لقد أعجبني هذا العنوان، وهو لبوست كتبه الأستاذ شوقي بدري في منبر سودانيات
أحد جلساء الأستاذ محمود محمد طه
http://www.sudaniyat.com/forum/viewtopic.php?t=2169ولذا سأتخذ منه عنوانا لبوست سأزوره كل مرة لأعلن فيه عن كتابة جديدة في منبر الفكرة الحر حيث أجد الوقت لأكتب وحيث الطاحونة أقل دورانا منها في هذا المنبر..
الغرض هو أنني لا أريد أن أوزع مداخلاتي في بوستات مختلفة، وحتى مساهماتي في بعض البوستات سأنقل وصلتها إلى هنا.. وأرجو أن يستمر المنبر بدون تعرض لقرصنة أو محاولة تخريب..
وشكرا..
موضوع اليوم:
الخلل والخطورة في التعليم الديني الإسلاميالسودان نموذج
يكثر هذه الأيام الحديث عن الإرهاب وعن مسبباته.. في هذا البوست سأهتم بمسألة التعليم الديني، وسآخذ السودان نموذجا، لنرى كيف يساهم التعليم الديني في خلق إنسان متزمت ينزع إلى تكفير الناس وإلى كراهية غير المسلمين من أهل الديانات الأخرى، أو حتى ممن لا يدينون بدين..
المصدر الأول الذي سآخذه هو كتاب التربية الإسلامية "الفقه"، للصف الخامس مرحلة الأساس ، في جمهورية السودان.. الكتاب أخرجته وزارة التربية والتعليم العام، المركز القومي للمناهج والبحث التربوي، بخت الرضا..
المؤلفون
الأستاذ: محمد أحمد عبد الرحمن محمود: مختص التربية الإسلامية: مركز المناهج
الأستاذ: محمد عبد العزيز طه: موجه فني بمرحلة التعليم الأساسي: ولاية الخرطوم
الأستاذ: آدم محمد مراهد: موجه فني بمرحلة التعليم الأساسي: بولاية جنوب كردفان
راجعه
الأستاذ: عبد الباسط عبد الماجد بشير: وكيل أول وزارة التربية والتعليم: الخرطوم
د\ عثمان ميرغني علي: عميد كلية الشريعة: جامعة امدرمان الإسلامية
د\ سعاد ابراهيم عيسى: كلية التربية جامعة الخرطوم
الطبعة الأولى: 1997
الطبعة الثانية: 2001
الطبعة الثالثة: 2003
الدرس السادس
نشيد حماة الأقصى*
[* الأقصى: المسجد الأقصى]
نحن أجيال الغد وجنود السؤدد
قد نهلنا علمنا من كريم المورد
فاشهدي يا أرض واصغي يا سماء إننا لا نبتغي غير البناء
مذ سلكنا دربنا في عزة ومضينا في ركاب الأنبياء
نحن للسلم دعاة سلمنا سلم الأباة
في سبيل الله نمضي لان نبالي بالطغاة
وإذا الداعي دعانا نحن للأقصى حماة
فاشهدي يا أرض واصغي يا سماء إننا لا نبتغي غير البناء
مذ سلكنا دربنا في عزة ومضينا في ركاب الأنبياء
نحن أحفاد القلم نحن أبناء الرماح
وإذا الباغي ظلم نحن عنوان الكفاح
ولئن طال دجانا سوف يتلوه الصباح
أسئلة:
1\ من أين يتلقى المسلم تعاليمه؟
2\ ما واجب المسلمين تجاه المقدسات الإسلامية؟
3\ من حماة المسجد الأقصى؟
4\ ماذا يقصد الشاعر بقوله:
نحن أبناء القلم نحن أبناء الرماح
5\ هات من القرآن:
(أ) ما يدعو إلى القراءة والعلم.
(ب) (ب) ما يدعو إلى القوة والاستعداد للجهاد
الدرس السادس عشر
نشيد "بقرآني وإيماني"
بقرآني وإيماني وتكبيرات إخواني
أهز الكافر الجاني وأحمي منه أوطاني
عواطفنا براكين تثور وما لها حين
ويذكي عزمنا الدين إلى العلياء والشان
لنا بمحمد مثل وبالأصحاب نتصل
سنفعل مثلما فعلوا ببدر يوم فرقان
بمكة لي أشقاء في بغداد لي أبناء
وفي دلهي أحباء وجند الله أعواني
هو الإسلام رافعنا وللأمجاد دافعنا
غدا تدوي مدافعنا تدك معاقل الجاني
من المحراب ننطلق بغير الله لا نثق
أسود حين نستبق إلى الهيجا بميدان
أسئلة:
1\ على أي شئ يعتمد المسلم في حماية عقيدته ووطه ضد المعتدين؟
2\ قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}
استخرج من الأبيات ما يدل على هذا المعنى
3\ استخرج من الأبيات ما يدل على وحدة المسلمين وترابطهم.
4\ ماذا يقصد الشاعر بقوله: "من المحراب ننطلق"
الدرس الحادي والعشرون
شبابنا هيا إلى المعالي
شبابنا هيا إلى المعالي هيا اصعدوا شوامخ الجبال
هيا اهتفوا يا معشر الرجال قولوا لكل الناس لا نبالي
شبابنا لا خير في الوضيعة الخير كل الخير في الشريعة
أنوارها مضيئة بديعة أحكامها جليلة رفيعة
شبابنا لا خوف يعترينا لا خوف والقرآن في أيدينا
قرآننا درع يقينا وإن تمسكنا به هُدينا
شبابنا قد آن أن تعودوا لواحة الإيمان كي تسودوا
غدا بكم يسعد الوجود ويُكْبتُ المُستعبدُ العنيد
شبابنا هيا إلى الجهاد بعدة الإيمان والعتاد
لتوقفوا قوافل الفساد وتنشروا الإسلام في البلاد
أسئلة:
1\ إلى أي شئ يدعو الشاعر الشباب؟
2\ بم وصف الشاعر القوانين الغربية؟ وبم وصف الشريعة؟
3\ المؤمن الذي يتمسك بالقرآن لا يخاف، لماذا؟
4\ في الأبيات دعوة للجهاد، ما أثر الجهاد في الحياة؟
هذه المواد الشعرية التي اخترتها توضح كيف يستخدم "الأخوان المسلمون" أو من أسميهم بـ "الإسلامويين" المناهج الدينية في التأثير على عقول النشء وعلى سلوكهم، تارة باسم الدفاع عن "الأقصى" وتارة باسم حماية الأوطان.. نعم هذه النزعة "جند الله" لم يخترعها "الأخوان المسلمون" في السودان بعد أن وصلوا إلى السلطة، ولكنها كانت "مختبئة" في بعض الأناشيد منذ عهد الاستعمار، وربما لهذا السبب وجدت القبول حينها، حتى أن أحدها قد صار شعارا للسودان بعد الاستقلال وهو الذي يقول:
نحن جند الله جند الوطن
إن دعا داعي الفداء لم نخن
نتحدى الموت عند المحن
نشتري المجد بأغلى ثمن
يا بني السودان هذا رمزكم
يحمل العبء ويحمي أرضكم
لقد نجحت سلطة الجبهة الإسلامية ممثلة في حكومة الإنقاذ في تحويل الحرب في جنوب السودان إلى حرب جهادية، بين الكفر والإيمان، وبذلك أوردت البلاد موارد الهلاك، والدمار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.. والحمد لله أنها اضطرت أخيرا إلى الجلوس للتفاوض مع الحركة الشعبية التي حملت السلاح منذ عام 1983..
التحدي الذي يواجه السودان وكثيرا من الدول العربية والإسلامية هو أن هناك اتهاما بأن مناهج التعليم الديني في هذه الدول تشجع على نشر الكراهية والعداء بين الشعوب، وهي من ضمن العوامل التي تغذي الإرهاب.. لاحظ السؤال الثاني في الدرس الأخير الذي يقول:
بم وصف الشاعر القوانين الغربية؟ وبم وصف الشريعة؟
إذا كانت هذه هي مناهج التعليم في الدول العربية فلا غرابة، إذن، أن يقف أكثر من 90 في المائة من الذين استطلعت آراؤهم في برنامج "الاتجاه المعاكس" قبل عدة أيام ضد حذف بعض المواد من المناهج الدينية في العالم العربي..
في هذه الوصلة التالية:
http://alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=390&sid=0e8d1c...ca11cc469d132e536a7c
يوجد موضوع مناهج التعليم الديني الذي أثير في برنامج الاتجاه المعاكس.. قد تستطيع بعض الحكومات العربية، بدافع الخوف من أمريكا، أن تحذف بعض المواد من المناهج الدراسية، وقد يؤيدها في ذلك بعض المؤسسات الرسمية، مثل الأزهر، ورابطة العالم الإسلامي، وبعض علماء السلطة، مثلا، ولكن من المؤكد أن التوجه الشعبي يسير في خط العداء لأمريكا، خاصة في ظل ما يدور في كل من فلسطين والعراق.. ولا شك بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، تستطيع أن تحشد الدعم الشعبي وراء "عدم المساس بالمناهج الدينية" في البلاد العربية، ولكنهم، بهذا الصنيع، لن يفعلوا أكثر من أن يمكنوا لمزيد من هزائم العرب والمسلمين..
رسالة موجهة إلى كل المثقفين المسلمين بما فيهم الجمهوريين
في هذا البوست
http://alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=387&sid=cef791...8e0d57c97c5518c8052d
الذي كتبه أحد قراء المنبر في كراسة زوار المنبر وموقع الفكرة الجمهورية خاطب الكاتب الجمهوريين بقوله أن وقت الفكرة قد جاء ويستغرب لماذا يكون الجمهوريون في سبات عميق ولا يشاركون في حركة التنوير والدفاع عن حقوق الإنسان، وموضوعات المساواة والديمقرطية، في الفضائيات.. وأنا هنا أريد أن أوضح له بعض ما كتبته مجملا في ذلك البوست.
يقول الكاتب المحترم أنه يثق في أن الطرح الجمهوري سيجد قبولا لدى المشاهدين.. لا شك أن طرح الجمهوريين سيجد قبولا لدى بعض المشاهدين والمستمعين المستنيرين، ولكنه سيصطدم، لا محالة، بنظرة من يقولون بأنه لا فرصة لأي اجتهاد في وجود نصوص محكمة من القرآن والحديث تقول بغيره.. أكثر من ذلك!! فإن من يتبنى الدعوة التي تقول بنسخ آيات الفروع التي قامت عليها الشريعة في الحكم والمعاملات "السياسة والاقتصاد والاجتماع" وإبدالها بآيات الأصول التي تقوم عليها الديمقراطية والاشتراكية والمساواة والحرية وحقوق الإنسان، سيتعين عليه مواجهة تهمة التكفير والخروج عن الإسلام إذا لم تكن له مرجعية معترفا بها، أما إذا قال أن مرجعيته هي الأستاذ محمود محمد طه، فسوف يتم تذكيره بما جرى للأستاذ محمود في السودان في عام 1985.. وقد يجد محاوره، أو حتى مدير البرنامج، فرصة في ذكر الغريب من هذه الفكرة، بالرغم من حقه، مثل فكرة الأصالة وسقوط التقليد عن الأستاذ محمود، وقد يستدرجه السائل بسؤاله: "هل رأيت الأستاذ محمود يؤدي الصلاة المعروفة أم لا؟" وقد يزيد على ذلك: "أريدك أن تجيب بنعم أو لا من فضلك؟"..
ما أريد أن أقوله هو أن الفكرة الجمهورية فكرة غريبة، جرى حولها الكثير من التشويه والتشويش، وتعرض صاحبها للقتل على أيدي حاكم حكم بقتله، ووقف وراء ذلك الحكم أعداء الجمهوريين التقليديين من الأخوان المسلمين والسلفيين وأنصار السنة، الذين يحكمون السودان اليوم، وصفق له كثير من الطائفيين وحتى بعض أصحاب الطرق الصوفية في السودان، أو على الأقل سكتوا عن معارضة "قوانين سبتمبر" وهم شيوخ يجدون من كثير من السودانيين التبجيل والاحترام، ولا يزال كثير من هؤلاء الشيوخ والزعماء الدينيين يقفون مع برنامج "التوجه الحضاري" الذي رفعته الإنقاذ، ويجدون الفرصة لبث مدائحهم في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، مما يعطي الانطباع برضائهم عن حكومة الانقاذ.. لا شك أن اشتراك الجمهوري في مثل هذه البرامج الحوارية في الفضائيات العربية سيلفت النظر إلى الفكرة الجمهورية، ولكن لا أظن أنه سيجد الفرصة ليبين الحق في هذه الفكرة بصورة جيدة، ولا شك أن الجانب الذي سيكسب جولة الحوار سيكون ذلك الجانب الذي يدعي الإبقاء على "موروث الأمة" وسيزيد على ذلك كونه الصوت الذي يدعو إلى "تعبئة الأمة" ضد "الهجمة الغربية" وما إلى ذلك من هذه الإكليشيهات الجاهزة خاصة في ظل ما يدور في كل من العراق وفلسطين كما قلت..
هذا لا يعني طبعا أنني متشائم، بل بالعكس أنا متفائل جدا، وأعرف أن الواقع يرتفع كل يوم نحو الفكرة الجمهورية، وأنا أعمل ما أستطيعه من لفت نظر المثقفين والمتعلمين، خاصة الشباب، إلى فكر الأستاذ محمود، عبر هذا المنبر وغيره من المنابر المتاحة..
إن المرء ليأسى كثيرا لتعرض النشء في دولنا العربية والإسلامية إلى عبث العابثين بمناهج التعليم، وبث سموم الأخوان المسلمين، والسلفيين المتخلفين، من خلالها، وسأستمر في إبراز النماذج في هذا البوست.. وعلى الله قصد السبيل.. وأنا أرجو بهذا النشر أن تقع أعين المثقفين المسلمين والسودانيين، على هذه المواد الضارة..
http://alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=4446&sid=efc68...4a79fe58fe8c8ec#4446
ياسر
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست