عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 04:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-12-2004, 04:57 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات

    ساهم بكلمات في حقه وقصائد



    حـكـاية


    في الزمن الموشّح بي سكين
    وحربَهْ
    والغيم المسافر
    لَمّ دموعي خَبَّ
    طلَّ الخوف ملفّح
    بى حُزن الغلابَهْ
    خلَّى الشوق مهاجِر
    بين صمتي و
    عذابْها
    اتْلاشَت مسافَهْ
    مابين سيل وغابَهْ
    مابين ضُل سحابَهْ
    وبين وتر الربابَهْ
    اتلاشت مسافَهْ
    بين صمتي وعذابْها
    فوق ايام حنيِنَهْ
    مالتْ بي ضفيرَهْ
    صَحّتْ موجَهْ نايمَهْ
    زاد النيل دميرَهْ
    مالت نخلَهْ
    تهمس
    لي موجات حسيرَهْ
    عن أشواق أسيرَه
    مامعروف مصيرهْا
    يا غيـــم وين مسافــر؟
                  

10-12-2004, 11:23 AM

المسافر
<aالمسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)


    لم أعرفه من قبل
    عرفت أثر في كلماته
    كان صاحب بساط أرفع من بساط الريح
    يقول ما يقال
    وفي قوله مقال
    ينتسب إلى الكلمات ويذهب عنها
    يفرح بمجيئها فتفرح بذهابه
    يعتمر قبعة الجنون
    فيستظل في مكان هو أوسع مدخلاً للسحابات
    لم يعد بالعدد ولم يعتد بالإعتداد
    كتب فكتب
    ماذا كان يعني
    وماذا كان يكتب
    شئ قليل من جزء ماء
    كلمة مدثرة بالوفاء
    تحية وسلام
    وسؤال عن الخير
    انشاء الله خير
    يرحمه الله
                  

10-12-2004, 02:11 PM

Salwa Seyam
<aSalwa Seyam
تاريخ التسجيل: 04-12-2004
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)


    سحابات الهموم

    سحابات الهموم يا ليل
    بَكَن
    بين السُكات والقول
    وباقات النجوم الجَّن
    يعزَّن فى المطر
    فاتِن عزاكْ
    رَجعَن
    وشوق رؤياكْ
    زمان مشدود على أكتاف خيول
    هَجَعَنَ
    وصت ذكراكْ
    مكان يجرى
    يلاقِى السيل
    وسِر مدفون بصدْر النيل
    ولوا الذكرى
    مافى أسف
    ولا كان التجنِّي وقَف
    وصوت ذكراكْ
    رذاذ صفّق على خطوَة بنات
    سَجَعَن
    وشوق رؤياكْ
    حنين لى غيبَهْ فى المجهول
    ولولا الذكرى مافى وصول
    ولولا الذكرى مافى أصول
    ولوا الذكرى مافى شجن
    سحابات الهموم
    ياليل..
    بَكَن..
    بَكَن..بَكَن
                  

10-12-2004, 08:40 PM

HAMZA SULIMAN
<aHAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: Salwa Seyam)

    الله يرحم عمر الطيب الدوش ويغفر له
                  

10-12-2004, 09:01 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: HAMZA SULIMAN)

    وعن الدوش نحكي
    الرشيد احمد عيسى

    ==============================

    زمان كنا بنشيل الود ندى الود
    شوقى ليك طول ..طول ..طول للسماى
    والساقيه لسه مدوره
    الى الانسان الكونى استاذى الذى قتلته الشفافيه شاعر الاشواق والاحلام وصور الوطن الذى ابى ان يتحقق فى الواقع مات وهو يحلم بسودان عبد الغفار ،مات كما مات مايكوفيسكى يحلم بالغد المشرق الذى يسرقه سياسيو الغفله
    استاذى عمر الطيب الدوش
    ابو ستــــــنا
    وانت ترقد فى قبرك بسلام بعد مشروع بحث مضن فى تحقيق الذات ياخذنا الشوق اليك ونسمع اخر كلماتك (ضلمت )كنت ياستاذى قد استشرفت الظلام الاتى الذى غطى بسواده كل شئ جميل كل الاحلام والامال ،كل التطلعات والاشواق .ان مبدعينا يموتون باحلامهم واشواقهم ..يرحمك الله استاذى الدوش ويسكنك فسيح جناته
    سيناريو البدايه
    طفله عمرها لايتجاوز العشره اعوام عيونها تشع بالبراءه ،شعرها مجعد انفها دقيق فمها صغير ..وابتسامه تفتح كل نوافذ عالم الطفوله ..جسم نحيل لم يعرف من الغذاء غير العصيده ..ملابسها رثه كانت تضج بالطفوله الغائبه ،احضرتها امها لكى تعمل فى المنازل باجر يومى امهاتتساوى عندها المنازل مايهم هو الاجر حتى تسد رمق اطفالها الجوعى ،دخلت الام وابنتها الى البيت الكنز تركتها امها بعد الاتفاق مع صاحبة البيت لكى تقوم بالنظافه وتركتها صاحبة البيت لزوجها استاذى عمر الدوش وذهبت لعملها ..نظر اليها استاذى الكنز وابتسم سالها عن اسمها قالت له:منى
    اتسعت الابتسامه وقال لها :يامنى لعبتى حجله ؟قالت له نعم ..لكن امى مابتخلينى العب مع البنات لانو لازم اشتغل عشان اخوانى ياكلو .نزلت دمعه حرى على خد استاذى وقال وهو يحبس دموعه حتى لاتراها منى :ان الوطن فقد براءته قال لها :بتعرفى علب الصلصه الصغيره ..اجرى جيبى من الشارع اتنين وانا عندى الخيط ..اجرى .ضحكت منى ضحكه تنم عن البراءه وجرت نحو الشارع احضرت بسرعه متناهيه علب الصلصه الفارغه وكان استاذى قد جهز الخيط والمسمار وبدا فى صناعة تلفون العلب وعندما ماكتمل قال لها :نلعب تلفون تلفون .انا قاعد هنا ،وانتى امشى باللفه دى .حملت تلفونها وجرت بفرح غريب سالها خلاص يامنى وصلتى ؟ قالت له :نعم
    قال لها خلاص ختى السماعه فى اضانك .آلو منى ازيك انا الدوش .انتى منو؟
    وادركت منى لاول مره طفولتها فضحكت ضحكه خجوله وسرعان مانفجرت فى الضحك كان ضحك الفرح الغائب المغتصب .وهكذا كان الدوش يعبر عن الوطن :بتطلعى انتى من صوت طفله وسط اللمه منسيه
    الوسط
    كان استاذى مستلقيا على سريره فى الحوش يتصفح كتابا .هجره الاحبه والاصدقاء والزملاء الا من صديق هو خير جليس فى الانام .الكتاب الذى لم يفارقه حتى عندما لفظ اخر اهاته .كان يدرك ان ازماته الوجوديه من ملل ومن اخر يفتقد الشفافيه لابديل لها الا الكتاب ..المعرفه التى تمنحه الاستمراريه والديناميكيه .فجاه تقف عربه من صوتها ادرك انها عربه كبيره لايمكن ان تحمله له صديق او قريب واستمر مسلسل المفاجات يرتفع سلم على عمود الكهرباء يتسلق احد العمال وهو يحمل ..زرديه..ويلبس قفازات على يديه ادرك استاذى ان عناصر المؤامره والازمه قد اكتمل .فهو موقوف من المعهد العالى للموسيقى والمسرح والذى يعمل استاذا فيه وكذلك راتبه .والاصدقاء والزملاء الاساتذه كل ينادى على من؟ لادرى .نهض استاذى ضاحكا وقال للعامل :خلاص جيتو تقطعوها والله ماقصرتو معانا امهلتونا لكن والله كنت جاى ادفع وهسه انا حاادفع بس اصرف الموقوف ده ويستمر فى ضحكته الشهيره آآآآآآآآآ.ويسترسل قائلا للعامل:اقوليك لو مصرين عليك الله خلى لى لمبه صغيره واحده اقرا بيها وانشاء الله افك الموقوف ده واجى ادفع ضاحكا هاهاهاهاهاهاهاها.هذا هو الدوش شاعر الوطن العظيم لايحلم بقصر او فيلا او منزل على النمط الكليفورنى كان فقط يحلم بان لا تقطع الكهرباء وان تكون له لمبه صغيره تنير له وتيسر له المعرفه حتى ينير لهذا الشعب حياته ومستقبله ويشبع وجدانه بحب الوطن والتراب
    النهــــــــــــــايه
    المسرح هو الفن الاكثر ارتباطا باللحمه الحيه من المجتمعات ،هو الانعكاس الاسمى للوجود الانسانى المسرح فعل معرفه وتعرف وادراك وفهم ،المسرح تعبير الانسان الغريزى نحو الفرح ،المسرح فن شعبى جماعى يعبر عن وحدة الوجود البشرى ،المسرح فن يعبر عن اشواق واحلام وتطلعات وامال الشعوب فى الفر ح والحب والسلام
    أهم الاسباب التى دفعتنى لكتابه هذا المقال العجالة وان جاء متاخرا واعتقد اننى وغيرى مهما كتبنا عن الدوش لايمكن ان نطول هذه القامه الشامخه او كما قال احد الرائعين الراحلين المقيمين صديقى عبد العزيز العميرى :ياقمر انا مابطولك ..وكيف اطولك ؟ ادينى من نورك وميض عشان اضوى ..ايضا هذه العجاله تكفير عن عقدة زنب لازالت تراودنى كان استاذى بطريقه اخرى عندما نتلاقى يحدقنى بتلك النظره المليئه بالمعانى .لقد خنت استاذى عندما لم انفذ له احد اهم مشاريعه المسرحيه (عبد الغفار)التى كان يعتقد انها اهم مشاريع رؤيته المسرحيه لهذا الوطن وعندما قدمها غيرى على خشبة المسرح القومى لم استطع ان احبس دموعى لاننى ادركت فعلا اننى قد قمت بالخيانه ..لم ارى عبد الغفار الدوش التى بدأنا العمل فيها انا والصديق العزيز يحيى فضل الله بمنزل استاذنا بامبده ،ولكن اختلاف الرؤى الفنيه لايفسد للمسرحيه قوتها وجمالها .استاذى الدوش الذى يحكى عن المسارح فى ذلك المقال الاسبوعى الثر الذى ننتظره فى الملحق الثقافى كان يحلم بمسرحيته عبد الغفار وفق رؤيته التى تحدث لى عنها كثيرا ان عبد الغفار هو حلم الشعب السودانى فى الوحده الاجتماعيه والاستمرار والفرح والحب والسلام كان يحلم باكتمال هذه الرؤيه خاصة ان الوطن يحتاج ولا زال لمسرح يعبر عن هذه الاشواق والامانى خاصه انه فن شعبى جماعى .كان الدوش يحلم بمسرحيه ملحميه يشرك فيها الجمهور لانه المعنى كان يعتقد ان احد اهم خطوط رؤيته للوطن الذى عبر عنه فى قصائده الرائعه ولكنها تكتمل بالمسرح الذى يقوم على الفعل
    واخيرا وليس اخرا استاذى وانا اكتب لك هذه الرساله الحكايه التى سيقراها غيرك اكتب تخنقنى العبرات ولا استطيع ان احبث دموعى تتلبثنى او بالاحرى تتغمصنى حالات لاتحصى من المشاعر والذكريات والتفاصيل والحكاوى تجمعنا بك انا واخرين فى اذقة وحوارى امبده ومنازلنا الصغيره التى لا ابواب لها ولانوافذ مفتوحه على فضاء لانهائى يمسع الناس فيه قصائدك وضحكاتك المجلجله
    سعاد زعلتنى
    شلت قزازتى ومشيت سكرت جد
    وكانو معاى واحدين باعو هدومهم فى سوق الاحد
    وانا جاى منتشى ..لاقتنى هى
    قالت لى تعال
    من الفرح كبرت كراعى
    نص فى الارض ..ونص فى النعال
    واخيرا تلك الفونيما الشهيره ييييييييلا
    الرشيد احمد عيسى
    -المملكه العربيه السعوديه -الخبر



                  

10-12-2004, 10:23 PM

Tarig Sidahmed
<aTarig Sidahmed
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 587

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)

    ما أجملك أيها الجميل ... أيها المسكون بعشق الجمال أينما نحط رحالنا نجدك واحة نستظل بها من هجير المنافي، ما أجملك أيها المسكون بحب الناس ...



    محمد ود حنينة



    دقّتْ الدَلّوُكَهْ

    قُلنا الدنيا ما زالت بخير

    أهو ناس تعرِّس وتنْبَسِط

    تكْكَّتَ سروالي الطويل

    سويتْلُو رقعات فى الوسط

    فى خشْمِ عضّيت القميص

    أجرى وازيّد شوق وانُط

    لا مَن وصلتَ الحفلَهْ زاحمتَ الخلق



    وركزْتَ

    شان البِتْ سُعاد

    أصلى عارف جِنَّها فى زول بيرْكِز وينْسَتِر

    لكنِّى عارِف إنَّها

    لو كلو زول فى الحلة بالسُتْرَهْ إنجَلَد

    يانى الآزاها وجِنَّها

    برْضِى عارِف أظنَّهَا

    دِيمهْ فى صَرَّ ة وشيهَا

    يلفحْنى شوق نافِر لَبَد

    وركزْتَ للحُرقَهْ المَشَت فوق الضلوع

    تِحت الجِلد

    ضمّيت قزازتى مرقتَ عِن طَرَف البلد

    وسِكرْت جَدْ

    وأنا جايىّ راجعِ مُنْتَهى لاقتْنى هِى

    قالت "تعال"

    كِبْرَتْ كُراعى من الفرح

    نُص فى الأرِض نُص فى النِّعال

    اتْلخْبَط الشوق بالزَّعل

    اتْحَاوروا الخوف والكلام

    "ه-يْى يا سُعاد

    على ودْ سكينَهْ وكِلْتِي في خشمو الرماد

    علي ود سكينَه ومَات أسى

    وأنا بِت بلاك ملْعُون أبوى لو كنتَ أرْضَى أعرِّسهْا

    وأنا يا سُعاد

    وكتين تصُبى سحابَهْ تَنْزِلي زي دُعاش

    بفْرِش على روحى واجيكْ

    زولاً هِلِك تعبان وطاش

    وأنا يا سعاد وكتين أشوفِك ببقى زول

    فَرَشولوا فَرْش الموت وعاش)

    قالت سُعاد

    (بطِّل كلام الجِرْسَهْ انجض يا ولد)



    مزّقْت روحى نِتَف

    مرّقْتَ من جيب القميص

    عرقى وأسق

    طبّيت قزازتى وصلتَ لى طَرَف البلد

    وسكْرتَ جَد

    اذّنت فى الشوك والسَلَم

    وسرحْتَ بالناس والغَنَم

    وركعتَ للعرقى البِكِر

    وقدتَ فى الألم الحِكِر

    وحلمتَ زى شالنى ومشَى

    فوف زحمة نْبيْ الله الخِضِر

    صحَّانى صوت العُمدهْ قال

    (مسئول كبير زاير البلد)

    قال لينا

    (وكَتْ الزول يجِى ، لازِم تقيفوا صفوف صفوف

    وتهيّجُوا الخَلا بالكفوف

    وتقولوا عاش.. يحيا البطل)

    صلّحْتَ طاقيتي الحرير

    واتنَحْنَح الحشا بالكلام

    ورميتُو من حلقى الوصَل

    قُتْ ليهو يا عُمدهْ اختشى

    مسئول كبير في الدنيا غير الله اِنْعَدَم

    ما شُفْنا زول رضّع صغار

    ما شفنا زول نجّح بَهَم

    ما شفنا زول لمْلَم رِمَم

    لا صِحِينَا عاجِبنا الصباح

    لا نُمْنَا غطّانا العَشَم

    والحِلَهْ من كلَّ الجِهات محروسَهْ

    بالخوف والوهم

    ومضينا من زمناً قديم-يا عُمدهْ-مرْسوم انتحار



    الموت مُباح

    والحب نِطاح

    والصِدقِ من جِنس الزِّنا

    العافيهْ مولودَة سِفاح

    والرغبَهْ مكسورةَ جناح

    الحلم والوعد النبيل

    الطِفلهْ والأم ، النخيل

    الرّنَهْ فى الوتر الاصيل

    تلقاهَا فى قاموس نكاح

    يا يُمَّه واح..يا حِلَّهْ واح

    ***

    يا سعاد تعالى ولمِّى من كل البيوت

    عِدَّة السَفَر الطويل

    زَخْرِفى الفجر النهار

    شخْبِطى الضُحى والأًيل

    المَغْرِب

    الفجر

    النجوم.

    فى صُرَّهْ وارمِيها البحر

    خلِّينَا فوق الشك نَعُوم

    والعُمدَهْ فاض

    العُمدَهْ صار مليون عُمَد

    العُمده فيل

    جبلاً تقيل

    لبْوَهْ وأسد

    حَسَنَهْ وغَصِب

    جُمْعَهْ وأحَد



    بقّيتْ قزازتى

    مرقْتَ عِن طرف البلد

    وسكْرتَ جَد

    وأنا جايى راجِع أجهجهو

    لاقانى هو

    سايق العساكر والكلاب

    رامى بين عيني وعينو

    كلب وتَكْشيرهْ وحُراب

    ضاقت نِعالى من الزّعل

    من تحتهَا اتْمَلمل تُراب

    الغيم سكب ضُلو ومشَى

    والدنيا غيما سراب سراب

    والحِلهْ زى بلداً بعيد

    زوَّد بُعاد وقُرُب سُعاد

    اتجمَعَت كلَّ البيوت فى راحتَا

    زى بِت لِعاب

    مجنونَهْ تصرخ فى الزوال

    ممزوجَهْ فى الدم واللُعاب

    عينيَّ ضاقت نظْرَتهْا

    والجوف يطقْطِق بالكلام

    قُبَّال يقولوا لي سلام

    اتلمُوا حولى بلا نِظام

    شال وعِمَّهْ

    توب وغُمَّهْ

    فاس وطوريَّه وحزام

    شالونى بى كُل إحترام

    ورمونى فى قَعَر السجن

    حصلّنى قبل اليوم يِتم

    جارنا المدرِّس ودْ خدوم

    قال ليَّ

    لا زول قام هتَف

    لا كف مشَت بتلاقِى كَف

    والعُمدَهْ زى هَمْبول وقف

    يا صمت أُف

    يا دنيا تُف

    وأنا يا سُعاد للشوق نغَم

    للهَم عَلَف


    طارق ع الأحمدي
                  

10-13-2004, 00:22 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)


    وطن
    حأسأل عن بلد رايح
    وافتّش عن بلد سايح
    واسأل عن امانينا
    اللّي ما بتدَّينا
    صوت صايِِح
    واسأل وين مخابينا
    اذا جانا الزمن....
    لاِفح
    وأسأل عن بلد مجروح
    وعارف الجارحو ليه جارٍِح
    وأبكي على بلد ممدوح
    وعارف المادحو
    ما مادِح
    واحْلم بي حلم مسروق
    لا هو الليّله
    لا امبارِح
    أعلّق في جناح سَفَري
    خطابات لي زمن فجْرى
    وادْخُل من درِب سرّي
    لُكلّ مضاجع الأحزان
    واضفّر من شجر بلدىٍ
    بروقاّ مارْقة من صدري
    حأسأل عن بلد غاطس
    لحد الليلهْ في الوجْعَهْ
    أنُط فوق سرْجي واتْحزم
    أقوم من وقْعهْ
    لي وقعهْ
    اختْ أيدي البتوجعْني
    على السام البراجعْني
    واسأل...
    يا وطن يابيتنا
    ليه شوقك مواجهْني
    ليه حُبّك مُجهْجهني
    وليه تاريخ زمن خسران
    موكّر لسّه في شجني؟

    حأكتب لي شجر مقطوع
    مسادير
    يمْكن يتْحرك
    خطابات لي طِفِل مجدْوع
    َيَّقوم
    يجري
    يقع
    يْبرُك
    رسالةْ لكلّ ُقمْرية
    إذا دم الشقا اتوزّع
    على كل البيت
    ما تْرِك
    واسأل...
    عن وطن رايح
    واديكم خبر جارح:
    بأّنو جميع جُموع الناس
    حيفْضلوا لا ُكراع
    لا راس
    ونشتري في الدكاكين يوم
    مسابح من دموع الناس
    مساحيق من هموم الناس
    َزَهج
    يْتعبا في الأكياس
    ونْعلن في المزاد علناً
    وترْغي الجوقهْ والأجراس:
    (( نبيع الطفله والكراس!))

    واصْرَخ
    يا وطن! يبيتنا!
    ليه ما تبقي لينا الساس
    قدر ما تجرى فيك
    أفكار...
    يزيدوا الحَبْس والحُراس
    قدُر ما تجرى فيكْ الخيل
    تَدُوس الهيبهْ
    والإحساس

    واسأل
    يا وطن رايح
    اذا كل القبور دَخلت
    بيت الناس
    بلا استئذان
    بلا صلوت
    بلا أكفان
    جريمهْ اسائل الدفان؟
    جريمهْ طلب تمن قبري؟
    من البايع في أي مكان؟
    واقولك يا وطن
    رايح
    وأقولك ياوطن
    آمر
    سلام النفْس ما كافر
    ولا كافر
    ولا كافر

    (عدل بواسطة almohndis on 10-13-2004, 02:58 AM)

                  

10-13-2004, 02:54 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)

    ضلمت
    أقول
    والشمس في عز الامل
    تهت ومشيت


    أقول يا نحن يا انتو
    وبكيت
    مواعيد
    يا صباح من غير وسم
    تهت ومشيت

    ما ضلمتْ
    ما بتْعْرف الزول البِجِيك
    ولا البجيك
    بيعرفك
    حتى الشبابيك
    والزوايا الكان بتجمع
    في حناياها الشكوك
    ضلمت
    اغْشاك يا نفسي الغربيهْ
    من همومي أطلعك
    القاك واقفهْ علي الطريق
    أحزان بتفرح
    وتشْتيك
    أفراح بتحزن
    وترْتبٍَك
    لمن رحلت مع الغنا
    عز الأماني و
    ضلمت
    مديت علي الأمل القريب
    أشواق كثيره و
    قصرت
    في زواية من الشجون
    جابت ظنونا و
    قليت
    كلمت أشجار الخريف
    عن شوق نما
    في الوحشة والزمن الأسيف
    دلتني اْفتش
    في المغارب
    والمشارق
    عن علامات
    أو رصيف
    ترقد الأزهار عليهو
    يا بنفسج
    كحلي غالي
    وبرتقالي
    امشوا انتو
    انا البقيف
    ماضلمتْ

    .
                  

10-13-2004, 05:51 AM

Suad I. Ahmed
<aSuad I. Ahmed
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 436

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)

    لن انسى ذلك اليوم المطير قيل رحيل الدوش بشهر واحد عندما استضفته في منزلي ليقرأ لي شيئا من أشعاره لتسجيلها فجاء في صحبة جاره في امبدة ابننا محمد عبدالله الشريف الأديب النوبي المرهف الأتي من دلقو والمهاجر الآن بعيدا في أمريكا.. وخلدنا المناسبة في صور فوتوغرافية.. وترجمت له مقاطع من ملحمة نوبية لمكي علي ادريس عنوانها [حكاية إيسب وهيلا] وقارنتها بقصيدته المطولة [ضل الضحى] لأن بهما أوجه شبه عديدة.. فأعجب بالقصيدة غاية الاعجاب واقترح ان يخرج بنفسه اول اوبريت عربي\نوبي وتسميته (إيسب وهيلا في ضل الضحى). وبالفعل اتصلت بمكي في السعودية ووافق على الفور.. غير ان الأيام لم تمهله لتنفيذ هذا مشروع الرائد..
    وللأسف تم استلاف الصور والأشرطة بواسطة ابن عمه الاستاذ المهندس الطيب الدوش عميد مدرسة الدوش بامدرمان لمهرجان في المدرسة بوعد قاطع انه سوف يعيدها لي.. ولكنه للحسرة الشديدة لم يفعل حتى اليوم..
    سيبقى عمر الطيب الدوش في ذاكرة الأيام شاعرا مرهفا ومنتميا حتى النخاع للمسحوقين في وطننا..
    سعاد إبراهيم أحمد
                  

10-13-2004, 07:13 AM

bunbun
<abunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: Suad I. Ahmed)

    سلام على الدوش في قبرهـ وشكرًا للمهندس و تحايا للمهتمين
    عمر الدوش وضل الضحى

    نهاية الوجيب ...بداية العمر ..

    جريدة الصحافة 2001
    (1)

    محمد طه القدال

    عاد من تشيكوسلوفاكيا وهو يحمل درجة الماجستير في مجاله متخصصاً في مسرح (بيرتولد برشت) والبعض ينطقها (برخت)، ولكنه لم يكن ليعبأ كثيرا بالألقاب يركل كل ما من شأنه أن يوسع له في (الزيط) ويرحب بكل ما هو ومن هو بسيط في حركته اليومية، غير المتنطع أو المتحذلق. كان يحب أو لا يحب الناس بعد التقائهم ولا يعبأ بأصحاب المقام وبمن تسبقهم الألقاب كما كان المتمرد الفذ ذلك الجنوبي (أمل دنقل). لقد أراني الصديق الشاعر عبد الرحمن الأبنودي قطعاً أعلى حاجبه نتاج غضبة مضرية من دنقل، ولكن للدوش في تمرده مسالمة ووداعة ونصحاً. عاد من (التشيك) وما (داح) بالقرى والدساكر يعلى من صيته الشخصي ولكنه كان متواضعاً وواضحاً مثل (فلق الصباح) وشجاعاً شجاعة أخذها من أهله وهو له ذوق (اتيكيت) ورقة جلبهما من السفر في الدنيا العريضة و له معرفة لقدر نفسه ودراية بأقدار الآخرين. شد ما كان يكره الإدعاء وخاصة ادعاء العاطلين من كل موهبة. كان يعجب بالقصة التالية يحكيها كلما جاءت السانحة. يحكي أن جلسة ضمت الشاعر الشيخ الرئيس محمد المهدي المجذوب والشاعر الكبير النور عثمان أبكر والشاعر الصديق محمد محمد خير وآخرين وقد دخل عليهم شاب يريد أن يستمعوا لما كتب واعتقد جازماً أنه الشعر. طفق الشاب يلقي قصيدته ولكن الشاعر النور قد فطن إلى اضمحلال الشعر عند الشاب والشيخ المجذوب قد طأطأ الرأس يستزيده حتى أتى على آخر القصيدة فصمت الجميع وفجأة بادره المجذوب (يا بني .. أنت نبي) ولما ذهب الشاب إلى حال سبيله سأل النورُ الشيخَ لماذا تسبغ علية النبوة وهو على ما هو عليه من ضعف في الوزن والصرف؟ فأجابه المجذوب بجملة واحدة: ( ما علمناه الشعر وما ينبغي له). وكان الدوش يعجب بالرصانة و(يتسلطن) وهو يلقي أبيات الحاردلو الكبير:

    (يا خالق الوجود أنا قلبي كاتم سرّو

    مالقيت دارك المعنى وعلية أبرّو

    قصبة منصح الوادي المخضر درّو

    قعدت قلبي تطوي وكل ساعة تفرّو)

    كان يصرخ هزجاً ويقفز طرباً ويتمدد على السرير وينتصب جالساً مرة أخرى وهو يجمع إليه يديه ويرسلهما يمثل حركة (الطي والفر) ثم يضرب موضع قلبه براحته ويصيح ضاحكاً: (العربي مجنون .. علي الطلاق العربي مجنون .. بت الكب .. يا القضارف). كان يستزيد من شعر (الدوبيت) ويطلب عيونه وكان يكتب قصيدته المعلقة (ضل الضحى) عبر الأيام والشهور والسنين ولقد سمعت أول ما سمعت من أبياتها عند بداية قدومي من قريتي إلى العاصمة في بداية السبعينات:

    ( وانا كنت راجع منتهي

    لاقتني هي ..

    كبرت "كراعي" من الفرح،

    نص في الأرض ونص في النعالْ)

    كنا نطرب لها يلقيها علينا الشاعر المتمرد الأكبر عادل عبد الرحمن رد الله غربته وكنت أظنها من شعره حتى نسبها إلى الدوش وما كنت قد التقيته قبلها. كان يكتب جزءً على ورقة بيضاء وبيتاً على ورقة صحيفة وهكذا ، وكان يضع ما يكتب في أي مكان لا يأبه أن يضيع .. وكان يقرأ على مهل ما يكتب على مهل وينهي قراءته مشيحاً بيده وضاحكاً ضحكته الساخرة ذات ( الشرتاب) . كنت أقول له إن لكل شاعر معلقته التي سوف يدور حولها معظم ما يلي من شعره وتكون الرؤى والأخيلة والصور استنساخاً بشكل أو بآخر لما دار في تلك القصيدة المعلقة وغالباً ما تكون تلك القصيدة في أول حياة الشاعر .. ولكنك الآن تكتب معلقتك وقد كتبت قبلها كل هذا الإرث العظيم فكأنك تقلب على الشعراء ما درجوا عليه وتحملهم ما لا طاقة لهم به. كانت إجابته دائماً سؤال التواضع الصادق: (تفتكر دي قصيدة كويسة؟) . كان يعيش بكل الصدق مع شخوص القصيدة. كان يرى العمدة رأي العين ولا يستسيغه ويقف منه موقفاً يقفه دائماً ضد المتجبرين ومع الضعفاء ولذلك فهو يعرف (ناس الحلة) فردا فردا. كانت علاقته بسعاد علاقة أزلية وتعاطفه إنسانيا مع علي ( ود سكينه) و طه المدرس ( ود خدوم) وتحريضه المستمر لهما ليتمردا على العمدة. ثم الشخصية الهامة لأقصى درجة (الراوي) وعلاقته بعمر الطيب الدوش .....و..

    دقت الدلوكة .. قلنا:

    (الدنيا ما زالت بخير .. أهو ناس تعرس .. وتنبسِطْ)

    تكَّكتَ سروالي الطويل ..

    سوّّيتلو رقعات .. في الوسِط.ْ

    في خشمي .. عضيت القميصْ

    أجري و أزبّد..

    شوق..وانطْ.

    لامن وصلت الحفلة ..

    زاحمت الخلقْ.

    وركزتَ..

    شان البِتْ سعادْ.

    أصلي عارف جـِنّها

    في زول بيركزْ ... وينسترْ.(يـتـبـع)

    محمد ود حنينة

    ----------------------------

    ... وما العمر إلا أيام معدودات في الحياة الدنيا والعمر مشوار قصير وإن طال. والحياة الدنيا ظلٌ ما يكاد يستظل به الإنسان حتى يزول فيزول العمر وفي الذاكرة الشعبية (الدنيا ضل ضحى) ولكن الدوش في صوفيته يسخر من ضياعها (الدنيا) أو ضياعه (العمر) هكذا مقدماً ، (سمبهار) ومجانا في (الفارغة) وما لا ينفع. و(سمبهار) مفردة عند لاعبي الورق تعني الدفع والتخلص مقدماً مما لا يفيد (البايظ) :

    (ضل الضحى مشوار

    تزِح وتزِح

    زحيح الشمس من وكَن الشروق

    زحيحها لى نُص النهار

    الونسة بالسفة الكبيرة

    وبالكتاتيح والغبار

    والفاقة

    والعمر الهظار

    والزمن البروِّح

    سمبهار)
    وبعد صمت وتعجب يذهب الشاعر (الراوي) مباشرة إلى (الحِلة) التي تفرق أهلها وتشتتوا. بعضهم غادر إلى المدينة يحسبها مكمن الغنى ومنبع الجاه وروايات السابقين من شباب القرية عنها قد أكدت أحلام اللاحقين إليها ، وبعضهم سرق وباع كل أغراض (هدوم) كل بيوتها ومضى و( استفرغ ) في أول رسالة أرسلها إلى القرية أنه لا ينسى أبداً ودائماً يتذكر (البلد) كلما هم بقلع ملابسه. يصنع عمر الدوش مقدمته الساخرة على طريقة أهل المسرح ، كأن مقدمة القضية مشهدا ابتدارياً تعريفياً تأتي إشاراته الذكية للعمر والقرية والبلد وهاء المؤنث في (شاغلتها) والتي يسميها (سعاد) فيما بعد، افتتاحية تعرفنا على شخوص قادمين وعلاقات تتشابك لاحقا وقضايا ومشاعر ودنيا نحن على عتبة بابها.

    (جريت عصايتي

    مشيت أنقر في الحصى)

    ولا يظنن أحد أن ذلك هو فعل الحيرة وتجهم الفكر وانقطاع الرأي، ففعل الحيرة أن تجلس على الأرض ووجهك إليها وصمتك سابل وعصاك تخط خطاً هنا وهناك بالرتابة كلها أو تزرعها (نقراً) وتنقيطاً منتظماً وغير منتظم ولكن أن ( تجر) عصاك و(تمشي) تنقر بها الحصى فتلك هي الجرأة وفعل من يثق بذاته ثقة تقرب مشيته إلي مشية الخيلاء ومشي الكبار من ذوي القامة و(الأشناب) و (الكريزة) أو على الأقل تضعه مع ذوي التململ و عدم الرضى بالحال (المايل) ورفض بداياته و نهاياته.

    (جريت عصايتي مشيت أنقر في الحصى)

    جاءت مرتين بعد حالين مخزيين. بعدما يتذكر سارق (الهدوم) سرقته وبعد (القعاد تحت الأسى وضل الضحى) ومباشرة قبل الآهة على الولد الذى ضاقت عليه كل البلد، ثم يدلف بالشوق كله والدنيا ليل ليسمع ما يشبه (نقر) الكمان لا لينسى النقر على الحصى ولكن ليلتقي بلطف المعنى و(حس زول بمش).

    فالكمان يمرر عليه القوس فيعطي صوتاً مستمراً وحينما ينقر عليه نقراً بالأصبع يعطي صوتاً متقطعاً فالنقر على الكمان اشارة لصوت المشي لا لتقطعه. ونظرت

    إ ليها ويا لها من طريقة في النظر!!

    (تاوقت من تحت الكتيف .. عاينتلا)

    فإن كان استراق النظر من تحت كتف الناظر فذلك لا يتأتى إلا برفع الذراع إلى مستوى الوجه المنخفض قليلاً فيصير الناظر كمن يخفي جزءً من وجهه ليسترق النظر وإن كان استراق النظر( من ) تحت (كتيف) المنظور إليه فلن يستقيم المعنى إلا أن تقوم حروف الجر مقام بعضها فتصير (من) (إلى) وبالتالي يتدرج من (المتاوقة) إلى (المعاينة) ومن استراق النظر سراً إلى النظر الصراح ثم يسأل سؤالاً في السر (الأ تعرف أن النظر عيب؟) ويجيب عليه في الجهر:

    (أيوه عارف إنُّو عيب)

    ولكن العيوب في هذه الدنيا كثيرة ومن أكثرها خزياً

    (المطوحة من كل زول مطلوب قروش)

    و (القعاد تحت الأسى وضل الضحى) .

    هذه المقدمة يتخذها الشاعر بوابة ندلف منها في معيته إلى عالم الأضداد والتناقضات عالم أغلب شخوصه رجال يحملون أسماء أمهاتهم فهنالك محمد (ود حنينة) وعلي (ود سكينة) وطه المدرس (ود خدوم) وصالح (ود قنعنا) وأيضاً هناك العمدة جابر ود( خف الفيل) وهناك سعاد نفسها وأهل القرية يتنفسون بين السطور رغماً عن كرش ابن العمدة الذي لا اسم له.
    وعند محمد ود حنينة تدق (الدلوكة) في ذات الوقت الذي يزور فيه مسئول كبير البلد. وشمر من حيث ما كان وجرى وزاحم واقتحم (الحفلة) وركز من أجل البنت سعاد:

    (أصلي عارف جنها

    في زول بيركز وينستر

    لكني عارف إنها

    ياني الأزاها وجنها

    برضي عارف أظنها

    تحت .. تحت بتحبني)

    ودليلي القاطع أنه :

    (ديمة في صرة وشيها

    يلفحني شوق

    نافر .. لبد)

    ولكل المعرفة التي سبقت عليك في علم الظاهر والباطن.. ركزتَ .. يا ود حنينة .. وكان السوط (عنجاً) ركزت ( شان) البنت سعاد و لصوت ( الدلوكة) ولزغاريد الصبايا .. وللحرقة من العمدة الذي يريدها لنفسه أو لابنه أو يريدها و يريدنا (هتيفة) للزائر الكبير فركزت :

    (للحرقة المشت بين الضلوع تحت الجلد) وكان السوط (عنجاً) وما همك يا ود حنينة؟
    (ضميت قزازتي مرقت عن طرف البلد

    وسكرت جد).
    يا محمد ود حنينة .. أي شجاعة كانت لديك لتركز بها كل تلك (الركزة) ليتقطع بها جلدك قطعاً وتتمزق بها روحك (نتف .. نتف)؟ وأي شجاعة تلك التي تعلن بها على الملأ (مروقك) إلى طرف البلد سكرك ( المسا ) الأعلى؟
    ( وانا جاي راجع منتهي ..

    لاقتني ..هي

    قالت تعال) .. وليتها م أعادت.

    (كبرت كراعي من الفرح

    نص في الأرض ونص في النعال

    اتلخبط الشوق بالزعل

    اتحاوروا الخوف

    والكلام)

    يا محمد ود حنينة.. من تكون؟ هل أنت من أنت؟ أم أنك علي ود سكينة؟ من أنت .. وأنت ترتل سفرك على أسماع معشوقتك؟ هل أنت محمد ود سكينة أم علي ود حنينة؟ وهل كانت أغنيتك (جرسة) فوق أعطاف سعاد أم هو نحيبك الداخلي:
    ( وانا يا سعاد

    وكتين تصبي سحابة تنزلي زي دعاش

    بفرش على روحي وأجيك

    زولاً هلك تعبان وطاش

    وانا يا سعاد وكتين اشوفك

    ببقى زول فرشولو فرش الموت..

    وعاش)
    يا ود حنينة... هل هو بوحك السرمدي بما استشففت ؟ هل أدركت بعد (مرقة) طرف البلد أنه العمدة الذي فاض إلى مليون عمدة وأنها سعاد التي يزاحمك عليها علي ود سكينة و العمدة وولده ، وأنه (ضل الضحى) الذي مازال يقصر ويقصر حتى صار تحت رجليك؟ هل هو السفر الطويل والكفن الجميل الذي له رأيت وفيه مشيت؟ أم هو وجيبك الأزلي لما استشرفت؟ :

    (يا سعاد تعالي ولمي من كل البيوت

    عدة السفر الطويل

    زخرفي الكفن الجميل

    شخبطي الفجر .. النهار

    أربطي الضحى والأصيل..

    المغرب.. الفجر.. النجوم..

    في صرة

    وارميها البحر.)

    وحين أدركت أنه (العمير) القصير (ضل الضحى) وأنه العمدة بشحمه وبلحمه وبغبنك و قد صار كل الأضداد (لبوة وأسد، حسنة وغصب، جمعة وأحد) ، (بقيتها) عند طرف البلد و رجعت له وقد أضمرت المجابهة الحتمية والمناطحة المرجأة:



    (وانا جاي راجع اجهجهو

    لاقاني هو

    سايق العساكر والكلاب

    رامي بين عيني وعينو

    كلب وتكشيرة وحراب...

    ضاقت كراعي من الزعل

    من تحتها اتململ تراب)



    وما سكت جوفك و لن يسكت، كنت محمد ود حنينة أم علي ود سكين، فلن تسكت:

    (صلحت طاقيتي الحرير واتنحنح الجوف بالكلام

    قت ليهو:

    يا عمدة اختشي

    مسئول كبير في الدنيا غير الله انعدم)
    وما كنت لتراوح بين (رهاب) سعاد والحلم (بالحلة) الفاضلة وبين الحقيقة الماثلة في العمدة وظلمه وحاشيته ، بين سراب الحب والخير والبراءة وبين حقيقة أن تذوق مرارة وقوفك في وجه الجبروت والطغيان. ها أنت أمام العمدة وكلابه وجهاً لوجه. كانت (ركزتك) شان البنت سعاد مشهودة وكذلك الأخرى أمام العمدة فما أنت فاعل بعدها؟؟:



    (عيني ضاقت نظرتها

    والجوف يطقطق بالكلام

    قبال يقولوا لي سلام

    اتلموا حولي بلا نظام

    شال وعمة.. توب وغمة .. فاس وطورية وحزام

    شالوني بي كل احترام

    ورموني في قعر السجن)

    يتبع ... طه المدرس ود خدوم)

    طه المدرس (ود خدوم)

    قراءة ثانية

    ولقد حكى لي أنه بدأ مدرساً في مدارس الدوش قبل التحاقه بدراسة المسرح. كان مستمتعاً بعمله وكان عمه (العميد) يقتطع شيئاً من مرتبه لحكمة يعلمها ولكن الباقي من المرتب كان كافياً في تلك الأيام ليعيش المدرس الشاب في بحبوحة ولذلك ما كان ليهتم كم كان عمه يقتطع ولم يسأل عن السبب . غادر المدرس الشاب للدراسة في بلاد التشيك وقضى أيام وأعوام الطلب وعاد إلى السودان وقد نسي ما كان من أيام التدريس في مدارس عمه لتنتظره المفاجأة السعيدة والتي تدل على الوفاء وبعد النظر. لقد اشترى له عمه أرضاً فسيحة في (امبدة) بما كان يقتطع شهرياً من مرتبه فأدرك حكمة عمه بعد زمان. وتعاون طلاب المسرح في ( نفير) سوداني صميم فقام حائط هنا ونهضت غرفة هناك حتى صار لعمر الدوش ولأصدقائه مأوى يستظلون به وصار بعد ذلك ملتقى للشعراء والفقراء و (المغنين المطاليق) وهو ذات المنزل الكائن الآن والذي اخترت أن أكون جاراً له ولكن عمراً غادره سراعاً إلى دار أخرى لا إيجارة فيها ولا تملك.

    وعندما يكتب الدوش يستلهم تجربته الشخصية كان ذلك في إطار المسرح أو التدريس وتكون أدواته طيعة بين يديه فهماً ومعرفة وتتقافز العلائق الإنسانية الحميمة بين المدرس والطالب التي تميز بها الدوش عن جميع المدرسين والمسرحيين وتتبدى بينة في فهمه وتقديره العميقين للآخر. فقد خط الدوش لنفسه خطاً واضحاً في تكييف علاقة المدرس بالتلاميذ في مدارس الدوش ولاحقاً بين الدوش المدرس وطلابه بقسم المسرح في كلية الموسيقى والمسرح فهي علاقة الصديق بالصديق بما في ذلك من معاني الصدق والوفاء والوضوح والأريحية والاستعداد الدائم لمد يد العون والمساعدة. وكم رأيته يفيء إليه طلابه في داره طلباً للمساعدة في أمور دراستهم وهو يلاطفهم ملاطفة الند ولا يبخل عليهم بعلمه ويرفدهم من تجربته الثرة رفداً. ولا غرابة أن يستهل طه المدرس (ود خدوم) ويبتدر تلاميذه:

    يا تلاميذي العُزاز

    بسم الله

    وأكاد أراها (بسم الله) مكتوبة على السبورة وبعدها التاريخ (خمستاشر ربيع أول) وهو ترتيب المدرس والتلميذ معاً على السبورة و على الكراسة في آن واحد وفي تناغم وفهم متبادلين. وهو تاريخ له ذكر وموافقة ومرافقة:

    (اكتبوا التاريخ

    خمستاشر ربيع أول

    والموافق

    مولد الإيقاع على خطوات سعاد

    والمرافق

    للصباحات، المناحات

    واخضرار الغيم وفقدان الشعاع

    ارتفاع الموجة لى صدر الشراع)

    يبدو هذا التاريخ غريباً للوهلة الأولى ولا أجد له تفسيراً و ما أسفت على شيء أسفي على أنني لم أسأله عن كنهه ولا أظن أبداً أنه جاء هكذا بلا هدف أو دلالة. ربما ما كان ليجيبني لو استفسرته ولكنني لو كنت استفسرته ربما كان أعطاني بعض الإشارات. إنه تاريخ استثنائي دون الأيام الأخرى يصطحب النواح (صباحاته) وتتكاثف غيومه تحجب شمسه فيتواتر الإظلام وتتعالى فيه أمواج الغرق وتتجاوز المركب إلى أعلى الشراع ولقد أجريت محاولة على (الحاسوب) للرجوع إلى هذا التاريخ لعدة سنين خلت ربما أجد المقابل الميلادي لهذا التاريخ (15 ربيع أول) وما يمكن أن يحوي بالمقابل من دلالات ربما تضيء أكثر ولكن ربما لأن اختياري للسنين إلى الوراء كان عشوائياً لم أعثر على ما يفيد حالياً ولكني سوف استمر في المحاولة.
    ويتوالى الحوار بين الأستاذ والتلاميذ لأن العلاقة بينه وبينهم ليست علاقة إملاء وأمر فإذا طلب أن يتركوا مسافة بينهم سألوه عن مقدارها وإذا طلب منهم أن يتركوا فراغاً لم يمروا عليه سدى بل استفسروه عنه:

    يا تلاميذي العزاز

    خلي بينك وبين زميلك

    زي مسافة

    - قدر إيه؟

    - قدر المسافة البين عيوني وبين سعاد

    قدر آلاف الفواجع

    وانهيارات الحصاد

    قدر مسحوق الأنين في تواريخ البعاد

    اكتبوا

    ………..

    - وديه إيه يا استاذ يكون؟؟

    - دا المجنن طه..

    اسألوا ود سكينة.

    ويعود علي ود سكينة من جديد لا ليفسر الأشياء ولكن ليدل عليها ويشير إليها فقد جاء ذكره لدى سعاد آنفاً حتى خشينا أن يكون علي ود سكينة هو نفسه محمد ود حنينة:

    - (هييييييييي يا سعاد

    علي ود سكينة وكلتي في خشمو الماد

    علي ود سكينة ومات أسى)

    والآن يجعله طه المدرس ود خدوم مرجعاً يدل على المبهم والغامض والغير منطوق. وتتوالى بعد ذلك الأضداد متدفقة :

    (الريح المسافر في تجاعيد السكينة)

    (الموج اللي ساكن في مسافات السفينة)

    (اللحظ البيضحك وهو جارح)

    (اكتبوا العنوان بخط مستور وفاضح)

    وكانت الخيبة الكبيرة عند طه المدرس ود خدوم الذي كانت حياته، كما يحكي عنها بنفسه، مهزلة متصلة:

    - اكتبوا

    (عاشَ في زمن المذلة

    المدعو طه ود خدوم

    باع تفاصيل الكآبة عشان يفرّغ وتاني يملا

    جاع وخيرك يا سعاد مردوم ردوم

    عاش المدرس ود خدوم كأنه نكبة-كأنه شوم)

    وهو في رواية أخرى:

    (حتة معلم مبتدئ

    غاوي وبسيط

    ولو ما خدوم

    كان من زمان محسوب لقيط)

    ولكنه ممتلئ بحب سعاد التي تتراوح بين الأرض (البلد) و الحبيبة:

    (وانا يا سعاد فتشت ساحات الأماني

    ناصية .. ناصية

    حجر حجر

    ما لقيت إلاك بلاد)

    (قامت سعاد من رقدتا

    الكون جميع كان انحصر

    ما بين قيامها ووقفتا

    النخلة والهجليجة والسيالة

    والشوق والمطر والغابة

    والهم القديم والفرحة والذل والخطر

    كله انجمع في كفتا

    قامت سعاد من رقدتا

    قامت قيامة العمدة مليون اتجاه)

    العمدة الذي جعل من يوم الحزن والحداد العام يوم احتفال بضيفه الزائر الكبير وقد تداخل الحزن العام مع الحالة الخاصة بمحمد ود حنينة الذي يقبع في سجن العمدة الذي كان المدرس (طه ود خدوم ) أول زائريه في محبسه لإبلاغه أن (الحلة) قد امتنعت عن بكرة أبيها عن استقبال زائر العمدة (الكبير) وأنه:

    (لا زول هتف

    لا كف مشت بتلاقي كف

    والعمدة زي همبول وقف)

    (يتبع…. مع صالح (ود قنعنا) الخضرجي)

    صالح ود قنعنا

    قراءة ثانية

    الشمس كالقمر في انسرابها لا محالة صائرة إلى محاق عند الغروب وليس أبلغ في التعبير عن تلاشيها و اضمحلالها وزوالها من تصغيرها:

    (شميس المغرب الممحوق)

    وهي في ميلها وغروبها لا تنسى أن تميل على وجه صالح ود قنعنا (الخضرجي) وتنعكس صفرة أشعتها على صفرة (سنيناته) فتكون الصفرة الأخيرة في غاية الإبانة والوضوح، وتبين معها إخفاقات وتعاسات وأحزان أخر وانعكاسات حياتية سالبة و(مقلوبة) لدى صالح (ود قنعنا) أهمها أن الأيام معه ليست على ما يرام وأنها لم تعطه ولم تنله شيئاً من رغد العيش ولينه ولا بعضاً من لطف الحبيبة وقربها. ولكثرة ما في شعر الدوش من إيحاءات فإنك تجد نفسك عاجزاً عن تتبعها ولكن لنأخذ مثالاً واحداً:

    (ولا عاشرت هدماً زين..

    ولا حتيت تراب السوق)

    إن (حت) التراب في البيئة الرعوية والزراعية يعني (العرس عديل) الذي تتبعه النظافة والتهندم (والرونقة) لزوماً لأن الشاب في مقتبل العمر لا يأبه كثيراً وهو عازب في أي هيئة يكون ولا يتشذب إلا في المناسبات وذلك لأسباب شح المياه و الاهتمام بالأرض وكفاحها و لأنه يهب جل همه (للسعية) ورعيها ورعايتها وسقايتها ولا (يتصنفر) الفرد منهم إلا للزواج و ما بعده وتكون للعروسة اليد الطولى في هذه (الصنفرة) وتوظف فيها كل الوسائط الممكنة من الماء والصابون (بالكراشة) إلى (الدلكة) لتنعيم ما اخشوشن و(تمليس) كل (كشكة) سلفت بفعل تراكم التراب على العرق. ويستعمل التعبير (حتيت التراب وحتيت الشيب) كثيراً عند الزواج. فيقول الشاب (أحت التراب) أي أتنظف واتهندم بالزواج ويقول الشيخ المتصابي (أحت شيبي) أي أتزوج من صبية تخصيصاً فأعود شباباً كرة أخرى. فانظر كيف أوحى الدوش بكلمات قليلات في غاية البساطة:

    (شميس المغرب الممحوق

    تميل فوق وشك المحروق

    تبين صفرة سنيناتك

    يبين ضل الكلام مقلوب

    تميل يا صالح الأيام

    ولا عاشرت هدماً زين

    ولا حتيت تراب السوق)

    وكل متعلقات ( ودقنعنا ) غير كونه خفيف الظل، تنحو ناحية العطب و(العطلة) فهو كما سلف عازب (بوهيمي) ومع ذلك فجرجيره (بايت) وليمونه (باير) مثل حزنه وبعد ذلك يبيع، فيما يبيع ، تواريخ دمه (الفاير) مع سأم عمره في شكل (كيمان) وعند ما يتوالد (زهج خيلك) لا يلد فرادى ولكنه يلد التوائم ويتربى الأسف فوق كتفيك. ومع أن تركيبة الجملة تقول أن (زهج خيلك) هو الذي يلد التوائم فتفصل الخيل بينه وبين (الزهج) بل ينسب (الزهج) إلى الخيل أصلاً إلا أن المفهوم من السياق أن (خيل زهجك) هي التي تتكاثر فينتسب (الزهج) والضيق (والقرف) وضيق الخلق والدم (الفاير ) إليك مباشرة وحينها لا ينفع صبرك (الناير) ولكنك سوف تلعن الكل ولا توفر أحداً أو شيئاً. ومع في في هذه الصورة المسرحية من طرافة وجدة إلا أنني أجد صالح ود قنعنا أحد اثنين. إما أنه جاء إلى المهنة صدفة وراغباً عنها لا راغباً فيها أو أن ما يعانيه فوق طاقته وذلك لأن أهل المهنة (الخضرجبة) معروف عنهم الظرف واللطف وخفة الظل وهو مثبت (تفضل يا خفيف الضل) لأن التعامل مع الخضار كالتعامل مع العطر ينعكس على نفس ممتهنه بما للخضرة من أثر في الانشراح والانفتاح. فتبقى معاناة ود قنعنا التي هي فوق ما يطيق والتي تجعلة (متنرفزاً) على الدوام خلاف ما هو معهود عنه:

    (تفضل يا خفيف الضل

    ورشرش صبرك الناير

    وارفع صوتك الحنضل

    والعن ما يهمك زول..

    أبوك يا سوق .. سليل الهم

    أبو الطورية والمنجل

    وخال الرجلة عم الدنيا

    جد الفجلة والفلفل

    وشكل القفة والكرتونة والجردل

    والعن ما يفوتك زول..

    من الشارين

    من البايعين

    وجنس اليرضى و اليزعل

    واشتم يا خي إيه فضل؟؟

    لأنك في غضبتك المضرية لن تقبل أن تميل النجمات مع القمر العنين الأهبل ولأن آمالك يمكن أن تميل وأن ترقص وأن تتعدل وأنه يحق لك بعدها أن تسخر من النيل الذي أصبح (مبولة) مع قناعتك الخالصة أن أمواجه لن تتبدل بالرغم من (البهدلة) الحادثة لها ولأن (سعاد)، وهذا هو الأهم، لا يمكن أن تتحول.

    ( دي ما شمس الضحى الأعلى

    ومشية حنينة تحت الضل

    وتكية طرية فوق رملة

    دي أحلام جارية منبهلة).
    وأكثر ما يطرب هذه المعرفة الثرة بلغة المهنة و مصطلحات (الخضرجية) وتوظيفها لخدمة النص أنظر:

    (رش جرجيرك البايت)

    (عد ليمونك الفضل)

    (كوم حزنك الباير)

    (بيع من غير تشاور زول)

    (تفرش في الضحى الأعلى)

    (تبيع سأم العمر كيمان)

    (لافتات ، أوزان، أتمان)

    (رشرش صبرك الناير)

    (الطورية، المنجل، الرجلة، الفجلة، الفلفل)

    (القفة، الكرتونة، الجردل)

    (سعاد نعناع)

    والعمدة وولد العمدة هما أصل بلاء صالح (ود قنعنا) هما مصدر همه و(عكننته) المستدامة. فولد العمدة هو السبب الأساسي في وإيقاف أحلامه (المنبهلة) فيما (يخص) سعاد وهو الكيد الماثل بكرشه المتدلية و (المدردقة) في الحرير ولأنه ( يقدل ) تمساحاً في الفريق أبيح له الهمس والغمز واللمس وهو الشيء الذي (يحرق) دم صالح (ود قنعنا) ويجعل منه الخضرجي (المتنرفز) أما العمدة فهو الاضطهاد يمشي على قدمين وإمعاناً في اضطهاد ود قنعنا:

    (والعمدة صاح:

    يا ولد

    يا إنت

    يا صالح..تعال .. شد الحمار

    وانده سعاد شد الحمار .. وانده سعاد

    أنده ... س ع ا د … شد ا ل ح م ا ر)

    ولكن بالرغم من عزة النفس التي (بركت) جراء الحب المطرز بالمراسيل والغبار، لا يهم إذا كانت نهاية (شد) الحمار هي ( شوفة ) سعاد.

    ( أديني بس يا عمدة

    بس يومين صباح

    وغروب طويل

    أقدر ألملم فيها عفش الروح

    واشد عصب المسافة

    الواقفة بيني وبين سعاد

    أدق يا عمدة بيني وبين حماك أوتاد

    وارقد في ضواحي السوق

    واحلم والعمر .. مشنوق)

    (يتبع…. مع العمدة جابر ود خف الفيل)

    عمر الدوش وضل الضحى

    نهاية الوجيب بداية العمر …

    (الأخيرة)

    عمر (ود ستنا)

    لم يكن طويلاً يتجاسر على ربعه ولا قصيراً يتقافز إلى منفعته ولكن كان بين ذلك ربعة بين الرجال وكان لونه بين القمح وبين العسل يتراوح حين العافية وحين الاعتلال قمحياً في الصحة عسلياً حين السقم. وحدثني من حدثني أنه في شبابه كان الوسامة تمشي على اثنين مهندماً أنيقاً (قيافة وفايت الناس مسافة) شكلاً ومضوعاً. كان بسيطاً في عمق ومتواضعاً في أنفة وضعيفاً في قوة وواضحاً وضوح الشمس رائعة النهار. يحب إمضاء العدل عليه وعلى غيره ويمقت الظلم على نفسه وعلى الآخرين. في حديثه لطف العارف المجرب وسخرية الزاهد المغادر. لغته اليومية بسيطة مفهومة ومدعومة بإشارات من كلتا يديه ولغته أقرب إلى لغة أهل القرية ويستطيع التحدث بلهجة أبناء المدينة و(المثقفاتية) إن أراد حتى لتظنن أنه من أعرق أولاد أم درمان. لسانه طلق في اللغة الانكليزية لا ( يتعنعن ) فيها إي يدخل كلمة (يعني) العربية في الجملة الانكليزية دأب بعض المثقفين السودانيين المتحذلقين ويحذق اللغة التشيكية كأنها لغة أمه ولكنه أحب أهل السودان وأرض السودان عن صدق لا عن تنطع وادعاء وتشربت بذلك روحه وجرى حبهما في مجرى دمه وفي شعره حتى نسبت إليه خلطة (الوطن الحبيبة 000 الحبيبة الوطن) . رقيق رفيق مخمص، سرته أقرب إلى (عظم ظهره)، لا بطن له ولا أوداج ولا ( ودك) من تتابع المسغبة وطول الطوى. يمشي على (عرجة) ظاهرة لقصر في ساقه الأيسر جراء انزلاق ذات خريف وكانت رجله تؤلمه إلى أن غادر الدنيا وتسببت له في مشاكل في العمل وكان يأمل في علاج وهو يري القوم (يؤردنون) نسبة إلى الأردن أو (يلندنون) نسبة إلى لندن ولكن ما كان ليتزلف أحداً ولكان سافر لو داهن وتملق وقريبه (الرئيس) وأهل قرابته أبناء عمومة وخؤولة من المتنفذين في كل موقع ولكن هيهات فقد كان نسيج وحده في الكبرياء واحترام الذات. كان ذكي الفؤاد لماحاً يفهم الجملة من الكلمة الأولى ويدرك المعنى من إشارته ويكمل لك ما كنت تود قوله ويضيف إلى معناك معنى جديداً ما خطر لك على بال. كان يحب الناس البسطاء ويتقرب إليهم يواددهم ويجلس إليهم الساعات الطوال لا يمل جلوسهم وكانت نظريته في ذلك أنه في كل امرئ من البشر معرفة من المعارف ليست لديك ويمكنك أن تصل إليها وأن تستكنهها إن أدركت إليها السبيل ولكن الفرق الفارق أن الناس البسطاء يمنحونك إياها هكذا عفواً حباً وكرامة دون تمنع ولا التواء ولا من. وأغلب شخوصه في شعره وفي أعماله المسرحية من هؤلاء البسطاء فمشروع تخرجه (نحن نمشي في جنازة المطر) يمشي في سياق الغلابة والمسحوقين و مسرحيته (دهشو) التي تخرج بها الطالب وقتها عاطف البحر، نالت الجائزة الكبرى والناس البسطاء لحمتها وسداها وعندما أعاد كتابة إحدى المسرحيات اختار مسرحية ( جوابات فرح) ليوسف خليل ومسرحيته الأخيرة (عبد الغفار) جسمت ما أراد عمر الدوش أن يقول للمسحوقين وعلى لسانهم حتى ظن البعض أن عبد الغفار انما هو عمر الدوش نفسه ثم انظر إلى شخوص معلقته (ضل الضحى) من أبناء أمهم محمد ود حنينة وعلي ود سكينة وطه ود خدوم وصالح ود قنعنا. والأطفال في شعر الدوش تجسيد حي لانتمائه للمساكين واليتامى وأبناء السبيل والمنسيين:

    (حأكتب لى شجر مقطوع

    مسادير ..يمكن يتحركْ

    خطابات لى (طفل مجدوع)

    يقوم00 يجري00 يقع00 يبركْ

    رسالة لكل قمرية

    إذا دم الشقا اتوزع على كل البيوت

    ما تـركْ)

    أو هم اليتامى الغلابى الذين اوكل إليهم إقالة عثرة تاجوج:

    (يا يتامى

    يا غلابى

    شوفو لى تاجوج زمام)

    ( ولسة بترقد الخرطوم

    تبيع أوراكا للماشين

    تطل من فوق عماراتها

    وتلز (أطفالها) جوة النيل)

    وانظر هذا الوجيب وهذا النشيج:

    (رقدت على البحر .. غنيت

    مليت أحزاني بالأمواج

    جرحت الدنيا بالدوبيت

    جريت لى ساحة الشهدا

    لقيتم لا وطن لا بيت

    دخلت منازل الأمات

    وطليت لى شقا الأخوات

    لقيت (أطفالي) في الشارع

    بيجروا على أمل واقع

    رقدت على البحر غنيت

    واتذكرت أهلاً لى .. ساكنين في سجن كوبر)

    ( وصاني ابوي

    الموج بيهدم كل رخوة على الجروف

    شد الضراع.. زي المراكبي مع الشراع

    لازم تعرفوا الظلم جاي من وين عليك

    وافتح عينيك

    على زهور الغابة والأدغال.. على (الأطفال )

    ولدى الدوش حزن وخوف أزليين على الأطفال من أن يصبحوا يتامى منسيين مسحوقين و (مجدوعين):

    (جيت أسألك يا طفلة الألم الرضيع

    تديني خاطرك شان أضيع

    في شوق موزع في الزحام)

    (إنت يا ليل المغنين

    في صباحات اليتامى

    في البشيل فوق كتفو يمشي

    لما ترخي الخيل لجاما)

    وكانت أغنية الحزن القديم قد أحدثت دوياً هائلاً عندما شدا بها فنان (عموم أهل السودان) الأستاذ محمد وردى رده الله إلى محبيه سالماً، ولكن سنام الفعل الدرامي والعاطفي فيها جاءت في مقطع بسيط في كلماته عميق في معانيه:

    (بتطلعي إنت من صوت طفلة

    وسط اللمة منسية)

    وكانت أبرز صفاته الشجاعة دون تهور. كان لا يتوانى أن يجابه كائناً من كان بالحقيقة الساطعة لا يثنيه عن ذلك شئ. ولقد شهدت له جملة مواقف مع أقرب أهله ومع أغراب يفلقهم بالحق والرأي الشجاع في اللحظة التي ليس غيرها لحظة صدق فيصدعون له لا يستطيعون إلا أن يوافقوه على ما رأى في التو واللحظة. جاء (يضلع) إلى الدكان المجاور في الحي وهو من بعيد يسمع صراخ المشكل القائم بين صبي الدكان المسكين وصاحب (الكريسيدا) ذي النظارات السود والعمة (الشاش) والشال (الشاويش) والحذاء (النمري) ومازال الدوش يتكأكأ حتى وصل مكان الضجة وقد أدرك مسبقاً وتأكد تماماً أن صاحب الجلابية (السمنة) يفتري على صبي الكنتين بالفعل وبالقول فما كان منه إلا أن أخذ (عرجة) واسعة ووقف أمام كرش صاحب النفخة وقال بهدوء ولكن بصوت واثق آمر مسترسل لا يترك (فرفصة) للسامع:

    (يا زول هوي.. من وين انت؟ والشمطة شنو؟ والا أقو ليك .. أنا عارف الشمط شنو.. أ ر ك ب ع ر ب ي ت ك وانكشح) وحينها ساد الصمت الواجب أن يسود وركب الرجل عربته لا يلوي على شيء وهو (يهضرب) دا منو ؟ إنت منو؟ فيعاجله الدوش ( أنا الجن الكلكي ولابس ملكي) فيتناقل الخبر الأطفال والصبيان والفتيات والفتيان ويضج الحي بالفخر والابتسام. ولقد حكى لي أنه حين توفي القائد العمالي قاسم أمين في الغربة لم يجد القوم من يرافق جثمانه سوى عمر الدوش وكان حينها طالباً في بلاد التشيك فوافق تواً وهو يعلم ما في ذلك من مخاطرة بمستقبله وربما بحياته والنظام النميري حينها أسعر من كلب ضال في ملاحقة أهل اليسار ولقد دهشت حتى قوى الأمن من جرأته فقالوا له في المطار (الآن وقد أتيت إلينا برجليك نسوقك الآن) قال لهم لا ليس قبل أن أسلم الجثمان إلى أهله وأحضر مراسم الدفن ثم أسلم نفسي لكم طوعاً وأعطاهم جواز سفره وكان ما كان.

    وذاك ما كان من عمر الدوش ولكن عمرا (ود ستنا ) كان أكثر انسحاقاً من طه المدرس ود خدوم ومن علي ود سكينة ومن محمد ود حنينة ومن صالح ود قنعنا وقد عانى من الظلم والتنكر لموهبته في حياته و يقاسي من الظلم والتنكر لحقوقه ميتاً. من كان يصدق أن الأستاذ حمد الريح الذي ما غنى أعظم من (الساقية) في نظري حتى الآن من كان يصدق أنه لم ير الدوش إلا في المحكمة عندما طالب الدوش بحقوقه المادية والأدبية. بالتأكيد لم يعط الدوش هذا النص للفنان وقد ذكر ذلك في أكثر من موقع وعلى شاشة التلفزيون في لقاء معه وأن النص وصل للفنان عن طريق الملحن الأستاذ ناجي القدسي ولكن أما كان غناء الفنان حمد الريح لنص الساقية كافياً ليلتقي الفنان بالشاعر ويتعرف عليه في الحياة العادية بدلاً من التقائه في ظرف المشاددة في المحكمة؟ ولقد ذهبت مع الدوش بصحبة محاميه الأستاذ محمد التاج مصطفى مرة إلى مجمع المحاكم بأم درمان لكي أشهد (ويا للسخرية) أن الماثل أمامي هو الأستاذ عمر الطيب الدوش بلحمه وشحمه(؟) وأنه صاحب القصيدة التي صارت فيما بعد (أغنية الساقية) التي يتغنى بها الأستاذ حمد الريح والتي جعل من إشاراتها ورمزها في سنين مضت محطة للنضال ضد الديكتاتورية ثم شاهدته لاحقاً في برامج تلفزيوني ينفي كل معنى نضالي فيها بل ويرسل إشارات تغزلية إلى الديكتاتور نفسه.

    والآن وبعد وفاته يصدر الأستاذ عبد الكريم الكابلي شريط أغانيه الأخير باسم (سعاد) وهي كلمات من مقطع (محمد ود حنينة) في قصيدة (ضل الضحى) ويغني هذا المقطع بدرجة تلحين وأداء عاليين ولكن للأسف لا يشير من قريب أو بعيد لصاحب الكلمات وهو الأستاذ الشاعر المرحوم عمر الطيب الدوش طيب الله ثراه ورزقه الجنة بقدر ما أعطى الماء على حبه مسكيناً ويتيماً وظمآناً في نهار أمبدة العطشى. وكما قال الأستاذ هاشم صديق في هذا الصدد: ( كان المبدع في السودان يهمل حياً ويكرم ميتاً والآن أصبح يهمل حياً وميتاً) ولقد أخبرتني الأخت سعاد زوجة الشاعر أن الشركة الموزعة قد أرتها ديباجة مكتوب عليها أسم الشعار بينما الشريط الذي يباع في الأسواق لا يذكر اسم الشاعر فأي فوضى هذه وأي استهتار بحقوق الأحياء والأموات؟ وكيف يتم تلافي (الجليطة) المدوية بفضيحة أكثر دوياً. ولقد علمت أن الدوش في ابتداء تفاوضه مع الأستاذ الكابلي كان يرفض باستمرار أن يبدل الكابلي أي كلمة فيها وأن يغنيها كما هي وقد أخبرني بذلك من حضر ذاك الاجتماع فانظر ماذا حدث بعد غياب (عمر ودستنا)؟ لقد بدل الأستاذ الكابلي كثير من كلمات ومعاني وأجواء القصيدة وأكاد أقول أنه (بهدل) النص في مواضع كثيرة بدرجة تثير الحنق للذين يعرفون عمراً ورد فعله لو كان بيننا الآن. ذلك بصرف النظر عن المقابل البخس الذي دفعه الكابلي والظرف الطاحن الذي تم فيه تنازل عمر عن النص. وهنا لا أعفي إدارة كلية الموسيقى والمسرح التي كانت لها اليد الطولى في الحالة المادية المذرية التي وصل إليها عمر في شهوره الأخيرة. هذه الإدارة لم تراع ظرف مرضه وصعوبة تنقله من وإلى بيته وحتى في داخل بيته بسبب رجله ومنعت عنه مرتبه للستة أشهر الأخيرة من حياته وحتى مماته وأوقفت مرتبه دون إخطاره وفق إجراءات عمل مرعية ومعمول بها في كل مؤسسة محترمة ولشد ما آلمه في أيامه الأخيرة أنه يدرك أن بنتيه وزوجته في أمس الحاجة لمساعدته ولكنه مغلول اليد لا يستطيع أن يقدم لهم شيئاً طيلة الستة أشهر. كان يحس بما خاف منه في شعره وطيلة حياته من تيتم الأطفال بعد ذلك منسيين (مجدوعين) و (ملزوزين ) في النيل. وبسبب كل ذلك فقد فكر في أيامه الأخيرة في ما لم يفكر فيه طيلة حياته وهو الاغتراب إلى دول النفط والشاهد على ذلك الأستاذان كمال حسن بخيت وفتح الرحمن النحاس هما من ساعدا في ترتيب أوراقه والأستاذ محمد التاج مصطفى الذي حملها إلى أبوظبي. وهو الذي بشر طوال حياته بأن يبقى الشباب في وطنهم وأن تبني السواعد ديارها.

    ثم ماذا بقي بعد من الظلم الذي وقع على عمر (ود ستنا) وهو ميت ؟ في أسبوع وفاته يخرج علينا من حباه الله بسطة في الجسم والمال وحبته ذاته الفاسدة كثيراً من الصفاقة وسوء الطوية يكتب في صحيفته بكل سواد القلب أن كيت وكيت ويصفه وصفاً دقيقاً لا يبقي غير أن تصرخ وتقول ملئ فيك أنه عمر الطيب الدوش، يكتب لا لينعاه ولا ليذكر محاسنه كما أوصى بذلك المثل الكريم والقدوة الرحيم (ص) ولكن ليشمت في الموت والموتى وهو ناسي أن العمر كما قال الدوش (ضل ضحى) يأتيه الفناء وإن طال ويغشاه التآكل وإن تمدد لا ينفع بعد ذلك لحم مترع ولا شحم متكدس و لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ويبقى عمر الطيب الدوش الفنان المبدع الذي أعطى هذه الأمة التي أثق تماماً في أن من بنيها من يدرك أقدار الناس ويعطي الدوش التكريم اللائق به وبقدره. ويبقى شعره ومسرحه وسيرته وكل ما خطه شاهداً على أنه عاش حياته بصدق لا نفاق فيها ولا رياء وأرجو الله أن يغفر له بقدر صدقه وبقدر حبه لجميع الناس وأن يجعل الخير كل الخير في بنتيه (لندا ولميس عمر الطيب الدوش).

    وأخيراً لي سؤالان الأول لناشر ديون الشاعر الدوش. لماذا لا يرى القراء الديوان معروضاً على أرفف المكتبات؟ ولقد سئلت شخصياً مراراً وتكراراً منذ بداية هذه الحلقات عن هذا الديوان وكان جوابي دائماً أن هو مطبوع وموجود في أماكن التوزيع ولكن لا أحد يجده في المكتبات. والسؤال الثاني لإدارة تلفزيون السودان. لقد قام التلفزيون بعمل توثيقي هام وكبير بتسجيل عدد كثير من أشعار الدوش بنفسه وبصوته وكان المؤمل أن يأتي ( تيم ) التصوير في يوم الخميس الذي سبق يوم وفاته بيوم واحد لاستكمال الحلقة بحوار معه بوجود أسرته ولكن لم يتم ذلك للأسف وقد كان حاضراً للتسجيل وأنا على ذلك شهيد. وبعد وفاته تم تسجيل لقاءات مع أصدقائه وزملائه بغرض استكمال تلك الحلقات. والآن أما يزال ذاك التسجيل التاريخي موجوداً في أضابير التلفزيون أم أنه قد تم مسحه شأن كثير من المواد التاريخية المفقودة؟ وإذا كان موجوداً فلماذا لا يبث؟



    أستاذة سعاد
    تحياتي الحارة والاكيدة
    لو امكن ايميل الأخ محمد عبد الله شريف
                  

10-14-2004, 05:49 AM

Suad I. Ahmed
<aSuad I. Ahmed
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 436

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: bunbun)

    للأخ بن بن
    شكرا لك ولكن للأسف ناس هوتميل قطعوني ابان وجودي في المستشفى وما عندي الإيميل بتاع محمد عبدالله الشريف لكن يمكنك الاتصال به تلفونيا في الرقم: 4298 977 804
    ولك خالص التحايا.. سعاد إبراهيم أحمد
                  

10-14-2004, 00:14 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: Suad I. Ahmed)

    حكاية
    في الزمن الموشح بي سكين
    وحربه
    والغيم المسافر
    لم دموعي خبّ

    طل الخوف ملفح
    بي حزن الغلابة
    خلى الشوق مهاجر
    بين صمتى و
    عذابهْا

    اتلاشت مسافة
    مابين سيل وغابة
    مابين ضل سحابهْ
    وبين وتر الربابهْ
    اتلاشت مسافهْ
    بين صمتى و
    عذابها

    أيام فوق حنينهْ
    مالتْ بي ضفيرهْ
    صحت ْموجهْ نايمهْ
    زاد النيل دميرهْ

    مالت نخلهْ
    تهمس

    لي موجات حسيرهْ
    عن أشواق أسيرهْ
    مامعروف مصيرهْا
    ياغيم وين مسافر.


    .
                  

10-14-2004, 06:36 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)

    Quote: لن انسى ذلك اليوم المطير قيل رحيل الدوش بشهر واحد عندما استضفته في منزلي ليقرأ لي شيئا من أشعاره لتسجيلها فجاء في صحبة جاره في امبدة ابننا محمد عبدالله الشريف الأديب النوبي المرهف الأتي من دلقو والمهاجر الآن بعيدا في أمريكا.. وخلدنا المناسبة في صور فوتوغرافية


    الاستازه سعاد
    ازيك وسلامتك

    لدي صوره من زكريات هذا اليوم وصلني عبر العزيزه نجاح شقيقه الاخ محمد عبد الله ساحاول انزالها هنا التقطت علي مايبدو في حديقه المنزل ولك الشكر
                  

10-14-2004, 07:58 AM

abdalla BABIKER

تاريخ التسجيل: 09-14-2003
مجموع المشاركات: 2260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)
                  

10-14-2004, 12:36 PM

Hadia Mohamed

تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 1463

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)

    كنت من المحظوظين لانه كان مشرف على مشروع دبلومى الصغير كما كنا نسميه وهو مشروع السنه الثالثه بالمعهد العالى للموسيقى والمسرح وكانت له مواقف جميله مع الدفعه ساعود واحكى عنه.
                  

10-14-2004, 07:48 PM

بدرالدين شنا
<aبدرالدين شنا
تاريخ التسجيل: 07-30-2002
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)

    صديقي المهندس
    تحياتي ورمضان كريم

    هذه بعض الحروف كتبتها في رثاء أستاذي وصديقي عمر الطيب الدوش

    وتر نائح
    ****

    وَتَرْ الْكَمَانْ نَائِحْ بَكَى
    وَالْعَبْرَة خَانْقَاهُ ومَاَسِكَا
    وَعَالْقَة ِفي حَلْقِهِ ومُمْسِكَا
    أَصْلُهْ الْكَلامْ الّلِي تحَكَى
    لِلْجُرْحِ الْقَدِيِمِ مَسَّ ونَكَأ
    وَخُطْوَاتْ حَزِيِنَةٌ وَمُنْهَكَا
    وَكَلِمَاتْ قَدِيِمَة مُعَتّقَا
    سَطَّرْ حُرُوفَهَا ورَوْنَقَا
    خَطَّاهَا دُوشْنَا ونمّقَا
    وَفِيِهَا خَتَّ آهَاتُهُ وشَقَا
    وَالْسَاقِيَةُ لِسَّه مُدَوِّرَه
    وَالْوُدْ ثُرَيَا مُعَلَّقَةٌ
    إتْغَنَّى بِيِهَا عَمَالِقَةُ
    وَرَحَلْتَ يَا عُمَرَ اَلْفَتَى
    رَحَلْتَ ِلي دَارْ اَلْبَقَاءِ
    مَا قِدِرْتَ أوْفِيِكَ اَلْرَثَاءِ
    رَحَلَتْ مَعَاَكْ اَلْمُفْرَدَةُ
    كِيِفْ اَقْدَرْ أوْفِيِكْ اَلْرَثَاء
    وَالْكِلْمَةُ صِبْحَتْ مُقْعَدَةٌ
    كِيِفْ اَقْدَرْ أوْفِيِكْ اَلْرَثَاء
    وَالْكِلْمَةُ صِبْحَتْ مُقْعَدَةٌ
                  

10-15-2004, 04:42 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)


    أتخيلي
    أتخيلي
    أتخيلي الأنهار
    ماصابهْا اى َمَرض

    وأتخيلي الأكوان
    في مهرجان مسحور
    هدتْ النجوم للأرْض
    وأتخيلي وحيد
    وانا فاتني يوم العَرْض

    يانيل صبي وممْشوق
    من بهجة الأمواج
    في زفهْ منْسابْ
    طارت سحابات شوق
    لمسَت حشَا الغابةْ
    طارت طيور ب الكوم
    طافت على الاشجار
    لقت النخيل محموم
    غنت مع الساهرين
    غنت غنا العاشقين
    ((ياماشي فوق النيل
    هاك الجمال منديل
    ياجايي من النيا
    هاك النخيل اكليل))
    واتخليليني
    وحيد
    انا والجروف
    والسيل

    (عدل بواسطة almohndis on 10-15-2004, 04:44 AM)

                  

10-16-2004, 01:54 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)

    المسافر
    Salwa Seyam
    HAMZA SULIMAN
    Yahya Fadlalla
    Tarig Sidahmed
    Suad I. Ahmed
    bunbun
    خضر حسين خليل
    abdalla BABIKER
    Hadia Mohamed
    بدرالدين شنا

    الشكر لكم
    وانتم توقعون
    في لوحة شرف الدوش
    فهو انشاء الله من الباقين
    فى الذاكره
                  

10-16-2004, 02:10 AM

bunbun
<abunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)

    استاذة سعاد ..
    اشكرك ويديك العافية ..
    محمد
                  

10-16-2004, 11:33 PM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)

    بناديـــــها

    بناديها
    وبعْزِم كُلّ زول يرتاح

    على ضحكَة عيون فيهَا

    وأحْلم اني في أكوان

    بتْرحَل من مراسيها

    عصافير

    نبّتَت جِنْحات

    وطارت

    للغيوم بيهَا

    مسافرِ من فرح لس شوق

    ونازِل

    في حنان ليهاَ

    أغنّي مع مراكب جات

    وراها بلاد حتمْشيهَا

    واحزَن لي سُفُن جايات

    وما بْتلقَى البِلاقيه

    بنادِيــــــهَا

    ولمّا تغيب عن الميعاد

    بفتِّش ليهَا في التاريخ

    واسأل عنَّها الاجداد

    واسأل عنّها المستقبل

    اللسّع سنينو بُعاد

    بفتِّش ليها في اللوحات

    مَحَل الخاطر الما عاد

    في شهقَة لون وتكيَة خط

    وفي أحزان عيون الناس

    وفي الضُّل الوقَف ما زاد

    بناديــــــهَـا

    والاقيـــــهَــا

    واحِس بالُلقيا زي أحلام

    حتصْدِق يوم

    والاقيــــــهَــا

    واحْلًم في ليالي الصيف

    بَسَاهر الليل

    واحجِّيـــهَــا

    ادوبي ليهَا ماضيهَا

    واطنْبِر ليها جاييــهَا

    وارسِّل ليها غنوَة شوق

    واقيف مرات واْلُوليهَا

    بنادِيـــــــــهَــا

    وبناديــــــــهــا

    وبناديـــــهــا
                  

10-24-2004, 01:17 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)


    الحفلة
    (1)
    بداية الحفلة دلوكة

    نهاية الحفلة
    متروكةْ

    لأي صنم يشيل كرباج
    يَجِلْد الحق
    يخلي الحفلةْ مرْبوكهْ

    نهاية الحفلة متروكه
    لاى صبي يهز السيف
    ويمْضَغ حسرتو
    يلوكهْا

    وبين السيف
    وبين كرباج


    مسافة تودي
    أمريكا

    (2)

    بداية الحفلة
    بالدوباي


    نهاية الحفلة
    بالهبباي
    ِِبتمْرُق من قلوب الناس
    عقارب
    لا فهم لاراي

    وتزرع في سما الحفلة
    جهاجه وانتباه
    وبراح

    وتنعش معْشر السِّراي
    وتبسط جملة الأفراح

    (3)
    بداية الحفلة مبديه
    ومن وْلَدو الوجع
    قامت
    وصوت المادح المبلوع
    يخربش فى الفضا الممنوع
    طنين الفاجعه كان
    مسموع
    ويبدا الكلام
    حتجوع

    (4)
    شنو الجدّ
    عشان نتجارى بين القاهرة
    وجدة
    بين القومه والقعده
    بين الفرهْ والعقدةْ

    شنو الجدْ؟
    وكنا هجين خيول الريح
    تنسد ولاهمَاهَا تنقد
    ولا رجعت اذا انسد

    اهو المشوار
    َوٍكت عرَّش حدانا ندم
    براهو اتمطي وامتد
    (5)

    نهاية الحفلةْ دلوكهْ
    نهاية الحفلةْ مبروكهْ
    لأنو الحوت َفتَح خشمو
    لأنو الزول عِرٍف أسمو
    لأنو... لأنو
    .............
    .........
    يأخي أقيف
    أهي الأمواج
    وداك القيف

    (عدل بواسطة almohndis on 10-24-2004, 02:25 AM)

                  

10-30-2004, 05:46 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش في الخاطر000 وأيام الذكرى معا قصائد وذكريات (Re: almohndis)

    عمر الحاج الطيب الدوش
    ولد بالمتمة 1943
    متزوج من الاستاذة سعاد محمد حسن الدوش
    له بنتان : لندا ولميس
    درسِ في:
    الاتحاد السوفيتي ، معهد الموسيقي والمسرح ،قصر الشباب والاطفال
    توفي 24/10/1998 بالذبحة الصدرية

    اعماله:
    ليل المغنين ديوان شعر.
    نحن نمشى في جنازة المطر مسرحية.
    يا عبدو روق مسرحية
    جوابات فرح مسرحية
    ثلاث ازمنة مسرحية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de