'التحرير' مساء الأحد قد هاجم الحكومة والمجلس العسكري بسبب ما اعتبره تصرفات غير مفهومة للتهاون مع بقايا نظام مبارك، والتشدد مع الثوار.

الإخوان والخروج
على الحاكم حرام شرعا

وإلى الإخوان ومعاركهم، وقيام زميلنا الساخر بجريدة 'روزاليوسف'، محمد الرفاعي، يوم الأحد - بمداعبتهم المسلمين هم والسلفيين - كعادته دائماً بأن قال عنهم وعن ثورة 25 يناير: 'منذ اللحظة الأولى لاندلاع ثورة 25 يناير رفض الإخوان المسلمون والسلفيون المشاركة فيها، وأعلنوا بعد الاستخارة وفتح المندل، أن الخروج على الحاكم حرام شرعا، ويجوز للحاكم في هذه الحالة أن يجلدهم أو يشويهم، هو حر، مع أنهم لما طخوا السادات، خرجوا زرافات ونعامات وأعلنوا أن قتل الحاكم يجوز شرعا، والخارجة على حسابنا كمان، يعني الحلال هو ما يرونه حلالا، والحرام هو كل من يختلف معهم، لأنهم أولياء الله على الأرض، ويملكون الحقيقة المطلقة التي لا تقبل الشك.
ومن شك فقد خرج من الدين كله كما تخرج المعزة من بطن أمها، ورفض معهم المجاهد رفعت السعيد، لأنه لا يجوز التظاهر في عيد الشرطة التي تحتفل كل عام بوضع المواطنين على الخوازيق، بالإضافة الى أن ما فيش واحد عند أهله دم، كلف خاطره وعزم المجاهد علي كوباية، وقاله إيه رأيك يا أبو الكباتن، نتظاهر؟! ولا نقعد على القهوة نلعب طاولة، ونبعت نجيب الأمن المركزي لحد عندنا نحدفه بكام طوبة وكل واحد يروح لحاله؟!

الاسلاميون: إكرام الثورة دفنها

ولا بد ان الإخوان والسلفيين في الدرجة، يراقبون الموقف كالثعالب الصغيرة، لحد ما يشوفوا الحكاية هاتفلح وساعتها يرقعوا فتوى جديدة بأن الثورة حلال وبنت حلال كمان، وإلا العيال دي هايعبوهم في أشولة، ويشحنوهم على أمن الدولة، يعملهم فسيخ ورنجة بينما أنشق العيال الثورجية على أبو المجاهدين رفعت السعيد، وقالو له مع السلامة يا أبو عمة نايلون، ونزلوا على الميدان، وعندما بدأت الثورة تشتعل في مصر كلها، وبدأ الراجل اللي بيلعب في مناخيره، ينزل بطيارة الوطن في الرملة ويغرز فيها طلع الإخوان والسلفيون على الميدان كل واحد حط ديل الجلابية في سنانه وقالك حي على الجهاد، ظهر الحق يا جماعة وطلعت الثورة شريفة وعفيفة ولازم نناسبها وهيلا هيلا، صلي ع النبي، يامؤمن، في البداية، ظهر الدكتور صفوت حجازي، وأعلن أنه الأمين العام لمجلس أمناء الثورة تقولش الأمين العام للجامعة العربية يا أخي، وبعدين مين اللي عينه أمين؟!
وفين المجلس ده من أصله؟ لما الثوار كل شوية يخبطوا في بعض؟! وخطف ميكروباص الثورة وبدل ما يطلع على الدائري، طلع بيه على القرافة بعونه الله وأحمد منصور يهتف وراه، كفنها وادفنها يامولانا، إكرام الثورة دفنها، ثم بدأت الحركات الإسلامية والسلفية وفي حركة مفاجئة بفقع الثورة شلوت جامد لحد ما اتكومت على الأرض، وشالوها على اك########م وطلعوا جري على الخرابة، وقالك شوف يامؤمن منك له، لا مدنية ولا ليبرالية ولا علمانية ولا أي حاجة من بتوع الكفرة الفجرة، دي إسلامية إسلامية حتى بالأمارة اسمها الحاجة فاطمة وزارت الكعبة ثلاث مرات قبل كده، ويا شباب الثورة، اتحدوا، اختاروا لجنة تمثل كل الائتلافات والحقوا الثورة اللي سرقها الإخوان والسلفيون جايز تلحقوا منها إيد ولا رجل ولا حتى فشة'.

مع السلامة يا أبو عمة نايلون

إييه، إييه، عباراته وتشبيهاته فيها موهبة، وعبارة مع السلامة يا أبو عمة نايلون تحريف لعبارة، مع السلامة يا أبو عمة مايلة، التي جاءت في أوبريت الليلة الكبيرة للعمدة، بعد ان شرح له الأراجوز الطريق الى بوابة المتولي التي كان يقف على بابها في نفس اليوم الدكتور محمد البلتاجي الأمين العام لحزب الإخوان - الحرية والعدالة - ليصحح للرفاعي معلوماته عن مواقف الجماعة، وبوابة المتولي هي جريدة 'الشروق' التي قال فليها: 'أرى أن مشروع الثورة الكاملة أمامه تهديدات كثيرة وأن هناك سعياً حثيثاً لإعادة ربط مفاصل النظام القديم بعد ترميمه في محاولة 'من أطراف عديدة داخلية وخارجية' لإعادة انتاج الماضي مع أقل قدر من التغيير الحقيقي، بمعنى ان تتحول الثورة الى مشروع إصلاحي محدود ضحى النظام القديم فيه ببعض رموزه وشخوصه واكتسبت به بعض القوى السياسية المعارضة قدرا من المشروعية السياسية ومساحات من حرية الحركة وربما قدرا من المشاركة السياسية 'برلمان وحكومة' على أن تبقى هذه القوى وهذه المساحات وهذه المشاركة تحت السقف المحدد سلفاًَ لتصبح هذه القوى محدودة الأثر ضمن مكونات النظام الجديد الذي لا يختلف كثيراًَ عن النظام القديم 'النظام القائم على مركزية السلطة وأبويتها وعدم قدرة الشعب على مساءلتها أو محاسبتها أو استبدالها بغيرها - والقائم على محورية الجهاز الأمني والتقارير الأمنية وإدارة جهاز أمن الدولة 'أقصد الأمن الوطني' للساحات الداخلية بما فيها العمل السياسي وإدارة جهاز المخابرات 'وليست وزارة الخارجية' للعلاقات الخارجية والإقليمية واعتبار كلا الجهازين جهازين سياديين يديران الملفات السيادية بلا رقيب، والنظام القائم على محدودية الصلاحية والفاعلية - والقائم على عدم تحقيق استقلال حقيقي للسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، أظن أننا في حاجة إلى:
1- استعادة حالة التوفق الوطني لاستعادة وحدة وقوة الزخم الثورة.
2- استمرار الضغط الثوري السلمي وراء المطالب العاجلة والمحددة محل التوافق الوطني 'وقف الطوارىء - وقف المحاكمات العسكرية والاستثنائية - تحقيق الاستقرار الأمني ووقف البلطجية - تصحيح قوانين الانتخابات والدوائر - صدور قانون العزل السياسي' من خلال آليات ضغط محسوبة ومسؤولة وبالتنسيق والتوافق عليها مسبقاً منعاً للخلاف والفرقة.
3- السير معا نحو الانتخابات بلا تأجيل من خلال توافق وتحالف انتخابي قوي قادر على ان يحوز أغلبية شعبية حقيقية للوصول الى برلمان قادر على قيام بأعباء المرحلة واستكمال مسيرة الثورة.
الحقيقة اننا امام مخاوف واضحة وحقيقية على الثورة وعلينا جميعا أن نراجع المشهد كله بكل مستجداته وتجلياته لنستكمل مسيرة ثورة كاملة وليس مشروعاً إصلاحياً محدودا، فالثورات لا تعرف الوقوف في منتصف الطريق ونصف الثورة لا يعني إلا فشل الثورة، وأعوذ بالله أن نقع في هذه الخطيئة التي لن يغفرها لنا التاريخ ولا الأجيال 'بعد ان جاءتنا فرصة الثورة الكاملة لتغيير حقيقي غير منقوص ينهض بهذا الوطن نهضة حقيقية' وسيسائلنا الله عن هذه الفرصة عظيم المساءلة'.

السلفيون: الخروج على الحاكم جائز بمصر
وسورية ومحرم في السعودية والبحرين

وإلى إخواننا السلفيين الذين يثيرون المخاوف لدى الكثيرين، عندما يقرأون تصريحاتهم المرعبة ويتذكرون تاريخهم، كما يتذكر الصوفيون تصريحات أحد زعمائهم وهو الشيخ محمد حسان وقيام الطريقة العزمية بإصدار فيديو على شبكة الانترنت شاهده زميلنا في 'صوت الأمة'، زكي القاضي، نيابة عني وقال عنه: 'الفيديو يكشف أن حسان يمتلك فيلا في العبور وأخرى في 6 أكتوبر وثالثة في المنصورة كما يمتلك سيارة مرسيدس أحدث موديل.
ويضم مقطعاً آخر بتاريخ 2 فبراير 2011 والمتظاهرون يمنعون من دخول الميدان ويخرج في حماية القوات المسلحة الى مبنى ماسبير، وتساءل الفيديو: إذا كان محمد حسان يلقى ترحيبا في ميدان التحرير فلماذا لم يلق خطبة جمعة واحدة؟!
الطريف ان الفيديو تساءل حول مواقف السلفيين قائلا: قسموا أحكام الإسلام ليصبح الخروج على الحاكم جائز في مصر وسورية ومحرم في السعودية والبحرين.
ثم عرض لفيديو يقول: إن المسلمين في العالم أجمع لن يسمحوا بالغوغائية التي تحدث في بلاد الحرمين ولن تكون بلدا شيعيا جديدا اطلاقا، ليطرح تساؤلا هل يعرف محمد حسان أن السعودية نسبة إلى آل سعود أي أن البلد باسم مالكيها لينقل إلى جهة أخرى وهي المملكة العربية السعودية عبر فيديوهات توضح الغنى الفاحش للعائلة الملكية وما يقابلها من فقر المملكة يتداخل في ذلك رقص للعاهل السعودي عبد الله مع جورج بوش أثناء ضرب غزة، بعد ذلك يعرض فيديو غريب جدا: 'يقول فيه حسان إن خالد بن الوليد حضر إلى مجلسهم اليوم ووقف على الباب وعندما حاول الطلاب الالتفاف إليه قال انتظروا أنتم بين يدي عالم'.

السلفيون يبيحون للمواطنين بيع الاثار

ثم يعرض لفيديو آخر عن رأي حسان في الآثار حيث يذكر 'أنك من حقك ان تبيع الآثار ما دامت في ملكك ولكن التماثيل لابد من طمس وجهها ولا يحق لدولة أو أيا كانت في أن يحرمك حقك'، ثم في جزء آخر خطير يستعرض خطب حسان الموجهة إلى الأقباط وتساؤله عن عقيدتهم والثالوث المقدس لديهم موضحاً علاقة الشيخ حسان بمشايخ السلفية ويستعرض فيديو للشيخ أحمد النقيب وهو يقول: إن الأنعام أحسن من اليهود والنصارى ولا يجوز شرعاً أن نصالحهم أو نضع أيدينا بأيديهم ولا نثق بهم ولا في عهدهم، ويعرض رأي الشيخ في التصوير وأنه لا يجوز شرعا أي أن الأماكن التي تعلق بها صورته لا تدخل فيها الملائكة.
ثم يستعرض رأي حسان في الكتاب والصحافيين والأدباء، مشيرا إلى أن هؤلاء لا يعرفون قرآنا ولا سنة، بل وبكل آسف هم كالطبل الأجوف يسمع من بعد وباطنه من الخيرات خال، ثم يصف الشركة بأنهم مخطئون وآثمون لأمرهم الأفراد المجندين بحلق اللحى والاثم والمعصية ومخالفة أمر النبي واقع عليهم، ثم يحارب تنظيم الأسرة موضحا ان الغرب الكافر يريد شل نسل العالم الإسلامي وايقاف نموه، ثم يتناول تكفير الأشخاص ذاكرا أن طه حسين ونزار قباني لو كان حد الردة طبق على كل واحد منهم ما رأيت ردة بعد ذلك! ثم يكفر تارك الصلاة إذا تركها جحودا وانكاراً أما إذا كان تركها كسلا - فهو كفر دون كفر - بعد ذلك يطالب بإقامة حد الردة على الشاعر محمود درويش وحيدر حيدر صاحب رواية وليمة لأعشاب البحر'.

شيخ سلفي: العلمانيون كفرة!

ومن الشيخ محمد حسان وأفاعيله وأقواله وممتلكاته، وحد الطريقة العزمية على ما أفاء الله عليه به، إلى شيخ سلفي آخر قال عنه زميلنا في 'الوفد' علاء عريبي يوم الأحد وهو في حالة من الرعب مما سمعه منه: 'ذهبت أول أمس - الجمعة - إلى مسجد يوسف الصحابي بميدان الحجاز كالعادة لصلاة الجمعة، لم يكن الإمام هو الذي يخطب على المنبر، قبل أن أجلس انتبهت لكلماته، الشيخ يهاجم العلمانيين بعنف قال العلمانية يعني الابتعاد عن الله، وعدم الاعتراف به، وأن العلمانيين كفرة ويريدون أن يسيطروا على البلاد وان هؤلاء العلمانيين قاموا بتزوير التاريخ الإسلامي، وهم الذين يروجون كذباً وزورا في وسائل الإعلام لعدم تطبيق الشريعة طوال تاريخ الدولة الإسلامية، إننا سنطبق الشريعة وسنقيم الدولة الإسلامية رغم أنف الكفرة العلمانيين، والعلمانيون في فهم الشيخ هم جميع الأشخاص غير التابعين للجماعات الإسلامية، بمعنى آخر الذين ينادون بالديمقراطية والتعددية والليبرالية والاشتراكية، كل من يقول بالدولة المدنية، فالدولة المدنية في رأيه هي دولة الكفار، لأنها لا تطبق كتاب الله وسنته، بل تأخذ بالعلمانية.
بعد انتهاء الصلاة نشبت مشاجرة في المسجد ربما بسبب هذه اللغة التكفيرية، لم التفت أو انتظر لمعرفة سببها وعدت للمنزل أتابع الوقفات الاحتجاجية في ميادين مصر، وانزعجت بشدة مما قيل في احتفالية حزب الأصالة، حيث نسبت 'المصري اليوم'، لقيادات الحزب كلاما في غاية الخطورة ولا يبشر بأي خير، ويهدد بحرب أهلية بين أصحاب الخطاب الديني المتشدد وسائر التيارات السياسية، نشر منسوبا الى الدكتور محمد عبد المقصود القيادي السلفي قوله 'نحن نشارك في العمل السياسي، حتى لا نترك البلد للعلمانيين والليبراليين، ومستعدون لأن نخرج الى الشوارع والميادين، ونقدم أنفسنا شهداء حتى لا نسأل يوم القيامة عن تقصيرنا في تطبيقها'. ونسب لممدوح إسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة السلفي: 'ان الانتخابات المقبلة إما أن تشهد نجاح الإسلاميين في الوصول إلى الحكم، أو سيطرة الليبراليين عليه، واستبعادنا من كل شيء'، وهذا الكلام يعني أننا لسنا كفارا فقط كما قال خطيب مسجد يوسف الصحابي، بل نستحق الموت، وأن الذي سيقتلنا سيكون مجاهدا في سبيل الله، ومن نقتله دفاعا عن النفس سيكون من الشهداء الأبرار، وأن أصحاب الخطاب الديني المتشدد سوف يريقون الدماء في البلاد من أجل الوصول إلى الحكم، إما هم بسدة الحكم أو الموت للمصريين والخراب لمصر'.
طبعا، طبعا، ولذلك سنخرج معهم في مظاهرات تهتف بسقوط الكفرة الأنجاس وهذا من باب التقية، حتى لا يطبقوا علينا حد السرقة، كما فعلوا أيام النميري في السودان على من يسرق، بينما كان يتفق سرا على نقل اليهود الفلاشا من أثيوبيا إلى إسرائيل، عبر السودان في مقابل تأييد الدكتور حسن الترابي له وقتها، وصمت الإخوان المسلمين عن أفاعيله وعدم إدانتها.

رواية عن صداقة
ابن عبد الناصر

وأخيرا الى الحكايات والروايات عن خالد الذكر وابنه الدكتور خالد - عليهما رحمة الله ـ وقد رواها لنا في 'الوفد' يوم الأحد المهندس حسن شعبان مساعد رئيس حزب الوفد، فقال، وأنعم بقوله: 'مر شريط الذكريات أمام عيني وتذكرت أول مرة تقابلت فيها مع أبناء الرئيس الراحل عندما كان أخي الأكبر يقوم بعمل نماذج الطائرات وتحليقها لأبناء جمال عبد الناصر وكان ذلك في أوائل الستينيات من القرن الماضي، هذه الهواية البريئة التي تختلف تماماً عن هواية بيع ديون مصر التي احترفها الآخرون، وتوطدت علاقتي مع خالد عبد الناصر في منتصف الستينيات، وكانت الصداقة والمودة والبراءة هي التي جمعتنا ولم أشعر بوطأة مصادقة ابن الرئيس وثقلها ومحاذيرها خاصة ان مجموعة من الاصدقاء الرائعة التي كانت تحيط به تتمتع بالشفافية ورجولة الشباب المبكرة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فوقعت هزيمة 1967 التي زلزلت أركان الوطن وكنت في السنة الأولى بنفس الكلية وخيمت سحابة سوداء على نفوسنا و'زاد الطين بلة' أن سقطت والدتي مريضة وما أن علم خالد عبد الناصر بذلك إلا وقام بإبلاغ والده الذي أقر بسفر والدتي للعلاج بالخارج على نفقة الدولة - باعتبارها زوجة أحد رواد أساتذة الجامعة - وعادت والدتي من الخارج موفورة الصحة وأنعم الله عليها بالشفاء ولكن ظل شبح الهزيمة يخيم على أرجاء الوطن مما انقص فرحتنا بعودتها سالمة، وما أن بدأت محاكمات قادة الطيران الذي دمرته إسرائيل في نصف ساعة حتى خرجت المظاهرات عقب صدور احكام هزيلة لا تتناسب مع فداحة الكارثة، ولأول مرة وضعت في خيار صعب إما أن أجامل صديقي خالد عبد الناصر كما جاملني في شخص والدتي المريضة أو أن أخرج في مظاهرة تندد بالهزيمة وبعبد الناصر الذي تسبب هو ومجموعة ورثة ثورة 23 يوليو وكذلك مجلس الشعب الجاهل الذي صفق لعبد الناصر عندما أغلق مضايق تيران - التي لم نعلم عظم موقعها على خريطة مصرـ في وجه الملاحة الإسرائيلية التي لم نعلم حتى بمرورها في مياهنا الإقليمية حتى ساعة إغلاق المضايق، وكان الاختيار الثاني فقد غلبتني مصريتي، غلبت صداقتي لخالد عبد الناصر وحبي لجمال عبد الناصر وكنت ضمن مجموعة الاعتصام خلف أسوار كلية الهندسة في مارس 1968 واعتقلت بعد ذلك لا أدري هل اعتقلت عن طريق المصادفة أو عن تتبع - هذا له حديث آخر ليس مجاله هذا المقال.
وعندما صدر بيان 30 مارس استأنفت علاقتي مع خالد عبد الناصر الذي هتفت بسقوط والده رافضاً الهزيمة كأن شيئاً لم يكن، واستمرت صداقتي مع خالد عبد الناصر أقوى مما كانت ولا أنسى زيارتي له في منزل الأسرة بالمعمورة - استراحة الرئيس - وكانت في وجود الرئيس جمال عبد الناصر مرتدياً زياً أبيض اللون أفضى عليه هالة أسطورية بالإضافة الى ما كان يتمتع به من جاذبية طاغية، وكانت هذه آخر مرة أرى فيها جمال عبد الناصر قبل الرحيل المفاجىء عام 1970 واستمرت علاقتي مع خالد عبد الناصر وكنت أرى علامات الألم بادية على وجهه من حين الى آخر، عندما يرى تنكر الناس له وكنت أحس بالحرج لتنكري لواجب الصداقة عندما خرجت في مظاهرة ضد عبد الناصر رافضاً الهزيمة، ولكن رؤيتي لمحبي عبد الناصر وابنه مشيعاً لمثواه الأخير التي كانت بمثابة مظاهرة حب وإخلاص لا يحتمل النفاق في جنازة كانت أقرب إلى المظاهرة منها إلى جنازة صديقي خالد عبد الناصر، وأكرر أسفي فقد غلبت مصريتي ناصريتي وما زالت'.


Post: #54
Title: Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..
Author: الكيك
Date: 09-29-2011, 04:39 AM
Parent: #53




مصر: اتساع الغضب الشعبي من المجلس العسكري مع بطء الفترة الانتقالية واتهامات بالانتماء الى النظام القديم

2011-09-28


القاهرة من ادموند بلير:

حين عرضت لقطات فيديو للمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة في مصر وهو يتجول بملابس مدنية بوسط مدينة القاهرة ويتحدث مع المارة سارع مستخدمو الانترنت بتناولها بشكل ساخر ووصفوها بانها حيلة لكسب الرأي العام الذي تتنامى شكوكه.
وذكر تلفزيون الدولة ان اللقطات التي عرضت مساء يوم الإثنين - بعد يومين من ادلاء المشير بشهادته في محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك والتي قال بعض المحامين انها جاءت لصالح الاخير -صورت بالصدفة وسجلها المارة الذين فوجئوا بوجود المشير. ولكن معظم المصريين يجدون صعوبة في تصديق ذلك.
وأطلق مستخدمو موقعي تويتر وفيسبوك هتافا جديدا للمحتجين 'تلبس بدلة تلبس بوكسر يسقط يسقط حكم العسكر.'
وبعد ثمانية اشهر من الاطاحة بمبارك وتولي المجلس الاعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد يقول محللون ومواطنون عاديون ان الجيش يحمي النظام القديم الذي ضمن لمبارك البقاء في الحكم ويريد ان يتشبث بالسلطة بعدما يتخلى عن إدارة الشؤون اليومية للبلاد.
ويصر الجيش على انه ليس لديه اي طموح او انحياز سياسي.
ولكن منتقديه يشيرون إلى شهادة طنطاوي -التي لم تنشر- والتي ادلى بها يوم السبت وتفعيل العمل بقانون الطواريء الذي استغله الرئيس السابق لتضييق الخناق على المعارضة وقوانين الانتخابات التي يقول ساسة انها ستمح لحلفاء مبارك بالفوز بعضوية مجلسي الشعب والشورى.
ويرى البعض ان غضب النشطاء المتصاعد سيقود لمواجهة مع الجيش في الشوارع اذ لم يغير اسلوبه.
وقال حسن نافعة استاذ العلوم السياسية 'ثمة اعتقاد مستمر انه جزء من النظام القديم.
'ستتسع الفجوة بين ما يريده الشعب وما يريده المجلس في الاسابيع القليلة المقبلة.. لايريد ان يحكم بشكل مباشر ولكن من وراء الكواليس.'
وعبر نافعة عن اعتقاده بان الجيش وضع 'خطوطا حمراء' لحماية مصالحة الواسعة في قطاع الاعمال وتأمين العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة التي تضمن له مساعدات عسكرية امريكية بمليارات الدولارات.
وعمقت شهادة طنطاوي الذي شغل منصب وزير الدفاع على مدار عقدين في عهد مبارك حالة عدم الثقة.
وحظرت المحكمة نشر شهادة طنطاوي في خطوة اغضبت المصريين المطالبين بالشفافية ولكن ذلك لم يمنع تسريبها على شبكة الانترنت او تصريح محامين حضروا الجلسة علنا بانها جاءت لمصلحة مبارك.
وقال محامون يمثلون اسر نحو 850 شخصا قتلوا في الانتفاضة على مدار 18 يوما ان طنطاوي لم توجه له اسئلة صعبة ولم يسمح لمحاميي المدعين باستجوابه لاعطاء اي مؤشر واضح عما إذا كان مبارك قد اصدر اوامره باطلاق النار على المحتجين.
وقالت انجي حمدي وهي متحدثة باسم حركة 6 ابريل التي ساهمت في قيادة الانتفاضة بعد ادلاء طنطاوي بشهادته 'المحاكمات ليست جادة ومن الواضح من البداية انها تحمي المتهمين.'
وقال دبلوماسي غربي ان الجيش يسعى لضمان الا يلقى قادته نفس مصير مبارك القائد الاعلى السابق للقوات المسلحة. وتابع 'لن يذهبوا طالما هناك ثمة احتمال ان ينتهي الحال بطنطاوي في قفص الاتهام مثل مبارك.'
وأضاف ان القادة العسكريين يبدون على ثقة متزايدة بقدرتهم في معالجة اي حالة عدم رضا وفي نفس الوقت حماية مصالحهم والتخطيط للاحتفاظ بالسلطة في الظل وقال 'هذا سيكون بمثابة خطأ في الحسابات. خطأ في الحسابات ارى انهم يرتكبونه.'
وبدا التغير في مزاج المحتجين صارخا. وكان قد اشيد بالجيش حين نزل إلى الشوارع في اخر ايام حكم مبارك بعدما فقدت الشرطة السيطرة على مجريات الامور واعتلى المحتجون الدبابات في ميدان التحرير وصافحوا الجنود.
ولكن العلاقة الحميمة انهارت وعلى بعد امتار من المكان الذي سار فيه طنطاوي يوم الاثنين كتبت عبارات ضد المجلس العسكري على الجدران مثل 'يسقط المجلس العسكري حرامي الثورة.'
وقالت النشطة الحقوقية سهير رياض 'يبدو ان الجيش لا يدرك حجم الغضب في الشارع... انها مسألة وقت قبل ان ينزل الشعب إلى الشارع مرة اخرى ولكن بكامل قوته هذه المرة.'
ويرفض الجيش الانتقادات الموجهة إليه.
وصرح مصدر عسكري بأنه لا يستطيع ان يزيد عن قوله ان الجيش ادى واجبه الوطنى تجاه الشعب والمحتجين وانه ليس له اي علاقة بالسياسة لانه لا يسعى للسلطة.
ونادرا ما يقبل ضباط الجيش تسجيل احاديثهم مع الصحفيين.
وقد يكون للجيش مؤيدون من المواطنين فقد ضاق كثير من المصريين ذرعا بالاحتجاجات التي تعطل سير الحياة الطبيعية ويرحبون باحكام الجيش قبضته.
وقال حسين محمد (65 عاما) صاحب مصنع 'سئم الناس ..كفى احتجاجات. حسنا فعل الجيش بتطبيقه قوانين صارمة واتمنى ان يتخذ اجراءات اشد لانهاء الاحتجاجات لتعود الحياة إلى طبيعتها.'
وانتهج الجيش مسلكا اكثر تشددا. وعقب توجه متظاهرين إلى السفارة الاسرائيلية في التاسع من سبتمبر ايلول واقتحامها من جانب البعض اعلنت الحكومة التي يدعمها الجيش تفعيل قانون الطواريء ليمنح الشرطة سلطات أوسع لاعتقال المواطنين.
واغضبت هذه الخطوة الليبراليين الذين رأوا فيها عودة للاساليب الدكتاتورية التي انتهجها مبارك ويقول بعض اشد منتقدي الجيش انه استغل حادثة السفارة كذريعة للتشدد وصرف نظر المصريين عن مطالبتهم باصلاحات أسرع.
وينصب الاهتمام الان على الانتخابات البرلمانية التي تبدأ في نوفمبر تشرين الثاني وتستمر عدة اسابيع.
وما من احد يشك بان الجيش سيضمن نزاهة الانتخابات بعد ان كان تزويرها امرا شائعا ابان حكم مبارك ولكن قوانين الانتخابات التي اقرها المجلس العسكري ستضمن على الارجح الا تهيمن جماعة واحدة على البرلمان حتى وان كان كثيرون يتوقعون مكاسب اكبر للاسلاميين.
وخصص قانون الانتخابات الجديد ثلثي المقاعد بنظام القائمة النسبية والثلث الباقي بالنظام الفردي وهو ما تعارضه الاحزاب السياسية التي تقول انه يفتح الباب اما خوض انصار الحزب الوطني الديمقراطي المنحل الانتخابات مرة اخرى.
ويبدو مرجحا ان يفرز ذلك مجلسا يتسم بالتشرذم وهو ما يراه الدبلوماسي الغربي لصالح الجيش.
ويصيغ السؤال من وجهة نظر المجلس العسكري متسائلا 'هل تريد مجلسا موحدا قويا يتصدى لك قائلا (اذهب وعد إلى ثكناتك وتخلى عن مصالحك الاقتصادية .. ام تريد مجلسا الصراع بين اعضائه على اشده؟).'


----------------------


الإخوان يشنون هجوما عنيفا على المجلس العسكري..

والاحزاب ترفض خطته حول إجراء الانتخابات
حسنين كروم
2011-09-28


القاهرة - 'القدس العربي'


كان الموضوع الأبرز في الصحف المصرية الصادرة امس الأربعاء عن قرار المجلس العسكري ومجلس الوزراء بإجراء انتخابات مجلس الشعب في الثامن والعشرين من شهر نوفمبر القادم، والتقدم للترشيح لها في الثاني عشر من الشهر القادم، واستمرار رفض معظم الأحزاب والقوى السياسية لنظام الانتخابات، ثلثان بالقائمة، وثلث للفردي وشروطه، وقد سارع رئيس حزب الإخوان المسلمين الحرية والعدالة، الدكتور محمد مرسي، بإصدار بيان عنيف جاء فيه نقلا عن زميلينا بـ'الأخبار'محمد الفقي وأحمد داود، في الصفحة الرابعة: 'قانون انتخابات مجلسي الشعب والشورى مقترح لم يطرح أساساً للنقاش أو الحوار بين الأحزاب والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف فاجأت القوى السياسية بقانون غير الذي اقترحه المجلس سابقا واعترضت عليه القوى السياسية وليس هو القانون الذي طالبت به القوى السياسية، وليس مفهوماً لماذا يلجأ المجلس العسكري لمقترح غير مطروح أصلا ولم تطالب به أي قوى ولماذا يطرح القانون بهذه الصورة دون أن تعرض فكرته خلال جلسات الحوار.


والواقع يؤكد ان المجلس العسكري ومعه الحكومة الحالية ليس لديها رؤية سياسية محددة لإدارة المرحلة الانتقالية، ويدرك الحزب ما تمر به مصر من ظرف استثنائي، ولكنه يدرك ايضا ان القائمين على إدارة شؤون البلاد لم ينجزوا بعد مهمة عودة الأمن، ورغم التحفظ على العديد من الممارسات الإعلامية، إلا أن الرقابة الحقيقية على الإعلام تأتي من العاملين في حقل الإعلام ولا حاجة لاستخدام أدوات المنع والغلق والرقابة لأنها تعيد أجواء حكم مبارك مرة أخرى وعودة لمصادرة الصحف كما حدث مع صحيفة 'صوت الأمة'، ثم يتم توقيف الدكتور عمرو الشوبكي وتمنع مراسلة صحافية فرنسية من دخول مصر، وكل هذا يأتي بعد التصريح غير الموفق الصادر عن المجلس العسكري والحكومة عن تفعيل قانون الطوارىء وكأن ما تحتاجه مصر الآن هو عودة مصادرة الحريات مرة أخرى'.


وأشارت الصحف الى انه تم تحديد الثاني والعشرين من الشهر القادم للنظر في طلب رد هيئة المحكمة التي تحاكم مبارك، كما واصلت جريدة 'روزاليوسف' امس نشر ما تيسر من التسريبات التي تتم لها عن مبارك وسوزان فقالت في موضوعها الرئيسي بالصفحة الأولى: 'خناقات حريمي من العيار الثقيل نشبت بين سوزان ثابت زوجة المخلوع، وبين بعض صديقاتها قامت على اثرها بطردهن من منزلها بعد أن قمن باتهامها بأنها السبب وراء ما حدث من مصائب للأسرة وانهيار كامل للبلد، هذا ما أكده مصدر مقرب من عائلة المخلوع.
وكان الحرس الشخصي لسوزان قد تدخل في المشاجرة وكاد يفتك بصديقاتها لولا تدخل ضابط صغير تصادف وجوده أمام منزلها بمصر الجديدة. في إطار آخر كشف مصدر أمني أن وزارة الداخلية رفضت طالباً لسوزان بتخصيص طاقم حراسات خاص لها باعتبارها مواطنة مصرية عادية ولا تملك قانونا التمتع بأي من تلك المميزات.
وكان المصدر نفسه قد أشار الى جدل حاد بين محامي سوزان الخاص وبين وزارة الداخلية باعتبارها زوجة رئيس سابق ومن حقها حراسة خاصة، وهدد محامي أسرة سوزان برفع دعوى قضائية بمجلس الدولة للمطالبة بمخصصات زوجة رئيس دولة سابق'.
وتم الاحتفاء امس بذكرى وفاة خالد الذكر والإشادة به، وسبحان ربك ذي الجلال والإكرام، فالناس جميعا الآن اصبحوا يقارنون بين عبد الناصر، ومبارك، وأبنائهم، كما واصلت الشرطة والجيش الحملات لإزالة التعديات على الأرصفة والشوارع وممتلكات الدولة. وإلى بعض مما عندنا اليوم:


تكاثر الحزب الوطني
وتحوله إلى ثمانية أحزاب

ونبدأ تقرير اليوم باستمرار الخلافات وتزايدها، حول المصير الذي ستنتهي إليه الأحداث في مصر، والمعارك الدائرة حول المجلس العسكري وسياساته وقراراته، ما بين مؤيد له ومعارض، ومحذر من خطورة الحملات ضد الجيش وما يسمونه حكم العسكر، ومن أنصار النظام السابق، والإخوان والسلفيين، وقانون الانتخابات والرفض له من جانب القوى والأحزاب السياسية بحيث انني أجد نفسي عاجزا عن تحديد المواقف لكل حزب أو تيار، لأن هناك تحركات فردية وانشقاقات واندماجات، كما ان أجواء الحرية تسمح بآراء يصعب تصنيفها وارجاعها إلى جهة محددة كتعبير عنها، فمثلا قال زميلنا خفيف الظل ومتعدد القدرات جلال عامر - وهو ماركسي في حزب التجمع - في 'المصري اليوم' يوم الاثنين: أنا من أشد الناس فرحاً لتكاثر الحزب الوطني وتحوله إلى ثمانية أحزاب وأتمنى أن ينجب عز - مثلما فعل الريان - وهو داخل السجن، فالثورات عادة تقوم من أجل التكاثر حتى نباهي الأمم، وقد جاء وقت تحولنا فيه إلى 'شركة قابضة' والمواطن مقبوض عليه، ثم جاءت الثورة وتحول الحزب الوطني إلى سبعة أحزاب وأستك وعندما كان الصيادون من غيظهم يقطعون 'نجم البحر' لأنه يلتهم الثروة السمكية، كان كل نجم يتكاثر ويتحول الى سبع نجوم وحمام سباحة، لذلك لجأوا إلى 'العزل' بأن يبعدوه عن بحر السياسة ويلقوا به على الشاطىء لكننا لم نتعلم من الصيادين سوى أغنية 'صياد ورحت اصطاد صادوني'، فالعزل ليس للحرامية ولكن للثورة لأنها من الأمراض المعدية، وفي الاجتماع الوحيد مع الحكام الجدد أشرت إلى هذه الظاهرة فكان نصيبي هو 'العزل' فمن يومها لم يدعني أحد الى فرح أو طهور ليقتسموا التورتة بعد أن يطفئوا الشموع ومع ذلك أتمسك بالأمل ولا أطلعه إلا في المناسبات، فالانتخابات البرلمانية مع الأزمة المالية سوف تخفض سعر الصوت، وعلى المواطن أن يخبط رأسه في 'الحيط' احتجاجا، وإذا قبضوا عليه يقول إنه بشوف الحيطة جامدة ولا لأ، فكل من يردد أغاني الثورة الآن يردون عليه بأغنية 'ياحبيبي كل شيء بقضاء'.
هذا ومن المعروف ان أغنية صياد ورحت اصطاد صادوني، للمطرب والفنان الراحل محمد رشدي، أما أغنية، ياحبيبي كل شيء بقضاء فإنها لكوكب الشرق أم كلثوم، وكان على جلال أن يوضح بدلا من إرهاقي.

كيف عامل عبد الناصر المصريين

أما زميلنا وصديقنا بمجلة 'روزاليوسف'، عاصم حنفي - ناصري - فلم يقم بالغناء مثل جلال رغم انه من الكتاب الساخرين، إنما تصنع الجد وقال عن قضية أخرى مختلفة تماماً: 'انشغل جمال عبد الناصر تحديدا، بتعريف العامل والفلاح، لم يكن العامل وقتها هو البيه رئيس مجلس الإدارة، وإنما كان عاملا بحق وحقيقي، تخرج من صفوف الطبقة العاملة، والفلاح لم يكن برتبة لواء، وإنما كان حائزا زراعياً لا يمتلك أكثر من خمسة أفدنة ليتكلم باسم الفلاحين، وداومت الحقبة الناصرية في مراحلها المختلفة على تحديد مفهوم العامل والفلاح بدقة، حتى لا يتسرب إلى مجلس الأمة من لا يتحدث باسمهم، أما في عهود الفجر والاستهبال فقد قررت الدولة بيع القطاع العام بتراب الفلوس، وإلغاء قوانين الإصلاح والملكية الزراعية، فقد تساهلت الدولة كثيرا في تعريف العامل والفلاح وتهاونت كثيرا في آخر منجزات جمال عبد الناصر، فإذا برؤساء مجالس إدارات الشركات يمثلون العمال في البرلمان، وحتى يسهل بيع القطاع العام بمباركتهم ودون اعتراض من أصحاب المصلحة، وفي نفس العهود عهود الفجر والاستهبال، رأينا لواءات الشرطة والجيش تقتحم البرلمان على قوة الفلاحين.
رحم الله جمال عبد الناصر، حبيب الفقراء، والذي طبق مفهوم العدالة الاجتماعية بحق وحقيقي، على عكس سبعة وثلاثين حزبا بعد ثورة يناير التي رفعت شعار 'تغيير حرية عدالة اجتماعية' لكنها عندما اجتمعت مؤخرا مع رئيس الأركان سامي عنان، طالبت بالفم المليان بإلغاء نسبة العمال والفلاحين في البرلمان، وكنا نحسب أن الأحزاب 'الثورية' سوف تطالب بتحديد مفهوم العامل والفلاح بشكل حقيقي، وحتى يسترد الفقراء ممثليهم بالبرلمان، هي أحزاب 'ثورية' لا تضيع وقتها في هذه الأمور، معظم مؤسسيها والمتحدثين باسمها من أصحاب الصوت العالي ونجوم الفضائيات والإعلام الجديد، ولا تضم في صفوفها عمالاً وفلاحين بحق وحقيقي!
رحم الله جمال عبد الناصر، نصير الفقراء، وحبيب الملايين. ما شاء الله، ما شاء الله، ناصري ولا يستخدم خالد الذكر؟

شبه اجماع على رفض حكم العسكر

وننتقل الى 'التحرير' يوم الاثنين وزميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل، وقوله: 'لا أعتقد أن هناك ثوريا محترما يمكن أن يوافق على حكم العسكر، الكل يتحدث عن ضرورة أن يحكم الشعب نفسه بنفسه لكن المشكلة اننا مختلفون على طريقة تحقيق ذلك، طيب طبقا لقراءة نسب المشاركة في الفاعليات الثورية الأخيرة يتضح أن الغالبية العظمى متهمة أكثر بالتركيز على الانتخابات كوسيلة مضمونة للخلاص من حكم العسكر وحكومة شرف الضعيفة، وكسبيل لتحقيق مطلب العدالة لاجتماعية الأكــــثر إلحاحا لدى ملايين المصريين من مطالب أخرى هي مهمة دون شك لكن الغالبية العظمى لم تقتنع بأهمـــيتها بعد، هل يمكن أن نصادر على أحد حقه في التشكيك في حدوث انتخابات نزيهة يكفلها المجلس العسكري؟

بالطبع لا، هل يمكن أن نمنعه من الشعور بالإحباط بعد ما رآه من سوء إدارة للفترة الانتقالية؟ لا عشنا ولا كنا، طيب ما الحل. الحل ببساطة في إرادة الشعب، يا سيدي إذا كنت تعتقد أن الثورة ستنجح إذا تم إعدام مبارك ورفاقه والإطاحة بالمجلس العسكري دون انتخابات والتخلص من كل من كان له علاقة بالنظام السابق فعليك أن تقنع الشارع بذلك لكي يلتف حولك، وتستطيع تحقيق تلك الأهداف، طيب إذا كان الشارع الثوري الذي ملأ ميادين مصر واسقط مبارك لم يقتنع بما تقوله، فما بالك بالشارع المتأرجح أو الصامت أو الخائف أو الرافض أو الطاهق من عيشة الذين خلفوه؟ لماذا إذن لا تبحث عن وسيلة أخرى للوصول الى هدفك؟! اسأل نفسك: هل كانت الثورة ستنجح في إسقاط مبارك لو اقتصرت على الآلاف الذين خرجوا في الخامس والعشرين من يناير أم أن نجاحها اعتمد على توسيع نطاق الكتلة الحرجة التي جعلتها عصية على القمع؟ ستعود الملايين لتقف معك لو ثبت لهم أن هناك من سيضربهم على أقفيتهم ويلغي حقهم في التصويت الانتخابي'.


سليم العوا يؤكد أن الجيش
سوف يسلم السلطة للمدنيين

وما زلنا في يوم الاثنين، ولكن هذه المرة مع صديقنا والفقيه القانوني والمفكر الإسلامي، وأحد المرشحين لرئاسة الجمهورية الدكتور محمد سليم العوا الذي أقامت له هيئة تحرير 'الشروق' لقاء لمناقشته، ومما قاله: 'بعض القوى السياسية تتخوف من عدم تخلي المجلس العسكري عن السلطة.
معلوماتي التي استقيها من مصادر عديدة جدا مدنية وعسكرية، تفيد جميعها بأن المجلس العسكري مصمم على تسليم السلطة في أقرب وقت ممكن، وأنا أدعوه لأن يسلم السلطة في موعد لا يتجاوز شهر فبراير، والجدول الزمني الذي أعلن عنه فيما يتعلق بانتخابات مجلسي الشعب والشورى، قد يزحزح الانتخابات الرئاسية الى ما بعد شهر فبراير، وأنا لن أوافق على ذلك، فمهما كانت المشاكل اللوجستية والإدارية فينبغي التغلب عليها، بحيث ينتهي دور المجلس العسكري بعد سنة على الأكثر بعد انتهاء الثورة، وسنة هذه تعني 11 فبراير '...' وإن كنت أوافق على أن ينتهي دوره في نهاية الشهر على الأكثر، فأنا لا أظن ما الذي سيجري في هذا الوطن ولا أضمن كيف سيكون رد فعل الناس على استمرار المجلس العسكري لأكثر من سنة ولا أضمن نوع الثورة الجديدة التي سوف تواجه الأمة إذا استمر حكم المجلس العسكري، سنة كفاية جدا، القوات المسلحة في مصر لها مهمتان، حماية حدود البلاد من جهة الخارج وإعادة السلم الأهلي أو ضبطه إذا اختل من جهة الداخل مثلما حدث في 28 يناير، وغير هاتين المهمتين لا يوجد دور للقوات المسلحة وأي نص دستوري يعطي القوات المسلحة دورا أكبر في حماية البلاد أو حكمها ستكون له مخاطر لا نهائية، أما النموذج التركي فقد كان أساتذة القانون التركي يقولون عنه إنه 'حثالة دساتير العالم' فكيف نأتي بنص هو حثالة دساتير العالم، وليس له مثيل في أي دستور آخر في العالم'.

مناشدة للحفاظ على الجيش المصري

ومن 'الشروق' نتوجه الى 'الاسبوع' لنرى ماذا عند رئيس تحريرها وعضو مجلس الشعب السابق زميلنا وصديقنا مصطفى بكري حيث طلب مني أن أنقل عبر 'القدس العربي' قوله: 'احرصوا على الجيش المصري إنه حائط الصد بيننا وبين الفوضى حافظوا على شرف العسكرية المصرية، يجب أن يتوقف البعض عن إهانة الجيش، ويجب ان تتوقف دعاوى الزحف الى وزارة الدفاع لحصارها واسقاط المجلس الأعلى للقوات المسلحة كما يروج البعض في يوم انتصاره، يوم السادس من أكتوبر العظيم، إن تاريخ المؤسسة العسكرية يؤكد انحيازها الدائم للشعب، وعبر تاريخها الوطني ظلت المؤسسة العسكرية وفية ومخلصة للشعب المصري ومدافعة عن حقوقه الوطنية في مواجهة الظلم والجبروت وحكام الطغيان.
وفي ثورة الخامس والعشرين من يناير، كان قرار المشير طنطاوي وقرار المجلس الأعلى منذ اليوم الأول لنزول الجيش إلى الشارع، لن يكون هناك عنف ضد المتظاهرين، ولن يتردد الجيش في الوقوف مع الشعب دفاعاً عن مطالبه المشروعة.
نزلت طلائع الجيش المصري إلى ميدان التحرير، تعرضت بعض المركبات لهجوم من متظاهرين ظنوا أنها جاءت لتعضد من موقف وزارة الداخلية، إلا أن التعليمات التي صدرت من المشير ورئيس الأركان والتي جاءت بعدم الرد على أي محاولات للاستفزاز وحماية المتظاهرين والحرص على أمنهم والحيلولة دون تعرضهم لأي هجمات، عندما سئل الفريق سامي عنان من قائد القوات الأمريكية المشتركة أثناء زيارته للولايات المتحدة عن موقف الجيش من المتظاهرين قال إن الجيش المصري لن يستخدم العنف ولن يطلق الرصاص، كان ذلك يوم 28 يناير، تذكر يا شعب مصر أن الجيش حمى الثورة وكان يمكن لكل قادته أن يعدموا إذا ما تمكن النظام من اجهاضها.
تذكر يا شعب مصر أن الصدام مع الجيش سيقود البلد نحو الفوضى والمجهول، تذكر يا شعب مصر أن هناك من يتعمد الإثارة ودفع الأمور نحو الاحتقان لأنهم يريدون اسقاط الدولة ودفع البلاد نحو حرب أهلية، إن كل وطني شريف مطالب بالدفاع عن مصر لا تتركوا الجيش وحده، ساندوه في عودة الاستقرار وتحقيق أهداف الثورة وتصدوا لأية محاولات خبيثة تهدف إلى نشر الفوضى في البلاد'.

طنطاوي طمأن المصريين فصدقوه

وإذا تحولنا إلى 'أخبار' الثلاثاء، سنجد زميلتنا ثريا درويش تدافع عن طنطاوي قائلة: 'مثول المشير محمد حسين طنطاوي أمام محكمة مدنية وإدلاؤه بشهادته مثله كمثل أي مصري بسيط هو خير رد على المشككين الذين راهنوا على حضوره وأطلقوا الشائعات هنا وهناك، لكنهم خسروا الرهان وكسبت مصر سباق الديمقراطية والتغيير وأكدت فعلا اننا على أبواب عهد جديد لا فرق فيه بين 'مشير' أو ضابط أو خفير، وكفانا - بقى - تشكيكا وتفتيتا وتعالوا نتوحد ونبني ونعيش، كان من حق الرجل أن يرفض وهو القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلسها الأعلى الموكل له إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية الحالية، ولو فعلها ما لامه أحد فالعسكريون لهم قوانينهم ومحاكمهم العسكرية الخاصة التي يمثلون امامها وحدها لكنه ذهب ووقف 60 دقيقة على قدميه امام هيئة المحكمة وأقسم اليمين 'والله العظيم أقول الحق'، وأجاب على كل سؤال وجه إليه، فبدت كلماته كرسائل طمأنينة وأمل يبعثها لكل المصريين تؤكد 'ان بلدنا بتتغيير 'ياناس' وأن الكل فعلا سواسية امام القانون وأن الجيش والشعب كانا وسيبقيان أبدا 'يدا واحدة' رغم أنف الفلول والعملاء والحاقدين!
تصوروا لو أن الأيام عادت للوراء الى ما قيل 25 يناير وأن الرئيس السابق حسني مبارك هو من طلب للشهادة في أي قضية،ماذا كان سيحدث؟ وكيف نتصور رد فعله؟'.

الطبقة التي سيطرت على كل شيء الغت الدولة

وإلى مبارك، الذي تعددت مصادر رزقه بدرجة ملفتة، إذ قال عنه زميلنا محمد هيبة رئيس تحرير مجلة 'صباح الخير': 'توقع الجميع من حسني مبارك بعد توليه الحكم إثر اغتيال السادات أن يعيد الأوضاع الى نصابها الطبيعي على طريق مبادىء يوليو، وكانت البدايات جيدة ومبشرة على طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي ولكنه سرعان ما وقع في الفخ الذي نصب له، فخ السلطة والثروة، وتحول من زعيم سياسي إلى رجل أعمال بدرجة رئيس جمهورية يدافع عن طبقته الجديدة التي سيطرت على الحزب وعلى البرلمان وعلى الحكومة وعلى الإعلام، وأخيرا على مؤسسة الرئاسة لتكون هذه الطبقة هي الدولة، والدولة هي هذه الطبقة فسقط سقوطا ذريعا هو ونظامه بالكامل، وليكتشف الجميع إلى أي مدى كان نظام مبارك الذي كان وراءه مليون وربع رجل أمن هشا الى هذه الدرجة'.

أخطار جرائم مبارك بإفساده المجتمع

وكأن هيبة اطلق إشارة البدء لمحبي مبارك بأن يصولوا ويجولوا في التقرير وأنا عاجز عن منعهم، ولا حول ولا قوة لي نحوهم، فوقفت اتفرج على زميلنا بـ'الأهرام' نبيل عمر وهو يقول يوم الثلاثاء: 'بالقطع كنا نعيش، وما زلنا - في واحد من أسوأ عصور الانحطاط الفكري والثقافي عبر تاريخنا كله، وأكبر جرائم الرئيس السابق ورجاله ليس قتل المتظاهرين أو نهب عشرات المليارات أو إفساد الحياة السياسية، مع أن هذه جرائم عظمى، لكن الأخطر هو إفساد الناس: مكوناتهم النفسية والشخصية، وقد جرت عملية إفساد للمصريين عبر الثلاثين سنة الأخيرة تفوق الخيال حتى أصبح الفساد ثقافة عامة وليس' جرائم 'نخبة، وهي اهم اسباب الأزمة التي تأخذ بخناقنا الآن وتكاد تهدر فرصة الخروج من مستنقع التخلف المزروعين فيه من قرون، وتهدد كيان مصر، أقدم دولة في تاريخ البشرية، والمدهش أن بعضا من الذين ثاروا في 25 يناير 'وربما أغلبهم' يلعبون في الساحة بنفس الأساليب والأدوات التي ثاروا عليها وخرجوا لإسقاطها، ومنها الكذب والتضليل والخداع'.
كما عجزت عن منع زميلنا بـ'الأخبار' محمد عبد الحافظ من ان يقول في ذات اليوم:
'مبارك وهو رئيس خسرنا وهو مخلوع خسرنا وآخر حاجة خسرنا فيها إعدام ثمانين ألف نسخة من كتاب التاريخ المدرسي، لأن ثورته وسيرته كانت في الكتاب، وطبعا كل الكتب هتتحرق وتتقدم!
ولو قدرنا نحرق صورة ونزيل اسمه من محطات المترو والمدارس والشوارع، والمدن فلن نستطيع ان نمحو الخطايا التي أحدثها عهده في عقول المصريين، الذين كفروا بالمبادىء والقيم، والكفاءة، والشطارة.
هذا العصر خرب سلوكيات المصريين، وجعل يد اصحاب الأموال، والحرامية، والبلطجية، وسارقي الأراضي هي العليا، ويد الكادحين والمجتهدين، والمتفوقين هي السلفى.
كم سنة نحتاجهم حتى ينمو أبناؤنا وفي رؤوسهم حلم يسعون الى تحقيقه، وكل طفل يؤمن بأن أحلامه ممكن أن تتحقق وحتى إذا حدث ذلك، فهل يمكن أن يتغير سلوك البشر؟
أشك، لست متشائما، ولكن ليس هناك بوادر تدعو إلى التفاؤل، الله المستعان'.

التخلص من حقبة مبارك تحتاج زمنا وخسائر

وفي نفس اليوم الثلاثاء، قامت زميلتنا في 'التحرير' رباب فارس، مشكورة مأجورة بإعطائنا تفاصيل أخرى جاء فيها: 'يبدو أن التخلص من حقبة مبارك وصوره ستأخذ وقتا وستتسبب في خسائر ايضا، رئيس قطاع شؤون الكتب في وزارة التربية والتعليم قال لـ'التحرير' انه تقرر سحب 30 ألف نسخة من كتب التاريخ والتربية الوطنية المقررة على طلاب المرحلة الثانوية بعد ان تبين ان هذه الكتب تم توزيعها على الطلاب بطريق الخطأ لأنها تحمل صوره وعبارات للرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث انها طبعت في العام الماضي قبل ثورة 25 يناير وكانت معدة لتوزيعها على الطلاب في العام الحالي، إلا أنه بعد توزيعها تم اكتشاف وجود هذه الصور، فأمر الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم، بسحبها من الطلاب واستبدال نسخ أخرى بها تخلو من هذه الصور وتوزيعها على الطلاب'.

لماذا اذل مبارك نفسه في القفص؟

أما التي اقتحمت التقرير برضا مني وقبول رغم انها من فلول مبارك، فكانت الاستاذة بكلية الطب الدكتورة غادة شريف وذلك لغرابة التشبيهات التي استخدمتها للإشادة برئيسها السابق، الذي قالت عنه في ذات اليوم في 'المصري اليوم': 'توقفت كثيرا أمام تعليقات السياسيين والمفكرين التي استنكرت بشدة قبول الرئيس السابق على نفسه ذلك المنظر، أن يدخل المحاكمة مسجى على سرير المرض، وقد كان من الممكن أن يدخل على كرسي متحرك أو حتى واقفا، وتعجبت ان هذه التعليقات ذهبت الى حد مقارنته بهتلر الذي ابى أن يعامل كسجين فمات منتحرا قبل القبض عليه، وصدام حسين الذي حضر محاكمته شامخا وكان رأسا برأس مع القضاة رغم انه كان مكبلا بالقيود، هل معقول أن نقارن تمارض مبارك واستلقاءه على السرير بهتلر وصدام؟ طب والله حرام، ولكنني بصراحة أتساءل: لماذا تم اختيار السرير تحديدا لتسول العطف؟ يعني كان ممكن يدخل القفص وهو يعرج مثلا ويمشي على عكاز، وكان من الممكن أيضا أن يدخل وهو يستند على أبنائه والمحاليل تتدلى منه مثل متسولي شارع قصر العيني، وإن كنت أرى أنه كان من الأفضل أن يدخل علينا وفي يده طبلة وفي اليد الأخرى قرد ثم يبدأ يغني للقرد، أو بلاش يغني لميمون ويطبل علشان الدوشة، برضه الحدث تاريخي وما يصحش كده، لكن من الممكن الاكتفاء بأن يأمر القرد بتقليد نومة العازب أو أن يقلد البيه الشاهد، أو كان ممكن محاميه يفقأ له عين ويجعله يطل علينا وهو يرتدي جلابية ممزقة، أليست هذه أساليب ملتوية؟
الحقيقة، أنا لست أدري كيف قبلنا جميعا على أنفسنا أن يحكمنا هذا الشخص، وهاهو بعد أن فرغ من شحاتة الأموال من أمراء الخليج، هاهـو الآن يشحت العطف من الشعب الذي انتبه لوجوده أخيرا.
أنا وأنت وغيري وغيرك وجميعنا متأكدون أنه حتما وراء قتل الثوار وأنه حتما كان بيبزنس على حس إنه ريس وكان بيقبض سبوبة من هنا وحسنة من هناك، ورغم هذا لا نستطيع إحكام أي أدلة تدينه قاتلا أو فاسدا! وإذا أضفنا هذا الى تلك الفترة التي امتدت الى أربعة أشهر بين تنحيه وإلقاء القبض عليه وعلى الرؤوس الكبيرة، ناهيك عن انه في تلك الفترة كانت الرؤوس الكبيرة في مكاتبها عادي جدا وحمادة يلعب! والسؤال: هل مبارك مازال يحتاج ان يستدر عطف الناس بهذا السرير المهين؟ ألا يرى أن كل شيء وكل من بيدهم الأمر لا يزالون في خدمته ورهن أصابعه، واصبحت المهمة الآن هي البحث عن مخرج قانوني له وفي الوقت نفسه يحفظ ماء وجوههم امام الشعب؟ والآن، هل أدركت أيها القارىء الفتك الملسوع على قفاه لماذا لوح جمال مبارك بعلامة النصر في المشهد الأخير؟!'.
وهذا المشهد بالذات، نقله إلينا في نفس اللحظة زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في 'الشروق'، وكان عن مبارك، وعن يمينه جمال وعلى يساره علاء، وهم واقفون على خشبة المسرح ورافعا يديه ويقول للجمهور: - بجد، والنبي عجبتكم المسرحية؟!

مقارنة بين اولاد مبارك وابناء عبد الناصر

وإلى خالد الذكر، وسيرته العطرة هذه الأيام على كل لسان، بمناسبة وفاة ابنه الدكتور خالد عبد الناصر، واستمرار المقارنة بينهم وبين ابناء مبارك، فقد نشرت مجلة 'روزاليوسف' ذكريات للسفير حمدي الطاهري أشار اليها زميلنا احمد الطاهري جاء فيها: 'في يوليو 1968 تم تعييني قنصلا عاماً لمصر في لندن وكانت القنصلية المصرية هي القنصلية العربية الوحيدة وكانت مهمتنا محاولة لم شمل الجالية المصرية والعربية التي كانت تنكوي بمرارة هزيمة 67، وهناك تعرفت على أشرف مروان صهر الرئيس عبد الناصر ونشأت بيننا صداقة قوية استمرت الى يوم رحيله، وكان أشرف في لندن لعمل دراسات عليـــا وكان يعمل في مؤسسة الرئاسة التي أصر على ضمي إليها عندما اصبح فيما بعد سكرتيرا للاتصالات الخارجية في عهد الرئيس السادات وهي المهمة التي شغلتها كمساعد له من عام 1971 حتى عام 1976 وأذكر عندما كنت في لندن اتصل بي سامي شرف مدير مكتب الرئيس عبد الناصر ليبلغني بأن بنات الرئيس سيقمن بزيارة لندن ويطلب مني أن أحجز لهن في فندق وأبلغني بأن كلاً منهن معها مصروف جيبها وإذا ما نفدت نقودهن ممنوع منعا باتا الاقتراب من مليم واحد من أموال القنصلية، وبالفعل حضرن الى لندن واستقبلتهن في المطار وحجزت تكريما لهن جناحاً لكل واحدة في 'غروفنال أوتيل' وكان سعره 57 جنيها إسترلينيا وقتها وأبلغت سامي شرف بما تم فقال لي نصا: إذا ما علم الرئيس بأنك أنزلتهن في أجنحة فندقية 'هيخرب بيتك' انقلهن فورا الى غرف عادية ولكنني وخوفاً على مشاعرهن رفضت نقلهن وتحملت فارق السعر من نقودي الخاصة تكريما لعبد الناصر وطلبت من سامي شرف عدم إبلاغه، وقد كان. وبالفعل نفدت نقودهن فعاودت الاتصال بسامي شرف وأبلغته فقال لي: انتظر سأبلغ الرئيس وبعدها بساعة تقريبا اتصل بي سامي شرف ليبلغني أن الرئيس يشكرني ويطلب مني الحجز لبناته على أول طائرة عائدة إلى مصر وهو ما تم، كانت رئاسة الجمهورية ترسل لي شهريا مبلغ 40 جنيها استرلينيا من أموال الرئيس ناصر لكي أحضر له الكتب الحديثة والمجلات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تصدر هناك وكان حريصا جدا على هذا الأمر، أود أن أقول كلمة واحدة لجمال عبد الناصر في مثواه، رحمك الله أيها الزعيم فقد كنت رجلا'.

عفة يد جمال عبد الناصر عن المال الحرام

أما صديقنا والكاتب وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، ناجح إبراهيم فقال يوم الثلاثاء في 'اليوم السابع': 'رحم الله الدكتور خالد عبد الناصر، فقد مات وهو لا يملك من حطام الدنيا شيئا، حتى أنه بعد أن عاد من رحلة علاجه طلب من د. ممدوح حمزة زميله وصديقه القديم أن يبحث له عن عمل مناسب يتكسب منه، وذلك رغم مرضه الشديد ورغم بلوغه اثنين وستين عاما من عمره.
ولعل أكثر ما أعجب الشعب المصري في الرئيس عبد الناصر هو عفة يده عن المال الحرام واهتمامه بالعدالة الاجتماعية، وهذا جعل الكثيرين يغفرون للرئيس عبد الناصر ما كان في عهده من سلبيات. إذا أردت أن تعرف الفرق بين عبد الناصر ومبارك فانظر الى أولاد وزوجة وأسرة كل منهما.
لقد عاش أولاد عبد الناصر حياة عادية بعيدا عن الأضواء والسياسة في حياة والدهم وبعد مماته ولم يتربحوا من أموال الشعب، ولم يتكبروا على من حولهم، في حين استغل علاء وجمال منصب والدهما اسوأ استغلال، ونهبا المليارات ولم يكونا رحيمين بالشعب المصري، ولم يتواضعا له.
وزوجة عبد الناصر لم يكن لها أي دور في الحياة السياسية المصرية ولم تتعال على أحد، ولكن سوزان كان يسير خلفها ستة وزراء وتترأس في الاجتماعات ثمانية وزراء، وكل أقاربها تربحوا المليارات بغير حق من اموال الشعب المصري الفقير، ومنهم منير ثابت ومجدي راسخ وغيرهما'.
ما شاء الله، ما شاء الله، كل هذا التقدير لعبد الناصر ويبخل عليه بخالد الذكر، على العموم شكرا له على شجاعة قول كلمة الحق.
كما أشكره على رسالة التعزية الرقيقة جدا التي أرسلها بمناسبة وفاة شقيقي الأصغر وأمين الحزب الناصري في بولاق، محمد كروم، رغم تكتمي على هذه الخسارة، وإنا لله وإنا إليه راجعون. وغدا إن شاء الله هناك المزيد عن خالد الذكر.



------------------------

فايزة أبوالنجا لـ الأهرام‏:‏ أبلغنا الجانب الأمريكي اعتراض القاهرة علي لغة المشروطية للكونجرس

242

أعلنت مصر أمس رفضها التام وبشدة لأي مساعدات مشروطة‏,‏ وأكدت فايزة أبوالنجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في تصريحات خاصة لـالأهرام ـ أن مصر والشعب المصري بعد ثورة‏25‏ يناير لن يقبلا أي مساعدات مشروطة أو أي إملاءات أو ضغوط أيا كان مصدرها‏,‏


وجاء ذلك ردا علي سؤال بشأن وضع مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون خاصا بالمساعدات الخارجية والذي جري وضع بعض الشروط فيه علي المساعدات الأمريكية لمصر.
وأكدت أبوالنجا ـ في تصريحاتها للأهرام ـ أمس, أنه إذا ما تم استخدام المساعدات الخارجية كأداة ضغط علي مصر من أي طرف كان, فنحن في غني تام عن هذه المساعدات, وقالت أبوالنجا بحسم إن الشعب المصري والدولة المصرية تضع سيادة وكرامة مصر فوق كل اعتبار. وكشفت أبوالنجا عن أنها خلال مباحثاتها في واشنطن مع المسئولين الأمريكيين, علي هامش مشاركتها في الاجتماع المشترك لصندوق النقد والبنك الدوليين, قد شرحت الموقف المصري بوضوح تام, وقالت إنها أبلغت وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشئون الاقتصادية والطاقة والزراعة بوب هورمتز ـ وبحضور وفد موسع من جميع الجهات الأمريكية المعنية بالتعاون مع مصر ـ بشكل قاطع وواضح اعتراض مصر علي لغة المشروطية الصادرة من مجلس الشيوخ الأمريكي, وأن القاهرة ترفض هذه اللغة شكلا وموضوعا.
وأشارت الي أنها أوضحت خلال الاجتماع الموسع مع المسئولين الأمريكيين, أن المساعدات الخارجية بطبيعتها طريق ذو اتجاهين, وأنها بطبيعتها ـ أي المساعدات ـ تحقق مصالح الطرفين, وأنه إذا تحولت الي مساعدات من طرف واحد يستخدمها للضغط وإملاء المشروطيات, فإنها تصبح مرفوضة تماما.
وردا علي سؤال بخصوص الخلاف ما بين مصر وإدارة بوش السابقة بشأن تخفيض المعونة الاقتصادية لمصر.. قالت أبوالنجا: إن إدارة بوش بالمخالفة للاتفاقية ما بين البلدين عام1978 قامت بالتخفيض من415 مليون الي200 مليون دولار, وذلك بالمخالفة لنص الاتفاقية التي قررت أنه لا يجوز لأي طرف منفردا تخفيض المساعدات.
وأشارت الي أن مصر رفضت التوقيع علي الميزانيات الخاصة ببرامج المساعدات إلا بعد وصول الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما, وجري الاتفاق علي ضرورة التزام الإدارة الأمريكية بالتمويل المباشر للجمعيات والمنظمات الأهلية المسجلة فقط لدي الحكومة المصرية, إلا أنه للأسف لم يتم الالتزام بهذا الاتفاق, وقالت أبوالنجا إن مصر لاتزال مصرة علي موقفها بعدم اتخاذ إجراءات أحادية من جانب واشنطن, وضرورة التزامها بتمويل المنظمات والجمعيات الأهلية المصرية المسجلة فقط لدي الحكومة المصرية, وأكدت أبوالنجا أن الحكومة المصرية تطالب الإدارة الأمريكية بالشفافية التامة في مسألة تمويل المنظمات الأهلية.
ومن ناحية أخري, كشفت أبوالنجا عن أن الجانب الأمريكي أبلغهم بأن وفدا أمريكيا سوف يتوجه الي مصر من أجل التشاور فيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة ما بين مصر والولايات المتحدة, وقالت إن مصر ترحب بأي وفد من أصدقائنا الأمريكيين, وردا علي سؤال بشأن مدي القرب من الاتفاقية, قالت أبوالنجا إنها مشاورات من أجل تحديد الخطوات الرسمية الكفيلة بتقريبنا من توقيع اتفاقية التجارة الحرة, وأشارت الي أن مصر سبق لها أن وقعت الاتفاق الإطاري الاستثماري مع الولايات المتحدة, وهو أحد الخطوات في الطريق الي اتفاق التجارة.
وفيما يتعلق بالمساعدات التي أقرتها مجموعة دول الثماني لمصر, أوضحت أبوالنجا أن نصيب مصر وتونس20 مليار دولار من بين38 مليار دولار التي تم الإعلان عنها للدول الأربع مصر وتونس والمغرب والأردن, وقالت إن هذه المساعدات لم يتم ترجمتها علي أرض الواقع بعد بل الآن يتم التشاور حولها وحول الجدول الزمني لها.
وكشفت عن أن هذه المساعدات كلها قروض, وأن مصر لاتزال متمسكة بسياستها الخاصة بالتفريق ما بين أمرين: الاقتراض لسد عجز الموازنة وهو ما لا تطلبه القاهرة حاليا, سواء من صندوق النقد الدولي أو أي مصادر أخري, والأمر الثاني: الاقتراض بشروط جيدة لتمويل مشروعات تنموية لها عائد دون تحميل الأجيال المصرية القادمة أي أعباء.
وأكدت أبوالنجا أن المديونية الخارجية لمصر آمنة للغاية, وأشارت الي أن هذه المديونية الخارجية تمثل14% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر, والمعروف أن المديونية الخارجية لأي دولة تدخل مرحلة الخطر اذا ما تعدت الـ30% من الناتج المحلي الاجمالي لها, وقالت أبوالنجا إن قرار قبول المساعدات والقروض من الخارج يبقي قرارا مصريا خالصا من حيث القبول أو عدمه, وتحدده الأولويات والمصلحة المصرية في المقام الأول والأخير. وكشفت أبوالنجا عن توقيع قرضين مع البنك الدولي خلال زيارتها لواشنطن, الأول بقيمة330 مليون دولار لتطوير السكك الحديدية المصرية, وذلك من خلال تحديث نظام الاشارات الكهربائية لخط سكك الحديد بالصعيد فضلا عن تطوير نظم التشغيل والإدارة, أما القرض الثاني فقيمة100 مليون دولار ويستهدف تحسين انتاجية200 ألف فدان في الدلتا, ولن تتحمل خزانة الدولة أي أعباء نظرا لأن المزارعين سوف يدفعون مقابل الخدمات الجديدة التي ستقدم لهم كما أن ايرادات السكة الحديد سوف تسهم في تسديد القرض الخاص بها.


---------------

الثورة في مواجهة الثقافة السلطوية
بقلم: السيد يسين
58

ماهي التحديات الأساسية التي تواجهها ثورة‏52‏ يناير في مرحلة الانتقال؟ قد تكون الاجابة التقليدية علي هذا السؤال المهم تتمثل في أهمية وضع دستور جديد للبلاد يتم التوافق عليه بين كل القوي السياسية وإجراء انتخابات لمجلسي الشعب والشوري وانتخاب رئيس للجمهورية‏.‏

غير أنه مع تقديرنا لضرورة إتمام هذه الخطوات المهمة والتي تمثل في حد ذاتها خطوات حاسمة في الانتقال من السلطوية إلي الديمقراطية, إلا إننا نلفت النظر إلي أنه مالم تتغير الثقافة السلطوية التي تسود المجتمع فإن الاجراءات السابقة لن تكون فعالة في مجال النقلة الديمقراطية المرغوبة.
والسلطوية ـ كما هو معروف في علم السياسة ـ نظام سياسي يقوم علي استحواذ جماعات قليلة من النخب السياسية الحاكمة علي السلطة والقوة معا. وهذا هو الذي يسهل لها ممارسة القمع السياسي وحصار الأحزاب السياسية المعارضة والتضييق علي حركة مؤسسات المجتمع المدني بل وخرق حقوق الإنسان بصورة منهجية ضمانا لاستمرار الحكم غالبا لمدد غير محددة لأن باب تداول السلطة يتم إغلاقه بإحكام عبر إجراءات غير دستورية.
وإذا تركنا الأبعاد السياسية للسلطوية جانبا وهي معروفة جيدا في النظرية وقد خبرتها الجماهير المصرية في الممارسة فإن موضوع الثقافة السلطوية السائدة في المجتمع لم يلق مايستحقه من اهتمام مع أهميته القصوي.
بل إننا نؤكد أنه مالم تتغير الثقافة السلطوية السائدة فإن أمل الانتقال من الديكتاتورية إلي الليبرالية لن يتحقق.
ويقتضي فهم أبعاد الثقافة السلطوية السائدة تحليلا ثقافيا لثقافة المجتمع العربي عموما والمجتمع المصري خصوصا.. وهناك إجماع بين علماء الاجتماع العرب علي أن هناك سمات عامة مشتركة سائدة في كل المجتمعات العربية المعاصرة وإن كانت هناك اختلافات نسبية تتعلق بالتاريخ الاجتماعي الفريد لكل مجتمع عربي ممايجعل الثقافة السلطوية فيه تتخذ أشكالا محددة وفق نوعية النظام السياسي السائد.
وقد سبق لنا أن قمنا بدراسة استطلاعية للتحليل الثقافي للمجتمع العالمي والعربي والمصري( راجع كراسات إستراتيجية ـ مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية مايو9002).
وفي مجال التحليل الثقافي للمجتمع العربي وهو ماينطبق بالضرورة علي المجتمع المصري, ركزنا علي ثلاث ظواهر أساسية وهي هيمنة النص الديني علي العقل الجمعي وتهافت أداء العقل العربي وسيادة البنية الاجتماعية القمعية في ظل مايطلق عليه المجتع البطريركي أو المجتمع الأبوي الذي تمارس فيه السلطة سياسية كانت أو ثقافية بطريقة مطلقة.
وبدون أن نخوض في عديد من التفاصيل الخاصة بكل ظاهرة من هذه الظواهر الثلاث نكتفي بمناقشة الأبعاد السياسية لكل منها.
وبدون أن نخوض في عديد من التفاصيل الخاصة بكل ظاهرة من هذه الظواهر الثلاث نكتفي بمناقشة الأبعاد السياسية لكل منها.
ويمكن القول أولا إن المجتمع العربي يتسم بسيادة روح التدين بين الجماهير الشعبية والنخب الفكرية علي السواء مما جعل للنص الديني سواء في ذلك القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية مكانة مركزية في الوجدان العربي.
إلا أنه نتيجة لعوامل سياسية وثقافية شتي تحولت النظرة الوسطية للدين والتي كانت سائدة إلي نظرة متطرفة نتيجة تشكل جماعات دينية متشددة اتخذت من الماضي مرجعية لها وأعلت من شأن النقل علي حساب العقل.
وأكثر من ذلك استخدمت آلية القياس الخاطئ والتفسير المنحرف لصياغة مذاهب دينية تشجع علي الارهاب ومعاداة الآخر.
وقد عانت دول عربية متعددة من نشاط هذه الجماعات الإرهابية التي مارست القتل للمسلمين وغير المسلمين بناء علي فتاوي دينية واعتدت علي الأرواح والممتلكات بزعم إزالة الدول العلمانية الكافرة والسعي لتأسيس دول إسلامية تحكم بتطبيق الشريعة الإسلامية.
وإذا كانت موجة الإرهاب في العالم العربي قد انحسرت نتيجة المواجهات الأمنية الصارمة إلا أنه للأسف لم تتم صياغة سياسات ثقافية متكاملة من شأنها تحرير العقل العربي من الخرافة والتشدد الديني والتطرف السياسي.
وهكذا أصبح العالم العربي ومن بينه المجتمع المصري لا يخضع فقط للسلطوية الفكرية التي يتزعمها دعاة دينيون متطرفون وسياسيون من أنصار جماعات الإسلام السياسي, يسعون لاستعادة حلم الخلافة الاسلامية ويحاولون ترسيخ قيم ثقافية رجعية من خلال الارهاب الفكري الذي يقوم علي عدم الاعتراف بالآخر والاتهام بالكفر.
ومن هنا تبدو أهمية صياغة سياسة ثقافية تهدف إلي وضع النص الديني في موضعه الصحيح من خلال التأويل السليم له بما يتفق مع روح العصر.
والظاهرة الثانية التي اهتممنا بتحليلها هي تهافت أداء العقل العربي في العقود الماضية.
ويذهب بعض المفكرين العرب إلي أن العقل العربي يحتاج إلي تحديث لأنه عقل ساكن هيمن الجمود علي جنباته كما أنه يحتاج إلي نقد جذري يكشف عن الأنظمة المعرفية الأساسية التي يقوم عليها كما فعل الفيلسوف المغربي المعروف محمد عابد الجابري في كتبه المعروفة.
ولعل الإنجاز الفكري المهم الذي حققه الجابري أنه اكتشف وحلل ثلاثة أنظمة معرفية أساسية قامت عليها الثقافة الإسلامية وهي النظام المعرفي البياني الذي يؤسس الموروث العربي الإسلامي الخالص( اللغة والدين) كنصوص( علوم النحو والفقه والكلام والبلاغة).
والنظام المعرفي العارفاني الذي يؤسس قطاع اللا معقول في الثقافة العربية الإسلامية أو مايطلق عليه الجابري العقل المستقيل طريق الإلهام والكشف وأخيرا النظام المعرفي البرهاني الذي يؤسس الفلسفة والعلوم العقلية( والبرهان في العربية هو الحجة الفاصلة البينة).
والمشكلة الحقيقية أن الخطاب العربي المعاصر يخلط خلطا شديدا بين البياني والعرفاني والمعرفي!
وتبدو خطورة ذلك حين ينعكس هذا الخلط في الخطاب السياسي إذ نجد علي سبيل المثال جماعات سياسية تعلي من شأن العقل, في حين أن جماعات أخري كالصوفية تعلي من شأن الإلهام والكشف, ونجد كذلك جماعات ثالثة تتشبث بحرفية النصوص بالرغم من مجافاتها لروح العصر.
وقد أدي هذا الخلط إلي تشوه الوعي الاجتماعي والفكري للجماهير العريضة.
ونصل أخيرا للظاهرة الثالثة وهي سيادة المجتمع الأبوي حيث النخب السياسية الحاكمة التي تتشبث بالسلطة المطلقة وترفض الدخول في حوار حقيقي مع جماعات المعارضة كما نجد أيضا ممارسة للسلطوية الثقافية عن طريق جماعات تريد الهيمنة علي العقل الجماهيري باسم الدين.
وخلاصة القول ان التحليل الثقافي للمجتمع العربي المعاصر والذي يكشف عن هيمنة النص الديني والممارسات العقلية المعيبة الناجمة عن التداخل التلفيفي كما يقول الجابري بين البيان والعرفان والبرهان بالاضافة إلي هيمنة الثقافة السلطوية يكشف لنا أهمية التصدي لهذه الثقافة إذا أردنا تحولا ناجحا من الديكتاتورية إلي الديمقراطية.


-----------------

غموض المشهد السياسي إلي أين؟
بقلم: د: احمد مجدى حجازى
23

يخطئ من يتصور تجمد الوعي السياسي لدي الإنسان المصري بسبب فساد الحكام وطغيان رموز السلطة‏,‏ ويخطئ أكثر من يتخيل توقف حركة الزمن‏,‏ فالشرارة الأولي التي تفجرت بفعل الثورة السلمية‏,‏

التي اندلعت في يوم الغضب الشعبي في الخامس والعشرين من شهر يناير2011, أحدثت تسونامي بشريا جارفا وفيضانا متدفقا من المطالبات هزت أركان النظام السياسي, بل أفقدته توازنه.
لقد كانت محاولة افتراضية قامت بها مجموعات واعية من شباب ينتمي الي شرائح من الطبقة الوسطي, تمكنت من إعادة الحيوية للشعب المصري واسترداد وعيه السياسي, وكسر حاجز الخوف لدي المصريين من نظام تسلطي قمعي, تعامل مع الشعب بلا رحمة ولم يطبق رموزه أبسط مبادئ حقوق الإنسان. وإزاء تعنت السلطة تدفقت أمواج متلاحمة من البشر اكتظت بها الشوارع والميادين في معظم انحاء مصر مصممة علي رحيل رأس النظام, ومع تتابع الاحداث تمكنت من تحقيق انجازات مهمة بدأت بإسقاط النظام السلطوي الذي فسد بحكم الزمن, واستخدم القائمون عليه كل أساليب القمع والتخويف.
وكيف تستطيع مصر استعادة حضارتها ودورها القيادي ومكانتها بين الدول؟ وما أهم التحديات التي تواجه الحركة الثورية في المرحلة الانتقالية؟ وما موقف القوي السياسية والشعبية من تداعيات الثورة وعثرات المستقبل؟ وما التصورات المطروحة؟
لاشك أن التساؤلات المثارة, خاصة لدي المهمومين بمستقبل مصر, تشير الي ان هناك حالة من الضبابيةFogPolicy يشعر بها كل مواطن مصري, فالمظاهرات والاحتجاجات تجوب كل أنحاء المحافظات والمدن, وينحرف البعض ليحدث نوعا من الشلل العام, والشائعات تطارد الكل, وأعمال الناس تتعطل, ومن كان بالأمس ينظر له بعين الرضا والقبول يتحول اليوم الي عميل او خائن للثورة يجب محاكمته او استبعاده من المشهد السياسي. وهكذا تعيش مصر مأزقا تاريخيا, فأمامنا خريطة طريق اتضح انها غير مجدية ولا تتفق مع مطالب الثورة ولم تحقق انجازات ملموسة علي ارض الواقع, بل علي عكس ما كان متوقعا من توحيد للآراء حول برنامج عمل للمرحلة الانتقالية يتوافق عليه الجميع, فقد تباينت الرؤي وانقسم الثوار الي ائتلافات متعاندة, وانقسمت القوي السياسية الي فصائل وتيارات عديدة كل منها يرفض الآخر ويصمم علي تصوراته الخاصة حول أولويات المرحلة الانتقالية باعتبارها الرؤية الناجعة دون غيرها, مما أدي الي تشرذم الفكر وفقدان الثقة بين الثوار والقوي السياسية المختلفة.
وإزاء تضخم الذات وصعوبة الوصول الي رؤية موحدة وبرنامج عملي ناجع, ينادي المهمومون بشئون الوطن بضرورة القضاء علي عثرات الحراك السياسي والبحث عن سبل انجاح الثورة, مما يتطلب تأسيس عقل تنويري جمعي يعمل علي تجسير الفجوة بين جميع القوي السياسية, وشباب الثورة, والقوات المسلحة, وتنظيمات المجتمع المدني لضمان الوصول الي برنامج عمل وطني موحد يسهم في توحيد الصفوف وإحداث توافق بين الفصائل والقوي السياسية والحزبية وطوائف الثوار من اجل الاتفاق علي هدف مؤسسي يسهم في بناء مجتمع مدني ديمقراطي حر يستمد شرعيته من الشعب ويحقق المطالب العادلة للثوار. فما السبيل الي ذلك؟
شواهد الواقع تشير الي عثرات تواجه الثورة المصرية, فهناك مأزق حقيقي وحالة من التخبط والضبابية تحول دون تحقيق اهداف الحركة الثورية مما يضفي علي المستقبل صورة قاتمة تحول دون بناء مجتمع ديمقراطي حر يحقق طموحات الشعب المصري المتعطش الي الحرية, لذا يتساءل الثوار وأهالي شهداء الثورة: هل سقط النظام فعلا!! أم هناك حكومة اخري تتشكل في مقاطعة طرة وتتلقي أوامرها من منتجع شرم الشيخ!! ماذا حدث لك يامصر في جمعة الإرادة الشعبية؟!! وإلي أين انت ماضية؟!!تساؤلات وتكهنات وإشاعات ومكلمات وتلاسن تنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي, ونشاهد توابعها في وسائل الإعلام وبرامج التوك شو التي تتباري في مباريات المنافسة التليفزيونية لتتسابق في نقل كل ماهو مثير وساخن, بالاضافة الي الصحف السيارة التي انضم بعضها الي حزب الناقدين لكل شيء والناقمين علي كل شيء. نعيش ـ إذن ـ حالة إحباط وقلق وتوتر بعد مرحلة تفاؤل وانتعاش تخفو وتتحطم. ومن يتابع احوال اهل مصر يلاحظ بلاشك ضبابية الحالة المصرية وغياب الرؤية الواضحة لمستقبل الثورة بعد عثراتها المتكررة. فالمدقق في عيون الناس يلمح خليطا متناقضا يشعر به المواطن المصري يجمع بين الزهو والتخفي, بين الفخر والخوف, بين التأييد والمعارضة, بين الثقة في الحكومة الانتقالية والشك في قدرتها علي تحقيق مطالب الثوار, بين تعظيم للمجلس العسكري الحامي للثورة والرغبة في المطالبة بإقصائه, بين دعم وتأييد رئيس الحكومة والتظاهر ضده ومعارضة أسلوب ادارته........, ولا يقتصر امر الاحساس بالتناقض عند المواطن العادي بل امتدت حالة الغموض والضبابية الي المفكرين والمثقفين بل الي جميع الاطياف السياسية. ومن يستعرض مايكتب في الصحف اليومية يلاحظ غموض الوضع.
نعيش ـ إذن ـ مأزقا تاريخيا فأمامنا ثورة رائعة لم تكتمل بعد, تواجه بعثرات وتحديات كبري علي المستويين الداخلي والخارجي, تحتاج الي جهود وطنية مضنية ترتكن الي التواصل والتنسيق الكامل بين كل من المجلس العسكري والحكومة الانتقالية والمواطن المصري الملتزم وكل القوي الوطنية والثورية, للتوافق حول مستقبل هذا الوطن والتخطيط لبناء مجتمع مدني حر يحقق مطالب شهداء الثورة وينقل المجتمع نقلة نوعية يحقق من خلالها العدالة والكرامة الانسانية.

الاهرام
29/9/2011