|
|
 ما يحدث في نوبالتي قراءة قصصية لخالد عباس الطاهر
|
ما يحدث في نوبالتي
خالد عباس الطاهر
( 1 )
ضفدع يخاصر ضفدعة ، على سندس أخضر وشيء من البلل ... حشرات مضيئة تغطي الفضاء وتضيء ليلة عرس الثعابين ببحيرة الشلال ... فتى وفتاة يتعاركان صخرة ممتدة مكسوة بالطحالب اللزجة ، مما يجعل الامر صعبا ، تسمع لهما أصوات لاتدري الِ نشوة هي ... ام لالم ؟ أين كنت أنا من كل ذلك لا ادري بالضبط ولكن هذا ما يحدث يومياً قبل الغروب المبكر للشمس بناحية الجنة من شلال نوبالتي .
( 2 )
يقف السدنة الغلاظ على بوابة النار بسحنة حديدية وانصهار تام فيما بينهم يتحرك أحدهم الى زنزانة النزيل نمرة ( 3 – 3 -3 ) دون أن يشتم كالعادة .. أو ينبس ببنت شفة .. يقتاده ليصطف مع أقرانه من ذوي (( المرايل )) ذات القماش القطني الخشن صافرة تردد ماذا يحدث في نوبالتي ؟
الآن يخرج المساجين للعمل بالمحاجر .. يتحركون .. تماماً كما يحمل سير المصنع قطع الصابون بين التصنيع والتعبئة ... و صافرة تردد ماذا يحدث في نوبالتي ؟
معاول في الهواء وأخرى على الصخر وأخيرة ذات شرر ، أجساد تدمى وقوى تنهار وسياط تتحدث بطلاقة كل اللغات الحية ... صافرة تردد ماذا يحدث في نوبالتي ؟
الآن يعود المساجين وتوضع الجثث بالزنازين .. لم تلاحظ جثة النزيل نمرة ( 3 – 3 -3 )
عند ولوجها الى الزنزانة الضيقة التى يضايقها فيها أي وجود يشغل حيز من الفراغ ... لم يلاحظ النزيل وجود صرصورين قبعا قرب الحذاء الميري المهتريء في تواد وانسجام فيما بينهما .
أحدهما قضى صباحيته متجولاً على سطح ورقة بدرج مكتب أحد المسئولين ... ورقة تنضح بالجرائم والفضائح وأختلاسات ، هو لايدري كيف وصل اليها ولكنه على يقين أن للحذاء دور في ذلك وظل صاحبنا سجين الدرج الا أن جاء سجين الفكرة وأطلق صراحه لحظة اعدام الوثيقة .. وهام صاحبنا على وجهه فقادته اقدامه الى .. الزنزانة خرج من سجنه الى السجن ، لكن الامر هنا مختلف ربما شرف لحظة الاختيار الحر ... ربما
الثاني قضى جل يومه باحدى الخمارات السرية التى تؤمها مختلف قطاعات المجتمع .. طلاب و صناع وزراع ، وزراء الى اخره ، جلس عليها أولاً شاب غير آبه بما يحدث .. شرب من الخمر ما كفاه شر القتال ، لكن لم يثنه ذلك من مغازلة حسناء كانت بصحبة أخر وأثارة حفيظة الزوار .
وجلس عليها مؤخراً اثنان من كبار الساسة تحدثا في موارد ومنصرفات وتعديلات في البنى التحتية وثورات ستقوم لتمسح الهزائم عن كتب التاريخ . الحكمة أن الصراصير لا تعي سر البيان البشري وألا لكان الأمر مختلفا ، ربما عار لحظة الأختيار الحر .. ربما
انصرف الاثنان تاركين خلفهما صرصور أنا احمد سلامته من منقار ديك الحاجة العجوز .. الحكمة أن الدجاج ينام مبكراً فتسلم الصراصير ، شخير العجوز النائمة قرب الباب يردد .. تسلم الصراصير ، صوت الماء أسفل الجرة يردد تسلم الصراصير، أنا .. لكن كل هذه الدعوات المباركة لم تنج صاحبنا من المكنسة مع أول خيط ضوء وحركة عمل في اليوم الجديد .
مع جملة الأوساخ يكون صاحبنا بأحدى عربات البلدية ( وهذا بتدخل من المؤلف ) فعربات النظافة لم تعتاد ارتياد مثل هذه الاماكن الفقيرة ، فقط بتدخل من المؤلف يكون صاحبنا باحدى عربات البلدية .. يستغل منديل ورقي عليه بقايا حسناء كمسند والعربة تؤرجحه ذات اليمين وذات اليسار .
العربة التى عرجت على السجن لتقل بعض الاوساخ وجزء يسير من اظافر الموتى ، وصلت العربة وتسحب صاحبنا بحس اجتماعي عالى وقادته اقدامه الى الزنزانة ليكونوا ثلاثة النزيل نمرة ( 3 – 3 -3 ) وصرصوران .
اين كنت أنا من ذلك ؟ لاادري بالضبط ولكن هذا ما يحدث يومياً قبل الشروق المتأخر للشمس بناحية النار من شلال نوبالتي .
( 3 )
لم يتثن لاحد من قبل أن يزور نوبالتي حتى الحديث عنها بدعة يقود الى الضلال ، ولا أثر لها علىخارطة اطلس العالم .. كأن العالم كله تآمر ضد سماعها ... رجل وحيد هو الذى زارها لا يعرفة أحد اذ لم يلتق باحد كان بدائياً يجيد كل شيئ إلا القتل ، القنافذ تمشط له شعره وتنام عليه الارانب في البرد وهو الشاهد الوحيد على ما حدث.
الصراصير التى تعالج موسيقى المستنقع بصورة تصويرية لمشهد ضفدع يخاصر ضفدعة ، فتى وفتاة يتعاركان صخرة ممتدة مكسوة بالطحالب اللزجة ويختصران العالم في نوبالتي .
اضغط يمين الماوس واختار save target as
|
|
 
|
|
|
|
الليندي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست