البـــاب السرّي للمــــدينة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 00:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-08-2004, 08:32 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البـــاب السرّي للمــــدينة

    الباب السري للمدينة

    كانت القهوة تضج بزبائنها وروائح الشيشة التي تغسل الرواد بعطن كيفها فتبدو العيون في نوم صاح وصحو نائم ... الساعة أقرب للثانية ولكن المآذن لم تنتهي بعد من واجب رفع الآذان ... تظل هكذا تتناوب في رفعه لحين اقتراب العصر ... الآذان دائما لا يضر فالأفضل ألا ينقطع عن المدينة وهي تخطو صوب شيخوختها الكبری تبحث عن حسن الختام ... حسن الختام لا يعني مطلقا إعادة رصف الطرق وتأهيل المجاري وتجميل واجهات المحال التجارية وتزيين الحدائق بالعشب الاخضر والزهور الملونة ... حسن الختام ؟ حسن الختام لا يعني شيء مطلقا فقط هي تبحث عنه.
    المدينة منذ زمن بعيد ترتدي ضجيجها الصاخب لتخفي همس أحزانها ... منذ زمان بعيد كان بها مسجد يمتليء علی سعته وبار يفيض برواده ... كان بها بنات ليل باهيات وأخريات يملأن أعين النهارات الجميلة ... كانت مقاعد الرجال بها تتحول تلقائيا للنساء قبل أن يدهمها فرمان يخصص مقاعد للنساء فيضيع تلقائية الرجال ويذهب بالحب ... كان بها مآذن تنشد القرآن والمديح وآذان تتسمعه وهي تغسل قلبها بحلو الذكری ولا تخشی الغد... كانت هذه القهوة ... قهوة (الحال) ... حاجة (الحال) هي من أوقفا علی أرجل كيفها ... استغرقت سنين عمرها السبعون وهي تعد الشاي والقهوة والحلبة والشيشة لعامة روادها والخمر البلدي الحارق والبنات الوارفات وأكباد الإبل لخاصتهم ... كانت تفرش المناضد بقطع القماش الأصفر الخفيف وترش الرمل بماء معطر يخفي لهب الظهيرة بثوب من النسيم الحلو ... كانت حاجة (الحال) إمرأة فارعة الطول تملأ فمها بابتسامتها المستديمة ... وأحيانا ... بالصعوط الممتاز كانت تسف نادرا ولكنه كان يساند ابتسامتها بإيجابية لأنه يخرج بشفتها السفلی لعوالم أخری ... مكتنزة الصدر ... مفضوحة الأرداف حتی لكأن الكون يرقص عليها... لا تعبأ بثوبها دائما فقط تتركه علی كتفها لتبيء عن فساتينها الجميلة ذات القصر الواضح ... كان دخان سجايرها يلعن كل روائح البخور التي تطلقها في القهوة ويغرقها بنفاذه الغاتم ... لم تكن تدخن البنقو كثيرا لإعتقادها بأنه ( بتاع ناس ما عندهم شغلة) فيما كانت تنصح بناتها ( يابنات اعملن اي شي الا البنقو دا يلخبط ليكن صورة الدنيا البراها ملخبطة دي ) ... ولكن البنات فيما يبدو كن يردن أن يلخبطن صورة الدنيا خصوصا أنهن كن يتحصلن عليه مجانا ... فقط بضحكات وتأوهات لا تنقص كاملا ... الحال كانت تعرف ذلك وتقول (شقاوة بنات ... نحن والله وكت كنا قدرن كدي العرقي دا نسمعبو سمع خليك من البنقو ... لكن بنات الزمن دا بقن مفتحات ‌) كانت تقسم ايراد قهوتها اليومي مع طلبة كلية ضباط الجيش ... تمر علی داخليتهم ليلا وهم ينتظرونها علی حواف شوقهم ... لأن (اسماعيل) ابنها الأكبر والوحيد ... جاءت بعده ست بنات ... مات بذات الداخلية قبل أن يستوي ضابطا في جيش المدينة خاليا من الأوسمة التي يتبادلها الضباط فيما بعد ... كانت تمر عليهم وهي تغسل عينيها بطيفه يحلق في الكاكي ويستر ما يشذ عن ساقيها من نظرات المارة ويسكنها فسيح رعايته ... رحل وترك لها اثنتا عشر ساقا جديدة تبيع الستر بالستر ... اثنتا عشر ساقا ناعمة وملساء ولامعة تخفي تحت زيت النارجين آثار ألسنة وأسنان ونظرات حادة وبقايا شبق منفلت ... اثنتا عشر ساقا تظلل سقوفا كثيرة حين ترفع في المساء وأطراف الصباحات الجميلة علی قواعد من أنين خفيض ... اثنتا عشر ساقا سمراء بعضها رشيق درجة الغناء وبعضها يغوص في رمل بدانته الحبيبة ولكنها تتفق في إغرائها اللذيذ ... والقهوة في صخبها يمر الكون كله علی مناضدها وينثر ما تيسر من حياة ويمضي ... ولكن في ركنها الداخلي ... في الزقاق المؤدي للمكان المعد لغسل الأواني ... زقاق صغير غير مسقوف ... جداره قصير نسبيا يمكن مراهقي المدينة من قرص بنات حاجة (الحال) بمساعدة فقط طوبتين بالخارج واقترابهن المتواطيء بالداخل وأيادي النشوة اللاحقة... متسخ جدا وربما لم يسمع مطلقا بالمكانس ... ولكن أكواب حاجة (الحال) التي تستخدمها كانت غاية في النظافة ... ضيق جدا علی اتساع بناتها الست ... مظلم جدا ... وهذه الظلمة كانت تضيء للكثيرين شمعات أوقاتهم ... المنضدة التي تقبع عند مدخله بلا أدنی اهتمام ... الوحيدة التي لم تنعم بقطعة قماش صفراء كالأخريات ... ولم تبلل الماء ذرات الرمل المتسخ تحتها ... كان يرتادها (علي حميدة) و(حسن البوم) ... كانا من أشهر دراويش المدينة ... يتسامران بها دونما رشفة شاي واحدة ... كانت (منی أصغر بنات الحال تبرهما أحيانا ببقايا الشاي من المناضد الأخری ... وكان أيضا يحمل طعم الشاي الذي تذوقه الرواد وتركوه ... كان يحمل أيضا جزءا من مزاج ولو أنه ابرد قليلا من صورته في ذاكرتهما ... وكانا يعلمانها أولی خطوات طريق حاجة (الحال) ... كل بثمنه ... (علي حميدة) جاء للمدينة بلا سابق إنذار ولم يؤثر فيها كثيرا ... ينام حيثما اتفق ... وحيثما لم يتفق ... لم تر منه المدينة سوی جلبابه الوحيد القذر ... وضحكاته الصاهلة ... وونسته البذيئة ... يوزع بذاءته علی كل شبر من المدينة ويسترق ابتسامات بنات المدارس الحيية ... وقهقهات (الحال) وبناتها ... يغمز بعينه للمارة ولا يعبأ بسيل الشتائم والركل والضرب ... كاد يموت مرة حينما غمز لزوجة (عبدالحميد الرباط) ... علقه علی باب منزله ثلاث أيام بلياليها وكان كل صباح يحضر سلمه الصغير ويصعد عليه حتی يصبح مساويا لدكة سرواله ويخلعه عنه ويفرغ قرطاسا من نمل السكر اللئيم ثم يربطه وهو يصفر أغنية ساقطة وينزل ... يتركه لصراخه البذيء ... أصبح يتبول بصعوبة لسنة لاحقة ولكنه مستمرفي غمزه لها في غفلة زوجها الرباط ...
    (حسن البوم) ... رجل صامت ... وسخ الملابس جدا ... يميزه أنفه الضخم ... الأطفال يسمونه (حسن اب نخرة) ... يرسم ضحكته الصفراء علی طول وجهه نابت الشعر بعشوائية بالغة ... أسنانه الصفراء تقدم رائحة فمه بكثير من الصدق ... يقرأ شعرا غريبا بأوزان أغرب ... كان يغني
    البنات السمحات خربن قلبي ومشن
    البنات السمحات سماحة السنين
    وانا ذاتي البيقعدني ليهن شنو؟
    انا بس اقوم امشي القيامة
    مع السلامة
    مع السلامة
    ويهتز وهو يرددها ويضغط علی لحنها المسكين حتی يطاير رذاذ التمباك من بين أسنانه البالية ... كان يعمل حارسا ليليا في طلمبة المياه العامة علی ضفة النهر ... لأن حارس النهار يجب أن يكون عاقلا كما صرخ في وجهه (عبدالكريم) مدير المشروع ... وبقي يسهر قرب النهر طوال الليل يناجي أشباح الظلمة ويردد أغانيه وحين تسري رعشة خوف في جسده النحيل يصفر صفيرا صارخا ويلف وجهه بشاله الرث ويردد
    - لكن (عبدالكريم) الـ........... دا أنا بلاقيهو برا
    - هو قايلنا ما عارفنو؟
    - هو قايلنا ما عارفنو ؟
    كاد يزهق روح (عبدالكريم) حين خرج وحيدا من حفل افتتاح المشروع مزهوا بعباءته السوداء ذهبية الحواشي ... خرج ليتحلل من البرتوكول قليلا ويعود بعدها للكراسي الأمامية الوثيرة يتقاسم نظرات الإعجاب مع رجال الحكومة ... كان (حسن البوم) قد جلس وحيدا تحت شجرة نيم يابسة ولكنها متمسكة بالحياة ... ممسكا بعود طلح غير منتظم الحواف وثقيل بدرجة تكفي لقتل ثور ... كان يتوقع خروج (عبدالكريم) بين لحظة وأخری وكانت أي لحظة تكفيه لغسل إساءته أمام الناس
    - (حسن البوم) دا خلوهو في وردية الليل يصاقر البحر دا لامن تصبح وشوفو ليكم واحد عاقل لوردية الصباح لانو بيجو مسؤولين
    وسكت حينها (حسن البوم) لأنه يحتاج لوردية الهطلی هذه ... وكم بكی وهو يطالع النهر ساكن التيار وحفيف الظلمة يتسرب لأضلاعه فيشرخ جزءا من قلبة وثباته ... خرج (عبدالكريم) من الحفل ... وخرج (حسن البوم) من جلده ... رفع عود الطلح الثقيل وهوی به عليه ... مال (عبدالكريم) للخلف فجاء العود علی بطنه وصرخ صراخا عاليا
    - تبكي يا ............ ؟
    - ما قت راجل؟
    وجری (حسن البوم) ... ظل يجري طوال الليل ... طوال ورديته وهو يجري ... عاد للمدينة بعد أسبوع ... ظل (عبدالكريم) يتحاشاه ولكنه فصله من عمله المظلم
    منضدة (علي حميدة) و(حسن البوم) المنعزلة في قهوة الحال تقف علی ثلاثة أرجل ودرويشين ... تحتها تنام قطة مائلة البخت ... (حسن البوم) يضحك فجأة علی غير حال طبيعته الصامته
    - لكن يا (علي) عليك الله النمل الكان في سروالك دا كان قعد يسويلك شنو؟
    ضحك (علي حميدة) وهو يرشف رشفة طويلة جدا من شايه البارد
    - علي اليمين الأكولة الدخلتني تاني ما تمرق لا يوم الله ... لكن عندك خبر بقيت خبرة ... أسع انا من طرف الشارع اشم ريحة النمل ... عارف من اشوف لي مرة جعابا غلاد النمل دا براهو يجي يدخل في سروالي دا ... النمل ؟ الله لا تاجر النمل يخليك السنة كلها ايدك ترجف
    - انت ذاتك ان كان ماك خايب (عبدالحميد الرباط) يسويلك كدي هو (عبدالحميد) دا راجل ؟ والله كان يجي علي أنا إلا أبول ليهو في جلابيتو الصفرا السمحة ديك
    مرت (منی علی جلستهما فغمز لها (علي) وقرصها (حسن) وتركاها بين ضحكتها السايفة ... كان فستانها ضيقا ... ازرق في خطوط صفراء رفيقة ... وكانت يديها تبت في أكمامه كوردة وهي تمسح بقطعة قماش قديمة منضدتهما وتمازحهما ... تحك بمؤخرتها علی صدر (حسن البوم) وهي تغرق في ضحكاتها الناعمة ... وكان (حسن) حين الاحتكاك هذا وكأنه جزء من المنضدة اتساخا وسكونا وأرجلا ثلاث.
    - عارف (عبدالحميد) دا العمل ليك فيها راجل دا جيت لقيت (خالد) ولد عمك (الحسين) ... (خالد) الجنا اللاسع ما بلغ داك ... لقيتو مع مرتو في فد سرير ومقلعين حوت بس ... جريت كلمتو قال لي ( إن جاءكم فاسق بنبأ) بللاهي شوف الـ......... دا ... رجعت ... (خالد) ختف جلابيتو ومرق وانا دخلت علی المرة ... قت ليها أمشي يا مرة يا ما عندك أدب أسع الجنا دا ما قدر ولادك ... انت مابتخجلي؟ ... ضحكت علي ... ومرقت
    - اي بس شقي الحال يقع في القيد ... هو (عبدالكريم) ذاتو قايلنا ما عارفين مرتو ... والله قالو هي الشغلتو ... اسع في قعادنا دا تجي (للحال) دي هنا توديها بيت الضباط
    صرخت (الحال) من طاولتها المرتفعة قليلا في صدر القهوة
    - دا منو الجاب سيرتي دا؟
    - يازول قوم امرق والله المرة دي تلم فيك الا تختلك عقارب في سروالك دا ... دي مرة شر
    اثنتا عشر عينا كانت تغسل الوقت بالمساسقة علی خطوط نظر الرواد ... التفت مرة واحدة صوب (الحال) وهي تفارق مقعدها العالي وتتوجه صوب أقذر مناضدها بثبات يستفز الأرداف ... فتغني أغنياتها العجيبة ... وترقص رقيصها الأغرب ... حمحم (حسن) كثيرا وقال (لعلي)
    - الله لا كسبك والله المرة تصلنا هنا الا تفجخنا بي صلبا الكبير دا قوم نمشي نشوف لينا محل
    قالها وهو يقف مستندا علي المنضدة ويهم بالجري
    - انا ما قت شي والله
    - قت واللا ما قت قوم امرق رقبتك دي
    - مالكم بتوسوسو؟ انا قت اجي اتونس معاكم ... يا (منی جيبي ليك حجر شيشة (تفاحة) وتلاتة شاي ... والتفت نحوهم وهي تواصل حديثها سندوتشات طعمية كيف ؟
    بلعا ريقهما وتوزعت عيناهما في المكان تقرأن هذه النعمة المفاجئة ... احضرت (زينب) كبری بنات (الحال) المقعد العالي ووضعته قربهما ... نفضتو (الحال) بيدها وجلست .... بدت وكأنها من كوكب آخر قرب نجميهما المتلاشيان المظلمان المتسخان ... قامت من مقعدها وسحبته للخلف وجرت احد كراسي المنضدة وجلست عليه ... لم تثر انتباه الكثيرين لكون أن المنضدة أصلا خارج نطاق التركيز والانتباه
    - جبتو سيرة بيت الضباط ؟
    - لا والله بس السيرة جات ... لكن ... تمام والله
    - انا ماشي ياخوانا ... خلاص بجيك بعدين يا (علي)
    - اقعد ... قالتها بلهجة آمرة تماما ... جلس (حسن) واستدعي كل عرق عرفه وكل رهبة ... أنا الليلة دايرا اتونس معاكم ... اها خبركم شنو ؟ ... (عبدالحميد) تاني سألك يا (علي) ؟
    - لا والله ... بس بيحمر لي من بعيد وخلاص
    - انت ما مسكين ساكت انت عارف انو (عبدالحميد) دا ذاتو ما راجل ؟
    كان (حسن) قد وضع السندوتش جانبا بعد أن وقفت لقمتين في حلقه الناشف ... وشعر (علي) بإهانة مباشرة لكرامته ولكنه آثر الصمت
    - اي والله ما راجل ...
    جرت نفسا عميقا من الشيشة وصلت كركرته لآخر نقطة دم في رجل (حسن) وهو يكاد يتلاشي من هذه المرة الشر ... وكان (علي) يتوقع العقارب في سرواله في أي لحظة ... حتی بات يشتهي لؤم النمل
    - (عبدالحميد) العلقك قدام بيتو دا ... ضحكت وهي تسعل سعالا خفيفا ... وملی ليك سروالك نمل ... شفتو ... براهو جاب مرتو لي هنا وقال لي علميها الدلكة ... قت ليهو سجم خشمي دلكة شنو البعلما ليها انت معرسا ليك يبقی سبعة سنوات لا اسع ... قال لي بالحرف الواحد لا انا ما محتاج للدلكة بس هي لازم تتعلما ... عرفت بعد داك انها بتدلك الضباط ديل من طرف بالقروش ... كمان بالقروش حتی ماها هواية
    - انا (عبد الحميد) عارفو راجل .......... ساكت لكن انت صح (عبدالكريم) مرتو هي السوتو مدير المشروع ؟
    - اي هي السوتو مدير المشروع ... وانا حاضرة الكلام دا ... لكن نحن ناس في حالنا ما بنجيب سيرة الناس ... انت قايل ولادو الداخلين ومارقين ديل ولادو ؟ اسع امشوا من محلكم دا وشوفوهم ما قعد يشبهو (عادل) ضابط المجلس ؟
    ارتسمت ملامح (عادل) أمامهم ... نفس الصغر في عينه اليسری ... نفس الكلام السريع المتقطع ... نفس ... نفس ... الخالق الناطق ... اثنتا عشر ساقا حينها غسلت الجهر بالسر وحفظت عن المدينة بابها السري ومضت ... برد الشاي ... وانطفأت الشيشة ... ولكن أرجل (علي) و(حسن) بدأت تقرأ نملا آخرا ... غير نمل السروايل اللئيم ... تمنوا للحظة لو أنهم عقلاء حتی يدروشوا مجددا ... كانت المدينة التي علمتهم الكثير قبلا أوقدت حلوقهم بهتاف نائم ومسيرة مليونية تمشي بينهم ... الصور تتقافز أمامهم ... وصوت الطلمبة الليلي يخترق مخيلة (حسن البوم) وهو يحرس وردية الليل حتی يأتي الصبح بوردية العقلاء ... كان (علي حميدة) جرسا يرن في ذاكرة أبيه الراحل (إنت يا (علي) يا ولدي ماك درويش ... إنت راجل نضيف ... شوف أي زول زيك كدي دا بس الله حافظو من وسخ الدنيا دي ... والله يا ولدي أخيرلك كدي ) صوت (الحال) يأتي من أقصی المدينة يفتح كتابها أمامهم ... يفتح بابها السري عن صفحاتها الداخلية ... وهم يطلوحون بين صراخ وصمت ... كانت (الحال) وكأنها تتمنی منذ زمان طويل أن تفتح الباب السري حتی تری المدينة نفسها ... ظلت تحكي وتحكي ... مر الإمام وبعض أستاذة المدارس ... مر (محمد صالح الفقير) ببخراته وسرواله الذي تحفظ رائحته النساء ... مرت إمرأة العمدة ... مر العمدة ذاته .. وبناتها يتوزعن علی المناضد والبيوت يكشفن ويسترن ... يكتبن في الأبواب الرئيسية ... حضرنا ولم نجدكم ... كانت الأبواب السرية تأخذهم كل مأخذ ... المدينة المغسولة بفضيحتها تغلق باب سرها عليها وتخشی فقط (الحال) علی حالها ... ولأن المفتاح أثقل من أن تحمله وحدها وزعته علی هولاء الهطلی فزادوا هطلا وظل العقلاء في عقلهم البائس يلوكون (إن جاءكم فاسق بنبأ) مع (عبدالكريم)... كانت الحال تحكي وتحكي و تحكي ... وكان (علي) و(حسن) يتوزعان غيما علی سهول العقل ... كانا نغما هاربا من آلة قديمة عزف ألحانه وضاع ... اثنتا عشر ساقا أسبغت عليها (الحال) جهر المدينة وآغلقت بابها السري لأن (اسماعيل) إبنها الوحيد مات قبل أن يتبادل النياشين والأوسمة وصدور البيوت الممتلئة مع بقية الضباط ومضت هي لترسم سيرتها من علی مقعدها العالي ... وتدفن مفتاح باب سر المدينة في قلب (علي حميدة) الذي جاء إليها دون أن يترك أثر وغادرها دون أن يعقل حالها ... وفي قلب (حسن البوم) الذي قاطع وردية الهطلی ومضی دون يترك عنوانا لعود الطلح الثقيل الذي يكفي لقتل ثور وما قتل (عبدالكريم).
    جاء آذان العصر علی المدينة باردا ... في نفس برودته المعتادة ... وظل يتردد حتی بدأت تلوح خيوط المغارب الحمراء ... ولكن خطوات (علي حميدة) و(حسن البوم) كانت تسمع آذانا آخرا ... وعادت (الحال) بمقعدها لمكانه وبدأت تردد صياحها المعتاد ... وعاود زقاق غسل الأواني مهمته الشبقة بمساعدة الطوبتين والإقتراب المتواطيء وأيادي النشوة اللاحقة.

    أسامة معاوية الطيب
    طهران 8/11/2004م
    25رمضان1425هـ
                  

11-08-2004, 09:24 AM

elmahasy
<aelmahasy
تاريخ التسجيل: 03-28-2003
مجموع المشاركات: 1049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    الي أن نعود برواقة ...


    فوووق
                  

11-08-2004, 10:11 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    أسامه سرير الروح
    تأتينا بالزيف
    عندما نبحث عن الشهيق
    يااااااااااااااااااااااااه اسامة00

    كم اجدك داخل هذه المدينة
    كم اجدك فى كل السطور
    كان التوارد فى الخواطر
    مابين اليوم والأمس
    تخيل زمن قدر ايش منك 00

    *المدينة
    انتى أيتها
    المدينة الزنبقية00
    تسربل الحديث فى دمى
    اشتاق الى عبث الرسائل الضفائريه00
    الم يحكى لك الحديث
    القادم من الشرق
    بانى اسكنك
    موطنا موقتا ومرثية00
    ثم اسافر فيك رجلا بطوطيا
    ادمن كل الدروب
    التى تؤدى الى بوابة
    القرن التاسع عشر
    بعيد عن الالفية00
    ايتها المدينة
    اغتحى ابوابك
    لهذا الضوء
    ودى الانوار الشقية00
    ان جسدى ملئى بالوشم
    حتى اخمص قدمى
    والمدينة00
    البعيده منا
    والقريبة
    الهاهادئة
    والمليئة بالصخب والسكون
    والتحية00
    انتى تزفين من جرحى
    قطرة بلغة غريبة
    انتى تحجبين الشمس
    عن هذا الكون والمدينة00
    ساجمعك زرة زرة
    من كل مكان فى الدنيا
    الجديدة والقديمة00
    من كل الشهور حتى الديسمبرية00
    مدينى الابدية00
    هذه الالفية
    كلها اساطير
    وعصور خاوية00
    وبها قمر يصتنع
    التكلف والتبختر
    لاينظر الينا مباشرة
    لذا تاتينا انوراه باهته
    فهى مصنوعة
    من اقراص هلامية00
    تحلم ان تدخل القرن القادم
    وفى يدها قضية قانونية00
    ضد ايامنا الدهرية00
    هذا الحديث نرفضه
    تكلمى ايتها المدينة
    ارسلى شمسك العمودية00
    لكى نخرج من هذا المازق
    ونخرج نحن
    من منازلنا الخالية00
    واحلامنا الخاوية00
    ونرجع الى محطتنا لاولى
    فى الارحام
    نقطة ماء وطينة
    ثم دهان علينا
    والوان زاهية0
    ايتها المدينة
    مازال الحديث يتسربل
    مرة
    ويرتد مرة اخرى
    يرفض الحديث نفسه
    كلام ممزوجا بالالفية00
    ممزوج باشياء كثيره
    بعيد عن الحرية00
    الفين عام
    ونحن ننتظر البشاره
    والاشارة الحمراء
    مازالت معلقة فى السماء
    وزاهية00
    مدينتى حظى ليس عاثر
    لان شمسى فضية00
    وذاك القمر اشعتة
    ذهبية00
    او العكس
    ذهبية او فضية00
    ليس مهما
    فالقرون القادمة
    هكذا حال المدينة الشاعرية00
    الجميع فى انتظار
    حشد عكاظ
    على ارض المريخ
    والتوابع القمرية00
    اذا لابد من ال قريش؟
    والرسالات السحيقة؟
    ويعيد الزمان نفسه
    ونرجع ثانية للسوقية؟00
    المدينة تفرح وتمرح ثم تمرح
    لاهية فى الالفية00
    مالذى وجدته لااعلم
    فى هذا العالم الجديد
    فى هذه البرية0
    وفجاءة
    صاحت المدينة غاضبة
    لايمكننى ان اقبل
    بهذه السوقية
    ومغطاة بالالفية00
    لقد اكتظت الاشياء
    بداخلى
    حرمتنى المسير والحرية00
    صرت لااعرف معنى
    الجماعية00
    لم يعد الناس عندى
    سواسية00
    لم تعد المدينة بداخلى
    هى المدينة الزنبقية00
    تغيرت ملامحها
    تغيرت اخبارها الصحفية00
    اخبرتها لابد ان ننهض
    وخيارنا ثورة نارية00
    ثورة لنا جميعا
    ثورة من اجسادنا الطينية00
    وتلك هى الالفية الحقيقة00
    ليس مهما فان تاخرت
    فلن يطول الانتظار
    والثورية00
    ان الديمقراطية
    كثير ما تذهب وتاتى
    دموية00
    او هدية00
    الفين عام ونحن ننتظر ((سانتاكلوز))
    ليهدينا معن الانسانية00
    ايتها المدينة
    الان لاباس عليك
    فقد قال الحكيم
    ان الحالة ايجابية00
    فقط ارجعى الى المدينة
    الزنبيقة00
    ودعينا نحترف القبلية00
    نتعارك اليوم
    وغدا اصدقاء
    فتلك بعض الالعاب السياسية0
    اما انتى فاطرحة الرسائل
    الضفائرية00
    وضعى يدك فى يدى
    سفرا الى القرون الوسطى
    بعيدا عن تلك
    الالفية00
                  

11-08-2004, 10:45 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: معتز تروتسكى)

    المحسي خالد
    تروتسكي معتز
    يالكم استمد قدرتي على الكتابة واتجاسر على النشر بكما فلا تغيبا
    للمدينة ابواب سر كثيرة فافتحوها معي واحدة واحدة حتى يعود علي حميدة وحسن البوم لوعينا الغائب
    شكرا
    شكرا
                  

11-08-2004, 11:21 AM

إيمان أحمد
<aإيمان أحمد
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 3468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    الاستاذ/ أسامة معاوية
    لا أود تنميطكم يا سيدي،
    لكني ما قرأت كتابة كهذه مذ أعدت محمد شكري إلي صاحبه!
    شكرا
    إيمان
                  

11-08-2004, 11:41 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: إيمان أحمد)

    استاذتي
    اشكر لك اسباغك علي كل هذا الجمال
    وينا نحن من ذلك الخبز الحافي
    اشكر مرورك الجميل
                  

11-09-2004, 00:52 AM

شرووم
<aشرووم
تاريخ التسجيل: 04-21-2002
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    اسامة ، صديقي ،

    هكذا انت دائما تصر علي أن تحملنا وتحلق بنا في سماوات الإبداع رغم ثقل ابداننا وترهل افكارنا ،،
    دائما تقرؤنا وتفضح مشاعرنا تلك التي نداري عليها بأيديناونعض عليها بالنواجذ والما نواجذ

    إني اشفق عليك من حمل اوزاننا وترهل افكارنا فرفقا بنا وبك

    شكرا
    شكرا

    شرووم
                  

11-09-2004, 03:07 AM

Ibrahim Algrefwi
<aIbrahim Algrefwi
تاريخ التسجيل: 11-16-2003
مجموع المشاركات: 3102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    أُسامه ..النص بصراحه جميل , البنيان ., الغنائيه , فاعل

    شكراً لروحك

    و

    لك الله يا صديقي لك الله
                  

11-09-2004, 04:13 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: Ibrahim Algrefwi)

    صديقي الفنان شروم(مادمت تريد هذا الاسم)
    تحياتي جدا لك
    وشكرا على الكلام الكبار
    دعنا نكتب طالما انتم هناك
    شكرا



    ابراهيم
    انت تعلم من اي طينة خلقت قصصي هذه لذا فرايك فيها احبه واعتز به
    مرورك يجعلني اعشم في تلفون
    هل؟
    شكرا وسيما
                  

11-09-2004, 06:46 AM

عبدالماجد فرح يوسف
<aعبدالماجد فرح يوسف
تاريخ التسجيل: 05-06-2004
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    أســامة
    قرأت مدينتك ... سأطبعها كــ(حبة) قبل النوم
    أتفق مع إيمــــان وشــكري والــ(قهوة) الحافية.
    أسامة هل لديك روايات مطبوعة؟
    واصل يا أسامة الإبداع وأنا أعني ما أقول
                  

11-09-2004, 08:54 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: عبدالماجد فرح يوسف)

    عبدالماجد
    ياخي كتر خيرك على الوقفة الجميلة دي
    بالنسبة (للروايات) المطبوعة نحن يا صديقي حيا الله هواة ولكني اعد العدة لاصدار مجموعة قصصية قريبا
    (الاولى) والباقي على مهل الواقع
    شكرا جدا على مرورك
    نوما هانئا مع القهوة الصاحية
                  

11-10-2004, 12:17 PM

mohammed alfadla
<amohammed alfadla
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 1589

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    النص كالمعتاد
    جميل
    والله العظيم ضربت ليك خمسة مرات
    والتلفون قافل طوالي
                  

11-10-2004, 10:25 PM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: mohammed alfadla)

    مصدقك بدون حليفة يا صديقي
    لاني ببساطة غيرت الرقم والرقم الجديد موجود في شنو ( اسمو شنو البيكون موجود فيهو الرقم دا ؟ ) عموما لا عليك انا بكتبو ليك هنا عديل وانتظرك
    00989121115443
    اتفقنا؟
    شكرا علي كل شي
                  

11-12-2004, 12:41 PM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    يس محمد يس
    استاذي
    كل عام وانت بالف خير وكل سنة وطيب انت والاسرة كلها يا رب
    اغتنم فرصة وجودك في ( المتواجدون الان) لابارك العيد وحتما ستمر علي (ساقة توم ) هذه
    كل سنة وانت طيب
                  

11-12-2004, 11:44 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    صرخه00
    جميعنا نقف على حنين وذكرى00
    و
    عندما نقف على الاطلال يشتعل فينا الحنين بلهب الذكرى 00
    *المشوار والاختيار كثيرا مايبدو صدفه وحقيقه عندما يتسع الافق تضيق العبارة فالموقف اكبر من ان تحصره كلمات00
    كل عام وانتم بخير والسنه دى قبل الجايه تتحق امانيكم00 أسامة معاوية الطيب
    00

                  

11-13-2004, 04:48 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: معتز تروتسكى)

    شكرا معتز
    شكرا عميقا
    وكل سنة وكل السودان طيب ومحقق امانيه
    سلامات
                  

11-15-2004, 00:17 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    اصدقائي
    هي ليست محاولة ماكرة لرفع البوست ولكنها امنيات صادقات بعيد سعيد
    كل سنة طيبين
    ومحققين الاماني
    ربما لانني سوف اقلع عن المنبر تمام اردت ان تكون اخر اطلالاتي التهاني والتبريكات
    تحياتي
    ووداعا جميلا

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الريحْ
    تنضج فاكهتي
    تسقطها
    وتستريحْ
    وأنا أتمدد بين الورق وشمع الجذر
    فالغصن جريحْ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    -8- ( موت جديد )
    كانت في يديه زهرتان
    حين مات
    وكان يشتعل اشتياقا
    كحفيف الأغنيات
    لحبيبته يغنِّي كالبكاء
    ولأمه صلّى على أوتار
    قهوتها وفات
    قبرهُ الآن ضريحٌ لأزهار الياسمينْ
    وأسراب البناتْ
    جئن كي يقطفنَ من زهر الحنينْ
    واشتعلن على وسامتهن
    صبراً ودموعاً ومواجع
    كان يمشي حينما تمشي
    على الوتر الأصابع
    فوق أوتار الخدود
    ورحيقاً ناعماً عطره
    يرشُّ الشمس في ثوب المقاطع
    كان بعضاً من مناديل الحبيب
    وكان سراً في حقائب من يودّع
    رغم دمع الأمهات
    لكنه ما كان يعرف حين مات
    أن صدره
    أنبتَ الآن حقول القمح
    واللغة الثبات
    وأن عمره
    يشهق الآن
    بآلاف المغنين حياة
    وأن صبره
    لوّن الدنيا بأنفاس
    القصائد
    حين مات
    حين مات
    أنبت الكون قصيدة
    واستحال البحر ناي
    يعزف ألحانا جديدة
    حين مات
    صلَّت الأطيارُ أنغام الخلود
    كان قبره
    كعبة الذكرى وموَّال الوعود
    حين مات
    جاء نهر العشق بعده
    يحمل أكفان الوجود
    غسلته الريح وحده
    بأباريق الحياة
    كانت في يديه
    زهرتان حين مات
    وكان يشتعل
    اشتياقا
    كحفيف الأغنيات
    لحبيبته يغني كالبكاء
    ولأمه صلَّى على أوتار قهوتها
    وفات


    سلامات
    سلامات
    سلامات
                  

11-15-2004, 01:39 AM

الوليد محمد الامين
<aالوليد محمد الامين
تاريخ التسجيل: 04-10-2003
مجموع المشاركات: 1447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    أسامة ,

    قبل أن يبدأ الآخرون بعتابك علي فعل الانقطاع المنتوي , أطلب منك يا صديقي أن تضمني لقائمة الذين تتجاسر بهم علي النشر هنا ,- أن لم يكن في ذلك ما يضير -

    لك المحبة



    وليد
                  

11-15-2004, 02:04 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: الوليد محمد الامين)

    وليد
    عيد سعيد
    ساضمك لقائمة الذين اتجاسر بهم على الغياب
    شكرا ليك جدا
                  

11-15-2004, 02:34 AM

ابوعبيدة حسن محمد
<aابوعبيدة حسن محمد
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 483

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    اسامة يارئع ، كل سنة وانت طيب وربنا يحقق الاماني
                  

11-15-2004, 07:23 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: ابوعبيدة حسن محمد)

    كل سنة وانت طيب ابوعبيدة
    وانشالله السنة الجاية محقق كل امانيك
    تحياتي
    سلامات
                  

11-15-2004, 07:28 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (النص الأخير .... ووداعا) (Re: أسامة معاوية الطيب)

    خوفي من يحرن شروقك أو تتكرن شمسو تاني
    خوفي تتلافاك بروقك وانت شايلاك الاماني
    خوفي من خوفك يحوقك تتهتك فيك المعاني
    والظنون عينك تسوقك من سماك وشارعك الطول يعاني
    خوفي تتحتحت عروقك وتنشف أغصان الأغاني


    سلامات
    سلامات
    سلامات
                  

11-15-2004, 07:40 AM

abdelgafar.saeed
<aabdelgafar.saeed
تاريخ التسجيل: 04-17-2003
مجموع المشاركات: 505

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    أسامة معاوية الطيب

    سرد مدهش
    ورصد حريف لحركه الشخصيات وسلوكها


    كل سنه وانت طيب
    ربنا يحقق الامنى


    عبدالغفار
                  

11-15-2004, 07:50 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: abdelgafar.saeed)

    عبد الغفار
    كل سنة وانت طيب
    اسعدني مرورك جدا
    شكرا
    تحياتي
                  

11-18-2004, 04:56 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)

    اسامه ..
    أنت ضمن آخرين , تضفي على هذا المكان جمالا وألقا ..
    لا أعتقد أن هناك مجالا لديك للتراجع عن الكتابه في
    يوم من الأيام , فقد تورطنا فيها وفي حبها .

    أشكرك على كل هذا الدأب والجهد .
    وعلى قمحك المطحون لنا كتابه ..

    ...
    طلال
                  

11-19-2004, 09:23 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: طلال عفيفي)

    Quote: لا أعتقد أن هناك مجالا لديك للتراجع عن الكتابه في
    يوم من الأيام , فقد تورطنا فيها وفي حبها .


    طلال
    تورطنا وكفي وانا والله احبها لوجه القلم لوجه الحبر الطيب وما تبقي من ذاكرة وورق لوجه البنية التي ابحث عنها وهي تبحث عن مستحيل
    تبحث عن ماذا هذه المجنونة بعيدا عني ؟
    سأجدها وستندم على كل لحظة قضتها بعيدا وربما ساندم انا لاني اجتهدت في البحث لا فرق
    تسعدني دائما (بما اظنك تعرق وتثق) طلتك الحبيبة
    ابقي عافي
                  

11-19-2004, 01:45 PM

wadsolfab
<awadsolfab
تاريخ التسجيل: 02-07-2002
مجموع المشاركات: 300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: أسامة معاوية الطيب)


    لا حول ولا قوة إلا بالله

    حميد قال :

    يا الأروع مافي الدنيا
    الغيب
    إتجمع بيك
    إتوزع فيك
    ومرقت في رقّة
    شوارع
    أزقة
    ونفاجات
    أبواب السر
    بتودِّي تجيب
    وتندِّي الأرض
    تلاقي قلوب الناس بي بعض
    بلا ترتيب
    إنتاوق فينا
    ولا تثريب
    على خوفنا عليك
    بتلاقي الحب
    في عيون كدّاح
    للشغلة تخب
    تنباخت بيك
    مع كل صباح
    يا زول يا كيك
    لو راح الحب
    لو ضاع في القاع
    الدنيا دي راح تنقرقر جُب

    وكيف يكون الحال لو إتسدا الباب يا أسامة
    كيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    أرجو الافادة

                  

11-19-2004, 08:58 PM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البـــاب السرّي للمــــدينة (Re: wadsolfab)

    عزيزي وابن خالتي موفق
    مضى زمان طويل منذ ان تعلمت كل هذه المهابة والحلاوة وجمال التعبير ولم نلتقي
    مضى زمان طويل جدا
    ولكنا حتما سنلتقي قريبا
    كيفك ؟ لحين ان نجلس سوا ونحكي
    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de