نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
مهددات الوحدة الوطنية !!!!
|
الملاحظ لما يدور في العالم هذه الايام يوقن بأن هناك تحولات كبري ستتم سواء علي المستويات العلمية او السياسية والاقتصادية فبقدر ما أتاحت العولمة لدول العالم المتقدم من سيطرة علي كل المجالات إلا انها اتاحت لقطاعات كبيرة من دول العالم الثالث تطوير مداركهم حول الحقوق والواجبات وحقوق الانسان بشكل عام وبالرغم من انه لا يرقي للشئ المطلوب الا انه يعتبر خطوة في الطريق الصحيح, وفي ظل هذه التغيرات الكونية بدأت كل الدول الواعية بذلك في التكتل حتي تستطيع المحافظة علي تميزها وبالعكس من ذلك نجد في بلادنا اننا نتجه الي تفكيك الدولة الي دويلات,حيث ان الانفصال ظل قائماً كحالة نفسية (بسيكولوجية) داخل النسيج الاجتماعي من خلال الموروث الشعبي والنظرة للذات والاخر ومجمل التصورات الذهنية التي تحدد ما هو كائن وما سيكون, سأحرص في هذه العجالة علي تحديد مهددات الوحدة الوطنية في السودان كما اراها بالتركيز علي اكثرها خطراًوسوف نغض النظر عن الابعاد السوسيولوجية والجيوبولتيكية للموضوع :- 1- تيار الاصولية 2- تيارات القومية العربية 3- الانفصاليين * تيار الاصولية :- لم اشأ ان اقل تيار الاسلام السياسي لان الاصولية اشمل من ذلك وتعني التيارات السياسية وقطاع كبير من الوعي الجمعي لمسلمي السودان المرحل عبر التاريخ الي الماضي والذي يتم استحضاره الي الواقع ومن ثم الانطلاق به نحو المستقبل, مما يعني اننا شعب بلا حاضر او مستقبل وانما يتحكم فينا الماضي بكل بساطته وعدم مقدرته علي تفكيك وتحليل اشكالات الواقع المعاش, فهذا التيار لايريد ان يؤسس لواقع متصالح مع معارف البشرية اليوم وانما يريد ان نعود الي ماضي الامة الزاخر والي ايام المد الحضاري , ويظهر ذلك من خلال اطلاق تيارات الاسلام المدرسي علي نفسها (السلفيين) وهي صفة لا يطلقها عاقل علي نفسه فمن حيث اللغة تعني السابقين وان عنوا بها طريقة التفكير فهذه مصيبة اكبر إذ كيف لشخص في عالم اليوم يفكر بنفس طريقة السلف وان وجد هذا فهل هو محمدة ام مذمة ؟ يمثل هذا التيار في السودان من التنظيمات المدرسية والسياسية (الحركة الاسلامية بشقيها وطني/شعبي- انصار سنة- اخوان مسلمين - حزب التحرير- العدل والمساواة) ورغما عن انه تبدأ بعض الفروق بينهم الا انها فروقات ظاهرية فهذه التيارات تاريخياً تسببت لحد بعيد في تعطيل مسيرة الدولة السودانية ثم إنها ثانيا لا مجال فيها للاخر الديني او المذهبي او المخالف ايً كان الا علي مستوي المقولات ولكن علي مستوي الفعل فان هذا الاخر هو كافر/ ملحد/ مرتد (محاولة فرض الدستور الاسلامي في الستينات- حل الحزب الشيوعي - قوانين سبتمبر- اغتيال الاستاذ محمود محمد طه- انقلاب 89- احداث حرق معرض الكتاب المقدس- منع احتفالات اعياد القيامة بالساحة الخضراء- اغتيال المصلين في صلاة التراويح بالجرافة) هذه مجموعة من الاحداث تتدل علي كيفية تعامل هذه التيارات مع المخالفين لها لانها في مجملها تنطلق من انها تمتلك الحقيقة المطلقة وماعداها هو الباطل المطلق وذلك عبر الباس مقولاتها صفة القداسة بتدبيجها بنص مقدس ومن ثم ترويج خطابها في داخله مماينطلي علي الكثيرين. اضف الي ذلك انها تمثل تهديد حقيقي من خلال مواقفها للسلم الاجتماعي من خلال السلوك الاقصائي وهذا ما يدفع الاخرين بالاقتناع بعدم جدوي التواجد في دولة واحدة معها وبالتالي بروز تيارات الانفصال.
ونواصل....
|
|
|
|
|
|
|
|
|