|
هلوسه خفيفه ..
|
* الى سلافه سهل ..
يبقى الحزن هو المسأله , والبرج الذي تحدق منه الروح في عليائها المستوحش .. ............................... ............................... ما يجعل الأمر غريباً , كوننا نُحن للحزن و مساحاته وما يفضي إليه .. به إرتبطت الكتابه والأغاني والعشق والنظره للأمكنه .. فترانا نعد للحزن طقوسه الليليه , نرش له ماء الورد وماتيسر من موسيقى فيروز , و أطوار عجيبه من أطوار النفس . أراني دائماً جاهزاً ,عن طيب خاطر للإنحدارالى تلك الهاويه المفرطة .. تحتشد فيني الوحدة والغربه والذكريات التي لن تتكرر والناس الذين وقفوا مره على رصيف العمر وغادروا:أشعار لمحمود درويش , صوت سعادحسني ووجهها , سكك القاهرة المُبللة بمطر عابر , حكايات صلاح جاهين ,ألمانيا وقراها الخضراء التي لن أراها كما كنت أراها .. طفولتي المُلونه وليالي المراهقه المحفوفه بعشقٍ خصيب لم يكتمل .. أفكار نيره حول عالمٍ منير , إحتمال أن تصبح رجلاً كامل الأهليه في بلاد كاملة الأهلية , جرس مدرسي في أواخر الطفوله , عيون بنت في المدرسه معلقه على شباك وجهك .. بداياتك و أنت تحاول تعلم الرسم على خشب درج الفصل الإبتدائي ( تلك المحاولات التي أفضت دائماً إلى عقابك ) ... والجيتار , أتذكر؟ كم كنت مبهوراً بتلك الأوتار وصوتها وكأنها تغويك و تناديك : تعال ! عبد الحليم حافظ , و أغنيات فيلم الخطايا , بكًرت بنمو ياسمينة العشق فيك ,وكيف ساعد ذلك المغني المرحوم على إلتهاب حواسك العاطفية و أنت مازلت ولد صغير ... السودان أيضاً , كجغرافيا مليانه بالإشارات , صاعد فيك ذلك النهم للحزن ,إقترب بك منه , كان الفقر يغمر الساحات .. لم يكن بمقدورك أن تتجول وأنت ولد صغير في الحي , بتفاحه وفرها لك كدح الطبقه الوسطى .. ولا بشعرك الناعم الذي خصتك به جينات الحلب .. كان عليك دائماً أن تختبيء بنعمك الأصيله والمكتسبه .. فالجو العام مزاجه عكر تجاه أي جمال , حتي ولو كان عادياً أو بسيط . حتى الطفل الذي كنت تحبه في طفولتك الألمانيه , أصابه مرض غريب , فمات . (الآن تذكرت , وصرت كبيراً بما يكفي لأسأل أمي عن قصته , وسأوافيكم بالتفاصيل في موضع آخر) . حكايات ألمانيا طويله بشكل مرهق لو مددت لها كف الذاكره بسلام . هي حكايات فيها صور وألوان و أحاسيس و روائح وأصوات .. الأمر الذي أتفاداه دائماً وبعناية لأنه يشبه الورطه بحذافيرها . إنها بحر يوحي ساحله بالغرق .. بعيداً عن الفلسفه والكلام الذي يشبه كلام محي الدين بن عربي عن الغرق والساحل , فتلك البلاد غامت على طفولتي و أمطرت عليها , أحداثاً ومشاعر .. الحنان مثلاً ... حين أسمع هذه المفرده يتنزل علي وجه FRAU ALFAMANN التي ربتني في رياض الأطفال كمدرسه وراعيه,كان أنفها كبيرا , وشعرها فضياً مخلوطاًبسواد يشبه شعر أبي تلك الأيام , كان تقريباً على ذات التشذيبه . كانت حنونه حناناً لايغتفر بالساهل , و وديعة وداعة راهبات . و اليوم , حين يسألني الواحد عن أصدقائي المقربين و أنا على مواشك الثلاثين من العمر لا يسعني إلا أن أتذكر بحفاوه وإبتسام ( يفضي إلى الحزن ) ذلك الولد MARTIN الذي تنضح عن وجهه عيونه الزرقاء تحت شعره الأصفر الناعم الملفوف ,أمسكني مفاتيح الشيطنه والإختباء , ومعه بدأت سيرة عدو الأمهات وراء الأسرار الصغيره . ..........................................
الحب ؟ .. هي: EVA إذن ! كانت تسكن خلفنا بشوارع ( لو صحت مرجعية العمر الطويل ) . كان منزلنا في أعلى التل في تلك القرية الوديعة بحق:FALINGBOSTEL أسفل المنحدر , على اليمين , كان بيت ناس martin القديم , وخلفه تسكن EVA أول العشق ! كنت أشوفها عابراً أو قادماً , واقفه على مشارف منزلهم المطل على الشارع المعبور , بوجهها الطفل وفستانها الأحمر ذي الدوائرالصغيرة الزرقاء وهي تلوح لي وفي شمال يدها دب بني صغير . ( حين زرت ألمانيا في واحده من زيارات العمر الأخير كانت البنت قد كبرت وطال هندامهاوإختفى الدب من يدها الشمال ) . MARTIN كذا كان قد رحل للنمسا للدراسه ومقابلة أمه ( التي إنفصلت عن أبوه ورجعت لموطنها ) . كما زرت في ذات الرحله المربيه الحنون FRAU ALFAMANN التي تذكرتني بسرعه قائلةً : آه .. لا أصدق ! مرةً أخرى هذه العيون ؟ ............................................. ماذا كنت أقول لكم ؟ هل تماديت في الحكي ؟ على العموم , فهذا ما حدث , وما كان , أو ما أتذكره الآن . ............................................. ............................................. قصص الحب الكبيرة لم تكن قد حدثت بعد .... لكني كنت مسكوناً في كل ماحدث بذلك الذي حدث .. و بشكل خرافي ( قد لا يصدقه عقل ) .
.......................................... ..........................................
......................................... .........................................
طلال
(عدل بواسطة طلال عفيفي on 09-13-2004, 07:44 AM)
|
|
|
|
|
|