الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2004, 03:37 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأول

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (حتى اذا ماجاؤوها شهد عليهم سمعهم ، وابصارهم ، وجلودهم ، بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا ؟؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شئ ، وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون * وماكنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم .. ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون * وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين)
    صدق الله العظيم

    السيد أبو بكر القاضي
    المصداقية


    امران يشغلاني كثيرا، لخطورتهما..
    الأمر الأول المكر الإلهي، والثاني إلتواءات النفس البشرية، فكلاهما لا حل بالنسبة لهما، سوى الاعتصام بالله، ونبيه والأدب، والاستعاذة الدائمة، من المكر الإلهي، ومن غرور النفس.. لا أحد يتعظ بغيره، إلا ما رحم ربي، فالكل يريد ان يخوض تجربته الخاصة، والتي يظن انها متفردة .. لا تقل هذه مفارقة واضحة، لا يمكن أن اقع فيها، فكلهم يؤتون من باب "انا خير منه " ، وكلهم يتوهمون انهم اكثر ذكاء من غيرهم، واكثر فطنة، ويعرفون كيف يتفادون أخطاء الآخرين. دائما الرقيب الذي لا يغيب، والموت الذي لا يتأخر، لا يضع لهما حساب.
    أقول قولي هذا وقد اطلعت على مقالات للأستاذ ابوبكر القاضي، يتعرض فيها للفكرة الجمهورية .. ماذا يريد القاضي!؟ أن ينتقد الفكرة الجمهورية، او يعيد النظر فيها حسب عباراته!؟ فليفعل .. ولكن كان عليه ان يكون اسلوبه في النقد، علميا، وموضوعيا، بالصورة التي تتناسب مع العقلانية التي يدعيها من خلال كتابته..ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، بل بكل أسف العكس هو الذي حدث، وبصورة تبعث على الحيرة!! يقول ابوبكر:"تقديري للفكرة الجمهورية لا يحول دون نقدها علنا، وذلك من باب التفكير بصوت عال، لأنني حين اناقش الفكرة الجمهورية فانما احاور نفسي في المقام الأول"..
    تناقش نفسك كتابة وعلى صفحات جريدة سيارة!! وما هو اسلوب هذا النقاش!؟ ويقول القاضي:"يلزمني أن أبين وانا اكتب وانشر في منطقة الخليج ان سبب تناولي للفكرة الجمهورية هو تقديري لها كماض اعتز به" .. كيف يمكن ان تكون معتزا بهذا الماضي، وانت تشوهه في امور انت تعلم تماما، انها لم تكن كذلك، ولا تذكر الحقائق كما هي، وانما تعكسها عكسا، حتى في الأمور الأولية التي لا مجال للمغالطة فيها!؟
    أريد اساسا في كتابتي هذه ، بيان منهج القاضي، النقدي المزعوم، وما يقوم عليه من مفارقات كبيرة، لأبسط أساليب النقد الموضوعي وقيمه.

    التغيير بلا جمهور:
    في بداية الصفحة الأولى، من كتابة القاضي، تحت هذا العنوان جاء قوله: " فقد دأبت جهات عديدة على تجاهل هذه الفكرة – ومنها الحركة الإسلامية السودانية – على أساس أن الرد عليها ومحاورتها هو اعتراف بها يمنحها قدرا من الشرعية والندية والاعتبار" !! هذا ما قاله القاضي كتابة، وذلك به دلالة صارخة على بعد منهجه النقدي عن الفكر الحر الأمين، الذي يأبى أن يغير الحقائق الثابتة، .. المؤسف ان القاضي شخصيا شاهد حاضر للكثير جدا من صنوف المعارضة للفكرة، خصوصا ممن اسماهم الحركة الإسلامية السودانية.. ان المعارضة التي لقيتها الفكرة، هي من أغرب صور المعارضة للأفكار في التأريخ، في حجمها وفي استمراريتها، وفي تنوع اساليبها.. فقد شملت هذه المعارضة تسخير كل اجهزة الإعلام والمنابر، من اذاعة وتلفزيون، وصحافة، وكتب، ومنابر مساجد.. واستغلت فيها مختلف المؤسسات، المؤسسات التعليمية، والمؤسسات الدينية، في الداخل والخارج واجهزة الدولة المختلفة، من شرطة وامن، وخدمة مدنية.. وشملت اساليب المعارضة، كل ما يخطر على البال، وما لا يخطر، من الكذب الصريح واختلاق الأمور غير المعقولة ونسبتها للفكرة، الى البتر والتشويه، وسوء التخريج، والى الشغب والعنف، في المحاضرات، واركان النقاش، وأثناء حملة الكتاب، واستخدام الشرطة لمنع المحاضرات، وتفريقها بالقنابل المسيلة للدموع، وحرق المعارض.. واستخدام القضاء، والحكم بالردة والى المؤامرة الأخيرة التي حكم فيها على الأستاذ بالإعدام.. والقاضي نفسه يقول عن الأستاذ محمود "الشهيد"، فهل هذه الشهادة دليل على عدم المعارضة!؟ وكل الذى جرى من معارضة، سواءاً من الداخل او من الخارج، كان بتدبير ممن اسماهم القاضي: الحركة الإسلامية السودانية.. وحتى المؤامرة الأخيرة، كانوا هم وراءها، وقد اعترف الدكتور حسن مكي بذلك صراحة على صفحات الجرائد.. وقال ان الصف الإسلامي كان في ذلك الوقت جميعه مع اعدام الأستاذ. فاذا كان القاضي يعكس الحقائق الصارخة الوضوح، الى هذا الحد، مستخفا بعقول قرائه، فلا ينتظر ان يكون نقده هذا المزعوم، سوى ضربا من ضروب المعارضة التي عرفناها، واشرنا الى طرف منها، ولن يستطيع ان يضيف جديدا الى اساليبها، في الكيد، لأنها لم تترك اسلوبا من اساليب الكيد الرخيص لم تستخدمه.
    إن من تصدر عنه مثل هذه المفارقة، لا مجال لأن يكون مظنة النقد الفكري الأمين.
    جعل القاضي عنوانه: "الفكرة الجمهورية التغيير بلا جمهور" وبالطبع هو يعني التغيير السياسي، وهذا بداهة لا يكون بلا جمهور!! ولكن ماهو دليله على ما يدعي!؟ يقول القاضي: "إن طريق التغيير في الفكرة الجمهورية ليس عن طريق الجماهير، وانما عن طريق (انقلاب كوني) عن طريق حلول من السماء، وهو ما اسميه الحلول الإلهية الجاهزة" .. انا هنا معني اساسا بالمصداقية، فالقاضي يعلم يقينا ان الفكرة الجمهورية قدمت حلولا لكل القضايا الأساسية: علاقة الفرد بالكون، علاقة الفرد بالمجتمع، قضايا السياسة، والإجتماع، والإقتصاد، والمرأة.. الخ.. ولها رأي في كل حدث هام عالمي او محلي، لدرجة التفاصيل.. وكل هذه الحلول تقوم على اسس جديدة تماما لم يقل بها احد قبل الأستاذ محمود، بل هي من الجدة بحيث اصبح بها بين اهله كالغريب، وهي لجدتها ظلت منازعة طوال الوقت.. وما قدمته الفكرة من حلول لايتوفر في اي تنظيم عالمي او محلي، وكل ذلك متوفر الآن في الكتب والنشرات التي اصدرتها الفكرة.. والفكرة تستهدف تغيير الجماهير، لا مجرد حشدها واستغلالها عن طريق استغلال الدين، كما فعل الخميني، والترابي وأشباههما، وكما تفعل الطائفية.. فالعبرة عندها ليست بالكم ، وانما بالوزن الفكري والخلقي، ولذلك هي تخاطب عقول الجماهير وقلوبهم، وعندها كل فرد هو غاية في ذاته، حتى ولو كان ابلها.. وقد ابتدعت الفكرة من وسائل الإتصال بالجماهير، ما ليس له أي ضريب في السودان.. فهي وحدها التي طبعت اكثر من مائتين وسبعين كتابا، وزعتها على جميع انحاء السودان، عن طريق حملة الكتاب التي تفردت بها تماما .. واقامت الندوات والمحاضرات، في مختلف انحاء البلاد، مدنها وقراها.. وأوجدت نظام المنابر الحرة، فأقامت اركان النقاش، في الشوارع والميادين العامة، وفي المؤسسات التعليمية، ولها منابر مشهودة ومشهورة في الجامعات وكل ذلك هي متفردة فيه، وانت على علم به، ولكن كشأنك دائما في كتابتك هذه العجيبة، تنسب للفكرة عكس ما تعلمه انت شخصيا عنها، ويعلمه غيرك!! وعبارة (انقلاب كوني) عبارة ركيكة وتدل على جهالة حقيقية، فلا توجد جهة لها ارادة مع السماء لتنقلب عليها السماء، فهي وحدها صاحبة الأمرفي كل شئ. وكذلك عبارة (الحلول الإلهية الجاهزة)، فالله تعالى حتى عندما ينزل الكتب ويبعث المرسلين، لا يجئ بحلول جاهزة، وانما يجئ بقيم وموجهات يدعو لها رسله، يؤمن بها من يؤمن ويعترض من يعترض، وكان الرسل يلاقون اشد العنت بنشر هذه المبادئ والقيم التي يوحي بها اليهم ربهم.. أما التغيير عن طريق المسيح فلنا اليه عودة .. وعلى كل المسيح حتى الآن لم يظهر والجمهوريون لم يكفوا عن العمل، في تغيير انفسهم، بالذات، عن طريق منهاج (طريق محمد) عليه افضل الصلاة واتم التسليم.. والقيمة الأساسية التي تضيفها فكرتهم هي الفكر والعمل، وعندهم ان الإسلام لم ينصل عن حياة المسلمين، الا لأنهم اتجهوا الى التظير، وتركوا الفكر والعمل، والفكرة الجمهورية عندها ان المعرفة نفسها هي نتيجة للعمل بالتقوى (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم)
    والذي يسمع قولك عن الجماهير، والتعويل عليها، يبدو له ان الجماهير هذه، يمكنها التغيير دون تدخل السماء او بمعزل عما اسميته الحلول الإلهية، مع ان المعرفة تقول ان عمل الفرد، وعمل الجماهير، ما هو الا استعداد المحل لتلقي الإذن الإلهي، الذي به وحده يتم التغيير، واذا غاب هذا الإذن لا يكون أي تغيير.. فالجماهير تغير بالشريعة، ولكن في الحقيقة لا يغير الا الله، فهو تعالى يقول: "ان االله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" .. فهل انت فعلا تريد ان تبعد السماء من معادلة التغيير !! ويلاحظ ان كل الذين يبالغون في الحديث عن الجمهور والشعب هم الدكتاتوريون الذين يريدون أن يعوضوا عدم شرعيتهم، بذلك الحديث!! وقد كان الماركسيون اكثر الناس حديثا عن الجماهير، فبربك قل لي ماهو دور الجماهيرفي التغيير الكبير الذي تم في الاتحاد السوفيتي، وأدى إلى إنهيار الكتلة الإشتراكية كلها!؟ هل تخفى عليك يد العناية الإلهية، في مثل هذا العمل!؟ إن الله إذا أراد شيئا هيأ له الأسباب، وقد تكون هذه الأسباب أي شئ تقرره الإرادة الإلهية.
    المهم، إن ما نريد بيانه هنا، أنك تعكس الحقائق، ليس عن غفلة، ولا جهل بها، وإنما عن قصد.

    المشروع الإسلاموعروبي الإستعلائي:
    يقول القاضي : "الفرضية التي أريد اثباتها هي أن الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من المشروع الإسلاموعروبي الإستعلائي " .. وبالطبع هو لا يثبت أي شئ، وإنما يقرر الأشياء بصورة مبتسرة مضطربة، وفي كلمات معدودة.. لا يمكن أن يقول انسان أمين، أن الفكرة الجمهورية "مشروع عروبي" خل عنك أن يقول "استعلائي"!! وذلك لأن الفكرة أساسا ضد الإتجاهات القومية، بصورة واضحة، وحاسمة، والمصادر المتوفرة في ذلك لا تجعل هنالك مجالا للبس.. جاء في كتاب (مشكلة الشرق الأوسط) .."ههنا أصل الداء إن العرب يريدون أن يقيسوا قامتهم، كعرب، الى تحديات عصرهم الحاضر، وليس لقامتهم تلك، ههنا، غناء، فإن تحديات العصر ارتفعت الى صراع الأفكار والمذاهب، وخلفت وراءها، بأمد بعيد العنصريات" وقد ورد الإستشهاد بالنصوص "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن اكرمكم عند الله أتقاكم" والحديث "الناس لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" و "ليس لعربي فضل على عجمي الا بالتقوى " .. و " سلمان منا آل البيت" .. و" سين بلال عند الله شين" .. وجاء : "إن العرب لم يرزأوا في دينهم، ولا في دنياهم بمثل ما رزئوا بدخول دعوى القومية العربية" وجاء عن ركون العرب في حربهم ضد إسرائيل الى عروبتهم القول بأنهم "يهودا يحاربون يهودا"، وغير ذلك كثير، وقد كان الأستاذ محمود يحب ألا ينسب السودان للعروبة، وإنما ينسبه الى أفريقيا كأقليم، ويقول عن نفسه "أنا أفريقي".. بل أكثر من ذلك، إن دعوة الأستاذ محمود دعوة لتجاوز مرحلة البشرية الحاضرة، الى مرحلة الإنسانية!! وكل ذلك أنت تعلمه، ولكن الغرض أعماك فجعلك تشهد بعكس ما تعلم، وهذا لعمري عدم مصداقية عجيب من نوعه.

    مشكلة الجنوب:
    لا زلنا بصدد عدم المصداقية.. يقول السيد القاضي: "تقرأ أطروحات الفكرة، فإنك لا تجد اهتماما خاصا بالجنوب إلا بعد 1980" لو كان القاضي لا يعلم، فهذه مشكلة، ولكن المشكلة الأكبر أنه يعلم!! هو يعلم تماما أن اهتمام الفكرة بمشكلة الجنوب لا يدانيه، في السبق، اهتمام أي تنظيم، أو حزب في السودان .. فقد كان هذا الاهتمام منذ 1946 والقاضي يقول بعد 1980 وشتان بين التاريخين .. جاء في المنشورات الصادرة عام 1946 مانصه: "ما سكوتكم عن الجنوب ايها السودانيون- ما سكوتكم!؟ تعالوا فاتركوا هذا العبث السخيف – هذه المذكرات والوثائق – هذا التحالف والاتحاد – وواجهوا الحقائق المرة، فالجنوب مشكلتنا الأولى، والسكوت عنه مزر بكرامة السودانيين أبلغ زراية .. وإن سكوتكم عن الجنوب أيها السودانيون، لييئس منكم الولي، ويطمع فيكم العدو.. الجنوب ارضكم .. والجنوبيون أهلكم .. فإن كنتم عن أرضكم واهلكم لا تدافعون فعمن تدافعون؟"
    وفي منشور صادر في 11/2/1946 جاء: "هذا بيان الحزب الجمهوري للناس، وهو نذير من النذر الأولى، ستليه اخر، ترمي بالشرر وتضطرم بالنار وتتنزى بالدم. فإن مسألة الجنوب لا يمكن الصبر عليها أو الصبر عنها، وأن الإنجليز ليبيتون له امرا، ولئن لم نحتفظ نحن اليوم بالجنوب احتفاظ الرجال لنبكينه غدا بكاء النساء" .. "أيها السودانيون إن حكومة السودان ظلت تضرب على السياسة الإنجليزية العتيقة، وتردد نغمتها البالية، نغمة( فرق تسد)، وإن وراء قفل الجنوب، واتجاهه التعليمي وسياسة التبشير هناك لخطة تبيت لفصل الجنوب عن الشمال، وليس يوم الفصل ببعيد، وسوف تعضون آنذاك بنان الندم عندما يطالب الجنوبيون بالانفصال مدفوعين بقوة ايحاء السياسة الانجليزية"!.. ويقول المنشور عن السياسة الانجليزية تجاه الجنوب: "ولتخسأ تلك السياسة التي تركت اخواننا الجنوبيين يعيشون في القرن العشرين حفاة عراة مراضا جياعا بمعزل عنا" .. ويواصل "أيها السودانيون ان الإنجليز ليرمون الى جعل الجنوب مهجرا بريطانيا، ومزارع بريطانية على غرار كينيا ويوغندا، ولكن الحزب الجمهوري الذي يسعى الى تحقيق وحدة السودان، أولا وقبل كل شئ، يقف اليوم امام صخرة الجنوب وقد عقد النية على ازالتها عن طريق الوحدة ، بالغ ما بلغ امرها، ونحن اذ ننوء بأعباء هذا الطريق الوعر ليس لنا من عتاد غير الشعب السوداني، اليه نتجه، وبه نهيب، وله ندعو بالهداية الى صوت الحق من بين هذا النعيق الذي يزحم الأفق".. هذا بعض ما ورد عن اهتمام الجمهوريين بمشكلة الجنوب، منذ 1946 وقد ظل هذا الاهتمام متصلا، في تواتر، حتى آخر منشور، تمت بمقتضاه محاكمة الأستاذ محمود، من قبل نميري وسدنة نظامه، بالإعدام.. فإذا انكر السيد القاضي كل ذلك، فهو لا يفعل ذلك، لأنه لا يعلم، وإنما لأنه يكذب.. يقول السيد القاضي: "حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال وهو عنوان يدل على أن الفكرة لا تعترف بوجود مشكلة مستقلة لشعب جنوب السودان.. الخ"!! بالطبع الحديث هنا عن حل المشكلة، وليس عن طبيعة المشكلة!! وقد رأينا فيما اوردناه من منشورات 1946 أن الفكرة أسمت مشكلة الجنوب، ومنذ ذلك التاريخ: مشكلة السودان الأولى!! وقد جاء في مقدمة كتاب: (جنوب السودان المشكلة والحل) .. وهو كتاب كله يدور حول تشخيص المشكلة وتقديم الحلول لها، جاء في المقدمة منه "هذا كتاب نصدره عن مشكلة الجنوب.. ومشكلة الجنوب هي أكبر مشكلة واجهت السودان منذ الإستقلال، وهي ظلت التحدي الأساسي الذي يواجه جميع حكومات العهد الوطني.." .. وقد كان الجمهوريون دائما يقولون في منشوراتهم للحكومات والأحزاب، إن للجنوب مشكلة لابد من الإعتراف بها بشجاعة، والتصدي لحلها.. وقد جاء عن طبيعة المشكلة، في المصدر المشار اليه ما نصه: "إن مشكلة الجنوب، في حقيقتها، إنما هي مشكلة حضارية.. وهي في ذلك نموذج للمشاكل الموجودة في عديد من المناطق، في عالمنا اليوم.. و قد ظلت الاختلافات في العقيدة، أو االعنصر، او اللون، او الجنس، او الثقافة، تشكل الأسباب الأساسية للصراع بين البشر عبر تاريخ البشر.. وانما كان ذلك كذلك بسبب القصور وقلة الوعي، والبعد عن القيم الإنسانية.. وعندما تأتي مرحلة الرشد، والمسئولية، تتوكد القيم الإنسانية ويلتقي الناس فيما يجمع بينهم، وليس فيما يفرقهم- يلتقون في العقل والقلب، أو في الفكر والخلق، ويصبح كل فرد بشري، هو غاية في ذاته، وتوظف كل الوسائل لتحقيق انسانية الإنسان وتزول كل اسباب الخلاف، والصراع، القديمة.. وعند هذه المرحلة ستكون الاختلافات الطبيعية بين البشر، هي من اهم اسباب اثراء الحياة، واخصابها، وذلك باستثمار وتوظيف الملكات، والخصائص، والمواهب المختلفة، لخدمة أغراض الحياة الإنسانية الراقية، التي لا تقر الاختلاف بين البشر فحسب، بل وتعين كل فرد بشري على تحقيق فرديته التي ينماز بها عن الآخرين، ثم لا يكون هنالك تمييز ضد أحد، وانما جميع الناس سواسية امام القانون، وفي الحقوق والواجبات، وفي نظرة المجتمع، تلك النظرة التي تقوم على الرأي العام السمح، الذي لا يضيق بالاختلاف والتمايز.. هذا المستوى الحضاري هو ما ندعو اليه نحن، ونعمل على تحقيقه، وهو ما نعتقد ان مشكلة الجنوب، وجميع مشاكل الحياة المعاصرة ستجد حلها النهائي فيه.. "هذا بعض ما ورد في مقدمة ذلك الكتاب، ومن يرد الاستزادة في تفاصيل الموضوع، فعليه الرجوع االى الكتاب.. ونحن نرى، كنا ، ولا نزال، ولن ننفك، انه لا سبيل لحل مشكلة الجنوب الحل الجذري، الا هذا السبيل. . فلا اتفاقية مشاكوس، اوغيرها من الاتفاقيات السياسية، تستطيع وحدها حل المشكلة، اذ لا بد مع الاتفاقية، من ايجاد القيم المصاحبة، عند جميع السودانيين شماليين وجنوبيين، التي تجعل الاتفاق السياسي يقوم على ارض صلبة، في العقول والقلوب.. ونحن هنا نعيد ما ورد في ذلك الكتاب، :”على الجنوبيين وعلى الشماليين معا، أن يعملوا، بكل وعي، وبكل مسئولية، على المحافظة على الحل السياسي، ريثما تتوفر الظروف، والأسباب، التي تؤدي الى اقتلاع المشكلة من جذورها من داخل النفوس..فلقد دفعت بلادنا الكثير، والكثير جدا، من دماء ابنائها، ومن امكاناتهم، في سبيل هذه المشكلة.. فعلينا الا نجعل كل ذلك يضيع هدرا.. ونحن هنا نحب ان نذكر بعبارة للأستاذ محمود محمد طه، وردت في مقال له عن مشكلة الجنوب في الخمسينات.. فقد جاء في تلك الكلمة قوله: "فعلى الذين فدوا رحمة الله، وعلى الذين فدوا الا يجعلوا دماء موتاهم تهراق في غير طائل، هذا هو الواجب .. علينا جميعا من شماليين وجنوبيين، الا نجعل دماء موتانا في قضية الجنوب تهراق في غير طائل، وذلك بالحرص والعمل الجاد، في سبيل حل المشكلة، وفي سبيل خدمة مواطنينا في كلا الأقليمين.. ونحن حتى الآن، لم نقم بهذا الواجب..
    نحن، حتى الآن مشغولون بالعداوة لبعضنا البعض، بأكثر من شغلنا بالعمل على تنمية اقليمينا، وعلى توعية مواطنينا..." .. هذا بعض ما جاء عن مشكلة الجنوب، ورغم ذلك قال القاضي قولته الشنيعة، وهو انما قال ذلك، لأنه غير وفي، لا لماضيه، ولا لوطنه، ولأنه غير أمين، ولأنه يكذب، فيما لا ضرورة للكذب فيه.

    ما يجمع بين الجمهوريين:
    يقول القاضي : " فإني أعلم أن كل الجمهوريين قد اعادوا النظر في الفكرة، ولكل واحد منهم قناعته الشخصية.. لذلك فان الذي يجمع بين الجهوريون في الوقت الراهن هو التاريخ العاطفي المشترك، اكثر منه فكرة واضحة متفق عليها" !!.. هذا التعميم يدل على خطأ اساسي في التفكير "اني اعلم ان كل الجمهوريين قد اعادوا النظر في الفكرة" !! اولا انت لاتعرف كل الجمهوريين.. ثانيا حتى الذين تعرفهم انت لست على صلة بهم منذ وقت طويل، و لا يمكن ان تعرف أحوالهم وانت غائب عنهم.. ثالثا: حتى العدد القليل من الذين انت على صلة بهم، انت تعلم انهم لم يعيدوا النظر في الفكرة، بمعنى أنهم لم يتركوا منهاج طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الفكرة، كل الفكرة، إذ كل الجوانب الأخرى هي تطبيق للطريق- السنة – في جانب من جوانب الحياة.. والذي يجمع بين الجمهوريين هو هذا المنهاج، وما يقوم عليه من عمل وما يقوم عليه من قيم، وهو أمر ليس للجمهوريين خلاف حوله.
    قلنا أن التعميم ظاهرة عند القاضي تدل على خلل أساسي في تفكيره، فبالاضافة للنص السابق، نورد هنا نماذج أخرى لهذا التعميم، فهو يقول مثلا: "بدأ العد التنازلي بهبوط هيبة الفكرة في صدري، وفي صدور الجمهوريين عموما في عام 1979"!! من أدراك بصدور الجمهوريين عموما، حتى تحكم عليها هذا الحكم المعمم!؟ أسمعه يقول :"الفرد الجمهوري لا يقرأ الا كتب الفكرة بسبب ثقافة داخلية، مفادها أن الفكرة شاملة لكل شئ ولا يحتاج الفرد أن يضيف عليها شيئا من خارجها ".. هذا التعميم هو محض افتراء، القصد منه اظهار الجمهوريين وكأنهم معزولين عن الثقافة العالمية و المحلية، وهو غير الحق، فقد كنا – وأنا اتحدث عن نفسي بالذات، وبعض الأخوان حولي- نطلع على الكثير من الكتب في مختلف مجالات المعرفة، و نتبادل هذه الكتب، بصورة منتظمة، ومواكبة للمستجدات في عالم المعرفة، فعلى سبيل المثال، فقد تم لي الاطلاع، وانا جمهوري على جميع روايات دوستويفسكي تقريبا، وروايات ارنست همنجواي، وتلستوي، والطيب صالح، وفيكتور هيجو، ومعظم روايات نجيب محفوظ الى آخر هؤلاء المشاهير من الروائيين الأجانب والعرب..ومعظم المسرحيات الشهيرة..الى جانب كتب النقد.. وتقريبا كل الكتب الأساسية للمدارس الفلسفية، والإجتماعية، والسياسية، ومدارس علم النفس..الخ، وكما قلت كنا نتبادل كل ما يصل الى أيدينا من الجديد في عالم المعرفة.
    مواصلة لعرض نماذج التعميم المخل، والكذب المبالغ فيه ننقل قول القاضي :"بل كانت عقيدتنا أن الأستاذ لن يموت بل الاعتقاد أن الجمهوري العادي لن يموت حتى يشهد انتصار الفكرة"!! كيف يمكن أن يكون ذلك، والجمهوريون، يرون أخوانهم وأخواتهم يموتون، كبقية البشر، منذ الأربعينات، وفي اوقات متفاوتة!؟
    وفي اطار الكذب غير المبرر نورد قول السيد القاضي عن موقف الجمهوريين من ثورة الخميني، فهو يقول: "إن الفكرة الجمهورية رفضت الاعتراف بالثورة الايرانية رغم بعدها الشعبي العظيم انطلاقا من أسباب ذاتية.." ولكنك تعلم ايها السيد القاضي أن الفكرة الجمهورية أصدرت ثلاث كتب عن الثورة الايرانية، وعن الشيعة، أوردت فيها الأفكار والمبادئ الأساسية، ومن المراجع المعتمدة عند الشيعة، وناقشتها نقاشا موضوعيا، فلو كنت صادقا، كان يمكن أن تورد بعض النماذج لهذه الأفكار ومناقشتها، والرد عليها، بدل أن تخترع من عندك واقعا لم يرد على خاطر أحد غيرك- وعلى كل حال لنا عودة لموضوع الخميني.

    الثقافة السرية:
    يقول القاضي: "وأنا لست بصدد مناقشة الفكرة الجمهورية بتفاصيلها، وإنما أنا معني فقط بالجزء المتعلق بالتغيير ومنهج التغيير" هذا ما زعم القاضي أنه معني بمناقشته " انا معني فقط بالجزء المتعلق بالتغيير ومنهج التغيير" .. وحتى في هذا الأمر لم يكن صادقا، فهو لم يناقش الفكرة الجمهورية، لا في اساسياتها، ولا في تفاصيلها، كما لم يناقش منهج الفكرة الجمهورية.. ومنهج الفكرة الجمهورية هو(طريق محمد) صلى الله عليه وسلم بالنسبة للسلوك الفردي والجماعي، وهو كتابة الكتب والمحاضرات والمنابر وحملة الكتاب وحملة الدعوة العامة والخاصة، بالنسبة لنشر الدعوة، فهو لم يناقش أي شئ من ذلك..
    وبدل هذا الذي زعم أنه معني به، ذهب يتحدث عن اخبار وعقائد، بصورة تقوم على التعميم، والابتسار، والكذب الصريح، وعكس الأمور، في كثير من الحالات، واختلاق بعض الأمور اختلاقا من عنده، الأمر الذي يجعل كتابته كلها كتابة مغرضة، وبعيدة عن الموضوعية، والأمانة الفكرية.. وامعانا في الكيد والتضليل حاول أن يوحي للقارئ بأن هنالك ثقافة سرية، يعلمها هو دون غيره – وكل هذا في اطار الزعم بأنه معني بالمنهج فقط!! وهو يعلم أن دعوة الأستاذ تقوم على الصدق والوضوح، والا لكانت في غنى عن المسائل الجدلية التي أثارتها.. والباب لجميع جلسات الجمهوريين مفتوح، وكثير منها كان يتم في العراء، بما في ذلك مناقشة المنشور الذي قامت عليه المحاكمة الأخيرة.
    ولكن لنرى من أقوال القاضي هذه الثقافة السرية، يقول القاضي: " .. هذا ما كانت تطرحه الفكرة الجمهورية علينا، بينما كانت لها ثقافة سرية هي ان الأستاذ محمود هو المسيح المحمدي (الحقيقة المحمدية) والانسان الكامل، وأن القيامة أو الساعة هي ساعة تجلي المسيح، وكنا ننشد قصيدة: (يا ايها المتدلي من حضرة المتجلي) ..." !!
    أولا، الحديث عن الساعة الصغرى، و الساعة الكبرى.. فالساعة الصغرى هي ساعة التعمير، بقي الأمر المحير.. هل فعلا القاضي يجهل أن الحديث عن الساعة هذا وارد في كتاب عام هو من أشهر كتب الفكرة، وهو كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري"!؟ فإن كان يجهل فهذه مصيبة، وإن كان يعلم – وهذا ما ارجحه- ورغم ذلك جعله مما اسماه الثقافة السرية، فالمصيبة أكبر.. ثم القصيدة المعنية، اليست هي قصيدة تنشد في الأماكن العامة، وفي العراء في بعض الأحيان، ويحضر انشادها من شاء من جمهوريين وغير جمهوريين!؟ وموضوع المسيح .. انت تعلم تماما أنه من أكثر الشبهات التي يثيرها المعارضون المغرضون، وبخاصة في اركان الجامعة – ونحن لنا الى موضوع المسيح عودة – فقط أوردناه كنموذج من نماذج الكذب وتحري الكذب..
    هل يسرق المؤمن؟ قد يسرق .. هل يزني المؤمن؟ قد يزني.. هل يكذب المؤمن؟ لا يكذب.. كان جامعوا الحديث النبوي، اذا ثبت لهم في حق الراوي كذبة واحدة، لا يأخذون بروايته..
    كيف يستطيع الإنسان أن يكذب، والى هذا الحد، دون ان يطرف له جفن!؟ ولماذا !؟ ماهو المقابل!؟ ماذا تكسب اذا خسرت نفسك، وكسبت العالم!؟

    يتبع الطاعة والمعصية ..

    خالد الحاج
    رفاعة في 5/8/2004
                  

08-08-2004, 02:44 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو (Re: Omer Abdalla)

    ياغريبا عاش فى أرض غريبه

    أنى اشتم رائحة تفوح من طيب عطر الشهيد العظيم.

    وأغمض عينى والمح لحظة من لحظات الذكر والشهيد فى حالة حزن عميق متامل خلفه الأخوات بثيابهن البيضاء وأمامه الأخوان على الجانب الغربى من المنزل البسيط المبلط (بالزباله) لمهندس من الرعيل الأول الذى تخرج من كلية غردون التذكاريه.

    هذا الملمح خرجت به من هذا الطرح القيم ، وتذكرت كذلك الحوار عن (أدب السالك فى طريق محمد).
                  

08-08-2004, 03:30 AM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو (Re: تاج السر حسن)

    الاخ العزيز الاستاذ عمر عبد الله سلام واحترام

    التحية والتجلة والاحترام للاستاذ خالد الحاج عبد المحمود

    انه مقالا اكثر من مفيد
    مستوي من العلم والادب والتواضع قل ان تجدها هذه الايام

    انتم ملح الارض يااستاذ خالد وانتم نواة السودان الجديد وفكره الخلاق المبدع الاصيل

    انا في شوقا عارم وجارف لبقية الحلقات من المقال الثمين والغني والحيوي هذا

    شكرا كتير استاذ عمر لجلبك لنا هذا المقال الرائع


    علي احمد
                  

08-08-2004, 03:43 AM

عبدالله

تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو (Re: degna)

    الاخ عممر
    اقول ماقاله الاخ / دقناببلاغه
    ولااقدر ان ازيد عليه
    رغم ان المقام مقام زياده لا حد لها
    التحيه للاخ /خالد الحاج عبدالمحمود
                  

08-08-2004, 07:50 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو (Re: Omer Abdalla)

    الاخوان الأعزاء تاج السر وعلى وعبد الله
    التحايا والود
    اشكركم على المرور وتسجيل انطباعاتكم وأنا معكم في شوق لقراءة بقية أجزاء النقد الموضوعي المدعم بالنصوص لما كتبه ونشره الأخ ابوبكر القاضي عن الفكرة الجمهورية ..
    مرة أخرى لكم جزيل الشكر
    عمر
                  

08-08-2004, 11:50 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو (Re: Omer Abdalla)

    up!!
                  

08-09-2004, 01:56 AM

Mutwakil Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Ustadh Khalid.... (Re: Omer Abdalla)

    Salam Ustadh Khalid and family.

    First,I would like to express my deepest condolences to you on

    Ustadha Fatima Yousif sudden and unique death.

    She was an outstanding women in every aspects of life ,spirtually

    and intellectually . A woman that, spoused love and kindness..


    I'm sure you are in pain,as many who come to know her,but,I

    believe you are also reflecting on the wake of her death and

    experiencing a renewed awareness and reawakening of your spiritual

    beliefs.And that will do all the good.


    (I tried several times to reach you with no avail.I hope I get the chance to talk to you soon) ))


    Secondly,I find myself in total agreement with your

    statement (rebuttal,if you would) and


    I hope our brother Abu-baker El-gaddi will read it with a clean

    heart and an open mind.


    Salam to all.

    Mutwakil Mustafa Elhussain

    (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 08-09-2004, 06:23 AM)

                  

08-10-2004, 09:54 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الثاني (Re: Omer Abdalla)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب، أو ألقي السمع وهو شهيد)

    السيد: أبو بكر القاضي
    الطاعة والمعصية


    من وجهة نظر الإسلام، الطاعة هي قانون الوجود الأساسي، في الحقيقة .. فالوجود كله مطيع لله في الحقيقة، وهذا هو معني الإسلام: (أفغير دين الله يبغون، وله أسلم من في السموات، والأرض، طوعاً و كرهاً، وإليه يرجعون) .. لا يوجد شئ في الوجود، غير مسلم لله، خاضع لإرادته .. فالإرادة الإلهية هي القانون الذي يسير الوجود .. هذا هو الإسلام العام، الذي عنه لا يخرج خارج، ولا يشذ شاذ .. ولكن الخلائق لا تدرك إسلامها هذا، فمد الله لطليعتها – الإنسان – أن يسلم عن وعي، وإدراك ورضي، فجاء الإسلام الخاص – إسلام العقول – والعقل هو الروح الإلهي المنفوخ في الإنسان، والذي عبره، وعن طريقه، يتم إدراك القانون الأساسي، والعمل وفقه، بطاعة الله عن وعي .. فقد جعل الله تعالي الإنسان صاحب إرادة، متوهمة، وطلب إليه أن يسير بإرادته هذه إليه، فجاء دين الإسلام الخاص، عبر رسل الله، ليضع للإرادة البشرية الحادثة، خط السير، الذي به تستطيع أن تعمل في توافق مع قانون الوجود الأساسي – الإرادة الإلهية القديمة – فأعطي الإنسان حق الخطأ .. حق أن يطيع أو يعصي بإرادته .. ومن هنا دخلت الحرية .. فالإنسان حر في أن يطيع الأوامر الإلهية، التي جاءت بها رسل الله، أو يعصيها، علي أن يتحمل مسئولية اختياره .. فإن أحسن في إستخدام حريته، فاختار جانب الحق والخير، زيد له، فيها، وإن أخطأ صودرت حريته في مستوي خطئه عقوبة له علي الخطأ، وحكمة العقوبة هي أن يتعلم فيحسن الإختيار في التجربة اللاحقة .. والفكر وسيلة الإختيار، وهو يحسن الإختيار عن طريق معرفة الخطأ والصواب، والحق والباطل، والخير والشر .. عن طريق الثنائية .. وجاءت رسالات السماء، بأوامرها ونواهيها لتعينه علي ذلك، ولتروضه علي طاعة القانون الأساسي، قانون الإرادة الإلهية .. وحق الخطأ هذا الذي دخل بدخول العقل والإرادة ، عند الإنسان ، هو محك الكمال الإنساني ، إذ به دخلت الحرية في الوجود الإنساني .. والحرية هي روح الحياة الإنسانية .. وعن حق الخطأ قال المعصوم: (إن لم تخطئوا وتستغفروا، فسيأتي الله، بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم) .. وبالطبع الخطأ ليس مطلوباً، لذاته، وإنما المطلوب الصواب ، ولكن قيمة حق الخطأ، في أنه يفتح الباب، للحرية، فيسير الإنسان إلي الطاعة والصواب، عن طريق إرادة حرة، واعية مدركة، وقيمته أيضاً في أنه يجعل باب التطور مفتوحاً .. جاء في الحديث القدسي: (يا داؤود إنك تريد وأريد فإن سلمت لما أريد، كفيتك ما تريد .. وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد) .. (إن سلمت لما أريد ، كفيتك ما تريد) ، يعني أصبحت إرادتك إرادة حقيقية، حرة، ونافذة .. وهذا هو مجال الإسلام كله .. فالإسلام عبارة عن منهاج، وفق العمل بمقتضاه تروض الإرادة البشرية، لتسير وفق مقتضيات الإرادة الإلهية، فلا يريد الإنسان إلا ما يريده الله، وبذلك تصبح الإرادة البشرية، إرادة حقيقية، نافذة، يقول تعالي: (لهم ما يشاءون فيها، ولدينا مزيد) .. (لهم ما يشاءون) يعني ما يريدونه يكون، ثم يفتح لهم الباب للمزيد من الإرادة النافذة ... وهذا هو غرض الدين الأساسي، في عبادته، وعبوديته، فالله تعالي غني عن عبادة العباد، وعبوديتهم .. فالمراد بالعبادة، والعبودية، تحقيق مصلحة الإنسان، بسيره إلي كماله وحريته .. والسير كله عمل في الفكر، في التجربة في الخطأ والصواب، به يدق الفكر ويستحصد ، ويرهف الشعور، ويتم الإنعتاق من العبودية للأشياء، وتكمل الحرية .. وكل ذلك منهاجه، ووسيلته، هو منهاج "طريق محمد" عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم ، بإتباع مرضاة الله – طاعة القانون الأساسي – كما جاء في القرآن، وجسدته حياة محمد عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم .. والمنهاج كله عمل في تحرير الفكر، حتى يكون فكراً سليماً، مستقيماً، لا ينحرف مع الهوي .. فالقرآن هو كلام الله ، المتنزل في قوالب اللغة العربية .. ووظيفته الأساسية هي، إعانة الإنسان علي تحقيق حريته، وكماله، عن طريق الفكر والذكر، يقول تعالي: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم، ولعلهم يتفكرون) .. فالعلة من إنزال القرآن، وتشريع الشريعة، هي أن نفكر التفكير المستقيم – التفكير المؤدب، بأدب القرآن، أدب حقيقته، وأدب شريعته .. وأساس الفكر هو (الذكر) ، ولذلك عُبر عن القرآن في الآية بالذكر .. فالمعرفة هي أساساً تذكر، لأن المعارف كامنة فينا، الوسائل الخارجية لا تفعل شئ أكثر من بعثها، ورفع الغطاء عنها، وهذه هي وظيفة القرآن، (ولقد يسرنا القرآن للذكر، فهل من مدكر) ، فطريق القرآن، هو طريق ميسر، معبد، للفكر والذكر.. والذكر أساس للفكر، يكون بالرجوع إلي الله، وتذكر حالة إقرارنا له بالربوبية، ونحن في عالم الملكوت، لننقل تلك الحال، فتكون هي حالنا في عالم الملك .. وذلك بتذكر الله، وربوبيته، ومعرفة مكاننا من مكانته، فلا ندعي ما هو له .. ولذلك الذكر هو ذكر الله، بأي إسم من أسمائه، وأعلاها الإسم المفرد (الله) .. وحياة محمد صلى الله عليه وسلم، هي تجسيد القرآن .. وهي حياة تقوم كلها علي الفكر والذكر .. ولذلك جعلت طاعته من طاعة الله (من يطع الرسول فقد أطاع الله) .. فمنهاج "طريق محمد" كله يقوم علي الفكر والذكر .. هو يقوم علي إدخال الفكر في العمل، فالطاعة من غير فكر لا قيمة لها .. وبداية الفكر، إدخال النية في العمل، بإستحضار القصد منه، ثم يتم التسامي في رحاب الفكر .. فالطاعة والمعصية ، يقومان علي العمل بفكر، يفرق بين ما هو صواب وحق وخير فيطاع، وما هو خطأ، وباطل، وشر، فيعصى .. ولذلك القاعدة: الطاعة بفكر والمعصية بفكر .. فالإنسان عندما يطيع يجب أن يعرف لماذا يطيع، وعندما يعصي، يجب أن يعرف لماذا يعصي .. ومن الناحية العملية، حياة الإنسان كلها طاعة .. هي طاعة في الحقيقة، طاعة للأمر التكويني، وليس هذا ما أعنيه هنا، وإنما أعني حياة الإنسان ، تقوم كلها علي الطاعة في الشريعة، فهو إما مطيع لنفسه العليا ، حيث الحق ، والخير، والصواب ... أو هو مطيع لنفسه السفلي، حيث الباطل، والشر ، والخطأ. ومنهاج الطريق كله عمل في الإرتفاع من طاعة النفس السفلي
    إلي طاعة النفس العليا، وهو الذي به يكون التمييز .. فطريق التمييز هو طريق التقوي: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً) يعني نوراً في عقولكم تميزون به بين الخطأ، والصواب .. بل منهاج التقوي، هو منهاج المعرفة، كلها (وإتقوا الله ، ويعلمكم الله ، والله بكل شئٍ عليم) ..
    فالطاعة إذن، وفق هذا التصور، هي عمل في الفكر الدقيق، يسوق إلي الكمال الإنساني، بالرجوع إلي الحالة الأولي، التي كان عليها الإنسان، وهو في الملكوت (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) .. فالغاية من "طريق" منهاج الطاعة، هي تحقيق (أحسن تقويم) هذه، هنا في الملك، في اللحم والدم .. وهذا هو مفهوم الإنسان الكامل – المسيح - الذي تحدث عنه القاضي بإبتذال، يبعث علي الحيرة فالكمال هو أصل الإنسان الذي منه صدر، وهو الأصل الذي لا بد أن يعود إليه، عن طريق التجربة في الخطأ والصواب، والثواب والعقاب، فهو قدره المقدور، يقول تعالي: (كما بدأنا أول خلق نعيده، وعداً علينا، إنا كنا فاعلين) فهو تعالي كما بدأنا في حالة، كمال، سيعيدنا إلي هذا الكمال، وهذا وعد قطعه علي نفسه، وهو فاعل، ما في ذلك أدني ريب .. ولذلك قيل إن كل إنسان حتى لو كان ابله، فيه جرثومة الإنسان الكامل .. ونحن إنما هبطنا من الجنة بالمعصية، ولا نعود إليها إلا بالطاعة .
    أنا قد أطلت بعض الشئ في هذه المقدمة، لأنها تتناول موضوع أساسي، هو موضوع حرية الإنسان وكماله، ولأجعلها مدخلاً لإبتذال الأستاذ القاضي لهذا الأمر العظيم، والتعرض له بصورة سوقية ، لا تليق بأي حال بالفكر والمفكرين ، في أي مستوي من مستويات الفكر .
    فالسيد القاضي لم يعرض أي شئ عن مفهومنا للطاعة ، وكعادته في الإبتسار، وعكس المواضيع، عرض الموضوع وكأنه طاعة عمياء، وطائفية .. بل ذهب إلي الحد الذي يصور معه عدم الطاعة – المعصية – وكأنه هو الفضيلة، والطاعة هي الرذيلة!! يقول السيد القاضي:
    Quote: (المن عقدوا ما نقضوا) هذه قولة يرددها الصوفية عندنا في السودان ، ويقصدون بها تجميد وعي الحيران، والتلاميذ، المخلصين لشيوخهم الذين لم يشكوا أو يتشككوا يوماً في جدوي الطريق الذي سلكوه، بل لم يقوموا بمراجعة مسيرتهم .. الأستاذ محمود يردد هذه المقولة (المن عقدوا ما نقضوا) ويقصد بها تمجيد الجمهوريين الذين لم يعيدوا النظر في الفكرة، وبالطبع، فإن عدم إعادة النظر ليس فضيلة .. ولكن الأسوأ من هذا الوضع هو قول أحد الأتباع (لم أخالف شيخي طوال حياته، فكيف أخالفه بعد مماته) ، هذا التابع المسكين الذي جمد عقله، وسلم كل أموره لشيخه طوال حياة الشيخ، ثم ظل بعد ذلك محكوماً بشيخه في قبره، مدى حياة التابع المسكين، لأن ملكة الاستقلال قد ماتت فيه، وفقد ذاته إلي الأبد

    هذا ما قاله القاضي ويعنيني منه بخاصة ما قاله عن الفكرة الجمهورية ، وإتباعها .. فهو يعلم أن (الطريق) في الفكرة ، هو (طريق محمد) ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. فالشيخ هنا هو النبي الكريم .. وقد دعي الأستاذ محمود كل مشايخ الطرق، ليخرجوا أنفسهم من بين الأتباع، وبين النبي الكريم، ليكون النبي هو شيخ الجميع، وإتباع النبي هو عهد، ميثاق، يأخذه الإنسان علي نفسه، إذا إختار أن يتبع (طريق محمد) . وعبارة (المن ما عقدوا ما نقضوا) والتي أراد القاضي أن يجعلها رذيلة، وتجميد للوعي، تعني ببساطة، إنهم منذ أن أخذوا العهد، لم ينقضوا ما عاهدوا الله عليه .. تعني أنهم، قوم صادقون، ملتزمون بالقيام بواجب ما أقتنعوا به، وعاهدوا عليه .. والوفاء بالعهد قيمة إيجابية هامة، حتى بمقاييس الحياة الدنيا، خل عنك مقاييس الدين .. والعبارة، الأصل فيها، ليس قول الأستاذ، ولا قول الصوفية، وإنما هو قول الله تعالي: (من المؤمنين رجال، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا) .. (صدقوا ما عاهدوا الله عليه) هذا معني (من عقدوا) يعني منذ أن عقدوا العهد .. وعبارة (وما بدلوا تبديلا) ، هي عبارة (ما نقضوا) .. فبعباراتك هذه هل أنت داع لحق وخير وفضيلة، أم أنت داع إلي عكس ذلك: باطل ورذيلة .. فإن كنت تريد الدين ، فالفضيلة كل الفضيلة ، في الإلتزام، والوفاء بالعهود والمواثيق، وعدم التنكر لها .. وحتى الصوفية، قبل أن ينحط التصوف فيصبح طائفية، كان عملهم إرشاد المريدين، وإعانتهم علي طاعة الله ورسوله .. والعمل في إتباع النبي الكريم، ليس تجميداً للوعي، كما تزعم، وإنما عكس ذلك تماماً، هو زيادة في الوعي، وإيقاظ للفكر والشعور ، كما سبقت الإشارة .. وأنت تقول: (وبالطبع فإن عدم إعادة النظر في الفكرة ليس فضيلة) ، هذا حسب فهمك أنت للفضيلة ، وهو فهم معكوس .. فالفكرة هي (طريق محمد) ، هذا هو الأساس، والمنهاج الذي يقوم عليه العمل .. وبالطبع من لم يقتنع بمنهاج الطريق، هو غير ملزم بالعمل به، ولكن من يقتنع بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي الله ورسوله، ويقتنع بإتباعه، ليس مطلوباً منه أن يشك، ولا يدعو للشك، وإنما علي العكس يدعو لليقين .. ولكن الشك ، بطبيعة النفس البشرية ، ووسوستها، وارد دائماً . وليس المطلوب البناء علي الشك، وإنما المطلوب مراجعته، علي ضوء القناعة الأولية التي إقتنع بها الإنسان .. والعمل بالمنهاج نفسه هو الوسيلة الواسلة للقضاء على الشك، في المنهاج، وفي ثمرة المنهاج – الفكرة – وبعد اليقين لا يكون في المنهاج وثمرته شك ولكن يكون هنالك شك، في مناطق أعلي وأدق .. وأنا شخصياً أعتقد أن من يشك في منهاج طريق محمد، ويبني علي شكه، هذا يدل علي أنه أساساً لم يكن متبعاً للمنهاج، وفق قيمه، ومعاييره ..فإتباع النبي الكريم، مع المحبة، والأدب المطلوب، لا يمكن أن يؤدي إلي الشك الذي يؤدي إلي إعادة النظر في المنهاج نفسه، وتركه، ولكن المشكلة دائماً تأتي من عدم الأدب، فالله تعالي يقول في حق نبيه: (فلا وربك لا يؤمنون، حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) .. (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت) هذه إشارة للشك الذي ينفي الإيمان .
    وحتى في التفكير العلماني، والأكاديمي البسيط، ليس مطلوباً أن تعيد النظر في المنهاج .. فأنت إذا أعدت النظر في المنهاج العلمي، وتركت عنصر التجربة مثلاً، لا يمكن أن تصل إلي النتائج الصحيحة .. وأي مقرر أكاديمي في أي مادة من المواد، يفترض أن يكون صحيحاً، ومن وضعوه يفترض فيهم أن يكونوا من المعرفة، بحيث يكون منهجهم خالي من الأخطاء، وهم يملكون هذه القدرة ، فالمنهج عادة يكون أدني من معرفة واضعه .. ولا يحتاج الإنسان أن يكون معصوماً حتى يضع منهجاً لمن هم دونه في المعرفة، خالي من الأخطاء .. ولا يملك الطالب حق إعادة النظر في المنهج، وليس له إمكانية ذلك .. وهذا ينطبق علي كل عارف، فهو لا يتحدث فيما لا يعلم، ولا يقول للناس كل ما يعلم، وإنما يقول لهم القدر الذي يحتاجونه، ويطيقونه، وهذا هو معني قول المعصوم: (نحن معاشر الأنبياء ، أمرنا أن نخاطب الناس علي قدر عقولهم) فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو معصوم، لا يخطئ فيما يقول للآخرين، وخطأه يصحح بالوحي .. ومع ذلك هو لا يعلم علم الله المطلق، وقد قال (أعلم العلماء بجانب الله، أحمق من بعير).
    وحتى أتباع الصوفية، كانوا يعلمون، أنهم بإتباعهم لأرشاد مشائخهم تتفتق مواهبهم، وتزداد فطنتهم .. قال أحدهم عن شيخه (شيخ بطرني البزيدوا نباي) .. (نباي) يعني نباهتي، وفطنتي، وكانوا يجدون ذلك في أنفسهم ظاهراً، ويراه عليهم غيرهم .. فالعمل في العبادة كله، هو عمل في الفكر والذكر به تحيا النفوس، وتتحقق الذاتية، ويتجرد الإنسان .. وأنا شخصياً، أرجو الله متضرعاً، أن يحفظني في طاعته، وطاعة نبيه، حياً وميتاً، وأن يحييني علي ذلك، ويميتني علي ذلك .. فأنت يا السيد القاضي المسكين، وأنت هو من فقد نفسه، وأرجو ألا يكون إلي أبد الآبدين .. فالنفس التي تجدها بعدم الطاعة لله ورسوله، هي النفس السفلي، والنفس التي مطلوب منك أن تجدها، ولا تفقدها، هي النفس العليا، وهذه لا تجدها تلقائياً، ولمجرد أنك ترفض الطاعة، وإنما سبيلها، وسبيلها الوحيد، هو طاعة الله ورسوله .. فأبحث عن وعيك الذي تجمد، وعن نفسك التي فقدتها، وأنت لا تشعر، بل وتحسب أنك تحسن صنعاً!! يقول تعالي: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً).
    وحتى يتوكد مدلول الطاعة والمعصية عند القاضي، نورد قوله الذي جاء فيه:
    Quote: في السنين الأخيرة، تحولت الحركة إلي نشاط دراويش، حيث تخرج مسيرات الذكر العصر، بالإسم المفرد (الله ، الله ، الله) إلي أن تصل منزل الأستاذ بالحارة الأولي بالمهدية، ثم يستمر الذكر حتى أذان المغرب، يهتز الأخوان والأخوات في حركة ثلاثية (الله ، الله ، الله) في عمل غير مقنع لقطاع كبير من الجمهوريين، ولكن لا يستطيع الإعتراض لأن الأستاذ كان حريصاً علي الذكر

    لماذا يريد القاضي، الإعتراض علي الذكر بالإسم المفرد!؟ ولماذا هذا الذكر عنده دروشة!؟ هو لا يبين أي سبب، وإنما فقط يقرر، وكالعادة يعمم وضعه الخاص علي الآخرين .. ونحن نسوق قول القاضي هذا ، لتوكيد خلل مفهوم الطاعة والمعصية عنده .. أولاً بالنسبة للجمهوريين عموماً، لا يوجد سجل قيد للأعضاء، فمن أراد أن يلتزم فهو يلتزم بقناعته، ومن أراد أن يخرج فالباب مفتوح علي مصراعيه أمامه .. بل أكثر من ذلك، الفكرة لا تعتبر كل من هو مع الجماعة جمهوري ، وكل من هو بعيد عنها هو غير جمهوري، فالجمهوري عندها، هو من يلتزم بمنهاج طريق محمد، كان مع الجماعة، أو لم يكن .. وكان الأستاذ محمود يقول: من بيننا الآن من هم ليسوا بجمهوريين ، وسينكشفون وترونهم!! ويقول ليس كل من حمل الكتاب، وتحرك بيننا هو جمهوري فلا أحد يجبر علي شئ لا يريده. والذكر الذي يعترض القاضي عليه، وارد في القرآن، وفي الحديث النبوي ، بصورة مستفيضة .
    يقول الله تعالي: (قل الله ، ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) .. ويقول: (والذاكرين الله كثيراً، والذاكرات، أعد الله لهم مغفرة، وأجراً عظيماً).. ويقول المعصوم: (يقول الله تعالي: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه، إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منه) .. ويقول، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله: (سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرين الله كثيراً ، والذاكرت) (أخرجه البخاري ومسلم) .. و (المفردون) تعني، الذاكرون بالإسم المفرد (الله) .. والقاضي عندما يري أن هذا الذكر غير مقنع، وينبغي الإعتراض عليه، هو إنما يعترض علي الله ورسوله!! وعلي كل لم يجبره أحد علي شئ .. أما أن يتحدث بلسان غيره، فهذا ليس من حقه .. أما وصف هذا الذكر بالدروشة، رغم كل النصوص الواردة في حقه، فهذا هو موضوع الأدب مع الله ورسوله، والذي سبق أن أشرنا إليه .. القاضي يريد أن يظهر بمظهر التقدمية، وفق تصور، تجاوزه حتى طلاب المدارس .. هذا نموذج لما يثيره القاضي للطاعة العمياء، عند الجمهوريين، وما يريد هو لهم فيه المعصية!! والقاضي لا يتنبه إلي أن من يطيع جهة ما، يكون بنفس هذه الطاعة قد عصي جهة أخري .. ومن يعصي جهة ما يكون بنفس هذه المعصية، قد أطاع جهة أخري .. فمن يطيع الله، يكون قد عصي نفسه السفلي، النفس الأمارة .. ومن يطيع النفس الأمارة، يكون قد عصي الله، فالعبرة بدقة التمييز.
    بقيت المفاجأة التي يصعب تصورها، وتدل علي إشكالية حقيقية في فهم شخصية صاحبها .. فالسيد القاضي، ورغم كل الذي قاله في حق الصوفية، حيران ومشايخ، من مسكنة وفقد ذات، ورغم حديثه عن الدروشة، هو نفسه يجمع هؤلاء الحيران ومشايخهم، يؤدون عنده أذكارهم وقصيدهم مصحوباً بالطارات والنوبات، يتم ذلك بصورة متكررة!! وهذا التناقض، ليس قاصراً علي هذه الظاهرة، وإنما يتم حتى في الأمور الأساسية عنده، كما سنري .
    هذا هو منهج السيد القاضي، ليس في الفكر وحسب، وإنما في الحياة نفسها ، والأمر يصل حد أنه لا يلتزم بما يعتقد هو نفسه أنه الحق!! وسنري ذلك بصورة واضحة .. ولكنه طالما أنه يري أن الإلتزام رذيلة ، يقول ما قاله عن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمن الطبيعي ألا يكون ملتزماً في حياته، وفي فكره!!
    ورغم كل ما كتبناه، فإن الشك، ومراجعة الفكرة، أمر وارد، وهو يحدث ، وقد حدث، وذلك لعدة إعتبارات، أهمها إعتبار المكر الإلهي، وإن قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء، والأمر الثاني هو أحوال النفس البشرية، والقاضي نفسه نموذج، ولكن بالطبع يوجد غيره ، ممن تركوا الفكرة ، فمن هذا الجانب، قول السيد القاضي بأن الجمهوريين لا يراجعون فكرتهم غير صحيح ، ولا ينطبق علي الواقع .. والنموذج الذي يجب أن يذكر به القاضي، هو نموذج كان علي شاكلته .. فالقاضي في موقفه هذا، ليس متفرداً، وإنما هو مقلد، وبالتحديد للسيد هشام عبد الملك، الذي أستغلته الصحافة المصرية، فكتب بنفس الصورة التي يحاول القاضي الآن أن يقلدها في الصحافة الخليجية ولكن الحق يقال أن هشام لم يصل إلي درجة المبالغة في الكذب، إلي الحد الذي يقول معه أن الإسلاميين في السودان لم ينقدوا الفكرة، فنحن نعترف أن هذا مجال تفرد فيه السيد القاضي.
    القاضي، يتهم الجمهوريين بـ "التسليم المطلق للأستاذ والقياديين"!! حسب عبارته .. والعبارة واضحة في الدلالة علي منهجه في المبالغة والتعميم .. فالله نفسه، لا يسلم له البشر، في الشريعة، تسليماً مطلقاً، خل عنك أن يسلموا لبشر!!
    يقول القاضي:
    Quote: أتي أحد القياديين ، بنص من الأستاذ بأن الدعوة التي لا تنتصر في حياة صاحبها ، هي دعوة (ناقصة) ، وفي رواية أخري هي فتنة

    وهو يقول هذا القول، ويعتمده، ويحاكم به الفكرة!! أولاً التوجيه بالتوقيع للخروج من المعتقلات حدث، ولكن ما لم يحدث هو هذا التسبيب الذي يسوقه القاضي ، فهو مجرد إختلاق، وخلط للأمور .. وهو كعادته في الإبتسار ، لا يحدد ما يعنيه بالإنتصار .. فإذا كانت الدعوة التي لا تنتصر في حياة صاحبها ، دعوة ناقصة ، وفي رواية فتنة ، وهذا ما تعتمده أنت ، وتبني عليه ، فما رأيك في دعوة السيد المسيح ، وهو رسول الله!؟ لقد كانت المسيحية مضطهدة في حياة السيد المسيح ، وبعد إنتقاله ، ولم يتم الإعتراف بها، مجرد الإعتراف ، إلا بعد أكثر من قرنين من إنتقال السيد المسيح عليه السلام!! فهل ينطبق عليها قولك!؟
    والفكرة الجمهورية، هي دعوة "لطريق محمد" عليه أفضل الصلاة والتسليم، وداعيها الأول هو النبي الكريم .. وقد جاء من كتاب طريق محمد: "ثم أما بعد، فإن هذه دعوة إلي الله، داعيها محمد، وهاديها محمد .. وهي دعوة وجبت الإستجابة لها أمس وتجب الإستجابة لها اليوم " .. فهل إنتقال داعيها الأول وداعيها الثاني ، يجعلها تنطبق عليها مقولتك هذه، وخصوصاً أن الإنتصار التام، والذي وعده الله به، في قوله: (هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ، وكفي بالله شهيداً) .. لما يتم بعد؟ وما رأيك في قوله تعالي: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفئن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم)!؟ هل أدركت شيئاً!؟ (إنها لا تعمي الأبصار، ولكن تعمي القلوب التي في الصدور) .

    الصلاة ولغة الباريا:-
    يقول السيد القاضي:
    Quote: أروي للقراء هذه السابقة التي لها مدلول كبير: سأل أحد الطلاب الجنوبيين مقدم ركن النقاش الجمهوري بقهوة النشاط بجامعة الخرطوم: هل يجوز لي إذا صرت مسلماً بالفهم الجمهوري أن أصلى، وأتلو القرآن في صلاتي بلغة الباريا؟ لف مقدم الركن ودور، ولكن السائل حاصره، فلم يجد مقدم الركن بدأً من الإجابة بلا، فقال له السائل الجنوبي بالحرف، هذا ليس دين الله، هذا دين العرب!! أنا بكل تواضع، لا أتفق، مع إجابة مقدم الركن، لأني لم أجد في الفكرة ما يمنع ذلك والأصل في الأشياء الحل والإباحة، ولكن إجابة مقدم الركن لها مدلول هام هو أن الفكرة، ليس لها مشروع صريح ومحدد المعالم للجنوبيين يعترف لهم بحقهم الثقافي في تطوير لغاتهم المحلية

    أولاً: أين هو هذا التواضع!؟ تعملق من تشاء، وتقزم من تشاء، وتضفي أعلي المقامات الدينية علي من تشاء ثم تريد أن تصبح متواضعاً، لمجرد قول عبارة "بكل تواضع"!؟ التواضع كمفهوم نظري غائب عنك، خل عنك كقيمة معاشة .. ثم الأصل في الأشياء الحل والإباحة، هذه قاعدة في موضوع الحلال والحرام، ولا علاقة لها بالمنهاج، فالأصل في المنهاج أن يؤخذ كما ورد عن صاحبه .. وإذا لم تجد في كتب الفكرة، مايمنع، فبربك ماذا وجدت فيها!؟ ألم تجد فيها قوله تعالي: (قل إن كنتم تحبون الله فإتبعوني ..) ألم تجد (صلوا كما رأيتموني أصلى) و (خذوا مناسككم عني)!؟ ألم تجد أي شئ عن تجويد التقليد!؟ ألم تسمع بـ (لا صلاة إلا بأم الكتاب ..)!؟ إذا لم تجد هذا أنت لم تجد أي شئ .. ألم تجد المعني والنص القرآني، كلاهما موحي بهما من الله!؟ ألم تجد: (إن أفضل العبادة علي الإطلاق قراءة القرآن، وأفضله ما كان في الصلاة ، وطريق محمد الصلاة بالقرآن، في المكتوبة وفي الثلث الأخير من الليل)
    بالطبع حسب رأيك هذا أنت تفتي بإسم الإسلام، أنه يمكن لكل إنسان أن يصلى، في إطار صلاة الإسلام، بلغته!؟ وبمثل هذه الجهالة، والرأي الفطير جداً، أنت تعيد النظر في الفكرة، ومنهاجها ، وفي الثوابت الأساسية .. وما هي علاقة الصلاة بالقرآن، والإعتراف للجنوبيين بأن يطوروا لغاتهم المحلية!؟ هل الصلاة بالقرآن ، منعت الشيعة الفرس، من تطوير لغتهم!؟ بل كم من المسلمين اليوم وعبر التاريخ، هم أصحاب لغات غير العربية، ثم هم يصلون بالقرآن!؟ إذا إقتنع هذا الأخ الجنوبي، بالإسلام، ما تقدمه الفكرة ـ من محتواه، فلن يصعب عليه أن يصلى بالقرآن ، وإذا لم يقتنع فهو وشأنه .. المشكلة الأساسية بالنسبة للسيد القاضي هي أنه يريد أن يجعل من فكره هذا الخام، علي ما فيه من ضعف وفجاجة، هو المرجع، ليس له فقط ولكن حتى بالنسبة للآخرين الذين يخاطبهم فهو بناءاً علي هذا الإطار المرجعي – عقله – يريد للجمهوريين ألا يطيعوا ، حتى في الأمور التي فيها نصوص مستفيضة من القرآن، والسنة، لأنها في تقديره الشخصي دروشة، أو لأنه حسب معرفته لم يجدها في كتب الفكرة .. وهو يريد للجمهوريين أن يعيدوا النظر في الحدود لتوفيق أوضاعهم مع الميثاق العالمي لحقوق الإنسان وكل هذا يدل علي خلل اساسي في فهم الظاهرة الدينية، من حيث هي، وفي مفهوم المعصية والطاعة في الإسلام .. وبصورة أوكد هنالك خلل أساسي، في مفهوم الإلتزام الفكري، والقيمي ، وهذا لنا إليه عودة .
    إنك لن تستطيع أن تجد، في مجال الطاعة والمعصية، أفضل ولا أدق وأعمق، من القاعدة الذهبية، التي وضعتها الفكرة، والتي حاولت أنت أن تطففها، وهي: (الطاعة بفكر والمعصية بفكر) .. وقد كان الفكر هو العنصر الغائب في كتاباتك التي نحن بصددها، ولذلك جاءت عبارة عن طاعة لعوامل داخلية، وربما تكون هذه العوامل إستجابة لعوامل خارجية، وبكل أسف هذه طاعة سلبية، تقوم علي قيم سلبية، مثل الكذب، الإختلاق، والتحريف، والتناقض، وهذه هي بالضبط الطاعة العمياء، فالطاعة المبصرة هي الطاعة التي تقوم علي الفكر، وحينها يطيع الإنسان قناعاته، أما الطاعة العمياء فهي لا تقوم علي الفكر ، وإنما تحركها أهواء النفس والتي تغيب نور الفكر. واهواء النفس ورغابئها، تكون دائماً إما تعبيراً عن خوف، أو طمع أو خوف وطمع معاً .

    يتبع ..

    خالد الحاج

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 08-11-2004, 06:45 AM)

                  

08-11-2004, 03:21 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو (Re: Omer Abdalla)

    فوق..

    كما أرجو من الأخ عمر أن يصحح بعض الأخطاء الطباعية..

    لقد أرسلتها لك يا عمر في رسالة ..
                  

08-11-2004, 03:53 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود يرد على السيد ابوبكر القاضي - الجزء الأو (Re: Omer Abdalla)

    عزيزي د. ياسر
    لقد قمت باجراء التصحيحات أعلاه .. جزيل الامتنان
    عمر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de