BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 08:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-20-2004, 02:16 PM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود (Re: Tanash)

    الصديق العزيز
    طنّاش


    رائد فضائنا الافريقي في البورد
    لك التحية والسلام وكل سنة وانت طيب
    لقد اعجبني تعقيبك الدافي المهدّي بخصوص ردبشاشا لدكتور بولا
    في الواقع بشاشا صديق وحبيب ذو فكر ناصع واضح وعميق وصادق وايمان وحب واعتزاز بافريقيته وهذا مما يدعو الي الاعجاب والتقدير
    كما ان لدكتور بولا تاريخ جيّد ولا يزال وصداقات جيّدة ولا يزال مع القوي الافريقية ومواقف معرفية وفكرية ونقدية كبيرة
    والحال هكذا ارجو من صديقي وحبيبي بشاشا ان يضع في حسبان حواره مع د. بولا مواقفه التاريخية وفضاءه الفكري وذهنيته المعرفية المقتدرة
    واتفق معك فيما قلته في بوست ترحيب ببولا حول هذا الموضوع
    ولك ولصديقي بشاشا كل الود والتقدير








    ادناه محاولة تتبع لسيرة حياة الاسطورة مانديلا كانت قد انزلته في بوست عن حياته لا ادري اين اختفي لقد بحثته لتكملته ولكننب لم اجده

    مانديلا اسم مشحون بالدلالات , و ظاهرة يجسد الانسانية في اروع تجلياتها ,انها الوله و التوق الي الحرية. مانديلا يعني باختصار نقيض العبودية , يعني الشروق التي تلج من غيابات الظلام ومتاهات المآسي. انه امة في رجل او قل رجل في امة, او أسطورة ولكنه ما زال يمشي بيننا بهالته وتوهجه , بسموه وغزارته . كان ميلاده كانسان في قرية صغيرة في اقليم ترانسكاي تسمي قونو, ولكن ميلاده كاسطورة كانت لحظه خروجه من جزيرة روبن وقد غسل في مياهها آهاته ومراراته التي ولّدتها سنين السجن المر , وحرمانه من توام عمره ورفيقة دربه "ويني مانديلا" ومن عاطفة الابوة ومن لقيا عائلته وقريته واهله ... ولكن توقه الي الحرية يسمو علي كل تلك الاشياء الغالية في حياة أي انسان .
    خرج من جزيرة روبن وقد غسل في مياهها كل عالق من احقاد او ضغينة ضد جلاّديه , ليخرج بقلبه الصافي المتصوف في عشق الحرية وبروحه النقية وفكره الغزير الذي اصقلته سنين السجن , خرج يحلم ببناء وطن يتسع للجميع وحرية يحملها هدية لكل شعب جنوب افريقيا , بل لكل عاشق للحرية في كل بقاع الكون .لقد كان البيض انفسهم في نظر مانديلا ليسوا احرارا , وانهم في حاجة الي تحرير اكثر من غيرهم لان الحر في نظر مانديلا لا يمكن ان يحرم انسانا مثله من الحرية , لذلك دعي الي المصالحة والي الاعتراف باخطاء الماضي وطئ صفحتها من اجل الولوج الي فجر جديد , فجر الحرية والمساواة لكل ابناء شعب جنوب افريقيا.


    ولد مانديلا في قرية قونو وقد ارتوي مبكرا بقيم الحرية والاصالة واحترام الاخر من تقاليده الافريقية , تقاليد قبيلة الكوسا التي ينتمي اليها حيث كانت لتلك القبيلة تقاليد ديمقراطية في غاية الرسوخ , و كان لسلطان مجلس يتكون من اعيان القبيلة يوجه اليها الدعوة لاجتماع كل ما دعت داعي او طارئ الي ذلك وكان تلك الاجتماعات مفتوحة للجميع البالغين حيث يدلون بآرائهم في جو ديمقراطي .






    يقول مانديلا في كتابه رحلتي الطويلة الي الحرية:

    " يوجه السلطان الدعوة لهذه الاجتماعات وتبدا الحياة تدب في "المكان العظيم" بوصول الوفود القادمين للمشاركة من جميع انحاء بلاد التيمبو. يتجمع الحاضرون في السّاحة الواقعة امام بيت السلطان , فيفتتح السلطان الجلسة بتوجيه الشكر للحاضرين فردا فردا ثم يشرح الاسباب التي دعت الي عقد الاجتماع ثم يلتزم الصمت حتي يشارف الاجتماع الي نهايته. في تلك الاثناء تتاح الفرصة لكل من يرغب في الحديث ان يتكلم ويستمع الحاضرون لما يقوله بدون مقاطعة او تمييز اللهم الا في مراعاة ترتيب المتحدثين حسب مكانتهم في القبيلة.انه ديمقراطية اصيلة تتيح التعبير للرئيس والمرؤوس, وللمحارب والطبيب, وللتاجر والمزارع , وللمالك الارض والعامل سواء بسواء.وكانت الاجتماعات تستمر ساعات طويلة وكان الاساس الذي يقوم عليه ذلك النظام هو حرية الجميع في التعبير عن آرائهم والمساواة بينهم كمواطنين .فيما عدا النساء اللاتي كن ويالاسف يعتبرن مواطنين من الدرجة الثانية.(1)

    ثم يقول:

    " كم كان تدهشني في الايام الاولي الشدة والصراحة التي يصل اليه الحاضرون في انتقادهم للسلطان. فلم يكن السلطان قط فوق النقد بل انه غالبا ما يكون الهدف الرئيسي له, ومهما بلغت خطورة التهم الموجهة اليه كان ينصت لما يقال دون ان يهب للدفاع عن نفسه او تظهر علي وجهه ملامح الانفعال , وعندما يقترب الاجتماع من نهايته وتميل الشمس الي الغروب, يقوم السلطان ليتحدث فيلخص ما قيل ويحاول التقريب بين ما طرح من آراء مختلفة تمهيدا لبلورة راي يمكن ان يجمع عليه الحاضرون.غير ان الاجتماع لا يفرض رايا معينا ان وجد من يعارضه ,واذا لم يتحقق الاتفاق يؤجل الامر الي اجتماع آخر ويختتم المجلس بقصيدة تمدح امجاد الملوك القدامي فيها مزيج من الشكر والهجاء للزعماء الاحياء فيهتز المجلس بضحك الحاضرين وفي مقدمتهم السلطان نفسه"(2)


    ثم يقول منديلا:
    "لقد التزمت طوال حياتي بتلك المبادي التي كان السلطان يتبعها في مجالس "المكان العظيم", فاحرص دائما علي الاستماع الي ما يقوله كل من يشارك في نقاش او اجتماع قبل ان اجازف بالتعبير عن راي الخاص الذي لا يعدو في الغالب ان يكون تلخيصا لراي مشترك من بين ما سمعته من آراء وافكار ولا زالت اذكرالحكمة التي يرددها السلطان من ان القائد كالراعي يسير وراء القطيع فيدع اكثرها رشاقة يتقدم وبقية القطيع تتبع دون ان تدرك انها توجه من الخلف"(3)

    هكذا اذا البذرة العاشقة للحرية قد تم بذرها في شخصية مانديلا من تقاليدها الافريقية العريقة.
    كما تشكل ملامح شخصية مانديلا ذات الحساسية المحترمة للذات الانسانية مبكرا من بيئته القروية ايضا , اذا يقول عن قترة طفولته:

    "نحن الصبية---في غالب الاحيان نترك للتصرف علي سجيتنا بلا حدود او قيود وكانت الطبيعة هي مسرحنا الفسيح الذي ننطلق فيه فنلعب العابا نخترعها او نصنعها بايدينا------------------ وفي احد الايام تعلمت درسا بليغا من حمار عنيد. فقد كنا نتعاقب علي ركوبه وعندما جاء دوري لم اكد اقفز علي ظهر الحمار حتي انطلق بجموح نحو شجرة فيه شوك كثيفة وحني راسه كي يزيحني من علي ظهره ففعلت ولكن بعد ان عملت الاشواك عملها في وجهي مما احرجني امام اقراني من الصبيان.فنحن—الافريقيين –شاننا شان عموم الشرقيين يتملكنا شعور قوي بعزة النفس , او ما يعرفه الصينيون بحفظ ما الوجه.وفي ذلك اليوم فقدت "ما وجهي" امام اصدقائي, بعد ان اهانني ذلك الحمار, وتعلمت منذ صغري ان انتصر علي خصومي ولكن دون الاساءة الي كرامتهم".(4)

    كما ورث مانديلا الشخصية المصادمة الذي لا يلين عودها بسهولة من والده
    الذي ضحي بوظيفته كمستشار لسلطان الكوسا, علي رغم ما تحظي بها تلك الوظيفة من احترام ومكانة مرموقة وسط قبيلة الكوسا , حينما رفض والده اوامر الحاكم الابيض حتي لا يتجاوز تقاليد القبيلة , وقد احدث هذا الموقف اثرا قويا ساهم بقوة في صقل شخصية مانديلا العنيدة المصادمة ولكن بحكمة ورؤية وليس مصادمة المتهورة اوالغوغائية .

    ان البيئة العائلية التي نشأ فيها الاسطورة الحية مانديلا كانت غنية تشيع بروح الجماعة وبقوة الروابط والتفاعل مع البيئة المجتمعية التي من حولها , تلك الروابط التي تتجاوز العائلة الصغيرة لتسع العائلة الكبيرة و من ثم القبيلة برمتها اذ يقول مانديلا في ذلك:

    "كانت امي ربة لثلاثة اكواخ في القرية واذكر جيدا ان تلك الاكواخ كانت دائما تعج بالرضع والاطفال , ولا اكاد اذكر وقتا كنت فيها بمفردي (ففي المجتمع الافريقي لا يفرق الطفل , كما يفرق نظيره في مجتمع البيض , بين اشقائه وابناء اعمامه وابناء اخواله وخالاته. بل تعتبرهم جميعا اخوة له وليسوا مجرد اقارب.فلم نكن نفرق بين الاخوة الاشقاء وغير الاشقاء, وكانت اخت امي هي امي ايضا وابن عمي هو اخي وابن اخي هو ابني وبنته هي بنتي كذلك).(5)

    ان البيئة العائلية الغنيه هذه سوف تزرع في مانديلا روح صلابة و الاصالة وقوة المعدن والشخصية الابية الرافضة لكل اشكال العبودية , هذه الصفات ساهمت كثيرا في صناعة الاسطورة الحية رمز السلام ومنبع الحكمة.

    ففي البيئة الافريقية لقبيلة الكوسا يتعلم الطفل بالملاحظة ومراقبة الكبار ويقول في ذلك:

    "لقد تعلمت –كما تعلم اطفال الكوسا –عن طريق الملاحظة . فكنا نتعلم بالمحاكاة وليس بالاستفسار, وعندما ترددت علي بيوت البيض دهشت كثيرا لكثرة الاسئلة التي كان الاطفال يوجهونها الي آبائهم وطبيعتها –كما دهشت لحرص الآباء الشديد علي تقديم الاجابات فقد كانت الاسئلة في اسرتنا تعد مصدر للازعاج وما كان الكبار يلقنون الصغار الا عندما يدعو الحاجة الي ذلك".(6)

    وكعادة معظم المجتمعات البشرية لا تخلو مجتمع الكوسا من المحرمات التي لا بد للصبي من احترامها والتقيد بها.

    حيث يقول في ذلك:

    "كانت العادات والطقوس والمحرمات تحكم حياتي- وحياة غالبية ابناء الكوسا آنذاك , وكانت هذه الامور تمثل وجودنا كله. تعلمت ان الرجل لا يدخل بيتا فيه امراة وضعت حديثا, وان العروس لا تدخل بيتها الجديد بغير حفاوة والاحتفال . وتعلمت ان تخلي المرء عن تراث اجداده واسلافه يجلب تعاسة الحظ والاخفاق في الحياة. واذا اساء المرء الي شرف اسلافه بصورة ما فعليه ان يكفر عن ذلك بالتوسل الي طبيب شعبي روحاني او حكيم من حكماء القبيلة كي ينقل ندمه واعتذاره الشديد الي اؤلئك الاسلاف فيغفرون له ما صدر منه . كانت كل هذه المعتقدات امرا طبيعيا تماما بالنسبة لنا".(7)

    لقد كان الختان بالنسبة لمانديلا كما لغيره من صبية الكوسا يمثل لحظة فاصلة بين الطفولة والرجولة , لحظة العبور الي عالم الرجولة حيث يسمح له بالزواج والتملك والاستقلال في الحياة بعيدا عن قيود الوصايا ولذلك تمثل الختان في حد ذاتها مرحلة احتفالية مهمة , او هي عيد من اعياد القبيلة حيث يتم تخريج دفعة جديدة من الرجال يحملون علي عاتقهم الذود عن الكوسا .
    يقول مانديلا:
    "عندما بلغت السادسة عشرة من عمري راي السلطان انني بلغت سن الرشد وانه قد آن الاوان لانتقالي الي مرحلة الرجولة . وتقضي تقاليد الكوسا ان يتم ذلك بطريقة واحدة فقط الا وهي الختان, فعاداتنا لا تسمح للابن الذي لا يختن بان يرث اباه او يتزوج او يتراس الحفلات وجلسات الطقوس الدينية.والرجل عند الكوسا لا يصبح رجلا بل يظل صبيا ما لم يختن, والختان هي الوسيلة التي يدخل بها الصبيان الي مجتمع الرجال. والختان ليست مجرد عملية جراحية وحسب بل تصاحبه سلسلة من الطقوس والشعائر التي تنقل الفتي من الطفولة الي الرجولة , ويوم الختان بالنسبة للكوسا امثالي هو تاريخ بداية رجولتي".(

    ويتحدث عن المراسم الاحتفالية التي صاحبت يوم الختان فيقول:
    "اعدت مراسم حفل الختان جماعي شارك فيه ستة وعشرون من فتيان القرية كان علي راسهم جاستس(ابن السلطان) الذي اقيم الحفل من اجله بالدرجة الاولي وكانت مهمة الاخرين مجرد صحبته.في اوائل السنة الجديدة انتقلنا الي كوخين من الاعشاب في احد الوديان المعزولة ويعرف باسم تايهالارها(tyhalarha ) علي ضفاف نهر امباشي وهو المكان التقليدي الذي تقام فيه مراسم ختان الملوك التيمبو.تجري العادة بعزل الفتيان عن المجتمع في هذين الكوخين طوال فترة الختان التي يعتبر من المواسم المقدسة. لقد غمرتني السعادة في تلك الطقوس واحسست بانني اودي عملا عظيما باحيائي لتقاليد قومي ووجدت نفسي متحفزا للانتقال من الطفولة الي الرجولة".(9)
    ثم يواصل مانديلا حديث ذكرياته قائلا:
    " كان من عادات الختان ان يؤدي فتي عملا جريئا قبل الختان نفسه , وكانوا قديما يغيرون علي قطعان البقر او يخوضون معركة من المعارك .اما اليوم فقد اتسمت هذه الاعمال الاستعراضية بالدهاء اكثر من كونها بطولات حربية ".(10)

    ويضيف:

    "بختاني خطوت تلك الخطوة الهامة في حياة رجل من ابناء الكوسا واصبح بامكاني ان اتزوج وان املك بيتا خاصا بي وان احرث الارض الخاصة , واصبح من حقي حضور مجالس القبيلة وان تؤخذ كلامي ماخذ الجد".(11)

    هكذا دخل الاسطورة بعد الختان الي عالم جديد , انفتح فيه بصيرته ونضوجه ليعانق المجد في اخر النفق, حقا انه كان الشمع الذي احترق بانوار الحرية ليضئ للاخرين.

    لقد كان رحلة مانديلا من جحيم العبودية الي نور الحرية رحلة طويلة ومضنية , عاني خلالها من قساوة الحرمان وشقاوة الفقر وعذاب التشرد.
    كان بدايته الحقيقية في درب النضال في ضاحية اليكساندرا بجوهانسبيرج حيث كان يسكن فيها ويعمل في مكتب للمحاماة ويدرس القانون في جامعة جنوب افريقيا بالمراسلة.
    كان حياته في اليكساندرا عصاميا ودراميا في الوقت ذاته , فالرجل الذي كان مستشارا لسلطان الكوسا هرب منه حينما اراد السلطان تزويجه علي طريقته التقليدية من فتاة دون ان ياخذ رايه جريا علي تقاليد الكوسا فقررا هو وابن السلطان الهروب الي جوهانسبيرج حلم الطفولة ومدينة الاشباح .و من هناك بدا قصة الرجل الي عالم مجهول يعده له القدر , الي عالم يخوض فيه المعارك ويحمل علي عاتقه حلم شعب اقسم ان يعانق الفجر باي ثمن.
    يقول مانديلا عن ضاحيته اليكساندرا:"تحتل اليسكاندرا مكانة عزيزة في قلبي , فهي اول مكان اقيم فيه اقامة رسمية بعد بعد قريتي التي ولدت فيها".(12)

    في اليكساندرا كان يعمل في مكتب للمحاماة نهارا ويدرس في الليل علي اضواء الشموع لتكملة دراسته الجامعية .اذ كان لايملك ما يكفي من المال لشراء فانوس , و كان يقطع مسافة ستة اميال سيرا علي قدميه للوصول الي مكان عمله لانه لايمتلك قيمة اجرة الاتوبيس , فمبلغ ال 2/جنيه استرليني في الاسبوع الذي يتقاضاه يصرف معظمها في ايجار المنزل ورسوم الدراسة الجامعية.
    يقول "تعلمت خلال سنتي الاولي في اليكساندرا حقائق عن الفقر اكثر مما تعلمت اثناء طفولتي كلها في قونو, لا اذكر انني كنت احصل علي المال الكافي ولكنني استطعت ان اعيش بالنذر القليل".(13)

    عمل مانديلا مع غور راديبي في مكتب للمحاماة الذي يتبع الي السيد سيديلسكي , وكان راديبي عضوا في الحزب الشيوعي ومناضلا شرسا وشجاعا ولكنه ميالا الي العنف والتسرع وقد وصفه مانديلا قائلا:

    " كان غور راديبي بحق رجلا غوغائيا ومشاغبا بكل معاني الكلمة وكان ذا نفوذ واسع بين الافريقيين بصورة لم يكن السيد سيديلسكي يدركها او يتخيلها وكان غور عضوا في الهيئة الاستشارية في ضاحية لمواطنيين الاصليين الغربية التي تكون مهمتها التفاهم مع السلطات الرسمية فيما يتعلق بشؤون الضاحية ورغم محدودية صلاحيات تلك اللجنة فانها تحظي بمكانة كبيرة لدي المواطنين. كما انني اكتشفت خلال فترة قصيرة ان غور كان عضوا بارزا في كل من حزب المؤتمر الوطني الافريقي والحزب الشيوعي. وكان غور ذو شخصية مستقلة ولم يكن يبالغ في التودد لرؤسائه البيض في المكتب , بل كان في غالب الاحيان عنيفا في مخاطبته لهم ويؤنبهم علي معاملتهم للافريقيين. لطالما سمعته يقول"لقد اغتصبتم ارضنا واستعبدتموننا والان تجبروننا علي دفع الثمن غاليا لاسترداد اردأ اجزائها".(14)

    وعن شخصية غور الصدامية يضيف مانديلا:

    "رجعت يوما الي المكتب بعد قضاء مهمة فوجدت غور يعنف سيديلسكي قائلا: انك تجلس كالسيد اللورد في المكتب بينما يجول زعيمي "يقصدني انا" المدينة من اقصاها الي اقصاها ينفذ المهمات نيابة عنك , والمفروض ان يكون الوضع العكس تماما ,وهذا ما سيكون يوما ما عندما نلقي بكم جميعا في البحر" (15)

    ثم يواصل مانديلا شهادته عن غور راديبي قائلا:

    "كان غور احسن مثل للرجل الذي لا يحمل شهادة جامعية ويبدو علي مستوي تعليمي ارقي من الذين يحملون شهادات براقة من فورت هير.لم يكن متفوقا بعلمه وحصيلته المعرفية وحسب بل بشجاعته وثقته في نفسه.ومع انني كنت انوي انهاء دراستي للقانون والحصول علي شهادة جامعية ,تعلمت من غور ان نيل الشهادة في حد ذاته ليس ضمانا لنيل الزعامة والقيادة, وان الشهادة لا تعني شيئا ما لم يثبت المرء جداريه وقدرته بين الناس وفي وسط المجتمع".(16)

    وفي حلقات القادمة سوف نتناول مسيرة الرجل في درب النضال , كما نتناول معه , سيرة اصحابه العمالقة امثال اوليفر تامبو , و ولتر سيسولو والفائز بجائزة نوبل في السلام القس ديسموند توتو
    وآخرون.




    الهوامش من 1 –16 من كتاب مانديلا :
    رحلتي الطويلة من اجل الحرية
                  

العنوان الكاتب Date
BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Tanash11-20-04, 10:54 AM
  Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود د. بشار صقر11-20-04, 02:16 PM
    Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Tanash11-23-04, 10:33 AM
  Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Bashasha11-20-04, 02:29 PM
    Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Tanash11-24-04, 05:11 AM
  Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود د. بشار صقر11-20-04, 02:36 PM
    Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Abdel Aati11-20-04, 03:41 PM
      Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Tanash11-24-04, 10:05 AM
  Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Omer5411-20-04, 10:00 PM
    Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Ishraga Mustafa11-23-04, 10:52 AM
    Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Tanash11-25-04, 07:45 AM
      Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Tanash11-27-04, 03:40 AM
  Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Bashasha11-23-04, 01:23 PM
    Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Ishraga Mustafa11-24-04, 00:34 AM
      Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود شمهروش11-24-04, 05:29 AM
  Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود Omer5411-27-04, 04:37 AM
  Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود hala guta11-27-04, 06:18 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de