الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 07:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2004, 09:54 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الثاني (Re: Omer Abdalla)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب، أو ألقي السمع وهو شهيد)

    السيد: أبو بكر القاضي
    الطاعة والمعصية


    من وجهة نظر الإسلام، الطاعة هي قانون الوجود الأساسي، في الحقيقة .. فالوجود كله مطيع لله في الحقيقة، وهذا هو معني الإسلام: (أفغير دين الله يبغون، وله أسلم من في السموات، والأرض، طوعاً و كرهاً، وإليه يرجعون) .. لا يوجد شئ في الوجود، غير مسلم لله، خاضع لإرادته .. فالإرادة الإلهية هي القانون الذي يسير الوجود .. هذا هو الإسلام العام، الذي عنه لا يخرج خارج، ولا يشذ شاذ .. ولكن الخلائق لا تدرك إسلامها هذا، فمد الله لطليعتها – الإنسان – أن يسلم عن وعي، وإدراك ورضي، فجاء الإسلام الخاص – إسلام العقول – والعقل هو الروح الإلهي المنفوخ في الإنسان، والذي عبره، وعن طريقه، يتم إدراك القانون الأساسي، والعمل وفقه، بطاعة الله عن وعي .. فقد جعل الله تعالي الإنسان صاحب إرادة، متوهمة، وطلب إليه أن يسير بإرادته هذه إليه، فجاء دين الإسلام الخاص، عبر رسل الله، ليضع للإرادة البشرية الحادثة، خط السير، الذي به تستطيع أن تعمل في توافق مع قانون الوجود الأساسي – الإرادة الإلهية القديمة – فأعطي الإنسان حق الخطأ .. حق أن يطيع أو يعصي بإرادته .. ومن هنا دخلت الحرية .. فالإنسان حر في أن يطيع الأوامر الإلهية، التي جاءت بها رسل الله، أو يعصيها، علي أن يتحمل مسئولية اختياره .. فإن أحسن في إستخدام حريته، فاختار جانب الحق والخير، زيد له، فيها، وإن أخطأ صودرت حريته في مستوي خطئه عقوبة له علي الخطأ، وحكمة العقوبة هي أن يتعلم فيحسن الإختيار في التجربة اللاحقة .. والفكر وسيلة الإختيار، وهو يحسن الإختيار عن طريق معرفة الخطأ والصواب، والحق والباطل، والخير والشر .. عن طريق الثنائية .. وجاءت رسالات السماء، بأوامرها ونواهيها لتعينه علي ذلك، ولتروضه علي طاعة القانون الأساسي، قانون الإرادة الإلهية .. وحق الخطأ هذا الذي دخل بدخول العقل والإرادة ، عند الإنسان ، هو محك الكمال الإنساني ، إذ به دخلت الحرية في الوجود الإنساني .. والحرية هي روح الحياة الإنسانية .. وعن حق الخطأ قال المعصوم: (إن لم تخطئوا وتستغفروا، فسيأتي الله، بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم) .. وبالطبع الخطأ ليس مطلوباً، لذاته، وإنما المطلوب الصواب ، ولكن قيمة حق الخطأ، في أنه يفتح الباب، للحرية، فيسير الإنسان إلي الطاعة والصواب، عن طريق إرادة حرة، واعية مدركة، وقيمته أيضاً في أنه يجعل باب التطور مفتوحاً .. جاء في الحديث القدسي: (يا داؤود إنك تريد وأريد فإن سلمت لما أريد، كفيتك ما تريد .. وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد) .. (إن سلمت لما أريد ، كفيتك ما تريد) ، يعني أصبحت إرادتك إرادة حقيقية، حرة، ونافذة .. وهذا هو مجال الإسلام كله .. فالإسلام عبارة عن منهاج، وفق العمل بمقتضاه تروض الإرادة البشرية، لتسير وفق مقتضيات الإرادة الإلهية، فلا يريد الإنسان إلا ما يريده الله، وبذلك تصبح الإرادة البشرية، إرادة حقيقية، نافذة، يقول تعالي: (لهم ما يشاءون فيها، ولدينا مزيد) .. (لهم ما يشاءون) يعني ما يريدونه يكون، ثم يفتح لهم الباب للمزيد من الإرادة النافذة ... وهذا هو غرض الدين الأساسي، في عبادته، وعبوديته، فالله تعالي غني عن عبادة العباد، وعبوديتهم .. فالمراد بالعبادة، والعبودية، تحقيق مصلحة الإنسان، بسيره إلي كماله وحريته .. والسير كله عمل في الفكر، في التجربة في الخطأ والصواب، به يدق الفكر ويستحصد ، ويرهف الشعور، ويتم الإنعتاق من العبودية للأشياء، وتكمل الحرية .. وكل ذلك منهاجه، ووسيلته، هو منهاج "طريق محمد" عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم ، بإتباع مرضاة الله – طاعة القانون الأساسي – كما جاء في القرآن، وجسدته حياة محمد عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم .. والمنهاج كله عمل في تحرير الفكر، حتى يكون فكراً سليماً، مستقيماً، لا ينحرف مع الهوي .. فالقرآن هو كلام الله ، المتنزل في قوالب اللغة العربية .. ووظيفته الأساسية هي، إعانة الإنسان علي تحقيق حريته، وكماله، عن طريق الفكر والذكر، يقول تعالي: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم، ولعلهم يتفكرون) .. فالعلة من إنزال القرآن، وتشريع الشريعة، هي أن نفكر التفكير المستقيم – التفكير المؤدب، بأدب القرآن، أدب حقيقته، وأدب شريعته .. وأساس الفكر هو (الذكر) ، ولذلك عُبر عن القرآن في الآية بالذكر .. فالمعرفة هي أساساً تذكر، لأن المعارف كامنة فينا، الوسائل الخارجية لا تفعل شئ أكثر من بعثها، ورفع الغطاء عنها، وهذه هي وظيفة القرآن، (ولقد يسرنا القرآن للذكر، فهل من مدكر) ، فطريق القرآن، هو طريق ميسر، معبد، للفكر والذكر.. والذكر أساس للفكر، يكون بالرجوع إلي الله، وتذكر حالة إقرارنا له بالربوبية، ونحن في عالم الملكوت، لننقل تلك الحال، فتكون هي حالنا في عالم الملك .. وذلك بتذكر الله، وربوبيته، ومعرفة مكاننا من مكانته، فلا ندعي ما هو له .. ولذلك الذكر هو ذكر الله، بأي إسم من أسمائه، وأعلاها الإسم المفرد (الله) .. وحياة محمد صلى الله عليه وسلم، هي تجسيد القرآن .. وهي حياة تقوم كلها علي الفكر والذكر .. ولذلك جعلت طاعته من طاعة الله (من يطع الرسول فقد أطاع الله) .. فمنهاج "طريق محمد" كله يقوم علي الفكر والذكر .. هو يقوم علي إدخال الفكر في العمل، فالطاعة من غير فكر لا قيمة لها .. وبداية الفكر، إدخال النية في العمل، بإستحضار القصد منه، ثم يتم التسامي في رحاب الفكر .. فالطاعة والمعصية ، يقومان علي العمل بفكر، يفرق بين ما هو صواب وحق وخير فيطاع، وما هو خطأ، وباطل، وشر، فيعصى .. ولذلك القاعدة: الطاعة بفكر والمعصية بفكر .. فالإنسان عندما يطيع يجب أن يعرف لماذا يطيع، وعندما يعصي، يجب أن يعرف لماذا يعصي .. ومن الناحية العملية، حياة الإنسان كلها طاعة .. هي طاعة في الحقيقة، طاعة للأمر التكويني، وليس هذا ما أعنيه هنا، وإنما أعني حياة الإنسان ، تقوم كلها علي الطاعة في الشريعة، فهو إما مطيع لنفسه العليا ، حيث الحق ، والخير، والصواب ... أو هو مطيع لنفسه السفلي، حيث الباطل، والشر ، والخطأ. ومنهاج الطريق كله عمل في الإرتفاع من طاعة النفس السفلي
    إلي طاعة النفس العليا، وهو الذي به يكون التمييز .. فطريق التمييز هو طريق التقوي: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً) يعني نوراً في عقولكم تميزون به بين الخطأ، والصواب .. بل منهاج التقوي، هو منهاج المعرفة، كلها (وإتقوا الله ، ويعلمكم الله ، والله بكل شئٍ عليم) ..
    فالطاعة إذن، وفق هذا التصور، هي عمل في الفكر الدقيق، يسوق إلي الكمال الإنساني، بالرجوع إلي الحالة الأولي، التي كان عليها الإنسان، وهو في الملكوت (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) .. فالغاية من "طريق" منهاج الطاعة، هي تحقيق (أحسن تقويم) هذه، هنا في الملك، في اللحم والدم .. وهذا هو مفهوم الإنسان الكامل – المسيح - الذي تحدث عنه القاضي بإبتذال، يبعث علي الحيرة فالكمال هو أصل الإنسان الذي منه صدر، وهو الأصل الذي لا بد أن يعود إليه، عن طريق التجربة في الخطأ والصواب، والثواب والعقاب، فهو قدره المقدور، يقول تعالي: (كما بدأنا أول خلق نعيده، وعداً علينا، إنا كنا فاعلين) فهو تعالي كما بدأنا في حالة، كمال، سيعيدنا إلي هذا الكمال، وهذا وعد قطعه علي نفسه، وهو فاعل، ما في ذلك أدني ريب .. ولذلك قيل إن كل إنسان حتى لو كان ابله، فيه جرثومة الإنسان الكامل .. ونحن إنما هبطنا من الجنة بالمعصية، ولا نعود إليها إلا بالطاعة .
    أنا قد أطلت بعض الشئ في هذه المقدمة، لأنها تتناول موضوع أساسي، هو موضوع حرية الإنسان وكماله، ولأجعلها مدخلاً لإبتذال الأستاذ القاضي لهذا الأمر العظيم، والتعرض له بصورة سوقية ، لا تليق بأي حال بالفكر والمفكرين ، في أي مستوي من مستويات الفكر .
    فالسيد القاضي لم يعرض أي شئ عن مفهومنا للطاعة ، وكعادته في الإبتسار، وعكس المواضيع، عرض الموضوع وكأنه طاعة عمياء، وطائفية .. بل ذهب إلي الحد الذي يصور معه عدم الطاعة – المعصية – وكأنه هو الفضيلة، والطاعة هي الرذيلة!! يقول السيد القاضي:
    Quote: (المن عقدوا ما نقضوا) هذه قولة يرددها الصوفية عندنا في السودان ، ويقصدون بها تجميد وعي الحيران، والتلاميذ، المخلصين لشيوخهم الذين لم يشكوا أو يتشككوا يوماً في جدوي الطريق الذي سلكوه، بل لم يقوموا بمراجعة مسيرتهم .. الأستاذ محمود يردد هذه المقولة (المن عقدوا ما نقضوا) ويقصد بها تمجيد الجمهوريين الذين لم يعيدوا النظر في الفكرة، وبالطبع، فإن عدم إعادة النظر ليس فضيلة .. ولكن الأسوأ من هذا الوضع هو قول أحد الأتباع (لم أخالف شيخي طوال حياته، فكيف أخالفه بعد مماته) ، هذا التابع المسكين الذي جمد عقله، وسلم كل أموره لشيخه طوال حياة الشيخ، ثم ظل بعد ذلك محكوماً بشيخه في قبره، مدى حياة التابع المسكين، لأن ملكة الاستقلال قد ماتت فيه، وفقد ذاته إلي الأبد

    هذا ما قاله القاضي ويعنيني منه بخاصة ما قاله عن الفكرة الجمهورية ، وإتباعها .. فهو يعلم أن (الطريق) في الفكرة ، هو (طريق محمد) ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. فالشيخ هنا هو النبي الكريم .. وقد دعي الأستاذ محمود كل مشايخ الطرق، ليخرجوا أنفسهم من بين الأتباع، وبين النبي الكريم، ليكون النبي هو شيخ الجميع، وإتباع النبي هو عهد، ميثاق، يأخذه الإنسان علي نفسه، إذا إختار أن يتبع (طريق محمد) . وعبارة (المن ما عقدوا ما نقضوا) والتي أراد القاضي أن يجعلها رذيلة، وتجميد للوعي، تعني ببساطة، إنهم منذ أن أخذوا العهد، لم ينقضوا ما عاهدوا الله عليه .. تعني أنهم، قوم صادقون، ملتزمون بالقيام بواجب ما أقتنعوا به، وعاهدوا عليه .. والوفاء بالعهد قيمة إيجابية هامة، حتى بمقاييس الحياة الدنيا، خل عنك مقاييس الدين .. والعبارة، الأصل فيها، ليس قول الأستاذ، ولا قول الصوفية، وإنما هو قول الله تعالي: (من المؤمنين رجال، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا) .. (صدقوا ما عاهدوا الله عليه) هذا معني (من عقدوا) يعني منذ أن عقدوا العهد .. وعبارة (وما بدلوا تبديلا) ، هي عبارة (ما نقضوا) .. فبعباراتك هذه هل أنت داع لحق وخير وفضيلة، أم أنت داع إلي عكس ذلك: باطل ورذيلة .. فإن كنت تريد الدين ، فالفضيلة كل الفضيلة ، في الإلتزام، والوفاء بالعهود والمواثيق، وعدم التنكر لها .. وحتى الصوفية، قبل أن ينحط التصوف فيصبح طائفية، كان عملهم إرشاد المريدين، وإعانتهم علي طاعة الله ورسوله .. والعمل في إتباع النبي الكريم، ليس تجميداً للوعي، كما تزعم، وإنما عكس ذلك تماماً، هو زيادة في الوعي، وإيقاظ للفكر والشعور ، كما سبقت الإشارة .. وأنت تقول: (وبالطبع فإن عدم إعادة النظر في الفكرة ليس فضيلة) ، هذا حسب فهمك أنت للفضيلة ، وهو فهم معكوس .. فالفكرة هي (طريق محمد) ، هذا هو الأساس، والمنهاج الذي يقوم عليه العمل .. وبالطبع من لم يقتنع بمنهاج الطريق، هو غير ملزم بالعمل به، ولكن من يقتنع بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي الله ورسوله، ويقتنع بإتباعه، ليس مطلوباً منه أن يشك، ولا يدعو للشك، وإنما علي العكس يدعو لليقين .. ولكن الشك ، بطبيعة النفس البشرية ، ووسوستها، وارد دائماً . وليس المطلوب البناء علي الشك، وإنما المطلوب مراجعته، علي ضوء القناعة الأولية التي إقتنع بها الإنسان .. والعمل بالمنهاج نفسه هو الوسيلة الواسلة للقضاء على الشك، في المنهاج، وفي ثمرة المنهاج – الفكرة – وبعد اليقين لا يكون في المنهاج وثمرته شك ولكن يكون هنالك شك، في مناطق أعلي وأدق .. وأنا شخصياً أعتقد أن من يشك في منهاج طريق محمد، ويبني علي شكه، هذا يدل علي أنه أساساً لم يكن متبعاً للمنهاج، وفق قيمه، ومعاييره ..فإتباع النبي الكريم، مع المحبة، والأدب المطلوب، لا يمكن أن يؤدي إلي الشك الذي يؤدي إلي إعادة النظر في المنهاج نفسه، وتركه، ولكن المشكلة دائماً تأتي من عدم الأدب، فالله تعالي يقول في حق نبيه: (فلا وربك لا يؤمنون، حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) .. (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت) هذه إشارة للشك الذي ينفي الإيمان .
    وحتى في التفكير العلماني، والأكاديمي البسيط، ليس مطلوباً أن تعيد النظر في المنهاج .. فأنت إذا أعدت النظر في المنهاج العلمي، وتركت عنصر التجربة مثلاً، لا يمكن أن تصل إلي النتائج الصحيحة .. وأي مقرر أكاديمي في أي مادة من المواد، يفترض أن يكون صحيحاً، ومن وضعوه يفترض فيهم أن يكونوا من المعرفة، بحيث يكون منهجهم خالي من الأخطاء، وهم يملكون هذه القدرة ، فالمنهج عادة يكون أدني من معرفة واضعه .. ولا يحتاج الإنسان أن يكون معصوماً حتى يضع منهجاً لمن هم دونه في المعرفة، خالي من الأخطاء .. ولا يملك الطالب حق إعادة النظر في المنهج، وليس له إمكانية ذلك .. وهذا ينطبق علي كل عارف، فهو لا يتحدث فيما لا يعلم، ولا يقول للناس كل ما يعلم، وإنما يقول لهم القدر الذي يحتاجونه، ويطيقونه، وهذا هو معني قول المعصوم: (نحن معاشر الأنبياء ، أمرنا أن نخاطب الناس علي قدر عقولهم) فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو معصوم، لا يخطئ فيما يقول للآخرين، وخطأه يصحح بالوحي .. ومع ذلك هو لا يعلم علم الله المطلق، وقد قال (أعلم العلماء بجانب الله، أحمق من بعير).
    وحتى أتباع الصوفية، كانوا يعلمون، أنهم بإتباعهم لأرشاد مشائخهم تتفتق مواهبهم، وتزداد فطنتهم .. قال أحدهم عن شيخه (شيخ بطرني البزيدوا نباي) .. (نباي) يعني نباهتي، وفطنتي، وكانوا يجدون ذلك في أنفسهم ظاهراً، ويراه عليهم غيرهم .. فالعمل في العبادة كله، هو عمل في الفكر والذكر به تحيا النفوس، وتتحقق الذاتية، ويتجرد الإنسان .. وأنا شخصياً، أرجو الله متضرعاً، أن يحفظني في طاعته، وطاعة نبيه، حياً وميتاً، وأن يحييني علي ذلك، ويميتني علي ذلك .. فأنت يا السيد القاضي المسكين، وأنت هو من فقد نفسه، وأرجو ألا يكون إلي أبد الآبدين .. فالنفس التي تجدها بعدم الطاعة لله ورسوله، هي النفس السفلي، والنفس التي مطلوب منك أن تجدها، ولا تفقدها، هي النفس العليا، وهذه لا تجدها تلقائياً، ولمجرد أنك ترفض الطاعة، وإنما سبيلها، وسبيلها الوحيد، هو طاعة الله ورسوله .. فأبحث عن وعيك الذي تجمد، وعن نفسك التي فقدتها، وأنت لا تشعر، بل وتحسب أنك تحسن صنعاً!! يقول تعالي: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً).
    وحتى يتوكد مدلول الطاعة والمعصية عند القاضي، نورد قوله الذي جاء فيه:
    Quote: في السنين الأخيرة، تحولت الحركة إلي نشاط دراويش، حيث تخرج مسيرات الذكر العصر، بالإسم المفرد (الله ، الله ، الله) إلي أن تصل منزل الأستاذ بالحارة الأولي بالمهدية، ثم يستمر الذكر حتى أذان المغرب، يهتز الأخوان والأخوات في حركة ثلاثية (الله ، الله ، الله) في عمل غير مقنع لقطاع كبير من الجمهوريين، ولكن لا يستطيع الإعتراض لأن الأستاذ كان حريصاً علي الذكر

    لماذا يريد القاضي، الإعتراض علي الذكر بالإسم المفرد!؟ ولماذا هذا الذكر عنده دروشة!؟ هو لا يبين أي سبب، وإنما فقط يقرر، وكالعادة يعمم وضعه الخاص علي الآخرين .. ونحن نسوق قول القاضي هذا ، لتوكيد خلل مفهوم الطاعة والمعصية عنده .. أولاً بالنسبة للجمهوريين عموماً، لا يوجد سجل قيد للأعضاء، فمن أراد أن يلتزم فهو يلتزم بقناعته، ومن أراد أن يخرج فالباب مفتوح علي مصراعيه أمامه .. بل أكثر من ذلك، الفكرة لا تعتبر كل من هو مع الجماعة جمهوري ، وكل من هو بعيد عنها هو غير جمهوري، فالجمهوري عندها، هو من يلتزم بمنهاج طريق محمد، كان مع الجماعة، أو لم يكن .. وكان الأستاذ محمود يقول: من بيننا الآن من هم ليسوا بجمهوريين ، وسينكشفون وترونهم!! ويقول ليس كل من حمل الكتاب، وتحرك بيننا هو جمهوري فلا أحد يجبر علي شئ لا يريده. والذكر الذي يعترض القاضي عليه، وارد في القرآن، وفي الحديث النبوي ، بصورة مستفيضة .
    يقول الله تعالي: (قل الله ، ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) .. ويقول: (والذاكرين الله كثيراً، والذاكرات، أعد الله لهم مغفرة، وأجراً عظيماً).. ويقول المعصوم: (يقول الله تعالي: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه، إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منه) .. ويقول، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله: (سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرين الله كثيراً ، والذاكرت) (أخرجه البخاري ومسلم) .. و (المفردون) تعني، الذاكرون بالإسم المفرد (الله) .. والقاضي عندما يري أن هذا الذكر غير مقنع، وينبغي الإعتراض عليه، هو إنما يعترض علي الله ورسوله!! وعلي كل لم يجبره أحد علي شئ .. أما أن يتحدث بلسان غيره، فهذا ليس من حقه .. أما وصف هذا الذكر بالدروشة، رغم كل النصوص الواردة في حقه، فهذا هو موضوع الأدب مع الله ورسوله، والذي سبق أن أشرنا إليه .. القاضي يريد أن يظهر بمظهر التقدمية، وفق تصور، تجاوزه حتى طلاب المدارس .. هذا نموذج لما يثيره القاضي للطاعة العمياء، عند الجمهوريين، وما يريد هو لهم فيه المعصية!! والقاضي لا يتنبه إلي أن من يطيع جهة ما، يكون بنفس هذه الطاعة قد عصي جهة أخري .. ومن يعصي جهة ما يكون بنفس هذه المعصية، قد أطاع جهة أخري .. فمن يطيع الله، يكون قد عصي نفسه السفلي، النفس الأمارة .. ومن يطيع النفس الأمارة، يكون قد عصي الله، فالعبرة بدقة التمييز.
    بقيت المفاجأة التي يصعب تصورها، وتدل علي إشكالية حقيقية في فهم شخصية صاحبها .. فالسيد القاضي، ورغم كل الذي قاله في حق الصوفية، حيران ومشايخ، من مسكنة وفقد ذات، ورغم حديثه عن الدروشة، هو نفسه يجمع هؤلاء الحيران ومشايخهم، يؤدون عنده أذكارهم وقصيدهم مصحوباً بالطارات والنوبات، يتم ذلك بصورة متكررة!! وهذا التناقض، ليس قاصراً علي هذه الظاهرة، وإنما يتم حتى في الأمور الأساسية عنده، كما سنري .
    هذا هو منهج السيد القاضي، ليس في الفكر وحسب، وإنما في الحياة نفسها ، والأمر يصل حد أنه لا يلتزم بما يعتقد هو نفسه أنه الحق!! وسنري ذلك بصورة واضحة .. ولكنه طالما أنه يري أن الإلتزام رذيلة ، يقول ما قاله عن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمن الطبيعي ألا يكون ملتزماً في حياته، وفي فكره!!
    ورغم كل ما كتبناه، فإن الشك، ومراجعة الفكرة، أمر وارد، وهو يحدث ، وقد حدث، وذلك لعدة إعتبارات، أهمها إعتبار المكر الإلهي، وإن قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء، والأمر الثاني هو أحوال النفس البشرية، والقاضي نفسه نموذج، ولكن بالطبع يوجد غيره ، ممن تركوا الفكرة ، فمن هذا الجانب، قول السيد القاضي بأن الجمهوريين لا يراجعون فكرتهم غير صحيح ، ولا ينطبق علي الواقع .. والنموذج الذي يجب أن يذكر به القاضي، هو نموذج كان علي شاكلته .. فالقاضي في موقفه هذا، ليس متفرداً، وإنما هو مقلد، وبالتحديد للسيد هشام عبد الملك، الذي أستغلته الصحافة المصرية، فكتب بنفس الصورة التي يحاول القاضي الآن أن يقلدها في الصحافة الخليجية ولكن الحق يقال أن هشام لم يصل إلي درجة المبالغة في الكذب، إلي الحد الذي يقول معه أن الإسلاميين في السودان لم ينقدوا الفكرة، فنحن نعترف أن هذا مجال تفرد فيه السيد القاضي.
    القاضي، يتهم الجمهوريين بـ "التسليم المطلق للأستاذ والقياديين"!! حسب عبارته .. والعبارة واضحة في الدلالة علي منهجه في المبالغة والتعميم .. فالله نفسه، لا يسلم له البشر، في الشريعة، تسليماً مطلقاً، خل عنك أن يسلموا لبشر!!
    يقول القاضي:
    Quote: أتي أحد القياديين ، بنص من الأستاذ بأن الدعوة التي لا تنتصر في حياة صاحبها ، هي دعوة (ناقصة) ، وفي رواية أخري هي فتنة

    وهو يقول هذا القول، ويعتمده، ويحاكم به الفكرة!! أولاً التوجيه بالتوقيع للخروج من المعتقلات حدث، ولكن ما لم يحدث هو هذا التسبيب الذي يسوقه القاضي ، فهو مجرد إختلاق، وخلط للأمور .. وهو كعادته في الإبتسار ، لا يحدد ما يعنيه بالإنتصار .. فإذا كانت الدعوة التي لا تنتصر في حياة صاحبها ، دعوة ناقصة ، وفي رواية فتنة ، وهذا ما تعتمده أنت ، وتبني عليه ، فما رأيك في دعوة السيد المسيح ، وهو رسول الله!؟ لقد كانت المسيحية مضطهدة في حياة السيد المسيح ، وبعد إنتقاله ، ولم يتم الإعتراف بها، مجرد الإعتراف ، إلا بعد أكثر من قرنين من إنتقال السيد المسيح عليه السلام!! فهل ينطبق عليها قولك!؟
    والفكرة الجمهورية، هي دعوة "لطريق محمد" عليه أفضل الصلاة والتسليم، وداعيها الأول هو النبي الكريم .. وقد جاء من كتاب طريق محمد: "ثم أما بعد، فإن هذه دعوة إلي الله، داعيها محمد، وهاديها محمد .. وهي دعوة وجبت الإستجابة لها أمس وتجب الإستجابة لها اليوم " .. فهل إنتقال داعيها الأول وداعيها الثاني ، يجعلها تنطبق عليها مقولتك هذه، وخصوصاً أن الإنتصار التام، والذي وعده الله به، في قوله: (هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ، وكفي بالله شهيداً) .. لما يتم بعد؟ وما رأيك في قوله تعالي: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفئن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم)!؟ هل أدركت شيئاً!؟ (إنها لا تعمي الأبصار، ولكن تعمي القلوب التي في الصدور) .

    الصلاة ولغة الباريا:-
    يقول السيد القاضي:
    Quote: أروي للقراء هذه السابقة التي لها مدلول كبير: سأل أحد الطلاب الجنوبيين مقدم ركن النقاش الجمهوري بقهوة النشاط بجامعة الخرطوم: هل يجوز لي إذا صرت مسلماً بالفهم الجمهوري أن أصلى، وأتلو القرآن في صلاتي بلغة الباريا؟ لف مقدم الركن ودور، ولكن السائل حاصره، فلم يجد مقدم الركن بدأً من الإجابة بلا، فقال له السائل الجنوبي بالحرف، هذا ليس دين الله، هذا دين العرب!! أنا بكل تواضع، لا أتفق، مع إجابة مقدم الركن، لأني لم أجد في الفكرة ما يمنع ذلك والأصل في الأشياء الحل والإباحة، ولكن إجابة مقدم الركن لها مدلول هام هو أن الفكرة، ليس لها مشروع صريح ومحدد المعالم للجنوبيين يعترف لهم بحقهم الثقافي في تطوير لغاتهم المحلية

    أولاً: أين هو هذا التواضع!؟ تعملق من تشاء، وتقزم من تشاء، وتضفي أعلي المقامات الدينية علي من تشاء ثم تريد أن تصبح متواضعاً، لمجرد قول عبارة "بكل تواضع"!؟ التواضع كمفهوم نظري غائب عنك، خل عنك كقيمة معاشة .. ثم الأصل في الأشياء الحل والإباحة، هذه قاعدة في موضوع الحلال والحرام، ولا علاقة لها بالمنهاج، فالأصل في المنهاج أن يؤخذ كما ورد عن صاحبه .. وإذا لم تجد في كتب الفكرة، مايمنع، فبربك ماذا وجدت فيها!؟ ألم تجد فيها قوله تعالي: (قل إن كنتم تحبون الله فإتبعوني ..) ألم تجد (صلوا كما رأيتموني أصلى) و (خذوا مناسككم عني)!؟ ألم تجد أي شئ عن تجويد التقليد!؟ ألم تسمع بـ (لا صلاة إلا بأم الكتاب ..)!؟ إذا لم تجد هذا أنت لم تجد أي شئ .. ألم تجد المعني والنص القرآني، كلاهما موحي بهما من الله!؟ ألم تجد: (إن أفضل العبادة علي الإطلاق قراءة القرآن، وأفضله ما كان في الصلاة ، وطريق محمد الصلاة بالقرآن، في المكتوبة وفي الثلث الأخير من الليل)
    بالطبع حسب رأيك هذا أنت تفتي بإسم الإسلام، أنه يمكن لكل إنسان أن يصلى، في إطار صلاة الإسلام، بلغته!؟ وبمثل هذه الجهالة، والرأي الفطير جداً، أنت تعيد النظر في الفكرة، ومنهاجها ، وفي الثوابت الأساسية .. وما هي علاقة الصلاة بالقرآن، والإعتراف للجنوبيين بأن يطوروا لغاتهم المحلية!؟ هل الصلاة بالقرآن ، منعت الشيعة الفرس، من تطوير لغتهم!؟ بل كم من المسلمين اليوم وعبر التاريخ، هم أصحاب لغات غير العربية، ثم هم يصلون بالقرآن!؟ إذا إقتنع هذا الأخ الجنوبي، بالإسلام، ما تقدمه الفكرة ـ من محتواه، فلن يصعب عليه أن يصلى بالقرآن ، وإذا لم يقتنع فهو وشأنه .. المشكلة الأساسية بالنسبة للسيد القاضي هي أنه يريد أن يجعل من فكره هذا الخام، علي ما فيه من ضعف وفجاجة، هو المرجع، ليس له فقط ولكن حتى بالنسبة للآخرين الذين يخاطبهم فهو بناءاً علي هذا الإطار المرجعي – عقله – يريد للجمهوريين ألا يطيعوا ، حتى في الأمور التي فيها نصوص مستفيضة من القرآن، والسنة، لأنها في تقديره الشخصي دروشة، أو لأنه حسب معرفته لم يجدها في كتب الفكرة .. وهو يريد للجمهوريين أن يعيدوا النظر في الحدود لتوفيق أوضاعهم مع الميثاق العالمي لحقوق الإنسان وكل هذا يدل علي خلل اساسي في فهم الظاهرة الدينية، من حيث هي، وفي مفهوم المعصية والطاعة في الإسلام .. وبصورة أوكد هنالك خلل أساسي، في مفهوم الإلتزام الفكري، والقيمي ، وهذا لنا إليه عودة .
    إنك لن تستطيع أن تجد، في مجال الطاعة والمعصية، أفضل ولا أدق وأعمق، من القاعدة الذهبية، التي وضعتها الفكرة، والتي حاولت أنت أن تطففها، وهي: (الطاعة بفكر والمعصية بفكر) .. وقد كان الفكر هو العنصر الغائب في كتاباتك التي نحن بصددها، ولذلك جاءت عبارة عن طاعة لعوامل داخلية، وربما تكون هذه العوامل إستجابة لعوامل خارجية، وبكل أسف هذه طاعة سلبية، تقوم علي قيم سلبية، مثل الكذب، الإختلاق، والتحريف، والتناقض، وهذه هي بالضبط الطاعة العمياء، فالطاعة المبصرة هي الطاعة التي تقوم علي الفكر، وحينها يطيع الإنسان قناعاته، أما الطاعة العمياء فهي لا تقوم علي الفكر ، وإنما تحركها أهواء النفس والتي تغيب نور الفكر. واهواء النفس ورغابئها، تكون دائماً إما تعبيراً عن خوف، أو طمع أو خوف وطمع معاً .

    يتبع ..

    خالد الحاج

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 08-11-2004, 06:45 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأول Omer Abdalla08-07-04, 03:37 PM
  Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو تاج السر حسن08-08-04, 02:44 AM
    Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو degna08-08-04, 03:30 AM
      Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو عبدالله08-08-04, 03:43 AM
  Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو Omer Abdalla08-08-04, 07:50 AM
  Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو عبدالله عثمان08-08-04, 11:50 PM
  Ustadh Khalid.... Mutwakil Mustafa08-09-04, 01:56 AM
  الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الثاني Omer Abdalla08-10-04, 09:54 PM
  Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو Yasir Elsharif08-11-04, 03:21 AM
  Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو Omer Abdalla08-11-04, 03:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de