|
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود (Re: Omer54)
|
عزيزى .. Omer54
لك وافر إحترامى و تقديرى ..
نعم هناك الكثير من الدروس فى سيرة "مانديلا" التى يمكن أن يفيد منها السودانيون لحل مشاكلهم, لا سيما و أن هناك الكثير المشترك بين السودان و جنوب إفريقيا. و لهذا السبب تجدنى فى الكثير من المداخلات أقتبس دائما من كتاب "مانديلا", و سأستمر على هذا المنوال. و أول الدروس المستقاة من هذه السيرة العطرة, التى يجب أن توليه القوى السودانية المناهضة للنظام العنصرى و هيمنة الثقافة العربسلامية فى السودان جل إهتمامها, هو خلق جبهة واسعة من هذه القوى هدفها الأول تصفية هذه الهيمنة, بعد ذلك تأتى الأولويات الأخرى و منها حرية الإختلاف بين هذه القوى نفسها. إلا أننا يجب أن لا ننسى أن "مانديلا العنيد" كان من أنصار أن يكون موضع الأفارقة "السود" فى هذا التحالف فى المقدِّمة: Blacks should be The First Among Equals و هى الجملة التى قالها ليشرح بها موقفه عن كيفية إتخاذ قرارت "المؤتمر الوطنى الأفريقى" في القضايا التى تخص الأفارقة "السود". فى معرض نقاشه مع "يوسف دادو - زعيم المؤتمر الهندى الجنوب أفريقى" إبَّان زيارته إلى "لندن" و قبل دخوله المُعتقل. و قد نقتبس هذا المقطع من الكتاب و نناقشه فى هذا "البوست" لاحقاً.
و فيما يخص مُقابلة اللون "الأسود" بالعربية, فإنى أرى أن المصدر الأساسى لهذه المُقابلة هم العرب و ثقافتهم , و التى جاء الإسلام ليهذبها و يهذبهم, و ذلك بتذكيرهم بأصلهم العرقى و الثقافى المختلط فى إشارته لجدَّهم النبى "إسماعيل" نتاج جماع العرق و الثقافة الآرامية "البيضاء" فى شخص النبى "إبراهيم" حيث جاء فى "التوراة": "آرامياً تائهاً كان أبى", مع العرق و الثقافة الأفريقية "السوداء" فى شخص السيَّدة "هاجر". و رغم أن هذه المقابلة كان من المفترض أن تختفى بعد الإسلام, إلاَّ أن الملاحظ أن هذه الثقافة أخذت تنحاز إلى "الأبيض" بشكلٍ سافر إلى يومنا هذا, و يمكن تتبُع مؤشر الإنحياز هذا عبر تاريخ الثقافة العربية و هو المجال الذى لم يوليه السودانيون إهتماماً رغم حيويته و صلته بواقع الإنحيازات العرقية الثقافية فى السودان. و إذا كان هذا الإنحياز له ما يبرره عرقياً فى الشام مثلاً حيث حاملى الثقافة العربية من أصل "آرامى" و "رومانى" و ما شابههم من أجناس, فإنه من الصعب تفهُّم هذا الإنحياز لدى حملة الثقافة العربية فى السودان, إلاَّ فى إطار مضامين الثقافة العربية نفسها. فكما فى "بوست: الجاحظ الأسود و فخر السودان على البيضان" - إختفى "البوست" فى الإرشيف غير مكتملاً, و كتاب "الجاحظ" هذا مرجع هام فى دراسة تتبُّع مؤشر الإنحياز فى الثقافة العربية إلى "الأبيض", و أُضيف لهذا المرجع مرجع آخر هو مُقدَّمة كتاب "ج.أ. روجرز - J.A. Rogers" لكتابه "مشاهير السود فى العالم - World's Great Men of Color", و أسعى لترجمتها - و فى هذه المقدمة يتَّضح لنا أن المقابلة بين "الأسود" و "الأبيض" لدى العرب لم تكن على صعيد "اللون" على وجه التحقيق, و إنما بصورةٍ أدق كانت على صعيد مدى تمثُّل الثقافة العربية و يأتى اللون مُدَعِّماً للطعن فى نقاء العروبة عند المَعْنِى. بمعنى أن النظرة الدونيَّة للون "الأسود" كان الَمعْنِى بها فى الأساس الأفريقى القادم من أفريقيا حديثاً و لمَّا يتمثل الثقافة العربية بعد. و فى المقابل فإن النظرة الدونيِّة قد تنال من العربى "الأسود" أيضاً ليس بسبب لونهِ و إنما بحسبان أنه ليس "زنجياً" أصيلاً ! و هذا ما نلمسه فى هجاء "جرير" "لسُنيح بن رباح" - و هو شاعر "أسود" من قبيلة "تَغْلِب", هذا مع العلم أن هناك قبائل عربية "سوداء" اللون, فضلاً عن أن العربى الأصيل كما سبق الإشارة هو جماع "الأسود" و "الأبيض" - حين قال: لا تطلُبَنَّ خؤولة فى تَغْلِبٍِ فالزنجِ أكرمَ منهم أخوالا و الباحث فى مؤشر إنحياز الثقافة العربية إلى "الأبيض", لا بد أن تستوقفه لفظة "خؤولة" التى هى هنا فى مقام المدح و ترمز إلى النُبل فى تعبير "أكرمَ منهم أخوالا", و تدهورت الآن إلى سِبَّة فى لفظة "خال" التى تقابل لفظة "عَبد" ! و قد رَدَّ عليه الشاعر "سُنيح بن رباح" - مُنحازاً مباشرة إلى "الزنوج" و ليس كما يفعل الآن مُدير التلفزيون السابق "مصطفى" و صنوه "بروفيسور حسن مكى" اللذين يسوئهما كثرة "الزنوج" و "الغرابة" فى عاصمة التركية السابقة "الخرطوم" - بقصيدةٍ آية فى "الوعى اللونى", هو ما نسعى إلى أن يرتقى إلى مستواه ما يسمى بالسودانيين "الشماليين", فقال: ما بالُ كلبٍ من كُليبٍ سبَّنا ان لم يوازن حاجبًا و عِـقالا إن أمرًا جعل المراغة َ و ابنها مثلَ الفرزدق جائر قد فالا و الزنجُ لو لاقيتـَهم فى صفِّهم لا قيتَ ثمَّ جحًا جحاً أبطالا فسل ابنَ عمرو حين رامَ رماحهم أرأى رماح الزَّنج ثمَّ طِـوالا فجعوا زياداً بابنِهِ و تنازلوا لما دعوا لنزال ٍ ثمَّ نـِزالا و مربَّطين خيولـَهم بفـِنائهم و ربطتَ حولك شيِّها و سـِخالا كان ابن نـَدبَة َ فيكمُ من نجلنا و خـُفافٌ المتحمل الأثقالا و ابنا زُبيبة: عَنترٌ و هراسةٌ ما إن نرى فيكم لهم أمثال سَـل ابنَ جَيفر حين رامَ بلادنا فرأى بغزوتهم عليه خَبالا و سليكٌ الليثُ الهزَبرُ إذا عَـدا و القـَرمُ عبَّاسٌ عَـلوكَ فَعالا هذا ابن خازم ٍ ابنُ عَجلى منهمُ غلبَ القبائل نجدةً و نـَوالا أبناءُ كلِّ نجيبةٍ لنجيبة أسدٌ تـُربِّب عندَها الأشبالا فلنحنُ أنجبُ من كُليبَ خُؤولة ً و لأنت ألامُ منهم أخوالا و بنو الحُبابِ مَطـَاعن و مَطاعم عند الشِّتاء إذا تـَهبُّ شَمَالا ( سليك بن الَسَلَكة: أحد مشاهير شعراء العرب الصعاليك, و قد كان "زنجياً". كما أن لفظة "خؤولة و أخوالا" فى البيت: فلنحنُ أنجبُ من كُليبَ خُؤولة ًو لأنت ألامُ منهم أخوالا تحتاج لتدقيق و نحن نبحث عن إنحدار لفظة "خال" من مقام المدح إلى مقام الزَّم ) و هناك بيت آخر يذهب فى نفس الإتجاه, و ذلك فى هجاء "حكيم بن عيَّاش الكلبى" ل"عكيم الحبشى" و هو من قبيلة "بنى أُسْد", حين قال: لا تفخَرَنَّ بخالٍ من بنى أُسْدِ فإن أكرم منها الزنجِ و النوبِ لاحظ إدراج "عَصَب التكوين العرقى" لما يُسمى بالسودانيين "الشماليين", الذين يفرقون لونياً بين أنفُسهم و "الزنج", و هو "النوب" أو "النوبة" كمرادف للفظة "الزنج". فرد عليه "عكيم الحبشى" بقصيدةٍ عصماء تذخرُ بألوانٍ من صور "الوعى الأسود", حيثُ قال: و يوم غُمدان كنَّا الأُسد إذ علموا و يومَ يثرب كنَّا فِحلةَ العربِ و ليلةَ الفيل إذ طارت قلوبهمُ و كلُّهم هاربٌ موفٍ على قَتبِ منا النَّجاشى و ذو العقصين صِهرِكمُ و جدُّ أُبرهةَ الحامى أبى طَلَبِ هَبْنى غفرتُ لعدنانٍ تهكُّمَهمْ فَمَا لحميرَ و المقوال فى النسبِ حَمَّارة جمعت من كلِّ محربةٍ جَمْعَ الشُّبيكة نُونَ الزاخر اللَّجِبِ [ طناش: ذو العقصين = ذو القرنين, و يُعيِّر العرب بمصاهرته]
و من هذه الأبيات يتضح لنا مدى تعقيد الصراع العرقى "اللونى" فى الثقافة العربية. و بالبحث الجاد فى الوجود الأفريقى "الأسود" فى الجزيرة العربية و أثره العرقى الثقافى هناك, و بدراسة أسباب إنحياز الثقافة العربية, جماع "الأفريقى الأسود" و "الآرامى الأبيض", إلى الأخير, نستطيع أن نسهم فى تأسيس "وعى لونى" فى السودان, أكثر من الركون إلى مقولة أن العربية "وعاء ثقافى غير إثنى", فقد أُصبنا بخيبة أمل يا "عُمر" حين تمثَّلنا هذه الثقافة سواء عن طيب خاطر أم من خلال التعريب القسرى, إذ أن كَم الإساءات و الإحباطات التى تلقيناها و نحن نتمثَّلها مازال يحملنا حتى الآن على إيجاد وسيلة تسمح لنا أن نتقبلها بشكل ملائم. ففى أضابير الثقافة العربية كم هائل من محمولات الإنحيازات ضد "الأسود" لابد من معالجته أولاً قبل القبول بوصفها "بالوعاء الثقافى". فالرسول (ص) وضع المنهج الذى يساوى بين كل البشر, و أكد بالذات على قضية اللون هذه, و صعود "بلال" أعلى "الكعبة" ليؤذن أحد الإشارات الواضحة فى هذا الصدد, فضلاً عن أن رسالته جاءت فى الأساس للقضاء على ظلم الإنسان لأخيهِ الإنسان, و لكن للأسف He Was Miss Understood و حتى الآن, و نحتاج إلى عمل كثير لنجعل من منهجههِ فى المساواة بين الناس واقعاً معاشاً فى السودان و البلدان "العربية" و العالم. معذرة للتطويل .. و قد أخذت بنصيحتك بخصوص الخط عاليه و لكن بتضخيمه عوضاً عن فط السطر, أرجو أن يكون مناسباً لك .. مع وافر إحترامى و تقديرى ..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Tanash | 11-20-04, 10:54 AM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | د. بشار صقر | 11-20-04, 02:16 PM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Tanash | 11-23-04, 10:33 AM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Bashasha | 11-20-04, 02:29 PM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Tanash | 11-24-04, 05:11 AM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | د. بشار صقر | 11-20-04, 02:36 PM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Abdel Aati | 11-20-04, 03:41 PM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Tanash | 11-24-04, 10:05 AM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Omer54 | 11-20-04, 10:00 PM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Ishraga Mustafa | 11-23-04, 10:52 AM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Tanash | 11-25-04, 07:45 AM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Tanash | 11-27-04, 03:40 AM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Bashasha | 11-23-04, 01:23 PM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Ishraga Mustafa | 11-24-04, 00:34 AM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | شمهروش | 11-24-04, 05:29 AM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | Omer54 | 11-27-04, 04:37 AM |
Re: BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود | hala guta | 11-27-04, 06:18 PM |
|
|
|