ايـــن انتـــم يا عشاقــــها!!!؟

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 01:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2004, 09:38 PM

dreams

تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 1985

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ايـــن انتـــم يا عشاقــــها!!!؟ (Re: walid taha)

    قصه قصيرة .....فطريات زمن اللجوء


    لم تكن مؤمنا بفكرة اللجوء فى حد زاتها .. شيئا ما جعلك ترفضها جملة
    وجواز .. ولكن يا لهول وفظاعه الحاح الاصدقاء .. التفوا حول ذهنك
    جادلوك .. كالاطفال محقوا بالاصرار قناعاتك .. حبكوا لك قصه وهميه
    لتصبح فى نظر وزارة العدل الهولنديه احد ابناء قبائيل جبال النوبه
    يجب ان تقنعهم انك نوباوى -
    والرطانه كيف -
    اتكلم رندووك -
    استقبلتك فى المطار شرطيه شقراء تعاملت معك بادب اهل الاضرحه
    سجلت بياناتك الشخصيه وسلمتك خريطة وتذكرة سفر الى المكان
    .الذى تكتمل فيه اجراءات اللجوء .. وارشدتك بلهجه واشارات حنونه
    من نافذة القطار الذى لايشبه قطاركم لا فى السرعه ولا ركابه
    رحت تتامل الاراضى الخضراء الشاسعه .. اشجار كثيفه ومتشابكه
    تتصارع باغصانها حول خبزة ضوء شمسيه .. تذكرت اولاد الشماسه
    والشحادين والمشاجرات حول الكراتين الفارغه امام الظل المسلوب
    بين فندق اراك والجامع الكبير .
    لا شئ سوى الخضره تمتد امامك مسطحه بلا نهايه .. اسئلة عديده
    تحتشد فى ذهنك يقول: الهولندين الله خلق الارض ونحن خلقنا
    هولندا .. ولكنهم لم يستريحوا فى اليوم السابع بل اخذوا راحتهم
    بالكامل فى الويك ايند .
    لقد اجتهت فى قراءت كل اسماء المحطات وتقارنها بالخريطه
    كانك تبحث عن الكنز .. احيانا تبث اسئله رعب وخوف وتتصيد
    كل شقراء جلست امامك تسئلها عن اسم المحطة القادمه وتسرح مع
    حركة شفتيها .. وتعجبك التى تتناول منك الخريطة وتسترسل
    فى شرحها وفك الرموز والشفره وانت تفك ازرار شهوتك تتامل
    شحمة اذنها وتسبح مع عروق الدم الخضراء تنحدر من عنقها
    c0وتصطدم بمرتفعات صدرها .. تتخيل خريطة الجرافيه والاستا
    الاحمق ومنطقه البحيرات .. من حلمات صدرها ينهال عليك التوقع
    بلعة ريقك اصعب من ان تخفى انتفاخات بنطلونك .
    رحت تخزل رجولتك وتعود لمنطقه جبال النوبه فى ذهنك .. تحفظ
    عدد من القبائل والقرى .
    استقبلتك هذه المره شرطيه سمراء دونت معلوماتك واشياء اخرى
    ودخلت صاله واسعه بها عدد من اللاجيئن المحبطين وها انت تزيد
    من احباطهم .. جلست على اول مقعد تتخيل الانظار كلها
    مصوبه ضدك .. برد طارئى يزور جسدك .. امامك صندوك به
    سندوتشات مغلفه داخل اكياس واخر به تفاح .. صمت عام داخل
    الصالة .. يرتفع منسوب الخوف .. نفسك اشتهت تفاحة ولكنك
    قراءة ايات قرانيه قصيرة .. رحت تبحث عن ملامح سودانيه تستلف
    منهم الطمائنينه تتعرف عليهم وتحكى عن قصة لجوئك وهل
    تبدو مقنعه .. لا احد يشبهك داخل هذه الصاله سوى بالخوف و
    الترقب
    دخلت فى هذه اللحظة ساره ممسكه بيد والدها وبدات مرعبه من
    هذا المكان وراودها احساس بفشل المغامره ونتائجها السلبيه
    اعين اللاجئين بسحناتهم المختلفه تتفحصهم فى صمت .. شعر
    الاب باظافر الذل تنهش ظهره .. حريته تتبرا منه عنوة .. شاهد
    فى فلمه الاسنمائى الصغير ايام المعتقل تعود ثانية .. لقطات من
    التعذيب تمر سريعا مخلفه ورائها وخزات ابرية داخل صدره
    ملامح اوجه سياسيه يعرفها جيدا لقد شاركوه ذلك المعتقل
    بعضهم الان يعارض سياسة الحكومه والبعض الاخر يصيغ
    هذه السياسه .. كشر على ملامحه واتته قناعه ان الوطن
    سيظل هكذا حكومه ومعارضه او معارضه وحكومه .. سبب
    كافى يجعله يؤمن بفكره اللجوء السياسى .. مبرره الدائم وهجرته
    الابديه يقف خلفها مستقبل ابنته ساره وراح يلوى فى عنق
    المبادى ويبحث عن مكان ارحب يستوعب طموحات ابنته وخاصة
    بعد ان تجاوزت تسعة عشر مارسا فى وطن اصبحت فى الاشاعة
    اكثر قداسة من الجنازة .. مؤسسة التعليم عاجزه عن الدفاع
    عن طلابها .. كانهم ايتام .. جامعات لا حصر لها ولا قوه ..
    داخليات تصدر فتيات فى شكل فساتين جاهزه .. وسندوتشات
    سريعه على الظلت.. .كاد ان يصرخ ويقول جئت من اجل هذا
    الغلط .
    جلس ووضع كفه على يد ابنته ساره .. راح يراقب اللاجئين مانعا
    الندم من محاولات غزوه المتكرره .. اثنين من الافارقه بدا عليهم
    الخوف والقلق لم يعيران انتباههما للافريقية التى جلست ازاءهما
    تبكى بتشنج فى محاوله ناجحه لنهب عطف موظفى اللجوء ..
    .راحت تبكى وتمزق فستانها الرث مدعيه انها اغتصبت فى وطنها
    .. شابه ارانيه رشيقه مرتديه بنطلون جنز وتبدو مطمئنه من
    قضية لجوئها تراجع مستنداتها بجديه .. بالقرب منها شاب
    اسيوى انكفى على نفسه ملجما خوفه لكى لا يفضحه .
    نظر اليك والدها انت كنت تتصفح مجله هولنديه تهمك
    فقط الصور ولكن بعد جلوس ساره اصبحت تتصفح فى
    ملامحها .. راقبت كل حركات وجهها وانفعالاتها .. تفاديت
    ان تصطدم بانظار والدها .. فكرت ان تنهض من مكانك
    وتذهب لتتعرف عليه من شباك العاده السودانيه ومن الاب
    تعبد الطريق اليها وسبحت مع احلام يقظه رومانسيه
    افتقاد الوطن يجعل العشق ينمو سريعا كالنباتات الطفيلية
    تخيلت نفسك بعد انتهاء التحقيق سيضعوكم فى احدى المعسكرات
    وستصبح هذه الفاتنه ووالدها اصدقاءك وستعمق علاقتك بهما
    وحتما سيمد لك الاب حبال الثقه فتتسلق بها الى قلب ابنته
    تجاهلت قصه جبال النوبه ورحت تنسج فى قصه غراميه
    وكيف ستعلمها ركوب الدراجه وتتشبث بسواعدك لحظة
    افتقاد التوازن لقد تخيلت حتى دقات قلبها .. وسرعة انفاسها
    لحظة القبله الاولى .. ضجة اناملها عند الممانعه
    من شدة ايمانك بالخيال اخترت لها اسما يناسب جازبيتها
    والدها تمعنك بلا معنى وواصل تفرسه للاوجه
    شاب من بلاد الشام يرتدى جاكيت اسود وعيناه خلف عدسات
    طبيه تلتهم فى مفاتن الارانيه صاحبة الجنز .. مغربى يحبو
    نحو الخمسين يخفى توتره بكثرة الاسئله والتدخين
    اطفال اسره افقانيه دمروا حاجز الصمت بمشاجره
    coffee machineحول مكينه ال
    استرخت ساره فى جلستها بعد ان نفد وقود عاطفتها .. انت
    كنت تتابعها لقد استهلكته منها تلك الافريقيه بحزنها المفتعل
    ثم همست لوالدها ببعض الاسئله عن هذا الوضع .. وهل نجاح المغامره
    مضمون
    رد عليها باسئلة اقل استفسارا ووجد مدخلا ليذكرها بقضيتهم
    السياسيه وكيف ترد على المحقق دون ارتباك ومتى تتصنع البكاء
    اذا امكن وراجع معها التواريخ المهمه وتوسلها ان لا تنسى شيئا
    .من هذه الحكايه التى اضاف عليها من خياله الفذ .
    عاد يحملق فى الاوجه النافذ صبرها .. وفى هذه الصاله يبدو
    الخوف بلا حدود فى سره يعيد احداث قصته ليحفظها عن ظهر
    قلب تبدو له بعض الاحداث فاقده للمنطق وربما تولد المزيد
    من الاسئلة فيمنطقها سريعا ويعيد سردها من الاول واحيانا
    يتخيل المحقق الهولندى امامه ويسرد له فى ماساته التى دفعت
    به الى هنا .
    وعندما شعر بدوره يقترب من لحظة المقابله والتحقيق
    خرج الى باحة التدخين ليخفى توتره من اعين ساره .
    راجع القصه سريعا .. دخن لفافه بلا نكهه .. ثم اعادها ليطمن
    اكثر .. قراء بعض الايات القرانيه التى يفضلها السودانيون فى
    مثل هذه المواقف
    تبخرت عنه المخاوف .. ولكن التناقد لازمه .. فاحيانا يرى فكرة اللجوء غير منطقيه .. ستبعده عن الوطن كثيرا سيفتقد اولئك الاصدقاء فهم فاكهة صبره .. لقد وعدوه ان يحافظوا على مقعده فى طاولة الكوتشينه فارغا مثلما فعلت كوكب الشرق مع عازف العود (الاصبجى) .. تحسر على تلك الامسيات .. حاول ان يدفع الندم عنه .. وكلما صعب عليه يستلف القوه من مبرره الاساسى ـ ساره ـ من اجلها سيضحى بسعادته ( وملعون ابو الوطن....) هكذا طنطن فى سره .. فهى وحيدته وامتداده الحقيقى .. فبعد وفاة والدتها اصبح يتنفس من اجلها .. غامر بهذا اللجوء من اجل مستقبلها .
    عندما خرج من التحقيق مبتسما وراضيا عن نفسه احتضنته ابنته ساره وسط صالة الانتظار ولم تتردد فى ان تبصم بشفتها على خده .. راح يحكى لها بفرح طفولى عن التحقيق وكيف استطاع ان يدمر كل الاسئلة التى صوبت نحوه .. ذكرها مره اخرى بالتواريخ المهمه واخبرها عن الاسئلة التى لم تكن فى الحسبان وكيف تجيب عليها عندما ياتى دورها فى التحقيق ويجب ان يكنا متفقان حتى لا تحدث مفارقة فى الروايه
    اما انت فقد استبدلت مقاعد صالة الانتظار كلها وخاصة بعد ان شعرت انك مخزول فى التحقيق الاولى .. اخطائك تمد لك لسانها ومركز رعاية اللاجئين يبتعد عنك كالسحب .. ولكن رغم خوفك والتوتر لم تتنازل عن متابعة ساره والترنم بانوثتها . . اصبحت قصتك الرومانسيه معها اكثر واقعيه .. شعرت بها اقرب اليك من قصة اللجوء نفسها التى كتبها لك احد الاصدقاء وطلب منك ان تحفظها بتناقداتها .. تدور داخل الصالة حول ساره واحلامك لقد اقحمتها فى كل تفاصيل المستقبل .. وعندما شاهدتها تقبل والدها كاد ان يفلت منك شيئا ما.. وتمنيت لحظتها ان تكون مكان هذا العجوز وتلتهمها قبلة واحده .
    رغم خوفك والتوتر تم اسيعابك فى مركز رعاية اللاجيئن لقد صدقوا مبدئيا انك من جبال النوبه ولكن لم تكتمل سعادتك لان ساره ووالدها رفض طلبهما فى اللجوء ويجب عليهما مغادرة هولندا .. وقفت تنتف الحسره من جواك وانت تشاهد والدها الذى هاج وانفعل واستنجد بمنظمة انسانية .. ثم صب غضبه على المسؤلين فى مكتب التحقيق لم يستثنى حتى المترجمين العرب .. وهددهم بمكاتبة الامم المتحدة لقد شعر بمستقبل ابنته يتسرب من اصابعه فدافع عنها حتى اخر زبد فى فمه ورفع من كثافة غضبه وراح يلعن افراد الشرطة .. عندما شعرت ساره بغضب والدها يتجاوز حدود معرفتها به راحت تواسيه ببعض العبارات وتاؤل الاحداث وتعيدها الى اصلها الربانى وتذكره بايمانه واليقين .
    عندما اعلن كبتن الطائرة اقترابها من مطار الخرطوم وطلب من الركاب ربط الاحزمه لحظتها اعترفت ساره لوالدها بالحقيقه لقد اعترفت للمحقق بالحقيقة وان والدها ابتكر هذه القصه من اجل مستقبلها ليضحى بحياته المفعمه بالاصدقاء ليعيش هنا وحيدا ليضمن لها فرص تعليم افضل وحريه حركة بلا طرحه .. لقد توسلت للمحقق ان يرفض طلب اللجوء فهى تفضل العوده للوطن وسعادة والدها فى المقام الاول .. وخوفا من ردة فعل والدها بررت فعلتها بانها سابقا فقدت امها وليست على استعداد ان تفقد امها الكبرى الوطن . ساعتها اختلطت مشاعره ببعضها البعض وتاه عنه التعبير المناسب فضماها لصدره وراح يقبلها مجففا دموعه على شعرها . المضيف السودانى تنحنح امامهما ليضع حد لهذه القبل الملتهبه وطلب منهما ربط الاحزمه لقد ذكرهما بشرطة النظام العام واشياء اخرى مغززه تنتظرهما فى قلق .
    ـ بابا ممكن نقدم لجوء فى السودان ؟؟
    ـ طيب نقول جنسنا شنو ؟؟
    ـ نقول نوبه من جبال هولندا
    انفجرت ضحكتهما عالية جعلت اذهان الركاب تصدر احكام مختلفه حولهما .
    .استمرت الضحكة بملحقاتها الى ان توقفت محركات الطائرة تماما

    تمت ـ


    كتبت هذه القصه فى مركز انتظار اللجوء - قرية ترابيل ـ

    عماد براكة
                  

العنوان الكاتب Date
ايـــن انتـــم يا عشاقــــها!!!؟ dreams09-25-04, 04:55 AM
  Re: ايـــن انتـــم يا عشاقــــها!!!؟ walid taha09-25-04, 10:09 AM
    Re: ايـــن انتـــم يا عشاقــــها!!!؟ dreams09-25-04, 09:38 PM
    Re: ايـــن انتـــم يا عشاقــــها!!!؟ dreams09-25-04, 09:52 PM
    Re: ايـــن انتـــم يا عشاقــــها!!!؟ dreams09-25-04, 10:05 PM
  Re: ايـــن انتـــم يا عشاقــــها!!!؟ الجندرية09-25-04, 09:47 PM
    Re: ايـــن انتـــم يا عشاقــــها!!!؟ Habib_bldo09-25-04, 10:42 PM
      Re: ايـــن انتـــم يا عشاقــــها!!!؟ dreams09-28-04, 09:41 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de