|
القصيدة الرمزيــة (مكتوم)
|
طالبني الناقد الأصيل الأستاذ أبي عز الدين البشرى في رسالة نقدية لا بد أني ناشرها بالأيضاح لشخصية (مكتوم) شعراً ورغم أني قد نشرتها في باب آخر فأرجو أن أكون قد أوفيتها حقها إيضاحاَ مع التزامي بأن المكتوم سـر دفين
وإلى النص
مكتــوم (الشعـــر الحـــرام)
هو من عرفــت مراسـه من بدء أزمنة المخاض وأملت أن يلقى حظوظ السعد أن يرقى المــآلات العــراض قد كــان طيب الأمس ذخر الأمس جيّاش الوفـاض وعهدته في اليفـــع تواقاً إلى الألـــق المفـاض قد كان خوفي أن يـري منه (انتفاض)
فذهبت أنفحــه من الإرث الذي شرع الجلال فشأنه (في قومنا) شأن الرجال
سأل الصحاب لم أدر, في البدء, المقال أطلقت ذاك الاسم إذ كثر السؤال سمّيتــه (مكتوم)
أسماؤنا محض اصطلاح ما كانت الأسماء تروينا (القــراح) لكنها بعض اجتراح البوح إن عزّ الصّراح
مكتوم كان كوناً من الأحلام يجتاح الخيال لحناً من الأنغام والشّعر المثال زمناً من الأفراح والسّـكـر الحلال ذوقاً من الأنخاب والعذب الزلال
مكتوم كان
يبدي المهابة صمتـه والسّمـت عال (إن الإذاعــة عندنا, لا تستطاب)
لكنه في الحالة الأولي تغشّاه اكتئاب قد رحت أرجو الطب لم ينفعه طاب وأجرب الملهاة تسليـة, وآخر أمـــره مكتوم غـاب
مرت سنــون العمر قد طال الغياب وأشق ظهر الأرض لا القي الجواب وأسائل الغادين لا ألقي الجواب وأهيم لا ألقى سوى, (مكتوم غــاب)
لكنـه في الجمعة الأولي تنفض يستفيق وأهـل رسـم بشارة طبعت على وجــه رفيــق ويبثها الموثــوق, يهفـو في اعتــداد وتطوّف الآفاق بسمته تحلّق في البلاد مكتوم عــاد
من أين جئت أيا وديع الروح أنت أيا شقيــق من أين جئت؟ أناسك يهوى السياحة في متاهات الطريق أم أنك (الدرويش) في الأسبال يعتنق الطهارة أم غـريــق؟ أم كنت (أهل الكهف) ويحك يا فتى أم تهت في غور عميق
فتلفت المسكين يرهب همستي و يرى السؤال كالـزّيـف كالأطياف كالأمر المحال واحتار أي القول أحرى أن يقال؟ واختار قول الصدق من حق الصديق
ها قد أتيتك فاستمع لي لا تضيق ولأيــن يا مكتوم كانت وجهة السفر السحيق قل لي بربك صاحبي أفأنت من تجفــو الرفيق
فأطل قال: ما غبــت يا مسكين إني لا أزال الهائم المفتون في نسم الشّمال كان الغياب (ستار حال) كان اعتكاف الصّـفو في صوغ الكمال يا مرحباً بالـصّـفو إن كان ارتحال
مكتــوم عــاد وأطلّ مهتاجاً له زهو الجيـاد يهتز ذات الهــزة الأولي ويغوى في ازدياد وله اتقاد البرق بالومض الشديد قـد عدت بالأنـواء يا لك من عنيد رغم الأسى المبذول دهــراً والحـداد
قد عـدت يا مكتوم في زمن الشقـاء أفـبـعـد هجري الزهو في درب الفنـاء؟ الناس فيك تدافعــوا لي بالعزاء هل عدت يا مكتوم, ثورة كبرياء؟
فقـال لا, قدري البقــاء إني سموت وجــزت علياء الوفـاء المــوت مستعـص على فلا انتهـاء أيقنت أن البعـد لا يعني الجفـاء أيقنت أن السّعي لا يعني الوصـول أدركـت أن الغيـب يمليه اصطفـاء واخترت أن أبقى سديماً في الفضاء وأظل ســراً لا يبارحـه الخـفــاء
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
القصيدة الرمزيــة (مكتوم) | أحمد الشايقي | 08-20-04, 11:21 PM |
Re: القصيدة الرمزيــة (مكتوم) | أحمد الشايقي | 08-28-04, 11:34 PM |
Re: القصيدة الرمزيــة (مكتوم) | الصادق خليفة | 08-29-04, 00:42 AM |
Re: القصيدة الرمزيــة (مكتوم) | إسماعيل وراق | 08-30-04, 03:08 AM |
Re: القصيدة الرمزيــة (مكتوم) | أحمد الشايقي | 08-31-04, 10:41 PM |
Re: القصيدة الرمزيــة (مكتوم) | الصادق خليفة | 09-01-04, 00:20 AM |
Re: القصيدة الرمزيــة (مكتوم) | Abdalla Gaafar | 09-01-04, 12:17 PM |
Re: القصيدة الرمزيــة (مكتوم) | أحمد الشايقي | 09-03-04, 11:15 PM |
Re: القصيدة الرمزيــة (مكتوم) | أحمد الشايقي | 09-04-04, 10:02 PM |
Re: القصيدة الرمزيــة (مكتوم) | ود الشيخ | 09-04-04, 10:49 PM |
Re: القصيدة الرمزيــة (مكتوم) | أحمد الشايقي | 09-07-04, 02:41 AM |
|
|
|